«حل الدولتين» قنبلة أميركية توحد السوريين... موالاة ومعارضة وسقوط حلب يشتت ثلاثة ملايين لاجئ...هيئة الأركان في الجيش الحر تنفي خروج 14 ألف مقاتل من حلب

27 شهيداً بالبراميل على حلب وتقدّم للأكراد وسط عين العرب ...جدل حول اللقاء التشاوري لأبناء جبل العرب في مدريد

تاريخ الإضافة الخميس 20 تشرين الثاني 2014 - 6:43 ص    عدد الزيارات 2404    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

27 شهيداً بالبراميل على حلب وتقدّم للأكراد وسط عين العرب
 (أ ف ب، المرصد السوري)
قتل 27 مدنياً سورياً في قصف بالبراميل المتفجرة نفذته طائرات نظام بشار الاسد واستهدف يومي الاثنين والثلاثاء مناطق في محافظة حلب الشمالية، فيما نجح المقاتلون الاكراد في تحقيق تقدم في وسط مدينة عين العرب الحدودية مع تركيا.

وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» في بريد الكتروني ان 13 مدنياً على الاقل بينهم طفلان وامراة قتلوا الثلاثاء «جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على اماكن في منطقة القبر الانكليزي بين بلدة حريتان وقرية كفرحمرة» في ريف حلب الشمالي الغربي، بينما أصيب ما لا يقل عن 20 مدنياً آخرين بجراح، ومعلومات عن ثلاثة شهداء اخرين تفحمت جثامينهم، والعدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة، في حين قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في محيط سجن حلب المركزي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.

واعلن المرصد ايضا ان 14 مدنيا اخرين قتلوا الاثنين جراء قصف بالبراميل المتفجرة من طائرات تابعة للنظام السوري على مناطق في مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» المتطرف في ريف حلب الشمالي الشرقي.

وفي محافظة القنيطرة تواصلت الاشتباكات في محيط مدينة البعث وبلدة خان أرنبة ضمن معركة «نصر من الله وفتح قريب»، وسط استمرار القصف المتبادل بين الطرفين، دون معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة، كما قصفت قوات النظام مناطق في بلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة مجدولية.

وفي محافظة درعا، القى الطيران المروحي برميلين متفجرين على مناطق في مدينة انخل. وسقطت عدة قذائف على مناطق في شرق مخيم خان الشيح بالغوطة الغربية لدمشق، ومناطق أخرى في محيط اتوستراد السلام، في حين قصفت قوات النظام بعدة قذائف مناطق في أطراف وادي عين الفيجة بوادي بردى دون معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة.

وسقطت قذيفتا هاون على مناطق في حي المهاجرين في وسط دمشق في حين تعرضت مناطق في حي جوبر لقصف من قوات النظام ترافق مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي «حزب الله» من طرف ومقاتلي المعارضة من طرف اخر في الحي.

وفي محافظة حماة، تعرضت مناطق في قرية حمادة عمر بناحية عقيربات في ريف المحافظة الشرقي، لقصف من قوات النظام.

واقتحمت قوات النظام بلدة خطاب ونفذت حملة اعتقالات طالت عددا من المواطنين بحسب نشطاء من المنطقة في حين نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة كفرزيتا بريف حماه الشمالي، والقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على مناطق في بلدة كفرزيتا وقرية الصياد بريف حماه الشمالي.

وفي محافظة اللاذقية نفذت قوات النظام حملة مداهمات لمنازل مواطنين عند ساحة السمك بمدينة جبلة، طالت عددا من المواطنين، بحسب نشطاء من المنطقة.

وفي عين العرب، قال المرصد ان قوات «وحدات حماية الشعب» الكردية نفذت امس «عملية نوعية في محيط البلدية (وسط) في مدينة عين العرب تمكنت خلالها من السيطرة على ستة مبان في المنطقة كان يتحصن فيها تنظيم داعش».

وقال المرصد ان 13 على الاقل من عناصر التنظيم المتطرف قتلوا في هذه العملية، بعد يوم من مقتل 18 من مقاتليه في اشتباكات عند عدة جبهات في المدينة.

وتمكن المقاتلون الاكراد خلال العملية هذه من «الاستيلاء على كمية كبيرة من الاسلحة والذخيرة، من بينها قذائف آر بي جي واسلحة خفيفة واسلحة قناصة وآلاف الطلقات النارية المخصصة للرشاشات الثقيلة».

وجاء هجوم «وحدات حماية العشب» بعدما شنت طائرات التحالف الدولي اربع غارات جديدة على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في المدينة المعروفة باسم كوباني بالكردية.
 
جدل حول اللقاء التشاوري لأبناء جبل العرب في مدريد
المستقبل...سالم ناصيف
بالتزامن مع ازدياد التحديات الأمنية التي تعيشها محافظة السويداء وقرى جبل الشيخ، يستمر أبناء السويداء، ممن ناصر الثورة، بالتصدي لمحاولات انغلاق من نوع آخر، أخذت تكرسها مؤتمرات المعارضة التي تتعامل مع السوريين كمكونات طائفية وقومية.

فقد أصدرت مجموعة من النشطاء المدنيين وسياسيين في السويداء بياناً أعلنوا فيه رفضهم لأي مؤتمر لا ينظر إلى السوريين كمكون سكاني واحد، لا ينقسم إلا تبعاً لموقفه من النظام.

وخص البيان بالذكر اللقاء التشاوري لأبناء جبل العرب الذي عقد في مدريد يومي 13 و14 من هذا الشهر وكذلك مؤتمر «سنديان» المزمع عقده في تركيا أواخر هذا الشهر.

واعتبر البيان أن «الحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، لا يأتي من خلال مؤتمرات طائفية. والوصول إلى مؤتمر وطني سوري بالتأسيس على مفاهيم تلك المكونات لن ينتج سوى دولة أسوأ من دولة الطغمة القائمة».

ورأى البيان في لقاء مدريد «استمراراً لمرض تمثيل السوريين حيث يدعي المؤتمرون أنهم يتحدثون بإسم (جبل العرب، أو محافظة السويداء، أو الدروز) في حين أن أحداً من محافظة السويداء لم يمنحهم شرف التمثيل الذي يدعونه.

ويرى الناشط السياسي شادي الشوفي من السويداء أن بعض المعارضات السورية أسست من خلال خطابها لمفاهيم مشوهة، قسمت الشعب السوري إلى «أقليات وأكثريات». وأن هذه المؤتمرات تأتي في هذا السياق وسيكون لها آثار سلبية في المستقبل على مفهوم الدولة الوطنيّة الحديثة التي يسعى إليها السوريون.

وحذر الشوفي من تزامن عقد مؤتمرات دولية للإثنيات في سوريا، كان آخرها ما سمي» اللقاء التشاوري لأبناء جبل العرب» مع الحل الدولي المطروح من قبل المبعوث الدولي دي ميستورا الذي ينطلق من فكرة «تجميد الصراع» بالاعتماد على نفس الرؤية التي تحملها مجموعة عمل قرطبة في التعامل مع السوريين بوصفهم كتلاً بشرية (مناطقية، وطائفية، وإثنية متناحرة). وهذا يعني تصوير الصراع في سوريا على أنه صراع طوائف وإثنيات بدلاً من ثورة شعب يطمح للحرية والكرامة. وخاصة مع غياب رؤية واضحة لحل سياسي شامل يفضي إلى كسر احتكار السلطة والثروة، ووقف سفك دماء السوريين.

وينعقد اللقاء التشاوري لأبناء جبل العرب، ليكون حلقة من ضمن سلسلة حلقات في مؤتمر قرطبة، حيث عقدت لقاءات مماثلة جمعت في دوراتها السابقة إثنيات وطوائف سورية، كالعلويين والتركمان والأشوريين والأيزيديين، بغية التمهيد لمؤتمر وطني يجمع تلك الإثنيات والطوائف في مؤتمر أخير ينتج عنه صيغة محاصصة تقوم على أساس قومي وديني ومذهبي.

ولعل من إيجابيات المؤتمر أنه استطاع جمع عشرات الشبان من محافظة السويداء ليخرجوا برؤيتهم حول مستقبل سوريا، إلا أن الإيجابية الأهم كانت في خلق فرصة الحصول على اللجوء لمن يرغب من الحاضرين، خاصة لمن انقطعت بهم السبل وضاقت عليهم الحياة داخل السويداء أو في دول الجوار.

ورغم أن الوثيقة النهائية للقاء لم تأت بالجديد على صعيد الطرح السياسي والرؤية الكلية لمستقبل سوريا، إلا أنها، رغم لغتها الرصينة وعناوينها الوطنية، لم تنجُ من بعض الأفخاخ اللغوية التي تثير الريبة حيث تعتمد على نقض الصيغة الكلية في تفاصيل البنود بتمرير العبارات ومفردات من شأنها فعل ذلك.

والفخ الأكبر في الوثيقة جاء في بندها الخامس الخاص بالملفات السيادية «ومن بينها شكل الحكم السياسي والحدود، وعلم الدولة وإسمها، هي مواضيع يقررها الشعب السوري بإستفتاء بعد إقرار دستور جديد».

وفي معرض تعليقه، ذكر أحد المشاركين في اللقاء التشاوري أن الحماسة للمشاركة لم تكن نابعة إلا من باب إثبات الرفض لأي صيغة أو صبغة طائفية ولعل النتائج التي خرجت عن اللقاء تؤكد على التمسك بوحدة سوريا أرضاً وشعباً.

وأكد المتحدث أن أحداً كائناً من كان «لم يملِ علينا أي حرف من هذه الوثيقة. وبخصوص مسألة الاستفتاء على شكل الحكم والحدود والعلم والاسم هو لرغبتنا بالتأكيد على المشاركة الفاعلة لكل الشعب السوري دون استثناء بأي قرار يتعلق بمستقبل سوريا مهما كان حجم هذا القرار بعيداً عن أي محاصصة سياسية.
 
هيئة الأركان في الجيش الحر تنفي خروج 14 ألف مقاتل من حلب وتركيا تخشى تدفق موجة جديدة من اللاجئين السوريين

لندن - بيروت: «الشرق الأوسط» .... نفت مصادر بارزة في هيئة أركان الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» إخلاء مقاتليه لجبهات مدينة حلب، مؤكدة أن خروج 14 ألف مقاتل من حلب الذين زعمت صحيفة «حرييت» التركية أنهم خرجوا من المدينة «يعني وصول النظام إلى الحدود التركية، وهو ما ننفيه جملة وتفصيلا».
وقالت المصادر إن أرقام المقاتلين على الجبهات الساخنة «لا يصل إلى هذا العدد»، مشيرة في الوقت نفسه إلى معلومات عن أن زعيم تنظيم «جبهة ثوار سوريا»، جمال معروف، موجود في تركيا. وقالت إن عناصر «الحر» الموجودين في الأراضي التركية الذين فروا من الصراع مع «جبهة النصرة»، وهي فرع تنظيم القاعدة في سوريا، «لا يتخطى عددهم المائتي مقاتل»، في حين لا يناهز عدد مقاتلي «جبهة ثوار سوريا» في شمال سوريا 5 آلاف مقاتل.
وكانت صحيفة «حرييت ديلي نيوز» (التركية الصادرة بالإنجليزية) قد قالت في عدد أمس نقلا عن ضابط عسكري تركي كبير لم يكشف عن اسمه، إن «الجيش السوري الحر المعارض للنظام قد توقف عن مقاومته له، وسحب 14 ألف مقاتل من في مدينة حلب ثاني كبرى المدن السورية». وأضافت أن جمال معروف قائد «جبهة ثوار سوريا» التي هزمت على يد جبهة النصرة أخيرا في جبل الزاوية بريف إدلب بالشمال السوري، «لجأ إلى تركيا ويتمتع بالحماية الرسمية»، من دون أن يكشف عن مكان إقامته.
وتتنوع فصائل «الجيش السوري الحر» التي تقاتل في جبهات حلب، إذ أكد المسؤول في المكتب الإعلامي في حركة «حزم» أحمد بكور لـ«الشرق الأوسط» أن أيا من مقاتلي الحركة، أو مقاتلي الجيش السوري الحر الآخرين، أخلوا مواقعهم من جبهات المدينة، مؤكدا: «إننا نقاتل معا على الجبهات الساخنة، وننتشر في أغلب جبهات حلب». وقال إن مقاتلي الحركة المعتدلة والمدعومة من واشنطن «موجودون في جبهة حندرات والمدينة الصناعية وغرب السجن المركزي، وهي النقطة الأكثر سخونة في حلب ضد قوات النظام، ويوجدون في جبهة الشيخ سعيد في الجنوب الشرقي وقرب مطار حلب الدولي، إضافة إلى «وجودنا داخل المدينة في حي صلاح الدين». وأشار إلى أن مواقع حركة «حزم» ومقراتها «لا تزال قائمة بمقاتليها التابعين لنا، خصوصا في الريف الغربي للمدينة عند (الفوج 46) والاتارب، وهي مناطق يوجد فيها حلفاء لنا هم (جيش المجاهدين)، وحركة (نور الدين الزنكي) وغيرهما».
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس الثلاثاء إن تركيا قد تتعرض لتدفق موجة جديدة من اللاجئين السوريين تتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين لاجئ إذا تقدمت قوات الرئيس السوري بشار الأسد أو قوات تنظيم داعش قرب حلب.
وتقصف الطائرات الحربية الأميركية قوات داعش في مناطق من سوريا، لكن قوات الأسد كثفت حملتها ضد بعض جماعات المعارضة التي تعتبرها واشنطن حليفة لها في غرب وشمال سوريا بما في ذلك داخل حلب وحولها.
وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي في أنقرة: «من يملأ حاليا الفراغ الذي تركه تنظيم داعش نتيجة للهجمات الجوية للتحالف؟.. إنه النظام»، مشيرا إلى نظام الأسد. وأضاف: «لكن لا يوجد اختلاف كبير بين تنظيم داعش والنظام. الاثنان يقتلان بوحشية، خصوصا المدنيين. ولا يتردد أي منهما في استخدام أي أسلحة متاحة لديهما».
وقال وزير الخارجية التركي في مؤتمره أمس إن «إضعاف المعارضة المعتدلة، أي الجيش السوري الحر الذي يدعمه التحالف، سيجعل الموقف غير المواتي في سوريا أكثر سوءا ويزيد من عدم الاستقرار».
وأضاف جاويش أوغلو: «المدنيون المذعورون يفرون من المناطق التي يكسب فيها تنظيم داعش وجماعات إرهابية والنظام، أراضي. إن التقدم المحتمل في حلب سيعني تدفق مليونين أو 3 ملايين لاجئ على الحدود التركية طلبا للجوء».
وقتلت الحرب الأهلية في سوريا نحو 200 ألف شخص وأجبرت أكثر من 3 ملايين على الفرار من البلاد طبقا لإحصاءات الأمم المتحدة.
وتستضيف تركيا الآن أكثر من 5.‏1 مليون لاجئ، وتطالب الولايات المتحدة وحلفاؤها بإقامة ملاذ آمن للنازحين على الجانب السوري من الحدود.
وتسيطر قوات المعارضة وقوات الحكومة السورية على أجزاء من حلب التي كانت أكبر المدن السورية من حيث عدد السكان قبل الحرب. وانتزع التنظيم أراضي من جماعات إسلامية منافسة في شريط من الأراضي إلى الشمال من حلب، مما هدد طرق الإمداد لقوات المعارضة، كما يسيطر التنظيم أيضا على مساحات كبيرة من الأراضي في محافظة حلب.
وتؤيد تركيا بقوة الجيش السوري الحر، وهو مظلة لعشرات الجماعات المسلحة التي تحارب ضد الأسد وتنظيم داعش، وتضغط حتى يوسع التحالف الذي تقوده واشنطن حملته للتعامل مع الأسد.
 
معاون وزير الكهرباء: الحرب في سوريا «حرب طاقة بامتياز» والسوريون يعانون انقطاع الكهرباء معظم ساعات اليوم والحكومة تدعوهم للترشيد

لندن: «الشرق الأوسط» ... في وقت يعاني فيه السوريون انقطاع الكهرباء وشح مواد الطاقة اللازمة للتدفئة والطهو والمواصلات كالمازوت والغاز والبنزين، دعت حكومة النظام مواطنيها إلى «ترشيد استهلاك الطاقة» وفصل المصابيح التي لا تستخدم كي تتوافر الكهرباء للجميع.
ودعوة الحكومة جاءت بينما يزداد معدل ساعات التقنين يوميا ليتجاوز في بعض المناطق العشرين ساعة في اليوم، وتنخفض في بعض المناطق الحيوية وسط العاصمة لتصل إلى 10 ساعات، أما في الأحياء الراقية حيث يسكن المسؤولون وتوجد المقرات الأمنية، فلا تتجاوز الساعتين أو 3 ساعات يوميا، وهي المناطق التي لم تكن تنقطع فيها الكهرباء قبل الأشهر الثلاثة الأخيرة. وانعكس التفاوت في فترات التقنين بين منطقة وأخرى على مواقف سكان المناطق بعضهم من بعض، إذ تنامت مشاعر الإحساس بالغبن والحقد على سكان المناطق التي لا تعاني التقنين وهي المناطق التي يتمركز فيها المسؤولون. وتقول لميس. ع التي تسكن في حي الروضة القريب من القصر الجمهوري: «قبل أن يشمل حينا برنامج تقنين الكهرباء، كنت أخجل من القول إن الكهرباء لا تنقطع عندنا حين تسألني شقيقتي التي تسكن في حي التجارة حيث تنقطع هناك معظم ساعات النهار، فأضطر إلى الكذب حرصا على مشاعرها بأن الكهرباء تنقطع في حيّنا ولكن في ساعات الفجر ولا نشعر بها، الآن باتت تنقطع ولم أعد بحاجة للكذب». أما في ريف دمشق، فيقول غالي.ن الذي يسكن في الجديدة، إن «الكهرباء تأتي عندما نكون نائمين؛ أي في وقت لا نحتاج فيه للكهرباء».
وفي حديث للتلفزيون الرسمي أول من أمس، قال معاون وزير الكهرباء نضال قرموشة، إن «تفاوت ساعات التقنين في مختلف مناطق سوريا يعود لعدة أسباب، إذ لا يمكن تحقيق عدالة كاملة في توزيع الطاقة الكهربائية»، مع الإشارة إلى أنه «لا توجد مناطق لا تخضع لبرنامج التقنين، ولكن تكون فيها ساعات التقنين في حدودها الدنيا ويعود ذلك إلى وجود مرافق حيوية في هذه المناطق، مثل مضخات المياه والمطاحن والمخابز والمشافي».
وأكد قرموشة أن وقت حمل الذروة يبدأ من الخامسة مساء للتاسعة مساء، فيتضاعف الطلب على الطاقة واستهلاكها». ودعا قرموشة السوريين إلى «الترشيد بالطاقة وليس تقليل احتياجاتهم، مثل استخدام مصابيح التوفير وفصل المصابيح التي لا تستخدم، وإن ذلك يساعد في توافر الكهرباء للجميع».
وانتشرت مصابيح التوفير في سوريا في السنة الأخيرة على نطاق واسع، وكذلك شواحن الكهرباء والمولدات المنزلية التي تعمل على البنزين والمازوت، إلا أنها شهدت تراجعا في الفترة الأخيرة في دمشق بعد انتشار (مساطر ليد) التي كانت تستخدم لأغراض الزينة وباتت معظم المنازل والمحلات تعتمد عليها في الإضاءة، كونها تعمل على بطارية السيارة فلا تحتاج إلى البنزين أو المازوت غير المتوافرين. ويتندر السوريون على مزاعم الحكومة بخصوص أزمة الكهرباء ودعوات الترشيد، بأن انقطاع الكهرباء يقف خلفه مسؤول كبير في الحكومة معني باستيراد مصابيح التوفير والشواحن ومساطر الليد.
إلا أن معاون وزير الكهرباء نضال قرموشة الذي دعا المواطنين لترشيد استهلاكهم للكهرباء، أكد في حديث تلفزيوني أن الحرب في سوريا «حرب طاقة بامتياز»، إذ تم ومنذ بداية الأزمة «استهداف خطوط نقل الغاز ومركبات نقل الطاقة من صهاريج وغيرها». ومع أن أزمة الكهرباء في سوريا ليست جديدة، بل هي قديمة ومتجددة منذ الثمانينات إلا أن معاون وزير الكهرباء قال: «قبل الأزمة، كانت مؤشرات الكهرباء في سوريا تضاهي الكثير من البلدان الأوروبية، وسبب تراجع الكهرباء هو نقص الطاقة التي تم الاعتداء على منشآتها وخطوط نقلها». وأضاف موضحا أن «محطات توليد الكهرباء تحتاج يوميا إلى 35 ألف طن مكافئ نفطي (غاز - فيول)، منها 20 مليون م3 من الغاز الطبيعي. أما اليوم، فقد انخفض إلى 11 مليون م3 من الغاز، و 15 طن من الفيول أويل». مشيرا إلى أن خطوط النقل الكهربائية في محافظة حلب تتعرض للتخريب بشكل مستمر وعملية إصلاحها تستهلك وقتا ليس بالقليل، مبينا أن لدى «سوريا 56 عنفة توليد تعمل على الغاز والفيول جميعها جاهزة للعمل، و35 عنفة خارج الخدمة بسبب نقص الوقود. كذلك محطات التوليد جاهزة على الرغم من كل الاعتداءات على المنظومة الكهربائية، وقد تم توريد كل المواد اللازمة لإصلاح وإعادة تأهيل الشبكة الكهربائية».
 
النظام يشترط على المعارضين في بيت سحم الانضمام إلى «الدفاع الوطني» مقابل عدم اجتياحها ووجود المقاتلين بأسلحتهم يهدد طريق المطار ومنطقة «السيدة زينب»

بيروت: «الشرق الأوسط» ...
قال معارض سوري في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن النظام السوري «جدد تهديده بلدة بيت سحم» التي توصل فيها النظام والمعارضة إلى اتفاق، أوائل هذا العام، «بالتوغل العسكري داخلها، في حال عدم تنفيذ جملة من البنود التعجيزية التي تقضي بخروج مقاتلي المعارضة منها أو اندماجهم بجيش الدفاع الوطني، بعد تسليمهم أسلحتهم الثقيلة ورفع علم النظام على المباني الحكومية، مقابل فتح الممر الوحيد المؤدي إلى البلدة بشكل نهائي»، استكمالا لبنود الهدنة.
ويسعى النظام إلى أن تكون بلدة بيت سحم تحت سلطة قواته بالكامل نظرا إلى موقعها الجغرافي الكائن على طريق مطار دمشق الدولي، إضافة لقربها من بلدة السيدة زينب، حيث يرابط مقاتلو المعارضة ويبعدون عن مقام السيدة زينب مسافة كيلومتر واحد فقط.
وكان النظام أدرك أهمية منطقة بيت سحم في أعقاب سيطرة قوات المعارضة على منطقة الدخانية المتاخمة لمدينة جرمانا، التي كان يمكن لها أن تشكل خرقا باتجاه بيت سحم. وإذا ما نجح ذلك الخرق، فستتمكن قوات المعارضة من وصل الغوطة الشرقية بمنطقة جنوب دمشق، التي تمثل التهديد الأكبر للعاصمة في حال تم فتح طرق الإمداد إليها.
وقال الناشط الإعلامي مطر إسماعيل لـ«الشرق الأوسط» إن النظام «يريد تحقيق مكاسبه في بيت سحم سواء بالسلم أو بالحرب، مستبقا انهيار الهدنة الهشة التي اضطرت بيت سحم إلى إبرامها بعد الحصار الطويل عبر التصعيد بالقصف المتكرر».
وبالتزامن مع ذلك، تستمر حملات الاعتقال بحق الأهالي على الحاجز الوحيد الذي فتحه النظام بشكل جزئي، ولا يسمح بالخروج إلا لـ3 حافلات نقل ركاب بشكل يومي تقل نساء من البلدة، ويدخل مثلها وسط حركة تفتيش معقدة.
ولفت مصدر معارض في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن النظام «التزم جزئيا ببعض بنود الهدنة، ومنها إدخال جزء من الأغذية، لكنه رفض إدخال أي مساعدات طبية باستثناء مساعدات الهلال الأحمر التي وصلت إلى بيت سحم 3 مرات فقط»، مشيرا إلى أن النظام «لم يفِ بأي من التزاماته التي وعد بها بخصوص الخدمات»، موضحا أن النظام «أعاد التيار الكهربائي لمدة 12 ساعة في اليوم في الأيام التي تلت توقيع الهدنة، وما لبث أن زاد عدد ساعات التقنين حتى بلغت 21 ساعة في اليوم».
وأكد متحدث باسم المكتب السياسي في جيش «أبابيل حوران»، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن معظم الفصائل المقاتلة في بيت سحم «على استعداد لقبول الهدنة إذا رأت فيها مصلحة للأهالي، ووجدتها لا تحمل شروطا مذلة على غرار ما حدث في هدنة حمص القديمة، وهو الأمر الذي يريد النظام أن يحصل عليه في بيت سحم لأهميتها الاستراتيجية، ووقوع السيدة زينب في مرمى نيرانها».
وأوضح المتحدث العسكري نفسه أن فكرة الهدنة والمصالحة مع النظام «برزت في محيط دمشق نتيجة الحصار الطويل المفروض ضد المناطق الثائرة، وظهرت الانقسامات بين الأهالي المؤيدين لمواصلة القتال حتى النهاية، والراغبين في الهدنة التي تتيح توفير بعض الغذاء الذي لا يكفي عُشر الاحتياج الأساسي للسكان المدنيين».
وشدد المتحدث باسم «لواء أبابيل» الذي يوجد في بيت سحم، على أن مسألة قبول أي هدنة من عدمها «مرهونة بالشروط المطلوبة، وبمدى القدرة على تنفيذها، حيث من الصعب على جيش الأبابيل القبول بمنطق الاندماج مع جيش الدفاع الوطني، والتحول ليكون أداة بيد النظام، بعد أن كان محاربا له كفصيل من داخل الثورة».
وتلت الهدن (المصالحات) في ريف دمشق، استراتيجية الحصار التي اتبعها النظام في قمع الثورة وتأمين أحزمة آمنة لقواته، لا سيما أحزمة محيط العاصمة دمشق.
ويتزامن خرق هدنة بيت سحم، مع محاولات حثيثة تجريها منظمة «تماس» بالتعاون مع منظمة «الإسكوا» في بيروت لتقديم الهدن على أنها «المخرج الوحيد المتبقي».
وتشير الوقائع في مناطق الهدن القسرية، مثل معضمية الشام وجنوب دمشق وبرزة والقابون، إلى أن وظيفة هذه الهدن انتهت الآن، وأن النظام بصدد إعادة اجتياح جميع المناطق عبر التقديم لذلك بعمليات قصف مركزة، كما حدث في المعضمية بداية الشهر الحالي، ومحاولات اجتياح واسعة النطاق كما حدث في القابون من جهة الأوتوستراد، الأسبوع الماضي.
 
الأكراد يتقدمون في كوباني و«داعش» يسيطر على أقل من 20 % من المدينة وقتلى وجرحى في قصف بالبراميل المتفجرة من طائرات النظام في حلب

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم ... حقق المقاتلون الأكراد تقدما في وسط مدينة كوباني، فيما قتل 27 مدنيا سوريا وجرح نحو 20 آخرين في قصف بالبراميل المتفجرة نفذته طائرات النظام السوري يومي الاثنين والثلاثاء في مناطق في ريف حلب الشمالي الغربي، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ونفذت قوات «وحدات حماية الشعب» أمس «عملية نوعية في محيط البلدية (وسط) تمكنت خلالها من السيطرة على 6 مبان في المنطقة كان يتحصن فيها (داعش)» وفقا للمرصد، وأشار إلى ارتفاع عدد القذائف التي أطلقها التنظيم على كوباني إلى 13 على الأقل، بالتزامن مع تحليق لطائرات التحالف الدولي في سماء المدينة بعدما كانت قد شنت 4 غارات جديدة على مواقع لـ«داعش».
وتمكن المقاتلون الأكراد خلال العملية النوعية من «الاستيلاء على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة، من بينها قذائف آر بي جي وأسلحة خفيفة وأسلحة قناصة وآلاف الطلقات النارية المخصصة للرشاشات الثقيلة».
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إن المباني الـ6 تقع في منطقة استراتيجية بالقرب من الساحة التي توجد فيها المباني البلدية الرئيسية بالمدينة، مشيرا إلى أنّ الاشتباكات أسفرت عن مقتل نحو 13 مقاتلا من «داعش» من بينهم اثنان من القادة، وذلك بعد يوم من مقتل 18 من مقاتليه في اشتباكات عند عدة جبهات في المدينة.
ويبدو واضحا من المعطيات الميدانية أن القوات الكردية استطاعت تحقيق مكاسب في الفترة الأخيرة بعدما انتقلت من مرحلة «الدفاع» إلى «الهجوم». وكانت قد نجحت الأسبوع الماضي في قطع طريق يستخدمه التنظيم لتزويد قواته بالمؤن في أول إنجاز كبير في مواجهة مقاتلي التنظيم بعد اشتباكات على مدار أسابيع.
ولفت المسؤول المحلي في كوباني إدريس نعسان، إلى أنّ الأكراد حققوا خلال الأيام القليلة الماضية تقدما كبيرا في الشرق والجنوب الشرقي، وأشار إلى أنّ «داعش» يسيطر على أقل من 20 في المائة من المدينة، وذلك بعدما كانت المعلومات تشير إلى أنّ التنظيم استولى على 50 في المائة من المدينة.
وعلى مستوى آخر، اعتبر عبد الحكيم بشار نائب رئيس الائتلاف الوطني، أنّ «رفض حزب الاتحاد الديمقراطي القاطع لمشاركة قوات تابعة للمجلس الوطني الكردي في المساهمة بالدفاع عن كوباني ومقاتلة داعش، يأتي في إطار دفاعه عن سلطته ورفضه لأي شراكة معه وإن كان الثمن دمار كوباني وتشريد أهلها». ورأى بشار أنّ «الموقف الأميركي المجتزأ في استعمال الكرد كرأس حربة في مقاتلة داعش، يؤدي إلى تعزيز فرص خلق الصراع بين الكرد والعرب، والذي طالما خطط نظام الأسد له، وأن كل المؤشرات تدل على أن كوباني لن تكون النهاية بل ستكون بداية صراع ستقوده الكتائب المتطرفة ضد الكرد، ولن يقتصر المشاركة فيها على داعش، بل الكتائب المتطرفة الأخرى»، مضيفا: «ومهما كانت نتائج المعارك سيكون هناك تدمير واسع للمناطق السورية التي تقطنها الغالبية الكردية وتهجير شبه كامل لسكانها الكرد، وسيكون الخاسر في هذه المعارك هم الكرد».
واجتذب الدفاع عن كوباني مقاتلي البيشمركة الأكراد من العراق بالإضافة إلى مقاتلين من المعارضة السورية.
وقال الجيش الأميركي يوم الاثنين إنه نفذ 9 غارات قرب كوباني منذ أواخر الأسبوع الماضي ودمر 7 مواقع للتنظيم و4 نقاط للانطلاق ووحدة تابعة للتنظيم.
وتتعرض كوباني الواقعة في محافظة حلب الشمالية منذ 16 سبتمبر (أيلول) إلى هجوم من قبل التنظيم ويقوم المقاتلون الأكراد في المدينة بمقاومة شرسة كبدت التنظيم المتطرف خسائر كبيرة.
وقتل أكثر من 1200 شخص معظمهم من مقاتلي «داعش» في ثالث المدن الكردية في سوريا منذ بدء الهجوم عليها.
وميدانيا أيضا، إنما في مناطق أخرى من سوريا، استمرت الاشتباكات بين فصائل وألوية معارضة من جهة وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة آخر، في محيط مدينة البعث وبلدة خان أرنبة ضمن معركة «نصر من الله وفتح قريب». وقال المرصد إن 13 مدنيا على الأقل بينهم طفلان وامرأة قتلوا أمس «جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على أماكن في منطقة القبر الإنجليزي بين بلدة حريتان وقرية كفرحمرة» في ريف حلب الشمالي الغربي.
وأصيب ما لا يقل عن 20 مواطنا آخرين بجراح، ورجّح المرصد ارتفاع عدد القتلى بسبب وجود جرحى في حالات خطرة، ومشيرا إلى قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في محيط سجن حلب المركزي.
وأعلن المرصد أن 14 مدنيا آخرين قتلوا الاثنين جراء قصف بالبراميل المتفجرة من قبل طائرات تابعة للنظام السوري على مناطق في مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» المتطرف في ريف حلب الشمالي الشرقي.
واستنكر الائتلاف على لسان الناطق الرسمي باسمه سالم المسلط، ما قال إنها «جرائم يومية يقوم بها النظام السوري». وقال: «يتابع نظام الأسد استغلاله لانشغال العالم بضرب مواقع تنظيم داعش الإرهابي، ويعاود ارتكاب جرائمه الفظيعة بحق أبناء الشعب السوري، بينما تعجز استراتيجية التحالف حتى اللحظة عن ضم نظام الأسد إلى قائمة أهدافها».
وجدّد مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه المدنيين العزل، وتوفير الحماية لهم عن طريق الإسراع في تسليح الجيش السوري الحر، وإقامة مناطق آمنة على الحدود في شمال وجنوب سوريا.
 
سقوط حلب يشتت ثلاثة ملايين لاجئ
لندن، أنقرة، بيروت، نيويورك - «الحياة»، أ ف ب -
قتل 27 مدنياً في قصف بـ «البراميل المتفجرة» على حلب شمال سورية خلال اليومين الأخيرين، في وقت تقدم المقاتلون الأكراد وسط مدينة عين العرب (كوباني) الحدودية مع تركيا. وحذرت أنقرة من أن تقدم القوات النظامية السورية أو تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) إلى حلب يعني تدفق بين مليونين وثلاثة ملايين لاجئ إلى تركيا.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن 13 مدنياً على الأقل بينهم طفلان وامرأة قتلوا «جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على سيارة اسعاف في منطقة القبر الإنكليزي بين بلدة حريتان وقرية كفرحمرة» شمال غربي لحب، بعدما أعلن أن «14 مدنياً آخرين قتلوا الإثنين جراء قصف بالبراميل المتفجرة على مناطق في مدينة الباب» في ريف حلب.
وفي مدينة عين العرب الحدودية مع تركيا، نفذت قوات «وحدات حماية الشعب» الكردية أمس «عملية نوعية في محيط البلدية (وسط) في مدينة عين العرب تمكنت خلالها من السيطرة على ستة مبان في المنطقة كان يتحصن فيها تنظيم الدولة الإسلامية»، وفق «المرصد»، الذي أضاف أن الاكراد استولوا «على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة، من بينها قذائف «آر بي جي» وأسلحة خفيفة وأسلحة قناصة وآلاف الطلقات النارية المخصصة للرشاشات الثقيلة». وجاء هجوم «وحدات حماية الشعب» بعدما شنت طائرات التحالف الدولي- العربي أربع غارات جديدة على مواقع «داعش».
في أنقرة، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن تركيا قد تتعرض لتدفق موجة جديدة من اللاجئين السوريين تراوح بين مليونين وثلاثة ملايين لاجئ إذا تقدمت قوات بشار الأسد أو «داعش» الى حلب، يضافون إلى 1.5 مليون سوري لجأوا الى تركيا منذ بداية 2011.
وقال جاويش أوغلو: «من يملأ حالياً الفراغ الذي تركه (تنظيم) الدولة الإسلامية نتيجة للهجمات الجوية للتحالف؟ إنه النظام. لكن، لا يوجد اختلاف كبير بين الدولة الإسلامية والنظام. الاثنان يقتلان بوحشية، بخاصة المدنيين، ولا يتردد أي منهما في استخدام أي أسلحة متاحة لديهما». وأضاف: «إضعاف المعارضة المعتدلة، الجيش السوري الحر الذي يدعمه التحالف، سيجعل الموقف غير المواتي في سورية أكثر سوءاً ويزيد من عدم الاستقرار».
وبعد 24 ساعة على نشر «داعش» شريط الفيديو الذي عرض إعدام عامل الإغاثة الأميركي وجنود سوريين، أمر الرئيس باراك أوباما بمراجعة الإجراءات المتبعة لدى تعرض مواطنين أميركيين في الخارج للخطف. ونشرت وزارة الدفاع (بنتاعون) رسالة أوضحت فيها نائب وزير الدفاع كريستين وورموث، أن الامر يركز على جوانب «انخراط العائلات وجمع المعلومات الاستخباراتية وسياسات الانخراط الديبلوماسي». وأضافت أن أوباما طلب «إجراء مراجعة شاملة لسياسة الحكومة في ما خص حالات اختطاف الرهائن المرتبطة بالإرهاب».
وفي نيويورك رعت أكثر من ٦٠ دولة مشروع قرار كان ينتظر تبنيه أمس الثلثاء في اللجنة الثالثة المعنية بحقوق الإنسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين انتهاكات السلطات السورية والمجموعات المسلحة والإرهابية والمقاتلين الإرهابيين الأجانب في سورية لحقوق الإنسان، ويشدد على ضرورة إجراء المحاسبة وجلب المنتهكين الى العدالة.
وحسب مشروع القرار تدعو الجمعية العامة مجلس الأمن الى اتخاذ الخطوات الضرورية لإجراء المحاسبة على انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في سورية «مع التأكيد على الدور الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية في هذا الإطار».
وأصبح هذا القرار إجراء سنوياً في الجمعية العامة للأمم المتحدة إذ صدر العام الماضي بأكثرية ١٢٣ صوتاً من أصل ١٩٣ في الجمعية العامة مقابل اعتراض ١٣ دولة فقط وامتناع ٤٦ عن التصويت. وكانت السعودية قادت التحرك لطرح مشروع القرار الذي أيدته في السنوات الماضية غالبية الدول العربية بينها قطر والإمارات العربية المتحدة والكويت واليمن ومصر والعراق والمغرب وتونس، وامتنع لبنان عن التصويت. ومن بين الدول التي صوتت ضد القرار العام الماضي إيران وروسيا وفنزويلا وكوبا وكوريا الشمالية.
 
«حل الدولتين» قنبلة أميركية توحد السوريين... موالاة ومعارضة
الحياة...بازل (سويسرا) - ابراهيم حميدي
حل الدولتين، آخر قنبلة أميركية تنفجر في وجه السوريين وحدت مؤيدي النظام ومعارضين في رفضها والتمسك بـ «وحدة الشعب السوري والأرض السورية». يتضمن الاقتراح إقامة «سورية الشمالية» وعاصمتها حلب و «سورية الجنوبية» وعاصمتها دمشق. أي، طلاق «الجمهورية» بعد عقود من الزواج، سيصبح أشبه بالكوريتين الشمالية والجنوبية أو الألمانيتين قبل سقوط جدار برلين من ربع قرن: الغربية والشرقية.
هذا ما «يروج له» الباحث الأميركي جوشوا لانديس الذي درس سورية ومجتمعها مؤرخاً وباحثاً سياسياً وعاش وتجول فيها من شوارع دمشق إلى الساحل السوري وجباله ووديانه وشاطئه، حيث تنحدر زوجته. كان أرسل «بعض الأفكار» إلى شخصيات أميركية نافدة «من دون أن يعني أبداً أن الخريطة اقتراح أميركي رسمي، بل إن موقف واشنطن هو العكس». هو قارن بين تجربتي بلاد الشام حالياً ووسط أوروبا قبل عقود، ثم رمى القنبلة بمعيّة الصحافي فريد زكريا على شاشة محطة «سي أن أن» الأميركية مستعيناً بخريطة ملونة: «سوريتان، شمالية باللون البرتقالي الغامق للسنة واللون البرتقالي الفاتح للأكراد. جنوبية بالأخضر الغامق يرتخي اللون بحسب امتداد الطوائف والأقليات»، بحسب توصيفه.
وأضاف لانديس لـ «الحياة» إنه يعمل على صوغ الخطة - خريطة مستندة إلى مقاربة تاريخية وتغيرات المنطقة في القرون الماضية، مضيفاً أنه «ربما لن يحصل تغيير في الحدود السياسية، بل سيتغير الناس ليكيفون مع الحدود السياسية» ذلك أن «الربيع العربي» عموماً استحضر سؤالاً يتعلق بكيفية «تنظيم الخلافات» بين الطوائف والأعراق والأديان بعد فشل «الدولة القومية» في المنطقة بحيث ما يحصل عملياً هو «ترتيب دموي للبيت الداخلي» في كل دولة.
تابع لانديس، وهو مسؤول قسم الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، أن أميركا حاولت وتحاول «بناء دولة علمانية أو هوية وطنية في العراق، لكنها ستفشل. هي تحاول الحفاظ على وحدة سورية السياسية والاجتماعية ولن تنجح، لأن الناس لم تعد تريد العيش مع بعضها بعضاً بعد كل ما حصل. أميركا تحاول تدمير الدولة الإسلامية التي بناها تنظيم داعش من شمال غربي إلى العراق إلى شمال سورية وشمالها الشرقي، لن تستطيع فعل ذلك. السنة يشعرون أنهم مهمشون ولن يقبلون العودة إلى الماضي».
بحسب لانديس، فان فشل أميركا في سورية سيكون كما فشلها في أفغانستان والعراق، في مقابل «تسعير» الدول الإقليمية للصراع على النفوذ. و»نجاح» هذه الخطة يعتمد، بحسب الباحث الأميركي، على الأتراك: «إنهم لن يدخلون في التحالف الدولي ضد داعش ما لم يُستهدف النظام السوري، لكن بالإمكان بيع هذه الخطة لهم، بحيث تدخل قوات تركية تحت غطاء من الحظر الجوي إلى الشمال ليسمح ببناء المجالس المحلية وقوات شرطة وتوفير الأمن والأمان واستعادة الحياة الاقتصادية لتنتعش المنطقة وتخرج القوات التركية داعش من المنطقة وتنزع سلاح الميليشيات جميعاً». وتتضمن «حل إشكالية عدم وجود ميناء لهذه «الدولة»، عبر إقامة ميناء في كسب» شمال غربي سورية.
إذن اقتراح المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا المتعلق بـ «اللامركزية» يقع ضمن هذا السياق، بحسب اعتقاد معارضين. لكن كيف سيقبل النظام الذي يتحدث باسم «الدولة» التخلي عن حلب؟ يقول لانديس: «يحصل تبادل في مدن ومناطق نفوذ، يجب أن تقبل المعارضة بالتخلي عن درعا وغوطة دمشق والقلمون بحيث تكون دولة الشمال تحت نفوذ إيران بما يضمن النفوذ في لبنان والعلاقة مع حزب الله، مقابل أن يتخلى النظام عن حلب والرقة ودير الزور لتصبح الدولة الشمالية تحت النفوذ التركي مع فتحها أمام الاستثمارات الغربية والخليجية».
أول «لغم» في هذا الاقتراح أنه وضع محافظة درعا في حوران ضمن «دولة الجنوب»، ما عرض الباحث الأميركي إلى انتقادات حادة، إذ كتب ناشط على صفحته في «فايسبوك» إن اقتراح لانديس «حلم غير واقعي» لأنه تضمن وضع «درعا مهد الثورة في دولة الجنوب»، فيما قال رجل أعمال «حوراني» يدعم المعارضة لـ «الحياة»: «ما يجمعنا مع النظام على رغم كل شيء أنه لا يزال يريد كل سورية. إنه لا يزال يدفع الرواتب في أرجاء سورية بما فيها مناطق المعارضة ويحاول توفير الكهرباء والخدمات أيضاً».
لكن عند لانديس «الحل اليقين». يقول: «سيكون هناك: دولتان، علمان، حكومتان، جيشان، عاصمتان، جوازا سفر، منطقتا نفوذ بين الغرب وحلفائه في المنطقة وروسيا وإيران وحلفائها». وهو الذي تشرب دراسة التاريخ وسهر بين صفحاته لنيل الدكتوراه والغوص في طبقات سورية الاقتصادية والاجتماعية من الانتداب إلى الاستقلال إلى التاريخ المعاصر، لا ينسى أن كون دمشق «عاصمة للجنوب» وحلب «عاصمة للشمال» سيفتحان المجال لمعسكري رجال الأعمال والنخبة في المدينتين كي يتنافسان في الاقتصاد والسياسة والعلاقات الخارجية والوقوع في معسكري التحالف الإقليمية كما كان عهدهما سابقاً في العقود المنصرمة، بل «الحوافز» في أن رجال الأعمال في «العاصمتين» سينهلون من أموال مخصصة ببلايين الدولارات لإعادة الإعمار لـ «شراء السلام» بدل «بيع الحرب».
اقتراح لانديس أيقظ شعوراً كان مدفوناً في مستنقع الدم لدى سوريين. سمعوا سابقاً بالتقسيم بين «سورية المفيدة» و «سورية المحررة» وبين «القوس من دمشق إلى الساحل» وباقي البلاد. قرأوا سيناريو «الصوملة» و «التشظي» وانهيار المركز وظهور «أمراء الحرب»، لكنها المرة الأولى التي يجري فيها الحديث عن شمال وجنوب، مثل دول أخرى، كان يتناقل سوريون أخبارها بالإعلام كأنها في كوكب آخر.
تأكيدات أميركية - روسية
الخطة - الخريطة «وحدت» خطاب السوريين، موالين ومعارضين. إذ حذر مسؤولون حكوميون من وجود «مخطط إسرائيلي لتقسيم سورية» لتكون هناك «مبررات ليهودية دولة إسرائيل». وكان الرئيس بشار الأسد، قال قبل أشهر: «إذا أردت التقسيم فلتذهب باتجاه التقسيم، لكن لا تخوض معارك في مختلف أنحاء سورية كي تذهب باتجاه زاوية محددة. سير المعارك لا يوحي بأن هناك من يسعى للتقسيم في الدولة السورية. بالعكس تماماً، هذه المعارك هي معارك الحفاظ على وحدة سورية».
من جهته، سعى الرئيس السابق لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض معاذ الخطيب إلى «طمأنة قلبه» عند نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والمبعوث الأميركي إلى سورية دانيال روبنستين، ثم قال: «أكدا لي أن بلديهما لا يسعيان إلى تقسيم سورية وأن حكومتيهما ترفضان ذلك». ويرى أن «مصالح الدولتين لا تتوافق مع تقسيم سورية».
ولفت الخطيب مع آخرين إلى أن القوات النظامية تركز على»أولويات» في بعض مناطق سورية لكنها لم تتخل عن القتال في مناطق أخرى في البلاد، بل إن النظام الذي لا يزال يقدم الخدمات في «المناطق المحررة» ويمد «شرايين» الاقتصاد في مناطق خارجة عن سيطرته، إضافة إلى رفض موالين اقتراح كان تقدم به دريد ابن رفعت الأسد على صفحته في «فايسبوك» بنشر قوات لـ «الدفاع عن الساحل السوري» بدلاً خوض معارك في شمال شرقي البلاد.
من جهته، قال رئيس «الائتلاف» هادي البحرة إن «الشعب السوري لا يدعم تقسيم سورية بل متمسك بوحدتها»، وأضاف أنه «حتى العلويون الموالون للنظام، هم ضد التقسيم»، فيما أكد المعارض السوري عارف دليلة لـ «الحياة» في بازل: «الدلائل على الأرض تشير إلى أن الناس قادرة وتريد العيش سوية»، مشيراً إلى وجود مليون ونصف المليون شخص نزحوا من مناطق المعارضة (السنية) إلى طرطوس الساحلية (العلوية)، وأسسوا مصانع واستثمارات. وزاد: «كان في مدينة عين العرب (كوباني) ٣٠٠ ألف كردي ثم نزح إليها نحو ٣٠٠ ألف عربي. الأكراد المتهمون بوجود نزعة انفصالية لديهم، تقبلوا العرب ولم نسمع بأي مشكلة أو تناقض. هناك فقط اثنان في المئة من الشعب السوري مسلحون ومتطرفون، لكن باقي الناس يريدون العودة والعيش معاً بمجرد حصول حل سياسي جوهري».
لانديس يرى أن خطته تنقل سورية من «الدمار الدموي إلى الإعمار المالي» وتجنب سورية «المستقبل الرهيب»، لكن ذلك لم يشفع لها وله من الانتقادات الحادة. إذ كتب الصحافي والسينمائي علي الأتاسي، ابن رئيس الجمهورية الراحل نور الدين، على صفحته في «فايسبوك» أنه قبل سنوات تجادل مع لانديس بخصوص «التأييد المتذاكي» للنظام السوري فما كان منه إلا أن استشهد بحماته السورية، قائلاً: «أنت من هؤلاء الذين تقول عنهم حماتي بأنهم رضعوا حليب معاوية» الخليفة الأموي، في إشارة إلى البعد الطائفي في سورية. وتابع: «هذا هو الأكاديمي العبقري الذي يقترح علينا اليوم تقسيم سورية إلى دولتين علوية وسنية وهذه هي حماته السورية. يومها لم يكن هناك (تنظيم) داعش» قد ظهر.
وكان «واحد، واحد، واحد الشعب السوري» بين أول الشعارات التي طرحها متظاهرون في بداية الحراك السلمي في بداية 2011. كما لوحظت في الفترة الأخيرة عودة تأكيدية للمشاعر «الوحدوية» الأولى وتحذير من خطط تقسيمية للبلاد. ونوهت أول من أمس القيادة الجنوبية في «الجيش السوري الحر» أمس بإفشال رجال دين ووجهاء دروز «خطة» لتدبير خطف عشرات من أهالي القنيطرة جنوب دمشق كان يرمي منها لـ «إشعال فتنة» بين الدروز وأهالي جبل الشيخ قرب الجولان المحتل.
وقال نشطاء معارضون إن هذا جاء بعد قيام عناصر من «قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام بالعمل على خطف 40 من سكان محافظة القنيطرة بين دمشق والجولان على خلفية مقتل نحو 30 درزياً بهجوم قامت به فصائل إسلامية في بلدة بيت تيما في جبل الشيخ غرب دمشق. وأفادوا: «رجال الدين الدروز أحبطوا عملية خطف جنوب دمشق ضمن مساعي النظام لتوريط الدروز في أتون الصراع ضد مكونات الشعب السوري».
وتعهد «الجيش الحر» في بيان بمبادئ عدة بينها «الدفاع عن وحدة سورية أرضاً وشعباً» و «دعم جهود السوريين في اختيار نظام الحكم الذي يتطلعون إليه على أساس التشاركية والتمثيل والشفافية».
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب..مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع الفرقاء اللبنانيين..

 السبت 19 تشرين الأول 2024 - 4:13 ص

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب.. مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع ال… تتمة »

عدد الزيارات: 174,668,302

عدد الزوار: 7,763,772

المتواجدون الآن: 0