ساعات من شبح 2006 ومسارعة دولية إلى الاحتواء "حزب الله" يردّ في شبعا... ضمن "قواعد الاشتباك"...نتنياهو هدّد بتكرار تجربة قطاع غزة في لبنان معسكر العمل - ليفني أعطى الجيش غطاء لعملياته.....الجيش طلب إخلاء مخيمات للاجئين السوريين على تلال كفرزبد

الأمم المتحدة قلقة من "خطر إساءة الحسابات" والوصول إلى حرب بين "حزب الله" واسرائيل...قتلى وجرحى إسرائيليون في هجوم شنّته المقاومة في مزارع شبعا تبادل قصف... والاعتداءات أوقعت قتيلاً إسبانياً من "اليونيفيل"

تاريخ الإضافة الجمعة 30 كانون الثاني 2015 - 6:27 ص    عدد الزيارات 1932    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

الأمم المتحدة قلقة من "خطر إساءة الحسابات" والوصول إلى حرب بين "حزب الله" واسرائيل
المصدر: نيويورك – "النهار"... علي بردى
حذر مسؤول رفيع في الأمم المتحدة مما سماه "خطر إساءة الحسابات" ومن وقوع حرب على غرار عام 2006 بين لبنان واسرائيل، داعياً مجلس الأمن الى التدخل لخفض التصعيد.
ورداً على سؤال "النهار" عن الإجتماع الطارىء لمجلس الأمن، قال مندوب فرنسا فرنسوا دولاتر: "نحن قلقون للغاية من التطورات الأخيرة في لبنان. ولهذا دعونا الى هذا الإجتماع الطارىء لمجلس الأمن" الذي سيستمع الى تقرير عن حقيقة ما حصل، مشيراً خصوصاً الى "مقتل رجل حفظ سلام إسباني خلال تبادل النار". وأكد أن "غايتنا هي الإنخراط في عملية خفض التصعيد والحيلولة دون المزيد من التصعيد للوضع. سنوزع مسودة بيان صحافي لإصداره من المجلس".
واستمع أعضاء المجلس الى إحاطة عن التطورات من الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام أدموند موليه. ونقل ديبلوماسيون عن موليه أن "عدداً من الصواريخ أطلق من الوزاني في اتجاه اسرائيل، التي ردت بطلقات مدفعية"، مشيراً الى أن "حزب الله تبنى مسؤولية الهجوم رداً على هجوم القنيطرة". وأفاد أن الجندي من "اليونيفيل" أصيب بجروح "أدت الى وفاته عقب اطلاق النار رداً" على هجوم "حزب الله".
وأضاف أن "الوضع هادىء الآن على طول الخط الأزرق". وحض على "حد أقصى من ضبط النفس". وكشف أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون "أجرى اتصالات مع زعماء اقليميين" للمساهمة في جهود التهدئة. وقال كذلك إن "اليونيفيل عززت وجودها في مكان الحوادث وأطلقت تحقيقاً"، مؤكداً أن "الأولوية هي لخفض التصعيد".
ووصف ما حصل بأنه "انتهاك خطر لوقف العمليات العدائية" ولذلك فإن الأمين العام "قلق للغاية" مما سماه "خطر إساءة الحسابات" ووصول الأمر الى "خطر حرب على غرار ما حصل عام 2006". وشدد على أن "المنطقة لا تحتمل ذلك". ورأى أن "وحدة رؤية مجلس الأمن جوهرية لخفض التوترات".
 وكان ديبلوماسيون افادوا ان مجلس الامن الدولي انعقد عند التاسعة مساء بتوقيت غرينتش، بطلب من فرنسا لبحث احداث العنف بين اسرائيل وحزب الله على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية. ونقل مراسل "النهار" عن مصادر ديبلوماسية رفيعة في مجلس الأمن أن "فرنسا تسعى الى لجم التدهور الاضافي على الحدود".
وذكروا في وقت سابق ان فرنسا طلبت عقد اجتماع عاجل في هذا الخصوص. وقد قتل جنديان اسرائيليان وجندي اسباني يعمل في قوة الامم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) اثر هجوم شنه حزب الله في منطقة محتلة على حدود لبنان.
وقصفت اسرائيل اثر ذلك العديد من القرى في جنوب لبنان حيث توجد مواقع لقوة الامم المتحدة في لبنان والجيش اللبناني.
ودعا سفير اسرائيل لدى الامم المتحدة رون بروسور مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة الى "ادانة حزب الله بلا لبس وعلنا". وقال محذرا "ان اسرائيل لن تبقى مكتوفة الايدي في حين يستهدف حزب الله اسرائيليين".
وقالت الولايات المتحدة من جانبها انها تدعم اسرائيل.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية جينيفير بساكي "ندعم الحق المشروع لاسرائيل في الدفاع عن النفس ونواصل حث جميع الاطراف على احترام الخط الازرق بين اسرائيل ولبنان". واضافت: "ندعو جميع الاطراف الى تفادي اي عمل يمكن ان يؤدي الى تصعيد الوضع".
ويشهد الخط الازرق الذي يحدد الحدود اللبنانية الاسرائيلية بحسب رسم للامم المتحدة اثر انسحاب اسرائيل في 2000 من جنوب لبنان بعد 22 عاما من الاحتلال، حوادث بانتظام.
 
ساعات من شبح 2006 ومسارعة دولية إلى الاحتواء "حزب الله" يردّ في شبعا... ضمن "قواعد الاشتباك"
النهار..
هل يؤدي توازن الرعب والربح والخسارة بين ضربة القنيطرة والرد عليها بضربة مزارع شبعا الى اعادة النصاب الى "ستاتيكو" الاستقرار الذي كان سائدا منذ عام 2006 في الجنوب، ام ان ما جرى يضع لبنان امام واقع تصاعد التوتر جرعة اثر جرعة بما ينذر بانفجار حرب شاملة في لحظة غير محسوبة؟
الواقع ان رد "حزب الله " امس في مزارع شبعا على عملية القنيطرة التي نفذتها اسرائيل قبل عشرة أيام وقتل فيها ستة من كوادر الحزب وأحد القادة العسكريين للحرس الثوري الايراني استتبع معطيات ميدانية واجواء شديدة الخطورة ساعات عدة بعد العملية بدت معها المنطقة الحدودية في الجنوب ومناطق شمال اسرائيل على مشارف استعادة سيناريو اشتعال شرارة حرب 2006 . ذلك ان الحزب الذي سيطل أمينه العام السيد حسن نصرالله غدا بكلمته الاولى بعد عملية القنيطرة استبق هذه الاطلالة برد على الضربة الاسرائيلية فاجأ معظم المراقبين والمعنيين بمكانه وليس بتوقيته باعتبار ان مجمل المعطيات كان يشير الى ان الحزب سيرد في وقت وشيك ولكن من خارج الاراضي اللبنانية. بيد أن الحزب استهدف قافلة عسكرية اسرائيلية من تسع عربات في مزارع شبعا وقصفها بستة صواريخ من طراز "كورنيت" المضادة للدروع والموجهة الكترونيا الامر الذي ادى الى مقتل ضابط وجندي وجرح سبعة آخرين في صفوف القافلة. وأكدت قيادة القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" انها رصدت اطلاق ستة صواريخ نحو اسرائيل من محيط عام منطقة الوزاني شمال الميسات في منطقة عملياتها.
ورد الجيش الاسرائيلي بقصف مناطق كفرشوبا والمجيدية وحلتا والعرقوب بما يفوق الخمسين قذيفة ونجم عن ذلك مقتل جندي اسباني ضمن الكتيبة الاسبانية في قوة "اليونيفيل". وهدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على الاثر "بتكرار تجربة غزة في لبنان"، مشددا على ان الجيش الاسرائيلي "على أتم الاستعداد للتعامل مع الاوضاع الامنية على كل الجبهات وبكل قوة".
وبدا واضحا ان رد الحزب في مزارع شبعا حصرا استهدف تحقيق توازن الردع ضمن تبادل الضربات التي لا تشعل حربا شاملة اذ ان منطقة المزارع المحتلة لا تزال ضمن قواعد الاشتباك منذ 2006 ورد الحزب ادرج ضمن التزامه هذه القواعد. كما ان المعلومات افادت ان الحزب ابلغ اسرائيل عبر الامم المتحدة انه يكتفي بالرد اذا لم تصعد الدولة العبرية الوضع فيما بدا في المقابل ان اسرائيل لن تذهب الى اشعال حرب شاملة وفق توقيت الحزب ومن ورائه ايران.
بيد ان ذلك لم يقلل خطورة اللعب على حافة الهاوية بين الفريقين، اذ تقول اوساط مطلعة واكبت التطورات الميدانية والديبلوماسية امس ان حبس أنفاس حقيقيا ساد طوال اكثر من اربع ساعات بعد توجيه الحزب الصلية الاولى من صواريخه في اتجاه قافلة عسكرية اسرائيلية في مزارع شبعا لمعرفة حقيقة الخسائر البشرية التي أسفرت عنها العملية والتي بلغت قتيلين وسبعة جرحى وكان يمكن ان يتطور الامر الى الاسوأ لو جاءت الحصيلة مطابقة لمعلومات اولية تجاوزت هذه النتيجة . واذ ترجح الاوساط ان يكون الوضع الناشئ ادخل واقعيا في خانة الاحتواء فانها لا تخفي خطورة تصاعد التوتر الذي بات يحاصر لبنان جراء الربط الميداني الطارئ بين جبهتي الجولان ومزارع شبعا من جهة وبروز العامل الاسرائيلي – الايراني في المواجهة من جهة اخرى. كما ان الجانب اللبناني الرسمي بدا في خلفية هذا التصعيد الجانب الاضعف اطلاقا على رغم تشديد لبنان على تمسكه بالقرار 1701 وهو الامر الذي سيترك تداعيات سلبية داخلية برزت ملامحها مع الانتقادات التي وجهتها جهات سياسية داخلية الى "حزب الله" لتفرده تكرارا بقرار الحرب والسلم مع اسرائيل.
اتصالات وتطمينات
وعلمت "النهار" من مصادر وزارية واكبت تطورات الجنوب ان المسؤولين تخوفوا عند قيام "حزب الله" بعملية شبعا من رد إسرائيلي من نوع ما حصل في حرب 2006 أو في حرب "عناقيد الغضب" عام 1996 وهذا ما دفع رئيس الوزراء تمام سلام الى إجراء إتصالات عاجلة دوليا وإقليميا وداخلياً أثمرت تطمينات من مراجع عليا دولية الى أن التطورات الامنية لن تؤدي الى نشوب حرب،, فيما سجل دخول أميركي وفرنسي على خط الاتصالات مع إسرائيل وإيران. وقد عزز منطق عدم التصعيد أن العملية التي نفذها "حزب الله" تمت في منطقة متنازع عليها ولا تزال تعتبرها إسرائيل أرضا سورية محتلة. ومما أثار القلق إصدار الحزب البيان "الرقم واحد" عن العملية مما أوحى ان ثمة بيانات أخرى على ما حصل عام 2006، لكن هذا القلق تبدد لاحقا. إلا ان التوتر لا يزال سائدا باعتبار ان "التطمينات" من الجانب الاسرائيلي لا يمكن الركون اليها.
واذ شدد الرئيس سلام على تمسك لبنان بالقرار 1701، حذر الرئيس ميشال سليمان من "جر لبنان الى خرق هذا القرار" ومن معارك تستفيد منها اسرائيل . كما تساءل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "كيف يسمح حزب الله لنفسه باتخاذ قرارات امنية وعسكرية لا يوافق عليها اللبنانيون". وشددت كتلة "المستقبل" على انه "لا يحق لاي طرف مصادرة ارادة اللبنانيين والحلول مكان السلطات الدستورية". أما رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، فرأى ان "عملية المقاومة ذكرت اسرائيل بأن اللعب بالنار مكلف ولكن هذا لا يمنع اتخاذ الاحتياطات الضرورية لمواجهة اي عدوان". ولفت الى ان "العملية حصلت في الارض السورية في انتظار ترسيم الحدود وهذا ضرب من الذكاء في غاية الاهمية".
واشنطن
وأعربت الولايات المتحدة عن تأييدها لاسرائيل في مواجهتها مع "حزب الله". وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي: "نحن ندعم حق اسرائيل المشروع في الدفاع عن النفس ونواصل دعوة جميع الاطراف الى احترام الخط الازرق بين اسرائيل ولبنان". واضافت ان واشنطن تدين قصف "حزب الله" للموكب العسكري في المنطقة الحدودية التي تحتلها اسرائيل، و"ندعو جميع الاطراف الى الامتناع عن القيام بأي تحرك من شأنه ان يصعد الوضع".
مجلس الامن
وأفاد مراسل "النهار" في نيويورك علي بردى ان الديبلوماسية الفرنسية سعت عبر مجلس الأمن الى لجم أي تدهور إضافي محتمل على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية.
وباشرت البعثة الفرنسية اتصالات مع سائر الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن لإصدار بيان يندد بالتصعيد عبر العملية التي شنها "حزب الله" وبمقتل عنصر من القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" بنيران اسرائيلية.
وحذر مسؤول رفيع المستوى في الأمم المتحدة مما سماه "خطر إساءة الحسابات" ومن نشوب حرب كما عام 2006 بين لبنان واسرائيل، داعياً مجلس الأمن الى التدخل للحد من التصعيد.
ورداً على سؤال لـ"النهار" عن الجلسة الطارئة لمجلس الأمن، قال مندوب فرنسا الدائم لدى الامم المتحدة فرنسوا دولاتر: "نحن في فرنسا قلقون للغاية من التطورات الأخيرة في لبنان، ولهذا دعونا الى هذه الجلسة الطارئة لمجلس الأمن"، مشيراً خصوصاً الى "مقتل رجل حفظ سلام إسباني خلال تبادل النار". وأوضح أن "غايتنا هي الإنخراط في عملية تخفيف التصعيد والحيلولة دون مزيد من التصعيد للوضع. سنوزع مسودة بيان صحافي لإصداره عن المجلس".
واستمع أعضاء المجلس الى إحاطة عن التطورات من الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام أدموند موليه. ونقل عنه ديبلوماسيون أن "عدداً من الصواريخ أطلق من الوزاني في اتجاه اسرائيل، التي ردت بطلقات مدفعية"، مشيراً الى أن "حزب الله تبنى مسؤولية الهجوم رداً على هجوم القنيطرة". وأفاد أن الجندي من "اليونيفيل" أصيب بجروح "أدت الى وفاته عقب اطلاق النار رداً" على هجوم "حزب الله"، وأضاف أن "الوضع هادىء الآن على طول الخط الأزرق". وحض على "حد أقصى من ضبط النفس". وكشف أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون "أجرى اتصالات مع زعماء اقليميين" للمساهمة في جهود التهدئة. ووصف ما حصل بأنه "انتهاك خطر لوقف العمليات العدائية" ولذلك فإن الأمين العام "قلق للغاية" مما سماه "خطر إساءة الحسابات" ووصول الأمر الى "خطر حرب على غرار ما حصل عام 2006". وشدد على أن "المنطقة لا تحتمل ذلك".
وبعد مشاورات استمرت زهاء ساعتين، خرج رئيس مجلس الامن للشهر الجاري المندوب التشيلياني الدائم لدى الامم المتحدة كريستيان باروس ميليت ليدلي بعناصر بيان للصحافة جاء فيه أن مجلس الامن "يندد بأقصى العبارات بوفاة عنصر حفظ السلام من اليونيفيل الذي حصل في سياق تبادل النار على طول الخط الازرق". وعبر عن "تعاطفه العميق" مع ذوي الجندي الاسباني وحكومته.
وعلمت "النهار" ان المشاورات ستظل جارية لاصدار بيان صحافي خلال ساعات للتنديد بمقتل الجندي الدولي. بيد ان ثمة حاجة الى مزيد من المشاورات بين العواصم في حال وجود اتجاه الى التنديد بالاطراف الذين ساهموا في التصعيد.
وقال المندوب الاسباني الدائم لدى الامم المتحدة رومان أويارزون مارتشيزي ان بلاده "تطالب باجراء تحقيق شامل من الامم المتحدة" في مقتل جنديها، مشيرا الى أن هذا الجندي أصيب بنيران أطلقت من الجانب الاسرائيلي.
 
هل تجاوز "حزب الله" بعمليته معادلة التبادل الناري مع إسرائيل؟
النهار..محمد نمر
فعلها "حزب الله" ورد على الغارة الاسرائيلية من لبنان، مشعلاً الحدود بعد استهدافه آلية عسكرية من طراز "هامر" سقط على اثرها قتيلان و7 جرحى في صفوف الجنود الاسرائيليين، فيما قتلت اسرائيل بقذائفها أحد جنود "اليونيفيل" من الكتيبة الاسبانية، وبذلك تحوّل السؤال "المعجزة" لدى الرأي العام من: أين ومتى يرد الحزب، إلى هل تندلع حرب مشابهة بما جرى في تموز 2006 بعد اجتياز "حزب الله" الخط الأزرق واستهداف دورية اسرائيلية وسحب جثتي جنديين اسرائيليين.
يأتي الاستهداف تزامناً مع قيام الجيش الاسرائيلي بأعمال حفر وتنقيب في قرية زرعيت المجاورة للحدود اللبنانية بحثاً عن أنفاق لـ"حزب الله"، وقبل يومين من خطاب للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله الذي بات لديه ما يشفي فيه غليل جمهوره بعد الغارة الاسرائيلية التي قضى فيها مجموعة من عناصر الحزب.
يصف العميد المتقاعد أمين حطيط العملية التي تبناها "حزب الله" بـ"النوعية، نفذتها المقاومة في أرض محتلة وتعتبر من عمليات "الفئة الأولى" ذات البعد المزدوج الميداني والعملاني المباشر والاستراتيجي الكبير"، مشيراً إلى انها "تؤدي إلى تثبيت معادلة الردع، وتحرج اسرائيل وتفهمها ان محاولتها كسر هذه المعادلة ذهبت سدى وان القبول بالنتائج سيثبت المعادلة والانزلاق إلى تصعيد يرتد على اسرائيل سلبا".
في رأيه أنه "رغم الخسائر التي وقعت في اسرائيل فان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يستطيع في هذه الفترة أن يتجه نحو حرب من دون قرار أميركي، وذلك لأسباب ومتغيّرات اقليمية ودولية، ويبدو أن القرار الأميركي متعذرا".
تحت السقف
يتفق العميد المتقاعد وهبي قاطيشا مع هذا الرأي ويعتبر أن العملية التي قام بها "حزب الله" لا تزال "بسيطة وتحت سقف التبادل الناري بين الطرفين"، مضيفاً: "اسرائيل سترد ولكن في شكل محدود". وفي رأيه ان "حزب الله ليس في وارد استدراج اسرائيل إلى عمل كبير أشبه بحرب".
ويقارن بين العملية الأخيرة وما جرى في "تموز 2006، مذكراً بأن "حزب الله في عمليته السابقة اجتاز الخط الأزرق وقتل اسرائيليين وسحب جثثاً منهم، فردت اسرائيل بحرب تموز". ويرى أن الحزب "لن يقدم بعد الآن على حرب مفتوحة مع اسرائيل على الحدود، قد يتحارب معها في الجولان أو بلغاريا او اوروبا او غيرها، عبر عمليات محددة، فضلاً عن أن "حزب الله" يدرك تماماً أن شعبه لم يتحمل مثل هذه الحروب، فضلاً عن سائر اللبنانيين الذين يرفضون هذا الوضع من اساسه".
أما العميد خليل الحلو فيؤكد ان في العملية "خطورة ومغامرة كبيرة"، ويقول: "اذا ردت اسرائيل في شكل محدود فنكون نجونا، ويكون حزب الله قد رد اعتباره وانتهت بجملة ردود من الطرفين، لكن إذا تخطت ذلك فستكون الامور كارثية".
ويوضح أن "اسرائيل كانت تضع حدود اللعبة، ومنذ سنة ونصف سنة شنت غارات عدة على سوريا، استهدفت صواريخ "الياخوت" التي تشكل خطراً على اسطولها، وقصفت صواريخ فجر 110 واستهدفت عناصر "حزب الله"، فهي ارادت ان تقول ان هذا النوع من الاسلحة المتطورة ممنوع وصوله الى لبنان وحزب الله".
عقيدة شارون
ويذكر بعقيدة أرييل شارون في الرد على لبنان والتي لا تقتصر الضربات فيها على مواقع "حزب الله" فحسب، بل تشمل كل لبنان، وتكون باستهداف الكهرباء والمرفأ والمطار وسد القرعون ومواقع حساسة أخرى "تعيدنا إلى العصر البرونزي"، وبحسبه، "جاءت هذه العقيدة الجديدة بعدما فازت اسرائيل بالقرار 1701 الذي صنعته، فهي كانت تريد 17 الف جندي دولي في الجنوب ومنطقة عازلة لا وجود لحزب الله فيها، فأتت حرب تموز وفرضت القرار".
يتوقف إمكان اندلاع الحرب المفتوحة بين الطرفين على "القرار الأميركي"، ويقول الحلو: "ايران اليوم تريد أميركا وضرباتها الجوية لداعش، وأميركا تريد ايران لأن جنوب العراق يغيب فيه أي وجود للحكومة بالمعنى الكلاسيكي، فهذه الحاجة المتبادلة تقتضي بأن لا تضرب اسرائيل حلفاء ايران في مناطق في لبنان او مناطق النظام السوري"، مضيفاً: "دائماً تقدم اميركا على لجم اسرائيل، وحتى الآن ما قامت به من رد على العملية أمر طبيعي تنفذه عبر مدفعيتها رداً على كل اعتداء، لكن المجهول يكمن في قرار خلية الأزمة والحكومة المصغرة التي لا ترد على أميركا".
 
قتلى وجرحى إسرائيليون في هجوم شنّته المقاومة في مزارع شبعا تبادل قصف... والاعتداءات أوقعت قتيلاً إسبانياً من "اليونيفيل"
النهار..
استعاد اللبنانيون عموماً والجنوبيون خصوصاً، بعض المشاهد السوداء التي غابت عن أذهانهم منذ انتهاء العدوان الاسرائيلي عام 2006، وعاشوا طوال أكثر من ساعتين أمس، فصلاً من فصول الاعتداءات الاسرائيلية على القطاع الشرقي للجنوب، حيث قتل بقصف إسرائيلي أحد جنود الكتيبة الاسبانية العاملة في "اليونيفيل"، في أعقاب هجوم شنته "المقاومة الاسلامية" على قافلة عسكرية في مزارع شبعا المحتلة وأوقعت في صفوفها قتلى وجرحى.
مراسلة "النهار" في مرجعيون رونيت ضاهر افادت ان مجموعة صواريخ انطلقت من منطقة الوزاني في اتجاه الأراضي المحتلة، قرابة الحادية عشرة قبل ظهر أمس، تزامنا مع هجوم المقاومة، استهدف بعضها أهدافاً في بلدة الغجر وبعضها الآخر مواقع اسرائيلية.
وردت المدفعية الاسرائيلية بقذائف فوسفورية وانشطارية على محيط بلدات الوزاني والغجر والعباسية، حيث قتل جندي اسباني في مركز للكتيبة الاسبانية في العباسية قبالة الغجر.
تزامنا، حلق الطيران الحربي الاسرائيلي وطائرة استطلاع من دون طيار في اجواء المنطقة على علو مخفوض طوال النهار وحتى المساء.
وأثار القصف تخوف المواطنين، اذ اقفلت المدارس وشلّت الحركة لساعات في الوزاني حتى المساء. وروى مواطنون من البلدة كيف انهمرت القذائف كالمطر على محيط البلدة، مما ادى الى هروب رعاة الماشية الذين كانوا قرب الحدود.
وكتب مراسل "النهار" في حاصبيا سعيد معلاوي أن مجموعة من "حزب الله" توغلت أكثر من كيلومتر في الطرف الجنوبي لمزارع شبعا المحتلة، وأطلقت عدداً من القذائف الصاروخية المضادة للدروع على موكب عسكري إسرائيلي من نحو 10 آليات هامر وناقلات جند "أم 113" وسيارات جيب. وشوهدت بعد الهجوم اعمدة من الدخان الأسود تتصاعد من المكان، فيما عمدت المدفعية الاسرائيلية من عيار 120 و155 ميلليمتراً، الى قصف محاور المزارع المحتلة ومسالكها، تؤازرها مرابض المدفعية المنصوبة في الجولان المحتل، وصولاً الى مزرعة المجيدية حيث يتمركز الجيش اللبناني، وبلدة العباسية حيث تضرر موقعان متجاوران للجيش و"اليونيفيل" بفعل الشظايا.
كذلك توسعت رقعة القصف لتشمل محيط بلدة الغجر السورية، وأطراف مزرعة حلتا والضواحي الجنوبية لبلدة كفرشوبا، إضافة الى محيط المواقع الاسرائيلية في تلال كفرشوبا وهي رويسات العلم ورويسة السماقة وتلة الرمثا. كما مشطت حاميات هذه المواقع بأسلحة رشاشة مختلفة الأماكن المجاورة لها والأحراج القريبة.
وتدخلت مدفعية "حزب الله" وراجماته الصاروخية، وقصفت أكثر من موقع إسرائيلي، بحيث وصل معدل سقوط القذائف من الجانبين الى خمس قذائف، في ظل تحليق طائرات حربية وأكثر من أربع طائرات استطلاع.
وأفادت مراسلة "النهار" في بنت جبيل هند خريش ان حالاً من الخوف والحذر سيطرت على السكان في قضاء بنت جبيل، في أعقاب عملية المزارع، وتوافد الاهالي الى المدارس لإعادة اولادهم الى المنازل، فيما تهافت آخرون على محطات الوقود لتزويد سياراتهم مادة البنزين تحسباً لأي طارئ. بينما عمل بعضهم على تزوّد المؤن. وسمعت أصوات صفارات الإنذار التي أطلقت في قواعد "اليونيفيل" في القطاع الغربي. وعلمت "النهار" ان "اليونيفيل" طلبت الى العاملين في قواعدها النزول الى الملاجئ والمخابئ، وعدم الخروج الا بعد السماح لهم بذلك. وحلق الطيران الحربي والاستطلاعي الاسرائيلي فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط بعد الهجوم، واستمر الى بعد الظهر، وسط حذر شديد خيّم على جانبي الحدود في هذين القطاعين.
وأورد مراسل "النهار" في النبطية سمير صباغ أنه ما إن انتشر خبر استهداف قافلة إسرائيلية، حتى تسمر "النبطانيون" على شاشات التلفزيون فخلت الأسواق التجارية تدريجاً من روادها، إلا أنهم لم يبادروا الى الاحتفال في الشوارع، كما حصل عشية خطف الجنديين الإسرائيليين صيف 2006، بل عمد عدد منهم الى استعادة أولادهم من المدارس.
وعلقت مهنية النبطية الرسمية الدروس إفساحاً في المجال أمام مغادرة طلابها الوافدين من المناطق الحدودية، وأقفلت المراكز المعتمدة لتعليم اللاجئين السوريين، فيما توافقت المصارف على الإقفال الثالثة بعد الظهر، في ظل شبه انعدام للحركة في اتجاهها، وفقاً لما افادت به مصادر مصرفية.
"اليونيفيل"
في الناقورة، أكد الناطق باسم "اليونيفيل" اندريا تينينتي "مقتل جندي لحفظ السلام"، مشيراً الى "أننا ننظر في ملابسات هذا الحادث المأسوي" الذي وقع في بلدة الغجر.
وأوضح أن "اليونيفيل" على اتصال وثيق بكل الاطراف، وحض على ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس لمنع التصعيد".
"المقاومة الاسلامية"
وأصدرت "المقاومة الاسلامية" بياناُ يحمل الرقم 1، جاء فيه: "الساعة 11:25 صباح هذا اليوم (أمس)، قامت مجموعة شهداء القنيطرة الأبرار في المقاومة الإسلامية، باستهداف موكب عسكري إسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، مؤلف من عدد من الآليات، ويضم ضباطاً وجنوداً صهاينة، بالأسلحة الصاروخية المناسبة، مما أدى إلى تدمير عدد منها ووقوع إصابات عدة في صفوف العدو".
 
نتنياهو هدّد بتكرار تجربة قطاع غزة في لبنان معسكر العمل - ليفني أعطى الجيش غطاء لعملياته
النهار..رام الله - محمد هواش
هدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بتكرار تجربة غزة في لبنان بعد العملية التي نفذها "حزب الله" انتقاما لمقتل ستة من عناصره وجنرال ايراني في القنيطرة الاسبوع الماضي. ووصف الجيش الإسرائيلي الهجوم على الدورية الاسرائيلية في منطقة مزارع شبعا بانه "لن يكون الاخير" وانه يتوقع "سلسلة هجمات اخرى". ونقلت مواقع اخبارية اسرائيلية عن مصادر عسكرية اسرائيلية أن" الجيش اعد بنك اهداف لبنانية لضربها وتدميرها اذا استمر القتال الامر الذي أكده أيضا الناطق العسكري الإسرائيلي".
ونفى الناطق باسم الجيش الاسرائيلي "نفيا قاطعا أسر جندي اسرائيلي خلال العملية ". وأقر ضابط إسرائيلي رفيع لموقع " يديعوت احرونت " الالكتروني بمقتل الجندي الاسباني الذي يعمل في "اليونيفيل" بنيران إسرائيلية.
وقال الضابط الاسرائيلي "لقد أصيب الجندي الاسباني بشظايا قذائف هاون قمنا بإطلاقها، واتصلنا فورا بالامم المتحدة ونحن نأسف لهذا الحادث وسنجري تحقيقا خاصاً به، ولا نية لدينا لضرب قوة الأمم المتحدة".
ووصل رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال بيني غانتس الى قيادة المنطقة الشمالية وعقد جلسة تقويمية خاصة مع قائد المنطقة وضباطها الكبار.
نتنياهو
وصرح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بان "الجيش الاسرائيلي على أتم الاستعداد للتعامل مع الاوضاع الامنية على كل الجبهات وبكل قوة"، مشيرا الى"انه يرد في هذه اللحظات على الاعتداءات على حدود اسرائيل الشمالية". واضاف خلال زيارته امس بلدة سيدروت جنوب اسرائيل انه "يقترح على كل من يحاول ان يتحدانا على الحدود الشمالية ان يتذكر ما كان قد وقع في قطاع غزة حيث تكبدت حركة حماس اقوى ضربة لها منذ تأسيسها" .
وقطع نتنياهو زيارته لسيدروت التي وضع فيها حجر الاساس لحي جديد وغادر الى تل ابيب واجرى مشاورات مع قادة الجيش والاجهزة الامنية في شأن التطورات على الحدود الشمالية.
ليبرمان
ورأى وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان من العاصمة الصينية بيجينغ انه "يجب تغيير السياسة التي انتهجتها اسرائيل حتى الان والرد على اطلاق الصواريخ باتجاه الاراضي الاسرائيلية بمنتهى الصرامة كما كانت الصين او الولايات المتحدة سترد على أحداث مماثلة" .
وقال خلال اجتماعه امس مع وزير الخارجية الصيني وانغ اي انه يتوقع ان تؤيد الدول في العالم رد الفعل الاسرائيلي.
وصرحت الرئيسة المشتركة لقائمة "المعسكر الصهيوني" تسيبي ليفني بالقول انه "يجب على ايران او منظمة حزب الله ان تعيا ان رد اسرائيل على استهداف جنود الجيش الاسرائيلي او المدنيين سيكون صارما وبلا هوادة".
واضافت انها تعلم من خلال مشاركتها في مداولات المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والامنية خلال العامين الماضيين ان الجيش مستعد على اكمل وجه لاي سيناريو قد يحدث وعلى كل الجبهات".
الامم المتحدة
وأبلغت اسرائيل مجلس الأمن بأنها "ستتخذ كل الاجراءات الضرورية للدفاع عن نفسها بعد تبادل لاطلاق النار مع مقاتلي "حزب الله" أثار المخاوف من نشوب حرب واسعة النطاق.
وقال السفير الاسرائيلي لدى الامم المتحدة رون بروسور في رسالة الى مجلس الأمن: "اسرائيل لن تقف مكتوفة الايدي بينما يستهدف حزب الله الاسرائيليين! اسرائيل لن تقبل اي هجوم على اراضيها وستمارس حقها في الدفاع عن النفس وستتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية شعبها".
ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية بعد العملية مخاوف من تطور الاوضاع الى حرب شاملة.
وقالت القناة الثانية الاسرائيلية إن رئيس الأركان الاسرائيلي بيني غانتس وصل إلى مقر القيادة العسكرية الشمالية في "صفد" للاجتماع بقادة هذه المنطقة والاطلاع عن قرب على تطور الأوضاع قبل ان يتوجه إلى مقر القيادة العامة في تل أبيب "كرياه" للمشاركة في جلسة تقدير الموقف التي سيعقدها نتنياهو ووزير الدفاع موشي يعالون ".
"رسائل تهدئة"
وتناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة ما قالت انه "رسالة تهدئة نقلها حزب الله إلى إسرائيل مفادها بأنه سيكتفي بهذه العملية ولن يصعد الأوضاع اذا قبلت إسرائيل بذلك وأشبعته تحليلا وتمحيصا".
وقالت "القناة الثانية" التلفزيونية على لسان مراسلها العسكري روني دانيال إن "على إسرائيل ان ترفض هذه الدعوة".
 
رصاص ابتهاج... وقلق من الأسوأ
النهار..
أطلقت عيارات نارية في بيروت وضاحيتها الجنوبية بعد ظهر أمس، ابتهاجاً بالهجوم الذي شنه "حزب الله" على قافلة إسرائيلية، وإيقاعه في صفوفها قتلى وجرحى. بينما حزم سكان في الضاحية الجنوبية حقائبهم واستعدوا لإخلاء بيوتهم التي قصفتها إسرائيل بكثافة عام 2006.
 
الجيش طلب إخلاء مخيمات للاجئين السوريين على تلال كفرزبد
المصدر: زحلة – "النهار"
أوجبت الجبهة الملتهبة على الجانب السوري من سلسلة جبال لبنان الشرقية الحدودية، من كفير يابوس امتدادا الى الزبداني، بين الجيش السوري النظامي والمعارضة المسلحة، اتخاذ اجراءات احترازية على الجهة المقابلة لها بقاعا على الجانب اللبناني من السلسلة. اذ طلب الجيش من مخيمات السوريين على سفح السلسلة في منطقة كفرزبد الانتقال الى مكان آخر تحسباً لتسرب مقاتلين من خلال المعابر الجبلية واتخاذهم هذه المخيمات ملاذا ومدنييها درعا لهم. وهذا ما لاقى ارتياحا لدى الاهالي، كمثل اهالي محلة المشرفة، الذين يقضون لياليهم قلقين تقضّ مضاجعهم أصوات القصف والمعارك، ويسهر شبانهم متيقظين، هم الذين يعرفون جيدا هذه المسالك الجبلية التي كانت لغاية 2005 – 2006 معابر ناشطة للتهريب بشاحنات بيك – اب وعلى البغال.
وبالفعل بدأ السوريون من سكان المخيمات الثلاثة بتفكيك خيمهم قبل انتهاء المهلة، التي حددت لهم الثانية عشرة ظهر الخميس، مطالبين بتمديد المهلة بضعة ايام ريثما يجدون قطعة ارض جديدة يستأجرونها، فيما باتت منطقة سفح السلسلة الشرقية وصولا الى الطريق العامة ممنوعة على المخيمات. علما ان اجراءات الجيش الاحترازية، ستشمل تدريجا كل المخيمات في محيط قاعدة رياق الجوية. وكانت هذه المخيمات أبلغت قبل العاصفة الثلجية بضرورة ايجاد مكان بديل، وقد جدد هذا الامر لبعضها مع مهلة حاسمة بالمغادرة من تلقائها.
 
سخونة تلفّ حدود لبنان من أقصاه إلى أقصاه ومجلس الأمن يلتئم
الجمهورية...
خطفَت عملية شبعا التي نفّذها «حزب الله» ضدّ قافلة إسرائيلية كلّ الأضواء السياسية بفعل المخاوف من تطوّر المواجهة إلى حرب إقليمية مفتوحة تعيد استنساخ تجربة تمّوز 2006 بصيغة كانون الثاني 2015. ولكن ما قلّل من تلك المخاوف ثلاثة اعتبارات: الاعتبار الأوّل، هو أنّ «حزب الله» لم يكن المبادر في المواجهة مع إسرائيل، بل هو في موقع ردّ الفعل على الفعل الإسرائيلي في القنيطرة، وبالتالي كان من المتوقع في إطار المواجهة الأمنية المفتوحة بينهما أن يردّ الحزب الذي لم يكن بإمكانه تجاهل عملية القنيطرة. الاعتبار الثاني يتصل بجغرافية العملية من خلال مزارع شبعا، حيث إنّ «حزب الله» لم يتجاوز بهذا المعنى القرار 1701، بل نفّذَ عمليته ضمن منطقة اشتباك طبيعية قاطعاً عبرَها الطريق على أيّ تأويلات، ومظلّلاً نفسَه بالبيان الوزاري وحقَّه بتحرير أرض محتلة. الاعتبار الثالث، هو أنّه لا يُفترَض بإسرائيل أن تتذرّع بعملية «حزب الله» للذهاب نحو حرب إقليمية، لأنّ ما حصل لا يخرج عن سياق الردّ. وفي هذا الوقت تسارعَت الاتصالات من أجل احتواء الوضع ولجمِ التصعيد والتوتّر، فتلقّى لبنان مزيداً من الضمانات والتطمينات بأنّ ما حصل قد توقّفَ عند حدود ما سجَّلته الاعتداءات الإسرائيلية من أعمال قصف طاوَلت المدَنيين في القرى الجنوبية، إلّا أنّ لبنان دخل مع عملية شبعا في مرحلة جديدة حوّلت كلّ الحدود اللبنانية إلى حدود ساخنة في مواجهة مع الإرهابيين والإسرائيليين معاً.
قفزَ الوضع في الجنوب الى الواجهة، وأضحى الترقّب سيّد الموقف بعد العملية التي نفّذها «حزب الله» في مزارع شبعا المحتلة ضد موكب عسكري لإسرائيل التي اقرّت بمقتل جنديين لها، احدهما قائد سرية، وجرح سبعة آخرين، وردّت بقصف مناطق في الجنوب، فيما سقط لـ«اليونيفيل» شهيد من الكتيبة الاسبانية خلال تبادل لإطلاق النار بين اسرائيل والحزب.

ومع انّ ما حدث امس خطف الاضواء وأشاح الاهتمام عن متابعة اجواء اللقاءات الحوارية وجلسة انتخاب رئيس جمهورية جديد والتي ارجئت الى 18 شباط المقبل، لعدم اكتمال النصاب، الّا انّه حرّك المخاوف مجدداً من إمكانية هزّ جبهة الجنوب على نطاق واسع او جرّ لبنان الى مغامرة غير محسوبة النتائج وإعادته ساحة لتبادل الرسائل الاقليمية، كما إعادة عقارب الساعة الى الوراء، خصوصاً بعدما جددت ايران تهديداتها لاسرائيل كاشفة عن رسالة ارسلتها الى واشنطن عبر مكتب رعاية المصالح الاميركية في السفارة السويسرية في طهران تؤكد فيها انّ اسرائيل دخلت الخطوط الحمر لايران، وعليها ان تنتظر عواقب عملها.

وإزاء التوتر العسكري عند الحدود اللبنانية-الإسرائيلية وتنامي المخاوف من ردة فعل اسرائيل التي دعت عصراً المستوطنين للعودة الى منازلهم والحياة الطبيعية مع اتّخاذ تدابير الحيطة والحذر، سارع لبنان الرسمي الى تأكيد تمسّكه بالقرار 1701، وقرر مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع لبحث التوتر بين اسرائيل والحزب، وأشار سفير فرنسا في الامم المتحدة فرنسوا ديلاتر خلال توجهه الى قاعة الاجتماع الى أن «هدفنا هو التهدئة ومنع أي تصعيد للوضع».

وقد علّقت جلسة مجلس الأمن لمدّة عشرين دقيقة بهدف التشاور مع عواصم القرار، وقد استمرت حتى وقت متقدم من فجر اليوم، حيث استمع أعضاء المجلس الى التطورات من الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام أدموند موليه.

امّا واشنطن فوصفَت عملية مزارع شبعا بأنّها «حادثة خطيرة». لكنها رأت انها «لا تستدعي نشوب حرب». وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين ساكي، إنّ المسؤولين الأميركيين «لا يريدون أن يروا تصعيداً للوضع.

ويتعيّن على جميع الأطراف أن تتجنّب أيّ عمل من شأنه تهديد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا.» وأضافت: «نؤيّد حق إسرائيل الشرعي في الدفاع عن نفسها، وكنّا واضحين في إبداء مخاوفنا بشأن حالة عدم الاستقرار الإقليمي التي سبّبتها الأزمة في سوريا».

رقم 1

وكان «حزب الله» سارع في بيان حملَ الرقم 1 إلى تبنّي العملية، مشيراً الى انّ «مجموعة شهداء القنيطرة الأبرار في المقاومة الإسلامية» استهدفت الموكب «المؤلف من عدد من الآليات، ويضمّ ضبّاطاً وجنوداً صهاينة، بالأسلحة الصاروخية المناسبة، ما أدّى إلى تدمير عدد منها ووقوع إصابات عدة في صفوف العدوّ».

وشكّل حادث الامس اوّل ردّ للحزب على اعتداء القنيطرة، والذي اسفرَ عن استشهاد ستة من كوادره، وهو أتى قبل يومين على كلمة الامين العام للحزب السيّد حسن نصر الله وبعد ساعات على التوتر الذي شهدته جبهة الجولان.

وفي معلومات لـ«الجمهورية» انّ عبارة الرقم 1 التي حمَلها بيان الحزب تُعدّ جزءاً كبيراََ من ردّه على اعتداء القنيطرة، وعملاً متقناً في إطار الحرب النفسية التي يمارسها، وهي تذكّر بالعبارة الشهيرة للسيّد نصرالله في العام 2006 عندما قال «إذا اردتموها حرباً مفتوحة فلتكن»، فهو هدّد اسرائيل في حينه بالحرب المفتوحة لفظياً امّا الآن فيتوعّدها بأنه جاهز للحرب اذا صعّدت، ولكن بعبارة رقميّة». وفي سياق متصل يُذكر أنّ الاحتفالات عمّت الضاحية الجنوبية فرحاً بنجاح العملية.

إسرائيل

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي عقد اجتماعاً استثنائياً مع كبار القادة الأمنيين «إنّ الذين يقفون وراء الهجوم سيدفعون الثمن». واتّهم ايران باستخدام «حزب الله» لضرب اسرائيل عند حدودها الشمالية.

واعتبر «انّ الحكومة اللبنانية ونظام الاسد يتقاسمان ايضاً مسؤولية تداعيات الهجمات التي شُنّت من اراضيهما على دولة اسرائيل». وقال إنّ «إيران تحاول ومنذ مدّة وعن طريق «حزب الله» انشاء جبهة إرهابية بمرتفعات الجولان، وعليه نحن نعمل بقوّة ومسؤولية ضد هذه المحاولات

وكان نتنياهو دعا «كلّ مَن يحاول ان يتحدّانا على الحدود الشمالية ان يتذكّر ما كان قد وقع في قطاع غزة، حيث تكبّدت حركة «حماس» اقوى ضربة لها منذ تأسيسها».

إيران

في هذا الوقت، جدّدت ايران تهديداتها لإسرائيل، وأعلن «الحرس الثوري» وقوفَه الى جانب «المقاومة الاسلامية» في كلّ ساحات المعارك ضد اسرائيل.

ودعا نائب القائد العام لـ»الحرس الثوري» اسرائيل الى انتظار انتقامه وقال: «نحن سنحدّد موعد ومكان الرد»، وقال: «إنّنا لم نُخلق من اجل ان نأخذ الاوامر من اليهود والنصارى».

سلام تلقّى تطمينات

ودان رئيس الحكومة تمّام سلام التصعيد العسكري الاسرائيلي، الذي «من شأنه ان يفتح الباب امام احتمالات خطيرة ليست في مصلحة السلم والاستقرار في المنطقة».

وإذ أكّد تمسّك لبنان بالقرار 1701 بكافة مندرجاته اعلنَ «انّ لبنان يضع الأسرة الدولية أمام مسؤولياتها ويدعوها الى كبح أي نزعة اسرائيلية للمقامرة بالأمن والاستقرار في المنطقة». وشدّد على أنّ «لبنان بكل فئاته وتلاوينه وقواه السياسية يقف صفّاً واحداً خلف القوى المسلحة الشرعية في مهمّتها المتمثلة في الدفاع عن ارضه وأمن ابنائه».

وكشفَ زوّار سلام لـ«الجمهورية» انّه تلقّى من خلال الإتصالات التي أجراها معه سفراء عرب وأجانب مزيداً من التطمينات بأنّ المجتمع الدولي لن يوفّر وسيلة للحفاظ على الوضع المستقر وحصر انعكاسات العدوان الاسرائيلي بما حصلَ حتى ما بعد ظهر أمس.

وأشاروا إلى أنّ الإتصالات التي تلقّاها من كل من السفير الاميركي ديفيد هيل والسفير البريطاني توم فليتشر وممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ حملت مزيداً من الضمانات والتطمينات بأنّ ما حصل قد توقّف عند حدود ما سجّلته الإعتداءات الإسرائيلية من اعمال قصف طاوَلت المدنيين في القرى الجنوبية.

لا مقارنة

وعشيّة جلسة مجلس الوزراء، نفى مصدر وزاري لـ«الجمهورية» ان تكون الظروف التي تشهدها البلاد كما كانت عشية 12 تمّوز العام 2006 عندما أسَرَ الحزب جنديين إسرائيليين على الخط الأزرق وقبل ساعات على بدء حرب تموز 2006 التي انتهت بالقرار 1701. وقال إنّ الحادث سيحضر بقوة امام مجلس الوزراء في جلسته اليوم وسيكون الملف الرئيس قبل البحث في ايّ بند.

جعجع

وشدّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على انّه لا يحق لـ«حزب الله» توريط الشعب اللبناني في معركة مع إسرائيل مؤكّداً انّ هناك حكومة ومجلس نواب يقرّران هذا الموضوع.

«
المستقبل»

وجددت كتلة «المستقبل» التأكيد «انّ القرارات المصيرية والوطنية بما فيها قضايا الحرب والسلم هي من مسؤولية مجلس الوزراء الذي أناطه الدستور هذه الصلاحية، ولا يحق لأي طرف كان مصادرة إرادة اللبنانيين والحلول مكان سلطاته الدستورية المناط بها اتخاذ القرارات الوطنية».

جنبلاط

بدوره، اعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، «أنّ عملية المقاومة ذكّرت اسرائيل بأنّ اللعب بالنار مكلِف. لكن هذا لا يمنع من اتخاذ الاحتياطات الضرورية لمواجهة ايّ عدوان». وقال: «وفي المناسبة جرت العملية في الارض السورية بانتظار ترسيم الحدود، وهذا ضربٌ من الذكاء في غاية الاهمّية.

«8
آذار»

وقالت مصادر في قوى 8 آذار لـ«الجمهورية» انّ القرار 1701 لا يلغي المقاومة بل ينصّ على تكليف الامين العام للامم المتحدة بإيجاد السبل لحلّ مشكلة مزارع شبعا وإعادتها الى لبنان، والأمم المتحدة قصّرَت ولا يمكن للبنان ان ينتظر حتى نهاية العالم كي يحرّر أرضه، وبالتالي المقاومة حقّ مشروع مقدّس ومكرّس في ميثاق الامم المتحدة، ولكن التمسّك بالقرار 1701 لا يتناقض مع التمسك بالمقاومة. وبالتالي لا نعتبر انّ هناك انقساماً داخلياً في لبنان، وذلك لن يؤثّر على مسيرة الحوار».

داغر لـ«الجمهورية»

وقال العميد المتقاعد ريشار داغر لـ«الجمهورية»: «بغَضّ النظر عن موقفنا المعارض لتدخّل الحزب في سوريا وللسلاح غير الشرعي، نعتبر انّ ما جرى هو ردّ الضرورة، إذ إنّ الحزب بات بعد اعتداء القنيطرة في موقف حرِج، فهو من جهة لا يستطيع «ابتلاع» هذا الاعتداء الذي أودى بقياديين كبار له، ومن جهة اخرى لا يستطيع الردّ بشكل ينزلق فيه الوضع في الجنوب الى حرب واسعة او تدهوُر عسكري كبير.

فما جرى إذن هو ردّ الضرورة الذي لا يستطيع الحزب التهرّب منه، وفي الوقت نفسه ردّ محدّد بعناية ومحدود ومتوازن بشكل يوصل فيه رسالتَه بأنّه لن يقف مكتوف الايدي حيال ايّ اعتداء يتعرّض له، وسيردّ وفي الوقت نفسه بدون أن يؤدّي الى انزلاق الوضع في الجنوب أو في غير مكان الى حرب أوسع أو الى تدهور عسكري كبير».

وعن الرد في مزارع شبعا وليس في القنيطرة، أجاب داغر: «في رأيي لقد ردّ حيث يملك حرّية القرار في الردّ، فهو أوّلاً لا يستطيع التحرّك عسكرياً في القنيطرة من دون موافقة النظام السوري وإيران، وثانياً منطقة الجولان منطقة حساسة وخطرة وأيّ تجاوز للخطوط الحمر فيها يؤدّي الى انفجار واسع، وهنا تصبح القضية اكبر من قدرته على اتّخاذ قرار.

في القنيطرة والجولان هو ليس صاحب القرار، وطبعاً لا يستطيع ايضاً الرد عبر طرفي الحدود لأنّ ذلك سيستهدف مناطق مدنية او سيضطرّ للتسَلل، ما سيؤدّي الى تدهور واسع وضرب للقرار 1701 ، لذلك فإنّ اختيار مزارع شبعا له دلالاته التي تصبّ في إطار ردّ الضرورة المتّزن والمحدود، أي نختار أرضاً لبنانية محتلة كي نردّ، وهذا حقّ طبيعي لنا، وهنا سيعتبر الحزب، كما سينظر الرأي العام الدولي والاسرائيلي الى انّ ما حصل هو ضمن الهوامش «المسموح التحرّك فيها»، ففي المزارع هامش معيّن التحرّكُ فيه مسموح، فيستعمله الحزب ليردّ.

ثمّ هناك أمر آخر للدلالة على ردّ الضرورة، فالحزب استهدف قافلة عسكرية ولم يلجأ الى إطلاق الصواريخ على الداخل الاسرائيلي على مناطق مدنية آمنة كي لا يثارَ الراي العام الاسرائيلي والحكومة الإسرائيلية، فاختار المنطقة التي تحوم حولها علامات استفهام، واختار هدفاً عسكريا يظلّ هامش المناورة معه اكبر.

ولكلّ هذه الاسباب أعتقد انّ الامر سيتوقّف عند هذا الحد، لكن لا أستبعد إذا أتِيحت للحزب الفرصة ان لا يتأخّر في الرد مجدّداً وبشكل محدود، عِلماً أنّ الرد ستكون له هذه المرّة محاذير اكبر، إذ إنّ ردّه أمس شكّل له عند اسرائيل تعادلاً إيجابيا «أي وحدة بوحدة».

حطَيط لـ«الجمهورية»

في المقابل، قال العميد المتقاعد أمين حطيط لـ«الجمهورية» إنّ عملية مزارع شبعا جمَعت عنوانين رئيسيَين: الأوّل، هي عمل مقاوم كونها نُفّذت على ارض لبنانية محتلة وضد هدف عسكري يمارس فعل الاحتلال، والثاني، عمل انتقامي ردعي كونها جاءت ردّاً على عملية القنيطرة وعلى مسافة زمنية قصيرة لا تتجاوز عشرة ايام .

وفي هذا الإطار نعتبر انّ الحزب أبدع في اختيار التوقيت والاسلوب والمكان، ونجحَ نجاحاً باهراً في النتائج التي حقّقها كونه اوقع قافلة عسكرية اسرائيلية بعمل عسكري مركّب من فعلين عسكريَين: الفعل المُسمّى الكمين بالنسفيات، والثاني الانقضاض بالصواريخ.

ثم إنّ العناصر المنفّذة استطاعت ان تنجزَ هذا العمل في مدّة قصيرة للغاية، بالنسبة للعسكري يمكن ان تُعتبر نوعاً من المعجزة العسكرية ان يستطيع في عمق العدوّ وفي فترة تقلّ عن اسبوع أن تنفّذ مثل هذه العملية في ظلّ استنفار عسكري اسرائيلي عالي المستوى وإخضاع المنطقة لرقابة اسرائيلية شديدة أرضاً وجوّاً وأقماراً اصطناعية، وعلى رغم كلّ ذلك استطاع الحزب إدخال المتفجّرات ونقل الصواريخ وزرعَها وإطلاقَها من دون ان يُمَسّ منه احد، لذلك تُعتبَر عملية عسكرية معقّدة عالية المستوى يقلّ مثيلها». أضاف: «أمّا بالنسبة للنتائج، فأعتقد انّ اسرائيل وُضعت الآن امام خيارين، إمّا ان تختار التصعيد وتذهب الى حرب، وإمّا أن تتقبّل العملية بمنطق ضربة بضربة.

وأنا أستبعد الخيار الاوّل بشكل كلّي إلّا في بعض حالات الجنون لأنّ اسرائيل لا تستطيع ان تمتلك بمفردها قرار الحرب في المنطقة ضد المقاومة، فالقرار لا يمكن ان يكون إلّا اميركيا، وأميركا غير جاهزة اليوم للحرب ولا تتقبل فكرة الحرب، لذلك لا اعتقد انّ المنطقة ولبنان تحديداً سيشهد استعادة لمشهد الـ2006.

أمّا الخيار المتبقّي امام اسرائيل فهو خيار القبول ضربة بضربة، لكنّ هذا الامر سيشكّل جرَحاً كبيراً في الواقع الشخصي لنتنياهو ولمستواه العسكري، لذلك أعتقد أنّه سيمتص هذا الجرح عبر الحرب الإعلامية والتهويل والتهديد بالتدمير».

رفع عديد قوى الأمن

في مجال آخر، يستأثر بند رفع عديد قوى الأمن الداخلي من 29 ألفاً إلى 40 ألفاً بمناقشات جلسة مجلس الوزراء اليوم، في ظلّ أجواء تقول إنّ وزراء من قوى 8 آذار سيعترضون عليه، علماً أنّه أدرِج على جدول الاعمال عقب تفاهم سابق على تعزيز عديد الجهاز والحفاظ على التوازن الطائفي فيه منذ أن بدأت عملية التطوّع على اساس توفير هذه المناصفة قدر الإمكان بقبول انضمام 4000 متطوّع بالتساوي بين المسلمين والمسيحيين قبل نهاية ولاية اللواء أشرف ريفي.

وقالت مصادر كتائبية لـ«الجمهورية» إنّ وزراء الكتائب سيوافقون على الخطوة وسيدعمون التوصّل اليها نظراً إلى حجم المهامّ الملقاة على الأجهزة الأمنية.
 

المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,308,951

عدد الزوار: 7,627,429

المتواجدون الآن: 0