أخبار لبنان..توازن رعب» يدخل المواجهة في حسابات «الخسائر» القاتلة!..نصرالله لا يلتزم بوحدة الردّ على الاغتيالات الإسرائيلية..والدبلوماسية اللبنانية تنشط لكشف مخاطر انزلاقات الاحتلال..لبنان تغاضى ولا يزال عن التحذيرات الأميركية..قبرص وجهة مهجري العدو: بعثات أمنية أوروبية إلى لبنان..مقتل نجل شقيق بدرالدين بغارة جنوب لبنان..نصرالله: ردنا آت وسيكون قوياً ومؤثراً..وبيننا وبينهم الميدان..سموتريتش: على إسرائيل اغتيال نصر الله..ملفات استراتيجية عالقة على حبال الحرب والتسوية الكبرى..توسعة الحرب تتقدّم على الحل الدبلوماسي... ولبنان يقاومها بتطبيق الـ«1701»..

تاريخ الإضافة الأربعاء 7 آب 2024 - 4:23 ص    التعليقات 0    القسم محلية

        


«توازن رعب» يدخل المواجهة في حسابات «الخسائر» القاتلة!..

نصرالله لا يلتزم بوحدة الردّ على الاغتيالات الإسرائيلية..والدبلوماسية اللبنانية تنشط لكشف مخاطر انزلاقات الاحتلال

اللواء....أعطى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مؤشرات عن مسار المواجهة، سواءٌ على مستوى التكتيك او الاستراتيجية الهادفة الى منع اسرائيل من الانتصار على المقاومة الفلسطينية، وليس تدمير دولة اسرائيل. لم يمرّ خرق جدار الصوت، من قبل طيران الاحتلال الاسرائيلي العسكري، مرور الكرام، فأشار اليه السيد نصر الله في مطلع كلمته متسائلاً، عن الغباء الذي يهيمن على ذهنية رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو. وقال: «قد يلجأ العدو اثناء الكلمة الى خرق جدار الصوت من اجل استفزاز الاحتفال او إخافة الموجودين.. وهيدا يدل إنو عقلاتو كتير صغار». ورأت أوساط مراقبة لـ«اللواء» أن ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لم يعطِ أي شرح إضافي عن الرد الذي ينفذه الحزب، وهذا أمر طبيعي، لكن ما يستدعي التوقف عنده هو أنه ليس مطلوبا من سوريا وإيران الدخول في قتال دائم، قائلة أن الحرب النفسية متواصلة وأي سيناريو يلجأ إليه الحزب للرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر لم يتظهَّر بعد. اما بالنسبة الى احتمال الحرب الشاملة، فإن الأوساط نفسها اوضحت أن هناك سعيا لعدم نشوبها، وهذا ما تعكسه المعطيات الراهنة إلا إذا حصل تطور ليس في الحسبان. إلى ذلك، تحدثت الأوساط نفسها عن حملة تقودها المعارضة من أجل تجنيب لبنان الانغماس في الحرب، ومن شأنها أن تتكثَّف. على ان الصدمة الموجعة يوم امس، قبل وبعد الاحتفال بذكرى مرور اسبوع على استشهاد القيادي في المقاومة فؤاد علي شكر تمثل بأمرين:

الاول، تسمية قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار، رئيساً للحركة خلفاً للشهيد اسماعيل هنية.

والثاني: باستهداف حزب الله مقر قيادة لواء غولاني ومقر وحدة إيجور 621 في ثكنة شراغا شمال عكا، واستخدام صواريخ اكثر تطوراً.

وقال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان «الانتظار الاسرائيلي على مدى اسبوع هو جزء من العقاب والردّ، فالمعركة هي معركة نفسية وسلاح ودمار، ونحن نتصرف بروية وشجاعة لا بانفعال». واضاف: الردّ آتٍ قوياً فاعلاً من ايران وحزب الله واليمن. واكد نصر الله: ايران سترد وحزب الله سيرد واليمن سيرد، والمهم في هذه الجهات الثلاث ان العزم والقدرة موجودة، ولكن بتأنٍ وروية. وطالب نصر الله سكان حيفا بالاستعداد لأي سيناريو، مشيراً الى ان المشروع الحقيقي لنتنياهو وحلفائه هو جعل الاردن وطناً بديلاً للفلسطينيين. وقال: المصانع الاسرائيلية في الشمال يمكن تدميرها في ساعة واحدة. وأكد: حساب العدو في الذهاب الى حرب واسعة حساب معقد، وعندما يريد الذهاب الى حرب لا يحتاج الى ذريعة. واشار الى بعض ما قيل انه ابواق وبعض الاعلام، بالقول: لا نريد منكم دعماً ولا تأييداً، لكن لا تطعنوا المقاومة بظهرها، ولا تكونوا شركاء بالحرب النفسية، وليكن الحد الادنى من الاخلاق والوطنية عبر سلوككم. ودعا الى فهم حجم مخاطر ما يجري في المنطقة، ملاحظاً ان البعض في لبنان يعربون عن خوفهم اذا انتصرت المقاومة في المعركة، وأنا اقول لهم عليكم الخوف من انتصار العدو، ومن لا يؤيدنا في لبنان، نطلب منه الا يطعن المقاومة في الظهر، او يشارك في الحرب النفسية ضدنا. واوضح: المقاومة ليست في وارد ان توظف اي انتصار لها في الداخل اللبناني، ولا تخافوا من انتصارها، ويجب ان تخافوا من انتصار العدو، وأن تدركوا حجم مخاطر ما يجري في المنطقة. واشار الى ان الاحتلال يستعين بالولايات المتحدة، ودول غربية لحمايته لانه ليس قادراً على حماية نفسه. وعلى جبهة الاحتلال، دعا الوزير المستقيل بيني غانتس الى «زيادة الضغط العسكري والاستهداف المباشرل للبنى التحتية في لبنان، وأن الحكومة ستحظى بالدعم في كل خطوة هجومية».

رسمياً، كشف الرئيس نجيب ميقاتي ان الاتصالات التي اجراها ساعدت على تكوين القناعة لدى «اصدقاء لبنان» بضرورة الضغط على اسرائيل لعدم الانزلاق بالاوضاع الى ما لا يمكن توقع نتائجه وتداعياته، داعياً للاهتمام بما يخفف معاناة اللبنانيين وهواجسهم، لا تأجيج السجالات العقيمة. ومن القاهرة، اعلن وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب بعد لقاء نظيره المصري بدر عبد العاطي ان «التصعيد الاسرائيلي في المنطقة يقوّض الاتصالات والجهود التي تبذلها مصر للتهدئة، معتبراً ان توسع رقعة الحرب اصبح جدياً في حال لم يتحرك المجتمع الدولي.. مقدماً الشكر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية على الوقوف الى جانب لبنان. وأشار عبد العاطي إلى أن الظرف الإقليمي معقد وبالغ الخطورة، مشددا على أن مصر تدين الاعتداءات التي يتعرض لها لبنان، لاسيما القصف الذي تعرضت له الضاحية الجنوبية ونحن كقيادة وحكومة وشعب متضامنون مع لبنان وشعبه. واذ دعا كافة أطراف الصراع لتجنب الانزلاق في حرب إقليمية شاملة، مشيرا إلى أن السياسات التصعيدية لن تؤدي إلا إلى مزيد من العنف، أكد دعم مصر الكامل لتنفيذ القرار 1701، مشددا على ضرورة التنفيذ الفوري لهذا القرار بشكل كامل من جانب كافة الأطراف المعنية.

الكهرباء: إضراب وبنك دولي

حياتياً أعلنت نقابة عمال ومستخدمي كهرباء لبنـان عن اضراب تحذيري اليوم، وترأس ميقاتي اجتماعا ضم المدير الإقليمي لدائرة الشرق الاوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه، رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك ومستشاري رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس وسمير الضاهر. خصص الاجتماع للبحث في المواضيع التي ستدرج على جدول اعمال البنك الدولي في اجتماعات شهر ايلول المقبل، ومن ضمنها مشروع يتعلق بقطاع الكهرباء في لبنان.

الوضع الميداني

وليلاً، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدة كفركلا، وهو استهدف محيط مركز البلدية. وكانت طائرات الاحتلال قصفت بلدة ميفدون مما ادى الى سقوط 5 شهداء، نعاهم حزب الله اضافة الى شهيد آخر.. وأعلن «حزب الله» «رداً على ‏اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، استهدف مجاهدو ‏‏‏‏المقاومة ‏الإسلامية مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة افيفيم بالأسلحة ‏المناسبة واصابوه إصابة مباشرة». واعلن انه استهدف «تجمعاً لجنود ‏العدو الإسرائيلي قرب موقع بركة ريشا بصواريخ بركان». ايضا، اعلن انه «ورداً على بلدة عبّا في الجنوب، شنّ هجومًا جويًا بطائرات مسيّرة على مقر قيادة لواء غولاني ووحدة إيغوز 621 في ثكنة «شراغا» شمال عكا محققًا إصابات دقيقة». وقد اشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى إصابة شخصين أحدهما حالته حرجة بعد سقوط مسيَّرة لـ«حزب الله» في نهاريا. واشار موقع واللا العبري الى ارتفاع عدد المصابين في هجوم المسيَّرات إلى 6 بينهم اثنان في حالة حرجة. وتحدث رئيس بلدية نهاريا عن اصابات وأضرار مادية في الهجوم المسيَّر لحزب الله على نهاريا. واعلن حزب الله ايضا «اننا استهدفنا ملالة إسرائيلية في محيط موقع رويسات العلم بالصواريخ الموجهة وحققنا إصابة مباشرة ما أدى إلى تدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح». كما  قصف «موقع المرج بقذائف المدفعية وحقق فيه إصابة مباشرة». وحسب المعلومات فإن 20 جريحاً اصيبوا في نهاريا.

لبنان تغاضى ولا يزال عن التحذيرات الأميركية

الاخبار..تقرير هيام القصيفي... بين تطمينات غير فعلية وتحذيرات فعلية، يضيق هامش ما يُنقل عن الأميركيين من أن إسرائيل جادّة في ما قد تقدم عليه. المفارقة أنه بين اعتماد القنوات الأميركية للتفاوض اللاحق والقفز فوق التحذيرات، يتجه الوضع إلى توقّع الأسوأ........منذ ما قبل تنفيذ إسرائيل عمليتَي الاغتيال في الضاحية الجنوبية وطهران، تسود في لبنان انطباعات في غير محلها عن الموقف الأميركي والتقديرات حول مستقبل النظرة الإسرائيلية وخلفها واشنطن إلى وضع حزب الله.في الأشهر الأخيرة حاولت واشنطن، بحسب مطّلعين على تحركاتها في بيروت والنقاشات داخل الإدارة الأميركية، تحييد لبنان عن أي مفاعيل يمكن أن تسقطها إسرائيل على الساحة اللبنانية. ظل الترسيم البحري واجهة أولى ترسم حداً فاصلاً بين نظريتين، الأولى تقول إن حزب الله قادر في لحظة التسوية على صياغة ترتيب ميداني يضمن أمن الجنوب وشمال إسرائيل، وثانية تقول إن الفرصة سانحة مع اندلاع حرب غزة ووقوف حزب الله إلى جانب حماس في حرب مساندة مفتوحة، لشلّ الحزب آنياً ومستقبلياً. وكان بعض الأوروبيين منحازاً إلى الخيار الأول، وفُسرت علاقة دول وأجهزة استخبارات أوروبية بحزب الله لبنانياً بأن ما يُحضّر لغزة لن يصل بالضرورة إلى حزب الله ولبنان، إلا بالمعنى الضيق المُحتسب بدقّة. الانطباع الخاطئ الذي تعمّم في الأسابيع الأخيرة بأن الخيار الأول هو المُرجّح، لم يأخذ في الاعتبار أن ما يُناقش أميركياً أصبح أكثر وضوحاً كقرار عسكري وأمني وسياسي كما ظهر في الأيام القليلة الماضية، مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن. وكذلك كان لا بد للنقاش الأميركي أن يتطور مع إسرائيل إلى الحد الذي يجعل الخيار الثاني أكثر قابلية للتطبيق، مهما كان الاختلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين في العلاقة مع نتنياهو. مفارقة التعامل في لبنان مع التطورات منذ حادثة مجدل شمس، الذهاب بعيداً في تصوير الانتخابات الأميركية عائقاً أمام محاولة إسرائيل فرض إيقاعها على الإدارة الراحلة أو المقبلة، وفي عدم التقاط الإشارات المباشرة والرسائل التي وُجّهت عبر دول في المنطقة، بأن إسرائيل تتصرف على أنها قادرة على سحب واشنطن إلى حيث تريد وليس العكس. ورغم أن رسائل واشنطن تجاه لبنان لتحييده صحيحة بالكامل، لكنها في الوقت نفسه دأبت على التذكير بأن لإسرائيل وجهة نظر مغايرة تماماً، تتعلق بالنظرة المستقبلية إلى أمنها من خلال ما حصل في غزة وتدريجاً على حدودها الشمالية. هذا كله يؤدي إلى أن ردة الفعل الإسرائيلية على حدث مجدل شمس، صبّت في الإطار الذي كان يُنقل إسرائيلياً وأميركياً إلى لبنان. لذا جاءت موجة التطمينات الأخيرة محلية أكثر منها أميركية، ومفتعلة بالقدر الذي يرسم المشهد اللبناني على أنه لا يزال قبل 7 تشرين الأول، علماً أن الأميركيين أنفسهم أبلغوا بوضوح عن صعوبة تقبّل إسرائيل جنوب لبنان كما كان قبل 7 تشرين، لكن الترجمة اللبنانية جاءت مخفّفة رغم وضوح التحذيرات الأميركية بعدم تراجع إسرائيل وبوقوف واشنطن إلى جانبها كما حصل منذ تشرين الأول. في كل ذلك، يمكن قراءة مرحلة ما بعد العملية الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية، واحتمالات توسّع الردود والضربات وصولاً إلى الحرب الموسّعة من دون تحديد مواعيد لها، من منظار أميركي استناداً إلى ما تعتمده تل أبيب. بخلاف الانشغال الأميركي بالانتخابات الرئاسية، استفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي في واشنطن من حشد أجهزة عسكرية ودوائر الأمن والاستخبارات وراء فكرة الردّ المزدوج، وتبعاً لذلك تساوى في وجهة نظر إسرائيل أي رد إيراني أو من جانب حزب الله، على العمليتين الإسرائيليتين، بمعنى أن إسرائيل هي التي تريد وضع خطوط حمر لما يمكن أن تتعرض له، وليس لما يمكن أن تقوم به. فما تقوم به أسقط هذه الخطوط، وهي تتّكئ على أن حجم الاعتراض في المنطقة على ما تفتعله أو تردّ به محدود. ثمة دول تدخل في منظومة الأمن الأميركية في المنطقة ومحسوم تالياً موقفها إلى جانب واشنطن وإسرائيل، ودول تتفرج، وأخرى تنأى بنفسها عن الوضع اللبناني، وهو ما يصبّ في مصلحة رغبة إسرائيل في الذهاب بعيداً في تصعيدها ضد حزب الله. أي إن مشهد ما حصل في حرب تموز، عربياً ودولياً، لن يتكرر اليوم، وحتى داخلياً. وهنا ثمة مفارقات تتعلق باحتساب دقيق، وسط موجة التصعيد والضغط الدولي على لبنان، عبر خطوات عملانية، وليس فقط ما أثير حول المطار والرحلات الجوية، حول حقيقة الموقف الداخلي من أي دخول للحزب في حرب موسّعة. وهنا توضع الحسابات لدى حزب الله في رؤيته لما يمكن أن يواجه به داخلياً، في ظل ردة الفعل المعارضة له من القوى السياسية والطائفية. صحيح أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط تصرّف بحكمة بعد مجدل شمس، لكن الصحيح كذلك أن خطوته منفردة عن أي عمل يتعلق بتوسيع الحرب، وقاعدته معارضة لذلك، كما القاعدة السنية والمسيحية. ومهما كان اتجاه بعض القواعد السنية في التماهي مع غزة وجرى التعبير عن ذلك في بعض الساحات المحلية، إلا أن توسّع الحرب مع حزب الله تحديداً يأخذ منحى مختلفاً. كذلك الأمر بالنسبة إلى القوى المسيحية المعروف موقفها كمعارضة للحزب. أما الحلفاء وتحديداً التيار الوطني الحر فوضعيته الحالية مختلفة عما كان عليه الأمر في حرب تموز، وإن كانت هناك دوائر قيادية ودينية مقرّبة من التيار تقف موقفاً لا لبس فيه إلى جانب حزب الله. وهذه حسابات داخلية يدرسها من يُعنى بإدارة المعركة في حال توسّعها وكيفية التعامل معها إذا توسّعت العمليات العسكرية. ويضاف ذلك إلى درس دقيق لكل الخيارات المتعلقة بوضع المنطقة بشكل عام تحت وطأة ارتفاع مستوى المخاطر بين إسرائيل وإيران.

قبرص وجهة مهجري العدو: بعثات أمنية أوروبية إلى لبنان

الأخبار .... على هامش الاتصالات السياسية التي تجريها بعثات دول غربية وعربية في لبنان بشأن الوضع على الجبهة مع العدو، باشرت دول أوروبية ومن القارة الأميركية تفعيل خطط عمليات إجلاء العاملين في بعثاتها لدى لبنان وكيان الاحتلال، مع التركيز في هذه المرحلة على إجلاء عائلات الموظفين إلى بلدانهم الأصلية، وتقليص عدد الموظفين الأجانب في البعثات، خصوصاً من يمكن الاستغناء عن خدماتهم أو يمكنهم القيام بها عن بعد.وعلمت «الأخبار» أن المنظمات التابعة للأمم المتحدة في لبنان، بما فيها قوات «اليونيفل»، باشرت عملية إجلاء عائلات موظفيها الأجانب إلى خارج لبنان. وطلبت إدارة المنظمات من أفرادها الموجودين في الخارج لقضاء إجازاتهم العودة وحدهم من دون أفراد عائلاتهم. وبحسب المعلومات، فإن القرار اتُّخذ في نيويورك بناءً على تقديرات الجهات المعنية بأمن البعثات في المنظمة، وهو يقتصر على العائلات فقط، فيما فُرض على الموظفين البقاء في أماكن عملهم، والخضوع لإجراءات تنقّل وفق بروتوكول خاص، وهو ما انعكس أيضاً على بعض الموظفين اللبنانيين، خصوصاً في المناطق القريبة من الجنوب، بمن في ذلك العاملون مع «اليونيفل» والذين سُمح لبعضهم بالعمل من المنزل. وبعد مراجعة موظفين قيادة «اليونيفل» حول التوقعات للمرحلة المقبلة، لم يحصلوا على جواب واضح، وأُبلغوا كما في السابق بأن «حالة اللايقين المصحوبة بدرجة توتر عالية» توجب العمل بإجراءات جديدة، وأن الأفضل عدم مواجهة حالة طوارئ في وجود العائلات لتسهيل مهمة إدارة المنظمات في حالة حصول تطورات كبيرة. ورفعت قوات «اليونيفل» مستوى التحذير إلى الدرجة الرابعة. ويقول عاملون فيها إن هناك «قلقاً شديداً من احتمالات حصول حرب واسعة، واتُّخذت إجراءات لحماية الجنود مع تقييد واسع للحركة، من دون تعطيل الدوريات في منطقة العمل جنوب نهر الليطاني، بالتنسيق مع السلطات اللبنانية». وفي بيروت، عمدت سفارات عدة إلى تقليص عدد العاملين فيها، وطلبت من بعضهم المغادرة مع عائلاتهم. لكن أي سفارة لم تقم حتى الآن بتنفيذ خطة إخلاء طارئة، فيما تبقى التبليغات التي تصدر عن بعض السفارات إلى رعاياها المقيمين في لبنان، في إطار التحذيرات التقليدية. إلى ذلك، تلقّت السفارة السورية في بيروت اتصالات، واستقبلت موفدين من بعثات دولية مختلفة، ولا سيما من سفارات دول أميركا اللاتينية وبعض الدول الأوروبية في لبنان، للبحث في آلية للتنسيق مع السلطات السورية، في حال استدعت الحاجة عملية إجلاء عبر مطار دمشق أو باتجاه مطار عمان. وقالت مصادر السفارة السورية إنها أبلغت المتصلين بها استعدادها للتعاون، بعد تلقّيها تعليمات من وزارة الخارجية في دمشق في هذا الشأن. وعلى جبهة الفرق الإعلامية، يتدفّق صحافيون في مؤسسات صحافية عالمية إلى لبنان، فيما زُوّدت مكاتب هذه المؤسسات في بيروت بتجهيزات تقنية، ولا سيما الخاصة بالاتصالات والإنترنت.

استنفار في قبرص

من جهة أخرى، تشهد جزيرة قبرص نشاطاً لافتاً للبعثات الدبلوماسية، خصوصاً الأوروبية، في ما يتعلق بحالات الطوارئ. وعلمت «الأخبار» أن البريطانيين استقدموا فرقاً أمنية وعسكرية ولوجستية إلى قبرص، نُقل بعضها إلى بيروت. كما جهّزت ألمانيا طائرات نقل كبيرة لاستخدامها في حال أي قرار بإجلاء موظفين أو رعايا من لبنان أو كيان الاحتلال عبر قبرص. واستقبلت الجزيرة، في الأسبوعين الماضيين، عدداً كبيراً من الوفود الدبلوماسية والأمنية، خصوصاً بعد اغتيال العدو الشهيدين إسماعيل هنية في طهران وفؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتهديد إيران وحزب الله بالردّ. وفيما زاد عدد الرحلات الجوية من لبنان إلى قبرص بنسبة محدودة، بعدما تحوّلت الأخيرة إلى محطة ترانزيت عقب تجميد شركات طيران عالمية رحلاتها إلى مطار بيروت، شهد عدد الرحلات من تل أبيب إلى مطار لارنكا ارتفاعاً كبيراً من 6 رحلات إلى 18 رحلة يومياً، ومن 3 رحلات إلى 10 رحلات يومياً إلى مطار بافوس.

السفارة السورية في لبنان تتلقّى طلبات لتنسيق إجلاء رعايا أجانب عبر مطار دمشق

وفعّلت الحكومة القبرصية خطة «إستيا» (estia) التي تُعنى بإجلاء رعايا قبارصة ودول أخرى من مناطق النزاعات والحروب وفي حالات الكوارث الطبيعية، وتشارك فيها فرق خاصة بإدارة الأزمة من وزارات الخارجية والداخلية والدفاع والعدل. وسبق أن فُعّلت الخطة في مرات سابقة، خصوصاً في الأسابيع الأولى التي تلت اندلاع معركة «طوفان الأقصى». وهي عبارة عن عملية معقّدة لإجلاء آمن للمواطنين القبارصة ومواطني الاتحاد الأوروبي من أي منطقة نزاع في الشرق الأوسط عبر الأراضي القبرصية. وبحسب طبيعة النزاع وخطورته، تتكوّن الخطة من 4 مراحل، وتشتمل على تنسيق فرق طبية وأمنية وعسكرية تستخدم المرافق الرئيسية من موانئ ومطارات وقدرات لتنفيذ عمليات الإجلاء لمهاجرين أو نازحين. ونقل زوار العاصمة القبرصية أن الحكومة تدرس طلبات دول عدة بشأن عمليات الإجلاء في حال اندلاع حرب كبرى في المنطقة، وأن إدارة الأمن والخارجية في الجزيرة تدرس احتمال تدفّق لاجئين إليها من لبنان وإسرائيل، وقد طلبت من جهات مختصة إعداد مقترحات تشتمل على فكرة إقامة مخيمات كبيرة في حال وصلت الأمور إلى حد نزوح عشرات الآلاف من البلدين. من جانبها، أقرّت الحكومة الألمانية وضعَ طائرات نقل وقطع بحرية وقوات، نُقل بعضها إلى قبرص من أجل المساعدة في إجلاء الرعايا الأوروبيين من لبنان ودولة الاحتلال إلى بلدانهم عبر الجزيرة، علماً أن قوات «اليونيفل» سبق أن أعدّت خطة طوارئ في حالة الحرب الشاملة ووجود خطر كبير على أفرادها، وتقضي باستخدام سفن حربية أو تجارية لنقل القوات إلى قبرص كمحطة أولى.

مواجهة «حزب الله» وإسرائيل تتسع..وأيام قتالية في الأفق

مقتل نجل شقيق بدرالدين بغارة جنوب لبنان..

وسقوط إسرائيليين بمسيّرات الحزب في نهاريا

الجريدة...منير الربيع ....مع ازدياد المخاوف من اتساع رقعة النزاع بالمنطقة في حال شنت إيران وحلفاؤها هجوماً على إسرائيل، رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران، دخل «حزب الله» في بروفة قتالية مع الاحتلال، بانتظار انتقامه الكبير للقيادي العسكري فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية الأسبوع الفائت. مع توجّه الأنظار إلى رد طهران على اغتيال ضيفها، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وتداعياته على المنطقة، أصبح التعاطي مع الوضع العسكري في لبنان وجنوبه أمام تصعيد حتمي سيصل إلى مواجهة واسعة أو أيام قتالية، وفق استنتاجات دولية ودبلوماسية ومحلية، وبناء عليها يتم التحضير للمرحلة المقبلة. وبينما يخوض المجتمع الدولي سباقاً مع الزمن لتجنّب تصعيد عسكري بين إيران وحلفائها ضد إسرائيل، مددت شركات الطيران تعليق الرحلات وكثفت السفارات عمليات الإجلاء، والحث على المغادرة ووضعت خططاً لاحتمال توسّع الحرب، فيما تتحضر مؤسسات الدولة اللبنانية لما هو أسوأ، لا سيما وزارة الصحة التي تلقت دعماً ومساعدات من منظمة الصحة العالمية بشكل طارئ، أما القوى السياسية والأحزاب فجميعها تبحث في كيفية التعاطي مع الحرب ونزوح المزيد من الجنوب وضاحية بيروت. وبعد زيارة أمين مجلس الأمن الروسي، سيرغي شويغو، إلى إيران، تلقى لبنان وحزب الله المزيد من الرسائل الروسية المحذرة من الوقوع في فخ ينصبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاستدراج الجميع لحرب واسعة. تبدي الرسالة الروسية قلقاً على تطورات الأوضاع ومن أن يستغل نتنياهو أي ردّ سيقدم عليه الحزب لتوسيع حربه بالمنطقة واستدراج الولايات المتحدة لها. بروفة قتالية لكن الوقائع الميدانية بدت مختلفة عن كل ما يتصل بالمساعي السياسية للجم التصعيد، فبعد ساعات من تصفيتهم أحد كوادر الوحدة الصاروخية بالحزب مع اثنين آخرين في بلدة عبا، واصل الإسرائيليون عملياتهم المكثفة مركّزين على الاغتيال، واستهدفوا مبنى من 3 طوابق ببلدة ميفدون البعيدة عن الحدود بنحو 40 كلم، كان بمنزلة غرفة عمليات للحزب، مما أدى إلى مقتل 5، بينهم 3 كوادر أساسيين، أحدهم ابن أخ القيادي مصطفى بدرالدين، المتهم باغتيال الرئيس رفيق الحريري، والذي اغتيل بسورية عام 2016. وهذه العمليات رد عليها «حزب الله» بعنف من خلال شن هجمات مركّبة على مواقع ومستوطنات، طالت لأول مرة نهاريا بشكل مباشر، مما أدى إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى بعضهم بإصابات بالغة، كما شنّ هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات على مقر قيادة لواء غولاني ومقرّ وحدة إيغوز 621 في ثكنة شراغا، شمال عكا المحتلة. وبهذه العمليات يمكن الحديث عن الانتقال إلى مرحلة جديدة من المواجهات أكثر سخونة بانتظار الضربة العنيفة التي ينوي الحزب تنفيذها رداً على استهداف الضاحية الجنوبية واغتيال القيادي العسكري الكبير فؤاد شكر. ووفق المعلومات القريبة من الحزب، فإن الردّ على استهدف الضاحية سيكون حتمياً وجدياً وعنيفاً لإعادة تعديل موازين القوى العسكرية وإحياء منظومة الردع وتوازن الرعب مع الإسرائيليين، رافضاً أي وساطة لتخفيف حدّته. وفي غزة، قال جيش الاحتلال إن قواته قتلت 45 فلسطينياً خلال 24 ساعة، بينهم قائد كتيبة الفرقان جابر عزيز، بعد اشتباكات عنيفة قالت حركة حماس إنها دمرت خلالها ناقلتَي جند ودبابتين في كمين بالقرب من مدينة رفح. إصابة أميركيين بقاعدة عين الأسد... وبايدن يأمر بلينكن بالعمل ليل نهار لمنع حرب إقليمية وفي الضفة الغربية، نفّذ الاحتلال عمليات شملت اقتحام مدينة جنين ومخيمها، وأدت إلى استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة 10، فيما أصيبت شرطية إسرائيلية في عملية طعن جنوب مدينة القدس ومقتل المهاجم. وعلى وقع تزايد المخاوف من التصعيد الإقليمي، شهد العراق تطوراً كبيراً تمثل بإصابة أميركيين بقصف صاروخي استهدف، أمس الأول، قاعدة عين الأسد الجوية بالعراق، في هجوم يأتي بُعيد مقتل 4 مقاتلين موالين لإيران في غارة أميركية. وأعلن الإعلام الأمني العراقي أن الاعتداء حصل بواسطة صاروخين انطلقا من عجلة (مركبة) تم ضبطها لاحقاً و»بداخلها 8 صواريخ من أصل 10 كانت مُعدة للإطلاق»، مؤكدة رفض حكومة محمد السوداني تحويل العراق ساحة لتصفية الحسابات وخلط الأوراق، وتنفيذ أي اعتداء من داخل العراق أو خارجه، يستهدف مصالحه أو قواعده أو البعثات الدبلوماسية وأماكن وجود مستشاري التحالف الدولي، وكل ما من شأنه رفع التوتر في المنطقة، أو جرّ العراق الى أوضاع وتداعيات خطيرة». وفيما أوضحت «البنتاغون» أن «أفراد القاعدة يجرون تقييماً للأضرار بعد الهجوم»، ناقش الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس «خطوات الدفاع عن القوات الأميركية، والرد على أي هجوم ضدها بالطريقة والمكان المناسبين». وفي حين اعتبر وزيرا خارجية مصر بدر عبدالعاطي، ولبنان عبدالله بوحبيب، أن التوصل إلى إيقاف إطلاق النار في قطاع غزة «السبيل الوحيد» لتجنب اندلاع حرب إقليمية بالمنطقة، يخوض المجتمع الدولي سباقاً مع الزمن لتجنب تصعيد عسكري بين إيران وحلفائها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، مع تأكيد واشنطن أنها تعمل «ليلاً نهاراً» لمنع اندلاع حرب إقليمية. وعقد بايدن اجتماعاً طارئاً في البيت الأبيض طالب خلاله وزير الخارجية أنتوني بلينكن بوقف لإطلاق النار في قطاع غزة، حيث أدّت الحرب إلى حلقة عنف في الشرق الأوسط. وقال بلينكن: «نحن منخرطون في دبلوماسية مكثّفة ليلاً ونهاراً لتوجيه رسالة مفادها بكل بساطة أنه يجب على جميع الأطراف الامتناع عن التصعيد»، مضيفاً: «من الأساسي أن نكسر هذه الحلقة من خلال التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة». وتعهّد القادة الإيرانيون، كذلك حزب الله اللبناني، و»حماس» الفلسطينية بالانتقام لمقتل هنية وشكر، وتوعد المرشد الأعلى علي خامنئي بإنزال «عقاب قاسِ» بإسرائيل، متهّماً إياها باغتيال «ضيفه العزيز في بيته». هجوم وشيك؟ وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مساء أمس الأول «لا نسعى بأي حال من الأحوال إلى توسيع نطاق الحرب والأزمة في المنطقة»، لكن إسرائيل «ستتلقى بالتأكيد الردّ على جرائمها وغطرستها». وقال نتنياهو ليل الأحد «نحن مصمّمون على مواجهة» إيران وحلفائها «على كل الجبهات، في كل الساحات، قريبة كانت أم بعيدة»، لافتاً إلى أن إسرائيل «تستعد لجميع السيناريوهات، هجوميًا ودفاعيًا». والاثنين، وصل قائد القيادة الأميركية الوسطى (سنتكوم)، مايكل كوريلا، إلى إسرائيل لتقييم الوضع الأمني، فيما بحث بايدن مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني التطورات الإقليمية، وتحدث بلينكن مع رئيس وزراء قطر محمد بن عبدالرحمن ووزير خارجية مصر بدر عبدالعاطي، وهما اللاعبان الرئيسيان في المفاوضات بين إسرائيل و»حماس». وشدد بلينكن أيضاً على ضرورة تهدئة التوتر الإقليمي، وذلك في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني. وقبل عقد منظمة التعاون الإسلامي اليوم اجتماعًا بناء على طلب فلسطين وإيران، للتوصل إلى «موقف إسلامي موحّد» في المنطقة، دعا كلّ من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان «جميع الأطراف» إلى «التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وخفض التصعيد». «التحالف» ينصح نتنياهو بعدم المبالغة بالرد على الرد نصح مسؤولون في التحالف الدولي، رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين بـ«عدم المبالغة» في الرد على الهجوم الإيراني المتوقع، رداً على اغتيال زعيم «حماس» إسماعيل هنية. وكشفت هيئة البث العبرية عن تلك النصيحة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، بالتزامن مع زيارة يجريها قائد القيادة الوسطى الأميركية «سنتكوم» مايكل كوريلا، إلى إسرائيل. ونقلت الهيئة عن مصادر أن أوساط التحالف الذي تشارك به بريطانيا وفرنسا ودول أخرى يسودها حالة من القلق الشديد جراء الضربة المتوقعة وإمكانية رد إسرائيلي عليها قد يفتح المجال لاندلاع حرب إقليمية. تضارب بشأن اختيار درويش خلفاً لهنية ذكرت قناة العربية، أمس، أن «حماس» اختارت محمد إسماعيل درويش رئيساً للمكتب السياسي، خلفاً لإسماعيل هنية، الذي اغتيل في مقر إقامته بالعاصمة الإيرانية طهران، فيما نفت مصادر داخل الحركة الفلسطينية الأمر. ووفقاً لمصادر القناة السعودية، فإن رئيس «حماس» الجديد يقيم في قطر. وفي وقت سابق أمس، كشفت قناة الأخبار 12 العبرية عن «رجل ظل» في «حماس»، مقرّب من إيران، قالت إنه بات الأقرب لتولي منصب هنية. ويعد اختيار خليفة لهنية إحدى الإشكاليات المطروحة بشأن مستقبل الحركة سياسياً وعسكرياً.

نصرالله: ردنا آت وسيكون قوياً ومؤثراً.. وبيننا وبينهم الميدان

الجريدة...قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الثلاثاء إن حزبه وإيران «ملزمان بالرد» على اسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية وقائد عمليات حزبه في جنوب لبنان فؤاد شكر، «أياً تكن العواقب». وجاء موقفه على وقع مخاوف من انزلاق التصعيد إلى مواجهة إقليمية. وفي كلمة ألقاها خلال حفل تأبين لشكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، أوضح نصرالله أن إيران بعد مقتل هنية «تجد نفسها ملزمة بالرد والعدو ينتظر بتهيب كبير وضياع» وأن حزب الله كذلك «يرى نفسه ملزماً بالرد» بعد مقتل شكر. وأضاف «ردنا آتٍ، قوياً مؤثراً فاعلاً»، مؤكداً أنه «وحدنا أو في إطار رد جامع لكامل المحور (محور المقاومة الذي تقوده طهران)، هذه معركة كبيرة ودم غال وعزيز واستهداف خطير لا يُمكن أياً تكن العواقب أن تمر عليها المقاومة هكذا». وقُتل شكر مع مستشار إيراني كان برفقته إضافة الى خمسة مدنيين في ضربة استهدفت شقة الثلاثاء الماضي في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت. وبعد ساعات، تم إعلان مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران، بضربة نُسبت أيضاً إلى اسرائيل. وإثر مقتلهما، توعدت إيران وحلفاؤها بينهم حزب الله، بالرد على اسرائيل، التي أكدت بدورها استعدادها «هجومياً ودفاعياً». واعتبر نصرالله أن «الانتظار الاسرائيلي على مدى أسبوع هو جزء من العقاب، هو جزء من الرد، هو جزء من المعركة»، مشيراً إلى أن «الإسرائيلي هو الذي اختار التصعيد، وهو من اعتدى على ايران»، وفي موازاة تأكيد حرص حزبه على «شعبنا وبلدنا وعلى أمن بلدنا وعلى بنيته التحتية»، شدد على أنه «لا يُمكن أن نُطالب من أحد، لا في لبنان ولا في خارج لبنان، أن نتصرف مع العدوان الذي حصل الثلاثاء الماضي على أنه عدوان طبيعي في سياق المعركة القائمة منذ عشرة أشهر»، منذ بدء التصعيد مع اسرائيل على وقع الحرب في غزة. وكانت إيران أكدت رغبتها في تجنب «تصعيد التوترات»، لكن مع تمسّكها بـ«حقها» في الرد و«ردع» إسرائيل التي تتهمها منذ أعوام بتنفيذ هجمات على أراضيها. وعلى وقع ارتفاع منسوب التوتر، عزّزت الولايات المتحدة منظومتها العسكرية في المنطقة، ونشرت مزيداً من السفن الحربية والطائرات المقاتلة لحماية جنودها وحليفتها إسرائيل، مؤكدة في الوقت ذاته بذل جهود دبلوماسية لتجنب التصعيد. وقال نصرالله في هذا السياق «الأميركيون يقولون لإيران ولبنان والجميع انتظروا قليلاً واعطونا القليل من الوقت لاننا نعمل من أجل وقف الحرب في غزة، ويسألوننا أليس هدفكم وقف الحرب في غزة؟». وتابع «نعم الهدف وقف العدوان على غزة والحرب على الشعب الفلسطيني، لكن من يُمكن أن يثق بالأميركيين بعد عشرة أشهر من الخداع والنفاق والكذب على كل المجتمع الدولي وشعوب العالم؟». وأسفرت ضربات إسرائيلية الثلاثاء على جنوب لبنان عن مقتل ستة مقاتلين من حزب الله، وفق مصدر أمني لبناني، نعاهم الحزب لاحقاً، وقُتل خمسة منهم في ضربة استهدفت منزلاً في بلدة ميفدون. وتبنى الحزب استهداف مواقع عسكرية عدة، بينها ثكنة كيلع «بعشرات صواريخ الكاتيوشا» رداً على «الاغتيال الذي نفّذه العدو الاسرائيلي في ميفدون». وفي وقت سابق، أعلن الحزب استهداف ثكنة شراغا شمال مدينة عكا «بسرب من المسيرات الانقضاضية» رداً على مقتل أحد عناصره الاثنين، قالت اسرائيل إنه كان قائداً في وحدة الرضوان، قوات النخبة في حزب الله.

غارات وهمية إسرائيلية فوق بيروت

الجريدة...اخترقت طائرات حربية إسرائيلية حاجز الصوت ثلاث مرات فوق بيروت في أقل من 30 دقيقة اليوم الثلاثاء مما أدى إلى انفجارات صوتية مدوية دفعت الناس في العاصمة اللبنانية إلى الركض بحثاً عن ملجأ قبل كلمة للأمين العام لجماعة حزب الله المتحالفة مع إيران. وحلّقت طائرات حربية إسرائيلية على ارتفاع منخفض فوق بيروت اليوم الثلاثاء، وقال شهود إنهم تمكنوا من رؤية الطائرات بالعين المجردة ونتج عنها أكبر الانفجارات الصوتية التي سمع السكان دويها منذ سنوات. وشاهد مراسل رويترز الناس في مقهى بمنطقة بدارو في بيروت يتفرقون بينما كان الصوت يدوي في أنحاء المدينة. وحلقت الطائرات قبل دقائق من بدء الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله القاء كلمة بمناسبة مرور أسبوع على مقتل فؤاد شكر أكبر قائد عسكري بالجماعة اللبنانية، والذي قُتل في غارة إسرائيلية الأسبوع الماضي في الضاحية الجنوبية في بيروت. وتوعد حزب الله بالرد على عملية الاغتيال التي وقعت عشية اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» في طهران في هجوم اتهمت إسرائيل بتنفيذه، لكن إسرائيل لم تؤكد أو تنف مسؤوليتها عن الهجوم. ودفعت عمليتا الاغتيال بالمنطقة إلى شفا حرب مع توعد إيران أيضاً برد شديد.

ميقاتي: العدوان الإسرائيلي على ضاحية بيروت عزز المخاوف من «الحرب الشاملة»..

الراي...قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم الثلاثاء، إن «العدوان» الإسرائيلي الأخير على ضاحية بيروت الجنوبية «زاد من تعقيدات الوضع القائم وعزز المخاوف من مواجهات ميدانية من شأنها أن تدفع الأمور نحو الحرب الشاملة».وجدد ميقاتي في بيان صادر عن مكتبه، المجتمع الدولي بوقف الاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية على لبنان تمهيدا لإرساء حل يرتكز على التطبيق الكامل للقرار الدولي رقم 1701.وكانت إسرائيل اغتالت القيادي في حزب الله فؤاد شكر بغارة جوية على ضاحية بيروت مساء الثلاثاء الماضي، وإثر ذلك توعد أمين عام حزب الله حسن نصر الله إسرائيل «برد حقيقي ومدروس جدا».وأوضح ميقاتي أنه عبر عن مخاوفه لجميع المسؤولين في الدول الصديقة للبنان من خلال الاتصالات والاجتماعات التي يجريها، مؤكدا «الحرص على أن تكون بعيدا عن الإعلام، لأن الدبلوماسية الصامتة هي الأنجع في مثل الظروف الدقيقة التي نمر بها».وتابع قائلا إن «سلسلة الاتصالات واللقاءات الدبلوماسية التي أجريتها بالأمس ساعدت في تكوين القناعة لدى أصدقاء لبنان بضرورة الضغط على إسرائيل لعدم الانزلاق بالأوضاع إلى ما لا يمكن توقع نتائجه وتداعياته، وهذا الضغط مستمر ونأمل أن يفضي إلى نتائج مرضية في أسرع وقت».ورأى أن «التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان تندرج في إطار الحرب النفسية على اللبنانيين، ولكن المؤسف أن البعض يساهم في هذه الحرب عبر الحديث عن مواعيد للاعتداءات وتبرير أهدافها، فيما الجميع يعلمون أن مفتاح الحل يقضي بوقف إطلاق النار والاعتداءات الإسرائيلية، إضافة إلى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني وإعطائه حقوقه المشروعة».وأضاف «اتصالاتنا مستمرة ولن نوفر أي جهد يؤدي إلى وقف العدوان والتهديدات الإسرائيلية وإعادة الاستقرار إلى لبنان، كما أن الأجهزة الحكومية المعنية تواصل عملها الميداني في مختلف المجالات لمواكبة كل التطورات»....

سموتريتش: على إسرائيل اغتيال نصر الله

الراي... قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الثلاثاء، إن على إسرائيل اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن سموتريتش قوله: «على إسرائيل ألا ترد على الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بل أن تغتاله». وتزامن تصريح سموتريتش مع إلقاء نصر الله كلمة بمناسبة مرور أسبوع على مقتل القيادي فؤاد شكر، أكد فيها أن الرد على هذه العملية سيأتي.

الجيش الإسرائيلي: نصر الله يأخذ لبنان إلى المجهول

دبي - العربية.نت.. أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أن زعيم جماعة حزب الله حسن نصر الله يأخذ لبنان إلى المجهول، مشيراً إلى أن كل اللبنانيين يقفون على "رِجل ونصف". وأضاف في مقابلة مع العربية/الحدث، اليوم الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 400 من حزب الله، مشيراً إلى أنهم سيصلون إلى كل المسؤولين في الحزب.

"سنرد على أي تهديد"

كذلك قال إن فؤاد شكر الذي اغتالته إسرائيل، مسؤول عن مقتل كثير من الإسرائيليين، لافتاً إلى أن الجميع يعرف أن الصاروخ الذي ضرب مجدل شمس في الجولان المحتل إيراني الصنع. وأوضح أن نصر الله يأخذ كل المنطقة إلى تصعيد سيتحمل مسؤوليته، وأضاف أن إسرائيل لا تريد التصعيد بالمنطقة لكنها ستتصرف بحسم على أي هجوم، مؤكداً أنها أصبحت مستعدة لأي مواجهة. وقال إن إسرائيل ليست نفس الدولة التي كانت قبل 7 أكتوبر وسترد على أي تهديد من أي منطقة. وتعليقا على تعيين السنوار رئيسا لحماس قال إنه "إرهابي مطلوب"، وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يواصل تفكيك قدرات حماس العسكرية، وقتل أهم قياداتها. وأفاد بأن العملية في غزة مستمرة حتى استعادة الرهائن.

حالة تأهب

ورفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب على الحدود مع لبنان (شمالا)، ويترقب منذ أيام ردا انتقاميا من "حزب الله" على اغتيال تل أبيب القيادي العسكري البارز بالحزب فؤاد شكر في بيروت، الثلاثاء. ويتبادل الحزب وإسرائيل إطلاق النار عبر الحدود منذ بدء الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر. ومنذ بدء التصعيد، يعلن حزب الله استهداف مواقع عسكرية وتجمعات للجنود في بلدات بشمال إسرائيل، بينما تؤكد إسرائيل شنّ عمليات قصف جوي ومدفعي تطال "بنى تحتية" للحزب. وقتل 554 شخصاً على الأقل في لبنان، بينهم 360 مقاتلاً من الحزب، و116 مدنيا على الأقل، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس، استناداً إلى السلطات اللبنانية وبيانات حزب الله. وأعلنت السلطات الإسرائيلية مقتل 22 عسكرياً و25 مدنياً.

لبنان: ملفات استراتيجية عالقة على حبال الحرب والتسوية الكبرى

أبرزها إنهاء الشغور الرئاسي وخطة النهوض المالي

تواصُل الحرب جنوباً يؤجل حسم ملفات داخلية عاجلة

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.. جمّدت الحرب المتواصلة في جنوب لبنان منذ نحو 10 أشهر البتّ في ملفات ذات طابع استراتيجي من المفترض أن يتحدد معها مستقبل البلد، وفاقم ترقب تطور الأحداث في المنطقة في إطار الردود العسكرية المتبادلة بين إسرائيل والمحور الذي تتزعمه طهران الجمود الذي ترزح تحته هذه الملفات، وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية. ورغم نفي القوى المعنية بالملف ربطها مصير الرئاسة بمصير غزة والحرب الدائرة جنوباً، فإن قوى المعارضة تتهم «الثنائي الشيعي» المتمثل في «حزب الله» و«حركة أمل» باحتجاز الرئاسة، متخذين إياها ورقة يفاوضان بها في التسوية الكبرى المرتقبة وإن بعد وقت قد لا يكون قصيراً».

خطة «الممانعة» الرئاسية

ويشدد عضو تكتل نواب «القوات اللبنانية» النائب رازي الحاج، على أنه «من غير المقبول على الإطلاق ربط مسار الرئاسة بمسار الحرب، حتى إنه، على العكس من ذلك، يُفترض أن تكون التطورات العسكرية الأخيرة حافزاً لتسريع إنجاز الانتخابات الرئاسية، لأنه من الواضح أنه ما دام البلد من دون رأس سيُمعن فريق الممانعة في التصرف كما يحلو له في تقرير مصير اللبنانيين بموضوع السلم والحرب وسياسة لبنان الخارجية». وعدّ الحاج في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «فريق الممانعة يحاول أن يؤجل الانتخابات الرئاسية ما دام لا يستطيع اليوم فرض مرشحه، حسب التوازنات الحالية في مجلس النواب، ويرى أن هناك إمكانية من خلال تسوية دولية معينة أن يحصل على مكتسبات في الداخل من ضمنها الرئاسة اللبنانية، وهو منطق نرفضه تماماً ونؤكد تمسكنا بمواد الدستور الذي يشكل رئيس الجمهورية فيه المفتاح لانتظام عمل باقي المؤسسات». ويرى الحاج أن «السلطة في اهتراء كامل، وهي رغم وجود حكومة تصريف أعمال منهكة أصلاً بسبب الخلافات السياسية داخلها، ونشعر أنه كلما طرأ ملف جديد يطغى على الملف الذي سبقه، لذلك لا نلحظ أي استدامة في العمل على الملفات وتحقيق النتائج المرجوة فيها»، متحدثاً عن «تباطؤ قد يكون مقصوداً في ملف النازحين (السوريين)». ويضيف: «كنا بالمرصاد، ونحضر سلسلة خطوات جديدة لإبقاء الملف حياً إلى جانب عملنا المستمر على الأرض كتكتل مع البلديات والجهات المعنية»، مشدداً على أن «العمل يجب أن ينصبّ راهناً أيضاً على إغلاق الحدود المستباحة».

الملفات المالية - الاقتصادية العالقة

ومع أن الملفات الاقتصادية والمالية، وعلى رأسها خطة النهوض بعد الانهيار المالي الذي شهده البلد عام 2019، عالقة منذ ما قبل قرار «حزب الله» اتخاذ جبهة جنوب لبنان جبهة دعم وإسناد لغزة، فإن هذه الحرب جُمّدت حتى البحث والنقاش بها بعد نزولها عن سلم الأولويات واكتفاء المعنيين كعادتهم بالحلول المؤقتة الترقيعية. ويتحدث الباحث الاقتصادي والمالي الدكتور محمود جباعي، عن أكثر من ملف اقتصادي - مالي عالق مرتبط بغياب رئيس الجمهورية وحكومة جديدة فاعلة أكثر من ارتباطه بالحرب المتواصلة. ويشير جباعي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أحد أبرز الملفات العالقة هو الملف المصرفي وحل أزمة المودعين وإعادة هيكلة المصارف ووضع خطة شاملة لتحمل المسؤوليات»، لافتاً إلى أن «الحلول المعتمدة منذ عام 2019 حلول تكتيكية تعتمد على التعاميم التي يصدرها مصرف لبنان، وهي لا شك لا تحل الأزمة». ويضيف: «هذا الملف ليست مرتبطاً بالحرب، ويمكن حله عند اقتناع القوى السياسية بالحل الشامل الواجب اعتماده. والأرجح أن البتّ به قد يكون مرتبطاً بانتخاب رئيس وقيام عهد جديد». ويشرح جباعي إلى أن «الملف الثاني الذي يمكن البتّ به بمعزل عن الحرب هو ملف القطاع العام الذي يشكل جزءاً أساسياً من المشكلة الكبرى لأنه لا حل للأزمة الاقتصادية والمالية من دون إعادة هيكلة القطاع العام ليواكب القطاع الخاص في عملية النمو التي بدأها عام 2019، والتي تنمّ عن أداء ممتاز حتى الساعة». ويضيف: «أما الملف الثالث فهو ملف التهرب الضريبي والجمركي والفلتان على الحدود، مما يؤثر سلباً في الاقتصاد المحلي، تماماً كالنزوح السوري، وهو ملف يحتاج إلى البت به سريعاً من خلال إقناع المجتمعين العربي والدولي بالسير في حل كبير نظراً إلى التأثيرات السلبية الكبيرة لوجود هذا الكم من النازحين السوريين في البلد بعدما تخطت تكلفتهم على الدولة اللبنانية 65 مليار دولار، مقابل 12 مليار دولار فقط حصل عليها لبنان، ذهب قسم منها للجمعيات».

«حزب الله» يقصف نهاريا..وإسرائيل تستأنف الاغتيالات بعمق جنوب لبنان

هلع في بيروت مع خرق الطيران الحربي جدار الصوت

بيروت: «الشرق الأوسط».. استأنف الجيش الإسرائيلي ملاحقة عناصر «حزب الله» إلى العمق اللبناني، حيث استهدف منزلاً في منطقة ميفدون المحاذية لمدينة النبطية، وأسفر الاستهداف عن مقتل 5 عناصر من «الحزب»، في مقابل قصف «الحزب» قاعدة عسكرية قرب نهاريا بالمسيّرات المفخخة، ما أسفر عن مقتل إسرائيلي وإصابة 18 آخرين. يأتي هذا التصعيد المستجد في أعقاب استعدادات أميركية وإسرائيلية للتعامل مع الرد الإيراني ورد «حزب الله» على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في طهران، والقائد العسكري البارز في «الحزب» فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية من بيروت. وقالت «وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)»، إن وزيرَي الدفاع؛ الأميركي لويد أوستن، والإسرائيلي يوآف غالانت، تحدثا في اتصال عن التطورات بمنطقة الشرق الأوسط، وتهديدات إيران و«حزب الله» بمهاجمة إسرائيل. وأشارت الوزارة في بيان إلى أن أوستن «تحدث مع غالانت لتأكيد التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن إسرائيل في مواجهة التهديدات من إيران و(حزب الله) اللبناني، والميليشيات الأخرى المتحالفة مع طهران». واتفق أوستن وغالانت على أن «أي هجوم من مسلحين متحالفين مع إيران على القوات الأميركية في العراق يشكل تصعيداً خطراً، ويُظهر الدور الإيراني المزعزع للاستقرار في المنطقة». كما قدم أوستن «تحديثاً بشأن التدابير الرامية إلى تعزيز الموقف العسكري الأميركي في المنطقة، وذلك في ضوء الوضع المتصاعد»، وفق ما جاء في البيان.

غارات وهمية

وتصاعدت وتيرة القصف المتبادل بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، بشكل كبير، وترددت أصداء هذا التصعيد في بيروت، حيث خرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت على علو منخفض مرتين، مما أثار الهلع في العاصمة وجبل لبنان، وأدى الدوي إلى تحطم زجاج منازل في الضاحية الجنوبية. جاء هذا الخرق في أعقاب قصف إسرائيلي أدى إلى مقتل 5 عناصر من «حزب الله» كانوا في منزل استهدفه الجيش الإسرائيلي بغارة في بلدة ميفدون القريبة من النبطية، وهو استهداف يحدث لأول مرة في هذه البلدة التي تبعد مسافة تتخطى 10 كيلومترات عن أقرب منطقة حدودية. وبعدما أفادت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان الثلاثاء، بمقتل 5 أشخاص جراء الغارة الإسرائيلية التي «استهدفت منزلاً في بلدة ميفدون» بمنطقة النبطية جنوب لبنان، نعى الحزب 5 مقاتلين؛ أحدهم هو أمين بدر الدين، ابن شقيق المسؤول العسكري المركزي لـ«الحزب» مصطفى بدر الدين الذي اغتيل في سوريا عام 2016. وأعلن الجيش الإسرائيلي بدوره أن طائرات حربية من سلاح الجو أغارت على مبنى عسكري بمنطقة النبطية جنوب لبنان، كانت تستخدمه وحدة «جبهة الجنوب» التابعة لـ«حزب الله»، مضيفاً أن الغارة جرت «بتوجيه استخباري من (الشاباك - جهاز الأمن الداخلي) وهيئة الاستخبارات العسكرية». وفي سياق غير بعيد، أعلن «حزب الله»، في بيانات متلاحقة الثلاثاء، استهداف مواقع إسرائيلية عدة؛ أبرزها ثكنة «شراغا» الواقعة شمال عكا «بسرب من المسيّرات الانقضاضية»، وذلك «رداً» على مقتل أحد مقاتليه بنيران إسرائيلية، الاثنين، في بلدة عبا جنوب لبنان. وقتل 3 أشخاص في لبنان، الاثنين، أحدهم مسعف نعته جمعيته، إضافة إلى مقاتلَين اثنين من «حزب الله». وقال الجيش الإسرائيلي إن القتيل في عبا «قائد في (وحدة الرضوان)»؛ وهي قوات النخبة في «حزب الله». وقال «الحزب» في بيان: «رداً على عملية ‏الاعتداء، والاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في بلدة عبا، شنّ مجاهدو (المقاومة الإسلامية) هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية التي استهدفت مقر قيادة (لواء ‏غولاني) ومقر (وحدة إيغوز621) في ثكنة (شراغا) شمال عكا المحتلة». وقال «المركز الطبي للجليل (مستشفى الجليل الغربي)» في مدينة نهاريا، إنه جرى «نقل 19 شخصاً نتيجة انفجار طائرة من دون طيار» إليه. وذكر أن «أحد الجرحى، وهو في الثلاثينات من عمره، أصيب بشظايا، ووصفت حالته بالحرجة، وتم نقله إلى غرفة العمليات؛ كما أصيب جريح آخر يبلغ من العمر نحو 65 عاماً، وحالته متوسطة، وقد صدمته سيارة أثناء دوي صافرات الإنذار، في أثناء ركوبه دراجة هوائية». وقال إن المصابين الباقين «في حالة خفيفة، وبعضهم يعاني من الصداع وطنين الأذن، فيما يعاني البعض الآخر من الهلع». وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل إسرائيلي في الهجوم، كما نقلت عن مصادر بالجيش قولها إن بعض المدنيين أصيبوا جراء سقوط صاروخ اعتراضي على طريق عامة نتيجة عطل تقني. وتبعد ثكنة «شراغا» مسافة 15 كيلومتراً عن الحدود اللبنانية، وتقع في منطقة وسط على الساحل بين مدينتي نهاريا وعكا، وهذه ليست أول مرة يجري فيها استهدافها، لكن إطلاق المسيّرات المفخخة باتجاهها يأتي في ذروة الاستعدادات الإسرائيلية لهجوم مرتقب من إيران و«حزب الله» رداً على اغتيالَين في الأسبوع الماضي، وتشمل الاستعدادات استنفار منظومات الدفاع الجوي في الشمال. وأعلن «الحزب» حتى ما بعد ظهر الثلاثاء، عن تنفيذ 6 عمليات عسكرية، وقال في بيانات متتالية إن مقاتليه قصفوا تجمعاً لجنود إسرائيليين قرب موقع «بركة ريشا» بصواريخ «بركان»، كما استهدفوا مبنى يستخدمه جنود في مستعمرة «أفيفيم»، واستهدفوا موقع «المرج» بالمدفعية. كما أفاد بأنه «بعد ‏مراقبة ‌‏ومتابعة لقوات العدو في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وعند رصد ‌‏ملالة (دبابة إسرائيلية) في محيط موقع رويسات العلم، كَمَنَ لها مجاهدو (المقاومة الإسلامية) ولدى وصولها ‌‏إلى نقطة المكمن استهدفها المجاهدون بالصواريخ الموجهة وأصابوها إصابة مباشرة». وفي ظل التوتر على خلفية الرد الإيراني، نصحت الصين رعاياها بعدم السفر إلى لبنان بسبب «خطورة وتعقيدات» الوضع الأمني الراهن، ودعت أولئك الموجودين في هذا البلد إلى توخّي «الحذر الشديد» بسبب مخاطر توسّع النزاع في الشرق الأوسط.

توسعة الحرب تتقدّم على الحل الدبلوماسي... ولبنان يقاومها بتطبيق الـ«1701»

نتنياهو يتمرّد على واشنطن... وبريطانيا تتوقع حرباً مديدة في غزة

الشرق الاوسط..بيروت: محمد شقير.. تبقى الكلمة حالياً في مطلق الأحوال للميدان، مع تقدُّم التصعيد العسكري على الحل الدبلوماسي، الذي وحده يَقِي المنطقة حرباً إقليمية تنطلق شرارتها الأولى من جنوب لبنان، في ضوء استعداد إيران، بالتكافل والتضامن مع «حزب الله»، للرد على إسرائيل، بعد اغتيالها رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، والقيادي العسكري الأول في الحزب فؤاد شكر، في عقر دارهما، وإصرار تل أبيب على رد الصاع صاعين، ما لم تنجح اتصالات اللحظة الأخيرة في «تنعيم» الردود وتقنينها، على نحو يمنع تفلُّت الوضع بحيث تصعب السيطرة عليه. ومهما طال أمد الانتظار أو قصر، فإن المواجهة العسكرية بين محور الممانعة بقيادة إيران، وبمعاونة «حزب الله»، وبين إسرائيل، حاصلة لا محالة، وأن الشغل الشاغل للدول المعنية بمنع تفلُّت الوضع في المنطقة على مصراعيه، يكمن في إقناع طهران و«الحزب» بإمكانية الفصل بين الردّين وعدم تلازمهما، بما يسمح للوساطات العربية والدولية بالتدخل لخفض منسوب الردود بشكل يتيح استيعاب تداعياتها؛ لئلا تتطور المواجهة العسكرية، وتنحو نحو التدحرج لتوسعة الحرب لتشمل الإقليم.

سعي غربي لـ«تقسيط الردود»

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية غربية أن تقسيط الردود من قِبل إيران و «حزب الله» على دفعات لئلا تأتي متزامنة لناحية توقيتها، طُرح مباشرة أو بالوساطة على طهران و«حزب الله»، وهما استمعا إلى ما تضمَّنه العرض، لكنهما آثرا عدم الرد، واكتفيا بإبلاغ الوسطاء أن الكلمة تبقى أولاً وأخيراً للميدان، ويعود لهما اختيار التوقيت المناسب للرد على اغتيال إسرائيل لهنية وشكر. وكشفت المصادر الدبلوماسية عن أن الوسطاء لم يطلبوا من الحزب عدم الرد، وإنما تمنّوا عليه أن يحتفظ لنفسه بالتوقيت الذي يختاره، على ألا يتلازم مع رد طهران، وقالت إن مجرد الفصل بين الردّين يمكن أن يوفر فرصة للتدخل لدى إسرائيل لمنع توسيع الردود.

حراك دبلوماسي حكومي

أما على صعيد التحرك الدبلوماسي، فإن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ومعه وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، لا يزالان يشغّلان محركاتهما، ولم ينقطعا عن التواصل مع المجتمع الدولي لتجنيب لبنان المزيد من الأخطار. فالرئيس ميقاتي على تواصل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في إطار توحيد الجهود لكبح جماح تدحرج الوضع نحو تمدّد الحرب إلى الإقليم، وهو اتصل -كما علمت الشرق الأوسط- بوزراء خارجية مجموعة الدول السبع، وأكّد لهم تمسّك لبنان بوقف النار، مطالباً بالضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وخرقها لأجوائه، واستعداده لتعزيز الجيش اللبناني لتوسيع انتشاره في الجنوب بمؤازرة القوات الدولية «يونيفيل» حتى الحدود الدولية، والتزامه بتطبيق القرار «1701» بكل مندرجاته، وتأييده مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف النار في غزة، وهذا ما أبلغه أيضاً لدى اجتماعه، بحضور بوحبيب، مع سفراء الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن، وزملائهم من غير الدائمين فيه، متمنياً عليهم تبنّي الموقف اللبناني برُمّته؛ لأنه يُعِيد الهدوء إلى الجنوب، وسلّمهم، بناءً على رغبتهم، رسالة في هذا الخصوص. كما أن المصادر الرسمية اللبنانية تستبعد ما يُشيعه البعض من تفاؤل لمنع التدحرج نحو الحرب، وهذا ما يدحضه ارتفاع وتيرة المواجهة، الثلاثاء، بين «حزب الله» وإسرائيل بشكل غير مسبوق يبدّد التفاؤل، وينمّ عن قيام إسرائيل، كما يقول مصدر أمني لبناني رسمي لـ«الشرق الأوسط»، بردود وقائية، تتوخّى منها توجيه رسالة لخصومها بأن ردّها بلا حدود، ولن يكون مقيداً بالأمكنة التي أدرجتها في بنك أهدافها، سواء أكانت في لبنان أو خارجه.

الممانعة واستعادة الهيبة

ورأت المصادر نفسها أنه لم يَعُد أمام «حزب الله» وإيران سوى الرد لاسترداد هيبتهما أمام جمهورهما قبل الآخرين، خصوصاً أن المرشد الإيراني علي خامنئي توعّد من داخل طهران بردّ قاسٍ، وجاراه في موقفه أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، الذي هدّد إسرائيل بردّ مدروس وجِدّي. حتى إن محور الممانعة لا يأخذ على محمل الجد ما يسرّب إليه بالوساطة على لسان دبلوماسيين غربيين كبار بأن واشنطن تستخدم ما لديها من ضغوط لوقف النار في غزة، ولاحقاً في جنوب لبنان، بوضع المسؤولية على بنيامين نتنياهو، متهمةً إياه بالتمرد عليها، ورفضه التعاون مع المبادرة التي أطلقها الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف النار على الجبهة الغزاوية. وفي المقابل لا تأخذ الجهات الرسمية اللبنانية بكل ما يقال لتبرئة واشنطن، بذريعة أن نتنياهو يتمرّد عليها ولا يتعاون معها، وهذا ما ينسحب أيضاً على مصدر بارز في «الثنائي الشيعي» («حزب الله» و«حركة أمل»)، بقوله إن الإدارة الأميركية ليست مضطرة لإيفاد قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي إلى تل أبيب، وحشد القطع البحرية في المتوسط، ولو كانت تريد فعلاً الضغط عليه لما سارعت إلى نجدته تسليحاً بقنابل من العيار الثقيل.

نتنياهو والولايات المتحدة وبريطانيا

ويخشى المصدر نفسه أن يستدرج نتنياهو الولايات المتحدة، ومعها عدد من الدول الغربية للصدام مع إيران، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن الإدارة الأميركية تمر حالياً بمرحلة انتقالية تبقى قائمةً إلى حين إجراء الانتخابات الرئاسية، وهذا ما يدعوها للقلق إذا ما تعاملت معه على أنه أبرز الناخبين الكبار، ما يتطلّب منها مراعاته إلى أقصى الحدود. وبالنسبة إلى الموقف البريطاني، تأكّد لـ«الشرق الأوسط» أن وزيرَي الخارجية والدفاع لم يحملا معهما إلى بيروت سوى الدعوة إلى ضبط النفس، وأن حضورهما يأتي في سياق رغبة الحكومة الجديدة بتسجيل حضورها ليس أكثر، مع أنهما لم يستبعدا دخول غزة في حرب مديدة، يمكن أن ت بقى قائمة إلى الأسابيع الأولى التي تسبق الاستحقاق الرئاسي الأميركي. وعليه، لم يَعُد بيد الغالبية الساحقة من اللبنانيين سوى الانتظار المديد، الذي لا يُخفي قلقهم على مصيرهم حيال الأخطار التي تهدّد بلدهم، وخشيتهم من المجهول الذي ينتظرهم من جرّاء تدحرجه نحو توسعة الحرب، بينما لا تملك الدولة اللبنانية من سلاح سوى مخاطبتها المجتمع الدولي بالتدخل لتطبيق القرار «1701»؛ كونَ الميدان متروكاً لمحور الممانعة، وهذا ما يزيد من تصاعد وتيرة الانقسام الداخلي بين «حزب الله» والمعارضة التي ترفض أن يتفرّد الحزب بقرار السلم والحرب، الذي يبقى حصراً بيد الحكومة، وتحويل لبنان ساحة لتصفية النزاعات.

خرق إسرائيلي عنيف لـ«جدار الصوت» فوق بيروت..ماذا يعني ذلك؟

الشرق الاوسط..بيروت: تمارا جمال الدين.. خرق الطيران الإسرائيلي، عصر اليوم (الثلاثاء)، «جدار الصوت» على علو منخفض في سماء بيروت، تزامناً مع بدء «حزب الله» حفل تأبين لقائد عملياته في جنوب لبنان فؤاد شكر، بعد أسبوع من مقتله بضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأفاد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» و«الوكالة الوطنية للإعلام» ومصدر أمني لبناني، بدويّ ضخم تردد صداه بقوة في بيروت ومحيطها جراء خرق الطيران الإسرائيلي «جدار الصوت» على علو منخفض على دفعتين؛ ما أثار حالة من الرعب. ويعيش اللبنانيون بالفعل منذ شهور عدة توتراً متزايداً، تزامناً مع القصف المتبادل على الحدود الجنوبية للبلاد، بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي. وفي الأيام الأخيرة، خصوصاً بعد عملية الاغتيال التي طالت مسؤولاً عسكرياً للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، يترقب اللبنانيون الأحداث وسط الأوضاع المتدهورة في المنطقة، ويعتريهم الخوف من قصف إسرائيلي يتجاوز «قواعد الاشتباك» كما يسميه البعض، ليطول العاصمة وربما مدناً أخرى أبعد. وأمس أيضاً، اخترقت القوات الإسرائيلية ما يُعرف بـ«جدار الصوت»، في العاصمة بيروت، ما خلق أجواء من الرعب والهلع، وسط حالة الانتظار التي تؤرّق الشعب اللبناني، والمخاوف من امتداد الحرب. وتقول جنى كيوان، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أسير في أحد شوارع بيروت يوم أمس (الاثنين) عندما سمعت صوت انفجارين متتاليين، واعتقدت للحظات أن إسرائيل بدأت قصفنا». وتابعت: «رأيت العديد من المارة يصرخون ويهرعون إلى سياراتهم، وبدأ البعض بالركض خوفاً... فتحت هاتفي ودخلت إلى موقع (إكس) لأرى أخباراً عاجلة تتحدث عن خرق العدو (جدار الصوت) فقط». وأشارت جنى إلى أن حالة الذعر التي تعيشها، مثل معظم السكان، تمنعها من أداء كثير من الأنشطة اليومية، وأضافت: «قررت بعد ما حدث أمس أن أبتعد عن العاصمة قدر الإمكان والبقاء في قريتي بجبل لبنان، إلى جانب عائلتي، خوفاً من تأزم الوضع».

ماذا يعني «خرق جدار الصوت»؟

يشرح الباحث والكاتب في شؤون الأمن والدفاع، رياض قهوجي، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن «خرق جدار الصوت» عبارة عن ظاهرة تحدث عندما تتجاوز طائرة سرعتها سرعة الصوت (علما بأن سرعة الصوت هي 1235 كلم في الساعة)، ويقول: «الصوت عبارة عن أمواج، وعندما تتجاوز الطائرة سرعة الصوت، تخترق الموجات الصوتية؛ ما ينجم عن ذلك أصوات انفجارات». ويتابع قهوجي: «عندما تحلّق الطائرة على علو منخفض وبسرعة عالية، ينجم عن الانفجار الصوتي ارتدادات قوية قد تسبّب تحطماً في الزجاج وغيره من الأضرار».

هل يمكن تفرقته عن أصوات القصف الفعلي؟

يوضح قهوجي أنه لا توجد طريقة واقعية لتفرقة أصوات «جدار الصوت» عن ذلك الخاص بالقصف الجوي، ويقول: «يمكن لبعض اللبنانيين التمييز بين صوت عملية (خرق جدار الصوت) والقصف الفعلي، وذلك بسبب الخبرة وسط الاختراقات المتعددة التي ينفّذها الجيش الإسرائيلي للأجواء اللبنانية»، مضيفاً أنه عادة ما نسمع صوت انفجارين قويين متتاليين، بسبب وجود طائرتين تخرقان الأجواء معاً في معظم الأحيان. ويؤكد المحلل العسكري لـ«الشرق الأوسط» أنه عند سماع «جدار الصوت» لا يجب الهلع، لأنه ليس قصفاً يترك أي انفجارات خلفه، بل يجب الحفاظ على الهدوء والاستمرار بما نقوم به بالفعل.

ما الهدف من استخدامه؟

يشير المحلل العسكري إلى أن الهدف من هذه الظاهرة هي إثارة الخوف والقلق لدى الطرف الآخر. ويقول قهوجي إن هذه الوسيلة يستخدمها الجيش الإسرائيلي «للترهيب ولإثبات الوجود»، ويتابع: «تُستعمل هذه الطريقة لتأكيد أن العدو موجود ولتحقيق الردع». وبعيداً عن الحرب المعنوية، ينفي قهوجي أن يكون لـ«خرق جدار الصوت» هدف عسكري، ويقول: «أحياناً، تُجري بعض الطائرات مناورات على ارتفاع منخفض وبسرعة عالية، لاستدراج دفاعات جوية، فوق منطقة يشك العدو أنها تحتوي على دفاعات جوية أو منصات رادار، لاستدراج الخصم وقصف هذه الرادارات، وأحياناً بسبب السرعة العالية يجري (خرق جدار الصوت)». ولكنه يؤكد أن الطائرات التي تُحلّق بهدف قصف الأهداف وإلقاء صواريخ وقنابل، تسير بسرعات محددة ومدروسة، ولا تخرق «جدار الصوت».

ما الإرشادات عند سماع أصوات قوية مجهولة؟

ينصح المحلل العسكري بالابتعاد عن الألواح الزجاجية الضخمة والشبابيك؛ لأن «خرق جدار الصوت» أو حتى القصف الجوي قد ينجم عنه تساقط للزجاج. ويضيف: «يجب تجنّب الهلع والركض، خصوصاً في الأماكن المكتظة، لأن ذلك قد يسبّب حالات سقوط ودهس مميتة». ويقول قهوجي إنه إذا كنت في مكان مغلق، فعليك البقاء فيه والابتعاد عن الأماكن المفتوحة، وفي زمن التكنولوجيا، يُنصح باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي؛ للتأكد من سبب الأصوات، وموقع حدوث القصف حال كان هذا هو السيناريو الفعلي. ويتابع: «علينا الابتعاد عن الطرقات المكتظة وعدم زيادة السرعة إذا كنا نقود السيارات، والاحتماء داخل المباني المغلقة حال مشاهدة دخان قريب من موقعنا».

توافق مصري - لبناني على ضرورة منع «حرب شاملة» بين إسرائيل و«حزب الله»

عبد العاطي حذّر من «خروج الأمور عن نطاق السيطرة»

القاهرة: «الشرق الأوسط».. توافقت مصر ولبنان على ضرورة بذل الجهود لمنع نشوب «حرب شاملة» بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني، في ظل تبادل الطرفين إطلاق النار منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتصاعد التوتر في المنطقة الأسبوع الماضي، بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران، وكذلك مقتل القائد العسكري الكبير في «حزب الله» فؤاد شكر، بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت. وقبل أيام قال «حزب الله»، إن الجماعة، المتحالفة مع إيران، «سترد بطريقة مدروسة». وأجرى وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب زيارة إلى مصر، الثلاثاء، التقى فيها نظيره المصري بدر عبد العاطي، الذي أكّد، خلال مؤتمر صحافي مشترك، «دعم بلاده لسيادة لبنان، ووحدة وسلامة أراضيه وشعبه»، موضحاً أن هدف زيارة نظيره اللبناني هو «التنسيق والتشاور بين البلدين حيال مختلف القضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها». وتأتي الزيارة في وقت «شديد الأهمية والحساسية»، وفق الوزير المصري، في ظل التصعيد الجاري في المنطقة، والذي حمّل إسرائيل مسؤوليته، قائلاً إن «الظرف الحالي ناتج عن الحرب الشعواء التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة، وما يحمله ذلك من مخاطر للتصعيد، وامتداد هذا الصراع لما هو أبعد من ذلك». وأدان الوزير المصري «الاعتداءات المتكررة التي تقع على لبنان وعلى سيادته، والسياسات التصعيدية الخطيرة الحالية في المنطقة، بما في ذلك القصف في الضاحية الجنوبية لبيروت»، مشيراً إلى أن «مصر تؤكد مرة أخرى تضامنها مع مؤسسات الدولة اللبنانية، وأهمية دعمها بكل السبل». وقال عبد العاطي إن «مصر تستمر في حثّها أطراف الصراع والنزاع كافةً للعمل على الالتزام بضبط النفس، وتجنّب انزلاق منطقتنا إلى حرب إقليمية شاملة». وسبق أن أعلنت مصر رفضها لـ«سياسة الاغتيالات السياسية»، وفق عبد العاطي، الذي أكّد أن «مثل هذه السياسات التصعيدية لن تؤدي سوى إلى المزيد من العنف والعنف المضاد، وسفك دماء الأبرياء في المنطقة»، محذّراً من «خروج الأمور عن نطاق السيطرة، خصوصاً إذا كان هناك خطأ في الحسابات». وأكّد عبد العاطي استمرار الاتصالات المكثّفة لوقف التصعيد، وعدم انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية، مشيراً إلى أن السبيل الوحيد لذلك هو «التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ووقف هذه الحرب العدوانية الظالمة على أهالي القطاع، والنفاذ المستمر وغير المشروط لكافة أشكال المساعدات الإنسانية والطبية للقطاع». وناشد المجتمع الدولي بضرورة الاضطلاع بمسؤولياته، مطالباً الأمم المتحدة والقوى الدولية ببذل كل الجهود، وممارسة كل أشكال الضغط لتغليب لغة الحوار والمفاوضات، والابتعاد عن الخيارات العسكرية وسياسة العنف. وعبّر عن دعم مصر الكامل لتنفيذ قرار مجلس الأمن «1701» الخاص بلبنان، بشكل كامل، وغير مجتزَأ، ودون إدخال أي تعديلات عليه، كما أكّد عبد العاطي أهمية قيام إسرائيل والأطراف المعنية كافةً بإظهار جدّيةٍ مطلوبة للتوصل إلى ترتيبات للتهدئة، تراعي المصالح اللبنانية، وتحافظ على سيادة الدولة، وتقطع الطريق أمام أي احتمالات لتجدّد الصراع. بدوره، طالب وزير الخارجية اللبناني بضرورة تنفيذ القرار «1701» لاستعادة استقرار وسيادة لبنان على أرضه، مؤكداً أن التصعيد الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط يقوّض الجهود التي تستهدف الاستقرار، لافتاً إلى أن الخطوة الأولى لتهدئة التصعيد هي وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وحذّر وزير الخارجية اللبناني من خطورة تمادي إسرائيل في سياستها التهجيرية، ومحاولة ضرب وكالة «أونروا»، مؤكداً أن بلاده تؤيد موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم. وأشار إلى أن القاهرة ذات دور محوري في ظل الظروف الصعبة التي تعانيها المنطقة، موجهاً الشكر إلى مصر حكومةً وشعباً للوقوف الدائم إلى جانب لبنان في ظل التحديات الخطيرة التي تواجه المنطقة. وذكر الوزير اللبناني أن الجهود المصرية تستهدف دعم سيادة لبنان واستقراره، والحفاظ على مصالح شعبه، مثمّناً الجهود المصرية الرامية لدعم لبنان من أجل وقف التصعيد، وتهدئة الأوضاع في الجنوب اللبناني. وحول قرارات دول غربية وعربية بدعوة رعاياها لمغادرة لبنان في ظل مخاوف من التصعيد بين إسرائيل و«حزب الله»، قال وزير الخارجية اللبناني، في ردّه على أسئلة الصحافيين: «دون شك، لدينا مشكلة بيننا وبين إسرائيل، وهناك إمكانية حرب بيننا وبين إسرائيل، ولا يمكن أن ننفيها». وأضاف: «الدول لديها الحرية في أن تطلب من مواطنيها أن يتركوا البلاد»، شاكراً مصر على عدم مساهمتها في هذه الموجة للانسحاب من لبنان، وتابع: «للأسف هناك دول عربية تمنع مواطنيها من القدوم إلى لبنان، بل وطلبَت أن ينسحبوا وهم أصلاً غير موجودين بلبنان». وعقّب الوزير عبد العاطي قائلاً: «يجب الوقوف بجانب لبنان، ونحن مهتمون بأمن واستقرار لبنان، وبأمن واستقرار الرعايا المصريين، ونتابع حالاتهم أولاً بأول»، وأوضح أن هناك خلية أزمة تتابع الموقف، ولدينا سيناريوهات للحفاظ على أرواحهم، لكن الآن نتابع الأمور، ونحرص أولاً على أمن واستقرار لبنان، والرعايا المصريين المتواجدين بين أشقائهم في لبنان».



السابق

أخبار وتقارير..بايدن يناقش تهدئة التوترات الإقليمية مع ملك الأردن..الرئيس الأميركي يجتمع مع فريق الأمن القومي لمتابعة الجهود الدبلوماسية والعسكرية لخفض التصعيد..هاريس لاستقطاب السود والملونين بالولايات المتأرجحة..الملايين يحتفلون في الشوارع..والشيخة حسينة «فرّت» إلى الهند..سقوط سيدة بنغلاديش الحديدية بعد 15 عاماً في السلطة..بريطانيا تلاحق المشاغبين بالعقاب السريع..زعيم كوريا الشمالية ينقل 250 قاذفة صممها شخصياً إلى الحدود مع كوريا الجنوبية..أوكرانيا تتلقى المليارات من واشنطن..الاتحاد الأوروبي لا يعترف بفوز مادورو..المعارضة الفنزويلية تدعو الجيش والشرطة "للوقوف إلى جانب الشعب"..خسائر بتريليونات الدولارات..أسواق الأسهم على صفيح ساخن..كيف تنكّر جاسوسان روسيان كعائلة أرجنتينية تقيم في سلوفينيا؟..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..حماس تختار يحيى السنوار خلفاً لهنية.. رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفا لـ هنية..المفاوضات حول المحتجزين في غزة وصلت للمرحلة الأخيرة..بلينكن: السنوار صاحب القول الفصل في التوصل لوقف إطلاق النار.. وزير الخارجية الإسرائيلي يدعو إلى «تصفية سريعة» للسنوار إثر تعيينه زعيماً لـ«حماس»..12 شهيداً في الضفة..وطعن شرطية جنوب القدس..نتنياهو يكبح صفقة التبادل ويكفّ عن الإنصات ومصرّ على جرّ إسرائيل معه لحرب إقليمية..غرامة 600 يورو لامرأة رددت شعار «فلسطين من النهر إلى البحر»..«القسام» تعلن إيقاع قوة مدرعة إسرائيلية في كمين شرق رفح.. "أهلا بكم في جهنم".. اتهامات بتعذيب سجناء فلسطينيين بإسرائيل وأطباء "مصدومون"..منظمة حقوقية إسرائيلية تؤكد تعرض السجناء الفلسطينيين لانتهاكات ممنهجة..

«الوزاري الخليجي» يدعو كافة الدول لاستكمال إجراءات الاعتراف بدولة فلسطين..

 الثلاثاء 10 أيلول 2024 - 4:58 ص

«الوزاري الخليجي» يدعو كافة الدول لاستكمال إجراءات الاعتراف بدولة فلسطين.. أكد على الوقوف إلى جان… تتمة »

عدد الزيارات: 170,067,163

عدد الزوار: 7,598,163

المتواجدون الآن: 0