مقتل 3 فلسطينيين من غزة كانوا يقاتلون إلى جانب «داعش» في دير الزور....بايدن يبحث في تركيا «المناطق العازلة» ... واتفاق على تدريب 2000 من «المعارضة المعتدلة»

"الجيش الحر" في جنوب دمشق ينهي ثلاث معارك خلال ست ساعات ويفتح طريق الامداد

تاريخ الإضافة الإثنين 17 تشرين الثاني 2014 - 6:25 ص    عدد الزيارات 2357    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

اتفاق أميركي - تركي على تدريب المعارضة «المعتدلة»
واشنطن - جويس كرم { لندن - «الحياة»
يتوقع أن يجري نائب الرئيس الأميركي جو بايدن محادثات في أنقرة الأسبوع المقبل يبحث خلالها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطة إقامة مناطق عازلة على الحدود التركية- السورية، وهو مطلب أنقرة منذ شهور لكن الرئيس باراك أوباما كان متردداً في الموافقة عليه. وعشية زيارة بايدن، أفادت معلومات في إسطنبول بأن العسكريين الأتراك والأميركيين يضعون اللمسات الأخيرة على اتفاق يقضي بتدريب ألفي مقاتل من المعارضة السورية «المعتدلة» في معسكر على الأراضي التركية، في إطار الاستراتيجية الأميركية لدعم المعارضين السوريين في المواجهة التي يخوضونها ضد تنظيم «داعش» وضد النظام السوري.
في هذا الوقت، تحوّل القتال بين تنظيم «الدولة الإسلامية» والمقاتلين الأكراد في عين العرب (كوباني) إلى «حرب استنزاف»، بينما يهدد تقدم «جبهة النصرة» في شمال غربي سورية بالقضاء كلياً على المعارضة «المعتدلة» التي يراهن عليها الغرب.
وتشير المعلومات الى أن تدريب المعارضين السوريين في تركيا سيبدأ الشهر المقبل، علماً بأن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) تشرف على معسكرات تدريب أخرى للمعارضين السوريين في دول عربية. وقالت مصادر أميركية لـ «الحياة» في واشنطن إن مجلس الأمن القومي الذي ترأسه سوزان رايس كثّف اجتماعاته وتواصله مع خبراء في الملف السوري، وانتهت الاجتماعات الى قناعة بأن «الاستراتيجية في سورية تفشل، ووضعها في إطار العراق أولاً لم يعد كافياً»، خصوصاً أنها قد ترتد سلباً حتى على الجبهة العراقية.
وتعزو المصادر هذا الموقف إلى الخسائر التي لحقت بالمعارضة المعتدلة و «الجيش الحر» في الشمال السوري أمام «جبهة النصرة» في إدلب وأمام «داعش» في ريف حلب، مشيرة إلى استيلاء «النصرة» على مقر قيادة جمال معروف (جبهة ثوار سورية) في جبل الزاوية بإدلب وتهديدها بالسيطرة على معبر باب الهوى على الحدود التركية- السورية.
ووفق المعلومات المتوافرة في واشنطن فإن الإدارة الأميركية بدأت تدرك اليوم وبسبب التحولات على الأرض، أن الضربات الجوية لن تكفي وحدها وأن قوة المعارضة المعتدلة التي سيجري تجهيزها ستحتاج إلى غطاء جوي لضمان نجاحها. وترافق ذلك مع نقل محطة «سي أن أن» معلومات عن درس واشنطن إقامة منطقة حظر جوي على الحدود مع تركيا.
وتقول مصادر موثوق فيها، إن الجانب الروسي قد يكون منفتحاً على فكرة المناطق العازلة شرط أن تكون لـ «أغراض إنسانية». ولا تعني هذه المناطق تحوّل واشنطن نحو ضرب الأسد، إلا أنها تطرح سيناريو حماية قوات المعارضة التي سيجري تدريبها في المرحلة المقبلة وضرب من يواجهها، سواء كان ذلك تنظيم «داعش» أو «جبهة النصرة» أو قوات الأسد.
في غضون ذلك (أ ف ب)، قال مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر، إن محللي الاستخبارات لم يجدوا أي دليل على أن تنظيمي «الدولة الإسلامية» و «القاعدة» تحالفا في سورية، بل هما تعاونا «في ظرف محدد» لأسباب تكتيكية.
ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن طائرات التحالف نفذت ضربة جديدة استهدفت موقعاً لتنظيم «الدولة الإسلامية» في منطقة البلدية في عين العرب (كوباني) بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «الدولة الإسلامية» في القسم الشرقي للمدينة. وتابع: «لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة منذ أكثر من 66 ساعة في الجبهة الجنوبية لعين العرب... وسط قصف من قوات البيشمركة الكردية ووحدات حماية الشعب الكردي على تمركزات للتنظيم في أطراف المدينة ومحيطها». وقال الخبير الفرنسي في الشؤون الإسلامية رومان كاييه لوكالة «فرانس برس»، إن «تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على أكثر من نصف المدينة لكنه لم يعد يحرز تقدماً. قبل أسابيع، كل شيء كان يؤشر الى سقوط وشيك لكوباني، ومن الواضح اليوم أنها لن تسقط». أما «المرصد السوري»، فقال إن «تنظيم الدولة الإسلامية لم يعد يحشد قوات بالكثافة نفسها (...) ولم يعد يركز على المدينة التي تحولت المعركة فيها بالنسبة إليه حربَ استنزاف».
وفي إطار منفصل، واصلت المعارضة السورية تحقيق تقدم على قوات النظام في ريف درعا بجنوب البلاد، في وقت اندلعت مواجهات بين أهالي منطقة دوما في الغوطة الشرقية وبين «جيش الإسلام» الذي يتخذ من هذه المدينة معقلاً أساسياً له، على خلفية هجوم على مستودعات لجمعية قريبة من «جيش الإسلام» في دوما.
 
واشنطن تعد لتوسيع دور «سي آي إيه» في تدريب المعارضة السورية المعتدلة وقلق من هزيمة الميليشيات المعتدلة أمام «النصرة» ذراع تنظيم القاعدة في شمال سوريا

 خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»..واشنطن: كريغ ميلر وكارين ديونغ* ....
تدرس إدارة الرئيس أوباما خططا لزيادة دور الاستخبارات المركزية الأميركية في تسليح وتدريب المقاتلين في سوريا، وهي خطوة من شأنها تسريع الدعم الأميركي السري المقدم إلى فصائل المعارضة المعتدلة، في حين تتجهز وزارة الدفاع الأميركية لإقامة قواعد التدريب الخاصة بها هناك، على حد وصف المسؤولين الأميركيين.
ومن شأن التصعيد الأميركي المقترح أن يؤدي إلى توسيع المهمة السرية التي شهدت نموا كبيرا خلال العام الماضي، كما قال مسؤولون أميركيون. وتدعم وكالة الاستخبارات حاليا وتعمل على تدريب نحو 400 مقاتل في كل شهر، وهو أكبر عدد يمكن تدريبه بواسطة وزارة الدفاع الأميركية حينما يصل برنامجها لأقصى درجات قوته، أواخر العام المقبل.
وكان مشروع توسيع برنامج وكالة الاستخبارات المركزية على جدول أعمال اجتماع كبار مسؤولي الأمن القومي في البيت الأبيض خلال الأسبوع الماضي. وأحجم المتحدث باسم البيت الأبيض عن التعليق على الاجتماع أو الحديث حول ما إذا كان المسؤولون قد توصلوا إلى قرار حيال الأمر.
وقال آخرون إن ذلك الاقتراح يعكس حالة من القلق حول وتيرة برنامج وزارة الدفاع في تعزيز الميليشيات المعتدلة، التي لم تثبت حتى الآن قدراتها بالمقارنة بأذرع تنظيم القاعدة، بما فيهم تنظيم داعش.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين الكبار، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، مشيرا إلى حساسية المناقشات حول سوريا: «إننا في حاجة إلى المزيد من التحرك في مساعدة المعتدلين في سوريا، وجاء دور وكالة الاستخبارات كأفضل السبل لتسريع تلك الوتيرة».
ومن شأن توسيع برنامج وكالة الاستخبارات المركزية تعميق التغلغل الأميركي في سوريا، التي شهدت مقتل أكثر من مائتي ألف شخص خلال أكثر من 3 سنوات على بدء الحرب الأهلية هناك. وتعد مهمة وكالة الاستخبارات من المهام المركزية ومن المكونات السرية كذلك في مجهود الولايات المتحدة، التي تتضمن أيضا شن الغارات الجوية وإرسال المستشارين العسكريين الأميركيين إلى الداخل العراقي.
تأتي مقدرة وكالة الاستخبارات على تصعيد عملياتها عبر العام الماضي إشارة على ثقة المسؤولين في قدرة الفرق العسكرية الأميركية على تجنيد وفرز أعداد كبيرة من المقاتلين، من دون الزيادة في تعريضهم للمخاطر الأمنية، التي تشمل الاختراق من قبل تنظيم القاعدة.
مع ذلك، فهناك إشارة ضئيلة إلى أن المتمردين المعتدلين المدربين والمسلحين أميركيا كان لهم أي أثر بارز على مسار الصراع في سوريا.
وجاءت آخر تلك الانتكاسات خلال هذا الشهر، حينما انهزمت الفصائل المدعومة من جانب وكالة الاستخبارات الأميركية على يد مقاتلي جبهة النصرة، الذراع الرئيسية لتنظيم القاعدة بسوريا. وأخلى المقاتلون مع الميليشيات المعتدلة ومن بينها حركة حزم (أكبر الميليشيات المستفيدة من السلاح الأميركي) مواقعهم في البلدات بالشمال السوري، تاركين وراءهم أسلحتهم التي استولى عليها مقاتلو جبهة النصرة.
وقال السيناتور آدم بي شيف (ديمقراطي من كاليفورنيا)، وهو عضو في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأميركي إن السهولة التي هُزمت بها تلك المجموعات تشير إلى المشاكل التي سوف تزداد صعوبة حلها من خلال التدريب عن بعد، حتى مع توسيع وتصعيد الجهود المذكورة.
وأضاف شيف: «مشاهدة قوات المعارضة المعتدلة وهي تتفرق أو تفر أو تلتحق بجماعة جبهة النصرة إشارة إلى مستوى الصعوبات التي نحن بصددها». ولم يناقش شيف البرامج السرية، ولكنه أعرب عن قلقه من التطورات الأخرى الأخيرة، التي تشمل السخط الذي عبرت عنه الفصائل المعتدلة إزاء الضربات الجوية الأميركية ضد مواقع جبهة النصرة، مشيرين إلى أن الميليشيات المدعومة من قبل الولايات المتحدة تنظر إلى ذراع تنظيم القاعدة بوصفها حليفا ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وليس خصما يستأهل القتال.
وقد أحجمت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية عن التعليق حول أي دور تقوم به في سوريا.
وبدأت جهود التدريب الخاصة بوكالة الاستخبارات الأميركية في أوائل العام الماضي عندما أصدر الرئيس أوباما إذنا لوكالة الاستخبارات المركزية بالبدء في تقديم السلاح والتدريبات إلى المعارضين المعتدلين المحاصرين الساعين إلى إسقاط نظام الرئيس الأسد.
في بداية الأمر، كان البرنامج يُدار من المعسكرات السرية على أراضي الأردن، ولكن على مدار العام، توسعت الجهود لتشمل موقعا واحدا على الأقل في قطر، وذلك وفقا للمسؤولين من الولايات المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط. ويجري تلقين غالبية التعليمات من جانب القوات الخاصة الأميركية العاملين هناك بالنيابة عن وزارة الدفاع الأميركية.
كان يتم تجنيد المقاتلين من بين الميليشيات في سوريا فضلا عن معسكرات اللاجئين. وشاركت أجهزة الاستخبارات الحليفة للولايات المتحدة بالمنطقة في جهود التدريب، فضلا عن المعاونة في تحريات الخلفية التاريخية للمتدربين للمساعدة في ضمان استبعاد المقاتلين الموالين لتنظيم القاعدة.
وجمعت وكالة الاستخبارات البيانات البيومترية الخاصة بالمقاتلين الذين يخضعون للبرنامج التدريبي، على حد وصف المسؤولين، ويعني ذلك عينات الحمض النووي، ومسح قزحية العين أو غير ذلك من علامات الهوية الأخرى. وكانت غالبية الأسلحة المقدمة من فئة الأسلحة الخفيفة، رغم أن حركة «حزم» تعد من بين الفصائل التي اختيرت لتلقي صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للدبابات.
وبوجه عام، تعمل وكالة الاستخبارات الأميركية بوتيرة جيدة لتدريب نحو 5000 مقاتل في العام، وهو تقريبا العدد الذي صرح مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية بأنه هدفهم من وراء ذلك البرنامج.
وقال تشاك هيغل وزير الدفاع الأميركي، هذا الأسبوع، في الـ«كابيتول هيل» إن التحضيرات لتنفيذ برنامج وزارة الدفاع الأميركية قد استكملت، وإن دولا مثل المملكة العربية السعودية وتركيا وغيرها من الدول الأخرى الشريكة قد وافقت على استضافة مواقع التدريب.
ويرى هيغل أن التجنيد وعمليات التدقيق لن تبدأ قبل الحصول على تفويض الكونغرس بالتمويل، مضيفا أن الأمر قد يستغرق من 8 إلى 12 شهرا «لتحقيق فارق ملموس على الأرض».
ومن شأن تسريع برنامج وكالة الاستخبارات الأميركية أن يساعد في تعويض التأخير الذي وقع. كما يمكن أن يتعامل مع موطن الخلل الذي تعاني منه استراتيجية الرئيس أوباما، التي تتضمن آلافا من العسكريين الأميركيين في العراق الذين يساعدون البلاد على إعادة تنظيم قواتها العسكرية، ولكن لا توجد قوة أرضية مماثلة تعمل في سوريا.
بدأت الغارات الجوية الأميركية خلال الصيف الماضي عقب اجتياح المدن العراقية مثل الموصل من جانب تنظيم داعش، وهي الجماعة الإرهابية التي قطعت صلاتها مع تنظيم القاعدة خلال العام الماضي، وأعلنت الخلافة العابرة للحدود العراقية السورية وبدأت في حملة دعائية من مقاطع الفيديو لعمليات الإعدام للمواطنين الأميركيين والبريطانيين.
ويرى مسؤولو الاستخبارات والمخططون العسكريون الأميركيون أن ملاذ الجماعة المتطرفة الآمن في سوريا، باعتبارها إحدى العقبات الرئيسية في مواجهة هدف الرئيس الأميركي المعلن من «تقويض والتدمير النهائي» لتنظيم داعش.
وحرمت شهور من الغارات الجوية تنظيم داعش من الزخم الذي حققه، غير أنها لم تقصِه عن معاقله التي احتلها في مدينة الرقة السورية وغيرها من المواقع. وقد أعلن مسؤولو المؤسسة الدفاعية الأميركية عن هدف تجميع قوة عسكرية يصل قوامها إلى 15 ألف جندي لن يكون هدفها الرئيسي مقاتلة بشار الأسد، ولكن الاحتلال التدريجي المتأني للأراضي التي سيطر عليها تنظيم داعش.
وقال المسؤولون الأميركيون أيضا إن جهود التدقيق لديهم سوف تركز على تحديد هوية المقاتلين المستعدين والمتحفزين لمحاربة تنظيم داعش، ولكنهم أقروا بأن تنفيذ تلك الأجندة سوف يُواجَه بصعوبات على الأرض، بمجرد مغادرة المقاتلين لمعسكرات التدريب التابعة للاستخبارات والمؤسسة العسكرية الأميركية.
 
قيادي معارض: تركيا ستدرب 2000 مقاتل من «الجيش الحر» وتوقعات ببدء البرامج أواخر ديسمبر

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: بولا أسطيح .... تبدأ تركيا رسميا، وللمرة الأولى، خلال شهر، بتدريب مقاتلين من الجيش السوري الحر بدعم وتمويل أميركي، كما أكد رامي الدالاتي عضو المجلس الأعلى للقيادة العسكرية بـ«الجيش الحر»، أن هذه التدريبات تتركز على مواجهة قوات النظام السوري في مدينة حلب.
وقال دالاتي لـ«الشرق الأوسط» إن اجتماعات أميركية - تركية عقدت لإقرار تفاصيل هذه التدريبات، التي ستشمل في مرحلتها الأولى 2000 مقاتل من الكتائب والفصائل التابعة للمجلس العسكري، على أن تتركز مهامها في مدينة حلب، فيتم بعدها توزيع أعداد أخرى من المقاتلين الذين خضعوا لتدريبات على مختلف المحافظات التي تشهد مواجهات مع قوات النظام، لافتا إلى أن «المجلس العسكري كان أبلغ المعنيين رفضه قتال (داعش) ووجوب تركيز جهوده العسكرية على إسقاط النظام أولا، باعتبار أن (داعش) سيتهاوى تلقائيا بعدها مع سقوط داعمه».
ويضم المجلس العسكري 30 فصيلا، ويقول إن عدد العناصر التي تعمل تحت لوائه نحو 70 ألفا، بينما يصل العدد الكلي إلى 120 ألفا، إذا أضيفت إليه مجموعات أخرى منفصلة عنه تعمل بالتنسيق معه عسكريا على الأرض، كما يؤكد قياديون فيه.
وستجري التدريبات المنتظرة في منطقة عسكرية داخل تركيا، نظرا إلى أن طبيعة الأراضي والمناخ التركي ومن ثم ظروف القتال شبيهة إلى حد بعيد بظروف القتال في سوريا. وأوضح دالاتي أن «الدور الأميركي سيكون التمويل والإشراف على التدريبات»، متحدثا عن رصد مبلغ «500 مليون دولار من قبل الولايات المتحدة الأميركية لهذا المشروع». وأضاف: «لقد اقترحنا أن يكون هناك ضباط سوريون من (الجيش الحر) إلى جانب الضباط الأتراك يشرفون على التدريبات مما يسهل التعاطي مع المقاتلين، خصوصا لجهة اللغة المستخدمة»، قائلا إن هناك إمكانية أن تحصل تدريبات مماثلة في وقت لاحق بالأردن. وتأتي هذه التطورات بعيد تحذير رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو من سقوط مدينة حلب وتداعيات ذلك على تفاقم أزمة اللاجئين في تركيا.
وأكد عضو الائتلاف والمجلس الوطني السوري أحمد رمضان، موضحا أن «المهمة الأولى للمقاتلين الذين سيتم تدريبهم ستكون مواجهة النظام والميليشيات الطائفية الموالية له في مدينة حلب».
وقال رمضان لـ«الشرق الأوسط»، إن الأميركيين سيسعون في وقت لاحق لتسليح القوات التي يتم تدريبها بأسلحة نوعية مضادة للدروع والطيران، مشيرا إلى أنه «سيتم التنسيق مع طيران التحالف الدولي كي لا تستهدف الغارات التي يشنها عناصر (الجيش الحر) الذين سيقاتلون في حلب، مع التشديد على وجوب إنشاء منطقة عمليات يمنع على النظام الاقتراب منها».
وتفضل الولايات المتحدة التنسيق مع فصائل محددة في «الجيش الحر»، تصنفها في إطار «المعارضة المعتدلة»، أبرزها «حركة حزم» و«جبهة ثوار سوريا» و«الفرقة 113» و«الفرقة 101». وكانت صحيفة «حرييت» التركية تحدثت عن اجتماعات عسكرية أميركية - تركية في أنقرة لاختتام مناقشات بشأن تسليح وتدريب مجموعات المعارضة المسلحة المعتدلة السورية. وقالت الصحيفة التركية، نقلا عن مصادر لم تحددها، إن تدريب قوات الجيش السوري الحر سيبدأ «في نهاية ديسمبر» بمركز تدريب الدرك في كيرشهر (وسط تركيا) الذي يبعد نحو 150 كلم جنوب شرق العاصمة أنقرة. وأضافت المصادر أن أنقرة وواشنطن لم تتفقا على تدريب مقاتلي حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري»، ولذا ستقوم الولايات المتحدة بتدريبهم في شمال العراق. وأبدت أنقرة فتورا إزاء فكرة تدريب مقاتلي «الاتحاد الديمقراطي» لأنها تعتبره تابعا لحزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه) المحظور نشاطه في تركيا.
ونفى نواف الخليل، المتحدث باسم «الاتحاد الديمقراطي الكردي»، أن يكون هناك أي طلب أميركي أو غيره لتدريب مقاتلين سوريين أكراد لمواجهة النظام السوري في مدينة حلب، مشددا على أن معركة الأكراد ووحدات حماية الشعب تتركز حاليا على تحرير كوباني وحماية القرى الكردية في سوريا وصد محاولة «داعش» التقدم باتجاهها.
وكانت أنقرة وضعت في وقت سابق 4 شروط للانضمام للتحالف الإقليمي - الدولي ضد الإرهاب، وهي إعلان منطقة حظر جوي، وإقامة منطقة آمنة، وتدريب المعارضين السوريين وتزويدهم بالسلاح، بالإضافة إلى شن عملية ضد قوات الأسد.
 
المعارضة تواصل تقدمها في درعا
لندن - «الحياة»
واصلت المعارضة السورية تحقيق تقدم على قوات النظام في ريف درعا بجنوب البلاد، في وقت اندلعت مواجهات بين أهالي منطقة دوما في الغوطة الشرقية وبين «جيش الإسلام» الذي يتخذ من هذه المدينة معقلاً أساسياً له، على خلفية هجوم على مستودعات لجميعة قريبة من «جيش الإسلام» في دوما.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير من درعا أنه «ارتفع إلى 9 عدد مقاتلي الكتائب الإسلامية الذين استشهدوا في اشتباكات مع قوات النظام في بلدة الشيخ مسكين وبالقرب منها وفي ريف درعا، بينما استشهد مقاتل آخر من الكتائب الإسلامية متأثراً بجروح أصيب بها في اشتباكات مع قوات النظام في بلدة الشيخ مسكين» التي حققت فصائل المعارضة في الأيام الماضية تقدماً في داخلها بعدما استولت على مدينة نوى القريبة. وأضاف «المرصد»: «تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من طرف آخر، في محيط تل عربد بالقرب من بلدة دير العدس وفي بلدة الشيخ مسكين ومحيطها ومنطقة الدالي، ومعلومات عن تقدم لمقاتلي الكتائب والنصرة في المنطقة، بينما سقطت قذيفة مدفعية أطلقتها قوات النظام على منطقة في بلدة الجيزة دون أنباء عن إصابات، كذلك تعرضت مناطق في بلدة الحراك لقصف قوات النظام».
وفي محافظة ريف دمشق، أشار «المرصد» إلى وقوع «اشتباكات بين أهالي مدينة دوما يساندهم بعض المقاتلين من طرف، وجيش الإسلام من طرف آخر». وأوضح «أن الاشتباكات اندلعت (أول من) أمس إثر هجوم نفذه مواطنون من أهالي مدينة دوما المحاصرة، على مستودعات لمؤسسة عدالة الخيرية، المقربة من جيش الإسلام، فبادر حراس المستودعات بإطلاق النار على المواطنين، ليرد عليهم بعض الأهالي بإطلاق النار من أسلحة فردية، وأسفر تبادل إطلاق النار إلى إصابة بعض الأهالي بجروح، وتجددت الاشتباكات اليوم (أمس) في شوارع المدينة بين عناصر من جيش الإسلام وبين الأهالي الذين هاجموا مستودعات مؤسسة عدالة (أول من) أمس مدعمين بمقاتلين من الكتائب المقاتلة». وأشار إلى «أن جيش الإسلام اعتقل قياديين اثنين من الكتائب المقاتلة» التي ساندت الأهالي المحتجين.
وعلى صعيد متصل، أشار «المرصد» إلى أن «القضاء الموحد بالغوطة الشرقية أعدم (أول من) أمس رجلاً في مدينة دوما بتهم «الكفر والتعامل مع النظام وتجارة المخدرات والزنا» وقام بفصل رأسه عن جسده».
وفي محافظة حماة (وسط)، نفذ الطيران الحربي خمس غارات على ناحية عقيربات بريف المحافظة الشرقي. أما في محافظة حلب (شمال) فقد ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على طريق الكاستيلو الواصل بين مدينة حلب وريفها، في حين قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة منطقة قبر الإنكليزي قرب قرية كفر حمرة بريف حلب الشمالي الغربي، بحسب ما ذكر «المرصد». وأضاف المصدر ذاته أن «اشتباكات اندلعت بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين التي تضم (جيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وحركة شام الإسلام) وجبهة النصرة من جهة وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات ايرانية وافغانية من جهة أخرى، في محيط قرية حندرات وبالقرب من كتيبة حندرات وفي محيط قرية سيفات بريف حلب الشمالي، ترافق مع قصف متبادل من الطرفين على مناطق الاشتباكات».
وفي محافظة حمص، أفيد أن قوات النظام أطلقت نيران رشاشاتها الثقيلة صباح أمس على مناطق في حي الوعر، ترافق مع قصف بقذائف الهاون على مناطق في الحي وهو الأخير الذي ما زال في أيدي المعارضة في مدينة حمص بعدما انسحب المعارضون من الأحياء القديمة في وقت سابق هذه السنة.
وفي ريف حمص، أشار «المرصد» إلى «استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف ومقاتلي تنظيم «الدولة الاسلامية» من طرف آخر، في محيط حقل شاعر ومنطقة جزل بريف حمص الشرقي، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام».
 
"الجيش الحر" في جنوب دمشق ينهي ثلاث معارك خلال ست ساعات ويفتح طريق الامداد!
 المصدر : خاص موقع 14 آذار
أكثر من 25 فصيلاً من الجبهة الجنوبية التابعة إلى المعارضة المسلحة المعتدلة التي تعتبر الأمل الأخير للمسؤولين الغربيين من دول أصدقاء سوريا، يشّنون هجمات جديدة و يطلقون أربعة معارك في ريف درعا تحت المسميات التالية: الأولى تحت مسمى "اذا جاء نصر الله والفتح " والثانية "اليوم الموعود " والثالثة "ضرب الرقاب" والرابعة "ادخلو عليهم الباب 2"، لتحرير كلاً من خربة عين العفى وتلة عريد وحاجز عين العفى واللواء 82 ومدينة الدلي .
خلال ست ساعات تمكن مقاتلوا الجبهة الجنوبية من إنهاء ثلاث معارك، مسيطرة على مواقع المعلن عنها، وبحسب مدير "سوريا برس" ماهر الحمدان فإن "الجبهات المعلن عنها شهدت اشتباكات عنيفة وقصف عنيف من الجيش الحر وقوات الأسد، استهدف من خلالها الجيش الحر مواقع عسكرية للنظام ودمروا وقتلوا العديد من قوات الأسد وسيطروا على معظم النقاط المذكورة".
وقال مصدر من جيش "الأبابيل"، أحد أبرز الفصائل المعتدلة والقوية في المنطقة الجنوبية من سوريا، لموقع "14 آذار" أن مقاتليه "سيطروا بالإشتراك مع فصائل الجبهة الجنوبية على خربة عين العفى وحاجز عين العفى قرب بلدة دير العدس ومدينة الدلي بعد أقل من ست ساعات من بدء المعركة"، وأشار الى "استراتيجة السيطرة على مواقع" مؤكداً "فتح الطريق من الاتجاه الجنوبي لدرعا في إتجاه ريف الغربي لدمشّق، فضلاً عن أهمية المواقع في قربها العسكري من ثكنة مدينة غباغب واوتستراد دمشّق – درعا"، وأكد "استمرار المعارك حتى فك الحصار عن جنوب دمشّق ضمن معايير عسكرية مهمة".
ولفت الى "الخطط العسكرية المهمة التي يتبعها مقاتلو جيش الابابيل، خصوصاً وفصائل الجبهة الجنوبية عموماً في المعارك الأخيرة اذ كان تحرير هذه المناطق شبه مستحيلا وحررت في وقت زمني قياسي".
وبحسب المسؤول الاعلامي لألوية سيف الشام، أحد أبرز الفصائل المشاركة في المعارك و التي تتبع الى الجبهة الجنوبية المعتدلة أبو غياث الشامي "تمكن مقاتلون من تدمير مدفع لقوات الأسد في حاجز عين العفى ومدينة الدلي بصواريخ ميتيس، ما أدى الى تدمير أبنية تتمركز فيها قوات الأسد"، مؤكداً "مصرع النقيب محسن الصارم في اللواء 82 في مدينة الشيخ مسكين برفقته العشرات من عناصره، اذ بدء إقتحام اللواء الذي سيطروا على اجزاء واسعة منه، فهو يعد من آخر معاقل جيش النظام في المدينة ".
من جهته، أكد جميل الجولاني المسؤول الإعلامي للواء العز التابع "لألوية سيف الشام" فتح طريق الأمداد الى غوطة دمشّق الغربية عقب تحرير حاجز عين العفا ويشير الى بدء حصار بلدة غباغب التي تتربع على اوتستراد "دمشّق - درعا " وتعتبر ثكنة عسكرية كبرى للنظام السوري، فضلا عن قيام مقاتلي المعارضة باستهداف نقاط لقوات الأسد في البلدة.
وأكد أن "الالوية تسعى الى السيطرة على البلدة لكسر أسوار قوات الأسد على الاوتستراد الدولي وفتح طرق الأمداد الى جنوب دمشّق المحاصرة"، مشيراً إلى "سيطرة مقاتلي اللواء العز و سيف الشام على تلة عريد التي لها مكانة استراتيجة قرب بلدة غباغب في الاوتستراد الدولي دمشق - درعا و تكشف البلدة ويشير الى تحرير ما يقارب الـ 74 % من محافظة درعا" .
 
بايدن يبحث في تركيا «المناطق العازلة» ... واتفاق على تدريب 2000 من «المعارضة المعتدلة»
واشنطن - جويس كرم { لندن - «الحياة»
ظهرت متغيّرات واضحة في الجدل الأميركي حول سورية في الأسبوعين الماضيين، إذ تحوّل من إلحاق الملف السوري بالاستراتيجية في العراق إلى دق ناقوس الخطر والإقرار في الدوائر الرسمية بأن الأوضاع في شمال سورية تحديداً تتجه نحو سيطرة المتطرفين وهزيمة «المعتدلين» وأن عدم القيام بتحرك سريع وجدي على الأرض سيضاعف التعقيدات في الأزمة السورية والحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على المدى الأبعد. ومن هنا عاد الحديث عن المناطق العازلة التي ستكون على الأرجح على طاولة المحادثات بين نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن والقيادة التركية الأسبوع المقبل.
وذكرت صحيفة «حرييت ديلي نيوز» التركية أمس السبت أن أنقرة وواشنطن وضعتا اللمسات الأخيرة على اتفاقهما في شأن تجهيز وتدريب حوالى ألفي مقاتل للمعارضة السورية المعتدلة. ونقلت «فرانس برس» عن الصحيفة التركية التي تصدر بالإنكليزية إن تدريب قوات «الجيش السوري الحر» سيبدأ «في نهاية كانون الأول (ديسمبر)» في مركز تدريب الدرك في كيرشهر (وسط) التي تبعد حوالى 150 كلم جنوب شرقي العاصمة أنقرة. وأضافت أن عسكريين أتراكاً وأميركيين سيقومون بتدريب هؤلاء المقاتلين لكن معداتهم ونفقات التدريب ستتم تغطيتها بالكامل من قبل الولايات المتحدة.
وأنهى القادة العسكريون للبلدين التفاصيل الأخيرة لهذه الخطة خلال لقاء عقد هذا الأسبوع في مقر قيادة القوات المسلحة التركية.
وتقول مصادر أميركية لـ «الحياة» إن مجلس الأمن القومي الأميركي الذي ترأسه سوزان رايس كثّف اجتماعاته وتواصله مع خبراء في الملف السوري في مراكز الأبحاث البارزة، وإن الخلاصة التي تم تكوينها تعتبر أن «الاستراتيجية في سورية تفشل ووضعها في إطار العراق أولاً لم يعد كافياً»، خصوصاً أنها قد ترتد سلباً حتى على الجبهة العراقية.
وتعزو المصادر هذا الموقف إلى الخسائر التي لحقت بالمعارضة المعتدلة و «الجيش الحر» في الشمال السوري أمام «جبهة النصرة» في إدلب وأمام «داعش» في ريف حلب، مشيرة إلى استيلاء «النصرة» على مقر قيادة جمال معروف (جبهة ثوار سورية) في جبل الزاوية بإدلب وتهديدها اليوم بالسيطرة على معبر باب الهوى على الحدود التركية - السورية.
وأجبر هذا الواقع الجديد الإدارة الأميركية على توسيع غاراتها في سورية وضرب «النصرة» منذ أسبوعين ومرة ثالثة أول من أمس. وكانت المرة الأولى التي ضربت فيها واشنطن تجمعاً لـ «النصرة» كان يُعتقد أن من يوجد فيه هم عناصر غير سورية من «مجموعة خراسان» في اليوم الأول لبدء الضربات الجوية في ٢٣ أيلول (سبتمبر) الفائت. وتريثت الإدارة أكثر من شهر بعد ذلك وركزت حملتها على وقف هجوم «داعش» على عين العرب (كوباني) وضرب مصافي النفط التي تديرها «الدولة الإسلامية» في دير الزور. ونقلت محطة «فوكس نيوز» عن مسؤولين أميركيين أن الضربة الثانية التي طاولت مواقع «النصرة» في سورية إنما استهدفت دافيد دورجون وهو صانع متفجرات فرنسي يعمل مع «مجموعة خراسان» المرتبطة بتنظيم «القاعدة». ولاقت هذه الضربة ترحيباً بين أوساط في المعارضة السياسية السورية على عكس الضربة الأولى. وما زالت الإدارة الأميركية تربط رسمياً غاراتها على مواقع «النصرة» بتبرير أن المستهدف فيها هم عناصر «مجموعة خراسان» على وجه التحديد.
غير أن الإدارة الأميركية بدأت تدرك اليوم وبسبب التحولات على الأرض أن الضربات الجوية لن تكفي وحدها وأن قوة المعارضة المعتدلة التي سيجري تجهيزها وتدريبها خلال فترة تتراوح بين ٨ و١٢ شهراً - كما قال وزير الدفاع تشاك هاغل - ستحتاج إلى غطاء جوي فاعل لضمان نجاحها. وترافق ذلك مع نقل محطة «سي أن أن» معلومات عن درس واشنطن إقامة منطقة حظر جوي على الحدود مع تركيا.
ويتوجه بايدن إلى أنقرة الأسبوع المقبل وسيلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي كان قد اقترح على واشنطن إقامة حظر جوي فوق الأراضي السورية في أيار (مايو) الفائت. غير أن تردد الرئيس باراك أوباما واحتفاظه بمسافة من الحرب السورية وفعله أقل ما يمكن في هذا الملف إضافة إلى خشيته من التداعيات على المفاوضات النووية الإيرانية، كلها أبطأت العجلة الأميركية.
وأجبر فشل استراتيجية «أقل ما يمكن» إلى مراجعة الإدارة لحساباتها وتفادي سيناريو سورية منقسمة بين المتطرفين ونظام الرئيس بشار الأسد. وتقول مصادر موثوقة إن الجانب الروسي قد يكون منفتحاً على فكرة المناطق العازلة شرط أن تكون لـ «أغراض إنسانية». ولا تعني هذه المناطق تحوّل واشنطن نحو ضرب الأسد الذي لا توليه الأهمية القصوى اليوم، إلا أنها تطرح سيناريو حماية قوات المعارضة التي سيجري تدريبها في المرحلة المقبلة وضرب من يواجهها سواء كان ذلك تنظيم «داعش» أو «جبهة النصرة» أو قوات الأسد.
ولا يُنتظر أن تحسم الإدارة قرارها سريعاً بسبب ارتباط الملف السوري بملفات إقليمية أخرى بينها المفاوضات مع إيران والتي ستنتهي هذه الجولة منها في ٢٤ تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري إما باتفاق (على رغم تراجع فرص ذلك) أو تمديد الاتفاق الموقت الحالي (وهو ما يبدو أكثر ترجيحاً).
في غضون ذلك (أ ف ب)، صرح مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر بأن المحللين لم يجدوا أي دليل على أن تنظيمي «الدولة الإسلامية» و «القاعدة» تحالفا في سورية بل هما تعاونا «في ظرف محدد» لأسباب تكتيكية.
وقال كلابر في مقتطفات من مقابلة مع شبكة «سي بي أس» الأميركية ستبث اليوم الأحد إن الخبراء لم يجدوا دليلاً على تحالف بين تنظيمي «الدولة الإسلامية» و «القاعدة» مما كان يمكن أن يعقّد الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة في سورية.
ورداً على سؤال عن معلومات مفادها أن التنظيمين المتطرفين شكّلا تحالفاً في سورية، قال كلابر: «لا نلاحظ ذلك».
وأضاف مدير الاستخبارات الوطنية أن «تنسيقاً تكتيكياً حصل في ساحة القتال في ظرف محدد حين وحّدت مجموعات محلية مصالحها من أجل هدف تكتيكي. لكن في شكل أوسع لا أرى أن هذين (التنظيمين) يتوحدان، على الأقل حتى الآن».
وكانت صحيفة «ديلي بيست» ذكرت مطلع الأسبوع الجاري أن عناصر من «مجموعة خراسان» المنبثقة من تنظيم «القاعدة» يحاولون إبرام اتفاق مع «الدولة الإسلامية» و «جبهة النصرة» فرع «القاعدة» في سورية. ونقلت الصحيفة عن مصدر من هذه التنظيمات قوله إن «جماعة خراسان تجد أن دورها الآن هو إنهاء النزاع بين الدولة الإسلامية والنصرة».
وشكك مسؤولون أميركيون بوجود تحالف من هذا النوع.
وقال مسؤول سابق في إدارة الرئيس باراك أوباما للصحيفة نفسها «من الصعب تصوّر أن النصرة والدولة الإسلامية يمكنهما تسوية الخلافات بينهما». وأضاف أن «الخلاف بينهما عميق جداً».
على صعيد آخر، طالب نائب رئيس «الائتلاف الوطني السوري» محمد قداح الإدارة الأميركية بمراجعة سياستها في سورية، وقال في تصريح وزعه «الائتلاف»: «كما كنا قد حددنا في بياناتنا المتتالية بأنه لا يمكن الانتصار على الإرهاب في سورية والمنطقة من دون القضاء على مسبباته الرئيسية أولاً، والمتمثلة بنظام الأسد، وإننا نطالب الإدارة الأميركية بالمضي قدماً بمراجعة واقعية ومنطقية لسياستها في سورية».
وأضاف نائب رئيس «الائتلاف»: «الحزم مطلوب في هذه المرحلة بالنسبة إلى محاربة الإرهاب، وذلك من خلال ضرب منبعه في المنطقة، وهو إجرام الأسد ومنع استمراره في السلطة». وأكد أنه «لا يمكن قصر الإرهاب الحاصل في سورية على تنظيم واحد، بل هو سلسلة متشابكة من التنظيمات والجماعات، تبدأ بنظام الأسد وتنتهي بداعش، مروراً بميليشيا حزب الله وأبو الفضل العباس وبقية الميليشيات الطائفية»، وقال: «إن التركيز على حلقة واحدة من هذه الشبكة الإرهابية فقط هو هدر للوقت وللموارد وإضاعة للهدف، لنكن واضحين من أراد إنهاء الإرهاب بالمنطقة فلينه سببه وهو نظام الأسد». وقال: «نحن لا نقلل أبداً من خطر داعش وإجرامه، ولكن لا بد من أن نذكر أن جرائم نظام الأسد تفوق جرائم داعش بعشرات الأضعاف من حيث عدد الضحايا». وختم: «لا يصح أن يربط مصير شعب يمارس عليه إرهاب داعش والنظام بمفاوضات حول مشاكل الغرب في الإقليم، وأن تكون دماء أطفالنا مجرد ورقة ضغط».
 
حرب استنزاف مكلفة في عين العرب
بيروت - أ ف ب
بعد شهرين على بدء هجومه على عين العرب السورية بات تنظيم «الدولة الاسلامية» يخوض حرب استنزاف مكلفة في المدينة التي كانت حتى قبل وقت قصير مهددة بالسقوط، في ظل مقاومة شرسة من المقاتلين الأكراد المدعومين بغارات الائتلاف الدولي وقوات مساندة فعالة.
ويقول الخبير الفرنسي في الشؤون الاسلامية رومان كاييه لوكالة «فرانس برس»: «تنظيم الدولة الاسلامية يسيطر على أكثر من نصف المدينة لكنه لم يعد يحرز تقدماً. قبل اسابيع، كل شيء كان يؤشر الى سقوط وشيك لكوباني (عين العرب)، ومن الواضح اليوم أنها لن تسقط».
في 29 تشرين الأول (أكتوبر)، عبر المنسق الأميركي لحملة الائتلاف العربي الدولي ضد التنظيمات الجهادية الجنرال المتقاعد جون آلن عن اقتناعه بأن «كوباني ليست على وشك السقوط في أيدي» تنظيم «الدولة الإسلامية»، وذلك بعد وصول قوات البيشمركة العراقية الى المدينة لدعم المقاتلين الأكراد.
وبدا منذ ذلك الوقت أن المعركة تشهد نقطة تحول، وذلك بعد أيام على تعبير مسؤولين أميركيين، وعلى رأسهم الرئيس باراك اوباما، عن «قلقهم الشديد» على عين العرب (كوباني) بينما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يؤكد أن «كوباني على وشك السقوط».
وبدأ الهجوم على عين العرب في 16 ايلول (سبتمبر) بعد سلسلة نجاحات للتنظيم المتطرف في مناطق مختلفة من سورية. وتمكن التنظيم من التقدم سريعاً نحو المدينة الحدودية مع تركيا، واستولى في طريقه على مساحة واسعة من القرى والبلدات، ما تسبب بنزوح عشرات آلاف الاشخاص.
في السادس من تشرين الاول (اكتوبر)، دخل مقاتلو التنظيم عين العرب، وتمكنوا من السيطرة على اكثر من نصفها.
ويقول كاييه: «وقع تنظيم الدولة الاسلامية في كمين محكم. فالولايات المتحدة اعلنت أن كوباني ليست نقطة استراتيجية في نظرها. لكن الواقع ان طائراتها كانت كثّفت غاراتها. وليس اسهل على طائرات من استهداف مدينة فرغت من السكان».
فما أن كان المقاتلون الجهاديون يستولون على مبنى ويتركون فيه عناصر لحمايته، حتى يصل طيران الائتلاف ويقصف المبنى ويقتل عدداً كبيراً من المسلحين.
وقال الباحث: «الجهاديون سوريون، لكنهم ايضا من الاوزبك والشيشان، وبالتالي، متمرسون بالقتال. عدد القتلى بين الجهاديين هو ضعف عدد القتلى بين المقاتلين الاكراد».
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، قتل في معركة عين العرب 609 عناصر من تنظيم «الدولة الاسلامية» و363 عنصرا من «وحدات حماية الشعب» الكردية، و24 مدنياً.
وفوجئ تنظيم «الدولة» الذي كان يرى المدن والجبهات (في سورية والعراق) تفرغ حتى قبل وصوله نتيجة الرعب الذي يثيره وقوة ترسانته من الاسلحة والذخائر، بمقاومة عين العرب الشرسة.
ويقول مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «نفذ التنظيم 23 عملية انتحارية في مدينة تتراوح مساحتها بين ستة وسبعة كيلومترات ولم يتمكن من الاستيلاء عليها. ماذا يمكنه ان يفعل بعد؟».
ويضيف «الواقع ان التنظيم لم يعد يحشد قوات بالكثافة نفسها (...) ولم يعد يركز على المدينة التي تحولت المعركة فيها بالنسبة اليه الى حرب استنزاف».
ويوضح «لم تتغير الخريطة على الأرض كثيراً منذ دخول قوات البيشمركة العراقية الى كوباني» في 31 تشرين الأول/ اكتوبر، الا ان المعارك العنيفة تركت مكاناً لـ «اشتباكات متقطعة لا سيما في وسط المدينة وجنوبها، بينما الدور الأساسي حاليا هو لعمل القناصة».
واشار الى ان «قناصة الدولة الاسلامية ينتشرون على كل الابنية في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم وعلى خطوط التماس».
ويؤكد عبدالرحمن ان المقاتلين الاكراد استعادوا المبادرة، لكن «التقدم الذي تحرزه قوات البيشمركة ووحدات حماية الشعب هو احتلال ابنية، فالمعركة معركة شوارع».
ويشير الى «عمليات ناجحة» اخرى يقوم بها المقاتلون الاكراد خارج كوباني في مناطق سيطر عليها تنظيم «الدولة الاسلامية» لكن يتعذر عليه حراستها بقوات مكثفة، معتبراً أن «هذه العمليات تزيد من إرباك التنظيم ومن توتره».
نتيجة ذلك، يخلص مدير المرصد الى ان «الاسلحة التي دخلت للأكراد والمقاتلون الذين وصلوا الى كوباني وتسليط الاضواء الاعلامية العالمية على المدينة (...) كل ذلك رفع معنويات الأكراد وساهم في صمودهم، وجعل سقوط المدينة مستبعداً (...) الا في حال حصول مفاجآت».
قبل المقاتلين الاكراد العراقيين (عددهم 150)، كان عدد من عناصر الجيش السوري الحر انضم ايضاً الى المقاتلين ضد التنظيم داخل عين العرب، ليصل عدد هؤلاء في المدينة الى حوالى مئة، بحسب ما يقول الصحافي الكردي فرهاد الشامي المقرب من «وحدات حماية الشعب».
ويرى الشامي الموجود في عين العرب في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان «الطيران ووصول القوات والسلاح الذي دخل المدينة كان لهما دور كبير في توقف تمدد داعش»، مضيفاً ان التنظيم «شن هجمات عدة على البوابة الحدودية مع تركيا، ولو تمكن من الإمساك بها، لكانت انتهت معركة كوباني لمصلحته بنسبة 80 في المئة». ويضيف «لكنه اليوم تراجع كثيراً، لا سيما خلال اليومين الماضيين».
ويتحدث عبدالرحمن عن «معطيات تشير الى ان الدولة الاسلامية قد تنسحب في شكل مفاجئ من كوباني».
ويقول الشامي من جهته: «نعايش انكساراً سريعاً لداعش حالياً في كوباني».
لكنه لم يستبعد استمرار الحرب، ولو توقفت الهجمات. وقال: «اذا تم إنقاذ المدينة، فهذا لن يعني أنها لن تبقى محاصرة. هناك أكثر من 360 قرية في محيطها تحتاج إلى انقاذ»، داعياً «العشائر العربية في هذه القرى الى الانتفاض» والى تزويد «كوباني بالاسلحة الثقيلة، وهو المطلب الاساس».
 
مقتل 3 فلسطينيين من غزة كانوا يقاتلون إلى جانب «داعش» في دير الزور
غزة - «الحياة»
كشفت مصادر عائلية في قطاع غزة عن مقتل ثلاثة شبان فلسطينيين من القطاع في معارك في منطقة دير الزور في سورية.
وعلمت العائلات الثلاث ليلة الجمعة - السبت بمقتل أبنائها الثلاثة في سورية.
وقالت المصادر لـ «الحياة» إن الشبان الثلاثة وهم شادي الداهودي ومحمد أبو عون ونور الدين أبو عيسى في العشرينات من العمر وينتمون إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وقتلوا خلال اشتباكات مع الجيش السوري في دير الزور.
وأضافت أن ذوي بعض هؤلاء الشبان لم يكونوا على علم مسبق بسفرهم إلى سورية، وأنهم فوجئوا باتصالات هاتفية من أبنائهم يخبرونهم أنهم باتوا في سورية ويقاتلون النظام السوري إلى جانب مقاتلي «داعش».
وأوضحت أن ذويهم بذلوا جهوداً كبيرة لثنيهم عن مواصلة القتال في سورية والعودة إلى غزة وقدموا لهم إغراءات شتى ولكن من دون جدوى.
وأشارت إلى أنهم اختفوا قبل أشهر ولم يعودوا إلى منازلهم، وأن ذويهم بذلوا جهوداً جبارة لمعرفة أماكن وجودهم لكنهم لم يفلحوا، إلى أن اتصلوا هم بذويهم وأبلغوهم بحقيقة انتمائهم إلى «الدولة الإسلامية» ووجودهم في سورية.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,299,545

عدد الزوار: 7,627,198

المتواجدون الآن: 0