إسرائيل نشرت "القبة الحديد" قرب حدود لبنان والحرس الثوري الإيراني يتوعّدها بـ"عاصفة مدمِّرة"..بري ينصح «حزب الله» بضبط النفس...دمشق تعرقل حركة التصدير اللبنانية عبر أراضيها ردا على إجراءات بيروت... إسرائيل توجه رسالة إلى طهران: لم نعرف بأن أحد جنرالاتكم كان مع مغنية وهدوء حذر على الحدود الإسرائيلية مع لبنان
خطة البقاع تنطلق بـ"كاتم للصوت" وحكومة "الرؤساء" تَقبَل بترشيح سفراء
الخميس 22 كانون الثاني 2015 - 7:34 ص 1887 0 محلية |
خطة البقاع تنطلق بـ"كاتم للصوت" وحكومة "الرؤساء" تَقبَل بترشيح سفراء
النهار...
ينصبّ الاهتمام الرسمي، وحركة الاتصالات التي تسبق جلسة مجلس الوزراء غدا، على اقناع الاطراف المشاركين في الحكومة، بتأكيد التزام لبنان مجددا مضمون القرار 1701، والتزام سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة، في ضوء التطورات الميدانية في القنيطرة، والكلام الاخير للسيد حسن نصرالله عن البحرين.
وشدد مصدر وزاري لـ "النهار" على ان أي خلاف سياسي داخل الحكومة سيعرّض الامن للاهتزاز، اذ ثمة جهات عدة تنتظر الفرصة المناسبة للتلاعب بالاستقرار الذي وفرته الحكومة، بدعم من الافرقاء المتحاورين على أكثر من جبهة.
الخطة الامنية للبقاع
واذ تنطلق الخطة الامنية للبقاع بخطوات "هادئة ومتتابعة"، وبغطاء سياسي وفره "حزب الله" و"أمل"، وعبر عنه الرئيس نبيه بري، تأمن رفع غطاء عن كل المرتكبين، وقد يتيح للبعض الفرار في اتجاه الاراضي السورية أو الاستسلام الى القوى الامنية اللبنانية.
وعلمت "النهار" ان الخطة الامنية في البقاع التي تأجلت فجر الاثنين الماضي بسبب تداعيات الغارة الاسرائيلية على القنيطرة في الجولان بدأ تنفيذها أمس الثلثاء. وأتى هذا التطور بعدما منح مجلس الوزراء الغطاء السياسي في جلسته الخميس الماضي وتبلّغ الوزراء الساعة الصفر للتنفيذ أي فجر أول من أمس. وقالت مصادر وزارية لـ"النهار" ان التأجيل كان لـ24 ساعة فقط وما يحصل الآن هو تطبيق الخطة بـ"كاتم للصوت". وأوضحت ان الخطة وخصوصاً في البقاع الشمالي تحظى أيضا بغطاء من القوى الفاعلة في المنطقة لا سيما منها "حزب الله" وحركة "أمل"، وقد سبق لفاعليات البقاع الشمالي من عشائر ورؤساء بلديات ومخاتير وتجمعات مدنية ان زاروا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام للمطالبة بفرض سلطة الدولة وتجنيب المنطقة أعمال سرقة السيارات وخطف المواطنين وتهريب مطلوبين لدى العدالة، خصوصا ان الخارجين على القانون إستغلوا إنشغال "حزب الله" بالحرب السورية فضاعفوا ممارساتهم مما هدد بجعل المنطقة بؤرة أمنية متفلتة. ويجري تنفيذ الخطة على يد الجيش بالتنسيق مع قوى الامن الداخلي.
ورد الوزير غازي زعيتر على ما يقال عن الخطة الأمنية عبر "النهار": "لا غطاء لدى حركة أمل وحزب الله لنرفعه فنحن لا نغطي أحداً، ولا ضوء اخضر للقوى العسكرية لأنها هي التي تضع الضوء الأخضر أو الأحمر".
"عين الحلوة"
من جهة أخرى، تولي القوى الامنية اللبنانية مخيم عين الحلوة ومخيمات اخرى اهتماماً خوفا من تحولها تجمّعات لارهابيين وفارين من وجه العدالة، وتالياً منطلقا لعمليات ارهابية.
وقد وصل الى بيروت عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" والمشرف على قيادة" فتح" في لبنان اللواء عزام الاحمد قادما من رام الله في مهمة معقدة هذه المرة للقاء المسؤولين السياسيين والأمنيين اللبنانيين من اجل تطويق ذيول زجّ مخيم عين الحلوة في اي صراع او اقتتال بعد المعلومات التي أكدتها الدولة اللبنانية عن وجود المطلوبين شادي المولوي وأسامة منصور في المخيم، حيث تخشى الاوساط الأمنية اللبنانية القيام بعمليات أمنية في جوار المخيم تستهدف مقار أمنية ورسمية لبنانية وعربية ودولية.
ونقلت "المركزية" عن مصدر فلسطيني "أن وصول الاحمد الى السفارة تزامن مع عودة السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور الى لبنان آتيا من عمان. وقد عقدا اجتماعا انضم اليه أمين سرّ الحركة في لبنان اللواء فتحي ابو العردات وتمّت مناقشة الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة وباقي المخيمات الفلسطينية وضرورة تجنيبها اي تداعيات أمنية مرتبطة بالملف اللبناني أو الاقليمي".
اللاجئون السوريون
وفي ملف أمني مواز، أعلنت ممثلة المفوضية السامية للامم المتحدة للاجئين نينيت كيللي ان تدفق اللاجئين السوريين الى لبنان انخفض في شكل ملحوظ نتيجة القيود التي فرضتها السلطات اللبنانية. وقالت ان "التسجيل السنوي انخفض من 59 الفاً شهريا عام 2013 الى 37 الفاً شهريا معظمهم في الربع الاخير من 2014".
واضافت: "ان المفوضية تعتبر ان هناك ما يناهز 1.150.000 لاجئ سوري مسجل في لبنان"، فيما تعتبر المفوضية ان هناك ما يناهز الـ 500 الف غير مسجلين.
في غضون ذلك، اكد ﻣﻨﺴﻖ نشاطات ﺍﻻﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺭﻭﺱ ﻣﺎﻭﻧﺘﻦ اثناء زيارته ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻜﺎﺭ وتفقده ﻋﺪﺩا ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﻲﺗﻌﻨﻰ ﺑﺄﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻀﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ، انه "ليس هناك من مشاريع تهدف الى توطين اللاجئين والمشاريع التي تنفذ تتم في مناطق أهملت فترات طويلة".
وقال: "الهدف هو مساعدة المجتمعات المضيفة التي تتحمل اعباء كبيرة ، وما من شك في ان موضوع اللاجئين السوريين في لبنان رتب اعباء كبيرة على صعيد المناطق والقرى اللبنانية ونحاول في خضم هذا الواقع البحث في كيفية استثمار الموارد من اجل افادة المجتمع المضيف".
قبول ترشيح سفراء
داخليا، علمت "النهار" ان آلية عمل الحكومة قضت بقبول "ترشيح" سفراء بدل "اعتماد" سفراء، وهي الصلاحية المعطاة دستوريا لرئيس الدولة. والاجراء الجديد يجعل الحكومة بصلاحيات رئاسية شبه مكتملة لا يشكل معها غياب الرئيس أي عائق في الامور المهمة.
فقد وجهت وزارة الخارجية الى رئاسة الوزراء كتابا في شهر آب ، طلبت فيه الموافقة على ترشيح 8 سفراء، وبالفعل صدر القرار الرقم 70 تاريخ 18/9/2014 الذي قضى بقبول ترشيحهم. وحصلت مراسلة اخرى في 13/1/2015 الى مجلس الوزراء بطلب قبول ترشيح خمسة سفراء جدد ووافق عليهم.
وشرح مصدر ديبلوماسي في وزارة الخارجية لـ"النهار" الاسباب التي دعت الحكومة الى اتخاذ هذه الخطوة، قائلا انه منذ شغور سدة الرئاسة يواجه لبنان مشكلة ادارية ودستورية في قبول اعتماد السفراء، وخصوصا بعد تزايد عدد السفراء الاجانب الذين انتهت مدة انتدابهم، والذي وصل اواخر تموز الى 10 سفراء.
إسرائيل نشرت "القبة الحديد" قرب حدود لبنان والحرس الثوري الإيراني يتوعّدها بـ"عاصفة مدمِّرة"
النهار...رام الله - محمد هواش العواصم – الوكالات
نفت اسرائيل علمها بوجود ضابط ايراني في السيارة التي استهدفت بغارة جوية ضمن مجموعة من كوادر "حزب الله" في منطقة القنيطرة السورية الاحد الماضي. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر أمني اسرائيلي ان "اسرائيل لم تكن على علم بوجود الضابط الايراني في السيارة التي استهدفت". وأوضح ان "الهجوم كان سيستهدف وحدة ميدانية كانت في طريقها لتنفيذ هجوم على الحدود الاسرائيلية وكان يعتبر بمثابة عملية تكتيكية محدودة".
وتوقع المصدر الاسرائيلي ان "ترد ايران ومنظمة حزب الله على هذا الهجوم على رغم ان التصعيد الواسع ليس من مصلحة أي من الطرفين".
وكان المصدر الاسرائيلي يشير الى البريغادير في الحرس الثوري الايراني محمد علي الله دادي الذي كان بين قتلى الغارة الاسرائيلية قرب القنيطرة.
وقال رئيس الاركان الإسرائيلي الميجر جنرال بني غانتس في كلمة له خلال تكريم لإحدى الوحدات العسكرية "ان جيشه مستعد وجاهز لمواجهة كل التطورات المتوقعة أو التي قد تقع في المنطقة الشمالية". واضاف: "نتوقع أن نواجه التحديات في كل مناطق عملنا سواء في الجنوب أو الوسط أو الشمال لذلك وكما هو مفهوم نحن مستعدون وجاهزون لمواجهة جميع التطورات وكذلك مستعدون لاخذ المبادرة بأيدينا إذا تطلب الوضع ذلك".
وتحدثت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن اعلان حال التأهب في الجيش الاسرائيلي على الحدود الشمالية. وقالت إن اسرائيل انهت نشر بطاريات صواريخ مضادة للصواريخ من منظومة "القبة الحديد" في حيفا والشمال قرب الحدود مع لبنان. كما اعلنت وحدات عدة في الجيش الاسرائيلي حال تأهب، وفرضت قيوداً على تحليق الطيران المدني والخاص في المنطقة الشمالية.
ونقل موقع " تيك ديبكا" الاستخباري الاسرائيلي عن مصادر عسكرية اسرائيلية " أن الجيش الاسرائيلي يتخوّف من قيام حزب الله بعملية مفاجئة انتقاماً لمقتل عناصره والضابط الإيراني".
وأوضح المصدر الاسرائيلي أن "المتوقع هو تنفيذ حزب الله عملية مفاجئة عبر نفق في الجليل الأعلى، أو الجليل الغربي لا اطلاق حزب الله صواريخ نحو إسرائيل. لذلك أمرت قيادة الجيش وحدات حماية القرى التعاونية والكيبوتزات القريبة من الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا بفتح الملاجئ وتحضير السلاح وعدم ترك قراهم".
وأورد الموقع أن قائد عصبة الجليل في الجيش الاسرائيلي البريغادير أمير برعام اجتمع مع رؤساء القرى التعاونية وقدم لهم الارشادات والتعليمات خشية من رد محتمل من "حزب الله" وتأثير الرد على ربع مليون إسرائيلي. وقال "ان احد الأسئلة التي تراود سكان شمال اسرائيل هو عملية محتملة عبر أنفاق هجومية لحزب الله التي لا أحد في قيادة الجيش يعرف مكانها. فبعدما برزت بشكل قوي أنفاق غزة خلال الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة والتي كانت تتجه نحو الأراضي الإسرائيلية، فالآن هناك خشية كبيرة في صفوف سكان الشمال وفي الجليل من وجود أنفاق لحزب الله مشابهة لانفاق غزة".
الموقف الايراني
وفي طهران، رأى قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري، أن "استشهاد أبناء الأمة الإسلامية فى القنيطرة يشكل مؤشراً آخر لقرب انهيار إسرائيل" وأن "على إسرائيل أن تنتظر عاصفة مدمرة بعد جريمتها في القنيطرة".
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن جعفري بيانا في مناسبة مقتل البريغادير دادي، جاء فيه: "إن الحرس الثوري برهن كما في الحروب السابقة في لبنان وفلسطين أنه سيواصل صموده حتى انهيار إسرائيل، وأن الحرس الثوري سيواصل بلا هوادة دعمه للمجاهدين والمقاتلين المسلمين في المنطقة حتى القضاء على جرثومة الفساد وإزالتها عن الجغرافيا السياسية للمنطقة". وأضاف: "إسرائيل لمست في السابق كيف يكون غضبنا وجريمة القنيطرة تؤكد ضرورة عدم الابتعاد عن ساحة الجهاد". وخلص الى أن "هذه الدماء الزكية التي أريقت من دون حق لهذه الكوكبة من نخبة أبناء الأمة الإسلامية، ستسهم يقيناً في تعجيل تحقق وعد الإمام الخميني في تحرير القدس الشريف"، مشدداً على أن "جميع الشباب في العالم الإسلامي اليوم هم جهاد مغنية وجميع حراس الثورة الإسلامية هم محمد علي الله دادي".
الى ذلك، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إن إسرائيل تقف وراء كل أعمال الإرهاب في الشرق الأوسط، ودعا إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة نشاطاتها الإرهابية.
التفاف جديد على صلاحيات رئيس الجمهورية؟ الحكومة تقبل ترشيح السفراء العرب والأجانب
النهار...مي عبود أبي عقل
في 21 أيلول 1990 أقر مجلس النواب، بموجب القانون الدستوري رقم 18، التعديلات الدستورية على 31 مادة في الدستور تطبيقاً لوثيقة الطائف، ونزعت صلاحيات جمّة من رئيس الجمهورية، وناطت السلطة الاجرائية بمجلس الوزراء، بموجب المادة 64 منه التي تنص على أنه "في حال خلو سدة الرئاسة لأي علة كانت، تناط صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة بمجلس الوزراء".
لكن حتى هذه البقية الباقية من الصلاحيات بدأت الحكومات بقضمها رويداً رويداً، وتحت ذرائع عدة، وتعطيها صفة الاستثنائية، للتحوّل في ما بعد سابقة يمكن الارتكاز عليها، ولا يعود غياب الرئيس يشكل أي عائق لا في الأمور المهمة ولا العادية. وها هي "حكومة المصلحة الوطنية"، برؤساء الجمهورية الـ24، تمارس صلاحيات الرئيس بالوكالة، وتطبق الدستور بانتقائية وحينما تشاء وحيث تشاء. آخر مآثرها الموافقة على السفراء العرب والأجانب في لبنان.
ففي حديث الى صحيفة "الشرق الأوسط" قبل يومين، لفت ما كشفه وزير الخارجية جبران باسيل، من "موافقة مجلس الوزراء على اعتماد سفير جديد لدولة الامارات العربية المتحدة لدى لبنان استثناءً، لغياب رئيس الجمهورية الذي يفترض به القيام بذلك. وهذا أتى نتيجة جهد قمنا به بالتعاون مع معالي وزير خارجية الامارات حرصاً على اعادة تثبيت العلاقات الثنائية ورفع مستواها".
تنص الفقرة 7 من المادة 53 من الدستور على أن "رئيس الجمهورية يعتمد السفراء ويقبل اعتمادهم"، ولكن هل يجوز للحكومة ممارسة هذه الصلاحية أيضاً؟ وهل الأمر التفاف جديد على صلاحيات رئيس الجمهورية؟
مصدر ديبلوماسي في وزارة الخارجية شرح لـ"النهار" الأسباب التي دعت الحكومة الى اتخاذ هذه الخطوة قائلاً إنه منذ شغور سدة الرئاسة يواجه لبنان مشكلة ادارية ودستورية في قبول اعتماد السفراء، وخصوصاً بعد تزايد عدد السفراء الاجانب الذين انتهت مدة انتدابهم، وقد وصل أواخر تموز الى 10 سفراء. وكانت هذه الدول تتفادى إرسال سفراء الى لبنان، من دون أوراق اعتماد من رئيس دولة الى رئيس دولة. وبعد التشاور وعرض عدد من الحلول والخيارات، تم التوصل الى مخرج إداري وديبلوماسي يقوم على قبول مجلس الوزراء مجتمعاً، بوكالته عن رئيس الجمهورية، "ترشيح" سفراء أجانب لدى لبنان، وليس "اعتماد" سفراء، ويقضي بأن ترسل الدول رؤساء بعثات على مستوى سفراء، لكن من دون أن يكونوا معتمدين في شكل نهائي.
انطلاقاً من هذا الاطار – الحل، وجهت وزارة الخارجية الى رئاسة الحكومة كتاباً في شهر آب، طلبت فيه الموافقة على ترشيح 8 سفراء، وبالفعل صدر القرار رقم 70 تاريخ 2014/9/18 وقضى بقبول ترشيح سفراء يمثلون: ملاوي، وغينيا الاستوائية، واندونيسيا، وبيلاروسيا، والأردن، وكندا، ومصر، وايطاليا. وعطفاً على هذا القرار حصلت مراسلة أخرى في 2015/1/13 الى ملجس الوزراء بطلب قبول ترشيح خمسة سفراء جدد لكل من: اليونان وبريطانيا ونيجيريا وبنغلادش والامارات، ووافق المجلس عليهم.
ويلفت المصدر الديبلوماسي الى أهمية القرار الأخير الذي أعاد مستوى التمثيل بين لبنان والامارات الى درجة سفير، بعدما كان في السنتين الفائتتين على مستوى قائم بالأعمال، والذي أتى "بعد مراجعة شخصية وبفضل العلاقات الشخصية التي تربط الوزير باسيل بوزير الخارجية الاماراتي. ففي زيارته الأخيرة الى الامارات، ألح باسيل على نظيره الاماراتي لتقوم بلاده ببادرة تعبير عن الصداقة والأخوّة بين البلدين، وترفع تمثيلها الديبلوماسي في لبنان الى مستوى سفير، فتجاوبت ورشحت السفير حمد سعيد سلطان عبدالله الشامسي".
لا تعد دوائر الخارجية اللبنانية هذا الاجراء "انتقاصاً من صلاحيات رئيس الجمهورية، انما الأمر ضروري لعدم حدوث فراغ ديبلوماسي، ورغبة من لبنان في المحافظة على مستوى السفراء في التمثيل. والحكومة تقبل ترشيح وليس اعتماد سفراء، لافتة الى وجود 7 مراحل ادارية لاعتماد السفراء، وتمثل المرحلة الاخيرة الاعتماد الفعلي لهؤلاء الذين لا يعتبرون سفراء بالمعنى الكامل للكلمة، ولا يعاملون كسفراء بل كرؤساء بعثات، كأننا في المرحلة السابعة والنصف، والامر مجرد غض نظر. وعندما ينتخب رئيس للجمهورية في لبنان، يرسل رؤساء دولهم كتب اعتماد الى الرئيس الجديد، فيعتمدون ويعاملون بعد ذلك كسفراء". في لبنان لكل امر فتوى وحل، قانونياً ودستورياً وعرفياً وعملياً.
بري ينصح «حزب الله» بضبط النفس
بيروت - «الحياة»
تراجعت المخاوف من تصعيد أو ردود فعل على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية بعد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت موكباً لـ «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني الأحد الماضي قرب القنيطرة السورية.
وقالت مصادر سياسية بارزة لـ «الحياة»، إنه مع توقع أن يرد الحزب على هذه الضربة الموجعة التي تلقاها، فإن قيادته لن تتصرف بانفعال أو تسرّع، على رغم أن العملية الإسرائيلية شكلت تحولاً في المواجهة بين تل أبيب و «حزب الله»، لأنها كشفت وجود الأخير على مقربة من الجولان السوري المحتل عبر قياديين ميدانيين مهمين منه، فضلاً عن تواجد الحرس الثوري الإيراني في تلك المنطقة من جهة، ولأن حجم الاستهداف الإسرائيلي يهدد بتوسيع تلك المواجهة من جهة أخرى».
وعلمت «الحياة» أن قلق الوسط السياسي والرسمي في لبنان من إمكان تطور هذه المواجهة، وشمولها الجبهة الجنوبية، دفع رئيس البرلمان نبيه بري الى نصح «حزب الله» بالتروي وعدم الانجرار الى ما يتسبب بانفلات الأمور في جنوب لبنان، ورجحت أن يكون تم ذلك أثناء الاتصال الذي أجراه بري مساء أول من أمس مع الأمين العام لـ «حزب الله» لتعزيته باستشهاد مقاتلي الحزب.
ورجحت المصادر أن ينعكس القلق الرسمي والسياسي من تداعيات العدوان الإسرائيلي في القنيطرة على لبنان، ضبطاً للنفس من قبل «حزب الله»، خصوصاً أن المواقف اللبنانية المناهضة لتدخله في سورية ابتعدت من الانتقاد الحاد واقترنت بالتعزية بعناصره باعتبارهم شهداء سقطوا بنيران العدو الإسرائيلي، فيما قادة الحزب يعتمدون سلوك ضبط النفس وتهيّب ما حصل والحرص على عدم الوقوع في فخ استدراج إسرائيل له على الجبهة اللبنانية الجنوبية.
ويترقب الوسط السياسي ما إذا كانت جلسة مجلس الوزراء التي تُعقد غداً برئاسة الرئيس تمام سلام، ستتناول العدوان الإسرائيلي وتفاعلاته، في ظل مواقف مستنكرة له ومنتقدة لتورط «حزب الله» في سورية. واستنكرت كتلة «المستقبل» النيابية بعد اجتماعها مساء أمس العدوان الإسرائيلي، معتبرة أن «أي اعتداء من قبل العدو الإسرائيلي على أي أرض عربية بغض النظر عن الملابسات والتفاصيل المرافقة له، هو مسألة مرفوضة رفضاً باتاً ومستنكرة ومدانة. فأطماع واعتداءات العدو الإسرائيلي لا تتوقف، ولا يحدها قانون ولا يردعها رادع».
ورأت الكتلة أن «أمن لبنان وسلامة اللبنانيين يجب أن يكونا في مقدمة الاهتمامات اللبنانية، ويجب الحفاظ على هذا الأمن وتلك السلامة من خلال الالتزام قولاً وعملاً بسياسة النأي بالنفس من أي تورط يحمل معه خطراً على لبنان. ويبدو أن هذه المسألة ما زالت غائبة عن أذهان البعض، حيث يستمر حزب الله في زيادة تورطه في الحرب الدائرة في سورية وبدوافع إقليمية لا تمت للمصلحة العربية أو الفلسطينية بصلة». واستهجنت «المستقبل» تصريح رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي، بأن رد «حزب الله» على إسرائيل «سيكون قاسياً»، معتبرة أنه «نافر».
دمشق تعرقل حركة التصدير اللبنانية عبر أراضيها ردا على إجراءات بيروت وانفراجات مؤقتة في الأزمة الممتدة منذ أسبوعين تمثلت بعبور 100 شاحنة الاثنين
جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: بولا أسطيح .... نفذت سوريا أولى خطواتها التصعيدية بوجه لبنان التي كان قد هدد بها سفيرها في بيروت علي عبد الكريم علي، بعرقلة حركة التصدير عبر البر من خلال منع مئات الشاحنات اللبنانية على مدى أكثر من 16 يوما من عبور الحدود في نقطة المصنع شرقي البلاد، متحججة حينا بالأحوال المناخية وأحيانا أخرى بأعطال تقنية.
ولاقت الأزمة في اليومين الماضيين طريقها إلى حل مؤقت من خلال إعادة السماح لنحو 400 شاحنة لبنانية اصطفت على طول المنطقة الحدودية منذ الثالث من الشهر الحالي، بالعبور إلى الداخل السوري.
وقال نقيب أصحاب الشاحنات في لبنان شفيق القسيس لـ«الشرق الأوسط» إن نحو 60 شاحنة عبرت الحدود يوم السبت الماضي، فيما عبرت نحو 100 شاحنة يوم الاثنين على أن تعبر باقي الشاحنات تباعا، لافتا إلى أن عرقلة مسار الشاحنات من قبل سوريا ترتبط مباشرة بالأزمة السياسية بين البلدين التي احتدمت مع تشديد لبنان إجراءاته الحدودية للحد من أزمة اللجوء.
وأوضح القسيس أن المعنيين بالموضوع في الطرف السوري كانوا يقولون إن سبب منع مرور الشاحنات هو أحيانا تساقط الثلوج وأحيانا تكوّن الجليد، كما تحدثوا في مرة من المرات عن أعطال تقنية، مشيرا إلى أن «تسهيل مرور السوريين باتجاه لبنان في الأيام الماضية ساهم بانفراج أزمة الشاحنات». وأضاف: «علما بأن أصحاب الشاحنات من اللبنانيين يتعرضون وبكثير من الأحيان لمعاملة سيئة من قبل السوريين، إضافة إلى التحديات الأمنية التي يواجهونها على طول الطريق».
واعتبر أن «مفهوم المعاملة بالمثل غير مطبق بين لبنان وسوريا، ففي مقابل التسهيلات التي يقدمها لبنان للسيارات السورية وأصحاب سيارات الأجرة، يتعرض السائقون اللبنانيون للكثير من المضايقات»، لافتا إلى أن «أزمة عبور الشاحنات الأخيرة كبّدت أصحاب الشاحنات خسائر كبيرة باعتبار أن جزءا كبيرا من الحمولات الزراعية لم تعد تصلح للبيع والتصدير».
وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن الشاحنات اللبنانية بدأت بالتحرك يوم السبت الماضي، إلا أن حركتها لا تزال بطيئة نظرا لتراكمها طوال الأيام الـ16 الماضية على طول الحدود من الجهة اللبنانية، مرجحة أن يتطلب مرور الشاحنات الـ400 مزيدا من الوقت.
وكان السفير السوري لوّح بوقت سابق باتخاذ إجراءات تصعيدية، بعد القرارات الأخيرة التي اتخذتها السلطات اللبنانية حيال دخول السوريين إلى أراضيها، مطالبا الحكومة بالتنسيق مع النظام.
واتخذت الحكومة اللبنانية في نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي قرارا بإيقاف استقبال اللاجئين بعدما فاق عددهم المليون ونصف المليون، وعمدت في بداية العام الحالي إلى تنظيم دخول كل السوريين للتمييز بين اللاجئ وغير اللاجئ. وسُجل تراجع في عدد الوافدين الجدد من اللاجئين السوريين بنسبة أكثر من 50 في المائة، منذ نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حين بدأت الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار إيقاف استقبال اللاجئين.
وشدّد الأمين القطري في حزب البعث العربي الاشتراكي الوزير السابق فايز شكر، على وجوب إعادة الحكومة اللبنانية النظر بالقرارات «العنصرية» التي اتخذتها بحق المواطنين السوريين، والتي هي «بعيدة كل البعد عن المنطق»، داعيا إياها للمبادرة للاتصال فورا بالحكومة السورية لترتيب الأمور بما يخدم لبنان وسوريا معا. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «سياسة التطنيش القائمة على ما يسمى بمبدأ النأي بالنفس تنعكس سلبا على البلدين وخاصة على مصالح الناس ما يستوجب تحركا لبنانيا سريعا».
وبالإضافة إلى اللاجئين، يعد العمال المياومون من أكثر المتضررين الأساسيين من الإجراءات الأخيرة التي فرضت على السوريين الحصول على تأشيرة تحدّد الهدف من الزيارة وتمنح السوري إقامة محدّدة. واعتاد العمال المياومون العمل في لبنان منذ عشرات السنوات، والدخول بموجب وثيقة إقامة لمدة 6 أشهر، تمنح لهم على النقاط الحدودية، قابلة للتجديد 6 أشهر إضافية في مراكز الأمن العام.
وقد فرضت الإجراءات الأخيرة ما يعرف بـ«نظام الكفيل» على العامل السوري الذي لا يسمح له بالدخول إلا في حال وجود مواطن لبناني يضمن ويكفل دخوله وإقامته وسكنه ونشاطه، وذلك بموجب «تعهد بالمسؤولية»، ويمنح عندها سمة دخول وتجدّد مرتين لمدة 6 أشهر.
وحددت القرارات الأخيرة أغراض الزيارة بـ«الدراسة، السفر عبر المطار، أو أحد الموانئ البحرية اللبنانية، أو للقادمين للعلاج، أو لمراجعة سفارة أجنبية، ولملّاك العقارات»، ودخلت حيّز التنفيذ في 5 يناير (كانون الثاني) 2015.
إسرائيل توجه رسالة إلى طهران: لم نعرف بأن أحد جنرالاتكم كان مع مغنية وهدوء حذر على الحدود الإسرائيلية مع لبنان
تل أبيب: نظير مجلي بيروت: «الشرق الأوسط» .... في الوقت الذي تتصاعد فيه التهديدات من إيران وحزب الله بالرد على عملية الاغتيال الجماعي في القنيطرة، وجهت مصادر إسرائيل رسالة إلى طهران، عبر طرف ثالث، تقول فيها إن الجنرال الإيراني محمد عيسى قتل بالخطأ وإنه لم تكن لديها معلومات عن وجوده في القافلة التي استهدفها القصف الجوي.
وجاءت هذه الرسالة في أعقاب تصاعد انتقادات واسعة داخل إسرائيل ضد فتح جبهة عسكرية مع إيران، فحتى صديق نتنياهو، الذي شغل منصب رئيس مجلس الأمن القومي وكبير مستشاريه حتى وقت قريب، الجنرال يعقوب عميدرور، لم يتقبل اغتيال المسؤول الإيراني. وقال في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية العبرية إن «مثل هذه العمليات يجب أن يدرس جيدا في معيار الربح والخسارة. وإذا كان اغتيال فرقة من قادة حزب الله الذين يعملون على تنظيم هجمة صاروخية ضد إسرائيل هو ربح صافٍ فإن اغتيال جنرال إيراني يصب في خانة الخسارة لأنه يشكل استفزازا زائدا وغير محسوب، وينبغي أن يتوقع أن يأتي رد حتمي عليه، لا أحد يعرف ما هيئته وما هو حجمه».
وفي بيروت شيع حزب الله أمس قائده الميداني محمد عيسى والمقاتلين علي إبراهيم وغازي ضاوي، بينما أرجأ تشييع محمد أبو الحسن وعباس حجازي إلى اليوم. وبموازاة ذلك، شهدت المنطقة الحدودية مع إسرائيل في جنوب لبنان هدوءا حذرا، اخترقته تحركات لجيش إسرائيل باتجاه الحدود اللبنانية والسورية، وتحليق طائرات حربية وطائرات استطلاع مسيرة فوق المنطقة الحدودية مع جبل الشيخ.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد جمع أعضاء المجلس الوزاري الأمني المصغر في حكومته إلى اجتماع استثنائي، بعد ظهر أمس، تم فيه التباحث حول «أخطار رد حزب الله وسوريا وإيران». ومع أن المباحثات بقيت سرية، فقد أشارت مصادر سياسية وأمنية إلى أن عملية القنيطرة لن تبقى من دون رد، «فالضربة موجعة جدا وأثارت غضبا شديدا في صفوف العدو الثلاثي»، و«على إسرائيل أن تكون جاهزة لرد شديد في أكثر من موقع». وحسب التقديرات الإسرائيلية فإن الرد الأكثر احتمالا سيتم من أراضي الجولان بقصف صاروخي موجع أو بعد عمليات تفجير ضد القوات الإسرائيلية على الحدود مع سوريا، أو بعمليات تفجير تستهدف مؤسسات إسرائيلية أو يهودية في الخارج. وقالت إن هناك احتمالا بأن يقود الغضب حزب الله إلى توجيه ضربات صاروخية من لبنان إلى العمق الإسرائيلي، لكن هذا الاحتمال يبقى الأضعف، «إذ إن حزب الله غارق حتى أخمص القدمين في الحرب الداخلية في سوريا ومن المستبعد أن يفتح على نفسه جبهة جديدة مع إسرائيل».
ومع أن إسرائيل تواصل الصمت الرسمي حول دورها في تنفيذ عملية القنيطرة، فإن مسؤوليها يتحدثون عنها بشكل غير مباشر. وفي حفل نظم في قاعدة «هرتسوغ» العسكرية في «جليلوت» قرب تل أبيب، تجنب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بني غنتس، التطرق المباشر إلى العملية، إلا أنه أكد على أن «الجيش الإسرائيلي جاهز لمواجهة كل التطورات». وقال غنتس إن الجيش الإسرائيلي على أهبة الاستعداد، ويتابع كل التطورات، وعلى استعداد للمبادرة إلى العمل إذا اقتضى الأمر ذلك. وأضاف أن هذا التصريح ليس مسألة خطاب، وإنما «مسألة جاهزية حقيقة لكل التطورات التي قد تحصل بحرا وبرا وجوا من الأمام ومن الخلف». وإنه يعتمد على وحدات الجيش في مواجهة التحديات المستقبلية، سواء الفورية أو بعيدة المدى، وأن الجيش قادر على مواجهة أي تحدٍّ في أي جبهة وبكل القوة المطلوبة».
ولوحظ أن الجيش يعزز قواته بشكل كبير في منطقة الجليل المحاذية للجنوب اللبناني والجولان السوري المحتل وينظم دوريات مكثفة، ونصب منظومة «القبة الحديدية» المضادة للصواريخ. ومع أنه حرص على أن لا يثير فزع المواطنين في موسم سياحة الثلوج على جبل الشيخ وطلب من المواطنين اليهود أن يتصرفوا بشكل طبيعي، غير أن الاطمئنان لم يعرف طريقه إلى نفوس المواطنين ولا حتى الجيش، تحسبا من رد قد يجر المنطقة إلى حرب جديدة. وفي صباح أمس جاء الدليل على أن التوتر يصيب الجميع، فقد سمع المواطنون في بلدة «المطلة» أزيز رصاص قادما من الجنوب اللبناني، فأعلن الجيش حالة استنفار. وراح المواطنون يتراكضون في الشوارع، وفتحت البلدية الملاجئ، ثم تبين أن هذا الرصاص أطلق خلال جنازة في إحدى القرى اللبنانية. وهكذا، فالجيش الذي دعا المواطنين إلى الهدوء والابتعاد عن الهلع دخل بنفسه إلى حالة توتر.
يذكر أن مراقبي قوات الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في هضبة الجولان أشاروا في تقرير لهم أول من أمس إلى أن الهجوم الذي تعرض له موكب سيارات بالقرب من القنيطرة السورية نفذته طائرات إسرائيلية بلا طيار، وليس بواسطة مروحيات عسكرية كما تردد في البداية.
وقالت وحدة المراقبين الدوليين، المعروفة باسم «أوندوف» في بيان صحافي إن المراقبين لاحظوا طائرتين صغيرتين بلا طيار قادمتين من الجانب الإسرائيلي للحدود وتعبران خط وقف إطلاق النار باتجاه الأراضي السورية، وذلك في نقطة المراقبة رقم 30 الواقعة قبالة قرية مسعدة في شمال هضبة الجولان المحتلة، وإن الطائرتين اختفتا عن أنظارهم خلف الجبال متوغلة في الأراضي السورية، ولكنهم لاحظوا بعد قرابة ساعة دخانا يعلو إلى الجو. وأشار المراقبون في التقرير إلى أنهم لم يتمكنوا من استيضاح ما جرى وسبب تصاعد هذا الدخان، غير أنه وبعد وقت قصير لوحظت الطائرتان الصغيرتان بلا طيار تعودان أدراجهما من الجانب السوري إلى الجانب الإسرائيلي. وجاء في بيان المراقبين الدوليين أن «هذا الحدث خرق لاتفاق الفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية المبرم عام 1974».
من جهة ثانية تتواصل الانتقادات في الصحافة الإسرائيلية لهذه العملية، وأكدت صحيفة «هآرتس» أنه غالبا ما تعمدت إسرائيل التصعيد العسكري عشية الانتخابات. وقالت الصحيفة إن «العمليات العسكرية المبهرجة تميز الانتخابات في إسرائيل، خصوصا عندما يوجد الحزب الحاكم في ورطة. فقادة الدولة يفترضون ضمنا أن الجمهور (اليهودي) يحب الانتصارات العسكرية السهلة، ويعتقدون أنهم بإظهار القوة هذه يعززون صورة رئيس الحكومة ووزير الأمن، وإقناع الناخبين بأن عليهما البقاء في منصبيهما». وتشير الصحيفة إلى كثير من الأمثلة التي شملت كل أحزاب السلطة، من بينها: تصعيد عمليات الانتقام قبل انتخابات 1955، قصف المفاعل النووي العراقي عام 1981، عملية عناقيد الغضب في لبنان عام 1996، عملية الرصاص المصبوب في غزة عام 2008، عملية عمود السحاب في قطاع غزة في عام 2012، ويوم الأربعاء انضم إليها هجوم المروحيات الحربية على سوريا والمنسوب إلى إسرائيل.
في طهران أصدرت قوات حرس الثورة الإسلامية أمس، الثلاثاء، بيانا نشره موقع وكالة «تسنيم» الدولية للأنباء، أعلنت فيه أن مراسم تشييع جثمان العميد محمد علي الله دادي القيادي في قوات الحرس الثوري الذي كان استشهد في الغارة علي القنيطرة جنوب سوريا، ستجري الأربعاء في العاصمة طهران، وتابع البان أن هذا القائد الذ «کان موجودا ف سورا ف مهمة استشارة لدعم الحکومة والشعب السوري لمواجهة الإرهابن التکفرن - السلفن قدم استشارات حاسمة ف مسار وقف وإحباط جرائم ومؤامرات الفتنة الصهونة الإرهابة ف سورا». من ناحية أخرى، أفادت وكالة «تسنيم»، نقلا عن القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية اللواء محمد علي جعفري في بيان أصدره أمس الثلاثاء، بأن على «إسرائيل انتظار عاصفة مدمرة بعد جريمة القنيطرة».
وشارك الآلاف أمس في تشييع القيادي محمد عيسى، إذ مشى الآلاف خلف مجموعة من عناصر حزب الله باللباس العسكري حملوا نعش عيسى الذي لف بعلم الحزب الأصفر وساروا به في بعض أحياء قرية عربصاليم الجنوبية، وصولا إلى مقبرة القرية حيث وُوري الثرى.
وردد المشاركون في التشييع الذين حمل بعضهم بالونات صفراء وأعلام لبنان وحزب الله هتافات مؤيدة للحزب الشيعي ومناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل، بينها «مقاومة مقاومة.. في الحرب لا مساومة»، و«الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل».
وأطلق بعض المشاركين الذين جاء بعضهم من بيروت وقرى جنوبية أخرى النار في الهواء، بينما حضر مسؤولون في حزب الله بينهم نواب.
وكان الآلاف من الأشخاص شاركوا أول من أمس الاثنين في تشييع جهاد مغنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، وسط تساؤلات عن إمكانية قيام الحزب بالرد على هذه الضربة.
وتعد الغارة من أكبر الضربات الإسرائيلية التي تستهدف حزب الله وحليفه الإيراني، الداعمين الأساسيين للنظام السوري، منذ بدء النزاع في سوريا في منتصف مارس (آذار) 2011.
نصائح داخلية ومساعٍ ديبلوماسية لتجنيب لبنان مواجهة كبيرة مع إسرائيل
سلام عزّى معاون نصر الله وجنبلاط حذّر من «مغامرة عسكرية»
بيروت - «الراي»
لم يبدّد مرور 3 أيام من خليط التقديرات والتوقّعات المتضاربة حيال طبيعة التداعيات التي ستنشأ عن الضربة الإسرائيلية لموكب قيادي ميداني مشترك من الحرس الثوري الايراني و«حزب الله» في القنيطرة السورية، الغموض القلق الذي يسود لبنان رغم رجحان كفة استبعاد قيام الحزب برد خاطف وسريع على هذه الضربة الموجعة التي أصابته.
ومع ذلك، ثمة مصادر سياسية لبنانية واسعة الاطلاع، بدت شديدة الحذر في التعامل مع مختلف التوقعات المسبقة، واعتبرت عبر «الراي» ان شيئاً لا يمكن ان يُركن له الآن في ظل الطبيعة الشديدة التعقيد للضربة التي قامت بها اسرائيل، او طبيعة ما يمكن ان يكون الحزب وايران في صدده، عقب هذا التحدي العسكري والاستخباراتي والمعنوي الذي يواجهانه. ذلك انها المرة الاولى التي تبرز فيها بهذا الشكل المباشر معالم الانخراط المشترك للمواجهة المباشرة بين اسرائيل وكل من ايران والحزب على الساحة السورية، الأمر الذي يرسم معالم مرحلة مختلفة تماماً عن سائر المراحل السابقة من تورطات اقليمية في الحرب السورية.
واذا كانت اسرائيل ربحت جولة التمكّن من صيدٍ ميداني ثمين، وكشفت عبر ضربتها مدى تورّطهما في الصراع السوري، فان ذلك لا يقلّل شأن التداعيات التي ستترتّب على اسرائيل جراء قلب قواعد اللعبة، باعتبار انها تدرك تماماً ان الحزب خصوصاً لن يكون في موقع الانكفاء عن ردٍّ ما، في ضوء الرمزية الكبيرة التي يكتسبها القادة الميدانيون الذين سقطوا في الضربة الاسرائيلية، كما في استحالة ان يترك الحزب نفسه عرضة لأيّ تراجع في صورته.
وتبعاً لذلك، تشير هذه المصادر الى ان «المناخ الذي برز في الساعات الأخيرة، مترافقاً مع تشييع قتلى الحزب في مناطق الضاحية الجنوبية والجنوب، بدا على كثير من التلبّد والإرباك بالنسبة الى الحكومة اللبنانية التي وجدت نفسها محاصَرة بحدَث طارئ ذي طبيعة متداخلة بين العامل اللبناني والعوامل الاقليمية وهي في موقع تلقّي ردة الفعل او انتظاره لا فرق».
ولفتت الى ان «المخاوف لا تزال تتخذ منحى تصاعدياً، ولو ان الجهود السياسية الداخلية والمساعي الديبلوماسية الناشطة تدفع بقوة نحو منْع توريط لبنان في مواجهة كبيرة خارجة عن التقديرات المسبقة».
وبدا واضحاً ان الساعات الاولى بعد الضربة عكست خوفاً من امكان خروج الاوضاع بصورة دراماتيكية عن السيطرة، وسط معلومات عن ان خيوطاً اقليمية مؤثرة لعبت دورها في منع هذا الخروج.
على ان اوساطاً واسعة الاطلاع في بيروت ذكرت لـ «الراي» ان «ما من خيار امام الحزب سوى القبض على الجمر، أقلّه في المدى المنظور، وخصوصاً ان امكانات الرد تبدو صعبة، اولاً لإدراك الحزب ان اي عمل عسكري انطلاقاً من لبنان من شأنه فتح اتون حرب كارثية، وثانياً لان اي عمل عسكري انطلاقاً من سورية سيجعل مصير نظام الرئيس بشار الاسد برمّته على المحك، وثالثاً لأن الردّ عبر الساحات الخارجية شبه مستحيل بعدما أصيب جهاز العمليات الخارجية للحزب بانتكاسة فعلية مع كشْف عمالة واحد من أبرز مسؤوليه (محمد شوربة) للموساد» ما استدعى تفكيك هذا الجهاز لإعادة بنائه.
وفي هذا الوقت، تتجه الانظار الى جلسة مجلس الوزراء غدا، وسط رصد للاتصالات الجارية بقوة منذ حصول الضربة، باعتبار ان هذه الاتصالات ستحدد اذا كانت الضربة ستُطرح بكل ملابساتها على مجلس الوزراء ام لا، وخصوصاً في ظل حماسة غالبية وزراء«14 مارس» لطرح هذا الحدَث من باب المطالبة بتثبيت موقف الحكومة ومن ضمنها «حزب الله» بالتمسك بالقرار 1701 ما ينطوي ضمناً على انتزاع تعهّد من الحزب بالامتناع عن اي رد على اسرائيل انطلاقاً من الأراضي اللبنانية على الاقل.
ولكن المصادر السياسية اللبنانية الواسعة الاطلاع، لم تجزم بإمكان طرح الأمر على الجلسة الوزراية، اذ بدا فريق«8 مارس» غير راغب في إحراج الحزب بهذا التعهد وبحجة عدم تعريض الحكومة لهزّة ليست في وقتها تحت أنظار اسرائيل، التي قد تستغل الانقسام الداخلي لمزيد من المناورات. كما ان ثمة خشية اخرى من ان يؤدي اي اشتباك سياسي داخل الحكومة الى التأثير سلباً على حوار تيار «المستقبل» (يقوده الرئيس سعد الحريري) و«حزب الله»، ولاسيما انه لفت شبه «الصمت» من قادة «المستقبل» على التطور الذي شهدته القنيطرة وعلى الأرجح تجنباً للتأثير سلباً على الحوار مع «حزب الله» (حيّد عنوان الاستراتيجية الدفاعية وقتال «حزب الله» في سورية) والذي أثمر امس بدء تنفيذ القوى الامنية الخطة الامنية في البقاع الشمالي (في معاقل «حزب الله») بعد طول انتظار في اطار قرار بإنهاء ظاهرة عصابات الخطف مقابل فدية وسرقة السيارات والمخدرات.
كما كان لافتاً، الاتصال الذي أجراه رئيس الحكومة تمام سلام بالمعاون السياسي للأمين العام لـ «حزب الله» الحاج حسين الخليل، وقَدَّمَ خلاله التعازي باسمه وباسم الحكومة إلى قيادة الحزب، وهو ما اعتُبر في إطار الحرص على عدم تعريض «مناعة» الحكومة الائتلافية لأي خضّات بالتوزاي مع مساعي النأي بلبنان عن أي مضاعفات عسكرية على أراضيه لحادثة القنيطرة.
وبدا رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط على هذه «الموجة» اذ اعلن أنّ «لبنان لا يتحمّل أي مغامرة»، لافتاً إلى أنّ ما جرى في القنيطرة «هو اعتداء على الأراضي السورية وليس الأراضي اللبنانية»، مؤكداً «اننا معنيون بأراضينا المحتلة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا ولا علاقة لنا بما يحصل في سورية»، مضيفاً: «أعتقد أنّ المقاومة والأمين العام لـ (حزب الله) حسن نصرالله لديهم البصيرة والوعي الكافي بأنّ لبنان لا يتحمّل أي مغامرة عسكرية. لكن طبعاً في المقابل علينا التحسّب دائماً لئلا تجرّنا إسرائيل إلى أي عدوان جديد».
وزير المال: تلاعب جمركي ببضائع وتهريب
بيروت - «الحياة»
تفقد وزير المال اللبناني علي حسن خليل مستودعات البضائع في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت في زيارة مفاجئة للتأكد من معلومات وردته عن محاولة إدخال مواد مخالفة للقوانين، وغير مصرح عنها، وعن تلاعب بالبيانات والأرقام. وتولى الكشف على الطرود الموجودة في المستودعات ومحتوياتها وتأكد من مدى مراعاتها القوانين. وكشف أن «أجهزة الأمن التي تلاحق عملية خروج بضائع علمت بوجود 99 طرداً يفترض التأكد من محتوياتها، فأعطينا الأمر بعدم إخراج البضائع من الباحة قبل وصولي للتثبت منها وتبين أن 50 منها أخرجت بعد إعطاء الأمر بوقفها، ما استدعى مباشرة التحقيقات وتكليف جهاز مكافحة التهريب بملاحقتها وضبطها وإعادة الكشف عليها، كما تبين من خلال الكشف أن هناك تصريحاً عن أنواع من البضاعة استبدلت أو بداخلها بضاعة اخرى وهي في حاجة الى إذن للسماح لها بالدخول، ثم ان الضريبة الجمركية في شأنها مختلفة لكون قيمتها اعلى من القيمة المحددة بكثير».
وتحدث عن اجراءات جديدة في الجمارك خصوصاً في ما خص التقنيات الجديدة التي ستدخل، اضافة الى المناقلات في صفوف جهازها البشري، مجدداً التأكيد أن «لا غطاء لأحد، جهات سياسية أو أفراداً، وأن موضوع اليوم سيتابع حتى النهاية لتحديد المسؤوليات وإنزال بحقهم العقوبات المنصوص عليها».
الرهان على استمرار النأي اللبناني عن الأتون الإقليمي.. وحوار عين التينة يُستأنف الإثنين
إسرائيل بين تحذيرات «الأنفاق» وتقديرات «عدم التصعيد»
إسرائيل بين تحذيرات «الأنفاق» وتقديرات «عدم التصعيد»
المستقبل..
بينما تمر الساحة الداخلية بلحظات ترقّب مشوب بالحذر خشية أي «دعسة ناقصة» في حقل الألغام الإقليمي تشعل فتائل النيران السورية والإيرانية على الجبهة الجنوبية، تتواصل الدعوات والجهود الوطنية في سبيل قطع الطريق على أي منزلق يتهدد المركب اللبناني من خلال اعتماد الحوار العازل للخلافات الاستراتيجية على مستوى المنطقة عن التحديات الراهنة والداهمة على المستوى الداخلي وفي مقدمة رهاناته وأهدافه تبريد الاحتقان المذهبي وتحصين الأمن الوطني. وفي هذا السياق، علمت «المستقبل» أنّ حوار عين التينة بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» سيستأنف اجتماعاته الاثنين المقبل وعلى جدول أعمال جولته الرابعة استكمال ما سبق بحثه ومناقشته خلال الجولة السابقة من بنود مندرجة في إطار عملية تعزيز أواصر الاستقرار الأمني في البلد. أما على الجبهة المقابلة، فيسود الاستنفار الإسرائيلي على الحدود الشمالية مع لبنان تحسّباً لأيّ ردّ مباغت من «حزب الله» انتقاماً لقيادييه والقياديين الإيرانيين الذين سقطوا في غارة القنيطرة في الجولان، على أنّ الإعلام الإسرائيلي توزّع الأدوار في هذا المجال بين نقل تحذيرات عسكرية من إمكانية تنفيذ الحزب «عملية مفاجئة عبر الأنفاق في الجليل الأعلى أو الغربي»، وبين إشاعة معلومات تفيد أنّ «تقديرات شعبة الاستخبارات الإسرائيلية تشير إلى أنّ «حزب الله» غير معني بالتصعيد» راهناً.
وفي حصيلة جوجلته للتحليلات والتحذيرات والتقديرات المتداولة في الصحف العبرية، كتب مراسل «المستقبل» في رام الله الزميل أحمد رمضان أنّ المحلّل العسكري في صحيفة «هآرتس«، عاموس هارئيل، رأى أن ثمة سؤالين مطروحين حول هجوم القنيطرة: الأول، ماذا كانت الاستخبارات تعرف قبل الهجوم؟ بينما يتعلق السؤال الثاني بتوقيت العملية قبل الانتخابات. وأشار إلى أن العنوان الذي صدر في عدد أمس الأول من صحيفة «يسرائيل هيوم» شبه الرسمية، لا يترك مجالاً للشك بأن إسرائيل نفذت الهجوم: «قواتنا هاجمت خلية مخرّبين كبار في الجولان السوري». وبذلك فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لا يعقّب على الهجوم، وفي الوقت نفسه يوحي للجمهور الإسرائيلي بأنه يهاجم «الإرهاب».
وألمح هارئيل إلى أن الهجوم في القنيطرة السورية لا يعدو كونه مثل غيره من العمليات العسكرية الإسرائيلية المشابهة، لناحية اتخاذ القرار بشنّه رغم وجود معارضة من جانب ضباط داخل هيئة الأركان وتحذيرهم من عواقب الهجوم. وأضاف أن وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، يؤيد بقوة شنّ هجمات عدوانية كالتي جرت في القنيطرة، وأنه يستند بذلك إلى تجربته «الغنية» في مثل هذه العمليات وأبرزها قيادته لوحدة كوماندوس النخبة «سرية هيئة الأركان العامة» لدى اغتيال القائد الفلسطيني خليل الوزير (أبو جهاد) في تونس في العام 1988.
وكتب هارئيل أن تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بأنّ «حزب الله» ليس معنياً بتصعيد «ما زالت على حالها» راهناً، لكنه لفت الانتباه في الوقت عينه إلى أنّ تقديرات مشابهة كانت موجودة عشية حرب لبنان الثانية، لكن قرارات اتخذها كل من الحزب (مهاجمة دورية وأسر جنديين إسرائيليين)، وإسرائيل (قصف بيوت نشطاء في «حزب الله» بادعاء إخفاء صواريخ فيها) لم تمنع نشوب الحرب في تموز من العام 2006.
«أنفاق الجليل»
تزامناً، ذكرت مصادر عسكرية لموقع «تيك ديبكا الإسرائيلي» أن جيش الاحتلال يتخوّف من قيام «حزب الله» بعملية مفاجئة انتقاماً لمقتل عناصره والضابط الإيراني في غارة القنيطرة. ووفقاً لهذه المصادر فإنّ المتوقع ليس قيام الحزب بإطلاق صواريخ نحو إسرائيل، بل تنفيذ عملية مفاجئة عبر نفق في الجليل الأعلى، أو الجليل الغربي لذلك أعطت قيادة الجيش الإسرائيلي «وحدات حماية القرى التعاونية» و»الكيبوتسات» القريبة من الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا تعليمات بفتح الملاجئ وتحضير السلاح وعدم ترك قراهم. وبحسب الموقع، فقد قام قائد عصبة الجليل في جيش الاحتلال العميد أمير برعام باجتماع لرؤساء القرى التعاونية، قدّم لهم خلاله الإرشادات والتعليمات خشية وقوع رد محتمل من قبل «حزب الله» وتأثيرات هذا الرد على ربع مليون إسرائيلي.
ووفقاً للمصادر، فإن «أحد الأسئلة التي تراود سكان شمال إسرائيل هي ليست مرتبطة بفرضية إطلاق «حزب الله» صواريخ، بل بعملية محتملة عبر أنفاق هجومية لا أحد في قيادة الجيش يعرف مكانها»، إذ وبعد أن برزت بشكل قوي أنفاق غزة خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة والتي كانت تتجه نحو العمق الإسرائيلي، باتت الآن هناك خشية كبيرة في صفوف سكان الشمال من وجود أنفاق مماثلة لـ«حزب الله» في الجليل.
تساؤلات حول دادي
وفي سياق متصل، طرح محللون إسرائيليون عدة تساؤلات حول غارة القنيطرة، وأبرزها ما إذا كانت الاستخبارات الإسرائيلية قد علمت، قبل التنفيذ، بوجود ضابط إيراني كبير، أو أكثر، في قافلة السيارات المستهدفة. وفي هذا الإطار، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ألكس فيشمان، أنه بهذه الغارة «اصطادت إسرائيل ثلاثة عصافير بحجر واحد: انتهاك السيادة السورية، قتل أحد رموز «حزب الله» (جهاد عماد مغنية)، وتصفية جنرال إيراني (في الحرس الثوري محمد علي الله دادي). وبذلك يكون محور الشر إيران، سوريا و«حزب الله» - قد تلقى ضربة مرة واحدة وتعرض لإهانة معلنة وكاوية».
وأضاف فيشمان أنه «بالإمكان الاعتقاد أن منفذي الهجوم لم يعرفوا تماماً هوية المتواجدين في القافلة المستهدفة، وأن الهدف كان مغنية الابن، لكن ليس مؤكدا أبداً أنهم كانوا يعرفون بصورة أكيدة أنّ ضابطاً إيرانياً كبيراً من الحرس الثوري كان موجوداً بينهم».
وأردف فيشمان: في الواقع، مسموح لنا أن نأمل بأنهم (الإسرائيليون) لم يعرفوا، وإلا فإنه توجد هنا مشكلة في التفكير الاستراتيجي»، معرباً عن اعتقاده بأنّ إعلان إيران عن مقتل العميد دادي يعني أنها سترد على هذا الهجوم.
وهل كان الهجوم في القنيطرة السورية رداً إسرائيلياً على التهديدات التي وجّهها إليها أمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله، عبر قناة «الميادين« قبل أيام؟ هذا ليس مؤكداً بحسب فيشمان، لاعتباره أنّ الرد على أقوال نصر الله كان قد اقتصر على إصدار جهاز الأمن الإسرائيلي تعليمات لـ«فرق التأهب» في البلدات عند الشريط الحدودي مع لبنان بالتأهب وعدم مغادرة بلداتهم تحسّباً من «خطط «حزب الله» لاحتلال بلدات في الجليل».
تهديد إيراني
في غضون ذلك، هدد القائد العام للحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري إسرائيل بـ«عواصف مدمرة»، وذلك في بيان بمناسبة مقتل العميد في الحرس الثوري محمد علي الله دادي في الغارة الإسرائيلية الأخيرة على القنيطرة السورية.
وقال جعفري ان «الحرس الثوري برهن وكما في كل الحروب السابقة في لبنان وفلسطين انه سيواصل صموده حتى انهيار الكيان الصهيوني».
وقال اللواء جعفري في بيانه، ان «استشهاد ابناء الامة الاسلامية في القنيطرة يشكل مؤشرا اخر على قرب انهيار الكيان الصهيوني الظالم والارهابي«.
واضاف ان «تركيبة كوكبة شهداء هذه الحادثة اثبتوا ان الثورة الاسلامية قد تجاوزت الحدود الجغرافية وقد تشكلت جبهة اسلامية يعمل مجاهدوها على مد نفوذ الثورة الى داخل اراضيهم في اطار مبادئ واهداف الثورة الاسلامية. ومن هنا فان الاعداء الحاقدين على الاسلام الاصيل يظنون ان بامكانهم منع تحقيق الوعود الالهية عبر الاساءة لنبي الاسلام والمقدسات الاسلامية من جهة ومن خلال اغتيال مجاهدي الثورة الاسلامية، من جهة اخرى».
واضاف ان «جميع الشباب في العالم الاسلامي اليوم هم جهاد مغنية وجميع حراس الثورة الاسلامية هم الله دادي«. وأن «على الكيان الاسرائيلي أن ينتظر عواصف مدمرة وقد جرب غضبنا في الماضي» .
وتابع ان «الحرس الثوري برهن وكما في كل الحروب السابقة في لبنان وفلسطين انه سيواصل صموده حتى انهيار الكيان الصهيوني« وان «الحرس الثوري سيواصل بلا هوادة دعمه للمجاهدين والمقاتلين المسلمين في المنطقة حتى القضاء على جرثومة الفساد وازالتها عن الجغرافيا السياسية للمنطقة».
واوضح اللواء جعفري في بيانه ان «هذه الدماء الزكية التي اريقت من دون حق لهذه الكوكبة من نخبة ابناء الامة الاسلامية، ستسهم يقينا في تعجيل تحقق وعد الامام الخميني في تحرير القدس الشريف».
وفي حصيلة جوجلته للتحليلات والتحذيرات والتقديرات المتداولة في الصحف العبرية، كتب مراسل «المستقبل» في رام الله الزميل أحمد رمضان أنّ المحلّل العسكري في صحيفة «هآرتس«، عاموس هارئيل، رأى أن ثمة سؤالين مطروحين حول هجوم القنيطرة: الأول، ماذا كانت الاستخبارات تعرف قبل الهجوم؟ بينما يتعلق السؤال الثاني بتوقيت العملية قبل الانتخابات. وأشار إلى أن العنوان الذي صدر في عدد أمس الأول من صحيفة «يسرائيل هيوم» شبه الرسمية، لا يترك مجالاً للشك بأن إسرائيل نفذت الهجوم: «قواتنا هاجمت خلية مخرّبين كبار في الجولان السوري». وبذلك فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لا يعقّب على الهجوم، وفي الوقت نفسه يوحي للجمهور الإسرائيلي بأنه يهاجم «الإرهاب».
وألمح هارئيل إلى أن الهجوم في القنيطرة السورية لا يعدو كونه مثل غيره من العمليات العسكرية الإسرائيلية المشابهة، لناحية اتخاذ القرار بشنّه رغم وجود معارضة من جانب ضباط داخل هيئة الأركان وتحذيرهم من عواقب الهجوم. وأضاف أن وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، يؤيد بقوة شنّ هجمات عدوانية كالتي جرت في القنيطرة، وأنه يستند بذلك إلى تجربته «الغنية» في مثل هذه العمليات وأبرزها قيادته لوحدة كوماندوس النخبة «سرية هيئة الأركان العامة» لدى اغتيال القائد الفلسطيني خليل الوزير (أبو جهاد) في تونس في العام 1988.
وكتب هارئيل أن تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بأنّ «حزب الله» ليس معنياً بتصعيد «ما زالت على حالها» راهناً، لكنه لفت الانتباه في الوقت عينه إلى أنّ تقديرات مشابهة كانت موجودة عشية حرب لبنان الثانية، لكن قرارات اتخذها كل من الحزب (مهاجمة دورية وأسر جنديين إسرائيليين)، وإسرائيل (قصف بيوت نشطاء في «حزب الله» بادعاء إخفاء صواريخ فيها) لم تمنع نشوب الحرب في تموز من العام 2006.
«أنفاق الجليل»
تزامناً، ذكرت مصادر عسكرية لموقع «تيك ديبكا الإسرائيلي» أن جيش الاحتلال يتخوّف من قيام «حزب الله» بعملية مفاجئة انتقاماً لمقتل عناصره والضابط الإيراني في غارة القنيطرة. ووفقاً لهذه المصادر فإنّ المتوقع ليس قيام الحزب بإطلاق صواريخ نحو إسرائيل، بل تنفيذ عملية مفاجئة عبر نفق في الجليل الأعلى، أو الجليل الغربي لذلك أعطت قيادة الجيش الإسرائيلي «وحدات حماية القرى التعاونية» و»الكيبوتسات» القريبة من الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا تعليمات بفتح الملاجئ وتحضير السلاح وعدم ترك قراهم. وبحسب الموقع، فقد قام قائد عصبة الجليل في جيش الاحتلال العميد أمير برعام باجتماع لرؤساء القرى التعاونية، قدّم لهم خلاله الإرشادات والتعليمات خشية وقوع رد محتمل من قبل «حزب الله» وتأثيرات هذا الرد على ربع مليون إسرائيلي.
ووفقاً للمصادر، فإن «أحد الأسئلة التي تراود سكان شمال إسرائيل هي ليست مرتبطة بفرضية إطلاق «حزب الله» صواريخ، بل بعملية محتملة عبر أنفاق هجومية لا أحد في قيادة الجيش يعرف مكانها»، إذ وبعد أن برزت بشكل قوي أنفاق غزة خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة والتي كانت تتجه نحو العمق الإسرائيلي، باتت الآن هناك خشية كبيرة في صفوف سكان الشمال من وجود أنفاق مماثلة لـ«حزب الله» في الجليل.
تساؤلات حول دادي
وفي سياق متصل، طرح محللون إسرائيليون عدة تساؤلات حول غارة القنيطرة، وأبرزها ما إذا كانت الاستخبارات الإسرائيلية قد علمت، قبل التنفيذ، بوجود ضابط إيراني كبير، أو أكثر، في قافلة السيارات المستهدفة. وفي هذا الإطار، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ألكس فيشمان، أنه بهذه الغارة «اصطادت إسرائيل ثلاثة عصافير بحجر واحد: انتهاك السيادة السورية، قتل أحد رموز «حزب الله» (جهاد عماد مغنية)، وتصفية جنرال إيراني (في الحرس الثوري محمد علي الله دادي). وبذلك يكون محور الشر إيران، سوريا و«حزب الله» - قد تلقى ضربة مرة واحدة وتعرض لإهانة معلنة وكاوية».
وأضاف فيشمان أنه «بالإمكان الاعتقاد أن منفذي الهجوم لم يعرفوا تماماً هوية المتواجدين في القافلة المستهدفة، وأن الهدف كان مغنية الابن، لكن ليس مؤكدا أبداً أنهم كانوا يعرفون بصورة أكيدة أنّ ضابطاً إيرانياً كبيراً من الحرس الثوري كان موجوداً بينهم».
وأردف فيشمان: في الواقع، مسموح لنا أن نأمل بأنهم (الإسرائيليون) لم يعرفوا، وإلا فإنه توجد هنا مشكلة في التفكير الاستراتيجي»، معرباً عن اعتقاده بأنّ إعلان إيران عن مقتل العميد دادي يعني أنها سترد على هذا الهجوم.
وهل كان الهجوم في القنيطرة السورية رداً إسرائيلياً على التهديدات التي وجّهها إليها أمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله، عبر قناة «الميادين« قبل أيام؟ هذا ليس مؤكداً بحسب فيشمان، لاعتباره أنّ الرد على أقوال نصر الله كان قد اقتصر على إصدار جهاز الأمن الإسرائيلي تعليمات لـ«فرق التأهب» في البلدات عند الشريط الحدودي مع لبنان بالتأهب وعدم مغادرة بلداتهم تحسّباً من «خطط «حزب الله» لاحتلال بلدات في الجليل».
تهديد إيراني
في غضون ذلك، هدد القائد العام للحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري إسرائيل بـ«عواصف مدمرة»، وذلك في بيان بمناسبة مقتل العميد في الحرس الثوري محمد علي الله دادي في الغارة الإسرائيلية الأخيرة على القنيطرة السورية.
وقال جعفري ان «الحرس الثوري برهن وكما في كل الحروب السابقة في لبنان وفلسطين انه سيواصل صموده حتى انهيار الكيان الصهيوني».
وقال اللواء جعفري في بيانه، ان «استشهاد ابناء الامة الاسلامية في القنيطرة يشكل مؤشرا اخر على قرب انهيار الكيان الصهيوني الظالم والارهابي«.
واضاف ان «تركيبة كوكبة شهداء هذه الحادثة اثبتوا ان الثورة الاسلامية قد تجاوزت الحدود الجغرافية وقد تشكلت جبهة اسلامية يعمل مجاهدوها على مد نفوذ الثورة الى داخل اراضيهم في اطار مبادئ واهداف الثورة الاسلامية. ومن هنا فان الاعداء الحاقدين على الاسلام الاصيل يظنون ان بامكانهم منع تحقيق الوعود الالهية عبر الاساءة لنبي الاسلام والمقدسات الاسلامية من جهة ومن خلال اغتيال مجاهدي الثورة الاسلامية، من جهة اخرى».
واضاف ان «جميع الشباب في العالم الاسلامي اليوم هم جهاد مغنية وجميع حراس الثورة الاسلامية هم الله دادي«. وأن «على الكيان الاسرائيلي أن ينتظر عواصف مدمرة وقد جرب غضبنا في الماضي» .
وتابع ان «الحرس الثوري برهن وكما في كل الحروب السابقة في لبنان وفلسطين انه سيواصل صموده حتى انهيار الكيان الصهيوني« وان «الحرس الثوري سيواصل بلا هوادة دعمه للمجاهدين والمقاتلين المسلمين في المنطقة حتى القضاء على جرثومة الفساد وازالتها عن الجغرافيا السياسية للمنطقة».
واوضح اللواء جعفري في بيانه ان «هذه الدماء الزكية التي اريقت من دون حق لهذه الكوكبة من نخبة ابناء الامة الاسلامية، ستسهم يقينا في تعجيل تحقق وعد الامام الخميني في تحرير القدس الشريف».
المصدر: مصادر مختلفة