طهران تبلغ موفداً فرنسياً ارتباط رئاسة لبنان بالأزمة السورية...نصر الله يؤكد أن قدرات حزبه لم تمس وأن لديه كل أنواع الأسلحة..بريتال بعد رومية: دومينو الخطة الأمنية جولة الحوار الثالثة نحو الملفّ الرئاسي

المشنوق نقل رسالة من الحريري إلى عون: من المبكر الحديث عن تقدّم في الحوار...السنيورة من أبو ظبي: هناك ما ليس بيد "حزب الله" حلّه...جبل محسن ورومية «طبق» الحوار غداً والخلاف من السياسي إلى الحياتي...جعجع: يدنا مفتوحة للمصافحة.. وصناعة الغد بقدر ما هي قوية على الزناد

تاريخ الإضافة الجمعة 16 كانون الثاني 2015 - 7:37 ص    عدد الزيارات 1960    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

بريتال بعد رومية: دومينو الخطة الأمنية جولة الحوار الثالثة نحو الملفّ الرئاسي
النهار...
بعد يومين من تنفيذ الخطة الامنية الخاصة بسجن رومية، بدا الرهان متناميا لدى معظم المسؤولين على تثمير الزخم الذي وفره نجاح هذه الخطوة في دفع الوضع الامني خصوصا نحو مزيد من التحصين، علما ان الثغرة التي لا تزال تشوب هذا الرهان تتمثل في الشلل الذي يحاصر أزمة الفراغ الرئاسي والذي يثير تساؤلات عن توقيت طرح هذه الازمة في الحوارات الثنائية بين افرقاء اساسيين.
وفي هذا السياق تنعقد غدا في عين التينة جولة الحوار الثالثة بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" وسط اجواء ارتياح الى نجاح خطة رومية وكذلك الى الاحتواء السياسي والشعبي للتفجير المزدوج الذي حصل في منطقة جبل محسن مما يؤشر بحسب مرجع سياسي بارز معني بالحوار تحدث الى "النهار" عشية هذه الجولة لاكثر من رغبة او قرار لدى اللبنانيين في عدم الانزلاق الى مناخات تفجيرية. واذ حدد المرجع عنوانا لجولة الحوار الثالثة هو استكمال البحث في الملف الامني وربما اعطاء اشارة الانطلاق لخطة البقاع الشمالي، كشف ان قطار الامن انطلق ولا عودة عن القرار السياسي المتخذ على مستوى قيادتي "المستقبل" و"حزب الله" بتخفيف الاحتقان وحماية الاستقرار الداخلي، الامر الذي يشجع على التفاؤل بتنفيذ الخطة الامنية في البقاع الشمالي التي يفترض ان تتضح معالمها في الفترة المقبلة . ومع ان لا معطيات دقيقة عن موعد لانطلاق هذه الخطة فان المرجع السياسي نفسه يؤكد ان "حزب الله" وحركة "أمل" التزما رفع الغطاء السياسي عن اي اخلال ومخلين بالامن على الساحة البقاعية تحديدا وفي مختلف المناطق اللبنانية عموما. كما رفض المرجع الحديث عن ربط او مقايضة بين عملية رومية وخطة البقاع مشيرا الى ان الامرين اتفق عليهما سابقا.
وتوافرت معلومات ليل أمس لدى "النهار" عن ان جولة الحوار المقبلة سيبدأ خلالها البحث في العنوان السياسي المتعلّق بمعايير إنتخابات رئاسة الجمهورية وعملية إنتخاب رئيس جديد للدولة. وتأتي هذه الخطوة بعدما أنجزت الجولة السابقة تفاهما مشتركا على الملف الامني، اذ أكد البيان الصادر عنها "الاتفاق على دعم إستكمال تنفيذ الخطة الامنية على كل الاراضي اللبنانية" بما فيها البقاع الشمالي. كما علم أن عضو فريق "المستقبل" في الحوار النائب سمير الجسر لن يشارك في جولة غد لإضطراره الى السفر الى القاهرة.
بريتال "الطليعة"
ويبدو ان معالم "الدومينو" الامني برزت ليل أمس في تمكن شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي من توقيف شربل جورج خليل المتهم بقتل الشاب ايف نوفل قبل ايام في منطقة كفرذبيان الكسروانية وتبين انه لجأ الى بلدة بريتال البقاعية.
ووصف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لـ"النهار" نجاح شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي في القبض على المتهم بقتل الشاب إيف نوفل المدعو شربل جورج خليل في بريتال أمس بأنه"إنجاز كبير يفتح الباب أمام تنفيذ الخطة الامنية المنتظرة في البقاع الشمالي". وعلمت "النهار" ان مجلس الامن المركزي برئاسة الوزير المشنوق بحث في هذه الخطة الامنية التي سيشارك في تنفيذها الجيش والامن العام وقوى الامن الداخلي .وقد تحددت الساعة الصفر لإنطلاق التنفيذ ولكن لم تعرف حرصا على سلامة العملية الامنية.
وكان الوزير المشنوق زار امس عائلة الشاب نوفل في كنيسة المطيلب وقدم الى والدته العزاء ووعدها بالقبض على المتهم بقتل أبنها خلال 48 ساعة. وخلال هذا اللقاء المؤثر أكدت له والدة الضحية أنها تطلب العدالة وليس الثأر كي يمتنع هذا القاتل أو أي قاتل آخر عن إستغلال غياب الدولة لإرتكاب جريمة جديدة. وعلمت "النهار" ان عملية القبض على شربل خليل تمت من خلال عملية خاطفة نفذتها فرقة من القوة الضاربة في شعبة المعلومات من خارج المنطقة بمؤازرة من مخابرات الجيش في منطقة بعلبك. كما علمت ان خليل كان يقيم في منزل المدعو ح.م. عند أطراف بريتال، وقد رصدت "المعلومات" اتصالاً بينه وبين خليل كان الدليل الى تعقب المتهم. ووصف مصدر أمني العملية بانها نظيفة وانجاز نوعي بحيث جرت من دون اصابات ومن طريق المباغتة في غضون دقائق قليلة.
وفي ما يتعلق بخطة رومية، علمت "النهار" ان الاجتماع الامني الذي رأسه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الاحد الماضي في منزله في المصيطبة لمتابعة التحقيقات في التفجير الانتحاري المزدوج في جبل محسن تلاه إجتماع مصغّر برئاسة الرئيس سلام وحضور وزير الداخلية نهاد المشنوق والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابرهيم بصبوص ومدير شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد عماد عثمان اتخذ خلاله القرار السياسي بإخلاء المبنى ب في سجن روميه من نزلائه ونقلهم الى مبنى آخر تمهيدا لإعادة تأهيله.
وفي الاطار الامني ايضا ترددت معلومات غير مؤكدة أمس عن امكان اثارة وزراء في فريق 8 آذار موضوع الاجراءات الجديدة على البوابات الحدودية مع سوريا، علما ان حركة تقييد برزت في اليومين الاخيرين لحركة التصدير البرية عبر الشاحنات على بوابة المصنع – جديدة يابوس من دون تفسيرات واضحة اذ عزيت الى سوء احوال الطقس والجليد.
الجيش والهبة السعودية
وليس بعيدا من المناخ الامني، اكد قائد الجيش العماد جان قهوجي في لقاء أمس ورابطة الملحقين العسكريين العرب والاجانب مواصلة الجيش مكافحة الارهاب "بكل قوة وحزم وصولا الى استئصال جذوره من الوطن"، مشددا على ان الجيش "كان خلال العام المنصرم على قدر المسؤوليات الملقاة على عاتقه اذ احبط بدماء شهدائه واستبسال جنوده مخطط الارهابيين الهادف باعتراف القياديين الموقوفين منهم الى اقامة امارة ظلامية تمتد من الحدود الشرقية الى البحر". وجزم بانه سيكون للهبة السعودية "بالغ الاثر في تعزيز قدرة الجيش على حسم الامور لمصلحة لبنان"، مؤكدا اولوية قضية العسكريين المخطوفين الذين "لن نالو جهدا لتحريرهم".
وفي متابعة لموضوع الاسلحة القديمة الطراز التي اشارت اليها "النهار" أمس أفادت مصادر عسكرية ان الدفعة الاخيرة من الاسلحة التي وصلت الى الجيش قبل نحو اربعة اسابيع، هي عبارة عن اسلحة وسيارات نقل وغيرها قديمة الطراز، وهي تدخل في اطار الهبات التي تقدم باستمرار الى الجيش، وعادة ما تكون من طرازات قديمة. اما السلاح المتوقع من الهبة السعودية البالغة ثلاثة مليارات دولار يضاف اليها مبلغ اضافي من هبة المليار دولار الاخيرة، فلم تتسلم قيادة الجيش اي سلاح في اطارها، وسيبدأ التسليم في شباط المقبل. واصدرت قيادة الجيش بيانا امس اكدت فيه ان الجيش لم يتسلم حتى تاريخه اي سلاح او عتاد مقرر ضمن الهبة السعودية.
وكانت مصادر وزارية أبلغت "النهار" ان الجيش تسلم سلاحا من طرازات قديمة، متخوفة من توجه غربي الى عدم تزويده سلاحا متطورا ومتقدما، وان تواجه الهبة السعودية فيتوات غربية او اسرائيلية تحول دون تمكين الجيش من امتلاك اسلحة متطورة لعدم "تفوقه" عسكريا، وخوفا من ان تتحول هذه الاسلحة الى "حزب الله" كما كانت مصادر عسكرية اسرائيلية تتحدث على الدوام.
 
نصر الله يؤكد أن قدرات حزبه لم تمس وأن لديه كل أنواع الأسلحة ومصادر لـ«الشرق الأوسط»: مشاركته في الحرب بسوريا أكسبته خبرات ميدانية

بيروت: بولا أسطيح ... أكد الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، أن حزبه بات «أقوى من أي يوم مضى، وأن لديه كل أنواع الأسلحة وما يخطر أو لا يخطر على بال العدو»، مشددا على أن «قدرات المقاومة لم تمس» ومعتبرا أن إسرائيل «تخطئ إذا كانت تعول على ذلك».
وقال نصر الله في حديث لقناة «الميادين» المقربة منه، إن «إسرائيل تريد في أي مواجهة مقبلة أن يكون نصرها حاسما وسريعا، وهو أمر مستبعد جدا»، مؤكدا أن «كل ما يخطر في البال ويجعل المقاومة أقوى وأقدر على صنع انتصار كبير، في حال حصول عدوان إسرائيلي على لبنان، فنحن نعمل على توفيره، وهو بنسبة كبيرة متوفر، والأمور إلى الأمام أفضل».
وكانت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية نقلت في عددها الصادر يوم أمس (الأربعاء) عن مصادر استخبارية إسرائيلية، قولها إن «المعركة المقبلة مع (حزب الله) ستكون الأعنف في العصر الحديث ولا سابق لها». وأكدت المصادر، أنه «في مقابل زيادة إسرائيل لمستوى ردعها في حرب لبنان الثانية عام 2006 ضد (حزب الله)، فإن الأخير استغل الهدوء على الجبهة ليملأ مخازنه بالأسلحة الإيرانية التي لم تواجه إسرائيل مثيلا لها من قبل». وتحدثت المصادر عن «أنواع جديدة من الأسلحة وصلت إلى (حزب الله) من الإيرانيين، من بينها طائرات من دون طيار انتحارية، وصواريخ دقيقة وأسلحة مضادة للسفن والطائرات».
ونفت مصادر مطلعة على أجواء «حزب الله» أن تكون مشاركة الحزب في القتال في سوريا أضعفته وأنهكت قواه، مشددة على أن عناصر الحزب المولجين التحضير لقتال إسرائيل ومواجهتها لم يتحركوا من مكانهم، فالأعداد التي ترابض على الجبهة الجنوبية لم ينتقل إلى أي جبهة أخرى». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن «مشاركة (حزب الله) بالحرب في سوريا أكسبته خبرات ميدانية سيستثمرها في أي حرب مقبلة مع العدو».
وكان خبراء عسكريون مقربون من «حزب الله» أكدوا في وقت سابق، أن الحزب امتلك في السنوات الـ3 الماضية أسلحة وعتادا عسكريا لم يكن يمتلكه سابقا، وبالتحديد أجهزة من الفئة الأولى تستخدمها القوات الخاصة.
وأوضح الخبير العسكري المقرب من الحزب، العميد المتقاعد أمين حطيط في حديث سابق مع «الشرق الأوسط»، أن سوق سلاح «حزب الله» ليست محصورة بالسوق الروسية، لافتا إلى أن بعض الأسلحة يأتي بها من الأسواق الأوروبية.
وكان نصر الله هدد قبل شهرين بضرب الموانئ الإسرائيلية في أي عدوان مرتقب على لبنان، متوجها للإسرائيليين بالقول: «عليكم أن تغلقوا مطاراتكم وعليكم أن تغلقوا موانئكم، ولن تجدوا مكانا على امتداد فلسطين المحتلة لا تصل إليها صواريخ المقاومة الإسلامية في لبنان». ورد وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس حينها على نصر الله مهددا بـ«إعادة لبنان إلى العصر الحجري».
وفي سياق متصل، جدد قائد الجيش العماد جان قهوجي يوم أمس التأكيد أن عناصره أحبطوا «مخططا إرهابيا يقضي بإقامة إمارة ظلامية تمتد من الحدود الشرقية إلى البحر». وقال قهوجي خلال لقائه وفد رابطة الملحقين العسكريين العرب والأجانب، إن «الجيش اللبناني واجه بدوره هجمة شرسة مسبوقة من قبل التنظيمات الإرهابية، سواء في منطقة عرسال على الحدود الشرقية خلال شهر أغسطس (آب) الماضي، أو في منطقة الشمال خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول)، لكن الجيش كان على قدر المسؤوليات الملقاة على عاتقه؛ إذ أحبط بدماء شهدائه واستبسال جنوده مخطط هؤلاء الإرهابيين الهادف باعتراف القياديين الموقوفين منهم لدى القضاء إلى إقامة إمارة ظلامية تمتد من الحدود الشرقية إلى البحر، وبالتالي حال الجيش دون إشعال نار الفتنة في البلاد، وتعريض وحدة اللبنانيين لأخطار جسيمة، مجسدا التزامه اتفاق الطائف وإرادة العيش المشترك بين أبناء وطننا الواحد».
وشدد قهوجي على أن «قضية العسكريين المختطفين لدى التنظيمات الإرهابية تبقى أولوية مطلقة بالنسبة إلينا، ولن نألو جهدا أو وسيلة في سبيل تحريرهم وعودتهم إلى مؤسستهم وعائلاتهم».
وأكد قهوجي عزم الجيش على «مواصلة مكافحة الإرهاب بكل قوة وحزم وصولا إلى استئصال جذوره»، لافتا إلى أن نتائج التحالف الدولي لمحاربة «داعش» بدأت بالظهور تدريجيا.. «فالضربات المركزة التي تلقاها تنظيم داعش الإرهابي، أدت إلى تراجع مناطق نفوذه وتكبيده الكثير من خسائر».
 
جعجع: يدنا مفتوحة للمصافحة.. وصناعة الغد بقدر ما هي قوية على الزناد وقال إن حزبه يناضل لقيام دولة قوية وحصر سلاحها بالقوى الشرعية.. ومحاربة الفساد

بيروت: «الشرق الأوسط»...
أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية المرشح لرئاسة الجمهورية سمير جعجع أمس أن نضال حزبه السياسي يصب في «قيام دولة قوية في لبنان، بمؤسسات دستورية سليمة ومعافاة، ويتحقق بجمع السلاح غير الشرعي على الأراضي اللبناني وحصره بالقوى الشرعية، كمقدمة لإعادة كل القرار العسكري والأمني إلى الدولة اللبنانية وحدها»، إضافة إلى «العمل على محاربة الفساد والتخلف والزبائنية في السياسة والمجتمع وداخل الدولة»، معتبرا أن «هذا المرض العضال المتأصل في جسد بعض إدارات الدولة يوازي خطر السلاح غير الشرعي، لكونه بات يلقي بثقله بشكل مباشر على عمل المؤسسات، ونمط معيشة المواطنين».
وجاء تصريح جعجع خلال احتفال أقامه حزب القوات في المقر العام للحزب في معراب لتسليم الدفعة الأولى من البطاقات الحزبية لـ67 محازبا من أعضاء الهيئة العامة الفعلية للحزب لدى وزارة الداخلية.
وأكد جعجع أنه «في زمن تغييب رئاسة الجمهورية، تنتسبون إلى مؤسسة مؤسسها رئيس للجمهورية، ورئيسها الحالي مرشح لرئاسة الجمهورية، في زمن تغليب الدويلة والولاية على الجمهورية، تنتسبون إلى مؤسسة حلم قائدها المؤسس بالجمهورية، ونحن للحلم أوفياء، في زمن تفريخ المقاومات بتسميات شتى، تنتسبون إلى القوات اللبنانية قلب المقاومة اللبنانية الحقة»، مشددا على «أننا قوم إن قاتلنا نقاتل بشرف، وإن سالمنا نسالم بشرف، وإن حاورنا نحاور بشرف. بقدر ما كانت يدنا قوية على الزناد، بقدر ما هي مفتوحة للمصافحة وصناعة الغد الأفضل للبلاد»، في إشارة إلى مساعي الحوار اللبنانية مع الخصوم في السياسة، وفي مقدمهم النائب ميشال عون.
وشدد جعجع على أن «القوات اللبنانية ليست حزبا تقليديا ولن تكون»، وأضاف: «كي نكون على قدر طموحات شعبنا وأمانيه، علينا أن نقدم له المثل الصالح بتنظيمنا الحزبي، ومناقبيتنا وابتعادنا عن الفساد والزبائنية». وأكد أن «الفرد الحزبي هو من امتلك جرأة التخلي عن عصبيته العائلية أو العشائرية أو المناطقية ليتبنى مفاهيم جديدة داخل حزبه، أوسع من العائلة والعشيرة والمنطقة».
وأضاف أن «الانخراط في العملية التنظيمية داخل القوات، لن يحولنا حزبا بيروقراطيا جامدا تقبض على قراراته مجموعة إدارية صبت كل اهتماماتها على معالجة صغائر الأمور، فأفسدت في طريقها كبرى التضحيات. كما أن بطاقة الانتساب هذه لا يجب أن تقتصر على انتماء حامليها إلى القوات اللبنانية من الناحية التنظيمية فحسب، بل يجب أن تشكل حافزا لهم كي يتحلوا بالمزيد من النزاهة والاستقامة وروح النضال حتى يكونوا قدوة لمجتمعهم وللأجيال الصاعدة لناحية الالتزام بقضايا مجتمعنا والدفاع عنه حتى الشهادة».
 
جبل محسن ورومية «طبق» الحوار غداً والخلاف من السياسي إلى الحياتي
الجمهورية...
الانجاز الذي حققته الحكومة في سجن رومية دلّ بوضوح أنّ المشكلة في لبنان تكمن في القرار لا التنفيذ، لأنه عندما يتخذ القرار لا شيء يعوق التنفيذ. وهذا ما حصل أخيراً في عرسال وطرابلس ورومية. والقرار يعني التوافق السياسي، وعندما يتم التوافق لا قوة تستطيع الوقوف في مواجهة الجيش اللبناني والقوى الأمنية التي أثبتت في محطات عدة قدرتها العالية وجهوزيتها الاستثنائية على حماية اللبنانيين وتوفير الاستقرار. ولا شك أنّ المناخ الحواري في البلد على الضفتين الإسلامية والمسيحية ساهم في تنفيس الاحتقان وتوفير المظلة السياسية للخطوات الأمنية. وقد تلقّى لبنان جرعة دعم أوروبية للحكومة والحوار. ولكن في موازاة التوافق السياسي-الأمني برز الخلاف في ملفين: الملف الأول النفايات الذي بعد أخذ وردّ طويلين نجحت الحكومة بطَيّه، وملف الحوض الرابع الذي تفاعل بشكل واسع في الأيام الأخيرة، ويرجّح أن يتحوّل إلى أزمة فعلية، خصوصاً في ظلّ وجود وحدة موقف مسيحي ضد ردم هذا الحوض تتقدّمها بكركي التي كَلّفت الأحزاب المسيحية الذهابَ بهذا الملف الى النهاية، خصوصاً أنّ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كان التقى رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام قبل أيام للفتِ نظرِه إلى هذه القضية. ويبدو جليّاً أنّ الخلافات بين القوى السياسية انتقلت، منذ تأليف الحكومة وأخيراً الحوار، من القضايا السياسية إلى المواضيع الحياتية.
الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» يلتئم غداً في جلسته الثالثة في ظل تطورين سلبي وإيجابي: التطور السلبي يتمثل في التفجير الإرهابي في جبل محسن الذي شكّل تحدّ للحكومة والحوار، وقد جاء الرد سريعاً عليه بالتفاف وطني شامل واستثنائي، وبمضاعفة الجهود الأمنية من أجل استباق أي تفجير محتمل، إلّا أن القوى السياسية على اختلافها بَدت مطمئنة إلى الوضع عموماً، لأن لا بيئة حاضنة للإرهاب في لبنان، فضلاً عن أنّ التكامل السياسي-الأمني كفيل بقطع الطريق على اي مخطط تفجيري واسع.

والتطور الإيجابي تمثّل في العملية الأمنية التي نفذت في سجن رومية ووضعت حداً لأسطورة عمرها سنوات، وقد ترافقت هذه الخطوة التي لقيت ترحيباً واسعاً داخلياً وخارجياً بالكلام عن توجّه لمَدّ الخطة الأمنية من الشمال باتجاه البقاع، كما عكست ارتياحاً لجهة قدرة الدولة على ضبط الأمن وترسيخ الاستقرار. ولا شك أنّ هذين التطورين سيشكلان الطبق الرئيس للحوار، فضلاً عن مواصلة البحث في المظاهر الحزبية في بيروت ومواضيع أخرى.

بري: المناخ الايجابي نتيجة للحوار

وفي هذا السياق جدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري التنويه بعملية سجن رومية، مؤكداً على استكمال الخطة الامنية في البلاد. وقال أمام النواب في لقاء الاربعاء انه يجب ان يقترن الامن بالانماء ليشمل المناطق كافة لا سيما تلك المحرومة منذ زمن طويل.

ونقل النواب عنه انّ المناخ الايجابي النسبي في لبنان هو نتيجة للحوار، متمنياً تحقيق المزيد من الانجازات والخطوات على الصعد كافة، وفي مقدمها موضوع الاستحاقاق الرئاسي.

سلام

وتلقى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام جرعة دعم قوية من سفراء الإتحاد الأوروبي برئاسة سفيرة الإتحاد لدى لبنان أنجلينا إيخهورست التي قالت بعد اللقاء من السراي: «إنّ ردات الفعل على الإعتداءات التي حصلت في طرابلس كانت مهمة جداً وأعطت رسالة قوية عن الوحدة في لبنان، ونحن هنّأنا الرئيس سلام ومجلس الوزراء على الإجراءات المهمة التي تمّ اتخاذها في سجن رومية، وهذا كله يُظهر انّ لبنان جاهز لمكافحة الإرهاب ومكافحة الراديكالية وجاهز للعمل بقوة وبتصميم على خلق مناخ أمني جيّد للشعب اللبناني».

كما شجعت إيخهورست الحوار القائم، وقالت: «انّ الحوار بين مختلف الأحزاب السياسية يقرّب في وجهات النظر ويساعد في تهدئة الوضع المتشنّج على كل المستويات، ونأمل كإتحاد أوروبي ان يكون للبنان رئيس في أقرب وقت ممكن وأن تعمل المؤسسات، وأن يتمكّن البرلمان من إقرار القوانين الضرورية وإقرار الموازنة الوطنية لأنها أمور مهمة يجب القيام بها». وكان ترأس سلام أمس اجتماعاً لخلية الازمة الوزارية، وبحث في آخر التطورات المتعلقة بموضوع العسكريين المخطوفين.

السنيورة

وفي السياق الحواري أيضاً قال الرئيس فؤاد السنيورة من الامارات: «علينا أن نبذل كل جهدنا وبكلّ صدق ومثابرة على السير في مسار التواصل، لكنّ «حزب الله» لا يقوم بأيّ خطوة حقيقية من أجل التوصل الى نتيجة في بعض الامور، وما زلنا نرى ونشاهد التشنّج الموجود في كل شارع وحي ومنطقة وفي البلدات والمدن بسبب المجموعات المسلحة التابعة لسرايا المقاومة والتي تمارس سلطتها على المدنيين اللبنانيين».

وأضاف: «نحن محكومون وبكلّ رضى أن نعيش سوياً. وبالتالي، واجبنا تجاه وطننا ومجتمعنا ألّا ندّخِر وسيلة لكيفية الوصول الى توافق على هذا الشأن. لدينا جمهور عريض من اللبنانيين يؤيدنا بمواقفنا، وبالتالي لا يمكن أن يستقيم بلد طالما أّن هناك من يتنازع مع الدولة سلطتها».

جعجع

وليس بعيداً عن ذلك، اعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع في مناسبة حزبية حضرها للمرة الأولى ممثّل عن «التيار الوطني الحر»: «إنّ نضالنا في الوقت الحاضر، على المستوى الوطني، يصبّ في اتجاهين: الأول، قيام دولةٍ قوية في لبنان، بمؤسسات دستورية سليمة ومعافاة، وهذا لا يمكن ان يتحقق إلّا بجَمع السلاح غير الشرعي على الأراضي اللبنانية وحصره بالقوى الشرعية كمقدّمة لإعادة كل القرار العسكري والأمني الى الدولة اللبنانية وحدها.

والثاني، العمل على محاربة الفساد والتخلف والزبائنية في السياسية والمجتمع وداخل الدولة، لأنّ هذا المرض العضال المتأصّل في جسد بعض إدارات الدولة يوازي خطر السلاح غير الشرعي، لكونه باتَ يُلقي بثقله بشكلٍ مباشر على عمل المؤسسات، ونمط معيشة المواطنين».

وفي رسالة تتصل بالحوار مع «التيار الوطني»، قال جعجع: «إن قاتلنا نقاتل بشرف، وإن سالمنا نسالِم بشرف، وإن حاورنا نحاور بشرف. بقدر ما كانت يدنا قوية علی الزناد، بقدر ما هي مفتوحة للمصافحة وصناعة الغد الأفضل للبلاد».

ريفي

وفي موقف يؤشّر إلى تمايز في موضوع الحوار، قال وزير العدل اللواء أشرف ريفي بعد لقائه البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي: «لا شكّ أنّ أيّ حوار مع فريق لبنانيّ آخر له إيجابيّة، سواء كان إسلاميّاً -إسلاميّاً أو مسيحيّاً- مسيحيّاً، ولكن كنّا نتمنّى أن يكون حواراً وطنيّاً، وغبطته يرغب ايضاً في ان يتوسّع الحوار ليكون بين 8 و14 آذار في شموليّة وطنيّة كبرى. ولكن لا شكّ أنّ الطّرح الوطنيّ هو الأسلم، إنّما حتّى لو كان طرحاً إسلاميّاً -إسلاميّاً ومسيحيّاً- مسيحيّاً له أيضاً إيجابيّاته في هذه المرحلة الإستثنائيّة».

المشنوق عند عون

وحمل وزير الداخلية نهاد المشنوق رسالة من الرئيس سعد الحريري إلى رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون «يؤكد فيها أهمية الحوار بين كل الاطراف». وأضاف: «الجنرال عون هو جزء رئيسي من ضمانة أيّ حوار سواء بين اطراف لبنانية مسلمة او بين اطراف لبنانية مسيحية».

التمديد للمَطمر

وفي مجال آخر نجحت الحكومة في تثبيت قرار التمديد ثلاثة اشهر اضافية لمطمر الناعمة، من اجل الانتهاء من تنفيذ خطتها لإيجاد مطامر بديلة. هذا النجاح سمحت به موافقة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي استضاف أمس في دارته في كليمنصو اجتماعاً وزارياً مصغّراً ضمّ وزراء الصحة العامة وائل ابو فاعور، المال علي حسن خليل، الزراعة أكرم شهيّب، والبيئة محمد المشنوق، النائب طلال ارسلان، رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر، بالإضافة الى ممثلين عن اتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار.

وبنتيجة الاجتماع أعلن وزير البيئة انّ ما حصل في اللقاء يعطي فرصة حقيقية للبنان لكي يخرج من مسألة النفايات ويعطي هذه الحكومة الفرصة لإخراج البلاد من هذه الأزمة.

أمّا جنبلاط فاختار التشديد على انه وبعكس الشائعات التي تسري «لن يكون هناك مطمر في سبلين لا من قريب ولا من بعيد». وأعلن الموافقة على خطة التمديد لمطمر الناعمة لثلاثة اشهر.

الحوض الرابع

في موازاة ملف النفايات، برز ملف الحوض الرابع في مرفأ بيروت الذي قفز إلى الواجهة وتحوّل بين ليلة وضحاها الى ملف سياسي محتدم، يكاد يتحوّل الى قضية وطنية من دون ان تتضِح تماماً الخلفيات والتداعيات والاسباب التي استدعت هذا الاستنفار، سواء من قبل المعارضين او المتمسكين بمشروع رَدم هذا الحوض.

وتتمّةً لما نشرَته «الجمهورية» أمس عُقد الاجتماع الوزاري – الإداري المقرّر للبحث في هذا الملف في إحدى قاعات السراي الكبير عند الثالثة من بعد ظهر امس في الموعد المقرّر بغياب رئيس الحكومة الذي حضر ممثّلاً بوزير التربية الياس ابو صعب، كما غاب وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر وحضر ممثّلو الأحزاب المسيحية الخمسة الوزراء آلان حكيم عن حزب الكتائب اللبنانية، روني عريجي عن حزب المرَدة، الوزير آرتور نازاريان عن حزب الطاشناق، والوزير السابق نقولا صحناوي عن التيار الوطني الحر، غسّان حاصباني ممثّلاً عن حزب القوات اللبنانية. وحضرَ المدير العام للمرفأ حسن قريطم وأعضاء الهيئة المؤقّتة لإدارة المرفأ وخبراء.

وبعد مقدّمة للوزير بو صعب تحدّث فيها عن الظروف التي دفعَت رئيس الحكومة الى تكليفه بإدارة الإجتماع وأبلغَ المجتمعين انّ فريقاً من الخبراء من مجلس الإنماء والإعمار تفقّدَ المرفأ بتكليف من سلام للاطّلاع على الوضع في الحوض الرابع.

وبعدَها أعطِي الكلام للمدير العام للمرفأ حسن قريطم الذي قدّم عرضاً للأسباب التي دفعَته الى اتّخاذ القرار بردم الحوض الرابع والظروف التي رافقَت هذه الخطوة، لافتاً الى الحاجة لتوسيع القدرة الإستيعابية في محطة المستوعبات في المرفأ وعدم الحاجة الى هذا الحوض رغم الأموال التي أنفِقت منذ إنشائه في العام 1996.

جدَل بين ناظاريان وقريطم

وعلمَت «الجمهورية» أنّ جدلاً قام بين قريطم والوزير ناظاريان ممثّل حزب الطاشناق الذي سأله عن الأسباب التي تحول دون إقامة محطة الحاويات على مساحات برّية شاسعة شمال الأحواض وتحديداً شمال نهر بيروت بدل أن يكون لردميات النفايات. فردّ عليه قريطم بأنّ عمق المياه يبلغ 70 متراً في المنطقة وهناك صعوبات بردم البحر.

فردّ نازاريان مجدّداً: وكيف سيردم البحر هناك من أجل إقامة محطة تكرير المياه المبتذلة كما بالنسبة الى ردم المنطقة بموجب «مشروع لينور» من مكبّ برج حمود إلى مارينا خوري في الضبية.

كما شهدَ اللقاء مواجهة أخرى بين عريجي وقريطم عندما توقّف عريجي امام بعض الشؤون الإدارية المتصلة بسلامة ممارسة أعضاء ما يسمّى بـ«الهيئة الإدارية المؤقّتة لإدارة مرفأ بيروت» لمهمّاهم الملتبسة والمنتهية منذ سنوات عدّة.

وهي الهيئة المؤقّتة التي عيّنت في العام 2001 وما زالت تمارس مهامها بشكل غير قانوني وغير طبيعي من دون تحديد الكادر الإداري والتي لم ترقَ بعد الى وضع المؤسسة العامة بالمفهوم القانوني.

كما سأل عريجي عن الصفة القانونية التي سمحَت لمجموعة من سبعة أشخاص لا مقرّ لها ولا صفة معنوية ولا تخضع لرقابة ديوان المحاسبة بإبرام العقود لردم الحوض بملايين الدولارات وكيفية إدارة أرباح سنوية بمبالغ طائلة تتراوح ما بين 250 و300 مليون دولار طيلة السنوات الثلاث عشرة الأخيرة.

وانتهت المصادر الى القول إنّ الاجتماع بقيَ محصوراً في طرح وجهات النظر المختلفة، وانتهى الى التحضير لمجموعة من الدراسات لمناقشتها في إجتماعات لاحقة، وتعهّدت إدارة المرفا بوقفِ عمليات الردم الى تلك اللحظة.

وقال أحد المشاركين بعد اللقاء لـ«الجمهورية» إنّ مَن شاركوا فيه خرجوا بسيلٍ من الإنطباعات السلبية والخطيرة. وبقيَت سلسلة من الأسئلة بلا أجوبة، لكنّ الوزراء الذين شاركوا في اللقاء عبّروا عن هول وحجم المخالفات المرتكبة وأيقنوا أنّ هناك قطَباً مخفية كبيرة وخطيرة للغاية سيُصار الى كشفِها في وقت لاحق بوجوهها الإدارية والمالية والقانونية، ما سيؤدّي الى اكتشاف الكثير من الفضائح التي باتت اقربَ الى الواقع، وهو ما سيكون مدار بحثٍ بين ممثلي الأحزاب المسيحية الخمسة التي شاركت في اللقاء.

وانتهى الى القول إنّ عمليات الردم التي نُفّذت الى اليوم لا تشكّل خطراً على الحوض ويمكن إعادة سحبِها من قعره دون كِلفة باهظة، لكنّ الأخطر أنّ الإدارة ماضية في المشروع من دون رادع وقد دفعَت الى اليوم ما يساوي 30 مليون دولار من أصل 130 مليوناً، وأنّ كمّيات كبيرة من الردميات نقِلت الى الرصيف 14 الذي أقفِل امام حركة الملاحة البحرية ويمكن رميُها في الحوض تحت جنح الظلام، وهو ما أدّى الى تحذير المشرفين على العملية من القيام بأيّ عمل من هذا النوع قبل البَتّ النهائي بالملف.

عريجي

من جهته، لفتَ وزير الثقافة روني عريجي لـ«الجمهورية» أنّ «هناك تساؤلات حول الموضوع، والاحتجاجات وصلت الى بكركي، فطلب البطريرك من كل الاحزاب المسيحية التحرّك والتحرّي عن الموضوع، فاجتمعنا مع إدارة المرفأ للاستفسار، وفي اليومين المقبلين هناك اجتماع تقييمي بيننا كأحزاب مسيحية لأخذ الموقف المناسب».

ولفتَ عريجي الى أنه «تمّ رَدم الحوض الخامس، وهناك مخطط لردم الحوض الرابع وجعله أرصفة للكونتينرات، ما سيُعيق عملية الشحن لغير الكونتينرات»، مؤكداً أنّ «هذا الملفّ ليس مسيحياً بل هو وطني، لكنّ بكركي مهتمّة كثيراً بهذا الملف وكلّفت الأحزاب المسيحية الذهاب به الى النهاية لتبيان آثاره».

حاصباني

من جهته، أوضح ممثل «القوات اللبنانية» غسان حاصباني لـ«الجمهورية» انّ «ادارة المرفأ قالت انها تريد ردم الحوض الرابع لأسباب تقنية من اجل توسيعه وتطويره، لكن هذا الامر يستحق مزيداً من الدراسة»، لافتاً الى أنّ «الموضوع ليس مسيحياً بحتاً بل هو ملف وطني يتعلّق بالتنمية العامة في البلاد والسياسة الإقتصادية».

وعن تحرّك الاحزاب المسيحية منفردة في هذا الموضوع، قال حاصباني: «إسألوا بقية الجهات ونحن نقوم بالدراسات والابحاث اللازمة، وهذا موضوع وطني»، مشيراً الى انّ «هناك توصية من اللجنة النيابية التي تضمّ جميع الطوائف لدرس المشروع أكثر، ونحن نبحثه ايضاً في ما بينا لنخرج بالقرار المناسب».

قهوجي: إستئصال الإرهاب من جذوره

وفي سياق آخر جدّد قائد الجيش العماد جان قهوجي، أمام وفد رابطة الملحقين العسكريين العرب والاجانب يتقدّمهم الملحق العسكري النمساوي العميد اندرياس ميمبور، الى جانب ممثلي هيئة مراقبة الهدنة وقوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان، «العزم على مواصلة مكافحة الارهاب بكل قوة وحزم وصولاً الى استئصال جذوره من وطننا كما نؤكّد التزامنا الكامل قرار مجلس الامن الرقم «1701» بمختلف مندرجاته والحرص على اقامة افضل علاقات التعاون والتنسيق مع قوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان، لمعالجة الاعتداءات والخروقات الاسرائيلية للاراضي اللبنانية والحفاظ على الاستقرار المحلي والاقليمي.

انّ ثقتنا بقدرتنا على تخطي مصاعب المرحلة، هي فعل ايمان بحقّنا المقدس في الدفاع عن ارضنا وشعبنا، كما هو فعل قناعة راسخة بإرادة بلادكم الصادقة في مواصلة مساندة الجيش وتوفير مقوّمات الصمود للبنان».

مصدر عسكري

الى ذلك، اكّد مصدر عسكري لـ«الجمهورية» أنّ «السيارة التي فُككت في مجدليا تأتي ضمن سياق أعمال التخريب التي تتبعها الشبكات الإرهابية، فهي تستمرّ في مخططها لخربطة الساحة اللبنانية وهزّ الاستقرار والقول إنها موجودة»، لافتاً الى أنّ «التحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر السيارة والشبكة الإرهابية التي تقف خلفها».

قاتل نوفل في قبضة القوى الأمنية

وفي خطوة أمنية تشير الى فرض الأمن في البقاع، وعدم التهاون مع عصابات القتل والخطف، ألقى فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي القبض على المدعو شربل جورج خليل، المتهم بقتل ايف نوفل في منطقة فاريا منذ ايام مع شخص آخر. وعثرت مفرزة تحري جونية على سيارة الرانج التي استخدمها المسحلون في قتل نوفل، وذلك في منطقة بقعاتة عشقوت.

يذكر انّ المشنوق الذي قام بتعزية أهل نوفل أمس، والذين طالبوه بتطبيق العدالة والقانون، وَعدهم أنه خلال 48 ساعة سيتصِل بهم لوَضعهم في صورة التحريات. وبالفعل، وبعد أقل من الوقت الذي حدّده، اتصل بهم ليُعلمهم بتوقيف خليل.

وقال مرجع امنيّ كبير لـ«الجمهورية» إنّ القوى الأمنية طاردَت خليل منذ لحظة ارتكابه الجريمة بدقّة متناهية ورافقت تحرّكاته المشبوهة لحظة بلحظة رغم سَيل الشائعات التي اطلقَها متخصّصون لتمويه تحرّكاته بأنّه في عهدة قياديّ كسرواني من أجل تسهيل هروبه، ولم تكن مهمتنا توضيح ذلك أو نفيه.

ورفضَ المرجع التأكيد بأنّ خليل هو عنصر من عناصر «سرايا المقاومة» لكنّه لفتَ الى انّ خليل تمكّنَ بدايةً من الفرار الى بلدة لاسا، ومِن هناك نقله رفاق له وأصدقاء إلى الضاحية الجنوبية ومنها الى البقاع الأوسط فبريتال، وكانوا ينوون الانتقال به الى جرود البلدة قبل ان يتم توقيفه.
 
طهران تبلغ موفداً فرنسياً ارتباط رئاسة لبنان بالأزمة السورية
باريس، أبوظبي - «الحياة»
علمت «الحياة» من مصدر فرنسي مسؤول، أن مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو، الذي يقوم بمسعى فرنسي من أجل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، عاد أمس من زيارة الى السعودية، حيث التقى مسؤولين والرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري أول من امس، بعدما كان زار إيران قبلها.
وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة»، إن زيارة جيرو طهران لم تسفر عن أي نتيجة، إذ إن الموقف الإيراني لا يزال يربط بين الانتخابات الرئاسية والوضع في سورية. وأبلغته طهران أنه «لا يمكننا الضغط على حزب الله، وعلى اللبنانيين أن يتفقوا». ورأت أن هذا الموقف تراجع عن مواقف إيرانية سابقة، فيما بقي الجانب السعودي مؤيداً التوصل إلى رئيس توافقي.
وأشارت مصادر فرنسية مطلعة إلى أن ملف الرئاسة اللبنانية مازال معطلاً، لكن باريس لم تتوقف عن محاولة التحدث مع جميع الأطراف الإقليميين والداخليين في هذا الشأن.
ورأى المصدر المسؤول أن على رغم إيجابيات انعقاد الحوار بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» واحتمال انعقاد حوار بين زعيم «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، فليس هناك نتائج حتى الآن من الحوار الأول في ما يخص الرئاسة.
من جهة أخرى، تركت الحملة التي شنها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله الجمعة الماضي على سلطات البحرين، ردود فعل عدة، فأعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في الرياض، أن الأمين العام للمنظمة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني استدعى السفير اللبناني لدى الرياض عبد الستار عيسى وسلمه مذكرة احتجاج على تصريحات نصرالله تجاه مملكة البحرين.
ووصفت الأمانة العامة للمنظمة في بيان، تلك التصريحات بـ «العدائية وغير المسؤولة، باعتبارها تحريضاً صريحاً على العنف، وتدخلاً في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين».
وأفاد البيان بأن دول المجلس (الست) اعتبرت أن تصريحات نصرالله «تتعارض مع الروابط والعلاقات الأخوية والتاريخية بين دول المجلس والجمهورية اللبنانية»، ودعت الحكومة اللبنانية إلى توضيح موقفها من تلك التصريحات، والمبادرة إلى التعامل مع كل من يسيء الى علاقات الجمهورية اللبنانية مع دول المجلس، وضرورة اتخاذ إجراءات قانونية رادعة وحاسمة تجاه تلك التصريحات العدائية. وكان نصر الله اعتبر أن «ما يجري في البحرين شبيه بالمشروع الصهيوني، استيطانًا واجتياحاً وتجنيساً».
واستدعت وزارة الخارجية الإماراتية السفير اللبناني في أبوظبي حسن سعد وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على تصريحات نصرالله تجاه البحرين. وأعرب مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية الدكتور طارق الهيدان عن «إدانة دولة الإمارات الشديدة هذه التصريحات»، ووصفها بأنها «عدائية وتحريضية بغيضة ومرفوضة وتعد تدخلا سافراً في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين الشقيقة وتحرض على العنف والإرهاب وترمي إلى زعزعة الأمن والاستقرار».
وحمّل الهيدان الحكومة اللبنانية المسؤولية الكاملة عن هذه التصريحات العدائية وطالبها ببيان واضح يشجبها، ودعاها إلى اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة والحاسمة تجاهها لضمان عدم تكرارها.
 
السنيورة من أبو ظبي: هناك ما ليس بيد "حزب الله" حلّه
النهار...
دعا رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة الى "بذل كل جهدنا وبكل صدق ومثابرة للسير في مسار التواصل، لكنّ هناك أمورا ما زال حزب الله لا يقوم بأي خطوة حقيقية من أجل التوصل الى نتيجة في شأنها، وما زلنا نرى التشنج في كل شارع وحي ومنطقة بسبب المجموعات المسلحة التابعة لسرايا المقاومة والتي تمارس سلطتها على المدنيين اللبنانيين".
وقال في حديث الى محطة "سكاي نيوز عربية" على هامش زيارته لأبو ظبي: "نحن محكومون بكل رضى أن نعيش معا وواجبنا حيال وطننا ومجتمعنا أن لا ندّخر وسيلة للتوصل الى توافق على هذا الشأن. لدينا جمهور عريض من اللبنانيين يؤيدنا بمواقفنا، ولا يمكن أن يستقيم ما دام هناك من يتنازع مع الدولة سلطتها "
وعن الحوار بين "المستقبل" والحزب، قال: "هناك قضايا أساسية نختلف عليها تتعلق بسaلاح الحزب وتورطه بالصراع في سوريا والعراق، وبسط سلطته على الدولة واستتباعها واستتباع مؤسساتها، كما هناك مسائل عديدة لم نتوصل فيها الى نتيجة، على رغم أننا اتفقنا عليها في الحوار عام 2006 والحوار بعد أحداث 2008 والحوار الذي رعاه الرئيس ميشال سليمان وصدور إعلان بعبدا عنه. ويبدو أن هذه القضايا المختلف عليها مع حزب الله، حلها ليس بيده، كما ليس هناك إمكان للتنازل من الطرف الآخر، وخصوصاً في الأمور المتعلقة بسيادة لبنان".
ودعا الى "التوافق على فكرة الرئيس التوافقي لحل هذه المعضلة الأساسية وخفض التوتر بين الأطراف والذي يؤدي الى مزيد من التشنج بين حزب الله وتيار المستقبل وسائر الأطراف التي لا تؤيد الحزب في سيطرته وبسط سلطته على الدولة ومؤسساتها".
وفي شأن الانتخابات الرئاسية، قال: "هناك الجنرال عون الذي يصرّ على ترشيح نفسه، وقد تبيّن من خلال الجولة الاولى أنه غير قادر. كما هناك الدكتور سمير جعجع الذي لم يستطع الحصول على الأصوات اللازمة اي النصف زائد واحد، وهو ما جعلنا نذهب الى الاتفاق على فكرة الرئيس التوافقي، وليس معنى التوافقي انه ليس قويا".
وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة في الامارات العربية المتحدة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان استقبل صباحا في ابو ظبي السنيورة الذي كان التقى مساء الرئيس الافغاني محمد أشرف غني خلال مأدبة عشاء اقامها وزير الثقافة والشباب والتنمية في الامارات الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان.
 
المشنوق نقل رسالة من الحريري إلى عون: من المبكر الحديث عن تقدّم في الحوار
النهار...
استقبل النائب العماد ميشال عون في الرابية امس وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي اوضح بعد اللقاء انه حمل الى العماد عون "رسالة من الرئيس سعد الحريري يؤكد فيها اهمية الحوار بين كل الاطراف اللبنانيين"، مشيرا الى انه "من المبكر الحديث عن تقدم في الحوار بين المستقبل وحزب الله".
وقال: "تفاهمنا على ان الحوار مفيد للجميع، وهو قاعدة آمال للجميع شرط الا يتضمن عنادا من اي طرف بطلباته، ورغبتنا في انجاحه اكيدة، ونحن نتصرف على هذا الاساس ونأمل من الجميع التصرف كذلك".
ولفت الى ان "هناك انواعا عدة من السلاح، وهذا الموضوع مؤجل الى ما بعد انتخاب رئيس للجمهورية، اما باقي المواضيع فهي كلها مطروحة على الطاولة".
الى ذلك، عرض المشنوق الاوضاع مع النائب احمد فتفت الذي حياه على "الانجاز الكبير في ملف سجن رومية وطريقة التعامل مع تفجيري جبل محسن والدعم الشعبي الكبير الذي لاقته المبادرة". وكان عرض لمجريات الحوار "وضرورة ازالة رايات امل وحزب الله المستفزة للاهالي في بيروت". وامل فتفت في ان تتمكن الدولة من اثبات وجودها في منطقة البقاع الشمالي و"هذا يتطلب من حزب الله رفع حمايته ووصايته والغطاء السياسي عما يفعله في تلك المنطقة، في انتظار ان تحل القضايا الاساسية والجذرية مع الحزب في موضوع رئاسة الجمهورية وفي موضوع سلاحه (...)".

المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,315,900

عدد الزوار: 7,627,553

المتواجدون الآن: 0