الحكومة اللبنانية أمام اختبار صعب في احتوائها للأزمة مع البحرين...كلام طهران على "الرئاسة" لم يكن مقنعاً في بيروت...حرب إسرائيل - «حزب الله» تصل إلى الجولان....ضربة القنيطرة أخطر رسالة إسرائيلية
غارة إسرائيلية على موكب لحزب الله في القنيطرة السورية تقتل 6 من عناصره بينهم نجل عماد مغنية واستنفار للحزب في جنوب لبنان.. وإسرائيل تكثف طلعاتها الجوية فوق المنطقة الحدودية
الثلاثاء 20 كانون الثاني 2015 - 6:43 ص 1918 0 محلية |
حرب إسرائيل - «حزب الله» تصل إلى الجولان
لندن، بيروت، القدس المحتلة - «الحياة»، رويترز، أ ف ب -
قتل ستة من «حزب الله» بينهم قائد ميداني وجهاد مغنية ابن المسؤول العسكري السابق عماد معنية، بقصف اسرائيلي في القنيطرة قرب الجولان المحتل، ذلك في اول مواجهة بين الحزب واسرائيل في جبهة الجولان السورية، في وقت قتل ٣٧ ضابطاً وعنصراً من القوات النظامية السورية بتحطم طائرة شحن مروحية في شمال غربي البلاد.
واوضح مصدر مقرب من «حزب الله»، ان «ستة من عناصر حزب الله، بينهم القائد العسكري البارز محمد عيسى، احد مسؤولي ملفي العراق وسورية، وجهاد نجل الحاج عماد مغنية، استشهدوا في الغارة الاسرائيلية»، فيما نقلت «رويترز» عن مصدرين في الحزب ان طائرة اسرائيلية قصفت موكب قياديين في الحزب في القنيطرة. وقال محمد عفيف الناطق باسم الحزب ان القتلى كانوا في سيارتين.
واغتيل عماد مغنية بتفجير سيارة في دمشق في شباط (فبراير) ٢٠٠٨ واتهم «حزب الله» اسرائيل بالمسؤولية عن ذلك. وتحدثت مصادر المعارضة السورية، التي تسيطر على ثلثي ريف القنيطرة، عن تسلم جهاد مغنية «ملف الجولان» في الحزب.
من جهته، اعلن التلفزيون السوري الرسمي انه «في اطار دعم المجموعات الارهابية، قامت مروحية اسرائيلية باطلاق صاروخين من داخل الاراضي المحتلة باتجاه مزارع الامل في القنيطرة ما ادى الى ارتقاء ستة شهداء». ونقلت القناة العاشرة التلفزيونية الإسرائيلية عن مصدر رسمي تأكيده شن الهجوم واستهداف «ارهابيين كانوا يخططون لمهاجمة إسرائيل».
ونفذت الغارة بواسطة مروحية على «مزارع الامل» قرب مدينة القنيطرة قرب خط الفصل بين القسم السوري من هضبة الجولان المحتلة، حيث تدور اشتباكات منذ فترة طويلة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة قرب خط الفصل في الجولان وتتساقط احيانا قذائف داخل القسم المحتل. ورد الجيش الاسرائيلي مرارا بقصف قواعد عسكرية سورية. لكنها المرة الاولى التي يعلن فيها عن قصف اسرائيلي لمواقع لـ «حزب الله» في الجولان.
ونتيجة استمرار المواجهات بين دمشق والجولان، انسحب معظم العاملين في «القوات الدولية لفك الاشتباك» بين سورية واسرائيل التي تشكلت في العام ١٩٧٤، مع بقاء عدد محدود لقوات المراقبة خصوصاً في التلال والمواقع الاستراتيجية التي تضم انظمة انذار مبكراً.
وجاءت الغارة الاسرائيلية بعد تأكيد الامين العام للحزب حسن نصرالله في مقابلة تلفزيونية بثت مساء الخميس ان الغارات الاسرائيلية على اهداف عدة في سورية خلال السنوات الاخيرة، هي «استهداف لمحور المقاومة» والرد عليها «امر مفتوح» و»قد يحصل في اي وقت». وقال نصرالله: «اذا كانت حسابات الاسرائيلي تقوم على ان المقاومة اصابها وهن او ضعف او انها مستنزفة او انه تم المس بقدراتها وجهوزيتها وامكاناتها وعزمها (نتيجة الحرب في سورية)، فهو مشتبه تماما وسيكتشف انه لو بنى على هذه الحسابات، يرتكب حماقة وليس خطأ كبيرا».
وكانت وسائل اعلام رسمية سورية افادت الشهر الماضي ان مقاتلات اسرائيلية قصفت مناطق قرب مطار دمشق الدولي وفي بلدة الديماس قرب الحدود مع لبنان.
وتحدثت «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية عن استنفار اسرائيلي وتحركات غير عادية في منطقة مزارع شبعا ومرتفعات الجولان المحتلين بعد الغارة، فيما اشار بعض المصادر الى ان «حزب الله» رفع درجة التعبئة في جنوب لبنان.
الى ذلك، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبدالرحمن ان 35 جنديا وضابطا قتلوا في حادث تحطم طائرة شحن مروحية من نوع «يوشن» الروسية، كانت تنقل ايضاً طعاماً وذخائر اثناء هبوطها في مطار ابو الظهور العسكري في ريف ادلب الذي يحاصره مقاتلو المعارضة منذ اشهر، فيما اشارت «جبهة النصرة» على ان عدد القتلى ٣٧ عنصرا وضابطا وان «وثائق وشرائح هواتف لبنانية وجدت مع حطام المروحية».
وفيما افادت «وكالة الانباء السورية الرسمية» (سانا) ان الطائرة تحطمت اثناء هبوطها في هذا المطار مساء السبت «بسبب الاحوال الجوية السيئة والضباب، ما ادى الى مقتل طاقمها» دون ذكر عدد افراده، اعلنت «جبهة النصرة» انها اسقطت المروحية. ونشرت على مواقع الكترونية صورا وبطاقات هوية، قالت انها للعسكريين القتلى والحطام. وظهرت في الصور عشرات الجثث لاشخاص ارتدوا الزي العسكري بين حطام طائرة بيضاء وزرقاء.
وقال عبد الرحمن ان «اشتباكات عنيفة دارت في موقع الحادث بين جبهة النصرة وقوات النظام في محاولة للوصول الى الجثث»، فيما افاد «المرصد» عن «انباء أولية عن وجود خبراء إيرانيين على متن الطائرة»، الامر الذي لم تؤكده «النصرة» التي تحدثت عن وجود «وثائق لبنانية».
غارة إسرائيلية على موكب لحزب الله في القنيطرة السورية تقتل 6 من عناصره بينهم نجل عماد مغنية واستنفار للحزب في جنوب لبنان.. وإسرائيل تكثف طلعاتها الجوية فوق المنطقة الحدودية
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا - تل أبيب: نظير مجلي .. قتل 6 عناصر في حزب الله، بينهم قياديان على الأقل، وجهاد مغنية، نجل المسؤول العسكري السابق لحزب الله عماد مغنية، أمس، في غارة إسرائيلية استهدفت موكبهم في محافظة القنيطرة السورية، تبعه استنفار للحزب في المنطقة الحدودية مع إسرائيل في جنوب لبنان.
وأعلنت قناة «المنار» التابعة لحزب الله اللبناني أن مروحية إسرائيلية أطلقت صاروخين على بلدة مزرعة الأمل بريف القنيطرة وسط تحليق لطائرتي استطلاع معاديتين. وأعلن الحزب أن مجموعة من مقاتلي حزب الله تعرضت لقصف صاروخي صهيوني أثناء تفقد ميداني لبلدة مزرعة الأمل في القنيطرة السورية، مشيرا إلى سقوط عدد من مقاتليه يُعلن عن أسمائهم بعد إبلاغ عائلاتهم.
من جهته، أعلن التلفزيون السوري الرسمي أنه «في إطار دعم المجموعات الإرهابية، قامت مروحية إسرائيلية ظهر اليوم بإطلاق صاروخين من داخل الأراضي المحتلة باتجاه مزارع الأمل في القنيطرة ما أدى إلى ارتقاء 6 شهداء».
وفيما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن 6 عناصر من الحزب قتلوا في الغارة، نقلت وسائل إعلام لبنانية عن مصادر تأكيدها أن 7 مقاتلين وخبراء من الحزب قتلوا في الغارة الإسرائيلية، بينهم القائد العسكري البارز محمد عيسى أحد مسؤولي ملفي العراق وسوريا الملقب بـ«أبو عيسى»، إضافة إلى جهاد مغنية، ونقلت «رويترز» عن مصادر أمنية لبنانية تأكيدها مقتل 5 من حزب الله بينهم قيادي في غارة إسرائيلية في سوريا.
ونقلت مواقع التواصل الاجتماعي المقربة من الحزب، أسماء القتلى وهم: محمد عيسى (أبو عيسى الإقليم) الذي يتحدر من بلدة عرب صاليم في جنوب لبنان، وجهاد عماد مغنية، والسيد مهدي محمد ناصر الموسوي (السيد مسلم) الذي يتحدر من بلدة النبي شيت من البقاع (شرق لبنان)، وعلي فؤاد حسن (السيد أمير) وحسين حسن حسن (أبو زهراء) وحسين إسماعيل الأشهب (قاسم).
وبموازاة ذلك، أفادت وكالة «الأناضول» التركية بمقتل 6 إيرانيين بينهم قيادي ميداني في الغارة الإسرائيلية على القنيطرة.
وفي إسرائيل رفضت الحكومة والجيش الرد على النبأ، وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إنه «لا يعلق على تقارير لوسائل إعلام أجنبية»، وأعلن لسكان مستوطنات الجولان أنه لم يطرأ أي تغيير على التعليمات الأمنية. ولكن أوساطا عسكرية غير رسمية قالت إن الجيش أعلن عن حالة استنفار لقواته في الشمال، تحسبا من رد حزب الله. كما نقل موقع «واي نت نيوز» الإسرائيلي عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله إن الهجوم استهدف «إرهابيين كانوا يخططون لمهاجمة إسرائيل». وقالت القناة العاشرة التلفزيونية الإسرائيلية في وقت لاحق إن مصدرا رسميا أكد أن إسرائيل شنت هجوما داخل سوريا. ونفذت الغارة بواسطة مروحية قرب مدينة القنيطرة على مقربة من خط الفصل بين القسم السوري من هضبة الجولان والقسم الذي تحتله إسرائيل، حسبما أوضح المصدر نفسه.
وعلق وزير الدفاع، موشيه يعلون، خلال مقابلة إذاعية: «أنا لا أرد على أنباء من هذا النوع. ولكن طالما أن حزب الله يعلن أنه فقد كوكبة من قادته العسكريين وقادتهم الإيرانيين، فليقل أيضا ماذا كانوا يفعلون في هضبة الجولان؟».
وتعد القنيطرة منطقة اشتباك بين النظام السوري وإسرائيل، كونها على تماس مع مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل. وتشهد منطقة القنيطرة وجودا لمقاتلي حزب الله وخبرائه، منذ أعلن الأمين العام للحزب في مايو (أيار) 2013 عن أن الحزب «سيقف إلى جانب المقاومة الشعبية السورية وتقديم العون والتنسيق والتدريب والتعاون من أجل تحرير الجولان السوري».
ويعد هذا الهجوم أحدث تصعيد إسرائيلي ضد الحزب منذ اغتيال القيادي فيه حسان اللقيس في الضاحية الجنوبية لبيروت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، رغم أن طائرات حربية إسرائيلية استهدفت موقعا للحزب في شرق لبنان في أواخر يناير (كانون الثاني) 2014 لم يسفر عن سقوط قتلى.
وجهاد مغنية (26 عاما) هو نجل القائد العسكري للحزب الذي اغتالته إسرائيل في دمشق في فبراير (شباط) 2008، وتوعد الحزب مرارا بالثأر له. ولم يعرف عن جهاد دوره القيادي في الحزب، إذ درس إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية الأميركية، وكان متاحا له الظهور في وسائل الإعلام، خلافا لقياديين آخرين في الحزب، وكان آخر ظهور له في احتفال أقامه الحزب في فبراير 2013 لمناسبة ذكرى قادته في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث ألقى خطابا. وعرف عنه زياراته المتكررة إلى إيران بعد انتهائه من حمل إجازته الجامعية.
وفور إعلان تعرض موكب الحزب للغارة الإسرائيلية في القنيطرة، نقلت مصادر متقاطعة أنباء عن استنفار كبير لحزب الله على الحدود الجنوبيّة مع إسرائيل، فيما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية، بأن الطيران الإسرائيلي «كثّف من طلعاته الاستكشافية فوق مزارع شبعا ومرتفعات الجولان»، لافتة إلى «تسجيل تحركات غير عادية للقوات الإسرائيلية في مواقعها الأمامية».
وتدور اشتباكات منذ فترة طويلة بين الجيش السوري ومعارضين مسلحين على مقربة من خط الفصل في الجولان، وتتساقط أحيانا قذائف داخل القسم الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان. ورد الجيش الإسرائيلي مرارا بقصف قواعد عسكرية سورية.
وتحتل إسرائيل 1200 كيلومتر مربع من هضبة الجولان السورية منذ عام 1967 وأعلنت ضمها إليها، في حين لا يزال 510 كيلومترات مربعة من هضبة الجولان تحت سلطة الدولة السورية.
وجاءت الغارة الجوية الأحد بعد تأكيد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في مقابلة تلفزيونية بثت مساء الخميس، أن الغارات الإسرائيلية على أهداف عدة في سوريا خلال السنوات الأخيرة هي «استهداف لمحور المقاومة»، والرد عليها «أمر مفتوح» و«قد يحصل في أي وقت». وخاض الجيش الإسرائيلي وحزب الله حربا مدمرة في صيف 2006 أحدثت دمارا هائلا في لبنان وأوقعت 1200 قتيل في الجانب اللبناني و160 في الجانب الإسرائيلي. وقال نصر الله في المقابلة التلفزيونية: «إذا كانت حسابات الإسرائيلي تقوم على أن المقاومة أصابها وهن أو ضعف أو أنها مستنزفة أو أنه تم المس بقدراتها وجهوزيتها وإمكاناتها وعزمها (نتيجة الحرب في سوريا)، فهو مشتبه تماما وسيكتشف أنه لو بنى على هذه الحسابات، يرتكب حماقة وليس خطأ كبيرا». من جهة أخرى، شهدت الحدود الجنوبية اللبنانية حالة استنفار منذ صباح أمس، إذ نفذت قوة إسرائيلية أعمال تمشيط واسعة صباح أمس، على طول الخط الحدودي الممتد من مرتفعات كفرشوبا وحتى العباسية والوزاني، في جنوب شرقي لبنان، في ظل تحليق طائرة استطلاع من دون طيار في أجواء المزارع وهضبة الجولان السورية المحتلة. كما سيّر جيش إسرائيل دوريات راجلة ومدرعة في المنطقة الحدودية بين مسكفعام والغجر مرورا ببساتين المطلة.
وكانت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية أفادت برمي قوات إسرائيلية قنبلة دخانية باتجاه نقطة الجيش اللبناني عند السياج في بلدة عيتا الشعب الحدودية، مشيرة إلى حالة استنفار على جانبي الحدود.
ضربة القنيطرة أخطر رسالة إسرائيلية إقليمية سقوط 6 كوادر من "حزب الله" بينهم نجل مغنية
المصدر: ("النهار"، وص ف، رويترز، أ ب)
الى أين تتجه الاحداث في سوريا والمنطقة؟ هذا هو السؤال الابرز منذ الاعلان عن مقتل ستة من كوادر "حزب الله" اللبناني بينهم جهاد مغنية نجل القائد العسكري الراحل في الحزب عماد مغنية في غارة اسرائيلية شنتها مروحية على قافلة كانوا ضمنها بمحافظة القنيطرة قرب مرتفعات الجولان السورية المحتلة أمس. وجاءت الغارة الجوية بعد تأكيد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في مقابلة مع قناة "الميادين" التي تتخذ بيروت مقراً لها الخميس، ان الغارات الاسرائيلية على أهداف عدة في سوريا خلال السنوات الاخيرة، هي "استهداف لمحور المقاومة" والرد عليها "أمر مفتوح" و"قد يحصل في أي وقت".
ووقت تتركز الانظار على الطريقة التي سيرد بها "حزب الله" وعلى التوقيت الذي سيختاره، شكلت الغارة الاسرائيلية أخطر ضربة توجهها اسرائيل الى الحزب في سوريا لما ستتركه من تداعيات عسكرية على الارض قد تدفع بالازمة السورية المستمرة منذ نحو أربع سنوات، الى انفجار اقليمي شامل يعيد خلط الاوراق في منطقة الشرق الاوسط برمتها. ولا يمكن فصل الغارة الاسرائيلية عن سياق الاحداث الاقليمية الجارية. فقد اختارت اسرائيل التوقيت وقت كان مفاوضون من ايران ومجموعة دول 5+1 يعاودون الجلوس معاً في محاولة للتوصل الى اتفاق على البرنامج النووي الايراني، تؤكد معلومات من واشنطن ان كلاً من اميركا وايران يريدان انجازه ضمناً في اذار عوض الموعد المستهدف في الاول من تموز. كما أتت الغارة قبل شهرين تقريباً من موعد الانتخابات الاسرائيلية العامة التي يسعى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من خلالها الى الفوز بولاية رابعة، فيما لا يخفي الاخير معارضته لأي اتفاق نووي مع ايران.
الوقائع
وقال "حزب الله" في بيان، انه "اثناء قيام مجموعة من مجاهدي حزب الله بتفقد ميداني لبلدة مزرعة الامل في منطقة القنيطرة السورية، تعرضت لقصف صاروخي من مروحيات العدو الاسرائيلي مما أدى الى استشهاد عدد من الاخوة المجاهدين الذين سيعلن عن اسمائهم لاحقاً بعد ابلاغ عائلاتهم الشريفة".
وفي بيان لاحق أوضح "حزب الله" انه "بإيمان واحتساب وفخر واعتزاز تزف المقاومة الإسلامية في لبنان الى شعبها الوفي وامتها الابية كلاً من الشهداء الابرار التالية اسماؤهم:
1ـ الشهيد القائد محمد احمد عيسى "أبو عيسى" مواليد: عربصاليم 1972 م / متأهل / 4 أولاد
2ـ الشهيد المجاهد جهاد عماد مغنية "جواد" مواليد: طيردبا 1989 م / عازب
3ـ الشهيد المجاهد عباس ابرهيم حجازي " السيد عباس" مواليد: الغازية 1979 م / متأهل / 4 أولاد
4ـ الشهيد المجاهد محمد علي حسن أبو الحسن "كاظم" مواليد: عين قانا 1985 م / عازب
5ـ الشهيد المجاهد غازي علي ضاوي "دانيال" مواليد: الخيام 1988 م / متأهل / ولد واحد
6ـ الشهيد المجاهد علي حسن ابرهيم "ايهاب" مواليد: يحمر الشقيف 1993 م / عازب."
وأفاد مصدر مقرب من الحزب ان محمد عيسى هو أحد مسؤولي ملفي العراق وسوريا. ومعلوم ان عماد مغنية اغتيل عام 2008 في دمشق بتفجير سيارة. وحمل "حزب الله" اسرائيل مسؤولية اغتياله. واستهلت قناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله" نشرة أخبارها المسائية بأن "اسرائيل تلعب بالنار وان جنون العدو من تطور قدرات حزب الله العسكرية قد تدفعه الى مغامرة مكلفة تجعل الشرق الاوسط برمته على المحك".
ونسبت وكالة "الاسوشيتدبرس" الاميركية الى مسؤول في "حزب الله" ان مقاتلي الحزب في مدن الجنوب اللبناني وقراه قد وضعوا في حال تأهب.
وبث التلفزيون السوري الرسمي انه "في اطار دعم المجموعات الارهابية، قامت مروحية اسرائيلية ظهر اليوم (أمس) باطلاق صاروخين من داخل الاراضي المحتلة باتجاه مزارع الامل في القنيطرة مما أدى الى ارتقاء ستة شهداء".
وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أن "خمسة قياديين في حزب الله اللبناني بينهم نجل عماد مغنية القائد العسكري السابق لحزب الله اللبناني، إضافة الى قيادي في الحرس الثوري الإيراني قضوا في قصف الطائرة الإسرائيلية لمنزل وسيارتين أمام المنزل في منطقة مزرعة الأمل بريف القنيطرة، حيث كانوا في المنطقة من أجل التخطيط للقيام بعمليات عسكرية على الشريط الحدودي مع الجولان".
واورد موقع "تابناك" الاخباري الايراني شبه الرسمي إن عدداً من أفراد الحرس الثوري "الباسدران" قتلوا أيضاً في الهجوم من دون ذكر مزيد من التفاصيل. وقال التلفزيون الايراني الرسمي إنه لم يتسن التأكد من هويات "الشهداء".
اسرائيل
وامتنع الجيش الإسرائيلي عن التعليق على الامر، لكن موقع "واي نت نيوز" الإسرائيلي نقل عن مصدر عسكري إسرائيلي أن الهجوم استهدف "ارهابيين كانوا يخططون لمهاجمة إسرائيل".
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الأشخاص الذين قتلوا كانوا يخططون لمهاجمة بلدات في شمال إسرائيل أو الاستيلاء عليها. وقال مصدر في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية إن جهاد مغنية كان ضابطاً خطيراً في "حزب الله" .
وقالت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان هناك استعداداً وجاهزية في مستوطنات الشمال، ولكن لم يصل الامر الى حد فتح الملاجىء. واكدت ان مستوطني الجليل والجولان خائفون من رد محتمل من "حزب الله". واشارت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي الى "حركة جوية كثيفة في الشمال وتعزيز للقوات فضلاً عن الطلب من قوات الجهوزية في المستوطنات البقاء قرب مستوطناتهم".
واعلنت الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية انه بعيد الغارة "كثف الطيران الحربي والاستطلاعي الاسرائيلي طلعاته الاستكشافية فوق مزارع شبعا ومرتفعات الجولان المحتلين". واضافت ان تكثيف الطيران "تزامن مع تحركات غير عادية لقوات الاحتلال الاسرائيلية في مواقعها الامامية، المتاخمة للمناطق المحررة، وعلى طول جبهة مزارع شبعا المحتلة". ويشيع "حزب الله" كوادره الذين سقطوا في القنيطرة بعد ظهر اليوم.
"استفزاز" إسرائيلي بقنبلتين مسيّلتين للدموع يصيب 3 عسكريين لبنانيين بضيق تنفّس
المصدر: بنت جبيل، مرجعيون - "النهار"
توتر الوضع على محور عيتا الشعب الحدودي، إثر إقدام الاسرائيليين قرابة العاشرة قبل ظهر أمس، على عمل استفزازي تمثل بإلقاء قنبلتين مسيلتين للدموع قرب مركز عسكري لبناني، مما تسبب بإصابة 3 عسكريين بأعراض ضيق تنفس. وتردد أن الاسرائيليين يعمدون عند تبديل حامية موقعهم في تلك المنطقة، الى إلقاء قنابل دخانية للتمويه. وباشرت "اليونيفيل" التحقيق في الحادث.
وأصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش البيان الآتي: "صباح اليوم، داخل الأراضي اللبنانية من ناحية الأراضي الفلسطينية المحتلة قبالة بلدة عيتا الشعب ومركز الحدب التابع للجيش، حضرت أربع آليات للعدو الإسرائيلي، حيث أقدمت عناصرها على رمي قنبلتين مسيلتين للدموع قرب السياج التقني، فتسرب الدخان والغاز في اتجاه المركز، مما أدى إلى إصابة ثلاثة عسكريين بضيق تنفس".
وأفاد الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" اندريا تننتي "أن الجيش اللبناني أبلغنا بما حصل عند الحدود في بلدة عيتا الشعب، وعلى الفور أرسلت اليونيفيل قواتها الى الارض لتحديد الوقائع والظروف"، مشيرا الى ان "التحقيق لا يزال مستمرا وان الوضع هادىء الآن".
وكانت القوات الاسرائيلية عملت على صيانة السياج التقني بعد ظهرالسبت، عند موقعها قبالة عديسة. وانتشر في المنطقة نحو 15 جنديا بمؤازرة ثلاث آليات هامر، فيما كان عدد من الجنود يقومون بصيانة السياج.
إعتداء القنيطرة يُنذر بمواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل
الجمهورية...
بين الاعتداء الاسرائيلي على الجيش في الجنوب واستهداف مروحية اسرائيلية مجموعة من قادة «حزب الله» ومجاهديه في القنيطرة، بَدا انّ الحدود من الناقورة حتى الجولان السوري باتت مفتوحة من اليوم على كل الاحتمالات، خصوصاً مع اعلان اسرائيل انتهاء ما سمّته «السنوات الطيبة» على حدود لبنان الجنوبية مع الاراضي الفلسطينية التي تحتلها، فكأنها تريد تسجيل اعتراضها على الاتفاق النووي «الحاصل حتماً» في رأي المراقبين، بين ايران والدول الست بإشعال هذه الجبهة، فيما هي تعيش داخلياً ترددات المواقف الاخيرة للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله التي لم يستبعد فيها الرد على هجماتها على الحزب داخل الاراضي السورية، والدخول الى الجليل.
تحوّلت الانظار في نهاية الاسبوع الى جبهتي الجنوب والجولان اللتين شهدتا تطورين أمنيين خطيرين، الأول تمثّل باعتداء اسرائيلي على الجيش اللبناني قبالة بلدة عيتا الشعب بقنابل دخانية مسيلة للدموع أسفر عن اصابة ثلاثة جنود بحالات اختناق، والثاني تمثّل باستهداف اسرائيل موكباً لـ«حزب الله» في بلدة مزرعة الأمل في القنيطرة ما أدى إلى استشهاد عدد من عناصر الحزب الذي اكّد في بيان عصر أمس تعرّضهم لقصف صاروخي اسرائيلي خلال قيامهم بتفقّد ميداني لبلدة مزرعة الامل في منطقة القنيطرة السورية، وأوضح انه سيعلن عن اسماء الشهداء لاحقاً، بعد إبلاغ عائلاتهم.
وفيما نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أمني اسرائيلي تأكيده انّ مروحية اسرائيلية أغارت على هدف لـ»حزب الله» في سوريا، نسبت وكالة «فرانس برس» الى مصدر قريب من الحزب قوله انّ «ستة من عناصره استشهدوا في الغارة، بينهم القائد العسكري البارز محمد عيسى أحد مسؤولي ملفّي العراق وسوريا، وجهاد مغنية نجل الحاج عماد مغنية».
وافادت «وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية» الرسمية (إرنا) «أنّ الشهداء الذین سقطوا فی الغارة هم 6 مجاهدین بینهم جهاد عماد مغنیة نجل القائد الجهادي الكبیر فی حزب الله الشهید عماد مغنیة (الحاج رضوان)، ومسؤول وحدة الرضوان ‹أبو علي طبطبائي، والقائد المیدانی فی الحزب محمد عیسی، ومسؤول إحدی الوحدات الخاصة أبو علی رضا».
وليلاً، أصدر حزب الله بياناً اعلن فيه اسماء شهدائه، وهم:
محمد احمد عيسى (ابو عيسى)، جهاد عماد مغنية (جواد)، عباس ابراهيم حجازي (السيد عباس)، محمد علي حسن ابو الحسن (كاظم)،
غازي علي ضاوي (دانيال)، علي حسن ابراهيم (ايهاب).
إسرائيل
ونسبت وكالة «فرانس برس» الى مصدر امني إسرائيلي قوله انّ مروحية اسرائيلية شنّت غارة جوية قرب مدينة القنيطرة على «عناصر ارهابية اتهموا بأنهم كانوا يعدّون لشَنّ هجمات على القسم الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان». ولم يوضح المصدر هوية الاشخاص الذين استهدفتهم الغارة ولا طبيعة الهجوم الذي كانوا يعدّون للقيام به.
ورفض وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون التعليق مكتفياً بالقول: «يجب على حزب الله ان يقدّم توضيحات بالنسبة الى ممارساته في سوريا اذا ثبت ما أعلنه من انّ عناصره قتلوا إثر غارة جوية على هدف في القنيطرة».
من جهة أخرى ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ الغارة في الجولان أمس «هي حادث جديد لم نر مثيلاً له من قبل». وأضافت أنّ «حزب الله سيحاول في كل مواجهة مقبلة مع «إسرائيل» الوصول إلى الجليل». وأشارت إلى أنّ «السنوات الطيبة لإسرائيل على الحدود الشمالية انتهت».
من ناحيتها لفتت القناة الإسرائيلية العاشرة إلى أنه إضافة إلى «تسلّح الحزب الكبير فإنّ ما قام به في السنة الأخيرة هو بناء قوة هجومية، فإحدى عِبَر الحزب من عملية «الجرف الصلب» هي مبدأ بن غوريون بنقل الحرب الى أراضي العدو، فهو يبني قدرة للدخول بقوات كبيرة وليس عشرة مقاتلين عبر نفق، بل بقوات كبيرة الى إسرائيل والسيطرة على مستوطنة، وهو يشعر بالثقة لأنه يقوم بذلك في سوريا».
وأضافت: «الحزب يعرف كيف يقوم بهذا، لذلك فإنه يشكل تحدياً إضافياً للتحدي الصاروخي الذي هددنا لسنوات، بحيث انه بصراحة يوجد أمامنا منظمة من الناحية العسكرية تضع امام اسرائيل تحديات لستُ متأكداً من انّ الأجوبة عليها ممتازة وقادرة بسهولة على حلّ المسألة.
فهناك منظمة مسلحة صاروخياً وقادرة على إصابة كل انحاء إسرائيل بواسطة صواريخ ثقيلة، ولديها قدرة هجومية أيضاً، بحيث سيحاول الحزب في كل مواجهة مستقبلية الوصول الى الجليل».
وأضافت هذه القناة: «صحيح انّ حزب الله يدفع ثمناً دموياً غير سهل في القتال في سوريا، لكنه يراكم ثقة بالنفس وخبرة قتالية، بحيث يعرف كيف يحتلّ قرية وكيف يحتلّ بلدة، وهو يشعر بثقة بالنفس ولا يخشى من الاحتكاك مع إسرائيل، وهو ما خَشيَه 8 سنوات لكنّ الأمر مضى».
«المنار»
وسأل تلفزيون «المنار» في مقدمة نشرته المسائية: «هو لعب بالنار عند الحدود، أم تجاوز لكلّ الحدود عند مثلّث سوريا ولبنان وفلسطين؟» وقال: «اعتداءات وخروقات صهيونية للسيادة والامن والاستقرار تفتح اسئلة عن الاهداف الاسرائيلية.
استهداف مجموعة من مجاهدي حزب الله في القنيطرة السورية يوحي انّ جنون العدو الاسرائيلي من تطور قدرات حزب الله العسكرية قد يدفعه الى مغامرة مكلفة تجعل أمن الشرق الاوسط برمّته على المحك».
ولوحظ أنّ هذا التطور في الجولان جاء بعد ايام على اعلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «انّ قدرات المقاومة امام اسرائيل هي افضل مما كانت في أي وقت، وان الغارات الاسرائيلية على اهداف عدة في سوريا خلال السنوات الاخيرة، هي «استهداف لمحور المقاومة»، وأنّ الرد عليها «أمر مفتوح وقد يحصل في أي وقت».
برّي
وتعليقاً على هذه الاعتداءات الاسرائيلية في الجنوب والقنيطرة، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره مساء أمس: «الاسرائيلي لا يريد للبنان ان يرتاح، وكلما حققنا خطوات متقدمة على صعيد تحقيق الاستقرار الداخلي يدخل الاسرائيلي على الخط للضغط و»خربطة» الوضع».
حنّاوي لـ«الجمهورية»
وبدوره، قال وزير الشباب والرياضة العميد عبد المطلب حنّاوي لـ»الجمهورية» انّ الغارة الإسرائيلية هي اعتداء جديد على اراض عربية وتدخّل سافِر في الأزمة السورية. كذلك كشفت حجم التنسيق بينه وبين «جبهة النصرة» التي تواصل عملياتها العسكرية في المنطقة المواجهة للجولان المحتلّ». واضاف: «انا كعسكري سابق لا أراها سوى عملية تمهيدية لتسهيل سيطرة المسلحين التابعين لإسرائيل على تلك المنطقة».
وعمّا يقوم به «حزب الله» في تلك المناطق، قال حنّاوي: «نحن في انتظار مزيد من التفاصيل عن العملية وظروفها. لكننا لا بد من ان نعبّر عن خشيتنا وقلقنا من انعكاساتها على أمن لبنان والمنطقة».
وعن ردات الفعل الخليجية والعربية على مواقف السيد نصرالله من الوضع في البحرين، قال حناوي: «لدى الحزب وأمينه العام وفئة من اللبنانيين مواقف معروفة من هذه القضايا، لكنها وجهة نظر لفئة لبنانية في بلد يحترم حرية التعبير وإنّ مضمونها لا يعبّر عن موقف الحكومة اللبنانية».
وأضاف: «يعلم الجميع انّ البيان الوزاري لحكومتنا تحدث عن استمرار الإلتزام بسياسة النأي بالنفس تجاه كل ما يجري في العالم العربي، وما زلنا ملتزمين هذا الحياد ولم نبدّل في مضمون البيان الوزاري حتى اليوم».
تسلل في عرسال
ومن الجنوب والجولان الى عرسال، إذ إنه بعد أيام على ضبط سيارة مفخخة على حاجز الجيش اللبناني عند مدخل البلدة كانت متوجهة إلى خارجها، صَدّ الجيش في السابعة والنصف مساء أمس محاولة عدد من المسلحين للتسلل عند حاجز وادي حميد، المعبر الوحيد الذي يربط عرسال بجرودها بعدما أقفل الجيش كل المعابر غير الشرعية وأقفلت الثلوج ما خَلى منها، وأطلق المسلحون النار في اتجاه آليات للجيش ما دفع جنوده الى الردّ بمختلف أنواع الأسلحة وإطلاق القنابل المضيئة في سماء المنطقة. وأكد مصدر أمني لـ»الجمهورية» وقوع إصابات في صفوف المسلحين.
الحوار
وأمام حجم خطورة المشهد، يمضي المعنيون قدماً في تحصين الساحة الداخلية وتبريد أجوائها بالحوارات السياسية التي ظلت حاضرة في المواقف، فيما يبقى الاستحقاق الرئاسي معطلاً والتوافق على رئيس غائباً.
برّي
وفي انتظار انعقاد الجولة الرابعة من الحوار بين تيار «المستقبل» و»حزب الله» في 26 الجاري، قال بري أمام زواره أمس رداً على سؤال عن نتائج الجلسة الثالثة من الحوار: «إنّ الحوار سلك وهو يتم في صراحة ووضوح وعمق ولا احد يخفي شيئاً، وكل الامور تقال كما هي، ولن يتأثر بالتشويش الذي يمكن ان يحصل خارج غرفة الحوار».
مكاري
وقال نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري لـ»الجمهورية» انّ بري «أدّى دوراً مهماً جداً في إقناع الطرفين في موضوع الحوار، وهو يرعاه ويستضيفه ويشارك ممثّل دائم عنه في جلساته هو الوزير علي حسن خليل الذي يؤدي في الوقت نفسه دوراً تقاربياً داخل الجلسات».
لكنّ مكاري لاحظ انّ «منسوب التفاؤل العالي الذي لدى الرئيس بري في النتائج يتخطّى السقف الذي اعتقد انّ المتحاورين سيتوصلون اليها، ولكن أتمنى ان يكون معه حق لأنّ النتيجة عندئذ ستكون أفضل».
ورأى مكاري «انّ الحوار، وتحت السقف المرسوم له، يسير في خطى مقبولة جداً لدى الطرفين، إذ انهما يتفهّمان المواضيع التي تُبحث وانّ البحث يتركز على تنفيس الاحتقان السني ـ الشيعي ويسجّل بعض التقدم في هذا المضمار».
وأكد انّ «هذا الامر مفيد جداً على اساس انّ البلد يحتاج الى مزيد من الاستقرار والاجواء الحوارية، لأنه يُشعر اللبنانيين بالدرجة الاولى بالاطمئنان والراحة، ويحضّر في الوقت نفسه جوّاً منتجاً اكثر في المستقبل اذا توافرت الظروف الاقليمية المناسبة للحلول الكبرى في المنطقة، ومن ثم في لبنان».
وأعلن مكاري «أنّ الطرفين اتفقا على ان يكون الملف الرئاسي أحد بنود جدول اعمال الحوار، لكن استبعد أن يتوصّلا الى نتيجة نهائية فيه، لكنهما قد يتوصّلا الى تفاهم يحتاج الى جوّ إقليمي مناسب لتنفيذه».
وشدد مكاري على انّ «رئيس الجمهورية هو رئيس لكل لبنان لكنه في الدرجة الاولى خيار مسيحي ويجب ان يكون هناك تفاهم مسيحي عليه أوّلاً، ومن ثم تفاهم وطني شامل». وأوضح انّ «المواقف التي نسمعها من العماد عون والدكتور جعجع تؤكد رغبة الطرفين بالتوصّل الى ارضية مشتركة، لكني لا استطيع الجزم بنتائجها، فإذا كانت ايجابية فإنها تعزّز موقع المسيحيين في الدولة وكذلك في اختيار رئيس الجمهورية».
الراعي في جبل محسن
وفي هذه الأجواء، زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي منطقة جبل محسن وعَزّى رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ اسد عاصي بشهداء التفجيرين الانتحاريين. وشدد على «ضرورة التعالي على الجروح والنظر إلى خير الوطن، فهذه الارض أرضنا جميعاً».
وقال: «آن الاوان لأن تتحمّل الدولة مسؤوليتها عن إنماء طرابلس»، وشدّد على وجوب «ان يقتنع جميع اللبنانيين بأن لا حياة شريفة ولا احد يضمن حياتنا إلّا القوى الامنية والعسكرية التي تعمل لجميع الناس ولكلّ عابر سبيل على ارض لبنان».
الشعّار
ووجّه مفتي طرابلس والشمال مالك الشعّار تحية كبيرة الى الراعي ووصف زيارته لجبل محسن بأنها «زيارة أبوية ورعوية، أشعرَت أهل الشمال وابناء جبل محسن بأنّ لهم مكانة وعاطفة عند صاحب الغبطة الذي اخترق البروتوكول، المرة الأولى عندما شرّفنا في طرابلس وواسى أهلها بتفجير المسجدين، والآن يكرر خروجه عن البروتوكول الذي تلتزمه بكركي عادة، ويأتي الى جبل محسن، ما أشعرَ الجميع بأنّ خيمة كبيرة موجودة لحماية طرابلس والشمال».
وقال الشعّار لـ«الجمهورية»: «إنّ الوضع في طرابلس مريح وآمن، وانّ الانفجار في جبل محسن جاء من الخارج وليس من أبناء طرابلس وابناء الشمال وبإرادة خارجية لها أطماعها واهدافها السيئة. ولذلك، فإنّ اهل جبل محسن لم يقوموا بأيّ ردة فعل على الاطلاق إزاء اهل طرابلس والشمال.
فما حدث اراد ان يوقِد الفتنة ويفجّر السلم الاهلي والامن الداخلي في طرابلس والشمال، إلّا انّ وَعي اخواننا واهلنا في جبل محسن وعاطفة اهل طرابلس وابناء الشمال دفنت الفتنة في مهدها ولم تسمح لأحد على الاطلاق ان يرعى في هذا المستنقع الآسِن».
وعن الحوار السني ـ الشيعي، قال الشعار: «اعتقد انّ الحوار جاء متأخراً، كان ينبغي ان يشعر الأفرقاء بضرورته قبل الآن، لكنّ لكل أجلٍ كتاب، وانا أشجّع على كل ما له علاقة بالحوار وأدعو المتحاورين الى الإلتقاء على القواسم المشتركة وتقريب المسافات في ما هو مختلف عليه من أجل مصلحة الوطن التي هي أكبر من «حزب الله» ومن 14 آذار وتيار «المستقبل» وأكبر منّا جميعاً. لذلك، على الجميع ان يقدموا مصلحة لبنان لتتقدم على الإنتماء المذهبي والسياسي والحزبي، عند ذلك ينعم اللبنانيون بلبنانهم الذي هو درّة الشرق».
مجلس وزراء
الى ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية عند العاشرة قبل ظهر يوم الخميس المقبل وعلى جدول أعماله 59 بنداً عُمّم على الوزراء مساء أمس الأول.
ملف النفط الى الواجهة
وما ان طوَت الحكومة ملف النفايات الأسبوع الماضي، حتى عاد ملف النفط الى الواجهة. وكشف مصدر وزاري انّ رئيس الحكومة تمام سلام دعا اللجنة الوزارية المكلفة درسه الى اجتماع بعد ظهر اليوم للبحث تحديداً في مرسومي تقسيم المياه البحرية الخاضعة للولاية القضائية على شكل رقع بحرية (البلوكات النفطية العشرة) ودفتر الشروط النموذجية لاتفاقية الاستكشاف والانتاج. ودُعي الى المشاركة في الإجتماع رئيس هيئة إدارة قطاع البترول وأعضاؤها.
تجدر الإشارة الى انّ اللجنة التي تضم عشرة وزراء، وهم: رئيس الحكومة ونائبه ووزراء الطاقة، الأشغال، الإقتصاد، المال، العدل، الخارجية، التنمية الإدارية والصحة، لم تتوصّل بعد الى تحديد موعد لإصدار هذه المراسيم
مطامر للنفايات
وكشفت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ وزير البيئة محمد المشنوق باشر البحث عن المواقع المقترحة للمطامر التي ستنشأ في المناطق الجغرافية الجديدة التي تحدّدت في المناقصة العالمية التي أقرّت لإطلاق معالجة النفايات الصلبة في مهلة الأشهر الثلاثة المقبلة، وذلك بهدف أن تكون وزارته جاهزة لتحديد هذه المواقع في حال فشلت الشركات التي ستفوز بالمناقصات لتقاسم المناطق التي كانت في عهدة شركة «سوكلين» وزميلاتها بعدما بات بَتّها رهناً بقرار الحكومة وفق التعديلات الجديدة التي أقرّت الأسبوع الماضي.
وفيما نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أمني اسرائيلي تأكيده انّ مروحية اسرائيلية أغارت على هدف لـ»حزب الله» في سوريا، نسبت وكالة «فرانس برس» الى مصدر قريب من الحزب قوله انّ «ستة من عناصره استشهدوا في الغارة، بينهم القائد العسكري البارز محمد عيسى أحد مسؤولي ملفّي العراق وسوريا، وجهاد مغنية نجل الحاج عماد مغنية».
وافادت «وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية» الرسمية (إرنا) «أنّ الشهداء الذین سقطوا فی الغارة هم 6 مجاهدین بینهم جهاد عماد مغنیة نجل القائد الجهادي الكبیر فی حزب الله الشهید عماد مغنیة (الحاج رضوان)، ومسؤول وحدة الرضوان ‹أبو علي طبطبائي، والقائد المیدانی فی الحزب محمد عیسی، ومسؤول إحدی الوحدات الخاصة أبو علی رضا».
وليلاً، أصدر حزب الله بياناً اعلن فيه اسماء شهدائه، وهم:
محمد احمد عيسى (ابو عيسى)، جهاد عماد مغنية (جواد)، عباس ابراهيم حجازي (السيد عباس)، محمد علي حسن ابو الحسن (كاظم)،
غازي علي ضاوي (دانيال)، علي حسن ابراهيم (ايهاب).
إسرائيل
ونسبت وكالة «فرانس برس» الى مصدر امني إسرائيلي قوله انّ مروحية اسرائيلية شنّت غارة جوية قرب مدينة القنيطرة على «عناصر ارهابية اتهموا بأنهم كانوا يعدّون لشَنّ هجمات على القسم الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان». ولم يوضح المصدر هوية الاشخاص الذين استهدفتهم الغارة ولا طبيعة الهجوم الذي كانوا يعدّون للقيام به.
ورفض وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون التعليق مكتفياً بالقول: «يجب على حزب الله ان يقدّم توضيحات بالنسبة الى ممارساته في سوريا اذا ثبت ما أعلنه من انّ عناصره قتلوا إثر غارة جوية على هدف في القنيطرة».
من جهة أخرى ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ الغارة في الجولان أمس «هي حادث جديد لم نر مثيلاً له من قبل». وأضافت أنّ «حزب الله سيحاول في كل مواجهة مقبلة مع «إسرائيل» الوصول إلى الجليل». وأشارت إلى أنّ «السنوات الطيبة لإسرائيل على الحدود الشمالية انتهت».
من ناحيتها لفتت القناة الإسرائيلية العاشرة إلى أنه إضافة إلى «تسلّح الحزب الكبير فإنّ ما قام به في السنة الأخيرة هو بناء قوة هجومية، فإحدى عِبَر الحزب من عملية «الجرف الصلب» هي مبدأ بن غوريون بنقل الحرب الى أراضي العدو، فهو يبني قدرة للدخول بقوات كبيرة وليس عشرة مقاتلين عبر نفق، بل بقوات كبيرة الى إسرائيل والسيطرة على مستوطنة، وهو يشعر بالثقة لأنه يقوم بذلك في سوريا».
وأضافت: «الحزب يعرف كيف يقوم بهذا، لذلك فإنه يشكل تحدياً إضافياً للتحدي الصاروخي الذي هددنا لسنوات، بحيث انه بصراحة يوجد أمامنا منظمة من الناحية العسكرية تضع امام اسرائيل تحديات لستُ متأكداً من انّ الأجوبة عليها ممتازة وقادرة بسهولة على حلّ المسألة.
فهناك منظمة مسلحة صاروخياً وقادرة على إصابة كل انحاء إسرائيل بواسطة صواريخ ثقيلة، ولديها قدرة هجومية أيضاً، بحيث سيحاول الحزب في كل مواجهة مستقبلية الوصول الى الجليل».
وأضافت هذه القناة: «صحيح انّ حزب الله يدفع ثمناً دموياً غير سهل في القتال في سوريا، لكنه يراكم ثقة بالنفس وخبرة قتالية، بحيث يعرف كيف يحتلّ قرية وكيف يحتلّ بلدة، وهو يشعر بثقة بالنفس ولا يخشى من الاحتكاك مع إسرائيل، وهو ما خَشيَه 8 سنوات لكنّ الأمر مضى».
«المنار»
وسأل تلفزيون «المنار» في مقدمة نشرته المسائية: «هو لعب بالنار عند الحدود، أم تجاوز لكلّ الحدود عند مثلّث سوريا ولبنان وفلسطين؟» وقال: «اعتداءات وخروقات صهيونية للسيادة والامن والاستقرار تفتح اسئلة عن الاهداف الاسرائيلية.
استهداف مجموعة من مجاهدي حزب الله في القنيطرة السورية يوحي انّ جنون العدو الاسرائيلي من تطور قدرات حزب الله العسكرية قد يدفعه الى مغامرة مكلفة تجعل أمن الشرق الاوسط برمّته على المحك».
ولوحظ أنّ هذا التطور في الجولان جاء بعد ايام على اعلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «انّ قدرات المقاومة امام اسرائيل هي افضل مما كانت في أي وقت، وان الغارات الاسرائيلية على اهداف عدة في سوريا خلال السنوات الاخيرة، هي «استهداف لمحور المقاومة»، وأنّ الرد عليها «أمر مفتوح وقد يحصل في أي وقت».
برّي
وتعليقاً على هذه الاعتداءات الاسرائيلية في الجنوب والقنيطرة، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره مساء أمس: «الاسرائيلي لا يريد للبنان ان يرتاح، وكلما حققنا خطوات متقدمة على صعيد تحقيق الاستقرار الداخلي يدخل الاسرائيلي على الخط للضغط و»خربطة» الوضع».
حنّاوي لـ«الجمهورية»
وبدوره، قال وزير الشباب والرياضة العميد عبد المطلب حنّاوي لـ»الجمهورية» انّ الغارة الإسرائيلية هي اعتداء جديد على اراض عربية وتدخّل سافِر في الأزمة السورية. كذلك كشفت حجم التنسيق بينه وبين «جبهة النصرة» التي تواصل عملياتها العسكرية في المنطقة المواجهة للجولان المحتلّ». واضاف: «انا كعسكري سابق لا أراها سوى عملية تمهيدية لتسهيل سيطرة المسلحين التابعين لإسرائيل على تلك المنطقة».
وعمّا يقوم به «حزب الله» في تلك المناطق، قال حنّاوي: «نحن في انتظار مزيد من التفاصيل عن العملية وظروفها. لكننا لا بد من ان نعبّر عن خشيتنا وقلقنا من انعكاساتها على أمن لبنان والمنطقة».
وعن ردات الفعل الخليجية والعربية على مواقف السيد نصرالله من الوضع في البحرين، قال حناوي: «لدى الحزب وأمينه العام وفئة من اللبنانيين مواقف معروفة من هذه القضايا، لكنها وجهة نظر لفئة لبنانية في بلد يحترم حرية التعبير وإنّ مضمونها لا يعبّر عن موقف الحكومة اللبنانية».
وأضاف: «يعلم الجميع انّ البيان الوزاري لحكومتنا تحدث عن استمرار الإلتزام بسياسة النأي بالنفس تجاه كل ما يجري في العالم العربي، وما زلنا ملتزمين هذا الحياد ولم نبدّل في مضمون البيان الوزاري حتى اليوم».
تسلل في عرسال
ومن الجنوب والجولان الى عرسال، إذ إنه بعد أيام على ضبط سيارة مفخخة على حاجز الجيش اللبناني عند مدخل البلدة كانت متوجهة إلى خارجها، صَدّ الجيش في السابعة والنصف مساء أمس محاولة عدد من المسلحين للتسلل عند حاجز وادي حميد، المعبر الوحيد الذي يربط عرسال بجرودها بعدما أقفل الجيش كل المعابر غير الشرعية وأقفلت الثلوج ما خَلى منها، وأطلق المسلحون النار في اتجاه آليات للجيش ما دفع جنوده الى الردّ بمختلف أنواع الأسلحة وإطلاق القنابل المضيئة في سماء المنطقة. وأكد مصدر أمني لـ»الجمهورية» وقوع إصابات في صفوف المسلحين.
الحوار
وأمام حجم خطورة المشهد، يمضي المعنيون قدماً في تحصين الساحة الداخلية وتبريد أجوائها بالحوارات السياسية التي ظلت حاضرة في المواقف، فيما يبقى الاستحقاق الرئاسي معطلاً والتوافق على رئيس غائباً.
برّي
وفي انتظار انعقاد الجولة الرابعة من الحوار بين تيار «المستقبل» و»حزب الله» في 26 الجاري، قال بري أمام زواره أمس رداً على سؤال عن نتائج الجلسة الثالثة من الحوار: «إنّ الحوار سلك وهو يتم في صراحة ووضوح وعمق ولا احد يخفي شيئاً، وكل الامور تقال كما هي، ولن يتأثر بالتشويش الذي يمكن ان يحصل خارج غرفة الحوار».
مكاري
وقال نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري لـ»الجمهورية» انّ بري «أدّى دوراً مهماً جداً في إقناع الطرفين في موضوع الحوار، وهو يرعاه ويستضيفه ويشارك ممثّل دائم عنه في جلساته هو الوزير علي حسن خليل الذي يؤدي في الوقت نفسه دوراً تقاربياً داخل الجلسات».
لكنّ مكاري لاحظ انّ «منسوب التفاؤل العالي الذي لدى الرئيس بري في النتائج يتخطّى السقف الذي اعتقد انّ المتحاورين سيتوصلون اليها، ولكن أتمنى ان يكون معه حق لأنّ النتيجة عندئذ ستكون أفضل».
ورأى مكاري «انّ الحوار، وتحت السقف المرسوم له، يسير في خطى مقبولة جداً لدى الطرفين، إذ انهما يتفهّمان المواضيع التي تُبحث وانّ البحث يتركز على تنفيس الاحتقان السني ـ الشيعي ويسجّل بعض التقدم في هذا المضمار».
وأكد انّ «هذا الامر مفيد جداً على اساس انّ البلد يحتاج الى مزيد من الاستقرار والاجواء الحوارية، لأنه يُشعر اللبنانيين بالدرجة الاولى بالاطمئنان والراحة، ويحضّر في الوقت نفسه جوّاً منتجاً اكثر في المستقبل اذا توافرت الظروف الاقليمية المناسبة للحلول الكبرى في المنطقة، ومن ثم في لبنان».
وأعلن مكاري «أنّ الطرفين اتفقا على ان يكون الملف الرئاسي أحد بنود جدول اعمال الحوار، لكن استبعد أن يتوصّلا الى نتيجة نهائية فيه، لكنهما قد يتوصّلا الى تفاهم يحتاج الى جوّ إقليمي مناسب لتنفيذه».
وشدد مكاري على انّ «رئيس الجمهورية هو رئيس لكل لبنان لكنه في الدرجة الاولى خيار مسيحي ويجب ان يكون هناك تفاهم مسيحي عليه أوّلاً، ومن ثم تفاهم وطني شامل». وأوضح انّ «المواقف التي نسمعها من العماد عون والدكتور جعجع تؤكد رغبة الطرفين بالتوصّل الى ارضية مشتركة، لكني لا استطيع الجزم بنتائجها، فإذا كانت ايجابية فإنها تعزّز موقع المسيحيين في الدولة وكذلك في اختيار رئيس الجمهورية».
الراعي في جبل محسن
وفي هذه الأجواء، زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي منطقة جبل محسن وعَزّى رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ اسد عاصي بشهداء التفجيرين الانتحاريين. وشدد على «ضرورة التعالي على الجروح والنظر إلى خير الوطن، فهذه الارض أرضنا جميعاً».
وقال: «آن الاوان لأن تتحمّل الدولة مسؤوليتها عن إنماء طرابلس»، وشدّد على وجوب «ان يقتنع جميع اللبنانيين بأن لا حياة شريفة ولا احد يضمن حياتنا إلّا القوى الامنية والعسكرية التي تعمل لجميع الناس ولكلّ عابر سبيل على ارض لبنان».
الشعّار
ووجّه مفتي طرابلس والشمال مالك الشعّار تحية كبيرة الى الراعي ووصف زيارته لجبل محسن بأنها «زيارة أبوية ورعوية، أشعرَت أهل الشمال وابناء جبل محسن بأنّ لهم مكانة وعاطفة عند صاحب الغبطة الذي اخترق البروتوكول، المرة الأولى عندما شرّفنا في طرابلس وواسى أهلها بتفجير المسجدين، والآن يكرر خروجه عن البروتوكول الذي تلتزمه بكركي عادة، ويأتي الى جبل محسن، ما أشعرَ الجميع بأنّ خيمة كبيرة موجودة لحماية طرابلس والشمال».
وقال الشعّار لـ«الجمهورية»: «إنّ الوضع في طرابلس مريح وآمن، وانّ الانفجار في جبل محسن جاء من الخارج وليس من أبناء طرابلس وابناء الشمال وبإرادة خارجية لها أطماعها واهدافها السيئة. ولذلك، فإنّ اهل جبل محسن لم يقوموا بأيّ ردة فعل على الاطلاق إزاء اهل طرابلس والشمال.
فما حدث اراد ان يوقِد الفتنة ويفجّر السلم الاهلي والامن الداخلي في طرابلس والشمال، إلّا انّ وَعي اخواننا واهلنا في جبل محسن وعاطفة اهل طرابلس وابناء الشمال دفنت الفتنة في مهدها ولم تسمح لأحد على الاطلاق ان يرعى في هذا المستنقع الآسِن».
وعن الحوار السني ـ الشيعي، قال الشعار: «اعتقد انّ الحوار جاء متأخراً، كان ينبغي ان يشعر الأفرقاء بضرورته قبل الآن، لكنّ لكل أجلٍ كتاب، وانا أشجّع على كل ما له علاقة بالحوار وأدعو المتحاورين الى الإلتقاء على القواسم المشتركة وتقريب المسافات في ما هو مختلف عليه من أجل مصلحة الوطن التي هي أكبر من «حزب الله» ومن 14 آذار وتيار «المستقبل» وأكبر منّا جميعاً. لذلك، على الجميع ان يقدموا مصلحة لبنان لتتقدم على الإنتماء المذهبي والسياسي والحزبي، عند ذلك ينعم اللبنانيون بلبنانهم الذي هو درّة الشرق».
مجلس وزراء
الى ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية عند العاشرة قبل ظهر يوم الخميس المقبل وعلى جدول أعماله 59 بنداً عُمّم على الوزراء مساء أمس الأول.
ملف النفط الى الواجهة
وما ان طوَت الحكومة ملف النفايات الأسبوع الماضي، حتى عاد ملف النفط الى الواجهة. وكشف مصدر وزاري انّ رئيس الحكومة تمام سلام دعا اللجنة الوزارية المكلفة درسه الى اجتماع بعد ظهر اليوم للبحث تحديداً في مرسومي تقسيم المياه البحرية الخاضعة للولاية القضائية على شكل رقع بحرية (البلوكات النفطية العشرة) ودفتر الشروط النموذجية لاتفاقية الاستكشاف والانتاج. ودُعي الى المشاركة في الإجتماع رئيس هيئة إدارة قطاع البترول وأعضاؤها.
تجدر الإشارة الى انّ اللجنة التي تضم عشرة وزراء، وهم: رئيس الحكومة ونائبه ووزراء الطاقة، الأشغال، الإقتصاد، المال، العدل، الخارجية، التنمية الإدارية والصحة، لم تتوصّل بعد الى تحديد موعد لإصدار هذه المراسيم
مطامر للنفايات
وكشفت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ وزير البيئة محمد المشنوق باشر البحث عن المواقع المقترحة للمطامر التي ستنشأ في المناطق الجغرافية الجديدة التي تحدّدت في المناقصة العالمية التي أقرّت لإطلاق معالجة النفايات الصلبة في مهلة الأشهر الثلاثة المقبلة، وذلك بهدف أن تكون وزارته جاهزة لتحديد هذه المواقع في حال فشلت الشركات التي ستفوز بالمناقصات لتقاسم المناطق التي كانت في عهدة شركة «سوكلين» وزميلاتها بعدما بات بَتّها رهناً بقرار الحكومة وفق التعديلات الجديدة التي أقرّت الأسبوع الماضي.
كلام طهران على "الرئاسة" لم يكن مقنعاً في بيروت...
المصدر: "النهار"
توقفت مصادر حكومية لبنانية عند كلام نقل عن مصدر فرنسي مسؤول مفاده أن زيارة مدير الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو لطهران لم تسفر عن أي نتيجة لأن "الموقف الايراني لا يزال يربط بين الانتخابات الرئاسية في لبنان والوضع في سوريا" وأن طهران ابلغت جيرو انها لا يمكنها الضغط على "حزب الله"، و"على اللبنانيين أن يتفقوا". وكان المسؤول الفرنسي زار المملكة العربية السعودية قبل أيام حيث التقى عدداً من المسؤولين وكذلك التقى الرئيس سعد الحريري، في أعقاب الزيارة التي قام بها (جيرو)، لايران.
وبينما لاحظت مصادر مواكبة في الموقف الايراني "تراجعاً عن مواقف سابقة" أشارت الى أن الموقف السعودي لا يزال مؤيداً التوصل الى رئيس توافقي في لبنان" وأن باريس "ماضية في مساعيها بشأن الملف الرئاسي اللبناني مع جميع الاطراف الاقليميين والداخليين".
وبدا واضحاً ان الموقف الايراني الذي كشف عنه "مصدر فرنسي مسؤول" قبل يومين (في جريدة "الحياة") لم يقنع المصادر الحكومية اللبنانية ولاسيما القول ان طهران لا يمكنها الضغط على "حزب الله".
وأكدت هذه المصادر لـ"النهار" أن في استطاعة طهران فعل الكثير في إطار مساعدة لبنان – و"حزب الله" مكون أساسي من مكوناته السياسية والنيابية - على الخروج من مأزق استمرار الشغور في رئاسة الجمهورية، سواء عبر الحزب نفسه، أو عبر حلفائه المحليين والاقليميين، معتبرة عبارة "على اللبنانيين أن يتفقوا" كلاماً ديبلوماسياً "سمعنا منه الكثير في مراحل سابقة من اطراف آخرين في المنطقة"، وذلك في إشارة واضحة الى مواقف سورية غالباً ما كانت تختصر بأن "دمشق مع كل ما يتفق عليه اللبنانيون"، في حين أن الموقف الحقيقي يكون مع طرف معين في معظم الحالات...
ولئن يكن الموقف الايراني قد عبر عن الواقع في شقة الأول، وهو الربط بين الانتخابات الرئاسية في لبنان والوضع في سوريا، فإنه لم يحمل جديداً، إذ أن الوضع لا يزال على حاله في ظل المراوحة الناجمة عن هذا الواقع والضغوط على اختلافها.
ومن خلال مواقفه الداعية تكراراً الى انتخاب رئيس للجمهوية في أسرع وقت، يبدو رئيس الحكومة تمام سلام مقتنعاً بأن في استطاعة اللبنانيين ان يتفقوا ولكن إن هم أرادوا، بعيداً من الحسابات السياسية المحلية والاقليمية!
لجوء المولوي ومنصور و«انتحاريين» يعيد مخيم عين الحلوة إلى دائرة الضوء
بيروت - «الحياة»
عاد الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة إلى دائرة الضوء في الأيام الماضية لاسيما بعدما أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق في مقابلة تلفزيونية الخميس الماضي الأخبار الأمنية عن أن المطلوبين اللذين كانا تزعما مجموعة مسلحة متطرفة في منطقة باب التبانة في طرابلس شـــادي المــولوي وأسامــة منصور موجودان في المخيم إثر هـــربهما من طرابلس في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي عندما حــاصرهما الجيش لتنظيف المنطقة إثر تحركات عسكرية قاما بها احتجاجاً على توقيف المطلوب أحمد ميقاتي.
وكانت المعلومات لدى الجيش عن التحقيقات في التفجير الانتحاري المزدوج الذي حصل في منطقة جبل محسن السبت في 10 الجاري واستناداً إلى «داتا» الاتصالات لقادة السجناء الإسلاميين في سجن رومية، أشارت إلى ارتباط الانتحاريين الثلاثة الذين أوقفهم الجيش الأربعاء الماضي (بسام حسام النبوش وإيلي طوني الوراق والسوري مهند علي عبد القادر) بكل من المطلوبين المولوي ومنصور. وأفادت المعلومات عن اتصالات سابقة حصلت بين الثلاثة وبين المولوي ومنصور، وبين الأخيرين والانتحاريين اللذين نفذا تفجير جبل محسن.
وفيما ينفي بعض قادة المخيم من الفصائل الفلسطينية وجودهما داخله ويقول بعض آخر أن لا علم لهما بوجود المولوي ومنصور فإن الأجهزة الأمنية تجزم بذلك وأن تأكيد المشنوق للأمر جاء نتيجة معلومات بأنهما يلوذان بأحد التنظيمات الإسلامية فيه.
وازدادت المخاوف من أن يكون انتحاريون آخرون مشتبه بوجودهم داخل المخيم قد يخرجون منه لتنفيذ عمليات إرهابية جديدة، بعد حصول تحركات متضامنة مع السجناء الإسلاميين في سجن رومية أثناء عملية اقتحام المبنى (ب) الإثنين الماضي (وبعده)، والذي كانوا يتحصنون فيه ويوجهون عمليات إرهابية منه، ما أدى إلى تعزيز تدابير الجيش في محيط المخيم ومداخله ورصد الدخول إليه والخروج منه.
ورداً على سؤال لـ «الحياة» قال المشنوق إن معالجة موضوع المخيم «تُدرس من دون عمليات عسكرية وهناك سعي لحل بالتعاون مع الفصائل الفلسطينية».
وقال مصدر أمني لـ «الحياة» إن الإسلاميين في المخيم ينفخون بالنار على رغم أن القوى الأمنية لم تضبط شيئاً استثنائياً حتى الآن. لكن المخيم بات ملجأ للمجموعات الإرهابية في ظل إقفال الشمال عليهم وطرابلس عبر تدابير الجيش المتواصلة، والرقابة المشددة على منفذ عرسال التي أحكم الحصار على تحركات هذه المجموعات عبرها.
وأضاف المصدر: «بقي المخيم في بعض أحيائه بؤرة لهؤلاء الذين يريدون تحويله ملجأ آمناً لهم، لكن قيادات المخيم والفصائل الفلسطينية يفترض ألا تقبل التضحية بأمنه والاتصالات معها قائمة للتوصل إلى المعالجة المطلوبة».
وترددت معلومات في هذا الصدد عن أن وسطاء عرضوا أن يغادر المولوي ومنصور مع مجموعة عناصر من مؤيديهما المخيم إلى خارج لبنان وأن السلطات اللبنانية رفضت ذلك. لكن أياً من المصادر الرسمية اللبنانية لم يؤكد هذه الأنباء.
وفي السياق، أكدت القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية في مخيم عين الحلوة أنها لم تتلق من الأجهزة الأمنية اللبنانية أي معلومات تفيد بأن للمخيم علاقة بما حدث من تفجيرات في جبل محسن أو أن يكون أحد ممن قام بهذه الأعمال المدانة له صلة بالمخيم. وأكدت بعد اجتماع طارئ للجنة الأمنية الفلسطينية العليا في مقر القوة الأمنية المشتركة في عين الحلوة «أن المخيم لن يكون تحت أي ظرف عامل إخلال بأمن الجوار».
وإذ استغرب المجتمعون «تصريحات وزير الداخلية تجاه مخيم عين الحلوة»، أكدوا «أن أي معلومة أمنية تخص الوضع الفلسطيني لا يجب أن يتم التعاطي بها عبر الإعلام وإنما من خلال التواصل مع المرجعيات الفلسطينية المعنية منعاً للأثر السلبي على العلاقة اللبنانية - الفلسطينية».
وقرر المجتمعون تشكيل «لجنة مصغرة لتقصي الحقائق حول ما يثار من معلومات أمنية حول المخيم». وطالبوا «بتحسين أوضاع سجناء رومية وتطمين أهاليهم عبر السماح بزيارتهم».
سيغريد كاغ تخلف بلامبلي في لبنان
بيروت - «الحياة» -
غادر أمس، المنسق الخاص للأمم المتحدة لدى لبنان ديريك بلامبلي بيروت أمس، بعد انتهاء مهامه متوجهاً الى لندن. وكانت خليفته الى المنصب سيغريد كاغ وصلت الى لبنان أول من أمس، آتية من باريس.
وأرود مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ان «الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كان عبّر عن تقديره وامتنانه للسيد بلامبلي الذي تولى مهماته في لبنان على مدى ثلاث سنوات». ولفت المكتب الى ان خليفته كاغ تتولى هذا المنصب الأممي الرفيع على خلفية سنوات كثيرة من الخبرة في مجال الشؤون السياسية والإنسانية والإنمائية فضلاً عن خدمتها الديبلوماسية، بما في ذلك في منطقة الشرق الأوسط.
والمنسقة الخاصة هولندية الجنسية، تولت سابقاً منصب المنسق الخاص للبعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة لتحقق نهائي يكفل تدمير جميع مخزونات الأسلحة الكيماوية السورية من تشرين الأول (أكتوبر) 2013 الى كانون الأول (ديسمبر) 2014.
وتولت قبل ذلك منصب مساعد الأمين العام في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من عام 2010 الى عام 2013 ومنصب المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في الأردن من عام 2007 الى عام 2010. وقبل ذلك، شغلت كاغ مناصب عدة رفيعة مع كل من «يونيسيف» والمنظمة الدولية للهجرة ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا). وقبل الإنضمام الى منظومة الأمم المتحدة في عام 1994، خدمت في وزارة خارجية بلادها، كما عملت مع شركة «شل» الدولية للبترول في لندن.
وتحمل كاغ درجة الليسانس في الآداب في الدراسات الشرق أوسطية من الجامعة الأميركية في القاهرة وماجستير في الفلسفة في العلاقات الدولية من كلية سانت أنتوني في جامعة أوكسفورد وماجستير في الدراسات الشرق أوسطية من جامعة أكزيتر. وتتكلم الهولندية والإنكليزية والفرنسية والألمانية بطلاقة وتتقن اللغة العربية. وهي من مواليد العام 1961. متأهلة ولديها أربعة أولاد.
«محامو الأسد» في مؤتمر المحامين العرب يضربون وفد المحامين اللبنانيين
بيروت - «الحياة» -
أعلن «تيار المستقبل» في بيان صادر من المنسقية الإعلامية، أن «وفد المحامين اللبنانيين الذي يمثل نقابتي بيروت وطرابلس إلى المؤتمر العام الـ23 لاتحاد المحامين العرب المنعقد في القاهرة، تعرض لاعتداء سافر من وفد المحامين السوريين الذي يمثل نظام بشار الأسد، وذلك خلال إلقاء منسق فرع المحامين في «تيار المستقبل» فادي سعد كلمته في اللجنة المختصة بشؤون الإرهاب.
وأوضح أنه «حين كان المحامي سعد يلقي كلمته، ويجري مقارنة بين تعاطي الجيشين المصري والسوري مع شعبيهما، بعد قيام الثورة في مصر وسورية، حاول المحامون السوريون من ممثلي الأسد مقاطعته أكثر من مرة، قبل أن ينهالوا عليه وعلى عضوي الوفد اللبناني جميل قمبريس ومنير الحسيني بالضرب».
واتصل وزير العدل اشرف ريفي بكل من نقيب المحامين في بيروت جورج جريج ونقيب محامي طرابلس فهد المقدم مستنكراً الاعتداء الذي «يدل على طبيعة النظام السوري واتباعه المتنكرين بلباس حقوقي» واهاب بالسلطات المصرية «الانحياز الى العدالة».وطالب اتحاد المحامين العرب بمقاطعة «هذا النظام وحرمانه من المشاركة في المنتديات والمؤتمرات العربية الحقوقية والقضائية».
لا عبور للشاحنات اللبنانية إلى سورية والصهاريج السورية تنقل المازوت بحرية
بيروت - «الحياة»
لا تزال طوابير الشاحنات اللبنانية المحملة بالبطاطا والموز وخضار متنوعة غير قادرة على عبور الحدود السورية من لبنان عند نقطة المصنع، بحجة أن جهاز الـ»سكانر» على نقطة العبور السورية معطل، بعدما كانت الحجة الأولى قبل أسابيع تراكم الثلوج، في وقت تعبر صهاريج المازوت السورية الفارغة من الأراضي السورية إلى لبنان تملأ خزاناتها وتعود أدراجها إلى الداخل السوري.
ويقدر أصحاب الشاحنات المتوقفة كلفة حمولة الشاحنات بنحو 3 ملايين دولار بعضها يريد التوجه إلى سورية وبعضها الآخر يعتبر سورية محطة ترانزيت باتجاه دول عربية أخرى. ويتردد أصحاب الشاحنات التي قارب عددها الـ400 شاحنة في عبور الأراضي اللبنانية في اتجاه المنطقة الفاصلة ما بين الحدودين ما لم يتأكدوا من أن الحدود السورية باتت مفتوحة أمامهم، لذلك بلغ طول طابور الشاحنات المتوقفة في ساحة الجمارك اللبنانية في نقطة المصنع نحو خمسة كيلومترات باتجاه الأراضي اللبنانية، وينتظر أصحابها القرار السوري الذي يعتبرونه قراراً سياسياً وليس تقنياً لتزامنه مع بدء الإجراءات التنظيمية اللبنانية بحق السوريين.
وقالت مصادر رسمية لبنانية إنه «يفترض ألا تكون هناك مشكلة سببها سياسي من الجانب السوري يودي إلى وقف دخول الشاحنات إلى الأراضي السورية». وأفادت «أن المسؤولين السوريين كانوا أبلغوا المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم حين زار دمشق قبل أيام أن الشاحنات تراكمت نتيجة تساقط الثلوج الأسبوع الماضي». وذكرت هذه المصادر «أن تراكم الشاحنات أثناء العاصفة ربما يكون السبب، على الأقل هذا ما أبلغه الجانب السوري إلى الجانب اللبناني». إلا أن مصدراً وزارياً أعرب لـ»الحياة» عن اعتقاده بأن السلطات السورية «تريد على الأرجح من وراء تأخير دخول الشاحنات التجارية عبر الحدود أن تجري الحكومة اللبنانية اتصالات بالحكومة السورية وهذا لن يحصل ولن نتصل بهم».
وقال المصدر: «سننتظر». وسأل: «إذا بقيت الطريق موصدة في وجه الشاحنات إلى سورية ما يمنع أن يلجأ لبنان إلى إقفال الحدود بالكامل؟».
اجراءات جديدة للامن العام
وفي السياق، رفع التَّعميم الجديد للمديرية العامة للأمن العام حول تنظيم دخول السوريين إلى لبنان والإقامة فيه والذي أُضيف فيه في 13 الجاري حالات جديدة للسوريين الراغبين بالدخول، من التعقيدات في الإجراءات لدى العائلات غير النازحة. حيث اضاف 10 حالات جديدة الى تلك الواردة في التعميم الصادر عن الأمن العام في 31 كانون الأول (ديسمبر) 2014. ويُمنح الراغب بـ«التسوّق إذن دخول 24 ساعة يتطلب أوراقاً ثبوتية، دفتر العائلة، أوراق المركبة الخاصة». ويُمنح إقامة موقّتة لمدة 6 أشهر كحد أقصى لمستأجر عقار شرط تقديم إضافة إلى المستندات السابقة عقد ايجار.
وللسفر بحراً من لبنان يطلب تعهد بالمسؤولية يتقدم به الوكيل البحري للباخرة إلى مركز أمن عام المرفأ قبل 48 ساعة من موعد انطلاق الباخرة يتعهد بموجبه بنقل المسافرين من الحدود إلى المرفأ ويكون مسؤولاً عنهم طيلة فترة تواجدهم على الأراضي اللبنانية».
كما يُسمح بدخول لمدة 7 أيام زوج وأولاد (القاصرين منهم) حاملي بطاقة الإقامة «شرط تقديم أوراق ثبوتية لازمة وبطاقة الإقامة الصالحة للوالد أو الوالدة أو الزوج ودفتر العائلة. ويُمنح زوج اللبنانية أو أولاد اللبنانية أو زوجة الفلسطيني اللاجئ في لبنان أو زوجة اللبناني إقامة موقّتة لمدة 6 أشهر شرط تقديم ما يُثبت صلة القرابة.
ويُمنح سائق السيارة العمومية إذن دخول لمدة 72 ساعة شرط تقديم أوراق المركبة المسجلة وما يثبت ملكية السيارة. أما سائق شاحنة نقل عمومي فيمنح إذن دخول لمدة شهر مع إقامة موقتة ويقدم المستندات المطلوبة نفسها من سائق السيارة العمومية وعلى معاون سائق الشاحنة إدراج اسمه على قائمة المركبة.
وتمنح عاملة الخدمة المنزلية برفقة كفيلها السوري إذن دخول مواز لما حصل عليه كفيلها، شرط تقديم ما يبين قانونية عملها وكفالتها ووضع إشارة على جواز سفر الكفيل وجواز سفرها تفيد بدخولها ومغادرتها برفقته. ويُمنح لسائق أو مرافق لرجل الدين أو المستثمر أو رجل الأعمال أو ضابط قوات مسلحة ... إلخ، إذن دخول أو إقامة موقتة موازية لما منح رب عمله شرط تقديم ما يثبت ملكية المركبة المسجلة. وتردد ان هذه الاضافات جاءت بعد اعتراضات السفارة السورية في لبنان على الاجراءات التي صدرت نهاية العام الماضي.
الحكومة اللبنانية أمام اختبار صعب في احتوائها للأزمة مع البحرين
«سرايا المقاومة» تمتحن حوار «المستقبل» - «حزب الله»
بيروت - «الراي»
لا تبدو الأجواء المتسرّبة عن نتائج الجولة الثالثة للحوار بين تيار «المستقبل» (يقوده الرئيس سعد الحريري) و«حزب الله» ايجابية، بالمقدار الذي عُلّق عليها، نظراً الى ما واكبها من تعقيدات، كان أبرزها تصاعُد ردود الفعل العربية والداخلية السلبية على تصريحات الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ضد مملكة البحرين، حيث رسمت ملامح مأزق واسع ومربك للحكومة اللبنانية.
واعتبرت أوساط وزارية من قوى «14 مارس» واُخرى مستقلة عبر «الراي» ان «حزب الله» وأمينه العام، لم يتحركا بعد في اتجاه اي مبادرة او بيان يمكن ان يخفف أضرار الإرباك الذي أصاب الحكومة جراء الهجمات الكلامية التي شنّها نصرالله على البحرين، والتي ردّ عليها بعنف بعض الوزراء، الأمر الذي سيرتّب على الحكومة اللبنانية حكماً تداوُل هذا الامر في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء واتخاذ موقف رسمي واضح منه.
واذْ لم تستبعد هذه الاوساط ان يشكّل فتح الموضوع في مجلس الوزراء مأزقاً لرئيس الحكومة تمام سلام في ضوء دعوة بعض الوزراء الى الاعتذار من البحرين، قالت ان سلام اضطر أول من أمس، الى إصدار بيان برّأ فيه الحكومة من تبعة موقف نصرالله، ما يعني ان المخاوف من تداعيات ترتدّ على اللبنانيين في البحرين وبعض دول الخليج كانت جدّية، كما ان هناك اتصالات ناشطة بقوّة مع مجمل هذه الدول لاستدراك التداعيات السلبية للأزمة.
وكان بارزاً هجوم وزير العدل اللواء أشرف ريفي (من «المستقبل») على «حزب الله» على خلفية هذه الازمة، معلناً «ان ما صدر عن الحزب يستدعي من الحكومة اللبنانية تقديم اعتذار لدولة البحرين، كونه يشكل اعتداء خارجاً عن كل الاصول، وسأطرح هذه القضية على طاولة مجلس الوزراء، وأتقدم شخصياً كمواطن لبناني باعتذار من البحرين»، آملا «ألا يؤثر موقف (حزب الله) المخالف للارادة الوطنية الجامعة سلباً على العلاقات التاريخية بين البلدين».
وقال ريفي ان ما جرى «يثبت مرة جديدة أن (حزب الله) يلعب دور الأداة للنفوذ الايراني في المنطقة» ،مضيفاً أن «ما ألمح إليه (حزب الله) من تهديد مبطن للبحرين والاساءة اليها يعكس ان فريقاً لبنانياً يجيز لنفسه التصرف كما لو أنه مرشد الجمهورية وهذا السلوك يتناقض تماما مع أهداف الحوار في الداخل اللبناني الذي يفترض أن يؤدي الى تبريد الاحتقان، وحفظ الاستقرار».
وتؤكد الاوساط الوزارية لـ «الراي» ان تداعيات هذه الأزمة لم تكن بعيدة ابداً عن الجولة الثالثة من الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» التي عقدت مساء الجمعة الماضي، في مقر رئيس مجلس النواب في عين التينة، حيث تقاطعت المعلومات عند ان بند «سرايا المقاومة» التابعة لـ «حزب الله» (وغالبية عناصرها من السنّة) دونه عقبات عدة في ضوء صعوبة قبول الحزب بحلّ هذه السرايا كما يطالب «المستقبل» الذي يعتبر ان هذه المجموعات تتسبب بافتعال مشكلات في المدن والقرى اللبنانية مما يستدرج احتقاناً مذهبياً.
وبحسب اكثر من مصدر، فان «حزب الله» الذي لم يبدِ اي استعداد لحلّ هذه «السرايا»، لا يمانع ملاحقة اي عنصر فيها يخلّ بالامن ويتورط في أعمال خارجة على القانون.
وكان لافتاً ان تيار «المستقبل» رفع من وتيرة اعتراضه إعلامياً على استمرار «سرايا المقاومة» اذ اعتبر النائب جمال الجراح ان «موضوع سرايا المقاومة مطروح من باب تخفيف الاحتقان في الشارع»، موضحاً «ان غالبية عناصر (السرايا) زعران ولا يقاتلون اسرائيل، والسرايا هي سبب التوتر الدائم في صيدا وطرابلس والبقاع»، واصفاً إياها بـ «العصابات».
المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى