حزب الله بعث برسالة إلى إسرائيل: لا نريد التصعيد...بروجردي يُشارك في احتفال "حزب الله"..الإتصالات الدولية أثمرت.. ومواقف مُهمّة لنصرالله اليوم

مرّت العاصفة "بضمان" رسائل التهدئة المتبادلة وجنبلاط لـ"النهار": إعلان بعبدا مستحيل اليوم

تاريخ الإضافة السبت 31 كانون الثاني 2015 - 6:34 ص    عدد الزيارات 2095    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

مرّت العاصفة "بضمان" رسائل التهدئة المتبادلة وجنبلاط لـ"النهار": إعلان بعبدا مستحيل اليوم
النهار..
مع ان الحدود اللبنانية - الاسرائيلية استعادت هدوءاً شبه اعتيادي عقب التصعيد الذي شهدته بعد عملية "حزب الله" في مزارع شبعا والقصف الاسرائيلي لمناطق حدودية أول من أمس، فإن تداعيات الواقع الناشئ عن هذا التطور استمرت في التفاعل داخلياً وخارجياً ولو وسط مؤشرات متنامية لعدم مضي أي من الطرفين في توسيع إطار التصعيد راهناً على الأقل. ولعل الاشارة الاسرائيلية التي اعتبرت بمثابة احتواء ظرفي للضربة التي وجهها الحزب الى القوات الاسرائيلية رداً على عملية القنيطرة جاءت على لسان وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون الذي أكد أن "حزب الله" بعث برسالة الى اسرائيل عبر القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" أن الحزب غير معني بالتصعيد قائلاً: "من وجهة نظرهم أن الحادث انتهى".
أما موقف "حزب الله" من العملية التي نفذها وما أثارته من تداعيات، فسيعلنه اليوم الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في احتفال حاشد يقيمه الحزب بعد الظهر في الضاحية الجنوبية إحياء لذكرى كوادره الذين سقطوا في العملية الاسرائيلية التي استهدفتهم في القنيطرة. وقد حضر الى لبنان للمشاركة في هذه المناسبة وفد ايراني مشترك من نواب مجلس الشورى وكبار موظفي وزارة الخارجية برئاسة رئيس لجنة الامن القومي والسياسات الخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بوروجردي، الذي أكد وقوف بلاده الى "جانب الخط المقاوم بكل ما اوتيت من قوة من اجل احتضانه ومساندته".
ونقل مراسل "النهار" في نيويورك عن ديبلوماسيين دوليين أمس ارتياحهم الى المساعي الحميدة التي بذلتها المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ للحيلولة دون تفاقم التصعيد على الحدود بين لبنان واسرائيل، وتحرّكها السريع لنقل رسائل التهدئة بين الأطراف المعنيين. بينما تواصلت المساعي بين المندوبين الدائمين للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا توصلاً الى صيغة موحدة لبيان صحافي يمكن أن يصدر عن مجلس الأمن عن الأحداث الأخيرة.
مجلس الوزراء
وغداة تلقي الحكومة تطمينات دولية الى عدم تصعيد الوضع على الحدود مع اسرائيل، أعلن مجلس الوزراء امس "حرص الجميع على تجنّب لبنان الانزلاق نحو تدهور أمني واسع في الجنوب"، وندد بالاعتداءات الاسرائيلية التي حصلت "إثر العملية التي نفذت في مزارع شبعا"، مشدداً على موقف لبنان الثابت الملتزم القرار 1701.
وعلمت "النهار"، ان وقائع جلسة مجلس الوزراء خالفت التوقعات في شأن ما كان منتظراً أن يثار حول تطورات الجنوب. فقد انفرد وزير العمل سجعان قزي بمناقشة الموضوع، فقال إن الواجب يقتضي اتخاذ موقف نظراً الى احتمال تورط لبنان في مخاطر من نوع حرب عام 2006، ويجب عدم الاكتفاء بالتطمينات الدولية والنيات الاسرائيلية. وأضاف: "من المعلوم انه بحسب البيان الوزاري ينحصر دور المقاومة بالدفاع عن لبنان إذا وقع اعتداء إسرائيلي عليه، لكن ما حصل هو في سوريا والرد يجب ان يكون من سوريا. وما نقوله ليس للإثارة بل حفاظاً على مصلحة لبنان من الأخطار التي تتهدده". واستدعى ما قاله الوزير قزي رداً من الوزير محمد فنيش الذي قال ان عملية المقاومة انطلقت من منطقة محتلة وخارج الخط الأزرق.
من جهة اخرى، وافق مجلس الوزراء على مشروع مرسوم يرمي الى زيادة عديد قوى الامن الداخلي ليصير 35 الفاً بدل 29495. وكان المشروع الذي قدّمه وزير الداخلية نهاد المشنوق يقضي برفع العدد الى 40 ألفاً. وقد أبلغ وزير العدل أشرف ريفي "النهار" انه تعاون مع زميله المشنوق في طرح المشروع من أجل تطوير عمل المؤسسة. وإذ وصف الأمر بأنه خطوة متقدمة، أضاف أن العدد الذي يلحظه المشروع كان ينسجم مع المتطلبات قبل النزوح السوري، أما الوضع الراهن فيحتاج الى عدد أكبر.
وتقرر أن يعقد مجلس الوزراء جلسته المقبلة الاربعاء بدل الخميس لارتباط رئيس الوزراء تمّام سلام بالسفر الى المانيا حيث سيشارك في 5 شباط في مؤتمر ميونيخ للامن، وسيطرح خلاله قضية اللاجئين السوريين والأعباء التي يتحملها لبنان على هذا الصعيد.
جنبلاط
في غضون ذلك، وصف رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط عملية "حزب الله" في مزارع شبعا بأنها "رد مدروس في منطقة حيث السيادة متنازع عليها ومحتلة اسرائيلياً". ورأى في حديث الى "النهار" ان الحزب رد على عملية القنيطرة "بضربة موجعة ولا تستطيع اسرائيل اليوم وهي على مشارف انتخابات ان تقوم بعدوان". ومع أنه فضل "نظرياً فصل لبنان عن سوريا"، لفت الى أن الساحتين تداخلتا تقريباً في كل الجبهات وقال: "لنكن واقعيّين كلبنانيّين هناك أمور نستطيع معالجتها وأخرى لا نستطيع، واذا خرج البعض ليقول مزايداً لنطبّق اعلان بعبدا فهذا أمر مستحيل اليوم". ص2
باريس وجيرو
الى ذلك، نددت فرنسا أمس بهجوم "حزب الله" في مزراع شبعا، كما نددت بالعنف الذي أدى الى مقتل جندي اسباني في القوة الدولية وكل انتهاك للقرار 1701، ودعت الأطراف الى احترام الخط الازرق وبذل كل الجهود الممكنة لتجنب التصعيد الذي من شأنه ان يشكل خطراً على استقرار المنطقة.
وأفاد مراسل "النهار" في باريس ان مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو سيصل مطلع الاسبوع المقبل الى بيروت في اطار جولاته المكوكية المتصلة بالمسعى الفرنسي لانهاء ازمة الفراغ الرئاسي في لبنان. وسيلتقي جيرو في زيارته التي تستمر يومين المسؤولين والزعماء السياسيين وينقل اليهم حصيلة جولته على طهران والرياض والفاتيكان. ومع ان نتائج زيارة جيرو لطهران لم تؤد الى أي نتائج ايجابية كما بات معروفاً، فإن باريس تستمر في تحركها لأنها تعتبر أنه من غير الجائز ترك الأزمة الرئاسية على جمودها.
 
العودة إلى معادلة "الثلاثية" وضرورة التنسيق مع سوريا هل ثمة ترابط في توقيت المطالبة التي تُحرج الحكومة؟
النهار...الين فرح
من المستغرب ان يطلق اطراف سياسيون مطالبات تحرج الحكومة التي يجتمع الكل حول طاولتها، مع علمهم الأكيد ان التركيبة غير قادرة، وربما غير راغبة، في المضي بما يطالب به البعض. ورغم مضي المفاوضات الثنائية، تخرج اصوات حزبية – سياسية برفع شعارات ربما تهدد الحوار، وتحرج المشاركين فيه.
بعد العملية الاسرائيلية على موكب لـ"حزب الله" في القنيطرة، وبعد الاعتداء الذي شنّته المجموعات الارهابية التكفيرية على الجيش اللبناني في تلة الحمرا في رأس بعلبك، أعيد التداول بمعادلة ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" عبر نائب الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، معتبراً ان اسرائيل والتكفيريين مشروع واحد لتخريب المنطقة. كما رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب هاني قبيسي ان هذه الثلاثية وحدها تحمي لبنان، مشدداً على انه لا يجوز ترك الجيش اللبناني وحيداً، وسأل "لماذا لا تتحدثون مع الحكومة السورية؟". من جهة ثانية، دعا تكتل "التغيير والاصلاح" في اجتماعه الاخير الى "التنسيق مع الجيش السوري في مواجهة المتطرفين".
وقد ردت كتلة "المستقبل" على "الكلام الأخير على الذين يحاولون إحياء ثلاثية مرّ عليها الزمن ووأدها البيان الوزاري للحكومة الحالية، وقبل ذلك وبعده فقدت إجماعاً وطنيا". ولفتت الى ان "دعوة البعض للتنسيق مع جيش النظام السوري تخالف سياسة النأي بالنفس وإعلان بعبدا اللذين التزمت بهما الحكومة".
لكن، لماذا العودة الآن الى هاتين "المعادلتين"؟ وهل من رابط بينهما؟
الموضوع لا يرتبط بتوقيت معين، بل هو واقع، ويتم طرحه بموضوعية، وفق النائب قاسم هاشم". فالمعادلة المعروفة، ورغم التباين، ثابتة ولا تحتاج الى تدوين وكرّست بمواجهة العدو الاسرائيلي. فبعد تجدد الاعتداءات الاسرائيلية، نؤكد ان هناك حاجة الى معادلة معينة وعندما يحصل عدوان الكل ملتزم التوجه الوطني ضد العدو الصهيوني الذي يشكل خطراً على البلد ولا أحد يستطيع التهرب من قدرة المقاومة على محاربة العدو".
وللنائب احمد فتفت رأي مختلف تماماً اذ يرى انه بعد عملية تلة الحمرا في رأس بعلبك، "استغل "حزب الله" ما حصل مع الجيش واعتبر ان ثمة مصلحة ايجابية له في العودة الى المطالبة بالمعادلة الثلاثية، وبذلك ربما يستطيع تسجيل نقاط، وهذا الأمر غير وارد بالنسبة الينا"، ويؤكد ضرورة تعامل كل الأطراف وفق منطق الدولة. وفي رأي فتفت، ان البلد أصبح تحت الوصاية الايرانية على الصعيدين السياسي والأمني وأصبحت التوجيهات علنية. "البعض في الحزب يعتبر انه يمكنه العودة الى ما كان الوضع عليه سابقاً، وهذه مشكلة، فكلما نعقد الاتفاقات مع "حزب الله" يتم التراجع عنها، وثمة أمثلة كثيرة في هذا المجال، مما يؤكد عدم صدقية الحزب، اذ انه دائماً يحاول تحقيق مكاسب له. لكن نحن لا نعتبرها مكاسب، لأن الضرر يقع على البلد كله وليس على فئة فقط".
ويسمي الوزير السابق سليم جريصاتي ما حصل بالاقتران الزمني، اي عندما اقترن الاعتداء على المقاومة في القنيطرة والاعتداء على الجيش في رأس بعلبك زمنياً، كان لا بد من استعادة المواقف عينها، معتبراً "ان المقاومة لا تزال تمارس دورها من ضمن ما يسمى المعادلة الاستراتيجية التي لم تحسم بعد تفاصيلها كاملة".
التنسيق مع السوري
في ما يتعلق بالدعوة الى التنسيق مع الجيش السوري، ما زالت الحكومة تعتمد سياسة النأي بالنفس، وهي، الى الآن، ترفض التنسيق المباشر مع الحكومة السورية، وخصوصاً في موضوع العسكريين المخطوفين، وقناة التواصل الوحيدة معها تتم في طريقة غير مباشرة عبر المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم.
بالنسبة الى فتفت، ان الاعتداءات الارهابية التي يتعرض لها لبنان تأتي من الحدود السورية، اذاً سوريا هي المسؤولة... اذاً الارهاب سببه النظام السوري. أطلق بعض المتطرفين من سجونه وزجّهم في المعركة ليقول انه يحارب الارهاب ولم يطلق سراح المعارضين المعتدلين.
وعن مقولة ان بقية دول العالم تنسق مع النظام السوري، رأى فتفت ان هذه الدول لا تتعرض للارهاب الذي يتعرض له لبنان. مثلاً الاردن يقصف "داعش" من ضمن التحالف الدولي، لكنه لا يتعرض للارهاب لأنه لم يزج نفسه بين الحرب السورية، كما هي الحال مع "حزب الله". "بالنسبة الينا، الحل معروف هو تطبيق القرار 1701، وتحديداً المادة 14 التي تنص على انه على الجيش اللبناني قفل الحدود امام مرور السلاح والمسلحين، ويستطيع طلب دعم اليونيفل. وهذا ما يرفضه "حزب الله".
اما هاشم فيرى أن عدم التعاون مع الحكومة السورية خطأ، "لأن ثمة اتفاقات ومعاهدات بيننا، وأصولا يجب أن نتبعها". وفي رأيه ان ما استدعى هذا الطرح هي الشروط التي يمليها الارهابيون لإطلاق جنودنا المخطوفين. فهم يطالبون بأسرى معتقلين داخل الأراضي السورية، وهذا ما يستدعي تنسيقاً مع الحكومة السورية. "اضافة الى انه، وفق المنطق العسكري، فان المواجهات البطولية للجيش في غير موقع تحتّم التنسيق مع الجيش السوري للإطباق على الارهاب". وأكد "أن ثمة قنوات اتصال بطريقة غير مباشرة، ونحن نطالب بها علنا وبشكل أوسع، لأن مصلحتنا تقتضي ذلك".
لا يختلف رأي هاشم عن كلام جريصاتي الذي يؤكد ان هذه "ليست خيارات سياسية بل هي خيارات ميدانية بين جيشين نظاميين تردّ عنا خطراً جاثماً من الارهابيين". في رأيه ان الفريق الآخر "سوف يعرف ان منهجية الاستنزاف استقرّت، وان الأمر لم يعد من الترف السياسي، فالتنسيق الذي ندعو اليه من دولة الى دولة، أي الدولة التي يخوض جيشها النظامي حرباً ضد ارهابيين على تخومنا. ما يحصل اليوم ضد مصلحتنا المباشرة بالدور والوجود".
مجددا، يبدو التباعد قائما، وهو امر عادي، لكن المستغرب ان الحوارات الجانبية لم تتطرق الى هذه المواضيع الحساسة، ولم تقرب من وجهات النظر.
 
عودة الحياة الطبيعية إلى المنطقة الحدودية واستطلاع جوي إسرائيلي على مدار الساعة
النهار..
باستثناء هدير طائرات الاستطلاع الاسرائيلية التي جابت منذ ليل الأربعاء - الخميس الأجواء الجنوبية، وصولاً الى مناطق في العمق اللبناني، إضافة الى طلعات المقاتلات في الأجواء اللبنانية طوال أكثر من ساعة ونصف ساعة، فإن الوضع على الحدود كان هادئاً الى درجة عودة الحياة الطبيعية الى الجانب... اللبناني.
من مراسلة "النهار" في مرجعيون أن القرى الحدودية التقطت أنفاسها، بعدما أعادتها تطورات الأربعاء الميدانية، بالذاكرة الى عدوان تموز 2006 ومآسيه، وتمثل ذلك بإقفال بعض محطات الوقود، والتهافت على التمون بالخبز والادوية، واقفال المدارس. الا ان الحياة عادت الى طبيعتها أمس.
وعلى رغم التحليق المتواصل لطائرات استطلاع من دون طيار منذ أول من أمس، وعلى علو مخفوض، وخرق الطيران الحربي الاسرائيلي الاجواء ايضا، لوحظ غياب التحركات العسكرية الاسرائيلية على طول الحدود كما حركة المزارعين. وسير الجيش اللبناني و"اليونيفيل" دوريات على امتداد الجانب اللبناني من الحدود.
ولا تزال الكتيبة الاسبانية تحت وقع الصدمة نتيجة سقوط أحد رجالها من جراء استهداف برج المراقبة في مركز متقدم لها في العباسية قبالة الغجر. وفتحت لجنة مشتركة من الجيش والكتيبة تحقيقا في الاعتداء.
وجال مراسل "النهار" في حاصبيا بين ضاحية الغجر وبوابة مزارع شبعا المحتلة، ولم يلحظ أي حركة عسكرية أو ميدانية إسرائيلية في الجانب الآخر من الحدود الدولية. ولفت الى أن طائرات استطلاع من دون طيار لم تفارق الأجواء، وصولاً الى البقاع الغربي وراشيا الوادي فالبقاع الأوسط. بينما كانت الحياة عادية في الجانب اللبناني.
وأفادت مراسلة "النهار" في بنت جبيل أن أبناء بلدات القضاء عادوا الى مزاولة حياتهم الطبيعية، وفتحت المدارس أبوابها، ولم يعكر صفو الهدوء سوى هدير طائرات الاستطلاع الاسرائيلية.
 
بروجردي يُشارك في احتفال "حزب الله": ندعم الوحدة والانسجام بين اللبنانيين
النهار..
أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي ان "الجمهورية الاسلامية الايرانية آلت على نفسها منذ البداية ان تقف الى جانب الخط المقاوم بكل ما أوتيت من قوة، من أجل احتضانه ومساندته"، لافتاً الى ان "ايران تعوّل اهمية كبرى على حفظ الامن والهدوء في لبنان الشقيق". واعتبر ان "التطورات السياسية المحلية في الساحة اللبنانية تدل على ان هناك وفاقاً وانسجاماً وتكاتفاً ووحدةً بين الاطياف السياسية كافة، ونحن في الجمهورية الاسلامية لا نزال على عهدنا في دعم كل ما يُعزّز الوحدة والتلاقي والانسجام بين الاخوة اللبنانيين كافة".
كلام بروجردي جاء لدى وصوله الى المطار امس على رأس وفد مشترك من نواب مجلس الشورى وموظفي وزارة الخارجية الكبار، وكان في استقباله النائب نواف الموسوي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب بلال فرحات ممثلا كتلة "الوفاء للمقاومة" والقائم بأعمال السفارة الايرانية محمد صادق فضلي.
وقال المسؤول الايراني ان بلاده "تعول على حفظ الامن والهدوء في لبنان الشقيق، كما تعوّل على استتباب الامن والهدوء في ربوع المنطقة في شكل عام. ولا شك ان العدوان الاسرائيلي الآثم الذي استهدف قبل أيام تقريباً ثلّة مباركة من مجاهدي المقاومة الاسلامية في منطقة القنيطرة، ان دل على شيء فانه يدل على ان الكيان الصهيوني لا يقف عند خط احمر في اجرامه واعتداءاته".
ورأى بأن "التطورات السياسية المحلية اللبنانية تدل على أن هناك وفاقاً وانسجاماً وتكاتفاً ووحدةً بين الاطياف السياسية كافة".
وزار بروجردي والوفد المرافق روضة الشهيدين، والتقى وفد الفصائل الفلسطينية في السفارة الايرانية. ويلتقي اليوم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري والحكومة تمام سلام، على أن ينتقل الى مجمع سيد الشهداء للمشاركة في الاحتفال التكريمي لشهداء القنيطرة والذي يتحدث خلاله الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله.
 
الإتصالات الدولية أثمرت.. ومواقف مُهمّة لنصرالله اليوم
الجمهورية..
لجمَت الاتصالات المحَلية والإقليمية والدولية الرفيعة المستوى احتمالَ حصول تدهوُر واسع في الأوضاع على حدود لبنان الجنوبية في ضوء التهديدات الإسرائيلية التي أعقبَت العملية التي نفّذها حزب الله في مزارع شبعا ضدّ قافلة عسكرية إسرائيلية وثأرَ فيها لشهدائه الذين سقطوا في الاعتداء الإسرائيلي عليهم في القنيطرة. وأظهرَت الاتصالات أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «بلع» الضربة الموجعة التي تلقّاها، بعدما عجزَ عن تنفيذ تهديده ووعيدِه، إثر تلقّيه معطيات تفيد أنّ ردّ حزب الله على أيّ ردّ على عملية المزارع سيكون أشدّ قسوةً من ردّه على اعتداء القنيطرة، فضلاً عن معطيات كشفَت أنّ المجتمع الدولي يعارض بشدّة نشوبَ أيّ حرب إقليمية، خصوصاً على الجبهتين اللبنانية والسوريّة، وذلك على حدّ قول مرجع كبير شاركَ في الاتصالات لتهدئة الأوضاع.
بعد هدوء عاصفة عملية «حزب الله» في مزارع شبعا وما تلاها من ردّ إسرائيلي ومواقف دولية ومحَلية، وتحرّك أممي واتصالات واسعة لاحتواء الوضع، نعمَت الحدود اللبنانية ـ الاسرائيلية أمس بهدوء مشوب بالتوتّر، إلّا أنّ طرفَي النزاع بقيَا على جهوزيتهما، فيما كثّفت قوات «اليونيفيل» دورياتها على طول الخط الأزرق بالتنسيق مع الجيش اللبناني.

نصر الله

وفي هذه الأجواء، تشخص الأنظار بعد ظهر اليوم إلى مجمّع سيّد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت لترَقّب ما سيقوله الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله في الاحتفال التأبيني لشهداء اعتداء القنيطرة، والذي سيشارك فيه رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي الذي وصل الى لبنان امس، وجدّد وقوف إيران الى جانب حق المقاومة، مؤكّداً في الوقت نفسه أنّها «تعوّل على أهمّية حفظ الأمن والاستقرار في لبنان، وعلى استتباب الأمن في المنطقة عموماً».

وفي حين رفضَ الحزب تسريبَ أيّ معلومة عن مضمون خطاب أمينه العام، مُدرجاً كلّ ما يُكتَب في شأنه في إطار التحليلات الصحافية والتكهّنات والتوقّعات، علمَت «الجمهورية» أنّ نصرالله سيطلق مواقفَ على مستوى عالٍ من الأهمّية، وربّما سيكشف بعض أسرار عملية مزارع شبعا.

الأمم المتحدة

وعشيّة كلمته، دعَت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، ايران، في اتصال هاتفي أجرَته مع مساعد وزیر الخارجیة الایراني أمير حسین عبداللهیان، الى المساعدة لإرساء الهدوء في لبنان، فأکّد لها، وفق وسائل الإعلام الإيرانية «حق المقاومة في الدفاع وصَدّ الاعتداء الإسرائيلي، وقال إنّ إسرائيل كانت هي البادئة باعتداء القنیطرة وباستهداف مقاتلي الحزب الذین یحاربون الإرهاب في الصفوف الأمامیة»، وأسفَ لـ»عدم إبداء الأمم المتحدة أيّ ردّات فعل تجاه العدوان الإسرائيلي».

وزارت كاغ أمس رئيس الحكومة تمّام سلام وقدّرت «تعبيرَه الواضح عن التزام القرار 1701 وأهمّية الحفاظ على أمن لبنان واستقراره»، وجدّدت قلقَ الأمين العام للأمم المتحدة من الوضع الأمني وخرق الـ 1701».

وأعلنَت أنّ «الأمم المتحدة تواصل المساعي الحميدة ودعوة جميع الأطراف الى التزام الحذر وضبط النفس لتفادي أيّ أعمال قد تزعزع استقرار الوضع». كذلك زارت كاغ النائب بهية الحريري وقالت: «نتواصل مع جميع الأطراف لتهدئة الوضع وتأكيد أهمّية الاستقرار والأمن وترسيخهما في لبنان».

إسرائيل

في هذا الوقت، اتّهمت إسرائيل ايران بالوقوف خلف عملية الحزب في مزارع شبعا، وقال رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو: «هذه إيران نفسها التي تحاول الآن أن تحصلَ على اتفاق مع الدوَل العظمى سيبقي بيدِها القدرة على تطوير الأسلحة النووية، ونحن نعارض هذا الاتفاق بشدّة... وسنواصل الدفاع عن أنفسنا من أيّ تهديد، سواءٌ كان قريبًا أم بعيدًا».

وكشفَ وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون أنّ إسرائيل تلقَّت رسالة من حزب الله عبر «اليونيفيل» مفادُها أنّه «غير معنيّ بتصعيد الموقف بعد عملية المزارع». وقال: «إنّ الحزب ليس في حاجة إلى حَفر أنفاق للوصول إلى إسرائيل، وإنّ الوضع على الحدود اللبنانية مغاير للوضع في غزّة».

مجلس وزراء

وندّدَ مجلس الوزراء في جلسته أمس، برئاسة سلام، بالاعتداءات الاسرائيلية التي تعرّضَ لها بعض قرى الجنوب، ودعا الأمم المتحدة الى تحَمُّل مسؤولياتها في منعِ إسرائيل من تعريض السلم والأمن في هذه المنطقة من العالم للخطر.

وأبدى حرصَه على استتباب الامن والاستقرار في الجنوب وكلّ المناطق، «وضرورة تفويت الفرصة على العدوّ الاسرائيلي بجَرّ لبنان الى مواجهة واسعة تهدّد دوَل المنطقة وشعوبَها والسلم الإقليمي برُمّته». وأكّد موقف لبنان الثابت الملتزم القرار 1701 بكلّ مندرجاته وتمسّكه بدور«اليونيفيل».

ودعا إلى«رصّ الصفّ الداخلي في هذه المرحلة الدقيقة، والابتعاد فعلاً وقولاً عن كلّ ما يسبّب التفرقة، معتبراً «أنّ التصدّي لأيّ عدوان اسرائيلي يتمّ في المقام الاوّل بوحدة اللبنانيين وتضامنهم». وكانت عملية المزارع حضَرت في مستهلّ النقاش في الجلسة قبل الدخول في جدول الأعمال والبنود الواردة فيه.

فجرى «حوار هادئ ورصين» حسب قول أحد الوزراء الذي لفتَ الى انّ معظم الوزراء أحجموا عن طلب الكلام في الموضوع وتداعياته، فاقتصرَت المداخلات على مداخلةٍ لوزير العمل سجعان قزّي قبل أن يردّ عليه وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش.

مداخلة قزّي

فبعدَ مداخلةٍ لرئيس الحكومة، تحدّث قزي متوجّهاً إليه قائلاً: «لا بدّ من أن نتناول هذا الموضوع في جلسة اليوم، ليس للإثارة ولا للتصعيد، ولكن هل يمكن ان تحصل مثل هذه العملية انطلاقاً من الأراضي اللبنانية من دون أن يكون لنا موقف حكومي ثابت وموثّق، خصوصاً أنّنا نعرف انّ الحكومة لم تناقش ما حصلَ ولم تقرّر فيه ولم تُصدر قرارات سياسية في شأنه. فالتوافق على دورها وضعَنا في هذا الموقع وباتت مهمتنا من هذا المنظار تسيير شؤون الناس الى حين انتخاب الرئيس العتيد».

وأضاف: «موقفُنا المبدئي يقول:

أوّلاً، إنّنا ضدّ ما حصل، سواءٌ ردّت إسرائيل أم لم تردّ. وضد أن يكون لبنان منطلقاً لأيّ عملية كونه أكّد التزامه القرار 1701 واحترام مقتضياته.

وثانياً، لقد أدَنَّا اعتداءَ القنيطرة وتضامَنّا مع شهداء «حزب الله» وأسفنا لسقوطهم في الأراضي السورية في مهمّة خارج إطار المقاومة في الجنوب.

وعلى رغم ذلك، أضاف قزي متوجّهاً الى وزراء الحزب، «لماذا زجّ الجنوب ولبنان في هذه المعمعة وفي عملية لا نفهم ما ستكون عليه نتائجها وما سيُسفر عنها من ردود آنيّة وأخرى قد تظهر لاحقاً.

وكلّ ما نتمنّاه ان يلتزم الجميع كما نلتزم نحن مضمونَ البيان الوزاري الذي قال إنّ المقاومة تستخدم سلاحَها إذا اضطرّت لفعلِ عملٍ مقاوم بسبب اعتداء اسرائيلي على لبنان وليس على سوريا».

وقال: في المناسبة، فقد دفعَني هذا النقاش الى البحث في موضوع قرار الحرب والسلم ومَن هي الجهة التي تتّخذه؟ وكلّ ما نتمنّاه ان نستقيَ العبَر من المراحل الخطيرة التي عبرَها لبنان. فمصيرُه لم يعُد يتعلق بالرد على اعتداء اسرائيلي فحسب، بل بالمتغيرات التي تشهدها المنطقة». وسأل: «هل نريد ان نكون جزءاً من هذه المتغيّرات في المنطقة وتردّداتها؟ أو نريد ان نبقى في منأى عنها ونحافظ على تضامنِنا ووحدتنا؟».

فنيش يردّ

وردَّ فنيش على قزّي، فقال: «بدايةً، إنّ البيان الوزاري لا يمنعنا من المقاومة، وتالياً نحن لم نردّ على أرض غريبة، فمزارع شبعا حيث حصلَت العملية هي أرض لبنانية محتلة، وما يجري عليها له ما يبرّره ما دام ما حصلَ في مواجهة الاحتلال».

وفي حديث لـ«الجمهورية» أكّد فنيش «أنّ ما قامت به المقاومة هو ممارسة حقّ مشروع في منطقة لبنانية محتلة، فمزارع شبعا وبإجماع اللبنانيين هي أرض محتلة، وبالتالي من حقّنا أن نواجه احتلالاً لجزء من أرضنا، هذه نقطة يجب ان تكون واضحة.

فإذا كان لدى البعض شكّ في هوية المزارع ويعتبرها منطقة ملتبسة، فأيضاً تكون المقاومة قامت بعمل خارج الأراضي اللبنانية في نظر هذا البعض، فإذن لماذا سيفتعل إشكالية؟ كلّ ما هنالك هو أنّنا قمنا بواجبنا ومارَسنا حقّنا وردّينا على عدوان، ونواصل دورَنا في مواجهة احتلال لأجزاء من أرضنا».

وأضاف: «المقاومة على جهوزية للتعاطي مع أيّ تطوّرات ومستجدّات في إطار حرصِها على عدم تغيير معادلة الردع وفي إطار استكمال دورها للتصدّي للاحتلال الإسرائيلي وفي إطار حرصها على سيادة لبنان وأمنِه».

وعن الهدوء السياسي السائد، قال فنيش:»الجميع يدرك حَراجَة الموضوع، وفي النهاية إسرائيل هي مَن اعتدَت، فمهما كانت وجهات النظر، إذا بقينا متّفقين يكون أفضل من أن نختلف في مواجهة إسرائيل».

عريجي

وفي المواقف، قال وزير الثقافة روني عريجي لـ»الجمهورية»: «إنّ المقاومة ردّت على الاعتداء الاسرائيلي في القنيطرة في مزارع شبعا، وهي أرض لبنانية محتلة، وقد مارسَت حقّها في الرد ضمن السقف المتّفَق عليه، بينما الردّ الاسرائيلي كان قصفاً عشوائيا لأراضٍ لبنانية واستهدفَ القوات الدولية العاملة في الجنوب وأدّى الى استشهاد عنصر من الكتيبة الإسبانية، وهذا اعتداء على لبنان».

وعزا عريجي الهدوءَ السياسي واستيعابَ الداخل لما جرى على عكس ما كان يحصل جرّاء كلّ عملية للحزب ضدّ إسرائيل «إلى التطوّر الحاصل في المواقف الداخلية والوعي السياسي وحِرص جميع القوى على الهدوء بما يجنّب لبنان أيّ خضّات داخلية هو في غِنى عنها، خصوصاً أنّه يخوض حرباً شرسة ضد الإرهاب على حدوده».

عديد قوى الأمن

وفي جانبٍ من مناقشات جلسة مجلس الوزراء دار حوار في مشروع «زيادة عديد قوى الامن الداخلي ليصبح 35 ألفاً بدلاً من 29495. وبعد موافقة وزراء 14 آذار سجّل وزراء حركة «أمل» وحزب الله علي حسن خليل وحسين الحاج حسن وفنيش ملاحظات حول الحاجة لزيادة العديد إلى هذا الرقم.

وعرضَ وزير العدل أشرف ريفي لمبرّرات هذا المشروع منذ تعاظم المهمّات الأمنية الملقاة على عاتق قوى الأمن، ولفتَ الى أنّ هذه الحاجات المقدّرة بـ40 ألفاً كانت قبل النزوح السوري الذي فرَض تحدّيات أمنية كبيرة وخطيرة لا بدّ من مواجهتها لإعفاء الجيش من كثير من المهمّات التي يقوم بها في الشوارع الداخلية للمدن وفي التظاهرات والسجون والإضرابات الطالبية وغيرها من أعمال الشغب الداخلية».

وقال: «إنّه الوقت المناسب اليوم لطرحِ مشروع جديد يرمي إلى رفع العديد إلى أكثر من 40 ألفاً، فالنقصُ واضح في القدرات البشرية في مختلف الوحدات الأمنية، من القوى السيّارة الى الدرك والمفارز القضائية وحماية قصور العدل والمؤسسات الرسمية وتنظيم حركة السير». ولفتَ إلى أنّ أكثر من 1500 عنصر التحقوا بوحدة حماية الشخصيات في المديرية العامة لأمن الدولة.

وفي نهاية المناقشات طرحَ سلام حلّاً وسطاً برفعِ العديد من 29 ألفاً إلى 35 ألفاً في هذه المرحلة، على أن تليَها خطوات أخرى حسب الحاجة، فوافقَ أكثرية الوزراء وتحفّظَ وزراء «أمل» والحزب.

70
مليون يورو لكسروان

ومِن جهة ثانية، علمَت «الجمهورية» أنّ المجلس وافقَ على اتّفاقية هبة من بنك «التثمير الدولي» التابع للاتّحاد الأوروبي بقيمة 70 مليون يورو للمساهمة في مشروع الصرف الصحّي العائد لقضاء كسروان. كذلك وافقَ على اقتراح وزير العمل بتعديل التعويضات الشهرية لرؤساء وأعضاء المجالس التحكيمية ومفوّض الحكومة لديها.

المرفأ... بكركي تُصعّد

وفي ظلّ الشغور الرئاسي خرجَت قضية ردم الحوض الرابع في مرفأ بيروت من شقّها التقني، وتحوَّلت مسألةً وطنيّة مسيحية، خصوصاً بعدما تخطّى الجميع الإجماع المسيحي بقيادة بكركي، ولم يُؤخَذ برأي المسيحيين الذين اتّفقوا للمرّة الأولى على قضيّة معيّنة.

ويخيّم الغضب على بكركي التي لم يعُد أمامها خيار سوى التصعيد، معتبرةً أنّ الهدف هو القول للمسيحيين إنّه «لم يعُد لكم كلمة في هذا البلد، ولا أحد منّا يفهم لماذا هذا التمادي في تجاهلنا».

وما زاد من الغضَب والاستهجان المسيحيَين هو التطوّر الدراماتيكي في ملفّ الردم، وتمثّلَ برَفضِ مناقشة هذا الملف من خارج جدول أعمال مجلس الوزراء، الأمر الذي أثارَ حفيظة بكركي التي كشفَت، على لسان النائب العام البطريركي المطران بولس صيّاح، عن الاتّجاه نحو التصعيد. وقال صيّاح لـ«الجمهورية»: «هناك نيّة بعَدمِ الردّ على مطالب المسيحيّين مجتمعين، وهذا الأمر نرفضه».

وأكّد أنّ «إجتماعات الأحزاب المسيحية مفتوحة، وهذه القضية لن تمرّ بلا رضى المسيحيين الموحّدين خلفَها». وقال بلهجةٍ غاضبة: «وَلَوه، حدا بيكون عندو حَوض وبيردموا !؟».

إلى ذلك، كشفَ مصدر وزاري لـ«الجمهورية» أنّ محاولات عدّة جرَت داخل مجلس الوزراء لطرحِ الملفّ من خارج جدوَل الأعمال، لكنّ الرئيس سلام رفضَ فتْحَ باب المناقشة.

واعتبرَ المصدر الوزاري نفسُه أنّ قضية الحوض الرابع وطنية واقتصادية قبل أن تكون مسيحية، ومن المستغرَب دفعُ الأموال من أجل إنشاء حوض، ومن ثمّ دفعُ الأموال وتلزيم المشروع بالتراضي من أجل إعادة ردمِ هذا الحوض.

حكيم لـ«الجمهورية»

من جهته، كشفَ وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم لـ«الجمهورية» أنّ حزب الكتائب يتعاطى مع هذا الملفّ بجدّية، ولن يقبلَ بأن يتمّ تجاهله، وسيُصرّ على طرح الموضوع على طاولة مجلس الوزراء في جلسته المقرّرة الأربعاء المقبل.
 
اتصالات دولية تفرض الهدوء في الجنوب اللبناني
بيروت - «الحياة»
سيطر الهدوء الحذر على الجبهة اللبنانية الجنوبية أمس، بعد 24 ساعة على العملية التي نفذها «حزب الله» في مزارع شبعا المحتلة وأدت الى مقتل جنديين إسرائيليين وجرح 7 ووفاة جندي إسباني يعمل في إطار قوات حفظ السلام الدولية (يونيفيل) جراء القصف الإسرائيلي عليها. ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي طلعات استطلاعية في الأجواء اللبنانية من الجنوب الى البقاع مروراً ببيروت وضاحيتها.
وساهمت اتصالات أميركية وفرنسية وأوروبية مع إسرائيل في تغليب التهدئة بعد حبس الأنفاس الذي شهده الوضع على الحدود خوفاً من أن تؤدي العملية الى اتساع المواجهة والحرب، فيما تواصلت قيادة «يونيفيل» مع إسرائيل وجرت اتصالات بين الموفدة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ والمسؤولين الإيرانيين لهذا الغرض أيضاً. وسجل المسؤولون الإيرانيون حضوراً إعلامياً وسياسياً في خضم تداعيات المواجهة بين طهران و «حزب الله» من جهة وإسرائيل من جهة ثانية على خلفية مقتل الجنرال الإيراني محمد علي الله دادي في الغارة الإسرائيلية على القنيطرة في 18 من الجاري، والتي جاءت عملية «حزب الله» رداً عليها، خصوصاً أن 6 من عناصره سقطوا فيها أيضاً.
ووصل إلى بيروت أمس، رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، للمشاركة في الاحتفال التأبيني للعناصر الستة من «حزب الله» الذي يقام اليوم ويتحدث فيه الأمين العام السيد حسن نصرالله، فيما نقلت وكالة «فارس» عن مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله لكاغ عند اتصالها به «للمساعدة في إرساء الهدوء»، إن «الكيان الصهيوني الغاصب هو البادئ». مبدياً أسفه لعدم حصول أي رد فعل من الأمم المتحدة تجاه العدوان الصهيوني على القنيطرة».
وقالت مصادر لبنانية نقلاً عن ديبلوماسيين غربيين، إن أسباباً عدة حالت دون رد إسرائيل على الهجوم الذي استهدف دورية لها في مزارع شبعا المحتلة، أبرزها الضغط الدولي على رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، واقتراب موعد الانتخابات فيها التي تفرض عليه أن يتجنب اللجوء الى رد فعل غير محسوب لئلا ينعكس عليه سلباً في انتخابات أعضاء الكنيست، إضافة الى أن الهجوم بقي في منطقة المزارع ولم يتجاوزها الى الداخل، وبالتالي جاء تحت سقف قواعد الاشتباك المرسومة.
وفيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون أن الجيش سيبقى في حال تأهب قصوى، قال إن «حزب الله» بعث برسالة عبر «يونيفيل» بأنه غير راغب في التصعيد.
ونُقل جثمان الجندي الإسباني إلى بلاده بعد احتفال تأبيني أقيم له في مطار رفيق الحريري الدولي، في حضور قائد «يونيفيل» اللواء لوتشيانو بورتولانو. وفيما قال سفير إسبانيا في الأمم المتحدة إن الجندي قتل برصاص إسرائيلي، ذكر الناطق الرسمي باسم «يونيفيل» أندريا تيننتي، أن «الحيثيات ما زالت رهن التحقيق ويونيفيل تنظر في الأمر لتثبيت الوقائع من خلال التحقيقات».
وأكد تيننتي أن «يونيفيل» قامت بكل ما في وسعها لإعادة الاستقرار والهدوء الى الجنوب بعد أجواء التوتر والحادث الذي وقع أول من أمس، معتبراً أن «الحادث خرق واضح للقرار 1701».
وقال: «بعد الأحداث، اتصل القائد العام ليونيفيل اللواء بورتولانو على الفور بالأطراف للتأكد من إعادة الاستقرار والهدوء الى جنوب لبنان، وطلب من الأطراف اتخاذ أقصى درجات ضبط النفس من أجل إعادة الاستقرار الى منطقة عمليات اليونيفيل».
ولفت الى أن «الوضع الآن هادئ ومستقر، لكنني لا أستطيع أن أقوم بتوقعات عن المستقبل. أستطيع التكلم عن الوضع حالياً، فهو مستقر وتحت السيطرة».
وأشار تيننتي الى «أننا زدنا عدد الدوريات ونشاطات المراقبة بالتنسيق مع الجيش اللبناني. وأهم ما قام به القائد العام بورتولانو أمس هو الحفاظ على قنوات التواصل مع الطرفين للتأكد من إعادة الاستقرار، وبناء على ذلك حصلنا على تأكيدات من الطرفين أن الوضع سيبقى هادئاً بعد الرد الذي حصل».
وأوضح أن أولوية «يونيفيل» هي «مراقبة وقف الأعمال العدائية... وقنوات اتصالنا هي فقط مع الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي».
وناقش مجلس الوزراء اللبناني أمس الوضع جنوباً بسرعة وهدوء، وسط تباين المواقف حول العملية بين قوى 14 آذار التي تتوجس من العملية وتطالب بأن يكون قرار الحرب والسلم في يد الدولة اللبنانية، وبين قوى 8 آذار التي امتدحتها معتبرة أنها تردع إسرائيل. وشدد المجلس، بعد أن أثار وزير «الكتائب» سجعان قزي الموضوع، على أن قرار الحرب يتخذه مجلس الوزراء، محذراً من الانزلاق إليها، ومؤكداً التزام لبنان القرار الدولي الرقم 1701، فيما أكد وزير «حزب الله» محمد فنيش أن ما قاله الرئيس تمام سلام أول من أمس (عن إدانة الاعتداءات الإسرائيلية) يفي بالغرض.
 
إسرائيل تبقي على التأهب وتتمادى في خرق الأجواء اللبنانية.. وحزب الله يطمئنها
حكومة لبنان تتفادى «فخ النقاش» بشأن عملية شبعا.. وبروجردي من بيروت: إيران تؤدي أدوارًا استشارية في المنطقة
الشرق الأوسط...بيروت: بولا أسطيح
كشف وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون للإذاعة الإسرائيلية أن «حزب الله» اللبناني بعث برسالة إلى إسرائيل عبر قوة الأمم المتحدة لدى لبنان (يونيفيل)، مفادها أنه غير معني بالتصعيد، وذلك في إطار تداعيات العملية التي نفذها في مزارع شبعا، وأدت إلى مقتل جنديين إسرائيليين، مضيفا أنه «من وجهة نظرهم، فإن الحادث انتهى». ولم يصدر أي تعليق فوري من حزب الله على هذه التصريحات.
وعاد الهدوء إلى طول الحدود بين إسرائيل ولبنان، أمس، بعد الهجوم الذي نفذه حزب الله، أول من أمس، ضد دورية إسرائيلية في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وأدّى إلى مقتل إسرائيليين؛ أحدهما ضابط يقود سرية من لواء «عفعاتي». لكن مصادر إعلامية رصدت إبقاء الجيش الإسرائيلي على حالة التأهب في صفوفه بالمنطقة الحدودية. كما تمادى الطيران الإسرائيلي بخرق الأجواء اللبنانية، خاصة في مناطق الجنوب.
في غضون ذلك، تجنبت الحكومة اللبنانية الخوض في نقاش يهدد بتفجير تشكيلتها، حول الجهة التي تمتلك قرار الحرب والسلم في لبنان، مؤكدة الالتزام بالقرار الدولي 1701، الذي وضع حدا لحرب يوليو (تموز) 2006. ونجح مجلس الوزراء اللبناني في جلسته أمس بالقفز فوق لغم جديد يهدد بتفجير المجلس، فتفادى وزراء قوى 14 آذار الدخول في نقاش مع وزيري حزب الله بشأن عملية شبعا، التي لم يستشر الحزب الحكومة أو الأجهزة الأمنية المختصة قبل تنفيذها، مما يعيد طرح تساؤل كبير حول الجهة اللبنانية التي تمتلك قرار الحرب والسلم.
وقال وزير الإعلام رمزي جريج للصحافيين بعد انتهاء الجلسة الحكومية إن «بعض الوزراء عرضوا مواقفهم من عملية شبعا، في إطار نقاش هادئ حرصا على البلاد، وبعد استعراض المواقف نددت الحكومة بالاعتداءات الإسرائيلية، ودعت الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها».
وأكد المجلس الوزاري «حرصه على استتباب الأمن والاستقرار في الجنوب، وضرورة تفويت فرصة إسرائيل لجر لبنان إلى حرب». وشدد جريج على «أهمية رص الصف الداخلي، والابتعاد عما يسبب الفرقة، والتصدي للعدوان يتم بوحدة اللبنانيين».
في غضون ذلك، وصل رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في إيران علاء الدين بروجردي إلى بيروت، مترئسا وفدا إيرانيا سيشارك في «احتفالات تكريم شهداء القنيطرة»، الذين قضوا في هجوم إسرائيلي استهدف إحدى مجموعات حزب الله الأسبوع الماضي في القنيطرة السورية.
وقال بروجردي في مؤتمر صحافي من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت إن إيران قد «آلت على نفسها الوقوف دائما إلى جانب خط المقاومة», مشيرا إلى أن إيران «تؤدي أدوارا استشارية في المنطقة}.
 
حزب الله بعث برسالة إلى إسرائيل: لا نريد التصعيد
لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»
أعلنت إسرائيل اليوم (الخميس)، أنها تسلمت رسالة من حزب الله اللبناني، مفادها أن الحزب لا يريد تصعيد الموقف مع إسرائيل، وذلك بعد يوم دام شهد مقتل جنديين إسرائيليين وأحد عناصر قوة حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان. حين قال وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعلون في تصريحات نقلتها عنه وكالة "رويترز" للأنباء، إن اسرائيل تسلمت رسالة من حزب الله من خلال القوة الدولية في جنوب لبنان، تفيد بأن الحزب لا يرغب في تصعيد الموقف.
وأضاف يعلون "تسلمنا رسالة بالفعل، فهناك قنوات للتنسيق بيننا وبين لبنان من خلال قوة يونيفيل، وقد تسلمنا فعلا رسالة بهذا المعنى من لبنان".
فيما لم يعلّق حزب الله على تصريحات يعلون.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي في مقابلة إذاعية "لا أستطيع الجزم بأن حوادث الأمس أصبحت وراءنا، وإلى أن يستتب الهدوء بشكل كلي في المنطقة ستبقى القوات الاسرائيلية على أهبة الاستعداد لأي طارئ."
من جهّته، توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق، بأن أولئك المسؤولين عن هجوم الاربعاء "سيدفعون ثمن أفعالهم".
وجاءت تصريحات نتنياهو، مع بدء مشاورات مع كبار المسؤولين الأمنيين بشأن رد محتمل على الهجوم الذي تعرض له الجيش الإسرائيلي.
وسارعت إسرائيل وأبلغت مجلس الأمن الدولي بأنها ستتخذ كل الإجراءات الضرورية للدفاع عن نفسها بعد الهجوم الذي شنه مسلحو حزب الله.
أمّا رون بروسور السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، فكتب رسالة إلى المجلس جاء فيها "إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي بينما يستهدف حزب الله الاسرائيليين".
وأضاف بروسور أن "إسرائيل لن تقبل أي هجمات على أراضيها وستمارس حقها في الدفاع عن نفسها، وستتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية شعبها". كما دعا مجلس الأمن إلى إدانة حزب الله "علنا وبشكل لا لبس فيه". كما طالب بنزع سلاح حزب الله، مشددا على أن على الحكومة اللبنانية الوفاء بالتزاماتها الدولية وتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بالكامل.
وكان حزب الله قد قال في بيان أصدره إنه استهدف "رتلا عسكريا إسرائيليا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، مؤلفا من عدد من الآليات، ويضم ضباطاً وجنوداً ... بالأسلحة الصاروخية المناسبة، ما أدى إلى تدمير عدد منها ووقوع إصابات عدة في صفوف العدو".
وقد أدان رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء لوتشيانو بورتولانو ما سماه "الخرق الخطير لقرار مجلس الأمن 1701" وطالب الطرفين بالحفاظ على أقصى درجات ضبط النفس.
وخيم الهدوء اليوم على المنطقة الحدودية التي كانت بالأمس مسرحا لهجوم نفذه مسلحو حزب الله على دورية اسرائيلية انتقاما، على ما يبدو، لغارة نفذتها إسرائيل داخل الاراضي السورية في الجولان، راح ضحيته عدد من كوادر حزب الله علاوة على ضابط في الحرس الثوري الايراني برتبة جنرال.

المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

..Toward a Plan B for Peace in Ukraine...

 الإثنين 28 تشرين الأول 2024 - 4:12 ص

..Toward a Plan B for Peace in Ukraine... Russia’s war in Ukraine has become a war of exhaustion.… تتمة »

عدد الزيارات: 175,867,760

عدد الزوار: 7,801,897

المتواجدون الآن: 0