أخبار وتقارير...«حزب الله»: حزب إيران، لا حزب لبنان ..."اللوبي" الفلسطيني في واشنطن: ضربة قاسية.....صيغة بديلة لإنهاء الانقسام الفلسطيني....كيف يواجه الجيش الكمائن؟...رئيس الاستخبارات الروسية: الغرب يريد إطاحة بوتين بإجراءات اقتصادية

أوروبا تحض روسيا على تحييد غرب البلقان...أوباما يخفض التوقعات إزاء اتفاق شامل مع إيران....فرض اللغة العثمانية والتعليم الديني في مراحل مبكرة....كوباني تستنزف «داعش» وضربات التحالف تجفف مستودعات ذخيرته .. الأميركيون ينزلون إلى الشوارع ضد العنصرية ويستعيدون حركة الحقوق المدنية في الستينات

تاريخ الإضافة الأحد 7 كانون الأول 2014 - 7:15 ص    عدد الزيارات 1882    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

«حزب الله»: حزب إيران، لا حزب لبنان
ديفيد داوود
ديفيد داوود حائز على شهادة الدكتوراه في القانون الدولي، وعمل في لبنان ومصر.
منتدى فكرة
تراجعت مكانة «حزب الله» في المجتمع اللبناني تراجعاً كبيراً إذ كشف الحزب من خلال تحالفه مع نظام بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية أنه يعطي الأولوية للمحسوبية على حساب الوطنية، ونتيجةً لذلك بات الكثير من اللبنانيين غير الشيعة يعتبرونه وكيلاً أجنبياً يخدم المصالح الإيرانية. لكن هذه العثرة ليست الأولى التي ارتكبها «حزب الله» في السنوات الأخيرة.
فبعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عام 2005، أعلن الحزب دعمه للنظام السوري في الوقت الذي اتهم فيه العديد من اللبنانيين دمشق بمقتل الحريري. ومع أن سوريا نفت أي دور لها في الاغتيال، انطلقت مظاهرات حاشدة في بيروت مطالبةً بانسحاب الجيش السوري من لبنان، فيما وقف «حزب الله» وحلفاؤه إلى جانب الأسد. بالإضافة إلى ذلك يرفض «حزب الله» التعاون مع "المحكمة الدولية الخاصة بلبنان" التي تحقق في قضية الاغتيال، أو حتى تسليم العناصر التابعة له التي يشتبه أنها شاركت في العملية. وفي عام 2006، شنّ «حزب الله» بمفرده حرباً ضد إسرائيل دامت شهر دون موافقة الحكومة اللبنانية. وفي عام 2008، أقدم مقاتلو الحزب على احتلال بضع مناطق العاصمة اللبنانية بعدما اكتشفت الحكومة نظام المراقبة السري الذي وضعه الحزب في مطار بيروت. لذلك فإن قرار «حزب الله» بجرّ لبنان إلى حرب أهلية في سوريا المجاورة - الأمر الذي دعا المقاتلين السنة إلى شن اعتداءات في كافة أنحاء البلاد - ما هو إلا واحد من الحسابات الاستراتيجية الخاطئة التي شوّهت صورة ما يعرف بـ "المقاومة الإسلامية" في لبنان.
لكن بصيص الأمل لا يزال موجوداً أمام «حزب الله». فمن المفارقات هو أن خلاصه يبدو أنه يأتي وبغير قصد من أكثر مصدر مستبعد، وهو تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» أو «داعش». فقد اجتاح هذا التنظيم سوريا والعراق وأنزل الويلات بالأقليات الدينية مغرقاً المنطقة بأسرها في حالة توتر شديد، بما في ذلك لبنان. ونظراً إلى هشاشة وضع البلاد، يبحث اللبنانيون مرة أخرى عن منقذٍ وطني. وفي هذا الصدد يستعد «حزب الله» للاضطلاع بهذا الدور.
والواقع أن هجوم «داعش» في بلدة عرسال الحدودية خلال شهر آب/أغسطس الماضي أثبت التهديد الذي تشكله هذه الجماعة. فقد قام التنظيم مع عناصر من «جبهة النصرة» - الذراع السوري لـ تنظيم «القاعدة» - باجتياح عرسال بعد أن أوقفت قوات الأمن اللبنانية قائداً في «جبهة النصرة» كان قد أعلن مؤخراً ولاءه لما يسمّى بـ «الدولة الإسلامية». وبمساعدة علماء الدين السنة، تمكن الجيش من إعادة إرساء الهدوء، إلا أن العملية شهدت مقتل وأسر عشرات الجنود، فيما آثر «حزب الله» عدم التدخل في المعارك لأسباب تكتيكية. ولكن حين حاولت عناصر من «داعش» و«جبهة النصرة» التسلل في تشرين الأول/أكتوبر إلى شرق لبنان، وقف لهم «حزب الله» بالمرصاد ونجح وحده في مواجهة المقاتلين دون مساعدة الجيش، وبوقوع عدد أقل من الضحايا.
وبالتالي فبالنسبة لعدد متزايد من اللبنانيين، يبدو أن «حزب الله» هو الحاجز الوحيد الذي يقف بينهم وبين تنظيم «الدولة الإسلامية». وإذ يشعر الحزب بوجود فرصة تسنح لعودته إلى المجتمع اللبناني، يروج في الوقت نفسه لقدرته على التصدي بنجاح لتنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» فيما يستغل مخاوف دعم أعداد اللاجئين المتنامية في لبنان لهذه الجماعات. وقد استفاد «حزب الله» من تغير النظرة المحلية تجاهه ليعيد إحياء "كتائب المقاومة اللبنانية" التي أسست في عام 1988 لغير الشيعة الراغبين بقتال إسرائيل، وذلك من أجل محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية». وتشير بعض التقارير حتى إلى انضمام [متطوعين من] السنة إلى هذه الكتائب.
وقد أشار «حزب الله» أيضاً إلى تصدره المشهد اللبناني مجدّداً من خلال هجومه الأخير على القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان. ففي السابع من تشرين الأول/أكتوبر، فجّر «حزب الله» قنبلة في مزارع شبعا متسبباً بإصابة جنديين. وباستثناء الاعتداءات العرضية التي ينفذها «حزب الله» ضد إسرائيل من الجانب الآخر من الخط الأزرق، كان الحزب قد تفادى المواجهات المفتوحة مع إسرائيل منذ حرب تموز/يوليو 2006. غير أن الحزب تبنى علناً مسؤولية التفجير الأخير وحتى أنه اعترف بانتهاك القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن والذي وضع حداً لحرب 2006. ولعل الحزب لم يسعَ بهذه الخطوة إلى استفزاز جيش الدفاع الإسرائيلي إنما هدف إلى توجيه رسالة مزدوجة، وهي أن قواته ليست مشتتة بشكل يمنعه من محاربة إسرائيل، وأنه استعاد مكانته وشرعيته في لبنان. وفي حين ينتقد بعض السياسيين اللبنانيين «حزب الله» على المخاطرة باندلاع مواجهة محتدمة مع جيش الدفاع الإسرائيلي، قد يكون الحزب أكثر تماشياً مع شعور الشارع اللبناني. فكلما تنامى خطر «داعش»، سيتنامى معه تأييد «حزب الله». ونظراً لقلة الدعم الذي يتلقاه تنظيم «الدولة الإسلامية» من اللبنانيين بكافة مذاهبهم، ليس مستغرباً أن يرى اللبنانيون غير الشيعة بشكل متزايد أن «حزب الله» هو أهون الشرين - هذا إن كان شراً على الإطلاق - فيمنحوه حرية أكبر في داخل البلاد وخارجها على حد سواء.
ويجدر بالذكر أن «حزب الله» منظمة تتمتع بقدرة تأقلم عالية، وإذا تصرفت بطريقة استراتيجية قد تتمكن مرة أخرى من الظهور بحلة المنقذ للبنان. ولكن من الخطأ أن نظن أن الميليشيا الشيعية لم تتعلم من تجاربها على مدى الأعوام الأربعة عشرة الماضية. فحين يتراجع تهديد «داعش»، من المحتمل أن يختار «حزب الله» مرة أخرى مقاربة أكثر توافقية مع المجتمع اللبناني من أجل الحفاظ على الدعم الشعبي له. ولكن لا يجوز اعتبار هذا التحول التكتيكي بمثابة تغيير فعلي في الإيديولوجية ذلك أن «حزب الله» كان ولا يزال حزب إيران، لا حزب لبنان.
 
"اللوبي" الفلسطيني في واشنطن: ضربة قاسية
النهار...المصدر: ترجمة نسرين ناضر
روزي غراي - صحافية أميركية
أنشئ فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين عام 2003 وكان الهدف منه وضع قضية إقامة الدولة الفلسطينية في صلب السياسة الأميركية. ومنذ ذلك الوقت، استمر فريق العمل بالاتّكال على موازنة ضئيلة وطاقم صغير، وغالباً ما يشارك مسؤولون حكوميون أميركيون رفيعو المستوى وشخصيات مرموقة أخرى في واشنطن، في احتفاله السنوي.
رأى صنّاع السياسات أنّ فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين يمثّل الأفضل في السياسة الفلسطينية، وأحد الأسباب هو ارتباطه برئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض الذي كان موضع ثناء في الغرب نظراً لأسلوبه في مقاربة بناء المؤسسات. وقد ألقت هيلاري كلينتون كلمة في الاحتفال الذي أقامه فريق العمل عام 2010، عندما كانت وزيرة للخارجية.
لكن خلال العام الجاري، تبدّلت الأوضاع بالنسبة إلى "فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين". فقد تلقّت هذه المجموعة التي لا تتوخّى الربح ضربة قاسية جراء الحرب التي اندلعت الصيف الفائت بين إسرائيل و"حماس" وانهيار محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين بوساطة أميركية والتي كانت تهدف للتوصّل إلى حل الدولتين الذي يقع في صلب مهمة "فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين". وهكذا قرّرت المجموعة إلغاء احتفالها السنوي الذي يؤمّن عادةً نصف المبالغ التي تجمعها سنوياً. ويقول مؤسسها إنها ستُضطر إلى خفض عدد موظّفيها والانتقال إلى مكاتب أصغر مساحة. لقد وقع "الفريق" ضحية تحوّل أوسع نطاقاً: فالأمل بالتوصل إلى حل الدولتين الذي تتبنّاه السياسة الأميركية رسمياً وتعتبره المنظومة الأميركية السبيل المشروع الوحيد لإنهاء النزاع، يفقد زخمه، ما يتسبّب بأزمة وجودية كبرى لبعض الجهات الأكثر تمسّكاً به.
لقد سلّط زياد عسلي، مؤسس "فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين" ورئيسه، في مقابلة مع BuzzFeed News في واشنطن، الضوء على المشكلات التي تواجهها المجموعة معلناً أنها اتخذت في آب الماضي - قبل يومَين من وقف النار في حرب غزة - قراراً رسمياً بإلغاء احتفالها الذي كان مقرراً إجراؤه يوم الثلثاء [18 تشرين الثاني الماضي].
يقول عسلي، الطبيب المولود في القدس والذي تدرّج في مهنة الطب في إيلينوي طوال عقود قبل أن ينتقل إلى واشنطن للعمل على القضية الفلسطينية، إن فشل المفاوضات والحرب اجتمعا معاً هذا العام ليتسبّبا بإحباط شديد في المعنويات.
فقد شرح عسلي: "شكّل الإخفاق الشديد الذي آلت إليه المفاوضات من دون الحفاظ ولو على ورقة تين، انتكاسة كبيرة. لم يكن إخفاقاً للمفاوضات وحسب، إنما أيضاً لمفهوم حل الدولتين، وللتوقّعات السياسية المرتبطة بالدور الذي تؤدّيه الولايات المتحدة في المفاوضات وبقدرتها على التأثير فيها؛ كان ذلك سيئاً جداً. وقد كان له أثر علينا بالتأكيد، لأننا منظمة ذات مهمة محدّدة قوامها حل الدولتين"، مضيفاً: "حصلت مفاوضات وحرب في غضون عام واحد، وكانت لكلتيهما نتائج كارثية".
يترك إلغاء الاحتفال السنوي تداعيات سلبية جداً على "فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين"، لأن الحفل يؤمّن جزءاً كبيراً من التمويل - تبلغ موازنة المجموعة السنوية نحو مليون دولار أميركي. إلا أن عسلي وفريقه شعرا بأن الوضع السياسي صعب جداً بالنسبة إليهم هذا العام بحيث يتعذّر عليهم إقامة الاحتفال. يشار إلى أنه سبق للمجموعة أن ألغت احتفالها السنوي عام 2012، لكن السبب هو أن موعده كان قريباً من الاستحقاق الرئاسي الأميركي، وقد تخوّفوا من أن يؤثّر ذلك في نسبة الحضور.
وقد علّق عسلي: "إلغاء الاحتفال السنوي مضرٌّ جداً بعافية منظمتنا، لا نتّخذ هذا القرار باستخفاف. باتت قضيتنا تحتل الآن المرتبة 17 في الأولويات على مستوى الشرق الأوسط، فكم بالحري على مستوى العالم. لا نريد تنظيم احتفال فاشل".
التفكير بالحفل السنوي دفع "بالفريق" إلى التفكير في مهمته الأوسع وفي التحوّل الذي يجدر به إجراؤه.
يقول عسلي: "علينا نحن الأشخاص الجديين في المنظومة التي تتعاطى شؤون الشرق الأوسط في هذه البلاد، أن نحدّد موقعنا ونمط تفكيرنا. هذا هو موضوع النقاش الحي الذي تشهده مجموعتنا والذي كان جزء منه مرتبطاً بمسألة الاحتفال السنوي. لقد بدأ النقاش قبل أشهر في ضوء عدم تحقيق أي نجاح في المفاوضات".
يضيف: "نحن مهتمون، أكثر من أي وقت آخر، بما يجري في سوريا والعراق. ترتدي الأحداث التي شهدتها مصر أهمية بالغة لنا. الإمكانات التي باتت متاحة الآن في المنطقة برمتها مثيرة جداً للاهتمام. ما السبيل لإجراء حوار جدّي أبعد من القضية الفلسطينية - الإسرائيلية؟".
وكذلك لم تكن السياسة الفلسطينية الداخلية مواتيةً. يقول عسلي إن "فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين" "أدرك المنحى الذي تسلكه الأمور" عندما قدّم سلام فياض، رئيس الوزراء الفلسطيني سابقاً، استقالته العام الماضي. لم يتمكّن فياض، وهو شخصية مرموقة في الغرب رفع لواء بناء المؤسسات في الضفة الغربية، من الحصول على قاعدة شعبية داعمة له في الداخل. يقول عسلي إن مجموعته كانت "منخرطة بالكامل" في برنامج فياض لبناء الدولة والمؤسسات، وهكذا شكّل خروج فياض قسراً من السلطة انتكاسة كبيرة لها.
ويضاف إلى هذا كله أن المجموعة تعمل بـ"موازنة تقشّفية"، كما يقول عسلي. فقد واجهت، على غرار فياض، صعوبة في كسب قاعدة داعمة. كما أن أعضاء الجالية العربية-الأميركية الذين ربما كانوا حلفاء للمجموعة في السابق، يواظبون الآن على مهاجمتها من اليسار. أحد الأسباب، بحسب عسلي، هو أن "فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين يتعامل مع الإسرائيليين ومع المجموعات اليهودية"؛ فعلى سبيل المثال تعرّضت المجموعة للانتقادات من مدوّنة Mondoweiss المناهضة لإسرائيل بعدما أوردت اسم مانحٍ داعم لإسرائيل على لائحة مانحيها ضمن بيان إيراداتها المعفية من الضرائب. وقد تواجَه حسين أيبش على وجه الخصوص، وهو أحد كبار الباحثين في فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين، مع أشخاص يتبنّون مواقف يسارية في هذه المسألة ولا يؤمنون بحل الدولتين.
يقول عسلي: "هذا جزء من المشكلة التي نواجهها في جمع الأموال. لقد شكّل تواصلنا مع الإسرائيليين في العلن، هنا وفي إسرائيل، ومع الجالية اليهودية المنظّمة وغير المنظمة، عائقاً كبيراً أمام التواصل مع أبناء مجتمعنا".
ويتابع: "نحن نؤيّد التعامل مع المنظومة التي تتعاطى في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي، والتي من الطبيعي أن يكون نصفها على الأقل يهودياً أو إسرائيلياً".
ليس واضحاً ما هو المسار الذي سيسلكه "فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين"، وإن كان هناك فعلاً من مسار نحو الأمام. قال عسلي إنهم "يقلّصون مساحة المكتب وعديد الموظفين على السواء"، لكن حجم التخفيض "يتوقّف على تطوّر الأمور في الأسابيع القليلة المقبلة". يعمل عسلي وزوجته نايلة التي شاركت في تأسيس فريق العمل، على أساس تطوّعي في المجموعة بهدف ادّخار المال. وفيما تبدو فكرة تطبيق حل الدولتين أكثر هشاشة، يواجه الفريق واقعاً صعباً.
يقول عسلي: "نحن نملك الإرادة، لكننا لسنا دون كيشوت. نتحلّى بالإرادة لكن يجب أن تكون مركّزة وموجّهة نحو الهدف؛ لهذا النقاش جدّي للغاية".
وأضاف أن فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين "قد يكون المنظمة الوحيدة في هذا المقلب التي تلتزم التزاماً كاملاً بحل الدولتين، وثمة رمزية معيّنة في عجزها عن جمع الأموال من أجل البقاء".
 
صيغة بديلة لإنهاء الانقسام الفلسطيني
 النهار....معتصم حمادة
يثبت وصول اتفاق المصالحة بين "فتح" و"حماس"، وانفجار الوضع بينهما عشية إحياء الذكرى العاشرة لرحيل الرئيس عرفات، فشل الآليات المعتمدة من قبل الطرفين لإنهاء الانقسام والانتقال بالحالة الفلسطينية إلى مرحلة جديدة. فليست هي المرة الأولى التي يتفق فيها الطرفان، في جو من الصخب الإعلامي، على إنهاء الانقسام، وليست هي المرة الأولى التي يتشظى فيها هذا الاتفاق تحت وطأة انفجار العلاقات، عند أحد المنعطفات الرئيسية في مسيرة المصالحة.
ولعل سرعة اشتعال نيران الحرب الإعلامية بين الطرفين أوضحت مدى عمق سياسة التكاذب التي كانا يعتمدانها بينهما، وافتقارهما معاً إلى إرادة حقيقية لطي صفحة الانقسام.
خطورة العودة إلى الانقسام، أنها تنسف الوفد الفلسطيني الموحد للمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بهدف إسقاط الحصار عن القطاع. وأنها في الوقت نفسه تعطل اتفاق إعادة بناء القطاع، المبرم بين الحكومة في رام الله وإسرائيل ووكالة الغوث. كذلك من شأن العودة إلى الانقسام أن تعيد التوتر إلى العلاقات المصرية- الفلسطينية وأن تطيل إغلاق معبر رفح وتحويل القطاع سجناً كبيراً.
ضرورات عديدة تتطلب إعادة النظر بآليات المصالحة. ولعل أول الدروس الواجب استخلاصها أن التوافق الثنائي أثبت فشله مما يتطلب نقل الملف إلى القيادة الوطنية العليا حيث يتمثل المستوى القيادي الأول في الحالة الفلسطينية، مما قد يحصن أكثر أية قرارات تتخذ لمصلحة استعادة الوحدة.
كما نعتقد أن مشاركة كل من "حماس" و"الجهاد" في اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واجتماعات القيادة السياسية في رام الله، من شأنها أن تذيب كتل الجليد، وأن تقرب المسافات وأن توفر مسارات يومية للتشاور والتفاهم وتجاوز العقبات، ومعالجة القضايا الطارئة، ولا نعتقد أن ثمة مانعاً قانونياً يحول دون هذه المشاركة خاصة ان في اللجنة التنفيذية الحالية ممثلين لفصائل أقل أهمية من "حماس" و"الجهاد"، لم يتم انتخابهم رسمياً، ومع ذلك فهم يواظبون على حضور اجتماعات هذه الهيئة.
كما نعتقد أن ربط عملية توحيد الإدارات والأجهزة بإجراء انتخابات شاملة، تشريعية ورئاسية، أمر من شأنه أن يزيد الأمور تعقيداً، خاصة أن الكل يعترف في سره استحالة تنظيم هذه الانتخابات في ظل الظروف الفلسطينية الراهنة، وبالتالي يمكن اللجوء إلى حلول بديلة، كتفعيل اللجان المختصة التي اجتمعت في القاهرة، وتضم ممثلين عن كل الفصائل، ووضعت خطة طريق لكل ملف من ملفات المصالحة، بما في ذلك إعادة تنظيم الأجهزة الأمنية والإدارات والمؤسسات الرسمية، وإجراء المصالحات المجتمعية.
ونظرة إلى أوضاع القطاع تُرينا أن التململ الشعبي بدأ يطل برأسه واضحاً، في ظل التباطؤ غير المبرر لمشروع إعادة الإعمار وتوفير المآوي البديلة للنازحين. ما يؤكد أن إتباع سياسة انتظارية، لحل قضية الانقسام، لم يعد يخدم المصلحة الفلسطينية خاصة ان الجهة العربية التي كانت تتولى إدارة ملف الانقسام والمصالحة، أي مصر، منشغلة الآن بهمومها الداخلية فضلاً عن أنها تنظر إلى أحد طرفي الانقسام، أي "حماس"، نظرة شك لا تخدم دور مصر كوسيط في الوقت الراهن.
 
كيف يواجه الجيش الكمائن؟
المصدر: "النهار"... محمد نمر
في الوقت الذي نحاول فيه ومنذ أربعة اشهر استرجاع 24 عسكرياً محتجزين لدى "جبهة النصرة" و"الدولة الاسلامية"، استطاعت قوى الظلام خلف التلال الحدودية اللبنانية أن تخطف أرواح 6 عسكريين خلال دقائق عبر كمين يبدو انه محكم.
لا يقتصر تكتيك الكمائن على العصابات فحسب، فأحياناً الجيش النظامي ايضاً يقوم بها، وتعتبر الدرس الأول للعسكري. وتحدث العميد المتقاعد خليل الحلو لـ"النهار" عن حرب الكمائن وقدرة الجيش على مواجهتها، وقال: "من الطبيعي أن يعتمد المسلحون في الجرود على تكتيك الكمائن، والمبادرة تبقى حالياً بيدهم، خصوصاً بسبب المامهم بالمنطقة حيث يعيشون ومعرفة تضاريسها جيداً".
هدف المسلحين في تخوم البقاع ارباك الجيش
عندما يكون المسلح الى خط تماس مباشر مع الطرف الآخر يصبح مستهدفاً، لهذا يلجأ المسلحون في الجرود الى التخفي والانتقال يومياً من منطقة إلى اخرى، لكن الحلو يؤكد أن "لديهم أمكنة ثابتة يستريحون فيها تكون بعيدة عن مواقع الجيش اللبناني، ينطلقون فيها ويقيمون الكمائن".
ما هو الكمين؟ يوضح الحلو: "انه عبارة عن مجموعة مسلحة تراقب مجموعة اخرى قد تكون نظامية ،تسير على خط تنقل عسكري معين سواء بهدف اجراء دورية مراقبة او نقل قوى، وتكون لدى العصابة معلومات عن ان هناك قطعاً عسكرية مجبرة على المرور من ممر معين، فيكمنون للدورية حين تجبر على تخفيف سرعتها او تكون في وادي مثلاً لايقاع اكبر عدد من الخسائر".
نقاط القوة ومنطقة القتل
للكمين نقاط قوة، فهو مفاجىء وممّوه، ويقول الحلو "لا يكون الكمين منتظراً، والعسكري المتواجد في الدورية ، لا يملك الوقت لادراك مصدر النيران او اتجاهها في حال وقع في المصيدة، وتكون الخسائر كثيرة في وقت قليل، وإلى حين تمالك من بقي على قيد الحياة انفاسه يكون من نصب الكمين قد تمكن من الهرب".
يحدد ناصب الكمين المكان والزمان، ويشير إلى ان "عملية الانتظار قد تستغرق 10 ساعات او 24 ساعة، ويتم تحديد "منطقة القتل" التي تبدأ من النقطة A إلى النقطة B ، وما ان تصبح القوة بأكملها عند النقطة B يبدأ باستهداف المجموعة بأكملها في "منطقة القتل"، وتكون عادة النيران جانبية وقليلاً ما تكون مواجهة"، مشدداً على ان "وضع العبوات الناسفة وتفجيرها عن بعد لا يعتبر كميناً، اذ لا بد من وجود اشخاص مقاتلين يطلقون النار حتى ندخل خانة الكمائن".
مواجهة الكمائن
تبدأ مواجهة الكمائن بتلافي الوقوع فيها عبر عمل مخابراتي جيّد يؤمن المعطيات عن أماكن يمكن أن يقع فيها العسكريون في كمائن، ويلفت الحلو إلى انه يمكن مواجهة الكمين أو الحد من خسائره عبر طريقتين، الأولى في شكل الدورية، عبر تسيير الاليات بعيدة عن بعضها على الأقل 25 متراً، والا يكون العناصر جميعهم في الاليات بل يكون جزء منهم راجلاً إلى جانب الالية، يستكشف بعضهم التلال أو جوانب الطرق قبل الوصول إليها، أما الطريقة الثانية فتشترط معرفة وجود الكمين، وتكون بالمواجهة بكمين مضاد، وحينها يلقى القبض على المسلحين وهم في حالة الكمن".
المنطقة التي حصل فيها الكمين الاخير للجيش معروفة بانها خطرة، ويستبعد الحلو ان يكون قد حصل الكمين صدفة، "بل من الواضح أن هناك على أقل 3 اشخاص استخدموا اسلحة قنص، وكان يجب الانتباه اكثر".
ويشدد على "ضرورة العمل المخابراتي أولاً، أو تغيير شكل ارسال الدوريات واعتماد الراجلة منها من دون آليات، يسيرون بعيدين بعضهم عن بعض، للحد من الخسائر في حال وقوع الكمين، بالاضافة الى ضرورة تنقل عناصر من الدورية في شكل مموه، واعتماد المناظير الليلة، كما لدينا طائرات يمكننا استخدامها".
تعود قوة العصابات في نصب الكمائن الى انها "مرتاحة لذلك، فيما الجيش منشغل يوميا في تسيير الدوريات ومراقبة الحدود ومنع التسلل، لهذا تبقى المبادرة بيدهم في موضوع الكمائن".
السيطرة على راس بعلبك
ويرى العميد المتقاعد أمين حطيط أن الجيش يخوض حرباً حقيقية مع الارهابيين فيها الكر والفر، وليست كما يدّعي البعض انها حرب استنزافية، ويرى ان المسلحين اليوم يريدون توسيع منطقة سيطرتهم في الجرود وعرسال لتشمل رأس بعلبك وجروده، وذلك بعد فشل مخططهم للتمدد باتجاه طرابلس، وهذا الأمر يقضي أولاً باشغال الجيش لاخلاء المنطقة بين البلدتين لعدم ملاحقتهم في مناطقهم. وتأتي الكمائن بهدف سد المنطقة بين عرسال ورأس بعلبك في المرحلة الاولى الى حين السيطرة على رأس بعلبك في المرحلة الثانية".
أخطاء في الاستطلاع أو الحركة أو الصدفة
الكمائن تشكل خطراً كبيراً على كل الجيوش وكلما كانت القوى محترفة في نصب الكمائن تكون عملية التسلل من الكمين صعبة، ويعطي حطيط المثال على ذلك بعدم قدرة "جيوش عظمى كاميركا واسرائيل من الهروب من الكمائن لكن الجيوش تستطيع ان تحد من خسائر الكمائن عبر اعتماد تقنية المراقبة التي تحدد حركة المسلحين ومراقبة المنطقة المحتملة لنصب الكمائن لاخذ الحذر منها والوسيلة الثانية خفض نسبة الحركة في المنطقة".
لدى الجيش اللبناني القدرة على مواجهة الكمائن وهو يملك قدرات ومؤهلات غير موجودة عند جيوش كثيرة في العالم بحسب ما يقول حطيط، لكنه يعيد سبب الوقوع في الكمين إلى "اخطاء في عملية الاستطلاع أو لاعتماد الروتين في الحركة أو الصدفة"، معتبراً أن "الوضع السياسي في لبنان وبعض المواقف يستفيد منها الارهابيون لتنفيذ الكمائن".
 
أوروبا تحض روسيا على تحييد غرب البلقان
الحياة...سراييفو، بازل (سويسرا) - رويترز
حضّ الاتحاد الأوروبي أمس روسيا على عدم اقحام بلدان غرب البلقان في النزاع المتفاقم بين موسكو والغرب حول اوكرانيا، ما يؤكد تنامي قلقه من أن تتحول هذه المنطقة الى ساحة أخرى للتوتر بين الشرق والغرب. ويعتبر ديبلوماسيون ان «موسكو تستغل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وموالاة بعض السلاف الأورثوذكس لروسيا، خصوصاً في صربيا والبوسنة، لبناء نفوذ لها في المنطقة» التي يتطّلع بعض بلدانها الى نيل عضوية الاتحاد الأوروبي.
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده «ليست معزولة» بسبب الصراع بين سلطات كييف والانفصاليين الموالين لموسكو في الشرق، وانتقد محاولات الغرب المستمرة لإلقاء اللوم على الكرملين في تأجيج الأزمة.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني خلال زيارتها سراييفو إن من مصلحة الاتحاد وروسيا «إيجاد سبل للتعاون وتطويره، وليس التخاصم». وزادت: «ستكون فكرة جيدة إبقاء غرب البلقان بعيداً من هذه التحركات، وهو ما أتوقعه من موسكو».
ولا تزال الأوضاع الاقتصادية والسياسية لدول غرب البلقان هشّة منذ تفكّك يوغوسلافيا الاشتراكية. وانضمت سلوفينيا وكرواتيا إلى الاتحاد الأوروبي، لكن خطوات توسيعه الى بلدان مثل صربيا والبوسنة ومقدونيا والجبل الأسود وألبانيا وكوسوفو تباطأت مع تعثر الإصلاح، وبسبب مشاعر القلق العميقة داخل الاتحاد من الحكمة في التوسع.
وفي اعقاب اجتماع عقده وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في بازل، قال لافروف: «لن تجدي محاولات زملائنا الغربيين، وهم الأميركيون وبعض الدول الأوروبية تقديمنا باعتبارنا متهمين رئيسيين، وهو ما يفعلونه باستمرار، فهذا ليس صائباً». ودعا الدول الغربية، وبينها فرنسا وألمانيا، الى الضغط على كييف لتنفيذ إصلاحات دستورية تمنح المناطق الناطقة بالروسية في شرق اوكرانيا حكماً ذاتياً بصلاحيات واسعة. كما جدّد دعوات موسكو إلى إجراء كييف محادثات مباشرة مع انفصاليي شرق اوكرانيا الذين يخوضون معارك مع القوات الحكومية «إذ من غير المنطقي درس وسائل لإنهاء الصراع من دون إشراك الانفصاليين».
وطالب لافروف بأن تفي باريس «بكل التزاماتها» في شأن تسليم روسيا بارجتَي «ميسترال» اللتين جرى تصنيعهما في فرنسا. وقال رداً على ربط باريس تسليم البارجتين بتحقيق تقدم في تسوية أزمة اوكرانيا: «مللت هذه المسألة. انها مشكلة تتعلق بسمعة فرنسا التي يجب ان تفي بكل التزاماتها في العقد».
في كييف، اكدت الحكومة انها تريد وقفاً «فعلياً» للنار في الشرق الانفصالي، وذلك غداة اعلان الرئاسة الأوكرانية والانفصاليين ان «يوم الهدوء سيبدأ في التاسع من الشهر الجاري»، تمهيداً لسحب الأسلحة الثقيلة من خط الجبهة. لكن «رئيس جمهورية لوغانسك» ايغور بلوتنيتسكي اشار الى اتفاق «شفهي» بين الجانبين فقط.
وأعلن الناطق العسكري الأوكراني اندريه ليسينكو مقتل ستة عسكريين خلال الساعات الـ 24 الأخيرة، مشيراً الى قصف المتمردين قرية بيسكي قرب المطار المدمر.
 
أوباما يخفض التوقعات إزاء اتفاق شامل مع إيران
الحياة...واشنطن - جويس كرم
أكد الرئيس باراك أوباما أمس عقب محادثات مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تناولت التطورات الإقليمية، خصوصاً الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وأزمة المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية وإيران، أن العلاقة بين الجانبين «قوية كالصخر»، وأنهما يحرزان «تقدماً بطيئاً وثابتاً في دعم المعارضة السورية المعتدلة»، مشدداً على أن عدم التوصل إلى صفقة مع إيران أفضل من التوصل الى صفقة سيئة.
وفي تصريحات هي الأولى له عن الملف الإيراني منذ انتهاء المحادثات النووية الأخيرة في فيينا في ٢٤ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، خفّض أوباما من التوقعات في شأن اتفاق شامل، وقال: «من غير الواضح إن كانت إيران ستنتهز الفرصة في المحادثات النووية»، مشدداً على أن «عدم التوصل إلى صفقة (اتفاق) أفضل من إبرام صفقة سيئة». لكنه أضاف «أننا سنواصل المحاولة خلال الأشهر العديدة المقبلة».
وهيمنت الحرب ضد «داعش» على المحادثات، وكذلك النزاع في سورية، وأكد أوباما أن الجيشين الأميركي والأردني «يعملان جنباً الى جنب»، و»يحرزان تقدماً بطيئاً إنما ثابتاً في دعم القوى المعتدلة في سورية».
وفي الحرب ضد «داعش»، قال الرئيس الأميركي إن هذه ليست «حرباً عسكرية فقط بل ديبلوماسية أيضاً»، متعهداً زيادة الدعم للأردن وتقديم ضمانات قروض إضافية اليه لتمكينه من التعامل مع أزمة اللاجئين. ووصف أوباما العلاقة الأردنية - الأميركية بأنها «قوية كالصخر»، منوهاً بالمسؤولية الدولية التي يلتزمها الأردن.
وكانت عملية السلام حاضرة على الطاولة بين الزعيمين، إذ أكد أوباما أن الجانب الفلسطيني «يستحق دولته»، فيما أكد الملك عبدالله الثاني قوة العلاقة الثنائية، وقال: «نقف معاً ضد التطرف، وفي دعم أصدقائنا في العراق، والعمل على استئناف عملية السلام» بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وكان الملك عبدالله قال في مقابلة قبل الاجتماع في برنامج «هذا الصباح» على شبكة التلفزة الأميركية «سي بي إس» أن المطلوب «نهج إقليمي» لمحاربة المتطرفين.
 
فرض اللغة العثمانية والتعليم الديني في مراحل مبكرة
الحياة...   أنقرة - يوسف الشريف
تصاعد الجدل حول تحفيز الدروس الدينية وتحفيظ القرآن واللغة العثمانية في المدارس التركية، بعدما اختتم الاجتماع التشاوري السنوي لوزارة التعليم برئاسة الوزير نابي أفجي، بتوصيات ستُعرض على الحكومة لإقرارها، أهمها فرض دروس دينية على التلاميذ من الصف الأول الابتدائي، بدلاً من الرابع الابتدائي كما هو معمول به حالياً.
كما أوصى الاجتماع بفرض تعلم اللغة العثمانية في المرحلة الثانوية في كل تخصصاتها المهنية أو الأدبية أو العلمية، وتشجيع دورات تحفيظ القرآن، من خلال اتاحة خيار امام الطلاب بتأجيل دراستهم عامين للتفرغ لحفظ القرآن والسماح بدخولهم الامتحانات من دون المواظبة على حضور الدروس في المدرسة.
في غضون ذلك، يأبى الجدل ان يهدأ حول قصر الرئيس رجب طيب أردوغان، من خلال التهم الموجه اليه بالإسراف والبناء من دون ترخيص. وأعلنت غرفة المهندسين والمقاولين في تركيا إن تقديراتها لكلفة بناء القصر تصل الى خمسة بلايين ليرة أي ما يعادل 2.25 بليون دولار، فيما رفضت شركة المقاولات الحكومية (توكي) الكشف عن الكلفة الحقيقة للبناء والتأثيث، بحجة أن ذلك «يشكل خطراً على الاقتصاد التركي». واعتبرت أن المعلومة يجب أن تبقى طي الكتمان.
يأتي ذلك بعد اعلان وزير المال محمد شيمشيك أن نحو بليون و350 مليون ليرة خصصت لبناء القصر أي ما يعادل نصف بليون دولار، لكنه لم يوضح ما اذا كانت مصاريف أخرى أنفقت من خارج الموازنة أو من بند النفقات السرية للحكومة.
في الوقت ذاته، قررت المحكمة التي تنظر في الوضع القانوني للقصر ومزاعم بنائه من دون ترخيص على أراض محمية زراعية، الاطلاع على وصية مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية الذي ترك تلك الأرض وقفاً لسكان العاصمة أنقرة ليتم استخدامها كمتنزه مفتوح.
وغيّرت حكومة حزب «العدالة والتنمية» وضع الأرض التي بني عليها القصر، من زراعية محمية الى أرض يمكن البناء عليها، في قرار أثار جدلاً واسعاً قبل سنتين.
وكانت محكمة إدارية أمرت بوقف البناء في القصر الى حين النظر في الوضع القانوني للأرض، لكن الحكومة تجاهلت قرار المحكمة وأتمّت البناء الصيف الماضي.
ونشرت صحف تركية معارضة صوراً للديكورات الداخلية للقصر ومقتنياته، وزعمت أن الكؤوس المستخدمة في الضيافة من الكريستال المزين بالذهب وأن بعض المقاعد الجلدية المخصصة للرئيس يبلغ سعر الواحد منها في السوق نحو 20 ألف دولار.
 
كوباني تستنزف «داعش» وضربات التحالف تجفف مستودعات ذخيرته .. بعد 80 يوما من القتال.. التنظيم يتبع استراتيجية تفخيخ كل شيء حتى أباريق الشاي

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: نذير رضا .... تحولت مدينة كوباني إلى ساحة استنزاف عسكري لتنظيم داعش الذي اضطر، بعد 80 يوما على إطلاق هجومه في محاولة للسيطرة عليها، إلى استبدال ذخائره التي غنمها في السابق من مستودعات الجيشين السوري والعراقي، بذخائر محلية الصنع، فيما قوضت ضربات التحالف العربي والدولي حركته، ما ألزمه بتحديد أعداد مقاتليه الذين يدفع بهم إلى كوباني (عين العرب)، فيما باتت إمكانية نقل آليات ثقيلة إلى المدينة «شبه معدومة».
وطرأت تغييرات كثيرة على العملية العسكرية التي أطلقها «داعش» للسيطرة على كوباني الواقعة في ريف حلب الشرقي، والحدودية مع تركيا، أهمها دخول عاملين خارجيين ساهما في مساعدة قوات حماية الشعب الكردي والجيش السوري الحر الذين يقاتلون في المدينة، هي ضربات التحالف الدولي لتمركزات داعش ومستودعات سلاحه، إضافة إلى ضرب أرتاله وخطوط إمداده، فضلا عن دخول عامل آخر هو انخراط قوات البيشمركة العراقية في النزاع إلى جانب المقاتلين الأكراد في كوباني. وفي ظل القتال المتواصل، بات مقاتلو «داعش» شبه محاصرين في المدينة.
ويسلك مقاتلو «داعش» خطوط إمداد بشري وعسكري تتنوع على 4 محاور، هي منطقة سيطرته في جرابلس في ريف حلب الشمالي الواقعة غرب كوباني، ومدينتي منبج والباب في ريف حلب الشرقي، التي يسلك المقاتلون منها طريق أوتوستراد حلب – الجزيرة الدولي، ويعد خط الإمداد الرئيسي للتنظيم إلى كوباني. إضافة إلى خط الإمداد من مدينة الرقة وأريافها، وخط الإمداد من تل أبيض. وقد استعادت القوات الكردية السيطرة على خط أوتوستراد حلب – الجزيرة قبل 15 يوما، فيما ترك استهداف خطوط الإمداد أثرا سلبيا على مقاتلي التنظيم، إذ «بات عاجزا عن إخلاء جرحاه، ما دفعه إلى استخدام تكتيك التسلل إلى داخل الحدود التركية لمعالجتهم».
وتمتد خطوط الإمداد على عشرات الكيلومترات، ما يمنع القوات الكردية من استهدافها وعرقلتها، لكن طائرات التحالف، تكفلت بالمهمة.
ويوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أن خطوط الإمداد «تقلصت إلى حد كبير»، مشيرا إلى أن حرية التحرك «باتت مقوضة نتيجة ضربات التحالف والطلعات الجوية لطائراته». كما يشير إلى أن ذلك «مكن الأكراد من استهداف داعش خارج حدود المدينة على مسافات تتخطى الـ30 كيلومترا، عن طريق الكمائن والإغارة على نقاط استراتيجية، ما خلق إرباكا لقوات داعش. وساهم دخول قوات البيشمركة على المعادلة في استهداف النقاط البعيدة وتأمين الغطاء الناري التمهيدي لأي هجوم للأكراد على نقاط داعش خارج المدينة».
بدوره، يشرح مسؤول العلاقات العامة في وحدات حماية الشعب الكردي في كوباني ناصر حاج منصور لـ«الشرق الأوسط» العراقيل التي باتت تواجه «داعش»، حين يسعى للدفع بالتعزيزات إلى كوباني. يقول: «الدعم عن طريق المواكب السيارة، تقلص إلى حدود الانعدام، ما دفع التنظيم إلى اتباع استراتيجية جديدة، هي التحرك ليلا عن طريق سيارات صغيرة، تصل إلى مسافات تبعد 50 كيلومترا عن كوباني بشكل متفرق، قبل أن يتنقل المقاتلون الجدد عبر الدراجات النارية للوصول إلى كوباني»، مشيرا إلى أن هذا التقويض لمواكبهم «ألغى إمكانية وصول 200 مقاتل دفعة واحدة مثلا، كما خفّف إمكانية وصول مدرعات أو آليات ثقيلة، أو أسلحة ثقيلة، رغم أن بعضها لا يزال قادرا على الوصول إلى القرى التي يسيطر عليها داعش في ريف كوباني، لكن بكميات قليلة جدا».
وإلى جانب العراقيل في إيصال تعزيزات المقاتلين، أثر استهداف طرق الإمداد ومستودعات الذخائر على وصول الأسلحة النوعية والذخائر. وقبل ضربات التحالف: «استخدم داعش في الهجوم على كوباني كل الأسلحة الثقيلة التي استولى عليها في الموصل والمناطق الأخرى في سوريا، واستجلب قواته من الرقة وتل أبيض ومنبج وجرابلس إلى كوباني»، كما قالت الرئيسة المشتركة لكوباني آسيا العبد الله.
لكن ضربات التحالف، بدلت كثيرا في المشهد. يقول رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن «نوعية الذخائر المستخدمة في كوباني تبدلت كثيرا»، إذ «بات يعتمد التنظيم على القذائف والصواريخ المصنعة محليا، بعدما تدنت أعداد ذخائره المصنعة في شركات الأسلحة الدولية، واستولى عليها من مستودعات القوات العراقية والسورية، إلى مستويات قياسية». ويشرح: «أقسى ضربة تلقاها التنظيم، كانت استهداف قوات التحالف لمستودعات الذخيرة في الفرقة 17 في الرقة بنحو 30 ضربة، وهو ما قلّص الذخائر الأصلية الموجودة بحوزته إلى مستويات قياسية». وإضافة إلى ذلك، يضيف عبد الرحمن: «تحولت كوباني إلى معركة استنزاف بالنسبة للتنظيم الذي يطلق يوميا مئات القذائف على كوباني منذ 80 يوما، وهي حرب مستمرة تستنزفه بشريا وعلى صعيد الأعتدة أيضا».
ورغم ذلك: «لا يزال التهديد قائما على كوباني»، كما يقول حاج منصور، مشيرا إلى «إنهم تراجعوا قليلا، ونحن تقدمنا قليلا، لكن التقدم النسبي، بطيء». ويوضح أن التنظيم «يتبع استراتيجية تفخيخ كل شيء في كوباني، حتى الأدوات المنزلية وأباريق الشاي، والأبنية المهدمة وذلك بهدف تأخير تقدمنا، وعرقلة الهجمات، وإيقاع أكبر عدد من الخسائر بصفوفنا».
 
رئيس الاستخبارات الروسية: الغرب يريد إطاحة بوتين بإجراءات اقتصادية وقال إن موسكو باتت تهتم أكثر بقضاياها الداخلية بعد العقوبات

جريدة الشرق الاوسط... موسكو: سامي عمارة .. قال رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية ميخائيل فرادكوف إن الولايات المتحدة وحلفاءها يسعون للإطاحة بالنظام القائم في روسيا، عن طريق فرض العقوبات وتسديد ضربات ضد العملة الوطنية - الروبل، والتلاعب بأسعار النفط.
وأضاف فرادكوف في تصريحات نقلتها وكالة «بلومبرغ»، أمس، أن تخفيض أسعار النفط وانهيار العملة الروسية يستهدفان بالدرجة الأولى الإطاحة بالرئيس فلاديمير بوتين، وهو ما لن يقبل به الشعب الروسي، وما عكسته نتائج استطلاعات للرأي يؤكد بقاء شعبية بوتين عند مستوى عام 2007. وتابع فرادكوف أن موسكو أدركت رغبة الولايات المتحدة وحلفائها تجاه تنحية الرئيس بوتين عن السلطة. وليس ذلك السر بخافٍ على أحد؛ فهناك من لا يريد أن يرى روسيا دولة قوية مستقلة.
وكشف فرادكوف عن أن العقوبات الغربية ضد روسيا دفعت موسكو إلى أن تعير اهتمامها الرئيسي لحل القضايا الداخلية، مشيرا إلى أن العودة إلى سابق مستوى التعاون مع الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي سيحتاج إلى وقت طويل، من أجل تجاوز تبعات المرحلة الراهنة.
وقال إن المواجهة بين روسيا والولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي ستستمر ما لم يتوقف الآخرون عن مواصلة الضغط ضدها، وما لم يراعوا مصالحها الجيوسياسية. وتوقع رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية أن يحتاج مثل هذا الأمر فترة تتراوح بين عامين و4 أعوام من أجل استعادة التفاهم المتبادل اللازم من أجل تصفية ما يتناثر على الطريق من حواجز وعراقيل.
وجاءت تصريحات فرادكوف فيما كشفت مؤسسة «ليفادا» لاستطلاع الرأي، وهي من أبرز مؤسسات قياس الرأي العام في روسيا، عن نتائج استطلاع أخير أظهر ارتفاع شعبية بوتين لما يزيد عن 80 في المائة. وكان الرئيس بوتين كشف عن أن العقوبات الغربية كانت حافزا جيدا لإعادة النظر في الكثير من القوانين، بهدف إعادة بناء الاقتصاد الروسي والاعتماد على الذات، ولا سيما في المجالات الصناعية وتوفير المنتجات الغذائية ورفع مستوى الإنتاج الزراعي. وتوقف مراقبون عند بعض القضايا التي طرحها بوتين في خطابه السنوي إلى الأمة، أول من أمس، تأكيدا من جانبه لتوجهات الدولة في الفترة القريبة المقبلة نحو استعادة رؤوس الأموال التي جرى تهريبها خلال الفترة الماضية، وتوفير الظروف المناسبة من أجل تدفق الاستثمارات الداخلية والخارجية. وكان بوتين كشف عن خطته لتوفير الضمانات التشريعية اللازمة لعودة هذه الأموال والتخلي عن الكثير من القيود والتشريعات الرقابية، ومنح المستثمرين وصغار ومتوسطي رجال الأعمال الكثير من الامتيازات والإعفاءات الضريبية، ودعم البنوك الوطنية، مما لا بد أن يكفل تدعيم مواقع العملة الوطنية وزيادة رصيد روسيا من العملات الأجنبية.
ومن اللافت أن بوتين كان استخدم كلمة «الاقتصاد» 69 مرة خلال خطابه السنوي الأخير الذي استغرق قرابة الـ70 دقيقة، مما يعنى «مرة كل دقيقة واحدة»، وحظي خلالها بتصفيق الحاضرين 39 مرة، أي على نحو يقترب من عدد انتقاداته لسياسات الولايات المتحدة وحلفائها، وكذلك من يسير في ركابهم من القيادات الأوكرانية الحالية، التي قال إنها تزعمت انقلاب فبراير (شباط) الماضي ضد الرئيس فيكتور يانوكوفيتش رغم نزوله على رغباتها بضمانات غربية.
 
الأميركيون ينزلون إلى الشوارع ضد العنصرية ويستعيدون حركة الحقوق المدنية في الستينات
النهار...نيويورك - علي بردى
لليوم الثاني، أعاد النيويوركيون وغيرهم من الأميركيين مشاهد تذكّر الى حد بعيد بالنضال من أجل الحقوق المدنية في الولايات المتحدة خلال الستينات من القرن الماضي.
ونزل آلاف المتظاهرين الى شوارع المدينة تعبيراً عن الغضب من قرار هيئة المحلفين عدم توجيه اتهام الى رجل الشرطة الأبيض دانيال بانتاليو الذي كانت له صلة بوفاة الشاب الأسود إريك غارنر خنقاً. غير أن الصور التي كانت بالأبيض والأسود في الستينات، صارت الآن ملونة وآنية تنقل عبر وسائل الاتصال المتطورة. كما أن كثيرين من البيض يشاركون بفاعلية في التحركات الآن.
وأقفل المتظاهرون مسارات عدة على جسر بروكلين، محاولين جذب الإنتباه الى العنصرية التي يعتقدون أن غارنر كان ضحية لها، على غرار حادثة مشابهة في مدينة فيرغيسون بولاية ميسوري. وهتف المتظاهرون على الجسر: "لا لعنصرية الشرطة" و"لا يمكنني أن أتنفس". وسار المتظاهرون في شوارع مانهاتن الواحد تلو الآخر. ورأى بعضهم أن ما حصل في نيويورك يشبه ما سجل في ميسوري، حيث أخفقت هيئة محلفين أيضاً في اصدار قرار اتهامي في قضية مقتل الفتى الأسود مايك براون برصاص شرطي أبيض، مما يثبت أن نظام العدالة الجنائية منحاز ضد الملونين. وانطلقت التظاهرات من نقاط عدة في مانهاتن لتلتقي في ساحة "فولي سكوير". وقال محتج: "أريد العدالة لأريك غارنر والعدالة لجميع ضحايا وحشية الشرطة في نيويورك". وأفادت مارغريتا روزاريو أن ابنها وابن شقيقها قتلا برصاص الشرطة عام ١٩٩٥.
وواكبت الشرطة حركة المتظاهرين وراقبت الوضع عن كثب، حتى بعدما تجزأ التجمع مجدداً في تظاهرات سارت في مانهاتن عبر الليل. وتجمهر نحو ٢٠٠ منهم في ساحة "يونيون سكوير"، والتقى مئة آخرون في حديقة "سارة روزفلت". وأفادت الشرطة أن تظاهرات أخرى نظمت في لونغ آيلاند وبروكلين وستاتن آيلاند. وأقفل المتظاهرون أيضاً مسارات على عدد من الطرق السريعة ونفقي لنكولن وهولاند. وأوقفت الشرطة نحو ٢٠٠ شخص.
ونظمت تظاهرات واحتجاجات أخرى عبر الولايات المتحدة، وخصوصاً في مدن بوسطن وشيكاغو وبتيسبرغ وواشنطن.

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,927,225

عدد الزوار: 7,651,122

المتواجدون الآن: 0