أمن البقاع على نار قويّة ... وفضيحة في ردم الحوض الرابع..91% من المسيحيين يؤيدون التقارب بين "القوات" و "التيار الوطني"...بريطانيا تحذر مواطنيها من السفر إلى لبنان...قيادي في «التيار الوطني الحر» اللبناني: إما عون رئيسا أو لا رئاسة

الجيش يتلقى أسلحة وآليات قديمة الطراز؟ وخطة رومية يغطيها التوافق وتنطلق إلى البقاع...إعادة توزيع السجناء في سجن رومية وأجهزة تشويش على الاتصالات وأهالي العسكريين يتخوفون من انعكاس العملية على حياة أبنائهم

تاريخ الإضافة الخميس 15 كانون الثاني 2015 - 7:22 ص    عدد الزيارات 1904    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

الجيش يتلقى أسلحة وآليات قديمة الطراز؟ وخطة رومية يغطيها التوافق وتنطلق إلى البقاع
النهار..
احتضان اللبنانيين العملية الامنية التي نفذت في سجن رومية تجسد أمس في بلوغ عدد المتتبعين عبر موقع "تويتر" ما يزيد على 7 ملايين شخص حيوا وزير الداخلية نهاد المشنوق على الخطوة التي اعادت بعض الاعتبار الى هيبة الدولة، وفتحت المجال أمام المضي في تنفيذ خطط امنية لاحقة ابرزها في البقاع، اضافة الى متابعة تنفيذ الخطة الامنية شمالا، وخصوصاً بعد التفجيرين في جبل محسن السبت الماضي. وقد أوقف الجيش اللبناني أمس في محلة المنكوبين المواطن بسام حسام نابوش للاشتباه به في محاولة تفجير نفسه. وفي معلومات لـ"النهار" ان الاجهزة الامنية كانت تبحث منذ لحظة التفجير عن الشاب حسام النابوش (19 سنة) بعد معلومات اعتبرته اليد اليمنى لمنذر الحسن الذي قتل في "السيتي كومبلكس" في طرابلس. وقد ذهب النابوش منذ نحو سنة الى سوريا للانضمام الى "جبهة النصرة" من طريق الحسن، لكنه فشل في الوصول اليها، فمكث يومين مع "الجيش السوري الحر" ثم عاد الى لبنان ونشط محلياً الى حين اعتقاله شهرين وبعدما اطلق نشط الى جانب الحسن بشكل قوي. وكانت تربطه علاقة بطه الخيال الذي فجّر نفسه السبت الماضي. وتخوفت القوى الامنية من ان يكون الاخير أعد نفسه لعملية انتحارية بعد عملية سجن رومية كردّ من التنظيمات التكفيرية ولاظهار قدرتها على التحرك في "الساحة اللبنانية".
وكشفت تقارير محاولة لتحريك الوضع الامني في طرابلس، لكن الاجهزة الامنية وفق مصادرها تمكنت من وأد هذه المحاولة في المهد فكانت هناك في الساعات الـ48 الاخيرة سلسلة توقيفات مهمة لشبكات إرهابية كانت على تواصل مع جماعة سجن روميه و"النصرة". وقد خلقت هذه التوقيفات ارتياحا عند الطرابلسيين الذين لمسوا تصميم الدولة على تنفيذ خطتها الامنية.
وفي رومية، استكملت العملية الامنية أمس، وحققت نتائجها المرجوة بقطع تواصل عدد من الارهابيين بعضهم مع البعض، ومع ادوات التنفيذ في الخارج بعدما اثبتت التحقيقات مع الموقوفين في تفجيري جبل محسن، تلقيهم توجيهات من محركين في السجن. وبدأ العمل باجهزة التشويش على الاتصالات الخليوية. وقد تفقد الوزير المشنوق السجن، واستمع الى شروح من الضباط المعنيين عن الحاجات المطلوبة للترميم والتأهيل وفق المواصفات التي تتطلبها القواعد الانسانية والمعايير الدولية، وذلك لإعادة وضعه في الخدمة من جديد بعد إنجاز عمليتي الترميم والتأهيل.
وصرح بأن "هدف الزيارة هو ان نرى ميدانيا ما يمكن القيام به بهذا المبنى كي يعود سجنا طبيعيا فيه الحد الادنى من المقومات الانسانية. لقد تم نقل المساجين الى مبنى افضل من المبنى الذي كانوا فيه. فما من سلاح في السجن نهائيا والاسطورة كلها كانت غير صحيحة".
وقد تحرّك ملف السجون لجهة أهليتها لإيواء السجناء والموقوفين. ففي حين أن السجون الحالية تتسع لـ2200 سجين، فهي تضم 8 آلاف سجين مما استدعى تحركا جديدا لتنفيذ الخطة التي وضعها مجلس الوزراء في آذار الماضي وقضت ببناء ثلاثة سجون جديدة بتمويل عربي ومحلي وهذا الامر عكسته مداخلة وزير الداخلية في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء.
ورأى رئيس مجلس النواب نبيه بري ان "عملية سجن رومية تشكل احد تداعيات الحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله"، واثبتت ان الدولة موجودة بالفعل. وكان الامر يتطلب قرارا سياسيا وتم. وما إن اتخذ القرار حتى جرى تنفيذه وافضل ما فيه هو الكتمان ولم تسقط قطرة دم واحدة على رغم ما اشاعه السجناء. ولو لم يكن هذا الحوار لربما أدى تفجير جبل محسن الى موجة جديدة من القتال بين الطرابلسيين. وهذا ما يؤكد جدية الحوار الذي يوفر الغطاء الكامل للاجراءات التي ستتخذ. ومن التداعيات الاخيرة والايجابية، استمرار تطبيق الخطة الامنية في كل المناطق وخصوصا في البقاع". ورأى بري ان "سطرين وردا في بيان أديا الى وقف حال الاحتقان في البلد وتطبيق الامن الوطني، وتحت هذا السقف اتخذت قرارات لتطبيق الخطة الامنية التي ستقرن بالافعال وليس بالاقوال فحسب".
في غضون ذلك، ستعقد الجلسة الثالثة بين "المستقبل" و"حزب الله" الجمعة المقبل.
العسكريون المخطوفون
وفي ملف متصل أعيد تحريكه أمس، بناء على تهديدات من "النصرة" و"داعش"، نشطت الاتصالات في ملف العسكريين المخطوفين بعد الخطوة التي شهدها سجن رومية. وعلمت "النهار" ان الاتصالات التي قام بها بعض الوسطاء لم تكن إيجابية من جماعات في عرسال على تواصل مع "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش". وفي حين قال مصدر أمني إن "الاتصالات عادت الى نقطة الصفر"، أكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ان "المفاوضات باتت في مرحلة عميقة ومتقدمة". لكن الاهالي غير المطمئنين الى مسار التفاوض يدرسون، بعد عودتهم الى ساحة رياض الصلح، تصعيد تحركهم الجمعة المقبل.
الجيش
وفي شأن امني ايضا، علمت "النهار" ان الجيش اللبناني تسلّم أخيرا أسلحة أثارت تساؤلات عن نوعيتها ومدى ملاءمتها وحداثتها والسبب انها دون المستوى المطلوب. ففي حين كانت التوقعات تشير الى ان الهبة السعودية الاولى البالغة ثلاثة مليارات دولار والهبة الثانية البالغة مليار دولار ستؤمنان للبنان أسلحة من القرن الحادي والعشرين تبيّن ان ما وصل الى الجيش الى الان، آليات قديمة الطراز.
مجلس الوزراء
من جهة أخرى، ينعقد مجلس الوزراء غداً في جلسة عادية بجدول الأعمال السابق الذي كان يتضمن ملف النفايات الذي أنجز أول من أمس. وعلم ان غياب نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل عن الجلسة الاخيرة سببه كسر في إحدى يديه بسبب حادث سقوط في زوريخ بسويسرا.
 
91% من المسيحيين يؤيدون التقارب بين "القوات" و "التيار الوطني"
النهار...
نفذت شركة "ايبسوس" استطلاعاً للرأي في الشارع المسيحي حول اللقاءات والتقارب بين "التيار الوطني الحر" و "القوات اللبنانية". واذ يؤيد ما يزيد على 90 % التقارب يرى نحو 76 % انه يساهم في طمأنة مسيحيي الشرق أيضاً.
■ أجريت الدراسة عبر الانترنت في لبنان.
■ شملت الدراسة 513 مسيحياً في مختلف المناطق.
■ نفذت الدراسة ما بين 8 و 9 كانون الثاني 2015.
■ توزع المشاركون ما بين جبل لبنان 59 % والبقاع 9 % والشمال 10 % والجنوب 8 % وبيروت 14 %، واعمارهم 18 وما فوق.اع 9 % والشمال 10 % والجنوب 8 % وبيروت 14 %، واعمارهم 18 وما فوق.
 
المفاوضات حول العسكريين عادت إلى الصفر ولا جديد
النهار....عباس الصباغ
عادت المفاوضات في قضية العسكريين المخطوفين لدى الجماعات الارهابية في جرود عرسال الى النقطة الصفر، بحسب ما أكد مصدر امني لـ"النهار".
أعاد اهالي العسكريين قطع الطرق المؤدية الى رياض الصلح بعد تهديد "جبهة النصرة" ونشرها صور للعسكريين ممددين على الثلج والبنادق موجهة الى رؤوسهم ورغم نفي أكثر من متابع لقضية المخطوفين جدية هذه التهديدات التي صدرت بالتزامن مع العملية الامنية اول من امس في سجن رومية أخذ الاهالي هذه التهديدات على محمل الجد خصوصاً بعد انقطاع التواصل مع ابنائهم خلا الزيارة الاخيرة للجرود قبل الاعياد.
ومساء أعلن وزير الصحة وائل أبو فاعور في حديث متلفز أنه تلقى اتصالاً من أحد الوسطاء من دون أن يحمل أي تطمينات مع بقاء الأمور على حالها.
وفي سياق جولاتهم على المسؤولين السياسيين والروحيين التقى وفد من الاهالي يرافقهم الشيخ عباس زغيب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان في مقر المجلس على طريق المطار واطلعوه على معاناتهم، وعرضوا معه آخر تطورات القضية.
وبعد اللقاء اشار الشيخ زغيب الى "ضرورة ان تبذل الحكومة التركية مساعيها لدورها الفاعل والمؤثر في حل القضية. وكنا نسمع ان الحكومة اللبنانية تملك اوراق قوة وعليها ان تستعمل هذه الاوراق التي تدعي انها تملكها فلا تجوز المماطلة في حل هذه القضية لانها تعتبر تهاوناً في حياة العسكريين المخطوفين وتمس في استقرار لبنان والامن الذي نناشد الجميع المحافظة عليه".
والتقى وفد من الاهالي شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، وعرض معه ملف المخطوفين وآخر تطورات المفاوضات.
وقال أعضاء الوفد بعد اللقاء، انهم اطلعوا الشيخ حسن على أجواء ملف العسكريين المخطوفين الذي دخل شهره السادس. واملوا من الحكومة في ان تحرك الصورة التي ارسلها الخاطفون عجلة المفاوضات، وجاء في بيان أصدروه: "ما دمتم اصبحتم يدا واحدة فنأمل ان تجتمعوا على ملف ابنائنا لاعادتهم في اقرب وقت وفرصة، لاننا لم نعد نتحمل العذاب، وقلنا اننا لن نقبل بأن نفجع بأي من اولادنا، ونكرر هذا القول من هنا".
ودعا الاهالي وزير الاعلام رمزي جريج الى "الوقوف بجانبهم كما وقف الى جانب ضحايا الجريمة في فرنسا"، وقالوا: "ننتظر خبرا من الحكومة بعدما لبينا طلب الرئيس تمام سلام بالابتعاد عن الاعلام، ولكننا رأينا بالامس ان البعد ادى الى توجيه السلاح نحو رؤوس اولادنا. ونحن ننتظر جوابا من الحكومة وفي حال لم نأخذه سنقوم بتصعيد لن نتكلم عليه الآن".
ويدرس الاهالي اليوم برنامج تحركاتهم وسط تباينات في الرأي حول قطع المزيد من الطرق او الاكتفاء بالاستمرار في الاعتصام المفتوح.
 
بريطانيا تحذر مواطنيها من السفر إلى لبنان

لندن: «الشرق الأوسط» .. أصدرت وزارة الخارجية البريطانية نصائح لمواطنيها بخصوص السفر إلى لبنان بعد حادثة الهجوم الانتحاري في مدينة طرابلس في 10 يناير (كانون الثاني)، وقد انقسمت إلى ثلاثة مستويات تراوحت ما بين المنع المطلق أو الاستثناء للضرورة، وبين العودة إلى موقع الوزارة لأخذ المشورة. وبررت الوزارة هذا التحذير بأن الوضع الأمني في أجزاء من لبنان يمكن أن يتدهور بسرعة.
 
قيادي في «التيار الوطني الحر» اللبناني: إما عون رئيسا أو لا رئاسة وعون يعوّل على إتمام ورقة تفاهم مع جعجع شبيهة بالموقّعة مع «حزب الله»

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: بولا أسطيح ... لا يبدو أن موضوع رئاسة الجمهورية سيكون بندا مستعجلا على جدول أعمال اللقاء المرتقب بين الزعيمين المسيحيين، رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، لاقتناع الطرفين بأن الظروف لا تزال غير ناضجة ومهيأة لانتخاب رئيس بعد نحو 8 أشهر من شغور سدة الرئاسة.
ويسعى عون، من خلال اللقاءات المكثفة التي يعقدها الفرقاء المعنيون بالتحضير لهذا اللقاء (موفد «القوات» إلى الرابية، مقر إقامة عون، رئيس جهاز الإعلام والتواصل في الحزب، ملحم رياشي، وأمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان)، للتوصل لصياغة ورقة تفاهم شبيهة بتلك التي وقّعها مع «حزب الله» في عام 2006، وحدّدت جملة من التوافقات بين الطرفين على أبرز الملفات ومن ضمنها «رؤيتهما لكيفية بناء الدولة، للعلاقات اللبنانية – السورية ولكيفية حماية لبنان وصيانة استقلاله وسيادته».
وفي هذا الإطار، أشار النائب السابق سليم عون، والقيادي في «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه عون، إلى أن «هناك عدة نقاط مشتركة بين التيار والقوات، قد يتم الإعلان عنها عن طريق ما يشبه ورقة التفاهم»، لافتا إلى أن أبرز البنود التي قد تتضمنها «الحفاظ على الوجود المسيحي، وإعادة الدور للمسيحيين، وتنفيذ اتفاق الطائف بما يضمن المناصفة الحقيقية».
وأوضح عون، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه وبالمقابل «هناك عدة نقاط خلافية ليس المطلوب أن نتوصل لاتفاق حولها، وإحداها رؤيتنا للأحداث السورية، كما أن ما نسعى إليه ليس ذوبان الحزبين ببعضهما بعضا، بل محاولة تقريب وجهات النظر». وأضاف «مجرد الإعلان عن اللقاء المرتقب ترك ارتياحا كبيرا في الشارع اللبناني والمسيحي بوجه خاص، وهو ما يشكل هدفا أساسيا لنا، ينبغي أن يتطور مع إتمام اللقاء».
ولا يبدو أن البنود التوافقية التي قد تتضمنها ورقة التفاهم ستشمل الملف الرئاسي، إذ أشار عون إلى أن ما يسعى إليه التيار هو «تأمين الأجواء التحضيرية للانتخابات الرئاسية، فعندما يحين موعد الانتخابات بإطار تسويات خارجية أو محلية، لا يحس أي طرف بأنّه مهزوم أو مكسور، وهو ما سعينا إليه بتواصلنا مع تيار المستقبل، ونسعى إليه حاليا بتفاهمنا مع القوات».
وأكّد سليم عون تمسك التيار كليا برئيسه العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، مشددا على معادلة «إما عون رئيسا أو لا رئاسة». وأضاف «جربنا الرئيس الذي لا طعم له ولا لون والوسطي ووصلنا معه إلى حائط مسدود.
 
إعادة توزيع السجناء في سجن رومية وأجهزة تشويش على الاتصالات وأهالي العسكريين يتخوفون من انعكاس العملية على حياة أبنائهم

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: كارولين عاكوم .. أعاد أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيم داعش وجبهة النصرة خيمة اعتصامهم إلى وسط بيروت وتحديدا على مقربة من مقر رئاسة الحكومة مهددين بتصعيد تحركاتهم على وقع تحذير الجبهة من أن أبناءهم سيدفعون ثمن العملية العسكرية التي نفذتها القوى الأمنية في سجن رومية أول من أمس.
وكانت مداهمة سجن رومية حيث يسجن ما يعرف بـ«المتشددين» قد نفذت بعد معلومات عبر رصد اتصالات بعض السجناء بشأن التفجير المزدوج الذي وقع في منطقة جبل محسن في طرابلس شمال لبنان، السبت الماضي.
ويوم أمس، تفقد المشنوق السجن، وقد استكملت العملية الأمنية عبر زيادة الإجراءات في محيطه وإعادة توزيع السجناء بطريقة دقيقة تمنع إمكانية التواصل فيما بينهم ووضع أجهزة تشويش الاتصالات.
وفيما من المتوقع أن تنعكس «عملية رومية» إيجابا على الوضع الأمني اللبناني بعدما ثبت أن بعض العمليات والتفجيرات كانت تدار من داخل السجن، قلل المسؤولون اللبنانيون من تهديد خاطفي العسكريين. إذ وبعدما قال وزير الداخلية نهاد المشنوق إن «أي مكروه لن يصيب العسكريين على اعتبار أنه لم يتم التعرض لأي مسجون وقد نقلوا فقط من مبنى إلى آخر، رأى وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أنه لا خوف على العسكريين والتصعيد ينسف المفاوضات».
وفي هذا الإطار، أشار الناطق باسم لجنة أهالي العسكريين، حسن يوسف إلى أن الأهالي يعيشون حالة من القلق والخوف بعد تهديد النصرة بقتل أبنائهم، بينما وللأسف لم يعمد أحد من المسؤولين على التخفيف عنهم أو طمأنتهم، وأضاف في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أعطينا الحكومة اللبنانية 48 ساعة قبل تصعيد تحركاتنا. وقال «بعد زيارة الشيخ حمزة حمص لابنه المخطوف لدى جبهة النصرة، الأسبوع الماضي، كنا قد اطمأننا أنه لم يعد هناك خوف على حياتهم أو أي تهديد بالقتل، لكن بعد ما حصل يوم الاثنين، إثر استفزاز الدولة اللبنانية للخاطفين بمداهمة سجن رومية، عاد الخطر على حياة أبنائنا». وقال: «أولادنا يذبحون بالسكاكين تحت الثلج ولم يأت أحد من السياسيين ليعلن موقفا». في المقابل، استبعد مصدر في «8 آذار»، تصفية العسكريين، على اعتبار أن هذا الملف ورقة قوة بأيدي الخاطفين الذين يبتزون الدولة من خلالها. واعتبر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن ما حصل سيؤثر إيجابا على القضية، وأن «عملية رومية» كانت بمثابة رسالة قاسية وقوية من الدولة بأنها لا تخضع للابتزاز وتمتلك قرارها السياسي. مضيفا «لا أعتقد أن هناك حلا للملف في المدى المنظور، لأنهم يريدون الاحتفاظ بالورقة وإذا قتلوهم يخسرون الورقة».
والتقى أمس، وفد من أهالي العسكريين المخطوفين شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، متمنيا «أن يمد يده معهم نحو النائب وليد جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه بري والحكومة، وفق ما أعلن بعد اللقاء».
وتوجه الأهالي إلى الحكومة بالقول: «نأمل أن تكونوا قد نظرتم إلى الصورة التي أرسلتها جبهة النصرة بالأمس، ويكفي أنه مر علينا 6 أشهر من العذاب لنا ولأولادنا، وطالما أصبحتم يدا واحدة نأمل أن تجتمعوا على ملف أبنائنا لإعادتهم في أقرب وقت وفرصة، لأننا لم نعد نحتمل العذاب ولن نقبل أن نفجع بأي ولد من أولادنا». وأضافوا «ننتظر خبرا من الحكومة بعدما لبينا طلب الرئيس تمام سلام بالابتعاد عن الإعلام، ولكننا رأينا بالأمس أن البعد أدى إلى توجيه السلاح نحو رؤوس أولادنا، ونحن ننتظر جوابا من الحكومة وفي حال لم نأخذه سنقوم بتصعيد لن نتكلم عنه الآن». وكان 4 عسكريين قتلوا على يد «داعش» و«النصرة» منذ اختطاف العسكريين في شهر أغسطس (آب) الماضي، في معركة عرسال بين المسلحين والتنظيمين، فيما لا يزال 27 عنصرا محتجزين. ويتولى مدير عام الأمن العام عباس إبراهيم إضافة إلى نائب رئيس بلدية عرسال أحمد فليطي، المفاوضات للإفراج عنهم، بعد انسحاب الموفد القطري من المهمة.
وفي حين رأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر «تويتر»، أن عملية سجن رومية تثبت وتؤكد أن دولة لبنان قوية على الرغم من كل الصعاب وعلى أمل بترسيخ سلطتها في شتى المجالات، قال الوزير السابق سليم جريصاتي بعد اجتماع تكتل «التغيير والإصلاح»، «خير أن تأتي الخطة الأمنية في سجن رومية متأخرة، من ألا تأتي أبدا»، معربا عن تقديره «لوزير الداخلية الذي استفاد بالتوقيت المناسب».
من جهته، اعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت أن العملية كانت ضرورية للبلد ورسالة مهمة على الصعد كافة، وكانت القوى الأمنية كانت تتحضر لها منذ زمن ولكنها انتظرت أمورا عدة منها: التجهيزات اللازمة والضرورية والظرف السياسي المناسب، مشيرا إلى أن «المناخ السياسي ساعد على تنفيذها، خصوصا بعد التفجير الإرهابي الذي ضرب جبل محسن مساء السبت الفائت والإدانة الشعبية العارمة التي تجلت في كل طرابلس». وقال في حديث لـ«المركزية» «عملية رومية كانت تتراكم منذ عام 2009، وكانت هناك أسباب كثيرة أخرتها، منها: المخاطر الأمنية، التحضير للعملية، التجهيزات الأمنية، والعملية كانت ضرورية لأن أمن البلد على المحك».
وأبدى تخوفه من عودة مسلسل الانتحاريين إلى كل لبنان، «لأننا نعالج دائما النتائج وليس المسببات، فطالما لا معالجة لموضوع السلاح غير الشرعي وتدخل (حزب الله) في سوريا سنبقى معرضين لخضات أمنية، فكل ما يضعف الدولة يوصلنا إلى ما نحن عليه الآن».
 
«مبارزة» في لبنان بين الإنجازات الأمنية ومعاودة تحرّك الخلايا الإرهابية
بعد إحكام القبضة على سجن رومية وتعطيل «الصاعق» المذهبي لتفجير «جبل محسن»
 بيروت - «الراي»
أشاع التنفيذ الناجح لخطة السيطرة الأمنية على سجن رومية وتحديداً المبنى الذي كان يضمّ بضع مئات من السجناء والموقوفين الإسلاميين، موجة ارتياح واسعة في لبنان من دون ان يحجب المخاوف من تصاعُد وجوه أخرى للمواجهة المفتوحة الدائرة بين القوى العسكرية والأمنية اللبنانية والتنظيمات الارهابية.
وغداة تنفيذ العملية المباغتة التي قامت بها القوى الأمنية اللبنانية في السجن وتمكّنت خلالها من نقل اكثر من 800 سجين من مبنى الى آخر يخضع لأنماط صارمة في المراقبة ومنع تسريب وسائل التواصل والهواتف عنهم، بدا ان السلطات الأمنية حظيت بدرجة عالية من الاستعدادات والكفاءات الاحترافية في مسارٍ صعب وشائك من المواجهات مع خلايا التنظيمات الارهابية التي تتمتع بموطئ قدم راسخ بين السجناء الاسلاميين في سجن رومية.
لكن الاهم من ذلك ايضاً، ان نجاح الخطة شكّل انعكاساً مباشراً لنشوء قرار ومناخ سياسييْن بات يمكن على اساسهما الرهان على مزيد من التحصين الأمني في البلاد انطلاقاً من الحوار الجاري بين تيار «المستقبل» (يقوده رئيس الحكومة السابق سعد الحريري) و«حزب الله» بصورة خاصة.
وأفادت أوساط معنية بهذه الخطوة لـ «الراي» ان «ثمة معطيات أمنية تثير القلق الشديد من عودة تحريك الخلايا الارهابية بقوة في الداخل وبرزت عقب التفجير المزدوج الذي ضرب منطقة جبل محسن ذات الأكثرية العلوية في طرابلس السبت، وان هذه المعطيات تشير الى تحركات اخرى قد تحصل في مناطق اخرى مختلفة، الأمر الذي يملي تصعيداً في الخطوات الاحترازية والوقائية الامنية تحسباً لأي احتمال».
علماً ان «جبهة النصرة» التي تبنّت تفجير السبت اعلنت عبر «تويتر» رداً على ما حصل في رومية «أن على كافة الطوائف اللبنانية تحمل نتائج وتبعات تصرفات الجيش اللبناني الرعناء».
ولفتت الأوساط الى انه «بمقدار ما يُظهِر لبنان قدرة على احتواء الاختراقات الارهابية وتَجاوُز تداعياتها لجهة عدم السقوط في أفخاخ الفتنة المذهبية، بمقدار ما تتبدّل أنماط الاستهدافات والمحاولات الارهابية، وهذا ما برز بوضوح في الايام الاخيرة. ذلك ان تفجير جبل محسن جرى الردّ عليه بالتفاف شامل من جانب القوى السياسية كافة ولا سيما منها القوى الفاعلة في طرابلس حول أهالي جبل محسن، فيما قابل هؤلاء هذا الالتفاف بمثله، وبعد ذلك جرى تنفيذ خطة سجن رومية في إشارة حاسمة الى تصاعُد الاستعدادات الأمنية في المواجهة المفتوحة مع الارهاب».
وتضيف الاوساط نفسها ان «امراً مهماً للغاية تَحقق في الآونة الاخيرة ولم يتمّ تسليط الضوء عليه وبرز في ان الأولويات الأمنية في لبنان لم تعد تثير خلافات سياسية، ولم يكن أدلّ على ذلك من التأييد الساحق لخطة رومية وكذلك عدم تراجُع لبنان عن التدابير التي اتُخذت على الحدود مع سورية لجهة تنظيم دخول السوريين وتقنينه وضبطه، وهو امر يكتسب دلالات معبّرة ومهمة وخصوصاً ان قوى فريق (8 مارس) الحليفة للنظام السوري لم ترضخ للضغوط المتنوّعة التي مارسها النظام خصوصاً عبر سفيره في بيروت علي عبد الكريم علي للتراجع عن هذه التدابير، وهو تطوّر لا يُعدّ عادياً عابراً في لبنان».
ومع ذلك لا تقلّل هذه الاوساط «من المخاوف والاحتمالات الخطرة التي قد يواجهها لبنان في المرحلة المقبلة والتي تتطلب مزيداً من التحصين الأمني الداخلي، لذا تُطرح تساؤلات عما يمكن ان يؤدي اليه الحراك السياسي الجاري على صعيد الأزمة الرئاسية المفتوحة من دون افق».
وتقول الاوساط ان الحوار بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» الذي تُعقد جولته الثالثة بعد غد، «لا يزال في الإطار الأمني الطاغي على كل شيء ولا يبدو انه مقبل على التوغل الى الأزمة الرئاسية خصوصاً ان الفريقين يريان ان اولوية الاستقرار الأمني هي السقف الواقعي الاساسي الذي يجب ان يبقى الحوار متمحوراً حوله ما دام من الصعوبة بمكان التوافق والتفاهم على الملف الرئاسي».
اما على صعيد الحوار المسيحي - المسيحي الذي يجري التحضير له بين زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، فان شيئاً لا يدلّ بعد على إمكان اختراقه الأزمة الرئاسية بتفاهم بين الفريقين القويين لدى المسيحيين قبل مرور فترة اختبار كافية للنيات والآفاق التي يرسمها كل منهما لهذا الحوار ونهاياته وأهدافه المضمرة. ولذا يثير التموْضع الحصري للأفرقاء عند السقوف الأمنية او السياسية الجانبية قلقاً من محدودية تأثيرات الحوارات وعدم اتساعها الى فتح ثغرة كبيرة في جدار الأزمة السياسية.
وتحت وطأة عودة الهاجس الأمني الى صدارة الاهتمام، نجح مجلس الوزراء في تجاوُز «قطوع» ملف النفايات الصلبة اذ أقرّ الخطة الوطنية لمعالجتها الأمر الذي سحب فتيل أزمة نفايات كان من شأنها ان تُغرق شوارع العاصمة وقطع الطريق على أزمة حكومية كان يمكن ان تنشأ نتيجة التلويح بتغيير آلية اتخاذ القرار في «الحكومة الرئاسية» (قائم على التوافق الإجماعي).
الجيش ينفى إصدار «وثيقة» عن انتحاري ينوي تنفيذ عملية في الضاحية الجنوبية
 بيروت - «الراي»
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان صورة لوثيقة أمنية مسرّبة تفيد ان انتحارياً ينوي تنفيذ عمل ارهابي في منطقة يعتقد انها الضاحية الجنوبية لبيروت.
وذكرت الوثيقة «ان المدعو بسام حسام نابوش سينفّذ عملية انتحارية في إحدى المناطق اللبنانية من الأرجح انها الضاحية الجنوبية، وعُمم رسمه الشخصي بواسطة البريد الالكتروني الخاص بالجيش ( FTP)».
وطلبت الوثيقة «التعميم على الحواجز والدوريات التابعة لكم وجوب توقيفه وتسليمه الى م.م» على ان «تفاد قيادة الجيش - أركان الجيش للعمليات عن التوقيف لدى حصوله».
وكان لافتاً ان قيادة الجيش - مديرية التوجيه لم تنف مضمون الوثيقة وأصدرت بياناً جاء فيه: «تداول بعض مواقع التواصل الاجتماعي وثيقة نسبها إلى جهات أمنية، وتتضمن معلومات عن سعي أحد الأشخاص للقيام بعمل أمني.
يهم قيادة الجيش أن توضح أن الوثيقة المشار إليها ليست صادرة عنها خلافا لما أوحى به مضمون هذه الوثيقة».
عسيري يدعو لتسريع محاكمة السجناء السعوديين في «رومية»
 بيروت - «الراي»
طالب السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري السلطات اللبنانية بـ»سرعة النظر في قضايا السجناء السعوديين في سجن رومية، بناء على وعود سابقة من
وزير العدل أشرف ريفي ورئيس القضاء اللبناني لإنهاء هذا الملف».
وقال عسيري في حديث نشر في السعودية، أمس، «كلّفنا محامياً متخصصاً في قضايا الإرهاب لمتابعة ملف السعوديين في سجن رومية»، مشيراً إلى أن «عددهم تسعة، اثنان منهم متهمان بالمخدرات والبقية بتهم إرهاب».
واضاف «ان المسؤولين اللبنانيين يتذرّعون بعدم وجود قاعة تستوعب جميع المتهمين بالإرهاب، ويبدو أن ذلك هو الذي حال دون إنهاء الملف».
 
أمن البقاع على نار قويّة ... وفضيحة في ردم الحوض الرابع
الجمهورية...
مع بقاء ملاحقة الإرهاب في الواجهة، بعد تنقّلِه من بلد إلى آخر، وتالياً موجة التمدّد التكفيري، تشخَص الأنظار إلى فرنسا مجدّداً في ضوء عزم مجَلة «شارلي إيبدو» التي تعاود الصدور مجدّداً اليوم، بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدفَها الاسبوع الماضي، ونشر رسم كاريكاتوري جديد للنبي محمّد، وسط تأهّبٍ دولي لمواجهة أيّ اعتداءات إرهابية محتملة، وتحذير دار الإفتاء المصرية من «استفزاز غير مبرّر» لمشاعر المسلمين في العالم.
فيما تستمرّ العمليات الاستباقية والأمنية في الداخل، يواصل الجيش إجراءاته الأمنية في مختلف المناطق عموماً، وفي الشمال والبقاع خصوصاً، نافياً إصدار وثيقة عن شخص يخطّط للقيام بعمل أمني.
المشنوق في رومية
في غضون ذلك، لاقت الخطة الأمنية في سجن رومية ترحيباً لدى مختلف الاوساط. واعتبرَ «حزب الله» أنّها «إنجاز لكلّ الوطن وضربة قاسية للبؤَر الإرهابية التكفيرية».
وتفقّد وزير الداخلية نهاد المشنوق المبنى «ب» في السجن بعد تحريره من الإسلاميين، وتلقّى اتصالات تهنئة ودعم، أبرزُها من رئيس مجلس النواب نبيه بري. وأوضح أنّ زيارته هي «للاطّلاع ميدانياً على ما يمكن القيام به في هذا المبنى لكي يعود سجناً طبيعياً يتوافر فيه الحدّ الادنى من المقومات الانسانية». وقال: «نحن دولة نحكم الناس بالقضاء ونضعهم في سجن لكي ينالوا عقابَهم فيه ولكن في ظروف إنسانية طبيعية وعاقلة وعادلة».
الأمن المركزي
وحضرَت عملية سجن رومية في صلب اجتماع مجلس الأمن المركزي برئاسة المشنوق الذي أطلعَ المجتمعين في البداية على اتصالات التهنئة التي تلقّاها وجيَّرَ التهاني إلى كلّ مَن خَطّط للعملية ونفّذها، مشيداً بالتنسيق بين مختلف الوحدات الأمنية والعسكرية، من جيش وقوى أمن داخلي، والأجهزة التي شاركت في الإستعلام وجمع المعلومات، ومنوّهاً بالقدرة على تنفيذ أيّ عملية من هذا النوع متى توافرَ القرار السياسي والسرّية المطلقة التي سمحَت بعملية «مفاجئة وخاطفة» أنهَت عصراً من الفلتان في السجن.
واعتبرَ «أنّ كلّ هذه العوامل شكّلت عنصراً مهمّاً ودافعاً إلى إجراء عملية نظيفة من هذا النوع». ولفتَ الى حجم النتائج التي ترتّبت على العملية وانعكاساتها المتوقّعة على أمن البلد للسنوات المقبلة».
وقوَّم المجلس العملية في ضوء تقارير قدّمها قادة الأجهزة الأمنية بما يمكن اعتباره جردة للمهمة وأصدائها على مختلف المستويات السياسية والأمنية. ووردَ في بعض التقارير أنّها شكّلت ضربة لمستغِلّي أحداث كثيرة خارج السجن ومَن كان يستثمر في هذا الملف منذ سنوات.
ضوء آخر لخطة البقاع
وتحدّث المشنوق في جانب من الاجتماع، فاعتبر أنّ عملية رومية جاءت في سياق مهمّ يمكن ان يقود الى مزيد من العمليات النوعية في المناطق اللبنانية كافّة.
ولفتَ الى أنّه لا يمكن فصلها لا في الأمن ولا في السياسة عن الخطة التي نُفِّذَت في طرابلس وأنهَت خطوط التماس فيها، ومعها جولات العنف بين أحيائها، بدليل أنّ التفجير الأخير في جبل محسن بقيَ محصوراً في موقعِه، وأنّها ستكون مرتبطة بالخطط الجاري التحضير لها في مختلف المناطق، خصوصاً في»البؤَر والمربّعات الأمنية « في أكثر من منطقة.
ومن هذا المنطلق، أطلقَ المجتمعون التحضيرات اللازمة لاستكمال تنفيذ بقيّة الخطط، ووُضِعَت الخطة المعَدّة للبقاع الشمالي على نار قويّة وطُلِبَ من القيادات الأمنية تحضير الخطوات والإجراءات الواجب اتّخاذها للانطلاق بها قريباً.
وكشفَ أحد المشاركين في الاجتماع أنّ خطة البقاع لن تبدأ غداً حسب توقّعات البعض، لكنّ تنفيذها بات قريباً والمضيّ فيها سيكون من ثمار التفاهمات في الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» بعدما أعطِيت الأولوية لها بإصرار.
وبعد مناقشات مستفيضة، طلبَ قادة الأجهزة الأمنية الوقت الكافي للاستعلام عن طبيعة المنطقة التي تداخَلت فيها الهواجس الأمنية السابقة المرتبطة بانتشار المجموعات التي امتهنَت الخطف على الهوية ولقاءَ فدية مالية وشبكات الإتجار بالمخدّرات وسرقة السيارات، بما يمكن اعتبارُه من تردّدات وانعكاسات الحرب الدائرة على طول الحدود اللبنانية ـ السورية وصولاً إلى منطقة القلمون.
مصدر عسكري
وقد أعلنَت قيادة الجيش أنّ «قوى الجيش أوقفَت في محلة المنكوبين - طرابلس، المواطن بسام حسام نابوش للاشتباه به، في محاولة تفجير نفسِه. وأوقفت كذلك على حاجز وادي حميد - عرسال، كلّاً
من المواطن زياد عبد الكريم الحجيري والسوري خالد عبدالله بدران حسب ادّعائهما، حيث كانا يستقلّان سيارة نوع «كيا» لون أبيض تحمل لوحةً سوريّة بلا أوراق قانونية، وذلك بعد محاولتهما الفرارَ في اتّجاه الجرود من دون الامتثال لأوامر الحاجز. وتمّ تسليم الموقوفين إلى المرجع المختص وبوشِر التحقيق معهم».
وفي السياق، أكّد مصدر عسكري رفيع لـ«الجمهورية» أنّ «الخطة الأمنية مستمرّة في البقاع، وهي انطلقت منذ مدّة، والجيش يقوم بأعمال قتالية وأعمال دهم دائمة عندما يَعلم بوجود عصابات إرهابية أو تجّار مخدّرات أو عصابات سرقة»، موضحاً أنّ «الجيش ينتشر في كلّ مناطق البقاع، ولا يتراخى في فرض الأمن».
وأكّد «عدمَ استدعاء ألوية وأفواج جديدة الى البقاع لأنّ الجيش ينفّذ الخطة الأمنية، ولا تعديل فيها حاليّاً». ولفتَ الى أنّ «القرار بفرض الأمن متّخَذ، وإذا قرّرت الحكومة تنفيذ أيّ خطة جديدة فإنّ الجيش على جهوزيته».
ولفتَ المصدر الى أنّ «تحقيقات مخابرات الجيش في تفجير جبل محسن مستمرّة، وأنّ الوحدات العسكرية في الجيش توقف المشتبَه بتعاملهم مع الانتحاريّين».
فِرَق متخصّصة
وكشفَت مراجع أمنية متخصّصة لـ «الجمهورية» أنّ قوى الأمن الداخلي تستعدّ للبَدء بتفتيش مختلف الغرَف وزنزانات المبنى «ب» في سجن رومية، وستكشف عناصر تقنية متخصّصة على بقايا ما ترَكه سجناء المبنى وتحديد وجهة استعمالها، خصوصاً ما يتّصل بأجهزة الإتصال والتواصل التي كانت مركّبة في السجن في الجناح الخاص بمجموعة آمري السجن من المكلّفين إدارة ما سُمّي «غرفة العمليات الإرهابية» التي كان يدير فيها القادة عمليّاتهم بمختلف المجموعات المرتبطة بهم في لبنان والخارج.
وقال مرجع أمنيّ معني لـ«الجمهورية» إنّ البحث سينطلق في الساعات المقبلة عقبَ جولة المشنوق على المبنى واطّلاعه في حضور الضبّاط الكبار على واقع الأمور كما هي، قبل البدء بالكشوفات اللازمة وتفكيك المعَدّات ووسائل الاتّصال فيه.
برّي
وقال رئيس مجلس النواب نبيه برّي أمام زوّاره أمس «إنّ عملية سجن رومية هي إحدى تداعيات الحوار بين تيار «المستقبل» و»حزب الله»، وأثبَتت أنّ هناك دولةً فعلاً، فلقد كان الأمر يتطلب قراراً سياسياً، ما إن اتُخِذ حتى نُفّذ، وأفضل ما في هذه الخطة أنّها نُفِّذت بكتمان، لكنّ هذه التداعيات ستستمرّ من خلال الخطة الأمنية في البقاع».
وردّاً على سؤال، قال برّي: «الحوار لم يدخل في التفاصيل، وإنّما وضع سقفاً هو إزالة الاحتقان، وتحت هذا السقف تُتّخذ قرارات تطبيق الخطة الامنية. والمهمّ في العملية أنّه لم تسقط خلالها قطرة دم واحدة على رغم ما أشاعه السجَناء».
وعن زيارة السفير السعودي علي عواض العسيري، قال برّي إنّ السفير السعودي علي عواض عسيري زاره ليطمئنّ الى مسار الحوار ويؤكّد دعم بلاده وتأييدها له، وتناوَل أيضاً الحوار المسيحي- المسيحي.
وتمنّى برّي خلال اللقاء ان يتكامل الحواران في اتّجاه مزيد من الاستقرار وانتخاب رئيس الجمهورية». وأشار برّي الى انّ الجولة الثالثة من الحوار بين حزب الله وتيار «المستقبل» ستُعقد بعد غد الجمعة وأنّ جدول اعمالها سيحدّده المتحاورون. وقال: «لولا الحوار ربّما كان الانفجار الذي حصل في منطقة جبل محسن شكّلَ شرارةً جديدة بين أبناء الجبل وأبناء طرابلس، وهذا يؤكّد جدّية الحوار الذي يشكّل غطاءً كاملاً لكلّ الإجراءات المتّخَذة».
الحوار
وعلى الضفّة الأخرى، وعشية الكلمة التي سيلقيها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بعد ظهر اليوم في معراب، في احتفال تسليم الدفعة الأولى من البطاقات الحزبية لأعضاء الهيئة العامة الفعلية للحزب لدى وزارة الداخلية، أعلنَ تكتّل «التغيير والإصلاح» تشجيعَه الحوار الجاري بين «حزب الله» وتيار «المستقبل»، والحوار الجاري بين «التيّار الوطني الحرّ» و«القوّات»، وتحدّثَ عن إيجابيات ظهرَت في الحوارين، مبدياً رغبته في «تثمير هذه الإيجابيات، لأنّ منطقَ الحوار يجب أن يسودَ في بلدٍ يعيش أزمةً خانقة».
سكّرية
وفي المواقف، قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» العميد المتقاعد النائب الوليد سكّرية لـ»الجمهورية» إنّ تنفيذ العملية الامنية في سجن رومية جاء ترجمةً للموقف الدولي الرافض تمدّدَ «داعش» في لبنان، لما تشكّله من خطورة عليه وعلى مصالح الدوَل الاخرى، وللإجماع الوطني اللبناني على مواجهة الإرهاب».
وقال: «يجري حوار الآن بين «المستقبل» والحزب لتخفيف الاحتقان في الشارع وتهدئة الأمور، ونأمل في ان نصل الى تفاهمات لتثبيت وحدة وطنية حقيقية ومكافحة الإرهاب». وأكّد أنّ «المناخ الطبيعي لنموّ الإرهاب هو الفتنة وتحديداً الاقتتال السنّي ـ الشيعي، وقد حاولوا عبر تفجير جبل محسن إشعال فتنة في الشمال عبر حصول ردّة فعل فورية انتقامية من أهالي المنطقة بعد كشف هويّة الانتحاريين من منطقة المنكوبين وحصول اشتباكات وإعادة الفوضى وزعزعة الخطة الامنية، لكنّ الحكمة وُجِدت عند الجميع بعدم الانجرار الى الفتنة.
وأمام هذا الوضع جاءت ردّة فعل الدولة بوجوب ضرب هذه الجماعات، والموجودون في سجن رومية هم قادتُها يحرّكونها من داخله ويقيمون في سجن ذي خمس نجوم ولديهم كلّ وسائل الاتصالات التي يحتاجون اليها، وكانت الدولة تغضّ الطرفَ ولا تتعرّض لهم بسبب الانقسام الطائفي والمذهبي في لبنان، وبعدما رُفعَ الغطاء عنهم دولياً، تجاوَب الداخل.
فعملياً إذاً، كان لا بدّ من وضع حدّ لمقرّ قيادة العمليات الارهابية داخل السجن التي كانت تُحرّك الجماعات الإرهابية في الخارج وهي على تنسيق كامل مع المسَلحين في جرود عرسال وداخل سوريا وفي أنحاء مختلفة في العالم، فانقطعَ التواصل بين القيادة وبينهم في الخارج أينما وُجدوا، ما ينعكس تضعضعاً في صفوفهم ويُشعِرهم بحزم الدولة وقرارها بمنع الارهاب بأيّ شكل من الاشكال. فما حصلَ إذاً يشكّل ضربة موجعة للارهابيين بإجماع القوى السياسية اللبنانية ومباركةٍ وغطاء دوليَين».
واستبعدَ سكّرية حصول ردّات فعل انتقامية، وقال: «أعتقد أنّ الأولوية لدى هؤلاء المسلّحين في جرود عرسال الذين هدّدوا بإعدام العسكريين المخطوفين ليست أمن السجناء في رومية بل أمنهم هم في جرود عرسال واستمرار وصول التموين إليهم. فإذا مسّوا أيّ عسكري على الدولة أن تدخلَ في معركة معهم، أو أقلّه أن تمنعَ التموين عنهم، فلا مجالَ أمامها للسكوت عنهم بعد اليوم».
الحوض الرابع
وفي غمرة الاهتمامات بملف النفايات الصلبة والإشكالات التي رافقَته وصولاً الى بداية معالجته، طفَت على سطح الأحداث قضية ردم الحَوض الرابع في مرفأ بيروت التي تحوّلَت خلال الساعات الماضية قضيةً كبرى أجمعَت على انتقادها الأحزاب المسيحية الأربعة الكبرى والبطريركية المارونية في موقف لافت وغير مسبوق عبَّر عنه الإضراب التحذيري الذي نُفِّذ في المرفأ قبل أيام بالتفاهم بين ممثّلي الأحزاب المسيحية كافّةً.
وكشفَت مصادر مطّلعة لـ«الجمهورية» أنّ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لفتَ رئيس الحكومة تمّام سلام عندما زاره قبل يومين إلى خطورة «ردمِ الحوض الرابع» في المرفأ وإلقاء الضوء على ما كُشِفَ من معلومات خطيرة تحدّثت عن عملية تزوير كبرى حَكمت الإجراءات المتّخَذة لردمِه.
وعلمَت «الجمهورية» أنّ سلام سيرأس بعد ظهر اليوم اجتماعاً موسّعاً في السراي الحكومي يحضره ممثّلو الأحزاب المسيحية في الحكومة، وزراء الاقتصاد ألان حكيم، الثقافة روني عريجي، التربية الياس بو صعب، كذلك يحضره وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر، وغسان حاصباني ممثّلاً «القوات اللبنانية» والمدير العام للمرفأ حسن قريطم، وذلك للبحث في المعلومات المتوافرة حول هذا الملف وما يمكن القيام به لكشف الحقائق التي تمّ إخفاؤها عن كثير من المعنيين.
البنزين في الواجهة
وبعيداً من الهَمّ الأمني والسياسي، يستفيق اللبنانيون اليوم على خفض جديد في سعر صفيحة البنزين يتراوح بين 400 و500 ليرة. ومن المتوقّع أن يستمرّ التراجع في أسعار المحروقات في الاسابيع القليلة المقبلة، تماهياً مع هبوط أسعار النفط عالمياً.
لكنّ تراجعَ الأسعار في لبنان قد لا يستمرّ طويلاً، إذ يبدو أنّ العيون تفتّحَت على هذا الملف. وفي موازاة شركات النفط ومحطّات البنزين التي بدأت تُطالب بتعديل جعالتها (أرباحها) لرفعِها، وباشرَت مفاوضات في هذا المجال مع وزير الطاقة، ارتفعَت أصوات تطالب بتثبيتِ سعر صفيحة البنزين على 25 ألف ليرة. هذا الاقتراح يتمّ تداوله على أساس دعم الخزينة والإفادة من الظروف لخفضِ العجز في الموازنة.
واللافت في الموضوع أنّ مصدراً نفطياً قال لـ«الجمهورية» إنّ سعر صفيحة البنزين قد يتراجع الى 15 ألف ليرة في حال استمرّ تراجُع النفط عالمياً، وفي حال لم تبادر الحكومة الى تثبيت السعر.
وفي انتظار ما سيُسفر عنه الحراك سيستفيد المواطن في الفترة المقبلة من خفض تعرفة النقل العام. ولهذه الغاية عُقد اجتماع برئاسة زعيتر، انتهى الى اتّفاق مبدئي على خَفض تعرفة النقل. وستُجرَى دراسة سريعة لتحديد نسبة هذا الخفض.

المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,309,600

عدد الزوار: 7,627,442

المتواجدون الآن: 0