أبو فاعور يعلّق المبادرة في التفاوض المباشر ومهمّة الخطيب الأخيرة اقتصرت على مخطوفة قطرية ....قطع الطرق إلى عرسال وإحراق خيمة عائلة سورية... قطع طرق في بيروت والشمال ... وظهور مسلح بقاعاً

مصادر وزارية لـ"النهار": عملية التفاوض صعبة جداً هناك عمل ما انطلاقاً من مبادرة "العلماء المسلمين"...الشغور الرئاسي والأزمة السورية يطغيان على محادثات بوغدانوف....جعجع يضع عون أمام خيارين: إلى البرلمان أو التفاهم على أسماء...تمام سلام في زيارة رسمية إلى باريس الأسبوع المقبل

تاريخ الإضافة الإثنين 8 كانون الأول 2014 - 7:03 ص    عدد الزيارات 2052    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

مصادر وزارية لـ"النهار": عملية التفاوض صعبة جداً هناك عمل ما انطلاقاً من مبادرة "العلماء المسلمين"
المصدر: "النهار"
تحت وطأة الصدمة في أعقاب إقدام المسلحين الإرهابيين على إعدام الرقيب الشهيد علي البزال وتهديدهم بإعدام عسكريين آخرين من رفاقه الأسرى تسارعت التطورات في الساعات الماضية، وبدا في ساعات المساء أن ثمة سبقاً بين التحرك الحكومي وتحرك الأهالي الملتاعين الخائفين على أولادهم.
ولوحظ اعتصام الوزراء والمسؤولين المطلعين على حقيقة مسار التفاوض بصمت مطبق ورفضهم الإفصاح عن توجهات خلية الأزمة الوزارية التي اجتمعت استثنائياً أمس برئاسة الرئيس تمام سلام في المصيطبة. لكن مصادر وزارية كشفت لـ"النهار" أن عملية التفاوض "صعبة جداً"، مضيفة أن "الأوضاع خطرة والأجواء ملبدة ولبنان يعيش هذه الأيام في ظل تهديد جدي".
وأشارت المصادر الوزارية إلى مبادرة أطلقتها "هيئة العلماء المسلمين" لتهدئة الأجواء سمّتها "مبادرة الكرامة والسلامة"، تدعو إلى إطلاق النساء والأطفال المحتجزين فوراً من جهة، وإلى الكف عن ترويع الأهالي وتهديدهم بقتل أبنائهم، والإفراج عنهم. وأضافت المصادر أن هناك عملاً يجري في هذا الإتجاه، خصوصاً أن "جبهة النصرة" هددت في بيان بإعدام عسكريين اثنين إذا لم تطلق السلطات اللبنانية النساء والأطفال.
وبعد الاجتماع صدر بيان أشار الى ان الخلية "عقدت اجتماعا استثنائيا بعد جريمة اعدام الرقيب في قوى الامن الداخلي علي البزال الذي يعتبر شهيدا لكل الوطن وليس فقط لعائلته". وأضاف البيان ان "لبنان يقف اليوم صفا واحدا متراصا في هذه المواجهة الكبيرة من اجل اطلاق سراح العسكريين المخطتفين وحماية امننا الوطني"، لافتاً الى أن "الخلية اتخذت القرارات المناسبة في اطار مسوؤليتها عن هذا الملف".
وكان اهالي العسكريين حملّوا الحكومة مسؤولية ما آلت اليه الامور، وعاودوا التحرك التصعيدي في الشارع في حين كشف أهل العسكري ابرهيم مغيط أنهم تلقوا تهديدا اضافيا بقتله بداية ثم سائر العسكريين. فقطعوا طريق الصيفي قبالة المقر المركزي لحزب الكتائب ثم الاوتوستراد الدولي عند نقطة القلمون والطريق البحري وعمدوا لاحقا الى قطع الطريق عند تقاطع "النهار" قبالة فندق "لو غراي" اضافة الى النفق الذي يربط وسط بيروت بالمرفأ في الاتجاهين. واصدروا بيانا اعلنوا فيه التصعيد المفتوح، سائلين عن "سبب تحجيم دور وزير الصحة وائل ابو فاعور الذي ساهم في انقاذ روح البزال اكثر من مرة، مطالبين باعطائه والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم "الدور الفاعل". ودعوا الى فتح تحقيق فوري لمعرفة من سرب التحقيقات مع النساء المعتقلات، وناشدوا رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط حل الملف". ولاحقاً ، بعد يوم طويل، أعلن الأهالي أنه "بناء على الوضع المؤسف الذي نتج من التصعيد، وتحملا للمسؤولية تجاه المواطنين لما سببناه لهم، وبرغم العتب القوي على الشعب اللبناني، علق الأهالي تصعيدهم اليوم افساحا في المجال امام الحكومة لاستكمال الاتصالات لحقن الدماء ودرء الفتنه". وقرروا "التوجه الأحد الی منزل ابننا الشهيد علي البزال لنتقبل به التعازي والوقوف جنبا الی جنب مع والدته ووالده وطفلته وزوجته".
وفي البزالية، مسقط رأس البزال عقدت العائلة مؤتمرا صحافيا طلبت فيه الى "الحكومة ان تباشر فورا بتنفيذ احكام الاعدام الصادرة في حق ارهابيين في سجن روميه والقبض على مصطفى الحجيري "ابو طاقية" وكل من يؤازره من ابناء بلدة عرسال. واكدت انه لن يسمح لاي جهة دولية او محلية بالمرور في البلدة لايصال اي مساعدات للسوريين الموجودين في عرسال باعتبارهم ارهابيين إنقضّوا على ابناء جيشنا الغالي عند اول فرصة". وشددت عائلة البزال "على ان قطع طريق اي منطقة في لبنان بحجة التضامن مع ارهابيي عرسال سيعتبر مثابة تأييد لما تقوم به جماعات ارهابية محتضنة في عرسال".
من جهته اعتبر شقيق العسكري المهدد بالقتل ابراهيم مغيط ان دم العسكريين في عنق مسربي التحقيقات مع المعتقلات. وقال ان الساكت عن معرقلي المفاوضات في الحكومة يشارك في فشلها مؤكدا البقاء في الشارع حتى نيل ضمانات جدية بوقف القتل.
وفي ردود الفعل، أسفت مصادر نيابية في قوى "14 آذار" لإعدام الشهيد البزال"، واعتبرت اننا "في "معمعة" خطيرة جداً والبلد ذاهب نحو مرحلة بالغة التعقيد"، وحمّلت مسؤولية التطور السلبي الى "كل وزير ونائب ادلى بتصريحات حول تطور هذا الملف وكل صحافي واعلامي كتب عنه، لان الدول التي تحترم نفسها تتكتّم جيداً عن مواضيع مماثلة لحمايو مواطنيها"، واستشهدت "بتجربة "حزب الله" اخيراً في تحرير اسيره، اذ عالج الموضوع بسرية تامة فكان له ما اراد". واعتبرت المصادر ان "السياسيين عموما لم يتصرّفوا بمسؤولية منذ بدء ازمة العسكريين المخطوفين، فحوّلوها الى موضوع اعلامي - سياسي وحفلة مزايدات، واصبح كل تصريح بمثابة "ورقة ضغط اضافية للخاطفين"، وشددت على ضرورة "اطلاق يد خلية الازمة واعطائها الثقة مع التزام السياسيين والاعلاميين الصمت". وحمّلت المصادر مسؤولية تأجيج الجوّ المذهبي عبر ملف العسكريين الى "القيادات الشيعية خصوصاً "حزب الله"، واستبعدت ان "يؤدي ملف العسكريين الى تطيير حكومة الرئيس تمام سلام".
على صعيد آخر ، يتوجه الرئيس تمام سلام الى فرنسا صباح الاربعاء في زيارة تستمر حتى السبت المقبل يعقد خلالها لقاءات مهمة ابرزها مع الرئيس فرنسوا هولاند حيث سيثير ثلاثة مواضيع رئيسية: هبة الثلاثة مليارات وترجمتها عمليا في اسرع وقت من خلال البدء بتسليح الجيش اللبناني، دور فرنسا في حث المجتمع الدولي على تقديم مشاريع انمائية للبنان في اطار دعم النازحين، والدور الذي تؤديه فرنسا لا سيما مع الجانب الايراني من اجل تسريع الحلول لانتخاب رئيس للجمهورية، باعتبار ان استمرار البلاد من دون رأس يعرضها لأخطار كثيرة قد تصل الى حدود انهيار الدولة اللبنانية.
 
أبو فاعور يعلّق المبادرة في التفاوض المباشر ومهمّة الخطيب الأخيرة اقتصرت على مخطوفة قطرية وخليّة الأزمة تدرس «كل الخيارات» وتفعّل المفاوضات
المستقبل...
وسط أجواء من الغضب بلغت حدّ قطع الطرق في بيروت والمناطق وإقامة حواجز مسلّحة في البزّالية مسقط رأس الدركي الشهيد علي البزّال، وإطلاق تهديدات واتهامات لم تنجُ منها الحكومة، سارعت خليّة الأزمة الوزارية إلى عقد اجتماع استثنائي برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وحضور جميع أعضائها، واتخذت «القرارات المناسبة في اطار مسؤوليتها عن هذا الملف». وفيما بقيت هذه القرارات طيّ الكتمان ورفض أعضاء اللجنة البوح بأي تفصيل منها «لأنّ التكتُّم كان أبرز القرارات» التي اتّخذت في الاجتماع، اكتفت مصادر في الخلية بإبلاغ «المستقبل» أنّ الاجتماع «درس كل الخيارات وسُبل تفعيل المفاوضات» من أجل معالجة هذا الملف.

وحاول أهالي العسكريين معرفة نتائج اجتماع الخلية، فاتّصلوا كما قال أحدهم لـ«المستقبل» باللواء محمد خير، إلاّ أنّ الأخير رفض الإفصاح عن أي مُعطى.

لحظات «صعبة»

وإذْ لفتت مصادر حكومية إلى أنّ ملف العسكريين المحتجزين يمرّ بـ«لحظات صعبة ومعقّدة»، حمّلت بعض «التسريبات الإعلامية» مسؤولية ما جرى أخيراً. وأضافت أنّ خلية الأزمة ستواصل التفاوض مع الخاطفين سواء عبر الموفد القطري أحمد الخطيب أو عبر وزير الصحة وائل أبو فاعور، فيما تردّدت معلومات أمس أنّ الأخير علّق أي مبادرة في التفاوض المباشر الذي كان قد بدأه الأسبوع الماضي.

وليلاً، وبعد تعذّر لقاء أهالي العسكريين برئيس الحكومة، حضر أبو فاعور إليهم في الصيفي حيث رفض الإفصاح عن أي قرار لخليّة الأزمة لكنّه تمنّى عليهم فتح الطريق بالاتجاهين، وهذا ما حصل بالفعل.

وتابعت المصادر أنّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم يواصل اتصالاته مع الموفد القطري، موضحة أنّ زيارة الموفد الأخيرة للبنان لم تُحرز تقدّماً في هذا الملف لأنّها اقتصرت على الإفراج عن مخطوفة قطرية كانت مُحتجزة لدى المسلحين الإرهابيين.

عائلة الشهيد

وكانت عائلة الشهيد البزّال عقدت مؤتمراً صحافياً أمس في البزّالية طالبت فيه الحكومة بـ«المباشرة وفوراً بتنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحق إرهابيين قتلوا أبناء وطننا من مدنيين وعسكريين هم في سجن روميه وكأنّهم في فندق خمس نجوم». ودعت السلطات إلى «القبض على مصطفى الحجيري وكل مَن يؤازره من أبناء بلدة عرسال»، واصفة السوريين الموجودين «تحديداً في بلدة عرسال بأنّهم ليسوا نازحين وإنّما حفنة من الإرهابيين والتكفيريين الذين انقضّوا على أبناء جيشنا الغالي». وختمت بأنّه «لن يُسمح لأي جهة دولية أو محلية بالمرور في البلدة لإيصال أيّ مساعدات لهؤلاء الإرهابيين اعتباراً من الآن».

أهالي العسكريين

أمّا في الصيفي حيث قطع أهالي العسكريين المحتجزين الطريق بأجسادهم فأعلن الشيخ عمر حيدر باسمهم «التصعيد المفتوح في كل المناطق وبكل الوسائل والاتجاهات»، محمِّلاً الحكومة مجتمعة «مسؤولية قتل الشهيد البّزال». وسأل الأهالي الحكومة عن سبب «تحجيم دور وزير الصحة وائل أبو فاعور»، مطالبين بإعطائه والمدير العام للأمن العام اللواء ابراهيم «الدور الفاعل». وأكدوا عدم فتح الطرق «حتى اتخاذ قرار بحقن دم العسكري ابراهيم مغيط»، كما ناشدوا رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط «أن يعالج الملف لأنّه شخصياً شعر بوجع الأهالي».

وكانت توالت التهديدات على هواتف الأهالي، منذ الصباح، من قِبَل الخاطفين، حيث تلقّت عائلة مغيط تهديداً بأنّ ابنها ابراهيم سيكون التالي على لائحة الإعدام، ثمّ اتّصل خاطفون بوضحة زوجة العسكري المخطوف خالد مقبل حسن مهدّدين بتصفية جميع العسكريين المخطوفين.

«المستقبل»

الفاجعة استدعت ردود فعل واسعة واتصالات أجراها رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة برئيس مجلس النوّاب نبيه برّي ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان، العلاّمة السيد علي فضل الله، العلاّمة السيد علي الأمين والسيد محمد حسن الأمين. واستنكر الجريمة النكراء التي استهدفت البزّال، معتبراً أنّ ثمّة «عملاً مستمراً ومشبوهاً لجرّ البلاد إلى الفتنة الملعونة والمرفوضة». وقال: «علي البزّال شهيد كل لبنان وليس شهيد بلدته البزّالية أو عائلته الكريمة المجروحة فقط».

ومن جهته حذّر الأمين العام لتيّار «المستقبل» أحمد الحريري من «مخطّط المجموعات الإرهابية لإشعال الفتنة في البقاع، ولا سيّما في منطقة البقاع الشمالي بعد إعدام «جبهة النصرة« الدركي البزّال». وقال إنّ البزّال هو «شهيد كل لبنان وهو شهيد عرسال بقدر ما هو شهيد البزّالية، وهو شهيدنا بقدر ما هو شهيد عائلته». أضاف انّ «محاصرة عرسال الصابرة والصامدة وما شهدناه من خطف على الهوية لن يعيد لنا الشهيد البزّال ولن يحرّر الأسرى المخطوفين بل سيكون أشبه بتقديم خدمات مجّانية للمجموعات الإرهابية».
 
قطع الطرق إلى عرسال
البقاع ـ «المستقبل»
لا يختلف إثنان في عرسال على أن البلدة ومنذ أحداث آب الماضي، تحولت الى رهينة لدى المجموعات الإرهابية المسلحة من جهة، ولدى أهالي القرى المجاورة الذين يمثلون فريقا سياسيا ذا لون واحد من جهة أخرى، الذين ما إنفكوا يحملون عرسال وأهلها كامل المسؤولية عما يحدث من إعدامات يقوم بها تنظيما «داعش« و«النصرة« بحق عناصر القوى الامنية والمؤسسة العسكرية المحتجزين لديهما.

معاناة أهالي عرسال بدأت مع الازمة السورية بسبب إحتضانهم للنازحين السوريين، وما نتج عن هذا الاحتضان في الاونة الاخيرة من طعنات تلقوها حتى من الذين إحتضنوهم، أضيف اليهم منع الاهالي من التوجه الى الداخل اللبناني لكسب عيشهم بسبب اقفال الطرقات بوجههم مرفقة بتهديدات بالقتل.

ما إن أعلنت جبهة «النصرة« ليل أول من أمس، تنفيذها جريمة إعدام الشهيد في قوى الامن الداخلي علي البزال ليلتحق برفاقه الذين سبقوه. وما إن نشر هذا الخبر، حتى أقفلت الطريق الدولية لساعات قليلة في منطقة البزالية استنكارا لعملية اعدام البزال رافقها حرق للاطارات والاخطر من ذلك انتشار العشرات من المسلحين على طريق البلدة حيث اقاموا حواجز عند مداخلها عمد خلالها هؤلاء الى توقيف السيارات والتفتيش عن هويات ركابها ومن صودف انه من عرسال فقد تم توقيفه وخطفه وهذا ما حصل بحق مواطنين اثنين من آل الحجيري افرج عنهم لاحقا بعد تدخلات ووساطات. وهذا ما حمل مختار عرسال محمد الحجيري، الى التعبير عن تفهمه لـ»ردة فعل اهالي البزالية الطبيعية على هذه الجريمة». وقال: «نحن في عرسال تعودنا على هكذا ردات فعل، لكن وللأسف ان يصدر بيان عن عائلة البزال يحمل اهالي عرسال مسؤولية قتل الشهيد علي البزال، واعتبار النازحين السوريين ارهابيين فهذا امر لا يجوز لأنهم يعلمون تماما بأن الحقيقة مغايرة للكلام الذي صدر عنهم«. أضاف: «إحدى المغالطات الكبيرة في بيانهم هي اتهام الشيخ مصطفى الحجيري بمقتل ابنهم والابتعاد عن المسؤول الرئيسي عن هذا الملف، وهم بذلك لا يعلمون على تعطيل استعادة ابنهم فقط بل كل المحتجزين لدى المسلحين«. وتابع: «لقد تم تكليف الشيخ مصطفى من قبل الوزير وائل ابو فاعور بمتابعة ملف العسكريين. توجه الشيخ الى الجرود حيث يتواجد مسؤولو النصرة الذين رفضوا استقباله وقالوا له عد من حيث اتيت. الا ان اصراره على الوصول الى شيء ما في الملف دفع بالخاطفين الى استقباله واتخذ اللقاء حدية ما الا انه في النهاية توصل الى اتفاق معهم نقل مضمونه الى الوزير ابو فاعور، الا أن ما حدث البارحة من اعدام للبزال جاء نتيجة تقاعس الدولة والحكومة التي تضم بعض الوزراء الذين ليس لهم مصلحة في اقفال ملف العسكريين واستعادة الاحياء منهم وجثث الشهداء. وهؤلاء الوزراء هم من يتحمل مسؤولية مقتل واعدام عدد من العسكريين وليس الشيخ مصطفى الذي بذل ويبذل جهدا كبيرا في هذا الملف«. وسأل: «لماذا تم تحجيم دور الوزير ابو فاعور وابعاده عن ملف العسكريين؟«.

من جهته تحدث علي الفليطي أحد فعاليات البلدة مستنكرا «إتهام أهالي البلدة بالارهابيين متناسين ان ما يقومون به تجاه اهالي عرسال هو الارهاب بذاته«. واستغرب ما جاء في البيان من تحذير بأن قطع طريق اي منطقة في لبنان بحجة التضامن مع ارهابيي عرسال سيعتبر بمثابة تأييد لما تقوم به جماعات ارهابية محتضنة في عرسال. وسأل «كيف ستتعاطى الدولة اللبنانية والحكومة والاجهزة الامنية والعسكرية مع منع عائلة آل البزال أي جهة دولية او محلية بنقل المساعدات الى النازحين السوريين في عرسال؟«. وبالتزامن مع التهديدات التي اطلقتها عائلة آل البزال بمنع اهالي عرسال من المرور على طرقات المنطقة طالبت فعاليات ووجهاء البلدة الاهالي بعدم مغادرة البلدة تحت اي ظرف كان ريثما تهدأ النفوس وقد لب الاهالي الطلب ولم يغادر اي مواطن البلدة.

من جهة اخرى عقدت عائلة آل البزال مؤتمرا صحافيا في منزل الشهيد علي البزال تلا خلاله رئيس اتحاد بلديات شمال بعلبك خليل البزال بيانا بإسم العائلة قالت فيه: «بعد ورود خبر اعدام ولدنا علي ظلما وبعد التشاور مع والد واهل المغدور، نطلب من الحكومة اللبنانية ان تباشر فورا تنفيذ احكام الاعدام الصادرة بحق ارهابيين قتلوا ابناء وطننا من مدنيين وعسكريين يقطنون الآن في سجن روميه وكأنهم في فندق خمس نجوم. ولتخفيف الاحتقان في الشارع وكون ارهابيو جبهة النصرة ربطوا اعدام الشهيد علي بالافراج عن الارهابيين الملطخة ايديهم بدماء الابرياء جمانة حميد وعمر الاطرش نطلب مباشرة تنفيذ الحكم باعدامهما«. وإعتبرت أن «المسؤول عن مقتل علي هو بالتحديد الارهابي مصطفى الحجيري المعروف بابي طاقية وكل من يؤازره من ابناء بلدة عرسال. وعليه، وبما انه موجود في مكان معروف من قبل السلطات والاجهزة الامنية اللبنانية نطلب من هذه السلطات اجراء اللازم للقبض عليه«. وأشارت الى أنه «تبين وبالدليل القاطع ان السوريين الموجودين تحديدا في بلدة عرسال ليسوا نازحين بل هم حفنة من الارهابيين والتكفيريين، الذين انقضوا على ابناء جيشنا الغالي عند اول فرصة، فاغتالوا من اغتالوا وخطفوا من خطفوا وهذه حقيقة لا يمكن انكارها من قبل اي شخص، وعليه لن يسمح لأي جهة دولية او محلية بالمرور في البلدة لايصال اي مساعدات لهؤلاء الارهابيين«. وخلص بيان عائلة البزال الى التأكيد أن «قطع طريق اي منطقة في لبنان بحجة التضامن مع إرهابيي عرسال سيعتبر بمثابة تأييد لما تقوم به جماعات ارهابية محتضنة في عرسال«. وختم البيان: «رحم الله شهداء الجيش والقوى الامنية ورحم الله شهيدنا ونسأل الله الفرج لباقي المخطوفين«.
 
إحراق خيمة عائلة سورية
أقدم مجهولون في خراج بلدة مشحة على إحراق خيمة عائدة لإحدى العائلات السورية في محلة المغراق. وبوشرت التحقيقات لكشف الفاعلين، بخاصة وان بيانا كان وزع فجر الجمعة موقع باسم «شباب مشحة« يطالب السوريين بمغادرة البلدة، الامر الذي أثار استياء مجلس بلدية مشحا الذي اصدر بيانا طالب فيه الجهات الامنية العمل لكشف من هم وراء البيان، وان البلدية ترفع الغطاء عن أي معتدي على أي سوري وأي لبناني«.

واكد رئيس البلدية زكريا الزعبي «ان هذا العمل مدان ولا نقبل به ونطالب المسؤولين الامنيين بكشف الفاعلين . ولفت الى «ان عدد السوريين اللاجئين الى البلدة يقارب ال 3500 في حين ان عدد سكان البلدة هو في حدود الـ6000 شخص.
 
قطع طرق في بيروت والشمال ... وظهور مسلح بقاعاً
بيروت - «الحياة»
تدافعت الأحداث بعد جريمة قتل «جبهة النصرة» الدركي علي البزّال (27 عاماً) وإعلانها عند الحادية عشرة ليل أول من أمس، فضلاً عن حال الحزن والمرارة والغضب التي ظهرت في صفوف أهالي العسكريين المخطوفين المعتصمين في ساحة رياض الصلح منذ أكثر من شهرين فور سماعهم النّبأ الذي صدمهم. وتعدّدت تفاعلات الجريمة بين بيروت والبقاع وطريق الشمال أمس. وعاود أهالي العسكريين قطع الطريق بين الشمال وبيروت عند نقطة القلمون على طريق طرابلس والطريق البحرية، ومدخل بيروت الشمالي الشرقي عند منطقة الصيفي والنفق الذي يربط وسط بيروت بالمرفأ في الاتجاهين، والطريق البحرية لجهة المرفأ، وأكدوا عدم «فتح الطرق والعودة إلى خيمنا في ساحة رياض الصلح قبل إعلان الحكومة ضمانات تتمثّل بعدم المس بشعرة من أبنائنا وحل يُثلج قلوبنا».
وشهد الطريق العام بين بعلبك والهرمل في قرية البزّالية مسقط الدركي الشهيد، ظهوراً مسلّحاً وعمليات خطف. وأقام شبان غاضبون حواجز ودقَّقوا في هويات المارة، فيما أطلق 3 أشخاص ليل الجمعة - السبت خطفهم مسلّحون على طريق البزالية عند منتصف الليل، وهم محمد الحجيري، محمد الأطرش وبسام الحجيري، وأصيب خلال هذه العملية السوري علاء حمود الذي كان برفقتهم بطلق ناري، ونقل إلى «مستشفى دار الأمل الجامعي» في بعلبك.
وعقدت عائلة البزّال التي عاشت أكثر الأوقات رعباً متواصلاً في ظل التهديدات المستمرة بقتله، مؤتمراً صحافياً في البزالية حيث بدا والده رامز منهاراً كما بدا في كل مرّة واجه فيها تهديدات «النصرة». وكانت زوجة المغدور رنا الفليطي البزّال التي كانت تصطحب ابنتهما مرام المصابة بمرض تسييل الدّم إلى اعتصام ساحة رياض الصلح، تخوّفت في مرات سابقة من «أن يكون علي أُعدم ولم يُعلن عن مقتله وتكون الدولة اللبنانية أعطتنا آمالاً كاذبة»، لأنه لم يظهر في آخر شريط بثّته «النصرة» على حسابها الخاص على «توتير» والذي ظهر فيه العسكريون في وضع مأسوي.
وطلبت عائلة البزّال في بيان تلاه ناطق باسم العائلة «من الحكومة أن تباشر وفوراً تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحق إرهابيين قتلوا أبناء وطننا من مدنيين وعسكريين هم في سجون رومية، وكأنهم في فندق خمسة نجوم، ولتخفيف الاحتقان في الشارع وكون إرهابيي جبهة النصرة ربطوا إعدام الشهيد علي بالإفراج عن الإرهابيين الملطّخة أيديهم بالدماء (جمانة) حميد و(عمر) الأطرش».
وحملت العائلة «مسؤولية مقتل علي للإرهابي مصطفى الحجيري المعروف في بلدته بـ «أبو طاقية» وكل من يؤازره من أبناء عرسال»، مطالبة «السلطات والأجهزة الأمنية التي تعرف مكانه، إجراء اللازم للقبض عليه». وأكّدت أنه «تبين وبالدليل القاطع أن السوريين الموجودين تحديداً في بلدة عرسال ليسوا نازحين، بل هم حفنة من الإرهابيين والتكفيريين الذين انقضّوا على أبناء جيشنا الغالي عند أول فرصة، فاغتالوا من اغتالوا وخطفوا من خطفوا وقتلوا من قتلوا». وأعلنت أنه «لن يسمح لأي جهة دولية أو محلية بالمرور في البلدة لإيصال أي مساعدات لهؤلاء الإرهابيين ابتداء من الآن».
ورأت أن «قطع طريق أي منطقة في لبنان بحجة التضامن مع إرهابيي عرسال، سيُعتبر بمثابة تأييد لما تقوم به جماعات إرهابية محتضنة في عرسال».
أما والدة الدركي الشهيد المفجوعة زينب البزّال فوجّهت رسالة مؤثّرة خلال تلقّيها واجب العزاء في منزل العائلة الذي اتّشح بالحزن والسواد وسألت وهي تبكي: «هل ذنب علي أنه لبس البزّة؟». وقالت: «سأزفّه شهيداً... علي شهيد قال لي لا تحزني عليّ وأنا رأسي مرفوع بهذا العريس»، مضيفة أن «الدولة فاسدة كما اللحم، فلينزلوا عن كراسيهم... لن تعمل على إطلاقهم لأنها خائنة وكذابة وتشحذ على ظهر أولادنا من قطر ودول أخرى لتعبئة جيبهم وكان بإمكانهم إطلاقهم منذ الشهر الأول لاختطافهم». ودعت «الأهالي إلى فك اعتصامهم من رياض الصلح... اليوم مغيط وغداً جورج خوري وبعده سليمان الديراني وكلّهم».
وكان الدركي الشهيد سأل في تسجيل صوتي أخير له والدته عن صحّتها. وقال: «الليلة سيعدمونني، أبلغي أهلي سلامي».
ونشرت «جبهة النصرة» قبل منتصف ليل الجمعة - السبت بياناً على حسابها على موقع «تويتر» مرفقاً بصورة للبزال راكعاً على الأرض، بينما مسلّح يطلق النار على رأسه من سلاح رشاش من الخلف. وقالت في البيان إنها نفَّذت الإعدام رداً على «استمرار الجيش اللبناني بأعماله القذرة والدنيئة على خطى النصيرية وحزب اللات باعتقاله النساء والأطفال. وإنّ تنفيذ حكم القتل بحق أحد أسرى الحرب لدينا (علي البزّال) هو أقل ما نرد به عليه، وإن لم يتم إطلاق سراح الأخوات اللواتي اعتقلن ظلماً وجوراً فسيتم تنفيذ حكم القتل بحقّ أسير آخر لدينا خلال فترة وجيزة».
تهديد بقتل العسكريين
وامتد التوتّر شمالاً، فبعد تهديد «داعش» بقتل الجندي إبراهيم مغيط، قطع الأهالي في الشمال الأتوتستراد الدولي عند نقطة القلمون، مطالبين باستقالة الحكومة. وطالب النائب هادي حبيش الذي تضامن مع الأهالي «الحكومة باتّخاذ إجراءات سريعة بمعالجة الملف الذي يستنزف اللبنانيين ونخسر كل يوم شهيداً جديداً من المؤسسة العسكرية».
وتوجه والد الجندي المهدد إلى قائد الجيش العماد جان قهوجي بالقول: «إذا كان يريد العسكريين الذي يعتبرهم كأبنائه فليعمل على إطلاق 5 سجناء من رومية مقابل كل عسكري».
وأبدى شقيق الجندي مغيط، نظام الذي تلقى رسالة تهديد عبر «واتساب»، انزعاجه من «جميع المسؤولين لأن أحداً منهم لم يتصل بنا لطمأنتنا أو إعطائنا ضمانات بشأن سلامة أبنائنا».
حال مغيط لا يختلف عن حال بقية الأهالي الذين قطعوا طريق الصيفي بالاتجاهين بعد التهديد بقتل إبراهيم مغيط بعدما كانوا أعلنوا عدم نيتهم التصعيد وحملوا الذين أطلقوا مواقف ضد المقايضة المسؤولية أمام الله والتاريخ. وتلقّت زوجة الجندي المخطوف لدى «داعش» خالد مقبل حسن، وضحة السيد حسن رسالة عبر «واتساب» أيضاً تهدد بذبح جميع العسكريين لديها خلال الساعات القليلة المقبلة، في حال لم تفرج الحكومة عن النساء والأطفال المحتجزين عندها». فتوجّه الأهالي إلى قطع طريق النَّفق الذي يربط وسط بيروت بالمرفأ في الاتجاهين، بالتزامن مع قطع الطريق البحرية، ما أدّى إلى زحمة سير خانقة دفعت القوى الأمنية إلى تحويل السير إلى طرق فرعية.
وعاش الأهالي معاناة نفسية فرضتها عليهم التهديدات الأخيرة، وبدا القلق على وجوه أمّهات وآباء عبّروا بدموعهم عن غصّة الوصول إلى مرحلة إعدام كل العسكريين المخطوفين.
وأكّد الأهالي الذين بدا عليهم التّعب وخيّم عليهم الحزن أن «قطع الطرق بداية تحركنا ولتتحمّل الحكومة مسؤولية هدر الدماء»، مؤكّدين أن «المسلّحين جديون هذه المرة». ولفت والد العسكري المخطوف لدى «النصرة» وائل حمّص، حمزة إلى أن «الذي حصل لعلي البزّال هو نتيجة الغباء في سياسة الحكومة... فهناك وزراء لا يريدون إطلاق سراح أبنائنا»، آسفاً «لكون غالبية الوزراء لا يقرأون ولا يفهمون بالسياسة».
أما شقيقة الدركي المخطوف لدى «النصرة» جورج خوري، ماري فلم تكن مطمئنّة إلى تطوّرات الملف بعد اتّصال هاتفي بالنائب حبيش. ولفت والد الدركي المخطوف لدى «النصرة» محمد طالب مختار بلدة رياق، طلال إلى أن «هناك خلافات داخل خلية الأزمة بشأن عدد الموقوفين في سجن رومية الذين يجري الحديث عن إطلاقهم».
وأعلن الأهالي في بيان من الصيفي «التَّصعيد المفتوح في المناطق كافة وبكل الوسائل»، محملين الحكومة «خصوصاً الأطراف التي لعبت دوراً في عرقلة الملف بتصفية علي البزال».
وسألوا الحكومة «عن سبب تحجيم دور وزير الصحة وائل أبو فاعور الذي لعب الدور الأكبر في إنقاذ روح علي مرات عدّة»، مطالبين بـ «قوة بإعطائه الدور الفعّال مع من كلّف حل الملف تحديداً المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم»، مؤكدين «أننا لن نتوجّه إلى فتح الطرق حتى يتم أخذ قرار بحقن دم ابننا إبراهيم مغيط وجميع إخواننا الذين باعتهم الدولة».
ودعا الأهالي الحكومة إلى «الاستقالة»، مناشدين المواطنين «التضامن معنا»، ومطالبين الجاليات اللبنانية في كل الدول بـ «التوجه إلى السفارات للضغط على الحكومة»، كما دعوا إلى «التحقيق الفوري ومعرفة من سرّب التحقيقات مع النساء المعتقلات».
وناشد الأهالي «رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط أن يحل الملف لأنه شخصياً شعر بوجع الأهالي عندما تم قمعهم بالقوة»، وكشفوا أنهم تلقوا «رسائل من تنظيم داعش تفيد بأنه سيتم إعدام جميع العسكريين في حال عدم الاستجابة لمطالبهم».
 
الجيش يستهدف المسلحين في جرود عرسال بالصواريخ
بيروت - «الحياة»
استهدفت وحدات الجيش اللبناني المتمركزة في البقاع الشمالي قبل ظهر أمس تجمعات المسلحين في جرود الديب في عرسال بالمدفعية الثقيلة، فيما استهدفت طائرة استطلاع تابعة للجيش من نوع «سيسنا» مراكز قيادية لهذه المجموعات في وادي ميرا - الزمراني في جرود عرسال بصواريخ موجهة جو - أرض، فأصابتها إصابات مباشرة، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام».
وفي حين تحدثت المعلومات الواردة من المنطقة ومراسلو الإعلام عن مقتل عدد من المسلحين بينهم قيادي بارز، أشارت مصادر عسكرية إلى أن القصف استهدف تجمعات للمسلحين، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوفهم. لكنها أكدت أن لا معلومات لديها عن حجم الخسائر لدى المسلحين.
 
الشغور الرئاسي والأزمة السورية يطغيان على محادثات بوغدانوف
بيروت - «الحياة»
تمحورت لقاءات موفد الرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، وكبار المسؤولين اللبنانيين، برفقة السفير الروسي ألكسندر زاسبيكين، حول الوضع الداخلي بكل أبعاده الأمنية والسياسية، خصوصاً الشغور الرئاسي وانعكاساته السلبية على الوضع، إضافة إلى آفاق التحرك الروسي في خصوص الأزمة السورية.
وكان بوغدانوف واصل جولته على المسؤولين والتقى منهم في اليوم الثاني من زيارته بيروت أمس، رئيس حزب «الكتائب» الرئيس أمين الجميل في بكفيا في حضور وزراء الكتائب سجعان قزي ورمزي جريج وآلان حكيم .
بعد الاجتماع تحدث بوغدانوف مقدّراً «الدور الوطني للرئيس الجميّل وحزب الكتائب والمساهمة البناءة في تعزيز العلاقات بين بيروت وموسكو». وقال: «تمت خلال الاجتماع مناقشة القضايا الراهنة في لبنان والمنطقة بما فيها مسألة الشغور الرئاسي بفعل عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وسنتابع مناقشة هذه القضايا».
وتحدث الجميّل فقال: «تركزت المحادثات على القضايا الدقيقة بما فيها انتخابات رئاسة الجمهورية والدور الروسي المؤثر، لما لموسكو من علاقات جيدة مع جميع الأفرقاء، وهذا يسمح لها بدور فاعل، محذراً من التمادي في الفراغ الرئاسي». ولفت إلى أنه «حمّل الموفد الرئاسي الروسي جملة مقترحات من شأنها المساهمة في إيجاد الحلول للقضايا العالقة». وأوضح أن الموفد الروسي أطلعه على الجهود التي تبذلها موسكو في هذا الإطار.
ورحب الجميّل بـ «الجهود الروسية كمساهمة في حلّ الأزمة في سورية، لما لهذا الحل من مردود إيجابي على الوضع الداخلي في لبنان بدءاً بإراحة الوضع العسكري داخل سورية، وعودة الإخوة اللاجئين السوريين إلى وطنهم وأرضهم».
وكان بوغدانوف عرض الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط وانعكاسها على لبنان، مع الرئيس السابق للحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، في حضور الوزير السابق نقولا نحاس، ثم زار الرابية، والتقى رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون. وظهراً اجتمع في بيت الوسط، مع رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة في حضور وزير الداخلية نهاد المشنوق، والنواب: سمير الجسر، عاطف مجدلاني، أمين وهبة وباسم الشاب، مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان. وتم عرض آخر المستجدات في لبنان والمنطقة وآفاق التحرك الروسي في خصوص الأزمة السورية. واستكمل البحث في مختلف المواضيع والعلاقات الثنائية بين البلدين إلى مائدة غداء أقيمت للمناسبة.
وفيما كان مقرراً أن يزور الموفد الروسي بنشعي للقاء رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، أشارت «وكالة الأنباء المركزية» إلى أن السفير الروسي اتصل بفرنجية وأبلغه إلغاء زيارة بوغدانوف بسبب إقفال الطرق. كما التقى بوغدانوف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ثم رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط. واختتمها مساء بلقاء مع الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله.
وكانت السفارة الروسية في لبنان أعلنت أمس إلغاء كلمة بوغدانوف بسبب تغيرات غير متوقعة في جدول أعمال زيارته.
 
جعجع يضع عون أمام خيارين: إلى البرلمان أو التفاهم على أسماء
بيروت - «الحياة»
وجه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع نداء إلى رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، قائلاً: «لا يمكننا ترك الأمور كما هي، إن موقع رئاسة الجمهورية يتآكل رويداً رويداً. مهما كانت الظروف والأسباب والخلفيات لا يمكننا ترك موقع الرئاسة الأولى فارغاً، وبالتالي يا جنرال أمامك خياران: إما أن يتوجه التكتل الأربعاء المقبل الى المجلس النيابي، فنكون أنا وأنت مرشحَيْن للرئاسة، وفي ظل وجود لعبة فعلية لا يعود بإمكان المرشحين غير الفعليين الاستمرار، وإما الخيار الثاني، كي لا يستمر التباكي على الأطلال والقول إن السنة والشيعة يتحاورون ليختاروا لنا رئيساً، فهو الجلوس معاً للتفاهم على بعض الأسماء ونتوجه بها إلى المجلس. حتى الآن لا تزال المبادرة بين أيدينا، ولكن لا يمكننا أن نطلب من الكون انتظارنا، والبعض يعطل الرئاسة».
وقال جعجع في نداء أطلقه خلال مشاركته في العشاء السنوي لمنسقية بيروت في حزب القوات: «لماذا بيروت؟ لأن بيروت هي بشير الجميل، هي رفيق الحريري، هي مطران بيروت للروم الأرثوذكس إلياس عودة، هي بيروت 14 آذار اللحظة التاريخية والجغرافية، وفي كل الأحوال خارج 14 آذار لا وجود لبيروت، لأنه في 8 آذار لا وجود للبنان». وسأل: «من يريد بناء دولة قوية وحصر القرار فيها هل يكون كمن يقول أريد ترك القرار خارج الدولة؟».
ورد على من يتهمون البرلمان بالتلكؤ في انتخاب رئيس وأن النواب لا يقومون بواجباتهم، بقوله: «هذا الكلام غير صحيح، فمن ليس مستعداً لأن يقول الحقيقة كما هي فليصمت ولا يتفوه بأي كلمة، فليس كل النواب متلكئين».
وشدد على أن «قوى 14 آذار ما زالت موجودة، وهي المشروع والتصور اللذان تريدهما أكثرية الشعب. وبصراحة، نحن لم نكن فاعلين أخيراً نظراً إلى الظروف التي نعيشها، ولكننا متشبثون بمشروعنا ويجب ألا ننسى أننا تعرضنا لعشرات عمليات الاغتيال وصمدنا».
وفي موضوع الحوار بين «حزب الله» وتيار «المستقبل»، استغرب جعجع النظرية التي يشيعها البعض بأن السنة والشيعة ذاهبون إلى الحوار من أجل الاتفاق على رئيس جمهورية مسيحي، فقال: «إن السنة والشيعة سوف يتحاورون لتخفيف الاحتقان الموجود بينهم للأسف في ظل المواجهة الكبرى بينهم في المنطقة ككل، وهذه خطوة مباركة بحد ذاتها. ولكن البحث في رئاسة الجمهورية والشؤون الوطنية الكبرى يحتاج وجود كل الفرقاء في الوطن ومشاركتهم».
وأشاد بدور الجيش، منتقداً «بعض الغيارى الذين نادوا بالتسلح الذاتي وتسليح المسيحيين، وبالأخص في القاع ورأس بعلبك. يجب أن يفسح الجميع في المجال أمام الجيش وإعادة القرار الأمني والعسكري الى الدولة، والجيش قادر على تحمل المسؤولية في كل لبنان».
 
تمام سلام في زيارة رسمية إلى باريس الأسبوع المقبل وفرنسا تسعى لتنشيط وساطتها لبنانيا مستفيدة من بوادر انفتاح إيراني

جريدة الشرق الاوسط.... باريس: ميشال أبو نجم .... تستضيف باريس هذا الأسبوع رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام (من 10 إلى 12 الحالي) ستتشعب محاورها بين الوضع اللبناني بأبعاده السياسية والعسكرية والأمنية والإنسانية (ملف اللاجئين السوريين)، فضلا عن بعده الإقليمي سوريا وعراقيا. كما سيكون ملف الإرهاب وما يشكله من تهديد مباشر على أمن وسلامة لبنان حاضرا بقوة خلال لقاءات سلام مع المسؤولين الفرنسيين.
وأعدت باريس برنامجا حافلا للرئيس سلام، إذ سيلتقي رأسي السلطة التنفيذية (الرئيس فرنسوا هولاند ورئيس الحكومة مانويل فالس)، والتشريعية (رئيسي مجلس الشيوخ ومجلس النواب جيرار لارشيه وكلود برتولون)، فضلا عن وزير الدفاع جان إيف لودريان. أما وزير الخارجية لوران فابيوس فلن يلتقيه بسبب سفره إلى بيرو لحضور مؤتمر حول المناخ.
تقول مصادر فرنسية رسمية رفيعة المستوى إن باريس «حريصة على دعم الرئيس سلام»، لكونه يشكل اليوم «ركيزة السلطة التنفيذية» في لبنان وللدور الدستوري والمؤسساتي والسياسي الذي يلعبه بالنظر لموقعه على رأس هذه السلطة واستمرار الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية. وتضيف هذه المصادر أن فرنسا «تريد، من جهة، الاستمرار في مساعدته عبر توجيه رسائل والقيام بوساطات.. كما أنها تقوم، من جهة ثانية، بما تستطيعه من أجل إيجاد المناخ الإقليمي والدولي الذي من شأنه تسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية»، ربما في إطار صفقة متكاملة تشمل بلورة قانون انتخابي جديد يفتح الباب لحكومة توافقية.
سيكون للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الكثير مما سيقوله للرئيس سلام بالنظر للتحركات والاتصالات المتلاحقة التي تقوم بها فرنسا مع كل الأطراف الداخلية والإقليمية لتوفير أرضية مشتركة تفضي إلى وضع حد للفراغ الدستوري في لبنان. ووفق أكثر من مصدر فرنسي ولبناني، فإن «العامل المشجع الجديد» الذي يدفع فرنسا لمضاعفة جهودها هو التقاطها لـ«مؤشرات مشجعة» من طهران لجهة قبولها بأن تلعب «دورا مسهلا» في لبنان يسهم في استرخاء الأجواء والتحضير للخروج من الفراغ. وتربط مصادر رسمية لبنانية رفيعة المستوى تحدثت إليها «الشرق الأوسط» بين هذه المؤشرات وبين رغبة طهران في توجيه رسالة سياسية إيجابية جديدة باتجاه الغرب تضاف إلى الرسالة السابقة المتمثلة بدور طهران في الحرب على «داعش»، والتي كانت آخر تجلياتها مشاركة الطائرات الحربية الإيرانية في قصف مواقع لتنظيم الدولة شرق العراق، وهو ما عده وزير الخارجية الأميركية جون كيري في المحصلة النهائية «أمرا إيجابيا». ومن التطورات الإيجابية «الداخلية» التي لا يمكن فصلها عن تأثيرات طهران اقتراب قيام حوار بين تيار المستقبل و«حزب الله» يراد له أن «يبرد» الأجواء الداخلية، وربما أفضى إلى إيجاد أرضية مشتركة لتفاهمات حول الملفات الأساسية. ورغم أن الغربيين يرفضون الربط بين ملف إيران النووي والبؤر الساخنة في الشرق الأوسط، فإن أوساطا دبلوماسية على اطلاع تام بالاتصالات والتحركات، تؤكد أن لإيران اليوم «نهجا جديدا» في التعاطي مع الملف اللبناني.
وتريد باريس أن تلعب دور «صلة الوصل» بين الأطراف الفاعلة على الساحة اللبنانية، الأمر الذي يبرر الجولة الجديدة التي ينوي مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية القيام بها، والتي تشمل طهران والرياض والفاتيكان وبيروت، بينما قام السفير فرانك جوليه، الموكل بالملف السوري، مؤخرا بزيارة لموسكو تركزت خصوصا على الوضع السوري لكن مع امتداداته اللبنانية. وتريد باريس إدخال الفاتيكان في دائرة الوساطات لما تراه من قدرته على التأثير على القادة المسيحيين اللبنانيين وحثهم على تسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
بيد أن أوساطا وزارية لبنانية تطرح علامات استفهام حول ما إذا كانت باريس قد حصلت على «تفويض دولي» للتعاطي مع أزمة الفراغ الرئاسي وتحديدا من الجانب الأميركي يكون شبيها بالتوكيل الذي أعطي لها لتسهيل ولادة حكومة الرئيس سلام.
وهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها سلام باريس بصفته رئيسا للوزراء، وثاني مرة يلتقي الرئيس هولاند بعد اجتماع أول في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي. ومن المنتظر أن يبحث سلام الذي يرافقه وزير الدفاع والخارجية سمير مقبل وجبران باسيل الملف العسكري مع فرنسا على ضوء الاتفاق الذي تم بشأن الأسلحة التي ستسلمها فرنسا للبنان في إطار هبة المليارات الثلاثة المقدمة من المملكة السعودية. ويتوجب على لبنان أن يكون قد ذيل الاتفاق بتوقيعه النهائي ليصبح نافذا. ولهذا الغرض علم أن الأميرال السابق أدوار غيو الذي يرأس مجموعة «أوداس» المكلفة بتنفيذ بنود العقد كطرف وسيط بين الدولتين اللبنانية والفرنسية موجود في بيروت. وينتظر أن يبدأ تسليم السلاح للجيش اللبناني في الفصل الأول من عام 2015. كذلك سيحظى الملف الأمني باهتمام كبير، إذ لا تخفي باريس قلقها الشديد من تزايد انعكاسات الحرب في سوريا على الوضع في لبنان.
ولا شك أن الرئيس سلام سيشدد على حاجة لبنان للدعم من أجل تحمل تبعات اللاجئين السوريين إلى لبنان خصوصا بعد إعلان برنامج الغذاء الدولي عن عزمه وقف تقديم المساعدات بسبب فقدان التمويل اللازم. وتتفهم باريس عجز لبنان عن مواجهة العبء الإنساني السوري، كما أنها تتفهم التبعات المترتبة على اقتصاده وبناه التحتية، فضلا عن المشاكل الأمنية والاجتماعية التي يتسبب بها.
 

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,891,736

عدد الزوار: 7,649,570

المتواجدون الآن: 1