النصرة لحزب الله .. سنضربكم في عقر دياركم... وزير الداخلية اللبناني: «داعش» قرر دخول المعادلة اللبنانية.. ومربعه يمتد من العراق وسوريا إلى بيروت..تفجيرات جبل محسن تعيد الحذر إلى مناطق نفوذ حزب الله

مخاوف من تفجيرات وإحاطة وطنية جنّبت طرابلس فتنة جديدة ملف النفايات يُقرّ اليوم وتمديد تقني للناعمة و"سوكلين" و"سوكومي"....بيروت تلاقي باريس: "نعم للحرية، لا للارهاب" عسيري لانتخاب رئيس وايخهورست لا تخشى على الاستقرار

تاريخ الإضافة الثلاثاء 13 كانون الثاني 2015 - 7:22 ص    عدد الزيارات 1951    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

مخاوف من تفجيرات وإحاطة وطنية جنّبت طرابلس فتنة جديدة ملف النفايات يُقرّ اليوم وتمديد تقني للناعمة و"سوكلين" و"سوكومي"
النهار..
ترافقاً مع العاصفة التي ضربت لبنان بالثلوج والصقيع، هبت رياح الشمال الحزينة أول من أمس مجدداً على طرابلس التي لم تصمد هدنتها ثلاثة أشهر منذ تنفيذ الخطة الامنية في تشرين الاول الماضي، وأوقع التفجيران اللذان نفذهما انتحاريان في جبل محسن 11 قتيلاً ونحو 50 جريحا، مخلفا أضراراً مادية، وأكثر منها معنوية أعادت القلق الى طرابلس ومحيطها، وشغلت السلطة السياسية والقوى الامنية التي تخوفت من عودة برنامج التفجيرات المتنقلة في اكثر من منطقة.
وفي المعلومات الأمنية أن الانتحاريين من منطقة المنكوبين المجاورة، وقد تواريا منذ أكثر من ثلاثة أشهر، لكنهما ترددا على مقهى أبو عمران المستهدف في الأيام الاخيرة التي سبقت التفجير، علماً ان هناك مذكرات توقيف في حقهما في عمليات اعتداء على الجيش. وقد نفذا عمليتهما بالتدرج، ففجّر الاول نفسه داخل المقهى بفارق دقائق عن التفجير الثاني الذي نفذه الآخر خارجاً عندما همّت الجموع بالانصراف. ويحقّق الجيش وشعبة المعلومات مع عدد من المشتبه في علاقتهم بالانتحارييّن، كما تجري مراجعة داتا الاتصالات. وأشارت معلومات الى وجود لائحة بعشرات الاسماء من المنطقة توجهوا في الفترة الأخيرة الى سوريا والعراق لتلقي التدريب والمشاركة في عمليات ارهابية.
وأبلغ وزير العدل أشرف ريفي "النهار"، أن الاجتماع الأمني الذي رأسه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام أمس كان لمواكبة "جريمة بهذه الاهمية". وقال إنه بصفته وزيراً للعدل أعطى تعليماته للمعنيين في الوزارة لتحضير اقتراح لرفعه الى مجلس الوزراء بإحالة الجريمة على المجلس العدلي في أسرع وقت ممكن أسوة بالجرائم المماثلة. وتوقّع إنجاز هذه المهمة خلال أيام. ورداً على ما تردّد من أن بين ضحايا التفجير الانتحاري متهماً بتفجير مسجديّ السلام والتقوى في طرابلس، نفى ذلك قائلاً: "أبلغني القضاة ان شهداء التفجير معروفون بالأسماء كما ان الأطباء الشرعيين يعملون على إجراء فحوص الـ DNA لكل الجثث والاشلاء وفي معلوماتنا ان لا صحة لهذه التكهنات". ووصف ما جرى بأنه "جريمة إرهابية بامتياز وعلينا أن نجنّب لبنان الاضطرابات التي تشهدها المنطقة. وقد أراد المجرمون المخططون أن تكون الجريمة مدخلاً الى فتنة مذهبية في لبنان، لكن أهالي طرابلس وبخاصة أبناء جبل محسن وباب التبانة وذوي الانتحاريين حولوها فرصة للوحدة الوطنية فكان موقفهم مشرّفاً ووطنياً بإمتياز". وأوضح أنه مع زميله وزير الداخلية نهاد المشنوق في القول إن المسؤولية عن الجريمة تقع على تنظيم "داعش".
وقد أشاد رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره بموقف ابناء جبل محسن "الذي يستحق التوقف والتحية وارتقى الى مستوى الشهداء الذين سقطوا. وبفضل هذا الموقف الوطني الكبير وردة فعل الرئيس سعد الحريري وفاعليات طرابلس يمكننا القول اننا ربحنا 9 شهداء وخسر الارهابيون قتيلين. ولم يكن هدف المنفذين ايقاع هذا العدد من الشهداء بل زرع فتنة في طرابلس تؤدي الى اسقاط عدد أكبر من الشهداء، لكن وعي اهالي جبل محسن والطرابلسيين عموما اجهض هذا المخطط. وجاء الاحتضان الوطني لجبل محسن من ثمار الحوار". وتساءل: "ماذا كان سيحصل لو حصل التفجير الاخير في طرابلس ولم يكن الحوار قد اخذ طريقه"؟
النفايات
والموضوع الأمني الذي سيحضر على طاولة مجلس الوزراء اليوم، لن يحجب الطبق الرئيسي وهو ملف النفايات الذي توقعت مصادر وزارية لـ"النهار" ان يحسم اليوم باتفاق الاطراف عليه مع تمديد تقني لمطمر الناعمة أشهراً اضافية اخيرة، كما أكد وزير البيئة محمد المشنوق لـ"النهار" اذ اوضح ان "ما سنتداوله ليس بندا محدّدا بل مجموعة التعديلات على القرار 46 الذي يحدّد الخطة الوطنية للنفايات وكيفيّة الإنطلاق بالمناقصات". ولفت إلى أن "الموضوع الخلافي الأساسي يكمن في تحديد مواقع المطامر".
ولدى الاستفسار عمّا يشاع عن التمديد لـ"سوكلين"، وعن الشركة التي ستتولى نقل النفايات مع التمديد التقني لمطمر الناعمة، خصوصاً أن عقد "سوكلين" ينتهي أيضاً في 17/1/2015، أجاب: "قد يتمّ التمديد لسوكلين بحكم أننا في حاجة إلى من يقوم بجمع النفايات". وأضاف: "لا يمكننا إلا أن نمدّد إلى حين سير المناقصات إذ لا يمكننا أن نحرم المواطن النظافة". وذكر أن ثلاثة عقود تنتهي في 17/1/2015 "العقد الخاص بمطمر الناعمة، والعقد الخاص بسوكلين التي تقوم بمهمّة الكنس واللم في 296 بلدة في جبل لبنان بالإضافة إلى بيروت وتنقلها إلى برج حمّود حيث تقوم "سوكومي" بموجب عقد ثالث بمعالجة النفايات ونقلها إلى مطمر الناعمة. وسوف يطبق التمديد التقني على هذه العقود الثلاثة لأنها تشكّل عناصر مترابطة ضمن آلية العمل". وفي ما يخص رفض أهالي الناعمة التمديد قال: "نطلب منهم التفهّم وليتركوا الحل يأخذ مجراه، صحيح أن مطمر الناعمة سيصبح من الماضي، ولكن ثمّة إجراءات مفروضة علينا سنصل مع انتهائها إلى إقفال المطمر".
الكتائب
وعلمت "النهار"، ان اتصالاً جرى ليل أمس بين الرئيس أمين الحميّل والرئيس سلام عقب التصريح الذي أدلى به رئيس حزب الكتائب وأشاد فيه برئيس مجلس الوزراء، بعدما كان الاخير الغى موعداً للنائب سامي الجميل السبت. وفي موازاة ذلك، أجرى الوزيران سجعان قزي ورمزي جريج اتصالات مع وزير البيئة محمد المشنوق وسط معطيات تفيد ان الامور تتجه نحو الحلحلة. وأبلغ الوزير قزي "النهار" أن قسماً كبيراً مما طلبه حزب الكتائب أخذ به، وابرزه ان تبقى الدولة المرجع الذي يحدد المطامر من خلال وزارة البيئة ومجلس الوزراء و"الصيغة التي تظهر ذلك متوافرة في اللغة العربية التي لن تكون بخيلة في هذا المضمار".
مواقف
وفي الملف أيضاً، قال الرئيس بري: "وفق معلوماتي ان الجلسة تتجه نحو حسم هذا الملف بالتوافق أذا امكن أو التصويت. ونحن مع الرئيس تمام سلام. واذا كان هناك من يعترض فليتحفظ اذا تعذر التوافق. ملف النفايات لا يحتاج الى مماطلة، والا ستجتاح روائحها البلد بعد أسبوع. وعلى مجلس الوزراء تحمل مسؤولياته. هل يجوز ان تصبح النفايات جزءا من التوازنات الطائفية اللبنانية؟ هذا مقرف".
من جهة أخرى، توقع الوزير ريفي أن ينجز مجلس الوزراء اليوم ملف النفايات واعتبر الامر"مسؤولية وطنية لا تقل أهمية عن مواجهة جرائم الانتحاريين".
الحوار
وفي برنامج الحوارات، قال الرئيس بري إن الجلسة الثالثة من الحوار بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" ستلتئم هذا الاسبوع ويحدّد الطرفان أي بند سيناقشانه"، وان الجلسة الثانية "كانت منتجة على صعيد تنفيذ الخطة الامنية في كل المناطق وسرايا المقاومة والمطلوبين وتمّ الانتهاء من هذه النقاط".
في الجهة المقابلة، يزور اليوم رئيس جهاز التواصل في "القوات اللبنانية" ملحم رياشي الرابية حيث يلتقي العماد ميشال عون والنائب ابرهيم كنعان، لعرض نتائج اجتماع معراب الذي استمر أكثر من ساعتين السبت الماضي. وفي معلومات لـ"النهار" ان الجهد ينصب على التوصل الى ورقة مشتركة، وقد تبودلتا اوراق عمل في ملفات رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب والاصلاح واللاجئين والحضور المسيحي في الدولة.
مشاركة باريس
على صعيد آخر، علمت "النهار" ان الرئيس سلام كان عازما على المشاركة في تظاهرة باريس أمس، لكنه عدل عن ذلك بعد العملية الانتحارية في طرابلس وذلك لمتابعة التطورات على هذا الصعيد، ولإبلاغه مشاركة رئيس وزراء اسرائيل في التظاهرة، فكان القرار بتكليف وزير الخارجية جبران باسيل تمثيل لبنان.
 
بيروت تلاقي باريس: "نعم للحرية، لا للارهاب" عسيري لانتخاب رئيس وايخهورست لا تخشى على الاستقرار
النهار..ريتا صفير
بهدوء، تلاقوا "على الوعد" سفراء، وسياسيين، ومجتمعاً مدنياً. لا خطب ولا من يخطبون. تقاطعت نظراتهم "بلمعة"، فلافتة. لمعات ولافتات قالوا فيها الكثير. "احيوا" فيها سمير وجبران. صفقوا لـ"شارلي". حول علم فرنسا، في حديقة سمير قصير، رددوا شعارات الثورة، ثورة "الحرية والمساواة والاخوة". لساعات، ساد صمت. خرقته زقزقة العصافير.
امس "توحّدت" بيروت وباريس. عاشت "باريس الشرق" على نبض "باريس الغرب"، فصرخت: "لا للارهاب نعم للحرية". كل العيون على وفد السفارة الفرنسية. غاب السفير الفرنسي باتريس باؤلي الذي توجه الى باريس، فحضر وفد ضم القائم بالاعمال جيروم كوشار والمستشار الصحافي جان كريستوف اوجيه والمستشار الاعلامي فرنسوا ابي صعب.""كل ما يأتينا من بيروت ولبنان مهم"، قال كوشار لـ"النهار"، "ثمة صداقة تجمع البلدين. لبنان قدّم الكثير لحرية التعبير. فيه مجتمع مدني، وهذا امر ملحوظ، والمجتمع هذا مجنّد اليوم. نحن فخورون بما يقوم به اللبنانيون".
تذكّره بالارهاب الذي ضرب طرابلس فيردّ "عندما تحدثت عن لبنان الذي دفع الكثير، لمحت الى الاغتيالات والعنف في طرابلس، وهذا ما نددنا به، ويقلقنا. بدورنا، ندعم لبنان في الاوقات الصعبة والمحن. البلدان يواجهان معا الارهاب." وتسأله ايضا عن الرد الفرنسي على اعمال مماثلة وما اذا كان سيشمل تعديل تشريعات وتأشيرات على ما صرح مسؤولون اوروبيون، فيطمئن الى ان لبنان هو في المرتبة الدنيا في هذا المجال "ولن يكون مشمولا بهذا الامر".
حول البركة التي تنضح مياها، تكبر الحلقة. ثوان وتطل سفيرة الاتحاد الاوروبي انجلينا ايخهورست. يليها عدد من السفراء بينهم الالماني كريستيان كلاجس والبلجيكي الكس رينارتيس والهولندية ايستار سومسين والاسبانية ميلاغروس هرناندو، فيما بدا السفير السعودي علي عوض عسيري "نجم" الساحة. ترتفع الاقلام. تكاد تحجب - على كثرتها - ما احتضنته اللوحات من شعارات... "الاسلام ضد داعش"، "لسنا خائفين"، "بيروت معك يا شارلي"، "انا وسمير وجبران وشارلي". لافتة واحدة استوقفت كثر. فيها ساوى حاملها "داعش" و"حزب الله" والارهاب"، ورفض فيها الرد على أسئلة الفضوليين. وفي دردشة مع "النهار"، نددت ايخهورست بما حصل في الشمال منوهة "بالمواجهة المدنية التي تعبر عن التضامن، ليس فقط مع باريس بل مع طرابلس وصيدا وعرسال". واذ اكدت انها لا تخشى على الاستقرار في لبنان "ولاسيما عندما يكون لدينا مثل هذه القوة" (قوة المجتمع المدني) اشارت الى اهمية "ان نبقى حذرين"، مؤكدة أن "الناس تقول كفى". ورأت "ان ما حصل في جبل محسن لن يؤدي الى اعادة توتير الاستقرار"، موضحة ان "الناس استعادوا الامل وسيتم استيعاب الامر".
بدوره، قال عسيري لـ"النهار" ان مشاركته "هي للتضامن مع السفير الفرنسي والفرنسيين في شكل عام واهل الضحايا"، مديناً العمل الارهابي بكل اشكاله". واستذكر في هذا الاطار "ما حصل في باريس وعلى الحدود السعودية-العراقية وفي جبل محسن". واضاف ان "ما يحصل في عالمنا يدعونا الى وقفة تأمل. الادانة لاتكفي. علينا النظر الى بؤر عدم الاستقرار التي تصدّر الى العالم مثل هذا الارهاب. ويجب ان تتخذ كل دول العالم قرارا جادا للتعامل مع هذه الظاهرة للقضاء عليها، وهذا يحتاج الى جهد دولي جماعي".
وعن خشيته على الاستقرار في المملكة، اكد ان "السعودية محصنة بشعبها وقيادتها وسياساتها الحكيمة، وهي تضرب بيد من حديد لمكافحة الارهاب وقد نجحت في ذلك. المملكة هي ضمن الدول التي هي ضحايا الارهاب، وما رأيناه فيها رأيناه ايضا في فرنسا وعلى الحدود العراقية وفي اليمن." وفي معرض تعليقه على تفجير طرابلس، شدد على ان "الارهاب لا دين له"، معربا عن ثقته "باللبنانيين واهمية تضامنهم ووحدتهم لتحصين لبنان". كما دعا الى "تضافر الجهود لانتخاب رئيس وملء الفراغ"، معتبرا ان "ما نراه من حراك يحتاج الى ان يكون في قصر الرئاسة من يملأ هذا الفراغ".
 
لبنان يتحسب لموجة انتحاريين وطرابلس تتجاوز التفجيرين
بيروت - «الحياة»
استفاق لبنان أمس على هول الصدمة التي أصيبت بها منطقة جبل محسن ذات الأكثرية العلوية في مدينة طرابلس الشمالية، بسقوط 9 شهداء وأكثر من 36 جريحاً نتيجة التفجير الانتحاري المزدوج الذي نفذه شابان من منطقة المنكوبين الطرابلسية المجاورة في مقهيين شعبيين ليل أول من أمس، بينما نجحت ردود الفعل من أهالي وقيادات طرابلس السنية، المستنكرة للعمل الإرهابي في استيعاب أي ردود فعل مذهبية، كان أحد أهداف العملية الإرهابية استدراج بعضهم اليها، خصوصاً ان «جبهة النصرة» تبنتها، فيما قال وزير الداخلية نهاد المشنوق أثناء تفقده مكان الانفجار وتعزيته بالشهداء، ان «المعلومات المبدئية» هي أن تنظيم «داعش» وراء عملية التفجير.
وشيّع أهالي جبل محسن الشهداء التسعة ضحايا التفجيرين الانتحاريين اللذين تبين ان من نفذهما شابان من حي المنكوبين المجاور في طرابلس، بمشاركة وفود من المدينة ولفت نعوش الشهداء بالعلم اللبناني في وقت أجمعت مواقف القيادات اللبنانية الرسمية والسياسية قاطبة على الدعوة الى التضامن والوحدة ومواجهة الإرهاب، في ظل مخاوف من دخول لبنان مرحلة جديدة من التفجيرات الانتحارية التي كان شهد موجة منها قبل أكثر من سنة، تراجعت نتيجة تمكن الأجهزة الأمنية اللبنانية من إحباط الكثير منها وتوقيف خلايا نائمة خلال السنة الماضية.
وقالت مصادر أمنية رفيعة لـ «الحياة» ان المعلومات التي لدى الأجهزة الأمنية عن إمكان قيام بعض الانتحاريين بعمليات هي التي عززت هذه المخاوف وإن اكتشاف هوية انتحاريي أول من أمس في جبل محسن وهما سمير الخيّال وبلال محمد المرعيان (بيان الجيش) دفع الى تكثيف التحقيقات لمعرفة صلاتهما وتاريخهما، بعد أن تم التأكد أنهما جزء من مجموعة كانت الأجهزة الأمنية رصدت اختفاءها منذ أشهر بشبهة انتقال بعض عناصرها الى العراق أو الى سورية، إما للتدريب أو للمشاركة في القتال، مع «داعش». وترددت معلومات في هذا السياق أنه كانت صدرت مذكرة بحث وتحر بحق الانتحاريين الخيّال ومرعيان (الملقب أبو ابراهيم) قبل أشهر من ضمن لائحة أسماء اختفى أصحابها عن الأنظار، وتأكد الأمر بعد ان استمع فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي قسم مخابرات الجيش الى والد الخيال الذي كان قال في التحقيقات معه أنه سبق أن تقدم بإخبار عن اختفاء ابنه في أحد مخافر طرابلس قبل 3 أشهر. وهو أودع لاحقاً لدى مخابرات الجيش كذلك شقيق الانتحاري الثاني المرعيان، وموقوف ثالث للتحقيق معهم حول ما يعرفون عن علاقاتهما. كما ان فرع المعلومات أوقف 4 أشخاص هم من أصدقاء الانتحاريين للتدقيق في هوية أشخاص كانا على صلة بهم.
وإذ أصدرت عائلتا الانتحاريين بيانات تتبرأ منهما وتستنكر عملهما وترفض التعرض لأهالي جبل محسن، فإن نواب المدينة دعوا بعد اجتماعهم في منزل النائب سمير الجسر أكدوا أن «لا أمن سوى الذي توفره الدولة وأهل السنة يرفضون منطق الثأر لأنه من موروثات الجاهلية». وكانت «النصرة» في حسابها على «تويتر» ادعت تبني العملية ذاكرة اسم الخيّال على أنه كيال، ما دفع للتشكيك ببيانها الذي أشار الى أن العملية «ثأراً لأهل السنّة في سورية ولبنان».
وقال الوزير المشنوق ان المرحلة المقبلة صعبة، وأن الانتحاريين قد يكونان على علاقة بالإرهابي الذي قتل في انفجار فندق دي روي. وذكرت معلومات لـ «الحياة» ان الحسن الذي لوحق وقتل في طرابلس والذي كان مكلفاً تزويد الانتحاريين الذين ترسلهم «داعش» بالأحزمة الناسفة، ورد اسمه في التحريات عن لائحة الشبان الذي اختفوا قبل أشهر وبينهم شاب قتل في العراق وآخر فجر نفسه في إحدى العمليات في سورية. كما ان التحريات تجري عن كيفية عودة الانتحاريين اللذين نفذا عملية أول من أمس الى لبنان.
ورأى رئيس الحكومة تمام سلام ان الجريمة محاولة جديدة لزرع الفتنة في طرابلس وإعادتها الى أجواء الفوضى التي طالما عانت منها. وقال ان ما حصل تحدٍ للدولة وقواها الأمنية ولن يرهب الطرابلسيين واللبنانيين ولن تضعف عزيمة الدولة في مواجهة الإرهاب والإرهابيين وكل أشكال الخروج على القانون... وركزت مواقف الاستنكار، لا سيما من زعيم تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري على وقوف اللبنانيين وراء الجيش والقوى الأمنية لحفظ الأمن. ودعا غير زعيم سياسي الى تجاوز الخلافات المذهبية والسياسية وعلى كفاءة الأجهزة الأمنية. وإذ شدد القادة الروحيون والمشايخ على الوحدة والعيش المشترك دعا «المجلس الإسلامي العلوي» أهل جبل محسن الى «أقصى درجات ضبط النفس وتفويت فرصة إشعال الفتنة التي يريدها الإرهابيون. وأعرب «الحزب العربي الديموقراطي» النافذ في جبل محسن عن ارتياحه لردود الفعل الطرابلسية وأكد أن الجيش هو الذي يحفظ أمن الجميع.
 
تفجيرات جبل محسن تعيد الحذر إلى مناطق نفوذ حزب الله وشاهد عيان لـ «الشرق الأوسط» : أحد أبناء المنطقة عانق الانتحاري الثاني وانفجرا معا

بيروت: كارولين عاكوم .... شيعت منطقة جبل محسن في شمال لبنان أمس الضحايا الـ9 الذين سقطوا نتيجة التفجيرين الانتحاريين اللذين وقعا ليل الأحد الماضي. وبينما لا يزال بعض جرحى التفجير الذين بلغ عددهم 37 شخصا، في المستشفيات، يسود منطقة الشمال وطرابلس بشكل خاص حالة من الخوف والقلق من عودة الأحداث الأمنية، بعد فترة من الهدوء لم تستمر أكثر من 4 أشهر، منذ بدء تنفيذ الخطة الأمنية. وهو ما يشير إليه أحد أبناء جبل محسن، قائلا في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «كانت لدينا معلومات أن حدثا أمنيا سيحدث في المنطقة لكن لم نكن نتوقع وقوع تفجير أو عملية انتحارية»، مع العلم أنها المرة الأولى التي تستهدف «جبل محسن» بتفجير انتحاري.
وعن لحظة وقوع التفجير، قال: «عندما فجر الانتحاري الأول نفسه ظننا أنها أسطوانة غاز، قبل يصرخ الثاني (الله أكبر)، فما كان حينها من الشاب عيسى خضور إلا التوجه نحوه فانفجر الحزام الناسف بهما».
وكان مصدر أمني أفاد بأن أحد الانتحاريين وصل بعيد الساعة السابعة والنصف من مساء السبت إلى «مقهى الأشقر» في حي مأهول في جبل محسن وفجر نفسه بواسطة حزام ناسف. وبعد نحو 7 دقائق، وبينما كان الذعر سائدا في المكان، وصل الانتحاري الثاني وفجر نفسه، ما تسبب في مقتل 9 مدنيين وإصابة 37 آخرين بجروح.
واعتبر وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أن «محاولات فرض إمارة في طرابلس لا تزال مستمرة»، مشددا على أن «المجرمين لا يلقون تجاوبا داخليا لأنه لا بيئة حاضنة للإرهاب والتكفير». ورأى درباس، في حديث إذاعي، في تفجير جبل محسن محاولة لتعطيل الحوار الحاصل بين حزب الله وتيار المستقبل، لافتا إلى أن ردود الفعل الشعبية جاءت مخالفة لما توقع الإرهابيون. أما عن خطوات الحكومة المقبلة، فأكد درباس أنها لن تقبل بإعادة طرابلس إلى نقطة الصفر، داعيا إلى تنفيذ المشاريع الموضوعة للمدينة التي لن تتمكن من الخروج من أزمتها إلا بعد الخروج من مستنقعها الاقتصادي.
من جهة أخرى، وبينما أعاد تفجير جبل محسن لبنان إلى دائرة خطر الاعتداءات التي طبعت العام الماضي، وأثار الخوف من عودة التفجيرات إلى لبنان من بوابة طرابلس، أشارت بعض المعلومات إلى قيام حزب الله بإجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة خوفا من تجدد استهداف مناطقه، وهو ما نفاه الخبير العسكري، العميد المتقاعد المقرب من حزب الله، أمين حطيط، مؤكدا أن الإجراءات الأمنية هي نفسها لم تتغير منذ نحو سنة ونصف السنة، عند بدء استهداف المناطق التابعة للحزب.
وأوضح في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «التهديدات والمخاوف قائمة منذ التفجير الأول الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت»، مؤكدا أن «الذي أدى إلى توقفها ليس تراجع الإرهابيين إنما الإجراءات الأمنية المتبعة في هذه المنطقة من قبل الحزب والجيش اللبناني»، مضيفا: «إذا كان هناك بعض التساهل في الفترة الأخيرة فمن الطبيعي أن تتشدد الإجراءات أكثر بعد تفجير طرابلس».
واعتبر حطيط أن «أمن لبنان قد يهتز في الفترة المقبلة لكنه لن يقع»، مشيرا إلى استمرار إمكانية وقوع بعض التفجيرات في بعض المناطق ذات المناعة الأمنية المنخفضة، لكن من شأن الحوارات التي تحصل بين الأفرقاء السياسيين أن تساهم إلى حد كبير في عدم انفجار الوضع في لبنان».
 
"النصرة" لأهالي جبل محسن وحزب الله: سنضربكم في عقر دياركم
 موقع 14 آذار...
هددت جبهة "النصرة" مساء الأحد أهالي جبل محسن وحزب الله باعتداءات جديدة، وذلك بعد هجوم انتحاري مزودج السبت في الجبل أدى إلى سقوط تسع ضحايا وأكثر من 37 جريحا.
وقالت الجبهة في بيان رسمي نشرته عبر أحد حساباتها على موقع "تويتر" متوجهة إلى من أسمتهم "النصيرية وحزب إيران وحلفائهم"، بالقول "لن ندخر جهداً لضربكم في عقر دياركم وستدفعون ثمن جرائمكم المستمرة التي ترتكبونها بحق أهل السنة واعتداءاتكم على مقدساتهم في أرض الشام".
ونفذ انتحاريان من طرابلس الهجوم في مقهى بجبل محسن، المنطقة المساندة للنظام السوري، وتبنت الجبهة الهجوم بالرغم من أن وزير الداخلية نهاد المشنوق كشف في معلومات "أولية" عن ضلوع تنظيم "الدولة الإسلامية" في الإعتداء.
وعزت "النصرة" سبب الجربمة إلى "استهداف النصيرية في جبل محسن لمساجد أهل السنة في طرابلس الشام والذي نتج عنه ارتقاء قرابة خمسة وخمسين شهيداً وأكثر من ثلاثمائة جريح".
وتشير بذلك إلى تفجيرين استهدفا مسجدي "التقوى والسلام" في 23 آب من العام 2013 وسقط ضحيته 45 قتيلا بحسب حصيلة غير رسمية.
وأصدر القضاء مذكرة توقيف بحق رئيس الحزب "العربي الديمقراطي" علي عيد في الملف، وكان من المتوقع استجوابه السبت لكنه لم يحضر.
وأضافت "النصرة" في بيانها "تغاضت حكومة لبنان عن هذه الجرائم بتركها مجال الهروب مفتوحاً أمام هؤلاء المجرمين الذين نفذوا هذا العمل الدنيء، ضاربين بمشاعر أهل السنة في لبنان عرض الحائط". وشرحت أن الجريمة تمت "بعد الرصد الدقيق (للمقهى) والمتابعة الحثيثة تم اختيار الساعة المناسبة للعملية فتقدم البطل المقدام أبو عبدالرحمن تقبله الله مقتحماً المقهى وكبّر ثم فجّر حزامه الناسف في جموع النصيرية المتواجدين فيه".
أما "البطل الهمام" كما سمته فيدعى "أبوحسام وتقدم بضع دقائق ثم فجر هو الآخر حزامه بمن تجمع من عناصرهم الأمنية التي هرعت لمكان الإنفجار الأول".
 
 مليون دولار شهرياً من السفارة في بيروت الى دمشق عبر الحقيبة الدبلوماسية...
 المصدر : خاص موقع 14 آذار... سلام حرب
منذ العام 2011، كانت هناك طلبات واضحة وصريحة من جانب وزارة الخزانة الأميركية للسلطات اللبنانية بالحرص على ضبط التحويلات المصرفية بين لبنان وسوريا تنفيذاً للقرارات الدولية الخاصة بالعقوبات المفروضة على سوريا. وكانت الطلبات الغربية والأميركية بشكل خاص تركز على الحفاظ على الشفافية في التعاملات المالية والمصرفية والذي تعهد حاكم مصرف لبنان بتنفيذها وأصدر المصرف المركزي تعميمات تنص عليها. ويبدو أن الخشية من قيام النظام السوري بمحاولات للتهرّب من العقوبات المالية التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي هو أمر في مكانه. هذا ما أكده الموظف السابق في السفارة السورية في بيروت، الأستاذ نزار الشرع، في حديث خاص لموقع 14 آذار الألكتروني من السويد التي لجأ إليها مؤخراً، حيث أوضح أن أحد المصارف اللبنانية متورط في عملية تحويل اموال الى النظام السوري في دمشق.
نزار الشرع، ظلّ يعمل في السفارة السورية حتى انشقاقه بعد صراع طويل مع طاقم السفارة والسفير، "وبعد أن وصلنا الى مكان فقدت فيه اي احساس باحتمال تحسن الامور وبعد ان تعمدت السفارة الضغط علينا لمنعنا من مساعدة السوريين الموجودين في لبنان". واشار الشرع أنّ "الحلّ الوحيد جاء عبر انشقاقي عن السفارة لأنضوي في صفوف من يقدموا المساعدات والتقديمات الانسانية للاجئين السوريين بقدر المستطاع. وللأسف كانت أطياف واسعة من أجهزة الأمن اللبنانية تعمل وفق اشارة السفارة السورية وبناء على أوامر سفير النظام في بيروت. وقد شرعت في العمل من خلال المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الانسان (لايف) ومن ثم من خلال مؤسسة غير حكومية خاصة بالسوريين انشأناها لهذا الغرض. النتيجة كانت اصدار مذكرات توقيف بحقي وحق عدد من الناشطين الحقوقيين والإغاثيين وصلت الى حد منع السفر واخضاع شامل لي شخصياً".
وأشار نزار الشرع في حديثه الى موقع 14 آذار أنّ "أحد المصارف اللبنانية يقوم من بيروت بتسهيل عملية التحويلات المالية التي يتم ارسالها من جميع انحاء العالم، ليتم ارسالها لاحقاً الى الداخل السوري وبالتحديد الى حكومة النظام. وعلى سبيل المثال، فان السفارة السورية في بيروت حين كانت في مبناها القديم في شارع الحمرا، كانت تتقاضى رسوماً وبدلات مالية كبيرة لقاء المعاملات التي تجريها بشكل يومي. المبالغ الشهرية من السفارة في بيروت كانت تنقل الى سوريا بمعدل مليون دولار اميركي ، حيث توضع في الحقيبة الدبلوماسية التي تعبر الحدود من دون تفتيش".
ويتابع الشرع حديثه قائلاً " كما انّ السفارة السورية احتاجت في احد المرات الى مبلغ يقدّر بحوالي خمسة ملايين دولار من اجل اتمام البناء في الحازمية، (والتي تعتبر من أعلى السفارات السورية دخلاً) الى ارسال هذا المبلغ الى هذا المصرف اللبناني في بيروت والذي بدوره اوصله الى السوريين. وهذا نموذج على التحويلات المالية التي مازالت تجري حتى الساعة بين الخارج وبين هذا المصرف اللبناني".
وعن اساليب نقل الأموال، أوضح الشرع " تحويل الأموال قد يتم عبر حسابات شخصية وبالتالي لا يمكن عملياً التأكد من المرسل الحقيقي والمتلقي الحقيقي خصوصاً أن لبنان مازال البوابة الوحيدة المصرفية المتوفرة للنظام السوري وبالتحديد عبر هذا المصرف اللبناني. وعادة ما يتقاضى هذا المصرف عمولات عادية او أعلى بقليل من المتعارف عليه لقاء هذه الخدمات. فيقوم باستقبال هذه الودائع المرسلة الى أسماء وهمية ويقوم بتوجيهها الى الحسابات في المصرف التجاري السوري".
وفي حين نفى الشرع معرفته اذا كانت هناك مصادر اخرى للتحويلات المالية الى سوريا سوى سفاراتها في الخارج، أكّد أنّ " عملية نقل أموال السفارات السورية الى النظام يعني أن امكانية نقل اموال أخرى من مصادر أخرى هي أمر وارد بالفعل وربما يجري منذ زمن بعيد. ونؤكد أن خط لبنان هو الشريان المالي الذي لا يزال قائماً وبيروت هي أفضل ممر مالي لصالح دمشق في وقت تضع كل السفارات السورية في العالم أموالها حصراً في حسابات مخصصة لهذا الغرض في المصرف التجاري السوري. ويمكن لأي جهة مصرفية الاطلاع على هذه الحسابات بكل سهولة".
وتمنى الشرع في نهاية حديثه التحري والتأكد بخصوص التحويلات والحسابات السورية في المصارف اللبنانية من قبل السلطات المصرفية المعنية. كما دعا الى مراقبة الأموال التي تأتي على شكل مساعدات للاجئين السوريين كي يتم الحؤول دون صرفها في غير الأوجه المخصصة لها.
 
لبنان يتوحَّد ضد الإرهاب وملامح حلّ للنفايات في مجلس الوزراء اليوم
الجمهورية...
حدثان سياسي وأمني. الأوّل في فرنسا، والثاني في لبنان. ففي وقتٍ شهدَت باريس تظاهرة مليونية لا سابقَ لها ستدخل التاريخَ الفرنسي كمحطة مفصلية في الدفاع عن الحرّية والتصدّي للإرهاب، وتحوَّلت إلى محطة كونية إنسانية دفاعاً عن حقّ الإنسان في التعبير، شهدَت مدينة طرابلس وتحديداً «جبل محسن» عملاً إرهابياً جدّد المخاوف من دخول لبنان مرحلة أمنية جديدة، إلّا أنّ وحدة الموقف السياسي التي تجَلّت في بيانات الإدانة والاستنكار مصحوبةً بالدعم المطلق للأجهزة الأمنية من أجل قطعِ الطريق على أيّ محاولة ترمي إلى هزّ الاستقرار، فضلاً عن توجّه الحكومة الصارم في كلّ ما يتّصل بالقضايا الأمنية، ولقاءات الحوار التي أحدُ أهمّ أسبابها تحصين العمل الحكومي والوضع الأمني، مدَّت الواقعَ اللبناني بجرعات من الاطمئنان والتفاؤل على مستقبل الوضع في لبنان.
في وقت شهدت فرنسا تظاهرة مليونية تاريخية ضد الارهاب، بمشاركة 50 من قادة العالم تقدَّمهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وسط إجراءات أمنية مشددة، وفيما تستضيف واشنطن قمّة في 18 شباط المقبل للبحث في سبل «محاربة التطرف في العالم»حسبما اعلنَ وزير العدل الأميركي اريك هولدر، وعلى وقع تزايد الدعوات الدولية الى تعزيز التنسيق لمكافحته والتكاتف في مواجهته، وبعدما سجّل بند تخفيف حدة الاحتقان في الحوار بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» تقدّماً جدّياً، أبى الارهاب إلّا ان يُطلّ برأسه مجدداً ومن بوابة جبل محسن عبر تفجير انتحاري مزدوج تبنته «جبهة «النصرة» ونفّذه ابنا منطقة المنكوبين في طرابلس طه سمير الخيال وبلال محمد المرعيان بواسطة حزامين ناسفين كانا بحوزتهما بزِنة نحو 4 كلغ من مادة الـ TNT. وحصد اكثر من 35 جريحاً و11 قتيلاً شيّعوا أمس وسط اجراءات امنية مشددة.

وأوقف الجيش 3 أشخاص تربطهم علاقات بمنفّذي العملية الارهابية، في وقت شجبَ اهالي الانتحاريين الجريمة وأكدوا تضامنهم مع اهالي جبل محسن، وتواصَلت الإدانات لهذا العمل الارهابي.

إجتماع أمني

واستدعى هذا التطور الامني، وهو الأوّل في العام الجديد، استنفاراً حكومياً وأمنياً واسعاً. وترَأسَ رئيس الحكومة تمام سلام في المصيطبة، اجتماعاً أمنياًَ حضرَه وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير العدل أشرف ريفي ومدّعي عام التمييز القاضي سمير حمود وقائد الجيش العماد جان قهوجي.

وشاركَ في الاجتماع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، مدير المخابرات في الجيش العميد ادمون فاضل ورئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد عماد عثمان. وبعد الاجتماع قال سلام إنّ ما حصل يستلزم الإبقاء على أعلى درجات اليقظة والجهوزية من القوى المولَجة حماية الأمن.

وقالت مصادر المجتمعين لـ«الجمهورية» إنّ الإجتماع الإستثنائي فرضَته الظروف التي رافقت التفجير المزدوج والنتائج التي توصّلت اليها التحقيقات الجارية على أكثر من مستوى امني وقضائي واستخباري.

وهنّأ سلام القادة الأمنيين والأجهزة المختصة على الكشفِ سريعاً عن هوية منفّذي العملية وعلى التدابير الأمنية الإستثنائية التي اتّخذت وضبطت الوضع في المدينة وسَمحت بوصول وحدات الصليب الأحمر والإسعاف الى مكان التفجير ونقل المصابين بسرعة الى المستشفيات، وعبَّر عن ارتياحه الى ردّات فعل ابناء طرابلس الذين دانوا بصوت واحد الجريمة ومنفّذَيها اللذين تبرّأت منهما عائلتاهما، مبدياً أسفَه لأنهما كانا من ابناء المدينة نفسِها ويا ليتهما كانا من الغرَباء.

وأطلعَ المشنوق المجتمعين على مشاهداته الميدانية عندما تفقّدَ مكان الإنفجار، مؤكّداً تضامنَه مع اهالي الشهداء والمصابين. وتحدّث عن التدابير التي اتخذتها القوى العسكرية والأمنية في المدينة وأبدى ارتياحه الى حجم التنسيق القائم بينها.

ثم تحدّث ريفي عن انطباعات الطرابلسيين حيال الجريمة، وقال إنّها جريمة ضربَت كلّ بيت في طرابلس بعدما أسقطَت التفاهماتُ الأخيرة خطوط التماس بين اهالي المدينة، معتبراً انّها كانت خطوطاً مصطنعة. وأبلغ الجميعَ ببدء التحضيرات القضائية تمهيداً للطلب من مجلس الوزراء إحالة الجريمة الى المجلس العدلي.

وتحدّث قادة الأجهزة الأمنية فاستعرضَ قائد الجيش التدابير التي اتّخذت والتعليمات التي أعطِيت الى الوحدات العسكرية للتشدد في ما تنوي القيام به في المستقبل لمنع ايّ احتكاك او ايّ اعتداء على امن المدينة وسكّانها.

ولفتَ القاضي صقر الى انّ منفّذي الجريمة شملتهما الإستنابات القضائية الصادرة في حق عشرات ابناء المدينة لمشاركتهم في العمليات العسكرية التي جرت في طرابلس ومع القوى الأمنية والعسكرية.

وتبلّغَ المجتمعون انّ التحقيقات التي تجري بإشراف القاضي صقر تركّز على معرفة مَن ساعدَ الإنتحاريين تقنياً وعسكرياً ومَن وفّر انتقالهما من سوريا الى لبنان فطرابلس، خصوصاً أنّ المعلومات تشير إلى أنّهما عادا اليها في عطلة نهاية الأسبوع الماضي.

وتتركّز التحقيقات على داتا الإتصالات لكشف الإتصالات الأخيرة التي أجرياها بعد عودتهما الى المدينة، وهوية مَن كانا على تواصل معه في الساعات الاخيرة قبل تنسيق العملية للقيام بها سويّاً.

وأكّد المجتمعون أخيراً أهمّية التنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية وتبادُل المعلومات لسدّ الثغرات التي يمكن ان ينفذَ منها الإرهابيون في ضوء المعلومات التي تتحدّث عن احتمال تكرار مشهد جبل محسن في اكثر من منطقة محتملة في طرابلس كما في مدن ومناطق اخرى من لبنان.

ريفي

وقال ريفي لـ«الجمهورية» إنّه طلبَ من المراجع المعنية اتّخاذ الإجراءات القضائية والعدلية الضرورية لرفع الملف الى مجلس الوزراء بهدف إحالة الجريمة الى المجلس العدلي اسوةً بجريمتي تفجيري مسجدي السلام والتقوى في طرابلس، وأوضح انّ الأحكام الإستثنائية التي حكمت إحالة الأولى هي نفسُها التي دفعَته الى هذا الإجراء.

وأضاف: نحن نتطلع الى هذه الجرائم بعين واحدة وبمعيار واحد، وعلى الجميع ان يفهمَ ذلك. فأبناء جبل محسن هم طرابلسيون لبنانيون، وشهداء العملية الإجرامية أمس الاوّل هم انفسُهم ممّن سقطوا في تفجيري المسجدين، ولا تفرقة ولا تمييز. ومهما حاول البعض ان يميّز بين ابناء المناطق فنحن لم ولن نفعلَ ذلك لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل.

مصادر أمنية

وأفادت مصادر أمنية لـ«الجمهورية» أنّ الانتحاريَين الارهابيَين كانا ينضويان تحت إمرة اسامة منصور وشادي المولوي، وقد شاركا معهما في المعارك الاخيرة، وهما تتلمَذا تحديداً على يد منصور، إلّا انّهما اختفيا بسحر ساحرعند اختفاء المولوي ومنصور وغابا عن السمع ليتّضحَ بعدها انّهما التحقا بإمرة امير جبهة «النصرة» في القلمون ابو مالك التلة. وتشير المعلومات إلى انّ المولوي ما زال في عين الحلوة يراقب، فيما منصور هو العقل المدبّر.

وأكّدت المصادر انّ ذوي الانتحاريين علمَا بعملية ابنائهما من خلال اجهزة التلفَزة، وقد اصيبوا بالصدمة رافضين تصديقَ ما شاهدوا.
ولاحظَت المصادر انّ الطريقة التي اعتمدها الانتحاريان في التفجير من خلال الاحزمة الناسفة وغيرها من اساليب الدقّة في الرصد والمراقبة وسرعة التنفيذ والوصول الى الهدف تدلّ على احترافية عالية، ما يدلّ الى انّ «داعش» هي من خططت ونفّذت العملية، فهو اسلوبُها.

واشارت الى انّ هناك تنسيقاً كاملا بينها وبين منطقة القلمون السورية، إلّا انّ «النصرة» شاءت ان تخطف الاضواء وتتبنّى العملية، علماً أنّ التنسيق بين هذين التنظيمين الارهابيين جارٍ على قدم وساق، والدليل التنسيق في ملف العسكريين المخطوفين.

ووصفَت المصادر المشهد في طرابلس بالمشهد المضطرب، مشيرةً الى انّ الناس خائفون، فلم يكن احد منهم يعتقد للحظة بأن أياً من ابنائه سيُقدِم على تفجير نفسه بين ابناء منطقته. وقالت: «لعلّها المرّة الاولى التي يقف فيها اهالي المنكوبين وجبل محسن في الخندق نفسِه مذهولين من حدّة ما وصلَ اليه تفكير ابناء المنطقة الواحدة. فحتى المشايخ السلفيون تمنّعوا عن التصريح سلباً أو ايجاباً، فاللعبة باتت اكبر منهم، إذ ليس هناك قوة على الارض تدفع إنساناً الى تفجير نفسه بأهله».

بنك أهداف

في الموازاة، كشفَت معلومات عن اختفاء صِبية من مدينة طرابلس، عددُهم يُقدّر بنحو 120 وأعمارُهم لا تتخطّى الـ20 سنة، وتكثر الأقاويل حولهم يومياً، تارةً عن مقتل احدهم في القلمون

وتارةً عن مقتل آخر في تلكلخ، فيما يعتقد أهاليهم أنّ ابناءَهم يقاتلون مع «الجيش الحر». ويخشى ان يكون هؤلاء انتقلوا من «الجيش الحر» الى «داعش» فـ«النصرة» ليتحوّلوا اليوم بنك اهداف لمصالح سياسية يُستعمَلون فيها حسبَ أجندات معيّنة.

الشعّار

ولاقت الجريمة الارهابية استنكاراً واسعاً وأجمعَت المواقف على إدانتها والتأكيد أنّ الإرهاب لا يميّز، ودعَت الى الوقوف إلى جانب الجيش في وجه
الإرهاب.

وقال مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعّار لـ«الجمهورية»: «إنّ ما حدث بالأمس محاولة شرّيرة لن يُكتب لها الاستمرار أو التكرار لثقتِنا الكبيرة بالجيش وبقوى الأمن الداخلي، وما حدثَ بالأمس فاجعة كبيرة ألمَّت بأهل طرابلس جميعاً وليس بأهل جبل محسن فقط، لأنّ أهل جبل محسن وسكّانه هم اهلنا وأخواننا، نفرَح لفرحهم ونتأثر لحزنِهم.

وهذه الفاجعة الكبيرة الغايةُ منها هي ان تعود الفتنة بين منطقتي جبل محسن وابناء المدينة، لكنّ ثقتنا بوعي جميع ابنائها ثقة كبيرة وإننا سنتجاوز هذه المحنة بوعي وطنيّ كبير سيزيد من اخوّتنا وتلاقينا ووحدتنا الوطنية».

وإذ استنكرَ الشعّار واستهجن ما حدث، تقدّم بكامل العزاء والمواساة لأخواننا وأهلنا في جبل محسن على ما أصابهم، مناشداً إيّاهم رباطة الجأش والحكمة والرويّة، وأن نزداد وإياهم تمسّكاً بالجيش الذي له منّا الف تحية وبقوى الأمن الداخلي التي لها منّا ايضاً تحية كبيرة.

فتفت لـ«الجمهورية»

وأكّد عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت لـ«الجمهورية»: «أنّ طرابلس مصدومة جداً لأنها اعتبرت أنها تجاوزت المِحنة. واضحٌ جدّاً أنّ هناك من لا يريد لهذا البلد ان يستكين .التضامن أوسع بكثير ممّا كنا ننتظر، وهذه نقطة تسجَّل للمدينة ولأهلها ولطريقة تعاطيهم مع هذه المرحلة، لكنّ ما حصل أمر مخيف، فالناس خائفون فعلاً، إذ إنّ ما حصل مؤشّر إلى انّنا لم نخرج من الأزمة بعد».

وعن سُبل تطويق ما حصل، أجاب: «علينا ان نعالج كلّ الاسباب التي أوصَلت البلاد الى ما وصلت اليه، فبصراحة، من دون إقامة دولة حقيقية وتضامن وطني شامل وعام وتفاهُم وطني عام، نحن معرّضون دائماً».

وقال: «إنّ الجميع مدرك انّ هناك خطورة كبيرة جداً في هذه المرحلة»، ورأى انّ هذه الرسالة موجّهة الى كل لبنان بأنّ الارهاب يستطيع ان تكون له اليد العليا، وكذلك رسالة موجّهة إلينا بمعنى أنّه يجب ان نعالج الاسباب الحقيقية للمرحلة التي وصلنا اليها، فإذا بقينا نتسلى بالقشور ولا نعالج الامور الحقيقية سنظلّ معرّضين في ايّ وقت من الاوقات لهزّات ولعدم القدرة على مجابهة الامور كما يجب.

علّوش لـ«الجمهورية»

من جهتِه، قال القيادي في تيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش لـ«الجمهورية»: «إنّ هذا النوع من الارهاب وطريقة التفجير هي جديدة على الساحة اللبنانية، ثمّ إنّ في تاريخ طرابلس لم يحصل ارهاب من هذا النوع، وهو بعيد كلّ البعد عن المدينة على رغم النزاع الذي دام 40 سنة بين جبل محسن وباب التبانة، لكنّني أعتبر أنّ هذا الارهاب هو جزء من الجنون الارهابي الذي يطاول العالمَ بأسره، وليس مستغرباً تزامُن هذه العملية مع ما شهدَته فرنسا وما حصلَ في نيجيريا وربّما قد يحصل في اماكن اخرى من العالم، وأرى انّ هناك تنافساً بين المجموعات الارهابية على عمليات الجنون التي تقوم بها.

وعن اختيار جبل محسن برأيه، وهل سيتكرر ما حصل، أجاب: «إنّها محاولة واضحة للإيحاء لسنّة طرابلس بأنّ المجموعات المتطرّفة هي الأكثر قدرةً على «الإنتقام» لأبناء المدينة، ومحاولة لضرب الإعتدال المتمثّل بتيار «المستقبل» بشكل عام وغيره، وللتأكيد أنّ التطرّف هو الوحيد الذي يمثّل السنّة، ولكنّ ردّة فعل ابناء طرابلس اكّدت انّ هذا الامر لن يمرّ، ويمكن ان يتكرّر ما جرى لكن الاهمّ كيف تكون ردّة فعلنا حياله».

إدانات بالجملة

دولياً، دانت الولايات المتحدة الاميركية بشدّة التفجير، وأعلنَت نائبة المتحدّثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف انّ بلادها «ستواصل دعمَها القوي لقوات الأمن اللبنانية التي تحمي الشعب اللبناني وتقاتل المتطرفين العنيفين وتحافظ على استقرار لبنان وسيادته وأمنه». كذلك دانت كلّ من سوريا وإيران ومصر التفجير الإرهابي.

مجلس الوزراء

إلى ذلك، يستأنف مجلس الوزراء في الخامسة عصر اليوم البحثَ في حلّ ملف النفايات، وسط أجواء تفاؤل توحي بأنّ الملف سيُطوَى اليوم بعد التفاهم على صيغة تُرضي الطرفين تحت عنوان «الشراكة الملزمة بين المؤسسات التي ستتولى جمعَ وكنسَ وطمرَ النفايات وبين الحكومة»، خصوصاً عند تحديد المطامر باعتبارها «مرفقاً عاماً وأنّ إدارتَها عملية مشتركة.

جريج في المصيطبة

وقد أوفدَ رئيس الكتائب أمين الجميّل أمس وزير الإعلام رمزي جريج الى المصيطبة للقاءِ سلام ونقل مودّة الجميّل وتقديره للمهام التي يقوم بها، مؤكّداً أن لا شيء يفسد العلاقة معه. وأفضى الاجتماع الى مقاربة ايجابية ستؤدّي مبدئياً الى الانتهاء من ملف النفايات اليوم.

بيان الجميّل

وكان الرئيس الجميّل أصدرَ بعد اجتماع جريج مع سلام بياناً أعربَ فيه عن ثقته المطلقة بأداء سلام، وشدّد على انّ الحزب تعاطى بشكل ايجابيّ وبنّاء بموضوع ملف النفايات الصلبة، ولا بدّ أن تصل الأمور الى الحلّ المنشود».

ويعقد الجميّل مؤتمراً صحافياً، بعد ظهر اليوم عقب اجتماع المكتب السياسي يتحدّث فيه عن هذا الملف. وقد أبدى سلام ارتياحه لبيان الجميّل شكلاً ومضمونا.

المشنوق

وعشية الجلسة قال وزير البيئة محمد المشنوق لـ«الجمهورية»: «ما حصل الخميس الفائت حتماً أثارَ أجواءً سلبية، لكنّ «الكتائب» تحاول ايضاً إعادة الامور الى مجاريها عبر تأكيدها على العلاقة الطيّبة والثقة الكاملة بأداء الرئيس سلام، وأعتقد انّ هذا يمكن ان يشكّل مدخلاً للوصول الى حلّ لأزمة النفايات في جلسة اليوم.

وشدّد المشنوق على انّ لا أحد عنده غرَضية حشر «الكتائب» في ايّ موضوع، هذا ليس هدفنا، بل هدفنا هو الانتهاء من ملف النفايات، فالنظافة موضوع اساسي، وأعتقد انّ شيئاً حصل وأنّ هناك إمكانية لجَوّ إيجابي. في رأيي يجب ان تسألَ «الكتائب» عن النقاط التي تعتقد أنّ تفاهماً حصل حولها، قيل كلام عن صفقات وغيرها وتبيّنَ ان لا شيء من هذا القبيل بدليل ما تقوله «الكتائب» اليوم (أمس).

وسُئل المشنوق: «الرئيس سلام كان مستاءً جداً في الجلسة الاخيرة، فعلى ايّ اساس دعا الى جلسة جديدة بعدما اعلنَ سابقاً أنّه لن يعقد ايّ جلسة إذا لم يتمّ الوصول الى حلّ للنفايات، فأجاب: «الرئيس سلام لم يقل هذا الكلام، بل قال إنّه لن يدعوَ الى جلسة إلّا لموضوع النفايات، وهو البند الوحيد الذي سيكون امامنا، وفي حال وصلنا الى حلّ تُطرَح باقي البنود».

وهل نستطيع أن نبشّر الناس بأنّ النفايات لن تطمرَهم بعد 17 الشهر؟ أجاب: «نأمل في ذلك، ولا أعتقد أنّ أحداً يستطيع أن يقول شيئاً ثانياً، فالبَلد لا يحتمل والنظافة خط أحمر».
 
 وزير الداخلية اللبناني: «داعش» قرر دخول المعادلة اللبنانية.. ومربعه يمتد من العراق وسوريا إلى بيروت
كشف لـ «الشرق الأوسط» عن وجود أسماء لانتحاريين مفترضين
بيروت: ثائر عباس

كشف وزير الداخلية نهاد المشنوق أن التحقيقات بشأن التفجير الذي استهدف مساء أول من أمس مقهى في منطقة جبل محسن، بطرابلس شمال لبنان، أظهرت أن «تنظيم داعش» يقف خلفه، معتبرا أنّ الأزمة في لبنان ستزداد طالما أنّ الحريق في سوريا مستمر.

وجزم المشنوق في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بوقوف «داعش» وراء التفجير، رغم إعلان «جبهة النصرة» تبنيها الهجوم. وقال المشنوق: «واضح من خلال تقاطع الاتصالات التي اعترضناها أن هناك مربع موت جديدا لـ«داعش» يمتد بين جرود بلدة عرسال اللبنانية ومخيم عين الحلوة الفلسطيني (جنوب لبنان) وسجن رومية (شرق بيروت) ويمتد إلى العراق والرقة. وأضاف: «هناك قناعة كاملة لدينا أن (داعش) لديه مخطط لدخول المعادلة اللبنانية، ونحن سنتصدى لهم من خلال التماسك الداخلي أولا، والمواجهة الأمنية ثانيا وبالتنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية». وأشار إلى أن «العمل على التماسك الوطني مستمر من خلال الحوار الجاري مع حزب الله وزيارتي لمنطقة جبل محسن (ذات الغالبية العلوية) والكلام السياسي الهادئ الذي يطبع الخطاب اللبناني».

وشدد المشنوق على أن الأجهزة الأمنية غير مقصرة في محاربة المتطرفين، لكن هناك صعوبات منها أنها حرب مختلفة ليس لدينا تراكم خبرات سابقة لمواجهتها، لكننا نقوم بكل ما يمكننا في هذا المجال. وقال: «إنها حرب معلومات وتقنيات ومعلومات استباقية، ولدينا بالفعل معلومات وأسماء»، مشيرا إلى أن معلومات السلطات الأمنية الاستباقية جيدة جدا، رغم أنها لا تزال غير كافية لمنع كل الأعمال التخريبية، كاشفا أن السلطات كانت تعرف أن أحد الانتحاريين مختف عن الأنظار، وكانت تبحث عنه، موضحا أن ثمة كثيرين آخرين مختفين، لكن هذا لا يعني أنهم انتحاريون بالتأكيد، فإما أن يكونوا انتحاريين أو يقاتلون في سوريا ورأيي الشخصي أنهما الأمران معا..» وأشار إلى أن الانتحاريين هما من مجموعة منذر الحسن، الذي قتل في اشتباك مع الجيش اللبناني ويشتبه بأنه مسؤول عن إعداد الكثير من الانتحاريين، بينهم انتحاريان سعوديان فجر أحدهما نفسه خلال اشتباك مع الأمن اللبناني في أحد فنادق بيروت الصيف الماضي.

وكان المشنوق، تفقد أمس موقع الجريمة، ثم رأس اجتماعا أمنيا في طرابلس، أكد بعده أن «التنسيق بين الأجهزة الأمنية وعلى رأسها الجيش قائم على قدم وساق لمواجهة المرحلة المقبلة التي ستكون صعبة» مشددا على أنّ المؤسسات الأمنية قادرة ومستمرة ولن تتأخر عن القيام بواجبها.

وكانت قيادة الجيش أعلنت أنه وبنتيجة الكشف الأولي للخبراء العسكريين المختصين على موقع الانفجار تبين أن العملية الإرهابية نفذها انتحاريان هما: طه سمير الخيال وبلال محمد المرعيان، وقدرت زنة الحزامين الناسفين اللذين كانا في حوزتهما بنحو 4 كيلوغرامات من مادة الـ«تي إن تي»، مشيرة إلى استمرار التحقيقات لكشف كافة ملابسات الحادث. وأشارت المعلومات إلى أنّ الجيش اللبناني أوقف 4 أشخاص على ذمة التحقيق تربطهم علاقة بالانتحاريين اللذين يتحدران من منطقة «المنكوبين» القريبة من «جبل محسن»، وهما كانا ضمن لائحة مطلوبين للعدالة بتهمة الانتماء إلى تنظيمات إرهابية وشاركوا في المعارك التي شهدتها المنطقة العام الماضي بين منطقتي «باب التبانة» و«جبل محسن» وأدت إلى وقوع قتلى وجرحى.

وذكر مصدر أمني في الشمال لوكالة الصحافة الفرنسية أن طه الخيال «في العشرين من عمره، ومطلوب بمذكرات توقيف بتهمة المشاركة في معارك بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن» اللتين شهدتا على مدى السنوات الماضية عشرين جولة قتال على خلفية نزاع طائفي قائم منذ الحرب الأهلية (1975 - 1990) وشهد تصاعدا بعد اندلاع النزاع في سوريا المجاورة، بسبب انقسام السنة والعلويين حول هذا النزاع. وكان لعائلتي الانتحاريين موقف رافض لما قام به ابناهما، مشددين على تمسكهم بالعيش المشترك وتفويضهم الأمور إلى القانون. وأكّد عم الانتحاري طه خيال، في بيان باسم أهالي منطقة «المنكوبين»، أنه «لا يوجد لدينا أي كراهية لأي طائفة لبنانية»، رافضا الخطاب التحريضي، ومشددا على أن «الإجرام ليس له دين ولا منطقة ولا وطن ولا عائلة».

وأعلن وزير الداخلية أن رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري اتصل به وأبلغه أن «مؤسسة الحريري ستتولى تصليح الأضرار ودفع التكاليف في جبل محسن»، معتبرا أنه «يراد من هذه الخطوة طي صفحة الماضي والإقدام نحو التوافق الوطني ودعم الدولة والمؤسسات الأمنية».

ورأى أنه «طالما الحريق في سوريا مستمر الأزمة ستزداد، ولكن بالوعي والتضامن مع الجيش والتماسك بين المواطنين هو المواجهة الحقيقية القادرة على تعطيل التفجيرات»، كاشفا أن «المعلومات المبدئية تقول: إن تنظيم داعش هو وراء التفجير».

وشدد على أن «هذه العمليات لا تكون منفردة أو منقطعة والانتحاريون جزء من التنظيم»، مؤكدا أن «التحقيق جار وجدي جدا والجهد الذي قامت به الأجهزة الأمنية استطاعت خلال وقت قصير رغم الإمكانيات المحدودة أن تحصل على المعلومات والأسماء»، كاشفا أن «الانتحاريين قد يكونان على علاقة بالإرهابي الذي قتل في انفجار فندق ديروي منذر الحسن» الذي وقع منتصف العام الماضي.

وكان وزير العدل قد أعلن أنه سيتقدم من مجلس الوزراء، بطلب إحالة هذه الجريمة إلى المجلس العدلي، أسوة بالجرائم الإرهابية الأخرى، كي يلاحق ويحاكم المسؤولون عنها أمام القضاء.


المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,316,045

عدد الزوار: 7,627,555

المتواجدون الآن: 0