فرنسا تحذر من تحرك روسي لـ «تفتيت» المعارضة...طائرات النظام السوري تنفذ 2500 غارة خلال 50 يوماً و«الائتلاف» يطالب التحالف بضرب مواقع قوات الأسد ....بوغدانوف يلتقي الأسد للبحث في «مؤتمر موسكو» بعد تبلغه شروط المعارضة

مواجهات عنيفة على تخوم حلب... وقتلى للنظام قرب دمشق...جراح بريطاني يوثّق جرائم النظام في حلب: سوريا الأسد مقبرة الأطفال

تاريخ الإضافة الجمعة 12 كانون الأول 2014 - 6:23 ص    عدد الزيارات 1977    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

جراح بريطاني يوثّق جرائم النظام في حلب: سوريا الأسد مقبرة الأطفال
المستقبل...لندن ـ مراد مراد
يشاء القدر ان يقوم الطبيب الجراح نفسه الذي عالج رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير من اضطرابات في القلب، بمعالجة اطفال سوريا الذين تسحقهم براميل الاسد المتفجرة.

المشاهد التي عرضها تلفزيون «القناة الرابعة» (تشانيل 4) البريطاني ليل امس في سياق فيلم وثائقي من اعداد دايفيد نوت أشهر طبيب جراح متخصص بمعالجة ضحايا الصراعات في العالم، ابلغ من اي كلمة يمكن ان يصف بها قلم وحشية النظام الدموي في سوريا وآلام الاطفال الذين يسقطون يوميا ضحايا لقصفه العشوائي على الاحياء السكنية. واللقاء الذي اجرته صحيفة «التايمز» البريطانية مع نوت ونشر صباح امس يصف بشكل دقيق مشاعر الطبيب المرهفة وعدم قدرته على التأقلم مع المجتمع الاريستوقراطي في المملكة المتحدة بعد عودته من حلب منذ اسابيع، فالمآسي التي رآها في سوريا صاعقة الى حد بعيد لم ير لها مثيلا في حياته رغم عمله الميداني المستمر في عدد كبير من الصراعات حول العالم.

وحفاظا على الامانة الصحافية وحرصا على الاسلوب السردي الممتاز الذي استخدمته صحافية «التايمز« هيلين رمبلو خلال لقائها نوت نكتفي بترجمة تقرير «التايمز« على الشكل التالي:

هل تسمحين لي بأن أريك شيئا فظيعا؟ سألني دايفيد نوت. توقفت ثانية قبل ان اجيب. كنت اجلس واياه في مكتبه في غرب لندن. وفي الخارج استطيع ان ارى اناسا يتسوقون ويشترون لأطفالهم العاب وهدايا الميلاد. شعرت بألم داخلي وحسدتهم على جهلهم السعيد.

نوت (56 عاما) هو ابرز جراح مداو لجرحى الصراعات في العالم وقد تطوع تقريبا في كل حرب دارت في العالم خلال العقدين الاخيرين. فهو كل عام يأخذ اجازة غير مدفوعة مدتها ستة اسابيع من وظيفته كجراح للاوعية الدموية ليتوجه الى المناطق التي يهرب منها الجميع جسديا واخلاقيا. وكولد وحيد، اهله متوفيان، حافظ على وحدته فلا زوجة له ولا اولاد كي يبقى حرا ويخدم في اماكن الصراعات دون شعور بالذنب. انه لا يسعى ابدا وراء الاضواء لكن اسمه تميز. وابرز مريض محلي تطبب لديه هو رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير الذي كان يعاني عدم انتظام في ضربات القلب.

لكنه اليوم يريد من العالم ان يسمعه، فهو عاد للتو منذ اسابيع قليلة من حلب المدينة السورية التي حولت الى ميدان معركة. ان الخطر الذي تعرض له كبير جدا فهو كان يمكن ان يقتل او يخطف او يعذب او يقطع رأسه. ويقول ان نقل الصور والوقائع لنا لنراها كما رآها أمر يستحق هكذا مخاطرة. ويضيف ان «سوريا مختلفة عن شتى الصراعات الحديثة الاخرى لأنها مقبرة للأطفال». ثم ضغط على زر في حاسوبه المحمول ليريني بعض المشاهد التي صورها.

على الفور نسمع صراخا. والمشاهد ملتقطة من اقبية احد المستشفيات السابقة. فالاطباء في الجانب الحر من المدينة لا يمكنهم العمل الا تحت الارض. ويوضح لي نوت «هذه المرة (ليست زيارته الاولى الى سوريا) ان الاطفال يشكلون 70 في المئة من اجمالي الضحايا. اذا عدت بالذاكرة الى الصيف عندما عملت في غزة كان الاطفال يشكلون ثلث الضحايا هناك. مقارنة بجميع الصراعات التي زرتها حول العالم، كانت نسبة الاطفال في مجموع الضحايا تراوح بين 10 و12 في المئة. لكن في غزة كان الوضع فظيعا، وهنا في سوريا أسوأ بكثير.

كم هو اصعب نفسيا على الطبيب معالجة الاطفال المصابين؟ لو كان لي اطفال لما تمكنت اطلاقا من القيام بعملي هذا، لكن الامر يبقى مؤلما جدا رغم ذلك. المشكلة هي انك لا تستطيعين، يتوقف عن الكلام بغصة ويشيح لي بيده لكي انظر الى طفل صغير على الشاشة.

لقد زار سوريا 3 مرات. في المرة السابقة زار حلب العام الفائت. وقرر العودة الى حلب هذه المرة لتصوير وثائقي وعرضه على القناة الرابعة. ان رؤية المشاهد الحية من اماكن الحروب هو امر صعب ولكن هذا المشهد تحديدا لم تتم الموافقة على عرضه لهول ما فيه. «لقد تم اسقاط برميل متفجر قرب المستشفى»، موضحا «ان حلب كانت العام المنصرم مسرحا لعمليات عسكرية وتبادل اطلاق نار بين القناصين وكانت الحرب فيها كأي حرب عادية. خلال الاسابيع الثلاثة التي امضيتها في حلب العام الفائت لم اخسر انا والاطباء الآخرون ايا من المصابين الذين عالجناهم . لكن هذا العام استخدام البراميل المتفجرة غير المعادلة. فالضحايا هذه السنة غالبيتهم من الاطفال الذين يختبئون وامهاتهم في منازلهم فترمى البراميل المتفجرة وتدمر المنازل فوق رؤوسهم. ان الجروح التي تتسب بها هذه المتفجرات اكثر خطورة ويصعب معالجتها كإصابات القنص. فضحية البراميل قد يموت اختناقا بسبب استنشاق الغبار الناجم عن الانفجار. في الاسابيع الثلاثة التي امضيتها في حلب هذا العام 80 في المئة من الضحايا الذين قضوا في هجمات البراميل هم من الاطفال ولم انجح في اسعافهم.

في هذه الصور نشاهد قدوم سبعة اطفال من عائلة واحدة اصيبوا في سقوط برميل متفجر قرب المستشفى. احد الاطفال فقد قدميه. انا اصف الآن ما صوره الطبيب بجهاز الآي فون الخاص به وفيه عرض للاجساد الصغيرة. الطفل التالي فقد رجليه. ويوضح نوت «لقد كان ذلك الصباح مثالا لما يجري كل يوم. كان النهار في بدايته والامور ستتحول الى الأسوأ. هذا الصبي فقد اردافه لقد اصابه التفجير بين فخذيه لكنه لا يزال على قيد الحياة«.

ونشاهد صبيا في الثالثة من عمره لا يبكي انما ينظر بفضول في وجوه الاطباء المجتمعين حوله، فيما يقوم هؤلاء بازالة قطع بيضاء صغيرة تناثرت على وجهه. ويوضح لي نوت «ان هذه النقط البيضاء التي نقوم بمسحها ما هي الا قطعا من دماغ شقيقة الصبي التي تحطم رأسها في الانفجار. ان هذا ما يحصل في سوريا يوميا، اطفال يصلون الى المستشفيات وفد غطتهم الدماء والاتربة. تم تفجيرهم. وترين اجسادهم مقطعة، بدون ايد او ارجل او رؤوس.

لقد صور نوت تلك المشاهد لأنه حينها لم يكن باستطاعته ان يفعل اي شيء آخر، فالمستشفى في تلك الاثناء كان مخزون المورفين قد جف فيه. ويوضح نوت «في مثل هذه الاصابات ما يمكن فعله هو اعطاء الطفل قطرات من المورفين تساعد على تخديره ليرتاح من الآلام التي تعصف بجسده«.

اربعة هم الجرحى الذين نجوا من البرميل المتفجر الذي قضى فورا على الثلاثة الآخرين من الاطفال السبعة. ولكن هؤلاء الاربعة المصابين لم ينج منهم في نهاية المطاف الا صبي واحد في السابعة من عمره هو الوحيد الذي تجاوب مع العلاج. وأكد نوت ان سوريا هي أسوأ مكان عمل فيه رغم انه تطوع في صراعات عديدة بينها سيراليون وساحل العاج والكونغو ودارفور وتشاد وليبيريا وافغانستان.

وفي الفيلم يمكن رؤية نوت وهو يختبئ خلف احد الجدران كي لا تبصره احدى طائرات النظام السوري التي كانت تشن غارة على علو منخفض. ويروي الطبيب البريطاني ان الاصابات كانت عديدة حتى خلال الليل كان يتم استدعاؤه غالبا بسبب وصول مصابين جدد. «احيانا يشعر المرء وكأنه سيصاب بالجنون من هول الاحداث يوميا والطريقة الوحيدة كي لا يفقد عقله ان ينكب على عمله وينشغل بمعالجة حالات الاصابات التي تصله. هناك فريق من الاطباء الشباب لا يرغبون في المغادرة ابدا وهم مستعدون للتضحية بحياتهم من اجل انقاذ ارواح من يمكن انقاذهم وانا احييهم على جهودهم الانسانية البطولية». يتحدث نوت عن رفاقه السوريين بفخر وهو يعرض صورهم ثم تعود الكاميرا الى المشاهد المأسوية مع طفلة وقد خرجت أحشاؤها ومشاهد اخرى تدمي القلب.

ثم يصف نوت معاناته لدى عودته هذه المرة من سوريا في كيفية التأقلم مجددا مع حياة البذخ والرخاء في بريطانيا خاصة مع دعوته الى حفل عشاء مع الملكة اليزابيث الثانية في قصر باكينغهام بعد اسبوع واحد على عودته من حلب. «لقد كان الوضع كارثيا. كنت اجلس في غرفة خاصة جدا مع اشخاص مرموقين جدا. أحسست وكأني مخلوق فضائي غريب قادم من المريخ. تخيلي ان تخرجي احدهم من مكان الصراع الدامي الذي كنت فيه ورأى ما رأيته ثم تضعيه وسط قصر باكينغهام. لم يكن بامكاني التكيف. كنت عاجزا تماما عن الكلام. لم يكن بامكاني الاتيان باي حركة». وعما اذا كان يشعر بالغضب لأن احدا في الغرب لم يتحرك لمساعدة السوريين يقول نوت «نعم اشعر بالغضب ولكن هذه هي الثقافة الغربية. الا ان ما ازعجني للغاية كان لقائي الاسبوع الفائت احد السياسيين المهمين جدا. واخبرته كم هي مروعة الاحداث في سورياـ وسألته لم لم تفعل الحكومة البريطانية اي شيء؟ لكنه بدل ان يرد اراد تغيير الموضوع قائلا لي «لماذا لا نتحدث عن الايبولا؟» فأجبته «لا اريد الحديث عن الايبولا. ان ما يحصل في سوريا افظع بكثير من داء الايبولا». وبعد ان تبادلنا بضع عبارات اخرى اعتذر وانسحب من الجلسة، ما جعل قلبي ينفطر غيظا«.

سألته اذا كان في امكانه الافصاح عن اسم السياسي فاجاب «لا«. ما يمكنني قوله انه احد كبار المسؤولين. يمكنني ان اتفهم عندما يتكلم السياسيون عن الصورة الاكبر للوقائع في سوريا وعندما يتحدثون عن مواقف الصين وروسيا. مع ذلك بريطانيا اتخذت فقط مسلك المساعدات الانسانية ولكنها لم تفعل اي شيء لحماية هؤلاء السوريين من القتل. واعرب نوت عن تشاؤمه حول الوضع الانساني في سوريا، معتبرا ان العالم تخلى عن الشعب السوري.

وقررت ادارة القناة الرابعة (تشانيل 4) عرض الوثائقي الذي اعده نوت في تمام الـ11 ليلا بتوقيت لندن نظرا للمشاهد المروعة التي يجب الا يراها من هم دون سن الرشد وذوو القلوب الضعيفة.
 
طائرات النظام السوري تنفذ 2500 غارة خلال 50 يوماً و«الائتلاف» يطالب التحالف بضرب مواقع قوات الأسد
المستقبل... (الائتلاف الوطني، المرصد السوري)
طالب الائتلاف الوطني السوري التحالف الدولي بتوجيه ضرباته لمواقع نظام بشار الأسد، الذي ينفذ مذابح يومية ضد المدنيين السوريين، فيما أحصى «المرصد السوري لحقوق الإنسان تنفيذ طائرات النظام 2500 غارة خلال 50 يوماً على مدن وبلدات وقرى سورية.

فقد دان الأمين العام للائتلاف الوطني السوري نصر الحريري، جريمة نظام الأسد البشعة في حرق 8 مدنيين في الشيخ مسكين بدرعا، وأكد الحريري في تصريح له امس أن «نظام الأسد الذي يرتكب أشنع أعمال الذبح والحرق ويلقي على أبناء الشعب السوري البراميل المتفجرة والقنابل والأسلحة الكيميائية؛ هو المسؤول الأول عن ظهور التطرف وتناميه في سوريا، وهو من يرعى الإرهاب ويتحكم به»، وجدد الحريري مطالبة «التحالف الدولي بتوجيه ضربات عسكرية لمواقع النظام والتعامل معه كباقي التنظيمات الإرهابية على حد سواء».

ولمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، دعت نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري نورا الأمير، «الهيئات المدنية والحقوقية والنشطاء في كل البلاد إلى التحرك لدعم خيار الشعب السوري المطالب بالديموقراطية في سوريا بكل الوسائل»، وقالت في تصريح لها امس: «لا شك أنها مفارقة تدعو لخيبة الأمل أن توجد عشرات الجهات التي تدعم إرهاب نظام الأسد بالميليشيات والأسلحة والمال والمواقف الديبلوماسية، فيما تعجز غالبية أطراف المجتمع الدولي عن دعم خيار الشعب السوري المطالب بالديموقراطية إلا بالكلام والوعود».

وأضافت الأمير: «بينما تحتفل شعوب العالم في العاشر من شهر كانون الأول من كل عام باليوم العالمي لحقوق الإنسان؛ يقضي عشرات السوريين حتفهم نتيجة القمع والإجرام الذي يرتكبه نظام الأسد بحقهم بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث إن تمسكه بالسلطة جعل سورية مكاناً لتنازع إقليمي ودولي، وفتح الباب أمام ظهور العديد من التنظيمات المتطرفة».

وتوجهت الأمير إلى العالم داعية شعوبه إلى «إنقاذ ما تبقى من مبادئ حقوق الإنسان في سوريا«، فحسب إحصاءات الشبكة السورية لحقوق الإنسان أسفرت جرائم نظام الأسد منذ بداية عام 2011 عن استشهاد نحو 17 ألف طفل وما يزيد على 15 ألف امرأة، إضافة إلى 11 ألف معتقل تم توثيقهم قانونياً وأكثر من 200 ألف شهيد. وختمت نائب رئيس الائتلاف تصريحا بمطالبة «المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لإيقاف نظام الأسد عن قتل الشعب السوري، فلم تبق أسرة في سورية إلا وتأثرت بالقمع الممنهج الذي يمارسه النظام، وعلى العالم بأسره أن يضع حداً لجرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي باتت عنوانا ليوميات السوريين». المصدر: الائتلاف

وفي سياق توثيق مجازر الأسد وجرائم الحرب التي يرتكبها، وثق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» 2429 غارة نفذتها طائرات النظام الحربية والمروحية على عدة مناطق في قرى وبلدات ومدن سورية، منذ فجر 20 تشرين الأول الماضي، وحتى فجر 10 كانون الأول الجاري.

ونفذت طائرات النظام الحربية ما لا يقل عن 1304 غارة، استهدفت عدة مناطق في محافظات دير الزور، وحمص، ودمشق، وريف دمشق، واللاذقية، والقنيطرة، وحماه، وحلب، وإدلب، ودرعا، والحسكة، والرقة.

بينما قصفت طائرات النظام المروحية بـ1125 براميل متفجرة، عدة مناطق في محافظات حمص، وحماه، وإدلب، ودرعا، والحسكة، وحلب، والقنيطرة، واللاذقية، وريف دمشق.

كما تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهاد 603 مواطنين مدنيين، هم 129 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و112 مواطنة فوق سن الـ18، و362 رجلاً، نتيجة القصف من الطائرات الحربية والمروحية، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 2400 آخرين من المدنيين بجراح، وأسفرت كذلك عن أضرار مادية كبيرة ودمار في ممتلكات المواطنين العامة والخاصة في عدة مناطق.

وميدانياً، ألقت مروحيات نظام الأسد 8 براميل متفجرة على مناطق في بلدة إبطع بريف درعا، عقبه قصف من قبل قوات النظام على مناطق في الجهة الشمالية من البلدة، كما نفذ الطيران الحربي غارة على أماكن بالقرب من منطقة الحجاجية بالجهة الشمالية الشرقية من مدينة نوى بريف درعا، وأيضاً نفذ 10 غارات على مناطق في بلدة الشيخ مسكين بريف درعا، عقبه قصف من الطيران المروحي بأربعة براميل متفجرة على مناطق في البلدة، دون معلومات عن خسائر بشرية. واستهدفت طائرات الأسد بثلاث غارات مناطق في مدينة انخل، واثنتان أخريان مناطق في بلدة طفس.

وقد عثر الثوار على جثث 8 شهداء من المدنيين في إحدى ثكنات قوات الأسد بمدينة الشيخ مسكين، وذلك بعد تمكن الثوار من السيطرة على أجزاء واسعة من المدينة، وكانت قوات النظام قد استخدمت هؤلاء المدنيين كدروع بشرية قبل إعدامهم وحرقهم في مجزرة جماعية.

وقتل الجيش الحر 21 عنصراً من قوات نظام الأسد ليل الثلاثاء ـ الأربعاء، وأصاب العشرات منهم، خلال عملية نوعية في داريا بريف دمشق، سيطر الحر فيها على عدد من الأبنية التي كانت تتمركز بها قوات الأسد.

وألقى الطيران المروحي 6 براميل متفجرة على مناطق في مدينة الزبداني، كما سقط صاروخان من نوع أرض ـ أرض على مناطق في بلدة زبدين بالغوطة الشرقية.

وفتحت قوات النظام نيران قناصاتها على مناطق في حي القابون. وقتل عنصر على الأقل من قوات النظام خلال اشتباكات في حي جوبر. ودارت اشتباكات عنيفة في حي التضامن، سقط خلالها ضحايا من الطرفين.

وفي حلب سيطر الجيش الحر على عدة نقاط عسكرية لقوات الأسد في منطقة المناشر، بعد اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين، ودمر عربة «بي ام بي» في قرية البريج، كما استهدف الجيش الحر بقذائف الهاون مواقع لقوات النظام في حي الأشرفية.

وسقطت عدة قذائف محلية الصنع اطلقها مقاتلو المعارضة على مناطق في حي الاشرفية عقبه فتح قوات النظام لنيران رشاشاتها الثقيلة على اطراف الحي، كما سقطت عدة قذائف اطلقها مقاتلو المعارضة، على مناطق في حي السبيل ومحيط القصر العدلي وشارع بارون، الخاضعة لسيطرة قوات النظام، ولم ترد انباء عن خسائر بشرية.

واستهدف الحر في إدلب تجمعات لقوات الأسد في قريتي كفريا والفوعة بقذائف الهاون.

ودارت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات الأسد في ريف حماة أسفرت عن مقتل عدد من الشبيحة وإصابة آخرين.

وقصفت طائرات حربية منطقة مقر الهيئة الشرعية لتنظيم «داعش» في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، ما أدى لأضرار مادية، كما نفذت طائرات حربية 9 غارات على الأقل، استهدفت فيها مناطق في ريفي دير الزور الشرقي والغربي، حيث نفذت غارتين على مناطق في بلدة عياش، وغارة أخرى على مناطق في منجم الملح ببلدة التبني، وغارتين أخريين على مناطق في بلدتي الخريطة والشميطية بريف دير الزور الغربي، كما استهدف بغارة مناطق بالقرب من مقر لتنظيم «داعش» في مدينة العشارة، وغارتين أخريين على مناطق في بلدة موحسن، وغارة أخيرة على مناطق في بلدة البوليل بريف دير الزور. كما قصفت قوات النظام أماكن في منطقة الحويجة بأطراف مدينة دير الزور.
 
ما هي غرفة "الموك" وكيف تدعم ألوية "سيف الشام"؟
 المصدر : 14march
 تعتبر ألوية "سيف الشام" إحدى أكبر الألوية السورية المعتدلة في الجنوب السوري والتي تحظى بدعم غربي من غرفة العمليات الدولية المعروفة باسم "الموك"، وقد تكون اختلفت التسميات قليلة بعدما لم تعد الكتائب موحدة جميعها تحت اسم "جيش سوري حر"، انما الجوهر لا يزال موجوداً، والاعتدال حاضراً في ظل التطرف الذي تحمله التنظيمات الارهابية.
ويقول المسؤول الإعلامي لـ"ألوية سيف الشام" أبو غياث الشامي لموقع "14 آذار": "غرفة الموك ظهرت في الآونة الأخيرة، كغرفة عمليات دولية مشتركة ، اشتهرت بهذا الاسم، وتترأسها الولايات المتحدة الاميركية مع مجموعة من دول اصدقاء الشعب السوري كبريطانيا وفرنسا ودول عربية، والتي تتواصل فيها في شكل مباشر مع فصائل الجيش الحر، من خلال الغرفة "الموك" والموجودة في كل من تركيا لدعم الجبهات الشمالية والأردن لدعم الجبهات الجنوبية، إضافة الى تنسيقهم مع الائتلاف الوطني".
وتابع: "تقدم غرفة العمليات المشتركة "الموك" الدعم لكتائب الجيش الحر ذات الطابع المعتدل ماليا، ويشمل الدعم غالبية متطلبات أي تشكيل عسكري من الدعم بالسلاح، كتزويد الكتائب بصواريخ التاو الأميركية المضادة للدروع، إضافة إلى الدعم بالذخائر من طلقات الرشاشات الثقيلة وصولا إلى قذائف الهاون والدبابات، ولا يقتصر الدعم عند هذا الحد بل تلتزم غرفة العمليات بتزويد كتائب المعارضة بالرواتب الشهرية للمقاتلين وكذلك تقدم سلال غذائية في شكل دوري".
ويضيف: "تعود بدايات ألوية سيف الشام الى شهر الخامس من عام 2012 في جنوب العاصمة دمشّق وكانت من أبرز الألوية التي تقحتم دمشّق في حي الميدان ومعارك فك الحصار في جنوب دمشّق والغوطة الغربية، فضلاً عن معارك كبرى في القنيطرة كان لها الدور الأبرز للمعارك التحرير وفي ريف دمشّق الغربي وريف درعا في معارك الاخيرة كانت أبزر الفصائل التي ساهمت بتحرير قطع عسكرية ومساحات كبرى والسيطرة على أبرز معاقل "حزب الله" والخبراء الروس في منطقة الحارة" .
ووبحسب المعطيات فإن أشرطة الفيديو "كشفت عن حجم الترسانة التي تملكها الالوية والتي تضم عربات مدرعة قتالية تي-72 و تي-62 وتي-55 وعربات مشاة من نوع بي أم بي-1 والتي تستخدم في مجال الدعم وقطع مدرعة متحركة. وأظهرت أنه تم استخدام عربة واحدة في كل معركة. وتضم الترسانة قطع مدفعية وقذائف الهاون ومنها مدافع هاوتزر دي-30 ( وقطرها 122 مليميترا) و130 مليميترا أم-46 مدفعيات و82 مليميترا و 122 مليميترا قذائف هاون، وصواريخ غراد .
ويتم استخدام المدفعيات الميدانية للعب دور مباشر بعكس قذائف الهاون. وهناك أسلحة مضادة للدبابات والتي تضم أر بي جي- 7 وربما أر بي جي -29 وصواريخ كونكور وساغار وتي أو دبليو الموجهة. وتم استخدام هذه الصواريخ بفعالية ضد قوات النظام، تحصيناته وعرباته . وتشمل الترسانة أسلحة مضادة للطائرت وتضم رشاشات دوشكا، ومدافع زيد بي يو -2 وزيد يو-23 وأس-60 وهناك امكانية لنظام دفاع جوي متحرك من نوع أس إي-16. ويظل من الصعب تحديد حجم ترسانة ألوية سيف الشام لأنها قد تكون تملك قطعة واحدة منها مثل المدافع من نوع زيد اس يو- 23/4 . وتقدم الالوية معلومات عن الطريقة التي تحصل من خلالها على الدعم العسكري من السلاح الثقيل، وهي ثلاث، دعم خارجي وشراء وغنائم من الجيش السوري وتعطي هذه الأسلحة مجتمعة عندما يتم نشرها في ساحة المعركة، القدرة على خوض معارك ضد قوات الأسد وعلى قاعدة متساوية، ما يسهم في تحسين قدراتها القتالية، وتزيد من الضغط على النظام في حرب الإستنزاف التي يخوضها ضد قوات المعارضة. وتعطي الأسلحة قوة للألوية لمواجهة العناصر الإسلامية المتطرفة في الثورة السورية".
ويتحدث المسؤول الإعلامي لقطاع القنيطرة في ألوية سيف الشام رائد طعمة لموقع "14 آذار"، لافتاً إلى أن "الألوية لديها سجلا جيدا في المواجهات مع النظام والتي تضم مواجهات استنزاف يومية تهدف لإجهاد قوات النظام وليس تحقيق الأهداف بعينها مثل ضرب الخطوط الأمامية للجيش أو خطوط الإتصال أو منشآت بعينها، وخاضت ألوية سيف الشام معارك يخطط لها بدقة ومدروسة وتهدف هذه المواجهات لقتل جنود النظام والحصول على غنائم وذخيرة والسيطرة وإن في شكل مؤقت على مناطق ومن الهجمات الناجحة ما قامت به في ايلول من هذا العام من الهجوم على ما يعرف باسم "تل أحمر"، عند بلدة كودنة في محافظة القنيطرة وتل الحارة الإستراتيجية في الشهر العاشر من هذا العام أحد أبزر معاقل حزب الله و الخبراء الروس لادارة المعارك".
 
بوغدانوف يلتقي الأسد للبحث في «مؤتمر موسكو» بعد تبلغه شروط المعارضة والحراكي: نطالب بوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات والإفراج على النساء والأطفال

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم.... التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في دمشق أمس، الرئيس السوري بشار الأسد، ناقلا إليه رسالة شفوية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «حول استمرار روسيا في دعمها ووقوفها إلى جانب الشعب السوري، وأطلعه على مجمل اللقاءات التي عقدها أخيرا في إطار الجهود التي تبذلها روسيا لإجراء حوار سوري - سوري، فيما أكد الأسد أن سوريا تتعامل بإيجابية مع الجهود التي تبذلها موسكو بهدف إيجاد حل للأزمة»، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وتأتي زيارة دمشق بعد لقاءات عقدها بوغدانوف قبل أيام في تركيا مع مسؤولين في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وممثلين عن عدد كبير من الفصائل في المعارضة العسكرية. وفي هذا الإطار، قال عضو الائتلاف نزار الحراكي، إن ممثلي الائتلاف أبلغوا بوغدانوف خلال اللقاءات الأخيرة التي جمعتهم به في إسطنبول، شروطا أساسية وحاسمة، كي تكون منطلقا للدخول في التفاوض مع النظام، وهي «إيصال المساعدات، ووقف إطلاق النار في جميع المناطق السورية، إضافة إلى الإفراج عن النساء والأطفال من السجون». وفي حين أكد، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، رفض المعارضة القبول باستمرار الأسد على رأس السلطة، أشار إلى أن «البحث يفترض أن يكون على مدة المرحلة الانتقالية». وأضاف: «نريد ضمانات لممارسة الضغط على النظام لتنفيذ الاتفاقات كي لا يتكرر سيناريو مؤتمر (جنيف2)، ونخرج من دون نتائج، عندها لن يرحمنا الشعب السوري».
وأشار الحراكي، إلى «أن الاجتماع الذي جمع بوغدانوف مع أعضاء الائتلاف لم يكن إيجابيا، لا سيما أن روسيا لا تزال تراهن على بقاء الأسد، وهذا ما بدا واضحا من خلال كلام وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الأخير الذي قال خلاله إن موسكو متمسكة بالأسد، بعدما كانت المعارضة حصلت على تطمينات من الجهات الروسية بالبقاء على الحياد، مضيفا: «لا نشعر بأن هناك جدية في التعامل من قبل الروس وتأملنا أن نلمس مرونة منهم، لكن يبدو أن موسكو تستخدم ورقة الأسد للابتزاز السياسي ضد الغرب».
وأكد الحراكي، الذي التقى في موسكو قبل أسابيع مسؤولين روسا ضمن وفد معارض ترأسه رئيس الائتلاف السابق معاذ الخطيب، أنه ورغم بعض الخلافات في وجهات النظر بين الأفرقاء بالائتلاف، لا يزال هو الممثل الشرعي للمعارضة السورية. وحذر «من أي محاولة لزرع فصيل هنا أو هناك من الأحزاب الوهمية التي أنشأها النظام ولا تمثل إلا نفسها ولا تشكل أي وزن على الأرض، وتقديمها على أنها معارضة أمام النظام السوري في المؤتمر المزمع عقده في موسكو».
وكان بوغدانوف قال لدى وصوله صباحا إلى دمشق ولقائه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، «التقيت في إسطنبول سوريين من المعارضة»، مضيفا: «نسعى إلى الاتفاق على أمور كثيرة مع القيادة الشرعية في دمشق».
وقال المقداد من جهته: «أثق بأن الأصدقاء الروس يحملون أفكارا سنتناقش معهم حولها، لكي تكون العملية مضمونة النجاح، وبما يؤدي إلى حل سياسي يقوم على المبادئ (التالية): وحدة الأراضي السورية، وعدم التدخل الخارجي في شؤون سوريا... وقضايا أخرى من أجل إنهاء التدخل الخارجي في الشأن السوري».
وذكرت وكالة «سانا» أن الرئيس الأسد أكد أن روسيا وقفت دائما إلى جانب الشعب السوري وبرهنت على أنها تؤيد حق الشعوب في تقرير مصيرها وتحترم سيادة الدول والقوانين الدولية، وأن سوريا على ثقة بأن أي تحرك دبلوماسي روسي سيكون مبنيا على هذه المبادئ، ومن هنا فإنها تتعاطى بإيجابية مع الجهود التي تبذلها بهدف إيجاد حل للأزمة.
ولفتت الوكالة إلى أنه كان هناك اتفاق في وجهات النظر بأن نجاح أي جهود لحل الأزمة السورية يتطلب عملا جديا في مكافحة الإرهاب والتطرف عبر قيام المجتمع الدولي بممارسة ضغوط حقيقية واتخاذ إجراءات رادعة بحق الدول الداعمة للإرهاب.
وتم التأكيد، خلال اللقاء الذي حضره نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد والسفير الروسي في دمشق، على أهمية استمرار تبادل الآراء والتنسيق بين البلدين بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين وعودة الاستقرار إلى سوريا وكل دول المنطقة.
وأعلنت موسكو في نوفمبر (تشرين الثاني) أنها تعمل على جمع ممثلين عن المعارضة والحكومة السوريتين على أرضها لإجراء مفاوضات حول سبل حل النزاع السوري، المستمر منذ نحو4 سنوات الذي حصد أكثر من 200 ألف قتيل.
وزار وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، موسكو في 26 نوفمبر والتقى الرئيس فلاديمير بوتين. كما زار موسكو رئيس الائتلاف السابق أحمد معاذ الخطيب على رأس وفد، إلا أن الائتلاف قال إن الخطيب ذهب بصفته الشخصية.
وأجرى وفدا النظام والائتلاف مفاوضات مباشرة برعاية الأمم المتحدة في جنيف في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) من دون تحقيق أي تقدم على صعيد إيجاد حل للنزاع الدامي والمتشعب.
 
بوغدانوف في دمشق لضبط التحرك الروسي
لندن، باريس، بيروت، أنقرة، دمشق - «الحياة»، أ ف ب -
أجرى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف محادثات في دمشق لضبط إيقاع التحرك الروسي لعقد مؤتمر «موسكو 1» بين ممثلي النظام والمعارضة، في وقت يواصل المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا جولاته للحصول على دعم أوروبي لخطته الرامية إلى «تجميد» القتال في شمال سورية، وسط تشديد فرنسي على ضرورة توافر «ضمانات» لتنفيذها وشكوك من أن موسكو تسعى إلى «تفتيت» المعارضة السورية.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن بوغدانوف نقل «رسالة شفوية» من الرئيس فلاديمير بوتين إلى الرئيس بشار الأسد، فيما قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إن «الأصدقاء الروس يحملون أفكاراً سنتناقش معهم في شأنها كي تكون العملية (مع المعارضة) مضمونة النجاح بما يؤدي إلى حل سياسي يقوم على مبادئ: وحدة الأراضي السورية وعدم التدخل الخارجي في شؤون سورية».
وتزامن التحرك الروسي لترتيب لقاءات بين ممثلي النظام والمعارضة ضمن «موسكو 1» مع سعي دي ميستورا إلى «تجميد» القتال في حلب شمال سورية، حيث يصل اليوم إلى لندن قبل انتقاله إلى بروكسيل الأحد للقاء وزراء الخارجية الأوروبيين.
وفي باريس، قال مصدر فرنسي مطلع إن التحرك الروسي وخطة المبعوث الدولي «متزامنتان وإنما متباينتان وتتقاطعان عند نقطة مشتركة تتمثل بالعمل على إعادة إطلاق مسار الحل السياسي المعطل حالياً»، لافتاً إلى أن «المفتاح» للاقتراحين يتعلق بـ «الضمانات» التي يجب أن تُقدّم من النظام السوري والمعارضة. وحذّر من مساع روسية لـ «تفتيت» المعارضة، قائلاً إن الروس يريدون جمع فصائل المعارضة كافة وليس فقط «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، وهذا ما يثير مشكلة لـ «الائتلاف» الذي يدعو إلى ضبط الاقتراح الروسي قبل الشروع بالتحدث مع النظام السوري، متسائلاً عن قدرة الروس على الضغط على النظام ليحترم الاتفاق. وأضاف أن ما حل بمفاوضات جنيف بداية العام يبقى حاضراً في الأذهان وهو ما يحمل المعارضة على مطالبة الروس بأن يضمنوا التزام النظام تطبيق الاتفاق. وزاد: «المؤكد استناداً الى ذلك أن النظام من حيث تكوينه لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل».
ميدانياً، دارت مواجهات عنيفة في الساعات الماضية بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة على أطراف مدينة حلب حيث قتل وجرح «عشرات من عناصر النظام»، وسط معلومات عن تقدم فصائل المعارضة. وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة بأن «الثوار من جيش المجاهدين شنّوا هجوماً بالأسلحة الثقيلة على معاقل قوات الأسد في حلب، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات في صفوفهم»، مشيرة إلى أن مقاتلي المعارضة «أطلقوا وابلاً من القذائف المدفعية على فندق الأمير ومبنى التأمينات الاجتماعية ومبنى فرع المرور التي تتمركز فيها قوات الأسد في منطقة باب جنين في حلب»، فيما أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى «اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين وقوات النظام مدعّمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي «حزب الله» اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية في منطقتي البريج ومناشر البريج في المدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب».
في دمشق، أشار «المرصد» إلى أن «الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية تمكنت من التقدم في مدينة داريا في الغوطة الغربية، والسيطرة على نقاط عدة لقوات النظام فيها، عقب اشتباكات أسفرت عن استشهاد 5 مقاتلين على الأقل، إضافة الى مقتل ما لا يقل عن 12 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها».
في أنقرة، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون بعد لقائه رئيس الوزراء احمد داود اوغلو مساء اول امس ان البلدين بعملان بـ «أوسع شكل ممكن» لوقف تدفق المقاتلين الأجانب الراغبين في الانضمام إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق وسورية، مضيفاً: «نقاتل عدواً مشتركاً وإرهاباً متطرفاً».
وتابع كاميرون أن محادثاته مع نظيره التركي تركزت على «استراتيجية طويلة المدى لإلحاق الهزيمة بالدولة الإسلامية وإعادة الاستقرار إلى هذا الجزء من العالم. وما نحتاجه في العراق نحتاجه في سورية، أي حكومة جديدة تمثل جميع مكونات الشعب»، موضحاً أن تقاسم المعلومات التي تحصل عليها أجهزة الاستخبارات في البلدين على أرفع مستوى قد يساعد في وقف تدفق المتطرفين إلى سورية.
 
مواجهات عنيفة على تخوم حلب... وقتلى للنظام قرب دمشق
لندن - «الحياة»
دارت مواجهات عنيفة في الساعات الماضية بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة على أطراف مدينة حلب في شمال سورية حيث قتل وجرح «عشرات من عناصر النظام»، وسط معلومات عن تقدم فصائل المعارضة، فيما أفادت معلومات بأن النظام خسر 21 جندياً في معارك مع «الجيش الحر» في مدينة داريا غرب دمشق.
وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة بأن «الثوار من جيش المجاهدين شنّوا امس هجوماً بالأسلحة الثقيلة على معاقل قوات (الرئيس بشار) الأسد في حلب، ما أدى الى مقتل وجرح العشرات في صفوفهم وأنهم أطلقوا وابلاً من القذائف المدفعية على فندق الأمير ومبنى التأمينات الاجتماعية ومبنى فرع المرور التي تتمركز فيها قوات الأسد في منطقة باب جنين في حلب، ما أدى الى سقوط عشرات القتلى والجرحى وسط سماع دويّ سيارات الإسعاف في المنطقة لنقل الجثث والمصابين».
تزامن ذلك مع استمرار المُواجَهات العنيفة على جبهة البريج شرق مدينة حلب، وأوضحت «وكالة سمارت للأنباء» المعارضة أن «فصائل إسلامية سيطرت على نقاط عسكرية عدة لقوات النظام في منطقة المناشر قرب قرية البريج» على أبواب مدينة حلب. أما «المرصد السوري لحقوق الانسان» فتحدث عن وقوع «اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين التي تضم جيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الاسلامية وحركة شام الاسلام وجبهة النصرة من جهة، وقوات النظام مدعّمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي «حزب الله» اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية من جهة أخرى، في منطقتي البريج ومناشر البريج في المدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب، ترافق مع قصف متبادل من الطرفين على مناطق الاشتباكات، بالتزامن مع سقوط صاروخين يعتقد أنهما من نوع أرض - أرض على مناطق الاشتباكات». وأضاف أن اشتباكات دارت أيضاً بين الطرفين «في منطقة المناشر قرب قرية الوضيحي في ريف حلب الجنوبي، وأنباء عن تقدم للكتائب المقاتلة والاسلامية في المنطقة».
وأشار «المرصد» إلى سقوط قذائف محلية الصنع اطلقها مقاتلو «لواء شهداء بدر» بقيادة خالد حياني على مناطق في حي الاشرفية، موضحاً أن المعارضة قصفت أيضاً حي السبيل ومحيط القصر العدلي وشارع بارون الخاضعة لسيطرة قوات النظام. وأشار «المرصد» أيضاً إلى مواجهات في «محيط مبنى المحكمة وكتيبة الصواريخ في خان طومان في ريف حلب الغربي، ومعلومات أولية عن خسائر بشرية».
وفي ريف حلب الشمالي، ذكر «المرصد» أن طائرات التحالف العربي - الدولي نفذت ضربتين على الأقل استهدفتا تمركزات لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في أطراف مدينة عين العرب (كوباني) ومحيطها، بالتزامن مع إطلاق التنظيم 8 قذائف على الأقل على مناطق في المدينة، «وسط تبادل إطلاق نار بين مقاتلي الكتائب المقاتلة ووحدات حماية الشعب الكردي من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى، في حين قصفت قوات البيشمركة الكردية ووحدات الحماية والكتائب المقاتلة تمركزات لتنظيم «الدولة» في أطراف عين العرب وريفها».
وفي شمال غربي البلاد، ذكرت وكالة «سمارت» أن قوات النظام أطلقت الثلثاء سراح عدد من النساء المحتجزات لديها في مدينة إدلب بعد تهديد «الهيئة الإسلامية لإدارة المناطق المحررة» بقطع الكهرباء والماء والطرق المؤدية الى المدينة. وأوضحت «أن قوات النظام بدأت بإطلاق سراح النساء، بوساطة منظمة «الهلال الأحمر السوري»، بعد التنسيق مع «الهيئة الإسلامية» في مدينة بنش، حيث أطلقت سراح امرأتين كمرحلة أولية، على أن يتم إطلاق الأخريات بمجرد فتح الطرق المؤدية الى المدينة».
جنوب سورية
وأفاد «المرصد» بأن «الطيران الحربي نفّذ ما لا يقل عن 9 غارات على مناطق في ريف درعا جنوب البلاد استهدفت ثلاث منها مدينة انخل واثنتان أخريان بلدة طفس، فيما استهدفت الغارات الأربع الأخيرة مناطق في بلدات داعل وأبطع والشيخ مسكين... بينما قصفت الكتائب الإسلامية بقذائف الدبابات تمركزات لقوات النظام في بلدة الشيخ مسكين، وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام». وأضاف: «تجددت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام وعناصر من «حزب الله» اللبناني من طرف، ومقاتلي الكتائب الاسلامية والكتائب المقاتلة وجبهة النصرة من طرف آخر في أطراف بلدة الشيخ مسكين، ما أدى إلى استشهاد مقاتل من الكتائب الاسلامية». وتحدث عن عثور ناشطين على أربع جثث على الأقل في الأحياء التي سيطرت عليها المعارضة في الشيخ مسكين وسط اتهامات لقوات النظام بقتلهم وإحراق جثثهم. أما «وكالة سمارت» فقد ذكرت أن «مقاتلين من الجيش الحر عثروا الثلثاء على ثماني جثث تعود الى مدنيين... أثناء عمليات التمشيط داخل مساكن الضباط في الشيخ مسكين، بينهم امرأة وطفلان»، موضحة أن «قوات النظام أعدمتهم وأحرقت جثثهم بعد استخدامهم دروعاً بشرية قبل أن تنسحب من المنطقة». وأضافت الوكالة «أن مدينة الشيخ مسكين تعرضت مساء الثلثاء لقصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ من تجمعات قوات النظام في اللواء 12 في مدينة إزرع، وسط اشتباكات مع الجيش الحر في محيط اللواء (82) شمالي المدينة».
وفي ريف دمشق الغربي، أشار «المرصد» إلى قصف قوات النظام مزارع دروشا، بينما ألقت المروحيات «براميل متفجرة على مناطق في مدينة الزبداني» كما قصف النظام جرود رنكوس في القلمون. وأضاف أن «طفلاً من مدينة دوما فارق الحياة بسبب نقص العلاج اللازم وسوء الأوضاع الصحية في الغوطة الشرقية».
وأشار «المرصد» أيضاً إلى أن «الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية تمكنت من التقدم في مدينة داريا في الغوطة الغربية، والسيطرة على نقاط عدة لقوات النظام فيها، عقب اشتباكات أسفرت عن استشهاد 5 مقاتلين على الأقل، إضافة الى مقتل ما لا يقل عن 12 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها». أما «وكالة سمارت للأنباء» المعارضة، فقد أشارت إلى مقتل 21 عنصراً من قوات النظام مساء الثلثاء خلال اشتباكات مع الجيش الحر في مدينة داريا». وتابعت «أن اشتباكات دارت بين قوات النظام، ومقاتلين من لواء «شهداء الإسلام» و «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» عند الكورنيش القديم في الجهة الشرقية من داريا» حيث قُتل الجنود الـ 21 للنظام «إضافة إلى عشرات الجرحى... فيما قضى مقاتلان من الجيش الحر».
أما في دمشق نفسها، فقد دارت «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف، ومقاتلي الكتائب الاسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة من طرف آخر في حي التضامن، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، وفق «المرصد».
وفي محافظة حمص، قصف النظام المشيرفة ومنطقة جبل شاعر في ريف حمص الشرقي حيث شن تنظيم «الدولة الإسلامية» هجمات متكررة في الشهور الماضية للسيطرة على منشآت مهمة للغاز. ولفت «المرصد» إلى مقتل رجل برصاص قناصة النظام في حي الوعر، آخر مواقع المعارضة في مدينة حمص، في حين قصفت المروحيات بالبراميل المتفجرة مدينة الرستن.
وفي محافظة الحسكة، انفجرت عبوتان ناسفتان في حي الناصرة وبالقرب من «كازية مرشو» عند المنطقة الصناعية في مدينة الحسكة، كما أصيب أحد النشطاء أثناء محاولته العبور نحو الأراضي التركية و «اتهم نشطاء حرس الحدود التركي بالاعتداء عليه بالضرب»، كما ذكر «المرصد» الذي تحدث أيضاً عن «تقدم لقوات النظام في الريف الغربي (للحسكة) وسيطرته على قريتي قبر عامر وطوق الملح ومنطقة المشتل عقب اشتباكات مع تنظيم «الدولة الإسلامية» التي انسحبت إلى منطقة مفرق صدّيق».
وفي محافظة دير الزور، أشار «المرصد» إلى «أن تنظيم «الدولة الإسلامية» أعدم 4 رجال عند دوار الطيارة في مدينة البوكمال الحدودية في ريف دير الزور الشرقي، من دون معلومات عن التهم الموجهة اليهم، في حين تجددت الاشتباكات بين قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها من طرف، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر، في محيط مطار دير الزور العسكري». لكن «سمارت» ذكرت أن الأربعة أعدموا ثم صلبوا عند دوار الطيارة في البوكمال، بعد اتهامهم بـ «قتال التنظيم في منطقة حقل الورد النفطي في بادية البوكمال». وأشار «المرصد» بعد ظهر أمس إلى أن «طائرات حربية قصفت منطقة مقر الهيئة الشرعية لتنظيم «الدولة الإسلامية» في مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى أضرار مادية، كما نفذت طائرات حربية 9 غارات على الأقل استهدفت مناطق في ريفي دير الزور الشرقي والغربي» حيث يُشتبه بوجود مقرات لـ «الدولة».
وفي تطور مرتبط بما يجري في دير الزور، ذكرت وكالة «سمارت» أن قوات النظام أطلقت النار في الهواء لتفريق متظاهرين في مدينة مصياف في ريف حماة، موضحة أنها «المرة الثانية خلال أسبوع يتظاهر فيها سكان من المدينة، مطالبين بإنقاذ أبنائهم في صفوف قوات النظام والموجودين في مطار دير الزور العسكري».
 
مصادر فرنسية رسمية: روسيا تريد «موسكو 1» وليس «جنيف 3» لسوريا والمعارضة لديها 4 تحفظات على أفكار دي ميستورا.. وتساؤلات حول ضمانات أي اتفاق في حلب

جريدة الشرق الاوسط... باريس: ميشال أبو نجم .... لم يكشف الكثير عن تفاصيل خطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، ولا عن «الأفكار» التي حملها نائب وزير خارجية روسيا ميخائيل بوغدانوف إلى المعارضة والنظام السوري، في ما يبدو أنه رغبة روسية في إعادة إطلاق «نقاشات» بين الطرفين المتقاتلين والاستفادة من اللحظة الراهنة. كذلك بقيت في الظل بعض التسريبات الخاصة بـ«تصورات» عربية من مصر والإمارات لوقف نزيف الدم في سوريا تمهيدا للوصول إلى تسوية أو حل.
وتقول مصادر فرنسية رسمية إنه «ليست هناك خطة متكاملة عند أي طرف»، وإن الأفكار التي رميت على طاولة التداول تحتاج إلى بحث وتمحيص ورؤية ما يمكن أن يؤخذ منها. وإذ تعتبر هذه المصادر المتابعة عن قرب للملف السوري أنه ليس هناك «تنافس» بين المبادرتين الروسية والدولية، تعتبر أنه «في لحظة ما» يتعين النظر في كيفية التعامل معهما معا. ولكن كيف تتوزع المواقف من المبادرتين وما هي شروط ومخاوف كل طرف؟
بداية، لم يعلن أي طرف رفضه المطلق للمبادرتين، بل الجميع طلب معرفة المزيد عنهما. وما هو متداول بداية اليوم هو مخاوف المعارضة السورية ممثلة بالائتلاف الوطني السوري الذي التقى دي ميستورا وبوغدانوف في إسطنبول، كما أن الأول التقى قادة ميدانيين من المعارضة في مدينة غازي عنتاب التركية.
يفهم من شروحات المصادر الفرنسية أن المعارضة لها أربعة تحفظات أو مخاوف بشأن خطة «تجميد خطوط الجبهات موضعيا»، بدءا بمدينة حلب، أولها التمسك بالحصول على اتفاق ملزم ومكتوب «في حال تم التوصل إليه». ولم تشعر المعارضة أن ميستورا يعتبر مطلبها «بديهيا»، بيد أنها «متمسكة» بمطلبها استنادا لتجاربها السابقة مع النظام. وتعرب المعارضة - التخوف الثاني - عن قلقها من احتمال أن يستفيد النظام من وقف المعارك في حلب لينقل قواته إلى الغوطة الشرقية مثلا، مما سيؤثر على سير المعارك هناك. أما التحفظ الثالث فيتناول تخوف المعارضة من أن يستفيد «داعش» من «التجميد» ليتقدم من أجل اجتياح منطقة التحالف في حلب وجوارها، ولذا يطالب الائتلاف بأن يكون له حق الرد واستخدام السلاح للدفاع عن مواقعه. كذلك تتخوف المعارضة أيضا من أن يستفيد «داعش» من تحريك النظام لقواته لمناطق أخرى، مما سيوجد فراغا قد يسعى «داعش» للاستفادة منه.
الواقع أن ميستورا، وفق ما شرحت المصادر الفرنسية، لا يكتفي بعرض «التجميد»، بل يريد أن تتشكل إدارة محلية مشتركة (النظام والمعارضة) في حلب، فيما النظام يطالب بعودة «موظفيه» إلى مناطق شرق حلب (أي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة). لكن السؤال يتناول «هوية» الموظفين، وهل تشمل موظفي الأجهزة الأمنية والمخابرات، وعندها تعتبر المعارضة أن ما سينشأ «ليس إدارة مشتركة بل عودة النظام». ويتمسك النظام، إلى جانب عودة موظفيه، بشرط أن تعمد المعارضة إلى تسليم أسلحتها الثقيلة إلى القوات النظامية، ويطرح مقابل ذلك الإفراج عن «عدد» من المعتقلين لم يحدَّد حجمه ولا المنتفعون منه. وهنا يبرز تخوف آخر للمعارضة التي تطالب بفتح الطرقات نحو تركيا لتوصيل المساعدات الإنسانية، وهو تكرار سيناريو مدينة حمص التي انتهى النظام عمليا إلى فرض هيمنته عليها.
أما المسألة الأخرى التي يثيرها مقترح ميستورا فهو الجهة التي ستضمن الاتفاق وتشرف عليه، والضمانات التي يمكن أن توفر لها. وتتساءل المصادر الفرنسية: هل يمكن إقناع بلد، أو منظمة، بإرسال رجاله إلى هذه المنطقة من غير حماية جوية يوفرها التحالف وإعلان حلب منطقة آمنة؟ وكل ذلك كما هو واضح يثير مسائل للجدل لا تنتهي خصوصا إذا كانت واشنطن «لا تريد الدخول في حرب مع النظام ولا مع إيران» في حال كان اللجوء إلى إقامة مناطق آمنة أو حظر جوي بالفرض وليس برضا النظام.
تكمن نقطة الالتقاء بين ميستورا وبوغدانوف في أن كليهما لا يأتي على ذكر مصير النظام ورئيسه، أقله في المرحلة الحالية. الأول، يريد من التجميد المستنسخ إيجاد أجواء إيجابية تسهل أولا وصول المساعدات وثانيا الحوار بين الأطراف. أما الثاني فيريد جمع مكونات المعارضة لنقاشات تنحي جانبا مسألة مصير الأسد التي أجهضت «جنيف 2». ويبدو أن ما يهم روسيا هو أن تتوصل إلى «موسكو 1» وليس إلى «جنيف 3». ولكن ما الذي تستطيع روسيا طرحه في الحالتين؟
تقول المصادر الفرنسية إن روسيا وإيران موجودتان على الخط نفسه لجهة الدعوة إلى حوار سوري - سوري برعاية روسية لا يركز على مصير الأسد بل على الحاجة إلى الإبقاء على بنى الدولة السورية ووحدة البلد وضرورة محاربة الإرهاب وعلى رأسه «داعش»، وتلافي تكرار السيناريو العراقي. لكن هذا الطرح مفيد من جهة ومحدود من جهة أخرى. فهو مفيد لأنه يترك جانبا موضوعا خلافيا سيفجر أي مفاوضات إذا تم البدء به وهو مصير الأسد. لكنه بالمقابل محدود لأن موضوع مصير النظام والأسد خصوصا «سيطرح سريعا جدا». وفي أي حال، فإن المعارضة ترفض تصورا يترك الأسد مكانه، بسبب ما ارتكبه وبسبب ما سيثيره أمر كهذا من رد فعل سنيا سيظهر في التفاف أكبر حول «داعش». وهنا تدخل على الخط «التصورات» المصرية - الإماراتية التي لم تصدر في تصريح أو بيان رسمي، بل يتم تداولها في الأوساط الدبلوماسية المهتمة بالشأن السوري، وهي تقترح بقاء الأسد في السلطة لمرحلة انتقالية بعد التوصل إلى اتفاق، على أن تسخر هذه المرحلة لإجراء إصلاحات. ويتراوح المطروح بين إعطاء الأسد مهلة ستة أشهر إلى سنتين أو أكثر تنتهي بتخليه عن السلطة مع حصوله على ضمانات قانونية أو بانتخابات جديدة يترشح أو لا يترشح لها.
والأمور هنا غير واضحة. وكل سيناريو منها يحتاج لضمانات أولها قبول الأسد به والعمل بموجبه وقدرة روسيا على إلزامه التنفيذ. لكن باريس تبدو مشككة، والشعور العام الذي عادت به المصادر الفرنسية من موسكو أن الروس «ما زالوا يعتبرون أن الأسد هو ضمانة الاستقرار والحصن المنيع بوجه الإرهاب»، وهو ما يتناقض مع ما قاله الرئيس فلاديمير بوتين لنظيره الفرنسي من أن روسيا «ليست متزوجة من الأسد».
 
فرنسا تحذر من تحرك روسي لـ «تفتيت» المعارضة
الحياة...باريس - رندة تقي الدين وارليت خوري
قال مصدر فرنسي مطلع ان المبادرة الروسية وخطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا حول الازمة السورية متزامنتان وانما متباينتان وتتقاطعان عند نقطة مشتركة تتمثل بالعمل على اعادة اطلاق مسار الحل السياسي المعطل حالياً، لافتاً الى ان «المفتاح» للاقتراحين يتعلق بـ «الضمانات» التي يجب ان تقدم من النظام السوري والمعارضة. وحذر من مساع روسية لـ «تفتيت» المعارضة السورية.
وتابع المصدر الفرنسي ان من المهم للمعارضة معرفة ما اذا كان سيتوصل دي ميستورا الى اتفاق مكتوب والا يعمل النظام بعد تجميد الاوضاع على نقل قواته الى المناطق التي يواجه فيها حالياً التهديد الاكبر في حلب شمالاً والغوطة الشرقية لدمشق، مضيفاً ان المعارضة السورية تريد ان تكون لديها القدرة للدفاع عن نفسها في حال قرر تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) التقدم نحو حلب، ذلك فان المعارضة تطالب بـ «تطوير افكار تسمح لها بالقبول بإتفاق التجميد وان تكوين اداة مشتركة لادارة شؤون حلب اذ ان النظام يريد ببساطة العودة لتولي شؤونها بمفرده».
وعن التحرك الروسي، قال المصدر ان الروس يريدون جمع فصائل المعارضة كافة وليس فقط «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، و هذا ما يثير مشكلة لـ «الائتلاف» الذي يدعو الى ضبط الاقتراح الروسي قبل الشروع بالتحدث مع النظام السوري، متسائلاً عن قدرة الروس على الضغط على النظام ليحترم الاتفاق. واضاف ان ما حل بمفاوضات جنيف بداية العام يبقى حاضراً في الاذهان وهو ما يحمل المعارضة على مطالبة الروس بأن يضمنوا التزام النظام بتطبيق الاتفاق.
وعبّر عن اعتقاده بأن التحركين الروسي والدولي، يمكن ان يتطوران في آن معاً وان هناك تفكيراً في العناصر التي يمكن دمجها.
وتطرق المصدر الفرنسي الى الموقف الايراني القائل باعادة اطلاق مسار التفاوض ووضع مسألة بقاء الرئيس بشار الاسد او رحيله جانباً، قائلاً ان هذا الموقف بأنه جدير بالاهتمام مع العلم ان فرنسا على ثقة من ان الحل غير ممكن مع بشار وان بقاءه لا يؤدي سوى الى اطالة امد النزاع.
و تساءل: «ماذا يريد الايرانيون؟ مجرد التوصل الى تحديد اطار تفاوض يقود الى المأزق؟»، قبل ان يقول ان الايرانيين والروس يقولون ان علاقتهم بالاسد ليست «علاقة زواج»، لكن الواقع لا يكذب قناعة فرنسا بأن الروس غير مستعدين لتطوير موقفهم من الاسد وان ايران مثلهم مستمرة بالنظر الى استقرار سورية عبر الاسد و نظامه.
ومضى يقول ان نقطة التفاؤل في كل هذا هو ان الكل يلتقي حول مسألة واحدة هي ضرورة الحفاظ على هيكلية الدولة السورية وتجنب القيام بما قام به الاميركيون في العراق، لكن فرنسا تميز بين «مافيا النظام» والدولة نفسها وهذا الفصل غير واضح بالنسبة الى الروس والايرانيين. وعبّر المصدر عن اعتقاده بأن مبادرة الروس لجمع كافة الاطراف المعارضة قبل التفاوض مع النظام يدفع للشك في دوافع الروس وان الفرنسيين ليسوا ساذجين وينظرون بارتياب لما يفعله الروس.
و كان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تناول الوضع في سورية خلال اللقاء الذي أجراه مع الرئيس الروسي قلاديمير بوتين، وقال في تصريح له ان الروس يعملون على صعيد الازمة السورية، لكن هناك قرأة ثانية في باريس مفادها ان «الروس يعملون على تفتيت المعارضة السورية».
ورداً على سؤال حول التحرك المصري والاماراتي، قال المصدر ان ما يطرحه البلدان مجرد افكار حول الانتقال التدرجي بحيث يبقى النظام لمدة معينة بعد الاتفاق السياسي، لكن هذا الطرح لم يقترن بخطة رسمية. واضاف انه هنا ايضا تبرز تساؤلات عدة حول قضية الضمانات، اذ كيف يمكن التوفيق بين التغيير وبقاء الاسد في الحكم خصوصا وان مجرد وجوده على ضوء نظام الرعب الذي أرساه من شأنه ان يؤثر في القرارات.
و لفت المصدر الى ان فرنسا تؤيد كل ما يمكن ان يعيد اطلاق المفاوضات وتتمسك بضمان وحدة سورية و تعددية مكوناتها من خلال الحرص على عدم حصول استبعاد الاطراف في ظل دولة حيادية تجاه الطوائف. وزاد: «المؤكد استناداً الى ذلك ان النظام من حيث تكوينه لا يمكن ان يكون جزءأ من الحل».
 
كامرون وداود أوغلو لحكومة شاملة في سورية
الحياة....أنقرة - أ ف ب
قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون: «ما نحتاجه في العراق نحتاجه في سورية، أي حكومة (نظام) جديدة تمثل جميع مكونات الشعب».
وقال كامرون في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو في أنقرة مساء أول من أمس إن بلاده وتركيا تعملان بـ «أوسع شكل ممكن» لوقف تدفق المقاتلين الأجانب الراغبين في الانضمام إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق وسورية، مضيفاً: «نقاتل عدواً مشتركاً وإرهاباً متطرفاً».
والشهر الماضي، أعلنت لندن أن بريطانيا تواجه أكبر تهديد أمني. وتفيد أرقام سكوتلاند يارد أن «أكثر من 500 بريطاني» يقاتلون في صفوف مجموعات مثل «داعش»، معربة عن خشيتها من التخطيط لاعتداءات فور عودتهم إلى المملكة المتحدة.
وتابع كامرون أن محادثاته مع نظيره التركي تركزت على «استراتيجية طويلة المدى لإلحاق الهزيمة بالدولة الإسلامية وإعادة الاستقرار إلى هذا الجزء من العالم. وما نحتاجه في العراق نحتاجه في سوريا، أي حكومة جديدة تمثل جميع مكونات الشعب».
إلى ذلك، أوضح كامرون أن تقاسم المعلومات التي تحصل عليها أجهزة الاستخبارات في البلدين على أرفع مستوى قد يساعد في وقف تدفق الجهاديين إلى سورية. وأوضح في هذا السياق «كل هذا هدفه أن يشعر الناس بالأمان في تركيا والتأكد من أن الناس أصبحوا في أمان عندنا في بريطانيا».
ورفض أوغلو اتهام بلاده بأنها تسمح بعبور المتطرفين أراضيها إلى سورية، قائلاً: «ليس هناك أي مقاتل من الدولة الإسلامية عبر الأراضي التركية»، مشيراً إلى أن عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية يشكلون خطراً على الأمن الوطني في تركيا».
وأضاف أوغلو «ليس بإمكان أحد أن يشكك في تصميم تركيا على مكافحة الإرهاب».
وتابع: «إن موقف تركيا واضح: لا نريد مقاتلين أجانب في العراق و سورية».
وشارك كامرون في عشاء عمل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في قصره الرئاسي.
وبدأ التحالف الدولي - العربي بقيادة الولايات المتحدة والذي انضمت إليه لندن بشن ضربات ضد مواقع الجهاديين في سورية في نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي بعد أيام على الهجوم الذي شنه تنظيم «الدولة الإسلامية» على مدينة عين العرب السورية (كوباني بالكردية) الواقعة على الحدود التركية.
وتعتبر أنقرة أن الغارات التي تشنها طائرات التحالف غير كافية وترى أن تهديد الجهاديين لن يزول إلا مع سقوط الرئيس السوري بشار الأسد.
 

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,927,247

عدد الزوار: 7,651,126

المتواجدون الآن: 0