جيرو التقى الجميّل وسليمان وعون والموسوي وقهوجي وأكد الدعم الفرنسي لانتخاب رئيس للجمهورية....برنامج حافل لسلام في باريس تعويل على تحريك المساعدات وملء الشغور

200 يوم للبنان بلا رئيس للدولة لا تفويض رسمياً لـ "هيئة علماء المسلمين"....الثلج يكشف أي عضلات أقوى... "النصرة" أم "حزب الله"؟

تاريخ الإضافة الخميس 11 كانون الأول 2014 - 7:31 ص    عدد الزيارات 1900    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

200 يوم للبنان بلا رئيس للدولة لا تفويض رسمياً لـ "هيئة علماء المسلمين"
النهار...
إرباك على كل المستويات السياسية والقضائية والامنية، وتداخل في المهمات والصلاحيات، وكثرة رؤوس في التفاوض مع الخاطفين، عوامل تصب كلها في مصلحة اعداء لبنان، وخصوصاً الارهابيين التكفيريين الذين يتحكمون بمفاصل الحياة اليومية للبنانيين، وبشرايين الحركة في العاصمة وعدد من المناطق. وقد جسدت هذا الارباك أمس التسريبات المتناقضة في ترويج خبر افراج القضاء العسكري عن سجى الدليمي وعلا العقيلي وتسليمهما الى الأمن العام، ثم نقل نفي للخبر من رئيس المحكمة العسكرية العميد خليل ابرهيم، وايضا الزيارات التي قامت بها "هيئة علماء المسلمين" لعدد كبير من المسؤولين لعدم توافر مرجع واحد مكلف ابداء الرأي، او المضي في خطة واضحة للتفاوض لاطلاق العسكريين المخطوفين اذا أمكن ذلك. كذلك برز التباين في المواقف التي ستترجم خلافاً داخل مجلس الوزراء، ففي حين أعلن النائب وليد جنبلاط انه يوافق على ما نصت عليه مبادرة الهيئة لاطلاق الموقوفتين سجى الدليمي وعلا العقيلي، وانه مع المقايضة من دون قيد او شرط وأنه يؤيد تكليف "هيئه علماء المسلمين" التفاوض مع الخاطفين من أجل المقايضة، اعتبر عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب فريد الخازن "ان "الهيئة" قامت بأكبر فضيحة في تاريخ المفاوضات مع طرف ثالث، حيث فاوضت في معركة عرسال من أجل خروج المسلحين من البلدة، لكنها انتهت بخروج الارهابيين ومعهم العسكريون المخطوفون". وأكد الخازن "ان "التيار الوطني الحرّ" يرفض هذه "المزحة" التي تشكّل إهانة لأرواح شهداء الجيش وأهالي العسكريين المخطوفين الذين يتعرضون للابتزاز من المجموعات الخاطفة".
وفي مقابل تأكيد رئيس الهيئة الشيخ سالم الرافعي بعد لقائه وزير الداخلية نهاد المشنوق انه "اذا لم تفوضنا الدولة فلن نقوم بأي وساطة"، وقول عضو "الهيئة" الشيخ عدنان أمامة إن "لا اتصالات مع الخاطفين قبل نيل هذا التفويض، حتى ان الخاطفين يتهموننا بالتخاذل وبالانحياز وأننا نبيعهم كلاماً فارغاً للتغطية على مواقف الحكومة"، اوضحت مصادر ان اللواء عباس ابرهيم اشترط ألا تكون المفاوضات تحت الذبح، وان يقدم الخاطفون تعهداً خطياً موقعاً ومختوماً من اميري "النصرة" و"داعش" في القلمون لعدم قتل أي عسكري ما دامت المفاوضات قائمة حتى لو تأخرت.
من جهة أخرى، تحدث مصدر متابع للملف الى "النهار" عن "استحالة صدور تكليف رسمي من الحكومة"، وقال: "ان كل ما يمكن ان تقدمه الدولة هو ما عبّر عنه أمس المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم من استعداد للتعاون وحصر هذا التعاون بجهة او جهات مكلفة ومحددة، وهو التعاون الذي كان قائماً في مرات سابقة". وأضاف ان "التعاون مع الهيئة سيتحقق حتماً لأن لا منافذ أخرى للتفاوض بعد انسحاب الموفد القطري الذي كانت له حساباته الخاصة". ونقل عن الرئيس نبيه بري لدى سؤاله عن خلية الأزمة المكلفة العسكريين المخطوفين، قوله إن "المخرج يكون في إبعاد المدنيين عن ملف المخطوفين".
مجلس الوزراء
وعلمت "النهار" ان رئيس الوزراء تمّام سلام أجرى اتصالات استمرت الى ما بعد ظهر امس لاستكشاف إمكان عقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء، لكنه وجد أن الامر لن يؤدي الى النتيجة المطلوبة في ما يتعلق بقضية العسكريين المخطوفين لوجود تباينات بين مكونات الحكومة. ففي حين ترفض غالبية القوى الممثلة في الحكومة إعطاء "هيئة علماء المسلمين" تفويضاً، تدعو أقلية وزارية الى منح الهيئة هذا التفويض. ولاحظت مصادر وزارية ان تحركات الهيئة أمس اتسمت بطابع طائفي، علماً ان المخطوفين ينتمون الى كل الطوائف. كما ان الهيئة نالت تأييداً من واحدة من الجهتين الخاطفتين فقط. ووصفت الانباء عن إطلاق موقوفتين بأنها كانت بمثابة بالون اختبار انتهى الى ردود فعل سلبية.
رئاسة الجمهورية
وبين هذا المشهد الداخلي المعقد، ومشهد المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي، يحل اليوم الـ 200 للشغور في موقع رئاسة الجمهورية، ولا يتنبه كثيرون الى موعد الجلسة الـ 16 المقررة اليوم لانتخاب رئيس. جلسة لن تختلف عن سابقاتها من حيث عدم توافر النصاب في ظل مقاطعة "التيار الوطني الحر" و"حزب الله". وتعقَد هذه الجلسة في ظلّ حراك دولي يتجسد في وجود مدير شؤون الشرق الأدنى وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو في بيروت ولقائه السياسيين وحضهم على الاسراع في انتخاب رئيس. لكن مصادر سياسية أبلغت "النهار" بأن الموفد الفرنسي لا يحمل مبادرة واضحة في هذا الشأن، وانه يستطلع الآراء، كما فعل قبله نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف. وكان الموفد الفرنسي جيرو أطلع الرئيس نبيه بري على تفاصيل جولته التي قام بها من السعودية الى إيران وصولا الى الفاتيكان، وهو لا يحمل مبادرة في ملف الاستحقاق. وركز جيرو على الاستعجال في انتخاب رئيس، وسيزور "الدول المؤثرة" سعياً الى تحقيق الهدف.
ورحب جيرو بالحوار المنتظر بين "حزب الله" و"تيار المستقبل"، واعتبر ان هذا الحوار يساعد في السعي الى إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
وفي هذا السياق، استرعى الانتباه تصريح العماد ميشال عون بعد الاجتماع الأسبوعي لـ"تكتّل التغيير والإصلاح"، والذي أعلن فيه أنّ "المشكلة لدينا ليست انتخاب شخص لرئاسة الجمهورية بل بقاء الجمهورية"، معرباً عن ترحيبه بالتفاوض لمصلحة الجمهورية، وبرئيس حزب "القوات" سمير جعجع إن رغب في زيارة الرابية.
في غضون ذلك، علمت "النهار" ان الرئيس أمين الجميّل سيزور اليوم بكركي للقاء البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والتشاور معه في التطورات. كما علمت "النهار" ان البطريرك الراعي سيحاول عبر الاتصالات بالزعماء الموارنة الاربعة: الجميّل والعماد ميشال عون وسمير جعجع والنائب سليمان فرنجيه معرفة إمكان عقد قمة مارونية تتصل بالاستحقاق الرئاسي، لكن أمر هذه القمة غير مقرر بعد.
المحكمة
وفي لاهاي، حفل اليوم الثاني من المرحلة الثانية الذي خصصته المحكمة الخاصة بلبنان لاستجواب النائب مروان حماده بجملة محطات لافتة أبرزها قرار هيئة المحكمة قبول طلب مكتب المدعي العام غرايم كاميرون استدعاء رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط لاستجوابه بصفته شاهداً في القضية نفسها، ثم قبول الطلب عينه لاستدعاء الصحافي علي حماده بالصفة عينها للإدلاء بما يملك من معلومات عن تبادل رسائل شفهية حصل بين الرئيس رفيق الحريري والرئيس السوري بشار الاسد. وكذلك موضوع تغيير النائب حماده رقم هاتفه القديم بعد محاولة الاغتيال في الأول من تشرين الأول ٢٠٠٤، والفترة الزمنية الفاصلة بين توقيفه الرقم القديم وتسجيل الرقم باسم شخص جديد، للقول إن داتا الاتصالات التي لم تكشف الشخص أو الجهة التي استخدمت رقم هاتف حماده القديم يمكن ضرب صدقيتها في موضوع كشف شبكات التخابر والأرقام الخليوية.
 
جيرو التقى الجميّل وسليمان وعون والموسوي وقهوجي وأكد الدعم الفرنسي لانتخاب رئيس للجمهورية
النهار..
تابع مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو، لقاءاته في لبنان أمس،فزار صباحاً الرئيس ميشال سليمان في دارته في اليرزة في حضور السفير الفرنسي باتريس باؤلي والوفد المرافق، وعرض معه الاوضاع العامة والتطورات اللبنانية ولا سيما منها الاستحقاق الرئاسي.
واستمع الموفد الفرنسي الى شرح الرئيس سليمان والامور المطروحة وسبل مقاربة مسار الاستحقاق الرئاسي. وأكد سليمان أن انتخاب رئيس الجمهورية هو "مفتاح الحلّ في لبنان للخروج من الأزمة التي أصبحت كالحلقة المفرغة في ظلّ الفراغ الرئاسيّ القاتِل الذي تسبّب بالكثير من المشكلات، كان أبرزها التمديد لمجلس النواب للمرة الثانية".
وشدد على "اتمام الاستحقاق الرئاسيّ قبل أي شيء آخر"، معتبراً "أن أي حوار ينتهي بالنزول إلى المجلس وانتخاب الرئيس هو حوار ضروري ومرحَّب به"، شاكراً لفرنسا، "حرصها واهتمامها كبقية الدول بالملف اللبناني لناحية الحض على انتخاب الرئيس ودعم الجيش الذي يقدم الشهداء في مواجهة الارهاب، وتأكيد أهميّة تطبيق "إعلان بعبدا".
الجميل
ثم زار الرئيس أمين الجميل في المقر المركزي لحزب الكتائب. وعرض معه التطورات في حضور باؤلي، ونائب رئيس الحزب الوزير سجعان القزي، ووزير الاقتصاد الان حكيم، والوزير السابق سليم الصايغ، ورئيس مجلس الاعلام جورج يزبك.
وأفاد المكتب الاعلامي للجميل أن المحادثات ركزت على وجوب تحصين الساحة الداخلية من خلال اقفال الثغر السياسية التي من شأن المخاطر النفاذ منها وتعريض الوضع، وكان الإتفاق تاما على أهمية العمل على إنتخاب رئيس للجمهورية، الذي بات اولوية مطلقة يقتضي عدم التفريط بها.
وشرح الموفد الفرنسي موقف بلاده القلق على الوضع من النواحي السياسية والامنية والاقتصادية والانسانية، والداعم بقوة لانتخاب رئيس للجمهورية في اقرب مهلة، داعيا الى الافادة من الجو الملائم لدى بعض الدول المؤثرة.
وبعد اللقاء، كشف الجميل عن انصراف الاجتماع الى البحث المعمق في الملف الرئاسي، مؤكدا دعمه للمبادرة الفرنسية المستمدة من مروحة من العلاقات الدولية والاقليمية التي تتمتع بها باريس، والتي تستمد بعض زخمها من تقاطع ايجابي مع بعض الدول المؤثرة في الداخل.
وردا على سؤال، قال: "لم نتطرق الى الاسماء، لا مع الموفد الروسي ولا مع الموفد الفرنسي، بل ركزنا على دقة الوضع وسبل بلوغ الحل من خلال انتخاب رئيس للبلاد".
وقال إنه سيزور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، آملا في ايجاد دينامية قادرة على انتشال الوضع من المراوحة. كذلك سيعرض معه إمكان دعوة القادة الموارنة الأربعة إلى لقاء في بكركي للبحث في التطورات.
عون
ثم زار جيرو يرافقه السفير الفرنسي، النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية في حضور النائبين سيمون أبي راميا والان عون والمسؤول عن العلاقات الديبلوماسية في "التيار الوطني الحر ميشال دو شادارفيان. وعرض معه التطورات، ومنها الموضوع الرئاسي.
الموسوي
كذلك زار مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" عمار الموسوي.
قهوجي
وشملت زياراته ايضا قائد الجيش العماد جان قهوجي.
 
برنامج حافل لسلام في باريس تعويل على تحريك المساعدات وملء الشغور
النهار..باريس - سمير تويني
يصل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام اليوم الى باريس في زيارة رسمية تستمر حتى يوم الجمعة. وستكون زيارة سياسية بامتياز، وهي الاولى للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند منذ لقائهما في نيويورك في ايلول الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وسيعرض سلام على المسؤولين الفرنسيين الوضع اللبناني بتشعباته في ظل الأزمات التي يمر بها لبنان، وسيطلب من فرنسا تأمين دعم إقليمي ودولي لدعم التماسك الداخلي وتماسك الحكومة في مواجهة مصاعب سياسية واقتصادية واجتماعية بالاضافة الى موضوع اللاجئين السوريين. وتكرر فرنسا على لسان مسؤوليها الدعم الكامل للحكومة، وتحرص على عدم تعريض الوضع الحكومي لأي اهتزاز قد يكلف لبنان استقراره السياسي.
ومن ناحية ثانية، يواجه الوضع الداخلي عمليات ارهابية وعمليات احتجاز رهائن للجيش تهدد الاستقرار الداخلي. ولبنان في هذا السياق في حاجة الى دعم لقواه الأمنية للدفاع عن هذا الاستقرار. وسيكون موضوع تزويد الجيش السلاح في أسرع وقت من أهم المواضيع على طاولة المحادثات خلال لقاءات سلام والمسؤولين الفرنسيين. وهناك توافق دولي على ملء الفراغ الرئاسي الذي يقلق باريس والدول الصديقة، وسيكون مدار بحث بين هولاند وسلام، وباريس تتحرك وتضع طاقاتها في خدمة لبنان، لانها تعتبر ان الانتخابات الرئاسية مسألة وطنية ويجب اجراؤها بأسرع وقت للمحافظة على المؤسسات الدستورية. وتقوم بدور "المسهّل" للوصول الى اتفاق من دون اي تدخل خارجي، بل بتفاهم بين اللبنانيين حول مرشح توافقي. وقد يبلغ الرئيس الفرنسي رئيس الوزراء اللبناني بما آلت اليه الاتصالات التي قام بها الموفد الفرنسي الى بيروت بداية الأسبوع.
وسيشدد سلام خلال لقائه مع هولاند على "العيش المشترك" بين اللبنانيين، ويعوّل على باريس وعلى المجتمع الدولي في المحافظة عليه. وسيطلب من السلطات الفرنسية دعما دوليا لتحمل اعباء اللاجئين السوريين. وكانت باريس ساهمت من خلال دعمها انشاء "مجموعة الدول الداعمة للبنان" في توعية المجتمع الدولي على العبء الذي يتحمله لبنان.
وسيلقي النزاع السوري بثقله على المحادثات، وسيتطرق سلام مع المسؤولين الفرنسيين إلى أهمية إيجاد حل للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، وهو يشكل مفتاح للعديد من الأزمات في المنطقة، كما الأوضاع في المنطقة.
ويرافق سلام نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل ووزير الخارجية جبران باسيل والمستشار شادي كرم، وسيقابل رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه ولجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الفرنسي.
وستكون له لقاء مع رئيس الجمعية الوطنية كلود بارتولون والامين العام لمنظمة الفرنكوفونية عبده ضيوف، ولقاء لوزير الدفاع مع نظيره الفرنسي جان ايف لودريان لدرس الإسراع في تسليم المعدات والسلاح للجيش، ويلتقي سلام مساء الجالية اللبنانية بدعوة من القائم بالاعمال غادي الخوري.
وسيكون نهار الجمعة حافلا باللقاءات، أولاً مع هولاند ثم مع رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس ومع وزير الدفاع الفرنسي لودريان. كما سيكون لسلام لقاء مع الصحافة العربية في فرنسا.
 
المحكمة وافقت على دعوة جنبلاط وعلي حماده شاهدَيْن مروان حماده: تغيّر نمط حياتي كلياً بعد الانفجار
النهار...كلوديت سركيس
قررت غرفة الدرجة الاولى في المحكمة الخاصة بلبنان برئاسة القاضي ديفيد راي، قبول طلب الادعاء الاستماع الى افادتي النائب وليد جنبلاط والزميل علي حماده في ضوء افادة النائب مروان حماده امام الغرفة وتقديمه مجموعة من الادلة عن دور جنبلاط في بعض احداث عامي 2004 و2005.
قالت الغرفة في قرارها: "ان جنبلاط رجل سياسي نافذ في لبنان وحليف وثيق للحريري. ويعتبر الادعاء ان افادته ذات صلة وقيمة ثبوتية. فهو حليف سياسي مقرب من الحريري ويتمتع بفهم واسع للسياسة اللبنانية. وسيتطرق الى التطورات السياسية التي جرت عامي 2004 و2005، بما في ذلك مسألة تمديد ولاية الرئيس اميل لحود واعتماد قرار مجلس الامن 1559 والعلاقات بين سوريا ولبنان واللقاءات المتكررة التي كان يجريها مع الحريري وسبقت اغتياله في 14 شباط 2005. اما الشاهد علي حماده فهو صحافي في جريدة "النهار" وتلفزيون "المستقبل" وعلى صلة وثيقة بالحريري. ومنذ 15 تشرين الاول 2004 وحتى اغتيال الحريري كان وسيطا بينه وبين الرئيس السوري بشار الاسد، ونقل رسائل بين الاثنين في محاولة للحريري، بحسب الادعاء، لتهدئة التوتر آنذاك. ويعتبر الادعاء ان افادته ذات صلة بالوضع السياسي في لبنان، وتتعلق بالعلاقات السورية - اللبنانية خلال تلك الفترة، وتعتبر هذا الادلة ذات قيمة ثبوتية. وذكر ممثل الادعاء غرايم كاميرون انه لن يقترح استدعاء جنبلاط وحماده امام الغرفة للادلاء بشهادتهما قبل اوائل 2015.
وتابع كاميرون سؤال الشاهد مروان حماده. واستهل بصورة احضرها معه. فقال حماده انها آخر صورة لي والحريري وشقيقته النائبة بهية الحريري التقطت خلال اجتماع اللجان النيابية المشتركة لدرس مشروع قانون الانتخاب، قبل دقائق قليلة من خروجه الى كافيه دو ليتوال ثم الى حتفه". واضاف: "هي صورة مبتسمة لرجل متجه الى حتفه وواثق من المستقبل، على رغم كل المخاطر وتحذيرات آتية من دمشق ولندن عبر باسل فليحان، وما جرى قبل ايام بملاحقة فريق ارهابي كان يراقب السفارة الايطالية القريبة من البرلمان. واضاف: "وبدا في الصورة نائبان اغتيلا بالطريقة نفسها، بيار الجميل وانطوان غانم".
وتحدث عن اطمئنان الحريري خلال الزيارة الى انتصاره في انتخابات ربيع 2005 "ايا يكن قانون الانتخاب، اضافة الى ان الجو الشعبي بات رافضا للهيمنة السورية وفقدان لحود الشعبية،واهداف لقاء بريستول المتعلقة بتطبيق ما تبقى من الطائف لجهة قوننة الميليشيات وانضمام حزب الله الى الجيش وتشكيل حكومة لا يهيمن عليها العميد رستم غزالي ولحود".
وبسؤال الممثل القانوني للمتضررين بيتر هاينز عن شعور شخص تعرض لمحاولة اغتيال بسيارة مفخخة ونجاته، أجاب حماده: "ليس سهلا وصف اللحظة التي يتعرض فيها المرء لهذه التجربة المرة، وخصوصا عندما يؤمن بأن الحياة السياسية مجردة من اعمال ارهابية. كنت متوجها الى مواعيد مسبقة اتحدث مع سائقي عن توقيف باعة كعك فقراء. وفجأة صرت ومن معي مقذوفين الى الاعالي في اجزاء من الثانية. تمسكت بالكرسي عفوا، مما انقذ رأسي وجمجمتي من مزيد من الجروح. وحاولت ان اخرج من جحيم السيارة فسقطت ارضا، وزحفت على الزفت لأبتعد عن سيارتي التي انفجر خزان الوقود فيها. ندهت رفيقي فلم أسمع من ابو كروم جوابا. ومرّ شخص يمارس الرياضة، اجهله نقلني الى مستشفى الجامعة الاميركية حيث ادخلت الى غرفة العناية".
وأضاف: "جرّت تداعيات الانفجار عمليات جراحية خطرة عدة خضعت لها على مدى ثلاث سنوات، ثم عمليات اضافية في بيروت وباريس".
وعن نظرة الشاهد الى الخطر منذ محاولة اغتياله، قال: "تغير نمط حياتي كليا في الحياة السياسية والعائلية والاجتماعية. اذ فجأة تحولت الى شخص محاط بعشرات الحراس انتدبتهم الدولة لأنها تعتبر ان الخطر لا يزال قائما. وسياراتي باتت مصفحة وتنقلاتي محدودة. واضطررت الى استئجار منزل خارج لبنان عند احتدام الامور السياسية"، مشيرا الى ان حفيده الذي يحمل اسمه "تعرض لمضايقات كثيرة بسبب اسمه". وتحدث عن علاقته الوطيدة بالسيدة نازك الحريري والرئيس سعد الحريري الذي صار وارثا سياسيا وقائدا لـ"كتلة المستقبل" بعد اغتيال والده، وتعامل مع الخسارة بكثير من التصميم". كما تحدث عن محاولة اعادة اجتماعات مجلس النواب بعد ثلاثة ايام من الحداد على الحريري. "وكأن شيئا لم يقع"، وقيام تظاهرة 14 آذار وتظاهرة 8 آذار التي نظمها حزب الله وسقوط حكومة الرئيس عمر كرامي". وقال ان "الاغتيال تسبب بانقسام عمودي في لبنان وأثر سلبا على البلاد التي باتت على شفير الهاوية. واستمر مسلسل الاغتيالات لسياسيين وصحافيين، والتي ربما ترتبط بالحادث الام. كل لبنان ساده العنف، وتراجعت حركة النمو، وكانت هجرة وانقسام سياسي ومذهبي وطائفي، فاغتياله شكل مرحلة مفصلية ونقطة تحول بين الانزعاج العام من الوجود السوري والتخلص منه وسيطرة لحود، مما دفع بالمجتمع اللبناني الى حال من الجمود على صعيد المستقبل، وسيطرت سحابة سوداء مذذاك. وهذا الوضع يؤثر الآن في مجمل البلاد، وقد شكل اغتياله هزة ارضية لا نزال نعيش ارتداداتها. فيكفي ان ننظر الى الانقسام حول تطبيق العدالة في قضية الحريري وقيام المحكمة الدولية.
وعن افادته امام الغرفة عن شعبية للحريري في سوريا التي شكلت قلقا للنظام السوري، قال ان الاخير"ديكتاتوري". ورأى ان شك السوريين في الحريري "نتج من انه لم يكن وقتها تابعا لهم بالكامل".
وبسؤال للمستشار في الغرفة القاضي نيكولا لاتييري عن موقف الحريري من مزارع شبعا، تحدث حماده عن عدم جدية سوريا في التعامل مع هذا الموضوع، وقد بقي اقرارها بلبنانيتها شفويا لمنح استمرار تسلح حزب الله، ولو استعدناها". ونفى علمه بأن يكون الحريري تلقى تهديدات من مجموعات متطرفة سنية او غيرها".
وعن ردة فعله على استيلاء المخابرات السورية على ملف التحقيق في قضيته، أجاب: "لم يكن لأحد ان يعطي اي ردة فعل. فانا كنت لا ازال مريضا، وصرح وزير العدل آنذاك عدنان عضوم بأنه سيسجنني لأني اتهمت السوريين. وتراجع عن تصريحه بضغط من الرأي العام. وهو كان مواليا تماما لسوريا. وكانت علاقة تواصل في الفترة الاخيرة بين الحريري وحزب الله على ما يبدو، وعقدت اجتماعات نادرة بين الفريقين، وكانت رسائل اجهل مضمونها".
ونفى حماده معرفته بأي من المتهمين مشيرا الى سماعه بأن المتهم مصطفى بدر الدين شارك في احداث الكويت وصدرت احكام فيها وحُرر بعد اجتياحها من العراق.
وأخذ محامي الدفاع انطوان قرقماز عن مصالح المتهم بدر الدين على تصريحات للشاهد ادلى بها عند افتتاح المحاكمة خارج القاعة، اعتبر انها تشكل ادانة للمتهمين، متمسكا بقرينة البراءة، فاعترض القاضي راي على طرح الدفاع الخارج عن نطاق قواعد الاجراءات والاثبات. ولوح قرقماز بالانسحاب. ثم سأل حماده عن مشاركة بدر الدين وعماد مغنية خلال الحرب في موقعة في الضاحية الجنوبية، وان بدر الدين كان الى جانب "فتح"، فردّ الشاهد بأنه في تلك الفترة كان مسؤولا سياسيا فحسب. ونفى معرفته بالمدعويين سامي عيسى (اسم مستعار لبدر الدين) او صافي بدر، مشيرا الى ان رقمه الخليوي القديم لم يعد يستعمله بعد الاعتداء، واستعمل خطاً جديداً بعده.
ورفعت الجلسة الى اليوم لمتابعة الاستجواب المضاد.
 
جنبلاط زار أهالي العسكريين: "المقايضة من دون قيد ولا شرط"
النهار...
كان يفترض ان يستقبل النائب وليد جنبلاط وفداً من اهالي العسكريين المخطوفين لدى الجماعات الارهابية في جرود عرسال، الا انه فضل زيارتهم في مخيم الاعتصام في رياض الصلح برفقة الوزير وائل ابو فاعور.
وفضّل جنبلاط الاجتماع مع الاهالي بعيداً من عدسات الكاميرات. وبعد اللقاء كرر دعوته الى مقايضة العسكريين بموقوفين من دون شروط مسبقة، وأكد للاهالي "ان موقفي واضح كموقف الرئيس نبيه بري، وهو المقايضة من دون قيد ولا شرط".
وأعلن أنه يؤيد تكليف "هيئة علماء المسلمين" التفاوض مع الخاطفين من أجل المقايضة، مشيرا الى أن الهيئة ستزوره عصرا(امس) للبحث في هذا الشأن.
أما أهالي العسكريين، فأكدوا أن "أملنا بالله وبالنائب جنبلاط الذي وعدنا باستكمال الملف بالسرعة المطلوبة للحفاظ على أرواح العسكريين". وقال احد الاهالي: "جنبلاط لا يرفض أي مفاوض، وهو متواضع، وأراد أن يزورنا بنفسه ليلمس وجعنا".
ويأمل اهالي العسكريين ان تعود المفاوضات الى سكتها الصحيحة للافراج عن ابنائهم بحسب ما اكدوا لـ"النهار" امس.
وفي سياق متصل، أكد رئيس "هيئة علماء المسلمين" الشيخ سالم الرافعي انه "بعد اطلاق سجى الدليمي وعلا العقيلي، سنعمل للاستحصال على عهد من خاطفي العسكريين بتوقيف القتل، وسنعمل لحل موضوع العسكريين".
وكان وفد من الهيئة برئاسة الشيخ سالم الرافعي جال على كل من الرئيس نجيب ميقاتي وزير العدل أشرف ريفي، والداخلية نهاد المشنوق، والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابرهيم بصبوص والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم وجنبلاط شارحا مبادرته لتسلم المفاوضات في قضية العسكريين المحتجزين. وأفادت المعلومات ان اللقاء بين ابرهيم والهيئة كان ايجابيا جدا"، وعرض الطرفان سبل التعاون لحل قضية العسكريين.
وبعد لقاء الوفد ريفي، قال الرافعي: "ركزنا على عمليات الدهم العشوائية التي تطال شباب اهل السنة، وهو ما يدفع بعضهم الى التطرف وعدم الثقة بالدولة"، مشيرا الى انه "لا بد من احقاق الحق والعدل في سجن رومية، ان المطالبة بهذه القضية يجب ان تكون مطالبة عامة من جميع السياسيين حتى يشعر ابناؤنا بأنهم شركاء حقيقيون في هذه الوطن (...)".
ولاحقاً زار الوفد النائب جنبلاط في كليمنصو. ثم انتقل الى ساحة رياض الصلح واجتمع مع أهالي العسكريين المختطفين.
 
"المستقبل": التحاور مع "حزب الله" للخلاص من الشغور الرئاسي
النهار...
عبّرت كتلة "المستقبل" النيابية عن تضامنها الكامل مع أهالي العسكريين المحتجزين، مكررة اعلان دعمها الحكومة في "السير في عملية تفاوض مباشر وبالطريقة التي تراها الحكومة ورئيسها مناسبة ومفيدة للوصول الى تحرير الجنود الرهائن من أجل عودتهم الى عائلاتهم والى أسلاكهم سالمين، وبالتالي اقفال فصول المأساة المريرة التي ما زال يعانيها المحتجزون وعائلاتهم وجميع اللبنانيين، والتي يجب ان تتوقف انسانياً ووطنياً".
ورأت أثر اجتماعها في "بيت الوسط" برئاسة رئيسها الرئيس فؤاد السنيورة ان "من المفيد بل من الضروري الافادة من الطرق والاساليب التي تعتمدها دول ديموقراطية عدة في العالم من التي تصاب بمحنة اختطاف واحتجاز لمواطنين أو عسكريين لديها على يد مجموعات ارهابية".
وكررت موقفها من "فوضى انتشار السلاح في البلاد وتداعيات ذلك كله على الاوضاع الامنية والسلم الاهلي في البلاد، وما يتسبب به انفلاش وتضخم، دور سلاح حزب الله والمجموعات والتنظيمات المسلحة التي يقوم بتفريخها، وصولاً الى مشاركته في القتال الى جانب النظام في مواجهة الشعب السوري بما نجم عنه استدراج الويلات والشرور الى لبنان".
وأبدت قلقها الكبير حيال "ما قامت به هذه المجموعات المسلحة من قطع طريق عرسال وكذلك الحصار الذي احكم على المدنيين في تلك المناطق، لما ترى فيه من خطر اشعال نار الفتنة".
ان أمن الطرق هو مسؤولية القوى العسكرية والامنية اللبنانية حصراً وعلى هذه القوى ان ترفع أي حصار عن أي منطقة لبنانية فوراً، وفي مقدمها عرسال وأن ترعى حماية وسلامة هذه الطرق وملاحقة كل المخلين بالامن واحالتهم على القضاء المختص".
واشارت الى "أهمية مباشرة التواصل مع "حزب الله" من اجل التحاور بهدف فتح آفاق التوافق للخلاص من حالة الشغور الرئاسي والتوصل بالتالي الى انتخاب رئيس جديد للبلاد بما يحقق عودة سريعة لجميع المؤسسات الدستورية ويساهم بالتالي في خفض حدة التوتر في البلاد ويمهد للتقدم على مسارات مواجهة الأزمات المتفاقمة على أكثر من صعيد".
ونوهت "بالجهد الذي قامت به وزارة الصحة وساهم في كشف الكثير من المخالفات والتجاوزات الصحية الخطيرة والمعيبة". واستنكرت "بأشد العبارات العدوان الذي نفذه طيران العدو الاسرائيلي على مواقع في سوريا بصرف النظر عن وجهة استخدام النظام الحاكم للسلاح لابادة شعبه من اجل البقاء في السلطة"، واستغربت "كيف أن هذا الاعتداء لم يلق أي رد من قوات النظام الذي يستقوي على شعبه الاعزل ويمعن في قتل الآمنين من شيوخ ونساء وأطفال".
وعبرت عن "قلقها حيال التضييق الذي تتعرض له مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين (UNHCR)، مما قد يحملها على التوقف عن تقديم المساعدات الغذائية الى النازحين السوريين في لبنان الامر الذي يهدد مئات آلاف النازحين ويحولهم مشكلات انسانية متنقلة يتحمل تبعاتها النازحون السوريون والشعب اللبناني واقتصاده المتراجع. لذلك تطالب المفوضية بالتعجيل في تأمين المصادر المالية اللازمة والدائمة (...).
وتوقفت "كما الشعب اللبناني امام توالي جلسات المحكمة الخاصة بلبنان والشهادات التي يجري الادلاء بها ومدى اهمية تلك الشهادات التي اعادت تذكير اللبنانيين والرأي العام بأساليب السيطرة والوصاية التي كانت مفروضة على لبنان، مما يؤكد اهمية هذه المحكمة ودورها والآمال المعلقة عليها في كشف الحقيقة من أجل انفاذ العدالة وانهاء مرحلة ارتكاب جرائم الاغتيال والافلات من العقاب".
 
الثلج يكشف أي عضلات أقوى... "النصرة" أم "حزب الله"؟
المصدر: النهار
مع تساقط للثلوج في جرود القلمون حيث تدور أشرس المعارك وتنصب أحنك المكامن، بدأ "حزب الله" ومقاتلو ‏المعارضة السورية يعرضون صوراً تبرز العضلات مع الوشاح الأبيض. وتبيّن هذه الصور رباطة ‏الجأش والصمود على الجبهات، رغم الصقيع وكثافة الثلوج التي غيّرت من معالم الجرود وأضعفت حدّة ‏الاشتباكات وتراجعت معها حركة التنقل.‏
‏"جبهة النصرة" معروفة باحتراف إعلامها، خصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي نشرت صوراً ‏عدّة تظهر مقاتليها يرابطون على الجبهات خلال تساقط الثلج، ويسيرون غير آبهين بأحوال الطقس، ‏إلى أن وصل معهم الأمر إلى نشر صور المقاتلين وهم يلعبون بالثلج ويصلون عليه، لتوجيه رسالة واضحة إلى عدوهم ‏فحواها: "فصل الشتاء في جرود القلمون سيكون لصالحنا واعتدنا عليه"، رداً على معادلة أن المقاتلين ‏هناك سيضعفون مع تساقط الثلوج وقدوم الصقيع لأنهم في مناطق عالية بلا دواء أو غذاء. ‏
"حزب الله" يعتمد الأسلوب نفسه لكن عبر قنوات غير رسمية، وتأتي الصور من المقاتلين أنفسهم ويتم ‏نشرها عبر المقربين أو المؤيدين على مواقع التواصل الاجتماعي، وإحداها تظهر مقاتلي الحزب خلف ‏إحدى الدشم يدخنون النرجيلة، وسط الطقس المثلج.‏ ونشرت صور عدة على صفحات ومواقع مقربة من الحزب لم يتم التأكد من صحة هوية عناصرها في هذا السياق.
ويتباهى مقاتلو الجرود بأنهم يتعايشون مع الثلج، فلا يمكنهم الهرب منه في ظل الحصار المفروض عليهم ‏هناك، إذ كانوا يؤمنون احتياجاتهم بعمليات نوعية وسرية باتت اليوم صعبة مع تساقط الثلوج، إلا أن ‏مصادر سورية معارضة تؤكد لـ"النهار" أن "مهما نقص الغذاء، يعتمد المقاتلون على التمور المخزنة ‏بأعداد هائلة لديهم، تمكنهم من البقاء على قيد الحياة أكثر من سنة حصار، فيما حزب الله يملك الحرية في ‏الامداد اللوجستي أكان في تأمين الغذاء أو السلاح أو المؤن".‏
لن يغيّر الصقيع أو تساقط الثلوج من المعادلات، لكنه بلا شك أضعف حدّة الاشتباكات، وحتى اليوم لم ‏يقضي أحدهم من شدة البرد، وتلفت المصادر إلى أن "المقاتلين يعتمدون في الدرجة الأولى على التدفئة عبر ‏الحطب الذي تم جمعه من اشهر وتحضيره للتدفئة، أما المازوت المتوفر فيستهلك لمولدات الكهرباء ليلاً، ‏وهناك مخزون وافر لدى غالبية الكتائب لفصل الشتاء كاملاً، من دون أن يحتاجوا إلى شيء، فيما لا شك ‏أن هناك كتائب لم تجهز نفسها جيداً أو لا تملك أي وسائل دعم من الداخل السوري أو اللبناني وأجبرت ‏على مبايعة تنظيمات كالدولة الاسلامية للبقاء على قيد الحياة". أكثر ما يستغله المقاتلون عند تساقط الثلوج ‏أو الأمطار هو "التنقل بحرية أكبر، لأن أحوال الطقس تصّعب حركة طيران النظام السوري أو رؤيته ‏للمقاتلين، فتضعف طلعاته". ‏
 
الجيش أقفل بالسواتر 4 معابر إلى الحدود دهم ورصد ومتابعة سريعة لأي تجمعات مريبة
النهار...بعلبك - وسام اسماعيل
من الواضح أن معركة الجيش ضد الإرهاب طويلة الأمد وتتخذ منحى آخر، وخصوصا أن الخطر الذي يمثله الإرهاب موجود بقوة مع وجود الآلاف من المسلحين على مشارف بلدتي عرسال ورأس بعلبك من الجهة السورية على السلسلة الشرقية، ويتخذون من جرودها مأوى لهم.
واعدام عنصر آخر من العسكريين المخطوفين لدى المسلحين المستمرين بأستهداف الجيش على اطراف بلدتي عرسال وراس بعلبك من خلال نصب مكامن وزرع عبوات وسقوط مزيد من الشهداء، دفع الجيش خلال اليومين الأخيرين إلى تكثيف انتشار فوجي التدخل وحرس الحدود البري على اطراف البلدتين، وتشديد الإجراءات الامنية واقامة عازل بين الجرود والقرى، حيث عمد إلى استكمال السواتر الترابية واحداث نقاط مراقبة اضافية واستقدام تعزيزات بالعناصر والعتاد بحيث بات يصعب اختراق المنطقة واشتد تضييق الخناق على المسلحين.
وشملت السواتر الترابية التي رفعها الجيش المعابر الخمسة التي تصل بلدة عرسال بجرودها، ثم بالاراضي الحدودية مع سوريا، وهي:
- معبر وادي الرعيان جنوب شرق عرسال ووادي عطا الذي يصل البلدة بجرودها من جهة جرود الرهوة.
- معبر المصيدة الذي يصل الى محلة خربة داود في جرود البلدة.
- معبر وادي الحصن، وهو الطريق الوحيدة المعبدة ويصل البلدة بجرودها كما يصل الى بلدة فليطا السورية.
- معبر وادي عطا الذي يؤدي الى محلة الرهوة في جرود البلدة.
وأبقى المعبر الوحيد "وادي حميد" سالكاً، وهو يشهد اجراءات مشددة بعد اقفال المعابر الاربعة الأولى نظراً إلى وجود اربعة مخيمات للنازحين السوريين وبعض الكسارات والمقالع لأهالي البلدة.
ومرحلة ما قبل اقفال المعابر ليست كما بعدها، هكذا يصف مصدر أمني لـ"النهار" الاجراءات الجديدة التي اتخذها الجيش حيث كان يستغل المسلحون بعض الثغر من خلال وجود هذه المعابر ليتسللوا بمساعدة بعض المهربين من البلدة ويتزودوا مواد تموينية.
وفي الوقت نفسه ينفذ الجيش عمليات دهم لخيم لاجئين سوريين يشتبه في تعاون عدد منهم مع المسلحين. علماً أن الجيش بات أكثر رصدا للمسلحين، إذ هو يسارع إلى التعامل مع أي تجمعات مريبة بقصف مدفعي وصاروخي دقيق.
 
 4   ملفات مهمة تنتظر تمام سلام في باريس وفرنسا: وصول «داعش» إلى مياه المتوسط اللبنانية «خط أحمر»

جريدة الشرق الاوسط... باريس: ميشال أبو نجم ... 4 ملفات رئيسة ستكون على جدول المباحثات المستفيضة التي سيجريها رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام مع المسؤولين الفرنسيين في زيارة العمل التي يقوم بها ابتداء من اليوم وحتى السبت المقبل والتي ستكون محطة قصر الإليزيه صباح الجمعة أهمها. وهذه الملفات هي كالتالي: الانتخابات الرئاسية والوساطة التي تقوم بها باريس إنفاذا لـ«خريطة طريق» جرى التفاهم عليها مع إيران وبقبول أطراف أخرى، والوضع الأمني وتنفيذ اتفاقية السلاح الثلاثية «السعودية - الفرنسية -اللبنانية» الممولة من هبة المليارات الثلاثة السعودية، والوضع في سوريا والمساعي الروسية والأممية لإيجاد «مخرج ما» من الطريق المسدود، وأخيرا المساعدات المادية التي يحتاجها لبنان لمواجهة مئات الآلاف من اللاجئين السوريين على أرضه.
وكشفت مصادر دبلوماسية في باريس عن أن الجانب الفرنسي كرر على مسامع المسؤولين والسياسيين اللبنانيين أخيرا رسالة، مفادها أن «وصول (داعش) إلى مياه البحر الأبيض المتوسط خط أحمر لا يمكن لفرنسا أن تقبله». ولذا، تلح باريس في وساطتها لتحقيق هدفين متلازمين: الأول، ملء الفراغ المؤسساتي، الذي ترى فرنسا في استمراره «ضررا كبيرا على لبنان، لا يتعين الركون إليه أو القبول به إلى ما لا نهاية». والثاني، الاستفادة من «الانفتاح الإيراني» لتحقيق انفراج داخلي في لبنان ومحاولة لم شمل الأطراف على مرشح رئاسي مقبول من الجميع. وإذا كانت باريس تصر على أن «لا مرشح لديها وليس لديها فيتو على أحد»، إلا أنها في المقابل ترسم «ملامح» المرشح الذي يمكن أن يحصل إجماع على شخصه الذي سيكون «فلتة الشوط» في نهاية المطاف.
تقول المصادر الفرنسية التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، إن باريس «لا تريد أن تحل محل اللبنانيين»، لكنها تريد الاستفادة من وضعية قدرتها على محاورة الأطراف الإقليمية الفاعلة من جهة والأطراف المحلية اللبنانية من جهة أخرى.
ورغم أن وزيرا لبنانيا يتساءل عما إذا حصلت باريس على «وكالة» للتعاطي مع الملف اللبناني كما كان حالها بمناسبة تشكيل حكومة الرئيس سلام، خصوصا من جانب واشنطن، فإن الواقع يفيد بأن الدبلوماسية الفرنسية هي الوحيدة الناشطة في الملف اللبناني حاليا وأنها «لا تلقى معارضة» من أي جانب، خصوصا من الجانب الإيراني. ولذا، فإن الخطة الفرنسية تقوم على «تحييد» الملف اللبناني بمعنى «جعل الأطراف الإقليمية تتوافق بشأن لبنان حتى لو استمرت متواجهة في الملفات الأخرى»، وتحديدا الملف السوري.
تختلف القراءات بصدد الأسباب التي جعلت طهران «تعدل» اليوم موقفها من الانتخابات الرئاسية في لبنان وتقبل اليوم الخوض في ملف كانت ترفض سابقا مناقشته بحجة أنه «من اختصاص اللبنانيين». بيد أن دبلوماسيين فرنسيين وعربا، التقتهم «الشرق الأوسط»، يجمعون على القول إن إيران «تريد أن تفهِم الغرب أنها جد متعاونة» في ملفاتها الخلافية معه. ففي الملف النووي، الجميع يشيد برغبة إيران في التوصل إلى اتفاق. وفي الملف العراقي، تجد إيران نفسها إلى جانب التحالف الدولي في خط مواجهة «داعش». ورغم الاختلاف الجذري بين غالبية دول التحالف وإيران بصدد سوريا، فإن الجميع يقاتل «داعش». طهران تقاتلها؛ إما بالواسطة عبر قوات النظام السوري الذي تدعمه سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وإما مباشرة عبر خبرائها وميليشياتها. ولذا، فإن الانفتاح الإيراني في لبنان يعد «طبيعيا» وامتدادا لمظاهر الانفتاح الأخرى، وربما سيستفيد منه لبنان إذا نجح الوسيط الفرنسي في حل عقدة المرشحين وإقناع الأطراف المتصارعة بأنه يتعين عليها أن تلتفت إلى مصلحة لبنان العليا واقتناص الفرصة المتاحة اليوم.
 
دعم روسي ـ فرنسي «لرئيس توافقي يلتزم إعلان بعبدا».. وعون يعلن «الجهاد» ضد التدخّل الخارجي
برّي عن المقايضة: غير متفٍق مع جنبلاط على «التفاصيل»
المستقبل..
 تحت وطأة التأثّر على ما يبدو بمعاينته الميدانية لمعاناة أهالي العسكريين المختطفين في ساحة رياض الصلح، توقف المراقبون أمس عند إعلان رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط باسمه وباسم رئيس مجلس النواب نبيه برّي تبنّي خيار «المقايضة من دون قيد أو شرط» في عملية التفاوض مع الخاطفين، غير أنّ برّي سرعان ما علّق على الموضوع قائلاً لـ«المستقبل»: «نحن متفقون دائماً مع وليد بك لكن في هذه القضية لسنا متفقَيْن على التفاصيل». ولدى سؤاله عن ماهية التفاصيل غير المتوافق عليها مع جنبلاط، آثر بري عدم الدخول فيها.
وبينما شدّد في موضوع الحوار المرتقب بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» على أنه «ماشي والحمدلله، والأمور تسير على ما يرام وفق ما هو مُتّفق عليه»، أوضح برّي في ما يتصل بالمسعى الفرنسي لإنهاء الشغور الرئاسي أنّ مدير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو أتى إلى بيروت «لوضعنا في أجواء ونتائج اتصالاته مع طهران والرياض والفاتيكان، على أن يعود مرة ثانية إلى هذه الدول لوضعها في أجواء محادثاته اللبنانية»، مؤكداً في هذا السياق أنّ جيرو نقل دعم «الفرنسيين لانهاء الشغور الرئاسي بأي طريقة»، وأنه سمع في المقابل «رأي كلّ من القيادات اللبنانية» حيال استحقاق رئاسة الجمهورية. وعما إذا كان متفائلاً بالحراك الرئاسي الحاصل، أجاب: «إذا لم يكن الحل يدور في فلكنا الداخلي اللبناني، فلا أكون متفائلاً».
عون: جهادي مستمر
وكان الموفد الفرنسي قد أنهى زيارته اللبنانية باستكمال جولاته على المسؤولين أمس، فالتقى كلاً من رئيس «حزب الكتائب اللبنانية» الرئيس أمين الجميل ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ومسؤول العلاقات الدولية في «حزب الله» عمار الموسوي.
وفي حين أعرب الجميل بعد اللقاء عن دعمه «للمبادرة الفرنسية المستمدة من مروحة العلاقات الدولية والإقليمية التي تتمتع بها باريس والتي تستمد بعض زخمها من تقاطع إيجابي مع بعض الدول المؤثرة»، برز على ضفة «الرابية» هجوم صريح على المبادرات الخارجية لحل أزمة الشغور الرئاسي بلغ حد إعلان عون «الجهاد ضد التدخل الخارجي». فبعد أن آثر الضيف والمضيف الصمت بعد زيارة جيرو للرابية، خرج عون عن صمته بعد اجتماع تكتله مستهلاً مؤتمره الصحافي بتقليب «الدفاتر القديمة» سياسياً ورئاسياً وانتخابياً وحكومياً وأمنياً ومالياً واقتصادياً وصولاً حتى ضمان الشيخوخة واللامركزية الإدارية والفساد والنفط والغاز، ليبلغ بعد التصويب بشكل غير مباشر على المبادرة الفرنسية (من خلال اتهام باريس بأنها كانت تسعى إلى عرقلة عودته لبيروت عام 2005) «بيت القصيد» الرئاسي، مؤكداً استمراره «في المعركة الرئاسية» مع إبداء الاستعداد «للتفاوض على الجمهورية وليس رئاسة الجمهورية». وأردف عون رداً على سؤال: «المشكلة (الرئاسية) لن تُحلّ من الخارج (...) وبالنسبة لي، سيستمر صراعي وجهادي حتى آخر دقيقة ضد أي تدخل من الخارج».
تقاطع روسي ـ إيراني
وفيما طرح التصعيد العوني مروحة أسئلة حول مسبّباته والمعطيات الكامنة وراءه، جاءت الأجوبة والقراءات من أكثر من مصدر في الكتل السياسية والحزبية التي التقت الموفد الفرنسي ومن قبله المبعوث الروسي إلى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف لتشير إلى أنّ الأطراف اللبنانية لمست من الجانبين «تقاطعاً روسياً فرنسياً حول عنوانين رئيسين متصلين بالاستحقاق الرئاسي، الأول يتمثّل بدعم انتخاب «رئيس توافقي» للجمهورية والثاني يتجلّى بتأكيد الحاجة إلى وصول رئيس جديد يحترم ويلتزم «إعلان بعبدا».
كذلك، كشفت المصادر لـ«المستقبل» أنّ جيرو حرص خلال محادثاته في لبنان على إعطاء انطباع واضح لدى القوى السياسية بأنّ «الموقف الإيراني بات أكثر مرونة وتسهيلاً من ذي قبل حيال الاستحقاق الرئاسي»، مشيرةً إلى أنّ الموفد الفرنسي استخدم في هذا السياق تعبيراً مفاده أنّ «إيران أصبح لديها إحساس بمخاطر الفراغ الرئاسي على لبنان أكثر من أيّ وقت سابق».
تجدر الإشارة إلى أنّ بوغدانوف عاد إلى بيروت ليل أمس في طريقه إلى دمشق على أن يعود أدراجه الخميس عشية مغادرته لبنان ليل الجمعة السبت.
«لا معتقلات.. لا تهديدات»
بالعودة إلى ملف العسكريين المختطفين، فقد استكمل وفد «هيئة علماء المسلمين» جولته على المسؤولين والتقى أمس كلاً من وزيري الداخلية نهاد المشنوق والعدل أشرف ريفي ومدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم بالإضافة إلى أهالي العسكريين. وأفادت مصادر مطلعة على هذه الجولة «المستقبل» أنّ وفد «الهيئة» يكرر أمام المسؤولين حاجته إلى تفويض رسمي من الحكومة وإقرار رسمي بقبول مبدأ المقايضة مع الخاطفين في سبيل لعب دور الوسيط لتحرير العسكريين، كاشفةً في الوقت عينه أنّ الوفد يطرح بالتوازي مع هذين الشرطين طلباً على شكل «التمني» فحواه أن تبادر الدولة إلى إطلاق الموقوفتين سجى الدليمي وعلا العقيلي على أساس أنّ ذلك سيعزز فُرص التوصّل إلى أخذ تعهّد من «جبهة النصرة» و»داعش» بوقف عمليات تصفية العسكريين الأسرى كما التهديدات بقتلهم، إيذاناً بانطلاق المفاوضات لتحريرهم وفق صيغة «لا نساء معتقلات للخاطفين ولا تهديدات بقتل المخطوفين».
لا تفويض
وبينما جزمت مصادر وزارية لـ«المستقبل» أنّ نيل «هيئة علماء المسلمين» تفويضاً رسمياً من الحكومة «غير وارد» مكتفيةً بالقول: «اللي بدو يعمل خير لا يطلب إذناً»، ساد أمس تضارب في المعلومات حول مصير كل من الموقوفتين الدليمي والعقيلي سرعان ما بدّدته مصادر قضائية بتأكيدها لـ«المستقبل» أنّ النيابة العامة العسكرية أشارت بإطلاق سراح العقيلي بعد استكمال التحقيق معها لدى مديرية المخابرات في الجيش وإحالتها إلى الأمن العام الذي تسلّمها بالفعل السبت الفائت لترحيلها بعد تسوية أوضاعها مع ولديها. وفي ما خصّ الدليمي أوضحت المصادر أنّ النيابة العامة العسكرية ادعت عليها وعلى زوجها بالانتماء إلى تنظيم «داعش» بهدف القيام بأعمال إرهابية وبتزوير هوية لبنانية واستعمالها، وقد أحيلت إلى قاضي التحقيق العسكري حياة أبو شقرا التي استجوبتها أمس وأصدرت مذكرتي توقيف بحقها وبحق زوجها الفلسطيني كمال محمد خلف.
عدلي.. وإداري
في ضوء ذلك، أشارت مصادر معنيّة لـ«المستقبل» إلى أنّ توقيف الدليمي أصبح عدلياً بموجب مذكرة قضائية ما يجعل من الصعب الحديث عن إطلاق سراحها من دون قرار قضائي، وذلك بخلاف حالة العقيلي التي تعتبر موقوفة إدارياً وليس عدلياً لدى الأمن العام. غير أنّ المصادر لفتت الانتباه في الوقت عينه إلى أنّ أمر الإفراج عن أي من الدليمي والعقيلي وتوقيته أصبح حكماً مرتبطاً بسياق متداخل مع عملية المفاوضات الجارية في قضية العسكريين.
 
 

المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,942,118

عدد الزوار: 7,651,662

المتواجدون الآن: 0