أخبار وتقارير..هزيمة مذلة أمام السعودية: ايران تخسر معركة النفط...وحزب الله يدفع الثمن...«كتائب الإمام علي»: لمحة عن ميليشيا شيعية عراقية متشددة تحارب «داعش»... اطفال سوريا... يدفنون احياء

الصحافة الايرانية تدعو باريس لمراجعة سياستها في الشرق الاوسط....اصلاحيو إيران: أضرار "النووي" فاقت الحرب مع العراق....قراءة في تداعيات هجوم "شارلي ايبدو" (خاص "النهار")...ممثلو مسلمي فرنسا يدعون الأئمة إلى إدانة العنف في خطبة الجمعة وباريس: مخاوف بين الجالية الإسلامية بعد وقوع حوادث ضد مساجد

تاريخ الإضافة السبت 10 كانون الثاني 2015 - 7:54 ص    عدد الزيارات 2088    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

هزيمة مذلة أمام السعودية: ايران تخسر معركة النفط...وحزب الله يدفع الثمن
موقع 14 آذار...سلام حرب
حرصت وسائل الدعاية الايرانية طوال الشهرين الماضيين على نشر الأخبار التي تقول أنّ إيران تفوز في الصراع بوجه بقية العالم فيما خص برنامجها النووي وبالتحديد لجهة أنّ العقوبات تتراجع والأموال المحجوز عليها يطلق سراحها، والجولات القادمة من المحادثات النووية تعد بالمزيد. لكن كل هذه الانتصارات التي تدعيها طهران هي في جوهرها فارغة لأنه ما يضر بإيران حقاً هو سعر النفط الذي يتدنى بشكل متواصل وقد نصف سعره الذي كان عليه في العام 2013 فانخفض من 115 دولار للبرميل الى ما دون الـ50 دولار للبرميل. النتائج الاقتصادية على ايران هي أكثر من كارثية لأنّ الواردات المالية للموازنة العامة في الجمهورية الاسلامية ترتكز على أنّ أدنى سعر لبرميل النفط لايجب أن ينخفض الى ما دون 100 دولار.
الزلزال الذي يضرب بعمق بنية الدولة الايرانية يمكن أن نفهم حجمه أكثر عندما نعلم أنّ ما يقارب من نصف مداخيل الحكومة الايرانية يأتي من النفط (والذي يشكل عادة 25 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي). هذا يعني من الناحية الاقتصادية انكماشاَ متوقعاً في الناتج المحلي الإجمالي يفوق 10% إذا ما استمرت أسعار النفط عند مستوياتها الحالية. بطبيعة الحال، تتهم البروباغندا الإيرانية كل من إسرائيل والولايات المتحدة والغرب عموماً بتدبير عملية هبوط أسعار النفط، كي تستفيد الاقتصادات الغربية من النفط الرخيص بغية تحفيز اقتصاداتها المتعبة.
لكن الافادة الغربية من هذا الواقع لا يعني أن الغرب هو المسؤول بل الحقيقة أنّ من يقف خلف ذلك وبكل وضوح هو اللاعب الرئيسي في منظمة الدولة المصدرة للنفط الأوبك ونعني بهذا اللاعب المملكة العربية السعودية التي تنتج ثلث انتاج أوبك من الخام وتملك سدس الاحتياط العالمي والتي قررت أن لا تقوم بتخفيض العرض برغم هبوط الأسعار، مما يشير الى المزيد من تدهور الأسعار. بحسب بعض الخبراء الاقتصاديين، فإنّ الأمر الأهم بالنسبة للسعوديين هو الحفاظ على حصتها في السوق وهم مستعدون للممارسة الألعاب مع المنتجين الآخرين، سواء كانوا إيرانيين أو أميركيين أم غير ذلك. من جهة ايران، فان هناك عشرات الناقلات البحرية المحملة بالنفط والتي تبحث عملياً عن مشترين والتي تضطر ايران الى بيع خامها بسعر السوق المتضائل، ما يخفض الأسعار أكثر من خلال النفط الإيراني نفسه!
ويدرك القادة الإيرانيون أن المملكة هي القوة الرئيسية وراء هبوط أسعار النفط، ولكن بشكل غير رسمي، ويفهمون بأنّ السعوديون سعداء جداً بخصوص نجاحهم في الحفاظ على الاسعار المنخفضة للنفط الأمر الذي يسبب الكثير من الألم للجار المتربص على الضفة الأخرى من خليج العرب. فالخصم الإيراني اعلن مراراً وتكراراً أنّ البحرين هي المقاطعة الايرانية رقم 14 معبراً عن النفس الامبراطوري الراسخ في اللاوعي الثقافي والخلفية التاريخية لمنطلقات طهران تجاه دول الجوار من أجل بناء "إيران الكبرى". ويبدو الطموح الإيراني اوضح مع الفهم العميق لحركة أنصار الله في اليمن أي الحوثيين الموالين بشكل علني لطهران. إذاً الصدمة النفطية التي تواجهها ايران حالياً يمكن وصفها بالهزيمة المذلة بالرغم من أنها لم تجر في الميادين العسكرية المعروفة. وما يعمق من ثقل "الهزيمة" الايرانية هي تبعاتها على حلفائها وأتباعها في المنطقة وعلى رأسهم حزب الله.
فقد نشر الصحافي المعروف نيكولاس بلنفورد تقريراً مثيراً للاهتمام في "كريستشانس ساينس مونيتور" Christian Science Monitor أشار فيه الى الأحزمة المالية قد شدت خصوصاً أن نشاط حزب الله أصبحت يمتد الى جبهات لبنان وسوريا وأكثر بالإضافة الى التمويل المطلوب لدعم شبكته الخاصة بالدعم الاجتماعي والعناية الصحية لمقاتليه ولقتلاه ولأسرهم. كما أنّ الأولوية التي فرضتها داعش لجهة التركيز على الجبهة العراقية من وجهة النظر الإيرانية، قد خفف الاهتمام بحزب الله نسبياً. وقد رجحت مصادر بلنفورد أنّ غيران تنفق أكثر من 2 مليار دولار سنوياً كي يبقى نظام الأسد حاكماً في سوريا، وهي مبالغ ليس من المرجح أن تنخفض بالرغم من انخفاض أسعار النفط. هذه الأموال لا تمر بمجملها من خلال وزارة المالية الإيرانية بل هي عبارة عن صناديق تحول من طهران بأمر مرشد الثورة الإيرانية علي الخامنئي. وبحسب التقرير، فإنّ حلفاء حزب الله من غير الشيعة قد تضرروا مادياً بسبب هذه "الهزيمة" حيث ينقل عن أحد المصادر أن أحد التنظيمات التي يشرف عليها ضابط سابق قد هبط مخصصاتها من 60 ألف دولار شهرياً الى 15 ألفاً. كما يورد مثالاً حول مستشفى الرسول الأعظم الذي يقدم خدماته الصحية بالدرجة لجرحى حزب الله وعوائلهم فيشير الى أنّ المستشفى كان يدفع ما عليه لموردي البضائع مرة كل 3 أشهر. غير أنّه مؤخراً بدأ المستشفى بدفع المستحقات النقدية مرة كل 6 أشهر ما يعني حدوث أزمة مالية بالإضافة إلى أن التمويل يأتي من خلال مندوب إيراني يسافر ذهاباً وإياباً بين بيروت وطهران كي يأتي بالمال المطلوب.
القرار السعودي الاستراتيجي يؤتي أكله وربما بأسرع من المتوقع؛ مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان قالها علناً أنّ على السعودية القيام بخطوات سريعة للجم تدهور الاسعار طالباً من المملكة التدخل. كما أن الأخبار ترد عن النظام دفع بأبر ساسته المخضرمين أي رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني آية الله علي أكبر هاشمي رفسنجاني إلى المملكة العربية السعودية للتباحث حول أسعار النفط، وهو المعروف عنه حنكته السياسية منذ كان رئيساً للجمهورية. نعم، طهران تبحث عن طوق نجاة في الرياض ولكن الأمر الذي لا يبعث على الاطمئنان في هذا السياق هي ردود فعل طهران من المتوقع ان لا تبقى ضمن اطر السياسة والدبلوماسية. وفي وقت يعاني فيه الشعب الإيراني من الفقر الذي أوقعه به نظام الملالي، فإنّ لهذا النظام الأفضل مصلحة بمنع هذا الشعب من الانتفاض على استغلوا ثرواته عبر افتعال المزيد من الصراعات الخارجية.
 
«كتائب الإمام علي»: لمحة عن ميليشيا شيعية عراقية متشددة تحارب «داعش»
ماماثيو ليفيت و فيليب سميث
 ثيو ليفيت هو زميل فرومر - ويكسلر ومدير برنامج ستاين للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن. فيليب سميث هو باحث في جامعة ميريلاند، ومؤسس مدونة "موكب «حزب الله»"، ومؤلف الدراسة القادمة للمعهد "حركة الجهاد الشيعي في سوريا وآثارها الإقليمية"
يدّعي حالياً أكثر من خمسين تنظيماً ميليشيوياً شيعياً في سوريا والعراق أنهم يتدربون ويقاتلون ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش») أو «الدولة الإسلامية». وتشكل عدة تنظيمات منها فروعاً مسلحة لأحزاب سياسية قائمة أو تتبع رجال دين منفردين، كما تُعتبر البعض منها واجهات لجماعات قائمة فيما تُطور جماعات أخرى هويتها الخاصة ووجودها الخاص. بالإضافة إلى ذلك، تشكلت ميليشيات جديدة على غرار «الحشد الشعبي» وهي تنمو بالحجم والنفوذ. ورغم أن عدداً من هذه الجماعات يصد بالفعل تقدم تنظيم «الدولة الإسلامية»، إلا أن بعضها مرتبط بقادة وفصائل من المتطرفين المناهضين للولايات المتحدة، لا سيما «كتائب الإمام علي». وتمثل هذه الميليشيات تهديدات إضافية على الأمن القومي ومصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
«كتائب الإمام علي»
ظهرت «كتائب الإمام علي» فجأة على الساحة في نهاية حزيران/يونيو كجناح مسلح لـ «حركة العراق الإسلامية» الحديثة المنشأ. وقد ارتدى أعضاؤها زياً رسمياً وكانوا مدججين بالسلاح. وبرز نشاط لا بأس به لها في مناطق آمرلي وطوز وديالى وهي تحارب إلى جانب ميليشيات شيعية عراقية أخرى، تعمل كلها بتفويض إيراني. وفي محافظة صلاح الدين، نشر محاربون من الجماعة أشرطة فيديو تُظهر الرؤوس المقطوعة لأعدائها المذبوحين. وفي أواخر كانون الأول/ديسمبر، شرعت الجماعة حتى في تدريب مسيحيين بهدف تشكيل جماعة فرعية تُدعى «كتائب روح الله عيسى ابن مريم».
وبرز اسم  الأمين العام لـ «كتائب الإمام علي» شبل الزيدي، الذي كان سابقاً شخصية معروفة في صفوف «جيش المهدي» التابع لمقتدى الصدر، ويُزعم أنه أحد أكثر قادته المذهبيين شراسة. وكان قد سُجن أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق إلا أن الحكومة العراقية أطلقت سراحه في عام ٢٠١٠. وفي الصيف الماضي، وبينما كانت «كتائب الإمام علي» تفرض نفسها على الساحة بعد ظهورها في حزيران/يونيو، تم تصوير الزيدي مع قائد «قوة القدس» التابعة لـ «فيلق الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني قاسم سليماني. وعلى ما يبدو، لدى الجماعة أيضاً روابط متينة مع الحكومة العراقية؛ ففي آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر، نُشرت صوراً للزيدي على متن مروحية تابعة للجيش العراقي ولأحد قادة الميليشيا الميدانيين المعروف بأبو عزرائيل وهو يستخدم سلاحاً رشاشاً تابعاً لمروحية أخرى.
ومع ذلك، يبدو أن قائداً آخر مرتبطاً بـ «فيلق الحرس الثوري الإسلامي»، وهو أبو مهدي المهندس، قد تولى قيادة عمليات «كتائب الإمام علي» وجهودها من ناحية التوسع، ويفسر وجوده نمو الجماعة بسرعة قياسية. ويُعتبر المهندس، الذي يحمل شارة الميليشيا ويظهر في عدد من الصور وهو يعانق الزيدي، قائداً يتمتع بخبرة كبيرة فيما يتعلق بإنشاء جماعات شيعية متطرفة جديدة ولديه تاريخ حافل من الهجمات ضد الأمريكيين والمصالح الأمريكية.
المهندس و«قوة القدس»
لقد لعب المتطرفون الشيعة العراقيون بشكل عام، والمهندس بشكل خاص، دوراً بارزاً ضمن العاملين الإقليميين بتفويض إيراني لعدة سنوات. وكانت بعض الشخصيات العراقية الأكثر نشاطاً والتي بدأت العمل مع طهران منذ عام ٢٠٠٣ قد ظهرت منذ عشرين عاماً قبل ذلك كعناصر مفوَّضة من قبل إيران.
إن المهندس (المعروف أيضاً باسم جمال جعفر محمد علي) برز في بادئ الأمر كأحد الإرهابيين التابعين لـ «حزب الدعوة» العراقي والذين اشتركوا مع «حزب الله» في تفجيرات السفارة في الكويت عام ١٩٨٣ ومحاولة اغتيال أمير الكويت عام ١٩٨٥. وبعد أن حُكم عليه غيابياً نظراً لدوره في شن تلك الهجمات، استمر المهندس في نشاطاته وتولى بعد ذلك قيادة «فيلق بدر»، وهو الجناح العسكري لـ «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق». ولم يحارب «فيلق بدر» إلى جانب القوات الإيرانية في خلال الحرب العراقية الإيرانية فحسب، بل شارك أيضاً في أعمال تخريب وإرهاب استهدفت نظام صدام حسين. وعمل المهندس مباشرةً مع «قوة القدس» ومتشددين آخرين من الشيعة العراقيين الذين عارضوا صدام.
ووفقاً لوثائق عراقية حصلت عليها قوات التحالف، كان هادي العامري رئيس هيئة الأركان في «فيلق بدر»، وقد ترأس فيما بعد «منظمة بدر» (أُعيدت تسميتها على هذا النحو في محاولة لإعادة فرض نفسها كحزب سياسي) وأصبح نائباً بعد الإطاحة بصدام حسين. وفي خلال التسعينيات، أصبح أبو مصطفى الشيباني خلفاً للمهندس، كقائد لـ «فيلق بدر». وفي هذه المرحلة، كان المهندس قد حصل على الجنسية الإيرانية وأصبح مستشاراً لقائد «قوة القدس» قاسم سليماني. وقد سكن المهندس والشيباني في المجمع ذاته التابع لـ «فيلق الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني لبعض الوقت، وتحولا لاحقاً مع العامري إلى قادة عسكريين شيعة متشددين وأساسيين في الفترة التي تلت اجتياح العراق عام ٢٠٠٣. وفي عام ٢٠٠٨، نشر "مركز مكافحة الإرهاب" في الأكاديمية العسكرية الأمريكية "وست بوينت" تقريراً استنتج فيه أن "بعض المتمردين الشيعة الذين هم من أبرز المطلوبين للعدالة في العراق يرتبطون، على غرار «فيلق بدر»، بسياسيين عراقيين يعملون علناً في بغداد". 
واليوم، ما زالت هناك روابط قائمة بين «منظمة بدر» والميليشيات الحديثة المنشأ. على سبيل المثال، يترأس أحد أعضاء المنظمة السابقين، وهو النائب والقائد الميليشيوي الشيخ عدنان الشحماني، جماعة «التيار الرسالي». ويبدو أن لدى «كتائب الإمام علي» روابط مماثلة بتلك الميليشات؛ ففي أيلول/سبتمبر، أُعدت ملصقات عن الشهادة تحيي ذكرى القائد الراحل لـ «منظمة بدر» أبو زهرة الغفاري. وقد تفسر مثل هذه الروابط كيف نمت «كتائب الإمام علي» بهذه السرعة الكبيرة وكانت تتضمن بالفعل عدداً مهماً من المقاتلين المدرّبين على ما يبدو.
نموذج «كتائب حزب الله»
حتى خلال دعم إيران لحلفائها السياسيين مثل «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق» ومقتدى الصدر، دعمت طهران أيضاً أجنحتهم العسكرية المتمثلة بـ «فيلق بدر» و «جيش المهدي». وعندما خاضت «منظمة بدر»، التي أُعيدت تسميتها، غمار السياسة، شجعت إيران المتطرفين على الانشقاق وتشكيل جماعات عسكرية خاصة بهم، تماماً كما شجعت سابقاً المتطرفين الشيعة على الانشقاق من «حزب أمل» اللبناني وإقامة «حزب الله». وبالتالي، فك كل من الشيباني والمهندس ارتباطهما بـ «منظمة بدر» وأسّسا جماعات إرهابية اضطلعت بدور مركزي ضمن شبكات إيران بالوكالة.
وفي عام ٢٠٠٧، شكّل المهندس «كتائب حزب الله». ونظراً لارتباطه القديم بـ «حزب الدعوة» و«قوة القدس»، لم يكن من المفاجئ أن تتلقى جماعته الجديدة تدريبات متقدمة ومعدات مهمة أكثر من تلك المتوفرة لدى جميع اللاعبين الآخرين المفوضين من قبل إيران في العراق. وبالرغم من أن «كتائب حزب الله» كانت منفصلة مبدئياً عن المنظمة التي تحمل الاسم نفسه في لبنان، إلا أنها طورت روابط وثيقة مع «وحدة ٣٨٠٠»، وهي الكيان التابع لـ «حزب الله» اللبناني والمخصص لتسليح الجماعات الشيعية المسلحة في العراق وتدريبها.
وفي تموز/يوليو ٢٠٠٩، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية المهندس و«كتائب حزب الله» على اللائحة السوداء نظراً "لالتزامهم، توجيههم، دعمهم أو تشكيلهم خطراً كبيراً لارتكاب أعمال عنف ضد «قوات التحالف» و«قوات الأمن العراقية»". وعُيّن الطرفان بموجب "القرار التنفيذي رقم ١٣٤٣٨"، الذي يستهدف جماعات المتمردين والميليشيات وداعميها؛ فضلاً عن ذلك، أُضيفت «كتائب حزب الله» إلى قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية".
ووفقاً للمعلومات التي نُشرت في زمن هذه التعيينات، كان المهندس يوظف خبراء لبنانيين من «حزب الله» منذ بداية ٢٠٠٧، وذلك لتدريب «كتائب حزب الله» وجماعات خاصة مقاتلة شيعية أخرى على حرب العصابات واستخدام المتفجرات وأسلحة متنوعة (بما في ذلك، صواريخ وقذائف مورتر وبنادق قناصة) ضد قوات التحالف. وتولى المهندس أيضاً قيادة شبكات تهريب كانت تنقل الذخائر والأسلحة (على سبيل المثال، المتفجرات الخارقة للدروع وبنادق قناصة) من إيران إلى العراق لتسليمها لتلك الميليشيات. بالإضافة إلى ذلك، قدم المهندس أشكالاً أخرى من الدعم اللوجستي لشن هجمات ضد القوات العراقية وقوات التحالف، مثل تسهيل حركة أفراد الميليشيات الشيعية المحلية.
وتحت إمرة المهندس، كانت «كتائب حزب الله» أول من انضوى في حرب سوريا من بين الجهات المفوضة من قبل إيران. وفي آذار/مارس ٢٠١٣، بعد تشييع عدة أعضاء لبنانيين من «حزب الله» كانوا قد قُتلوا في سوريا، أصبحت «كتائب حزب الله» الجماعة الثانية التي تعلن خسارتها مقاتلين هناك. وتزعم الجماعة أنها فقدت حوالي ٤٠ مقاتلاً بالإجمال، حتى أنها خصصت قسماً جديداً لدفن الشهداء في مقبرة «وادي السلام» في مدينة النجف. كما ساهمت في إنشاء ميليشيات شيعية تتخذ من سوريا مقراً لها مثل «لواء أبو الفضل العباس»، وجماعات تتخذ من العراق مقراً لها مثل «حركة حزب الله النجباء».
ولكنّ القتال في سوريا لم يصرف أنظار «كتائب حزب الله» عن التفاقم السريع في أعمال العنف في العراق خلال العام الماضي. وكما هو الحال مع الجهات الأخرى المفوضة من قبل إيران، كانت «كتائب حزب الله» قد سبقت الحكومة العراقية ورجال الدين التقليديين في دعواتهم العامة إلى حشد شيعة العراق ضد «داعش». وفي نيسان/أبريل، أطلقت ميليشيا جديدة وهي «سرايا الدفاع الشعبي»، دعوات لانضمام المتطوعين إليها. وفي بداية أيار/مايو، زعمت «كتائب حزب الله» أنها فقدت مقاتلين اثنين تابعين لها في محافظة الأنبار، وهما أول ضحيتين سقطتا في قتالها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». ومنذ ذلك الحين، تعمل «كتائب حزب الله» و«سرايا الدفاع الشعبي» في جميع أنحاء وسط العراق، من أنبار إلى سامراء وصولاً إلى ديالى.
لماذا هناك الكثير من الميليشيات؟
من خلال مساهمة المهندس في نمو «كتائب حزب الله» و«كتائب الإمام علي»، يتضح أن الجهات المتطرفة المفوضة من قبل إيران تتخذ أشكالاً ووظائف متعددة، حتى أن بعضها يكتسب استقلالية عبر توسيع حجمها أو دخول معترك السياسة العراقية.
وبخلاف الجماعات المتطرفة الشيعية الإيرانية الأخرى، لم تخض «كتائب حزب الله» غمار السياسة، بل ارتأت ممارسة نفوذها عبر بقائها في العراق كجماعة مسلحة، فيما أبقت جماعات أخرى على بنيتها الميليشيوية ولكن أدرجتها ضمن أجهزة الدولة العراقية.
ومن جهتها، قد تسعى «كتائب الإمام علي» إلى الاضطلاع بدور سياسي في المستقبل من خلال زعمها قيام روابط بينها وبين أحد الأحزاب الأم. أما في الوقت الراهن، فقد توسع نفوذها من جنوب العراق عبر بغداد وصولاً إلى معظم المناطق الساخنة الواقعة تحت سيطرة «داعش» على الجبهات الأمامية، فيما تعمل على تدريب مقاتلين جدد وتلبية هدف إيران الاستراتيجي المتمثل بتكوين المزيد من المنظمات التي تتخذ من "المقاومة الإسلامية" أسلوباً لها.
قد يبدو إنشاء ميليشيات جديدة غير منطقي أو مخالفاً للتوقعات عندما يكون هناك بالفعل العديد من الجماعات الراسخة التي يمكن تطويرها بصورة أكثر. غير أن الجماعات الجديدة تمكّن طهران من تنويع حقيبتها السياسية والعسكرية في العراق. وتعتمد إيران هذه الباقة الواسعة من المنظمات كطريقة لإرساء إيديولوجيتها وسلطتها ببطء داخل العراق وتشريعهما. وتنمو هذه الظاهرة ببطء في سوريا أيضاً.
ويرى صناع السياسات الغربيون والإقليميون أن العدد الكبير للجماعات وجهات الاتصال ومناطق النفوذ المتداخلة يخلق المزيد من الفوضى، مما يتيح لإيران ولوكلائها المزيد من القابلية لنفي تأثيرها بشكل منطقي إذا ما دعت الحاجة. كما يخلق هذا الوضع وهماً قائماً على حرية الاختيار والاستقلال بالنسبة إلى أولئك الذين ينضمون إلى هذه الميليشيات والأحزاب الشيعية المتطرفة أو يدعمونها.
والأهم من ذلك، من الخطأ الافتراض بأن نشاط هذه الجماعات يقتصر على محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» أو العمل في سوريا أو العراق وحدهما. وتركز طهران وجِهاتها المفوَّضة بشكل أساسي على هذه الميادين في الوقت الحاضر، ولكنّ الميليشيات الشيعية المتطرفة بدأت بالتصرف كعناصر إقليمية تتوخى أهدافاً أوسع. فعلى سبيل المثال، وجهت «كتائب حزب الله» و«كتائب الإمام علي» وجماعات مماثلة تهديدات متكررة إلى المملكة العربية السعودية على خلفية حكم الإعدام الصادر بحق رجل الدين الشيعي نمر النمر، بعد إدانته بتهم إشعال الفتنة الطائفية وجرائم مرتبطة بها في تشرين الأول/أكتوبر. وبالرغم من أن هذه الميليشات المتطرفة تحارب «داعش» بالتزامن مع الجهود التي تقودها الولايات المتحدة، إلا أن أعمالها وأجنداتها المذهبية منفصلة عن تلك التي يعتمدها التحالف وتناقض الهدف المتمثل بتشكيل حكومات ومجتمعات دامجة في العراق وسوريا. وفي الواقع، تهدد «كتائب الإمام علي» ومثيلاتها الاستقرار الإقليمي ومصالح الولايات المتحدة على المدى الطويل. وعلى الرغم من تركيز واشنطن على محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، فقد يكون مفيداً أن تستعد الآن لليوم الذي سوف تنقلب فيه الميليشيات الشيعية المتطرفة المرتبطة بإيران بشكل أكثر فعالية على مصالح أمريكا وحلفائها.
 
الصحافة الايرانية تدعو باريس لمراجعة سياستها في الشرق الاوسط
الرأي..(أ ف ب)
اعتبرت الصحف الايرانية الصادرة اليوم الخميس ان على فرنسا مراجعة سياستها في الشرق الاوسط وسلوكها ازاء العالم الاسلامي، غداة الاعتداء الدامي على صحيفة شارلي ايبدو الساخرة.
وربط عدد كبير من الصحف بين الاعتداء وبين دعم فرنسا للمعارضة المسلحة في سوريا ومشاركتها في الائتلاف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
واعتبرت صحيفة "رسالات" المحافظة ان "فرنسا تذوق مرارة دعمها للارهاب"، مشيرة الى "اهمال" قوات الامن الفرنسية التي "ظلت غير مبالية امام توسع نشاطات" مجموعات متطرفة.
وتحت عنوان "اعتداء في قلب الديموقراطية"، اعتبرت صحيفة "ابتكار" الاصلاحية ان تطرف "داعش" الذي يبدو انه نتيجة الاعمال العسكرية لحكومات غربية في دول اسلامية، ادى الى نشوء العمليات الارهابية الاكثر دموية".
ودعت افتتاحية صحيفة "شرق" (اصلاحية) الولايات المتحدة واوروبا "الى اعادة النظر في اسرع وقت بسياساتها في الشرق الاوسط وازاء العالم الاسلامي".
واشارت الافتتاحية ايضا الى "امكان" ان تشكل قضية الرسوم الكاريكاتورية ضد النبي محمد والتي اثارت موجة من اعمال العنف في العالم العربي والاسلامي في 2005 و2006 "ذريعة للارهابيين لشن اعمال مرعبة باسم الاسلام".
ونددت صحيفة "افتاب" بالمفهوم الغربي لحرية التعبير، متسائلة "اذا كانت هذه الحرية فعليا لماذا اذن هناك خطر دفع غرامة او السجن لمن يشكك في محرقة اليهود؟".
وتابعت الصحيفة ان "نشر رسم كاريكاتوري لزعيم داعش حق طبيعي للصحيفة (شارلي ايبدو) لكن اهانة المفهوم الاسلامي والمقدسات امر مشين".
 
اطفال سوريا... يدفنون احياء
المصدر: النهار.. رضوان عقيل
لم تكن العاصفة " زينة" على قدر جمال اسمها، على رغم هذا الكم من خيرات الامطار والثلوج التي صبتها السماء في الايام الاخيرة على لبنان الذي يحتاج الى مثل هذه الكميات لتخزينها في جوف الارض مع ايمان المواطنين ان المسؤولين عندنا لن يعرفوا الاستفادة منها.
الا ان "زينة" تحولت كابوساً على خيم اللاجئين السوريين واماكن تجمعهم في الربوع اللبنانية في مختلف المناطق وهم يواجهون بصدور عارية البرد القارس والصقيع الذي لاتقوى اجسام اطفالهم الطرية على جبهه. ولا شك في أن كل من شاهد صورة خير البدوي حاملاً جثمان طفله ماجد (10 اعوام)وهو في طريقه الى شبعا هرباً من بيت جن والمعارك الدائرة في ضواحيهاأصيب بصدمة، وبالتأكيد كان لسان حاله يسأل: ماذا جلبت لي هذه المعارضة وقبلها النظام بالطبع؟
لا علاقة لماجد في لعبة الامم و"الحرب العالمية" الدائرة في بلده ولا يهمه كل الحديثعن الديموقراطية والوصول الى السلطة واستبدال النظام. ولم يكترث لخطابات "الخليفة " ابو بكر البغدادي ودولته الاسلامية، كان يأمل وهو يعبر مزارع شبعا الحصول على كنزة صوف وكوب شاي وكسرة خبز تخفف من اوجاع جسمه قبل ان يستسلم الى ارادة الخالق.
لا تربط ماجد اي علاقة او قرابة مع اقرانه من اطفال قادة النظام السوري وكبار ضباطه واجهزة مخابراته. ولا تربط هذا الطفل ايضا اي علاقة بأقرانه من اطفال قادة المعارضة الذين ينزلون في فنادق من 5 نجوم في اسطنبول وانقرة وعواصم اوروبية عدة، ما دامت الدولارات الخضراء لا تفرغ من جيوبهم وهم لا يتصدون ولا يقاتلون ولا يواجهون الا بسلاح اطلالاتهم على الفضائيات والتصدي لبشار الاسد، في وقت يتفرج فيه الجميع على محنة هذا الشعب وجلجلته المستمرة.
لا يحتاج المرء إلى زيارة مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، ليلمس بأم العين تغاضي المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية عن جحيم هؤلاء، حيث يعيشون في مقابر جماعية تغطيها طبقات من الثوب الابيض في هذا الفصل.
لم يتلقوا من ضجيج كل المؤتمرات التي اقيمت باسمهم غير الكلام والعض على جراحهم، ولم توفر لهم بعض اغطية تقيهم برد الشتاء. وكذا فعل اللبنانيون من العالم في كل القمم والمؤتمرات الاخيرة التي عالجت مأساة اللاجئين على الورق من دون أي تحرك جدي يكون على قدر النزوح وحجمه،طبعاً باستثناء تصريحات جون كيري وسواه التي أشادت باللبنانيين وحسن استقبالهم لضيوف تجاوز عددهم المليون ونصف مليون ليضاف هؤلاء الى شريط من الازمات الداخلية العالقة والمجمدة بفعل "صقيع سياسي"يقبض على عقول كثيرين في البلد.
وتبقى صورة ماجد وهو مسجى في احضان ابيه في رسم من تبقى من غيارى ومنظمات انسانية تعنى باللاجئين السوريين، واللعنة على المتاجرين باوجاعهم الى اي جهة انتموا.
 
انتشال البلد من أزمتها يتطلب اتفاقًا مع القوى الكبرى
اصلاحيو إيران: أضرار "النووي" فاقت الحرب مع العراق
إيلاف....عبد الاله مجيد
يرى اصلاحيو إيران أن أضرار البرنامج النووي الإيراني فاقت أضرار الحرب مع العراق، ويؤكدون أن انتشال البلد من أزمتها الاقتصادية يتطلب اتفاقًا مع القوى الكبرى.
لندن: يدرك الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن انتشال إيران من ازمتها الاقتصادية الخانقة مشروط بالتوصل إلى اتفاق مع القوى الدولية بشأن برنامجها النووي.
 ولكن روحاني يبقى رجل النظام كما يؤكد إعلانه في طهران قبل أيام، "أن علينا جميعاً في سياساتنا العامة أن نتبع توجيهات المرشد الأعلى". وفيما كان روحاني ينتقد بخجل المحافظين الذين يعرقلون جهوده لإخراج إيران من عزلتها الدولية، فإن حملة أكبر ضد حكومته كانت تنطلق على يساره.
 أساس مهزوز
 وشهد مؤتمر عُقد في جامعة طهران مؤخرًا اصلاحيين مبعَدين يوجهون انتقادات لاذعة إلى البرنامج النووي الإيراني وتكاليفه المدمرة. وكان الإعلام الغربي افترض منذ فترة طويلة أن طموحات إيران النووية تتمتع بتأييد شعبي ثابت من الإيرانيين.
 ولكن الإدانات التي وجهها ممثلو التيار الاصلاحي ذي الشعبية الواسعة إلى البرنامج النووي تؤكد الأساس المهزوز لموقف التحدي الذي يتخذه المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في الملف النووي. 
 وفي هذا الشأن، أعلن النائب السابق احمد شيرزاد أن الإيرانيين لم يجنوا أي منافع من البرنامج النووي "ولا حتى قدح ماء" ، على حد تعبيره. واضاف "إذا سألتموني لماذا سار البلد في الاتجاه النووي عليَّ أن أُجيب بأن لا علم لي".
 ونقلت صحيفة لوس انجلوس تايمز عن الأكاديمي الإصلاحي البارز صادق زيبكلام قوله إن الحرب مع العراق لم تضر بايران، كما أضر بها البرنامج النووي. 
 قبول المجتمع الدولي
 وعلى النقيض من المحافظين، فإن الإصلاحيين يؤكدون أن عودة إيران إلى الأسرة الدولية واندماجها بالاقتصاد العالمي تتطلب القبول بما يفرضه المجتمع الدولي من قيود على البرنامج النووي. وكان الاصلاحيون جمدوا البرنامج النووي خلال الفترة الممتدة من 2003 إلى 2005 الذي فقدوا فيه السلطة. 
 واكد نائب رئيس البرلمان السابق محمد رضا خاتمي أن الإصلاحيين كتبوا رسائل عديدة إلى المرشد الأعلى يوضحون فيها أن الاصرار على تخصيب اليورانيوم ليس في مصلحة ايران. وفي عام 2009 دعت الحركة الخضراء، التي سُرقت منها الرئاسة بتزوير الانتخابات على نطاق واسع، إلى دبلوماسية نووية برغماتية محذرة من الأثمان الباهظة التي يدفعها الشعب الايراني في المواجهة مع الغرب بسبب البرنامج النووي. 
 عدم الاستهانة
 وفي عام 2012 ، دعا وزير الداخلية الإصلاحي السابق، عبد الله نوري، القيادة الإيرانية إلى عدم الاستهانة بما يعانيه الايرانيون في حياتهم اليومية بسبب سياسات حكومتهم، وألا يسمحوا لقضية واحدة مهما كانت مهمة أن تهدد مصالح البلد كلها. 
 وتنسف هذه المواقف لسياسيين اصلاحيين يتمتعون باحترام كبير وشعبية واسعة بين الايرانيين الرأي الشائع في وسائل الاعلام الغربية بأن البرنامج النووي قضية تتعلق بالعزة الوطنية، وأن الايرانيين عمومًا يقفون وراء حكومتهم وأنشطتها النووية.
 ويكون لهذه المواقف والمقترحات التي يطرحها الاصلاحيون مغزى مضاعف، إزاء الحقيقة الماثلة في أن الإصلاحيين يمكن أن يفوزوا بالانتخابات إذا كانت حرة ونزيهة.
 
إرهاب في باريس
قراءة في تداعيات هجوم "شارلي ايبدو" (خاص "النهار")
أسرار شبارو
انهارت الحدود أمام الإرهاب، لم تعد مشاهد الدم والعنف تُبَثّ من الشرق الأوسط، بل بدأ المسلمون المتطرّفون هذه المرة ينقلون الصورة من أوروبا، من قلب العاصمة الفرنسية التي استبيحت في وضح النهار، بعد أن تلقت ضربة موجعة في صميم أمنها ليومين متتالين أودت بحياة صحافيين وعدد من رجال الشرطة. لكن السؤال، ما السبب الحقيقي وراء هذا الاعتداء؟ وكيف سيؤثّر على ظاهرة "الاسلاموفوبيا"؟
الباحث في إدارة الصراعات الدولية حمزة جمول المقيم في العاصمة الفرنسية أكد في اتصال مع "النهار" على ضرورة ربط ما حصل في فرنسا بما حصل في العراق وما يحصل في سوريا وليبيا، وشرح أن: "الحادثة تكرّس نظرية إلغاء الحدود أمام الإرهاب، الذي بات في إمكانه أن يضرب في كل مكان"، مضيفًا أنّ "الهجوم المسلّح على صحيفة شارلي ايبدو هو هجوم على فرنسا إن صحّ التعبير".
الأسباب الدافعة للحادثة التي يُتَداول بها والتي تتعلّق بالرسومات المسيئة للرسول محمد، هي غير منطقية وغير واقعية بنظره، و"السبب الرئيسي هو تنامي الإرهاب وسقوط الحدود امام الإرهابيين وعبورهم بشكل رئيسي من تركيا الى أوروبا".
كسر هيبة فرنسا
واستطرد: "لقد كُسِرت هيبة فرنسا، لكنها موحّدة سياسياً واقتصادياً وأمنياً وشعبياً. هناك تظاهرات شعبية تندّد بما حصل، وهناك وحدة وطنية فرنسية، أمّا الخطر فهو وجود الإرهاب ضمن البيئة الفرنسية والأوروبية، ونحن لا نتحدّث عن عناصر خارجية أتت من الخارج". ويتابع: "نعيش حرب الكل ضد الكل، وهذا المصطلح استعمله توماس هوبس منذ ما يقارب الخمسمائة سنة، ولا شكّ في أن ما حصل يؤثّر على الجالية الإسلامية والعربية في أوروبا، فقد بدأ ذلك بالهجوم على ثلاثة مساجد في فرنسا بقنابل يدوية الصنع، وسيستفيد اليمين الفرنسي والأوروبي من هذه الظاهرة".
"لن يكون الضرر مباشرًا على الاشخاص المسلمين، بحسب جمول، لأنّ هذه الأعمال لا تمثّل المسلمين، فهي ظاهرة خارجة عن الإسلام، وقد أُوجِد الإسلام المتطرّف لتشويه صورة الإسلام، والاستفادة منه جيوسياسيًّا واستراتيجيًّا وعسكريًّا خارج الاراضي الاوروبية. وهنا نتحدّث عن إسقاط أنظمة مثل ليبيا، وتعزيز الإرهاب كما في مصر".
زلزال خطير
وعن تأثير ما يجري على ظاهرة "الاسلاموفوبيا" وتمددها في المجتمعات الغربية، اعتبر رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل العميد المتقاعد مختار بن نصر في حديث لـ"النهار" ان " الرؤى تختلف، وهناك كثير من العقلاء والمثقفين ورجال العلم ورجال الدين ينظرون بعقلية تقبّل الآخر، كما هو شأن العديد من المثقفين العرب والمجتمعات المدنية، لكن هناك سلوك بعض الأقليات المتطرّف أو حتى الداعي إلى العنف، كاليمين الفرنسي الذي شاهدناه في أكثر من مناسبة، يرفض الآخر ويريد طرد كل العرب والمسلمين من فرنسا".
واعتبر أن ما حدث بالأمس واليوم "زلزال خطير وسيؤثر على سلوك بعض المجموعات الفرنسية التي ترفض في الاساس المسلمين كما سيؤجّج العداء ضدّ المسلمين وسيؤثّر على سلوك الدولة الفرنسية التي أخذت على عاتقها التصدّي للإرهاب إن كان في مالي أو في أيّ أمكنة أخرى، وأعتقد أنها ستكثف قدراتها كرد فعل على هذه العملية، وستذكّرنا ربما بِردّ فعل أميركا بعد أحداث أيلول".
اقتناص الفرص
وعن رؤيته لمدى تطور الأمور، أجاب: "هذا غير مستبعد نظراً إلى كون هذه العملية كانت دقيقة ومحضرة بشكل جيّد، وجاءت في وقت استنفار القوى الأمنية الفرنسية التي ما زالت يقظة منذ عطلة نهاية السنة. وما حصل سيحرك المجتمع الفرنسي وسيؤدي إلى فوضى ما لم تتمّ السيطرة على الأمور، وربما تحوّل إلى عداء تجاه الجالية العربية والإسلامية".
ما حصل دليل على ضعف تقصّي أثر المجموعات الإرهابية في فرنسا، التي تحمل السلاح وتتواجد في قلب العاصمة الفرنسية بحسب بن نصر، الذي شرح: "هذه المجموعات تتّخذ شكل خلايا نائمة، وتحرّكها أهداف محدّدة. وهي تقتنص الفرصة لكي تصيب من أهدافها مقتلاً. وهذا يقنع الفرنسيين والاوروبيين ان الإرهاب لا يصيب فقط الآخرين، بل هو عدو مشترك للجميع، وعليهم أن يضعوا أيديهم بيد بعض لمواجهة هذه الظاهرة، التي باتت تنشط على مستوى عالمي، والتي ترفض الآخر، ولا تريد أن يقوم مستقبل الانسانية على التضامن والتآخي، وأنّ ما حصل يدفع المجتمع الدولي الى تكثيف جهوده لمحاولة التخلص من ظاهرة داعش والمتطرفين سواء في الشرق الأوسط أو في أماكن أخرى، وسيعطي دفعًا للذين ما يزالون متردّدين في فهم الظاهرة والتصدّي لها بشكل موحد".
 
موسم الحصاد
من جانبه، اعتبر الخبير الجزائري في مكافحة الإرهاب علي زاوي أن "ما حدث ردّ فعل على السياسة التي انتهجتها فرنسا في أفريقيا وسوريا وليبيا، وكان متوقعاً، ونحن حذّرنا من هذه العمليات منذ فترة، قائلين إن فرنسا ستجني ما حصدته في شمال مالي، والذي ترجم أولاً بـ2500 جهادي فرنسي في سوريا، 1000 منهم من أصول فرنسية و 1500 من جنسيات مزدوجة، وأغلبهم من المغرب وتونس، ومن بينهم حوالى 300 مختصون بالعمليات الانتحارية".
ويخشى أن تتوسّع هذه العمليات "وتحصل عملية إنتحارية في قلب باريس، أكثر دموية من هذه العملية، بعد الاخفاق الأمني الخطير الذي حصل".
زاوي علّق على وجود مشتبه فيهم من أصول جزائرية قائلاً: "المسلمون الحقيقيون يتبرّأون من هذه الأعمال، ولو أن بعض المشتبه فيهم من الجزائر، إلا أن أكثر الجهاديين في المنطقة هم من أصول تونسية ومغربية في المنطقة".
دور المؤسسات الدينية
"نحن في حاجة الى دور فاعل للمؤسسات الدينية، نتحدّث عن الأزهر والنجف وقُمْ والمؤسسات الدينية في المغرب العربي، التي يجب أن يكون لها دورُ واضح وصريح لتغيير بعض المفاهيم السلبية في الاجتهاد الإسلامي. وهذا ما تحدث عنه السيسي منذ فترة عندما تحدث عن ثورة دينية إسلامية، لكن المعضلة أن هناك تنافسًا من دون تعاون بين المؤسسات الدينية، كما أن بعض المؤسسات الدينية تنفذ وللأسف أجندة لبعض الدول التي تموّلها "، بحسب ما ختم به حمزة جمول.
السيناريو الآتي هو في يد الإرهابيين. أما إمكانية تصوير مشاهد جديدة فيتوقف على جهوزية وفاعلية أمن واستخبارات البلد الذي سيقع الاختيار عليه!
 
أميركا ستُغلق قاعدة جوية ضخمة في بريطانيا
الحياة...واشنطن - أ ف ب
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس، أن الجيش الأميركي سيُغلق قاعدة جوية ضخمة في بريطانيا ويسحب منشآت، في إطار تنظيم قواته في أوروبا. وأشارت إلى إنهاء العمليات الأميركية في قاعدة «مايلدنهول» في بريطانيا، لافتة الى أن توفير الأموال المخصصة لها سيؤدي إلى «خفض طفيف في مستوى قواتنا في المنطقة، ولكن من دون المسّ بالقوة العسكرية الأميركية»، علماً أن إغلاق القاعدة ستقابله جزئياً مشاريع لنشر سربَي مقاتلات من طراز «أف-35» في قاعدة «ليكنهيث» في السنوات المقبلة. وقال مسؤولون إن وحدات ستُسحَب من بريطانيا والبرتغال ودول أخرى، ستُنقل إلى ألمانيا وإيطاليا، ما يتيح وفق «البنتاغون» توفير نحو نصف بليون دولار واستخداماً أفضل للإمكانات، علماً أن هناك حوالى 67 ألف جندي أميركي في أوروبا. وقال وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل: «هذا التغيير في البنى التحتية لدينا سيساهم في تعزيز قدراتنا العسكرية في أوروبا وتقوية شراكاتنا الأوروبية المهمة، لكي نتمكن من دعم حلفائنا في الحلف الأطلسي وشركائنا في المنطقة في شكل أفضل».
 
ممثلو مسلمي فرنسا يدعون الأئمة إلى إدانة العنف في خطبة الجمعة وباريس: مخاوف بين الجالية الإسلامية بعد وقوع حوادث ضد مساجد

باريس - كولونيا (ألمانيا): «الشرق الأوسط» .... دعا ممثلو مسلمي فرنسا، أمس، أئمة كل مساجد البلاد إلى «إدانة أعمال العنف والإرهاب بأشد الحزم» أثناء خطبة الجمعة، ردا على الاعتداء الدامي الذي استهدف، أول من أمس، مجلة «شارلي إيبدو». وأعربت معظم هيئات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية في بيان عن «صدمتها الشديدة وحزنها من اغتيال مواطنينا الصحافيين والشرطيين»، وأرادت بذلك «التعبير عن التضامن الوطني والمدني أمام فداحة هذه الفاجعة». ودعا المجلس، وهو الهيئة التي تمثل مسلمي فرنسا، وكذلك اتحاد منظمات مسلمي فرنسا (المقرب من الإخوان المسلمين) «المواطنين المسلمين إلى المشاركة بكثافة في التجمع الوطني» المقرر الأحد في باريس. ودعا المجلس، في بيان وزع على الصحافة عقب لقاء بين المسؤولين الدينيين في جامع باريس الكبير، حيث وقفوا دقيقة صمت ظهر أول من أمس (11:00 بتوقيت غرينتش)، كما في جميع أنحاء فرنسا، مسلمي فرنسا الذين يتراوح عددهم بين 3.5 و5 ملايين، بهذه المناسبة، إلى «تأكيد رغبتهم في العيش المشترك في سلام واحترام قيم الجمهورية».
وأعرب رئيس المرصد الوطني لمكافحة معاداة الإسلام عبد الله زكري عن «القلق من ارتكاب أعمال عنف بحق المسلمين».
وتعرضت عدة مساجد إلى رصاص ورشق بأغراض أخرى، مساء أول من أمس، في مان (غرب) وبور لا نوفيل (جنوب) وفيلفرانش سور سون (وسط شرق)، بينما وقع انفجار إجرامي صباح أمس أمام مطعم كباب إلى جانب مسجد هذه المدينة. وفي بواتيه (وسط غرب)، أوقفت الشرطة شخصا يُشتبه في أنه كتب، ليلة أول من أمس، على بوابة المسجد «الموت للعرب» حسبما أفاد به مصدر قضائي.
ووقعت هذه السلسلة من الأعمال الإجرامية غداة أخطر اعتداء تعرضت له فرنسا منذ 50 سنة، وأسفر عن سقوط 12 قتيلا، بينهم 8 صحافيين من مجلة «شارلي أبدو» وشرطيين، وتلته عملية مطاردة شديدة في فرنسا بحثا عن أخوين معرفين لدى الشرطة الفرنسية، ويُشتبه في أنهما من ارتكب الاعتداء. وقال زكري: «أخشى أن تتعاظم تلك الأفعال خلال الأيام المقبلة. نطلب من وزارة الداخلية ضمان الأمن، ونطلب من أتباعنا السهر على أمنهم». من جهة أخرى، أعرب أفراد من الجالية الإسلامية في فرنسا عن مخاوفهم، أمس، بشأن رد محتمل بعد حادث إطلاق النار المميت في مقر مجلة «شارلي إيبدو»، وتواتر أنباء عن وقوع حوادث في عدة مساجد في جميع أنحاء البلاد.
ويُعتقد أن المشتبه بهم في الهجوم الذي أودى بحياة 12 شخصا على صلات بمنظمات تقوم بتجنيد المقاتلين، وتم سماعهم وهم يصيحون بقولهم: «الله أكبر» و«انتقمنا للرسول».
وقال عبد الله زكري، رئيس المرصد الوطني لمكافحة «إسلاموفوبيا»، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه «قلق إزاء إمكانية ارتكاب أفعال معادية للمسلمين».
وجرى استهداف المساجد، ليلة أول من أمس، بمقذوفات في مدينة مان بشمال البلاد، وبلدة بور لانوفيل، وأفادت الأنباء بسماع أصوات طلقات نارية في الحالتين، بحسب عدة وسائل إعلامية.
وقالت مصادر إنفاذ القانون لـوكالة الصحافة الفرنسية إن انفجارا وقع في بلدة قريبة من مدينة ليون بجنوب فرنسا، أمس، في مطعم بجوار مسجد، بينما كُتبت عبارة «الموت للعرب» على أحد المساجد في مدينة بواتيه بغرب البلاد. ولم يسقط ضحايا في أي من الحوادث. وقال زكري: «أنا خائف من زيادة هذه الأفعال في الأيام المقبلة».
وفي السياق نفسه، أعربت لاميا كادور، رئيسة الاتحاد الليبرالي الإسلامي في مدينة كولونيا الألمانية، عن تخوفها من إمكانية أن تحتدم موجة التوجهات المعادية للإسلام في ألمانيا بعد الهجوم الذي استهدف مقر مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة، أول من أمس. وقالت العالمة المختصة في الدراسات الإسلامية لوكالة الأنباء الألمانية إن هذا الهجوم البربري يمكن أن يخدم من يسعون إلى تأجيج الأمور على كلا الجانبين.
وأوضحت كادور أنه من الممكن أن يستخدم المتطرفون هذا الهجوم من ناحية، ويمكن أن يستغله أيضا المعادون للإسلام كحركة «بيغيدا» (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب)، من ناحية أخرى.
وحذرت من خطورة أن يتسنى لحركة «بيغيدا» المناهضة للإسلام حشد الآلاف في مظاهراتها، إثر ذلك الهجوم.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,316,454

عدد الزوار: 7,627,556

المتواجدون الآن: 0