"المستقبل": الحوار مع "حزب الله" مقدمة لتوافق وطني يُنهي التوتر والشغور.....أزمة اللاجئين السوريين توازي نكبة الفلسطينيين الديموغرافيا المتناسلة تبقى التحدّي الأكبر للبنان

حوار عين التينة ليس "اصطفافاً سياسياً جديداً" وملف النفايات ينتظر "تسوية" السنة الجديدة...مصادر دبلوماسية: الفاتيكان «مستاء» من السياسيين المسيحيين اللبنانيين ويحملهم مسؤولية الفراغ الرئاسي

تاريخ الإضافة الخميس 25 كانون الأول 2014 - 7:24 ص    عدد الزيارات 2430    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

حوار عين التينة ليس "اصطفافاً سياسياً جديداً" وملف النفايات ينتظر "تسوية" السنة الجديدة
النهار...
موسم انفراجات إلا في ملف النفايات، فالحوار بين "المستقبل" و "حزب الله" انطلق مساء امس في مقر اقامة الرئاسة الثانية في عين التينة، وإن بعيدا من الاضواء وعدسات المصورين، فيما يتوقع المتابعون ان يجتمع القطبان المسيحيان ميشال عون وسمير جعجع في عطلة الاعياد، لترتسم بذلك مرحلة جديدة من تنفيس الاحتقان والحوار في مجمل الامور العالقة، وان تكن الترجيحات لا تميل الى تفاؤل كبير بالاتفاق على الاستحقاقات الكبرى.
والجلسة الافتتاحية خصصت لكسر الجليد بين الطرفين ويفترض انهما اتفقا فيها على خريطة طريق للحوار وعلى المواضيع التي ستناقش مستقبلا، وآلية مناقشتها.
وأفادت مصادر في "حزب الله" ان هذا الحوار لطالما دعا اليه الحزب وهو يفتح امام حوار يشمل كل الأطراف، وصولاً الى تفاهمات في الشقين الأمني والاعلامي لجهة وقف الحملات، وفي الشق السياسي لجهة تفعيل عمل المؤسسات لما فيه مصلحة البلد. ورأت المصادر ان هذا الحوار الاسلامي - الاسلامي يتزامن مع حوار مسيحي - مسيحي وصولاً الى طاولة حوار تجمع كل الأطراف ليصبح الحوار وطنياً جامعاً.
وقالت مصادر "المستقبل" ان هذا الحوار هو لتخفيف الاحتقان والتشنُّج وفتح الآفاق للبحث عن توافق وطني على رئيس الجمهورية المقبل وانهاء الشغور في سدة الرئاسة.
وفي العاشرة والنصف ليلا صدر بيان عن المجتمعين "أكد فيه الطرفان حرصهما واستعدادهما للبدء بحوار جاد ومسؤول حول مختلف القضايا، وفي اطار تفهم كل طرف لموقف الطرف الآخر من بعض الملفات الخلافية ، وعلى استكمال هذا الحوار بإيجابية بما يخدم تخفيف الاحتقان والتشنج الذي ينعكس على علاقات اللبنانيين بعضهم مع البعض وتنظيم الموقف من القضايا الخلافية وفتح ابواب التشاور والتعاون لتفعيل عمل المؤسسات والمساعدة على حل المشكلات التي تعيق انتظام الحياة السياسية .
وشدد المجتمعون على ان هذه اللقاءات لا تهدف الى تشكيل اصطفاف سياسي جديد على الساحة الداخلية ، وليست في مواجهة احد او لمصادرة والضغط على موقف أي من القوى السياسية في الاستحقاقات الدستورية ، بل هي من العوامل المساعدة لاتفاق اللبنانيين بعضهم مع البعض".
وكان الرئيس نبيه بري رحب بالحضور بداية، عارضاً لمخاطر المرحلة التي تمر بها المنطقة ولبنان ، والتي تستوجب اعلى درجات الانتباه والمسؤولية في مقاربة القضايا المطروحة والحاجة الى مساهمة كل القوى في تحصين وصيانة العلاقات الداخلية وتنقيتها بهدف حماية لبنان واستقراره وسلمه الاهلي والحفاظ على وحدة الموقف في مواجهة الاخطار ولاسيما في ظل التصعيد المتمادي على مستوى المنطقة نحو تسعير الخطاب الطائفي والمذهبي .
أهالي العسكريين
على خط آخر، أثمر الاجتماع الذي عقده امس رئيس الوزراء تمام سلام مع أهالي المخطوفين اتفاقا على "عيدية للبنانيين" تقضي بفتح الطرق في ساحة رياض الصلح، والابتعاد عن التصريحات الاعلامية افساحا في المجال للمضي في التفاوض "السري" مع تسريب اخبار عن امكان الافراج عن عسكريين في الايام المقبلة.
مجلس الوزراء
وفي معلومات لـ "النهار" عن مناقشات مجلس الوزراء في جلسته العادية عصر أمس في شأن بند معالجة النفايات الصلبة ان الرئيس سلام تمنى في مستهل الجلسة على الوزراء إنجاز المشروع تلبية للالتزامات التي يفرضها، فطلب وزير الاتصالات بطرس حرب الكلام واقترح مهلة 24 ساعة لقراءة دفتر الشروط الذي يتضمن مئات الصفحات والذي تسلمه الوزراء عشية الجلسة. ثم تعاقب على الكلام وزراء"حزب الله" و"أمل" و"التيار الوطني الحر" والحزب التقدمي الاشتراكي ووزير الثقافة روني عريجي وأخيرا وزراء حزب الكتائب. وبرزت في المداخلات اعتراضات وملاحظات على المشروع وخصوصاً لجهة التقسيمات الثلاثة: بيروت والمتن وكسروان وجبيل، بعبدا والشوف وعاليه، طرابلس وعكار، في انتظار إعداد التفاصيل في دفتر الشروط الخاصة بمنطقتيّ البقاع والجنوب. ولفت وزير العمل سجعان قزي الى ان هذه التقسيمات تعني أن شركات محددة ستنال المناقصات وقد وافقه الوزير محمد فنيش. أما اعتراضات وزراء الاشتراكي على المشروع فتركزت على تمديد العمل في مطمر الناعمة، عندئذ اقترح الوزير حرب ووزير البيئة محمد المشنوق إقرار المشروع كما ورد على أن تعقد جلسة بعد خمسة أيام يصار خلالها الى الاخذ بالملاحظات بعد دراستها. لكن الاقتراح سقط لإن إقرار المشروع فوراً يعني صدور قرارات بتنفيذه كما ورد، ولا شيء يضمن أن يؤخذ بالملاحظات عند طرحها لاحقا. وبناء على هذه المعطيات، تقرر تأجيل بت المشروع الى الجلسة المقبلة التي ستعقد بعد الاعياد. وعلمت "النهار" انه ستجري خلال الفترة الانتقالية تسوية الاعتراضات كي يأتي المشروع متجاوباً معها.
وصرح الوزير قزي لـ"النهار" بعد الجلسة: "الاعتراضات على ملف النفايات الصلبة وعلى دفتر الشروط كانت من غالبية أعضاء مجلس الوزراء، لا بل أن الرئيس سلام اعتبر اعتراضات وزراء الكتائب أقل بكثير من اعتراضات غيرهم. لكن الغرابة في أن وزراء الكتائب حافظوا على معارضتهم المبدئية في حين أن أكثرية الوزراء اكتفوا بالإعتراض دون المعارضة. وبالتالي فإن موقفنا ليس موقفا سياسيا وإنما هو موقف وطني. وهل يعقل ان دفتر الشروط المؤلف من مئات الصفحات يوزع علينا عند الخامسة من مساء الاثنين وتطلب منا الموافقة عليه عند الثالثة عصر الثلثاء؟ الامر يتطلب أعجوبة . إن القبول بهذا المشروع كما ورد يعني تسليم البلاد سبع سنوات بنفاياتها وخلفياتها الى شركات نعرف سلفاً من ستكون. وبين الفساد والنزاهة اخترنا النزاهة. وهل هناك مواطنان يختلفان على ان ملف النفايات منذ التسعينات حتى اليوم غارق في الفساد؟".
وفي المعلومات التي حصلت عليها "النهار" ان عدم الرغبة في تحمل مسؤولية ازمة تراكم النفايات في الشوارع بعد 17 كانون الثاني 2015، كان الحجة لدفع الجميع إلى الموافقة على مناقصة معلبة ومعروفة النتائج سلفاً عبر دفتر الشروط، وبكلفة تساوي ضعفي ما تأخذه شركة "سوكلين" وطوال عشرين سنة. والمناقصة المقررة توكل إلى "سوكلين" (أي شركة "سوكومي" ومجموعة "أفيردي") نفايات بيروت والمتن وكسروان، في مقابل تولي شركة "الجنوب للاعمار" التي يملكها السيد رياض الأسعد، نفايات الشوف وعاليه. أما الكلفة فتبلغ نحو 200 مليون دولار في السنة، أي مليار دولار خلال خمس سنوات وأربعة مليارات دولار خلال 20 سنة.
سلام
على صعيد آخر، علمت "النهار" ان الرئيس تمام سلام سيزور البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اليوم في بكركي، لتهنئته بعيدي الميلاد ورأس السنة. وسيعرض وإياه الاوضاع السياسية في لبنان والمنطقة، وسيشكل الشغور الرئاسي "الطبق الابرز" الى مائدة الغداء.
الى ذلك، وقع قائد الجيش العماد جان قهوجي امس الاتفاق اللبناني - الفرنسي المفصل، لتسليح الجيش اللبناني بموجب الهبة المقدمة من المملكة العربية السعودية.
 
"المستقبل": الحوار مع "حزب الله" مقدمة لتوافق وطني يُنهي التوتر والشغور
النهار...
أملت كتلة "المستقبل" لمناسبة حلول الاعياد "أن تحمل الايام المقبلة بداية الأمل ببعض تباشير الانفراجات والحلول للمشكلات القائمة، وخصوصاً شغور الرئاسة الاولى، على أمل ان يكون الحوار مع حزب الله مقدمة لفتح آفاق توافق وطني ينهي الشغور في موقع الرئاسة ويسهم في خفض منسوب التوتر والارتباك في البلاد".
وأثنت في بيانها الاسبوعي على "كشف الأجهزة الأمنية عصابة تابعة للنظام السوري في البقاع الغربي تخطف مواطنين سوريين معارضين للنظام، لتسليمهم اليه بشكل مخالف للقوانين، وفي اعتداء صارخ وسافر على السيادة اللبنانية وعلى حقوق الإنسان".
وطالبت باستكمال تطبيق الخطة الأمنية في البقاع "بعدما اصطدمت بقوى الأمر الواقع المغطاة من جهات حزبية معروفة".
ونوّهت بقرار الجمعية العمومية للامم المتحدة تغريم اسرائيل لتسببها بتلويث الشواطئ اللبنانية بالبقعة النفطية، وتمنّت عليها "استكمال جهودها في اتجاه ادانة اسرائيل على جرائمها في حق لبنان واستمرار احتلالها لأراضيه وخرقها لسيادته، وكذلك لاستمرار احتلالها لأراض عربية وفلسطينية".
وأملت أن تنجح المساعي المبذولة لتسهيل اطلاق العسكريين المحتجزين لدى المسلحين، مؤكدة أنّ "الحكومة هي المرجعية الحصرية الصالحة لإتمام عملية تحريرهم".
ورأت في كلام رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني "ان "حزب الله" وتنظيمات سياسية هي من التيارات الفاعلة أكثر من الدول وتؤدي وفق قوله دوراً إيجابياً في المنطقة"، ضرباً لفكرة الدولة الواحدة والجامعة للشعب اللبناني ومرجعيتها، وهي ترفضه رفضاً قاطعاً وحاسماً لكون الدولة تظل صاحبة الحق الحصري في السيادة على كامل ترابها وعلى جميع مؤسساتها، استناداً إلى المواثيق الوطنية بين اللبنانيين والى القوانين والاعراف الدولية التي يحرص الدستور والقوانين على احترامها".
ورحّبت بالمصالحة المصرية - القطرية التي رعتها المملكة العربية السعودية، وتمنت "أن تسهم في معالجة ما تبقى من بؤر التوتر القائمة في علاقات بعض الدول العربية".
وإستغربت الكتلة الموقف الاميركي السلبي "المناقض والمتصدي للأغلبية الدولية والمتمثلة بتصويت 170 دولة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة إلى جانب الاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة، مقابل تسعة أصوات فقط، الأمر الذي يعبر عن مدى تأييد المجتمع الدولي للحق الفلسطيني وعن استمرار تنكر الولايات المتحدة الأميركية لهذا الحق الشرعي".
 
الجلسة الحكومية الأخيرة في 2014: غصة على العسكريين تأجيل ملف النفايات وتعيين مدير عام للآثار
النهار..
أمل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ألا يطول الشغور الرئاسي، وأن يتم الانتخاب مطلع السنة الجديدة. وأكد في مستهل جلسة مجلس الوزراء الاخيرة لهذه السنة ان "هناك غصة في زمن الاعياد بغياب العسكريين المخطوفين".
وكان المجلس عقد جلسته بعد ظهر أمس برئاسة سلام، ولم ينجح في إنجاز ملف النفايات الذي تم تأجيله الى جلسة تعقد في الثامن من كانون الثاني المقبل، لكنه نجح في تعيين المدير العام الجديد لمديرية الآثار هو سركيس خوري.
وتلا وزير الاعلام رمزي جريج المقررات الرسمية للجلسة، فقال إن سلام إستهلها "بمطالبته بضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لما لمركز الرئاسة الأولى من أهمية من أجل استقامة عمل سائر المؤسسات الدستورية، آملاً ألا يطول الشغور الرئاسي، وأن يتم هذا الانتخاب في مطلع 2015 الذي نحتفل بعد أيام بحلوله. وفي هذه المناسبة، اكد الرئيس أن الاعياد التي نحن مقبلون عليها بعد أيام نشعر فيها بغصة كبيرة بسبب استمرار احتجاز العسكريين المخطوفين، آملاً الافراج عن هؤلاء في أقرب وقت، ومتمنياً للجميع، رغم قساوة الظروف، عاماً جديداً يتحقق خلاله الأمن والاستقرار في لبنان وينعم ابناؤه بالرخاء والرفاهية".
اضاف: "بعد ذلك، انتقل مجلس الوزراء الى البحث في المواضيع الواردة في جدول أعمال الجلسة، فتناقش فيها. وبنتيجة التداول، اتخذ في صددها القرارات اللازمة، وأهمها:
الموافقة على طلب وزارة التربية والتعليم العالي اعفاء التجهيزات المدرسية لزوم قسم الروضات المستوردة لمصلحة الوزارة من الرسوم الجمركية ومن أي ضريبة أو رسم.
الموافقة على طلب وزارة الداخلية والبلديات تسديد مستحقات شركة "لافاجيت" ملتزمة اعمال جمع النفايات ونقلها وترحيلها من مدن اتحاد بلديات الفيحاء من الصندوق البلدي المستقل، وذلك لفترة ستة أشهر.
الموافقة على طلب مجلس الانماء والاعمار تفويض رئيسه توقيع اتفاق هبة مقدم من الاتحاد الاوروبي للمساهمة في مشروع الصرف الصحي في منطقة كسروان.
الموافقة على طلب بعض الوزارات قبول هبات مقدمة من حكومات ومؤسسات أجنبية.
الموافقة على طلب بعض الوزارات والادارات المشاركة في مؤتمرات في الخارج.
الموافقة على طلب وزارة التربية والتعليم العالي التفويض الى الوزير توقيع تمديد اتفاق التعاون الخاص بالتدريب المستمر لمعلمي التعليم الاساسي عن بعد في اطار المبادرة الفرنكوفونية IFADEM حتى حزيران 2016.
الموافقة على تعيين السيد سركيس خوري مديراً عاماً للآثار.
الموافقة على تأجيل بت معالجة النفايات الصلبة للمزيد من الدرس".
برنامج مكافحة الفقر معاييره عالمية
أكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في اتصال مع "النهار" ان برنامج مكافحة الفقر في الوزارة لم يتحول لإرضاء سياسيين كما ورد في "أسرار الآلهة" أمس، وان المساعدات توزع وفق معايير عالمية وضعتها مؤسسات الامم المتحدة، ولا يمكن لمدير المشروع جان مراد التلاعب بها او توزيع بطاقات لإرضاء سياسيين، وانه يتابع المشروع من كثب ومستعد لمنع اي خلل فيه.
 
أزمة اللاجئين السوريين توازي نكبة الفلسطينيين الديموغرافيا المتناسلة تبقى التحدّي الأكبر للبنان
النهار....بيار عطاالله
توقفت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين خلال آب الفائت عن أصدار تقريرها الأسبوعي عن اعداد اللاجئين السوريين في لبنان، ربما لاستشعارها أن الاستمرار في نشر الاعداد والمعلومات سيؤدي الى نتائج سلبية على هذا المد البشري المتدفق عبر الحدود الطويلة المشتركة بين البلدين.
عند بدايات الانتقال السوري الكبير، رفض "التيار الوطني الحر" أقامة مخيمات للاجئين أسوة بـتركيا والاردن والعراق (قبل انهيار الحدود تحت زحف "داعش"). وبرر "التيار" ووزراؤه ونوابه موقفهم بضرورة تفادي نموذج اللاجئين الفلسطينيين وتحول المخيمات "غيتوات" منفصلة عن الدولة اللبنانية وخارج أي سلطة وقانون. موقف "التيار الوطني" هذا كان يصح لو أن الأزمة السورية قصيرة الأمد. لكن الرفض ارتد سلباً على لبنان وشعبه ومجتمعه، بعدما طالت الحرب وتأخر الحسم مع استعار الحرب الاهلية ونشوء خطوط تماس بين المناطق وتدفق آلاف العائلات تدريجاً وبأعداد غير مسبوقة الى الحدود اللبنانية – السورية الاكثر فلتانا. وهكذا ما ان استفاقت الحكومة اللبنانية على النتائج الكارثية المترتبة على اللجوء السوري حتى بادرت الى اصدار سلسلة قرارات للحد من دخول اللاجئين، لكن يبدو أنها قصرت عن الهدف هذا حيال حركة هذه الكتلة البشرية الهائلة الحجم في بلاد مثل لبنان، يسود الفساد في أجهزتها واداراتها العامة وحيث يمكن التلاعب بالارقام والوقائع وتسخيرها لخدمة أي هدف أو غاية طائفية أو مذهبية، مع الاعتبار للهوية المذهبية لغالبية اللاجئين السوريين والاستخدام المفرط لهذا العامل في النزاعات المحلية اللبنانية.
ناقوس الخطر
تأخر قرار الحكومة بمنع دخول اللاجئين وتقييد حركة الخارجين والداخلين عبر المعابر البرية، لجملة اعتبارات محلية لبنانية معروفة، منها دور الهوية المذهبية لغالبية النازحين. وأتى التهديد الأمني بعد "غزوة عرسال" والدور الذي قامت به "الخلايا النائمة" انطلاقاً من بعض مخيمات اللجوء في الغدر بوحدات الجيش وقوى الامن ومساندة الارهابيين، ليشكل عاملاً عجّل في اتخاذ تدابير الحد من حركة اللاجئين. فجردت الاجهزة سلسلة أعمال دهم لأماكن تجمع اللاجئين السوريين و "مخيماتهم" ليتضح فعلاً أن ثمة خطراً كامناً في هذه التجمعات لا يمكن اشاحة النظر عنه. ويشار هنا الى أن آخر تقرير لمفوضية اللاجئين "دق ناقوس الخطر" عبر اعلان أسم اللاجئ السوري المليون، علماً أن العدد أكبر من ذلك بكثير، إذ تقدر اعداد السوريين في لبنان بمليونين ونصف المليون، اي ما يوازي أعداد اللبنانيين المقيمين في لبنان. واذا أضيفت اليهم أعداد اللاجئين الفلسطينيين والعمال الاجانب فإن اللبنانيين يصبحون ضيوفاً في بلدهم. وكان الزميل ميشال حلاق كتب عن عدد الاولاد السوريين في المدارس اللبنانية وهو 470 الف تلميذ مقارنة بـ 275 ألف تلميذ لبناني، الامر الذي يدفع الى ادراك حجم المشكلة التي يتجه اليها لبنان أمام نسبة الولادات المرتفعة جداً وغير المسبوقة ربما في العالم، والتي تهدد بتغيير وجه لبنان. ويروي أحد الاطباء في مستشفيات عكار أن معدل ولادة الاطفال السوريين كانت تراوح من 20 الى 30 طفلاً يومياً قبل مدة، في مقابل طفل او طفلين للعائلات اللبنانية التي تفكر مرتين قبل الاقدام على انجاب الاطفال سواء أكانت مسيحية أم اسلامية.
وفي تقرير صادر عن مفوضية اللاجئين "أن أكثر من 50 في المئة من الاولاد السوريين الذين تراوح اعمارهم بين 5 – 17 عاماً غير ملتحقين بأي من أشكال التعليم وأن المراهقين منهم هم الأكثر تضرراً(...)". واستناداً الى خطة تأمين الحق في التعليم لجميع الاولاد في لبنان التي أعدتها وزارة التربية الوطنية فإن اجمالي عدد الاولاد السوريين الذي سيتلقون شكلاً من اشكال التعليم سيصل الى 400 ألف تلميذ بحلول العام 2016.
توازي نكبة فلسطين
خلال مؤتمر وزراء الشؤون العرب الاخير في شرم الشيخ، بادر الوزير رشيد درباس نظراءه العرب بالقول "إن أزمة اللاجئين السوريين توازي نكبة فلسطين (...)". وسرعان ما بادرت وزيرة الشؤون الاجتماعية الاردنية ريما أبو حسان الى تأييد كلامه ادراكاً منها للنتائج الكارثية المترتبة على اللجوء السوري سواء على بلادها، أو على لبنان الذي يضيق بسكانه فكيف بمئات الآلاف من اللاجئين الاضافيين. ويشرح الوزير درباس أن موضوع اللاجئين السوريين استراتيجي وخطير ولا أحد يستطيع تحمل وزره، وكان على اللبنانيين التنبه الى النتائج الخطيرة التي ستترتب على اللجوء السوري، لإتخاذ التدابير المناسبة ومنع الامور من الوصول الى ما وصلت اليه. ويشير الى تجربة مخيمي الزعتري والازرق في الاردن اللذين يستوعب كل منهما 130 الف لاجئ سوري تفرض عليهم اجراءات صارمة، ويشكلون 30 في المئة من عدد السوريين في الاردن. ويؤكد استطراداً أن اللجنة التي شكلتها الحكومة في هذا الشأن تمكنت من وقف النزوح الى لبنان بعد تنفيذ سلسلة من التدابير لضبط الدخول والخروج عبر الحدود بالتعاون مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين. ويشير الى انخفاض اعداد المسجلين من 1,200,000 الى 1,100,000 ويجزم استناداً الى المعطيات المتوفرة لديه أن غير المسجلين من السوريين، لا تأثير لهم بمعنى اللجوء لأنهم من المقتدرين الذين يملكون منازل واوضاعهم مريحة والى جانبهم أقلية دخلت بصورة غير شرعية. ويشدد على أن العبور من سوريا الى لبنان أصبح صعباً نتيجة للمراقبة الامنية والتطورات الميدانية. وفي رأي درباس أيضاً أن اللاجئين السوريين سيعودون الى بلادهم جميعاً فور انتهاء الازمة.
وقد توصلت غالبية القوى السياسية الى اقتناع بالحاجة الى اقامة مخيمات للاجئين السوريين، لكن الخلاف وقع على موقع هذه المناطق"الآمنة" ثم قيل إنها "مناطق فاصلة" بين البلدين، من دون أن تتضح كل مواصفات هذه المخيمات التي يتصاعد الكلام عليها كلما وقع حادث أمني ارهابي أو تم اكتشاف مجموعة مسلحة تعمل فيها أو انطلاقاً منها. والمعروف أيضاً أن تجمعات اللاجئين السوريين أصبحت في غالبيتها تتواءم في بنيتها وتشكلها الاجتماعي مع محيطها المذهبي والطائفي اللبناني. فالسوريون اللاجئون الى الجنوب هم في غالبيتهم غير السوريين اللاجئين الى عكار والبقاع بمناطقه المختلفة ومكوناته الاجتماعية المتعددة، والسوريون المسيحيون من سريان وأشوريين مثلاً اتخذوا من زحلة ومنطقتها ملاذاً لهم وكذلك فعل السوريون السنة ومثلهم العلويون والشيعة.
والواضح ان لقمة العيش التي تقاسمتها البلدات والقرى اللبنانية الحدودية في عكار والبقاع مع اللاجئين السوريين، اصبحت صعبة المنال مع انخفاض فرص العمل وحال الجمود الاقتصادي الحاصل والاقتصاد الهش أصلاً في المجتمعات الريفية التي تنخرط قواها العاملة في المؤسسات العسكرية والامنية للدولة اللبنانية لتأمين فرص العمل وإعالة افرادها. والسؤال الكبير كيف سيتعامل لبنان بحكومته وشعبه مع تحدي هذه الكتلة البشرية الهائلة والمتناسلة في شكل غير طبيعي، والتي تعجز الدول الكبرى عن النهوض بأعباء رعايتها وادارة احوالها في حال استمرت الحرب؟ ومن يضمن عودة هذه الكتلة الديموغرافية الى بلادها وعدم تكرار مأساة اللاجئين الفلسطينيين اذا ما وقع التقسيم عملياً في سوريا بين شرق وغرب وجنوب؟
 
جولة الحوار الأولى «صريحة».. والثانية بعد رأس السنة
المستقبل..
بمعزل عن صراخ العوالق التي تقتات على فتات الأزمات المذهبية والوطنية كما بدا من الحبر السائل حَقناً وحِقداً على صفحات بعض وسائل إعلام الثامن من آذار، انطلق قطار الحوار «الجاد والمسؤول» بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» مساء أمس في عين التينة بعيداً من عدسات المصوّرين وسط أجواء «هادئة ونقاشات تناول فيها وفد «المستقبل» مختلف الأمور بطريقة صريحة ومباشرة» وفق تأكيد مصادر المجتمعين لـ«المستقبل»، مشيرةً إلى أنّ طرفي الحوار اتفقا على عقد جولته الثانية بعد رأس السنة. وتوازياً انعكس الحوار المستمر بين رئيس الحكومة وأهالي العسكريين المختطفين انفراجاً ميدانياً في وسط البلد مع إعلان الأهالي إعادة فتح طريق رياض الصلح «كعيدية للبنانيين» مع الإبقاء على خيم الاعتصام في المكان حيث سارعت القوى الأمنية إلى إزالة العوائق والعوازل الشائكة وفتحت الطرقات أمام حركة السير في المنطقة. وأكد الأهالي أنّ المرحلة ستكون «مرحلة صمت» من قبلهم، معربين عن كامل ثقتهم بالجهود التي يبذلها الرئيس تمام سلام واستبشارهم خيراً بالاستناد إلى «التطمينات» التي تلقوها من الحكومة حيال عملية المفاوضات الهادفة إلى تحرير أبنائهم.

إذاً، رعى رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة مساء أمس الاجتماع الأول للحوار بين «تيار المستقبل» و»حزب الله» بحضور وفد التيار المؤلف من مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري رئيساً، وعضوية الوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر، ووفد الحزب المؤلف من المعاون السياسي للأمين العام حسين الخليل رئيساً، وعضوية الوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله، إلى جانب مشاركة معاون الرئيس بري الوزير علي حسن خليل.

وعقب انتهاء الاجتماع، وزّع المكتب الاعلامي لرئاسة مجلس النواب بياناً أوضح فيه أنه «في بداية الاجتماع رحّب الرئيس بري بالحضور عارضاً لمخاطر المرحلة التي تمر بها المنطقة ولبنان، والتي تستوجب أعلى درجات الانتباه والمسؤولية في مقاربة القضايا المطروحة والحاجة لمساهمة كل القوى في تحصين وصيانة العلاقات الداخلية وتنقيتها بهدف حماية لبنان واستقراره وسلمه الاهلي والحفاظ على وحدة الموقف في مواجهة الاخطار لا سيما في ظل التصعيد المتمادي على مستوى المنطقة نحو تسعير الخطاب الطائفي والمذهبي».

ونقل البيان عن الطرفين تأكيد «حرصهما واستعدادهما البدء بحوار جاد ومسؤول حول مختلف القضايا، وفي إطار تفهم كل طرف لموقف الطرف الآخر من بعض الملفات الخلافية، وعلى استكمال هذا الحوار بإيجابية بما يخدم تخفيف الاحتقان والتشنج الذي ينعكس على علاقات اللبنانيين مع بعضهم البعض وتنظيم الموقف من القضايا الخلافية وفتح أبواب التشاور والتعاون لتفعيل عمل المؤسسات والمساعدة على حل المشكلات التي تعيق انتظام الحياة السياسية».

كما شدد المجتمعون على أنّ «هذه اللقاءات لا تهدف إلى تشكيل اصطفاف سياسي جديد على الساحة الداخلية، وليست في مواجهة أحد أو لمصادرة والضغط على موقف أي من القوى السياسية في الاستحقاقات الدستورية، بل هي من العوامل المساعدة لاتفاق اللبنانيين مع بعضهم البعض».

إبرام الاتفاقية الفرنسية

في الغضون، وفي سياق متقاطع مع ما تفرّدت «المستقبل» بكشفه الأحد الفائت، أُبرمت أمس الاتفاقية اللبنانية الفرنسية لتسليح الجيش بتوقيع قائد الجيش العماد جان قهوجي على الاتفاقية المفصّلة لعملية التسليح بموجب الهبة المقدمة للمؤسسة العسكرية من المملكة العربية السعودية بقيمة 3 مليارات دولار.

سرايا التعمير وخلية البعث

تزامناً، برز أمس على المستوى الأمني توقيف عنصر جديد من مجموعة «سرايا حزب الله» التي اعتدت على دورية تابعة لشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي الأسبوع الفائت في منطقة تعمير عين الحلوة. وأوضحت مصادر أمنية لـ«المستقبل» أنّ الموقوف المدعو محمد المصري هو من العناصر المتهمة بإطلاق النار على دورية المعلومات وكان متوارياً عن الأنظار إلى أن تم توقيفه أمس عند أحد الحواجز الأمنية في صيدا، مشيرةً إلى أنّ عدد الموقوفين في هذا الاعتداء ارتفع بتوقيف المصري إلى 5.

وعن مستجدات قضية الخلية البعثية التي فككتها «المعلومات» ربطاً بضلوع أعضائها في عمليات خطف معارضين سوريين وتسليمهم إلى مخابرات النظام في دمشق، أشارت المصادر الأمنية إلى أنّه بعدما بلغ عدد الموقوفين على ذمة القضية 11 فرداً، أعادت الشعبة إطلاق سراح 3 منهم بينما جرى الإبقاء على 8 قيد التوقيف وتمت إحالتهم على النيابة العامة لإجراء المقتضى القانوني بحقهم.
 
مصادر دبلوماسية: الفاتيكان «مستاء» من السياسيين المسيحيين اللبنانيين ويحملهم مسؤولية الفراغ الرئاسي وقالت إنه وعد المبعوث الفرنسي بتذليل عقدة العماد عون إذا نجح في إقناع إيران

جريدة الشرق الاوسط... باريس: ميشال أبو نجم .... دخلت الدبلوماسية الفرنسية في مرحلة «استرخاء» مع اقتراب عيدي الميلاد ورأس السنة ولن تعاود نشاطها السابق إلا بعد 10 أيام على الأقل. ومعها تدخل الجهود الفرنسية لحلحلة أزمة الانتخابات الرئاسية في لبنان إلى البراد بانتظار استئناف مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية جان فرنسوا جيرو لجولاته. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر واسعة الاطلاع أن جيرو سيزور الرياض في الخامس من الشهر القادم. ويفترض أن يتبع ذلك توجهه إلى طهران وبعدها إلى الفاتيكان.
وتتركز جهود جيرو التي تحظى بدعم أوروبي وأميركي على بلدين أساسيين هما المملكة العربية السعودية وإيران لما يعتبره من قدرتهما في التأثير على الوضع اللبناني ودفع المعسكرين اللبنانيين المتواجهين إلى التوافق على رئيس ينهي حالة الفراغ على رأس الجمهورية. وترى باريس، وفق مصادر دبلوماسية متطابقة، أن هناك «فرصة» اليوم للخروج من الطريق الرئاسي المسدود وأن طهران تظهر «بعض الليونة» في ملفين أساسيين هما الملف الرئاسي اللبناني وملف الأزمة السورية، حيث أعلنت أنها «تؤيد» الجهود الروسية الساعية لإطلاق حوار سوري سوري على مرحلتين: الأولى بين صفوف المعارضة المنقسمة بين الداخل والخارج ولاحقا بين المعارضة والنظام.
ترى المصادر الفرنسية أن الوصول إلى مخرج «لن يكون سهلا بالنظر إلى الحاجة إلى تفكيك العقد المحلية والإقليمية وبالتالي إخراج لبنان من سلة الأزمات» التي تضرب في المنطقة إن في سوريا أو العراق وامتداداتهما الإقليمية فضلا عن موضوع الإرهاب المستفحل تحت مسميات كثيرة منها تنظيم «داعش» ومنظمة النصرة ومتفرعاتها.
وتعمل باريس التي تبدو الأكثر نشاطا في الملف اللبناني إن كان على صعيد تسليح الجيش أو الجهود السياسية والدبلوماسية متسلحة بما تعتبره ورقتين أساسيتين في حوزتها وهما: الخطوط المفتوحة مع كل أطراف الداخل والخارج «باستثناء النظام السوري» وكونها لا تقدم مرشحا ولا تضع «فيتو» على أحد. بيد أن ما فهم من وساطة جيرو أنه ينطلق من مبدأ أن انتخاب الجنرال ميشال عون أو الدكتور سمير جعجع «غير متوافر» بالنظر لتوازن القوى الداخلية والمواقف الإقليمية الخارجية. وبأي حال، وبالتالي ليس الوضع اللبناني ولا الإقليمي «مهيأ» اليوم لإيصال مرشح محسوب على «فئة» في الداخل أو «جهة» في الخارج. والخلاصة الفرنسية هي أنه يتعين البحث عن مرشح «توافقي». لذا، فإن مهمة جيرو الذي يعرف المنطقة وقادتها جيدا هي كيفية «إيجاد التوليفية» التي يمكن «تمريرها» من أجل إرضاء الأطراف المتناحرة. وتنظر باريس إلى الحوار المرتقب بين حزب الله وتيار المستقبل على أنه «علامة» على الحالة الجديدة و«النافذة» التي انفتحت والتي يتعين اقتناص فرصتها.
وتعول باريس على دور للفاتيكان في إقناع الأطراف المسيحية بتسهيل مهمة المبعوث الفرنسي بالنظر للعلاقة الخاصة التي تربطه بهم وبالموارنة على وجه الخصوص. وعلم أن جيرو أبلغ أطرافا لبنانية أن الفاتيكان «وعد بإيجاد مخرج لعقدة العماد عون إذا نجح «جيرو» في دفع إيران إلى القبول بمرشح إجماع» ما يعني عمليا تخلي حزب الله عن دعم ترشيح رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق.
بيد أن مصادر دبلوماسية عربية نقلت عن الفاتيكان «عتبه الشديد» على الطبقة السياسية المسيحية في لبنان التي يحملها مسؤولية الفراغ الرئاسي ويتهمها ليس فقط بالتفريط بهذا الموقع المميز للمسيحيين في لبنان ولكن بالتفريط بموقع المسيحيين في المشرق الذين تناقصت أعدادهم بشكل خطير في السنوات الأخيرة. وبحسب ما نقلته هذه المصادر فإن الفاتيكان «يفكر» في مبادرة ما لم تعط بشأنها تفاصيل وافية. والمرجح أن تكون ما أشار إليه جيرو إلى محاوريه من اللبنانيين حول دور محتمل للفاتيكان. وفي أي حال، فإن مصير الجهود التي تبذلها باريس مرتبط إلى حد بعيد بما يحصل في الجوار اللبناني المباشر وبما يمكن أن تتمخض عنه ما ينظر إليه على أنه «بدايات انفتاح إيراني» على الوضعين اللبناني والسوري. فهل تريد طهران حقيقة إيصال رسائل للغرب عن «إيجابية» دورها في هذين الوضعين أم أنها مناورة إضافية في «اللعبة الكبرى» التي تشمل الملف النووي الإيراني وموقع طهران ومصالحها في المنطقة؟
الجواب متروك للقادم من الأيام وما ستحمله من تطورات.
 
الحوار إنطلق إيجابياً وصَريحاً... وقهوجي وقّــع إتفاقية تسليح الجيش
الجمهورية...
حلّت بركة الميلاد على اللبنانيين بعيديَّتين عشيّة العيد: الأولى كانت انطلاق الحوار في جلسة أولى بين «حزب الله» وتيار «المستقبل»، والذي يعوَّل عليه لانطلاق عملية سياسية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي وتفريج بقيّة الأزمات، انتهت إلى اتّفاق على جلسة لاحقة مطلعَ السنة الجديدة. أمّا العيدية الثانية فكانت توقيع قائد الجيش العماد جان قهوجي الاتفاقية اللبنانية ـ الفرنسية المفصّلة لتسليح الجيش اللبناني من ضمن الهبة التي قدّمتها المملكة العربية السعودية، بحيث إنّه سيحصل بموجبها على أسلحة جديدة تُمكّنه من مواجهة القوى الإرهابية وحماية الأمن والاستقرار في ربوع البلاد.
عَزلت عين التينة نفسها مساء أمس بحزام أمني مُحكم ترافقَ مع انطلاق الحوار بين «حزب الله» وتيار«المستقبل» برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري وحضوره، وسط قلق بعض الحلفاء، وتفاؤل في الأجواء يشي بأن يكون هذا الحوار معبَراً الى البدء بحل الأزمة انطلاقاً من التوافق على انتخاب رئيس جديد يقود سفينة الحلول.

وعلى رغم التكتّم على مجريات هذا الحوار فإنّ الصورة كانت أصدق إنباءً عن حقيقة ما يتوق اليه اللبنانيون من سلام وخروج من دوّامة التوتر والتشنج المذهبي والطائفي الضارب أطنابَه في كل زوايا الوطن.

ولعلّ ما دفع الأوساط المراقبة الى التفاؤل بجدوى هذا الحوار هو أنّه ما كان لينطلق لولا وجود ذلك التقاطع السعودي ـ الايراني على مواجهة «داعش» كخطر داهم مشترك، وتحييد لبنان على الأقل عن ما بين طهران والرياض من خلافات لن تُذلّل إلّا في إطار تفاهمات سيتوّجها الاتفاق الشامل على الملف النووي الايراني بين إيران ودول الغرب.

وأكّدت مصادر معنية بالحوار لـ«الجمهورية» انّ من البديهي ان تكون أولى نتائجه توافق الطرفين المتحاورين على وقف الحملات الإعلامية والسجالات والخطاب السياسي المتشنج الذي يهدّد بالفتنة.

وأشارت المصادر الى وجود حرص على وصول الحوار الى غاياته المنشودة بدليل توزيعة اعضاء الوفدين من حيث انتماءاتهم المناطقية، إذ جاءت هذه التوزيعة شبه شاملة: فوفد «المستقبل» تمثّلَت فيه بيروت وطرابلس وصيدا، فيما وفد الحزب تمثّلت فيه الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع.

وأشارت المصادر الى أنّ الطرفين حرصا على تطمين الحلفاء عشية انطلاق الحوار، فرئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون نال الضمان بما أعلنَه «حزب الله» من تمسّك بترشيحه طالما إنّه مستمر فيه، فيما رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع حصل في إجتماعات الرياض على ما يطمئنه هو الآخر، وإن كان بعض الذين التقوه لمّحوا إلى انّه أعطِي الحيّز الذي يرضيه في المشاركة في عملية التوافق على الرئيس الجديد.

وقائع الحوار

وكانت جلسة الحوار بدأت السادسة والنصف مساءً برعاية بري، وحرصَ غالبية المتحاورين الذين اتصلت «الجمهورية» بهم على التكتّم عمّا دار في الجلسة مؤكّدين أنّ الحوار سادته اجواء ايجابية وغاب عنه التوتر، ومشيرين الى اتفاق على استكمال الحوار في جلسة لاحقة.
وقال احد المشاركين لـ«الجمهورية» إنّ «الجو كان إيجابياً جداً، وجرى الحديث في المواضيع بصراحة تامّة وإنّ الحوار سيُستكمل».

وقالت مصادر قريبة من «المستقبل» لـ«الجمهورية» إنّ برّي حاول إضفاء جو من الأريحية على اللقاء، فطغَت المناخات المريحة والإيجابية، وجرى استعراض دقيق للأوضاع من كلّ جوانبها، ولكن من دون الدخول في عمق الملفات الخلافية، وتمّ الاتفاق على الاستمرار في الحوار الذي يرجّح أن تنعقد جلسته الثانية في الأسبوع الأول من السنة الجديدة من دون الإعلان عن موعد محدد لأسباب أمنية. وأشارت المصادر الى أنّه تمّ في بداية الجلسة توزيع مسوّدة البيان التي وضع كلّ فريق ملاحظاته عليها قبل تحويلِه بياناً نهائياً.

البيان

وفي ختام الجلسة التي دامت اربع ساعات وربع ساعة صدرَ عن المتحاورين البيان الآتي:

«
برعاية دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري عقد في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الاجتماع الاول للحوار بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» في حضور وفد الحزب المؤلف من: المعاون السياسي للامين العام الحاج حسين الخليل رئيساً، وعضوية الوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله. ووفد تيار «المستقبل» المؤلف من مدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري رئيساً، وعضوية الوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر، وفي حضور الوزير علي حسن خليل.

في بداية الاجتماع رحّبَ الرئيس بري بالحضور عارضاً لمخاطر المرحلة التي تمرّ بها المنطقة ولبنان، والتي تستوجب أعلى درجات الانتباه والمسؤولية في مقاربة القضايا المطروحة والحاجة لمساهمة كلّ القوى في تحصين وصيانة العلاقات الداخلية وتنقيتها بهدف حماية لبنان واستقراره وسِلمه الاهلي والحفاظ على وحدة الموقف في مواجهة الاخطار، لا سيّما في ظل التصعيد المتمادي على مستوى المنطقة نحو تسعير الخطاب الطائفي والمذهبي.

وأكّد الطرفان حرصَهما واستعدادهما البدء بحوار جاد ومسؤول حول مختلف القضايا، وفي إطار تفهّم كل طرف لموقف الطرف الآخر من بعض الملفات الخلافية، وعلى استكمال هذا الحوار بإيجابية بما يخدم تخفيف الاحتقان والتشنج الذي ينعكس على علاقات اللبنانيين بعضهم مع بعض وتنظيم الموقف من القضايا الخلافية وفتح ابواب التشاور والتعاون لتفعيل عمل المؤسسات والمساعدة على حلّ المشكلات التي تعوق انتظام الحياة السياسية.

شدّد المجتمعون على انّ هذه اللقاءات لا تهدف الى تشكيل اصطفاف سياسي جديد على الساحة الداخلية، وليست في مواجهة أحد أو للضغط على موقف ايّ من القوى السياسية في الاستحقاقات الدستورية، بل هي من العوامل المساعدة لاتفاق اللبنانيين بعضهم مع بعض».

كتلة «المستقبل»

وكانت كتلة «المستقبل» أملت في إجتماعها قبيلَ إنعقاد الجلسة الحوارية، في «أن يكون الحوار مع حزب الله بمثابة مقدّمة لفتح آفاق توافق وطني ينهي الشغور في موقع الرئاسة ويساهم من جهة ثانية في خفض منسوب التوتر والارتباك في البلاد».

تكتّل التغيير والإصلاح

وفي هذه الأثناء، جدّد تكتّل «التغيير والاصلاح» مطالبته بري «بالدعوة إلى جلسة لتفسير المادة 24 من الدستور، وليحضر من يحضر وليغِب من يغيب». وقال أحد أعضائه، النائب آلان عون لـ«الجمهورية» إنّ «مبدأ الحوار إيجابي، وبمجرّد جلوس «حزب الله» و»المستقبل» معاً، فهذا يعني أنّ أمراً إيجابياً قد حصل».

ورأى أنّ «الحوار سيساهم في تخفيف التوتر السنّي- الشيعي، وهناك موضوعات اساسية يتحاوران عليها، لكنهما لا يستطيعان حسم ملف الرئاسة بلا العودة الى المسيحيين»، نافياً أن «يذهبا الى صفقة رئاسية على حساب «التيار الحرّ» و»القوات»، لأنهما لا يستطيعان تخطّي الشريك المسيحي».

«
القوات»

بدوره، أكّد عض كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا لـ»الجمهورية» أنّ «الحوار لن يوصل الى إتفاق على رئيس للجمهورية لأنّ «حزب الله» لن يبحث في مرشّح وفاقي، وهو يقول للجميع تحاوروا مع عون في ملفّ الرئاسة، وطالما أنّ عون لن يتخلّى عن ترشيحه فهذا يعني أنّ حدود الحوار لا تتجاوز تخفيف الإحتقان».

«
الكتائب»

الى ذلك، أكد عضو كتلة «الكتائب» النائب ايلي ماروني لـ«الجمهورية» أنّ «المستقبل» لن يتخلّى عن حلفائه، والحزب لن يتخلّى عن عون»، وقال «إنّ الحوار يهمّ كلّ لبناني»، مشيراً الى «أنّ حلفاءنا سيضعوننا في الأجواء، وبما أنّ الجلسة الأولى هي افتتاحية، فإنّ المسألة ستأخذ وقتاً».

«
الجماعة الإسلامية»

وقال نائب «الجماعة الاسلامية» عماد الحوت لـ«الجمهورية»: «إنّ سقف الطموحات الناتجة من الحوار ينبغي ان لا يكون عالياً لكي لا نُفاجَأ بخيبة أمل». وأكّد «انّ الخوف من ان يكون التوتر الاقليمي دفع الفريقين الى تبريد الجبهة اللبنانية لكي لا تكون جبهة إضافية». وأضاف: «اذا كان الحوار مرتبطاً بضوء أخضر اقليمي، اخافُ من ان تفشل نتائجه إذا زال هذا الضوء».

تسليح الجيش

في مجال آخر، وقّع قائد الجيش العماد جان قهوجي الاتفاقية اللبنانية ـ الفرنسية المفصّلة لتسليح الجيش اللبناني من ضمن الهبة التي قدمتها المملكة العربية السعودية. وأكّد مصدر عسكري رفيع لـ«الجمهورية» «انّ هذا التوقيع يمثّل الخطوة الأخيرة على طريق تنفيذ الهبة السعودية».

وأعلن أنّ «تطبيق الجداول الرسمية لتسليم السلاح الفرنسي للجيش سيبدأ بين منتصف شهري كانون الثاني وشباط المقبلين، خصوصاً أنّ فرنسا وافقت على تسليمنا كل الجداول لكنّنا إتفقنا على مبدأ التجزئة، أي إنه سيتم تسليمنا الجداول على مراحل».

ومن جهة ثانية لفت المصدر العسكري الى انّ «الجيش اتّخذ تدابير مشدّدة بالتنسيق مع القوى الأمنية كافة لضمان أمن المواطنين في فترة الاعياد».
وكشفَت مصادر واسعة الإطلاع لـ»الجمهورية» انّ لبنان تبَلّغ الموافقة النهائية بأن تكون الأسلحة الخاصة بسلاح الجو اللبناني في الدفعة الأولى من الأسلحة الحديثة ومن بينها المروحيات الفرنسية القتالية بكل تجهيزاتها من الصواريخ والرشاشات الثقيلة المتطوّرة.

هيل والرئاسة والنفط

وفي غضون ذلك تابعَ السفير الاميركي ديفيد هيل جولته على المسؤولين والقيادات السياسية، فزار تباعاً الرئيس السابق ميشال سليمان وبري ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، بعدما كان زار جعجع امس الاول.

وأثار برّي مع السفير الاميركي ملف النفط والغاز والحدود البحرية والاعتداءات الاسرائيلية على البحر والمنطقة الاقتصادية الخاصة.
وكشفَ هيل انّ الموفد الاميركي المكلف هذا الملف سيعود الى المنطقة قريباً.

وجدّد التزام بلاده بدعم جهود لبنان لكي يتحول بلداً منتجاً للنفط والغاز، وأكّد «أنّ القرار في شأن طريقة المضي قدُماً في هذه المسألة هو لبناني، ولكن من دون شكّ لبنان سيكسب كثيراً من احتياطاته من النفط والغاز، وقد كنّا دائماً على استعداد للعمل مع السلطات اللبنانية لنساعد في إيجاد حلول لكلّ تلك القضايا أيضاً، وقد قدّمنا، في الواقع، أفكاراً لكلّ من إسرائيل ولبنان».

وأعلنَ أنّ بلاده ستواصل لعبَ دور فعّال على هذا الصعيد طالما هناك رغبة». وأكّد هيل، من جهة ثانية، انّ «على اللبنانيين ان ينتخبوا رئيس الجمهورية وفي شكل عاجل».

لاريجاني ونصر الله

إلى ذلك، أنهى رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني زيارته الى لبنان وغادرَ فجر امس متوجّهاً إلى العراق، بعدما التقى الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله، وبحثَا في التطورات الجارية في المنطقة، ومنها الشأن السوري والعلاقات بين إيران ولبنان.

وأكّد نصرالله خلال اللقاء «أنّ مخطط الأعداء الرامي الى تحويل النزاع الاخير في المنطقة فتنةً طائفية بين الشيعة والسنّة قد باء بالفشل». ووصفَ النزاع الاخير بأنّه «بين المجموعات الارهابية في مقابل القوى الإسلامية والشعبية في المنطقة». من جهته قال لاريجاني: «لقد ثبتَ صواب مواقف ايران و»حزب الله» في مواجهة المجموعات الارهابية منذ البداية».

صمتٌ وعيدية

على صعيد آخر، أعاد أهالي العسكريين مساء أمس بعد لقائهم رئيسَ الحكومة تمام سلام في السراي الحكومي فتحَ الطريق في رياض الصلح، مع الإبقاء على خيَم الاعتصام، كمبادرةِ حُسن نيّة في مناسبة الأعياد، وأعلنوا أنّ هذه المرحلة ستكون «مرحلة صمت». وكان الأهالي زاروا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي ونائب الامين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم.

وأكّد الراعي للأهالي «تضامنَ الكنيسة مع قضيتهم التي هي قضية كلّ لبنان». ووجّه ثلاثة نداءات: الأوّل الى العسكريين المخطوفين شاكراً لهم تضحياتهم وطلب منهم التحلي برباطة الجأش والصبر والإتّكال على اللّه»، والثاني الى الحكومة مؤكّداً لها «أنّ هذا الوقت الذي يمرّ منذ خمسة أشهر لم يعُد يتحمّل أي تأجيل».

ودعاها إلى «حسم موضوع المقايضة لكي يعود الشّباب إلى أهلهم ووطنهم وخدمتهم، ولكي لا يندموا أبداً على انخراطهم في سلك الجيش أو قوى الأمن الداخلي». والنداء الثالث الى «داعش» و«جبهة النّصرة» متوجّهاً إليهما قائلاً: «أخاطبكم كبشَر، وأعتقد أنّ لكم عواطفكم ومشاعركم الإنسانيّة، وأعتقد أنّ لكم عائلات.

أطلب منكم المحافظة على هؤلاء الشبّان، هم الذين كانوا يقومون بواجبهم الوطنيّ، أطلب منكم أن تضعوا جانباً كلّ الشّؤون السياسيّة، ولكن هؤلاء الأشخاص يجب أن يُحتَرَموا لأنّهم كانوا يقومون بواجبهم. أخاطبكم من النّاحية الإنسانيّة: هؤلاء كائنات بشريّة، أنتم لا تقدرون أن تنتهكوا كراماتهم أو ان تعتدوا على أجسادهم. أقول لكم: خافوا اللّه بعباده، خافوا اللّه بهؤلاء الأشخاص الموجودين بين أيديكم. من هذه الناحية أكلّمكم إنسانيّاً، لأنّ الإنسانيّة هي التي تجمعنا، وهذا أساس كل شيء.

لا يحقّ لأيّ إنسان أن يعتدي على إنسان آخر بريء. هؤلاء أشخاص أبرياء. أنتم خطفتموهم وتطالبون بشيء آخر في المقابل، نطلب منكم المحافظة على أرواحهم. نرجو عدم إنزال الإعدام في حقّ أشخاص أبرياء. ونطلب أن تتم معالجة الموضوع جدّياً بينكم وبين الحكومة اللبنانيّة.» وأكّد الراعي للأهالي «أنّ قضيتهم هي قضيّة لبنان، مبدياً تضامنه معهم متمنياً ان تنتهي هذه القضية في هذا العيد».

من جهته، أكّد الشيخ قاسم للأهالي «أنّ قضيتهم هي قضية «حزب الله»و قضية كل القوى السياسية». كما أكّد «أنّ الحزب لم يتعود أن يترك المخطوفين أو الاسرى في السجون في يوم من الأيام مهما كانت الظروف والتضحيات».

وشدّد على «ضرورة أن تتوحّد القناة التي تعمل للافراج عن المخطوفين، وأن تكون حصراً من خلال مجلس الوزراء الذي عليه مجتمعاً أن يتحمل المسؤولية الكاملة، وذكر بموقف الحزب المؤيّد التفاوض، المباشر أو غير المباشر، بما ترتئيه الخلية المعنية بالمتابعة»، وقال: «نعلم تماماً أن لا تفاوض من دون ثمن مدفوع، ونحن مع الثمن المدفوع، ولكن ما هي حدوده وضوابطه؟، هذا أمر تقرّره الجهات التي تتابع هذا الأمر بحكمة وبطريقة صحيحة».

ودعا الى «إخراج ملف التفاوض من البازار الاعلامي والسياسي، وإلى السرّية الكاملة في عملية التفاوض». وأكّد «حقّ مجلس الورزاء في الاستعانة بكل الوسطاء والمساعدين، حتى لو كان عدد الوسطاء خمسين».

سلام إلى بكركي

إلى ذلك يزور الرئيس سلام بكركي قبل ظهر اليوم لتقديم التهاني الى البطريرك الماروني بعيدَي الميلاد ورأس السنة، وسيكون اللقاء مناسبة لتبادل الآراء في ما هو مطروح من ملفات داخلية.

ملفّ النفايات

إختتمَ مجلس الوزراء جلساته لهذه السنة بجلسة ملفّ نفاياتٍ لا كُنِسَت ولا جُمِعَت ولا نُقلت ولا طُمرت ولا عولِجت، فرُحّلت بعد استمرار الخلاف حول الخطة المقدّمة من لجنة النفايات الى جلسة 8 كانون الثاني 2015 التي ستكون اولى جلسات الحكومة في السنة الجديدة. وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» إنّه وبعدما قدّم سلام للملف واستعجل بتَّه تحدّث معظم الوزراء فسجّلوا انتقادات قاسية كادت تنسف المشروع من اساسه.

واعترضَ وزيرا الكتائب سجعان قزي وآلان حكيم بشدّة على دفتري الشروط، ولم تُسَوَّ الأمور حتى بعد اتصالات جرت على هامش الجلسة بين الوزيرين الكتائبيين وكلّ من رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل والنائب سامي الجميّل.

وعلى غير عادته في جلسة الـ 2014 الأخيرة، بدا رئيس الحكومة مستاءً ونبرتُه عالية، منتقداً طريقة تعاطي الوزراء في معالجة البنود، إذ قال: من
غير المقبول ان يستمرّ النقاش على هذا النمط ونؤجّل من جلسة الى أخرى.

وطالب الوزراء بموقف نهائي من الموضوع بما يشبه التصويت على بتّ المشروع، فسحب الوزراء ملاحظاتهم واعتبروها شكلية ووافقوا على المضيّ في المشروع، ما أدّى إلى اتهام وزراء الكتائب بنسف المشروع.

وتدخّلَ قزي مستغرباً ان ينتقل الوزراء «من موقع المنتقد بالشدّة التي سمعناها الى الموافقة»، وأكّد موقف وزراء الكتائب «الملتزم الرفض» وطلب تأجيل بت الموضوع الى حين البحث فيه جدّياً.

وقال: «لا يمكننا أن نسجّل ملاحظاتنا ونمحوها بالموافقة». ولفت الى «أنّ دفتر شروط من مئات الصفحات لا يوزّع على الوزراء قبل 21 ساعة وليس 24 ساعة، والوقت لم يكن كافياً لتكوين إقتناع بسلامة ما هو مطروح».

قزّي لـ«الجمهورية»

وقال قزي لـ«الجمهورية»: «إعتقدنا انّ المشروع طار قبل ان ندليَ بدلونا. فالملاحظات التي طرحَها معظم الوزراء كانت اساسية ومهمة ولا يمكن مَن يطلقها ان يسير في المشروع، واعتقدنا انّه نُسف قبل ان نتحدث نحن».

ورفض تحميل الكتائب المسؤولية عن وقف المشروع، وقال: «إننا منسجمون مع انفسنا، فملاحظاتنا لا تسمح لنا بالموافقة على ملف تحوط به الشبهات وتفوح منه الفضائح المالية وسوء استخدام المال العام منذ سنوات عدة».

وأضاف: «هل يُعقل انّ لجنة وزارية كُلفت وضع دفتر الشروط وهدرت ثمانية أشهر من الوقت لتفرض علينا مشروع دفتر شروط في ساعات قليلة؟ وهل هناك مَن لا يشكك في نظافة هذا الملف وشفافيته؟».

ولمّح الى «حجم المغانم التي تتوزّع على بعض القوى منذ سنوات عدة وطوال العهود السابقة». وأكّد انّه كان صريحاً مع رئيس الحكومة والوزراء «إذ ليس هناك ما يمكن إخفاؤه»، مؤكّداً رفضَ وزراء الكتائب «الخضوع للأمر الواقع في هذا الملف».

حكيم لـ«الجمهورية»

وقال وزير الصناعة آلان حكيم لـ«الجمهورية»: «نحن لا نقبل ان تُفرضَ علينا خطة بين ليلة وضحاها، فقد تسلّمنا دفاتر الشروط بعد ظهر امس الاوّل ولم نطّلع عليها بعد، لكن القراءة الاوّلية اظهرَت لنا انّ الاولوية أُعطِيت لشركة «سوكلين» على غيرها، ومن غير المقبول توقّع نتيجة المناقصات، فيما الشركات لم تتقدّم بعد.

قدّمنا نقاطاً محددة لتصحيح الخطة فرفضوها، ونسأل أين دور البلديات، هذا موضوع حيوي واستراتيجي نصرّ فيه على الشفافية والحَوكمة وحسن الأداء الإداري؟ ونرفض ان تكون المناقصة مفصّلة على قياس شركات معروفة مسبقاً.

شهيّب لـ«الجمهورية»

وقال وزير الزراعة أكرم شهيّب لـ«الجمهورية»: «إنّ الخطة المطروحة قد لا تكون الأنسب، لكنّها الاقرب الى التنفيذ في هذه المرحلة». ولفتَ الى «أنّ وزراء الحزب التقدمي الاشتراكي وافقوا على الخطة لكنّهم رفضوا التمديد لمطمر الناعمة لأنّه لا يتّسع لأيّ كمّية اضافية، كذلك كانت لهم اسئلة حول الاراضي البديلة، فما عجزت عنه الدولة في إيجاد الاراضي الصالحة للطمر قد لا يكون من السهل ان يجدَه القطاع الخاص».
من جهته، أبدى وزير التربية الياس بوصعب خشيته من عدم إقرار خطة بديلة «فتُفرَض علينا سوكلين».
 
 

المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب..مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع الفرقاء اللبنانيين..

 السبت 19 تشرين الأول 2024 - 4:13 ص

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب.. مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع ال… تتمة »

عدد الزيارات: 174,709,551

عدد الزوار: 7,765,788

المتواجدون الآن: 0