الحريري يقدم «خريطة طريق» للمرحلة: التزام الثوابت والحوار من موقع الاختلاف...أسلحة أميركية للجيش.. وحزب الله يستعدّ لمعركة «السلسلة....السلسة الشرقية.. مشروع مربع أمني جديد»

9 شباط بكرسي شاغر وجنبلاط "لتسوية" 2000 عسكري وأمني لخطة البقاع الشمالي

تاريخ الإضافة الإثنين 9 شباط 2015 - 8:19 ص    عدد الزيارات 2155    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

 

9 شباط بكرسي شاغر وجنبلاط "لتسوية" 2000 عسكري وأمني لخطة البقاع الشمالي

النهار..
 بدا المشهد الداخلي موزعاً أمس بين اللقاءات الكثيفة التي عقدها رئيس الوزراء تمام سلام في ميونيخ والتي اتخذ عدد منها طابعاً مهماً لجهة بلورة الاهتمام الدولي بالواقع اللبناني وتسلم الجيش شحنة اسلحة اضافية كبيرة ونوعية من الولايات المتحدة بما اعاد تقدم أولوية المواجهة التي يخوضها لبنان مع الارهاب الى الصدارة. لكن ذلك لم يحجب التحركات والمواقف المتصلة بازمة الفراغ الرئاسي والتي تتخذ اليوم صداها الاوسع مع الخلل الذي سيشهده القداس الاحتفالي بعيد القديس مارون في بيروت وسط استمرار شغور منصب رئيس الجمهورية منذ أكثر من ثمانية اشهر.
وأبلغت مصادر وزارية "النهار" أن القداس السنوي اليوم بعيد مار مارون سيشهد في مقدم الحضور وجود كرسي لرئيس الجمهورية الذي لم ينتخب وكرسي لرئيس مجلس النواب وثالث لرئيس مجلس الوزراء تمام سلام الذي سيشارك مع عدد من الوزراء، إضافة الى حشد نيابي وسياسي وديبلوماسي وديني واجتماعي. وقالت المصادر ان المعطيات التي رافقت محادثات الرئيس سلام في ميونيخ تشير الى انها ركزت على ان دعم لبنان يترجم، اذا ما كان فعليا، بتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، كما أن الاستحقاق الرئاسي فعل لبناني لكنه يواجه بعرقلة خارجية. وأوضحت أن هذه المحادثات نجحت في تحقيق أربعة أهداف: ضمان استقرار لبنان، ودعم لبنان في مواجهة الارهاب، وزيادة المساعدات لاستيعاب الاعباء التي يتحمّلها لبنان بفعل اللجوء السوري، وأخيرا تسليح الجيش. وقد تبلغ الرئيس سلام من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان الشحنة الاولى من الاسلحة الفرنسية التي جرى التعاقد عليها بموجب الهبة السعودية البالغة قيمتها ثلاثة مليارات دولار ستصل الى لبنان في الاسبوع الاول من نيسان المقبل.
وكان الجيش تسلم أمس شحنة كبيرة من الاسلحة هبة جديدة من الولايات المتحدة شملت 72 مدفعاً من نوع 198 هاوتزر (من عيار 155 ملم) و151 مستوعباً من الذخائر التي تقدر باكثر من 25 مليون قذيفة وآليات عسكرية اخرى وتفوق قيمة هذه المساعدة 25 مليون دولار. وقالت مصادر متابعة للمساعدات العسكرية الاميركية للجيش اللبناني إن شحنة الاسلحة التي تسلمها الجيش أمس هي في إطار مساعدات مماثلة تصل أسبوعيا الى لبنان منذ مدة، لكن الفارق هذه المرة هو تسليط الاضواء عليها ومواكبتها بحضور السفير الاميركي ديفيد هيل والمواقف التي عبّر عنها مما يوحي أن الادارة الاميركية تريد أن تبرز وقوفها الى جانب لبنان في مواجهة الارهاب.
 البقاع وطرابلس
في غضون ذلك، علمت "النهار" ان الخطة الامنية في البقاع الشمالي لا تزال في إطار موعد قريب جداً ولن تكون اليوم كما لن تكون الاربعاء، وستتولى تنفيذها قوة من الفيّ رجل نصفهم من الجيش والنصف الاخر تتقاسمه قوى الامن والامن العام.
وفي ما يتعلق بطرابلس حيث اثيرت ضجة حول نزع علم وشعار دينيين، قالت مصادر وزارية لـ"النهار" ان ما أثير امس مفتعل من أوله الى آخره ويقف وراءه من يلتحف بعباءة الدين بحثاً عن شعبوية رخيصة. وأضافت أن الحديث عن إنزال علم أو رفع علم وهذا العلم بالذات قد تم تحته ذبح العسكريين اللبنانيين. ولفتت الى "ان على الذين يدّعون حماية ساحة أن يتذكّروا أن اسم الله جلّ جلاله أكبر بكثير من ساحة على مدخل طرابلس، فطرابلس هي قلعة الوطنية والاعتدال وقلعة كل اللبنانيين لا قلعة المسلمين وحدهم، كما أن كل لبنان قلعة للمسيحيين والمسلمين بوطنية أهله وليس بشعارات دينية تستعمل في البازار الانتخابي والشعبوي".
 "التيار" و"القوات"
وفي السياق الرئاسي، أبلغ متابعون لمسار المحادثات بين حزب "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، "النهار" أن ثمة رهاناً يتردد في بعض المجالس السياسية ووسائل الإعلام على التعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية قبل حلول موعدي الانتخابات الإسرائيلية وإعلان الاتفاق الأميركي- الإيراني على الملف النووي- أو عدم الاتفاق عليه في 16 و17 آذار المقبل، ملاحظين مؤشرات لتعويل "التيار الوطني الحر" على موقف من رئيس حزب "القوات" سمير جعجع بعد عودته من الخارج يتيح انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً تحت عنوان "لبنانية القرار"، باعتبار ان التطورين المذكورين سيمهدان ربما لفرض رئيس على اللبنانيين من الخارج.
لكن هؤلاء أكدوا أن الاتفاق الوحيد الممكن في الموضوع الرئاسي خلال الفترة المشار إليها يكون بتبني عون اقتراح جعجع في حزيران الماضي الاتفاق على مرشح ثالث ينسحبان له ويدعمانه، وإلا فما على المستعجلين سوى انتظار نتائج المحادثات الجارية بين الطرفين وفق جدول أعمال واضح ومحدد.
 جنبلاط
وبرز أمس موقف لرئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط اتخذ تفسيرات مختلفة اذ دعا من خلاله الى "اعادة الاعتبار الى البعد الوطني في الاستحقاق الرئاسي بدل حصره عند المسيحيين فقط لأن من شأن ذلك ان ينتقص من موقعه الجامع كرئيس لجميع اللبنانيين". واذ لاحظ أن "وقتاً طويلا مر من دون بلورة اي تفاهمات جدية حول شخص الرئيس الجديد"، شدد على ضرورة " اقرار جميع الاطراف بانه لا مفر من التسوية الرئاسية وعدم انتظار تبلور التفاهمات الخارجية".
وفي اتصال لـ"النهار" بالنائب جنبلاط الموجود في زيارة خاصة خارج البلاد، أوضح موقفه قائلاً ان انتخاب الرئيس ليس مسؤولية مسيحية فقط بل مسؤولية كل مكونات البلد ولا يجوز الاستمرار في اهمال هذا الاستحقاق كل هذا الوقت". وردا على سؤال عما اذا كان كلامه موجهاً الى عون وجعجع، قال: "أبداً، لا".
وأثنى رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره مساء على كلام جنبلاط مؤكداً انه يوافقه عليه تماماً لانه لا يعني استبعاد المسيحيين وانما مشاركة كل مكونات الوطن. ورجح بري عدم انعقاد الجولة السادسة بين "تيار المستقبل" و"حزب الله " هذا الاسبوع نظراً الى الانشغال بالذكرى العاشرة لـ14 شباط. وفي موضوع الخطة الامنية للبقاع الشمالي، قال انها باتت محسومة وان قرار البدء بتنفيذها يعود الى الاجهزة الامنية.
 
اجتمع بالعبادي ولافروف وشكري وظريف وبن زايد سلام التقى فابيوس: الأسلحة تصل ابتداء من نيسان
النهار..
تبلغ رئيس مجلس الوزراء تمام سلام من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أن الشحنة الاولى من الاسلحة الفرنسية التي جرى التعاقد عليها في اطار الهبة السعودية البالغة ثلاثة مليارات دولار، ستصل الى لبنان في الاسبوع الاول من نيسان المقبل.
جاء ذلك في اجتماع عقده سلام مع فابيوس في ميونيخ، قبيل عودته الى لبنان، بعد مشاركته في اعمال مؤتمر الأمن في دورته الحادية والخمسين. وأكد فابيوس حرص باريس على لبنان ومساندتها لكل ما يدعم أمنه واستقراره ووحدته الوطنية، ويعزز مؤسساته الدستورية. ونقل اليه تحيات الرئيس فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء مانويل فالس.
وشكر سلام لفرنسا الجهود التي تبذلها من اجل المساعدة في انجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان، فيما أكد فابيوس مضي باريس في مساعيها، ومواصلة اتصالاتها بجميع الاطراف الفاعلين توصلاً الى نتيجة ايجابية في هذا الصدد.
وتناول البحث في الاجتماع أيضاً ملف اللاجئين السوريين وما يشكله من عبء على لبنان، واكد الوزير الفرنسي ان بلاده ستفعّل مساعداتها للبنان، وستدفع في المحافل الدولية في هذا الاتجاه.
ظريف
وكان استقبل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، وبحث معه في العلاقات بين لبنان وايران والوضع في المنطقة.
وتمنى عليه ان تساهم طهران في الجهود الآيلة الى المساعدة على انتخاب رئيس للجمهورية، مثلما دعمت تأليف الحكومة الائتلافية، لافتا الى "أن كل يوم يمر من دون انتخاب رئيس الجمهورية المسيحي الماروني، يؤدي الى تراكم مجموعة من السلبيات تؤثر على لبنان وصورته نموذجا فريدا للتعايش في المنطقة".
وأعرب ظريف عن حرص بلاده على رؤية رئيس جمهورية جديد في لبنان، واستعدادها لدعم اي اتفاق يتوصل اليه اللبنانيون، وخصوصاً المسيحيين.
وأشار الى "ان مصلحة ايران تقضي بحفظ الاستقرار في لبنان، وهي لا تريد حصول اي تدهور امني فيه او على حدوده". واشاد بالدور الذي يؤديه الرئيس سلام، مبدياً ارتياحه الى أجواء الحوار بين قوى سياسية لبنانية اساسية.
لافروف
كذلك اجتمع بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي نوّه بأجواء الحوار في لبنان، آملا في أن تؤدي الى "تغييرات ايجابية" في المناخ السياسي.
وبعدما اشاد بالجهود التي تبذلها الحكومة وسلام، أكد ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية "يكون ممثلا حقيقيا للشعب، وقادرا على القيام بالدور الوطني المطلوب منه". كذلك جدد تأييد بلاده لاتفاق الطائف، وتمسكها بالقرار 1701 ودور "اليونيفيل" في الجنوب. ووعد بالاستمرار في مساعدة لبنان على تحمل عبء اللاجئين السوريين، مشيراً الى أن بلاده سترسل مساعدات مباشرة عبر المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة.
بن زايد
والتقى سلام أيضاً وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، وعرض معه العلاقات الثنائية، مشيدا بقرار الامارات تعيين سفير جديد لها في لبنان بعد شغور هذا المركز لبضع سنوات. وشدد على الاهمية التي يوليها لبنان للعلاقات مع الامارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي.
وابدى الوزير الاماراتي حرص بلاده على امن لبنان واستقراره، واهمية تعزيز الدولة اللبنانية ومؤسساتها بما يزيل اي مخاوف تحول دون مجيء الزوار الخليجيين اليه.
شكري
واجتمع لاحقا بوزير الخارجية المصري سامح شكري، وعرض معه الوضع في المنطقة والتطورات في مصر.
وأكد شكري حرص بلاده على لبنان حاضرا ومستقبلا، معتبراً ان الامن اللبناني هو امن مصري.
واشاد بدور سلام في تثبيت الاستقرار في لبنان في هذه الظروف الصعبة، مبدياً حرص القاهرة على الامن اللبناني، وعدم اعطاء اسرائيل ذريعة لإيذاء لبنان.
العبادي
وعرض سلام الوضع في المنطقة مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وتشاورا في الجهود التي تبذلها الحكومتان لمواجهة الارهاب.
لقاءات
والتقى رئيس الوزراء كلاً من رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، ووزير الخارجية النروجي بورغي بريندي، ووزيرة الدولة في مقاطعة بافاريا الالمانية بياتي ميرك.
 
أسلحة أميركية للجيش.. وحزب الله يستعدّ لمعركة «السلسلة»
معالجة إشكال ساحة النور في طرابلس.. وجنبلاط لعدم حصر التفاهم الرئاسي بالمسيحيين
اللواء
بقي موضوع الأمن والاستقرار في رأس أولويات الدول الداعمة للبنان. فبعد أن أبلغ وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الرئيس تمام سلام، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، أن الشحنة الأولى من الأسلحة الفرنسية التي تم التعاقد عليها في إطار الهبة السعودية للجيش اللبناني بقيمة ثلاثة مليارات دولار، ستصل إلى لبنان في الأسبوع الأول من نيسان المقبل، تسلمت قيادة الجيش من السلطات الأميركية أمس 72 مدفعاً من نوع هاوتزر M198 وحوالى 26 مليون طلقة ذخيرة ومدفعية من مختلف الأعيرة، بما في ذلك المدفعية الثقيلة.
وأشار السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل إلى أن هذه الأسلحة ستستخدم «من أجل هزيمة الإرهاب والتطرّف القادم من سوريا».
وقدرت قيمة الأسلحة الأميركية بنحو 25 مليون دولار.
ولفت هيل الىأن لبنان هو خامس أكبر متلقي للمساعدات العسكرية الأميركية.
وأشارت مصادر أميركية إلى أن مجموع الأسلحة التي قدّمت للبنان في السنوات العشر الماضية قاربت المليار دولار.
وأتت دفعة الأسلحة المتطورة والتي سبق لقيادة الجيش أن طلبتها من الولايات المتحدة، في وقت عزّز فيه الائتلاف الدولي لمواجهة «داعش» خطواته، ويتجه لتنفيذ حرب برية على الأرض يمكن للبنان أن يستفيد منها لتعزيز دفاعاته عند حدود السلسلة الشرقية التي تفصل لبنان عن سوريا.
وكشف ديبلوماسي أوروبي لـ«اللواء» أن هناك سباقاً بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للتعاون مع لبنان في ما خصّ الحرب الدائرة في سوريا، ولمنع «المجموعات الإرهابية» من تحقيق خرق على الأرض بعد أسر الجنود اللبنانيين.
ومن هذه الوجهة بالذات، أبلغت الحكومة الفرنسية الرئيس سلام أن الدفعة الأولى من الأسلحة الفرنسية للبنان في إطار الهبة السعودية ستبدأ تسليمها في نيسان المقبل وتتضمن هذه الدفعة مروحيات قتالية ووسائل نقل وآليات مدرعة ومدفعية ثقيلة وسفن دورية مسلّحة ووسائل اتصالات ومراقبة، ومنها طائرات من دون طيار من نوع سي د.ت.ي.
وكشف المتحدث باسم «الكي دو دورسيه» أن فابيوس وسلام تحدثا عن الفراغ السياسي بسبب عجز مجلس النواب عن التوصل الى تسوية تتيح انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فضلاً عن ضرورة زيادة مساعدة الاتحاد الأوروبي للبنان على الصعيد الإنساني لمساعدته على صعيد تدفق اللاجئين السوريين.
وقال ديبلوماسي فرنسي أن الاتحاد الأوروبي سيفرج عن مليار يورو خلال سنتين لمواجهة الأزمات في سوريا والعراق، وتهديدات تنظيم «داعش»، وستوزع هذه الأموال لمساعدة نازحين في لبنان والأردن وتركيا.
الحزب والسلسلة الشرقية والخطة الأمنية
وفي سياق تعزيز الدفاعات الأمنية في مواجهة المجموعات المسلحة في السلسلة الشرقية، أشارت معلومات لـ«اللواء»  أن «حزب الله» يدرس إغلاق السلسلة الشرقية نهائياً على غرار ما حدث في القلمون، وذلك عبر إنشاء مجسمات لتسييج كامل للسلسلة ببوابات حديدية ومكعبات اسمنتية ضخمة، وإقفال كل منافذ التهريب بعد أن اقتنعت العشائر أن هذه الخطوة لا بدّ منها، لحماية الحدود.
وتتحدث مصادر المعلومات نفسها أن هذه الخطوة مرتبطة بالاستعدادات الجارية إلى إبعاد الجماعات المسلحة عن السلسلة الشرقية بعملية أمنية جراحية.
في هذه الأجواء، يعقد مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية الخميس المقبل، وستكون نتائج محادثات الرئيس سلام في ميونيخ في صدارة مداولات الوزراء، خصوصاً على الصعيدين الامني والاستحقاق الرئاسي، إلى جانب جدول اعمال مؤلف من حوالى 50 بنداً، تغيب عنها الملفات الخلافية، في حين أن موضوع تعديل آلية العمل الحكومي سيخضع للتشاور بين الرئيس سلام، الذي عاد مساء أمس إلى بيروت، والوزراء.
وفي هذا السياق، أكّد وزير الشباب والرياضة عبدالمطلب حناوي لـ «اللواء» انه ينتظر الاجتماع مع الرئيس سلام لبحث هذا الموضوع مع ميله الشخصي إلى الالتزام بالنصاب الدستوري الملائم في ما يتعلق بالقضايا المطروحة لناحية الحاجة في اقرارها إلى النصف زائداً واحداً، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة الذي تحدث في موضوع تعديل الآلية في الجلسة السابقة للحكومة سيجري مشاورات مع الكتل الوزارية، مكرراً تأكيده ان لا خوف على الحكومة.
اما وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، فرأى أن الخلل الحكومي الأصلي هو في وجودها وليس بعملها، فهي تجاوزت مرحلتها وتدابيرها المؤقتة، وهي معرضة للتصدّع في حال طالت أكثر، في إشارة إلى ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية.
واستبعد درباس أن يتم حالياً أي تعديل في عمل الحكومة لأن لا مؤشرات تدل على ذلك، مشيراً إلى أن كل القضايا السياسية الكبيرة تأخذ مناقشة نصف ساعة أو أكثر، في حين أن القضايا الصغيرة والبسيطة المتعلقة بحياة الناس ومعيشتهم تتطلب منا مناقشات طويلة، نظراً للاتفاق الضمني بيننا لتحاشي المواجهات.
الخطة الأمنية
وبطبيعة الحال، فان الخطة الأمنية في البقاع ستحضر على طاولة مجلس الوزراء، في حين أدّت الاتصالات التي جرت بين وزير الداخلية نهاد المشنوق وهيئة العلماء المسلمين، إلى إبقاء الوضع على حاله في ساحة النور (عبدالحميد كرامي سابقاً) في طرابلس، وهو الأمر الذي أدى الى فض اعتصام وتجمع الحركات السلفية رفضاً لإزالة الرايات الإسلامية ولفظة الجلالة من الساحة.
وقال مصدر إسلامي أن القرار أتى لإزالة الرايات الحزبية والسياسية، لكن لفظ الجلالة يرمز إلى كل المسلمين ويجله ويحترمه كل مسلم، وبالتالي لا حاجة للخلط بين الشعارات الحزبية والسياسية والرايات الدينية، وفقاً لبيان «الجماعة الاسلامية».
ووصفت الهيئة، في بيان، بأن ما جرى بالأمس في جنح الظلم أمر خطير كاد أن يجر البلد إلى «فتنة عمياء».
وأعرب مصدر شمالي بارز لـ «اللواء» عن تفهمه للاعتراض الطرابلسي خشية أن تتطور الأمور إلى نزع لفظ الجلالة، وأن خطأ حصل لجهة عدم التفريق بين الرايات الحزبية والرايات الدينية.
وكشف المصدر أن اتفاقاً حصل بين «حزب الله» و«المستقبل» على طاولة الحوار بنزع الصور والشعارات الحزبية من دون الخوض في الشعارات الدينية، لافتاً إلى حساسية الوضع في لبنان والمنطقة، ونحن نلمس كل يوم حجم الاستنفار الأمني والطائفي في كل شيء.
الاستحقاق الرئاسي
وبقدر ما حضر الفراغ الرئاسي في محادثات الرئيس سلام، على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ مع كل من الوزير فايبوس ووزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف، وفقاً لما أعلن رسمياً، فان النتائج التي آلت إليها مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان فرنسوا جيرو لا تزال تتفاعل في الأوساط اللبنانية والصديقة للبنان، قبل ان يلتقي جيرو اليوم بالبطريرك الماروني بشارة الراعي في روما ويتداول معه في ما آلت إليه المساعي الفرنسية على هذا الصعيد.
ووفقاً لمعلومات جرى تداولها في بيروت فإن جيرو أبلغ محادثيه اللبنانيين ان الأبواب والنوافذ الخارجية لانتاج مقفلة حتى الآن، وأن الخرق الممكن لا يمكن ان يحصل إلا عبر اتفاق لبناني.
وفي المعلومات أيضاً، ان جيرو فوجئ بمدى ارتياح النائب ميشال عون على وضعه، وعندما أثار موضوع الرئاسة مع مسؤول العلاقات الخارجية في «حزب الله» عمار الموسوي سمع منه الثوابت التالية تجاه الاستحقاق الرئاسي.
1- ان انتخاب رئيس الجممهورية منذ الاستقلال إلى اليوم يقوم على الاتفاق على اسم الرئيس قبل الدخول إلى مجلس النواب، حيث يضع النواب الاسم على الورقة وتعلن النتيجة.
2- ان «حزب الله» يدعم النائب عون للرئاسة الأولى، اما إذا قرر هو التخلي عن هذا الترشيح لمصلحة شخص آخر، فالحزب لا يمانع.
3- ان التفاهم على اسم الرئيس يحتاج إلى جهد إضافي في مرحلة حساسة من تاريخ لبنان.
وفي هذا الاطار برز تطوران جديدان في المواقف من الاستحقاق الرئاسي، أولهما ما أعلنه رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمّد رعد في بلدة الدوير من ان الفراغ الرئاسي «لن يملأ قبل أن يتفاهم اللبنانيون على العقلية والمنهجية التي سيلتزمها الحكم مع العدو الصهيوني والإرهاب التكفيري».
وثانيهما: موقف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط والذي دعا إلى عدم حصر التفاهم الرئاسي بالمسيحيين داعياً الأطراف السياسية إلى الإقرار بأن لا مفر من التسوية الرئاسية وعدم انتظار التفاهمات الخارجية، محذراً من خطورة إنتاج أعراف جديدة في مجلس الوزراء توحي ان لا حاجة لانتخاب رئيس وتقضم الصلاحيات الرئاسية تدريجياً.
 
ماذا لو استهدف «حزب الله» النصرة في «الجولان» من لبنان؟
السلسة الشرقية.. مشروع مربع أمني جديد
اللواء...بقلم منال زعيتر
ثمة مقولة رائجة في الشارع اللبناني والغربي تقول بأن اسرائيل لن تجرؤ على الاقتراب من حزب الله مجددا حتى لا تفتح ابواب الحرب عليها، ولا سيما بعد رد الحزب على اعتداء القنيطرة.
ثمة مقولة اخرى أمنية بامتياز تؤكد بأن لبنان قاب قوسين او ادنى من عملية امنية واسعة في السلسة الشرقية لتطهيرها من الارهابيين وتحويلها الى ما يشبه المربّع الأمني.
هنا تقول المعلومات بأن حزب الله بدأ اولا بتحصين كل مراكزه في هذه المنطقة، وتسييجها ببوابات حديدية مجهزة بكاميرات مراقبة ومناظير ليلية متطورة جداً.. على ان هذا التطبيق بدأ الحزب بتنفيذه بعد ان استطاع الارهابيون النفاذ الى بعض مواقعه في جرود السلسة الشرقية.. ويستحضر البعض هنا ما قاله الامين العام لحزب الله في احدى لقاءاته مع المسؤولين الأمنيين للحزب «من المفهوم ان يسقط لنا شهداء في سوريا بسبب الحرب الدائرة هناك، ولكن من غير المفهوم او المقبول ان يتم استهدافنا في لبنان بهذه الطريقة».
وتشير المعلومات ذاتها عن بدء وضع خرائط ومجسمات لتسييج كامل السلسة الشرقية ببوابات حديدية ايضا ومكعبات اسمنتية ضخمة واقفال كل منافذ التهريب.. وتؤكد المعلومات ان العشائر والمهربين الموجودين هناك وافقوا بعد مفاوضات صعبة على اغلاق كل الحدود والسماح بتنفيذ هذا المخطط.
ووفقاً لما تشير اليه المعلومات فان المخطط يشمل اغلاق السلسلة الشرقية نهائياً، وبعض مداخل القرى اللبنانية الحدودية في محاكاة للطريقة التي اغلقت بها القلمون.
على ان اهمية هذه المعلومات ليست هنا بل في الشق المتعلق بالجولان وتحديدا في عمق ستة أو سبعة كيلومترات من الشريط الشائك، كما قال السيد حسن نصرالله في كلمته الاخيرة.
الاهمية تكمن في ان الحزب يحضر لتطهير هذه النقطة نهائيا من جبهة النصرة في عملية عسكرية وأمنية دقيقة جدا ، ويهمس بأن شهداء القنيطرة كانوا يستكشفون تلك النقطة لمعرفة طبيعتها وجغرافيتها وتحديد كيفية ونوعية الاسلحة التي يمكن استخدامها في هذه العملية.
في هذا السياق تحديدا، ربما ما لم ينتبه البعض الى ان قواعد الاشتباك التي أسقطها الامين العام للحزب بعد الاعتداء الاسرائيلي على القنيطرة لا تقود الا الى معادلة واحدة تقول بأنه بات بإمكان حزب الله قصف هذه المنطقة او غيرها من اية جبهة من بلدان محور المقاومة.
هنا، لا يمكن التكهن مثلا ما اذا قصف حزب الله في يوم من الايام هذه المساحة الجغرافية لجبهة «النصرة» من الداخل اللبناني... ثمة معلومات غير مؤكدة عن هذه الفرضية.
ولكن بهذا المعنى، يفترض البعض بأن الوضع اليوم لا يسمح للحزب بإسقاط قواعد الاشتباك بهذه الطريقة.. فيما يطرح البعض الاخر اسئلة غير بريئة: «ماذا لو نجح الحوار بين حزب الله و«المستقبل» واستخدم الحزب هذا الغطاء اللبناني والعربي بامتياز لصنع معادلات جديدة في المنطقة تبدأ من لبنان؟».
 
«حزب الله» مستعدّ للمضي بالحوار لمزيد من الانفراج
قاسم يدعو إلى تطوير العلاقات الإيرانية – السعودية
اللواء..
لفت نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم الى «ان هناك ثلاث قضايا عملت عليها إيران ومن مصلحتنا ان نعمل عليها، ونعلن للملأ بأننا متمسكون بها، الأولى: عدم التبعية للغرب أو الشرق. الثانية: السعي الى تحرير فلسطين. الثالثة: الوحدة الإسلامية». ودعا الى تطوير «العلاقات الإيرانية السعودية، لأن مصلحة كل دول المنطقة وشعوبها في التعاون والتفاهم».
وقال في ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في إيران في مجمع المجتبى «نحن لا ننظر الى إيران نظرة عصبية ولا مذهبية ولا طائفية وإنما ننظر إليها كنموذج فكري وعلمي وسياسي استطاع ان يحقق الكثير مما تحتاجه أمتنا على طريق حريتها وكرامتها».
وأضاف «أعطت إيران لبنان ومقاومته ولم تأخذ شيئا».
{ واستنكر رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد «العمل الوحشي الذي قام به تنظيم «داعش» من خلال إعدام الطيار الأردني حرقاً»، مشيرا الى «تغيّر مزاج الرأي العام لبعض اللبنانيين الذي كان يراهن على الإرهابيين وعلى خدمة هؤلاء لمشروعهم السياسي الداخلي، ونحن نلمس ذلك في حياتنا السياسية وفي حواراتنا التي نقوم بها».
ودعا خلال احتفال تأبيني في الدوير الى «مزيد من التنبه والمراجعة للحسابات والى مزيد من الحسابات الصحيحة»، وقال «صحيح أنه يوجد فراغ على المستوى الرئاسي، لكن هذا الفراغ لن يُملأ قبل ان يتفاهم اللبنانيون على العقلية والمنهجية التي سيلتزمها الحكم في لبنان خصوصا مع العدو الصهيوني والإرهاب التكفيري».
وخلال إحياء أهالي بلدة جباع ذكرى جوزيف خليل حداد، أكد النائب رعد على ضرورة «اعتماد الحوار والمنطق وتفهم الهواجس الحقيقية للشركاء بعيدا عن المصالح الفئوية او الخاصة»، معتبرا أن «كل حوار وطني جاد ينبغي ان نشجعه ونسهم في انجاحه، لأن في ذلك مصلحة للجميع».
أضاف: «ان ظاهرة الارهاب التكفيري التي حضنها ودعمها البعض في لبنان والمنطقة هي صنيعة القوى المعادية لارادة اللبنانيين ولشعوب المنطقة».
وكان ترأس القداس الأب اندري غاوي، والقى رئيس «جمعية البر والاحسان» المحامي محمد عيسى كلمة بالمناسبة.
{ اكد النائب نواف الموسوي في كلمة خلال تنظيم «حزب الله» لقاء مع عدد من الفاعليات والشخصيات الجنوبية في البازورية، اننا «عبرنا عن إرادتنا على المستوى الداخلي من خلال الحوار مع المختلف، والعيش والتعاون معه في حكومة مشتركة، ونحن أنجزنا التعبير الجلي والبين عن إرادتنا في العيش معا في لبنان مع كل المكونات اللبنانية سواء كانت طائفية أو حزبية، وقلنا إننا سنعمد إلى الحوار مع من نختلف، لأنه هو في حد ذاته أمر ضروري ونراهن على نجاحه في تحقيق إيجابيات نتطلع إليها جميعا، ولذلك نثني على الحوار الجاري ونبدي استعداداً للمضي نحو تحقيق المزيد من خطوات الانفراج، فخطوة إزالة الشعارات الحزبية كانت خطوة جيدة، وأيضا كنا نتحدث قبلها عن إزالة عوامل الاحتقان من خلال الابتعاد عن الخطاب التحريضي، فإذا كان هناك من يرغب في وقف الإحتقان القائم والتخفيف منه فإنه يجب أن يسعى إلى خطاب يعبّر عن إرادته الحوارية لا أن يصطدم معه».
واعتبر «إن الخطر التكفيري هو أداة للخطر الصهيوني، لأنه في اعتقادنا أن التكفيريين بلا رعاية دولية وإقليمية، فهم ليسوا أكثر من أقلية هامشية يمكن محاصرتهم والقضاء عليهم».
وقال: «هناك توجّه دولي للقضاء على تنظيم داعش، ورغبة في أن لا يصل خطره إلى المجتمعات الغربية، ولكن ليس هناك قرار صارم وواضح باقتلاعه من الأساس...».
{ ورأى النائب علي عمار خلال احتفال تأبيني للشهيد قاسم حاطوم في بلدية برج البراجنة «ان العدو الاسرائيلي نال ما يستحق من قوة الردع، وخصوصا بعد العملية الاخيرة في مزارع شبعا. وهو يعيش اليوم حالة قلق، وبات تائها أمام ما رسمته المقاومة من قوة ردع».
أضاف: «رغم الاوضاع التي يمر بها لبنان في ما يتعلق بالازمات السياسية وغيرها، نجد اننا الآن في وضع أمني أفضل من كل الدول التي تحيط بنا، وان تنظيمي «داعش» و«النصرة» وغيرهما من الجماعات الارهابية هي نتاج دوائر استخباراتية اميركية واوروبية، ويتمولون من دول عدة في المنطقة».
 
الحريري يقدم «خريطة طريق» للمرحلة: التزام الثوابت والحوار من موقع الاختلاف
الحياة...بيروت - محمد شقير
تحل الذكرى العاشرة لاغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري السبت المقبل متزامنة هذه المرة مع انطلاق الحوار بين «تيار المستقبل» و «حزب الله» في رعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والاستعداد لحوار مماثل بين «التيار الوطني الحر» وحزب «القوات اللبنانية» فيما يواصل رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس أمين الجميل انفتاحه على الأطراف الرئيسيين في قوى 8 آذار في محاولة لتقديم نفسه مرشحاً توافقياً لرئاسة الجمهورية يمكن من خلاله إخراج ملف الرئاسة من التأزم الذي يتخبط فيه نتيجة تعذر انتخاب رئيس خلفاً للرئيس ميشال سليمان.
وبطبيعة الحال، فإن الأوساط السياسية تترقب ما سيقوله زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري في الاحتفال الذي سيقام السبت المقبل في «البيال» مع اقتراب حلول السنة العاشرة لانطلاقة قوى 14 آذار، خصوصاً أنه سيكون الخطيب الوحيد في هذه المناسبة، وبالتالي يمكن أن يشكل خطابه «خريطة طريق» لاستقراء طبيعة المرحلة السياسية التي يمر فيها لبنان، وكيفية التعاطي معها في ضوء استمرار الحرب في سورية وتصاعد التوترات في المنطقة، لا سيما في اليمن الذي يشدد الحوثيون قبضتهم العسكرية والأمنية عليه بدعم من الجمهورية الإسلامية في إيران.
وتسأل الأوساط نفسها ماذا سيقول الحريري لجمهور «المستقبل» ومن خلاله لجمهور «14 آذار» الذي يتألف بسواده الأعظم من خارج الأحزاب، وكيف سيتعامل مع حال القلق المسيطرة على هذا الجمهور بسبب الاختلاف بين أبرز مكوناتها حول عدد من القضايا المحلية الراهنة، على رغم أنها ما زالت على موقفها من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لمحاكمة المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه، ومن سلاح «حزب الله» في الداخل ومشاركته في القتال في سورية إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد ضد المعارضة.
وتؤكد الأوساط عينها أن الحوار القائم بين «المستقبل» و «حزب الله» لن يكون عائقاً أمام تأكيد الحريري الثوابت التي تجمع عليها قوى 14 آذار. وتقول أن هذه الثوابت ما زالت تشكل نقاط الاختلاف بين الطرفين المتحاورين وأن التوافق على تحييدها عن الحوار لا يعني أن «المستقبل» على استعداد ليعيد النظر فيها.
وترى أن الاختلاف بين «المستقبل» و «حزب الله» لن يمنع من الدخول في حوار جدي يراد منه التعاون من أجل تنفيس الاحتقان المذهبي والطائفي الذي بلغ ذروته بين السنّة والشيعة. وتؤكد أن خفض منسوب التوتر الطائفي لن يكون فقط في إزالة الصور والشعارات ونزع اللافتات، إنما في وضع حد لاستخدام السلاح في الداخل، خصوصاً في المناطق المشتركة أو المتداخلة بين السنّة والشيعة سواء بوقف الإخلال بالأمن، أم بالامتناع عن توفير الغطاء لفوضى السلاح التي ترهب اللبنانيين.
ومع أن هذه الأوساط تعترف بأن الإنجاز الذي تمثل في نزع اللافتات وإزالة الصور والشعارات الحزبية يبقى منقوصاً ما لم يقترن بموقف جريء لـ «حزب الله» يؤدي عملياً إلى التقليص من نفوذ ظاهرة ما يسمى «سرايا المقاومة» في الأحياء والشوارع وتحديداً في بيروت وصيدا، فإنها في المقابل لا تراهن على إمكان الوصول إلى تفاهم يدفع في اتجاه التوافق على انتخاب رئيس جديد ينهي الشغور في الرئاسة الأولى.
وتضيف أن «حزب الله» لا يزال يدعم ترشح رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، ولا يترك مناسبة إلا ويعلن فيها دعمه لترشحه، وكانت آخرها الذكرى التاسعة لإعلان «ورقة التفاهم» بين الحزب و «التيار الوطني».
وتؤكد أن «حزب الله» يحاصر عون في دعمه إياه في رئاسة الجمهورية ليقطع عليه الطريق أمام إمكان التفاهم مع الآخرين على مواقف يمكن أن تشكل خروجاً عن بعض ما ورد في ورقة التفاهم. وتقول أن عون لا يمتلك القدرة على الخروج من تفاهمه مع الحزب، وهذا ما يعيق تفاهمه مع الآخرين طلباً لدعمه في ترشحه للرئاسة.
وتعتقد الأوساط أن حوار «المستقبل» - «حزب الله» سيبقى في حدود إظهار النيات الحسنة لتنفيس الاحتقان السنّي - الشيعي، ولن يتجاوزه إلى البحث في الملفات الأخرى بسبب التباعد في المواقف، وتقول أن العنوان الوحيد لهذا الحوار يبقى في التوافق على تهدئة النفوس باعتبار أن هناك ضرورة لتحسين شروط الانتظار إلى حين تسمح الظروف الإقليمية والدولية بانتخاب رئيس جديد.
وبكلام آخر، تؤيد هذه الأوساط ما سمعته من رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية السفير جان فرنسوا جيرو عن ضرورة الحوار الجاري بين «حزب الله» و «المستقبل»، والحوارات الأخرى التي يجرى الإعداد لها باعتبار أنها تسمح للأطراف الفاعلين في لبنان بالتدخل في الوقت المناسب لاحتواء أي تصعيد أمني لمنع لبنان من العودة إلى الوراء.
وتؤكد أيضاً أن الحريري كان أول من دعا إلى الحوار من موقع الاختلاف مع «حزب الله» حول قضايا رئيسية عدة. وتقول أنه ينطلق في تأييده الحوار من أن اللبنانيين في حاجة إلى مرحلة من التهدئة تتيح لهم أن يلتقطوا أنفاسهم ليكون في وسعهم الصمود طوال فترة الانتظار المفروضة عليهم بسبب تعذر انتخاب الرئيس.
وتتابع أن عدم قدرة الأطراف بسبب التعقيدات التي تمر فيها المنطقة، على توفير الحل السياسي الذي يبدأ بانتخاب الرئيس لا يمنعهم من التوافق على التهدئة لأن لا مصلحة لأحد في إقحام لبنان في مزيد من المغامرات سياسية كانت أم أمنية. وترى أن الحريري قرر أن يخطو، في دعوته إلى الحوار، إلى منتصف الطريق لملاقاة «حزب الله» بحثاً عن رئيس توافقي، لكن تنازله من جانب واحد لا يكفي وهذا ما يمنع من الانتقال بالحوار إلى مرحلة جديدة عنوانها التفاهم على رئيس توافقي لأن مجرد البحث في المواصفات المطلوبة من هذا الرئيس يعني حكماً إقصاء عون عن لائحة المرشحين كسواه من الذين يصنفون على خانة التحدي.
عليه، لن يكون الخطاب المرتقب للحريري منعزلاً عمّا ستقوله «14 آذار» لجمهورها في الذكرى العاشرة لانطلاقتها، خصوصاً أن القوى المنخرطة فيها بدأت تعد العدة لخلوة تعقدها بعد 14 شباط (فبراير) لعلها تنجح في أن تطل على جمهورها بورقة عمل جديدة تكون في مستوى التحديات التي يواجهها البلد.
وفي هذا السياق علمت «الحياة» أن لا اعتراض لقوى 14 آذار على الحوارات مع الطرف الآخر، خصوصاً أن الحريري، كما تقول هذه الأوساط، كان أول من نصح عون عندما التقاه في باريس بضرورة الانفتاح على الأطراف المسيحيين في 14 آذار.
وتؤكد الأوساط ذاتها أنه سيصار خلال الخلوة التي بدأ التحضير لها بعيداً من الأضواء، والتي ستكون محورها الأمانة العامة لقوى 14 آذار، إلى تقويم لأبرز المحطات السياسية التي مرت فيها منذ انطلاقتها حتى اليوم.
وترى أن هناك ضرورة لهذا التقويم لاستخلاص العبر وتحديد المهمات في ضوء الاعتراف الصريح بالخلل الذي أصاب بتجربتها «الفريدة من نوعها في تاريخ لبنان»، وهذا يستدعي من المشاركين في الخلوة التوقف ملياً لمعرفة أين أخطأت 14 آذار وأين أصابت وما هي العوائق التي حالت دون الالتفات لغير المحازبين فيها الذين يشكلون السواد الأعظم من جمهورها، وحجز دور ريادي لهم في اتخاذ القرارات وفي رسم خريطة طريق لمسارها العام.
وتأمل هذه الأوساط بأن يتوصل المشاركون في الخلوة إلى تحديد العناوين السياسية الرئيسية التي ما زالت قابلة للحياة، ولا بد من السعي الحثيث من أجل تطبيقها من دون تغييب للتطورات المتسارعة في المنطقة في ضوء استبعاد الوصول إلى حل سياسي للحرب الدائرة في سورية.
وتؤكد أن هناك ضرورة للحفاظ على التنوع الذي يتشكل منه العمود الفقري لـ14 آذار باعتباره النموذج الذي يتطلب الحفاظ عليه وعدم التفريط به لأنه يشكل تعارضاً في الجوهر للاصطفاف المذهبي والطائفي الذي يضرب المنطقة، إضافة إلى أن ليست لدى هؤلاء الأطراف أية هواجس من الحوار مع الشريك الآخر الذي هو ضرورة لمنع الصدام المسلح ولتفكيك الألغام التي تهدد السلم الأهلي الذي يتوجب على الجميع الحفاظ عليه من دون إسقاط التصدي للإرهاب ومقاومته الذي تحاول من خلاله المجموعات المسلحة والتكفيرية أن تطيح بلبنان بلد الشراكة والتعايش.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,278,352

عدد الزوار: 7,626,694

المتواجدون الآن: 0