لاريجاني بارك حوار "المستقبل" و"حزب الله" والتقى بري وسلام: على المسيحيين بذل الجهد الأساسي في موضوع الرئاسة... من كشف عميل حزب الله..؟؟

وسيطان يتنافسان في ملف العسكريين بلا تفويض والمشنوق لـ"النهار": ملزَمون تمديد مطمر الناعمة

تاريخ الإضافة الأربعاء 24 كانون الأول 2014 - 7:40 ص    عدد الزيارات 2209    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

وسيطان يتنافسان في ملف العسكريين بلا تفويض والمشنوق لـ"النهار": ملزَمون تمديد مطمر الناعمة
النهار...
ينطلق الحوار الثنائي بين "تيار المستقبل" و "حزب الله" السادسة مساء اليوم في عين التينة، وعلمت "النهار" ان الجلسة الاولى ستكون ذات طابع عام ولن يخوض فيها المتحاورون في التفاصيل التي فهم أنها ستطرح على طاولة النقاش بعد عطلة الاعياد. وأشارت جهات مواكبة الى ان إعداد جدول الحوار سيتم في الفترة التي ستلي الجلسة الاولى التي ستكون وظيفتها إشاعة مناخ التواصل بين الجانبين. وأبلغت مصادر "حزب الله" عشية الجلسة "النهار" ان ممثليه في الحوار "جدّيون وواقعيون الى آخر مدى ومتفائلون بهذا الحوار لما له من انعكاسات على مجمل الاوضاع في لبنان". وردا على سؤال عن جدول الاعمال قالت المصادر:"نحن منفتحون على النقاش من غير أن يغيّر ذلك في استراتجيتنا لان الامر المهم هو منع الاحتقان في الشارع وإراحة البلد لمواجهة الخطر الارهابي التكفيري".
العسكريون والوساطات
في المقابل، لا توحي الاتصالات الجارية في ملف العسكريين المختطفين بايجابيات حقيقية، على رغم تسريبات عن امكان المضي في حل يقضي بدفع المال الى الجهة الخاطفة في مقابل اطلاق عدد منهم، وهو أمر استبعدته مصادر وزارية تحدثت الى "النهار"، لكنها اشارت الى ايجابية وحيدة تمثلت في الاتصال الاول بـ "الدولة الاسلامية"، لان كل الاتصالات السابقة اقتصرت على "جبهة النصرة". وقد أكد قيادي في "جبهة النصرة" لوكالة "الأناضول" التركية شبه الرسمية أن "مفاوضات الإفراج عن العسكريين اللبنانيين متوقفة تماماً ولا وسيط يتولى التواصل معنا".
وفيما أكد الوسيط الجديد احمد الفليطي انه نقل طرحا من النائب وليد جنبلاط الى "داعش"، وحمل ردا من "الدولة الاسلامية" الى جنبلاط، و"أنتظر حاليا رد الحكومة او المعنيين على الرسالة التي نقلتها"، لافتا الى ان "جنبلاط وأبو فاعور لم يدخلا عبر تكليفي في تحدّ مع أحد، وهما بالتأكيد يحظيان بحد أدنى من الغطاء الرسمي"، قال الوسيط الاخر الشيخ وسام المصري إنه ماض في وساطته، مذكرا بأنه يحظى بدعم من خلية الازمة ومن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم، وقد تمكن من قطع شوط كبير في القضية والتقى أمير "داعش" في القلمون وقابل العسكريين، و"هذا ما لم يستطع الفليطي تحقيقه". ووعد بمفاجأة سارة في الملف قريبا اذا استجابت الحكومة.
النفايات
وفي شأن متوتر آخر، من المتوقع ان يؤدي اقرار الحكومة اليوم خطة النفايات الى بروز اعتراضات من المجتمع المدني والجمعيات الناشطة بيئيا، خصوصا ان كل الخطط ستدفع في اتجاه تمديد العمل في مطمر الناعمة الذي قضى قرار حكومي سابق باقفاله في 17 كانون الثاني 2015. وسألت "النهار" وزير البيئة محمد المشنوق ما إذا كان تمديد مطمر الناعمة سيتمّ فأجاب: "هذا أكيد لأننا نعمل في مطمر الناعمة على أنه مرفق عام يقدّم خدمة وبالتالي نحن ملزمون التّمديد تقنياً لأن طرح المناقصات والعقود وتداولها يتطلّب وقتاً وبالتالي إن التّمديد إلزامي". وشدد على انه من الضروري ان تقر الخطة اليوم "وإلا فسنصل إلى أزمة. حصل كل الوزراء (أمس) على دفتر الشروط الثاني مع ملخّص بالبنود وأنا في انتظار التوصل إلى نتيجة خلال هذه الجلسة".
لاريجاني
سياسيا، كان الامر البارز أمس كلام رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الذي يزور بيروت، اذ تحدث عن "وجود بعض المشاورات التي جرت معنا حول المسعى الفرنسي لحل مسألة الرئاسة"، مؤكدا "دعم أي حل، لكن القضية الاساسية وما نريده هو ان يقوم الاقطاب الاساسيون بدورهم في هذا المجال، فالانتخابات الرئاسية شأن داخلي وعلى المسيحيين القيام بالجهد الاساسي".
وصدر كلام لاريجاني مع ورود معلومات عن ان الموفد الرئاسي الفرنسي مدير دائرة الشرق الاوسط في وزارة الخارجية جان فرنسوا جيرو، قرر زيارة المملكة العربية السعودية في 5 كانون الثاني ثم طهران لاستكمال مهمته المتمثلة بتسهيل مسار انتخاب رئيس جمهورية في لبنان بعد التشاور مع كبار المسؤولين في دولة الفاتيكان من اجل اتفاق القادة على رئيس توافقي يدير المرحلة.
 
لاريجاني بارك حوار "المستقبل" و"حزب الله" والتقى بري وسلام: على المسيحيين بذل الجهد الأساسي في موضوع الرئاسة
النهار...عباس الصباغ
بارك رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الحوار بين "حزب الله" و"تيار المستقبل"، واصفاً "النخب السياسية اللبنانية بالناضجة والتي تستطيع حل المشاكل السياسية". ولفت الى "ان هناك بعض التيارات التي تعتبر فاعلة اكثر من الدول، مثل "حزب الله" و"حماس"، وتؤدي دورا ايجابيا في المنطقة".
استهل رئيس مجلس الشورى زيارته للبنان بلقاء مع الامين العام لـ"حركة الجهاد الاسلامي" رمضان عبد الله شلح في السفارة الايرانية في بئر حسن، ثم انتقل الى المجمع الجامعي في الحدت حيث القى محاضرة امام حشد من اساتذة الجامعة وطلابها، وأكد اهمية "العلاقة الاستراتيجية الوثيقة التي تجمع لبنان وإيران"، لافتاً الى "ان هناك بعض التيارات التي تعتبر فاعلة اكثر من الدول، مثل حزب الله وحماس، وتؤدي دورا ايجابيا في المنطقة. والمقاومة تعتبر رمزا قويا وصائبا".
وفي الشأن السوري، كرر موقف طهران الداعي الى حل سياسي للازمة، وقال: "لا يمكن تحقيق الاصلاحات الاجتماعية والسياسية من خلال الدبابات والطائرات في سوريا".
ثم انتقل الى السرايا للقاء رئيس الحكومة تمام سلام، وبحث معه في المستجدات. ومن السرايا توجه الى عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي استبقاه مع الوفد المرافق الى مائدة الغداء في حضور عدد من نواب كتلتي "الوفاء للمقاومة"، "والتنمية والتحرير"، ورحب بري بالضيف الايراني وقال : "ان جولتكم في المنطقة تأتي في ذروة الضغط الاسرائيلي ليهودية الدولة والاستيطان وتوجيه تلميحات وتهديدات الى لبنان، وفي ذروة الهجمة التكفيرية على المنطقة. فالارهاب الصهيوني والتكفيري وجهان لعملة الجريمة نفسها ضد الانسانية (...)"، "ان الهجمة التكفيرية تحاول حرق العراق بعد سوريا، والهجمة العدوانية الاستيطانية وئدت في فلسطين وفشلت في لبنان بفضل المقاومة، وهي تحاول مد ايدي اخطبوطها الى الجولان وغيره، وتحاول تهويد فلسطين وقدس اقداسها المسجد المبارك. بالامس اغتالت اسرائيل وزيرا فلسطينيا للاسرى والمعتقلين، وقبله حاولت تحويل غزة الى ركام. وفي هذه الآونة تنتصر فلسطين على نفسها رغم الفيتو ونحن اكثر اقتناعا بتحقيق عدالتها".
واتفق بري مع ضيفه على التحذير من خطر الارهاب، وتطرقا الى ما يجري في العراق وسوريا. وقال بري: "اننا مثلكم نلمس ان الحرب الدولية الجوية في العراق وسوريا لن تؤدي الى استتباب الامن، والمطلوب نشر التوعية الايمانية الحقيقية والتنمية في خط مواز، وان الحل في سوريا هو داخلي سياسي وليس جغرافيا، وهو لن يتحقق مع وجود حدود مفتوحة امام السلاح والمسلحين والتدفقات المالية. ان الاساس الذي يجب ان يقوم عليه الاستقرار في الشرق ينطلق من اعادة بناء الثقة في العلاقات الايرانية - السعودية رغم كل ما حصل ويحصل. وان لبنان في رأينا يرتب الجغرافيا البشرية النموذجية لصياغة هذه العلاقة".
ودعا رئيس المجلس الى "اكتشاف كذبة الربيع بتحقيق الديموقراطية بالقوة وفي شرق اوسط غير مؤهل لها".
وشكر لاريجاني بري، وقال: "اقدر عاليا المبادرة السياسية والوطنية التي قام بها دولة الرئيس بري في هذه الفترة، والتي افسح من خلالها المجال للحوار الاخوي البناء بين التيارات السياسية الفاعلة على الساحة اللبنانية. ونعتبر ان هذا الحوار الكريم يتيح المجال امام المزيد من التقريب في وجهات النظر وفي الرؤى لمختلف القوى والتيارات السياسية الفاعلة على الساحة اللبنانية، الامر الذي يؤدي الى حلحلة العديد من المشاكل السياسية التي ما زالت قائمة. وبطبيعة الحال فان المشاكل السياسية العالقة على الساحة اللبنانية هي امر يخص اللبنانيين انفسهم، وبالتالي لا بد للنخب السياسية اللبنانية ان تجد المخارج اللازمة لمثل هذه المشكلات. ونحن نعرف ان النخب السياسية لطالما تحلت بالوعي والنضج والخبرة والكفاية التي تؤهلها لايجاد الحلول الناجعة والمناسبة لكل الازمات التي يمر بها هذا البلد الشقيق".
واذ وافق لاريجاني نظيره اللبناني على وصف ما يجري في المنطقة، اكد ان "على كل القوى المؤمنة بفكرة المقاومة والممانعة ان تركز في هذه المرحلة على امرين اساسيين: الاول يتعلق بالتصدي للكيان الصهيوني، والثاني بمواجهة ظاهرة الارهاب والتكفير المتفشية في هذه المنطقة. ونحن نعتقد ان هذين الامرين وجهان لعملة واحدة".
وكرر موقف بلاده لجهة ضرورة اعتماد الحل السياسي في سوريا.
وانهى المسؤول الايراني زيارته للبنان بلقاء موسع مع الفصائل الفلسطينية في فندق "فينيسيا"، ثم اجاب عن اسئلة الصحافيين في مؤتمر صحافي مقتضب اكد خلاله ان "على المسيحيين في لبنان القيام بالجهد الاساسي في انتخابات الرئاسة، واستبعد ان يتمكن داعش من دخول الاراضي اللبنانية". ونوه بما يقوم به الجيش "لمكافحة الارهاب، وخصوصا في الشمال". ونفى وجود اي عمل مشترك لمكافحة الارهاب بين طهران وواشنطن، "لان التحالف الدولي للقضاء على داعش هو بالاسم".
ومساء، زار ضريح القيادي في "حزب الله" عماد مغنية في روضة الشهيدين، ومن المتوقع ان يلتقي الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قبل مغادرته الى العراق.
 
إجراءات للجيش في العرقوب وحذر إسرائيلي مرجع أمني: الوضع في شبعا مطمئن مثل بئر العبد
النهار...رضوان عقيل
تكشف جهات أمنية رسمية أن الوضع في شبعا وبلدات العرقوب لا يدعو الى القلق جراء المعارك والتطورات العسكرية في الجانب السوري وان لا فرصة في تمدّدها الى الاراضي اللبنانية لاعتبارات عدة، يقع في مقدمها ان الاسرائيليين لن يفسحوا في المجال امام حدوث هذا الأمر، إضافة الى الاجراءات التي اتخذها الجيش اللبناني في تلك المنطقة. ولا يخفي متابعون تحسب "حزب الله" والقوى الحزبية التي تنشط في فلكه لامكانية تقدم مسلحين الى الربوع اللبنانية وان ثمة احتياطات جرى اتخاذها ومضاعفتها بدءاً من تلال البقاع الغربي في راشيا وصولاً الى شبعا.
وبات من الواضح انه في حال تقدم هذه المجموعات الى العرقوب فان الاهالي سيستعيدون صوراً من مشاهد حضور الفصائل الفلسطينية في الثمانينات من القرن الفائت وان اسرائيل ستكون اول المتضررين في حال انفلات الوضع في المنطقة الممسوكة من الجيش و"حزب الله".
وفي الايام التي تلت التطورات العسكرية الاخيرة في طرابلس التي وضع الجيش خلالها قبضته على أحياء المدينة والمواجهات العسكرية في جرود عرسال، جرى حديث عن "خلايا نائمة" في العرقوب من لبنانيين وسوريين، الا ان المعطيات كشفت ان تضخيماً يسلط الضوء عليه عند التطرق الى هذه الخلايا، وان الأهالي حتى لو التقى بعضهم في تأييد "الثورة السورية" والتماهي مع اهواء المسلحين يعرفون سلفاً ان الاتيان بـ"الدب الارهابي" الى ربوعهم سيتحول كابوساً على حياتهم اليومية في بيئة مختلطة على الصعيد الديموغرافي. ولا يزال درس عرسال ماثلا أمام الجميع.
ويتابع المعنيون وفي مقدمهم "حزب الله" ما يحدث في الجانب السوري المتاخم للعرقوب ولاسيما بعد سعي تنظيم "داعش" الى التوسع نحو الجولان في اتجاه بلدات درزية وسنية ينشط مسلحو "جبهة النصرة" وفصائل أخرى في عدد منها.
وكان للدروز الذين يعيشون في الجزء المحتل رد واضح على المسلحين وقيادتهم يضاف الى اعلان رفض ابناء الطائفة إقامة شريط درزي يعمل تحت الامرة الاسرائيلية بادارة ضباط من ابناء الطائفة. وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط تطرقا الى هذا الطرح وانعكاسه السلبي على سوريا ولبنان. وجاء جواب جنبلاط بالرفض من البداية، وهذا ما ابلغه الى عدد من المشايخ والشخصيات الدرزية المؤثرة في الداخل السوري وغير الميالة في الاساس لإنشاء هذا الشريط.
ثمة عامل آخر ادخل الاطمئنان في نفوس ابناء العرقوب هو مضاعفة الجيش حضور وحداته في المراكز الذي ينتشر فيها والتي يوليها العماد جان قهوجي عناية خاصة بسبب قربها من شريط المعارك السورية، فضلا عن ان اي تطورات ساخنة في العرقوب تعين "بوابة النار" ستفتح على اسرائيل التي تعرف قيادتها خطورة وقوع هذا الأمر. وقد كبست على "الضوء الاحمر" في الايام الاخيرة بعد تقدم مجموعات من "الدولة الاسلامية" في القلمون وصولاً الى الجزء المحرر من الجولان انطلاقاً من حضور مقاتليها في درعا وضواحيها.
وللدلالة على ذلك تتابع أجهزة استخبارات البلدان المشاركة في "اليونفيل" تطورات الوضع في العرقوب وهي تسأل تباعاً ماذا سيفعل "حزب الله" في حال تدفق اعداد من المسلحين الى بلدات مرجعيون وحاصبيا، وكان رد مرجع أمني على السائلين ان "الوضع في العرقوب جيد وحزب الله مرتاح الى ما يجري للمجريات في المنطقة على غرار اطمئنانه على حال بئر العبد في قلب الضاحية الجنوبية ويعرف الاسرائيليون هذا الامر جيداً".
وأخذ المرجع اللبناني زميله المسؤول في جهاز أمني أوروبي الى ضفة أخرى، عندما سئل عن مخيم عين الحلوة، وكان رده: "عليكم بالتنبه الى داعش وعناصره من الارهابيين الذين يعودون من ساحات القتال الى بلدانكم الاوروبية وعواصمها".
ولا يزال مخيم عين الحلوة تحت أعين القوى الأمنية على مدار الساعة مع تطوير مساحة التنسيق والتعاون وتبادل المعلومات الأمنية بين الجيش والفصائل الفلسطينية الفاعلة وصولاً الى مجموعات منضوية تحت مظلة "الشباب المسلم" وبعضهم مطلوب للقضاء اللبناني.
وقد عقد اجتماع في المخيم لهذه الفصائل بمختلف تلاوينها عقب الحادث الاخير الذي وقع بين شبان من "سرايا المقاومة" وعناصر من "شعبة المعلومات" في قوى الأمن الداخلي في محلة التعمير المحاذية لعين الحلوة الاسبوع الفائت وسط سعي الجميع الى عدم تمدد شرارته الى قلب المخيم. وفي منتصف الاجتماع تلقى الحاضرون اتصالاً من شخصية أمنية رسمية يعلن فيه شكره لمبادرة المشاركين ولم يستثن الإسلاميين أنفسهم، الامر الذي ترك ارتياحاً في صفوفهم.
وفي المناسبة لا يخفى فلسطينيون في عين الحلوة استياؤهم من بعض ممارسات العناصر المنضوية في صفوف "سرايا المقاومة" التي ينشط افرادها ويقيمون في تجمعات واماكن متاخمة لعين الحلوة ومن بينهم فلسطينيون. ووصلت هذه الشكوى الى مسامع ضباط في الجيش وقيادات في "حزب الله"، الذي ستحل "السرايا" بندا في حواره مع "تيار المستقبل"، وسيناقش الاخير دورها في صيدا والبقاع وكل المناطق المحسوبة سياسياً على "التيار الازرق".
ويكرر قياديون فلسطينيون سواء كانوا في حركة "حماس" أم حركة "فتح" وسواهما السعي الى تحييد عين الحلوة وبقية المخيمات عن أي صراع عسكري وانهم على استعداد كامل لمواصلة الحوار الذي نسجوه مع السلطات اللبنانية السياسية والأمنية وزيادة حجم الثقة بين الطرفين وتعزيز المناخ الايجابي وعدم الانجرار الى أي فتنة.
 
دريان زار الحريري ومفتي السعودية الفيصل: حرصاء على لبنان واستقراره
النهار..
في نبأ من الرياض ان مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان زار والوفد المرافق وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في حضور السفير السعودي علي عواض عسيري والسفير في السعودية عبد الستار عيسى، وتم البحث في الاوضاع العامة. وابدى الفيصل حرص بلاده، "على امن لبنان واستقراره في ظل الاجواء الملتهبة المحيطة به في المنطقة".
واكد دريان ان لبنان، في خضم ما يجري في المنطقة من ازمات واخطار، ينبغي لكل الافرقاء السياسيين المبادرة الى الحوار والتواصل والتلاقي تجنيبا للبنان لما يحدث حوله ولإشاعة اجواء الانفراج في اوضاعه السياسية والامنية والاجتماعية والاقتصادية، وان المملكة مع كل ما يختاره اللبنانيون لانفسهم بما يحقق مصلحة لبنان".
وزار دريان مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني واطلع من فيصل بن معمر رئيس المركز على الابحاث والدراسات التي يقوم بها المركز في مجال الحوار، واقام للمفتي دريان والوفد المرافق مأدبة تكريمية.
كما زار المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ واطلعه على المشاريع التي تعدها دار الفتوى في تنمية الوقف الاسلامي وتعزيز دور العلماء في الدعوة ومهماتهم الدينية في المساجد والتعليم ونشر الثقافة الاسلامية وتفعيل عمل المؤسسات التابعة لدار الفتوى".
وأكد "ان الخطاب الديني في دار الفتوى في لبنان والسعودية يسير على الصراط المستقيم وان الفتاوى التي تصدر عنهما تدعو الى الاعتدال والوسطية ونبذ الغلو والتطرف، وان الفتاوى العشوائية التي لا تعبر عن روح الشريعة الاسلامية والفهم الصحيح ينبغي ضبطها لأن الفتوى لا تصدر إلا عن المرجعيات الاسلامية الرسمية".
وزار المفتي دريان الرئيس سعد الحريري في منزله بالرياض واقام على شرفه مأدبة غداء في حضور الوفد المرافق، وعبّر الرئيس الحريري عن سروره لأصداء زيارة المفتي دريان للمملكة وان "الجهات الدينية في المملكة والشعب السعودي عموما اشادوا بالارتياح لشخصية المفتي وخطاباته المتزنة والمعتدلة".
وثمّن دريان مبادرة الرئيس الحريري الحوارية، وأمل منها "خيرا كثيرا للبنان في مجال تخفيف التوتر المذهبي وتمهيدا لحوارات يتم التوصل من خلالها الى انتخاب رئيس جديد عتيد للجمهورية اللبنانية".
 
من هو محمد همدر الذي كشفه عميل "حزب الله" للموساد؟
موقع 14 آذار... سلام حرب
سقط محمد شوربة في يد أمن حزب الله عميلاً لصالح الموساد الإسرائيلي وفق ما صرح به الحزب، برغم من انه مسؤول عن وحدة العمليات الخارجية في الحزب. وقد كشف شوربة جملة من الأسرار التي أفضى بها للموساد الاسرائيلي والتي تتعلق بأنشطة "العمليات الخارجية" التي أسسها وكان مسؤولاً عنها في البدء عماد مغنية. من جملة ما كشف شوربة عنه للإسرائيليين هو اسم عميل الحزب في اميركا الجنوبية "محمد همدر" والتي افضت للقبض على الأخير منذ شهرين. فمن هو محمد همدر؟
فقد أكّدت صحيفة لاتين بوست LatinPost، منذ أسبوع أنّ المدعو محمد غالب همدر، هو عنصر ناشط في حزب الله اللبناني وفق اعترافاته، وقد تمّ القبض عليه يوم 28 تشرين الأول 2014 في دولة البيرو بتهمة التخطيط للقيام بعمليات ارهابية. وكان المدعو همدر قد دخل البيرو في تشرين الثاني من العام 2013، وسرعان ما تزوج من مواطنة بيروفية من أصل اميركي تدعى كارمن مانيون فيلا، اعترف لاحقاً أنّه ارتبط بها بدافع السفر والحصول على الاقامة ومحاولة الحصول على الجنسية وذلك بأوامر من حزب الله. وكان سبق للشرطة أن استجوبت همدر لبضع ساعات من قبل، ولأسباب لم يعلن عنها في حينه، وعادت لتطلق سراحه ولكنها ابقته تحت المراقبة حتى لحظة القبض عليه في العاصمة البيروفية ليما.
وبحسب تقرير لصحيفة لا ريبوبليكا LaRepublica البيروفية، فقد القت وحدة مكافحة الارهاب في شرطة البيرو القبض على الشاب البالغ من العمر 28 عاماً والمولود في حارة حريك بعد معلومات وردتها من جهاز الموساد الإسرائيلي، الذي أفاد أن همدر ينتمي لحزب الله ويمهد لعمليات ارهابية. وقد اعترف همدر من خلال مترجم انّ "مهمته كانت توفير المعلومات لإرهابيي من حزب الله حول أماكن حساسة في البيرو"، كما نُقِل عن المدعي العام. وقد انّ سجلت هذه الاعترافات بصوت همدر. كما نشرت شبكة التلفزة البيروفية تسجيلات تظهر همدر يدلي باعترافاته من دون أن يبدو أنّه اكره على ذلك او أُجبر على قولها.
محمد همدر نفى عند القبض عليه في أول الأمر أن يكون من اصل لبناني بل ادعى انه سيراليوني الجنسية من خلال ابراز بطاقة هوية مزورة لكنه سرعان ما اقرّ بأنّه لبناني عندما ووجه بالحقائق، وفق وكالة انباء اندينا، والتي رجحت في تقرير صحافي لها ان تكون بعض الأماكن المستهدفة هي مراكز يهودية واسرائيلية لأن الصور التي وجدت في الكومبيوتر المحمول الخاص بهمدر أظهرت ان بعض هذه الاماكن كان ترفع العلم الإسرائيلي بوضوح.
وقد عثر المحققون، لدى همدر عن عند مداهمة منزله في البيرو، على 200 صور لمناطق استراتيجية من مطار "خورخي شافيز" الرئيسي للعاصمة الى عدد من المرافق العامة الحساسة، بالإضافة إلى صور تخص منازل ومطاعم يتواجد فيها سياح. ومن أبرز الاماكن التي قد تكون مستهدفة هو مكان انعقاد مؤتمر دولي خاص بالمناخ من المتوقع ان تحضره شخصيات دولية من حول العالم. كما أقرّت زوجة همدر أنه تلقى أمولاً من حزب الله وسافر مرتين لبنان لفترات قصيرة جداً. وبحسب ما نشرته وزارة الشؤون العامة في البيرو، فانه بعد اعترافات المتهم همدر، تم اكتشاف آثار للبارود والنتروجليسرين على يديه. وبنتيجة كل ما تقدم، قرر القضاء البيروفي وضعه قيد الاحتجاز لفترة 18 شهراً ريثما تنتهي التحقيقات وتبدأ المحاكمة الفعلية بحسب قوانين البلاد.
وتشير التحليلات أنّ القبض على همدر يأتي ضمن المواجهة التي يخوضها حزب الله مع عدد من الأجهزة الأمنية في العالم وعلى ساحات دولية عدة. وقد تطورت هذه المواجهة بعد أن تمّ الكشف عن شبكات عالمية تابعة للحزب تعمل في مجال التزوير والتهريب والجريمة المنظمة وتبييض الأموال فضلاً عن عمليات جمع المعلومات الخاصة بالإسرائيليين غيرهم من الغربيين لتنفيذ عمليات ارهابية لاحقة ضدهم على غرار ما حصل في بورغاس البلغارية وكذلك ما كان يخطط له في نيقوسيا القبرصية. تعتبر هذه التحليلات أنّ تراكم الملفات المشابهة من شأنه أن يدفع لتحضير مضبطة اتهام على المستوى العالمي ضد الحزب بحيث يضعه رسمياً على رأس عصابات الجريمة المنظمة ان لم يكن على لائحة الإرهاب العالمي.
 
الفليطي «مشروع وسيط» التقى «داعش» يتحرك بصمت لئلا «يحترق» كأسلافه
الحياة.....بيروت - محمد شقير
مع تساقط الوسطاء لدى «جبهة النصرة» و «داعش» للإفراج عن العسكريين المخطوفين، الواحد تلو الآخر، من الوسيط القطري، السوري الأصل أحمد الخطيب الى الشيخ وسام المصري العضو في اللقاء السلفي مروراً بالشيخ مصطفى الحجيري الملقب بـ «أبو طاقية»، يبقى السؤال: هل يلقى نائب رئيس بلدية عرسال البقاعية أحمد الفليطي المصير نفسه أم إنه سينجح في تعطيل «الألغام» المتعددة التي يمكن ان تعترض وساطته مع أن الحكومة اللبنانية برئاسة تمام سلام لم تفوضه وإن كان رئيسها يؤيد كل جهد يؤدي الى الإفراج عنهم.
فالتفويض الوحيد للفليطي جاء من رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط، وكانت البداية اتصالاً تلقاه منه أو مــن خلال وزير الصحة العامة وائل أبو فاعـور، رئيس بلدية عرسال علي الحجيري تمنى فيه عليه القيام بدور لدى الخاطفين لعله ينجح في الإفراج عنهم بعدما عجز الوسطاء الآخرون عن تحقيق أي تقدم في المفاوضات لإعادة العسكريين الى لبنان.
وعلمت «الحياة» من مصادر عرسالية ان الحجيري شكر جنبلاط على الثقة التي أولاه اياها، لكنه اعتذر عن عدم القيام بوساطة لدى «النصرة» و «داعش» بذريعة انه يكفيه ما يتعرض له من اتهامات من بعض الجهات غير الرسمية كادت تصل الى هدر دمه.
وتردد، وفق المصادر نفسها، ان الحجيري اقترح على جنبلاط اسم نائبه أحمد الفليطي للقيام بمهمة الوساطة، لأن اسمه ليس «محروقاً» لدى بعض الأطراف السياسيين، في إشارة الى الهجوم الذي تعرض له شخصياً من ذوي العسكريين الذين أُعدموا على دفعات من جانب الخاطفين.
كما تردد ان الفليطي تهيب الموقف وألزم نفسه الصمت ولم يتحدث الى وسائل الإعلام كما فعل سلفه الوسيط الشيخ المصري الذي قام بحملات استعراضية أمام وسائل الإعلام بين مقر إقامته في طرابلس وساحة رياض الصلح في وسط بيروت حيث يعتصم أهالي العسكريين المخطوفين. حتى ان الفليطي أقفل هاتفه الخليوي ولم يرد على الاتصالات التي تلقاها، لأنه، كما تقول المصادر، لا يزال في مرحلة جس نبض الخاطفين للتأكد من موافقتهم على القيام بدور وسيط مع انه لم يحصل على تفويض من الحكومة اللبنانية والجهة الوحيدة التي تولت توفير الغطاء السياسي لبداية تحركه هي جنبلاط الذي حضّ في تغريدة له عبر «تويتر» على التفاوض مع «النصرة» و«داعش».
وكشفت المصادر نفسها ان وجهاء من العشائر العربية المقيمة في البقاع الغربي أبدوا استعداداً لمساعدة الفليطي وأجروا اتصالات بعدد من زعماء العشائر العربية الموجودة في سورية، وقالت انه كان لرئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض السابق أحمد الجربا دور في الاتصالات بعيداً من الأضواء لتحضير المناخ أمام الوسيط الفليطي.
وأكدت ان الفليطي على قناعة تامة بأن هناك ضرورة لاستطلاع موقف الخاطفين من جهة ولتأمين موافقة أولية، وإن كانت بصورة غير رسمية، من الحكومة اللبنانية. وقالت إنه توجه أكثر من مرة الى جرود عرسال والتقى ممثلين عن «داعش»، لكنه يرفض البوح بالأجواء التي سادت لقاءاته التمهيدية أو الكشف عن المطالب التي تبلغها منهم.
إلا ان مصادر أخرى ما زالت تتعامل مع بداية تحرك الفليطي باتجاه الخاطفين على انها ليست أبعد من محاولة الخاطفين لتمرير الوقت في مقابل موافقتهم على تسليفه موقفاً يقضي بعدم التعرض للعسكريين الى حين تبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود من هذه الوساطة مع انها حتى الآن في حدود طور الإعداد.
وعزت السبب الى أن اقتراح جنبلاط أن يصار الى معالجة قضية العسكريين المخطوفين على الطريقة العرسالية، أي من جانب وجهاء عرسال، لا يكفي ما لم يكن مقروناً بعدم ممانعة الحكومة التحرك الذي بدأه الفليطي على رغم انها لم تتوصل حتى الساعة الى وضع سقف يمكن الوساطة التحرك تحته في محاولة لفتح قنوات جديدة للتواصل مع الخاطفين بعدما قررت قطر التنحي والانكفاء عن الوساطة التي كانت باشرتها، إضافة الى انه تبين أن وساطة المصري لم تكن جدية واستهلك دوره من دون ان يحقق أي تقدم يذكر سوى انه خرج من خلال الإعلام الى الأضواء.
وفي هذا السياق، تردد ان «النصرة» كانت بادرت الى انتداب المصري للقيام بالوساطة، لكنها عدلت على خلفية انه ينتمي الى اللقاء السلفي الذي كان رئيسه الشيخ صفوان الزعبي وقّع على ورقة تفاهم مع «حزب الله» قبل ان يتراجع تحت ضغط الحملة السياسية التي استهدفته من جانب فاعليات طرابلسية.
كما تردد ان المصري اختير لمرحلة انتقالية بغية «ملء الفراغ» الذي خلفه تنحي «هيئة العلماء المسلمين» عن وساطتها لسببين: أولاً لتعذر حصولها على تفويض من الحكومة ينطلق من مبدأ المقايضة، والثاني مرده الى الإشكال الذي حصل مع عضو الهيئة الشيخ حسام الدين الغالي أمام حاجز الجيش في طريقه الى جرود عرسال عندما أوقف أحد مرافقيه المكلفين من «النصرة» إرشاده الى المنطقة الجردية للاجتماع مع مسؤولين فيها بعدما تبين انه يحمل حزاماً ناسفاً...
لذلك، فإن «هيئة العلماء» اختارت الوقت المناسب للإعلان عن تنحيها عن وساطتها في ضوء شعورها بأن الحكومة ليست في وارد تفويضها وأن إحدى الجهات الخاطفة - أي «النصرة» - ليست جدية، وإلا لماذا أوفدت من يرافق الشيخ الغالي الى المنطقة الجردية وهو مزنر بحزام ناسف جرى تفجيره لاحقاً من جانب سلاح الهندسة في الجيش اللبناني.
وعليه، ارتأت «هيئة العلماء» ضرورة عدم إقحام نفسها في لعبة «حرق الأصابع» التي أطاحت الوسيط المصري وهو في بداية تحركه، رغم أن هناك من يشكّك بتفويضه، فهل تنتقل هذه «العدوى» الى الفليطي أم انه من خلال التزامه الصمت ترك لنفسه إمكان التنحي في الوقت المناسب من دون أن يخلف وراءه ضجة إعلامية في حال أحس بأن لا جدوى من وساطته باعتبار ان الظروف ليست ناضجة ليخوض غمارها... الا إذا «طحش» جنبلاط ونجح في أن يؤمن له شبكة أمان تحميه من «الرصاص الطائش» بالمعنى السياسي للكلمة؟
وبانتظار طبيعة «الجرعة» السياسية التي يمكن ان يتلقاها الفليطي وتشجعه على التواصل مع الخاطفين، لا بد من مواكبة الاجتماعات المفتوحة التي تعقدها اللجنة الأمنية المنبثقة من خلية الأزمة برئاسة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وعضوية مدير المخابرات في الجيش العميد ادمون فاضل ورئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد عماد عثمان والتي تخصص لمتابعة ملف المخطوفين... في ظــل عدم قدرة أي جهة رسمية على التدقيق في كل ما رُوج له في اليومين الأخيرين من ان الخاطفين يبدون استعداداً للدخول في مفاوضات تؤدي الى الإفراج عن العسكريين، علماً ان الفليطي حتى إشعار آخر ما هو إلا «مشروع» وسيط، لأنه لا يريد، كما ينقل عنه، أن يقفز فوق الدولة، وهو ينتظر ما ستقرر، إضافة إلى أنه يحظى باحترام في داخل عرسال وجوارها، ولا يبحث عن دور لنفسه، ما لم تفوضه الحكومة لينطلق في وساطته.
 
«حوار الضرورة» اليوم بين «المستقبل» و «حزب الله»
بيروت - «الحياة»
ينطلق اليوم «حوار الضرورة» بين « تيار المستقبل و «حزب الله» في جلسة تمهيدية تُعقد في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري وحضوره، في محاولة جادة لتعليق الاشتباك حول النقاط الخلافية بينهما، وأبرزها سلاح الحزب في الداخل ومشاركته في القتال في سورية إلى جانب النظام، كمدخل للبحث في عدد من الخطوات الإجرائية المؤدية الى تنفيس الاحتقان السني - الشيعي، وأول تلك الخطوات تخفيف التوتر، بما يسمح بحالة من الانفراج الداخلي تساعد على تمرير مرحلة الانتظار الى حين تنضج الظروف لانتخاب رئيس جمهورية جديد، على رغم أن هذا الملف سيفرض نفسه على الحوار، من زاوية ايجاد مناخ التفاهم على رئيس توافقي من دون الدخول في أسماء المرشحين.
ويلقى انطلاق الحوار بين الطرفين ترحيباً لبنانياً يمكن أن يساهم في تبريد الأجواء السياسية عشية عيدي الميلاد ورأس السنة، وهو لم يغب عن المواقف التي أعلنها رئيس مجلس الشورى في إيران علي لاريجاني خلال زيارته الخاطفة أمس الى بيروت قادماً من دمشق، إذ قدَّر عالياً «المبادرة السياسية الوطنية التي نهض بها الرئيس بري وأفسح من خلالها المجال للحوار الأخوي البناء بين التيارات السياسية الفاعلة على الساحة اللبنانية لتحقيق المزيد من تقريب وجهات النظر».
ورأى لاريجاني في مؤتمر صحافي عقده في ختام زيارته، أن أي تحرك بين اللبنانيين إيجابي، «لأنهم يعيشون في بيت واحد ويركبون سفينة واحدة».
وبالنسبة إلى التحرك الفرنسي- الإيراني في ملف الرئاسة اللبنانية، قال: «نحن ندعم أي أمر يساعد في الحلحلة، لكن القضية الأساس هي أن إخواننا المسيحيين يجب أن يقوموا بهذا الجهد، ونحن نساعد قدر المستطاع، وعندما وقفنا إلى جانب الجيش اللبناني ومقاومته للكيان الصهيوني قيل إنه مخطط شيعي، ونخاف إن قمنا ببعض الخطوات العملية لدعم الاستحقاق الرئاسي أن يقول البعض إنها مبادرة مجوسية».
ورداً على سؤال، أكد لاريجاني أن الجيش اللبناني من خلال قدراته استطاع إبعاد الشبح «الداعشي» من لبنان.
في هذه الأثناء، برزت محاولة جديدة لإعادة فتح قنوات الاتصال بـ «داعش» و «جبهة النصرة» للإفراج عن العسكريين، وتمثلت في طلب رئيس «اللقاء الديموقراطي» وليد جنبلاط عبر وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور من نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي، التحرك في اتجاه الخاطفين بغية تجديد المساعي للإفراج عنهم.
ومع أن جنبلاط كان مهَّد لطلبه هذا من الفليطي بتغريدة عبر «توتير» يؤيد فيها التفاوض مع «داعش» و «النصرة»، فإن الأخير توجه مرتين إلى الجرود بناء على إلحاح أبو فاعور، والتقى مسؤولين عن «الدولة الإسلامية» (داعش)، الذين حمّلوه مجموعة من المطالب يرفض الإفصاح عنها ونقلها إلى وزير الصحة، الذي تواصل أمس مع رئيس الحكومة تمام سلام ومن ثم مع الرئيس بري ورئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة، إضافة الى زعيم «المستقبل» الرئيس سعد الحريري.
وعلمت «الحياة» من مصادر سياسية مواكبة لتحرك الفليطي في اتجاه «داعش» الذي تزامن مع اجتماع أهالي العسكريين المخطوفين مع وزيري الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والعدل أشرف ريفي، أن الخاطفين سلموه لائحة من المطالب اعتُبرت، من وجهة نظر الذين اطلعوا عليها، ذات سقف معقول ولا تتضمن عدداً من الأسماء النافرة من الموقوفين الإسلاميين في سجن رومية التي تطالب «داعش» بالإفراج عنهم في مقابل إطلاق سراح العسكريين المخطوفين لديها.
وأكدت المصادر أن «داعش» خفض عدد المطلوب الإفراج عنهم قياساً الى العدد الذي كان سلَّمه إلى الوسيط القطري أحمد الخطيب قبل أن يتنحى عن وساطته.
ولفتت الى أن دور الفليطي اقتصر حتى الآن على عقد لقاءات تمهيدية مع «داعش»، وقالت إن لا مانع من توجهه إلى جرود عرسال للقاء «النصرة» لكنه يتريث الى حين يأتيه الجواب النهائي من أبو فاعور بالنيابة عن رئيس الحكومة.
وتابعت المصادر نفسها أن الفليطي سيعزف عن متابعة تواصله مع الخاطفين في حال رفضت الحكومة تفويضه، لأنه لا يرغب في فرض نفسه وسيطاً على الحكومة ولا على الخاطفين.
ورأت أن الفليطي يتجنب القيام «بدعسة ناقصة» إذا لم يحصل على تفويض أو موافقة مبدئية من الحكومة، وقالت إنه ليس في وارد الدخول في مبارزة مع أحد، أو البحث عن دور يبقى في حدود «الاستعراض الإعلامي»، لكنه في الوقت نفسه يبدي حرصه الشديد على إعادة العسكريين الى ذويهم وإقفال هذا الملف، لأن الإبقاء عليه مفتوحاً سيولد ارتدادات سلبية على علاقة عرسال بجوارها من البلدات الشيعية وعلى النازحين في البلدة الذين يزيد عددهم على 40 ألفاً.
ونقلت المصادر عن الفليطي قوله إنه لن يبادر الى التحرك من تلقاء نفسه لأنه في غنى عن «حرق أصابعه» كما حصل مع أسلافه من الوسطاء، أما إذا امتنعت خلية الأزمة عن تفويضه، فلن يتوانى في صرف النظر عن قبول الوساطة.
 
لاريجاني في بيروت للبحث في الرئاسة اللبنانية والحل السياسي بسوريا وحوار «المستقبل ـ حزب الله» ينطلق اليوم بـ«جولة أفق وعرض للنوايا»

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: كارولين عاكوم .. وصل أمس رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إلى لبنان ضمن جولة إقليمية، بدأها في سوريا وستشمل العراق. وبعدما كان التقى الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق أول من أمس، بدأ لقاءاته أمس في بيروت مع رئيس مجلس النواب نبيه بري على أن تشمل لاحقا عددا من المسؤولين للبحث بشكل أساسي الأزمة السورية إضافة إلى الانتخابات الرئاسة اللبنانية.
وفيما من المتوقع أن تنطلق اليوم الجلسة الأولى من حوار «حزب الله – المستقبل» برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، أثنى لاريجاني على دور بري في هذا الإطار، ورأى من جهة أخرى، أنّه لا يمكن تحقيق الإصلاحات السياسية والاجتماعية في سوريا عبر الدبابات، مضيفا: «وبعد 4 سنوات اقتنعوا أن معالجة الأزمة في سوريا تكون عبر الحل السياسي». من جهته رأى بري أنّ «الحل في سوريا داخلي سياسي وليس جغرافيا وهو لن يتحقق بوجود حدود مفتوحة أمام المسلحين».
وأشارت مصادر مطلعة على جولة لاريجاني اللبنانية التي ستشمل أمين عام حزب الله حسن نصر الله، أنّ لقاءاته تتمحور حول موضوع الحل السياسي في سوريا والمبادرة الروسية التي ترتكز في مراحلها الأولى على جمع ممثلين من المعارضة والنظام. وأوضحت لـ«الشرق الأوسط» أنّ الجولة التي أتت بعد زيارة قام بها نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو إلى لبنان، تمحورت حول جهود لجمع أكبر عدد من المعارضين السوريين على طاولة الحوار مع الأسد، بعدما بات هناك فريقان في المعارضة، الأوّل يتمثل بـ«داعش» و«جبهة النصرة»، المصنفين إرهابيين ولا يمكن أن يكونا طرفا في الحوار، والثاني يتمثل بـ«الائتلاف الوطني» المنقسم، مرجحة أنّ يكون رئيس الائتلاف السابق أحمد معاذ الخطيب هو الجهة المعارضة في الحوار.
في غضون ذلك، وفيما ستكون اليوم أولى جلسات الحوار بين «تيار المستقبل» و«حزب الله»، عبارة عن جولة أفق شاملة وعرض للنوايا وفق ما ذكرت مصادر مطلعة على أجواء حزب الله لـ«الشرق الأوسط»، أشارت إلى أنّ 4 مواضيع أساسية ستكون على جدول أعمال الحوار، وهي: تخفيف الاحتقان السني الشيعي ومكافحة الإرهاب وموضوع الانتخابات الرئاسية اللبنانية إضافة إلى ضرورة تفعيل عمل المؤسسات.
وفيما كان موضوع الرئاسة اللبنانية حاضرا أيضا في لقاءات لاريجاني الذي شدّد بعد لقائه بري على ضرورة أن «تجد النخب السياسية اللبنانية حلا للمشاكل العالقة التي يعانيها لبنان»، أكّدت المصادر أنّ موقف إيران في الملف الرئاسي هو خلف خيار حزب الله الذي لا يزال يؤكد على أنّ أي رئيس لن يمرّ إلا عبر النائب ميشال عون المرشّح من قبل الحزب، معوّلة في الوقت عينه على الحراك الذي سيستكمله الموفد الرئاسي الفرنسي، جان فرنسوا جيرو، في المنطقة. وهو ما أشارت إليه مصادر عربية في باريس، لـ«وكالة الأنباء المركزية»، مشيرة إلى أنّ «هذا الحراك من شأنه أن يلعب دورا مؤثرا على المستوى المسيحي من أجل توافق القادة على رئيس توافقي يدير المرحلة، على أن تتولى فرنسا التي تنسق جهودها واتصالاتها مع الولايات المتحدة الأميركية ترتيب سائر المحطات من أجل وصول قطار الرئاسة إلى محطته الأخيرة».
ومن المتوقّع أن يحضر الاجتماع الأول بين «المستقبل» و«حزب الله» الذي يعقد برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، وسيحضر الحوار من جانب «المستقبل» كل من نادر الحريري، مدير مكتب رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، ووزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر، ومن جانب «حزب الله» المعاون السياسي لأمين عام الحزب حسين خليل، ووزير الصناعة حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله.
وفي هذا الإطار، أكد عضو المكتب السياسي لتيار «المستقبل» مصطفى علوش أن «جدول أعمال الحوار لا يزال طي الكتمان»، مشيرا إلى أن «كل الأمور التي لا فيتو عليها هي مطروحة للنقاش». وفي السياق نفسه، أمل سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان علي عواض عسيري، «أن تشهد المرحلة المقبلة خطوات إيجابية للبنان نتيجة تفاعل النوايا الطيبة والحراك السياسي الذي يقوم به أطراف كثر». وأضاف مهنئا اللبنانيين بمناسبة الأعياد «لنستقبل عاما جديدا يكون منطلقا للحوار البناء وتضافر الجهود وتعزيز الوحدة الوطنية والسير قدما بلبنان نحو المراتب التي يستحقها».
 

المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب..مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع الفرقاء اللبنانيين..

 السبت 19 تشرين الأول 2024 - 4:13 ص

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب.. مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع ال… تتمة »

عدد الزيارات: 174,737,965

عدد الزوار: 7,766,422

المتواجدون الآن: 0