حوار «تيار المستقبل» - «حزب الله» اليوم في «عناية» بري؟....تقاطُع دولي على احترام 1701 والكازينو فَتَحَ أبوابَه والمرفأ على حاله

أجواء مشدودة تُحاصر جولة الحوار الخامسة وجيرو في بيروت وتطمينات سعودية للبنانيين....مواكب تشييع حاشدة لضحايا حافلة دمشق "حزب الله" حذّر قبل أشهر من رحلات إلى سوريا...بروجردي: إسرائيل أبلغت إيران عدم نيتها التصعيد بعد عملية القنيطرة...«الراي» تنشر القصة الكاملة لاغتيال عماد مغنية

تاريخ الإضافة الأربعاء 4 شباط 2015 - 7:25 ص    عدد الزيارات 2255    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

أجواء مشدودة تُحاصر جولة الحوار الخامسة وجيرو في بيروت وتطمينات سعودية للبنانيين
النهار...
مع ان المشهد الداخلي كاد يختصر أمس بالمسافة المأزومة لقضيتين أجتماعيتين بين الحوض الرابع في مرفأ بيروت وكازينو لبنان فان ذلك لم يحجب انشداد الانظار الى الجولة الخامسة من الحوار الثنائي بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" التي تنعقد مساء اليوم في عين التينة وسط ترددات احدى أقسى الضربات التي تلقاها هذا المسار الحواري منذ انطلاقته. ولعل انعقاد هذه الجولة بذاته بدا بمثابة إثبات لمتانة القرار السياسي لدى طرفيه بالمضي فيه على رغم كل ما أثارته تداعيات الخطاب الملتهب للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الجمعة الماضي، فضلا عما اثارته ايضا، وفي موازاة المضامين السياسية للخطاب، ظاهرة اغراق العاصمة بزخات الرصاص الابتهاجي من ردود فعل ساخطة. لكن ذلك لا يعني تقليل صعوبة التعقيدات التي طرأت على مناخ الحوار واجوائه بعدما تسببت التطورات الاخيرة ولا سيما منها خطاب السيد نصرالله بمضاعفة اجواء التشكيك في جدوى هذا الحوار ونتائجه.
ومع ان التكتم التقليدي الذي طبع جولات الحوار السابقة لم يتبدل عشية الجولة الخامسة بحيث لم يفض أي من الطرفين بأي توقعات مسبقة من الجولة التي ستعقد اليوم، فان ثمة معطيات تحدثت عن حتمية تداول التطورات الاخيرة على الاقل من زاوية انعكاساتها على مجريات الحوار ومسها مباشرة بالبند الاساسي الوحيد الذي لا يزال يجري تحت عنوانه وهو تنفيس الاحتقان المذهبي. وتشير هذه المعطيات الى أنه اذا صح ما صرح به أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري من ان الفريقين اتفقا أساسا على تحييد المسائل الخلافية بينهما مثل سلاح المقاومة ومشاركة الحزب في الحرب في سوريا والمحكمة الدولية، فمن غير المستبعد ان يتناول تيار "المستقبل" التطورات الاخيرة وتداعياتها من واقع ضغطها السلبي المباشر على عملية بناء الثقة بحدها الادنى بهذا الحوار كمتنفس للانفراج وتخفيف الاحتقانات.
وعلمت "النهار" ان جلسة الحوار اليوم سيسبقها اجتماع لكتلة "المستقبل" وصف بانه "مهم" يحدد خلاله الموقف من التطورات الجارية.
وأوضحت مصادر وزارية لـ"النهار" ان غاية هذا الحوار كانت ولا تزال تنحصر بأمرين هما التهدئة والوصول الى قواسم مشتركة. ومع ان شيئا من هذا لم يتحقق بعد فان القرار لدى الطرفين هو الاستمرار في الحوار للوصول الى شيء ما في هذين الهدفين. واشارت الى ان اجتماع كتلة "المستقبل" اليوم سيتناول خطاب نصرالله واطلاق الرصاص علما ان هناك انقساما في الرأي بين مؤيدين للحوار ومعارضين له لكن الحوار سيستمر.
وبدورها قالت مصادر مواكبة لجلسات الحوار لـ"النهار" مساء أمس ان ثمة حاجة الى خطوات جدية لإعطاء الحوار دفعاً جدياً بعدما اهتز بفعل الاحداث الاخيرة ولن يكون هذا الدفع أقل من خطة أمنية فعلية في بيروت ومثلها في البقاع الشمالي. ولفتت الى ان هناك واقعا مقلقا في بيروت نفسها حيث تسجل سيطرة حزبية في بعض الاحياء مدعومة بالسلاح ولو غير ظاهر للعيان من خلال تجمعات للمحازبين بصورة دائمة في هذه الاحياء. واعتبرت ان ما صدر أمس عن الاجتماع الامني الذي رأسه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والذي خصص لموضوع إزالة الشعارات الحزبية على طول الطريق الساحلية من صيدا الى طرابلس بدءا من بعد غد الخميس هو خطوة متواضعة على هذا الصعيد.
ولفت الانتباه أمس نشر الكتاب الذي سبق لوزير العدل اشرف ريفي أن وجهه قبل أيام الى المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود لملاحقة مطلقي النار بعد الخطاب الاخير للسيد نصرالله. واعتبرت هذه الخطوة، أي نشر الكتاب، بمثابة حث للاجهزة الامنية على ان تباشر ملاحقة مطلقي النار كما هي عادتها حتى في مناسبات أقل أهمية كإطلاق نار في عرس مثلا. ومن المتوقع أن يحضر هذا الموضوع أيضا على طاولة الحوار هذا المساء بين التيار والحزب.
وكان الوزير نهاد المشنوق رأس أمس اجتماعا للقادة الامنيين والمحافظين أعطى خلاله توجيهاته بالشروع ابتداء من الخميس المقبل في ازالة كل الشعارات السياسية والدينية واللوحات المخالفة على طول الخط الساحلي من صيدا الى طرابلس ايذانا بتعميم هذه الخطوة على كل المناطق.
السعودية
في سياق آخر، علمت "النهار" أنه من المتوقع أن يصدر اليوم سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري مواقف تحمل تطمينات لكل القيادات الى استمرار العلاقات الثابتة والراسخة بين المملكة ولبنان على كل الصعد في بداية العهد الجديد في المملكة مشيرا الى ان هذه العلاقات المتينة بين البلدين تتخطى تغيير العهود سواء في السعودية أم في لبنان.
ووصل مساء أمس الى بيروت رئيس دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان - فرنسوا جيرو في اطار مواصلته لتحركه المكوكي المتصل بملف ازمة الفراغ الرئاسي في لبنان. وستكون للموفد الفرنسي مروحة واسعة من اللقاءات مع المسؤولين الرسميين والسياسيين اليوم وغداً.
المرفأ ... والكازينو
وعلى صعيد ازمتي الحوض الرابع في مرفأ بيروت وكازينو لبنان اللذين شغل الاضرابان فيهما معظم المسؤولين والوزارات المعنية، بدأت ليل أمس معالم معالجات لهاتين القضيتين كان محورها على نحو لافت بكركي التي تولى ملف الاتصالات في شأنهما المعاون البطريركي المطران بولس صياح.
وفي ما يتعلق بموضوع ردم الحوض الرابع، التقى رئيس الوزراء تمام سلام وزير التربية الياس بو صعب والمطران بولس الصياح. وأعلن بو صعب بعد الاجتماع ان ثمة خطوات قد تؤدي الى حل. وقال لـ"النهار": "حملنا وجهة نظر بكركي والمعترضين على الموضوع الى رئيس الحكومة، الذي سأل في البداية عن سبب اهتمام بكركي الى هذه الدرجة بالموضوع، وكان الجواب انه بغياب رئيس للجمهورية الذي عادة ما يتم اللجوء اليه، بكركي لعبت دوراً لتملأ فراغ غياب رئيس الجمهورية".
وأكد بو صعب ان "الرئيس سلام أبدى حرصا على الا يكون الموضوع طائفيا ونحن متأكدون من الامر. فوعدنا أنه سيدرس الموضوع والاعتراضات عليه وسيتخذ القرار المناسب، ولدينا ثقة به. الموضوع غير مطروح على جلسة مجلس الوزراء الأربعاء. والاجتماع غدا (اليوم) في بكركي مع المطران صياح وممثلي الأحزاب والخبراء الذين كلفتهم بكركي سيكون لوضعهم في أجواء الاجتماع مع الرئيس سلام".
اما المطران صياح فوصف الاجتماع بانه ايجابي.
أما في ما يتعلق بازمة المصروفين من كازينو لبنان، فافضى الاجتماع الذي عقده مجلس إدارة شركة كازينو لبنان في مبنى "شركة انترا" في بيروت، الى اعادة النظر في ملفات المصروفين من الكازينو كل على حدة، اعتبارا من اليوم مع حوافز مالية سخية لمن يصرف تتعلق بعامل السن والخبرة.
أما بالنسبة الى المرضى، فقد يحالون على لجنة طبية تحدد وضع المريض، وفي حال المرض الدائم يستمر في العمل في الكازينو مع جميع حقوقه. وقد أنهى الموظفون المضربون ليل أمس اضرابهم وأعيد فتح أبواب الكازينو أمام رواده.
 
مواكب تشييع حاشدة لضحايا حافلة دمشق "حزب الله" حذّر قبل أشهر من رحلات إلى سوريا
النهار...
على وقع الهتافات والشعارات الحسينية، شيعت الضاحية الجنوبية لبيروت وبعلبك وبلدة الدوير الجنوبية ضحايا تفجير الحافلة التابعة لحملة "عشاق الحسين" في دمشق.
وانطلقت مواكب التشييع بعد صلاة الظهر وعصر امس من الغبيري والاوزاعي وبرج البراجنة في الضاحية. ففي الغبيري شيعت عائلة المقداد ابنها الشيخ مهدي يوسف المقداد بمشاركة حاشدة تقدمها النائب علي المقداد ولفيف من علماء الدين والعائلة. وانطلق الموكب قرابة الثالثة بعد تقبل التعازي، وووري المقداد في روضة الشهيدين، اما قريبه محمد احمد المقداد فواكبه محبّوه الى جبانة الاوزاعي.
والمشهد لم يتغير في برج البراجنة التي اقامت مراسم تشييع ابنها قاسم فهد حاطوم وسط لوعة أهله وحال من الحزن عمت المنطقة، وقد شارك في التشييع النائب علي عمار الذي أكد أن هجمات الارهابيين لن تثني جمهور المقاومة عن المواجهة. وبعد اقامة الصلاة ووري الفقيد الثرى في مدافن الرادوف. بدورها احتضنت جبانة الطيونة الضحية محمد حسن أيوب، وشارك في التشييع النائب بلال فرحات.
ولبعلبك (النهار) حصتها من غدر الإرهاب، إذ ودعت المدينة ابنها علي عباس بلوق في موكب مهيب.
ابن الـ 23 عاماً لم يدرك ان يوم الاحد كان الوداع الاخير لعائلته واهله، وتوجه الى عمله سائقاً لحافلة كانت رحلتها الاخيرة الى دمشق، وحرمه الارهاب فرحة عرسه الحقيقي الذي كان مقرراً بعد أسبوعين.
وعلى وقع هتافات "لبيك يا زينب" سار موكب التشييع وتقدمه رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك الذي أمّ المصلّين على جثمانه، ثم ووري في ثرى جبانة الشهداء.
وفي الجنوب ودّع أهالي الدوير (النبطية) الضحية شادي حوماني في موكب حاشد وسط غضب عارم.
وكانت مصادر أكدت لـ"النهار" انه قبل أشهر حذّر "حزب الله" المكاتب السياحية من خطر القيام برحلات الى الاراضي السورية بعد ورود معلومات عن استهداف قد يطاولهم.
وفي سياق متصل، غادر عدد من الجرحى مستشفيي بهمن والرسول الاعظم بعد تلقيهم العلاج، علماً انهم وصلوا مساء الأحد من دمشق، فيما لا يزال عدد من الجرحى يتابع العلاج فيهما.
 
تقاطُع دولي على احترام 1701 والكازينو فَتَحَ أبوابَه والمرفأ على حاله
الجمهورية...
أظهرَت الأحداث الأخيرة والخطرة من القنيطرة إلى شبعا، وما بينهما من مواقف تصعيدية وناريّة خرَقت كلّ السقوف السياسية والوطنية، أنّ القاسم المشترك لكلّ القوى السياسية العدوّة والصديقة والمحَلية هو القرار 1701. فإسرائيل وجّهت رسالةً إلى طهران و»حزب الله» في سوريا، والحزب ردّ على الرسالة خارج الخط الأزرق في شبعا، والحكومة التي يشارك فيها الحزب أكّدت مجتمعةً على ضرورة الالتزام بمنطوق هذا القرار، والأمم المتّحدة شدّدَت بوضوح أنّ المعبر للحفاظ على الأمن في لبنان الثباتُ في تطبيق القرار 1701، فيما المواقف الدولية على اختلافها دعَت إلى الالتزام التامّ بهذا القرار. ومن الثابت لغايةِ اليوم أنّ أحداً لا يريد تحمّلَ مسؤولية الإطاحة بالقرار المذكور، فضلاً عن تجنّب طهران وتل أبيب الدخولَ في الحرب، غير أنّ الفعل وردّ الفعل أثارا المخاوفَ الدولية من انفراط الاستقرار في لبنان من البوّابة الإسرائيلية، فيما كانت المخاوف من انفراطِه من البوّابة السوريّة، فتسارعَت الاتصالات لتدارُك الموقف وتطويق كلّ الثغرات المحتمَلة، الأمر الذي أعاد الـ1701 إلى الواجهة وحوّله إلى عنوان المرحلة الراهنة. وفي سياق متّصل تنعقد الجلسة الخامسة من الحوار اليوم بين الحزب و»المستقبل» تحت عنوان المصارحة والمكاشفة لتنقيةِ القلوب وتبديد الهواجس، على أثر التطوّرات الأخيرة التي انعكسَت سَلباً على المناخات الحوارية، وذلك في ظلّ حِرص الطرَفين على مواصلة الحوار في أجواءٍ من الثقة والإنتاجية.
تقاسَم المشهد أمس عناوين ومحطات سياسية وأمنية وحياتية بارزة، يبقى في مقدمها الملف الرئاسي الذي يشهد دخولاً فرنسياً متجدداً على خطّه مع زيارة الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو الذي وصل الى بيروت مساء امس في جولة استطلاع جديدة، وملفّ الحوار الذي ينعقد في جولة خامسة مساء اليوم في عين التينة على وقعِ كلام الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله وردود «المستقبل» عليه، في وقتٍ تبدأ هذا الاسبوع ترجمة مفاعيل الجلسة الرابعة بإزالة الصوَر والشعارات الحزبية، إضافةً إلى الملفات الحياتية والتي تتصدّرها أزمة مصروفي كازينو لبنان التي انفرجَت وفتح الكازينو أبوابه مساء أمس، فيما أزمة ردم الحوض الرابع في مرفأ بيروت ظلّت عصيّةً على الحلّ.

جنبلاط: الغضَب الساطع آتٍ

وفي موقفٍ لافت بشَكلِه ودلالاته غرّدَ رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط عن الملف الرئاسي على صفحته الخاصة على موقع «تويتر»، فكتبَ: «يبدو أنّ الغضب الساطع آتٍ وأنا كلّي إيمان، وجيرو آتٍ وأنا كلّي لهيان»، في إشارةٍ إلى زيارة جيرو وتلميح إلى مساعد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان».

الحوار

وعلمَت «الجمهورية» أنّ «المستقبل» قرّر أن يبحث على الطاولة الملف الأمني انطلاقاً من تداعيات عملية مزارع شبعا وما رافقَ إطلالة السيّد نصر الله الاخيرة من إطلاق قذائف صاروخية ورشقات نارية في سماء بيروت وحارة صيدا، وما تركته من ردّات فعل سلبية في بيروت وصيدا ومناطق أخرى.

وقالت إنّ البحث يتركّز على وضع الصيغة وسقف الموقف، وسط نقاشٍ لا يخلو من الحدّة في أوساط «التيار» للتوافق على الصيغة المقترَحة.
وفي المعلومات أنّ هناك من يتمسّك بطرح الموقف بحِدّة، كما حدّده رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة في كلمته الأولى التي أطلقَها الأحد الماضي من صيدا، والثانية في الخطاب الذي ألقاه في تكريم الوزير السابق محمّد شطح. وتمَّ التوافق مساء امس ان يكون اجتماع الكتلة عصرَ اليوم موعداً للبحث في الصيغة النهائية قبل ساعات قليلة على موعد انعقاد الحوار.

اللافتات والصوَر

وعشيّة الجلسة، أصدرَت وزارة الداخلية بياناً عقبَ اجتماع ترَأّسه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق خُصّص لموضوع إزالة الشعارات الحزبية على طول الطريق الساحلية من صيدا إلى طرابلس بدءاً من الخميس المقبل.

وحضر الاجتماع كلّ من المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، محافظ جبل لبنان فؤاد فليفل، محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، قائد الدرك العميد الياس سعاده، قائد شرطة بيروت العميد عبد الرزاق القوتلي وأمين سرّ مجلس الامن المركزي العميد الياس خوري.

وأعطى المشنوق توجيهاته الى القادة الامنيين والمحافظين بضرورة إزالة كلّ الشعارات السياسية والدينية، فضلاً عن اللوحات المخالفة على طول الخط الساحلي من صيدا حتى طرابلس ضمناً، وذلك إيذاناً ببَدء إزالة كلّ الشعارات واللافتات والصوَر من كلّ المناطق.

وهبي

وفي المواقف من الحوار، توَقّع عضو «المستقبل» النائب أمين وهبي ان تتناول جلسة اليوم المستجدّات التي شهدها الأسبوع الفائت لجهة انغماس الحزب في سوريا أو كلام الأمين العام للحزب. وأكّد لـ»الجمهورية» أنّه إذا كانت حدّة الخلاف تتزايد حول مواضيع خلافية يبقى للحوار وظيفة على الأقلّ، وهي إسماع «حزب الله» كيف يفكّر باقي اللبنانيين، وكيف ينظرون الى سياسته التي تُعرِّض لبنان وأمنَه للخطر؟

وعن تمسّك «المستقبل» بالحوار، أجاب: «أوّلاً، نحن أهل حوار، وعادةً مَن يتحاور هم المختلفون لا المتفقون، وثانياً، لأنّ الحفاظ على السلم الاهلي والإصرار على التمسك بثوابت وحدة البلد هو مصلحة للشعب اللبناني، وكلّما زادت حدّة الخلاف في هذه الظروف ازدادت معها الحاجة للحفاظ على الاستقرار النسبي في لبنان، فهذه هي الوظيفة الأساسية للحوار».

وعن صمتِ الرئيس الحريري إزاء ما جرى، أجاب وهبي: «هو ليس صامتاً، فالرئيس السنيورة تحدّث، والكتلة ستجتمع اليوم وستُصدر موقفاً، وكلّ هذه المواقف للرئيس الحريري دورٌ أساسي في تحديدها، هو رئيس تيار «المستقبل»، وهذه المواقف مستوحاة من سياسته».

ماروني لـ«الجمهورية»

وقال عضو كتلة الكتائب النائب إيلي ماروني لـ«الجمهورية»: «إذا قطعنا لغة الحوار، فإلى أين يمكن ان تصل البلاد؟ الجميع اليوم يدرك دقّة خطورة المرحلة، امنياً وسياسيا، وهي لم تعُد خافيةً على أحد، وبِتنا نستشعر الخطر على الوجود والكيان.

لذلك الحلّ السياسي يكون بالحوار. ندرك جيّداً كم يبلغ حجم خلافنا مع «حزب الله» حول القضايا الاساسية، وأهمّها المشاركة في القتال في سوريا والاستراتيجية الدفاعية وما أعلنَه الامين العام أخيراً عن سقوط قواعد الاشتباك أي سقوط القرارات الدولية، لكن هناك قواسم داخلية مشتركة يجب ان نتحاور لحَلّها.

إلتزام الـ1701

في هذا الوقت، حضرَت مستجدّات الجنوب الاخيرة في لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة مع المنسّق الخاص للامم المتحدة في لبنان السيّدة سيغريد كاغ التي زارت الرئيس نجيب ميقاتي. وشدّدت على اهمّية استمرار التزام جميع الاطراف بتطبيق القرار 1701 من قبل.

وأكّدت «العمل بشكل وثيق ليس مع جميع المسؤولين والمؤسسات الدستورية والقيادات السياسية فحسب، بل أيضاً من اجل الشعب اللبناني». وقالت: «نرغب بأن نرى الاستقرار مستمرّاً في لبنان، وكذلك الامن في جميع المناطق».

وأكّدت «ضرورة أن يعمّ الاستقرار السياسي والاقتصادي كلّ لبنان، ما يزيد من حظوظ تأمين فرَص العمل للّبنانيين». وشدّدت على «ضرورة الثبات في تطبيق القرار 1701 حفاظاً على الامن في لبنان ككُلّ».

بورتولانو

كذلك حضرَ الوضع جنوباً، في ضوء الأحداث الأخيرة التي شهدَها، في جولة قائد قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» الجنرال لوتشيانو بورتولانو على كلّ من رئيس الحكومة تمّام سلام والمدير العام للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم.

ورحَّبَ بورتولانو بتصريح سلام حول التطوّرات الخطيرة حين أكّد التزام الحكومة بالقرار 1701»، وعبّر له عن قلقِه من الحوادث الأخيرة في منطقة عمليات «اليونيفيل»، وأكّد أنّ «هناك حاجة ملِحّة لمنعِ مزيد من التصعيد للوضع، وهو ما يمكن أن يقوّض السلام والأمن اللذين تمكّنّا من تحقيقهما والحفاظ عليهما منذ عام 2006»، وأشار إلى أنّ هذه الأعمال «لا تؤدّي فقط إلى إمكانية تهديد الاستقرار الذي ساد في جنوب لبنان منذ أكثر من ثمانية سنوات فحسب، ولكنّها أيضاً تتسبّب في إلحاق الأذى بجنود حِفظِ السلام وتُعرّض للخطر سلامة السكّان وأمنَ الجنوب».

ودعا جميع الأطراف «إلى ممارسة أقصى درجات الهدوء وضبط النفس في كلّ الأوقات»، مُطمئناً «الى أنّ الوضع في منطقة عمليات اليونيفيل الآن مستقر وتحت السيطرة».

إسرائيل

إلى ذلك، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأمم المتحدة لعدم توجيهها اتّهامات لإيران بالوقوف وراء عملية «حزب الله» في مزارع شبعا.

وقال نتنياهو في اتّصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون مساء الأحد: «حتى الآن لم يوجّه المجتمع الدولي إصبعَ الاتهام إلى إيران التي تقف وراء العملية التي وقعَت على الحدود الشمالية، ووراء المحاولة لإقامة بنية تحتية للإرهاب، في هضبة الجولان ضد إسرائيل، كما أنّ إيران تقف وراء ممارسة الإرهاب في كلّ أنحاء العالم».

وأضاف نتنياهو: «لا يجري تنفيذ قرار مجلس الأمن (1701) الذي أنهى حرب تمّوز (يوليو 2006)، وإنّ قوّة الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان (يونيفيل) لا تبَلّغ عن تهريب السلاح إلى جنوب لبنان».

إيران

في المقابل، أوضحَت إیران أنّها لم تتلقَّ أيّ رسالة رسمیة أو غیر رسمیة من اسرائيل، للإحجام عن تصعید الوضع فی أعقاب اعتداء القنیطرة، وأوضحَت المتحدّثة باسم وزارة الخارجیة الایرانیة مرضیة افخم «أنّ ممثل الامین العام للامم المتحدة في لبنان کان دعا إيران، خلال لقائه مساعد وزیر الخارجیه للشوون العربیة والافریقیة فی وقت سابق، إلى المساعدة علی إقرار وقف النار فی جنوب لبنان».

إلى ذلك، قال قائد القوّة الجَوفضائية للحرَس الثوري العميد حاجي زاده إنّ إيران صدّرت «تقنية صناعة الصواريخ والطائرات من دون طيّار إلى سوريا والعراق وفلسطين و»حزب لله» لمواجهة «إسرائيل» و»داعش» وسائر الزُمَر التكفيرية واحتوائها».

وأشار إلى أنّ «القوة الجَوفضائية للحرس الثوري قد بلغَت الاكتفاء الذاتي في صناعة وإنتاج الطائرات من دون طيّار وأنّها تقوم بتصدير تقنية صناعة الطائرات من دون طيّار إلى سائر البلدان».

«
حزب الله»

ودعا «حزب الله» بلسان النائب نوّاف الموسوي للنظر جيّداً إلى خطاب أمينه العام «الذي أسّس لمرحلة جديدة في الصراع مع اسرائيل»، وأكّد «أنّ ما قبل عملية المزارع وخطاب الأمين العام ليس كما بعدهما، فلقد دخلنا في زمن جديد يُسهِم في انقشاع الرؤية، بحيث ألقِيت الحجّة على الجميع ولم يعُد في وسعِ أحدٍ أن يتحدّث عن التباس، فالمعركة باتَت واضحة، والمقاومة تخوضها ضد العدوّ الصهيوني وحلفائه الذين ينتشرون على خطوط التماس معه في الجولان»، ورأى «أنّ كلّ مَن يقاوم عملاء إسرائيل من «النصرة «وغيرها هو في خط المقاومة التي ستدعمه وتقف إلى جانبه».

مصدر عسكري رفيع

ومع بقاء الأمن في الواجهة، واصلَ الجيش استهدافَ تحرّكات المسلحين في جرد رأس بعلبك، وشدّد إجراءاته الأمنية على حواجزه العسكرية عند مداخل مخيّم عين الحلوة. وأكّد مصدر عسكري رفيع لـ»الجمهورية» أنّ «الجيش يُحبط يومياً محاولات تسَلّل للإرهابيين في عرسال، وهم يعجزون عن خَرق التدابير المشدّدة»، وأوضحَ أنّ «الجيش حَصّن جبهة رأس بعلبك وبات من المستحيل تأمين أيّ طريق للإرهابيين منها».

ولفتَ المصدر الى أنّ المطلوب شادي المولوي «لا يزال داخلَ مخيّم عين الحلوة، وكلّ كلام مغاير لذلك هو غير دقيق، ويحتاج الى معطيات»، وأكّد انّ «الجيش يتفادى إراقة الدماء في المخيّم، لكنّه جاهزٌ لأيّ معركة عسكريّة إذا اقتضَت الضرورة، وهو أنهى كلّ الاستعدادات لأيّ معركة محتمَلة».

تفجير دمشق

في هذه الأجواء، شيّعَت الضاحية الجنوبية والبقاع شهداءَ التفجير الإرهابي في دمشق، وتواصلت مواقف الاستنكار والتعزية، واعتبرَت إيران أنّ الاعتداء علی الزوّار اللبنانیین، يصبّ فی خانه تناغُمِ أهداف وخطط إسرائيل والجماعات الارهابیه في الانتقام من المقاومة.

الكازينو فتحَ أبوابه

وفي ملفّ الموظفين المصروفين من الكازينو، وفي الوقت الذي عاودَ الكازينو نشاطَه متأخّراً ليل أمس، أثمرَت الجهود التي قام بها وزير العمل سجعان قزّي وحاكمُ مصرف لبنان رياض سلامة، ومجلس الإدارة، بمتابعة من بكركي، حَلّاً مبدئياً للأزمة.

وتضمّنَ مشروع الاتفاق الذي كشفَ عنه قزّي مساء أمس النقاط الآتية:

1-
إعادة النظر في حجم التعويضات بحيث قد تبلغ 5 سنوات مع وجود سقف، على أن لا يتجاوز التعويض الواحد 200 ألف دولار.

2-
إعادة النظر في ملفات المصروفين في حال كان هناك مظلومية على بعض الاشخاص، كذلك الأخذ في الاعتبار ملفات المرضى أو الذين يحتاجون الى عناية خاصة.

3-
فتحُ الباب لتقديم استقالات والإفادة من التعويضات التي ستُعرض.

4-
إعادة فتح ابواب الكازينو ابتداءً من اليوم.

وسيُعقد اليوم اجتماع في مكتب قزّي يضمّ مجلس الإدارة وممثلي الموظفين لتثبيت هذا التفاهم، إذ إنّ دورَ وزارة العمل يبقى قائماً لحينِ الانتهاء من الأزمة برُمَّتها.

الحوض الرابع

وفي ملفّ المرفأ الذي عمَّه الإضراب العام أمس، بقيَت قضية ردم الحوض الرابع موضعَ جدَل وأخذٍ وردّ وحَملات إعلامية وسياسية متبادلة اختلطَ فيها الحابل بنابل الوزراء الذين انقسموا في المواقف من الردم أو عدمِه، من دون ان يتّخذ رئيس الحكومة تمّام سلام أيّ موقف نهائي بَعد من مطالبة بكركي والوزراء المسيحيين ممثّلي الأحزاب المسيحية الأربعة المشاركين في الحكومة بالإضافة الى حزب «القوات اللبنانية»، بطرح الملف على مجلس الوزراء لبَتّ شرعية الأعمال الجارية لردمِ الحوض وقانونيتها.

وكشفَت مصادر واسعة الاطّلاع لـ»الجمهورية» أنّ سلام عرض مع النائب البطريركي العام المطران بولس صياح الذي زارَه عصر أمس موفَداً من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بحضور وزير التربية الياس ابو صعب التطوّرات المحيطة بالقضية من جوانبها المختلفة.

ودعا سلام صيّاح الى الوثوق به وبوعده بالسعي الى طرح الملف في مجلس الوزراء، وليس ضرورياً ان يكون في جلسة الغد، ما يؤدّي الى تأجيل طرح الموضوع الى الجلسة التي تليها، أي يوم الخميس في الثاني عشر من شباط الجاري بعد عودة سلام من «مؤتمر ميونيخ للأمن» الذي سيشارك في اجتماعاته بدءاً من الخميس وحتى نهاية الأسبوع الجاري.

إضراب المرفأ... مفتوح

وكان الإضراب المفتوح لمالكي الشاحنات العمومية في المرفأ ووقفُ أعمال إخراج البضائع والمستوعبات من الحرَم وإدخالها إليه بدأ أمس. وحضر إلى المرفأ عدد من النواب اعتراضاً على استمرار العمل في ردم الحوض، ورفع الصوت لطرحه على مجلس الوزراء غداً.

وبذلك يصبح هذا الإضراب مفتوحاً في انتظار الاجتماع الموسّع الذي سيُعقد اليوم في بكركي بناءً على دعوة صياح لاستكشاف المواقف وبَتّ الخطوات المقبلة في ضوء الاجتماع مع سلام أمس.

وليلاً، علمَت «الجمهورية» أنّ طرحاً جديداً ظهرَ أمس يقضي بردمِ نصف الحوض، ذلك أنّ الهيئة الموَقّتة لإدارة المرفأ أنفقَت إلى اليوم ما يساوي 35 مليون دولار للشركة المتعهّدة، من أصل 130 مليون دولار رُصِدت للمشروع.
 
حوار «تيار المستقبل» - «حزب الله» اليوم في «عناية» بري؟
بيروت - «الحياة»
عشية انعقاد الجلسة الخامسة للحوار بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» المقررة مساء اليوم برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري، سألت مصادر متابعة عن الدور الذي يمكن أن يلعبه الأخير في تصويب النقاش حول تدابير تنفيس الاحتقان بين السنّة والشيعة لقطع الطريق على العودة به الى نقطة الصفر، في ضوء الموقف الذي أعلنه الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله بإسقاط قواعد الاشتباك مع إسرائيل وإطلاق الرصاص والقذائف بغزارة ابتهاجاً بخطابه.
وتؤكد المصادر نفسها أن لا نية بوقف الحوار، وتعتقد أن المسؤولية تقع على عاتق الرئيس بري وحليفه رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط لإنقاذ الحوار من الاهتزاز الذي أصابه من وجهة نظر «المستقبل»، جراء مواقف نصرالله.
وترى أن صدقية بري على المحك باعتباره المعني الأول باستضافته الحوار والوصول به الى النتائج المرجوة وأولها تنفيس الاحتقان.
وتعتبر المصادر المتابعة أن المسؤولية عن هذا الاهتزاز في الحوار «لا تقع على المستقبل مع تنافس عدد من الأطراف المنتمين الى 8 آذار الى تحميله للأخير، بذريعة أن الصراع يدور بين «الحمائم» في التيار الذين يدعمون الحوار وبين «الصقور» الذين يتحفظون عليه، على رغم أن نادر الحريري مدير مكتب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري كان نصح أثناء الإعداد لبدء الحوار بعدم اللجوء الى هذه اللعبة لإيهام اللبنانيين بوجود مَحاور في المستقبل».
وترى هذه المصادر أن الاتفاق على إزالة الشعارات ونزع اللافتات والصور في بيروت الإدارية وصيدا وطرابلس، يشكل «نقلة نوعية على طريق تنفيس الاحتقان، لكن الابتهاج «الناري» بالخطاب الذي ألقاه السيد نصرالله زاد من هذا الاحتقان، وبالتالي لا بد من وضع حد للإخلال بالأمن وفوضى السلاح الذي يرهب الناس».
وتؤكد أن جولة اليوم للحوار لن تكون سهلة، لأن حادثة إطلاق النار ستفرض نفسها على الطاولة، إضافة الى تطويق التداعيات السياسية لإعلان نصرالله إسقاط قواعد الاشتباك.
وتتابع: «القول إنه تم الاتفاق أثناء الإعداد للحوار على تحييد النقاط الخلافية وأبرزها سلاح حزب الله ومشاركته في القتال في سورية والمحكمة الدولية، لا يبرر إسقاط قواعد الاشتباك التي يرعاها القرار 1701، لا سيما أن نصرالله ربط إسقاطها بتوحيد الجهات، مع أن مواقفه تدفع نحو نقل البلد الى واقع جديد ليصبح جزءاً من المنظومة الإيرانية في المنطقة، وهذا ما يلقى اعتراضاً في الداخل والخارج».
وفي المواقف من الحوار، أكد عضو «كتلة المستقبل» النائب عمّار حوري، أن «الحوار مع حزب الله سيستمر، وهناك إرادة حقيقية لاستمراره، لكن كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأخير لا يعكس أجواء إيجابية في اتجاه الحوار، هناك أمور أتت لتزيد الوضع تعقيداً، خصوصاً حين ترافق كلام نصر الله مع إطلاق نار كثيف وقذائف صاروخية». وقال لـ «المركزية» إن «الرئيس نبيه بري يحاول دائماً تدوير الزوايا والتخفيف من الآثار السلبية لما قاله نصر الله حول تغيير قواعد الاشتباك».
وأشار عضو الكتلة ذاتها النائب جمال الجراح في تصريح، إلى أن «الحوادث الأخيرة، من اعتداء القنيطرة إلى الرد في شبعا وكلام السيد حسن نصرالله عن قواعد الاشتباك ووضع لبنان أمام المخاطر، ستكون موضع بحث معمق في جولة الحوار غداً (اليوم)، لأن الكلام الذي قيل وفتح الأمور على مصراعيها عسكرياً، يُعرّض لبنان لمخاطر كبيرة في ظل اشتعال المنطقة من حولنا، فيكون الهدف من الحوار شيئاً من الخيال»، لكنه أكد في المقابل «استمرار جولات الحوار وعدم توقفه». ولفت الجراح إلى أن «من يتّخذ قراراً بالحوار على رغم التباينات، يعلم مسبقاً أن هذا النوع من اللقاءات سيشهد على مواقف ومحطات تعكس حجم الاختلاف».
وأوضح مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعّار «أننا ننتظر نتائج إيجابية من الحوارات القائمة على الساحة الداخلية، ونأمل بتقريب وجهات النظر للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية». وقال لـ «المركزية»: «لا بد أن تُثمر هذه الحوارات نتائج إيجابية فتُحدث خرقاً في جدار الملفات الخلافية»، معتبراً أن «إرادة اللبنانيين أقوى من كل المعوّقات».
وتمنى الشعار «الخروج بنتائج إيجابية من الحوارات، لأن اللبنانيين نفد صبرهم، ونأمل أن يُقدّم اللبنانيون مصلحة بلدهم على مصالحهم المذهبية والحزبية، فخلاص لبنان يجب أن يتصدّر المصالح الحزبية والطائفية، والغرور لا يُمكن أن يأتي بخير على البلد»، مؤكداً «أننا في حاجة إلى أن نتواضع من أجل الوطن، ولا يُمكن أحداً أن يتفرّد بقرار أو رأي في لبنان، لأن هذا الوطن للجميع، وهو يحتاج إلى أن نتلاقى ونتواضع حتى يعود الرأس إلى جسده».
 
بروجردي: إسرائيل أبلغت إيران عدم نيتها التصعيد بعد عملية القنيطرة
طهران - الحياة
أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي أن اسرائيل طلبت من ايران عبر «قناة رسمية»، لم يسمها، عدم التصعيد بعد عملية القنيطرة التي قتل فيها ستة من عناصر «حزب الله» اضافة الى قائد في الحرس الثوري الايراني.
وقال علاء الدين بروجردي في تصريح له لقناة «العالم» الايرانية: «تلقينا رسالة من احدى القنوات الرسمية بأن الصهاينة ذكروا بأنهم لا يريدون لهذه القضية ان تستمر او يحصل تصعيد فيها، وعلى هذا الاساس يتوقعون من الطرف المقابل أن يتصرف بهذا الشكل ايضاً»، مشيراً الى ان هذه الرسالة «اوصلتها القناة الرسمية الى مسؤول رسمي في الخارجية الايرانية».
وفي السياق، أعلن قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري العميد حاجي زادة ان ايران زودت سورية والعراق وفلسطين و»حزب الله» تقنية صناعة الصورايخ «لمواجهة الكيان الصهيوني وتنظيم «داعش» وبقية الزمر التكفيرية». وقال في كلمة له امس، امام طلبة جامعيين ان ايران «وصلت الى الاكتفاء الذاتي في شكل كامل في حقول انتاج المعدات والقدرات الرادارية وأجهزة الرصد وهي قادرة على رصد نشاطات العدو في السماء في أبعد نقطة واستهدافه ومن ابرز نماذج ذلك اسقاط طائرة «هرمس» من دون طيار للكيان الصهيوني، كما وصلت الى مرحلة الاكتفاء الذاتي في مجال انتاج الطائرات من دون طيار وتقوم بتصدير تقنية صناعة الطائرات من دون طيار الى سائر البلدان».
 
«الراي» تنشر القصة الكاملة لاغتيال عماد مغنية
إسرائيل كانت تملك خريطة تحركاته قبل 6 أشهر من تنفيذ العملية
 كتب ايليا ج. مغناير
• 8 كرات حديدية اخترقت جسده وإحداها دخلت من عينه وخرجت من خلفية الرأس
• كان خارجاً من اجتماع أمني في دمشق وليس من مطعم
• رفاقه حملوا جثمانه مباشرة إلى لبنان فحضر نصرالله الى المستشفى وألقى عليه النظرة الأخيرة
• 3 مجموعات شاركت في الاغتيال وجرى استخدام شقة مقابلة لمركز الحرس الثوري حيث كان موجوداً
• كان مجهولاً إلى حد أن أحد الوزراء اللبنانيين طلب منه أن يعرّفه بعماد مغنية فأجابه أن هذه «شخصية خرافية»
• من أخطاء مغنية أنه لم يعد يتحسّس بأنه المطلوب رقم واحد في العالم إلى جانب بن لادن
يوم 12 فبراير 2008، وصل معاون الأمين العام في المجلس الجهادي في «حزب الله لبنان» عماد فايز مغنية الى كفرسوسة - دمشق، ودخل الى شقة جمعت بعض القادة الفلسطينيين ومسؤول وحدة في الجسم الجهادي في «حزب الله» وبعض أعضاء الحرس الثوري الايراني، للتباحث بشأن تدريبات وتنسيقات عسكرية.
وقبل نهاية الاجتماع، خرج مغنية طالباً من المجتمعين متابعة الامور والتنسيقات، وبعد دقائق دوى صوت انفجارٍ. اعتقد المجتمعون بأنهم ضمن دائرة الاستهداف، الا ان ضجيج الشارع في باحة الموقف المكشوف امام المبنى وحضور الأجهزة الأمنية السورية دفع بعضهم للنزول الى الشارع لمعرفة ما حدَث، فوُجد عماد مغنية وقد أصابته 8 كرات حديدية، منها واحدة اخترقت عيْنه وخرجت من خلف الرأس وقد قضى نحبه مباشرةً، فحمله رفاقه الى داخل سيارتهم، متّجهين مباشرة الى لبنان، واتصل المسؤول العسكري الذي كان يتواجد مع مغنية أثناء الاجتماع، بالامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله ليبلغه الخبر متوجّهاً بالجسد الملقى في الخلف الى المستشفى حيث وافاه السيد نصرالله ليلقي النظرة الأخيرة على رفيق دربه ويودّعه ويلفّه براية الإمام الحسين، التي كان قد تسلمها من كربلاء ويعلن لعائلته ورفاقه الخبر.
لم يخرج مغنية من مطعمٍ ولم يكن يزور إحدى صديقاته كما رُوّج اخيراً، بل ذهب للاجتماع المتفَق عليه داخل مركز معروف بانه يتبع للحرس الثوري الايراني في دمشق منذ سنين طويلة. وقد وصل مغنية الى سورية قادماً من لبنان، وطلب من مرافقيه، كما جرت العادة، الذهاب الى المركز القريب من منطقة السيدة زينب، ليتوجّه هو الى المكان الذي يريده لوحده، ومن دون اي مرافقة أمنية معه، لانه كان هو المسؤول الأول والأخير عن أمنه الخاص، ولم يكن يشارك أحداً بجدول تحركاته، معتمداً على أسلوب التخفي وعلى العامل الأهمّ بأنه شخصية غير معروفة الوجه، الا انه لم يكن يعرف ان اسرائيل كانت تعلم خريطة تحرّكاته منذ اكثر من 6 اشهر قبل عملية الاغتيال، وانه اصبح لدى المخابرات التي تلاحقه بصمة بعدما كان يسمى بـ «الشبح» وان اصطياده في لبنان كان ممكناً قبل تاريخ العملية في كفرسوسة وان توقيت العملية - حسب خبراء بشأن «حزب الله» - أتت «إهداءً» من المخابرات التي اغتالته الى فريق 14 آذار ليتزامن التاريخ مع الشهر واليوم عيْنه الذي اغتيل فيه رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري بعدما اتُهم «حزب الله» بتنفيذ العملية، فأخذ الرئيس الاميركي جورج بوش حينها على عاتقه مهمة «تقليم أظافر حزب الله» بمشاركة الموساد الاسرائيلي الذي يتبع قاعدة معروفة: «ان لم تستطع هزيمة عدوّك في ميدان الحرب فاقتله بعمليات أمنية غامضة»، وهذا ما قاله رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد عملية مزارع شبعا الاخيرة، وردّ عليه السيد حسن نصرالله بانه سيردّ على عملية الاغتيال، ذلك ان الاثنين على علم ودراية تامة باللغة المستخدَمة بينهما.
وتقول المصادر المطلعة على حياة عماد مغنية ان «الخطأ الذي وقع فيه انه أصبح يتعايش مع تحركاته في المناطق التي يتحرّك بها من خلال مسؤولياته المتعددة ولم يعد يتحسس بأنه المطلوب رقم 1 دولياً الى جانب اسامة بن لادن».
والخطأ الآخر، حسب المصدر، ان مغنية اعتبر سورية الحديقة الخلفية التي يستطيع فيها ان يمارس حياته الطبيعية كأي شخص عادي، وهذا كان سبب مقتله في المكان الذي نُفذ فيه، رغم تحذير القيادة السورية له بضرورة أخذ الحيطة والحذر، فأصبح لديه منزل يتردد اليه، وحلاق ثابت يذهب اليه بشكل متواصل، ومكان اجتماع للحرس الثوري يلتقي فيه مع مسؤولي حركات المقاومة الفلسطينية والعراقية وغيرهم. وهكذا، يوم 12 فبراير، خرج من المبنى ليمرّ على مسافة نحو 25 متراً من مكان سيارة الـ «باجيرو» التي كانت مركونة داخل موقف البناء المكشوف لتنفجر عبوة موضوعة في الدولاب الخلفي الاحتياطي لتنطلق منها طابات حديدية بسرعة 8400 متر في الثانية بسبب وجود مادة «سي 4» فيها لتستقرّ بمكان قاتل في جسد مغنية الذي كان يعبر ضمن شعاع الانفجار المعدّ له.
وتؤكد هذه المصادر انه «كانت هناك 3 مجموعات، مجموعة رصْد، ومجموعة تنفيذ ومجموعة إخلاء وانتشال للمنفذين، وتواجد هؤلاء كلهم قرب مسرح الاغتيال على الأرض وفي شقة مواجِهة لمركز الحرس الثوري الايراني، وكذلك تواجدت طائرة تجسس من دون طيار من نوع هارون لا يستطيع الرادار السوري كشفها لتأمين تغطية للفريق المنفذ في كفرسوسة، وكذلك وُضع جهاز 8200 الاسرائيلي بأقصى جهوزيته لجمع كافة الاتصالات والمعلومات والبيانات والهواتف الهوائية العائدة لكافة القوى الأمنية النظامية وغير النظامية في مسرح العملية لحماية المجموعات وتأمين نجاح العملية».
وبحسب المصادر نفسها فإن «اسرائيل قامت ليلة الاغتيال بمناورة استفزازية مقابل شواطئ لبنان، وبالأخص مقابل صخرة الروشة بزوارق صاروخية، وكذلك تمت مشاهدة ورصد غواصة اسرائيلية من نوع دولفن في خلدة بهدف الإلهاء وحرف النظر عما كان يُحضّر في سورية ليلة التنفيذ، وان هذه التحركات قد أحدثت ضوضاء وإرباكاً لمحاولة اتخاذ الموقف من الاجراء الاسرائيلي المستغرب، وهذا ما أبعد حزب الله عن احتمال ان تكون اسرائيل تحضّر لعملية اغتيال من هذا النوع».
وتؤكد المصادر انه «لم يكن بالإمكان معرفة كيف أُجليت المجموعات، فمن الممكن ان تكون طائرات مروحية حطت وأخذت جميع المنفذين، ومن الممكن ان تكون تسهيلات الإخلاء قد قُدمت لهم عن طريق الحدود السورية - الاردنية، إلا ان لا شيء عُرف لغاية اليوم رغم التحقيق والمتابعة».
هكذا قُتل عماد مغنية، ولكن كيف عاش؟
كُتب الكثير عن حياة مغنية وكيف انطلق من صفوف «منظمة التحرير الفلسطينية» العام 1982 ليأخذ مساراً آخر داخل صفوف «المقاومة الاسلامية»، ويلتحق بصفوف «الجهاد الاسلامي» الذي كان يتبع وزارة الاستخبارات الايرانية، فعاش ليس فقط الصراع مع اسرائيل ولكن ايضاً الصراع مع أعداء ايران، ولمع اسمه في قضية تفجير مركز المارينز والسفارة الاميركية في بيروت، وقتْل الرهائن الغربيين وخطفهم، ولم يكن هناك وجود حينها لمنظمة «حزب الله» متماسِكة ولا لأمين عام بل مجلس شورى لا يتدخل في شؤون عمل الأجهزة الايرانية في لبنان، حتى بعد تعيين اول امين عام الشيخ صبحي الطفيلي واغتيال سلفه السيد عباس الموسوي.
وكان التاريخ المفصلي لبداية تماسُك وتراصص «حزب الله» ابتداء من شهر فبراير 1992 عند اغتيال الموسوي، وانتخاب السيد حسن نصرالله خلفاً له والذي طلب من كافة التنظيمات التي كانت تعمل مع جهات عدة أمنية ايرانية ان تتوحّد تحت راية «حزب الله»، على ان يكون مغنية على رأس كافة الأجهزة الأمنية الداخلية، الأمن العسكري والأمن الخارجي، واستطاع مغنية توحيد رئاسة الأجهزة بيده، وحوّل «حزب الله» مؤسسة تجمع كوادر أمنية تعمل كلها تحت راية الأمين العام ومجلس الشورى.
وفي العام 1999 تسلم مغنية قيادة الأركان، بما فيها قيادة الأجهزة الأمنية، وأنشأ «حزب الله» مجلساً جهادياً يترأسه السيد نصرالله وعُيّن مغنية معاوناً له في هذا المجلس، مع كافة الصلاحيات المطلقة على كافة الوحدات العسكرية والأمنية، وهو شغل هذا المنصب الى حين اغتياله ليأخذه معه ويدفنه في قبره لعدم تعيين أحد من بعده بالصلاحيات ذاتها.
ودأب عماد مغنية بعمله على القيام بزيارات ولقاءات مع كافة الكوادر ومسؤولي الوحدات وكان يتنقل بين كل المناطق اللبنانية في الجنوب والبقاع والشمال وبيروت، فبدأ اسمه بالتداول وأصبح مركز قيادته معروفاً في منطقة بئر العبد. وقد قصفته اسرائيل في حرب العام 2006 ليتعرض للدمار الكامل، ما يؤكد ان اسرائيل كانت تعلم بمكان وجوده ومسؤوليته.
واجتمع مغنية مع بعض الوزراء في الحكومة اللبنانية الذين جهلوا حقيقة هويته حتى طلب احد الوزراء منه ان يعرّفه بمغنية فأجابه ان «هذه الشخصية خرافية لا وجود لها داخل حزب الله»، الى ان عرفه الوزير عند مقتله.
ويروي عارفوه من المجلس الجهادي انه كان «انسانياً بالتعامل مع الافراد والكوادر وإعطائهم الحصانة اللازمة لمنْع فصلهم من قبل مسؤول تعسفي، وانه أحضر الى الحزب كافة التطورات التكنولوجية والعلمية ومعه أصبح (حزب الله) جسماً يفوق تعداده الـ 100 الف عنصر وكادر من المعلّمين واصحاب الاختصاصات كافة».
وقد التقى عماد ببعض الصحافيين اللبنانيين، وبعضهم عرفه، وكذلك التقى مع صحافيين عالميين لم يعرفوا حقيقة هويته يوماً، رغم توجيه الكاميرا له مباشرة مثل كريستيان امانبور ايام قضية الرهائن الغربيين وقضية تيري وايت.
وحاول «حزب الله» على مدى أعوام اخذ الثأر لعماد مغنية، لكن هذه المحاولات صادفت عقبات عدة، منها عدم توافر المعلومات الأمنية في الوقت المناسب لضرب شخصيات عسكرية وحكومية كانت شاركت بقرار قتْل مغنية، ومنها عدم تواجد «الموفّقية»، ومنها ما كشفته معلومات صدرت عن مسؤولين في «حزب الله» تعاملوا مع المخابرات الاميركية والاسرائيلية وكشفوا الكثير من محاولات «حزب الله» للاخذ بالثأر، وكذلك عن امكانات ومؤسسات يملكها الحزب في الخارج، وقُدرت خسارتها من جراء الاختراق الأمني بمئات الملايين من الدولارات، الا ان «حزب الله» أبقى الحساب مفتوحاً مع اسرائيل ولم يقفله ولن يقفله.
 
موفد رئاسي في لبنان بمهمة مزدوجة: الوضع «المتغيّر» جنوباً والرئاسي «المجمّد»
بيروت تُحيي ذكرى اغتيال الرئيس الحريري بإزالة... صوره
الرأي... بيروت - من ليندا عازار
عنوانان سيتقاسمان الزيارة التي بدأها لبيروت أمس رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو، أوّلهما الواقع المستجدّ في ضوء اعلان الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله انتهاء العمل بـ «قواعد الاشتباك» التي كانت تحكم الصراع مع اسرائيل وتداعيات ذلك على القرار 1701 الذي أنهى العمليات العسكرية في أعقاب حرب يوليو 2006، وثانيهما الملف القديم - الجديد المتمثل بانتخابات رئاسة الجمهورية التي تدور منذ سبعة أشهر ونيّف في «حلقة مفرغة».
ويأتي اهتمام باريس بكلام نصر الله ليعكس القلق الدولي الكبير حيال نقطتين: الاولى آفاق الوضع على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية ولا سيما في ضوء اعلان نصرالله وحدة الساحات امتداداً الى الجولان، والثاني مصير قوة «اليونيفيل» العاملة في الجنوب والتي تضمّ في صفوفها عناصر من بلدان غربية عدة أبرزها فرنسا، والتي قُتل احد عناصرها من الوحدة الاسبانية خلال الرد الاسرائيلي المدفعي على مناطق جنوبية في أعقاب عملية «حزب الله» في مزارع شبعا المحتلة، وسط مخاوف من ان يتحوّل الوضع في الجنوب الى ما يشبه بالوضع في غزة.
ورغم الانطباع بان عودة جيرو الى بيروت لا بد ان تكون نتيجة «شيء ما» حققه من خلال الاتصالات والزيارات التي أجراها على خط السعودية - ايران في ملفّ الانتخابات الرئاسية، فان الشكوك حيال امكان إحداث اختراق على هذا الصعيد ما زالت على حالها، وربما أصبح انتخاب رئيس جديد للبنان أكثر تعقيداً في ضوء تداعيات عمليتيْ القنيطرة ومزارع شبعا وملامح التشدد الايراني على أبواب مرحلة مفصلية في قضية المفاوضات حول النووي، والتي تترافق مع توتر غير مسبوق في علاقة الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، فضلاً عن انتظار سلوك الرياض حيال قضايا المنطقة بعد التغييرات في القيادة السعودية.
وثمة مَن يرى أن جيرو سيحاول في بيروت «البناء» على الحوار المسيحي - المسيحي الجاري بين «التيار الوطني الحر» وحزب «القوات اللبنانية» والذي سيفضي الى لقاء بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع في إطار بحثه عن مخارج للمأزق الرئاسي ولا سيما في ضوء «إحالته» من طهران على نتائج هذا الحوار بين القطبيْن المارونييْن الخصميْن المرشحين للرئاسة، اضافة الى ما يوفّره حوار «حزب الله» - «تيار المستقبل» من أرضية تعكس استمرار «المهادنة» الايرانية - السعودية في لبنان.
على ان حوار «المستقبل» - «حزب الله» يبدو عشية الجولة الخامسة منه التي تُعقد اليوم في مقر رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وكأنه دخل في «مخاض»، بعد «الارتجاجات» التي تعرّض لها نتيجة عملية «حزب الله» في مزارع شبعا وخطاب نصر الله، وما رافقه من إطلاق رصاص وقذائف صاروخية وصولاً الى إطلاق قياديين في «المستقبل» ولا سيما رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة كلاماً حاداً وعالي النبرة انتقد فيه كلام الامين العام لـ «حزب الله».
وبات مسلّماً به ان ممثلي «المستقبل» في الحوار الذي يرفع شعار البحث عن آليات تخفيف الاحتقان السني - الشيعي سيثيرون كل ما رافق عملية شبعا وخطاب السيد نصر الله من دون ان يعني ذلك في أي حال «تغيير فاصلة» في ما قاله الامين العام لـ «حزب الله»، وسط اتجاه المتحاورين في حوارهم «الصعب» كما وصفه وزير الداخلية نهاد المشنوق الى «القفز» فوق الاختلافات «الاستراتيجية» من خلال الاندفاع الى تزخيم قضية إزالة الشعارات والأعلام والصور الحزبية التي ستنطلق هذا الاسبوع وتشمل بيروت وصيدا وطرابلس والطريق الساحلية ومناطق أخرى من دون الضاحية الجنوبية، باعتبار انها غير مشمولة بالخطة الامنية، وتشكل جزءاً من الاستراتيجية الدفاعية، علماً ان رئيس البرلمان نبيه بري أكد انه «خلال هذا الأسبوع سيشهد اللبنانيون بيروتَ نظيفةً من كلّ الصوَر والشعارات الحزبية لحركة «أمل» و«حزب الله» و«تيارالمستقبل».
وفي هذا السياق، بدأ قرار إزالة الصور ولا سيما من بيروت عشية الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري يثير علامات استفهام ولو همساً بين مؤيدي 14 آذار، باعتبار ان القرار سيشمل صور الحريري، وان هذه الخطوة تشكل «بدلاً عن ضائع» عن قرار«مستحيل» بجعل بيروت منطقة «منزوعة السلاح» فكان خيار جعلها «منزوعة الصور» تحت عنوان «منع الاستفزازات».
 
نتنياهو: «اليونيفيل» لا تبلغ عن تهريب «حزب الله» الأسلحة
دعا إلى تحميل إيران مسؤولية هجوم مزارع شبعا
الرأي...القدس - أ ف ب، د ب أ - انتقد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اداء قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل)، بعد العملية التي شنها «حزب الله» في مزارع شبعا وادت الى مقتل جنديين اسرائيليين وجرح 7 آخرين، ومقتل جندي اسباني من «اليونيفيل» بالنيران الاسرائيلية.
ونقل بيان صدر عن مكتب نتنياهو ليل الاحد - الاثنين قوله في محادثة هاتفية مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان «قرار مجلس الأمن رقم 1701 لا يطبق على الأرض» موضحا ان «جنود اليونيفيل لا يقومون بالتبليغ عن تهريب الاسلحة الى جنوب لبنان».
وتنتشر قوة الامم المتحدة الموقتة لحفظ السلام منذ العام 1978 اثر احتلال اسرائيل اجزاء واسعة من جنوب لبنان. وتوسعت مهماتها في العام 2006 بعد صدور القرار 1701 الذي وضع حدا لحرب مدمرة استمرت 33 يوما بين حزب الله واسرائيل.
ويبلغ عديد القوة الدولية نحو 10 آلاف جندي ينتمون الى 36 دولة، بينهم نحو 600 جندي اسباني.
وقال البيان الإسرائيلي: «اعرب رئيس الوزراء عن اسفه لمقتل الجندي الاسباني واتفق على اجراء تحقيق مشترك مع رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي».
وأكد نتنياهو ايضا ان «على المجتمع الدولي توجيه اصبع الاتهام الى ايران التي تقف خلف الهجوم على حدودنا الشمالية والتي تحاول انشاء جبهة ارهابية ضد اسرائيل في هضبة الجولان».
واتهم إيران «بمحاولة إقامة بنى تحتية للإرهاب ضد إسرائيل في هضبة الجولان وبممارسة الإرهاب في جميع أنحاء الأرض».

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,291,588

عدد الزوار: 7,627,038

المتواجدون الآن: 0