«داعش» يواصل ضخ النفط السوري رغم الغارات... لشراء الولاء.....معارك حلب تحتدم.. والجيش الحر يصد تقدم قوات النظام ومصدر عسكري: كل الفصائل المسلحة تشارك في العملية

أكراد كوباني قد يتجهون للقبول بدخول مقاتلي «الحر» تحت ضغوط تركية

تاريخ الإضافة الإثنين 27 تشرين الأول 2014 - 6:05 ص    عدد الزيارات 2297    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

«داعش» يروج لإسقاط عين العرب
لندن، واشنطن - «الحياة»، أ ف ب -
جرت أمس اشتباكات متقطعة بين تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) والمقاتلين الأكراد في مدينة عين العرب (كوباني) الكردية شمال سورية، في وقت سابق التنظيم الزمن حيث صعد قصفه للمدينة واستقدم تعزيزات قبل وصول قوات «البيشمركة» من كردستان العراق ومقاتلي «الجيش الحر» إلى المدينة
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية أن مقاتلات التحالف نفذت حتى مساء أمس غارة في سورية «دمرت أيضاً قطعة مدفعية تابعة للتنظيم قرب كوباني»، في وقت قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن الاشتباكات المتقطعة «استمرت أمس بين وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «الدولة الإسلامية» في المدينة بالتزامن مع تجدد القصف من قبل التنظيم على مناطق في المدينة»، لافتاً إلى أن «داعش يروج عبر أجهزة الاتصالات اللاسلكية في مناطق سيطرته في ريف حلب الشمالي الشرقي، بأنه سيسيطر على عين العرب» قريباً.
من جهتهم، قال نشطاء أكراد إن «وحدات حماية الشعب الكردي» استعادت تلة شعير الاستراتيجية غرب المدينة، مشيرين إلى أن عناصر «داعش» حاولوا ضرب طائرات استطلاع للتحالف كانت تحلق فوق هضبة مشتنور، ما دفع الطائرات الى رمي بالونات حرارية.
ولم تعرف نتيجة المفاوضات التي جرت لإرسال 1300 من مقاتلي «الجيش الحر» إلى عين العرب وموعد وصول 150 من مقاتلي «البيشمركة» الأكراد لدعم صمود «وحدات حماية الشعب». وقال لـ «الحياة» شيرزاد يزيدي عضو لجنة العلاقات الخارجية في «الاتحاد الديموقراطي الكردي» أمس، إنه «إذا أراد الجيش الحر المساعدة، يمكنه فتح جبهات في منبج وجرابلس وغير مناطق من ريف حلب.
وحدات حماية الشعب في حاجة إلى سلاح وليس إلى مقاتلين، فضلاً عن وجود مقاتلين من المعارضة يقاتلون معها ضد داعش في كوباني». وقالت «هيئة الدفاع عن كوباني» في بيان، إن «مشاركة من قبل أي فصيل آخر في مقاومة كوباني، لا بد أن تكون عبر التنسيق مع المجلس العسكري في وحدات حماية الشعب».
 
مواجهات في عين العرب ... و «داعش» يعد عناصره بالنصر
لندن - «الحياة»
استمرت المواجهات العنيفة بين عناصر «الدولة الاسلامية» (داعش) ومقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردي» في وسط عين العرب (كوباني)، وسط ترويج التنظيم لعناصره انه على وشك السيطرة على المدينة ذات الغالبية الكردية في شمال سورية وقرب حدود تركيا.
واعلنت القيادة المركزية الأميركية إن مقاتلات التحالف نفذت امس 22 غارة جوية ضد «داعش» في العراق، وأنها «دمرت أيضاً قطعة مدفعية تابعة للتنظيم قرب كوباني في سورية».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن «الاشتباكات استمرت امس بين وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «الدولة الإسلامية» قرب سوق الهال ومبنى البلدية في مدينة عين العرب بالتزامن مع تجدد القصف من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية» على مناطق في المدينة».
ونقل «المرصد» عن «مصادر متقاطعة»، أن «داعش يقوم بالترويج عبر قبضات أجهزة الاتصالات اللاسلكية في مناطق سيطرته في ريف حلب الشمالي الشرقي، بأنه سيسيطر اليوم (امس) على مدينة عين العرب».
وقال نشطاء أكراد إن المعارك احتدمت في الأجزاء الشرقية والجنوبية في المدينة «من دون إحراز أي تقدم للطرفين وسط غياب طيران التحالف الدولي- العربي من أجواء المدينة» مساء أول من أمس، مشيرين الى «معارك عنيفة في محيط جامع حاج رشاد وسوق الهال والمسلخ والبلدية في الأجزاء الشرقية، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من عناصر التنظيم، فضلاً عن مقتل وجرح بعض المقاتلين الأكراد، من دون أن يحرز الطرفان أي تقدم».
وزادوا: «في الأجزاء الجنوبية جرت في محيط المركز الثقافي الجديد والرحبة ومحطة المحروقات الجديدة على طريق حلب، اشتباكات متفرقة في الجبهة الغربية».
ونفّذت «وحدات حماية الشعب» صباح امس عملية عسكرية في محيط قرية كولمت وأيدقه جنوبي عين العرب، ما أدى إلى تدمير سيارة عسكرية ومن كانوا بداخلها.
وقال النشطاء إن «داعش» استقدم قوات جديدة من تل أبيض ومنبج لتقوية جبهاته العسكرية داخل المدينة بعدما مني بخسائر كبيرة.
ولم تعرف نتيجة المفاوضات التي جرت لإرسال 1300 من مقاتلي «الجيش الحر» الى عين العرب وموعد وصول 150 من مقاتلي «البيشمركة» الأكراد لدعم صمود «وحدات حماية الشعب».
وكان رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم، الكيان الرئيسي المدافع عن المدينة، نفى إبرام اتفاق أعلنه الرئيس التركي لإرسال 1300 عنصر من «الجيش السوري الحر» لمساعدتهم في الدفاع عن المدينة، وقال لقناة «سي أن أن - تورك» الناطقة بالتركية أمس: «لم نتوصل إلى اتفاق».
كما اعتبر أنه إذا فتح «الجيش السوري الحر» جبهة أخرى في سورية ضد التنظيم فسيكون ذلك أكثر فائدة «وسيخفف من الطوق المفروض على كوباني».
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أن «حزب الاتحاد الديموقراطي وافق على تعزيزات مؤلفة من 1300 رجل من الجيش السوري الحر».
كما أعلن القائد العسكري الميداني في المعارضة السورية المسلحة العقيد عبد الجبار العكيدي، أن قوات من الجيش الحر ستدخل خلال 36 ساعة عين العرب، فور الحصول على موافقة المقاتلين الأكراد وسواهم الذين يدافعون عن المدينة.
الى ذلك، قال «المرصد السوري» أن قوة مسلحة من «الحسبة» التابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» اعتقلت مواطنة من بلدة بقرص قرب مدينة الميادين في شمال شرقي البلاد، قبل نحو 10 أيام، دون توضيح التهمة التي وُجِّهت إليها، حيث قام ذووها بمراجعة مقر التنظيم في مدينة الميادين، فأبلغوهم أن أشخاصاً قدموا بلاغاً إلى محكمة «الدولة الإسلامية» مرفقاً بصور خلاعية وأشرطة مصورة تظهر ابنتهم وهي «تمارس الزنا»، وأن التحقيق جارٍ في التهم الموجهة إلى المواطنة.
وأبلغت مصادر «المرصد» أن التحقيق استمر لنحو 10 عشرة أيام، ليُفرَج عن المواطنة بعد ذلك، بعد أن «أثبتوا» أن الصور والأشرطة «مفبركة عبر برامج على الحواسيب»، ثم أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» براءتها من التهمة الموجهة إليها واعتقل أحد الأشخاص الذين قدموا الصورة والأشرطة المصورة إليهم، ومن المنتظر أن تتم محاكمته. وتابع أن «ذوي المواطنة أقاموا بعد براءة ابنتهم مأدبة كبيرة، ورفعوا الرايات البيضاء فوق منازلهم، وأطلقوا العيارات النارية في الهواء، فرحاً ببراءة ابنتهم، بعد أن سمح لهم التنظيم بإطلاق النار».
وفي دير الزور في شمال شرقي البلاد، قدم تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى ذوي رجل من أبناء بلدة العشارة كان أعدمه منذ نحو شهرين بتهمة «السحر»، ورقة تثبت براءة ابنهم من التهمة المنسوبة إليه، ألا وهي «ممارسة السحر».
وقال «المرصد» إنه ثبت لدى التنظيم بعد التحقيق في الأمر أن ابنهم الذي تمَّ إعدامه في وقت سابق، كان «يقوم بخدمة المسلمين»، وأنه كان يستعمل «الرقية الشرعية»، ولم يكن يمارس «السحر»، وتوعد تنظيم «الدولة الإسلامية» بمحاسبة عناصره، الذين أعدموا هذا الرجل.
 
جدل بشأن قصف دقيق «مجهول الهوية» يستهدف الحر وكتائب إسلامية في درعا ومصادر ترجح وقوف التحالف وراءه

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: أحلام حمّاد .... يتناقل أهالي محافظة درعا، جنوب سوريا، أخباراً تشكك في قدرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد على تنفيذ الغارات الجوية التي استهدفت مقرات قيادية للجيش السوري الحر المعارض في مناطق العجمي وعتمان والمزيريب وطفس وتل شهاب واليادودة، في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وأدت إلى مقتل قياديين من ألوية «المعتز بالله» العاملة في المنطقة الغربية من درعا، الأمر الذي ساهم في ترجيح احتمال أن تكون قوات التحالف الدولي ضد الإرهاب وراء هذا الاستهداف.
وفيما تظهر أشرطة الفيديو، التي انتشرت على مواقع شبكة الإنترنت، بشكل واضح القصف المركز والكثيف الذي نفذ بدقة عالية وحقق إصابات دقيقة، لا تزال هوية الجهة التي تقف خلف هذا الاستهداف مجهولة.
وكانت الغارات طالت مقرات لواء «المعتز بالله» التابع للجبهة الجنوبية للمعارضة، ومقرات «جبهة المثنى السلفية»، كما أشارت بعض المصادر إلى أن العملية استهدفت أيضا مقرا لـ«جبهة النصرة» في منطقة العجمي.
وتراوحت التحليلات بين أن تكون عمليات القصف نفذت بغارات جوية، وبين أن تكون بواسطة صواريخ بعيدة المدى. ورجحت أغلب المصادر أن الضربة كانت «صامتة تماما»، إذ لم يسمع أي صوت لطيران في أجواء المناطق المقصوفة لا سيما في العجمي. وعما إذا كانت هذه الهجمات نفذت بواسطة مقاتلات سوخوي الروسية التي يمتلكها النظام، قال مصدر عسكري معارض لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا خبرة طويلة مع غارات النظام، ونستطيع التعرف على طائرات سوخوي من مظهرها ومن شكلها وصوتها. لكن هذه المرة لم تكن هناك طائرات في الأجواء، والأصوات الوحيدة التي ظهرت هي أصوات الانفجارات، وهذا يفتح الباب أمام احتمالات كثيرة حول هوية الجهة التي نفذت العملية».
ونفى المصدر أن تكون المقاتلات الأردنية هي التي نفذت بالغارة حسبما يشاع، وذلك نظرا إلى حرص المملكة على إبقاء نوع من التوازن في علاقتها مع الجيش الحر و«حركة المثنى» تجنبا لأي ردود فعل على حدودها الشمالية.
كذلك، أكد مصدر معارض آخر، أن الأسلحة المستخدمة هي أسلحة ذات دقة عالية تستخدم للمرة الأولى في العمليات العسكرية في الجنوب، مرجحا أن يكون النظام تزود بها حديثا من إيران أو روسيا، لكن ذلك الاحتمال لا ينفي أن تكون الغارات نفذتها قوات التحالف الدولي أو حتى إسرائيل في إطار استهدافها للتنظيمات المتطرفة، وفق قوله، خصوصا بعد تصريحاتها الرسمية مؤخراً حول انضمامها للتحالف الدولي. لكن اللافت في هذه الضربات أنها تركزت على مقرات «لواء المعتز» التابع للجبهة الجنوبية، وهو تشكيل عسكري يعتبر من القوى العسكرية المعتدلة حسب التصنيف الأميركي للقوى العسكرية المناهضة للنظام السوري.
ولعل التسريبات حول المقرات البديلة لـ«جبهة النصرة» والتي بدأت الأخيرة باللجوء إليها بعد انطلاق عمليات التحالف الدولي في سوريا، ساهمت في خلط أوراق التشكيلات العسكرية في درعا أكثر من أي وقت مضى. فقد نفذت «النصرة» و«حركة المثنى» مناورة لتبديل مقراتهما هربا من غارات التحالف الدولي. وعلى الأرجح اختارت «النصرة» مقرات قريبة أو ملاصقة لمقرات الجيش الحر المكشوفة، باعتبارها مقرات آمنة لن يطالها قصف التحالف. مع العلم، أنه ووفق مصادر معارضة أصدر الجيش الحر، يوم تنفيذ الغارة نداءات إلى كل القطاعات التابعة له بتغيير مواقعها تحسبا لأي ضربة أو غارات مماثلة.
وفيما لم يتسن التأكد من أي مصدر فيما إذا كان هناك أية بقايا لأسلحة القصف في المناطق المستهدفة، يلفت أحد المصادر المعارضة إلى أنه لا يجب النظر إلى هذه العمليات على أنها نوع من الخطأ في بنك الأهداف، نظرا لدقتها العالية ولمناطق تدميرها الواسعة.
ووسط هذا الجو من الالتباس حول هوية منفذ الغارة، زعمت مصادر أن يكون هناك «تنسيق على المستوى الأمني بين قوات التحالف والنظام السوري».
وفي غضون ذلك، أشارت مصادر معارضة لـ«الشرق الأوسط» أن عمليات قصف مماثلة نفذت في أوقات سابقة، لكن لم يلق الضوء عليها إعلامياً على الرغم من أنها حققت إصاباتها 100 في المائة، لكنها لم تكن بهذا الحجم وهذا الاتساع. وهذا ما يفتح الباب أمام احتمال تلقي النظام مساعدات عسكرية حديثة تشمل أسلحة دقة عالية ومن بينها معلومات مسربة لـ«لواء المعتز» تحدثت عن وصول خمس طائرات حديثة للنظام في الآونة الأخيرة.
وتعتبر «ألوية المعتز» التابعة للجبهة الجنوبية في الجيش الحر من أكبر الألوية وأقدمها في منطقة ريف درعا الغربي وشمال مدينة درعا. وتعمل على إقفال الممر الاستراتيجي للنظام في منطقة عتمان، الذي إذا استطاع النظام السيطرة عليه سيفتح الطريق أمامه لاستعادة مدينتي طفس وداعل، إضافة إلى تأمين طرق الإمداد إلى مدينة درعا وإعادة السيطرة على الجزء المحرر منها.
 
معارك حلب تحتدم.. والجيش الحر يصد تقدم قوات النظام ومصدر عسكري: كل الفصائل المسلحة تشارك في العملية

بيروت: «الشرق الأوسط».... قال مقاتلو المعارضة السورية، أمس، إنّهم صدوا هجمات شنتها قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حاولت إطباق الحصار على مدينة حلب، شمال سوريا، مما أدّى لمقتل عشرات العناصر من الطرفين. فيما وثّق ناشطون مقتل وإصابة عشرات آخرين جراء قصف الطيران بصواريخ فراغية بلدة بالا في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وأفادت مصادر في الجيش الحر بأن مقاتليه شنّوا «عملية كبيرة» ليل الجمعة - السبت لاستعادة مواقع كانوا خسروها خلال الأيام الماضية لمنع القوات النظامية من تحقيق مزيد من التقدم، مما يهدد بحصار مدينة حلب. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «كل الفصائل شاركت في العملية وحققنا تقدما وإصابات بالغة في صفوف قوات النظام والميليشيات التي تقاتل إلى جانبه».
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن مقاتلي المعارضة المتمركزة شمال حلب شنّوا ضربات لتأمين خطوط إمداداتهم إلى المدينة، بعد التقدم الذي أحرزه الجيش النظامي أخيرا. وأوضح أن حدة المعارك اشتدت في جميع أنحاء منطقة حندرات غداة مقتل 15 عنصرا من قوات النظام والميليشيات الموالية له فضلا عن 12 مقاتلا من المعارضة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن مقاتلي المعارضة المنتمين إلى عدة ألوية «يحاولون طرد الجيش من التلال التي استعادها في الأيام الأخيرة»، لافتا إلى أنه «في حال سيطرت القوات النظامية على كامل المنطقة فإن ذلك سيخضع المناطق التابعة للمعارضة في حلب للحصار التام».
وأشار المرصد إلى اشتباكات عنيفة دارت على أطراف مخيم حندرات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية و«جبهة أنصار الدين» و«جبهة النصرة» من جهة، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني و«لواء القدس الفلسطيني» ومقاتلي «حزب الله» ومقاتلين شيعة من جنسيات إيرانية وأفغانية من جهة أخرى.
بدوره، أفاد «مكتب أخبار سوريا» باشتباكات اندلعت بين جنود الجيش السوري النظامي ومقاتلي المعارضة المسلحة، في منطقتي حندرات وسيفات، سيطرت على أثرها المعارضة على نقاط استراتيجية في المدينة. ونقل المكتب عن الناشط أبو العبد الحلبي، قوله إن «فصائل معارضة تابعة للجيش السوري الحر والجبهة الإسلامية استهدفت عدّة نقاط تتحصن فيها قوات النظام بالمدافع والدبابات، والقذائف محلية الصنع، مما أدى إلى مقتل عدد من العناصر»، لافتا إلى «قصف عنيف شنّه كلّ من الطيران الحربي والمروحي التابع للجيش النظامي والمدفعية المتمركزة في حي الراموسة على مناطق سيطرة المعارضة في حلب، أسهم في تخفيف الضغط على عناصره وعناصر الميليشيات التي تقاتل إلى جانبه».
وأشار مصدر عسكري في الجيش الحر لـ«مكتب أخبار سوريا» إلى أنّهم رصدوا على أجهزة البث اللاسلكي الخاصة بالجيش النظامي «تهديد القادة للعناصر التي تحاول الانسحاب من المنطقة بالتصفية على الفور»، معتبرا أن السبب الرئيس وراء ذلك هو الضغط العسكري من قبل المعارضة على قوات النظام في المنطقة.
وبالتزامن، أفاد ناشطون بقصف قوات النظام مناطق في قرية بنان الحص في ريف حلب الجنوبي، في حين ألقى الطيران المروحي ببرميلين متفجرين بعد منتصف ليل الجمعة - السبت على مناطق في محيط مطار كويرس الحربي الذي يحاصره مقاتلو تنظيم «داعش».
وفي حمص، قال ناشطون إن قوات النظام المتمركزة في البساتين القريبة من حي الوعر «استهدفت طرقات الحي الخاضع لسيطرة المعارضة بالقناصات، مما تسبب في تعطل حركة المدنيين وتوقف السير على الطرقات المستهدفة في الحي المحاصر». وأوضحوا أن «ستة مدنيين أصيبوا في حي الوعر نتيجة استهداف قوات النظام المتمركزة على أطراف الحي أبنية سكنية بالأسطوانات المتفجرة وقذائف الهاون، مما تسبب في دمارٍ بمنازل المدنيين».
وفي غضون ذلك، أفادت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» بأن أكثر من عشر غارات جوية استهدفت مدينة اللطامنة وبلدة كفرزيتا وقريتي الصياد ولطمين بريف مدينة حماة الشمالي، إضافة إلى قرية عطشان في الريف الشرقي للمدينة. وقالت شبكة «سوريا مباشر» التابعة للمعارضة إن ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من ثلاثين آخرين جراء قصف الطيران بصواريخ فراغية بلدة بالا في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
واستهدف الطيران الحربي مدينة خان شيخون الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة بريف إدلب الجنوبي بالصواريخ «مما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين ودمار في الأبنية السكنية»، بحسب ناشطين في المدينة.
 
المعارضة تدافع عن خطوط الإمداد في حلب وطائرات النظام تشن 533 غارة خلال أربعة ايام
لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب -
شن مقاتلو المعارضة السورية امس ضربات لتأمين خطوط إمداداتهم إلى حلب، ثاني مدن البلاد، بعد التقدم الذي أحرزه الجيش النظامي في الأيام الأخيرة، حيث تصاعدت أمس حدة المواجهات بين قوات النظام والميليشيات الموالية ومقاتلي المعارضة في شمال سورية.
وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» انه بلغ «533 عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية، والبراميل المتفجرة التي ألقتها الطائرات المروحية، على مناطق عدة في مدن وبلدات وقرى في عدة مناطق سورية» خلال اربعة ايام.
وأفاد «المرصد» أمس أن المعارك اشتدت أمس في جميع أنحاء منطقة حندرات غداة مقتل 15 عنصراً من قوات النظام والميليشيات الموالية له فضلاً عن 12 مقاتلاً من المعارضة.
ويشارك القوات النظامية مقاتلون من «حزب الله» اللبناني بالإضافة إلى مقاتلين إيرانيين وفلسطينيين من الفصائل الموالية للنظام.
وقال مدير «المرصد رامي» عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «نفذ مقاتلو المعارضة المنتمون إلى عدة ألوية عملية من أجل تأمين منطقة حندرات»، مضيفاً: «إنهم يحاولون طرد الجيش من التلال التي استعادها في الأيام الأخيرة».
وقد تكون هذه المعركة حاسمة بالنسبة لمقاتلي المعارضة. وأشار «المرصد» إلى أنه «في حال سيطرت القوات النظامية على كامل المنطقة فان ذلك سيخضع المناطق التابعة للمعارضة في حلب للحصار التام».
ومنذ تموز (يوليو) 2012، يتقاسم مقاتلو المعارضة وقوات النظام السيطرة على أحياء حلب. ومنذ نهاية 2013، تنفذ طائرات النظام حملة قصف جوي منظمة على الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة تستخدم فيها «البراميل المتفجرة» ما أوقع مئات القتلى واستدعى تنديداً دولياً.
وخسرت مجموعات المعارضة المسلحة خلال الأشهر الأخيرة مواقع عدة في حلب ومحيطها.
وأشار «المرصد» إلى أن «اشتباكات عنيفة دارت بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين التي تضم جيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وحركة شام الإسلام وجبهة النصرة من جهة وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلين شيعة من جنسيات إيرانية وأفغانية من جهة أخرى، في منطقة البريج في الشمالي الشرقي من مدينة حلب، ترافق مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباكات. كما قصفت قوات النظام بعدة قذائف بعد منتصف ليل أمس مناطق في قريتي دوير الزيتون وباشكوي بريف حلب الشمالي، تبعه فتح الطيران الحربي لنيران رشاشاته الثقيلة على المنطقة وعلى طريق الكاستيلو».
وكان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض دعا إلى دعم عسكري سريع لمقاتلي المعارضة قبل سقوطها تحت الحصار من قبل قوات النظام كما حصل في حمص وسط البلاد لفرض تسوية على المعارضة. وأفادت مصادر المعارضة أمس أن مقاتلي «الجيش الحر وكتائب إسلامية تقدموا في مواقع لقوات النظام في قرية سيفات في ريف حلب الشمالي بعد معارك عنيفة دارت بين الطرفين سقط فيها قتلى من قوات النظام وخمسة قتلى من جيش المجاهدين»، مشيرين إلى أن «قوات النظام السيطرة استعادت معمل الاسمنت وقرية الجبيلة بعد اشتباكات مع «الحر» استمرت خمسة أيام».
 
 
أكراد كوباني قد يتجهون للقبول بدخول مقاتلي «الحر» تحت ضغوط تركية ومصادر معارضة لـ («الشرق الأوسط»): أنقرة لن تسمح بمرور البيشمركة ما لم ينتقل «الحر» إلى المدينة

بيروت: كارولين عاكوم .... بعد التضارب في المعلومات بين قياديين في الجيش الحر وتركيا من جهة وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، أحد أبرز الأحزاب الكردية السورية، من جهة أخرى، حول الاتفاق على دخول نحو 1300 مقاتل من «الحر» للمشاركة في معارك مدينة كوباني السورية إلى جانب الأكراد، أكدت مصادر معارضة لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن «تركيا لن تقبل بمرور مقاتلي البيشمركة (من إقليم كردستان العراق) عبر أراضيها إذا لم يترافق ذلك مع انتقال مقاتلي الحر»، فيما كشفت مصادر كردية لـ«الشرق الأوسط» أن المباحثات بهذا الشأن مستمرة وقد يظهر نتائج إيجابية في الساعات القليلة المقبلة، وهو ما لمح إليه بيان صدر عن حزب الاتحاد الديمقراطي.
وبينما عمل تنظيم داعش أمس على الترويج لاقترابه من السيطرة على مدينة عين العرب في شمال حلب في موازاة استمرار المعارك العنيفة مع الأكراد، من المتوقع أن يصل هذا الأسبوع نحو 200 عنصر من قوات البيشمركة من إقليم كردستان العراق لمؤازرة أكراد سوريا في المدينة في حربهم ضد التنظيم.
وقالت مصادر المعارضة «الوضع على الأرض ليس لصالح الأكراد وليس بإمكانهم أن يرفضوا مساعدة كهذه، لا سيما أنه ووفق المعلومات المتوفرة فإن التنظيم يعد لشن عمليات نوعية في كوباني في الساعات المقبلة، وبالتالي فإن رفضهم اتفاقا كهذا سينعكس سلبا عليهم وعلى مدينتهم التي سيزيد الحصار عليها».
وكان الرئيس السابق لمجلس ثوار حلب، العقيد عبد الجبار العكيدي، الذي سيقود نحو 1300 مقاتل ينتمون لـ6 فصائل لدخول كوباني، أكد لـ«الشرق الأوسط» بعد اجتماع عقده أول من أمس مع قياديين في وحدات حماية الشعب، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، التوصل إلى اتفاق بشأن دخول مقاتلي «الحر» من حلب وإدلب وحماه، إلى المدينة فيما اعتبر الحزب أنه من الأجدى لمسلحي المعارضة السورية فتح جبهات جديدة ضد التنظيم في البلاد لتخفيف الحصار عن كوباني.
غير أن الحزب أصدر في وقت لاحق من مساء أول من أمس، بيانا لمح فيه إلى القبول بمشاركة «الحر» في معركته. وهو ما أشار إليه أمس، المسؤول الإعلامي في حزب الاتحاد الديمقراطي نواف خليل لـ«الشرق الأوسط» مؤكدا حصول الاجتماع مع العكيدي. وأشار في الوقت عينه إلى أن هناك بعض النقاط العالقة التي لا يزال الأكراد بانتظار توضيحها، قبل إعطاء موقفهم النهائي.
وأوضح العكيدي أن عناصر الجيش الحر الذين سيصلون إلى كوباني هم من فصائل موجودة في إدلب وحماه بشكل خاص وبأعداد قليلة من حلب، وينتمون إلى 6 فصائل هي، «جيش الإسلام» و«ثوار سوريا» و«جيش المجاهدين» و«حركة حزم» و«فيلق الشام» و«الفيلق الخامس». وأشار كذلك إلى التواصل مع الجهات المعنية في التحالف الدولي ضد الإرهاب طالبين الدعم العسكري وأن المباحثات بهذا الشأن لا تزال جارية.
وقال حزب الاتحاد الديمقراطي في بيانه «ما طرحته بعض فصائل الجيش الحر حول المشاركة في التصدي لـ(داعش) في مقاطعة كوباني لا تشكل خطوة جديدة كون فصائل الجيش الحر موجودة ضمن غرفة عمليات بركان الفرات وتشارك فعليا إلى جانب وحدات حماية الشعب منذ أكثر من 8 أشهر في حماية كوباني وجوارها من إرهاب (داعش)». وأضاف البيان «لذا فإننا في هيئة الدفاع في مقاطعة كوباني – سوريا، نؤكد أن أي مشاركة من قبل أي فصيل آخر في مقاومة كوباني لا بد أن يكون عبر التنسيق مع المجلس العسكري في وحدات حماية الشعب حتى نحقق أهدافنا في بناء سوريا ديمقراطية تعددية».
مع العلم أن هناك عددا من فصائل الجيش الحر تشارك في القتال إلى جانب وحدات حماية الشعب الكردي في كوباني كانت قد انتقلت إليها من منبج والرقة، ويقدر عدد مقاتليها بـ250 مقاتلا، وأبرز الفصائل هي حركة لواء فجر الحرية وثوار الرقة وكتيبة شهداء السفيرة وكتيبة أخرى من دير الزور.
في غضون ذلك، وعلى وقع المعارك العنيفة المستمرة بين وحدات حماية الشعب ومقاتلي «داعش» في كوباني، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات لا تزال مستمرة بين بالقرب من سوق الهال ومبنى البلدية في مدينة «كوباني»، بالتزامن مع تجدد القصف من قبل التنظيم على مناطق في المدينة. وذكر المرصد نقلا عن مصادر موثوقة أن «داعش» يقوم بالترويج عبر قبضات أجهزة الاتصالات اللاسلكية، وفي مناطق سيطرته بريف حلب الشمالي الشرقي، بأنه سيسيطر اليوم (أمس) على كوباني. وكان مقاتلو التنظيم أطلقوا فجرا النار باتجاه الحدود التركية شمال مدينة كوباني السورية الكردية حيث سقط عدد من القذائف. وتلقى القوات الكردية منذ سبتمبر (أيلول) الماضي مساندة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يشن غارات على مواقع التنظيم.
وشن التحالف الدولي نحو 23 غارة أول من أمس (الجمعة) وأمس (السبت) استهدفت مواقع «داعش» في سوريا والعراق. ونفذت أغلب الغارات في العراق، إذ إن الغارة الوحيدة في سوريا كانت قرب كوباني، حيث دمرت طائرات أميركية قطعة مدفعية للتنظيم. وأعلنت القيادة الأميركية الوسطى (سنتكوم) في بيان أن 11 غارة استهدفت مباني ومواقع وعربات لداعش قرب سد الموصل الاستراتيجي، شمال العراق. كما استهدفت 4 غارات مواقع قرب الفلوجة وأخرى منطقة بيجي وقرية الحجاج وأماكن أخرى في العراق.
واستخدمت في الغارات قاذفات ومطاردات وطائرات من دون طيار أميركية ومن دول أخرى في التحالف.
وفي المجموع، شنت قوات التحالف التي تعمل منذ 8 أغسطس (آب) أكثر من 600 غارة جوية ألقت خلالها أكثر من 1700 قنبلة حسب القيادة الوسطى للقوات الأميركية المكلفة المنطقة.
وكان تنظيم داعش دخل إلى كوباني في 6 أكتوبر (تشرين الأول) ويسيطر حاليا على جزء كبير منها. إلا أن المقاتلين يشنون باستمرار هجمات جديدة في محاولة لإسقاط المدينة التي أصبحت رمزا للمقاومة في وجه التنظيم.
 
«داعش» يواصل ضخ النفط السوري رغم الغارات... لشراء الولاء
عمان - رويترز -
قال سكان ومسؤولون وتجار في قطاع النفط إن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) لا يزال يستخرج النفط في سورية ويقوم ببيعه وانه طوع أساليبه في تجارة النفط على رغم الضربات الجوية التي تنفذها قوات تقودها الولايات المتحدة منذ شهر بهدف القضاء على هذا المصدر الكبير للدخل للتنظيم.
وعلى رغم أن الضربات التي تنفذها مقاتلات أميركية وعربية استهدفت بعض المصافي الموقتة التي يديرها سكان محليون في المناطق الشرقية التي تسيطر عليها «داعش» تفادت الآبار التي يسيطر عليها التنظيم. ويقوض هذا فعالية الحملة ويعني أن المتشددين لا يزالون قادرين على التربح من مبيعات النفط الخام بما يصل إلى مليوني دولار أميركي يومياً بحسب ما يفيد عاملون في مجال النفط في سورية ومسؤولون سابقون في قطاع النفط وخبراء في مجال الطاقة.
وقال عبد الله الجدعان وهو شيخ عشيرة في الشحيل وهي بلدة سورية منتجة للنفط في محافظة دير الزور شمال شرقي سورية، إن التنظيم يبيع النفط «ويزيد عمليات التنقيب في آبار جديدة بفضل حلفاء من العشائر ويستغل عدم قدرة العدو على ضرب حقول النفط».
ويقول محللون إن القوات التي تقودها الولايات المتحدة تريد تفادي ضرب المنشآت النفطية في شدة لأن هذا من شأنه أن يضر المدنيين أكثر من المتشددين وقد يؤدي إلى تطرف السكان المحليين.
وهددت الولايات المتحدة الخميس بفرض عقوبات على أي شخص يشتري النفط من متشددي «داعش» في مسعى لتعطيل ما تقول انه مصدر تمويل قيمته مليون دولار يومياً.
ويشتري معظم النفط تجار محليون ويلبي الاحتياجات المحلية للمناطق التي يسيطر عليها متشددون في شمال سورية، لكن بعض النفط المنخفض الجودة بعد تكريره بشكل بدائي يتم تهريبه لتركيا حيث يبلغ السعر حوالى 350 دولاراً للبرميل. وأدى ذلك إلى انتعاش تجارة مربحة عبر الحدود.
وقال أندرو تابلر وهو باحث كبير في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»: «خياراتنا محدودة إلا إذا ضربت الآبار، لكن هذا لن يصيب الدولة الإسلامية فحسب بل سيصيب السكان بأكملهم وهذا ليس أمراً تقوم به الولايات المتحدة بسهولة».
وأي تفجير لآبار النفط الرئيسية في سورية، يمكن أن يثير ذكريات حرب الخليج (1990-1991) عندما غزت قوات صدام حسين الكويت وحرقت آبار النفط قبل أن تصدها القوات التي تقودها الولايات المتحدة مما تسبب في أضرار فادحة في البنية الأساسية.
وقال مسؤول أميركي قبل بداية حملة القصف بفترة قصيرة إن واشنطن تريد الحفاظ على أجزاء من البنية الأساسية النفطية السورية على أمل أن تستخدم بعد الحرب إذا هزم «داعش» وقوات الرئيس بشار الأسد.
وتسببت غارة قادتها الولايات المتحدة في تدمير أجزاء من مصفاة متنقلة شرق سورية، لكنها لم تصب برجاً في المنشأة بأي ضرر. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) الأدميرال جون كيربي خلال مؤتمر صحافي يوم 25 الشهر الماضي: «الأمر لا يتعلق بمحو المصافي من على الخريطة. لكن يتعلق بتقليص قدرة (الدولة الإسلامية) على استخدام هذه المصافي». وتابع: «نريد الحفاظ على مرونة هذه المصافي حتى تواصل المساهمة في اقتصاد مستقر فيما نأمل أن يكون بلداً مستقراً عندما لا يصبح نظام الأسد مسيطراً».
وخلال الصيف كان التنظيم يضخ ما بين 40 ألفاً و 80 ألف برميل يومياً من النفط الخام من الآبار التي يسيطر عليها في محافظتي دير الزور والحسكة، بحسب ما تشير تقديرات خبراء النفط والتجار ومصادر محلية. وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقرير صدر هذا الشهر إن الإنتاج في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم تراجع إلى أقل من عشرة آلاف برميل نتيجة الغارات الجوية.
لكن الأسعار المحلية لمنتجات البترول تشير إلى أن الضربات لم يكن لها تأثير كبير على إمدادات النفط غير المشروعة. ويبيع «داعش» برميل النفط بنحو 20 دولاراً بينما كان يباع بمبلغ 35 دولاراً في بداية 2014. ويقول تجار إن هذا بسبب وجود مخزونات كافية من النفط قبل الضربات ولأن التنظيم زاد إنتاجه في الأسابيع الأخيرة.
قوافل خاصة على الطريق
واصل رجال أعمال محليون إرسال قوافل تضم ما يصل إلى ثلاثين شاحنة تحمل النفط من الآبار التي يسيطر عليها «داعش» عبر مناطق يسيطر عليها المتشددون في سورية في وضح النهار من دون أن تستهدفهم الضربات الجوية. وسمح التنظيم للقوافل بالعبور بوتيرة أسرع عبر نقاط تفتيشه. وقال سائق شاحنات نفط ومتعامل محلي إن التنظيم شجع الزبائن على زيادة التحميل وعرض عليهم تخفيضات وتأجيل الدفع. كما أبلغت «إدارة النفط» التابعة للتنظيم التجار في الأسبوعين الأخيرين أن بإمكانهم تحميل ما يريدون ودعتهم لتخزين النفط وهو أمر يقول تجار إنه مؤشر على أن التنظيم لا يزال يعتقد أن بالإمكان ضرب الآبار.
ويقول آخرون إن خطر الهجمات دفع التنظيم السني المتشدد لاستخدام الثروة النفطية في شكل أكثر فعالية لتوسيع قاعدة التأييد له بين العشائر. ووفقاً لسكان يعيشون في مناطق يسيطر عليها «الدولة الإسلامية» يستغل التنظيم سيطرته لتعزيز علاقاته بالعشائر المحلية وليس لتحقيق الربح فحسب كما كان الأمر في السابق.
ويسمح التنظيم الآن لبعض العشائر البدوية في محافظة دير الزور باستغلال الآبار التي يسيطر عليها مثل بئر الملح والخراطة ووادي جريب وصفيح وفهدة وغيرها من الآبار المتوسطة والصغيرة التي لا تستخدم في منطقة جبل بشرى. وانتفعت تسع عشائر كبرى على الأقل بينها عشائر لأفرادها أقارب عبر الحدود في العراق مثل عشيرة الجبور القوية. وتدعم هذه العشائر إلى حد بعيد «داعش».
وقال إبراهيم فتح الله وهو متعامل في مجال النفط يبيع المنتجات منخفضة الجودة للبلدات عبر المناطق التي يسيطر عليها المتشددون في شمال غربي سورية: «الطائرات الأميركية فوقنا ليلاً ونهاراً لكننا لم نعد نهتم. لن تكون أسوأ من براميل بشار المتفجرة». وتابع: «نحن الموجودون على الأرض ونعرف كيف نتحرك عبر أراضينا. لن يوقفونا عن السعي لجني المال لعائلاتنا ما لم يقصفونا حتى الموت».
ويقول تجار إن شاحنة كبيرة تحمل 30 ألف ليتر من النفط الخام الذي يوفره التنظيم قد تحقق أرباحا قيمتها أربعة آلاف دولار في رحلة واحدة فقط تستغرق بضعة أيام. كما يقول تجار إن بإمكانهم زيادة الإيرادات بواقع المثلين بكبس 20 برميلاً على الأقل بقيمة 400 دولار على ظهر شاحنة من طراز كيا. وقال التاجر عبد الله الشيخ الذي استغل الأرباح من أسطوله المؤلف من سبع شاحنات لبناء مصافي متنقلة في بلدة منبج شمال حلب: «بالقصف أو من دونه.... فسنذهب هناك حتى لو جاءنا الموت لأن هذا يجلب لنا ربحاً كثيراً».
المدنيون يعانون
بينما حقق رجال أعمال محليون أرباحاً طائلة من تجارة النفط بشكل غير مشروع فإن الكثير من المدنيين الآخرين أصبحوا يعتمدون على السوق غير الرسمية التي نشأت منذ بداية الصراع في سورية قبل أكثر من ثلاثة أعوام. وأصبح ذلك مصدراً مهماً للدخل لمئات الآلاف من الأسر في المناطق الريفية في شمال وشرق سورية حيث تشرد الناس أو فقدوا وظائفهم. وقال ديبلوماسي غربي مطلع على الاستراتيجية الأميركية ضد «الدولة الإسلامية»»: «الأميركيون يعلمون أن هذه الآبار وفرت فرصة انتفاع للكثير من السوريين الذين ليست لهم صلات بالمتشددين».
وأصابت الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة عشرات المصافي الموقتة التي بني معظمها حول الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم عبر الحدود مع تركيا. واستخدمت هذه المصافي للتهريب على رغم أن تجاراً يقولون إن تركيا شنت حملة ضد المهربين هذا العام.
وتبنى هذه المصافي من قبل أصحاب أعمال خاصة بكلفة ما بين 150 ألفاً و250 ألف دولار وتصفي ما بين 150 و 300 برميل يومياً من الخام الذي يوفره التنظيم.
ويقول تجار إن قصف هذه المصافي الأكبر ربما قلص القدرة على تصفية النفط بواقع ما بين 20 و 30 في المئة لكن من دون تأثير كبير على سوق الوقود المحلي حتى الآن.
وتنتشر مئات المصافي الأصغر عبر مناطق واسعة من الأراضي التي يسيطر عليها المتشددون مما يجعل العثور عليها أمراً صعباً. ويقول خبراء وتجار إن هذه المصافي تواصل تصفية معظم النفط المستخرج. وتشمل هذه المصافي واحدة يديرها التاجر مازن مختار الذي قال إنها دمرت بفعل صاروخ أميركي من طراز توماهوك هذا الأسبوع في إصابة مباشرة الأمر الذي حول مدخرات أسرته إلى كومة من الحديد المهترئ والنفط المحترق. وكلفته المصفاة الصغيرة التي تستخدم أساليب الاستخلاص والتسخين نحو 20 ألف دولار لبنائها في أرض خراب على بعد عدة كيلومترات من منزله. ولم تصب الآبار التي يديرها «داعش» والتي تمده بالنفط بأي ضرر.
وقال مختار (48 سنة): «لماذا يدمرون مصادر رزقنا؟ هل يريدون أن يلقوا بأطفالنا في الشوارع ليبدأوا التسول؟ من يشترون هذا النفط هم الفقراء الذين يستخدمونه لصنع الخبز وطهو وجباتهم لإطعام عائلاتهم. لماذا لا يلاحقون الإرهابي الحقيقي بشار وعصابته»؟
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,989,555

عدد الزوار: 7,654,285

المتواجدون الآن: 0