"جبهة النصرة" تعلن إعدام العريف علي البزال....من هو الشيشاني الذي هدّد بخطف نساء وأطفال لبنانيين؟

البزّال شهيداً في التصعيد الإرهابي للمواجهة وتحريك الأزمة الرئاسية مع زحمة الموفدين؟....جيرو "مورفي" فرنسي في لحظة مؤاتية لبلاده؟ ترابط واضح بين المبادرة وانطلاق الحوار الثنائي

تاريخ الإضافة الأحد 7 كانون الأول 2014 - 6:25 ص    عدد الزيارات 1927    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

البزّال شهيداً في التصعيد الإرهابي للمواجهة وتحريك الأزمة الرئاسية مع زحمة الموفدين؟
النهار...
بعد أيام من المكمن الذي نصبته لدورية من الجيش في جرود رأس بعلبك وتفجير عبوة ناسفة في جرود عرسال مما أودى بسبعة شهداء عسكريين، صعدت التنظيمات الارهابية المواجهة المفتوحة مع الجيش فأقدمت "جبهة النصرة" ليل أمس على تنفيذ تهديداتها المتكررة بإعدام الدركي المخطوف لديها علي البزال. وعكس هذا التصعيد الاجرامي بتصفية البزال بعد التوقيفات الاخيرة التي نفذها الجيش وشملت مطلّقة زعيم تنظيم "داعش" وزوجة احد قادة "جبهة النصرة"، ضغطاً كبيراً داميا تحاول عبره التنظيمات الارهابية ان تنزع من الجانب اللبناني ورقة القوة الاضافية التي تمكن منها واعادة مسألة المخطوفين العسكريين الى نقطة الصفر بعدما اخذت التحقيقات الجارية مع المرأتين الموقوفتين لدى مخابرات الجيش تتوغل الى كشف ادوار تنفيذية لهما من مثل التمويل والتجنيد.
وأعلنت "النصرة" قرابة الحادية عشرة ليلاً عبر موقع "تويتر" انها اعدمت البزال مهددة باعدام عسكري آخر خلال فترة وجيزة، معتبرة ذلك "أقل ما نرد به على الجيش اللبناني اذا لم يتم اطلاق الاسيرات". وعلى الاثر قطع اهالي الشهيد البزال الطريق بين بلدتي البزالية واللبوة كما سجل ظهور مسلح كثيف في البزالية. وسجل أيضاً انتشار لوحدات الجيش في البقاع الشمالي منعاً لاي تداعيات أمنية لاعدام الدركي الشهيد، خصوصا ان بيانا صدر باسم "شباب آل البزال" توعد بالانتقام للدركي الشهيد وتزامن مع انتشار حواجز مسلحة في البزالية واعمال تفتيش للسيارات.
حركة الموفدين
وكان المشهد الداخلي توزع أمس بين استنفار حكومي وأمني لمواجهة التطورات المتعلقة بالوضع الميداني على جبهة عرسال والبقاع الشمالي وملف العسكريين المخطوفين من جهة، والحركة الديبلوماسية الناشطة في اتجاه بيروت من جهة اخرى. ومع ان أولوية الملف الامني طغت على معظم الاتصالات والاجتماعات التي عقدت في السرايا الحكومية، استرعت انتباه المراقبين والاوساط السياسية حركة موفدين ديبلوماسيين الى بيروت بدءاً بزيارة الموفد الرئاسي الروسي نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف الذي كانت له جولة واسعة من اللقاءات السياسية سيكملها اليوم. كما ان جولة واسعة مماثلة من اللقاءات سيجريها الاثنين والثلثاء من الاسبوع المقبل الموفد الفرنسي مدير قسم الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا جيرو وتتركز خصوصا على ملف الانتخابات الرئاسية . كما تصل الثلثاء الى بيروت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني.
وأبرزت مصادر رسمية لـ"النهار" دلالات مهمة لهذه الحركة، اذ رأت انها تعكس تنامي الاهتمامات الدولية والاقليمية بالاستقرار في لبنان . واشارت هذه الى ان ما يعني لبنان في المقام الاول من هذه الحركة المتعددة الطرف هو ان الموفدين الاجانب يتكلمون بلغة شبه واحدة عن رغبات بلدانهم وسياساتها الثابتة حيال ضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان والعمل ما امكن على تخفيف تداعيات الحرب السورية عليه ومن ثم الدفع بقوة نحو وضع حد لازمة الفراغ الرئاسي فيه. وهو أمر ظهر بوضوح في المحادثات التي أجراها الموفد الروسي الذي لفت في محطاته في اليوم الاول من زيارته توافقه التام مع كلام للرئيس ميشال سليمان عن "اعلان بعبدا". وكان الرئيس سليمان شدد خلال لقائه بوغدانوف على "اهمية اعلان بعبدا الذي كان ليضمن تحييد لبنان ويخفف الانعكاسات السلبية للمعارك الجارية في جواره لو لم تتراجع بعض القوى اللبنانية عن تأييدها له على طاولة الحوار". ورد بوغدانوف بان روسيا "تبدي اهتماماً لاستقرار الاوضاع في لبنان وتشجع على انجاز الاستحقاق الرئاسي وتثمن دور الجيش اللبناني والقوى الامنية في مكافحة الارهاب". وجدد تأييد بلاده لـ"اعلان بعبدا" الذي قال "انه يصلح تعميمه على باقي دول المنطقة".
كما كانت للموفد الروسي لقاءات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، ثم زار مساء النائب طلال ارسلان وعقد بعد ذلك اجتماعا مع نواب "حزب الله" وشارك ليلاً في الاحتفال الذي أقيم في الاونيسكو احياء للذكرى الـ70 لاقامة العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وروسيا. وسيلتقي اليوم الرئيس امين الجميل والعماد ميشال عون والرئيس فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط.
وكان جنبلاط كشف عبر تغريداته في موقع "تويتر" أمس انه التقى الى عشاء في لندن "صديقه" مساعد الامين العام للامم المتحدة جيفري فيلتمان قائلاً: "أعرف أن أشخاصاً كثيرين في لبنان يكرهونه لكنني لا آبه الصديق هو صديق". وعاد جنبلاط ليلاً الى بيروت.
الحوار
في غضون ذلك، استبعدت أوساط مواكبة للاستعدادات الجارية للحوار الثنائي بين "تيار المستقبل و"حزب الله " ان تنطلق أولى جلسات هذا الحوار في الايام القريبة، ولكنها توقعت ألا يتجاوز موعد بدئه عيد الميلاد . وقالت إن تحديد الموعد لم يعد مسألة مفصلية بعدما بدأت الاستعدادات لانطلاق الحوار تشيع مناخا ايجابيا حتى قبل بدئه. وأوضحت ان مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري سافر أمس الى الولايات المتحدة وسيعود منها قبل عيد الميلاد مما يرجح انطلاق الحوار بعد عودته.
وفي المواقف من هذا الحوار، برز أمس قول الامين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري: "جل ما نريده من أي حوار ان نقفل أبواب الشر التي فتحها "حزب الله" علينا وان نبحث عما يفتح ابواب الخير على اللبنانيين وان نعيد الاعتبار للشركة الوطنية الحقيقية التي يمكن من خلالها فقط ان نواجه كل الاخطار وعلى رأسها خطر الارهاب والتطرف". وأضاف: "ان المعادلة المقدسة اليوم هي شرف تضحية وفاء وليس أي معادلة اخرى وان كل التضحيات تهون أمام تضحيات الجيش اللبناني".
الجيش
الى ذلك، عقد اجتماع امني موسع أمس في السرايا برئاسة الرئيس سلام ضم وزراء الدفاع والداخلية والعدل والمال وقائد الجيش والقادة الامنيين. واذ احيطت المناقشات والمقررات بكتمان شديد، علم ان المجتمعين تناولوا التطورات الميدانية الاخيرة على الحدود الشرقية مع سوريا والاجراءات العسكرية المتخذة تحسبا لكل الاحتمالات، كما تناولوا مستجدات قضية العسكريين المخطوفين في ظل التوقيفات التي قام بها الجيش في الاسبوعين الاخيرين.
وفي هذا السياق علمت "النهار" ان وزير الدفاع سمير مقبل أبلغ الجهات الرسمية أن قيادة الجيش ترفض أي تطاول على المؤسسة العسكرية خارج إطار النقاش الرصين في إجتماعات العمل وداخل الغرف المغلقة نظراً الى الاساءة التي تلحق بالمؤسسة وقت يخوض الجيش عمليات ضد الارهاب ويقدم التضحيات في هذا الاطار. وقد حصل الوزير مقبل على الالتزام المطلوب في المواقف التي تصدر عن أي جهة من عمل المؤسسة.
ويصل الى بيروت في 11 كانون الأول الجاري رئيس أركان الجيش الفرنسي السابق الجنرال ادوار هوريو لاجراء محادثات تستمر يومين بصفته رئيس مؤسسة التبادل العسكري بين فرنسا والسعودية وذلك لمتابعة عملية إدارة إنفاق هبة الثلاثة مليارات دولار المقدمة من المملكة الى الجيش.
"جبهة النصرة" تعلن إعدام العريف علي البزال
في خطوة أكد فيها تنظيم "جبهة النصرة" أنه لا يفهم سوى لغة الارهاب بدلا من التفاوض، أعلن عبر حسابه على "تويتر" (مراسل القلمون) تنفيذ حكم القتل في حق العريف اللبناني علي البزال لينضم إلى قافلة شهداء المؤسسة العسكرية التي كرست نفسها للدفاع عن لبنان من القوى الظلامية خلف التلال الحدودية.
 وفي بيان نشرته الجبهة على الحساب أشارت إلى أن تنفيذ الحكم جاء رداً اعمال الجيش اللبناني "وهو اقل ما نرد عليه وإن لم يتم اطلاق سراح الأخوات اللاواتي اعتقلن ظلماً وجوراً فسيتم تنفيذ حكم القتل في حق أسير آخر لدينا خلال فترة وجيزة". ونشرت صورة لشخص يطلق النار على رأس البزال.
وقالت مصادر وزارية لـ"النهار": "لم نكن امام مهلة محددة للإعدام كالمرات السابقة والقناة التي كانت تتحرك للوساطة في وضع مماثل شلت بسبب الحروب الإعلامية والسياسية".
إلى ذلك، تسارعت ردود الفعل الميدانية وفور سماع الخبر اقدم آل البزال على قطع طريق بعلبك - حُمُّص الدولية في محلة البزالية، وظهر انتشار مسلح كثيف في البلدة وسمعت أصوات رشقات نارية في الهواء. كما نفذ الجيش انتشاراً في البقاع الشمالي منعاً لحدوث أي تطورات. أما عائلة علي البزال فكانت في رياض الصلح لدى تلقيها خبر الاعدام ومن ثم توجهت الى بلدة البزالية.
وقال نظام مغيط شقيق المخطوف ابرهيم مغيط لـ"النهار": "لم نكن في جو التهديد بالاعدام في الساعات الماضية ولدينا تحرك تصعيدي اليوم".
من هو الشيشاني الذي هدّد بخطف نساء وأطفال لبنانيين؟
النهار...محمد نمر
لم يستطع "أبو علي" الشيشاني أحد قادة المسلحين في جرود القلمون أن يتمالك نفسه بعد توقيف زوجته وحجز طفليه في لبنان، فأطل عبر "فيديو" ضعيف الإخراج والسيناريو، ليهدد بخطف نساء وأطفال وعسكريين من لبنان، وبمنع الموفد القطري من دخول الجرود. فمن هو الشيشاني وهل يستطيع أن يؤثر في المفاوضات لإطلاق المخطوفين العسكريين؟
من القصير الى الجرود
إنه أنس جركس، سوري من بلدة القصير. زوجته الموقوفة في لبنان هي علا مثقال العقيلي ولها منه ولدان، صبي عمره 4 سنوات وبنت رضيعة بعمر 6 أشهر. وبحسب ما ذكرت مصادر قيادية في "الجيش السوري الحر" تنشط في القلمون لـ"النهار"، أسّس الشيشاني بداية كتيبة "درع الاسلام" في القصير، وانضم الى "كتائب الفاروق" التابعة لـ"الجيش الحر"، وبعد سقوط القصير بيد "حزب الله" والنظام السوري انتقل الى يبرود، حيث انضم الى "كتائب البراء" وأخيراً انتقل الى الجرود، حيث بدأ يغازل "جبهة النصرة" و"الدولة الاسلامية" باعتباره إسلامياً. حاول أن ينضم الى فصائل عدة لكن معظمها رفضه. ومنذ مدة بايع "الدولة الاسلامية" مع مجموعات من القصير، منهم قائد "لواء القصير" أبو عرب الزين، وقائد "فرقة الفاروق المستقلة" موفق أبو سوس وعبد السلام حربا، وأبو طلال الذي يقود "لواء فجر الاسلام" منذ توقيف عماد جمعة. وعلى الارجح، فهي قد رفضت.
تعتبر المصادر أن "مجموعة الشيشاني صغيرة ولا تأثير لها في أي ملف، وأكثر ما يمكن أن تفعله الخطف أو القتل أو السرقة. يبلغ عديدها ما بين 15 و20 مقاتلاً يتمركزون في وادي ميرا، هي المنطقة التي قيل أن العسكريين اللبنانيين محتجزون فيها مع "جبهة النصرة" التي ينتشر وجودها في كل الجرود من الطفيل الى جوسيه. واعتبرت ان "ربط اسم الشيشاني بمكمن رأس بعلبك الأخير مستحيل، فلا قدرة لمجموعته على تنفيذ مثل هذه العملية التي وقعت في منطقة تعتبر قريبة من نفوذ جبهة النصرة" التي لم تصدر بيانا رسميا على حسابها عبر "تويتر" تتبنى فيه العملية.
رسائل الشيشاني
اطل الشيشاني والى جانبه مقاتلون ملثمون، وخلفه راية سوداء شبيهة بالتي يرفعها عناصر "الدولة الاسلامية" (فيها الختم النبوي). ووجه رسائل، الاولى عتب فيها على "اهل السنة في لبنان وخصوصا طرابلس"، بالقول: "زوجتي علا المثقال الجليمي، اخذت منذ يومين من طرابلس من دار المدينة التي تسمى قلعة المسلمين... أين انتم يا اهل طرابلس من أعراضنا؟"، محملا الشيخ سالم الرافعي و"هيئة العلماء المسلمين" المسؤولية الكاملة في إخراج زوجته.
الثانية توجه بها الى الجيش اللبناني و"حزب الله"، اذ قال: "ان لم تخرج زوجتي فلا تحلموا بأن يخرج العسكريون من غير مفاوضات، وانا كنت تركت الامر لاخواني في الدولة الاسلامية وجبهة النصرة، ولكن الآن الامور اختلفت، وان لم تخرج فإن نساء واطفال حزب الله والجيش اللبناني هدف مشروع لنا قريبا وسآتي بهم وبعساكر قريبا الى هنا (الجرود)".
"هيئة العلماء المسلمين"
مصادر "هيئة العلماء المسلمين ردت على الشيشاني بالقول لـ"النهار": "لا تستطيع الهيئة ان تفعل اكثر من مواقف كلامية اعلامية ولا قدرة لها على اكثر"، متسائلة: "هل هي سلطة او مكان الدولة؟ تستطيع ان تدلي بموقف فحسب وسبق ان سجلت مواقفها حيال عدد من التوقيفات التعسفية التي تطاول الابرياء".
لا تخفي المصادر ان اعتقال النساء وحجز الاطفال قد يؤثر سلبا في المفاوضات لكنها لا تتمنى ذلك. وعن تهديد الموفد القطري، قالت المصادر: "حتى لو دخل الموفد الجرود، ففي رأينا ان امر المفاوضات لم يعد لدى "الدولة" في القلمون بل يبدو انه بات لدى القيادة في الرقة، والأمر نفسه بالنسبة الى النصرة"، معيدة سبب تحميل الشيشاني المسؤولية للهيئة بأنها "مظلة الحركات الاسلامية السنية وجامعتهم".
 
لجنة الاتصالات في السرايا واجتماع أمني تابع التطورات
النهار..
ترأس رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في السرايا الحكومية اجتماعا امنيا موسعا في حضور نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل، ووزراء المال علي حسن خليل، الصحة وائل ابو فاعور، الداخلية نهاد المشنوق، العدل اشرف ريفي، قائد الجيش العماد جان قهوجي، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابرهيم بصبوص، المدير العام لامن الدولة اللواء جورج قرعة، الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير، مدير المخابرات العميد ادمون فاضل، رئيس شعبة المعلومات العميد عماد عثمان وبحث المجتمعون في الاوضاع الامنية والتطورات في لبنان.
كذلك ترأس سلام إجتماع اللجنة الوزارية المخصصة للبحث في ملف الإتصالات، في حضور وزير الإتصالات بطرس حرب، وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وتم الإتفاق على مواصلة البحث في إجتماع يُعقد الإثنين المقبل.
 
التنسيق الإسرائيلي مع المسلّحين في الجولان يهدّد الهدوء في جبهة مزارع شبعا
النهار...شبعا – سعيد معلاوي
بعدما كشف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون في تقريره الأخير عن التنسيق بين الجيش الاسرائيلي والمجموعات المسلحة في الجزء الجنوبي من محافظة القنيطرة السورية المحاذية للسياج التقني مع منطقة الجولان المحتلة، "وبشهادة قوات الاندوف التابعة للأمم المتحدة على هذا المحور"، يتوقع أن يتبدل المشهد على هذه الجبهة بين كل الأطراف، بعدما شرّعت اسرائيل تنسيقها مع المسلحين امام الرأي العام العالمي، بما يعني انه في حال قرار الجيش السوري النظامي الهجوم على تلك المنطقة لاستعادتها من المسلحين سيجد نفسه وجها لوجه مع الجيش الاسرائيلي، مما سيكون له تبعات خطيرة على مستوى المنطقة ككل.
وفي هذه الحالة، يقول خبراء في الشؤون العسكرية، إن لبنان سيدفع الثمن غاليا لأن اسرائيل ستسمح للمسلحين السوريين المعارضين ومن يقاتل الى جانبهم ان يسلكوا بعض الطرق داخل مزارع شبعا المحتلة منذ 47 عاما، ليصلوا في غضون نصف ساعة الى بوابة هذه المزارع التي لا تفصلها عن شبعا سوى مئات الامتار فقط. كما ان طرقا اخرى توصل المسلحين الى اعالي العرقوب، وهي تلال استراتيجية تطل على معظم المنطقة الحدودية حتى شواطئ صور.
وفي حال اعتماد هذا السيناريو لا يعود هناك حاجة الى معابر جبل الشيخ لا صيفا ولا شتاء، لأن الطرق داخل المزارع محمية مباشرة من الاسرائيليين، وهناك اكثر من نقطة ضعف عسكرية في الخاصرة اللبنانية على هذا المحور.
ويبقى ان الجيش اللبناني و"حزب الله" ايضا يأخذان هذه المعطيات في الاعتبار ويتحسبان لها، ولا يبدو انها ستكون في فصل الشتاء، رغم كل هذا الضجيج الاعلامي حولها.
 
جيرو "مورفي" فرنسي في لحظة مؤاتية لبلاده؟ ترابط واضح بين المبادرة وانطلاق الحوار الثنائي
النهار...
تترقب القوى السياسية الداخلية بمستويات متفاوتة جداً في ميزان التفاؤل والتشاؤم والتقديرات والحسابات ما يثار حول مسارين لا رابط مباشرا بينهما في الظاهر ولكنهما يصبان في النهاية في خانة واحدة هي ازمة الفراغ الرئاسي. وهذان المساران هما الحوار الثنائي بين تيار المستقبل و"حزب الله" الذي تكاد الاستعدادات لانطلاقته تشارف نهايتها وتحرك الديبلوماسية الفرنسية على خط الجهود الاقليمية واللبنانية لانتخاب رئيس للجمهورية.
ويبدو من المعطيات المتوافرة حتى الساعة ان الاسبوع المقبل قد يشكل محطة بارزة في بدء استقطاب الاهتمامات الداخلية نحو هذا الربط المحتمل بين المسارين انطلاقا من الزيارة التي سيقوم بها لبيروت مدير قسم الشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية فرنسوا جيرو حيث أعد لزيارته جدول اعمال حافل بالمواعيد واللقاءات مع شريحة واسعة من المسؤولين الرسميين والقيادات السياسية من مختلف الاتجاهات السياسية بناء على طلبه علما ان زيارته ستستمر ليومي الاثنين والثلثاء وتأتي عشية الزيارة الرسمية الاولى لرئيس الحكومة تمام سلام لباريس في العاشر من كانون الاول الحالي. كما تتزامن الزيارة مع احتمال كبير لانطلاق أولى جلسات الحوار الثنائي بين تيار المستقبل ممثلا بمدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري و"حزب الله" ممثلا بالمعاون السياسي للامين العام للحزب السيد حسن نصرالله حسين الخليل في الاسبوع نفسه ما لم يحصل ما يحول دون إنجاز الاتفاق على جدول اعمال الحوار الذي تتواصل الاتصالات والاجتماعات بين نادر الحريري والوزير علي حسن خليل مكلفا من رئيس مجلس النواب نبيه بري من اجل إنجازه.
والواقع ان مستوى الآمال المعلقة على تحرك الديبلوماسية الفرنسية لا يزال منخفضا مع ان اوساطا داخلية مواكبة لهذا التحرك ترى فيه بارقة شبه يتيمة وسط شلل داخلي وخارجي متماد تركت معه ازمة الفراغ الرئاسي طويلا لأهل الداخل من دون طائل. ولعل الجديد الذي تبرزه هذه الاوساط في سياق تسليطها الضوء على مهمة جيرو الجديدة في بيروت التي سبق ان زارها سابقا لهذه الغاية ولم تفض زيارته آنذاك الى اكثر من استجماع الآراء والمواقف المختلفة من الازمة فيتمثل في ان توقيت التحرك الجديد يأتي من منطلق استشعار الجانب الفرنسي بأن ثمة معطيات اقليمية بالدرجة الاولى قد تشكل عاملا مساعدا له في المضي في جهوده. وتشير الاوساط في ذلك الى نقطة الربط الضمني بين توقيت تحرك جيرو والاختراق الداخلي المهم في إضاءة الاشارة الخضراء للحوار الثنائي بين المستقبل و"حزب الله" اذ يصعب تجاهل هذا التزامن بين التطورين وترابطهما. وتضيف ان الديبلوماسية الفرنسية تبدو في واقع الاندفاع نحو توظيف لحظة اقليمية تسمح لها بالسعي الى تحقيق اختراق عبر لبنان انطلاقا من مجموعة عوامل وتطورات وضعت باريس في موقع يسمح لها بتوسيع هامش الحركة خصوصا مع الدولتين الأكثر تأثيرا في لبنان اي المملكة العربية السعودية وإيران. ويبدو واضحا ان المبادرة الفرنسية تحظى ضمنا ايضا بغطاء أميركي ما دامت الولايات المتحدة لا تملك أجندة خاصة للبنان في هذا الوقت الا من منطلق ثابتة اساسية لديها هي الحفاظ على الاستقرار في لبنان وقد ذهبت في ذلك الى الدفع ضمنا نحو التمديد لمجلس النواب كما تشير معطيات مؤكدة من منطلق رغبتها في تجنب اي هزة تؤثر على الاستقرار في لبنان.
وتبعا لذلك تقول الاوساط المعنية نفسها ان مهمة جيرو باتت تذكر بمهمات موفدين ديبلوماسيين أميركيين سابقين في حقبات مفصلية ومأزومة من تاريخ النزاعات اللبنانية مثل الموفد الشهير ريتشارد مورفي في العام 1988 مع فوارق الظروف الخارجية والداخلية والتبدل الكبير في التأثيرات لهذه الدولة او تلك على الواقع اللبناني. ولكن العامل الذي لم يتبدل اطلاقا هو وللأسف الشديد ان الارتباط الدائم للنزاعات اللبنانية بالارتباطات الاقليمية والخارجية التي تقول الاوساط نفسها ان الموفد الفرنسي يجد نفسه حاليا امام فرصة تعتقد بلاده انها مؤهلة اكثر من اي دولة غربية او عربية او اقليمية على الاضطلاع بمحاولة كسح الألغام من طريق انتخاب رئيس للجمهورية باعتبار ان هذه الخطوة باتت تشكل اكثر من اي وقت سابق حجر الرحى في انقاذ لبنان من تداعيات الحرب السورية والمواجهة مع الارهاب عليه. وليس خافيا في هذا السياق ان فرنسا كسواها من الدول الأوروبية والغربية عموما تخشى من تصاعد الاستهدافات الارهابية للبنان مع كل مواجهة جديدة يخوضها الجيش مع التنظيمات الارهابية وهي ترى ان بقاء لبنان من دون رئيس للجمهورية يعرضه أكثر فاكثر للاخطار فيما يشكل انتخاب رئيس للجمهورية رافعة قوية للملمة الواقع السياسي وتقوية الجيش والحد الى مستوى كبير من اخطار الاستهدافات الارهابية التي تحاول العبث بالبعد المذهبي خصوصا. ومن هنا فان تحريك الحوار بين تيار المستقبل و"حزب الله" ينظر اليه على انه في بعده الداخلي يتوج أرادة واضحة وقوية لدى الفريقين الأكثر تمثيلا للسنة والشيعة في تحصين الاستقرار الداخلي ولو وسط خلافات جذرية بينهما. كما ان حوارا بهذه الاهمية يصعب ان ينطلق لو لم يكن الحليفان الإقليميان لهما اي السعودية وإيران يتقاطعان عند رعاية الاستقرار اللبناني على رغم الخلافات العميقة بينهما حول ملفات المنطقة وحروبها.
 
«العلماء» ترد على تهديدات الشيشاني لإنقاذ «أم علي»
بيروت - «الحياة»
استدعت التطورات الأمنية هذا الأسبوع، لا سيما استهداف الجيش اللبناني في جرود رأس بعلبك وعرسال مع ما استتبعه من تشديد تدابير وحداته في المنطقة الحدودية الشرقية والشمالية من البقاع، إضافة إلى تفاعلات توقيف مخابرات الجيش سجى الدليمي مطلّقة أبو بكر البغدادي وزوجة أبو علي الشيشاني الذي هدّد بخطف نساء وأطفال وعسكريين جدد، المزيد من المشاورات حول هذه التطورات فترأس رئيس الحكومة تمام سلام عصر أمس اجتماعاً وزارياً أمنياً موسعاً لهذا الغرض. واختلطت هذه التطورات مع المفاوضات على إخلاء العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى كل من «داعش» و «النصرة».
وبدأ الموفد الخاص للرئيس الروسي إلى المنطقة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف زيارته الرسمية للبنان حيث يجتمع مع كبار المسؤولين والقادة السياسيين في جولة عليهم تستمر اليوم. وثمّن دور الجيش والقوى الأمنية في مكافحة الإرهاب وشجّع على إنجاز الاستحقاق الرئاسي مؤكداً تأييد بلاده «إعلان بعبدا الذي يصلح تعميمه على بقية دول الشرق الأوسط».
وكان أبو علي الشيشاني أطلق تهديدات في شريط بث على «يوتيوب» مساء أول من امس علّق فيه على اعتقال «زوجتي علا مسقال العقيلي» (أم علي)، بقوله: «سنأتي بنساء وأطفال وكل من يتبع الجيش اللبناني»، معتبراً أنهم «هدف مشروع لنا». وحمّل مسؤولية «خروج زوجتي» لعضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ سالم الرافعي. وقال إنه لن يسمح للموفد القطري بأن يدخل إلى الجرود ثانية إذا لم يحلّ الموضوع اليوم قبل الغد.
وتعليقاً على توجيه أبو علي الشيشاني ما يشبه الإنذار للشيخ الرافعي، قال مصدر في هيئة العلماء لـ «الحياة» ان «الشيشاني حمّلنا مسؤولية معنوية وهذه وجهة نظر. فالشيخ الرافعي ليس بيده اي سلطة. انها مسؤولية معنوية عن الأطفال والنساء، هكذا قرأنا رسالته. وقبل الرسالة وبعدها الأمر نفسه، الهيئة تقوم بما يجب ان تقوم به من اتصالات. فنحن نرفض الظلم على اي امرأة، سنية كانت ام غير سنية، وهناك نموذج راهبات معلولا».
وقال المصدر في الهيئة: «نعرف واجبنا. ولا احد يحمّلنا اكثر من طاقتنا. بذلنا تضحيات ومن دمنا لإيقاف المعركة في عرسال ولدى الطرفين (الرافعي كان أصيب بالرصاص أثناء انتقاله إلى عرسال للتوسط في آب / أغسطس الماضي). نتفهّم مشاعر الرجل فزوجته هي الموقوفة ولن نقرأه تهديداً».
وعن نتائج تحرّك الهيئة باتجاه الدولة، قال: «لم نلمس اي ايجابية. كنا سحبنا يدنا من ملف العسكريين المخطوفين لأن الدولة لا تريد تقديم تنازلات وكذلك الخاطفين، ووجدنا ان الملف سائر باتجاه حائط مسدود وآثرنا الانسحاب. واليوم نرى ان توقيف النساء أمر اقحموه اقحاماً وهو لا يليق بالدولة. ما ذنب امرأة اذا كان زوجها مطلوباً»؟
وفي المقابل واصلت السلطات اللبنانية المعنية تكتمها على التحقيقات مع طليقة البغدادي وزوجة الشيشاني، وعلى الاتصالات في شأن المفاوضات لإطلاق العسكريين المخطوفين. وإذ أكدت مصادر مطلعة أن الوسيط القطري كان وصل إلى بيروت قبل يومين، لم تؤكّد معلومات عن أنه عاد إلى الدوحة. وحرصت المصادر على القول إن هذا الموفد «ليس مفاوضاً بل هو ينقل رسائل بين الخاطفين والدولة اللبنانية» التي يفاوض باسمها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.
وأوقف الجيش اللبناني في إطار ملاحقته للمشتبه بانتمائهم إلى التنظيمات الإرهابية المدعو عمر عامر صالح (سوري الجنسية) في منطقة القاع في البقاع الشمالي لانتمائه إلى إحد التنظيمات الإرهابية وفق بيان للجيش. وتردد أن عامر ينتمي إلى «النصرة».
وكان بوغدانوف التقى أمس رئيسَي البرلمان نبيه بري والحكومة تمام سلام والرئيس السابق ميشال سليمان ووزير الخارجية جبران باسيل ثم مساء رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد الذي أكد أن روسيا تبذل جهوداً كبيرة من أجل تسوية الأزمات بالطرق السلمية.
وأشار رعد إلى أنه «كانت فرصة للاستماع إلى ما يعترض جهود روسيا من عقبات وصعوبات».
ولفت إلى أن هناك صعوبات كبرى تواجه مسار الحلول، موضحاً أن «لا نيات لدى الجانب الوازن في المعادلة في المنطقة لإيجاد حلول سياسية بل مراهنات على تبديل موازين القوى».
وفي احتفال حضره مساء لمناسبة مرور 70 سنة على العلاقات الديبلوماسية بين روسيا ولبنان، أكد بوغدانوف أن بلاده تلتزم موقفاً داعماً لسيادة لبنان ووحدة أراضيه وشعبه، مشيراً إلى أن روسيا تعارض أي تدخل في وحدة لبنان الداخلية. وأوضح أن روسيا تنطلق من أن كل القضايا الوطنية يجب أن يتم حلها في إطارها القانوني في سياق حوار بين مختلف القوى السياسية.
 
شبكة أمنية محصنة للجيش حول عرسال وفي الجرد كل مظاهر»داعش» و «النصرة»
بيروت - «الحياة»
تعيش بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سورية وطأة ما يجري حولها في الجرود المحيطة بها، في وقت يكثف الجيش اللبناني إجراءاته منعاً لتسلل المسلحين إلى البلدة من خلال شبكة أمنية معززة بالدشم، ما ترك ارتياحاً وسط أبنائها، في وقت تتفلت مناطق تقع خارج حواجز الجيش المفتوحة على الجرود من أي انضباط، وتحديداً من وادي حميد وصولاً الى الحدود السورية.
وكانت الإجراءات الأمنية اتُّخذت على خلفية التطورات المتعلقة بتوقيف الجيش اللبناني في شمال لبنان (زغرتا والمدفون) زوجة القيادي في «جبهة النصرة» المعروف بـ«أبو علي الشيشاني»، وسجى الدليمي طليقة زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أبو بكر البغدادي، وخوفاً من حصول تداعيات لهذه التوقيفات.
وفيما أُشيع أن «جبهة «النصرة» أقامت في جرود عرسال خيمة عزاء بقياديين اثنين قضيا في قصف الطائرات السورية داخل الأراضي السورية، نفى عراسلة أن تكون أي خيمة أُقيمت داخل البلدة، بل تحدث هؤلاء عن مظاهر في الجرود تشبه دولة وأحكاماً إسلامية، حيث يطغى عدد السوريين فيها على العراسلة، وهم قلة، إذ تم تحويل بيت صودر في الجرود إلى «محكمة» يُحاكم فيها السوريون، كما تحدثوا عن إطالة اللحى، وانتقال نساء من اعتماد الحجاب الى النقاب، وعن أسلحة ظاهرة في أيدي الشباب والرجال، وعن مصادرات لبضائع في دكاكين يملكها بعض العراسلة بحجة حرمتها، كالسجائر والتنباك مثلاً، كما ترتفع في هذه المناطق رايات لـ «النصرة» و «داعش».
تهديد الشيشاني
وكان «أبو علي الشيشاني» هدد ليل أول من أمس، من خلال شريط مصور بث على موقع «يوتيوب» بالتحرك «لأَسْر نساء وأطفال في لبنان إذا لم يتم الإفراج عن زوجته وطفليه الذين اعتقلهم الجيش».
وقال إن «زوجتي علا مسقال العقيلي (أم علي) أُخذت منذ يومين من طرابلس. ولن تغمض لي عين ولن يرتاح لي بال قبل أن تخرج زوجتي وأطفالي».
وأوضح أنها «كانت في مدرسة من مدارس طرابلس لاجئة، مثلها مثل بقية النساء، فلا ذنب لها ولا شأن لها، فلماذا اعتقلوها بسبب زوجها». وحمَّل رئيسَ «هيئة العلماء المسلمين» الشيخ سالم الرافعي «المسؤولية عن أعراضنا»، كما حمَل على الجيش اللبناني، مهدداً «إن لم تخرج زوجتي في القريب العاجل لا تحلموا بأن يخرج العساكر (العسكريون المخطوفون لدى النصرة وداعش) من غير مفاوضات. وكنت لا أتدخل في هذا الموضوع أما اليوم فاختلف الوضع كثيراً».
وتوجه إلى «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية» قائلاً: «كفانا تفاوضاً، ودعوا التفاوض وأجِّلوا شأن لبنان وتعالوا نحرر قرانا، الوفد القطري إن لم يستطع أن يحل الموضوع في الـــقريب العاجل فهو ليس مرحباً به في الجرود، ولن أسمح له بالدخول مرة ثانية إن لم يحل هذا الموضوع الآن قبل الغد».
وفي السياق الأمني، أوضحت قيادة الجيش- مديرية التوجيه، أن «دورية تابعة للجيش عثرت في محلة حي الأميركان- طرابلس (شمال لبنان) علــى قنبـــلة يدوية دفاعية وقنبلة مصنعة يدوياً زنة 500 غرام من المواد المتفـــجرة موصولتين بواسطة فتيل اشتعال وموضوعتين داخـــل عبوة مياه فارغة. وحضر الخبير العسكري وفككهما».
اجتماع امني
وعُقد في مكتب المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم اجتماع تنسيقي للقادة الأمنيين، حضره مدير المخابرات في الجيش العميد الركن إدمون فاضل ورئيس فرع المعلومات العميد عماد عثمان، وناقش المجتمعون الأوضاع الأمنية من كل جوانبها، واتخذوا الإجراءات التنسيقية المناسبة الآيلة إلى تثبيت الأمن والاستقرار في البلاد.
وكان اللواء إبراهيم اعتبر في مقالة له في مجلة «الأمن العام»، أن «الدور الذي اضطلعت به القوى العسكرية من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة، كان هو العاصم من سقوط لبنان في أتون الحروب الداخلية وبراثن الإرهاب الذي تعددت تسمياته وتبدلت وجوهه». وتوجه إلى ضباط المديرية قائلاً إن «لا خيار لنا إلا المواجهة أياً تكن التضحيات من خلال صف واحد مع الأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى»، مشيراً إلى أن «الأمن العام أصبح جزءاً من المعادلة الأمنية في البلاد».
وعصراً، عقد اجتماع امني موسع في السراي الكبيرة برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام حضره وزراء الداخلية نهاد المشنوق والعدل أشرف ريفي والمال علي حسن خليل والصحة وائل أبو فاعور وقائد الجيش العماد جان قهوجي والمديرون العامون للأمن العام وقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص وأمن الدولة اللواء جورج قرعة والأمين العام لمجلس الدفاع اللواء محمد خير والعميد فاضل والعميد عثمان.
 
كوادر في»الشيوعي» يهاجمون القيادة
بيروت - «الحياة»
دعت مجموعة قيادات وكوادر في الحزب «الشيوعي اللبناني» أعضاء الحزب إلى «التمسّك بوحدة الحزب ومواجهة محاولة عقد مؤتمر تقسيمي»، مشيرة إلى أن «المؤتمر الـ 11 للحزب يشكل وسط التطورات الخطيرة التي تمر بها المنطقة ولبنان، وبفعل الأزمة التي يمر بها الحزب، محطة ينبغي أن تكون استثنائية بكل المعايير». وأسفت «لأن احتفالات الذكرى التسعين، مضافة إلى وقائع عديدة سابقة، أظهرت أن الحزب غير جاهز للقيام بدوره المطلوب في هذه المرحلة المصيرية».
وأرجعت ذلك «ليس فقط لأسباب موضوعية إنما أيضاً إلى تراكم العجز والأخطاء في توجهات وممارسات قيادته الراهنة ما أدى إلى تعطيله وتفكك بنيته وإعاقة عمل مؤسساته وعزلته وتهميش دوره وفعاليته وحضوره على الخريطة النضالية والسياسية عموماً».
وأوضحت في نداء أمس أن «المعارضة الحزبية المتنوعة عموماً اكتفت بطرح وجهات نظرها داخل الأطر الحزبية، ما سهل للمجموعة المهيمنة مهمة تشويه الحقائق المتعلقة بالأزمة الحزبية عبر استخدام كل المنابر الإعلامية الحزبية وغير الحزبية». وأوضحت أن «القيادة تمارس سياسة الهروب إلى الأمام بالسعي إلى تهريب المؤتمر بالتعارض مع النظام الداخلي ومع حقوق الأعضاء ومصلحة الحزب، وبما يطيح ما تحقق من إجراءات سابقة ذات طابع ديموقراطي».
 
بوغدانوف: ندعم لبنان لمكافحة الإرهاب ونرتب مشاورات سورية لمفاوضات بلا شروط
بيروت - «الحياة»
اكد نائب وزير الخارجية الروسي (الموفد الخاص الروسي الى الشرق الاوسط) ميخائيل بوغدانوف مواصلة تقديم بلاده «الدعم للبنان على المستويين السياسي والاقتصادي وطبعاً في المجال العسكري بغية تعزيز قدرات الجيش اللبناني والشرطة والامن لمكافحة الارهاب بشكل اكبر»، متمنياً «النجاح للأصدقاء اللبنانيين في تجاوز كل الصعوبات وفي مجال مكافحة الارهاب».
وكان بوغدانوف الذي وصل الى بيروت مساء اول من امس، زار امس، يرافقه السفير الكسندر زاسبكين على رئيس الحكومة تمام سلام وبحث معه «الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين».
وسئل المسؤول الروسي بعد زيارته رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن مبادرة روسية يحكى عنها لتشكيل حكومة انقاذ سورية وأن وفداً من الائتلاف السوري المعارض سيزور موسكو، فرد بالقول ان «هذه المعلومات ليست دقيقة، نحن على اتصال مع الحكومة السورية والمعارضة في الداخل والخارج، ومهمتنا ترتيب الاتصالات التشاورية التمهيدية لمفاوضات جدية من دون شروط مسبقة، لكي يجتمع السوريون ويبدأوا الحديث وتقارب الافكار حول كل الامور المطروحة، لأنه في نهاية المطاف، فإن الشعب السوري المتمثل بالحكومة وبالمعارضة هو صاحب القرار في ما يخص تقرير مصير ومستقبل البلد لكي تبقى سورية واحدة والشعب السوري الواحد». وشدد على ان بلاده «مع الاصدقاء اللبنانيين، ونركز على ضرورة تعزيز روابط الصداقة والتعاون المثمرين بين روسيا ولبنان، ولدينا عواطف متبادلة على مستوى شعبينا».
وجدد المسؤول الروسي التأكيد بعد زيارته الرئيس السابق ميشال سليمان «ان روسيا تبدي اهتماماً باستقرار الأوضاع في لبنان وتشجِّع على انجاز الاستحقاق الرئاسي، وتثمِّن دور الجيش اللبناني والقوى الأمنية في مكافحة الإرهاب»، مجدداً تأييد بلاده لـ «إعلان بعبدا» الذي يصلح تعميمه على بقية الدول في الشرق الأوسط».
وسمع بوغدانوف من سليمان أن «أمن لبنان وسلامة أراضيه، يرتبطان بشكل أساسي بمدى تحييده عن أزمات المنطقة وحروبها، وبتجنيبه الانعكاسات السلبية للمعارك الدائرة في جواره»، مؤكداً «أهمية إعلان بعبدا الذي كان ليضمن هذا التحييد ويخفف الانعكاسات لو لم تتراجع بعض القوى اللبنانية عن تأييدها له على طاولة الحوار».
واعتبر أن «بقاء الدولة بلا رأس، يخدم المجموعات الإرهابية قبل أي طرف آخر».
وقال بوغدانوف بعد زيارته وزير الخارجية جبران باسيل: «الحوار السياسي بيننا مبني على ثقة متبادلة، والمشاركة فاعلة ونشيطة جداً بين وزيري خارجية بلدينا سيرغي لافروف وجبران باسيل. ونستمر في الجهود المشتركة لتعزيز روابط الصداقة والتعاون المثمر في كل المجالات، وتبادل زيارات الوفود بين موسكو وبيروت. ونسعى الى مزيد من الاتصالات مع الأصدقاء اللبنانيين».
وعما اذا كان يقوم بمهمة معينة في شأن رئاسة الجمهورية اللبنانية، اكتفى بالقول: «هذا سر».
والتقى المسؤول الروسي قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي في مقر قيادة الجيش.
وشارك بوغدانوف مساء في مهرجان خطابي اقيم لمناسبة مرور 70 سنة على العلاقات اللبنانية - الروسية، بدعوة من السفير الروسي الكسندر زاسبكين ورئيس جمعية الصداقة اللبنانية - الروسية جاك صراف، وبرعاية الوزير باسيل في قصر «يونيسكو».
 
من هم "صقور القاع"؟
 المصدر : خاص موقع 14 آذار... خالد موسى
المسيحيون في منطقة البقاع الشمالي وتحديداً في بلدة القاع يتخوفون من امتداد تداعيات الحرب الدائرة في جرود القلمون الى بلدتهم، وانتقال نيران الإقتتال الى الداخل. هذا الخوف تنامى مع بدء الحديث عن تواجد لتنظيم "الدولة الإسلامية" في المقلب السوري، وعودة الذاكرة بالأهالي الى ما فعله التنظيم في حق الايزيديين والمسيحيين في قرى ومدن العراق.
وفي ظل هذا الواقع، برز في الآونة الأخيرة العديد من الأخبار في شأن عمليات التسلح والأمن الذاتي التي تحدث في القاع والقرى المحيطة، كان آخرها ما قاله قبل أيام ابن القاع عضو الحزب السوري القومي الإجتماعي النائب مروان فارس في تصريح صحافي أن "أهالي تلك القرى في حال استنفار دائم تحسباً لأي عدوان محتمل، ومعركتهم وطنية مئة في المئة، بدليل أن أهالي الهرمل جندوا أكثر من 250 شاباً شيعياً للدفاع عن بلدة القاع عندما أعلنت 'النصرة” نيتها مهاجمتها".
رزق: لا عمليات تسليح تجري داخل البلدة
رئيس بلدية القاع ميلاد رزق، نفى في حديث خاص لموقع "14 آذار" " وجود أي عمليات تسليح داخل البلدة"، متسائلاً: "من منا ليس لديه سلاحاً فردياً في منزله من أجل حماية أهله وعائلته وأملاكه من اي إعتداء؟". وشدد على أن "من يحمي بلدة القاع هو الجيش اللبناني فقط لا غير"، مشيراً الى ان "حالة الخوف الموجودة لدى الأهالي هي نفسها تلك الموجودة في البلد، وإن كان هناك من يريد تسليحنا فنحن جاهزون لذلك وليس لدينا أي مانع في ذلك".
القاع خارج الخريطة
وسأل: "من يريد تسليحنا، من يقدر اليوم على التضحية بأمواله من أجل القاع؟"، لافتاً الى "أنهم يضحون بأموالهم من أجل جونية وجبيل والجنوب وزحلة، فالقاع ليست من أراضي الدولة اللبنانية وهي خارج الخريطة بالنسبة لهم، فلا كهرباء ولا ماء لدينا فمن أجل ماذا يخافون علينا ويريدون تسليحنا؟".
وشدد على أن "لولا تواجد الجيش اليوم في القاع، لما كان قد بقي أحد في البلدة، فهناك 10 بالمئة من سكان القاع يتواجدون اليوم في البلدة، فالقاع تعد نحو 15 ألف نسمة، لا يوجد فيها اليوم سوى ألفان نسمة وأوضاعهم في حالة لا يرثى لها"، مشيراً الى أن "هناك اكثر من 37 ألف نازح في القاع وأهالي البلدة يعملون على مساعدتهم وحمايتهم، والعلاقة جيدة جداً بين اللاجئين وأهالي البلدة وكذلك العلاقة جيدة مع أهالي عرسال والهرمل وبعلبك".
غير أن هاجس الخوف من الغريب، وعلى وقع جراح الذاكرة المتعلقة ببطش النظام السوري في حق أبناء هذه البلدة، تداعى عدد من العسكريين المتقاعدين من أبناء القاع الى تشكيل إطار تنظيمي تحت مسمى "صقور القاع"، الذي يعتبر نسخة معدلة عن "أنصار الجيش" التي شكلها النائب ميشال عون عندما كان قائدا للجيش اللبناني.
سعد: الصقور على تنسيق دائم مع الجيش
يوضح مختار القاع والمسؤول الرسمي عن صقورها منصور سعد في حديث خاص لـموقعنا، أن " الصقور هم على تنسيق دائم مع أحد الأجهزة الأمنية اللبنانية، يرصدون كل ما هو غريب داخل البلدة من ثم يبلغون الأجهزة الرسمية المختصة، لصد أي هجوم قد يحصل فجأة"، مشيراً الى أن "الصقور غير محصورة بالعسكريين المتقاعدين من الجيش فحسب، بل بأبناء البلدة المدنين وكل من يرغب بالمشاركة في هذا العمل، من أجل الحفاظ على الأرض".
"هي ليست مجموعة كما يحاول بعض الإعلام تصويرها على انها أمن ذاتي، إنما هي عيون للجيش أو أنصار للجيش تراقب أي حركة غير طبيعية وتعمل على تبليغ الأجهزة الأمنية التي تقوم بمعالجة الأمور"، يقول سعد. ويلفت الى أن " كنا طالبنا مراراً وتكراراً بضرورة توسيع مهمة الجيش وتعزيز تواجده وحضوره داخل البلدة وتكثيف مراكزه، ولكن لم يستجب لمطالبنا، فقمنا بتشكيل الصقور من أجل مساعدة الجيش وحماية البلدة وأهلها من اي تحركات مشبوهة داخلها ومن عملية السرقة التي كثرت في الآونة الأخيرة".
 
علي البزال شهيد أربعة أشهر من المفاوضات غير الجدية!
 المصدر : خاص موقع 14 آذار
 لم يكن خبر استشهاد العريف في قوى الأمن الداخلي علي البزال سهلاً على اللبنانيين، خصوصا ً أهالي العسكريين الذين استقبلوا الخبر كالصاعقة التي ضربتهم وباتوا في حال من الصدمة.
وسيستيقظ اللبنانيون اليوم على الصدمة نفسها، فبعد نحو 4 اشهر من الأخذ والرد وبعد وعود ورحلات للموفد القطري وقطع طرق ونوم في الشوارع، انتهى المطاف بقتل علي البزال.
لم تطل الحكومة طوال الليل بأي تصريحات رسمية، بل نشرت معلومات بررت ان الحدث حصل من دون تهديد مسبق ولذلك لم تتحرك الحكومة كعادتها عبر قنوات الاتصال والوسطاء لاجل وقف الامر، ورجحت أوساط نيابية لموقع "14 آذار" انه لو أعطت النصرة مدة زمنية محددة لكانت الحكومة استطاعت تعطيل الحكم كالعادة، إلا أنه يبدو أن النصرة أخذت قرارها مسبقاً ولم تترك للاتصالات او التفاوض أي مكان وأقدمت على الأمر بهدوء لتعلن الخبر في ما بعد.
بيان النصرة كان مقتضباً وحمّل الجيش اللبناني و"حزب الله" المسؤولية، ورجحت الاوساط أن يكون ملف توقيف النساء في الفترة الأخيرة وراء "استفزاز جبهة النصرة ودفعها إلى الاقدام على هذا الامر"، معتبرة أن "هناك جهة تريد العبث بالملف وعدم دفعه إلى الامام"، وسألت: "كيف سترد الحكومة على اسئلة أهالي العسكريين، وماذا ستفعل لاطفاء نارهم؟".
وأكدت مصادر أهالي المخطوفين لموقع "14 آذار" أن "الاهالي ينتظرون اتصالات وزراء الحكومة أو أعضاء خلية الأزمة للاعلان عن موقفهم مما جرى، خصوصا بعدما باتت عائلة البزال في بلدتها تبحث عن رائحة ابنها، وإذا تأخر التواصل معنا فسيكون اليوم يوماً تصعيدياً لأن أولادنا ليسوا لعبة بيد أي جهة كانت وعلى الحكومة أن تحسم خيارها وأن تعلن رسميا إذا هي مع المقايضة فلتقوم بالامر واذا فسنقوم نحن أيضا بواجبتنا تجاه اولادنا".
وأكدت الأوساط أن "الحكومة وفور سماع الخبر وفي حالة اتصالات خصوصا برئيس الحكومة تمام سلام الذي يريد أن ينهي هذا الملف في أسرع وقت ممكن"، داعية إلى "النظر في حال أهالي المخطوفين والاقدام على المقايضة عبر مفاوضات جدية مباشرة تحسم النقاش، في ظل رعاية قطرية وتركية". واعتبرت أن التفاوض المباشر من شأنه الاسراع في حل الملف، بدلا من انتظار الموفد من الخارج.
وتخوفت من "التحركات الميدانية بقاعاً، خصوصا المسلحة"، وتخشى دخول صانعي الفتنة للايقاع بين البلدات الحدودية وتحقيق أحلام المسلحين في الجرود، معتبرة أن "الحكمة في معالجة الموضوع مهمة بسبب حساسية توقيت استشهاد البزال".
رحل هلي البزال وانضم إلى رفاقه محمد حمية وعباس مدلج وعلي السيد، وإلى الشهادة من أجل هذا الوطن ومن أجل كل لبناني وفي القوت نفسه هناك 23 عسكريا لا يزالون خلف التلال الحدودية ينتظرون دولتهم للتضحية من أجلهم، ومن أجل عودتهم إلى أحضان عائلاتهم.
 

المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,964,239

عدد الزوار: 7,652,331

المتواجدون الآن: 0