الائتلاف يحذر من سيطرة «داعش» على «مقدرات الاقتصاد» والتنظيم يستحوذ على معظم حقول الغاز والنفط وسدود المياه ومحطات الكهرباء في الشمال والشرق

خط ساخن بين عين العرب وأربيل و«جبهة النصرة» تكتسح معقلاً للمعتدلين

تاريخ الإضافة الإثنين 3 تشرين الثاني 2014 - 7:30 ص    عدد الزيارات 2558    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

طالب بحل سياسي في سوريا على أساس إعلان جنيف.. مجلس الأمن يدين استهداف الأسد لمخيمات النازحين
المستقبل..لندن ـ مراد مراد
رداً على الجرائم البشعة الأخيرة التي نفذها الطيران الحربي لنظام بشار الأسد بحق مخيمات للنازحين في شمال سوريا، عبّر مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة في بيان رسمي مساء الجمعة عن عظيم سخطه تجاه هذه الهجمات ودان بشدة الاستهداف المستمر للمدنيين السوريين. وشدد على وجوب التوصل سريعا الى حل سياسي ينهي الازمة السورية على اساس اعلان جنيف الصادر في حزيران 2012.

ومن مقر منظمة الأمم المتحدة في نيويورك اصدرت رئيسة مجلس الامن الدولي الارجنتينية ماريا كريستينا برسيفال مساء اول من امس، بيانا رسميا باسم الدول الـ15 الاعضاء في المجلس جاء فيه «أعرب أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم العميق إزاء استمرار ارتفاع مستوى العنف في سوريا، ودانوا جميع أعمال العنف التي تستهدف المدنيين. وأعربوا عن سخطهم الشديد على الهجمات المستمرة ضد المدنيين وكذلك الهجمات العشوائية، بما في ذلك تلك التي تنطوي على القصف والغارات الجوية، وبالاخص استخدام البراميل المتفجرة، التي قيل انها أسقطت على مخيم للنازحين في محافظة إدلب في 29 تشرين الأول، ما ادى الى وقوع العديد من القتلى والجرحى، بينهم أطفال».

اضاف البيان مذكرا بوجوب احترام القوانين الدولية الخاصة بالصراعات «ذكر اعضاء مجلس الامن بأن القوانين الانسانية الدولية يجب ان تحترم بشكل تام مهما كانت الظروف. وذكرت الدول الـ15 الاعضاء في المجلس بوجوب التمييز في الصراعات بين المدنيين والمقاتلين، كما ذكرت بالحظر المفروض على الهجمات العشوائية والهجمات ضد المدنيين والاهداف المدنية. وأعاد اعضاء مجلس الامن مطالبة جميع اطراف النزاع في سوريا بتطبيق فوري لنصوص مجلس الامن التي تدعو الى وقف العنف واحترام القانون الدولي وتسهيل اعمال الاغاثة الانسانية وكل ما ورد في قراري مجلس الامن 2139 و2165 اللذين صدرا في العام الجاري وما جاء في اعلان رئاسة مجلس الامن الصادر في الثاني من تشرين الاول عام 2013». وختم البيان «جدد اعضاء مجلس الامن التأكيد على ان الحل الدائم الوحيد للازمة السورية يكون من خلال عملية سياسية شاملة بقيادة سورية بهدف التطبيق الكامل لبيان جنيف الصادر في 30 حزيران عام 2012.

يشار الى ان استراليا تسلمت يوم امس (السبت) الموافق مطلع تشرين الثاني رئاسة مجلس الامن من الارجنتين التي تولت رئاسته خلال شهر تشرين الاول الفائت. ويضم مجلس الامن حاليا بالاضافة الى كل من الارجنتين واستراليا والدول الخمس الدائمة العضوية (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا) 8 دول اخرى هي تشيلي وتشاد والاردن وليتوانيا واللوكسمبورغ ونيجيريا وكوريا الجنوبية ورواندا.
 
خط ساخن بين عين العرب وأربيل و«جبهة النصرة» تكتسح معقلاً للمعتدلين
لندن، واشنطن، سوروتش (تركيـا) - «الحيـاة»، أ ف ب -
انتشرت قوات «البيشمركة» الكردية في مدينة عين العرب (كوباني) شمال سورية وشكلت غرفة عمليات مرتبطة بخط ساخن مع اربيل شمال العراق، تمهيداً لـ «تمشيط» المدينة وإخراج تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). في الوقت ذاته، اكتسحت «جبهة النصرة» المنافسة لـ «داعش» معقلاً لمقاتلي المعارضة المعتدلين في ريف ادلب، شمال غربي سورية، قبل أن تعلن استعداداً لوقف النار (راجع ص 3).
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية إن مقاتلات وقاذفات أميركية شنت خمس هجمات على «داعش» قرب عين العرب منذ أول من أمس، لافتة إلى أن الغارات دمرت تسعة مواقع قتالية للتنظيم ومبنى. ورحب الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية شورش حسن بـ «وصول قوات البيشمركة مع عتادها الثقيل إلى عين العرب»، لافتاً إلى أن «قوات البيشمركة ووحدات حماية الشعب شكلت غرفة عمليات مشتركة وستكون على صلة مع غرفة عمليات في أربيل للتنسيق مع التحالف الدولي- العربي بقيادة الولايات المتحدة».
وكانت 20 آلية تقل حوالى 150 من «البيشمركة» عبرت الحدود التركية من جهة تل الشعير شمال غربي عين العرب للمشاركة في القتال ضد «داعش». وأفاد ناشطون بأن «البيشمركة تموضعت داخل المدينة وستنفذ مهمات إسناد وحدات حماية الشعب التي ستتولى تمشيط المدينة والمواجهة المباشرة مع داعش». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن المقاتلين الأكراد «صدوا (أمس) هجوماً جديداً للتنظيم شمال عين العرب» وأن حوالى مئة من عناصره قتلوا في «اشتباكات عنيفة».
وتظاهر آلاف من الأكراد في أنحاء تركيا تعبيراً عن تضامنهم مع المقاتلين الأكراد الذين يدافعون عن مدينة عين العرب، وذلك بدعوة من «حزب الشعب الديموقراطي» أكبر الأحزاب المؤيدة للأكراد في تركيا.
إلى ذلك، سيطرت «جبهة النصرة» أمس على بلدة دير سنبل معقل «جبهة ثوار سورية» برئاسة جمال معروف، إحدى أكبر القوى المقاتلة في المعارضة السورية بعد نحو أسبوع على اندلاع معارك بين الطرفين.
واتهمت «جبهة النصرة» قيادة «جبهة ثوار سورية» بـ «الاعتداء على المسلمين وبعض الفصائل المجاهدة»، مشيرة إلى أنها قبِلت وساطة لوقف النار بدءاً من أمس، تضمّنت «تشكيل محكمة شرعية للفصل بين الطرفين ومثول معروف أمامها وتبادل إطلاق الأسرى من الجانبين».
وقال معروف في شريط فيديو: «جبل الزاوية (في ريف ادلب شمال غربي سورية) حرَّر كل القرى من عصابات بشار الأسد وعصابات (زعيم تنظيم داعش أبو بكر) البغدادي، وإن شاء الله سنحرره من عصابات جبهة الكسرة، جبهة النكسة»، متهماً الجبهة بمساندة نظام الأسد.
إلى ذلك، أشار «المرصد» إلى أن «تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على شركة حيان للغاز التابعة لحقل شاعر للغاز في ريف حمص الشرقي» وسط البلاد. وتعتبر الشركة مصدراً مهماً للغاز الذي يوزّع على مناطق عدة، بينها دمشق. وكان التنظيم استعاد السيطرة على حقل غاز شاعر في حمص.
وقتل ستة آلاف شخص في سورية خلال تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بينهم ألف مدني و250 طفلاً و112 امرأة، وفق إحصاءات «المرصد».
 
اشتباكات عنيفة في عين العرب بعد وصول «البيشمركة»
لندن، واشنطن، سوروتش (تركيا) - «الحياة»، أ ف ب -
شهدت مدينة عين العرب (كوباني) الكردية في شمال سورية أمس اشتباكات عنيفة بين المقاتلين الأكراد وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، بالتزامن مع دخول قوات البيشمركة ثالث المدن الكردية في سوريا للدفاع عنها في وجه «داعش».
وقالت القيادة المركزية الأميركية، إن مقاتلات وقاذفات أميركية شنت خمس هجمات ضد «داعش» قرب عين العرب منذ أول من أمس، لافتة إلى أن الغارات دمرت تسعة مواقع قتالية لتنظيم «الدولة الإسلامية» ومبنى.
ورحب الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية شورش حسن بوصول قوات البيشمركة مع عتادهم الثقيل إلى عين العرب، واصفاً ذلك بـ «الخطوة المباركة والطريق إلى وحدة كردية شاملة في الجانبين السياسي والعسكري». وأشار إلى أن «قوات البيشمركة ووحدات حماية الشعب ستشكل غرفة عمليات مشتركة وستكون على صلة مع غرفة عمليات في أربيل للتنسيق مع التحالف الدولي- العربي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية».
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «تمكن المقاتلون الأكراد من صد هجوم جديد لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال عين العرب التي شهدت مواجهات عنيفة مساء (أول من) أمس (الجمعة) استمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم» (أمس).
وأضاف: «تسمع بين الحين والآخر أصوات تبادل لإطلاق النار في عين العرب»، مشيراً إلى أن مقاتلي البيشمركة الآتين من إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق، لم يشاركوا بعد في المعارك.
وبحسب «المرصد»، قتل 11 عنصرا من «داعش» في غارات التحالف الدولي- العربي، التي شملت أيضاً مناطق في محافظة الرقة في شمال شرقي البلاد، فيما قتل 15 من عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية في اشتباكات في كوباني ومحيطها.
والمعركة المستمرة منذ نحو شهر ونصف في كوباني، ثالث المدن الكردية السورية والواقعة في محافظة حلب شمالاً، أصبحت رمزاً للمعركة الأشمل ضد تنظيم «داعش» والمسلحين المتطرفين.
وقتل منذ بدء الهجوم على المدينة ومحيطها في 16 أيلول (سبتمبر) الماضي 958 شخصاً، هم 576 مقاتلاً من تنظيم «الدولة الإسلامية» و361 مقاتلاً من «وحدات حماية الشعب» وبينهم مسلحون آخرون موالون لها، و21 مدنياً.
وذكر «المرصد» أنه تمكن من توثيق مقتل أكثر من 100 عنصر من تنظيم «الدولة الإسلامية» في اشتباكات في مدينة عين العرب وفي محيطها خلال الأيام الثلاثة الماضية، بعضهم أتوا من مناطق أخرى في حلب (شمال) ومن الرقة.
وعبرت مساء الجمعة 20 آلية تقل نحو 150 من المقاتلين الأكراد العراقيين الذي كان يهتف كثيرون منهم «كوباني» ويلوحون للحشود التي اصطفت لاستقبالهم، الحدود التركية من جهة تل الشعير شمال غرب عين العرب للمشاركة في القتال ضد المسلحين الجهاديين.
وسمحت تركيا بمرور قوات البيشمركة العراقية وعناصر من «الجيش السوري الحر» أيضاً، عبر حدودها لمحاربة عناصر «داعش»، ما أثار تنديداً من النظام السوري الذي اعتبر هذه الخطوة «انتهاكاً سافراً» للسيادة السورية.
ومع دخول البيشمركة إلى عين العرب، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استراتيجية التحالف الدولي- العربي ضد «داعش». وتساءل في باريس حيث التقى نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند: «لماذا تقصف قوات التحالف مدينة كوباني باستمرار؟ لماذا لا تقصف مدناً أخرى، لماذا ليس لإدلب (شمال سوريا)؟»، مضيفاً: «لا نتحدث سوى عن كوباني الواقعة على الحدود التركية، وحيث لم يعد هناك أحد باستثناء ألفي مقاتل».
في إسطنبول، تظاهر آلاف الأكراد أمس في أنحاء تركيا تعبيراً عن تضامنهم مع المقاتلين الأكراد الذين يدافعون عن مدينة عين العرب. جرت التظاهرات التي دعا إليها «حزب الشعب الديموقراطي» أكبر الأحزاب المؤيدة للأكراد، في عدد من المدن التركية.
وأقيمت أكبر تظاهرة في ديار بكر، كبرى مدن المنطقة الكردية في تركيا (جنوب شرق)، حيث شارك 15 ألف شخص في مسيرة سلمية ثم تفرقوا بهدوء، كما ذكرت وكالة «دوغان» للأنباء.
وفي إسطنبول، تظاهر ألف متظاهر منهم سياسيون أكراد في وسط المدينة قرب ساحة تقسيم. وتقدم المتظاهرون، الذين كانوا يرفعون أعداداً كبيرة من صور الزعيم الكردي المتمرد في تركيا عبدالله أوجلان، ويرددون أناشيد تكرمه، في شارع الاستقلال للمشاة بمواكبة أمنية كبيرة.
وقال المتظاهر بلند (51 عاماً) إن «كوباني هي رمز المقاومة الكردية». وقد أشاد بالجهود الموحدة التي يبذلها الأكراد للدفاع عن هذه المدينة القريبة من الحدود التركية.
وأعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو السبت، أن السلطات «ستسمح بالتجمعات السلمية»، لكن إذا ما تحولت أعمال شغب «ستتخذ الإجراءات الضرورية»، ملمحاً بذلك إلى التدخل العنيف لقوات الأمن للحؤول دون حصول أعمال عنف.
وفي بداية تشرين الأول (أكتوبر) قتل 31 شخصاً، وفق الأرقام الرسمية، في أعمال شغب مؤيدة للأكراد الذين تحركوا في تركيا، فاضطرت الحكومة التركية الإسلامية المحافظة إلى تشديد التدابير القانونية لقمع أعمال العنف خلال التظاهرات. وأخذ المتظاهرون على تركيا أنها لم تقدم مساعدة عسكرية لعين العرب.
 
غاز دمشق في قبضة «داعش»
لندن - «الحياة»
سيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على شركة الغاز القريبة من حقل شاعر النفطي والغازي الذي كان استولى على أجزاء واسعة منه ما وضع المصدر الرئيس للغاز للعاصمة السورية في قبضة «داعش».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على شركة حيان للغاز التابعة لحقل شاعر للغاز في ريف حمص الشرقي».
وتعتبر الشركة مصدراً مهماً للغاز الذي يتم توزيعه على مناطق عدة، بينها دمشق.
وكان «داعش» سيطر الخميس على أجزاء واسعة من حقل شاعر عقب اشتباكات لأيام مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها وانسحاب هذه الأخيرة من هذه الأجزاء.
وفي تموز (يوليو) قتل نحو 350 من قوات النظام والمسلحين الموالين له وموظفي الحقل عندما شن التنظيم هجوماً على حقل شاعر، وقضى عدد كبير من هؤلاء ذبحاً. لكن قوات النظام استعادت الحقل بعد أسبوع.
وقال «المرصد» إن «داعش» تمكن أيضاً من قطع الطريق الواصل بين دمشق وتدمر وحمص تدمر (وسط) وصولاً إلى مفرق حماة – الرقة، عقب اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
وكان «داعش» فجر عربة مفخخة على مدخل مطار التيفور في وسط البلاد، علماً أن هذا المطار يعتبر من أهم المطارات العسكرية السورية.
 
«جبهة النصرة» تتقدم في ريف إدلب ... و «ثوار سورية» يتهمونها بـ «خدمة» النظام
لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب -
سيطرت «جبهة النصرة» أمس على معقل «جبهة ثوار سورية»، إحدى أكبر القوى المقاتلة في المعارضة السورية، في منطقة جبل الزاوية في شمال غربي البلاد، بعد نحو أسبوع من اندلاع معارك بين الطرفين في هذه المنطقة، في وقت اتهم زعيم ًثوار سورية جمال معروف «النصرة» بخدمة نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «سيطرت جبهة النصرة صباح اليوم (امس) على بلدة دير سنبل المعقل الرئيسي لجبهة ثوار سورية، لتصبح بذلك غالبية قرى وبلدات جبل الزاوية تحت سيطرة جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم «القاعدة».
وأضاف أن «العشرات من عناصر جبهة ثوار سورية انشقوا عنها وانضموا إلى جبهة النصرة (...)، كما أن عدداً من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وصلوا في شكل فردي (...) لمؤازرة جبهة النصرة».
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»، إن «الاشتباكات توقفت صباح اليوم (أمس) مع سيطرة جبهة النصرة على بلدة دير سنبل» في جبل الزاوية، مشيراً إلى أن جبهة النصرة «استولت على أسلحة جبهة ثوار سورية وعلى دبابات لها».
وتمكنت «جبهة النصرة» من طرد «جبهة ثوار سورية» من معقلها بعد نحو ستة أيام من المعارك الدامية بين الطرفين في المنطقة نجح خلالها التنظيم المتطرف بداية من انتزاع السيطرة على سبع قرى وبلدات في جبل الزاوية شرق إدلب.
ولم يعرف السبب الرئيسي لهذه المواجهات التي بدأت في 26 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي واستمرت يومين، قبل أن يتم التوصل ليل الخميس- الجمعة إلى اتفاق على نشر «قوة صلح» مؤلفة من 15 فصيلاً مقاتلاً بينها فصائل إسلامية في جبل الزاوية. إلا أن تجدد الاشتباكات سبق انتشار القوة.
ويعرف مقاتلو «جبهة ثوار سورية» بتأييدهم لسوريا علمانية وديموقراطية وانتقادهم للكتائب الإسلامية.
وكان ناشطون نشروا على موقع «يوتيوب» الجمعة شريط فيديو قالوا إنه لقائد «جبهة ثوار سورية» جمال معروف في جبل الزاوية، وهو يسير بين مقاتلين آخرين ويهاجم «جبهة النصرة». وأشار معروف إلى أن جبل الزاوية «تحرر» في 2011 حتى قبل نشأة «جبهة النصرة».
ومما قاله معروف أيضاً في الشريط: «جبل الزاوية حرر كل القرى من عصابات بشار الأسد ومن عصابات (زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر) البغدادي، وإن شاء الله سنحرره من عصابات جبهة الكسرة، جبهة النكسة»، متهماً الجبهة بمساندة نظام الرئيس بشار الأسد.
وكانت كل هذه الفصائل تقاتل جنباً إلى جنب في بداية النزاع العسكري ضد النظام. وكان ريف إدلب المنطقة الأولى التي تمكن مقاتلو المعارضة من إخراج قوات النظام منها في الأشهر الأولى للحرب. وحصلت جولة أولى من المعارك بين «جبهة النصرة» ومقاتلي عدد من الكتائب في تموز (يوليو) الماضي، لكنها ما لبثت أن هدأت.
من جهة أخرى، قال موقع «الدرر الشامية» المعارض إن «جبهة النصرة» تمكنت من السيطرة على آخر معاقل «جبهة ثوار سورية» في إدلب بعد انسحاب الأخيرة منها دون قتال، لافتاً إلى أن «النصرة» دخلت قريتي المغارة ودير سنبل مسقط معروف، من دون أي اشتباك.
وفي دمشق، استهدفت الكتائب الإسلامية بقذائف الهاون مراكز قوات النظام على أطراف حي جوبر شرق العاصمة «وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام» وفق «المرصد»، الذي أشار إلى «سقوط قذيفة هاون على منطقة في ضاحية الأسد ما أدى لأضرار مادية، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى في محيط قرية حوش الفارة بالغوطة الشرقية وفي أطراف مدينة زملكا من جهة المتحلق الجنوبي، ومحيط مبنى الاستخبارات الجوية على أطراف مدينة حرستا، ترافق مع سقوط عدة صواريخ يعتقد بأنها من نوع أرض- أرض على أطراف مدينة زملكا، وقصف بقذائف الهاون من قبل قوات النظام على المنطقة». وسقطت قذيفتا هاون على مناطق في حي الجناين في منطقة جرمانا جنوب شرقي العاصمة «ما أدى لإصابة 9 مواطنين على الأقل بجراح بينهم طفل، بينما فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على المنطقة الغربية من بلدة كناكر بريف دمشق الغربي».
في الوسط، تجددت الاشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من طرف آخر في ريف حمص الشرقي «ترافق مع قصف لقوات النظام على مناطق الاشتباكات وتنفيذ الطيران الحربي ثلاث غارات على المنطقة، في حين استشهد رجل من بلدة الزعفرانة جراء قصف قوات النظام مناطق في البلدة منذ نحو ثلاثة أيام». وتابع «المرصد» أن الطيران المروحي ألقى «عدداً من البراميل المتفجرة على بلدة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي، في حين استشهد رجل وطفله جراء قصف للطيران الحربي صباح اليوم (امس) على مناطق في قرية حمادة عمر في الريف الشرقي».
في شمال البلاد، دارت «اشتباكات بعد منتصف ليل الجمعة- السبت بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة أخرى، في منطقة معامل الشيخ نجار القديمة، ترافق مع قصف بعدة قذائف من قبل قوات النظام على المنطقة، في حين دارت اشتباكات متقطعة ليل أمس بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين التي تضم جيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وحركة شام الإسلام من طرف، وقوات النظام مدعمة بكتائب البعث ومقاتلي حزب الله اللبناني من طرف آخر قرب مبنى الاستخبارات الجوية بحي جمعية الزهراء غرب حلب، ترافق مع فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على المنطقة ومحيطها، بينما دمرت حركة إسلامية جرافة لقوات النظام بصاروخ في منطقة حندرات» في ريف حلب.
من جهة أخرى، قالت شبكة «سمارت» أمس، إن «عشرة عناصر لقوات النظام قتلوا بتفجير مبنى تابع لها في حي العامرية في حلب». وقال «أبو مالك» الإعلامي في «حركة نورالدين الزنكي»، إن مقاتلي المعارضة «فجروا مبنى تتحصن فيه قوات النظام في الحي، ما أسفر عن مقتل نحو عشرة من عناصرها، بينهم قائد العمليات في المنطقة».
 
«النصرة» تقصي المقاتلين المعتدلين من ريف إدلب.. ومخاوف من تقاسمها الشمال مع «داعش» وجمال معروف تعهد بمواصلة القتال وقال إن قواته انسحبت «حرصا على المدنيين»

بيروت: «الشرق الأوسط» ... أقصت «جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» أمس، معظم المقاتلين المعارضين المعتدلين من ريف إدلب، وذلك بسيطرتها على معقل تنظيم «جبهة ثوار سوريا» الذي يتزعمه جمال معروف في جبل الزاوية، حتى باتت تسيطر على مساحة كبيرة في غرب المحافظة وشمالها، كما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أعرب مديره رامي عبد الرحمن في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عن مخاوفه من أن تصبح مناطق شمال سوريا مقسمة بين التنظيمين المتشددين «داعش» و«النصرة».
وسيطرت «جبهة النصرة» أمس على بلدة دير سنبل المعقل الرئيسي لـ«جبهة ثوار سوريا» التي يتزعمها جمال معروف في ريف إدلب، بعد 5 أيام من الاشتباكات بين «جبهة النصرة» و«تنظيم جند الأقصى» من طرف، و«جبهة ثوار سوريا» من طرف آخر بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى أن هذا التقدم يعني «سيطرة التنظيم المتشدد على غالبية قرى وبلدات جبل الزاوية» في المنطقة. وأعرب مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن مخاوفه من تقدم «النصرة» أكثر للسيطرة على المنطقة الخاضعة لسيطرة المعتدلين في الجيش السوري الحر في المنطقة، قائلا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن هذا المؤشر «يثير المخاوف من أن يتقاسم المتشددون الشمال بين تنظيم (داعش) و(جبهة النصرة)».
وباتت النصرة تبسط سيطرة «شبه كاملة» على منطقة جبل الزاوية الواسعة التي كانت أولى المناطق التي طردت منها المعارضة القوات النظامية من ريف إدلب في شمال سوريا. كما تسيطر «النصرة» على مساحات واسعة في الريف الغربي للمحافظة منذ الصيف الماضي، حين شنت حربا طاحنة ضد مواقع الجيش السوري الحر، وأهم فصائله «جبهة ثوار سوريا»، إضافة إلى سيطرتها الاثنين الماضي على مدينة معرة النعمان، بحسب المرصد السوري.
وقال عبد الرحمن إن قوات جمال معروف «تسيطر الآن على عدد قليل من القرى المتفرقة في إدلب، بعد سيطرة النصرة على معقله في جبل الزاوية»، بينما تنتشر كتائب «حركة حزم» المعتدلة في مناطق قليلة من المحافظة، إضافة إلى وجودها في ريف حلب الغربي.
ويعرف مقاتلو «حركة حزم» و«جبهة ثوار سوريا» بتأييدهم لسوريا علمانية وديمقراطية وانتقادهم للكتائب الإسلامية. وقال عبد الرحمن: «لا تعترف (النصرة) أنها تقصي قوات معروف، إذ تخوض الحرب تحت ذريعة (محاربة الفاسدين) في المنطقة، وهي الذريعة نفسها التي دفعتها لشن حرب ضد قوات معروف في يوليو (تموز) الماضي في الريف الغربي لإدلب، وأحكمت حينها سيطرتها على مناطق نفوذه»، مشيرا إلى أن هذه الذريعة نفسها «استخدمها تنظيم (داعش) في السابق للسيطرة على مناطق نفوذ المعارضة في شرق سوريا وفي ريف حلب الشرقي في شمال البلاد». وقال: «تبين أن هذه الذريعة ليست إلا مبررا لزيادة نفوذها في المنطقة، ما يثير المخاوف من اقتسام شمال سوريا بين المتشددين (داعش) و(النصرة) إلى جانب كتائب إسلامية حليفة لها». وبدأت الجولة الجديدة من المعارك الدامية بين الطرفين في المنطقة ذاتها الاثنين الماضي، تمكنت خلالها «جبهة النصرة» من انتزاع السيطرة على سبع قرى وبلدات في جبل الزاوية (شرق إدلب) من مقاتلي «جبهة ثوار سوريا». وتجددت الاشتباكات مساء الخميس في المنطقة، في محيط بلدة دير سنبل، معقل معروف، غداة التوصل ليلة الخميس الجمعة إلى اتفاق على نشر «قوة صلح» مؤلفة من 15 فصيلا مقاتلا بينها فصائل إسلامية بينهما في جبل الزاوية، إلا أن الاشتباكات سبقت انتشار القوة.
وأفاد المرصد السوري بأن عشرات العناصر من جبهة ثوار سوريا انشقوا عنها، وانضموا إلى جبهة النصرة وجند الأقصى، وأن عددا من مقاتلي تنظيم «داعش» وصلوا بشكل فردي إلى قرية البارة وبلدة كنصفرة والريف الشرقي لمعرة النعمان، لمؤازرة النصرة في الاشتباكات ضد جبهة ثوار سوريا. لكنّ مصدرا في تنظيم معروف نفى انشقاق مقاتلين وانضمامهم إلى جبهة النصرة، بحسب ما أفادت به وكالة «رويترز».
وتعرف جبهة ثوار سوريا بأنها جزء من الجيش السوري الحر الذي يضم عشرات الجماعات الساعية للإطاحة بالأسد. ولا تحظى هذه الجماعات بالكثير من التنسيق المركزي، وكثيرا ما تتنافس فيما بينها.
وبعد ساعات من انسحابه أصدر معروف بيانا مصورا تعهد فيه بمواصلة قتال النصرة، وقال إن جماعته ستعود إلى جبل الزاوية. وأضاف أن جبهة النصرة «فرضت الحصار لمدة أسبوع على قرى جبل الزاوية كما لو كانت نظام الأسد»، مشيرا إلى أن «قواته انسحبت من قرى جبل الزاوية حرصا على دماء المدنيين لأن جبهة النصرة لا تتردد في قتلهم».
وجبهة ثوار سوريا إحدى كبرى جماعات المعارضة السورية المدعومة من الغرب، وتعتزم الولايات المتحدة توسيع الدعم العسكري لجماعات المعارضة المعتدلة في إطار استراتيجيتها لهزيمة المتشدد.
 
ستة آلاف قتيل في شهر بينهم ألف مدني و250 طفلاً
لندن - «الحياة»
أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن ستة آلاف شخص قتلوا الشهر الماضي، بينهم ألف مدني و250 طفلاً و 112 امرأة.
وقال «المرصد» في بيان أمس، إنه «وثَّق استشهاد ومقتل ومصرع 5772 شخصاً، خلال شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي» كان بينهم من المدنيين «1064، من ضمنهم 251 طفلاً دون الثامنة عشرة و112 أنثى فوق الثامنة عشرة».
وتابع أن «1552 قتلوا من الفصائل الإسلامية والفصائل المقاتلة والوحدات الكردية من الجنسية السورية»، إضافة إلى «1342 من الكتائب الإسلامية المقاتلة وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وجبهة النصرة وجيش المهاجرين والأنصار وجند الأقصى، من جنسيات غير سورية».
وكان بين القتلى في الشهر الماضي «876 من القوات النظامية والميلشيات بينهم 770 من عناصر اللجان الشعبية وقوات الدفاع الوطني والمخبرين الموالين للنظام»، إضافة إلى «28 من عناصر حزب الله» اللبناني و «128 من الميلشيات الشيعية من غير السوريين».
وقال «المرصد» إن «العدد الحقيقي للذين استشهدوا ولقوا مصرعهم وقتلوا من الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وتنظيم «الدولة الإسلامية» وجبهة النصرة وجند الأقصى وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية خلال الشهر الفائت، هو أكثر بنحو 1500 من الأعداد التي تمكن المرصد من توثيقها، ذلك نتيجة تكتم تنظيم «الدولة الإسلامية» عن خسائره البشرية، نتيجة القصف المكثف لطائرات النظام الحربية والقصف من قبل التحالف العربي- الدولي، على مقرات تنظيم «الدولة الإسلامية» ومناطق تواجده، وأيضاً تكتم بعض الكتائب الإسلامية عن خسائرها البشرية خلال القصف بكافة أنواع الأسلحة من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وتكتم وحدات حماية الشعب الكردي عن بعض الخسائر البشرية في صفوفها نتيجة الاشتباكات مع تنظيم «الدولة الإسلامية»، وصعوبة الوصول أيضاً إلى بعض المناطق النائية، التي تعرضت للقصف، أو التحقق من بعض الإعدامات داخل سجون النظام ومعتقلاته ومعتقلات تنظيم الدولة الإسلامية».
وكانت الأمم المتحدة تحدثت عن مقتل نحو 200 ألف سوري منذ بداية الاحتجاجات السلمية في بداية 2011.
والنظام يقتل ثمانية اطفال يومياً
الى ذلك، قالت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» انها «وثقت مقتل 1,231 مدنياً خلال تشرين اﻷول على يد قوات الأسد بينهم 216 طفلاً بمعدل 8 أطفال يومياً، كما أن من بين الضحايا ما لا يقل عن 121 امرأة، فيما بلغ مجموع الضحايا الذين استشهدوا تحت التعذيب ما لا يقل عن 118، بمعدل 4 أشخاص يموتون تحت التعذيب يومياً».
وقال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ان «هذه الأرقام تدل على تمادي الأسد في إجرامه ضد المدنيين ضارباً بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدولية، مستغلاً انشغال المنطقة في حربها ضد إرهاب تنظيم الدولة». وتابع: «إذ ندين تلك المجازر، فإننا نحذر التحالف الدولي - العربي من مغبة الاستمرار في التغاضي عنها، والتباطؤ في تسليح الجيش السوري الحر، وعدم تنفيذ القرارات الدولية التي تنص على ذلك، وننوه بأن ذلك لن يخدم النظام فقط، وإنما سيؤدي إلى فقدان ثقة السوريين بشكل كامل بنيات التحالف وسينصبّ بشكل أو بآخر لمصلحة تنظيم الدولة الإرهابي من حيث توسعه وزيادة أعداد المنضمين إليه».
 
الائتلاف يحذر من سيطرة «داعش» على «مقدرات الاقتصاد» والتنظيم يستحوذ على معظم حقول الغاز والنفط وسدود المياه ومحطات الكهرباء في الشمال والشرق

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا ... حذر الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، أمس، من سيطرة تنظيم داعش على مقدرات الثروة السورية التي تتمثل في النفط والغاز والمياه، معربا عن مخاوفه على «سوريا المستقبل» جراء امتلاك تلك الثروات، وانعكاسه على «زيادة الحضانة الشعبية للتنظيم»، كما أكد الأمين العام للائتلاف الدكتور نصر الحريري لـ«الشرق الأوسط». وطالب بـ«استراتيجية شاملة» تواكب العمل العسكري لتقويض نفوذ التنظيم في سوريا، «بهدف مقاومة المناخ الذي أدى إلى ظهور داعش».
وجاءت تصريحات الحريري بعد ساعات من إعلان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» سيطرة «داعش» على آبار الغاز في حقل «الشاعر» الواقع في صحراء تدمر، شرق مدينة حمص السورية، وشن هجمات على حقل غاز «الشحار» الواقع في المنطقة نفسها، وهي أهم حقول الغاز في سوريا، إلى جانب حقول أخرى يسيطر عليها المقاتلون الأكراد في الحسكة.
ويقول معارضون سوريون إن «داعش» بات يسيطر «على معظم مصادر الطاقة في سوريا، ويحكم سيطرته على غالبية منابع النفط والغاز والكهرباء والماء في شمال وشرق سوريا». وقال الحريري لـ«الشرق الأوسط» إن هاجس سيطرة «داعش» على مقدرات الدولة السورية الاقتصادية «بات كبيرا بالنسبة لنا، نظرا لانعكاسه على سوريا المستقبل التي نطمح إليها»، مشيرا إلى أن هذا الخطر «يتضاعف على ضوء انعكاسه على زيادة الحاضنة الشعبية للتنظيم، وقد حذرنا الأصدقاء والأشقاء من ذلك». وأوضح أن امتلاك تلك المقومات الاقتصادية الأساسية «يعطي التنظيم حافزا لكسب تأييد البسطاء من الشعب وزيادة حاضنته الشعبية وقدرته العسكرية، لأن الفقراء والعمال والمواطنين العاديين يهمهم الحصول على الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والنفط وتوفير خدمات صحية وتعليمية لهم إضافة إلى الاستقرار، وهو ما توفره تلك المقدرات الاقتصادية».
وأضاف «لقد حذرنا أصدقاءنا من ذلك منذ البداية، ونجدد اليوم تنبيههم إلى أن محاصرة التنظيم تزداد صعوبة مع كل يوم نتأخر في اجتثاثه وتقويضه»، مشددا على «اننا نحتاج إلى استراتيجية شاملة، تواكب الأعمال العسكرية، بهدف مقاومة المناخ الذي أدى إلى ظهور (داعش) وامتداده»، في إشارة إلى وجود نظام الرئيس السوري بشار الأسد على سدة الحكم.
وتقول المعارضة السورية إن بقاء نظام الأسد في الحكم أدى إلى تنامي المنظمات المتطرفة في سوريا، وإنه يستفيد من ضربات التحالف العربي والدولي لمحاربة الإرهاب، لارتكاب مجازر وضرب المعتدلين والجيش السوري الحر الذي حقق إنجازات على مساحة سوريا ضد النظام.
وقال الحريري إن الجيش السوري الحر «بدأ منذ سبتمبر (أيلول) 2013 قتال تنظيم داعش إلى جانب قتاله في جبهات مفتوحة ضد النظام، وأعوانه من مقاتلي _حزب الله( اللبناني والميليشيات الشيعية العراقية والمرتزقة الذين استحضرهم للقتال إلى جانبه، وفرض واقعا عمليا في بداية عام 2014 تمثل في التقدم الكبير في ريفي حلب وإدلب ضد النظام، وحصر نفوذ «داعش» في الشرق». وأضاف «عندها، كنا نتوقع أن يزداد الدعم لحسم وتحقيق إنجازات أكبر على جبهة الإرهاب لأن الخطر لم يعد مصلحة سورية بحتة، بل لمصلحة المنطقة والعالم، لكن ذلك لم يتحقق، علما بأننا نخوض حربا شرسة نيابة عن كل العالم». وأشار إلى أن «هذه المعركة تم فيها خفض الدعم إلى أدنى مستوياته حتى رأينا التنظيم الإرهابي يحقق تغييرا استراتيجيا بانتقاله من تكتيك القضم البطيء إلى التقدم السريع». وحذر من أن «تلكؤ المجتمع الدولي في توفير الدعم للجيش السوري الحر سيزيد الأمور تعقيدا»، مطالبا باستراتيجية واسعة «تبدأ من مساعدتنا في بناء مؤسسة عسكرية منضبطة وتحضيرها وتجهيزها، تساعد في التخلص من نظام الأسد الذي سنعكس بقاءه، تمددا للإرهاب، كونه السبب الرئيس لظهور البقاء واتساع نفوذه».
ويسيطر تنظيم داعش اليوم على مساحة تناهز الـ40 في المائة من الجغرافيا السورية، تبدأ من شرق البلاد في معبر البوكمال الحدودي مع العراق، باتجاه أرياف الحسكة الجنوبية والغربية، مرورا بالرقة وريف حلب الشرقي، وصولا إلى مناطق شمال حلب الحدودية مع تركيا في أعزاز ومارع. وتتضمن تلك المناطق، خصوصا في دير الزور، أهم مصادر الطاقة السورية من حقول نفط وغاز، كذلك مصادر المياه الرئيسة في سوريا وأهمها السدود الواقعة على نهر الفرات، والمحطات الكهرومائية الواقعة عليها، ومحطات توليد كهرباء أخرى في ريف حلب. وفي المقابل، يسيطر المقاتلون الأكراد في الحسكة على ما تبقى من مصادر الطاقة النفطية وحقول الغاز، بينها حقل رميلان، أكبر حقول النفط في سوريا. وازداد إحكام «داعش» السيطرة على تلك المصادر، أول من أمس، حين سيطر على شركة للغاز في ريف حمص قريبة من حقل الشاعر النفطي والغازي الذي كان استولى على أجزاء واسعة منه قبل ساعات. وتعتبر الشركة المعروفة باسم شركة «حيان» مصدرا مهما للغاز الذي يوزع على مناطق عدة، بينها دمشق، وتتبع حقل «شاعر» للغاز في ريف حمص الشرقي.
وبدأت محاولات التنظيم للسيطرة على الحقل الاستراتيجي الواقع في صحراء تدمر في يوليو (تموز) الفائت، حيث استعاد النظام السيطرة عليه بعدما قتل نحو 350 من قواته والمسلحين الموالين له وموظفي الحقل عندما شن التنظيم المتطرف هجوما على الحقل، وقضى عدد كبير من هؤلاء ذبحا. لكن قوات النظام استعادت الحقل بعد أسبوع.
 
قوات البيشمركة تتخذ مواقعها العسكرية داخل كوباني للمشاركة في المعارك ومظاهرات في أوروبا وتركيا دعما للمقاتلين الأكراد

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: بولا أسطيح .... اتخذت القوات الكردية العراقية «البيشمركة» مواقعها العسكرية داخل مدينة عين العرب (كوباني) التي دخلتها مساء يوم الجمعة بالتزامن مع احتدام الاشتباكات بين قوات حماية الشعب الكردي ومقاتلي «داعش» بعد محاولتهم التقدم شمال غربي المربع الحكومي الأمني.
وقالت القيادة المركزية الأميركية إن مقاتلات وقاذفات أميركية شنت خمس هجمات ضد «متشددي داعش» قرب مدينة كوباني، مما أدّى إلى تدمير تسعة مواقع قتالية للتنظيم ومبنى. وأكد الناطق باسم حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» (بي واي دي) نواف خليل دخول المجموعة الأولى من مقاتلي البيشمركة ليل الجمعة إلى كوباني لمساندة القوات الكردية في رد هجوم «داعش» على المدينة المستمر منذ 16 سبتمبر (أيلول) الماضي.
وأوضح خليل، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن القوات الكردية العراقية دخلت وبحوزتها أسلحة متوسطة وخفيفة، نافيا علمه باستعداد مجموعات جديدة للدخول، ومذكرا بأن رئيس إقليم كردستان كان قد أعلن استعداده لإرسال المزيد من المقاتلين إذا دعت الحاجة. وشدّد خليل على الأهمية «المعنوية لدخول قوات البيشمركة ورمزيتها على صعيد وحدة المصير الكردي، بعدما بيّن دخول عناصر الجيش الحر أخيرا وحدة المصير السوري في مواجهة خطر (داعش)». واعتبر أن حسم المعركة على الرغم من دخول الجيش الحر والبيشمركة على الخط لن يكون سهلا لأن التنظيم يمتلك الكثير من القدرات.
وأكّدت مصادر عسكرية معارضة لـ«الشرق الأوسط» أن القوات الكردية العراقية لم تُدخل معها أي دبابات، لافتة إلى أن العربات المغطاة التي شوهدت متوجهة ليل الجمعة إلى داخل البلدة كان على متنها مدافع رشاشة متوسطة. وعبرت مساء الجمعة 20 آلية تقل نحو 150 من المقاتلين الأكراد العراقيين، الذي كان يهتف كثيرون منهم «كوباني» ويلوحون للحشود التي اصطفت لاستقبالهم، الحدود التركية من جهة تل الشعير شمال غربي كوباني. وقد سمحت تركيا بمرور قوات البيشمركة العراقية ونحو 200 عنصر من الجيش السوري الحر أيضا إلى داخل كوباني، منتصف الأسبوع الماضي للمشاركة في مواجهة «داعش».
وقال نائب مسؤول العلاقات الخارجية في كوباني إدريس نعسان، لوكالة «رويترز»: «لقد صمد المقاتلون، ما كان ينقص هو العتاد والذخائر.. ووصول المزيد الآن سيسهم في قلب الموازين. المزيد من المشاركين سيساعد». وأكد مسؤولون أكراد في كوباني أن البيشمركة لم يشاركوا في المعارك التي اندلعت مساء الجمعة. وأشار أنور مسلم، أكبر مسؤول إداري كردي في كوباني، في تصريح لـ«رويترز»، إلى أن «البيشمركة يعدون العدة، يتخذون مواقعهم ويعدون أسلحتهم، وهم على أهبة الاستعداد للقتال، وسيقاتلون في الصفوف الأولى». وتابع بقوله «الكل هنا، المدنيون ووحدات حماية الشعب، أرواحنا المعنوية مرتفعة بعد وصولهم».
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن قوات البيشمركة الكردية دخلت إلى منطقة تل شعير بالريف الغربي لمدينة كوباني مساء الجمعة على متن أكثر من 20 عربة تمركزت في جبهات المدينة، لافتا إلى استمرار الاشتباكات العنيفة منذ ليل أمس وحتى صباح اليوم، بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلي «داعش» في محاور مسجد الحاج رشاد والمربع الحكومي الأمني والبلدية، وصولا إلى محور طريق حلب في جنوب غربي كوباني «حيث كانت أعنف الاشتباكات عند مسجد الحج رشاد في شمال غربي المربع الحكومي الأمني، في محاولة من تنظيم داعش للتقدم في المنطقة، إلا أن الهجوم باء بالفشل».
وقتل بحسب المرصد، خلال مساء أول من أمس الجمعة، 11 عنصرا من «داعش» في غارات التحالف الدولي التي شملت أيضا مناطق في محافظة الرقة، فيما قتل 15 من عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية في اشتباكات في كوباني ومحيطها. ووثّق المرصد خلال الأيام الثلاثة الماضية مقتل ما لا يقل عن 100 من عناصر «داعش» وعناصر الحسبة (الشرطة الدينية) والذين جيء بهم من محافظتي حلب والرقة، للمشاركة في القتال ضد وحدات حماية الشعب الكردي، في كوباني.
وتظاهر آلاف الأكراد يوم أمس السبت في أنحاء تركيا وفي عدد من العواصم والمدن الأوروبية، تعبيرا عن تضامنهم مع المقاتلين الأكراد، بدعوة من حزب الشعب الديمقراطي، أكبر الأحزاب المؤيدة للأكراد. وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى مظاهرة كبيرة تمت في ديار بكر، كبرى مدن المنطقة الكردية في تركيا، شارك فيها 15 ألف شخص. وفي إسطنبول، تظاهر ألف متظاهر منهم سياسيون أكراد في وسط المدينة قرب ساحة تقسيم.
وأعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، السبت، أن السلطات «ستسمح بالتجمعات السلمية»، لكن إذا ما تحولت لأعمال شغب «فستتخذ الإجراءات الضرورية»، بعدما كان قد قتل مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي 31 شخصا، في أعمال شغب مؤيدة للأكراد داخل تركيا.
وفي أوروبا، تظاهر نحو 800 شخص في بروكسل، و500 في لندن نشروا في ساحة ترافلغار لافتات كتب عليها «تضامنا مع كوباني» أو «ادعموا كوباني.. ادعموا الديمقراطية». كما نظمت مظاهرات في ميونيخ وهامبورغ وباريس وليون، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وفي ليون حمل نحو 300 متظاهر علم أكراد سوريا في حين رفع آخرون لافتات كتب عليها «هل تعرفون أن مجزرة تجري الآن في كوباني؟».
وشهدت مدينة أربيل أمس تظاهرة سلمية لتأييد مدينة كوباني الكردية في سوريا، ونظمت المظاهرة من قبل 43 حزبا كرديا في إقليم كردستان العراق وسوريا وتركيا وإيران ضمن سلسلة التظاهرات التي شهدتها عدة مدن عالمية بمناسبة 1 نوفمبر (تشرين الثاني) الذي حدد كيوم التأييد لكوباني، وعبر المتظاهرون عن تأييدهم لهذه المدينة التي يحاصرها تنظيم داعش من 3 جهات منذ أكثر من شهر. وقال غفور مخموري سكرتير حزب الاتحاد القومي الديمقراطي في إقليم كردستان، أحد الأحزاب المنظمة للمظاهرة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «نظمت هذه الوقفة اليوم (أمس) من قبل 43 حزبا كردستانيا من كل أجزاء كردستان، وبمشاركة عدد كبير من النشطاء والكتاب والصحافيين من أجل التضامن مع المسيرات والمظاهرات السلمية التي انطلقت في الكثير من بلدان العالم من أجل مدينة كوباني، وتأييد النضال في كوباني، والتنديد بتنظيم داعش، وتمت إدارة الوقفة من قبل لجنة مكونة من كل الأحزاب المشاركة فيه».
بدوره قال غريب حسو، ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا «ب.ي.د»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: إن «اليوم هو 1 نوفمبر، يوم وقفة عالمية تضامنية مع مقاومة وإرادة الشعب الكردي في كوباني، وأكراد سوريا بشكل عام، والشارع الكردي تضامن مع الشارع العالمي لتأييد كوباني، مقاومة وحدات حماية الشعب الكردي في كوباني ليست فقط دفاعا عن الأكراد بل تعد دفاعا عن الإنسانية»، مبينا أنه خلال الـ45 يوما من المقاومة في كوباني والدعم الذي تلقته من المجتمع الكردي والمجتمع الدولي دفعت بدول العالم على اختيار اليوم (أمس) كيوم تضامني مع كوباني.
وتابع حسو: «قوات حماية الشعب الكردي طالبت من إقليم كردستان والمجتمع الدولي بمساعدتهم عسكريا لإحراز المزيد من التقدم في المعركة ضد (داعش)، وفي مجال صد الهجمات الإرهابية، إضافة إلى أن ضربات التحالف الدولي كان لها تأثير جيدا لصالح وحدات حماية الشعب في كوباني، ونطالب المجتمع الدولي باستمرار وتكثيف الضربات الجوية على مواقع تنظيم داعش»، مؤكدا أن آلافا من المدنيين يقاتلون إلى جانب وحدات حماية الشعب في كوباني، وهؤلاء بحاجة إلى مساعدات إنسانية من قبل التحالف الدولي.
ووصف حسو إرسال إقليم كردستان لقوات البيشمركة إلى كوباني بالخطوة التاريخية باتجاه وحدة الصف الكردي، مؤكدا بالقول: إن «كسر إرادة (داعش) في كوباني سيؤدي إلى كسر إرادة التنظيم في العراق وسوريا والمنطقة لأن (داعش) جمع كل قواته في كوباني».
من جانبه قال الصحافي الكردي السوري هيبار عثمان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «في إطار اليوم العالمي لدعم مقاومة كوباني، ستشهد 92 دولة على مستوى العالم نشاطات في هذا اليوم، وذلك لدعم مقاومة كوباني ضد (داعش)، ودعم وحدات حماية الشعب وقوات البيشمركة، الأطراف المشاركة في الوقفة التضامنية في أربيل تطالب المجتمع الدولي بتسليح قوات وحدات حماية الشعب وقوات البيشمركة لمواجهة تنظيم داعش»، مشددا بالقول: «صمود وحدات حماية الشعب والمقاومة في كوباني هي السبب الرئيسي لدعم المجتمع الدولي للشعب الكردي».
وأضاف عثمان: أن «دخول قوات البيشمركة بحد ذاته إلى كوباني تعتبر جزءا من مجتمع كبير في الشرق الأوسط، يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى خلق مناطق آمنة، على عموم حدود كردستان سوريا بمسافة 20 كم، ويمكن أن تكون هذه المناطق الآمنة نقطة انطلاق لمحاربة تنظيم (داعش) الإرهابي الذي يرجح أن يكون النظام السوري بحد ذاته من يدعم هذا التنظيم».
 

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,966,532

عدد الزوار: 7,652,394

المتواجدون الآن: 0