أخبار وتقارير..«11 أيلول» فرنسية تهز الرأي العام الغربي ... وتربك المسلمين....«شارلي إيبدو» استهدفت رموزا دينية وشخصيات سياسية منذ 45 عاما ومجلة ساخرة منعت يوم صدورها بعد أن سخرت من ديغول....السعودية والجامعة العربية والأزهر في مقدمة الإدانة الدولية لاستهداف «شارلي إيبدو» وأوباما عده عملا إرهابيا.. ومجلس الأمن يدين بالإجماع...قلق أوروبي من هجمات جديدة بعد هجوم باريس وأجهزة مكافحة الإرهاب في عواصم عدة تجتمع.. ورفع حالة التأهب في إسبانيا وبلجيكا

تأهب أمني وحداد في فرنسا بعد فرار منفذي الهجوم الدموي ضد «شارلي إيبدو» و3 مسلحين اقتحموا مقر المجلة وسط باريس برشاشات كلاشنيكوف وقتلوا صحافيين ورجلي أمن....كتابات فرنسية تثير جدلا بين المثقفين وفزعا في الشارع و«باري ماتش» وويلبيك ولوران تحدثت عن «الخطر الإسلامي» المقبل....إرهاب في باريس... تغريدة البغدادي سبقت الهجوم الارهابي!

تاريخ الإضافة الجمعة 9 كانون الثاني 2015 - 7:46 ص    عدد الزيارات 2056    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

تقرير يعتبر التشدد أبرز عوامل اضطهاد المسيحيين
باريس - رويترز -
أظهر تقرير سنوي لمتابعة الحريات الدينية، أن المتشددين الإسلاميين كانوا العامل الرئيسي في اضطهاد المسيحيين العام الماضي في العالم لا في الشرق الأوسط فحسب، وأن هذا الاتجاه متزايد في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.
وقالت منظمة «أوبن دورز» (الأبواب المفتوحة) وهي جماعة دولية تدعم المسيحيين المضطهدين في العالم أمس، إن المتشددين الإسلاميين شكلوا أكبر خطر على الدين المسيحي في 18 من 20 دولة كان وضع المسيحيين فيها أصعب من غيرها.
ويتم ترتيب الدول بناء على تحليل الجماعة أعمال العنف بحق المسيحيين والقيود الرسمية أو غير الرسمية على حقهم في ممارسة شعائرهم الدينية والتحول من الديانات الأخرى لاعتناق المسيحية والتمتع بالحقوق المدنية مثل بقية المواطنين. وجاءت نيجيريا على رأس الدول التي تأكد فيها قتل المسيحيين لأسباب تتعلق بدياناتهم وبلغ عدد القتلى فيها 2484 قتيلاً وتلتها أفريقيا الوسطى بـ 1088 قتيلاً ثم سورية والعراق بـ 271 و60 قتيلاً على الترتيب.
 
مجزرة "شارلي إيبدو" تصدُم فرنسا وأوروبا هولاند: لا شيء يُمكن أن يجعلنا ننحني
النهار...المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
وسط القلق الذي يسود في السنوات الاخيرة دولاً اوروبية من احتمال شن مقاتلين جهاديين عائدين من سوريا والعراق هجمات على اهداف في هذه الدول، تعرضت فرنسا امس لاعتداء هو الاكثر دموية تشهده البلاد منذ نحو نصف قرن. إذ هاجم مسلحون ملثمون بدا انهم تلقوا تدريباً عالياً مقر صحيفة "شارلي ايبدو" الاسبوعية الساخرة في باريس وأسفر الهجوم عن سقوط 12 قتيلا و11 جريحاً، ثم لاذوا بالفرار. وقد رفعت السلطات مستوى الانذار في اماكن العبادة والمحال التجارية الكبرى ومحطات النقل في العاصمة وضواحيها، الى الحد الاقصى، كما رفعت اجهزة الامن درجة التأهب في اكثر من عاصمة اوروبية.
وفي ظل استنكار مختلف زعماء العالم، يوحي الهجوم بانه ارتكب بدافع الانتقام من الصحيفة التي توعد الاسلاميون المتطرفون بمعاقبتها اثر نشرها عام 2006 رسوما اعتبرت مسيئة الى النبي محمد. ووصف الرئيس الفرنسي هذه "المجزرة" بأنها "وحشية بصورة استثنائية"، داعيا الفرنسيين الى "الوقوف صفا واحدا". وأكد في مؤتمر صحافي امام مكاتب الصحيفة: "سيلاحق الفاعلون الى ان يوقفوا وسيحالون على القضاء ويدانون"، مشيراً الى ان هذا الهجوم يشكل "صدمة" بالنسبة الى فرنسا. ولاحقاً، دعا هولاند في كلمة قصيرة الى الامة نقلتها شبكات التلفزيون الى وحدة المجتمع، وأعلن اليوم "يوم حداد وطنياً" في فرنسا. وقال: "سلاحنا الافضل هو وحدتنا. لا شيء يمكن ان يقسمنا ولا شيء يجب ان يفرقنا"، موضحا ان الاعلام ستنكس مدة ثلاثة ايام. وأضاف ان "الحرية ستكون دوماً اقوى من الهمجية... ولا شيء يمكن ان يجعلنا ننحني"، داعيا الى "الاتحاد بكل شكل من اشكاله".
وتجمع أكثر من مئة الف شخص في باريس وعدد من من المدن الفرنسية الاخرى مساء امس تنديدا بالاعتداء. ودعا الحزب الاشتراكي وعدد من الاحزاب اليسارية الاخرى الى "مسيرة جمهورية" بعد ظهر السبت في باريس، كما دعا رئيس الوزراء مانويل فالز الرئيس اليميني السابق نيكولا ساركوزي مع حزبه الاتحاد من اجل حركة شعبية للمشاركة فيها ايضا. كذلك نظمت تجمعات تضامنية مع "شارلي ايبدو" في عواصم أوروبية عدة.
وفاجأ المهاجمون اسرة تحرير "شارلي ايبدو" خلال اجتماعها وتمكنوا من القضاء على معظمهم. وقال مسؤول في نقابة الشرطة إن الهجوم لم يستغرق سوى خمس دقائق وقتل خلاله المسلحون ضابط شرطة داخل المكتب إلى ثمانية صحافيين. وبين الضحايا ثلاثة من رسامي الكاريكاتور اشتهروا باسمائهم المستعارة وهي كابو وولينسكي وشارب الذي كان يتولى منصب رئيس تحرير المطبوعة. وكان برنار ماريس، وهو كاتب عمود متخصص في شؤون البيئةـ واحدا من زائرين اثنين للمكتب قتلا، الى شرطيين احدهما باطلاق النار عليه من مسافة قريبة.
وأعلن النائب العام للجمهورية الفرنسية فرنسوا مولان ان المهاجمين كانوا يصيحون "الله اكبر" وانهم "اكدوا انهم اردوا الانتقام للنبي محمد"، في اشارة الى الرسوم التي نشرتها الصحيفة واعتبرت مسيئة الى النبي.
وأفادت مصادر في الشرطة الفرنسية ان طريقة تحرك المهاجمين وهدوئهم وتصميمهم الظاهر، انما تكشف كونهم تلقوا تدريبا عسكريا عاليا. وقال جان لوي بروغيير، وهو قاض كبير سابق في قضايا مكافحة الارهاب: "لم أندهش فقط من هدوء الملثمين بل أيضا من الاسلوب الاحترافي الذي نفذوا به هروبهم بعدما أخذوا وقتهم للاجهاز على شرطي مصاب".
وقال مسؤول في الشرطة ومصدر حكومي إن الشرطة تبحث عن شقيقين من منطقة باريس ورجل ثالث من مدينة ريمس بشمال شرق البلاد وكلهم فرنسيون في ما يتصل بالهجوم.
واوضح المصدر الحكومي لـ"رويترز" أن الثلاثة بينهم شقيقان (32 سنة و 34 سنة) إلى شاب (18 سنة).
وأعلن المسؤول في الشرطة أن أحد الشقيقين حوكم سابقاً في اتهامات بالإرهاب.
وتحدثت معلومات أن منفذي الهجوم هما الشقيقان سعيد وشريف كواشي من أصول جزائرية والثالث يدعى حميد مراد.
واستنكر مجلس الأمن في بيان رئاسي "الهجوم الإرهابي الهمجي الجبان" ، داعيا إلى إحالة مرتكبيه على العدالة. وقال: "إن أعضاء مجلس الأمن دانوا بشدة هذا العمل الإرهابي الذي لا يمكن التسامح معه والذي يستهدف صحافيين وصحيفة".
واغتنمت حركة "بيغيدا" الالمانية المناهضة للهجرة في صفحتها بموقع "فايسبوك" للتواصل الاجتماعي الفرصة لتقول إن "الإسلاميين الذين تحذر منهم بيغيدا طوال الأسابيع الاثني عشر الأخيرة أظهروا في فرنسا اليوم أنهم ليسوا قادرين على (ممارسة) الديموقراطية بل يرون أن العنف والقتل هما الحل".
واجتمعت اجهزة مكافحة الارهاب الايطالية والاسبانية والبلجيكية امس للبحث في التهديدات بعد الهجوم على مكاتب "شارلي ايبدو".
وفي لندن، تلقى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون تقريرا ملخصا من اجهزة الاستخبارات، لكن السلطات لا تعتزم في الوقت الحاضر رفع مستوى التأهب الذي يحذر حاليا من هجوم ارهابي يعتبر "مرجحا بدرجة عالية".
وفي مدريد، قال وزير الداخلية الاسباني خورخي فرنانديز دياز إن اسبانيا رفعت مستوى التهديد الأمني المحتمل.
وقال الاتحاد الأوروبي إن وزراء الخارجية للاتحاد سيبحثون في محاربة الإرهاب في اجتماعهم المقبل.
وفي روما اجتمع وزير الداخلية الايطالي انجيلينو الفانو مع لجنة التحليل الاستراتيجي لمكافحة الارهاب التي تضم خبراء الامن والاستخبارات "لدراسة التهديد الارهابي بعناية بعد الهجوم الخطير".
وبعد اجتماع مماثل في بروكسيل، قررت السلطات ابقاء مستوى التأهب عند الدرجة الثانية في سلم من أربع درجات. وقال مصدر مقرب من الحكومة انه عززت حماية "بعض الاهداف" التي لم يحددها. وأضاف: "لا ينبغي الاستسلام للهلع ولكن عززت اجراءات الحيطة وتعبئة كل اجهزة الامن"... وفي الدانمارك، عززت حماية مجلة "يولندس بوستن" التي نشرت الرسوم التي اعتبرت مسيئة الى الرسول.
 
عشرات الالاف تجمعوا في باريس يصرخون: "انا شارلي"
النهار..المصدر: ا ف ب
تجمع عشرات الالاف في باريس ومدن فرنسية عدة، تعبيرا عن تضامنهم وتنديدا بالاعتداء الذي استهدف صحيفة شارلي ايبدو واوقع 12 قتيلا و11 جريحا في العاصمة الفرنسية.
ونزل اكثر من عشرة الاف شخص الى شوارع ليون في وسط شرق البلاد، والعدد نفسه تقريبا في تولوز في جنوب غرب البلاد، وفق تقديرات الشرطة.
وتجمع في باريس اكثر من خمسة الاف شخص تلبية لدعوة نقابات وجمعيات ووسائل الاعلام واحزاب سياسية في ساحة لاريبوبليك في قلب العاصمة التي لا تبعد كثيرا عن مكان وقوع الاعتداء.
وقطع السير في هذه الساحة التي غصت بالمشاركين الذين حمل بعضهم شارة سوداء كتب عليها "انا شارلي"، كما رفعت لافتات كتب عليها "شارب مات حرا" في اشارة الى رسام الكاريكاتور ومدير الصحيفة الذي قتل في الاعتداء مع ثلاثة رسامين اخرين. واثار الاعتداء الذي اوقع 12 قتيلا و11 جريحا موجة استنكار عالمية.
 
الشرطة تبحث عن ثلاثة فرنسيين في الهجوم على "شارلي ايبدو"
المصدر: ا ف ب، النهار
قال مسؤول في الشرطة ومصدر حكومي إن الشرطة تبحث عن شقيقين من منطقة باريس ورجل ثالث من مدينة رانس في شمال شرق البلاد وكلهم فرنسيون فيما يتعلق بالهجوم الذي وقع اليوم على صحيفة شارلي إبدو الساخرة.
وقال المصدر الحكومي لرويترز إن الثلاثة بينهم شقيقان (32 عاما و 34 عاما) بالإضافة إلى شاب (18 عاما).
وقال المسؤول في الشرطة إن أحد الشقيقين سبق أن مثل للمحاكمة في اتهامات بالإرهاب. وبدأت عملية بحث واسعة عن المهاجمين الذين يشتبه أنهم متشددون إسلاميون. ولاذ المهاجمون بالفرار بعد أن قتلوا بالرصاص عددا من كبار رسامي الكاريكاتير بصحيفة شارلي إبدو بفرنسا بالإضافة إلى اثنين من أفراد الشرطة.
ونقلت صحيفة "لوفيغارو" أن عملية أمنية أطلقتها الشرطة الفرنسية للقبض على المشتبه فيهم في منطقة "الريمس" قرابة الساعة الت11 مساء بتوقيت مساء. وقد تبيّن أن الملاحقين تركوا المبنى الذي كانوا قد انتقلوا اليه في حي "كروا روج".
 
إرهاب في باريس... تغريدة البغدادي سبقت الهجوم الارهابي!
"النهار" – وكالات
هزّ العالم اليوم خبر الاعتداء على مقر الصحيفة الفرنسية الأسبوعية "شارلي ايبدو". هذه الصحيفة التي سبق وتلقت تهديدات عدة منذ ان نشرت في العام 2006 رسوما كاريكاتورية تتعلق بالنبي محمد.
هذا الاعتداء ليس الأول، غير انه الأقوى خصوصاً أنه أسفر عن مقتل 12 شخصاً، منهم أربعة رسامين كاريكاتور. ففي تشرين الثاني 2011، احرق مقر الصحيفة في ما اعتبرته الحكومة الفرنسية انذاك بانه "اعتداء"، أما اليوم، وعقب الهجوم "الارهابي"، أعلنت فرنسا حال التأهب القصوى في مواجهة الارهاب في باريس.
لم يحدد حتى اللحظة السبب الرئيسي لاقدام مسلحين على تنفيذ الهجوم، فالأربعاء الماضي عنونت صحيفة "شارلي ايبدو" في عددها الأخير، "توقعات المنجم ويلبيك: في العام 2015 افقد اسناني... وفي 2022 اصوم شهر رمضان!" تزامنا مع صدور رواية الكاتب المثيرة للجدل "سوميسيون"عن أسلمة المجتمع الفرنسي.
بداية القصة
وتبدأ القصة في عام 2022 مع انتهاء الولاية الرئاسية الثانية للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في فرنسا مشرذمة ومنقسمة على نفسها، مع فوز محمد بن عباس زعيم حزب "الاخوية الاسلامية" (من ابتكار المؤلف) على زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، بعد حصوله على دعم أحزاب يسارية ويمينية على السواء.
غير أن اللافت أن الصحيفة نشرت عبر حسابها على موقع "تويتر" كاريكاتور يظهر زعيم تنظيم "الدولة الاسلامية" أبو بكر البغدادي يخطب في أحد الجوامع متمنياً للعالم "الصحة الدائمة"، بحلول العام 2015، مظهرين بذلك مدى اجرام التنظيم الذي يتزعمه وتنفيذه جرائم لا تعد ولا تحصى.
هذه التغريدة التي لاقت انتشاراً واسعاً في العالم الافتراضي، تمت إعادة تغريدها أكثر من 17 ألف مرة وأكثر من 5 آلاف تفضيلة حتى كتابة هذا التقرير، يُشار الى أن هذه الأرقام مرشحة الى الارتفاع.
مستخدمو الانترنت الذين صُعقوا بالخبر أعربوا عن دعمهم لحرية التعبير وتأييدهم للصحيفة الساخرة. وفي حملة دعم مع الصحيفة تم استخدام رموز عدة على موقع "تويتر" أبرزها #CharlieHebdo و #JesuisCharlie، كما تم انشاء صفحات عبر موقع "فايسبوك" لاظهار الدعم للصحيفة الفرنسية.
تاريخ مفصلي
البعض اعتبر أن تاريخ السابع من كانون الثاني 2015 سيكون يوماً مفصلياً، "سيكون هناك فرنسا ما قبل الاعتداء وما بعده"، أما البعض الآخر فأدان فكرة رفع السلاح بوجه الرسوم الكاريكاتورية. "فرنسا تحت الصدمة"، كتب أحدهم ممتعضاً غاضباً، أحدهم اعتبر أن الحادث اعتداء مستنكر ومفاجئ على الصحافة وحرية التعبير، وآخر دعا الى الوقوف في وجه الارهاب : "عندما يتم الاعتداء على الحريات يجب أن نقف ونتعاون بقوة في وجه الجهل والغباء والشر والتطرف... كفى!".
والبعض اقتبسوا احدى الجمل التي قالتها ايفلين بياتري هول عندما قالت: "لا أوافقك رأيك ولكنني سأدافع حتى الموت حقك في التعبير عن رأيك".
الآلاف عبروا عن تضامنهم مع الصحيفة الفرنسية، مظهرين الموقف الموحد والمطالب بالوقوف في وجه الارهاب الذي طال حرية التعبير عبر الاعتداء على احدى المؤسسات الاعلامية الفرنسية "شارلي ايبدو" التي تعتبر في نظر البعض رمزاً لحرية التعبير في العالم كونها من أكثر الصحف جرأة في العالم في التعاطي مع المواضيع خصوصاً الاسلامية منها.
 
شهادة كوكو من مسرح الجريمة:هكذا فتحتُ الباب للقتلة
المصدر: "الموند"
في مخابرة هاتفية، قالت الرسامة الكاريكاتورية كورين راي المعروفة بـ"كوكو" فيما كانت لا تزال في مبنى "شارلي إيبدو" في حال من الصدمة: "ذهبت لإحضار ابنتي من دار الحضانة، ولدى وصولي أمام باب المدخل الذي يقود إلى مبنى المجلة، هدّدنا رجلان مقنّعان ومسلّحان بطريقة وحشية. أرادا الدخول والصعود. وضعت الرمز لفتح الباب. أطلقا النار على وولينسكي، كابو... استمر ذلك خمس دقائق... اختبأت تحت أحد المكاتب... كانا يتحدثان اللغة الفرنسية بطلاقة... ويقولان إنهما ينتميان إلى تنظيم القاعدة".
 
كتابات فرنسية تثير جدلا بين المثقفين وفزعا في الشارع و«باري ماتش» وويلبيك ولوران تحدثت عن «الخطر الإسلامي» المقبل

جريدة الشرق الاوسط.. باريس: إنعام كجه جي وشذا المداد ... حتى صباح أمس، تاريخ صدور «الاستسلام»، الرواية الجديدة للكاتب الفرنسي ميشال ويلبيك، لم يكن ممثلو المسلمين المقيمين في البلد، قد دخلوا طرفا في السجال الفكري الدائر حول الرواية. دار الجدل في البداية، بين المثقفين الفرنسيين أنفسهم على شاشات التلفزيون وصفحات الرأي حتى وإن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تحدث قبل يومين عن «هوية فرنسا» مع تفاقم عدد المهاجرين ونسبة كبيرة منهم من المسلمين. فالرواية، التي استلهمت مجلة «شارلي بيدو» الساخرة منها فكرة غلافها الأخير، تجسد التساؤلات داخل فرنسا حول هوية البلاد.
ولم يصدر عن أي جهة تمثل الجالية الإسلامية ما يشير إلى أنهم بصدد التحرك للمطالبة بمنع الكتاب أو مقاضاة المؤلف كما حدث مع روايات سابقة له. تقوم فكرة الرواية، على وصول رئيس مسلم إلى سدة الحكم في فرنسا عام 2022. ورغم أنها فكرة من وحي الخيال، فإن ويلبيك وضع نفسه في صف المنددين بمخاطر الحضور الإسلامي الظاهر في فرنسا، وتزايد نفوذ المتحدرين من الهجرة في مرافق الحياة الفرنسية.
ونفى الكاتب الفرنسي ميشال ويلبيك مجددا أي عداء للإسلام، وذلك يوم صدور روايته «الاستسلام» التي تتناول موضوعا يثير سجالا محتدما وهو أسلمة المجتمع الفرنسي. وقال ويلبيك أحد أشهر الروائيين الفرنسيين في الخارج: «لا أجد ذلك فاضحا في هذا الكتاب»، متحدثا لإذاعة «فرانس إنتر» العامة.
تبدأ قصة «الاستسلام» عام 2022 مع انتهاء الولاية الرئاسية الثانية للرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند في فرنسا مشرذمة ومنقسمة على نفسها، مع فوز شخصية ابتكرها الكاتب باسم محمد بن عباس زعيم حزب «الأخوية الإسلامية» (من ابتكار المؤلف أيضا) على زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، بعد حصوله على دعم أحزاب يسارية ويمينية على السواء.
وقال ويلبيك إن «القسم المخيف من الرواية هو بالأحرى قبل وصول المسلمين إلى السلطة.. لا يمكن القول عن هذا النظام بأنه مرعب».
والرواية التي تنقسم الآراء حولها ما بين «رائعة» أو «غير مسؤولة»، والتي تصدر في طبعة أولى من 150 ألف نسخة، أثارت سيلا من التعليقات سواء في الصحافة أو على شبكات التواصل الاجتماعي، وهو برأي الكثير من الخبراء أمر غير مسبوق بالنسبة إلى رواية في فرنسا. ويتواجه الصحافيون والكتاب وعلماء الاجتماع عبر مقالات محتدمة ومتناقضة بينما احتل الكاتب المثير للجدل الساحة الإعلامية في الأيام الأخيرة متنقلا بين المحطات التلفزيونية والإذاعية. وبينما اتهمه مدير صحيفة «ليبراسيون» اليسارية لوران جوفران باللعب على وتر الخوف من المتشددين وبتعزيز «أفكار الجبهة الوطنية» (يمين متطرف)، دافع عنه الكاتب إيمانويل كارير بحماسة شديدة. وقال عن «الاستسلام» إنه «كتاب رائع يتسم بزخم روائي استثنائي»، في مقالة ينشرها الملحق الأدبي لصحيفة «لوموند».
وتابع كارير صاحب الكتاب الرائج «المملكة» عن فجر المسيحية، أن «تكهنات ميشال ويلبيك الاستباقية تنتمي إلى العائلة ذاتها»، مثل روايتي القرن العشرين الرؤويتين «1984» لجورج أورويل و«أفضل العوالم» لألدوس هاكسلي.
وأقرت الصحافية كارولين فوريست بأن «الروائي ليس صاحب مقال، لا يمكن أن نحكم عليه بالطريقة نفسها»، ورأت أنه «من الطبيعي أن نتساءل حول نجاح أدب يتناول نظرية انحطاط (فرنسا)».
ورد الكاتب على منتقديه أمس قائلا: «لا أعرف أحدا بدل نيات تصويته بعد قراءة رواية».
الفكرة في حد ذاتها ليست جديدة. فقد نقل عن الجنرال ديغول أنه رضخ لانسلاخ الجزائر عن فرنسا خشية أن تبقى هذه المستعمرة تابعة للأمة الفرنسية، مع ما يشكله ذلك من خلخلة للتقسيم الديمغرافي وتزايد نسبة المسلمين لبقية السكان.
وقبل ربع قرن نشرت مجلة «باري ماتش» على غلافها صورة أثارت فزع بعض الفرنسيين في حينها، وسخرية البعض الآخر. إنها صورة ماريان، رمز الجمهورية الفرنسية وهي تغطي شعرها بحجاب.
ومنذ ذلك التاريخ إلى اليوم، ازداد الحضور الشكلي والفعلي للمسلمين الفرنسيين. لكن رغم تزايد حجاب المسلمات في الفضاء العام، فإن هذا الحضور لم يهدد السلام الاجتماعي، بل كان إيجابيا في الكثير من المجالات، لا سيما على صعيد الفن والرياضة والتمثيل الوزاري.
مع مقتلة صحيفة «شارلي إبدو» أمس، يبدأ زمن جديد صعب لملايين المسلمين الفرنسيين المسالمين. فالجريمة ستضر بهم قبل غيرهم، ستصب مياها كثيرة في طاحونة اليمين المتطرف، المتحفز لتسلم السلطة في الانتخابات المقبلة. وكان الباحث والصحافي الفرنسي، صموئيل لوران، تحدّث بيقين، عن وجود أمير لـ«القاعدة» في فرنسا. وبحسب «معلوماته» فإنه يصول ويجول ضمن الأراضي الفرنسية، ويتمتع بحرية التنقل من دون خوف. وقد صدم حديثه ذاك الجمهور وأذهله. وفي كتابه الأخير «تنظيم القاعدة في فرنسا»، يروي صموئيل لوران، كيف أسست منظمة إرهابية نفسها بقوة، ولم يخف مخاوفه من أن تقع المزيد من الهجمات على نطاق واسع في البلاد. قال لوسائل الإعلام إنّ القادم أسوأ وغير متوقع، لأنه يحدث في غفلة من أعين الحكومة وأجهزة الاستخبارات المرتاحة، على حد قوله، الحكومة التي ما تزال مصرّة على اعتبار ما يجري مجرد حوادث فردية.
يعد لوران في المقام الأول، رجلا عمليا، سافر لسنوات طويلة إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة، وكوّن مجموعة من العلاقات داخل المنظمة، تعتبر الأقوى على الإطلاق، مكنته من انتزاع اعتراف أحد قيادات التنظيم، بعبارة قلبت الموازين: «لن يتوقف الجهاد إلا عندما نرى راية الإسلام ترفرف على شرفة قصر الإليزيه والبيت الأبيض».
يعرض صموئيل لوران، لتاريخ الحركات الراديكالية وبنيتها الداخلية، ويدرس نفسية هؤلاء المقاتلين الشباب، فضلا عن تلخيصه لتطلعات وأهداف هذه الحركات، وما إذا كان تنظيم القاعدة أو باقي الجماعات تشترك في الآيديولوجية نفسها.
قال لوران إن «القاعدة»، هم بقايا «عصر» في أفغانستان، طرأت عليه جملة تغيرات عميقة. وقد طورت «القاعدة» نفسها مع بداية الحرب في سوريا، لدرجة أننا لم نعد نواجه حفنة مقاتلة جاءت من أرض بعيدة، ولكن الآلاف من المتطوعين الشباب، ممن يؤمنون بعقيدة تسيطر الآن، على الكثير من المدن الأوروبية، وستحول الأمر إلى كارثة، ستفشل دول الغرب في معالجتها. وهي تهدف إلى ظهور خلافة إسلامية عالمية. إن كانت الحكومة تريد علاج «النتائج» أي ظاهرة «الجهاديين» فيما لا تعالج «الداء» فهي حتما ستفشل، والداء بنظره، هو تنامي التيار السلفي الجهادي في البلاد بشكل غير مسبوق، ليس فقط في أوساط المهاجرين بل والفرنسيين أيضا.
حقا، لم يكن خيال ويلبيك، وتوقعات لوران بعيدة عن ما وقع صباح أمس، وإن كان كل منهما نظر إلى أوضاع المسلمين في فرنسا، من موقعه الخاص.
 
قلق أوروبي من هجمات جديدة بعد هجوم باريس وأجهزة مكافحة الإرهاب في عواصم عدة تجتمع.. ورفع حالة التأهب في إسبانيا وبلجيكا

لندن - باريس: «الشرق الأوسط» ... اجتمعت أجهزة مكافحة الإرهاب الإيطالية والإسبانية والبلجيكية أمس لبحث التهديدات بعد الهجوم الذي أوقع 12 قتيلا في مقر صحيفة شارلي إيبدو في باريس، بينما اجتمع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بمدراء الاستخبارات قبل اجتماعه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وفي روما، اجتمع وزير الداخلية الإيطالي أنجيلينو الفانو مع لجنة التحليل الاستراتيجي لمكافحة الإرهاب التي تضم خبراء الأمن والاستخبارات «لدراسة التهديد الإرهابي بعناية بعد الهجوم الخطير»، وفق بيان للوزارة.
وفي لندن، تلقى كاميرون تقريرا ملخصا من أجهزة الاستخبارات لكن السلطات لا تعتزم في الوقت الحالي رفع مستوى التأهب الذي يحذر حاليا من هجوم إرهابي يعتبر «مرجحا بدرجة عالية».
وفي مدريد، دعا وزير الداخلية فرنانديز دياز كبار مسؤولي مكافحة الإرهاب للاجتماع «لتحليل الهجوم الإرهابي في باريس» وفق بيان للوزارة. وبعد اجتماع مماثل في بروكسل قررت السلطات الإبقاء على مستوى التأهب عند الدرجة الثانية في سلم من 4 درجات. وقال مصدر مقرب من الحكومة إنه تم تعزيز حماية «بعض الأهداف» التي لم يحددها. وقال: «لا ينبغي الاستسلام للهلع ولكن تم تعزيز إجراءات الحيطة وتعبئة كل أجهزة الأمن».
في الدنمارك، عززت حماية مجلة يولندس بوستن التي نشرت الرسوم التي اعتبرت مسيئة للإسلام.
وكانت الصحيفة الدنماركية قد نشرت رسوما تسخر من الإسلام عام 2005 مما أشعل فتيل موجة من الاحتجاجات في أنحاء العالم الإسلامي مما أودى بحياة 50 شخصا على الأقل.
وقال ستيج كيرك أورسكوف الرئيس التنفيذي لمجموعة «جي بي بوليتكينز هوس» الإعلامية الدنماركية التي تملك صحيفة «يولاندس بوسطن» كتب في رسالة بعثها بالبريد الإلكتروني لموظفيه واطلعت عليها وكالة «رويترز»: «عززنا مستويات الأمن نتيجة الهجوم على شارلي إيبدو». وقال أورسكوف إن المجموعة على اتصال وثيق بالسلطات الدنماركية.
وكتب في الرسالة: «لا توجد تغييرات في مستوى التهديد ضد (جي بي بوليتكينز هوس) ولكن هناك مع ذلك اهتمام مكثف من السلطات العامة». وفي مدريد، أعلن متحدث باسم المجموعة الصحافية التابعة لصحيفة «إل باييس» في مدريد، أنه تم أمس إخلاء مقر المجموعة إثر الاشتباه بطرد، مشيرا إلى حالة «القلق» المسيطرة بعد الاعتداء الدامي على أسبوعية شارلي إيبدو الساخرة في فرنسا.
وقال مدير الاتصالات في «إل باييس بدرو زوازوا إنه في الساعة 13.45، أي بعد نحو 3 ساعات على الاعتداء على شارلي إيبدو في باريس وصل رجل حاملا طردا وجدت أسلاكا في داخله، فاعتبر مشبوها. وأضاف أن «الشرطة أخلت المكان» حيث يعمل أكثر من 300 شخص.
وأعلن رئيس تحرير «إل باييس» أنطونيو كانو في وقت لاحق أن «الإنذار كان خاطئا» وأن الموظفين عادوا إلى مكاتبهم عند الساعة الرابعة عصرا.
وأعلنت الحكومة الإسبانية في بيان أنها «دعت إلى اجتماع لأجهزة مكافحة الإرهاب والشرطة الوطنية والحرس المدني وأجهزة الاستخبارات لتحليل الاعتداء الإرهابي الذي وقع في فرنسا».
ومن جهة أخرى، تأهبت العواصم الأوروبية من أية حوادث قد تستهدف المسلمين مع تصاعد أصوات يمينية متطرفة ضد المسلمين. وبينما بات شعار «اقتلوا كل المسلمين» من أكثر الشعارات ترويجا على «تويتر» في بريطانيا مساء أمس، اعتبر نائب رئيس حزب البديل من أجل ألمانيا (حزب يميني متطرف في ألمانيا)، ألكسندر جاولاند، الهجوم الذي استهدف مقر المجلة الفرنسية الساخرة مبررا لوجود حركة بيجيدا «أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب». وقال جاولاند معلقا على الهجوم اليوم في برلين: «سيعاقب كل الذين تجاهلوا أو سخروا حتى الآن من قلق الناس إزاء الخطر المحدق الذي يمثله الإسلام السياسي من خلال هذا العمل الدموي.».. ودعا جاولاند الأحزاب العريقة في ألمانيا للتفكير بشأن «ما إذا كانت مصرة على موقفها الداعي للتشهير بحركة بيجيدا».
 
السعودية والجامعة العربية والأزهر في مقدمة الإدانة الدولية لاستهداف «شارلي إيبدو» وأوباما عده عملا إرهابيا.. ومجلس الأمن يدين بالإجماع

لندن : «الشرق الأوسط» ... توالت أمس ردود الفعل العربية والدولية إزاء الهجوم الذي استهدف المجلة الفرنسية الأسبوعية الفرنسية «شارلي إيبدو» في باريس، وأدى إلى مقتل 12 شخصا على الأقل، وفي الرياض، صرح مصدر مسؤول بأن السعودية تابعت بأسى شديد الهجوم الإرهابي. وأضاف المصدر في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية أن «المملكة إذ تدين وتستنكر بشدة هذا العمل الإرهابي الجبان الذي يرفضه الدين الإسلامي الحنيف كما ترفضه بقية الأديان والمعتقدات، فإنها تتقدم بتعازيها لأسر الضحايا ولحكومة وشعب جمهورية فرنسا الصديقة، وتتمنى للمصابين الشفاء العاجل».
وبينما أدانت الجامعة العربية الهجوم ونددت به بشدة. قال الأزهر إن «الهجوم إرهابي، وإن الإسلام يرفض أي أعمال عنف». ويذكر أن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية سارع في اعلان ادانته للهجوم، وأكد «باسم المسلمين في فرنسا أنه عمل بربري بالغ الخطورة وهجوم على الديمقراطية وحرية الصحافة».
بدوره، أدان الدكتور عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أمس، بشدة حادث الاعتداء الإرهابي على مقر مجلة «شارلي إيبدو» في باريس، ووصفه بأنه «عمل إرهابي جبان يتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف والقيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية».
وعبر الأمين العام عن إدانة دول المجلس لهذا الاعتداء «الإجرامي الآثم»، ودعمها الحكومة الفرنسية في كل ما تتخذه من إجراءات للقبض على الجناة ومكافحة العناصر الإرهابية.
وأعرب عدد كبير من قادة الدول عن إدانتهم الشديدة للهجوم «الإرهابي» و«البربري». وفي أبوظبي، أدانت الإمارات بشدة الهجوم الإرهابي. وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها صدر أمس تضامن الإمارات ووقوفها مع فرنسا حكومة وشعبا في هذه اللحظات العصيبة وإدانتها للإرهاب بكل أشكاله وصوره باعتباره ظاهرة تستهدف الأمن والاستقرار في العالم.
وشددت على أن مثل هذه الأعمال الإجرامية المفجعة تستوجب التعاون والتضامن على جميع المستويات لاستئصال هذه الظاهرة التي تسعى إلى نشر الدمار والفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار.
واعتبرت الوزارة أن مثل هذه الأعمال الإجرامية التي تستهدف المدنيين الأبرياء تتنافى مع جميع المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية، مقدمة تعازيها ومواساتها للحكومة الفرنسية وأسر الضحايا وتمنت الشفاء العاجل للمصابين.
وفي عمان، أدانت الحكومة الأردنية «الهجوم الإرهابي». وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني إن «الحكومة الأردنية تستنكر الهجوم الإرهابي».
وأوضح المومني، في تصريحاته التي أوردتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، إن هذا «الهجوم الإرهابي هو اعتداء على المبادئ والقيم السامية، كما أنه اعتداء على فرنسا الصديقة»، مذكرا بـ«العلاقات التاريخية والمميزة بين البلدين».
وفي الرباط، بعث العاهل المغربي الملك محمد السادس برقية تعزية وتضامن إلى الرئيس الفرنسي هولاند، . وبعدما أدان «بشدة هذا العمل المقيت»، أعرب للرئيس الفرنسي وكذا لأسر الضحايا والشعب الفرنسي الصديق، عن أحر التعازي وعن تمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.
وفي تونس، أدانت الحكومة بشدة الهجوم «الإرهابي الجبان». وجاء في بيان الحكومة «على إثر الهجوم الإرهابي الغادر الذي أودى اليوم بحياة 12 مواطنا فرنسيا، تتقدم رئاسة الحكومة التونسية إلى الحكومة الفرنسية وكافة عائلات الضحايا بأحر التعازي وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى».
واعرب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن تضامن بلاده مع فرنسا وادانته للهجوم. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أول المنددين بالهجوم «الإرهابي الشنيع»، معبرا عن تضامنه مع فرنسا في معركتها ضد الإرهاب.
وقال كاميرون إن «الجرائم التي ارتكبت في باريس شنيعة. ونحن نقف إلى جانب الشعب الفرنسي في معركته ضد الإرهاب ومن أجل الدفاع عن حرية الصحافة».
كما أدان الرئيس الأميركي باراك أوباما الهجوم الذي وصفه بأنه «إرهابي». وقال أوباما «نحن على اتصال بالمسؤولين الفرنسيين، وقد أوعزت إلى إدارتي بتقديم المساعدة المطلوبة لإحضار الإرهابيين أمام العدالة». ووصف أوباما فرنسا بأنها «أقدم حليف لأميركا وشريك في القتال ضد الإرهابيين الذين يهددون أمننا المشترك والعالم». وأضاف «مشاعرنا وصلواتنا مع ضحايا هذا الهجوم الانتحاري والشعب الفرنسي في هذه الأوقات الصعبة».
وتابع: «مرة أخرى يدافع الشعب الفرنسي عن القيم العالمية التي دافع عنها شعبنا لأجيال. إن فرنسا ومدينة باريس العظيمة التي شهدت هذا الهجوم البشع تقدم للعالم مثالا خالدا سيبقى بعد غياب كراهية هؤلاء القتلة».
ومن جهته، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري تضامن الولايات المتحدة مع فرنسا. وقال كيري بالفرنسية خلال مؤتمر صحافي عقده في واشنطن «أريد أن أتوجه مباشرة إلى الباريسيين وإلى كل الفرنسيين لأقول لهم إن جميع الأميركيين يقفون إلى جانبكم».
من جهته، بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برسالة تعزية إلى هولاند يدين فيها بـ«حزم» الهجوم «الإرهابي». وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف إن «موسكو تدين بحزم الإرهاب بجميع أشكاله. ونظرا للحادث المأسوي في باريس، يقدم الرئيس بوتين تعازيه الحارة إلى عائلات الضحايا وكل الشعب الفرنسي».
بدورها، نددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في رسالة تعزية إلى الرئيس الفرنسي بالهجوم ووصفته بأنه «حقير». وقالت ميركل «أصبت بالصدمة فور معرفتي بالهجوم الحقير على المجلة في باريس»، مضيفة «أود أن أعرب لك ولمواطنيك في هذه الساعة من المعاناة عن تعاطف الشعب الألماني وحزني شخصيا كما أقدم تعازي لعائلات الضحايا».
وفي مدريد، وصفت الحكومة الإسبانية الهجوم بأنه «عمل إرهابي جبان وخسيس». وأعربت عن «تعازيها باسم الشعب الإسباني وإدانتها الشديدة»، مشيرة إلى «دفاعها اليوم أكثر من أي وقت مضى عن حرية الصحافة».
وفي نيويورك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن شعوره بالغضب إزاء «الهجوم الخسيس» على مجلة «شارل إيبدو» الفرنسية الساخرة. وقال: «لقد كانت جريمة مروعة، غير مبررة وتمت بدم بارد.. إنها اعتداء مباشر على ركن أساسي من أركان الديمقراطية - على وسائل الإعلام وحرية التعبير». ودعا إلى التضامن في مواجهة الهجوم. وأدان مجلس الأمن بالاجماع الهجوم في اجتماع طارئ عقد أمس. وفي كندا، كتب رئيس الوزراء ستيفن هاربر على حسابه في «تويتر» «لقد روعني هذا العمل الإرهابي البربري»، مضيفا أن «أفكار الكنديين وصلواتهم هي مع الضحايا وعائلاتهم».
كما ندد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بالهجوم «البربري الذي لا يطاق». وقال في بيان «أصبت بالصدمة جراء الهجوم الوحشي وغير الإنساني على مقر (شارلي إيبدو). إنه عمل بربري لا يطاق».
بدوره، أعرب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك عن صدمته إزاء الهجوم، وقال إن «الاتحاد الأوروبي يقف بعد هذا الهجوم المريع جنبا إلى جنب مع فرنسا». وأضاف توسك «هذا اعتداء وحشي على قيمنا الأساسية، وعلى حرية التعبير وعلى أركان ديمقراطيتنا، لا بد أن تستمر الحرب على الإرهاب بجميع أشكاله دون هوادة».
من جهته، ندد الفاتيكان بـ«العنف المزدوج»، في الاعتداء على مقر الأسبوعية الفرنسية الساخرة «شارلي إيبدو»، ضد العاملين في المجلة وحرية الصحافة على حد سواء.
وأكد الأب سيرو بنديتيني نائب مدير مكتب الصحافة في الفاتيكان أمام وسائل الإعلام «تنديد الفاتيكان بالعنف »، اي إطلاق النار، و »التنديد بالتعرض لحرية الصحافة المهمة بقدر أهمية الحرية الدينية». وأضاف أن الحبر الأعظم سيرسل برقية تعزية إلى أسقف باريس المونسينيور أندرهي فان تروا.
أما يومية الفاتيكان «أوسرفاتوري رومانو» التي تصدر بعد الظهر، فقد عنونت صفحتها الأولى «استراتيجية بربرية»، مشيرة إلى أن «شارلي إيبدو» نشرت على «تويتر» قبل الهجوم بربع ساعة رسما كاريكاتوريا لأبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش. وأضافت «يبدو أن الاعتداء يقع ضمن إطار الانتقام المروع».
وفي القاهرة، أدان إبراهيم نجم مستشار مفتي مصر الهجوم لكنه طالب المجتمع الفرنسي - وخصوصا وسائل الإعلام - بألا يسارع «بإلصاق التهمة بالمسلمين». وقال في بيان إن «من شأن توجيه إصبع الاتهام إلى المسلمين انتشار للكراهية وموجات العنف والاضطهاد ضد المسلمين في فرنسا».
وطالب نجم السلطات الفرنسية باتخاذ كل التدابير الأمنية لحماية الجالية المسلمة في فرنسا ضد أي اعتداءات متوقعة مثلما حدث في الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 الأليمة. وقال «نتمنى أن تتوصل السلطات الفرنسية إلى الجناة الحقيقيين في أسرع وقت ممكن».
وفي باريس، أدانت هيئة رئاسة وكالة الصحافة الفرنسية الهجوم. وقالت الوكالة إنها تلقت نبأ الهجوم بحالة «فزع». وأبدى كل من رئيس الوكالة، إيمانويل هوج، ومديرة قسم الأخبار في الوكالة، ميشيل ليريدون، استياءهما الشديد جراء هذا الهجوم «الذي لا مثيل له في وحشيته»، وأكدا في بيان لهما تضامن الوكالة وتقديم «أكبر دعم ممكن للزملاء في (إيبدو) الذين طالهم الهجوم بوحشية».
 
«شارلي إيبدو» استهدفت رموزا دينية وشخصيات سياسية منذ 45 عاما ومجلة ساخرة منعت يوم صدورها بعد أن سخرت من ديغول

باريس: «الشرق الأوسط» .... تعد المجلة الأسبوعية «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة، رمز الصحافة المتمردة التي تمت تصفية إدارتها أمس خلال هجوم دام، هدفا في السنوات الأخيرة لتهديدات وحريق إجرامي بعد نشرها رسوما مسيئة للإسلام.
وتأسست الصحيفة عام 1970 بهدف التعبير عن الرأي الساخر أحيانا المتهجم على المسؤولين والنجوم والأديان. وعلى الرغم من مواجهتها مصاعب مالية أدت إلى توقفها عن النشر لأكثر من مرة، فإن المجلة تعد من المنابر الصحافية الفرنسية التي تتحدى السلطات المسؤولة بين حين وآخر. ولكن اشتهرت المجلة في السنوات الأخيرة خارج المحيط الفرنسي عندما قررت في فبراير (شباط) 2006 أن تعيد نشر 12 رسما مسيئا للإسلام كانت نشرتها صحيفة «ييلاندس بوستن» الدنماركية، وذلك تحت شعار حرية التعبير. وتلقت المجلة تهديدات حينها، بينما أثارت تلك الرسوم المسيئة مظاهرات حول العالم، وأصبحت «شارلي إيبدو»، مثل «ييلاندس بوستن»، منذ ذلك التاريخ هدفا لتهديدات متكررة من مجموعات متطرفة.
وكانت الصحيفة الأم لـ«شارلي إيبدو»، «هارا كيري» التي أسسها الكاتب فرنسوا كافانا والفنان الساخر جورج بيرنيي الملقب «الأستاذ شورون»، صدمت الفرنسيين عام 1970 بصفحة أولى ساخرة حول وفاة شارل ديغول، مما أدى إلى حظرها مؤقتا. وعادت الصحيفة للصدور تحت عنوان «شارلي إيبدو». واعتادت الصحيفة رفع القضايا ضدها واضطرت للتوقف عن الصدور بين عامي 1981 و1992.
يذكر أن المجلة مهددة بالإفلاس وتعاني عجزا، وتبيع نحو 30 ألف نسخة، وأطلقت في الآونة الأخيرة نداء لجمع تبرعات حتى لا تضطر للتوقف عن الصدور.
وقال ريشار مالكا، محامي الصحيفة، أمس، لـ«إذاعة فرنسا الدولية»: «هناك تهديدات دائمة منذ نشر الرسوم» المسيئة للإسلام، مضيفا: «منذ 8 سنوات ونحن نعيش تحت التهديد، ورغم الحماية، فإنه لا يمكن القيام بشيء ضد همج مسلحين بكلاشنيكوف». وتابع: «إنها مجلة لا تفعل ببساطة سوى الدفاع عن حرية التعبير والحرية بكل بساطة وحريتنا جميعا. ودفع صحافيون ورسامون بسطاء اليوم ثمنا غاليا لذلك».
وكان القضاء الفرنسي برأ في 2008 المجلة من تهمة «الإساءة للمسلمين»، معتبرا أن الرسوم المثيرة للجدل استهدفت «بوضوح قسما» هم الإرهابيون و«ليس المسلمين جميعهم».
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 ورغم التهديدات، فإن المجلة أصرت على موقفها، وأصدرت عددا خاصا تحت عنوان «شريعة إيبدو» مع رسم أيضا مسيء للإسلام جذلا في الصفحة الأولى. وبيع من العدد 400 ألف نسخة. ويوم نشر هذا العدد تعرض مقر المجلة لحريق مفتعل. وتحدثت الحكومة حينها عن «اعتداء»، وأشارت بأصابع الاتهام إلى «مسلمين متطرفين».
ووضع منذ ذلك التاريخ مدير المجلة والرسام ستيفان شاربونييه، 48 عاما، المكنى «شارب» والمهدد بالقتل، تحت الحماية الأمنية، ليقتل أمس بين الضحايا الـ12. كما تعرض موقع المجلة على الإنترنت لعدة عمليات قرصنة في السابق.
وفي 2012 أثارت رسوم جديدة نشرتها المجلة انتقادات شديدة من مسلمين حول العالم، كما نشرت رسومات مسيئة في السابق للبابا بنديكتوس السادس عشر، بابا الفاتيكان السابق، وللمتطرفين اليهود.
 
تأهب أمني وحداد في فرنسا بعد فرار منفذي الهجوم الدموي ضد «شارلي إيبدو» و3 مسلحين اقتحموا مقر المجلة وسط باريس برشاشات كلاشنيكوف وقتلوا صحافيين ورجلي أمن

جريدة الشرق الاوسط.... باريس: ميشال أبو نجم ... فجعت فرنسا ظهر أمس بعمل إرهابي لم تعرف مثيلا له منذ تسعينات القرن الماضي، أوقع 12 قتيلا بينهم رجلا شرطة، وأربعة جرحى في حالة الخطر الشديد، فضلا عن 7 جرحى آخرين. وأكد وزير الداخلية برنار كازنوف، عقب اجتماع أمني استثنائي في قصر الإليزيه برئاسة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أن 3 مهاجمين شاركوا في الهجوم صباح أمس، بعد تضارب أولي حول عددهم.
وفي عملية سريعة استمرت حوالى عشر دقائق، دخل رجلان ملثمان الى البناية رقم ستة في شارع نيكولا - ابير بالدائرة الباريسية الحادية عشرة (شرق) حيث يوجد مكتب محفوظات مجلة «شارلي ايبدو» الساخرة. ولكن عندما عرف الملثمان ان هذه البناية ليست مقر المجلة حيث يوجد الطاقم التحريري سرعان ما اقتحما المبنى رقم عشرة في الشارع ذاته. وأشار خبراء أمنيون إلى أنه من الواضح أن الشخصين اللذين ظهرا في الفيديو «يتمتعان بتدريب عالي المستوى»، الأمر الذي يتبدى من كيفية الإمساك بأسلحتهما وبالهدوء الذي ميز تصرفهما. وأفاد عاملون في القسم الفني من المجلة الساخرة بأن الرجلين أخطآ بالعنوان ودخلا القسم الفني بداية، ثم انتقلا بعدها إلى قسم التحرير الواقع على بعد أمتار من الموقع الأول، وهناك صعدا إلى المكاتب وفتحا النار باتجاه الصحافيين الموجودين. وأفادت صحافية عاملة في المجلة، تدعى كورين راي، بأنه بعد أن هددها المسلحان منحتهما الرقم السري لدخول المبنى. وقتل من هؤلاء أربعة بينهم رئيس التحرير وثلاثة من كبار العاملين في المجلة. وكان لافتا أن الرجلين ارتديا الثياب السوداء وغطيا وجهيهما بقناع وحملا رشاشات نوع كلاشنيكوف وجعبة يظن أنها للذخيرة.
ومع اقتحام المسلحين اجتماع تحرير المجلة الاسبوعي في الساعة الحادية عشرة وعشرين دقيقة صباحا، ابيدت هيئة تحرير «شارلي إيبدو»، مع مقتل اكبر رساميها وهم شارب وكابو وتينيوس ولينسكي، الأكثر شهرة في فرنسا، اضافة الى الخبير الاقتصادي بارنار ماريس الذي يعمل ايضا في اذاعة فرنسا الدولية. وبحلول الساعة الحادية عشرة ونصف تلقت الشرطة استغاثة من اطلاق نار في مقر المجلة حيث سارع رجال الأمن الى الموقع ولكن المسلحين استطاعا أن يفرا في سيارة كانت بانتظارهما.
وهجوم أمس الذي شغل المسؤولين الفرنسيين ورجال السياسة والإعلام بالإضافة إلى الشارع العام، والذي وصفه هولاند بـ«العمل الإرهابي الهمجي»، استهدف مجلة «شارلي إيبدو» الساخرة، وأوقع رئيس تحريرها وثلاثة من كبار صحافييها قتلى. وجاءت ردود الفعل الأولى على العملية تعلن التضامن الشامل مع المجلة، بدءا بالرئيس الفرنسي والحكومة، وصولا إلى الأكثرية اليسارية والمعارضة اليمينية. وأعلنت الحكومة اليوم يوم حداد رسمي في كافة أرجاء البلاد. كذلك سارع مسؤولو الجالية المسلمة في فرنسا، وعلى رأسهم الدكتور دليل بوبكر، عميد مسجد باريس الكبير ورئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، إلى «التنديد الشديد» بالعملية التي وصفوها بالإرهابية. ونبه رئيس الجمهورية السابق نيكولا ساركوزي إلى ضرورة عدم «الخلط» بين من ارتكبوا هذه الجريمة وبين مسلمي فرنسا الذين تتخوف أوساطهم من الانعكاسات السلبية على صورتهم ومن استغلال اليمين المتطرف لها، مما سيؤدي إلى ازدياد الشعور العنصري المعادي للعرب والمسلمين. وتزامن الهجوم مع يوم صدور كتاب بعنوان «الخضوع» لمؤلفه ميشال ويلبيك، الذي يتصور فيه فرنسا وقد وقعت تحت حكم رئيس مسلم في عام 2022.
وأصابت العملية سكان باريس والفرنسيين بصدمة، إذ إن العملية التي دامت عشر دقائق حصلت في وضح النهار وداخل العاصمة، ونجح المنفذون في الفرار بعد أن ارتكبوا مجزرة بأسلحة حربية. وتبين مقاطع فيديو التقطها هاو لاثنين من القتلة وهما يعودان إلى السيارة التي كانت تنتظرهما والمتوقفة وسط شارع ضيق في الدائرة الحادية عشرة من باريس, درجة تدريب المنفذين واستعدادهم للعملية. فقد كان المسلحان يسيران باتجاهها بهدوء كامل، ثم لاحظا وجود شرطي يركب دراجة هوائية في الشارع فعادا إليه وأطلقا النار عليه، ثم عمد أحدهما إلى إطلاق رصاصة على رأسه. ولدى عودتهما إلى السيارة استعاد أحدهما فردة حذائه الرياضي التي كانت وقعت منه أرضا وانطلقت بعدها السيارة بسرعة كبيرة.
وحتى مساء أمس لم تنجح الشرطة رغم «التعبئة العامة» التي فرضتها الحكومة على كل الأجهزة الأمنية في القبض على الفاعلين بعد فرارهم، ولا التمكن من توقيفهم مباشرة بعد العملية أو بعد فرارهم من داخل باريس إلى المتحلق الخارجي، حيث أوقفوا سيارة ثانية فروا بها إلى ضاحية بانتان الواقعة شرق العاصمة. ومن هناك ضاعت آثارهم.
وسريعا جدا امتدت أصابع الاتهام نحو المجموعات المتطرفة خصوصا بعد أن بين شريط الفيديو أن أحد المهاجمين صرخ قبل عملية الفرار «الله أكبر.. لقد انتقمنا للنبي»، في إشارة على ما يبدو إلى الرسوم الكاريكاتيرية الساخرة التي نشرتها مجلة «شارلي إيبدو» نهاية عام 2011 والتي أساءت للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) وللمسلمين. إذا كان الاعتداء قد حصل في الحادية عشرة صباحا، فإن هولاند وصل إلى مقر المجلة بعد أقل من ساعة محاطا بوزير الداخلية برنار كازنوف، ورئيسة بلدية باريس آن هيدالغو. وخلال يوم أمس، تدافع المسؤولون ورجال السياسة ورجال الدين إلى موقع المجلة الساخرة للتعبير عن تضامنهم إزاء أسوأ حادثة إرهابية تعرفها العاصمة الفرنسية منذ عشرين عاما على الأقل. وفي الساعة الثانية تماما، انعقد في القصر الرئاسي اجتماع أمني طارئ برئاسة هولاند، الذي تحدث مجددا للفرنسيين في الساعة الثامنة. وبنتيجة الاجتماع، اتخذت مجموعة من التدابير الأمنية الإضافية، حيث تقرر الارتقاء بالخطة الأمنية التي تسمى بالفرنسية «فيجي بيرات» إلى حدها الأقصى، مما يعني زيادة التدابير الاحترازية وفرض الرقابة والحراسة على أماكن التجمع الكبرى للسكان من مدارس ومحطات القطار ومترو الأنفاق وأماكن العبادة، فضلا عن مقرات الصحف والوسائل السمعية - البصرية الكبرى.
ومساء أمس، أعلن مدعي عام العاصمة الفرنسية أن المهاجمين صرخوا «الله أكبر»، مما يؤكد فرضية مسؤولية متطرفين عن العملية. بيد أن السؤال الذي تسعى السلطات الأمنية إلى استجلائه يدور حول معرفة ما إذا كان العمل الإرهابي «مبادرة فردية» من شخص أو أكثر أو هو مسؤولية تنظيم معين. وقال مسؤول نقابة الشرطة روكو كونتنتو أمس «يوجد احتمال لهجمات أخرى ويجري تأمين مواقع أخرى»، بعد فرار المسلحين.
وخلال الأسابيع الماضية، زادت تحذيرات المسؤولين الفرنسيين من احتمال وقوع أعمال إرهابية على الأراضي الفرنسية أو ضد المصالح الفرنسية في الخارج. وأعلن هولاند أمس من أمام مقر المجلة الساخرة أن الأجهزة الأمنية «أبطلت» أربع عمليات إرهابية كان مخططا لها على الأراضي الفرنسية، لكن من غير إعطاء أي تفاصيل، مكررا بذلك ما قاله وزير الداخلية قبل أسبوعين حول المسألة نفسها. وتتخوف الأوساط الأمنية الفرنسية من تداعيات انخراط فرنسا في أكثر من عملية لمحاربة الإرهاب. ويذكر أن فرنسا قامت بعملية عسكرية واسعة لضرب المنظمات المتطرفة في مالي عام 2013، وتدخلت عسكريا في أفريقيا الوسطى عام 2014، كما كانت أول من انضم إلى التحالف الدولي الذي شكلته الولايات المتحدة الأميركية لمحاربة تنظيم داعش في العراق. أما الخوف الأكبر للمسؤولين الفرنسيين فيتمثل في عودة المواطنين الفرنسيين أو المقيمين على الأراضي الفرنسية من ميادين القتال في سوريا والعراق. وتقدر المصادر الأمنية عدد الذين لهم علاقة بمنظمات متشددة مثل «داعش» و«النصرة» وخلافهما بأكثر من ألف شخص عاد منهم إلى فرنسا ما يزيد على المائتين. وأمس، تجمع الآلاف في باريس للإعراب عن التضامن مع «شارلي إيبدو» وللتنديد بالإرهاب. ومن بين كل الأصوات التي تدعو إلى التضامن وعدم الخلط بين ما حصل وبين الإسلام والمسلمين برز صوت نشاز هو صوت رئيس الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة، التي دعت إلى «تحرير الكلام وتسمية الأشياء بأسمائها».
 
«11 أيلول» فرنسية تهز الرأي العام الغربي ... وتربك المسلمين
الحياة...باريس، لندن، كوبنهاغن، القاهرة - أ ف ب، رويترز -
في هجوم ارهابي لا سابق له في فرنسا منذ 40 سنة ووصفه محللون بأنه «11 ايلول فرنسية»، اقتحم 3 مسلحين ملثمين على الأقل، وفق وزير الداخلية برنار كازونوف، مقر صحيفة «شارلي ايبدو» الأسبوعية الساخرة في باريس، وقتلوا 12 شخصاً داخلها بينهم أشهر رسامي الكاريكاتور في الصحيفة شارب وكابو وولينسكي وتينوس وجرحوا 7 آخرين بينهم 4 في حال الخطر. وكان مقر الصحيفة أستهدف بقنابل حارقة عام 2011، حين نشرت رسماً مسيئاً للإسلام، فيما سخرت آخر تغريدة لـ «شارلي ايبدو» على موقع «تويتر» من زعيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أبو بكر البغدادي.
ووسط صدمة الرأي العام الغربي، احدث الهجوم ارباكاً لدى المسلمين في اوروبا ومخاوف من تداعيات في المنطقة عبر رد عسكري فرنسي محتمل يستهدف التنظيمات الإرهابية في شمال افريقيا والشرق الأوسط.
وأفاد محققون بأن «المسلحين الذين تزودوا رشاشات كلاشنيكوف وقاذفة صواريخ اقتحموا مقر الصحيفة في حي سكني بالدائرة الحادية عشرة من العاصمة، بعدما تبادلوا النار مع قوات الأمن». ثم جُرِح شرطي بنيران المسلحين لدى فرارهم على متن سيارة ارغموا سائقها على الخروج منها وصدموا بها احد المارة، وهتفوا «الله أكبر».
ولاحقاً، عثرت الشرطة الفرنسية على السيارة التي فرّ الإرهابيون على متنها، وهي من نوع سيتروان، فارغة عند منطقة بورت دوبانتان شرق باريس، فيما نقلت وسائل اعلام عن متخصصين عاينوا شريط فيديو أظهر قتل اثنين من المهاجمين شرطياً، قولهم «المنفذون قتلة محترفون يتسمون بالثقة وببرودة اعصاب تشير الى جودة تدريبهم».
ووصف المسؤول في الشرطة روكو كونتنتو المشهد داخل مقر الصحيفة بأنه «مذبحة»، فيما توجه الرئيس فرنسوا هولاند فوراً الى موقع الهجوم، للتنديد بـ «اعتداء ارهابي»، و»عمل على قدر استثنائي من الوحشية». وكشف احباط «اعتداءات ارهابية عدة» في الأسابيع الأخيرة، داعياً الى «الوحدة الوطنية».
وأفاد بيان اصدره المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: «باسم المسلمين في فرنسا، انه عمل بربري بالغ الخطورة وهجوم على الديموقراطية وحرية الصحافة».
وفي بيان منفصل، ندد اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا القريب من جماعة «الإخوان المسلمين» بأشد العبارات بالهجوم المجرم وعمليات القتل المرعبة».
وقال الحاخام الأكبر للطائفة اليهودية حاييم كورسية: «انه وقت حزن يحتم وحدتنا». وأضاف: «نحتاج الى وحدة وطنية، والدفاع عن الحريات وضمنها حرية التعبير، ثم تنفيذ رد قوي من الحكومة كونها القوة الشرعية التي يجب ان تسيطر على العنف في مجتمع ديموقراطي».
ودفع الهجوم الجديد الحكومة الى اعلان حال الإنذار القصوى، اي «انذار بتنفيذ هجمات» في العاصمة، مع اخضاع وسائل الإعلام والمتاجر الكبرى ووسائل النقل لـ «حماية مشددة»، علماً ان درجة التأهب الأمني مرتفعة اصلاً في فرنسا، بعد دعوات أطلقها متشددون إسلاميون العام الماضي لمهاجمة مواطنيها ومصالحها رداً على عمليات تنفذها القوات الفرنسية ضد معاقل لإسلاميين متشددين في الشرق الأوسط وأفريقيا.
ومنتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي، صدم مسلم وصِفَ بأنه «مختل» بسيارة حشداً من المارة في مدينة ديجون (شرق) وجرح 13 منهم. وصرح رئيس الوزراء مانويل فالس حينها بأن «فرنسا لم تواجه يوماً تهديداً ارهابياً بهذا الحجم».
وندد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون بـ «هجوم ارهابي شنيع»، مؤكداً تضامنه مع فرنسا في معركتها ضد الإرهاب وللدفاع عن حرية الصحافة. وحذت حذوه المستشارة الألمانية انغيلا مركل التي قالت: «هجوم فرنسا لا يستهدف مواطنين فرنسيين فقط، بل حرية الصحافة والتعبير». كما كتبت في رسالة تعزية وجهتها الى هولاند: «أصبت بصدمة فور معرفتي بالهجوم الحقير على الصحيفة في باريس. اؤكد تعاطف الشعب الألماني مع ضحايا الاعتداء، وأقدم التعازي شخصياً الى عائلات الضحايا».
ودان الرئيس الأميركي باراك اوباما الهجوم الذي وصفه بأنه «ارهابي»، مضيفاً: «اوعزت الى ادارتي بتقديم المساعدة المطلوبة لإحضار ارهابيين امام العدالة».
وبعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة تعزية الى نظيره هولاند، مؤكداً «ادانة كل اشكال الإرهاب بحزم». كما ندد رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بـ «الهجوم البربري الذي لا يطاق».
وقدمت الحكومة الإسبانية تعازيها، قبل ان تعلن مجموعة «بريسا» الإعلامية في مدريد التي تنشر صحيفة «ال باييس»، تلقيها طرداً مشبوهاً بعد نحو ثلاث ساعات على اعتداء فرنسا، ما اضطر الشرطة الى اخلاء المكان، حيث يعمل أكثر من 300 شخص.
وفي الدنمارك، رفعت «مجموعة جي بي بوليتكينز هوس» الإعلامية التي تملك صحيفة «يولاندس بوسطن» التي نشرت رسوماً تسخر من الإسلام عام 2005 ما أشعل موجة احتجاجات في أنحاء العالم الإسلامي، رفعت مستوى اجراءات الأمن بعد حادث مجلة «شارلي إيبدو»، علماً ان وزارة الداخلية الإيطالية دعت بدورها إلى اجتماع لخبراء من اجل تحليل التهديدات التي يمثلها المقاتلون المتشددون.
في نيويورك، وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هجوم باريس بأنه «مروع وغير مبرر ارتكب بدم بارد. كما أنه هجوم مباشر على إحدى ركائز الديموقراطية، وهي الإعلام وحرية التعبير».
وفي ردود فعل العالم العربي، دان الأزهر في القاهرة الهجوم «الإجرامي»، مؤكداً ان «الإسلام يرفض اعمال عنف»، علماًً انه كان دان نشر وسائل إعلام غربية بينها «شارلي ايبدو» رسوماً مسيئة للإسلام.
وطالب إبراهيم نجم، مستشار مفتي مصر، المجتمع الفرنسي ووسائل الإعلام الفرنسية بألا يسارع الى «إلصاق تهمة الهجوم بالمسلمين، والذي سينشر الكراهية وموجات العنف والاضطهاد ضدهم في فرنسا.» ودعا نجم ايضاً السلطات الفرنسية الى اتخاذ «كل التدابير الأمنية لحماية الجالية المسلمة في فرنسا ضد أي اعتداء متوقع، كما حدث في الولايات المتحدة بعد اعتداءات 11 ايلول.
كذلك نددت الجامعة العربية والحكومات في مصر وتونس ولبنان والأردن بـ «الهجوم الإرهابي». وقال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني: «الهجوم اعتداء على المبادئ والقيم السامية، كما انه اعتداء على فرنسا الصديقة»، مذكراً بـ «العلاقات التاريخية والمميزة بين البلدين». وشدد على «تضامن الأردن مع الأصدقاء في مواجهة كل أشكال الإرهاب».
وأبدت الحكومة التونسية إدانتها الشديدة بالهجوم «الإرهابي الجبان»، معلنة تضامنها مع الشعب الفرنسي الصديق، كما جددت دعوتها للمجموعة الدولية لمزيد من التنسيق والتعاون في مواجهة «ظاهرة الإرهاب التي تستهدف الأمن والاستقرار في العالم».
وأيضاً استنكرت حركة النهضة الإسلامية التونسية التي حكمت البلاد من نهاية 2011 وحتى مطلع 2014 «العمل الجبان الذي استهدف صحافيي وموظفي شارلي ايبدو»، فيما دعا ناجي البغوري رئيس نقابة الصحافيين التونسيين «الإعلاميين في تونس والعالم إلى إطلاق حملة تضامن مع شارلي ايبدو التي تواجه تهديدات متواصلة على خلفية مقالاتها ورسومها الكاريكاتورية الساخرة».
 

أولها عن الرسول وآخرها عن (النحر) وأبو بكر البغدادي 2014

شارلي إيبدو... مواجهات فظّة بالكاريكاتير مع الإسلام !
إيلاف...نصر المجالي
نصر المجالي : بدأت مواجهات مجلة (شارلي إيبدو) مع جماعات التشدد الإسلامي منذ إقدامها في شكل غير مسبوق على رسم رسومات مسيئة للرسول محمد لعدة مرات وعلى فترات متلاحقة في الأعوام ما بين 2011 و2014 وهي جميعها أغضبت عواصم الغرب والعالم الإسلامي سواء بسواء.  
 وكانت آخر مواجهات والتجارب السابقة لمجلة (شارلي إيبدو) التي رأت النور العام 1970 في الإساءة إلى الإسلام والرسول، هو نشر المجلة الفرنسية الساخرة "المغمورة" في تشرين الأول (أكتوبر) 2014 رسماً جديداً مسيئاً للرسول في ملفها الخاص حول تنظيم في العراق وسوريا (داعش).
 العالم العربي والاسلامي يستنكر الهجوم
السعودية تدين بقوة الاعتداء على شارلي إيبدو
 وتناولت الرسوم الكاريكاتورية الجديدة عملية "النحر"، في سياق احتفال المسلمين فى كل بقاع الأرض بعيد الأضحى، كما نشرت كاريكاتوراً لزعيم (داعش) أبو بكر البغدادي.
 وفي تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2011، نشرت المجلة الساخرة عدداً خاصاً سمت فيه النبي محمد رئيساً لتحريرها تحت عنوان "شريعة إيبدو"، الأمر الذي تسبب بموجة غضب عارمة بين المسلمين حول العالم وتسبب بإحراق جانب من مكاتب المجلة.
 وقال المسؤولون فى المجلة إنهم لا يقصدون إثارة المسلمين أو استفزازهم، ولا يتوقعون اعتراضات على مضمون السيرة ولا يرون مشكلة في اطلاع المسلمين عليها.
 المجزرة الأكثر دموية التي تشهدها فرنسا منذ عقود
"بحيرات من الدماء" امام مقر صحيفة شارلي ايبدو
لا استفزاز للمسلمين
 وحينذاك، قال المسؤولون في المجلة إنهم لا يقصدون إثارة المسلمين أو استفزازهم، ولا يتوقعون اعتراضات على مضمون السيرة ولا يرون مشكلة في إطلاع المسلمين عليها.
 وقال مدير تحرير المجلة وفنان رسومها ستيفان شاربونييه المعروف باسم (شارب) الذي كان تعرض لتهديدات بالقتل أن السيرة هي تجميع لكتابات المسلمين في عصور سابقة، ولم تقم المجلة إلا بإنتاجها على شكل صور، وعندما سئل عن معارضة الكثير من المسلمين على تصوير النبي، أجاب أن ذلك "مجرد عرف، لم يرد التحريم في القرآن. وبما أن ذلك لا يهدف إلى السخرية من محمد فلا أرى مبرراً لعدم قراءة هذا الكتيب كما تقرأ حكايات عن حياة يسوع في كتب التريبة الدينية المسيحية".
 دفعوا ثمنًا غاليًا لنشر رسوم مسيئة للإسلام
شارلي إيبدو تفقد رساميها
  وأكد شارب أن السيرة المصورة تتبع بدقة كتب السيرة المعروفة، وأسلوب الرسوم فيها ليس كاريكاتورياً ومضمونها يخلو من السخرية أو التهكم، وكان الهدف من نشرها تعريف الناس بسيرة النبي و"لا أظن أنه سيكون بوسع أي عالم إسلامي أن يأخذ علينا شيئاً بشأن الجوهر".
 وأوضح شارب أن فكرة السيرة المصورة خطرت له في سنة 2006 بعد نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد في صحيفة يولاندس بوستن.
 وأضاف: "أعتقد أننا في البداية تعاملنا مع الأمر بالعكس، وتناولنا شخصية لم نكن نعرفها، وأنا في المقدمة.. قبل أن نتعامل مع شخصية بطريقة غير جدية، علينا أن نعرفها جيدا، بقدر ما نعرف الكثير عن حياة المسيح، لا نعرف شيئا عن النبي محمد".
 إدانة دولية بأشد العبارات للاعتداء
مهاجمو صحيفة شارلي ايبدو هتفوا "انتقمنا للرسول!"
رسومات 2012
 وفي أيلول (سبتمبر) 2012 أقدمت مجلة (شارلي إيبدو) على نشر رسوم مسيئة للرسول، وهي أيضاً اثارت موجة من الاحتجاج في العالم الإسلامي والعواصم الغربية، خاصة وأن النشر جاء بعد أسبوع على أعمال عنف في بلدان عربية وإسلامية عدة احتجاجًا على بث مقاطع من فيلم مسيء للاسلام أنتج في الولايات المتحدة.
 وجوبه نشر الرسومات العام 2012 بجملة انتقادات غربية، لعل أبرزها انتقاد البيت الأبيض الذي تساءل حينذاك عن الحكمة من وراء قيام مجلة شارلي ايبدو كاريكاتورية للنبي محمد، مع تشديده على أن أي عمل لا يمكن أن يبرر العنف.
 وقال المتحدث باسم البيت الابيض "نحن على علم بأن جريدة فرنسية نشرت رسوما تمثل النبي محمد، وبالطبع نحن لدينا اسئلة حول الحكمة من وراء نشر أمور من هذا النوع". واضاف المتحدث الاميركي "نعلم ان هذه الصور ستكون صادمة جدا للكثير من الناس" ويمكن ان تتسبب بردود فعل عنيفة.
 وتابع "الا اننا نشدد بشكل دائم على اهمية حماية حرية التعبير الواردة في دستورنا. وبشكل آخر فاننا لا نتساءل حول الحق بنشر امور من هذا النوع، ولكن حول الحكمة التي املت اتخاذ قرار نشرها".
 حالة تأهب
 ويشار إلى انه بعد نشر تلك الرسوم كانت الحكومة الفرنسية أعلنت حالة التأهب وأعلنت الاربعاء أن السفارات والقنصليات والمدارس الفرنسية ستغلق الجمعة في حوالى 20 بلدًا كإجراء "احترازي" اثر نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد في مجلة فرنسية.
 كما قامت الخارجية الفرنسية كإجراء احترازي بإغلاق السفارات والقنصليات والمراكز الثقافية والمدارس في حوالى 20 بلدًا في الشرق الأوسط وإفريقيا وذلك بهدف "تعزيز الاجراءات الأمنية ودعوات إلى اتخاذ تدابير الحيطة والحذر في البلدان المعنية ".
 وبعد نشر الرسومات المسيئة للرسول توقعت تقارير بأن يهز مثل هذا العمل مركز الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على الصعيدين الداخلي والخارجي.
 وآنذاك، علقت على ذلك صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأميركية بقولها في مستهل تقرير لها بهذا الخصوص، إن فرنسا وجدت نفسها في مواجهة جديدة مع جدال متعلق بالأديان وبحرية التعبير، بعد نشر تلك الرسوم المسيئة للرسول، خاصة وأنها جاءت في وقت يعج فيه العالم الإسلامي بالاحتجاجات على فيلم (براءة المسلمين).
السخرية من الأديان
 ومن جانبها، علقت صحيفة (الغارديان) البريطانية على الرسومات المسيئة للنبي محمد بتأكيدها أن التقليد الراسخ المتعلق بالسخرية من الأديان والمؤسسات الدينية يبين سبب نجاح الإصدارات القائمة منذ مدة طويلة مثل صحيفة "لو كانار إينشين" الأسبوعية (التي جرى تأسيسه في العام 1915) وشارلي ايبدو (التي تم تأسيسها في العام 1969).
 وأضافت الغارديان أن الصحيفة جرى إطلاقها من قبل مجموعة من الأشخاص غير الملتزمين بالعادات والأعراف الذين كانوا يديرون من قبل إصدار شهري يحمل اسم "هارا كيري".
 وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن مجلة (شارلي إيبدو) كانت توقفت عن الصدور عام 1981، بسبب تراجع شعبيتها، وحين أعيد إطلاقها عام 1992، كان العالم قد تغير بصورة كبيرة، بينما كان هناك قليلون من فريق عملها التاريخي، أما مديرها، فيليب فال، فكان متخصصاً في كوميديا الموقف وذاع صيته بشكل كبير من خلال غنائه وسرده النكات أمام جمهور يساري في الثمانينات.
 وقالت (الغارديان) إن المدير الجديد غيّر أسلوب الإصدار، ولم يتردد في الاستغناء عمن كان يعارض آراءه وكان يوصف في كثير من الأحيان بـ "المستبد". وأشارت إلى أنه تحت قيادة فيليب فال أضحى موقف (شارلي ايبدو) التحريري مشوشاً.
 وفي الأخير، نوهت الصحيفة اللندنية بأنه "ومنذ رحيل فال، والمجلة تحاول استعادة شعور الاستخفاف الذي بدا أنها فقدته. وهناك شكوك حالياً حول قدرة مديرها الجديد، ستيفان شاربونييه، الذي يشتهر باسم "شارب"، على استعادة الأمجاد التي كانت تحظى بها المجلة في الماضي".
 وإلى ذلك، أفرد موقع (بي بي سي) نبذة عن تاريخ مجلة (شارلي إيبدو) التي قال إنها تنتمي إلى التقاليد الفرنسية العريقة في الصحافة الفرنسية الفضائحية، التي كانت هاجمت ماري انطوانيت اثناء الفترة التي مهدت للثورة الفرنسية.
 وهذه التقاليد تجمع بين اليسار الراديكالي وقدر من الاساءة البالغة في التعبير يصل أحيانا إلى حد البذاءة، وكانت الأسرة الملكية هي هدف تلك الصحافة إبان القرن الثامن عشر. وصاغ مروجو الشائعات لغطا هائلا بقصصهم - التي كثيرا ما صاحبتها الرسوم - حول المغامرات الجنسية للأسرة المالكة وفساد البلاط في فرساي.
 ويقول التقرير "واليوم هناك شخصيات ومؤسسات نافذة مثيرة للجدل تقوم تلك الصحافة بمهاجمتها وهي السياسيون والشرطة ورجال البنوك والدين، والسلاح الذي تستخدمه الآن هو السخرية وليست القصص المفبركة، إلا إنها لاتزال تستخدم - إلى حد كبير - لغة الاستهجان التي استخدمتها في انتقاد الانظمة القديمة". وتمثل مجلة "شارلي إبدو" مثالا قويا لذلك النوع من الصحافة.
 السخرية من الرسول
 ويتابع التقرير القول إن البعض قد يرى السخرية من النبي محمد نوعا من الالتزام الشجاع بالمبادئ، بينما يراها آخرون سلوكا خطرا غير مسؤول. لكن في جميع الحالات لا يمكن إنكار إنه ينسجم مع طبيعة الوجود التاريخي لتك الصحافة.
 ويشير التقرير إلى ان مجلة "شارلي إيبدو" تعاني مقارنتها بشكل مستمر مع منافستها الأشهر والأكثر نجاحا صحيفة "لوكانار إنشين" الاسبوعية.
وكلا المطبوعتين تستخدمان الرسوم الكاريكاتيرية كوسيلة لتحدي القوى المؤثرة على الساحة.
 فظاظة وقسوة
 وبينما تتميز صحيفة لوكانار إنشين بالسبق الصحافي وكشف الاسرار، فإن مجلة "شارلي إيبدو" أكثر فظاظة وقسوة في تعبيرها، مستخدمة مزيجا من الرسوم وخفة الظل المحملة بالانفعال.
 وتحتل مجلة "إيبدو" مكانا في اقصى يسار السياسة الفرنسية. وقد عانت في الماضي مجموعة الانقسامات والخروج على التقاليد الايديولوجية. وقد استقال احد رؤساء تحريرها منذ عامين - بعد بقائه في منصبة فترة طويلة - إثر جدل حول معاداة السامية.
 وتعود اصول المجلة إلى مطبوعة ساخرة أخرى اسمها "هارا كيري" التي نجحت في صنع اسم كبير لها في الستينيات من القرن الماضي. وفي عام 1970 ظهرت مجلة "شارلي إبدو". ونوه التقرير بان الأخبار كانت آنذاك تدور حول خبرين أساسيين هما اندلاع حريق أدى إلى مصرع أكثر من 100 شخص في ملهى ليلي، ووفاة الرئيس السابق الجنرال شارل ديغول.
 في ذلك الإثناء صدرت مطبوعة "هارا كيري" تحمل عنوانا يسخر من وفاة الجنرال ديغول يقول "رقصة مأسوية في كولومبي - مقر اقامة ديغول - تسفر عن مقتل شخص واحد"، وأدى ذلك إلى حظر مطبوعة "هارا كيري". وآنذاك سارع محرروها بإصدار مجلة "شارلي إيبدو" الاسبوعية.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,321,823

عدد الزوار: 7,627,659

المتواجدون الآن: 0