الانتخابات الرئاسية اللبنانية: توازنات ترجح استمرار الفراغ..مجلس الوزراء يفشل في حسم ملف النفايات وسلام يُعلّق الجلسات حتى التوصّل إلى حل....ثلوج "زينة" اجتاحت المرتفعات وكادت تُلامس الساحل وفاة رضيعة في عكار والجليد يجمّد الدراسة حتى الاثنين

ملف النفايات يُخرج شياطين المحاصصات مهلة جديدة غداً تجنّباً لأزمة المطامر...السفير السوري يلوح بالتصعيد والحص والأحزاب يعارضون السمات

تاريخ الإضافة السبت 10 كانون الثاني 2015 - 7:39 ص    عدد الزيارات 1917    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

ملف النفايات يُخرج شياطين المحاصصات مهلة جديدة غداً تجنّباً لأزمة المطامر
النهار..
فيما بدأت العاصفة القطبية التي تضرب لبنان تنحسر تدريجاً لم تجد الملفات الاخرى المتزاحمة طريقها الى مجلس الوزراء أمس بفعل عاصفة تعثر مشروع التسوية الذي وضع عشية الجلسة لملف النفايات الصلبة الامر الذي شكل استهلالاً غير موفق للحكومة لمطلع السنة برز مع مبادرة رئيس الوزراء تمام سلام الى رفع الجلسة رافضا البحث في اي بند آخر وتعليق الجلسات الى حين بت هذه المشكلة. وبدا واضحا ان صراعاً كبيراً على المحاصصات يقبع وراء هذه الازمة التي تتداخل فيها عوامل المنافع وعوامل النفوذ السياسي والحزبي، وقت يضغط عامل الوقت للاسراع في بت الملف قبل 17 كانون الثاني الجاري الذي يعتبر موعداً حاسماً لانهاء أزمة مطمر الناعمة من جهة والشروع في مناقصة تلزيم شركات جديدة. وما لم تتم تسوية الملف قبل هذا الموعد، فان شكوكا متعاظمة تساور جهات معنية بالملف من حيث احتمال التسبب بالتمديد لشركة سوكلين وكذلك انفجار ازمة مطمر الناعمة الذي لا يبدو الحزب التقدمي الاشتراكي في وارد المهادنة حيال تمديد بقائه مدة اضافية بعد هذا الموعد.
وخاض حزب الكتائب معركة اضافية أمس عبر وزرائه على خلفية التصدي لاتفاق سياسي واسع على تقاسم الحصص وتقسيم المناطق على أساس سياسي يخدم شركات متصلة بسوكلين، في حين تعرض الحزب لانتقادات حول ما وصف بتمايزات بين وزرائه أنفسهم. لكن مصدراً بارزاً في الحزب قال لـ"النهار" ان انتهاكاً حصل للاتفاق الذي تم التوصل اليه مساء الاربعاء بين وزير البيئة محمد المشنوق والهيئات المعنية وحزب الكتائب الذي تمثل بالنائب سامي الجميل بعدما اتفق على تعديل دفتر الشروط بحيث تقسم المناطق الخدماتية ست مناطق وتعدل المهل القصيرة التي حددت لتقديم عروض الشركات وتجهيزها للمناقصة. كما ان النقطة الاساسية التي اتفق عليها لحظت الاتفاق على ان تتولى الدولة تحديد أمكنة المطامر منعاً للمحسوبيات التي تقف وراء دفع الشركات الى تحديد المطامر بما يعني رمي كل شركة في نفوذ زعامات المناطق والنافذين فيها. وقال المصدر إن إطاحة هذا الاتفاق يعني بكل وضوح ضرب دفتر الشروط لمنع تغيير الواقع القائم الذي يراد منه تكريس المحاصصات وتمديد القديم على قدمه.
وعلمت "النهار" ان مجلس الوزراء قد يعود الى الانعقاد غدا السبت إذا ما أدت الاتصالات التي ستنشط اليوم الى تسوية الاعتراضات التي شهدتها جلسة امس وادت الى عدم توصل المجلس الى قرار في شأن بند النفايات مما دفع الرئيس سلام الى إتخاذ قرار برفع الجلسة. ونقلت مصادر وزارية عن الرئيس سلام استياءه الكبير من العقبات التي واجهت إقرار المشروع على رغم ان وزير البيئة تواصل مع حزب الكتائب أول من أمس دون سواه من مكوّنات الحكومة وانتهى الامر الى تصوّر مشترك. لكن مناقشات مجلس الوزراء أخذت في الاعتبار هذا التصور مع بعض التعديلات. وقالت المصادر ان ذلك جعل وزراء الكتائب منقسمين بين مؤيّد لما انتهى اليه مجلس الوزراء ورافض. واشارت الى ان وزيريّ الكتائب سجعان قزي ورمزي جريج كانا من المؤيّدين لقرار مجلس الوزراء النهائي، في حين ان الوزير الكتائبي الثالث ألان حكيم وبعد اتصال من الحزب وضع فيتو على هذا القرار. وفي هذا السياق حمّل الرئيس سلام حزب الكتائب وليس وزراءه المسؤولية عن انجاز ملف النفايات، داعيا المعرقلين الى تحمل المسؤولية رافضا الدعوة الى أي جلسة مقبلة لمجلس الوزراء ما لم يكن بند النفايات الصلبة هو الاول على جدول الاعمال فلا يبحث في أي بند آخر قبل بتّه.
وفي المعلومات التفصيلية، أن النقطة التي عرقلت انجاز بند النفايات أمس هي إختيار أماكن المطامر وهل يعود القرار الى الدولة أم الى المتعهد. ففي حين تمسك وزراء حزب الكتائب بحصر القرار بالدولة، كانت التسوية هي ان الدولة تحدد النطاق الجغرافي على ان يتولى المتعهد ملاحقة التفاصيل النهائية. لكن الحزب رفض هذه التسوية مما جعل الرئيس سلام يعترض على هذا النهج من التعامل الذي يريد كل شيء ويرفض القبول بتسوية أيا تكن. ومن هنا كان إستياؤه من موقف حزب الكتائب.
مصالحة
وعلى رغم هذه المعطيات السلبية، تولى الوزير قزي مصالحة زميله حكيم مع وزير الصحة وائل أبو فاعور بعد الجدل الكلامي الاخير بينهما. وقد أقنع قزي كلاً من حكيم وأبو فاعور بـ"تبادل قبلة حسب المواصفات" وهذا ما حصل فعلاً.
وصرّح قزي لـ"النهار" بأنه على رغم كل ما جرى أمس، يرى "ان الامور غير مقفلة ولا بد من الوصول الى حل في القريب العاجل لأن مصير النظافة أهم من مصير النفايات".
أما وزيرا الحزب الاشتراكي وائل أبو فاعور وأكرم شهيّب، فأعلنا أن "لا حل في الأفق بل أزمة كبرى: لا تمديد لمطمر الناعمة، بل إقفال في موعده".
والتقى شهيّب والوزير الياس بو صعب، على أن التأخير في إقرار الخطة ليس الا تمديداً لسوكلين. فيما أعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق اعطاء الهوية البيروتية لكل الوزراء لأنهم يسكنون بيروت ولا يريدون نفاياتها.
وفيما غادر قزي الجلسة، مشيراً الى أنه مرتبط بموعد سابق وانه عائد الى الجلسة، اشار وزراء آخرون الى أنه خرج بعد خلاف مع ألان حكيم. وفيما خرج خلال الجلسة أيضاً ألان حكيم لارتباطه بموعد مع الرئيس نبيه بري في عين التينة، عاد من منتصف الطريق، وعلّل ذلك بضرورة وجوده في الجلسة لاستكمال النقاش في ملف النفايات.
وأفادت المصادر الوزارية أن رئيس الوزراء بدا نافد الصبر وقال: "وصلنا الى أداء لم يعد مقبولا. توافقون على امور وتعودون عنها. أفهم ان لكل مرجعيته ولكن المحاسبة على كل نقطة وفاصلة لا يجوز. أنا لن ادعو الى جلسة الا بعد أن يتفق على حل للنفايات".
مؤشرات مالية مشجعة
في سياق آخر، رسم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة صورة مستقرة وايجابية للواقع المالي في لبنان اذ اعلن في حديث الى برنامج "كلام الناس" من المؤسسة اللبنانية للارسال مساء أمس ان الودائع المصرفية زادت بنسبة 6 في المئة في السنة المنصرمة" وهذا مؤشر ثقة بلبنان كما ان الاوضاع لا تشير الى ان لبنان يتجه نحو ازمة". كما اعلن ان احتياط الذهب في لبنان يقدر ب 38 مليار دولار. وفي شأن طرح اسمه مرشحا للرئاسة، قال سلامة انه "يشكر الرأي العام والفاعليات التي تثق بادائي وتحملني مسؤولية اكبر مثل رئاسة الجمهورية، لكنني افضل التركيز على مصرف لبنان"، نافيا ان يكون تلقى اشارات من سفراء عن اختياره للرئاسة. كما نفى ان تكون لديه دراسة في موضوع تعديل الدستور حول موقعه وامكان وصوله الى الرئاسة.
 
مجلس الوزراء يفشل في حسم ملف النفايات وسلام يُعلّق الجلسات حتى التوصّل إلى حل
النهار..
فشلت الجلسة الاولى لمجلس الوزراء في السنة الجديدة، في حسم الخلافات على ملف النفايات الصلبة، المؤجل من العام الماضي، في ظل ثبات كل فريق على موقفه من دفتر الشروط المتعلق بالمناقصة. ولم تكف الساعات الخمس التي إستغرقها النقاش في هذا الموضوع الذي شكل البند الاول على جدول الاعمال لتجاوز الخلافات مما حدا برئيس الحكومة تمام سلام الى تعليق الدعوة الى جلسات لاحقة ما لم يبتّ هذا الملف، علماً انه لن يكون امام الحكومة وقت كثير للإتفاق تحت ضغط إنتهاء مهلة إستعمال مطمر الناعمة في 17 الجاري، وهو ما يهدد بتكدس النفايات إذا لم يتم التوصل الى حل.
وكان الخلاف برز على عملية تقسيم بيروت والمناطق، ولم ينته الى تفاهم، مما أدى الى تعليق الجلسة من دون تحديد موعد للجلسة المقبلة إفساحا في المجال امام الاتصالات والمشاورات.
وكان المجلس عقد جلسة عادية، الحادية عشرة قبل ظهر امس في السرايا برئاسة سلام.
وعلى اثر الجلسة التي استمرت قرابة خمس ساعات، تلا وزير الاعلام رمزي جريج البيان الختامي، وفيه ان سلام إستهل "بالترحم على المغفور له الرئيس عمر كرامي، ابن العائلة الكريمة، التي أعطت لبنان رجال دولة كباراً، وقد شغل رئاسة الحكومة في ظروف صعبة أثبت خلالها وطنية عالية ومسؤولية كبيرة. بعد ذلك كرر دولة الرئيس، كما في كل جلسة، المطالبة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب وقت، بسبب الآثار السلبية التي يخلفها شغور هذا المركز على عمل سائر المؤسسات الدستورية، متمنياً أن يقوم المجلس النيابي بانتخاب الرئيس، الذي يمثل رأس الدولة ورمز وحدة الوطن.
ثم أشار الى الجريمة الارهابية التي طاولت جريدة شارلي ايبدو في باريس، فأعرب المجلس عن حزنه واستنكاره لهذه الجريمة، مقدماً تعازيه للشعب الفرنسي ولرئيسه ومعلناً تضامن لبنان حكومة وشعباً مع فرنسا، حاملة لواء الحريات وفي طليعتها الحريات الاعلامية، والتي وقفت دائماً الى جانب لبنان .
وعلى الأثر انتقل مجلس الوزراء الى البحث في الموضوع الاول الوارد على جدول أعمال الجلسة، وهو موضوع النفايات الصلبة، فتمت مناقشة تقرير وزير البيئة وبعض الملاحظات الواردة عليه، وبعد مناقشة مستفيضة لم تصل الى اتخاذ قرار في هذا الموضوع، فقرر دولة الرئيس رفع الجلسة".
 
ثلوج "زينة" اجتاحت المرتفعات وكادت تُلامس الساحل وفاة رضيعة في عكار والجليد يجمّد الدراسة حتى الاثنين
النهار..
يستمر الطقس اليوم غائماً جزئياً الى غائم مع أمطار وثلوج خفيفة ومتفرقة، على إرتفاع 400 متر، خلال الفترة الصباحية، خصوصاً في الجنوب والداخل، مع رياح شمالية باردة تُـؤدي الى إنخفاض إضافي في درجات الحرارة وموجات من الصقيع. ويتحوّل بعد الظهر الى قليل الغيوم.
حذرت النشرة الصادرة عن مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني من تكوّن الجليد على المرتفعات التي تعلو 400 متر. وتوقعت أن تكون الرياح السطحية شمالية الى شمالية غربية، سرعتها بين 10 و20 كلم/س، تشتد أحياناً لتصل الى 40 كلم/س.
واعلن وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب اقفال المدارس اليوم أيضاً حتى صباح الاثنين المقبل بسبب الجليد وتدني الحرارة. كذلك أعلن وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور إقفال دور الحضانة اليوم.
كيف كان اليوم الثاني من العاصفة "زينة"؟ في اهدن والجرود الشمالية ("النهار")، استمر تساقط الثلج ووصلت سماكته الى قرابة متر. وشل الجليد الحركة نهائيا. واستمرت الكهرباء مقطوعة عن العديد من المناطق وكذلك خدمات الانترنت، بعد سقوط عمود التغذية في جبل تربل.
وفي عكار ("النهار")، افادت عائلة الرضيعة سلام جهاد برغل (شهران) من بلدة ببنين أن هذه المولودة، توفيت بعيد منتصف الليل متأثرة بالبرد.
وأوضح رئيس البلدية الطبيب كفاح كسار "أن والدي الطفلة احضراها قرابة الثانية الا ربعاً فجراً الى منزله لمعاينتها، وتبين لي أنها متوفاة، وقد تكون الوفاة ناتجة من البرد وتدني درجات الحرارة، ولكن لا يمكننا الجزم بهذا الامر بشكل علمي ودقيق".
وأفاق اهالي حلبا على غطاء ابيض وصل الى 15 سنتيمتراً، للمرة الأولى منذ عام 1952.
وعزلت الثلوج بلدة كفرتون منذ اكثر من 48 ساعة، ويعاني الاهالي ندرة الخبز والمحروقات، وثمة حالات مرضية يجب نقلها الى المستشفيات.
وفي الشوف ("النهار") بلغت العاصفة الثلجية ذروتها، مع وصول كثافة الثلج الى مستويات قياسية، بعدما لامس الابيض الـ 400 متر، بينما بلغت سماكته في الشوف الاعلى حوالى 70 سنتيمتراً، مما تسبب بعزل القرى وشل الحركة مع غياب التيار الكهربائي منذ الثلثاء الماضي وبعض خطوط الهاتف والانترنت، وفراغ عدد من المحطات من المازوت.
وفي جزين ("النهار")، شهد اليوم الثاني من العاصفة إنفراجات واسعة، وتوقف تساقط الثلوج، ممّا ساهم في فتح كل الطرق الرئيسية. وعملت فرق الصيانة في مؤسسة الكهرباء على إصلاح معظم الأعطال في المنطقة التي غرقت في الظلام زهاء 72 ساعة متواصلة، ليعود التيّار تدريجاً بعد ظهر أمس.
وفي بنت جبيل ("النهار")، انحسرت العاصفة وانخفض تأثيرها على قرى القضاء التي عاشت ليلة عاصفة وهوجاء. وصباحاً، ذاب الثلج عن الطرق وصمد فقط في الاراضي الزراعية. وضاق السكان ذرعاً باضطراب التيار الكهربائي الذي يطلّ خمس دقائق وينقطع نصف ساعة.
وفي حاصبيا وراشيا ("النهار")، انحسرت العاصفة، وفتحت كل الطرق الى حاصبيا، بينما استمرت مقفلة، الطريق الى شبعا والطريق الى راشيا عبر عين عطا وسهل جنعم.
وفي بعلبك ("النهار")، أدى الصقيع وتدني الحرارة الى تشكل الجليد، وانقطاع الطرق الجبيلة على ارتفاع 1000 متر بسبب تراكم الثلوج والجليد، الى استمرار انقطاع التيار الكهربائي.
غير ان المشهد الأكثر مأسوية في المنطقة كان مشهد اللاجئين السوريين ممن وجدوا أنفسهم في ظروف مأسوية جدا حيث حوصروا في خيمهم الهشة.
وكانت فرقة من فرع مكافحة الكوارث في الصليب الاحمر الللبناني وصلت الى تلك المخيمات بعد سيرها على الاقدام مسافة كيلو متر، ووزعت خبزاً وبعض المساعدات العينية، وعملت على مساعدة المرضى.
 
السفير السوري يلوح بالتصعيد والحص والأحزاب يعارضون السمات
بيروت - «الحياة»
لوح السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي بخطوات تصعيدية في حال لم تستدرك الحكومة اللبنانية مسألة سمات الدخول التي فرضت على السوريين الذين يريدون دخول الأراضي اللبنانية والتنسيق مع الحكومة السورية، معتبراً أن من «المخجل أن يفاوض اللبنانيون داعش والنصرة، وألا يفاوضوا سورية».
وقال علي أمس: «نريد تكاملاً وتنسيقاً بين الدولتين لمصلحة اللبنانيين»، لافتا إلى أن «لبنان هو من يتحمّل مسؤولية فتح حدوده بهذه الطريقة أمام السوريين وهناك جهات لبنانية وراء ذلك».
وكان الديبلوماسي السوري زار رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ولفت إلى أن البحث تركز على «ما سمي بالإجراءات على الحدود». ونــــقل عن بري قوله «إن سورية ولبــنان لا يمكن أن يكـــون بينهما تأشـــيرة دخول أو فيزا، وكل ما يجرى مــن حديث هو في هذا الإطار»، وعبر عن أن «هذا الأمر هو إجراءات تنظيمية ويجب أن تكون بالتنسيق بين البلدين، وكانت سورية على الدوام تقول بضرورة التفاهم والتنسيق».
وقال إن بري «أكد أيضاً أن التكامل بين لبنان وسورية أساسي للانتصار على الإرهاب الذي يشكل رهاناً إسرائيلياً وغربياً خاسراً بفعل صمود سورية وصمود الفكر الذي يناهض هذا الإرهاب، والذي تحقق في أكثر من مكان».
وكان وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس جدد التأكيد أن «الإجراءات التي يجري تنفيذها على الحدود كان يفترض أن تطبق سابقاً كما في بقية دول العالم لمعرفة سبب زيارة لبنان وإبراز مستندات ثبوتية بذلك، وفي ضوئها يتخذ القرار إما السماح بالدخول أو الرفض». وأوضح أن «الهدف تنظيم الدخول ووقف النزوح بعد اتخاذ الحكومة قراراً بذلك»، معتبراً أن «ما قمنا به هو إجراء عادي وليس قراراً كيدياً أو سياسياً يستدعي رداً انتقامياً من الجانب الآخر الذي له الحق في اتخاذ إجراءات على حدوده».
واستغرب «الضجة المثارة حول الإجراء الجديد، خصوصاً من قبل الولايات المتحدة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، باعتبار أن قرار وقف النزوح أبلغ الى كل دول العالم والمنظمات الدولية قبل أربعة أشهر»، ودعا «المحافل العربية والدولية إلى التحرك لمساعدة النازحين السوريين».
وتعليقاً على مواقف السفير السوري، أستغرب منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد «مواصلة لبنان اعتماد سفير للنظام السوري في لبنان».
وقال لـ «المركزية»: «الاستغراب ليس من باب الاستفزاز إنما من باب الواقع، فالنظام لم يعد يدير إلا جزءاً قليلاً من الأراضي السورية وتعارضه شريحة واسعة من الشعب السوري، وعلى وزير الخارجية ومجلس الوزراء مجتمعاً اتخاذ موقف من هذا الموضوع».
وفي المقابل، رأى الرئيس السابق للحكومة سليم الحص، أن «قرار فرض قيود جديدة على الإخوة السوريين لم يكن موفقاً، فهو لا يعكس علاقات الأخوة التي ينبغي أن تسود في كل الأوقات بين البلدين الشقيقين، ولن يكون هناك طائل منها، فما كان أغنانا عنها».
وأشار إلى أن «هذا التشدد في الإجراءات لم يكن في ما مضى، وندعو إلى إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، ونعي ضرورة تنظيم تدفق الإخوة السوريين إلى لبنان، لكن لا يمكن أن يتم ذلك إلا بالتنسيق مع الدولة السورية، حرصاً على العلاقة المميزة بين البلدين الشقيقين».
وفي السياق أيضاً، انتقد «لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية» الإجراء بصيغته الحاضرة، لأنه «يشكل سابقة سلبية تمس العلاقات بين البلدين الشقيقين اللذين تربطهما اتفاقات مشتركة، وهو اتُّخذ من جانب واحد من دون التشاور والاتفاق مع الحكومة السورية، وهو ما قد يدفع الحكومة السورية إلى اتخاذ إجراء مقابل على قاعدة المعاملة بالمثل، فهل لبنان قادر على تحمل مثل هذه النتائج؟ وماذا سيكون موقف الحكومة اللبنانية عندها؟».
 
سجال لبناني ـ سوري على خلفية إجراءات دخول السوريين.. ووزير الشؤون: كل بلد حر في حدوده وسفير النظام يهدد بالرد.. وتراجع نسبة اللاجئين إلى النصف خلال شهرين

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم .. لوّح السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي باتخاذ إجراءات تصعيدية، بعد القرارات الأخيرة التي اتخذتها السلطات اللبنانية حيال دخول السوريين إلى أراضيها، مطالبا الحكومة بالتنسيق مع النظام. فيما أكّد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أن قرار إيقاف اللجوء السوري ليس استفزازيا أو كيديا ولا يحمل أي أبعاد سياسية، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كل بلد حر في اتخاذ القرارات التي تناسبه، وهو المسؤول عن حدوده، ونحن نظمنا دخول السوريين ولم نمنعه».
من جهتها، علّقت مصادر في قوى 14 آذار على تهديد علي بالقول «بماذا يهدّد السفير السوري؟.. هل سيمنع مثلا دخول اللبنانيين إلى سوريا؟»، مؤكدة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «القرارات الأخيرة اتخذت في الحكومة بموافقة كل الأفرقاء بمن فيهم الوزراء المحسوبون على حلفاء النظام السوري».
من جهته، أوضح درباس أن الحكومة مجتمعة اتخذت قرار وقف اللجوء السوري، والإجراءات الأخيرة كانت تنفيذا لهذا القرار، إنما لم تتم مناقشتها في مجلس الوزراء على اعتبار أنها من مسؤولية وزير الداخلية والأمن العام اللبناني.
وكانت الحكومة اللبنانية قد اتخذت في نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي قرار إيقاف استقبال اللاجئين بعدما فاق عددهم المليون ونصف المليون، وقد عمدت في بداية العام الحالي إلى تنظيم دخول كل السوريين للتمييز بين اللاجئ وغير اللاجئ، وهو ما جدّد تأكيده درباس بالقول إن لبنان لم يفرض تأشيرة دخول على السوريين، ولن توضع أي فيزا على جواز السفر، بل يسمح له بالإقامة في لبنان لفترة محددة بحسب الهدف من الزيارة. واستغرب درباس «الضجة المثارة حول الإجراء الجديد، خصوصا من قبل الولايات المتحدة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، باعتبار أن قرار وقف النزوح أبلغ إلى كل دول العالم والمنظمات الدولية قبل أربعة أشهر». ودعا «المحافل العربية والدولية إلى التحرك لمساعدة النازحين السوريين»، متخوفا من أن «نجد أنفسنا مع شعب آخر مسؤولين عنه في وقت يتخبط فيه بلدنا في أزماته، بينما يتفرج المجتمع الدولي على هذه المذبحة السورية المستمرة التي شارك ويشارك فيها».
وكان السفير السوري علي عبد الكريم قال في حديث تلفزيوني إن «القرار بفرض تأشيرات الدخول على السوريين لم يُعرض على مجلس الوزراء»، مضيفا «أعتقد أن الحكومة اللبنانية ستستدرك الأمر كي لا نصل إلى التصعيد»، ملوحا بتصعيد الموقف من الجانب السوري. وأضاف «مخجل أن يفاوض اللبنانيون (داعش) و(النصرة) ولا يفاوضون سوريا»، مضيفا «نريد تكاملا وتنسيقا بين الدولتين لمصلحة اللبنانيين»، لافتا إلى أن «لبنان من يتحمل مسؤولية فتح حدوده بهذه الطريقة أمام السوريين، وهناك جهات لبنانية وراء ذلك».
ونقل علي عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد اللقاء به، تأكيد الأخير أن سوريا ولبنان لا يمكن أن تكون بينهما تأشيرة دخول أو فيزا، مؤكدا أن الإجراءات الأخيرة هي تنظيمية ويجب أن تكون بالتنسيق بين البلدين، الأمر الذي كانت سوريا على الدوام تنادي به بالتأكيد على ضرورة التفاهم والتنسيق.
واستدعى موقف علي ردود فعل لبنانية مستنكرة. وفي هذا الإطار أسف منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد لاستمرار لبنان في اعتماد سفير للنظام السوري، وقال إن النظام لم يعد يدير إلا جزءا قليلا من الأراضي السورية وتعارضه شريحة واسعة من الشعب، داعيا مجلس الوزراء إلى اتخاذ موقف من هذا الموضوع.
في المقابل، رأى عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، النائب مروان فارس، أن «الإجراءات التي اتخذت بالنسبة للنازحين السوريين إلى لبنان تتناقض مع معاهدة التعاون والأخوة الموقعة من قبل مجلس النواب اللبناني ومجلس الشعب السوري»، مؤكدا أن «العلاقات اللبنانية السورية تقوم على قاعدة شعب واحد في دولتين وليس على قاعدة شعبين في دولتين، فالعلاقات السورية اللبنانية هي أعمق بكثير من هذه الإجراءات المؤخرة التي تسيء للدولتين والشعبين معا».
وأكّدت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» تسجيل تراجع عدد السوريين القادمين إلى لبنان في الأسبوع الأخير، مشيرة في الوقت عينه إلى أن هذا الأمر قد لا يكون مرتبطا بشكل أساسي بالإجراءات الأخيرة، وقد تكون له علاقة أيضا بحالة الطقس، موضحة أن التقويم الدقيق لتأثير الإجراءات الأخيرة يتطلب الانتظار لتعود أحوال الطقس إلى طبيعتها.
كذلك، أكّدت دانا سليمان، الناطقة باسم مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان، أن التنسيق بين المفوضية والحكومة اللبنانية دائم في ما يتعلق باللاجئين السوريين، مشيرة في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه سُجل تراجع في عدد الوافدين الجدد من اللاجئين السوريين بنسبة أكثر من 50 في المائة، منذ نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حين بدأت الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار إيقاف استقبال اللاجئين.
مع العلم بأنّه وإضافة إلى اللاجئين، فإن المتضررين الأساسيين من الإجراءات الأخيرة التي فرضت على السوريين الحصول على تأشيرة تحدّد الهدف من الزيارة وتمنح السوري إقامة محدّدة، هم العمال المياومون الذي اعتادوا العمل في لبنان منذ عشرات السنوات، والدخول بموجب وثيقة إقامة لمدة 6 أشهر، تمنح لهم على النقاط الحدودية، قابلة للتجديد 6 أشهر إضافية في مراكز الأمن العام. وقد فرضت الإجراءات الأخيرة ما يعرف بـ«نظام الكفيل» على العامل السوري الذي لا يسمح له بالدخول إلا في حال وجود مواطن لبناني يضمن ويكفل دخوله وإقامته وسكنه ونشاطه، وذلك بموجب «تعّهد بالمسؤولية»، ويمنح عندها سمة دخول وتجدّد مرتين لمدة ستة أشهر.
 
فتحعلي من دار الفتوى: متوافقون على خطر «داعش»
بيروت - «الحياة» -
أكد السفير الإيراني لدى لبنان محمد فتحعلي بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى أمس، وجود «توافق في وجهات النظر على أن الظاهرة المشؤومة والإرهابية المعروفة بتنظيم داعش تشكل خطراً حقيقياً وداهماً على كل دول هذه المنطقة».
وإذ شدد على وجوب التمسك بـ «نظرية الوحدة والتكاتف بين المسلمين» لـ «صون جبهة المقاومة ومحور الممانعة، قال: «نحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدينا موقف مبدئي وثابت ويتركز على أنه ينبغي للجميع أن يركزوا جهودهم وتوجهاتهم على الخطر الأساسي المتمثل في الكيان الصهيوني الغاصب والمعتدي، وأي خطاب مذهبي أو طائفي إنما يعود في نهاية المطاف بالنفع على الكيان الصهيوني ومخططاته الآثمة».
وأبرق المفتي دريان إلى ولي العهد السعودي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز مطمئناً إلى صحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقال: «منذ أن بلغنا نبأ توعك صحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، نبتهل إلى الله العلي القدير أن يحفظه ويرعاه ويمتعه بالصحة والعافية وطول العمر، حتى يبقى مرجعاً وذخراً للمسلمين وللعرب أجمعين».
 

الانتخابات الرئاسية اللبنانية: توازنات ترجح استمرار الفراغ
التعقيدات التقنية مضافا إليها الخلافات السياسية تمنع انتخاب رئيس منذ 8 أشهر
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: ثائر عباس

مع شروق شمس اليوم، يكون قد مر على لبنان 230 يوما من دون رئيس للجمهورية، بعد أن عجز نوابه عن عقد جلسة انتخاب بسبب «تطيير» مقصود لنصاب الجلسات منذ نحو 8 أشهر، هي ترجمة للعجز السياسي الداخلي في إيجاد المخارج للأزمة المستمرة، وعدم وجود توافق حقيقي بين طرفي الأزمة، ورعاتهما الإقليميين والدوليين، حول عنوان المرحلة المقبلة، وبالتالي يستمر التوافق غير المعلن بينهما على فراغ المنصب، بانتظار توافقات كبرى لا يبدو أنها تلوح في الأفق، وسط تسليم من الطرفين بإدارة البلاد من خلال حكومة يعتبر كل وزير فيها نفسه رئيسا للجمهورية، كما يقول مرجع سياسي لبناني لـ«الشرق الأوسط».

ويعجز النظام السياسي اللبناني عن إيجاد الحل لأزمة الانتخابات الرئاسية، منذ زوال الوصاية السورية التي كانت تقرر اسم رئيس الجمهورية، منذ إقرار اتفاق الطائف عام 1990، وحتى الانسحاب السوري عام 2005.

فالنصوص التي أراد من خلالها المشرع اللبناني إيجاد ضوابط لعملية الانتخاب، تمنع وصول رئيس بعيد عن التوازنات الإقليمية الكبرى، جعلت من اسم الرئيس خيارا إقليميا - محليا - دوليا، يلعب فيه النواب اللبنانيون دور صندوق البريد، لا دور المقرر.

وينص الدستور اللبناني على ولاية من 6 سنوات لرئيس الجمهورية، غير قابلة للتجديد أو التمديد. ويتم انتخاب رئيس الجمهورية بالاقتراع السري من قبل النواب، لا من الشعب مباشرة. وتأتي هذه العملية تتويجا لـ«الضوابط» السياسية والطائفية لعملية الانتخاب. فالانتخاب من قبل النواب يجعل المفاجآت شبه معدومة، خاصة وسط وضوح بالغ في مواقف الكتل السياسية وانقسامها الحاد بين فريقين أساسيين هما قوى «8 آذار» التي يقودها «حزب الله» رغم أن كتلته هي الأصغر عدديا بين الكتل الكبرى (11 نائبا)، ويضم الفريق بأكمله نحو 57 نائبا، من أصل 128، فيما يمتلك الفريق الثاني، المتمثل بقوى 14 آذار التي يقودها تيار «المستقبل» (صاحب أكبر كتلة برلمانية في لبنان) وتمتلك 54 صوتا، فيما تتوزع الأصوات القليلة الباقية على فريق الوسطيين، وهو فريق غير متماسك سياسيا، ويقوده أساسا النائب وليد جنبلاط الذي بات يتمتع بقدرة على تغليب الموازين في التفاصيل التكتيكية، كالثقة في الحكومة والقرارات العادية في البرلمان والحكومة، من دون وجود القدرة على التأثير الاستراتيجي، كانتخابات الرئاسة وتعديل الدستور التي تحتاج ثلثي أصوات البرلمان.

تقنيا، لا يمتلك أي من الفريقين القدرة على انتخاب رئيس من دون التفاهم مع الفريق الآخر، حتى لو تحالف مع الوسطيين (وهو أمر صعب التحقيق أساسا)، فالدستور ينص على أن ضرورة أن ينال الرئيس المنتخب ثلثي أصوات النواب في الدورة الأولى، والأكثرية العادية في الدورات التي تلي. وتتفق القوى السياسية على تفسير للدستور يقول بضرورة حضور ثلثي أعضاء البرلمان لجلسة الانتخاب في أي وقت، مما يعطي أي فريق يمتلك أكثر من ثلث المقاعد قدرة التعطيل وحق «الفيتو» على اسم الرئيس، وهو ما يحدث الآن، حيث لا يمتلك أي من الطرفين الأكثرية اللازمة لانتخاب الرئيس، وبالتالي تبقى الأمور معطلة تقنيا.

أما الناحية السياسية، فهي الأكثر تعقيدا، حيث يتحكم طرفا الأزمة بالجانب التقني، ويستطيع أي منهما التعطيل، من دون القدرة على الحل منفردا. ويُعتبر اسم رئيس الجمهورية عنوانا للمرحلة، ولهذا يصر كل من الطرفين على رئيس يحظى بثقته، وهو أمر متعذر لغياب التلاقي بالحد الأدنى في الجانب السياسي حيث يقف الطرفان على حدي النقيض؛ ففي حين يقف فريق «8 آذار» في محور إقليمي يمتد من طهران إلى بيروت، مرورا بسوريا، يقف فريق «14 آذار» في محور آخر مناقض تماما، يمتاز بعلاقات عربية واسعة ويقترب من الغرب. وتعتبر الأزمة السورية أكثر مجالات الخلاف. فـ«حزب الله» المنخرط في الحرب السورية يريد «رئيسا يحمي المقاومة»، في إشارة إلى سلاح الحزب، فيما يرفض الفريق الآخر تغطية «تورط الحزب في هذه الحرب ومخاطرها على لبنان».

وتنص القواعد الدستورية اللبنانية على أن يتولى مجلس الوزراء مجتمعا، صلاحيات رئيس الجمهورية في حال شغور المنصب لأي سبب من الأسباب، مما يجعل العملية الدستورية مستمرة، وبالتالي لا تتعطل أمور الدولة، خصوصا أن صلاحيات رئيس الجمهورية تكاد تنحصر في الجانب المعنوي أكثر من الجانب التنفيذي.

ويقول مرجع لبناني إن العامل اللبناني في الانتخابات الرئاسية أصبح أقل تأثيرا بعد حصول الفراغ الرئاسي، مستبعدا التمكن من انتخاب رئيس للجمهورية من دون توافق دولي - إقليمي على اسم الرئيس، خصوصا أن المحور المدعوم إيرانيا أصبح أكثر تشددا في موضوع الرئيس بعد التجربة الفاشلة مع الرئيس ميشال سليمان من وجهة نظر هذا الفريق، فالرئيس «الوسطي» تحول، في نهاية عهده، إلى معارض شرس لسياسات الحزب، خصوصا في جانب السلاح، وحصلت أكثر من مواجهة بين الطرفين في نهاية العهد.

ويُعتقد على نطاق واسع، أن العامل الإيراني في هذه الانتخابات أساسي، وبالتالي ينتظر الجميع معرفة الثمن الذي سوف تقبل طهران من خلاله بتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، سواء من خلال المفاوضات الأميركية الإيرانية، أو من خلال العلاقات الإيرانية - السعودية المعقدة أساسا.

ويوجد مرشحان وحيدان معلنان؛ أولهما رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يمثل فريق «14 آذار» والنائب هنري حلو الذي يمثل النائب وليد جنبلاط، في حين أن المرشح الثالث غير المعلن هو النائب ميشال عون، الذي يرفض إعلان ترشيحه رسميا، ويشترط التوافق على اسم الرئيس قبل الذهاب إلى مجلس النواب للتصويت، يسانده في ذلك «حزب الله» الذي أعلن صراحة ترشيح عون رسميا للانتخابات، واضعا نفسه وراء الأخير في أي قرار يتخذه، وبالتالي يقاطع معه جلسات الانتخاب كافة.

ويدرك جعجع بشكل كامل أن ترشيحه لا يتمتع بالقدرة على التحول إلى فرصة حقيقية بسبب الفيتو الصارخ من قبل قوى «8 آذار»، لكنه يستمر فيه في مواجهة خصمه اللدود ميشال عون، الذي يُعتبر منافسه الرئيسي على الساحة المسيحية منذ تسعينات القرن الماضي، على رغم التقارب الأخير بينهما. وقد حاول عون مغازلة تيار «المستقبل» وفتح حوار معه بالفعل، أثمر في التعاون الحكومي، لكنه فشل في الوصول إلى تفاهم رئاسي.

ولا يبدو في الأفق اللبناني حاليا، مما يوحي بإمكانية تذليل العقبات التي منعت انتخاب الرئيس، حيث يبدو أن كلا الطرفين ينتظر تحولا إقليميا، مما يسمح له بإيصال مرشح يقود البلاد في الفترة المقبلة، مما يرجح استمرار الفراغ لفترة طويلة، أو الوصول إلى تفاهم على أحد الأسماء «الوسطية» المطروحة، وأبرزها قائد الجيش العماد جان قهوجي، أو حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

وبالتالي يمكن اختصار المعادلة بأن الرئيس الوسطي سيكون عنوانا لمرحلة من التوافق بين الفريقين، في حين أن التغيير في التوازنات الإقليمية وحده يمكّن كلا منهما من فرض مرشحه.


المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,323,551

عدد الزوار: 7,627,686

المتواجدون الآن: 0