ردّ "حزب الله "خارج الأراضي اللبنانية" وتحرّك أميركي - فرنسي لضبط النفس..نتنياهو بعد غارة القنيطرة: سنكافح الإرهاب وندافع عن أنفسنا بوجه أي تهديد وتوقع انشغال حزب الله بصراع السيطرة في لبنان....إيران: المقاومة سترد بقوة وحزم

ما الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى استفزاز "حزب الله"؟...رواية المعارضة لغارة القنيطرة: ماذا يفعل "حزب الله" والإيرانيون والروس هناك؟...مقاتلو حزب الله يترددون إلى مقرات سرية في الجولان وعيسى أبرز قياديي الحزب في سوريا.. ومعلومات عن إنشائه غرفة عمليات في مزرعة الأمل...

تاريخ الإضافة الأربعاء 21 كانون الثاني 2015 - 7:28 ص    عدد الزيارات 1922    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

ما الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى استفزاز "حزب الله"؟
المصدر: خاص - "النهار"
في نهاية السنة الماضية كان لافتاً تركيز التوقعات الإسرائيلية العسكرية على احتمال ان تحمل سنة 2015 مواجهة عسكرية جديدة مع "حزب الله" رغم الادعاءات الإسرائيلية بأن ليس من مصلحة إسرائيل اليوم الدخول في مواجهة مع "حزب الله" وأنه من الافضل ترك الحزب يغرق في اتون الحرب الاهلية السورية وفي مواجهة المخاطر المحدقة به في لبنان من جانب التنظيمات الجهادية المتشددة.
لكن في الوقت عينه فقد اجمعت جميع هذه التوقعات على ان "حزب الله" في الوقت الراهن يشكل بترسانته الصاروخية التي تشمل اكثر من 100 الف صاروخ يمكنها ان تصل الى اي نقطة في إسرائيل، وبالخبرة القتالية التي اكتسبها من خلال مشاركته في الحرب في سوريا، اهم قوة عسكرية في المنطقة تهدد إسرائيل، بعد تفكك الجيش السوري جراء سنوات الاقتتال الداخلي، وانشغال الجيش المصري بمعالجة مشكلاته الداخلية.
فما الذي دفع بالقيادتين العسكرية والسياسية في إسرائيل اليوم الى تنفيذ هذا الاغتيال الذي يشكل تحدياً كبيراً للحزب واستفزازاً لأمينه العام؟ والى اي حد تشكل حادثة الاغتيال محاولة إسرائيلية لاستدراج الحزب للرد وبالتالي اشعال الحدود مع لبنان؟
في ظل الصمت الإسرائيلي الرسمي عن الاعتراف بالعملية، تشير تعليقات الصحف الإسرائيلية الى ان القيادتين العسكرية والسياسية في إسرائيل قد درستا جميع الاحتمالات واخذتاها في الحسبان قبل تنفيذ الهجوم، من الرد المحدود مروراً بالهجمات على أهداف إسرائيلية في الخارج، وصولاً الى رد شامل ومواجهة عسكرية واسعة النطاق.
ففي رأي الباحث في معهد دايان إيال زيسر، يضع الهجوم الأخير السيد حسن نصرالله امام المعضلة عينها التي واجهها بعد اغتيال عماد مغنية قبل 8 سنوات. والسؤال المطروح هل سينجر الحزب الى رد مباشر على الاغتيال أم سيضبط نفسه ويؤجل ذلك حتى تنضج الظروف؟ وهل سيختار رداً محدوداً على جبهة مزارع شبعا؟ أم عملية واسعة ومؤلمة ونوعية ضد اهداف إسرائيلية في الخارج؟ اما المعلق ألون بن ديفيد في صحيفة "معاريف"، فرأى ان الهجوم يفتح جبهة جديدة مع "حزب الله" في الجولان ويسعى الى توريط إيران أيضاَ اذا صح خبر مقتل ضابط إيراني في الهجوم هو علي طبطبائي الذي يقض مضاجع قادة الجيش الإسرائيلي منذ تعيينه قائداً لـ"قوات التدخل" في الحزب، وهي قوة هجومية موازية لقوات النخبة في حركة"حماس" التي فاجأت إسرائيل في الصيف الماضي في عملية تسلل نوعية عبر الانفاق.أما رون بن يشاي المعلق العسكري في "يديعوت أحرونوت" فاعتبر ان الهدف من الهجوم احباط الخطط التي كان يعدها الحزب ضد إسرائيل انطلاقاً من هضبة الجولان، واسترجاع إسرائيل قدرتها على ردع الحزب التي تآكلت في الفترة الأخيرة.
لكن عملية الجولان طرحت تساؤلات داخل إسرائيل في شأن صلتها بالمعركة الانتخابية الدائرة وما اذا كان هدفها زيادة التأييد لنتنياهو زعيم الليكود الذي أظهرت الاستطلاعات الأخيرة تراجعه، وهل هجوم الجولان هو مجازفة خطيرة قد تجر نتائج وخيمة على إسرائيل؟ والى اي حد يمكن الاعتماد على عدم رغبة إيران والحزب اليوم في التورط في مواجهة عسكرية واسعة مع إسرائيل وهل ما حدث بداية تصعيد خطير على الحدود مع لبنان سيدفع ثمنه الإسرائيليون كلهم؟
 
ردّ "حزب الله "خارج الأراضي اللبنانية" وتحرّك أميركي - فرنسي لضبط النفس
النهار..
تأرجح لبنان الرسمي والسياسي امس بين مخاوف من تداعيات فورية غير محسوبة للعملية الاسرائيلية في القنيطرة والتي أدت الى مقتل ستة من كوادر "حزب الله" بينهم جهاد عماد مغنية واستبعاد لهذا الاحتمال اقله في اللحظة الراهنة على خلفية انطباعات تؤكد أن الحزب سيرد على هذه الضربة من دون امكان الجزم بطبيعة الرد وحجمه ومكانه وتوقيته.
ووصفت مصادر مقربة من "حزب الله" لـ"النهار" العملية الاسرائيلية في القنيطرة بأنها أدخلت المنطقة في منعطف خطير وهو التدخل الأكثر وضوحاً لإسرائيل على خط الازمة السورية. أما عن رد "حزب الله" على العملية فقالت المصادر: "واهم من يعتقد ان الرد سيكون عبر الاراضي اللبنانية وما يؤكد هذا التوجه هو عدم اعطاء التعليمات لعناصر المقاومة على الحدود مع فلسطين المحتلة برفع جهوزيتهم". ورجحت ان يكون الرد "خارج الاراضي اللبنانية". اما في شأن ما تردد عن كلمة للامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، فأوضحت انه لم يكن هناك توجه لإلقاء هذه الكلمة لكن ثمة مناسبات قريبة سيتحدث فيها الامين العام.
وفي الواقع لم تسجل امس على الحدود الجنوبية مع اسرائيل مظاهر استثنائية مع ان عمق الجانبين الحدودين يشهدان استنفارا على أعلى درجات الاستعداد والاستنفار. ولعل ما بدا لافتا هو ان الجيش الاسرائيلي أوقف تسيير دورياته في المنطقة الملاصقة للشريط الشائك على الحدود.
وفي غضون ذلك، شيع "حزب الله" أحد أبرز قادته الذين سقطوا في القنيطرة جهاد مغنية ابن القائد العسكري السابق للحزب عماد مغنية وذلك في مأتم حاشد في الضاحية الجنوبية. كما ينتظر ان يقام مأتم حاشد اليوم في عربصاليم للقائد البارز الآخر محمد عيسى والاربعة الآخرين في بلداتهم الجنوبية.
وفيما بدا ان تداعيات الضربة الاسرائيلية حركت شبكة اتصالات ومشاورات كثيفة داخليا بعيدا من الاضواء لتدارك الوضع الناشئ وانزلاق لبنان الى متاهة شديدة الخطورة، بدت الأوساط الوزارية منقسمة حيال طبيعة المرحلة التي قد تعقب هذه الضربة. وعلمت "النهار" ان الاتصالات الداخلية التي جرت في الساعة الـ 48 الأخيرة لم تفض الى أجوبة واضحة لجهة رد "حزب الله" أو عدم رده على الغارة الجوية الاسرائيلية في هضبة الجولان. لكن ذلك لم يحل دون إجراء اتصالات واسعة تولاها رئيس الوزراء تمام سلام من أجل حماية لبنان من تداعيات هذا الحدث. وتزامناً، كما علمت "النهار"، بادرت واشنطن وباريس الى القيام بتحرك ديبلوماسي مشترك كي يمارس الاطراف المعنيون سياسة ضبط النفس، علما ان هذا التطور جاء بعد محادثات واعدة أجراها وزيرا خارجية الولايات المتحدة الاميركية وايران جون كيري ومحمد جواد ظريف في فرنسا في شأن الملف النووي. ورأت مصادر مواكبة لهذا الحدث انه ليس مستبعدا ان تكون الغارة الاسرائيلية قد هدفت الى توجيه رسائل على خلفية التقارب الاميركي - الايراني في زمن الانتخابات الاسرائيلية.
وزراء
وفي السياق نفسه، أوضح وزير الاتصالات بطرس حرب عقب لقائه أمس رئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع ان "كل الاحتمالات مفتوحة حيال قيام حزب الله بالرد على العملية الاسرائيلية لكن السعي (قائم) الا يحصل هذا الامر والا نقحم لبنان في صراع لا يقرره وليس مستعدا له". ورأى ان "من واجبنا كحكومة ان نحاول التوافق على موقف محايد (من الصراع في سوريا) لتفادي انزلاق لبنان نحو مواجهة غير محمودة النتائج". وبدوره وصف وزير الداخلية نهاد المشنوق عقب زيارته ايضا لمعراب العملية الاسرائيلية بانها " حادث كبير يؤكد حجم التأزم في المنطقة الذي سيزداد ونحن نقوم بواجبنا لحفظ سلامة البلد"، منبهاً الى "ان كل شيء يدل على ان الازمة باتت أصعب من الظاهر منها". وأكد تكراراً ان "لا انتخابات رئاسية في الوقت الراهن".
وقال وزير العمل سجعان قزي لـ"النهار": "ان على "حزب الله" أن يلتزم ما أعلنه السيد حسن نصرالله عندما أصبح الحزب مشاركاً في الحرب السورية، فدعا آنذاك جميع الاطراف في لبنان ممن لهم موقف مما يجري في سوريا لتحييد لبنان عن اختلافهم ونقل صراعاتهم الى سوريا. وعليه، فإن الغارة الاسرائيلية قد وقعت في سوريا مما يستوجب أن يكون رد الحزب إذا شاء من سوريا وليس من لبنان حيث يلتزم القرار 1701". وأضاف: "ان الاسرائيلي الموجود في الجليل موجود أيضا في الجولان ولا داعي لتحميل لبنان تداعيات ما جرى".
الى ذلك، علمت "النهار" ان جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء العادية بعد غد الخميس يتضمن 59 بنداً إدراياً ومالياً واخرى تتصل بالطاقة والاتصالات والتعيينات داخل المؤسسات التربوية وإنماء وطرق وتلزيمات. وتوقعت مصادر وزارية ألا تقر بنود الجدول كاملة وأن تثير بعض البنود إشكاليات لكنها لن تشكّل أزمة. كما علمت ان الرئيس سلام سيحرص في الجلسة على الدخول مباشرة في جدول الاعمال تحاشياً لأية مزايدات سياسية على خلفية التطورات الاخيرة يمكن أن تطيح عمل المجلس.
وعلى الصعيد الامني أيضاً، دوى انفجار ليل امس في صيدا تبين انه ناجم عن قنبلة رميت على مجمع الزهراء التابع لـ"حزب الله" في حارة صيدا. ولم يوقع الانفجار أي اصابات.
 
رواية المعارضة لغارة القنيطرة: ماذا يفعل "حزب الله" والإيرانيون والروس هناك؟
المصدر: "النهار"... محمد نمر
 بعد الغارة الاسرائيلية التي استهدفت قيادات من "حزب الله" في القنيطرة، يمكن القول ان مرحلة جديدة فتحتها اسرائيل في صراعها مع الحزب. ووقت تتجه الأنظار الى كيفية رد الحزب على الضربة الموجعة التي تلقاها، فان طرفاً ثالثاً على الأرض السورية متمثلاً بالمعارضة التي تخوض معارك شرسة في المنطقة مع قوات النظام والحزب، لديه معلوماته ورؤيته للحدث الذي اتخذ أبعاداً اقليمية.
رواية المعارضة
للمعارضة السورية روايتها في شأن ما حدث، فنحو الساعة الأولى والنصف من بعد ظهر أمس الاحد، شهد ريف القنيطرة الشمالي انفجارين هزّا المنطقة، عندما أغارت مروحية اسرائيلية على أهداف في مزارع الأمل ومنطقة معسكر الطلائع.
يوضح مدير مكتب وكالة "سوريا برس" والناشط السوري ماهر الحمدان لـ"النهار" أن مزارع الأمل تتوسط منطقتي المشاتي وحضر شمالاً، تلّ الأحمر وعين النورية جنوباً، طرنجة المحرّرة غرباً ونبع الفوار وعين النورية شرقاً"، وهي منطقة زراعية "مثمرة"، ويلفت إلى أن "عدد سكانها قليل جداً ولا يتخطى مئة نسمة".
تتميّز هذه المنطقة عسكرياً بتواجد سرية المشاة التابعة للنظام السوري وحاجز عسكري يتبع لفرع 220 - الأمن العسكري - سعسع فيها. ويشير الحمدان إلى أن "الاسلحة المتوافرة في هذه المنطقة هي رشاشات 23 - 14/5 وبعض من المدافع الثقيلة"، وبحسبه "فإن الغارة استهدفت سرية المشاة على طريق حضر - المشاتي شمالاً ومنطقة معسكر الطلائع، وهي تعتبر خط الدفاع الاول للنظام".
الاصطياد الاسرائيلي لم يقتصر على ضرب "حزب الله"، فهذه المنطقة تعتبر خصبة بالنسبة إلى اسرائيل، ويقول الحمدان: "يوجد في سرية المشاة أجهزة روسية الصنع لرصد طائرات من دون طيار، وهي بالقرب من تلّ الأحمر - عين النورية، كما يتواجد في منطقة الطلائع خبراء روس ومجموعة عسكرية من "حزب الله" والحرس الثوري الايراني تؤمّن الحماية للخبراء".
من تلّ الحارّة إلى الحفاظ على المدينة
لا يمكن الحديث عن القنيطرة من دون التطرّق إلى تلّ الحارّة الذي سقط في درعا، ويعتبر الحمدان أن "التعزيز الأمني للنقاط في القنيطرة جاء عقب خسائر عتاد حديثة ومتطورة جداً روسية الصنع في تلّ الحارّة في درعا الذي سقط مؤخراً في يد الجيش السوري الحر".
عقب سقوط تلّ الحارّة، سارع النظام الى بناء منظومات أخرى منها في تلّ الشعار (أقوى تلّال القنيطرة) وتلّة أحمر، فضلا ًعن ثكنات في مزارع الأمل وبلدة جبا وفي مدينة الشهداء (البعث)، ويقول الحمدان: "اعتمد النظام في استراتيجيته عقب سقوط الثكنات على تعزيز المناطق المتبقية لديه التي تتجاوز الـ 24 منطقة والسعي الى معارك لاسترجاع ما خسره من مناطق وثكنات عسكرية مدعوماً بالحرس الثوري و"حزب الله"، الإ إن محاولاته فشلت، فتراجعت حسابات جيش الأسد الى تعزيز المناطق المتبقية وعدم السماح بسقوط مركز المدينة وهو الأهم وكان مشرفاً عليه جهاد مغنية قبيل فترة وتحدثت معلومات عن تواجد قائد الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني هناك لفترة".
جريح روسي
بعد الغارة، استنفرت قوات النظام السوري و"حزب الله" وبدأت تسمع أصوات سيارات الإسعاف والإطفاء، ويؤكّد الحمدان أنه تم نقل "قتلّى ومصابين من الخبراء الروس والحرس الثوري الايراني وحزب الله من طريق عين النورية الى مشفى الشهيد ممدوح إباظة في مدينة الشهداء (البعث سابقاً)".
بعد الغارة، شهدت بلدات الحميدية والصمدانية ومسحرة والمباطنة قصفاً مدفعيًّا من تلّ الشعار وتلّ كروم جبا وتلّ بزاق، وتنقل مصادر مشفى إباظة: "وصل نحو 11 قتيلاً من جنسيات لبنانية وإيرانية، من حزب الله والحرس الثوري الايراني"، لافتة إلى "إصابة طفيفة لدى خبير روسي و13 جريحاً من الحزب والحرس الثوري". واستدعى ذلك استنفارًا كاملاً في محيط المشفى التي يشرف عليه الدكتور نضال سطاس ورئيس قسم العمليات والتخدير محمد خير خضرة.
قبل الغارة... لا اشتباكات
بالعودة إلى حال القنيطرة عسكرياً قبل الغارة الاسرائيلية، "فإن الاشتباكات كانت غائبة منذ أكثر من عشرين يوماً، وذلك عقب فشل اقتحام مدينة البعث - خان أرنبة، وتقتصر الاوضاع العسكرية على قصف لقوات الأسد لمناطق في القنيطرة"، بحسب الحمدان الذي يشير إلى أن "طيران الاستطلاع الإسرائيلي يحلّق بشكل كثيف يومياً في المناطق المحرّرة ويرصد مناطق عديدة للنظام كموقع التجسس الذي استهدف في ريف القنيطرة".
مراكز "حزب الله" والحرس الثوري الايراني في القنيطرة
بحسب الحمدان، تتوزع مراكز "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني في القنيطرة بين:
"منطقة تلّ الشعار: يقع في ريف القنيطرة الشمالي وتحديداً في بلدة إيوبا وهو أقوى التلّال العسكرية المتبقية لدى قوات الأسد في محافظة القنيطرة، ويتّخذ منه خبراء روس وإيرانيون وعناصر حزب الله مقراً أوّلياً لقيادة معارك ريف القنيطرة، إضافة الى وجود أجهزة حديثة روسية الصنع للتجسس".
مقر اللواء 90 : هو في منطقة الكوم شمالي - ريف القنيطرة ويعتبر مركزاً اساسياً لتخطيط قيادات الحرس الثوري الإيراني و"حزب الله" وقيادات من النظام وخبراء عسكريين روس.
معكسر الطلائع وسرية المشاة: هما قرب مزارع الأمل، ويعتبر ثكنة تجسّس يديرها خبراء روس وتتواجد فيها مجموعات عسكرية من حزب الله والحرس الثوري ويعتبر تلّ الأحمر مقراً لهم.
تلّ الأحمر: يقع في بلدة عين النورية شرق بلدة مزارع الأمل، وهو ثاني أقوى التلّال العسكرية في محافظة القنيطرة، يحتوي على أجهزة متطورة روسية الصنع ومعقل لمجموعات "حزب الله" والحرس الإيراني وخبراء روس، ودوره قيادة معارك ريف الشمالي للقنيطرة، ويرتبط مباشرة بتلّ الشعار واللواء 90 .
معكسر الطلائع: يقع في مدينة الشهداء (البعث)، ويضم مجموعات لا تتجاوز الـ 75 عنصراً من "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني، بينهم قيادات عسكرية كبيرة، يشرفون على معارك مع كتائب الثوار في اتجاه المعبر الحدودي، إضافة الى مسؤولية حماية مركز المدينة من سقوط في يد الثوار".
"الجيش الحر": نؤيّد أيّ ضربة
يؤيد "الجيش السوري الحر" أيّ ضربة يتلّقّاها "حزب الله" من أيّ طرف كان، ويقول المسؤول الإعلامي لـ"ألوية سيف الشام" في القنيطرة رائد طعمة لـ"النهار": "حزب الله عدو ضعيف تلّقى ضربة من عدو أقوى منه، وتدخله في سوريا لمحاربة الشعب السوري وحماية العصابة المجرمة ومساعدتها على ارتكاب المجازر الوحشية بمنهجية طائفية وأفعال إجرامية يُعتبر من خلالها ميليشيا ارهابية"، مضيفاً: "طالما ان طائرات التحالف تغير فوق اﻷراضي السورية لضرب تنظيمات إسلامية متطرفة، فأرى أننا لن نقول لا ﻷيّ يد تمتد لضرب من جاء لِقتلّنا، أيا كانت تلّك الدولة او الجهة". ورأى أن "أيّ ضربة يتلّقاها اﻷسد وأعوانه في أيّ مكان نحن نؤيدها، بصرف النظر عمّن يقوم بذلك، فليعُدْ "حزب الله" من سوريا الى بلاده وليترك الشعب السوري يحدّد مصيره".
 
مصادر لـ «الشرق الأوسط»: مقاتلو حزب الله يترددون إلى مقرات سرية في الجولان وعيسى أبرز قياديي الحزب في سوريا.. ومعلومات عن إنشائه غرفة عمليات في مزرعة الأمل

بيروت: نذير رضا .... أكدت إيران أمس، مقتل جنرال من الحرس الثوري في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت موكبا للحزب في القنيطرة (جنوب سوريا) أول من أمس، ليرتفع عدد قتلى الغارة إلى 7. فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طهران خسرت 6 خبراء الأحد، أحدهم قتل في الضربة الإسرائيلية، بينما قتل الآخرون في سقوط طائرة النقل السورية أثناء هبوطها في مطار أبو الضهور العسكري في إدلب، شمال غربي البلاد.
وبينما تحفظ حزب الله عن الإدلاء بأي تفاصيل مرتبطة بالعملية، شيّع جهاد مغنية، ابن القائد العسكري السابق في الحزب عماد مغنية الذي قضى في الغارة، بمشاركة رئيس المجلس السياسي في حزب الله وعدد من قيادات حزب الله ونوابه، من دون الإدلاء بأي تصريح.
وأعلن الحرس الثوري في بيان نشر على موقعه الإلكتروني، أن «عددا من مقاتلي وقوات المقاومة مع الجنرال محمد علي الله دادي تعرضوا لهجوم بمروحيات النظام الصهيوني أثناء تفقدهم منطقة القنيطرة (...) هذا الجنرال الشجاع وعناصر آخرون من حزب الله استشهدوا». ولم يأت البيان على ذكر قتلى إيرانيين آخرين في الهجوم.
وقال الحرس الثوري إن الجنرال محمد علي الله دادي «غادر إلى سوريا بصفة مستشار لمساعدة الحكومة والدولة السورية في معركتها ضد الإرهابيين والتفكيريين»، مشيرا إلى أنه «قدم استشارات مهمة للتصدي للفظاعات والمؤامرات الإرهابية - الصهيونية (الهادفة لتغيير) الجغرافيا في سوريا».
وتضاربت الأنباء حول عدد قتلى حزب الله والحرس الثورة الإيراني في الضربة الإسرائيلية، إذ أعلن مصدر مقرب من حزب الله لوكالة «الصحافة الفرنسية» أن 6 عسكريين إيرانيين بينهم ضباط قتلوا في الغارة.. لكن المكتب الإعلامي في حزب الله، أوضح في رسالة موجهة إلى وكالة الصحافة الفرنسية أن «السياسة الإعلامية الثابتة المتبعة من حزب الله تقوم على عدم استخدام صيغة المصادر»، مشيرا إلى أن ما نشر حول مقتل الإيرانيين الـ6 «لا علاقة له بحزب الله».
بدوره، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد الخبراء الإيرانيين الذين قضوا في سوريا الأحد الماضي، بلغ 6 أشخاص، أحدهم الجنرال دادي في القنيطرة، فيما قتل 5 آخرون إثر سقوط طائرة شحن عسكرية لقوات النظام، من نوع أنتونوف بالقرب من مطار أبو الضهور العسكري ليل السبت - الأحد، والذي قتل خلال تحطمها أيضا 30 عنصرا من قوات النظام بينهم 13 ضابطا كانوا على متنها.
وكان حزب الله نعى الأحد 6 من عناصره بينهم القيادي محمد أحمد عيسى، وجهاد مغنية، نجل قائد العمليات العسكرية السابق في الحزب عماد مغنية الذي قتل في تفجير في دمشق في العام 2008 واتهم الحزب به إسرائيل، إضافة إلى عباس إبراهيم حجازي الذي توفي والده أيضا أمس نتيجة مضاعفات صحية، ومحمد علي حسن أبو الحسن، وغازي علي ضاوي وعلي حسن إبراهيم.
ولا يعرف الكثير عن المهام التي كانت موكلة إلى مقاتلي حزب الله في الجولان، وسط تأكيدات من مصادر متقاطعة أن القيادي الأبرز بينهم كان محمد عيسى (43 عاما) الذي انتسب إلى حزب الله في بدايات ظهور الحزب في الـثمانينات، وتدرج في المواقع القيادية حتى أصبح أحد مسؤولي ملفي العراق وسوريا في حزب الله. ويقول أشخاص من بلدته في عربصاليم (جنوب لبنان) إنه يتحدر من أب سوري وأم لبنانية، وكان «من أوائل الأشخاص الذين عرف عنهم دورهم المؤثر في الحرب السورية» منذ إعلان حزب الله تدخله في الحرب إلى جانب النظام السوري في مايو (أيار) 2013.
ووصف حزب الله عيسى بأنه «الشهيد القائد»، فيما وصف الآخرين بـ«المجاهدين»، في إشارة إلى أدوارهم الثانوية.
وأشار حزب الله إلى أن هؤلاء كانوا يقومون «بتفقد ميداني لبلدة مزرعة الأمل في القنيطرة السورية» الواقعة على مقربة من الخط الفاصل بين الجزأين السوري والمحتل من إسرائيل في هضبة الجولان، عندما تعرضوا لقصف صاروخي من المروحيات الإسرائيلية.
ويتواجد حزب الله في القنيطرة، منذ العام 2013. بحسب مصادر المعارضة السورية في الجبهة الجنوبية، التي أوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن مقاتلي حزب الله «عادة ما يترددون إلى مقرات سرية، هي بمثابة غرفة عمليات لهم في المنطقة»، مشيرة إلى أن السيارتين اللتين كانتا تنقلان عناصر الحزب «استهدفتا في منطقة قريبة من أحد المقرات».
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن منطقة مزرعة الأمل التي حصل الاستهداف فيها «تعد منطقة خاضعة لسيطرة النظام، ويتواجد فيها مقاتلو الحزب»، موضحا أن المنطقة «على تماس مع مناطق سيطرة المعارضة من ناحية الشرق والجنوب، وقريبة من منطقة فض الاشتباك مع جيش إسرائيل في هضبة الجولان من جهة الغرب، وهي مفتوحة على الغوطة الغربية لدمشق من ناحية الجنوب». وأشار إلى أن القوات النظامية السورية «خفضت أعداد الضباط السوريين منها، وتسلم حزب الله زمام الميدان فيها بعد تأكيد النظام بأنه مخترق في هذه المنطقة، بدليل تسليم موقع تلة الحارة للمعارضة في معركة سابقة». وفي سياق متصل، قال عبد الرحمن بأن مقاتلي حزب الله والخبير الإيراني «كانوا يتحضرون لعمل أمني في الجولان ضد أهداف إسرائيلية»، مستندا إلى أن «القيادات التي قتلت في العملية، تعد من الخبراء والقادة العسكريين»، لافتا إلى أنه «على الأغلب تمت العملية نتيجة رصد إسرائيلي دقيق لتحركاتهم، بعد الحصول على معلومات عن تحرك هذه المجموعة».
واتهم حزب الله بتنفيذ عدة عمليات في وقت سابق من العام الماضي في المنطقة ضد أهداف إسرائيلية، إحداها في داخل هضبة الجولان نتيجة تفجير عبوة ناسفة بدورية إسرائيلية، وأخرى بقصف صاروخي استهدف مواقع إسرائيلية. وجاءت العمليات بعد إعلان الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، في مايو 2013 عن أن الحزب «سيقف إلى جانب المقاومة الشعبية السورية وتقديم العون والتنسيق والتدريب والتعاون من أجل تحرير الجولان السوري».
وعادة ما تتحدث وسائل الإعلام الإيرانية عن مقتل ضباط نخبة من الحرس الثوري أو متطوعين إيرانيين يسقطون في سوريا، رغم تصريحات المسؤولين الإيرانيين التي تشدد على أن الدعم العسكري الإيراني للنظام السوري يقتصر على الجانب الاستشاري واللوجستي فقط.
وكان نائب قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي قد تحدث في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن تشكيل إيران لميليشيات شعبية في سوريا تضم آلاف المقاتلين.
وإيران هي الحليف الإقليمي الرئيسي لدمشق وتقدم لها دعما سياسيا واقتصاديا وعسكريا، لكنها تنفي نشر قوات على الأرض لدعم الجيش السوري. وتعد الغارة من أكبر الضربات الإسرائيلية التي تستهدف حزب الله وحليفه الإيراني، الداعمين الأساسيين للنظام السوري، منذ بدء النزاع في سوريا في منتصف مارس (آذار) 2011. وأثارت تساؤلات حول احتمالات أن يقوم الحزب برد عليها، ولو أن المحللين لا يتوقعون أن ينجر الطرفان إلى حرب.
 
نتنياهو بعد غارة القنيطرة: سنكافح الإرهاب وندافع عن أنفسنا بوجه أي تهديد وتوقع انشغال حزب الله بصراع السيطرة في لبنان

جريدة الشرق الاوسط.. رام الله: كفاح زبون ... قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اعتراف ضمني بالمسؤولية عن استهداف كبار قادة حزب الله ومسؤولين في الحرس الثوري الإيراني في القنيطرة السورية، الأحد، بأن «إسرائيل ستكافح الإرهاب في كل جبهة، وستدافع عن نفسها بوجه أي تهديد وستقوم بكل ما يلزم وكل ما هو ضروري بحسب ما يجب أن تفعله كل دولة ديمقراطية».
وهاجم نتنياهو إيران بشدة، وعد أن الطموحات النووية الإيرانية لامتلاك سلاح نووي هي أكبر خطر يهدد السلام والأمن العالمي.
وجاءت تصريحات نتنياهو فيما عزز الجيش الإسرائيلي من وجوده على الحدود مع لبنان وسوريا، تحسبا لأي رد من قبل حزب الله.
وقالت القناة الإسرائيلية العاشرة إن قوات الجيش انتشرت بكثافة كبيرة في المنطقة الشمالية، فيما عززت من طلعاتها الجوية الاستخبارية.
وأقامت قيادة الجيش الشمالية أمس جلسة لتقييم الموقف على الحدود دعت إليها رؤساء السلطات المحلية، لكن أي تعليمات استثنائية لم تصدر إلى السكان الإسرائيليين القريبين هناك في مؤشر على أن الجيش يعتقد أن الحزب لن يهاجم بشكل مباشر قريبا.
ويعتقد مراقبون في إسرائيل أن حزب الله منشغل بالمناورات السياسية وصراع السيطرة في لبنان، ومنغمس في حرب صعبة في سوريا، وأن الحرب مع إسرائيل ليست على لائحة أولوياته أو أولويات إيران.
وتأمل إسرائيل أن تكون هذه الاعتبارات كافية لمنع التصعيد على جبهة الشمال.
وقال مسؤولون إسرائيليون لوسائل إعلام تل أبيب، إن رد حزب الله ليس أكيدا وإن الاحتمالات لذلك ليست عالية.
وفي هذا الإطار دعا نتنياهو المجلس الوزاري المصغر للشؤون والسياسية والأمنية (الكابنيت) إلى اجتماع اليوم الثلاثاء لبحث تطورات الوضع على الحدود الشمالية.
ويريد الكابنيت الاستماع إلى التقييمات الاستخبارية بشأن كيف سيتصرف حزب الله، إضافة إلى وضع سيناريوهات لأي تطور محتمل. والغارة الأخيرة ليست الأولى إسرائيليا ضد حزب الله، لكنها الأقسى منذ سنوات طويلة. وأصبحت هذه الغارة، موضع خلافات في الساحة الحزبية الإسرائيلية التي تستعد للانتخابات.
وقال المسؤول السابق والكبير في الجيش الإسرائيلي الميجر جنرال احتياط يؤاف غالانت، وهو الرجل الثاني في قائمة حزب «كلنا» الذي ينافس بقوة في الانتخابات، إن توقيت الغارة قد يكون مرتبطا بالانتخابات.
وشكك غالانت الذي كان قائد المنطقة الجنوبية خلال عملية «الرصاص المصبوب» على قطاع غزة عام 2008 بتوقيت العملية قائلا إنه «في بعض الأحيان هنالك توقيت له علاقة بالانتخابات».
وانتقد مسؤولون إسرائيليون تصريحات غالانت، ورد آخرون بأنه يثقون بكل ما يفعله الجيش لصالح إسرائيل.
وهاجم وزير شؤون الاستخبارات يوفال شتاينتز، تصريحات غالانت، واصفا إياها بغير المسؤولة والمضرة التي يمكن أن يتم استغلالها ضد إسرائيل.
 
جنرال إيراني ضمن قتلى القنيطرة.. وإيران وحزب الله يتوعدان إسرائيل وتشييع «حزب الله» جهاد مغنية ببيروت أمس.. والقتلى الـ5 اليوم في جنوب لبنان

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: بولا أسطيح .. أكدت إيران أمس مقتل جنرال من الحرس الثوري في الغارة الإسرائيلية أول من أمس في الجولان السوري المحتل التي أوقعت أيضا 6 قتلى من عناصر حليفها حزب الله اللبناني, فيما شارك الآلاف من أنصار «حزب الله» في تشييع جثمان جهاد مغنية، نجل القائد العسكري السابق للحزب عماد مغنية، الذي لف نعشه بعلم «حزب الله» الأصفر، وأطلقت عيارات نارية في الهواء، بينما كان كثيرون يذرفون الدموع.
وقال الحرس الثوري في بيان نشر على موقعه الإلكتروني إن «عددا من مقاتلي وقوات المقاومة الإسلامية مع الجنرال محمد علي الله دادي تعرضوا لهجوم بمروحيات النظام الصهيوني أثناء تفقدهم منطقة القنيطرة (...) هذا الجنرال الشجاع وعناصر آخرون من حزب الله استشهدوا». ولم يأت البيان على ذكر قتلى إيرانيين آخرين في الهجوم في حين أن مصدرا مقربا من حزب الله أعلن في وقت سابق أن 6 عسكريين إيرانيين بينهم ضباط قتلوا في الغارة.
وكان حزب الله نعى أول من أمس 6 من عناصره بينهم القيادي محمد أحمد عيسى وجهاد مغنية، نجل قائد العمليات العسكرية السابق في الحزب عماد مغنية الذي قتل في تفجير في دمشق في عام 2008.
وفي بيروت شارك الآلاف من أنصار «حزب الله» في تشييع جثمان جهاد مغنية، نجل القائد العسكري السابق للحزب عماد مغنية، الذي لف نعشه بعلم «حزب الله» الأصفر، وأطلقت عيارات نارية في الهواء، بينما كان كثيرون يذرفون الدموع.
وعلى وقع هتافات «الموت لأميركا»، و«الموت لإسرائيل»، و«هيهات منا الذلة»، و«حزب الله.. حزب الله، قائدنا نصر الله»، سار المشيعون في شوارع الضاحية باتجاه مقبرة «روضة الشهيدين»، أكبر مدافن قتلى «حزب الله»، وغالبا ما يدفن قتلاه الذين يقتلون في سوريا فيها.. ومن المتوقع أن تشيع جثامين الـ5 الآخرين الذين قتلوا في الهجوم، اليوم الثلاثاء، في بلداتهم بجنوب لبنان.
وقال عضو المكتب السياسي في «حزب الله» محمود قماطي لصحافيين: «لن نصمت طويلا. وبطبيعة الحال أيضا في الوقت والزمان والكيفية المناسبة سوف يكون الرد على هذا العدوان الكبير والنوعي، الذي فتح آفاقا جديدة في المنطقة». ورأى أن «العدو الإسرائيلي عاجز عن القيام بأي حرب عسكرية واسعة على لبنان حاليا».
ولم يتمالك جمهور «حزب الله» اللبناني نفسه، عقب مقتل عدد من قادة الحزب في غارة إسرائيلية استهدفت سيارتهم بريف القنيطرة السورية، أول من أمس، فخرجوا إلى الشوارع داعين الأمين العام للحزب، السيد حسن نصر الله، لإعلان الحرب، وتوجيه «ردّ قاس وسريع»، في مقابل مخاوف في أوساط معارضي الحزب من أن يشعل رد حزب الله حربا تعم الأراضي اللبنانية.
ومنح مقتل جهاد مغنية «حزب الله» دعما شعبيا في بيئته، كونه «ابن قيادي بارز»، رغم الإحباط الذي عاناه الجمهور في الأشهر الأخيرة، نتيجة مقتل عدد كبير من مقاتلي الحزب في سوريا، من غير الإعلان عن أي تقدم يذكر بعد استعادة السيطرة على القلمون، يقول جعفر: «لم نكن ننتظر من ابن عماد مغنية إلا أن يرث الشهادة عن أبيه عاجلا أم آجلا، وهو ذاهب إليها». ويتابع: «لن تتسرع قيادة (حزب الله) في الرد، لأن الثأر يجب أن يليق بشبابنا، ونحن ننتظر على أحر من الجمر كلمة للسيد نصر الله تبرّد قلوبنا».
وفي المقابل، يتساءل كثير من معارضي الحزب عن الرد الذي ينوي القيام به، ويتخوفون من أن يؤدي هذا الرد إلى حرب لا تحمد عقباها، معتبرين أنهم غير جاهزين لخوض حرب يجلبها «حزب الله» معه من سوريا، وهم ليسوا بصدد أن يتحملوا أعباء لا علاقة لهم بها.
وتقول سناء مكاوي، إحدى سكان بيروت: «لا نريد الحرب في لبنان، ولسنا جاهزين نفسيا لها، وإن كان (حزب الله) مصرّا على الثأر، فليقم بذلك في القنيطرة»، وتضيف: «لا نملك تأشيرة لمغادرة لبنان، وسوريا أصبحت سيدة التوابيت، ماذا يريدون منا أن نفعل؟».
أعلن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي أن «انتقام حزب الله من العدوان الجوي الصهيوني في القنيطرة سيكون قاسيا»، وسط تحذيرات لبنانية من رد الحزب على عملية استهداف المروحيات الإسرائيلية لقياديين في حزب الله وخبير إيراني في القنيطرة السورية، كونه «قد يزجّ لبنان ككل في حرب تدميرية أشرس من حرب يوليو (تموز) العام 2006».
ووجه بروجردي رسالة تعزية إلى الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، موضحا «أن هذه الجرائم الشنيعة التي تتكرر من قبل الكيان الصهيوني في ظل التواطؤ الصارخ مع القوانين والقرارات الدولية، ترمي إلى إضعاف محور المقاومة في مواجهة الإرهاب والاحتلال في المنطقة». وأعرب بروجردي عن اعتقاده في أن «دماء الأعزاء الذين سقطوا في العدوان ستكون ضمانة لاستمرار المقاومة في مواجهة السياسات السوداء للكيان الإسرائيلي وحلفائه من التكفيريين».
وفي مقابل هذه التلميحات الإيرانية، حذر مسؤولون لبنانيون من انخراط الحزب في حرب مع إسرائيل، انطلاقا من الأراضي اللبنانية. وأكد وزير الاتصالات بطرس حرب أنه بحث مع رئيس الحكومة تمام سلام، التطورات الحاصلة في لبنان، وانعكاسات الضربة على الواقع اللبناني وعلى الوضع الدولي والأمني في هذا الجو في المنطقة، مشيرا إلى أنهما تطرقا إلى المخاوف من هذا الأمر، لأن هذه القضية تعني كل اللبنانيين.
وأوضح حرب عقب زيارته لسلام، أنه من الحكمة والواجب أن تكون الحكومة اللبنانية حاضرة لمواجهة كل الاحتمالات وأن تسعى لتفادي انعكاس هذا الأمر على اللبنانيين وعلى السيادة اللبنانية، لافتا إلى أنه ليس من مصلحة أحد أن تفتح جبهة ويدخل لبنان في حرب في وقت تمر فيه المنطقة بظروف دقيقة، مؤكدا «أننا نعرف كيف تبدأ الحروب ولا نعرف كيف تنتهي». وأشار إلى أنه «في ظل هذه الظروف يجب أن لا نقحم البلاد في حرب ليست بحاجة لها وليس بمقدورها تحمل نتائجها»، معربا عن أمنياته أن لا يكون لبنان جزءا من الصراع الدائر في المنطقة، وأن لا يكون «حزب الله» موجودا في معارك خارج الأراضي اللبنانية.
بدوره، نبّه عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب أحمد فتفت من خطورة ردّ فعل «حزب الله» على عملية القنيطرة، من خلال استعماله الأراضي اللبنانية، لافتا إلى أنه قد يزجّ لبنان ككل في حرب تدميرية أشرس من حرب 2006.
وأوضح فتفت في حديث إلى وكالة «أخبار اليوم»، أن «أي اعتداء إسرائيلي على أي بلد عربي نعتبره عدوانا وجريمة مدانة ومرفوضة وعلى المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته تجاه هكذا اعتداءات»، مؤكدا أن هناك مشكلة تواجد «حزب الله» في سوريا، الذي تطوّر من شعار «الدفاع عن المقدسات» إلى دفع الإرهاب ثم حماية اللبنانيين، تؤكد أن كل ذلك ادعاءات تثبت أن هناك استراتيجية إيرانية تمدّدية توسعية في المنطقة و«حزب الله» جزء منها فلا يهتم بمصالح اللبنانيين بل بالمصالح الإيرانية في المنطقة.
وشدّد فتفت على أنه لا دخل للبنانيين بما يحصل في الجولان السوري الذي يتحمل مسؤوليته الشعب والمقاومة والدولة السورية، فعليهم أن يقوموا بدورهم وليس «حزب الله»، مشيرا إلى أنه كان حضّر لهذا الموضوع من خلال كلام الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله الأخير، بأنه سيردّ على الاعتداء على سوريا.
ورأى أنه من الواضح أن حزب الله «سحب قرار الحرب والسلم من يد اللبنانيين واستأثر به، من دون أن يعود إلى أحد»، متسائلا عن تقبل القيادات السياسية لهذا الأمر.
وأشار أمين حطيط العميد المتقاعد والخبير الاستراتيجي المقرب من «حزب الله»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عملية الرد قد تستغرق بعض الوقت، مستهجنا المعلومات التي تحدثت عن أنّها قد تتم خلال أسبوع أو 10 أيام: «فهذا الأسلوب يناقض المنطق العسكري الذي يشدد على وجوب الحفاظ على عنصر المفاجأة». وأضاف: «كما أن مكان الرد يبقى مفتوحا، وعلى الأرجح فإن العملية المرتقبة لن تقود إلى حرب باعتبار أن أي حرب مقبلة مع إسرائيل على خلفية ما حصل في القنيطرة، لن تكون حربا ثنائية بين (حزب الله) وإسرائيل، بل ستكون حربا إقليمية يشارك فيها محور المقاومة مجتمعا».
ورأى قهوجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «حزب الله» يجد نفسه «مضطرا للرد لإعادة بناء هيبة الردع هذه»، مستبعدا أن يكون الرد من لبنان، نظرا لتداعيات العملية على البلاد وإمكانية إدخال لبنان بحرب جديدة مع إسرائيل. وقال: «أما إذا تم الرد من سوريا، فذلك سيكون بمثابة إقرار مباشر بنقل الصراع بين (حزب الله) وإسرائيل، ولو بشكل مؤقت، إلى الساحة السورية»، منبها إلى أن «إسرائيل ستجد عندها حججا كثيرة للرد، من خلال استهدافها أهدافا أكبر داخل سوريا، إن كان للحزب أو للنظام».
وشدّد قهوجي على أن «حزب الله»، وقبل أي رد مرتقب، سيقوم وحلفاؤه الإقليميون بحسابات كثيرة، خاصة أن إيران تخوض مفاوضات صعبة ومهمة جدا مع الولايات المتحدة الأميركية والغرب، وأي حرب مع إسرائيل ستطيح بهذه المفاوضات تلقائيا، مشيرا إلى أن الرسالة الإسرائيلية المباشرة من خلال هذه العملية هي القول للحزب إن «الجولان خط أحمر، وممنوع وجودك هناك». وكانت آخر عملية نفذها حزب الله ضد إسرائيل تمت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حين فجّر عبوة ناسفة عند مرتفعات شبعا المحتلة في دورية إسرائيلية، مما أدى إلى جرح جنديين إسرائيليين.
 
إيران: المقاومة سترد بقوة وحزم
الحياة...طهران - «مهر»، «فارس»
- أكد سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن «التجربة أثبتت أن المقاومة سترد بقوة وحزم ثوري في الوقت والمكان المناسبين على الأعمال الإرهابية التي يقوم بها الكيان الصهيوني»، مشيراً إلى «العمل الإرهابي الذي قام به الكيان الصهيوني بانتهاك سيادة الدولة السورية واستشهاد عدد من كوادر حزب الله في منطقة القنيطرة في الجولان السوري».
واعتبر شمخاني، كما نقلت عنه وكالة «أنباء فارس»، أن «هذا الإجراء جاء في سياق التعاون مع الإرهابيين التكفيريين ويعتبر مكملاً لنهج حكام تل أبيب في استخدام تيار الإرهاب لإيجاد منطقة عازلة في حدود الكيان المصطنعة».
وقال: «العدوان الصهيوني هذا والدعم التسليحي الأميركي للجماعات الإرهابية عبر إنزال المساعدات إليها جواً في المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش» في العراق، من مؤشرات عدم الصّدقية في محاربة الإرهاب».
ودان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «الهجوم الصهيوني الإرهابي الذي شنه الكيان الصهيوني على جنوب سورية». وقدمت وزارة الخارجية الإيرانية تعازيها إلى عوائل الشهداء وقيادة «حزب الله»، واصفة الهجوم بـ»الوحشي» الذي «يدل على أن المعركة في سورية تعتبر جزءاً من المواجهة مع الكيان الصهيوني، وحزب الله لا يزال صامداً في درب الجهاد والشهادة أمام الاحتلال والتدخل الأجنبي في شؤون شعوب المنطقة».
وأكد حسين شيخ الإسلام، مستشار رئيس مجلس الشورى (البرلمان) في إيران علي لاريجاني لـ «وكالة أنباء فارس» أن «العدوان الصهيوني جاء بتنسيق وتعاون معلوماتي بين هذا الكيان والإرهابيين في سورية»، مشيراً إلى أن «المقاومة ستفتح جبهة الجولان رداً على هذا العدوان الصهيوني الذي جاء نتيجة للحسابات الخاطئة لهذا الكيان». واعتبر أنه «لولا دعم الجماعات الإرهابية في سورية للكيان الصهيوني معلوماتياً لما تمكَّن من تنفيذ هذه العملية». وقال: «العدوان جاء لإرضاء الجماعات المتطرفة في الكيان الصهيوني ولأغراض انتخابية».
أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي في رسالة إلى الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله رداً على «العدوان الجوي الصهيوني في القنيطرة» أن «انتقام مجاهدي حزب الله سيكون قاسياً من الصهاينة».
وعزى بروجردي نصرالله بـ»استشهاد عدد من مجاهدي الحزب ومن بينهم جهاد مغنية نجل الشهيد الكبير عماد مغنية». وقال بروجردي في رسالته إن «هذه الجرائم الشنيعة والكريهة التي تتكرر من قبل الكيان الصهيوني في ظل التواطؤ الصارخ من القوانين والقرارات الدولية ترمي إلى إضعاف محور المقاومة في مواجهة الإرهاب والاحتلال في المنطقة».
ووصف الاعتداء بـ»الخطوة الإرهابية للصهاينة»، معرباً عن «اعتقاده بأن دماء الأعزاء الذين سقطوا في العدوان ستكون ضمانة لاستمرار الحركة المباركة للمقاومة في مواجهة السياسات السوداء للكيان الإسرائيلي وحلفائه من التكفيريين وستروي شجرة الإيثار والتضحية والصمود لمجاهدي حزب الله».
وأكد بروجردي أن «يوم المظلوم على الظالم سيكون أشد من يوم الظالم على المظلوم ولا شك أنه سيكون رد مجاهدي حزب الله الأبطال مدعاة لندم الصهاينة».
 
قلق لبناني ودولي على الجبهة الجنوبية
بيروت - «الحياة»
عاش لبنان الرسمي والسياسي حالاً من الترقب للتداعيات التي ستنجم عن مقتل 6 عناصر من «حزب الله» بقصف صاروخي من مروحية إسرائيلية في محافظة القنيطرة السورية أول من أمس، بينهم القياديان في الحزب محمد عيسى وجهاد عماد مغنية، إضافة الى أحد قادة الحرس الثوري الإيراني العميد محمد علي دادي، وواكب الترقب اللبناني قلق دولي وأوروبي على وضع الجنوب.
وشيع «حزب الله» جهاد مغنية في ضاحية بيروت الجنوبية أمس، وسط حشد حزبي وشعبي هتف بـ «الموت لإسرائيل» و «لبيك نصرالله»، وووري الثرى الى جانب والده عماد مغنية الذي قضى في تفجير سيارته في دمشق عام 2008، وعمّه فؤاد الذي كان سقط قبله بعملية تفجير أيضاً.
وفيما أعلن «حزب الله» أنه سيشيع شهداءه الآخرين اليوم وغداً في عدد من قرى الجنوب، قالت مصادر رسمية لـ «الحياة»، إن الوضع بقي هادئاً على الجبهة الجنوبية، في ظل قلق من قيام الحزب برد عبر الحدود اللبنانية، استبعده بعض الأوساط في هذه المرحلة، فيما أكدت هذه المصادر أن لبنان لم يتبلغ أي معطيات من جانب قيادة القوات الدولية (يونيفيل)، التي بدورها لم تتلق أي موقف من الجانب الإسرائيلي.
وكان مقتل العميد دادي من الحرس الثوري واستهداف موكب «حزب الله» في القنيطرة، موضوع تعليقات إيرانية، ففيما اكتفى وزير الخارجية محمد جواد ظريف بإدانة العدوان الإسرائيلي، اعتبرت وزارة الخارجية أن المعركة في سورية «جزء من المواجهة مع الكيان الصهيوني»، لكن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني اعتبر أن التجربة أثبتت أن المقاومة سترد بقوة في الوقت والمكان المناسبين، بينما رأى مستشار رئيس مجلس الشورى حسين شيخ الإسلام، أن المقاومة ستفتح جبهة الجولان رداً على هذا العدوان الصهيوني، متهماً «الجماعات الإرهابية في سورية بدعم الكيان الصهيوني معلوماتياً لتنفيذ العملية».
وساد الترقب والتوجس الأوساط السياسية اللبنانية، من إمكان قيام «حزب الله» بردّ على العملية انطلاقاً من لبنان، واستبعد نواب من تيار «المستقبل» أن ينعكس ما حصل على الحوار بين التيار و «حزب الله»، واستنكر النائب عمار حوري العدوان على الحزب، لكنه أشار الى أن تواجده في سورية يستجلب الكثير من رد الفعل، مشيراً الى أن ما من أحد يضمن عدم تورط العدو الإسرائيلي في حرب جديدة. وقال وزير الاتصالات بطرس حرب إنه عرض مع رئيس الحكومة تمام سلام «كل الاحتمالات»، مؤكداً أن لا مصلحة في أن يدخل لبنان حرباً في وقت تمر المنطقة في ظروف دقيقة.
ورأى غير قيادي في قوى 8 آذار أن المقاومة تحدد كيفية الرد، واصفين ما قامت به إسرائيل بـ «الحماقة».
فلسطينياً، دانت «فتح» و «حماس» و «الجهاد الإسلامي» العملية الإسرائيلية، وكذلك «الجبهة الشعبية».
وامتنعت إسرائيل عن تبني العملية رسمياً، وقال رئيس الهيئة السياسية الأمنية في وزار الدفاع عاموس جلعاد، إن «أعداء حزب الله في سورية كثر»... وإن الحزب «انتقل إلى الجولان لفتح جبهة إضافية مع إسرائيل».
وقبل العدوان الإسرائيلي، كانت شخصيات سياسية لبنانية نقلت عن عدد من السفراء الغربيين المعتمدين لدى لبنان، قولهم إن إعلان الأمين العام لـ «حزب الله» في حديثه الى محطة «الميادين» الخميس الماضي، أن أي عدوان إسرائيلي على سورية يتيح لمحور المقاومة حق الرد المفتوح على إسرائيل، «يدعو إلى القلق، لأنه يشكل خرقاً للخطوط الحمر ولقواعد الاشتباك» التي يرعاها القرار الدولي 1701.
ورأى هؤلاء السفراء أن كلام نصرالله يضع لبنان في صراعه مع إسرائيل أمام مرحلة جديدة تختلف عما هي عليه الآن، لأن المناخ العام في إسرائيل بدأ يتغير مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في آذار (مارس) المقبل.
وأكدت هذه الشخصيات أن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في بيروت ديريك بلامبلي شارك السفراء الأوروبيين قلقهم حيال احتمال دخول الجنوب اللبناني مرحلة جديدة، ونقلت عنه قوله خلال حفلة أقيمت على شرفه لمناسبة مغادرته لبنان لانتهاء مهماته فيه، إن كلام نصرالله مدعاة للقلق على الوضع في لبنان، خلافاً للسابق، حين كان يستبعد حصول ما يدعو الى التخوف.
 
إسرائيل ترفع درجة التأهب على الحدود ... وحذر وترقب من الجانب اللبناني
الناصرة - اسعد تلحمي { بيروت - «الحياة»
فيما رفعت إسرائيل درجة التأهب في صفوف جيشها وبلداتها الشمالية تحسباً لاشتعال الجبهة على الحدود اللبنانية غداة قتلها ستة من عناصر «حزب الله» في القنيطرة في الجولان السوري، أفاد موظف إسرائيلي كبير بأن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو دعا إلى اجتماع عاجل صباح اليوم للحكومة الأمنية المصغرة للبحث في التداعيات المتوقعة للعملية.
ورفضت إسرائيل، كعادتها، تأكيد مسؤوليتها عن الحادثة أو نفيها، لكن وسائل إعلامها تعاملت معها على أنها هجوم إسرائيلي، وللمرة الأولى تنسب صحيفة إسرائيلية في عنوانها الرئيس عملية كهذه إلى إسرائيل، إذ جاء في عنوان صحيفة «إسرائيل اليوم» الداعمة لنتانياهو: «في عملية منظمة ودقيقة: قواتنا تهاجم خلية مخربين كبار في الجولان»، فيما حملت تعليقات المحللين العسكريين توقعات برد فعل من «حزب الله»، سواء باستهداف دوريات عسكرية على الحدود أو بقصف شمال إسرائيل، أو ضد هدف في أوروبا. وكتب المعلق السياسي في «هآرتس» عاموس هارئيل، إن «حزب الله لن يمر مرور الكرام على هذه الإهانة»، وإن نقل عن تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن «حزب الله» لن يبادر إلى تصعيد مع إسرائيل، «على الأقل في الوقت الراهن بسبب انشغاله في الحرب الدائرة في سورية».
وقال رئيس الهيئة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع عاموس جلعاد للإذاعة العامة، إنه لا يعرف من قتل عناصر «حزب الله» وإن «أعداء الحزب في سورية كثر»، فسأله المحاور عما إذا كان لأحد أعدائه، سوى إسرائيل، طائرات حربية، فلم يرد. وأضاف أن «حزب الله» قرر الانتقال إلى الجولان «لفتح جبهة إضافية مع إسرائيل».
ونفى وزير الدفاع السابق النائب المعارض عمير بيرتس أن يكون دافع عملية كهذه، «إذا نفذتها إسرائيل كما تقول مصادر غربية»، انتخابياً، وهو ما ادعاه نائب رئيس أركان الجيش السابق يوآف غانت، الذي ينافس على دخول الكنيست في حزب «كلنا» الجديد، ومحللون عسكريون وسياسيون بداعي تراجع شعبية نتانياهو وحزبه «ليكود» في استطلاعات الرأي.
وعلى الجانب اللبناني شهدت الحدود اللبنانية مع إسرائيل حتى مزارع شبعا حال ترقب وحذر. وسير الجيش اللبناني وقوات «يونيفيل» دوريات مشتركة مؤللة في النقاط المتاخمة للخط الأزرق لمراقبة الوضع، وعلى طول الخط الأزرق في القطاعين الغربي والأوسط من الناقورة وحتى القرى الحدودية في قضاء بنت جبيل.
وترافق ذلك مع تحليق مروحية تابعة لـ «يونيفيل» فوق الخط الأزرق انطلاقاً من محور تلة العباد، وحتى مرتفعات جبل الشيخ مروراً بتلال عديسة والوزاني والغجر.
وأكد الناطق الرسمي باسم «يونيفل» أندريا كينتي «أن الوضع في منطقة عمليات يونيفيل طبيعي، ولم يتغير شيء»، لافتاً إلى أن «يونيفل» تسير دورياتها مع الجيش اللبناني في شكل اعتيادي.
وفي الجهة المقابلة رفع الجيش الإسرائيلي من جاهزيته في مواقعه، لكنه أوقف كل دورياته في المنطقة الملاصقة للسياج الشائك، وكثفها في الخط الموازي الذي يبعد لمسافة ما بين 1 إلى 2 كلم في عمق المناطق المحتلة، في ظل تحليق للطيران الحربي والمروحيات الإسرائيلية في سماء المنطقة، وفوق مزارع شبعا ومرتفعات الجولان المحتلين. وخلت البساتين الإسرائيلية المقابلة لبلدتي عديسة وكفركلا من أي حركة، حيث غاب العمال عن عملهم في قطاف البساتين تخوفاً.
 
"حزب الله" يربك الجميع بمواجهته إسرائيل خارج الحدود والحكومة المطالبة بالحفاظ على الـ١٧٠١ لا حول لها ولا قوة
النهار..هدى شديد
ما زال جميع الأطراف في الداخل اللبناني تحت وقع الارباك الذي أحدثته الغارة الاسرائيلية على موكب لـ"حزب الله" في منطقة القنيطرة السورية مما أدى الى سقوط عدد من كوادر الحزب والحرس الثوري الإيراني، لم يعلن الجانب الإيراني رسمياً سوى عن واحد من قياديّيه هو العميد محمد علي الله دادي، الذي كان يتولى قيادة "فيلق الغدير".
في وقت يجمع مسؤولو الحزب على "احتفاظه بحق الرد في المكان والزمان المناسبين"، في موازاة تأكيد أمين المجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى علي شمخاني، "أن المقاومة اللبنانية سترد بقوة على العدوان الإسرائيلى فى القنيطرة فى المكان والزمان المناسبين"، بدأت في الداخل اللبناني محاولات استشراف ما يمكن ان يؤدي اليه هذا التطوّر الميداني الخارج عن نطاق القرار ١٧٠١ الذي نعمت باستقرار ضوابطه الحدود اللبنانية - الاسرائيلية منذ عام ٢٠٠٦.
فوفق فريق الرابع عشر من آذار، "إذا سكت الحزب عن هذه الضربة فقد يسجّل عليه ذلك ضعفاً ووهناً، وإن ردّ فقد يشرّع الحدود على حرب ربما لا تنفع معها عبارة "لو كنت أدري" التي قيلت في تموز ٢٠٠٦.
وعلى الرغم من ان الحادثة قد أعادت الحزب الى موقعه في المواجهة مع اسرائيل، وأحرجت منتقديه، فإن صقور فريق الرابع عشر من آذار، يعتبرون ان التطورات الإقليمية تجاوزت كل الحوارات الثنائية سواء الاسلامية - الاسلامية، او المسيحية - المسيحية، والمطلوب هو حماية البلد من أي مغامرة قد يقدم عليها "حزب الله"، من خلال جمع الحكومة وإعلانها التمسّك بالقرار ١٧٠١ الذي يشكّل حزام الأمان للبنان، والخط الأحمر الذي يجب عدم السماح بإطاحته تحت اي عنوان.
ومن داخل "تيار المستقبل"، تخرج قراءات متشائمة لتورّط حزب الله أكثر فأكثر في مستنقع الحرب السورية، ولا سيما بعد دخوله على القنيطرة، ومنطقة الجولان المحتلّ، والردّ الاسرائيلي على ما يعتبر "تحرّشا" بهذه المنطقة بتداخلاتها السورية الداخلية بين "جبهة النصرة" والنظام والقرى الدرزية، كما في النزاع مع اسرائيل.
وإذ ذكّرت هذه المصادر بالجهد الذي بذله في وقت سابق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط من أجل إبعاد القرى الدرزية، وتحييد دروزها عن اي نزاع مع السنّة، بمنع تحوّلهم دروعاً للنظام في الصراع بينه وبين "جبهة النصرة" في هذه المنطقة، عندما اقتربت "النصرة" من منطقة شبعا، فإنها تتساءل عن خلفية الوجود الحزبي- الإيراني في هذه المنطقة، وما اذا كان مرتبطاً بالحرب السورية وبمحاربة "داعش" و"النصرة" ام بالعلاقة مع اسرائيل وتوقّع معركة معها؟!
ولم تستبعد المصادر ان تكون الضربة الإسرائيلية في القنيطرة رسالة استباقية لـ"حزب الله"، من اجل منعه من تحويل الجولان كما فعل في جنوب لبنان منطقة لاستنزاف اسرائيل.
وفيما تبدي مصادر وزارية اطمئنانها الى ان الحزب لن يستدرج الآن الى رد، وانه معروف بدرسه جيداً ما يمكن ان يعقب كل ردة فعل قد يقدم عليها، وأنه مدرك لحالة الاستنفار الاسرائيلي على الحدود تحسباً لأي تصعيد، تتخوف مصادر وزارية أخرى من ان يأتي قرار "حزب الله" بعد الخطاب الأخير للأمين العام للحزب السيٰد حسن نصرالله في سياق عرض أوراق القوة من محور المقاومة في التفاوض الحاصل مع الولايات المتحدة الأميركية. ومما يزيد هذه المخاوف احتدام السباق الداخلي في اسرائيل عشية الانتخابات التشريعية المقررة في ١٧ آذار المقبل، واستعداد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للخوض في أي عمل عسكري على الحدود وفي وجه "حزب الله"، لأنه سيأتي بالنتيجة لمصلحته مع اليمين المتطرف في هذه الانتخابات.
وفق المعطيات، لن تؤثر هذه الحادثة على الحوار بين "المستقبل" و"حزب الله"، لأنه بعد التفاهم التمهيدي، حصر بالملفات الداخلية وحيّدت فيه كل القضايا الخلافية، ومنها مشاركة الحزب في القتال في سوريا، ووجهة استخدامه السلاح، وقرار السلم والحرب، ولكن مطالبة فريق ١٤ آذار بطرح الموضوع في مجلس الوزراء من باب أخذ الإجراءات الكفيلة بمنع جرٰ لبنان الى اي معركة، قد تؤدي الى خلاف داخل الحكومة، حتى وان عجزت عن اتخاذ موقف موحٰد بفعل آلية عملها التوافقية، وهذا ما سيظهٰر في الجلسة المقبلة بعد غد الخميس، حتى وان لم يخرج السجال الى العلن والى خارج جدران القاعة الحكومية.

المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

..Toward a Plan B for Peace in Ukraine...

 الإثنين 28 تشرين الأول 2024 - 4:12 ص

..Toward a Plan B for Peace in Ukraine... Russia’s war in Ukraine has become a war of exhaustion.… تتمة »

عدد الزيارات: 175,867,503

عدد الزوار: 7,801,878

المتواجدون الآن: 0