مخاوف على أسواق طرابلس القديمة بعد تحولها إلى ساحة معارك وعمرها أكثر من 700 عام وقامت على أسس دفاعية - عسكرية

سقط مشروع "الإمارة" مجددا ولكن المواجهة مفتوحة كيف بدأت حرب الخلايا وكيف تصدى لها الجيش؟...احباط محاولة للسيطرة على طرابلس... واستشهاد 3 عسكريين ومدنيَيْن

تاريخ الإضافة الإثنين 27 تشرين الأول 2014 - 6:42 ص    عدد الزيارات 2053    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

سقط مشروع "الإمارة" مجددا ولكن المواجهة مفتوحة كيف بدأت حرب الخلايا وكيف تصدى لها الجيش؟
المصدر: "النهار"
لم يتغير الكثير في ما وصفه وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ل" النهار " بألاحلام المريضة للإرهابيين بين واقعة نهر البارد وآخر وقائع محاولات هؤلاء أسر طرابلس وبعض مناطق الشمال لإحلال شريعة الموت منذ مساء الجمعة وحتى مساء السبت . فشلوا في المرة الاولى ولو بكلفة باهظة تكبدها الجيش ورد فيها كيد حلم الإمارة وحتما سيفشلون في المحاولة الجديدة ولو تطورت أساليبهم مع توزيع الخلايا التي جرى ايقاظها وتوزيعها بين الزاهرية والأسواق القديمة في طرابلس وصولا حتى المحمرة في عكار وما بينهما في المنية وقبل ذلك في عاصون في الضنية .
لعل ما شهدته طرابلس في الساعات الست والثلاثين الاخيرة كان بمثابة المعمودية الاشد خطورة التي خاضها الجيش ومن ورائه ابناء المدينة وفعالياتها وكذلك المناطق الاخرى التي تمددت اليها أصابع مخطط إشعال الشمال لأستهداف الجيش واشغاله عن جبهات المواجهة مع التنظيمات الارهابية على الحدود الشرقية بعدما أقفلت على الارهابيين هناك مسالك الاختراقات فأنبرت خلاياهم المزروعة في طرابلس وبعض عكار عقب الضربة القاسية التي تلقتها في عاصون الى الهجوم انطلاقا من عاصمة الشمال . لم يكن ادل على الخطورة القصوى التي اكتسبها المخطط الجديد من ظهور مجموعات المسلحين في مكامن مسلحة متفرقة لوحدات الجيش ورصد تحركات بعيدة عن ساحة الاشتباكات والقتال في طرابلس في المحمرة في عكار بغية تشتيت قوى الجيش ومحاولة خطف او قتل اكبر عدد من أفراده . برز وجه المخطط بأبشع وأفصح ما يمكن تجسيده ولكن النتائج العملانية والميدانية والسياسية أفضت الى مجموعة حقائق هنا خلاصة لأبرزها :
اولا : تبين وفق معلومات مؤكدة حصلت عليها " النهار " ان مجموعة شادي المولوي وأسامة منصور اللذين كانا تواريا قبل نحو عشرة ايام بمسمى وساطة آنذاك كانت نواة إشعال الاشتباكات والاعتداءات على الجيش مساء الجمعة في عملية تمويه اختفى معها المطلوبان المرتبطان بجبهة النصرة وداعش فيما كان يجري الاعداد لمخطط التفجير حين تأتي الاشارة من خارج الحدود او من داخلها . ولم يقتصر الامر على هذه المجموعة بل تبين ان ثمة لاعبا اضافيا زج به في هذا المخطط وهو احد رجال الدين المتطرفين الذي راح يعلي صوت ما سماه " بالثورة السنية " في الفترة الاخيرة وتحديدا في خطبة الجمعة الاخيرة . رصدت مجموعة مسلحة لرجل الدين هذا كانت تنسق هجماتها على سيارات تنقل عسكريين وفشلت في خطفهم وقت كانت مجموعات المسلحين تشاغل الجيش في الاسواق القديمة والزاهرية وتتعمد الانتشار في منطقة عريقة بتراثها القديم في المدينة لتعيث فيها تخريبا ودمارا . وحرص الجيش على التعامل بنيران الأسلحة الخفيفة والمتوسطة ما امكن في مطاردته للمسلحين وتعقبهم تجنبا لأحداث دمار واسع كان من بين أهداف الارهابيين تحميل تبعته للجيش .
ثانيا : قوض الجيش المؤامرة مرة جديدة بإثباته المضي دون اي هوادة في عمليات نوعية وجراحة عسكرية مكلفة تشهد عليها شهادات اضافية لشهدائه من الضباط والعسكريين في ضريبة الدم ولكن ايضا القرار العسكري والسياسي الرسمي الملازمين للمواجهة مهما طال الزمن ومهما كلفت من تضحيات . تمكن الجيش من فرض طوق عسكري على مناطق الاشتباكات في طرابلس ومنع تمددها الى الأحياء الاخرى من طرابلس كما تمكن من دفع المسلحين الى الانسحاب من الاسواق والزاهرية وتوقيف عدد كبير منهم واصطياد رأس كبير اخر من قادتهم لا تقل خطورته عن خطورة احمد سليم ميقاتي وهو الإرهابي المطلوب ربيع الشامي في محلة دفتردار . استشهد للجيش شهيدان في المحمرة وشهيد في المنية وارتفع عدد الجرحى بين العسكريين الى اكثر من عشرة فيما بدا من الصعوبة حصر عدد القتلى والجرحى في صفوف المسلحين لكن ثمة معلومات تشير الى انهم تكبدوا خسائر كبيرة وتمكن الجيش من توقيف مجموعات منهم . ولعل اهم ما أبرزته الوقائع العسكرية ان الجيش بدا في حالة تعبئة وجمهوزية عالية تمثلت الى صلابته في تعقب مجموعات مدربة ومحترفة في نصب الكمائن والانتشار بين الأحياء في إحباطه محاولات عدة لهؤلاء لخطف عسكريين في مناطق مختلفة قريبة من مناطق الاشتباكات وبعيدة عنها في ان واحد .
كما برز استخدام سلاح الطوافات العسكرية في عمليات رصد انتشار المسلحين وتعقبهم ومن ثم تطور الامر مساء امس الى اطلاق صواريخ من طوافات عسكرية عند الطرف الشمالي للمنية في اتجاه منطقة على الطريق الساحلية القديمة تحصن فيها مسلحون .
ثالثا : اكتسب الموقف السياسي لفعاليات طرابلس وقواها وزعمائها كذلك التحركات الشعبية الداعمة للجيش في عكار وطرابلس وكذلك المواقف المعلنة لسائر القوى السياسية الاخرى بعدا شديد الاهمية من خلال الاصطفاف والدعم المطلق للجيش في عملياته وإطلاق يده في كل انواع العمليات التي سيمضي فيها في هذه المواجهة بما اسقط اي غطاء مزعوم او واقعي ، مضخم او حقيقي للمسلحين ونزع اي ذريعة من اي جهة من شانها ان تعيق اندفاع الجيش نحو حسم عسكري محتوم متدرج وفق ما تفرضه طبيعة المواجهة التي ربما تشهد فصولا متعاقبة يصعب من الان التكهن بمداها الزمني . ذلك ان ما حكي عن هدنة لا يبدو واردا في حسابات الجيش ولا ايضا في حسابات الحكومة مع جسامة الأهداف التي أبزرتها الهجمة الارهابية على الجيش وعلى ابناء طرابلس والشمال الذين يراد لهم ان يضحوا أسرى التنظيمات الأصولية الارهابية لإعلان إمارة سقط مشروعها مجددا امس ولكن من دون ان يعني ذلك سقوط محاولات استرهان المناطق التي كانت مسرحا لها .
 
احباط محاولة للسيطرة على طرابلس... واستشهاد 3 عسكريين ومدنيَيْن
بيروت - «الحياة»
أحبط الجيش اللبناني أمس محاولة السيطرة على مناطق في طرابلس من مسلحين يدورون في فلك المجموعة التابعة للمطلوب أحمد سليم ميقاتي، الذي ألقي القبض عليه فجر الخميس الماضي في بلدة عاصون (الضنية) حين دهمت مخابرات الجيش شقة كان يختبئ فيها مع 5 مسلحين آخرين قتل منهم ثلاثة. وتمكن الجيش من حصر نيران اشتباكات اندلعت ليل أول من أمس، حين انتشر مسلحون تردد أن بين من يتزعمهم عمر ميقاتي (أبو هريرة) نجل أحمد ميقاتي رداً على توقيف الأخير، في الأسواق القديمة للمدينة وامتدت حتى يوم أمس مع هؤلاء، كما حاول مناصرون ملثمون لهم، بقصد إشغال الجيش، نقل الصدامات إلى خارج المدينة، عند مفترق طرق يقود إلى المنية وعكار، حيث أفشل الجيش محاولة لخطف 5 عسكريين.
ونجح الجيش في حصر نيران الاشتباكات في أحياء محددة، ومحاصرة المسلحين، وسط دعم كامل من قيادات المدينة السياسية والروحية وزعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري، وسقط له 3 شهداء بينهم ضابط، و13 جريحاً، كما سقط من المدنيين حتى مساء أمس شهيدان (أب وولده) و6 جرحى، فيما واصل الجيش ملاحقة المسلحين الذين حاولوا قطع طريق أوتوستراد المنية - المحمرة - عكار، متوعداً بالقضاء عليهم ومنع المظاهر المسلحة في طرابلس حتى عودة الهدوء والحياة الطبيعية إليها.
وفيما لم تعرف خسائر المسلحين، الذين قال الجيش إنه دهم أماكنهم وأوقف عدداً منهم وضبط أسلحة وذخائر وأوقع إصابات في صفوفهم، أدت محاصرة قواته للأسواق القديمة حيث تمترسوا، وكذلك منطقة الزاهرية منذ ليل أمس، الى انسحابهم منها بعدما تحصنوا في شارع الكنائس وأقاموا متاريس تعرضت لنيران رشاشات الجيش وقذائفه الصاروخية، ما اضطرهم للموافقة على طلب مشايخ في المنطقة الانسحاب منها بناء لتدخل من «هيئة العلماء المسلمين، التي تواصلت مع وزير العدل أشرف ريفي وقيادات أخرى في طرابلس، وتخوفت من سقوط مدنيين في المواجهات وتدمير الأبنية الأثرية في أزقة الأسواق.
وإذ اتهم الجيش المسلحين «بإثارة الفتن والتحريض المذهبي»، فإن انتشار المسلحين تزامن ليل الجمعة مع مداهمة الجيش أحد المنازل في منطقة المنكوبين لتوقيف مشتبه بهم عثر بحوزتهم على أسلحة، وتبع ذلك بث إشاعة بأن الموقوف أحمد ميقاتي والذي اعتبر «صيداً ثميناً»، توفي تحت التعذيب لدى مخابرات الجيش، تبين أنها غير صحيحة.
وقال مصدر عسكري لـ «الحياة» إن المسلحين كانوا ينوون التحصن في الزاهرية وصولاً الى التبانة للتجمع فيها، رداً على مداهمة الجيش مجموعة ميقاتي في عاصون - الضنية لحماية أنفسهم وسائر المطلوبين، وأن الجيش أحبط العملية بالكامل ودخل بعد ظهر أمس الى الزاهرية ويواصل ملاحقة المخلين بالأمن والمشتبه بهم. وأفاد أحد بيانات قيادات الجيش التي صدرت عن العملية بمداهمة منزل أحمد ميقاتي الملقب بـ «أبو بكر» و «أبو الهدى» وضبطت داخله كمية من المتفجرات، فضلاً عن مداهمة منزل «الإرهابي ربيع الشامي وضبط أسلحة ومواد طبية كان يستخدمها المسلحون لمعالجة جرحاهم».
واعتبرت مصادر أمنية أن الجيش «غير معني بأي مساومات من أي نوع، رداً على ما تردد بأن انسحاب المسلحين جاء نتيجة وساطة «هيئة العلماء»، وأنه لا خيار أمام المسلحين سوى تسليم أنفسهم وأسلحتهم وخيار المؤسسة العسكرية هو القضاء عليهم مهما بلغت التضحيات وممنوع تحويل طرابلس الى مرتع لمناصري «داعش» و «جبهة النصرة». واستخدم الجيش في المواجهة طائرة استطلاع وطائرة هليكوبتر فوق رقعة انتشار المسلحين.
وكانت المدينة شهدت قبل الظهر اجتماعات عدة، أهمها في منزل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار بحضور رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي والوزيرين أشرف ريفي ورشيد درباس ونواب المدينة، تبعه اجتماع آخر في منزل ريفي. وأكدت هذه الاجتماعات على دعم الجيش وتأييد إجراءاته وصيانة أمن المدينة. وصدرت بيانات بهذا المعنى من قيادات أخرى، أبرزها الحريري ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة.
وبعد الظهر حاول قرابة 20 مسلحاً عند مفترق أوتوستراد المنية - المحمرة مشاغلة الجيش عن معارك الأسواق بقطع الطريق من طرابلس الى عكار، وتعرضوا لآلية للجيش ما أدى الى استشهاد عسكريين اثنين وسقوط عدد من الجرحى. واستقدم الجيش تعزيزات واشتبك مع المسلحين الذين فروا في البساتين فلاحقتهم وحداته نحو منطقة بحنين. وأعلنت القيادة في بيان لاحق عن إحباط محاولة مسلحين خطف خمسة جنود وعن إصابة عدد من المسلحين، وحيّا البيان فعاليات طرابلس لوقوفها الى جانب الجيش ودعمه.
وأعلنت قيادة الجيش أن مسلحين آخرين استهدفوا آلية له بقذيفة صاروخية في المنية ما أدى إلى استشهاد ضابط وأصابة اثنين من العسكريين بجروح.
وفيما عاد الهدوء مساء الى المدينة، حصلت مداهمات شملت منزل الشيخ خالد حبلص الذي حرّض في خطبة الجمعة أول من أمس في أحد الجوامع على الانشقاق عن الجيش، وتردد أنه عثر فيه على أسلحة وذخائر. وأشارت معلومات الى أن المذكور معروف بالتشجيع على القتال في سورية الى جانب التنظيمات المتشددة. كما صادرت دورية من غرفة حرس منزل النائب خالد الضاهر في طرابلس 4 بنادق. واستخدم الجيش زورقين عسكريين في ملاحقة المسلحين الفارين في البساتين على الشاطئ والذين اعتدوا على الجيش في المحمرة وبحنين.
وتخوف أهالي العسكريين المخطوفين لدى «داعش» و «النصرة» منذ 2 آب (أغسطس) الماضي، من تأثير التطورات في عاصمة الشمال على المفاوضات لإطلاقهم، بعد تغريدة لـ «النصرة» على «تويتر» بأن الحكومة «تزج بالشارع اللبناني الى الهاوية وقضية المحتجزين أصبحت لعبة سياسية».
ومساء صدر عن رئيس الحكومة تمام سلام بيان جاء فيه: «بعد العملية الأمنية النوعية الناجحة التي قام بها الجيش في الضنية والتي جنبت طرابلس والشمال عمليات إرهابية خطيرة، فوجئ اللبنانيون بسلسلة من أعمال الإخلال بالأمن والاعتداءات على الجيش والقوى الأمنية في عاصمة الشمال، بهدف نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار وإعادة طرابلس وجوارها الى حال التسيب التي كانت سائدة في الماضي».
وأكد أن الحكومة «لن تتعاون مع أي محاولة لإعادة عقارب الساعة الى الوراء في طرابلس، ولن تسمح لحفنة من الإرهابيين وشذاذ الآفاق بأخذ الطرابلسيين أسرى والمغامرة بأمنهم ولقمة عيشهم خدمة لأهداف ليست في صالح لبنان ووحدته واستقراره. كما أنها لن تتغاضى عن التطاول على هيبة الدولة وعلى مؤسساتها العسكرية والأمنية تحت أي عنوان كان».
وثمّن سلام «المستوى العالي من المسؤولية الوطنية الذي أظهرته جميع القيادات والفاعليات الطرابلسية والذي يعكس الجوهر الحقيقي لمدينة السلام والتآلف والعلم» وأكد أن «الجيش والقوى الأمنية تقوم بواجباتها بدعم كامل من السلطة السياسية، لإعادة الأمن الى طرابلس ونشره في بقية المناطق بموجب الخطة الأمنية المقرة».
أضاف: «طرابلس ليست متروكة، والطرابلسيون، كما جميع اللبنانيين، مدعوون في هذه الأوقات الصعبة الى الإيمان بدولتهم وبمؤسساتها الشرعية التي هي السبيل الوحيد لخلاص الجميع».
وكان سلام على اتصال مع جميع قادة المدينة والحريري. وليلاً أصدرت قيادة الجيش بياناً إضافياً أكدت فيه أن قواته أنهت انتشارها في محلة الزاهرية وفي الأسواق القديمة وتمكنت من توقيف عدد من المسلحين وإيقاع عدد من الإصابات في صفوفهم، بالاضافة الى ضبط كميات من الأسلحة والذخائر والمتفجرات بحوزتهم، فيما لاذ المسلحون الباقون بالفرار الى خارج هذه المناطق، وتقوم وحدات الجيش بتعقبهم».
 
 مخاوف على أسواق طرابلس القديمة بعد تحولها إلى ساحة معارك وعمرها أكثر من 700 عام وقامت على أسس دفاعية - عسكرية

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح.... بعدما كانت المعارك في مدينة طرابلس شمال لبنان ومنذ عام 2008 تقتصر على منطقتي باب التبانة حيث الأكثرية السنية وجبل محسن حيث الأكثرية العلوية÷، متخذة طابعا طائفيا - مذهبيا، انتقلت في اليومين الماضيين إلى المدينة القديمة وأسواقها لتتحول إلى مواجهات بين الجيش ومسلحين وجدوا في الأزقة والشوارع الضيقة خاصة منطقة الأسواق القديمة ملاذا آمنا لهم نظرا لضيق الممرات وتشعبها وعدم إمكانية ملاحقتهم بسهولة.
وتعتبر طرابلس أكبر مدينة أثرية في لبنان، فهي تضم أكثر من 300 معلم أثري مصنف من قبل البلدية، و164 أثرا مدرجا على لائحة للتراث الوطني. ويسعى المعنيون في المدينة لإدراج هذه المعالم على لائحة التراث العالمي، إلا أن غياب القوانين والأنظمة التي تساعد في هذا المجال يجعل الأمر مستبعدا في المدى المنظور، كما أكّدت الأستاذة الجامعية ورئيسة مركز الدراسات العليا المتخصصة في الترميم والحفاظ على الأوابد والمواقع التاريخية الدكتورة راوية مجذوب.
وقالت مجذوب لـ«الشرق الأوسط»: «قلبنا يدمي على ما أصاب الأسواق جراء الاشتباكات، علما بأننا لم نتمكن بعد من النزول إليها لاستكشاف ما خلفته المواجهات»، لافتة إلى أن المدينة «مملوكية» (نسبة إلى المماليك) بمعالمها وتركيبتها ونسيجها العمراني، «وهي لا تزال تحافظ على تسمية أسواقها ووظائفها منذ مئات السنوات مما يجعلها جوهرة لا تقدر بثمن». وأعربت مجذوب عن أسفها لكون عدد من المنشآت داخل الأسواق أعيد ترميمها حديثا ولم يُعد افتتاحها بعد.
ويعيد المؤرخون التأسيس الثاني لمدينة طرابلس لعهد المماليك قبل 700 عام، بعد تأسيسها الأول على يد الفينيقيين على ضفاف البحر. فقد ارتأى المماليك أن ينقلوا المدينة إلى الداخل لتكون بمأمن عن الهجمات البحرية المباغتة، فأسسوها على مسافة 3 كم إلى الداخل على ضفتي النهر وتحت سفح القلعة آنذاك. واللافت أن المدينة القديمة قامت على أسس دفاعية وعسكرية بالدرجة الأولى، ومن المتوقع أن يكون المسلحون اليوم يستفيدون منها.
وبحسب الخبراء المعماريين، شيدت الأبنية بشكل متلاصق، متراصة يشد بعضها أزر بعض، ليس ضد هجمات الأعداء فقط، بل توقيا من الزلازل أيضا، إذ إن المنطقة تقع على خط الزلازل، وكانت بنفس المستوى من الارتفاع، مما كان يسمح للسكان بالتنقل عبر الأسطح والانقضاض على الأعداء من الأعلى، وبعضها معلق تمر من تحته شبكة من الأزقة الضيقة المتعرجة تعرف بالسِباط، لا يستطيع أن يعبرها سوى فرد واحد وليس مجموعة، مما يجعل من الصعب على العدو الاجتياح بأعداد كبيرة.
ويشير المؤرخون إلى أن أول حي أنشئ في طرابلس هو حي السويقة الذي أسسه الأمير أفندم الكرجي بعد دخول المماليك بفترة قصيرة، وعرف بالسويقة كتصغير لسوق، لأنه أول سوق أنشئ على ضفة النهر.
وانتظمت الأسواق الطرابلسية وسط الساحات المكشوفة على شكل طرقات، وأخرى مغطاة بأروقة مسقوفة، وصل عددها إلى نحو 29 سوقا متعددة التخصصات. وتنطلق الأسواق من مدينة طرابلس القديمة وفقا لتخطيط العمارة الإسلامية من محور رئيس هو الجامع المنصوري الكبير في حي النوري. وكانت لكل سوق تجارة خاصة به، وكان يقترن اسمها بنوع البضائع والسلع التي يحتويها. ومن أبرز هذه الأسواق، سوق الكندرجية، سوق الصاغة، سوق العطارين، وسوق البازركان.
 
اجتماعات واتصالات ترفض الإرهاب وتتمسك بالجيش
بيروت - «الحياة»
واكبت فعاليات طرابلس التطورات الأمنية في المدينة خلال اجتماعين، الأول عقد في منزل مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار والثاني في منزل وزير العدل أشرف ريفي. وأجمع المشاركون في كل من الاجتماعين على موقف واحد: دعم الجيش ورفع الغطاء عن المخلين بالأمن، فيما دفعت التطورات إلى إلغاء المؤتمر الاسلامي- المسيحي الذي كان مقرراً عقده في فندق «كواليتي إن» والذي كان سيصدر عنه وثيقة عن التعايش بين المسيحيين والمسلمين في طرابلس رداً على تعديات طاولت دور عبادة.
واجرى زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري اتّصالات شملت رئيس الحكومة تمام سلام وريفي والمفتي الشعار، وتشاور معهم في آخر الجهود المبذولة لاحتواء الأوضاع ومنع تفاقمها، مؤكداً دعمه الكامل للحكومة والجيش والقوى الأمنية والعسكرية في مهامها لإعادة الأمن والاستقرار إلى عاصمة الشمال. كما اتصل بقائد الجيش العماد جان قهوجي، واطلع منه على مجريات الأوضاع في طرابلس وهنأه بنجاح الجيش في ضبط الخلية الإرهابية في عاصون، مجدداً دعمه الجيش في مهامه لمكافحة الإرهاب وحفظ الأمن والاستقرار.
السنيورة: اعتداءات مرفوضة
وأكد رئيس «كتلة المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة في بيان، أن «ما شهدته طرابلس من اعتداءات على الجيش مرفوض رفضاً تاماً من اللبنانيين، وفعاليات المجتمع المدني، والمطلوب عودة طرابلس مدينة الانفتاح والاعتدال الحريصة على السلم الأهلي. وضرورة المسارعة إلى إنجاز تنفيذ وتطبيق الخطة الامنية وصولاً إلى تحقيق شعار طرابلس مدينة منزوعة السلاح إلا السلاح الشرعي، وإخراج كل المسلحين والعودة إلى تطبيق القانون على الجميع من دون تمييز أو استثناء بما يمكن الدولة من استعادة سلطتها الكاملة وهيبتها مع التنبه للثغرات والأخطاء السابقة التي لم يعد مسموحاً استمرار التغاضي عنها».
ودعا «الحكومة إلى اتّخاذ الخطوات الضرورية لإخراج طرابلس من الفخ المنصوب لها»، معتبراً «كل دعوة إلى تخلي أي عسكري عن واجبه الوطني وموقعه العسكري مشبوهة».
ميقاتي يؤيد الجيش
وبعد الاجتماع الذي عقد في منزل الشعار، جدد الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي التأكيد «أن طرابلس لا تقبل بوجود أي فئة إرهابية، وبنفس الوقت تدعم الجيش بمواقفه لكي يعود الأمن إلى المدينة، مع الأخذ بالاعتبار المحافظة على أرواح المواطنين وحماية الأسواق التجارية في الأحياء الأثرية التاريخية». ودعا «كل أبناء المدينة إلى أن نكون متحدين لما فيه مصلحة المدينة». وقال: «على المسلحين أن يعلموا أن كل طرابلس تريد الأمن وهي دائماً تحت سقف السلطة الشرعية».
وأكد «لا نتدخل بالخطط الأمنية التي يعدها الجيش، وعندما نقول إننا نؤيده فنحن نؤكد الحرص، على الأرواح البريئة وعليه أن يجد الأسلوب المناسب لإجلاء المدنيين من مناطق الاشتباكات».
وأوضح الشعار في بيان صادر عن المجتمعين يدعم الجيش «تداولنا بالأحداث الأمنية الخطيرة التي تشهدها المدينة، والتي شكلت منعطفاً خطيراً له انعكاساته الكبيرة على أمن طرابلس وسلامة أهلها وعلى ممتلكاتهم وأرزاقهم وإرثهم الثقافي والتاريخي». ودعا إلى «التعامل مع الأحداث بأعلى درجات المسؤولية الوطنية والأخلاقية، والابتعاد من التجاذبات السياسية».
وبعد الاجتماع الذي عقد في دارة ريفي بمشاركة نواب ووزراء المدينة قال ريفي باسم المجتمعين: «طرابلس ليست صندوق بريد لأحد، وليست ساحة صدى لما يحصل في سورية والعراق»، مؤكدا أنه «علينا حفظ أمنها واستقرارها بواسطة المؤسسات الشرعية فقط لا غير». وأكد الحفاظ على «التنوع ضمن الإسلام السني الشيعي الدرزي العلوي، ولا مجال لأحد أن يزعزع عيشنا المشترك مهما كلف الأمر».
وقال: «فككنا بواسطة الحكماء والمشايخ والعقلاء لغم التبانة قبل أسابيع عديدة، واحيي كل فاعليات التبانة التي لم تنجر الى مشروع الفتنة، وفاعليات المناطق الداخلية في طرابلس للقيام بدورهم». وأضاف: «نحن الى جانب الجيش والقوى الأمنية الرسمية. وأي تحرك مسلح خارج إطار السلاح الشرعي مدان، من قبلنا ولا نغطيه ولا نؤمن له أي بيئة حاضنة نهائياً».
ريفي وحرب وكرامي
وأشار ريفي إلى «مشاورات مع الحريري والسنيورة وسلام لنحفظ أمن المدينة وندعو فاعليات المجتمع المدني لنتشاور وإياهم لإيجاد الموقف الذي يحفظ أمن المدينة»، مؤكداً «اننا نستطيع تفكيك هذا اللغم كما فككنا الألغام السابقة»، مؤكداً «عدم الانجرار الى حال فلتان أمني. نحن دائما ضد الدويلة ورهاننا على الدولة». وتحدث عن اتصالات مع «فاعليات مناطق طرابلس الداخلية كافة لكي يقوموا بدورهم لمنع وجود احتضان لأي حركة غير شرعية وغير نظامية».
وسئل عن تحويل المنطقة الى عسكرية، وأجاب: «لا أرى أي مصلحة في ذلك. الجيش يقوم بواجباته».
واستكمل الاجتماع مع وصول وفد «هيئة العلماء المسلمين» وفاعليات ومشايخ باب التبانة برئاسة عضو الهيئة الشيخ زكريا عبد الرزاق المصري، وتم البحث في السبل الكفيلة بعودة الهدوء والأمن.
وأبدى وزير الاتصالات بطرس حرب قلقه من التطورات الأمنية، وحيا «وقفة اهلها بجانب الجيش والقوى الأمنية في مواجهة الارهاب».
واتّصل حرب بفاعليات المدينة ولا سيما ريفي والشعار، منوهاً «بجهودهما الى جانب شخصيات ونواب المدينة لإعادة الحياة الطبيعية إليها والمواقف الصادرة عن الاجتماعات»، آملاً في «إنهاء الحال الشاذة في أسرع وقت وبأقل الخسائر»، ومشدداً على «ضرورة وقوف اللبنانيين إلى جانب مؤسساتهم الشرعية».
وأكد الوزير السابق فيصل كرامي أن «أكثر من 500 عائلة في طرابلس محاصرة في منازلها بالاسواق الداخلية»، مؤكداً أن «المدينة بحاجة إلى إعلان حال طوارئ سريعة، وما شهدناه من قيام الجيش بصد الهجوم عليه من دون انتظار القرار السياسي، هو موقف مشرف جداً».
وعبر كرامي عن قلقه من «إجراء تسوية كما حصل في السابق»، لافتاً إلى «أننا نعيش منذ 4 سنوات على تحريض من المنابر السياسية، وهناك تسليح مستمر نتيجة الخطة الأمنية المتراخية».
وأكد عضو كتلة «المستقبل» النيابية سمير الجسر، أن «مشايخ طرابلس هم دعاة سلام وخير»، مشدداً على أننا «مع مشروع الدولة ولا شيء غير مشروع الدولة عبر القوى الأمنية».
الجسر : استكمال الخطة الأمنية
وأشار الجسر الى «ضرورة أن تستكمل الخطة الأمنية التي وضعت لطرابلس بشكل كامل»، لافتاً إلى أن «المواجهات كانت في المدينة الأثرية، وهي مكونة من مواقع تجارية، والمسلحين انتقلوا الى الداخل، ولكن الجيش ضبط الوضع».
وعرض رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع قائد الجيش العماد جان قهوجي التطورات في طرابلس.
 
استبعاد شرط الانسحاب من سورية لم يُـحدث اختراقاً في الشغور الرئاسي
الحياة....بيروت - وليد شقير
تجري قيادة تيار «المستقبل» مشاورات مكثفة حول وجهة التحرك المقبل بعدما أعلن زعيم التيار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في 13 الجاري إثر لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي، أننا «كقوى سياسية في «المستقبل» وقوى «14 آذار» يجب أن تكون لنا مبادرات وصولاً الى توافق على انتخاب رئيس للجمهورية». متمنياً أن يتم الاتفاق على رئيس توافقي «كما حصل عام 2007 حين سمينا كقوى 14 آذار الرئيس ميشال سليمان».
وانتقل الى الرياض في المملكة العربية السعودية أول من أمس لهذا الغرض رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس السابق فؤاد السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق وعدد من قادة التيار ومستشاري الحريري للقائه واستكشاف طبيعة التحرك المقبل في ضوء اللقاءين اللذين أجراهما مطلع الأسبوع مع كل من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وعضو المكتب السياسي لحزب الكتائب النائب سامي الجميل، اللذين التقيا أيضاً كبار المسؤولين السعوديين.
وترصد دوائر سياسية متابعة عن كثب الاتصالات التي جرت خلال الأسابيع القليلة الماضية، للتأكد مما إذا كانت ستطلق جهود جديدة لإنهاء الشغور الرئاسي، أم انها ستقتصر على إزالة العقبات من أمام التمديد للبرلمان، وعلى صيانة التوافق داخل الحكومة حفظاً للحد الأدنى من الاستقرار في ظل الحريق الذي يلتهم الدول المحيطة بلبنان.
إلا أن أوساط هذه الدوائر تشير الى جملة معطيات توافرت لديها عن جهود إحداث خرق في ما يخص الشغور الرئاسي تسردها كالآتي:
1 - أن قيادة «المستقبل» أبدت استعداداً منذ أكثر من شهرين للتفاهم مع «حزب الله» على إنهاء الشغور الرئاسي انطلاقاً من أولوية انتخاب رئيس الجمهورية. وفي هذا المجال أكد «المستقبل» أن موقفه ضد تدخل «حزب الله» في سورية ليس حجر عثرة أمام التوافق على إجراء هذه الانتخابات، طالما أن القرار في هذا الأمر إقليمي وليس في يد الحزب، وبالتالي فإن المطالبة بانسحاب الحزب من سورية ليس شرطاً للتوافق على معالجة الفراغ الرئاسي. وردت قيادة الحزب على هذا الاستعداد الضمني الذي نقل إليها، بتصريحات لبعض قادتها أشارت الى ترحيبها بالتفاهم مع سائر الأطراف. إلا أن الحزب عاد فانتقد مواصلة قادة «المستقبل» إثارة تدخله في سورية في بيانات كتلته وتصريحات الحريري، والتي ترى أن هذا التدخل ساهم في استجلاب الإرهاب إلى لبنان. ورأى قادة الحزب في مواقفهم المعلنة أن من يريد التفاهم لا يطلق «اتهامات» كهذه. وفي المقابل رأى قادة «المستقبل» أن الاستعداد للتفاهم على إنهاء الشغور الرئاسي لا يعني تخلي التيار عن قناعته بأن تدخل الحزب في سورية جلب على لبنان المشاكل وورط مناطق بقاعية في الحرب السورية، لكنه قصد بذلك أن حصول التفاهم على الرئاسة ليس مشروطاً بانسحاب الحزب. وهذا الموقف جعل أوساط وزير الداخلية نهاد المشنوق تبرر موقفه الانتقادي لعدم تسهيل الحزب تطبيق الخطة الأمنية في البقاع الشمالي، بالقول إن هدفه تصويب الخطة الأمنية وليس افتعال مشكلة مع الحزب، خصوصاً أنه لم يثر في خطابه السبت الماضي مسألة تدخل الحزب العسكري في سورية.
وفي موازاة ذلك أخذ قادة الحزب يرددون القول إن لا حلول قريبة في المنطقة وفي الرئاسة (آخرهم تصريح نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم) ودعوا الى تعزيز التفاهم على مواجهة الإرهاب ودعم الجيش وتحصين الوضع الحكومي ومعالجة الملفات الحياتية والاقتصادية والتعيينات الإدارية... وفي اللقاءات المغلقة كرروا دعوة الفريق الآخر الى التفاهم مع العماد عون على الرئاسة.
2 - أن الاجتماع بين الحريري ووزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في باريس بداية الشهر الجاري لم ينجح في تعزيز فرص إحداث اختراق في موضوع الرئاسة، لأن ردة فعل باسيل على اقتراح الحريري البحث عن مخرج من الجمود الحاصل حول انتخابات الرئاسة بعد أن أظهرت الوقائع صعوبة وصول زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون الى المنصب، كانت رفض البحث بمرشح توافقي، إذ إن باسيل اعتبر أن هذا مخالف للأجواء السابقة للحوار بين الجانبين والتي فهم باسيل وعون من خلالها أن الحريري لا يمانع في وصول عون للرئاسة، على رغم ربطه الأمر بالتفاهم بين القادة المسيحيين.
بل إن ردة الفعل هذه جاءت أكثر وضوحاً بعد ذلك، إذ أكد عون لكثيرين أنه لن ينسحب من السباق الرئاسي، كما نقل عن قادة في «التيار الحر»، بينهم الوزير باسيل، قولهم إن التراجع عن ترشح عون مثلما حصل عام 2008 لمصلحة الرئيس ميشال سليمان، غير وارد (وهو ما قاله علناً الخميس الماضي في مقابلته التلفزيونية مع محطة إل بي سي) وصولاً الى إبلاغ باسيل بعض السياسيين «أننا سنبقى على موقفنا بأحقية الرئاسة لعون لأنه الأكثر تمثيلاً للمسيحيين وسننتظر الى أن يقتنع الآخرون بذلك. وفي نهاية المطاف سيضطرون الى الموافقة على ما نقول لأن وضعنا مع حلفائنا على الصعيد الإقليمي يتقدم ويتحسن بينما وضع الفريق الآخر وحلفائه يتراجع...».
3 - في ظل هذه المعطيات، اقترح البطريرك الراعي على الحريري خلال لقائهما في روما، أن تعمل قوى «14 آذار» على سحب مرشحها جعجع لمصلحة المرشح التوافقي، طالما يتعذر إقناع العماد عون بذلك، مع وعد بأن يضغط الراعي بعدها بقوة أكثر من أجل تأييد خيار المرشح التوافقي. وبعث الحريري بإشارة إثر لقائه الراعي الى «حزب الله» بقوله في تصريحه: «لا أظن أن قوى 8 آذار تريد استمرار الفراغ...». إلا أن قادة الحزب أكدوا لمن التقاهم أن الحزب لا يرى أفقاً لإمكان التفاهم على الرئاسة.
4 - في المشاورات التي جرت بين الحريري وكل من جعجع والجميل والتي شملت عناوين شتى إقليمية ومحلية، أثير موضوع مدى قدرة البطريرك على التأثير على الفريق الآخر للوصول الى مرشح توافقي، خصوصاً أنه لم يتمكن من التأثير على عون إما لحضور جلسات البرلمان لتأمين النصاب، أو لدفعه الى القبول بالمرشح التوافقي. وأثار جعجع، وفق مصادر «القوات»، حجة رفض فريق «8 آذار» مبادرته ومبادرة «14 آذار» السابقة بانسحاب المرشحين لمصلحة التوافق. وطالما أن لا استعداد لانسحاب عون فلا فائدة من انسحاب جعجع. وفيما رددت أوساط في «14 آذار» أن الجميل كرر طرح ترشيح الرئيس أمين الجميل كمرشح توافقي، اعتبرت أوساط القوات أنه إذا كانت جلسات البرلمان أثبتت أن لا حظ لعون ولا حظ لجعجع فلا أحد في قوى «14 آذار» لديه حظوظ أكثر من جعجع، لاتساع قاعدته الشعبية أكثر من أي مرشح محتمل.
 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,012,561

عدد الزوار: 7,655,488

المتواجدون الآن: 0