أخبار وتقارير...."داعش" وتفكيك "الهلال"...الحالة الفلسطينية على مفترق طرق.... «داعش» لا يمثّل السنّة والجيش العراقي لا يمثل الشّيعة

محادثات ثلاثية لحل الأزمة الأوكرانية...المملكة المتحدة باقية واسكوتلندا لا تستقلّ توسيع الصلاحيات يشمل انكلترا وويلز وايرلندا الشمالية...بطاركة الشرق الأوسط يرفضون رفضاً قاطعاً هجرة المسيحيين.... مفاوضات الحل السياسي في اليمن تحرز تقدماً والطيران الحربي يتدخل لتدمير مستودع ذخائر للحوثيين وبوادر حرب أهلية في اليمن..

تاريخ الإضافة الأحد 21 أيلول 2014 - 7:34 ص    عدد الزيارات 2269    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

بوادر حرب أهلية في اليمن.. والطيران الحربي يحلق في سماء العاصمة ويقصف مواقع الحوثيين ومقاتلو الجماعة المتمردة حاولوا الاستيلاء على التلفزيون الرسمي والمطار.. وهادي وصفهم بـ«الانقلابيين» > بنعمر عاد من صعدة بلا اتفاق والتقى الرئيس

جريدة الشرق الاوسط.... صنعاء: عرفات مدابش وحمدان الرحبي ... تعيش العاصمة اليمنية صنعاء حالة حرب أهلية، حيث استمرت جماعة الحوثي المتمردة، قصفها المدفعي الذي استهدف التلفزيون الرسمي، في محاولة للاستيلاء عليه، كما قطعوا الطريق للمطار الدولي، مما أدى إلى وقف جزئي للملاحة الجوية. وفي حين وصف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي جماعة الحوثي بالانقلابيين، قام الطيران الحربي اليمني بقصف مواقع الحوثيين بالعاصمة.
وفشلت، أمس، مهمة المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بنعمر، في التوصل إلى صيغة اتفاق مع الحوثيين لوقف إطلاق النار في صنعاء التي تدور فيها معارك على أكثر من جبهة، حتى الآن.
وزار بنعمر صعدة، الأربعاء، والتقى بزعيم الحوثيين، قبل أن يغادر، أمس، إلى صنعاء خالي الوفاض. واجتمع الموفد الدولي مع الرئيس هادي، في اجتماع مغلق، ليطلعه على مسار المفاوضات مع الحوثيين. غير أن مصادر مقربة من بنعمر أكدت لـ«الشرق الأوسط»، استمرار مساعيه من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة الراهنة، ويعيد مسار التسوية السياسية الجارية في البلاد إلى مسارها الصحيح، رغم أن بيانا صدر عن مكتبه قال إنه أبلغ بتدهور الوضع في صنعاء بعد انتهاء الجولة الثانية من المحادثات، في وقت متأخر من ليل أول من أمس.
وأبدى بنعمر أسفه الشديد لهذه التطورات واستخدام العنف، في وقت تبذل فيه أقصى الجهود للتوصل إلى حل سلمي للأزمة. وشدد المسؤول الدولي على ضرورة وقف جميع أعمال العنف فورا، متمنيا أن تتصرف الأطراف المعنية بحكمة بما يحقق المصلحة العليا للبلاد.
وقام الطيران الحربي اليمني، أمس، بقصف مواقع تجمعات المسلحين الحوثيين في العاصمة، حسب تأكيد مصادر يمنية مطلعة.
وقالت المصادر إن الطيران الحربي شن هجمات على عدة مواقع للحوثيين في منطقة صرف، شمال شرقي العاصمة، التي يوجد فيها معسكرات للجيش ومقر تدريب ميداني لجهاز الأمن القومي، بعد سيطرة المتمردين على نقاط عسكرية هناك.
في حين وصف الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، ما يجري من تصرفات وتطورات عسكرية وأمنية في العاصمة اليمنية صنعاء، من قبل جماعة الحوثي المتمردة بأنه انقلاب على النظام. وأضاف خلال لقائه سفراء الدول الـ10 الراعية للمبادرة الخليجية، أن «ما يجري يؤكد أن الشعارات التي كان الحوثيون يرفعونها في بادئ الأمر، تحت عناوين ومطالب شعبية، ما هي إلا غطاء، وقد كشفت اليوم الحقائق، والنيات المبيتة على الأرض». وتطرق إلى المحاولات التي تقوم بها الدولة للجنوح للسلم، وتجنيب الوطن المآلات والمنزلقات الخطيرة، وذلك عبر اللجان المختلفة، وآخرها الجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر في صعدة، في الوقت الذي يحاول الحوثيون إسقاط الطائرات التي تحلق حول صنعاء، وبالأخص المروحيات.
وقالت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحين حوثيين أسقطوا، أمس، طائرة حربية، في منطقة «صرف» بشمال صنعاء، التي تبعد بضعة كيلومترات، في الوقت الذي أكد خبير أجنبي لـ«الشرق الأوسط» أن الطائرة التي كان يستقلها بحكم عمله في المطار العسكري بصنعاء تعرضت لإطلاق نار، لكن قائد الطائرة تمكن من إيصالها إلى المطار وهي مصابة بطلق ناري.
على الصعيد الميداني في صنعاء، تواصلت حرب الشوارع في شمال غربي العاصمة اليمنية صنعاء، بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين، لليوم الثالث على التوالي، سقط فيها عشرات القتلى والجرحى أغلبهم من الحوثيين، وحلقت، أمس الجمعة، طائرات حربية على مستوى منخفض في سماء العاصمة، واخترقت حاجز الصوت، فيما أكدت اللجنة الأمنية العليا تمسكها بضبط النفس، وأنها لن تنجر إلى مربع العنف بسبب الاستفزازات التي يقوم بها الحوثيون.
وذكر سكان لـ«الشرق الأوسط» أن الاشتباكات استمرت في منطقة شملان وشارع الثلاثين، وبالقرب من مقر التلفزيوني الحكومي الذي قصفه الحوثيون بالمدفعية والرشاشات المتوسطة. ووصلت الاشتباكات إلى مناطق قريبة من مقر قيادة المنطقة العسكرية السادسة التي كانت تُسمى «قوات الفرقة الأولى مدرع»، التي كان يقودها الجنرال علي محسن الأحمر، وتخلل الاشتباكات انفجارات قوية يُعتقد أنها من أسلحة ثقيلة للجيش استهدف فيها مواقع للحوثيين.
وقال مصدر عسكري في المنطقة العسكرية السادسة لـ«الشرق الأوسط» إن أكثر من 100 قتيل من الحوثيين سقطوا في مواجهات، أول من أمس (الخميس) وأمس (الجمعة)، أغلبهم في محيط التلفزيون الحكومي، مؤكدا أن كل المنازل التي يجري إطلاق النار منها مرصودة، وقد اعتقل الجيش أكثر من 20 مسلحا حوثيا في منطقة شملان كانوا مختبئين داخل منزل، ولفت المصدر إلى أن قوات الجيش سترد بقوة على مصادر إطلاق النيران أيا كانت، موضحا أن جنود الجيش مستعدون لجميع الاحتمالات ومنتظرين لأي أوامر تصدرها قيادتهم لبسط الأمن والاستقرار داخل صنعاء.
وأكدت مصادر مطلعة أن الحوثيين سيطروا على أحياء سكنية في شمال وغرب صنعاء، كما سيطروا على نقطة تفتيش على خط مطار صنعاء، وأحرقوا مقر حزب الإصلاح في منطقة الجراف التي تُعدّ المعقل الرئيس للحوثيين في شمال صنعاء، كما سلم جنود من الأمن نقطة تفتيش في الحتارش المدخل الشمالي الشرقي لمدينة صنعاء للحوثيين. وناشد السكان في شارع الثلاثين والخانق بمنطقة شملان الصليب احمر والمنظمات الإنسانية، لانتشال الجثث المترامية في المنقطة، موضحين أن عشرات الأسر محاصرة في المنطقة، وطالبوا الأطراف المتحاربة السماح بمهلة إنسانية للنزوح أو التزود بمؤن غذائية.
وأصدرت اللجنة الأمنية العليا، وهي أعلى سلطة عسكرية وأمنية في البلاد، بيانات متضاربة حول الأحداث التي تشهدها صنعاء، وفي حين نفت سيطرة العناصر الحوثية المسلحة على بعض الأحياء السكنية في المنطقة الشمالية لأمانة العاصمة صنعاء، أكدت في بيان آخر انتشار مسلحي الحوثي في بعض الأحياء السكنية بالمنطقة الشمالية من العاصمة صنعاء، والاعتداء على نقاط الجيش والأمن في حي شملان وشارع الستين، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الحكومية. وطالبت اللجنة «الحوثيين بإخلاء النقاط والمواقع التي استولت عليها، والعودة إلى مخيماتها والالتزام بالنظام والقانون»، موضحة أن الحوثيين قصفوا مقر التلفزيون الحكومي بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة منذ مساء أول من أمس (الخميس) حتى ظهر أمس (الجمعة)، وفتح الطيران الحربي أمس حاجز الصوت فوق سماء العاصمة، بالتزامن مع استمرار الحوثيين بشن هجمات على التلفزيون وبعض المواقع الأمنية في شملان وحي الجراف وشارع الثلاثين، وأغلق الجيش شارع الستين الذي يطل على مقر المنطقة العسكرية السادسة معسكر الفرقة أولى مدرع سابقا، بعد سقوط قذيفة هاون على جسر مذبح القريب منه.
كما توقفت حركة الطيران في مطار صنعاء الدولي بعد تعليق الشركات العربية والأجنبية رحلاتها إلى صنعاء لمدة 24 ساعة بعد سيطرة الحوثيين على نقاط تفتيش بالشارع الرئيس للمطار.
وهاجم الحوثيون ليل الخميس وحتى عصر أمس الجمعة مقر التلفزيون الحكومي، الذي يضم 3 قنوات رسمية، ويقع على هضبة صغيرة في منطقة الجراف بشمال صنعاء، ووفقا لمصادر «الشرق الأوسط» فقد استخدم الحوثيون في الهجوم القذائف الصاروخية، ومدافع الهاون، ورشاشات متوسطة، وتمكن الجيش من صد الهجوم، والرد بالأسلحة الثقيلة على مواقع الحوثيين موقعا بينهم قتلى وجرحى، فيما أدانت نقابة الصحافيين اليمنيين الحوثيين، وحملتهم المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة العاملين في التلفزيون، وطالبتهم بالوقف الفوري للقصف، واعتبرت الفضائية اليمنية في بيان صادر عنها «استهداف مقرهم بمثابة استهداف لكل اليمنيين، كون التلفزيون ملكا للشعب»، مشيرة إلى أن قصف المؤسسات الإعلامية جريمة حرمتها المواثيق والتشريعات الدولية وجريمة في حق حرية الرأي والتعبير.
وكان كل من وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد ووزير الداخلية اللواء عبده حسين الترب، تفقدا، كل على حدة، مقر قطاع التلفزيون، واطلعا على الأضرار التي لحقت بالقطاع، وقال وزير الدفاع لجنود الحراسة الذين يتبعون اللواء 314 حرس رئاسي، أن المؤسسة العسكرية والأمنية لن تقف مكتوفة الأيدي بعد اليوم، إزاء كل من يحاول العبث بأمن واستقرار المواطن، ويسعى للإضرار بمنشآت ومصالح الوطن والشعب. من جانبه، أمر وزير الداخلية جنود الحراسة المكلفين بحراسة قناة اليمن الفضائية والبنك المركزي بالتصدي بحزم وقوة لكل الأعمال التخريبية.
 
مفاوضات الحل السياسي في اليمن تحرز تقدماً والطيران الحربي يتدخل لتدمير مستودع ذخائر للحوثيين
النهار...صنعاء - أبو بكر عبدالله
أحرزت المفاوضات التي يديرها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر تقدما في جهود الحل السياسي للأزمة التي تعصف باليمن، بعد جلسة ثالثة جمعت أمس في القصر الجمهوري بصعدة المبعوث الأممي وممثلين اثنين فوض اليهما زعيم جماعة "انصار الله" عبد الملك الحوثي توقيع اتفاق الحل السياسي، فيما استمر التوتر في أطراف العاصمة صنعاء التي شهدت مواجهات محدودة.
للمرة الاولى، تدخل الطيران الحربي اليمني أمس لتدمير مستودع اسلحة وذخائر تابع للحوثيين في منطقة صرف التي اهتزت على وقع انفجارات قوية نتجت من اشتعال الذخائر، فيما قصفت قوات عسكرية تابعة للواء علي محسن الأحمر مناطق قريبة من مخيمات الحوثيين في منطقة الجراف فسقط قتيل وعدد من الجرحى.
وشهدت مناطق شملان والقابل وتبة الشيخ الاحمر وشارع الثلاثين مواجهات بين الجانبين، فيما وجه سكان هذه المناطق نداء استغاثة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الاحمر اليمني لمهلة انسانية تتيح لهم مغادرة منازلهم وتزود المواد الغذائية.
وقطعت السلطات اليمنية خدمات الهاتف اللاسلكي والانترنت عن العاصمة ساعات، ثم أعادتها بعد تهديد قوات الجيش التي أعلنت الانضمام إلى المعتصمين بقطع الاتصالات العسكرية من مركز السنترالات في جبل النبي شعيب المطل على العاصمة.
اللجنة الأمنية
ونفت اللجنة الأمنية العليا تقارير عن سيطرة الحوثيين على بعض الأحياء السكنية في الاطراف الشمالية للعاصمة. واتهمت الحوثيين بـ" الانتشار في بعض الأحياء السكنية هناك والاعتداء على نقاط الجيش في حي شملان وشارع الستين".
وأكدت استمرار الحوثيين في "الممارسات الاستفزازية والأفعال المخلة بالأمن الهادفة إلى إرباك المشهد السياسي وعرقلة الوساطة الجارية في رعاية المبعوث الأممي جمال بن عمر"، لكنها اكدت ان هذه الاستفزازات "لن تجر الدولة إلى مربع العنف". فهي تتمسك بضبط النفس "حرصا على جهود الحل السياسي". وتعهدت "عدم التهاون في أداء مهماتها الدستورية لحماية الممتلكات العامة والخاصة والحفاظ على الأمن والهدوء والسكينة العامة".
سفراء الدول العشر
في غضون ذلك، أبلغ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية "مستجدات" التصعيد الميداني لجماعة الحوثي بتفجير الوضع في أمانة العاصمة وضواحيها والتي كان آخرها محاولة اقتحام مبنى التلفزيون واستهداف عدد من المنشآت والنقاط الأمنية"، مشيراً الى "وجود محاولات تصعيدية وانقلابية تقوم بها تلك القوى".
وأكد لدى لقائه السفراء أن " تلك القوى تريد تفجير الأوضاع وقد حاولنا مراراً وتكراراً تفاديه لإدراكنا مخاطره وتداعياته على البلاد". وطلب من هؤلاء نقل واقع مستجدات الوضع اليمني إلى رؤساء دولهم.
تداعيات ميدانية
واضطرت المواجهات في صنعاء إدارة مطار صنعاء الدولي، الى تحويل الرحلات الدولية إلى مطار عدن، بعد اعلان شركات الطيران العربية والأجنبية تعليق رحلاتها مدة 24 ساعة، فيما أفادت مصادر ملاحية أن شركة الطيران اليمنية نقلت أكثر طائراتها إلى مطار عدن مع استمرار رحلات شركتي الطيران اليمنية والسعيدة في مطار صنعاء من دون توقف.
وتزامن ذلك مع احتشاد عشرات الآلاف من الحوثيين وقوى سياسية وثورية اخرى، أمس، في شارع المطار حيث أدوا صلاة الجمعة، وسط هتافات تطالب بإلغاء قرارات الجرعة الاقتصادية واسقاط الحكومة وترفض التدخل الخارجي في شؤون اليمن.
وزير الدفاع
وزار وزير الدفاع اليمني اللواء محمد ناصر احمد مبنى التلفزيون اليمني ومعسكر الإذاعة المجاور واطلع على أحوال الحماية العسكرية والأضرار التي خلفها القصف الذي تعرض له مبنى التلفزيون ليل الخميس وفجر الجمعة.
وأشاد اللواء أحمد بتصدي رجال الامن "لاعتداءات الميليشيات المسلحة لجماعة الحوثي"، مؤكداً أن "المؤسسة العسكرية والأمنية لن تقف مكتوفة بعد اليوم إزاء كل من يحاول العبث بأمن واستقرار المواطن ويسعى الى الإضرار بمنشآت ومصالح الوطن والشعب وستتصدى بحزم لكل من يحاول زعزعة الأمن والاستقرار أو من تطاوله نفسه بالاستعلاء على الشعب وعلى الوطن عبر قوة السلاح والذي لن يكون مصيره إلا الفشل الذريع والمخزي".
 
 بطاركة الشرق الأوسط يرفضون رفضاً قاطعاً هجرة المسيحيين ويدعون إلى مواجهة "داعش" من طريق تعزيز الجيش العراقي
النهار...جنيف - موسى عاصي
بحثاً عن حلول لحماية المسيحيين، حلّ بطاركة الشرق الأوسط ضيوفا على مدينة جنيف السويسرية بعد زيارتهم واشنطن تلبية لدعوة من "منظمة حماية المسيحيين في الشرق" ولقائهم الرئيس الاميركي باراك أوباما، وعقدوا في جنيف لقاءات وشاركوا في ندوات تحت الشعار ذاته في مجلس الكنائس العالمي وفي المقر الاوروبي للامم المتحدة.
خلافاً لحال الارباك الذي طبع الزيارة الاميركية نتيجة الضغط الذي تعرض له الأحبار من ممثل الحزب الجمهوري تيد كروز ومحاولته مساواة المسيحيين والاسرائيليين من زاوية "الخطر الذي يحدق بهم"، كانت زيارة جنيف واضحة الأهداف، وخرجت بثلاث مسلمات يتمسك بها مسيحيو المنطقة.
1 - الحرب التي يعدُّ لها لمواجهة الارهاب.
يُظهر رجال الدين اقتناعاً واضحاً بضرورة استخدام القوة العسكرية في مواجهة تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) الارهابي والتنظيمات التكفيرية الأخرى، لكنهم، على نقيض التحضيرات التي تجري على المستوى الدولي، يرون أن القوة يجب ألا تأخذ طابعا خارجيا محضاً، "فالأفضل تقديم الدعم العسكري اللازم للسلطة المركزية في بغداد من خلال تقوية الجيش العراقي ومساندتها لتقوم بنفسها بمهمة القضاء على التطرف بمساعدة قوات البشمركة الكردية"، والقول هنا لبطريرك انطاكية للسريان الكاثوليك أغناطيوس الثالث يوسف يونان الذي يصر على أن للمرجعيات الاسلامية دوراً لا تقوم به حتى الآن: "على هؤلاء اتخاذ موقف حاسم من منطق الارهاب واصدار فتاوى لتحريمه". ويرى أن التحريم الذي صدر عن مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ في شأن داعش غير كاف وعليه الكثير من علامات الاستفهام، لأن "التحريم صدر بسبب قيام داعش بذبح المسلمين، وذبح المسلم لأخيه المسلم حرام - بحسب مفتي السعودية - فماذا عن مصير غير المسلمين؟".
ويتقاطع موقف يونان من "التدخل الخارجي" مع موقف بطريرك كنيسة الكلدان لويس روفائيل ساكو الذي يفضل أن تتولى الدول العربية المحيطة بالعراق مواجهة "داعش"، لكنه يقول إن الحاجة الى مساعدة خارجية في مواجهة الارهاب ضرورية "كون الجيش العراقي وقوات البشمركة غير قادرة في الوقت الحاضر على ذلك". وأبرز ساكو حجة اضافية لعجز الجيش العراقي بعيدا من مقدراته العسكرية تتمثل في هيكلية ومكونات هذا الجيش "الذي يضم ميليشيات"، ولطبيعة تعامله مع هجوم "داعش" على الموصل في حزيران الماضي، ويتساءل عن اللغز في "قدرة بضعة آلاف من مقاتلي داعش على هزيمة 60 الف عسكري نظامي؟".
ولم يبتعد موقف الكنيسة الكاثوليكية عن رؤية بطاركة الشرق الاوسط، ويستند رئيس البعثة البابوية لدى الامم المتحدة في جنيف المونسنيور سيلفانو توماسي في حديثه الى "النهار" الى موقف البابا فرنسيس الذي رأى في مواجهة الارهاب عسكريا ضرورة، لكنه يرفض التوغل كثيرا في منطق الحرب "فهذا ليس من تعاليم الكنيسة".
2 - هجرة المسيحيين من الشرق الأوسط.
تزامنت زيارة بطاركة الشرق الاوسط لجنيف مع ظهور دعوات أوروبية تتقاطع بين قوى الضغط (منظمات مسيحية) ومرجعيات اتخاذ القرار وعلى المستوى الشعبي ايضاً، ترى ضرورة "تخليص" مسيحيي الشرق الاوسط عبر هجرتهم الى الدول الاوروبية ويترافق ذلك مع تسهيلات على المستوى الرسمي في بعض الدول لوصول مسيحيي العراق تحديدا الى اوروبا.
هذه الدعوات قوبلت برفض قاطع من البطاركة الذين أصروا على أن الوجود المسيحي في المنطقة ليس حدثا عابرا أو طارئاً "كي نرحل تحت أي ضغط كان". ويرى البطريرك يونان في هذه الدعوات أبشع الحلول ، ذلك أنه "لا يحق لأحد أن يسلخ الناس عن أرضهم بشكل جماعي، ولا نقبل بالنزوح الجماعي نحو بلاد الهجرة" وهذا مرفوض لدى كل رؤساء الكنائس وذلك "احتراما للانسان في أن يعيش في أرضه وأرض أجداده". لكن يونان يفرق بين الدعوات الى الهجرة الجماعية والخيارات الفردية "فللفرد حرية الاختيار في مكان عيشه". ويعتقد البطريرك ساكو أنه عوض الدعوات الاوروبية الى هجرة المسيحيين كان على أصحاب هذه الدعوات دعم المسيحيين للبقاء في أرضهم.
وشدد المونسنيور توماسي على ان الوجود المسيحي في الشرق الاوسط ضرورة ليس فقط للمسيحيين بل للمسلمين أيضاً، لأن هذا الوجود يمنح المنطقة امكان تطور مجتمعات متعددة نحو المستقبل وسيؤدي ذلك الى ظهور مجتمعات ديموقراطية متعددة الانتماءات الديني، ويرى في التجربة اللبنانية مثالا يجب أن يُحتذى به في باقي دول المنطقة "فلبنان رسالة وشاهد على امكان العيش المشترك من دون نزاعات ويبرهن على امكان وجود مجتمع حضاري متعدد".
3 - مستقبل المسيحيين في الشرق الاوسط
يذهب بطاركة الشرق الأوسط في رؤيتهم الى مستقبل المسيحيين واستقرارهم والعيش بحرية وأمان مباشرة الى منحى التغيير الضروري في شكل الأنظمة العربية ككل، والحل بالتحول الى أنظمة مدنية تكفل حقوق المواطنين كافة بمن فيهم الأقليات من مسيحيين وغير مسيحيين للعيش بحرية وأمان. فالأنظمة القائمة اليوم تستغلها الجماعات المتطرفة والتكفيرية من أجل شن هجماتها على كل من لا ينتمي الى الفكر ذاته الذي يؤمنون به، وهؤلاء، على حد تعبير البطريرك يونان، "يستعملون الدين مطية من أجل رفض الآخرين". وذكر أن الكنيسة تطالب دائما بقيام أنظمة مدنية وبعدم الخلط بين الدين والدولة "كما يحصل في الشرق الأوسط".
بلبلة واشنطن
وفي شرح لما جرى خلال زيارة البطاركة لواشنطن، أجمع رجال الكنيسة الشرق أوسطية على أن البطاركة أرادوا من هذه الزيارة أن يوصلوا الى العالم الرسالة المتعلقة بالخطر المحدق بالوجود المسيحي في هذه المنطقة، وشرح المعاناة التي واجهها المسيحيون خلال السنوات الأخيرة وتحديداً منذ الغزو الاميركي للعراق، ولم نرد منها الدخول في نقاشات خارج هذا العنوان "فقد تجنبنا الكلام الذي يؤدي الى الانقسامات أو العداوات مع أي أحد"، كما قال البطريرك يونان.
 
المملكة المتحدة باقية واسكوتلندا لا تستقلّ توسيع الصلاحيات يشمل انكلترا وويلز وايرلندا الشمالية
النهار..المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
المملكة المتحدة باقية، فقد رفض الناخبون في اسكوتلندا خيار الاستقلال عنها في استفتاء تاريخي. ولكن يبقى على لندن تنفيذ وعودها بتوسيع الصلاحيات الإقليمية، وهو ما أكده أمس رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، متحدثاً في الوقت نفسه عن إجراءات مماثلة لانكلترا وويلز وايرلندا الشمالية.
لكن الـ"لا" للاستقلال لا تعني عودة الأمور إلى ما كانت، فالوعود التي سبقت الاستفتاء ستجد أثرها في المكونات الأربعة للمملكة المتحدة، وهذا يعني أنها تغيرت إلى الأبد، وإن لم يسقط اتحاد عمره 307 سنوات بين إنكلترا واسكوتلندا.
55,3 في المئة قالوا "لا" للاستقلال في مقابل 44,7 في المئة اختاروا الـ"نعم". وبلغت نسبة المقترعين 85 في المئة. وتبين أن نسبة رفض الاستقلال في العاصمة ادنبره كانت الأعلى اذ بلغت 61 في المئة.
وسارع رئيس وزراء اسكوتلندا أليكس سالموند عند الإقرار بهزيمة معسكره الى التذكير بالتعهدات المشتركة التي قطعتها الأحزاب البريطانية الثلاثة الكبرى. وقال إن "الأحزاب الوحدوية تعهدت في نهاية الحملة إعطاء مزيد من الصلاحيات لاسكوتلندا، واسكوتلندا تتوقع التزام هذه التعهدات سريعاً". وأكد أنه سيحرص على أن تتسلم السلطات الصلاحيات الجديدة في ما يتعلق بالضرائب والنفقات الصحية. واسترعى الانتباه قوله إن "اسكوتلندا لم تحسم قرارها لمصلحة الاستقلال في الوقت الحاضر"، تاركاً الباب مفتوحاً أمام استفتاء آخر ليحذو بذلك حذو السياديين في كيبيك.
وفي وقت لاحق، استقال سالموند من منصبه رئيساً لوزراء اسكوتلندا.
أما أليستر دارلينغ، زعيم حملة الـ"لا"، فعلق على نجاح حملته: "اخترنا الوحدة لا الانقسام، والتغير الإيجابي عوض انفصال لا حاجة لنا به. اليوم تاريخي لاسكوتلندا والمملكة المتحدة على السواء".
ما بعد الاستفتاء
ورسالة الاسكوتلنديين من المعسكرين وصلت إلى كاميرون الذي تعتبر النتائج نصراً شخصياً له وكذلك لرئيس الوزراء السابق غوردون براون، وهو اسكوتلندي. وقد صرح: "إلى الذين يشككون في اسكوتلندا بالوعود الدستورية المقطوعة، دعوني أقل لكم ما يلي، سبق لنا أن نقلنا صلاحيات في ظل هذه الحكومة، وسنفعل من جديد في الحكومة المقبلة". وأضاف أن "الأحزاب الوحدوية الثلاثة قطعت تعهدات لمنح البرلمان الاسكوتلندي صلاحيات اضافية، وسنفي بها".
ونقل الحد الأقصى من السلطات الى برلمان ادنبره الإقليمي، فصار مسؤولاً عن جمع الضرائب واستخدامها ونظام الضمان الاجتماعي. وتطالب المناطق الاخرى في بريطانيا بإجراءات مماثلة.
وكتب زعيم الحزب الاستقلالي بموقع ويلز لين وود في صفحته الرسمية في "تويتر" إن "كل عرض يقدم الى اسكوتلندا يجب أن يطرح على ويلز أيضاً. إنه الحد الأدنى الذي نتوقعه".
وعلى هذه المطالبة أيضاً رد كاميرون بالتأكيد أنه "مثلما سيحصل الاسكوتلنديون على مزيد من السلطات في إدارة شؤونهم، كذلك يجب ان تكون لسكان إنكلترا وويلز وايرلندا الشمالية صلاحيات أكبر في ادارة شؤونهم".
لكن سلسلة التنازلات ستواجه صعوبة في إقرارها، وخصوصاً في احترام الجدول الزمني المعلن.
ورأت أستاذة الإدارة العامة في جامعة ستيرلينغ باسكوتلندا اميلي سان دوني، أن "ادنبره كسبت كل شيء تقريباً من هذه النتيجة إلا الحصول على استقلال كامل. هذه ستكون بداية مفاوضات مهمة. لقد قطعت الكثير من الوعود لها، وهذه الأمور ستتم، ولكن في اطار صعب، لأنه في المقابل هناك نواب من انكلترا وويلز غير راضين عن هذه الوعود".
وينتظر ان تصدر وثيقة عمل تفصل الصلاحيات الاسكوتلندية الجديدة، وكذلك بالنسبة إلى المكونات الثلاثة الأخرى في تشرين الثاني، قبل ان تعرض مشاريع قوانين على مجلس العموم بحلول نهاية كانون الثاني 2015، استناداً الى التعهدات التي قطعتها لندن.
ولاحظ الأستاذ في "كينغز كوليدج" في لندن نيك باتلر، أن مهلة 150 يوماً تعتبر "قصيرة نسبياً بالنسبة إلى قوانين دستورية معقدة يفترض ان يدرسها مجلسا البرلمان" البريطاني.
ويذكر أن نتائج الاستفتاء أشاعت أجواء إيجابية في بورصة لندن التي فتحت بارتفاع بلغ 0,75 في المئة ووصل الجنيه الاسترليني الى أعلى مستوى له ازاء الأورو منذ سنتين.
مواقف
ورحب الرئيس الأميركي باراك اوباما في بيان بنتائج الاستفتاء وهنأ اسكوتلندا بهذه "الممارسة الديموقراطية الكاملة والنشيطة". وقال: "ليس لدينا أي حليف أقرب من المملكة المتحدة، ونتطلع الى مواصلة علاقتنا القوية والخاصة مع كل شعب بريطانيا العظمى وايرلندا الشمالية، فيما ننهض بالتحديات التي تواجه العالم اليوم".
وجاء في بيان للأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أن "المملكة المتحدة عضو مؤسس في حلف شمال الأطلسي، وأنا على ثقة أن المملكة المتحدة ستواصل الاضطلاع بدور قيادي في الحفاظ على قوة الحلف".
وأشاد رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل دوراو باروسو بالنتائج "الجيدة لأوروبا الموحدة المنفتحة الأقوى".
 
محادثات ثلاثية لحل الأزمة الأوكرانية
الحياة...مينسك، سوتشي (روسيا) - أ ف ب، رويترز -
اجتمع مندوبون عن كييف وموسكو وانفصاليي شرق اوكرانيا في مينسك امس، في محاولة لإحراز تقدم حول عملية سلام دقيقة تراقبها البلدان الغربية، فيما لا تزال الهدنة بين الطرفين هشة.
ومنذ توقيع «بروتوكول وقف اطلاق النار» الذي احدث مفاجأة شاملة بين كييف والمتمردين في عاصمة بيلاروسيا في الخامس من الشهر الجاري، عرض الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو ان يضمن «وضعاً خاصاً» موقتاً للمناطق الموالية لروسيا في الشرق، على ان يترافق ذلك مع انتخابات محلية في كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وقد تبنى النواب هذه العروض في خضم المفاوضات.
في غضون ذلك، طبق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة التي تتهم روسيا بـ «المس بسيادة اوكرانيا» من خلال مساعدة التمرد بالأسلحة والقوات، عقوبات جديدة على الاقتصاد الروسي الذي يوشك دخول مرحلة الركود. وانتقد باراك اوباما مرة جديدة «العدوان» الروسي خلال الزيارة الرمزية الأولى لبترو بوروشنكو الى واشنطن منذ وصوله الى الحكم في ايار (مايو) الماضي.
وقال رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيدف امس، إنه وقع قراراً بفرض رسوم على المنتجات الأوكرانية بعد أن أبرمت كييف اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي، لكنه أشار الى ان فرض الرسوم لن يسري على الفور.
وأضاف خلال منتدى استثماري في منتجع سوتشي على البحر الأسود، أن محاولات الضغط على موسكو لم تنجح قط، مشيراً إلى العقوبات الغربية على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية. وقال إن روسيا كانت مستعدة للاستماع إلى بواعث قلق الغرب لو أنه استمع إلى موسكو.
وحصلت تنازلات سياسية قدمتها كييف على دعم موسكو هذا الأسبوع، الا ان المتمردين رفضوا اي عرض تقدمه السلطات الأوكرانية يتعلق بالمنطقة التي يطالبون باستقلالها.
وبعد نزاع استمر خمسة اشهر وأسفر عن حوالى 2900 قتيل، تتعامل كييف والبلدان الغربية مع اعلانات موسكو بحــذر كبــير، وتتهم روسيا بتأجيج هذا النزاع الذي تسبب بأسوأ توتر بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة.
وتأكيداً لذلك اشار الحلف الأطلسي إلى ان حوالى الف جندي روسي ما زالوا ينتشرون على الأراضي الأوكرانية، واتهمت كييف موسكو التي تنفي الاضطلاع بأي دور فعال في النزاع، بأنها حشدت حوالى اربعة آلاف جندي روسي «مع كامل معداتهم وذخائرهم» على الحدود «الإدارية» مع شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا في آذار (مارس) الماضي.
وأسفرت الانتهاكات المتكررة للهدنة التي يتبادل المتمردون الموالون لروسيا والجيش الأوكراني تهمة ارتكابها، منذ الخامس من الشهر الجاري، عن 32 قتيلاً من المدنيين والعسكريين، وفق ارقام السلطات المحلية والجيش.
وأعربت بلدية دونيتسك التي دارت فيها معارك طاحنة في الأشهر الأخيرة عن اسفها امس، لأن سكان المدينة امضوا «ليلة شهدت عمليات قصف كثيفة» اسفرت عن مقتل مدني.
وانتقد السكان من جانبهم الهدنة الهشة، وما زالوا يعيشون على وتيرة القذائف ويمضون ليالي في الملاجىء.
وأعلن «نائب وزير» جمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد اندريه بورغين الخميس، ان المشاركين في مفاوضات مينسك سيركزون على هذا «الوضع الخاص» لمنطقتي دونيتسك ولوغانسك. وسيمثل الانفصاليين الى جانب «رئيس وزراء» جمهورية دونيتسك الكسندر زاخارتشنكو.
وقبل توجهه الى مينسك، نبه موفد كييف، الرئيس الأوكراني السابق ليونيد كوتشما الى ان المفاوضات لا يمكن «في اي حال ان تجرى على حساب استقلال اوكرانيا ووحدة اراضيها».
ورفض ايضاً «اي شكل من اشكال الفيديرالية والاعتراف بالجمهوريات المعلنة من جانب واحد» في معاقل المتمردين.
والوثيقة المؤلفة من 12 نقطة والتي وقعها ايضاً في الخامس من الجاري، السفير الروسي لدى اوكرانيا ومندوب عن منظمة الأمن والتعاون في اوروبا، تتضمن من جهة اخرى، بنوداً حول مراقبة الحدود الروسية - الأوكرانية بمساعدة منظمة الأمن والتعاون في اوروبا وإقامة منطقة امنية في الأراضي الحدودية. وتتطرق ايضاً الى الجانب الإنساني والمساعدة في الإنعاش الاقتصادي لمنطقة دونباس الصناعية.
ودعا الاتحاد الأوروبي الأربعاء، روسيا والانفصاليين الى القيام بما يتعين عليهم القيام به من خلال تطبيق البنود الواردة في اتفاق مينسك، ومنها خصوصاً «سحب المجموعات المسلحة غير الشرعية والعتاد العسكري والمقاتلين والمرتزقة من اوكرانيا وإقامة آلية مراقبة للحدود الروسية - الأوكرانية».
 
«داعش» لا يمثّل السنّة والجيش العراقي لا يمثل الشّيعة
الحياة...طهران - محمد صالح صدقيان
اكتسبت التطورات الأخيرة في العراق وتحديداً بعد 10 حزيران (يونيو) مع دخول قوات «الدولة الإسلامية/ داعش» مدينة الموصل، أهمية خاصة علی غير صعيد. ومن الصعب اختزال ما حدث ويحدث في العراق كونه مجرد أزمة بين عناصر مصنّفة تكفيرية إرهابية والجيش العراقي، بسبب تداخل عوامل داخلية وإقليمية ودولية في هذه التطورات.
علی المستوی الداخلي عجزت الحكومة العراقية عن استيعاب المكونات والأحزاب السياسية، خصوصاً بعد خروج القوات الأميركية عام 2011، والذي انعكس في شكل واضح علی عدم نجاحها في خلق رأي عام عراقي لمواجهة عناصر «داعش» عندما رفض مجلس النواب الانعقاد لإعلان حالة الطورای في 12 حزيران (يونيو)، خصوصاً ان القوات الكردية سعت لاستغلال الظرف الطارئ لدخول مدينة كركوك النفطية، في الوقت الذي نجحت عناصر «داعش» من ضم العشرات من المنتفضين من أبناء العشائر السنّية إليها في الشريط الذي يمتد من الحدود العراقية وحتی محافظة ديالی المتاخمة للحدود الإيرانية، مروراً بمحافظة صلاح الدين، وقد تحاشت تلك العناصر التحرش بالمنطقتين الكردية شمالاً، والشيعية جنوباً.
ولم يستطع الجيش العراقي الذي كان مرابطاً في تلك المناطق من صد هذه العناصر بسبب ظروف متعدّدة ومعقّدة تتعلق بانتماءات هذا الجيش وعقيدته وتاريخه، ورؤيته لتطورات الأوضاع منذ دخول القوات الأميركية العراق عام 2003 وإلى حد الآن.
أما الشيعة، وبسبب تشتّت موقفهم علی الأحزاب والتيارات السياسية كالمجلس الإسلامي الأعلی وحزب الدعوة الإسلامية بأقسامه الأربعة والتيار الصدري بتشعباته، ومنظمة بدر وأنصار المرجعيات الدينية، بدوا عاجزين عن إرسال رسالة موحدة تعكس تماسكهم حول موقف موحد حيال القضايا المطروحة، اضافة الی ان معظم القيادات الشيعية انشغل في القضايا الاقتصادية والفساد المالي المستشري في مرافق الدولة، ما أضعف موقفهم حيال الوقوف في مواجهة تنظيم داعش.
وفي ما يخص الأكراد فإنهم استطاعو إدارة صراع القوی الإقليمية وتحديداً إيران وتركيا ليصب في مصلحتهم الاستراتيجية، وهي إقامة دولة كردية في شمال العراق. وقد نهج الأكراد مسيرة تستند إلی السير خطوة خطوة نحو تعزيز قدراتهم الاقتصادية والسياسية والقانونية انتظاراً للفرصة السانحة للانفصال عن الحكومة المركزية وهو حلم راود الشعب الكردي منذ اكثر من سبعة عقود، وتحديداً منذ جمهـــورية مهاباد في أربعينات القرن الماضي التــي أرساها المرحوم الملا مصطفی البرزاني والد رئيس إقليم كردستان العراق الحالي مسعود برزاني، وكانت خطوة داعش بالدخول إلى العراق فرصة اعتقدوا أنها ستفرش لهم السجادة الحمراء نحو تأسيس الدولة الكردية المستقلة علی أصوات طبول الحرب.
يبقی السنّة الذين شعروا بفقدان المراكز الحساسة في البلد بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، علی رغم دخولهم العملية السياسية وحصولهم علی مناصب مهمة كما أقرّها الدستور العراقي الجديد. ولم تستطع حكومة نوري المالكي تعزيز الثقة مع السنة الذين شعروا بالتهميش والاستبعاد عن مراكز القرار واتُّهموا باحتضان المجموعات المسلحة التي واجهت الحكومة الشيعية، ونسف العملية السياسية وإلغاء الدستور وعودة الأوضاع الی ما كانت عليه قبل العام 2003. وعندما دخلت داعش إلی مناطقهم لم ينظروا إلی ذلك بالمزيد من الاهتمام لأنهم اختاروا بين السيء والأسوأ في أفضل الحالات.
واستطاع تنظيم «داعش» استغلال هذه العوامل مستقطباً شريحة واسعة من الضباط والقادة العسكريين العراقيين السابقين من اجل مواجهة الحكومة العراقية، والجيش العراقي الذي يصفونه بالطائفي، اضافة الی سعيهم إلى تهشيم ما يعتقدون بالهلال الشيعي الذي يشكل العراق احد عناصره. ساعدتهم في ذلك علاقاتهم مع العشائر السنّية في العراق طيلة الأعوام الثلاثة الماضية قبل ان يعلنوا تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» والذي كان خطوة لدخول العراق وإيــجاد معادلة جديدة تخدم الطائفة السنّية، بعدما وقـــفت الحكومة العراقية الی جانب حـــكـــومة الرئيس السوري بشار الأسد و«حزب الله» اللبناني وما يسمی محور المقاومة.
ولم تقتصر جهود تنظيم «داعش» علی استيعاب العشائر العراقية السنية وإنما أيضاً تمكن من استيعاب الآلاف من الشبّان الغاضبين في العديد من الدول الإسلامية. وعلی رغم أن «داعش» لم يستطع إقناع جميع الطائفة السنية في العراق بجدوی الانضمام إليه، إلا أنه نجح في إقناع المنتفضين الذين جمعتهم حالة العداء للحكومة العراقية للانضمام أو العمل معه، كالنقشبندية التي يديرها نائب الرئيس العراقي السابق عزة الدوري وجيش المجاهدين وغيرهما.
وتضاربت مصالح الدول الإقليمية في العراق استناداً إلى تعريف كل دولة لأمنها القومي. فإيران رأت في التطورات السياسية عاملاً مشجعاً للتخلص من عدوها اللدود صدام حسين وعملت علی دعم حكومة عراقية قادرة علی التعايش معها وتحقيق مصالحها بناءً علی تعريفها لأمنها القومي ومصالحها المشتركة مع العراق، في حين عملت الحكومة التركية التي رأسها رجب طيب أردغان علی تعزيز الدور التركي الذي كان غائباً لأعوام طويلة عن المنطقة، خصوصاً أن العراق يمكن ان يخدم الاقتصاد التركي ويخدم التطلعات التركية للانضمام للاتحاد الأوروبي اذا نجح في الإمساك بالورقة العراقية بما تحتوي من طاقة مهمة لدول الاتحاد الأوروبي. اما إسرائيل فإنها المستفيد الأكبر إذ بقيت تراقب التطورات، لأن تفكيك الجيش العراقي بهذه الحالة التراجيدية وفّر لها مكاسب علی صعيد أمنها القومي، خصوصاً ان هذا الجيش كان دخل أكثر من حرب الی جانب الجيوش العربية ضد إسرائيل.
وعلی المستوی الخارجي كانت الولايات المتحدة اللاعب الأقوی في العراق منذ الاحتلال الأميركي عام 2003 وبالتالي فهي تريد الحفاظ علی مصالحها، تحديداً في مجال إنتاج النفط، لكن موقفها حيال تمدد داعش داخل العراق اتسم بالتناقض، فهي من جهة تدعو الی إعادة الهدوء والاستقرار، ومن ناحية أخری غير مستاءة من تورط عناصر «داعش» بحرب مع العراقيين، وما نراه من تباطؤ في عدم الوفاء بالتزاماتها حيال الحكومة العراقية خير دليل علی ذلك.
أما روسيا فإنها تريد العودة إلى المسرح العراقي بعدما ابتعدت عنه خلال إطاحة نظام صدام حسين ودخول القوات الأميركية، وربما حاولت استغلال الظروف الجديدة للعودة إلی العراق، وهو ما تجسد في الإسراع لطلب الحكومة العراقية بإرسال طائرات مروحيّة وطائرات مقاتلة لمساعدتها في مواجهة «داعش». الأوربيون الذين لم يتقاسموا الكعكة العراقية بعد إطاحة نظام صدام حسين يراقبون المشهد ولربما يشعرون بارتياح بسبب وجود العديد من المتطرفين المسلمين الأوربيين في «داعش» الذين تسحقهم طواحين الموت في العراق او سورية.
واستناداً إلی ما تقدم فإن ماحدث في العراق من تطورات داخلية كان موضع اهتمام القوی الإقليمية والأجنبية بسبب العوامل الجيوبوليتيكية التي يتمتع بها. ومــــن الضروري الأخذ في الاعتبار مصالح الأطراف المعنية بالشأن العراقي في أي برنامج يريد إعادة الأمن والاستقرار إلى العـــراق. لأن عدم الأخذ بهذه المصالح يعني إما تعقـــيد الحلول المفترضة او إطالة أمد هذه الحلول. وإذا كانت العوامل الداخلية للعراق سبب ما حدث في 10 حزيران (يونيو)، فمن الضروري أن تبدأ الحلول من الداخل العراقي وإعادة صوغ العملية السياسية بما تحقق الثقة بين العراقيين، وإجراء مصالحة حقيقية مع كل المكونات مـــن خـــلال إشراكها في القرار السياسي في هــذه المرحلة من اجل حفظ المصالح العامة والحفاظ علی حاضر العراق ومستقبله بعيداً من التعصب الديني، والتطرف القومي، والسلوكات العاطفية التي لا يمكن لها أن تبني العراق. وأمام الحكومة العراقية الجديدة تحديات سياسية يجب أن تأخذها في الاعتبار وأن تعمل للتوازن في علاقاتها الإقليمية والدولية للخروج من الأزمة، والاعتراف بأن تنظيم «داعش» لا ينوب عن أهل السنة والجماعة، كما أن الجيش العراقي لا يمثل الطائفة الشيعية.
 
الحالة الفلسطينية على مفترق طرق
المستقبل...إياد مسعود
الحرب على غزة انتقلت بالحالة الفلسطينية إلى مربع جديد، متقدم عما كان قبله بخطوات واسعة، بحيث لم تعد تصلح بعض الآليات القديمة لمعالجة نتائج هذه الحرب وتداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ما وضع مجمل الحالة الفلسطينية أمام استحقاقات شديدة التعقيد، تحتاج من العقل السياسي الفلسطيني الجماعي إلى تقديم إجابات شافية للواقع الجديد.

فالسلطة الفلسطينية، على سبيل المثال، اعترفت على لسان أعلى المستويات، فيها أن طريق المفاوضات بالصيغة السابقة باتت مسدودة، وأن جون كيري، وزير الخارجية الأميركي، فشل في جر الجانب الإسرائيلي إلى القبول بتسوية معينة جرى التفاوض عليها لمدة تسعة أشهر. وترى السلطة الفلسطينية، في هذا السياق، أن العودة إلى «مفاوضات غائمة»، مرة أخرى، وبالصيغة نفسها، لم يعد عملاً مقبولاً، وأنه بات لزاما على الأطراف المعنية أن تقدم حلولاً بديلة. في هذا السياق، وصل إلى واشنطن، وفد فلسطيني ضم عضو اللجنة التنفيذية في م.ت.ف صائب عريقات، يرافقه المدير العام لجهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، للتباحث مع وزارة الخارجية الأميركية حول المخرج الممكن لأزمة المفاوضات العالقة في مستنقع تعنت بنيامين نتنياهو، وتصلب حلفائه في اليمين المتطرف، فيغدور ليبرمان ونفتالي بينت.

الجانب الفلسطيني يحمل في حقيبته مبادرة سياسية، يطرحها على الجانب الأميركي كما يحمل بدائل لهذه المبادرة فيما لو لقيت رفضاً من كيري ومساعديه.

تدعو المبادرة الولايات المتحدة، الراعي للمفاوضات، إلى إعلان موعد محدد لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة بحدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية، يكون هذا الوعد ملزماً للمجتمع الدولي بما في ذلك إسرائيل. يدعى بعدها إلى مفاوضات ثنائية على قاعدة هذا الوعد الأميركي الملزم، للبحث وخلال ستة أشهر في رسم الحدود والعلاقات الأمنية بين «الدولتين» الفلسطينية والإسرائيلية. على أن يتم الانسحاب الإسرائيلي الشامل، بعد ثلاث سنوات، يكون خلالها الطرفان قد اتفقا على جميع قضايا الحل الدائم. وفي حال رفض واشنطن لهذه المبادرة، يتوجه الجانب الفلسطيني إلى مجلس الأمن، بالاقتراح نفسه، ليضع المجتمع الدولي أمام واجباته، ويدعوه في السياق لتنفيذ قراراته ذات الصلة، وعلى الأخص القرارين 242 و 338. ولأن الولايات المتحدة سوف تلجأ إلى حقها في النقض (الفيتو) وإجهاض الطلب الفلسطيني، كما تتوقع رام الله، فإن الخطوة اللاحقة ستكون مزدوجة. الأولى نحو الجمعية العامة للأمم المتحدة لتقوم بما رفضه مجلس الأمن، والثانية نحو التوقيع على نظام روما لمحكمة الجنايات الدولية، وبروتوكول محكمة لاهاي، وبالتالي معالجة القضية الفلسطينية عبر المؤسسات الدولية وتحت سقف قرارات الشرعية الدولية، بديلاً للمفاوضات الثنائية، التي اعترف الفريق الفلسطيني المفاوض بعقمها وعبثيتها.

ما زال هذا المشروع موضع أخذ ورد في الحالة الفلسطينية، خاصة بعدما تبين باكراً رفض واشنطن لمبادرة الرئيس محمود عباس، وإصرارها على رفض ما تسميه الإجراءات الأحادية، وتمسكها بالمفاوضات الثنائية سبيلاً وحيداً للاتفاق، بما في ذلك تعيين موعد قيام الدولة الفلسطينية. ما يعني أن إسرائيل ستكون شريكاً في رسم موعد قيام هذه الدولة، وهو أمر يتبين استحالته، بعدما تأكد أن نتنياهو يرفض، وحلفاؤه في حكومة اليمن واليمين المتطرف، قيام دولة فلسطينية ما بين الأردن وإسرائيل. ولعل الموقف الأميركي يضع المفاوض الفلسطيني أمام استحقاقات سياسية جديدة، قد تقوده للاصطدام بالسياسة الأميركية في المنطقة، في وقت لا ترى فيه الولايات المتحدة نفسها على استعداد لفتح الملف الفلسطيني في هذه الفترة بالذات لانشغالها بملفين أكثر أهمية، هما ملف أوكرانيا في أوروبا الشرقية، وملف «داعش» في الشرق الأوسط.

حركة حماس، بدورها، تقرأ نتائج حرب غزة واستحقاقاتها من زاوية مختلفة، بعيدة جداً عن زاوية رام الله. حماس، كما بدا من تصريحات قياداتها وخطاباتهم وكتاباتهم، لم تعد ترى في حكومة التوافق الوطني الفلسطيني إطاراً يستجيب بالقرار الكافي لاستحقاقات المرحلة. لذلك تطالب بحكومة جديدة، تكون لها فيها حصة أكبر، وبهيئة وطنية لإدارة شؤون القطاع وإعادة بنائه، ما يضمن لها موقع الهيمنة على الوضع العام فيه. كما تطالب بإعادة بناء المؤسسة الفلسطينية ما يعطيها موقعاً مقرراً في مؤسسات م.ت.ف ويضعها على قدم المساواة مع حركة فتح. فتح أدركت الأبعاد الحقيقية لمواقف حماس ودعواتها، وفهمت جيداً لماذا تعمد حماس حالياً على تعطيل أي دور لحكومة رام الله، ولماذا بقيت تمسك، من تحت الطاولة، بكل الإدارات والمؤسسات والأجهزة الحكومية في القطاع، ولماذا ما زالت تعتبر نفسها، بشخص رئيس حكومة حماس (السابق) اسماعيل هنية المرجع الحقيقي للوضع الحكومي في القطاع. هذا جر الطرفين إلى تلاسن إعلامي يهدد بإجهاض ثمرات الصمود الأسطوري لقطاع غزة في وجه العدوان. لذلك دعت فتح خصمها السياسي حماس إلى حوار ثنائي يدور خارج المناطق الفلسطينية، قد يكون عمان، أو القاهرة، أو ربما الدوحة، التي كانت شهدت لقاء بين عباس ومشعل عشية وقف إطلاق النار في القطاع.

الحوار قد يصل بالطرفين إلى تفاهم، وقد لا يصل، ما يعني أن الاستراتيجية الجديدة التي يطرحها الرئيس عباس على الأميركيين لاستئناف العملية السياسية قد تتأثر بالعوامل الفلسطينية الداخلية، سلباً أو أيجاباً، وهو ما يجب أن نراقبه منذ الآن خاصة وأن حماس لم تكشف عن الجانب السياسي في مواقفها، خاصة بما يتعلق بالعملية السياسية مع الجانب الإسرائيلي وأبقت ذلك في الكتمان حتى الآن.

من جانبها، دعت حركة الجهاد الإسلامي إلى طي صفحة اوسلو نهائياً، وإلى طي صفحة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، وإلى تبني المقاومة المسلحة والانتفاضة الشعبية سبيلاً إلى تحرير الأرض الفلسطينية. بل ذهبت أبعد من ذلك حين دعت إلى «تحرير كامل الأرض الفلسطينية» متجاوزة السقف السياسي لبرنامج م.ت.ف، المحدود بحدود الرابع من حزيران 67، مما يوضح أن حركة الجهاد لم تخرج حتى الآن من إطار الطرح الشعاراتي لمواقفها السياسية، ولم تدخل بعد الإطار السياسي الواقعي المنطلق من موازين القوى، ومما يؤكد أن القضية لدى الجهاد هي المقاومة كهدف بحد ذاته، وليست جزءاً من برنامج سياسي واضح الملامح والحدود.

اللافت للنظر أن القوى اليسارية الفلسطينية (الجبهتان الديمقراطية والشعبية وحزب الشعب) لم تكشف حتى الآن عن اتجاهاتها السياسية على ضوء حرب غزة وتداعياتها، ويبدو أن هذه القوى بصدد إجراء مراجعات لسياساتها، باتجاه تقديم رؤيتها لما يفترض أن تكون عليه الأوضاع في المرحلة القادمة، بل ربما تنتظر هذه القوى ما سوف يسفر عنه الحوار المفترض بين فتح وحماس، لتأخذ في ضوئه المواقف الضرورية.

كخلاصة يمكن القول إن الحالة الفلسطينية بكل فئاتها، تقف الآن عند مفترق طرق، فرضته عليها الحرب على غزة، وأن هذا المفترق سوف يكون حاسماً في رسم مستقبل القضية الفلسطينية ومصيرها.
 
"داعش" وتفكيك "الهلال"
النهار...محمد إبرهيم
تتعرض الخطة التي وضعها الائتلاف الدولي لمحاربة "داعش" لانتقادات كثيرة. وواضعوها أنفسهم لا يبشّرون بنتائج سريعة. أما نقطة الضعف الرئيسة في الخطة فهي كيفية التوفيق بين "الجناحين": الجوي والأرضي، للقتال مع "داعش". فالعلاقة بين الجناحين تكشف اختلالا فادحا، لمصلحة "الجو"، علما بأنه لا أمل بتحقيق النصر المرتجى بدون "الأرض" الصلبة.
في سوريا القوى "الأرضية" المنتظرة ما زالت في مرحلة وضع خطط التدريب والتسليح. فيما المهمة الملقاة على عاتق قوى المعارضة المعتدلة، تطوّرت لتصبح مزدوجة: التصدي في الوقت عينه للنظام ولـ"داعش" وللتواطؤ المفترض بينهما. ومع افتراض حسن النية في هذه الخطة فإن واضعها يعرف ولا شك انها تحتاج لسنوات، قياسا بتجربة القوى المعتدلة.
في العراق القوى "الأرضية" جاهزة، مبدئيا، فالجيش العراقي والبيشمركة الكردية في وضعية قتالية، والغطاء الجوي الذي بدأت تؤمنه الولايات المتحدة عنصر حاسم في قدرتها على التقدم. لكن تجارب الأشهر الأخيرة ليست لمصلحة توقّع اختراقات كبرى على الأرض. ويلفت النظر هنا أن إيران لا تزال تهدد بالتدخل في حال تعرّضت بغداد والنجف وكربلاء للخطر المباشر!
في كل الأحوال يبدو أننا أمام سنوات من القتال طالما أن أصل ظاهرة "داعش" لم يتم التصدي له، ولا يبدو أن الائتلاف الدولي في هذا الصدد. "داعش" مولود الصراع السني- الشيعي، والتتمة الطبيعية للرعب الذي أثاره "الهلال الشيعي" في امتداد الغزو الأميركي للعراق وإسقاط صدام حسين، فما هي خطة معالجة الأصل؟ الإنجاز الوحيد حتى الآن هو إزاحة المالكي بصفته رمز هيمنة إيران على العراق. لكن العملية السياسية الجارية في بغداد لم تثمر حتى الآن شعورا بأن هناك تغييرا جوهريا في موقع السنة في أجهزة الحكم، فكيف يمكن توقّع معركة عسكرية ناجحة بدون "انتفاضة" سنية تلغي مفاعيل انتفاضة "داعش"؟
تركيا التي أدارت ظهرها للائتلاف، الذي لا يجرؤ على طرح لغز علاقة أنقرة ب"داعش". وإيران التي استُبعدت من صفوفه رغم استعداداها الكامل للانضمام. ألا تشير وضعيتهما إلى أن الصراع السني- الشيعي بخير؟ بل هو مقبل على ازدهار؟ ألا يشكل ما يجري في اليمن من مرابطة الحوثيين على أبواب صنعاء إشارة إلى أن معركة حصار العواصم لا تزال على أشدّها في الصراع السني- الشيعي الإقليمي؟
ربما يمكن إيجاد تبرير لسلوك الائتلاف بتصوّر هدف مختلف له. فهو لم يتشكل للقضاء على "داعش" وإنما لمنعه فقط من اجتياح بغداد ودمشق. أما بقاؤه فمطلوب، حيث هو، إلى أن تقدم طهران التنازلات المطلوبة وتبادر طوعا إلى تفكيك... "الهلال".

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,006,029

عدد الزوار: 7,655,162

المتواجدون الآن: 0