السوريون على الحدود اللبنانية: نتعرض لإذلال بلا حدود...دي ميستورا في دمشق بعد لقائه لافروف وظريف والنظام يربط التهدئة بخروج مقاتلي المعارضة

عناصر من كوريا الشمالية يساندون الأسد وقتلى وأسرى لـ"حزب الله" بـ"المثلث" جنوب سوريا...حملة لعزل دمشق عن الجنوب...هولاند يبحث مع زعماء أكراد الحرب ضد «داعش» وسورية

تاريخ الإضافة الأربعاء 11 شباط 2015 - 6:38 ص    عدد الزيارات 2136    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

حملة لعزل دمشق عن الجنوب
لندن، واشنطن، بيروت، دمشق- «الحياة»، رويترز، أ ف ب -
أعاد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) نشر عناصره وآلياته في ريف حلب، في وقت أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما عزمه على «استئصال» التنظيم، وأطلقت قوات النظام مدعومة بـ «حزب الله» وميليشيا إيرانية حملة عسكرية لعزل دمشق عن مناطق المعارضة في ريفي القنيطرة ودرعا جنوب البلاد، ووجه النظام تحذيراً إلى الأردن من «فيتنام» في حال أرسل قوات برية لمحاربة «داعش» في سورية.
وقال أوباما في مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في واشنطن: «إننا متحدان مع ألمانيا في استئصال تنظيم داعش البربري»، منوهاً بجهود ألمانيا في التحالف الدولي- العربي و «تدريب وتجهيز القوات الكردية في العراق».
ونقلت وكالة «رويترز» عن مقاتلين معارضين وسكان، تأكيدهم أن تنظيم «الدولة الإسلامية» سحب بعض عناصره وآلياته من مناطق في شمال شرقي مدينة حلب، في مؤشر جديد إلى أن التنظيم يواجه ضغوطاً في المحافظات السورية التي أعلن فيها قيام «الخلافة» صيف العام الماضي.
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بدوره أن التنظيم أعاد نشر قواته في محافظة حلب ودفع بقسم منها إلى شمال المحافظة لمواجهة القوات الكردية وفصائل أخرى أساسية في المعارضة السورية بعدما سيطرت على ثلث ريف عين العرب (كوباني) في الأيام الماضية.
من جهته، أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحافي في رده على سؤال عما إذا كان مقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة سيكون سبباً لتدخل بري: «أقول بكل وضوح: نحن حريصون وندافع عن السيادة الوطنية ولا نسمح لأحد بأن يخرق سيادتنا الوطنية كي يدخل ليحارب داعش». كما حذّر السفير السوري السابق في عمان بهجت سليمان من تدخل الأردن، وقال على صفحته في «فايسبوك»: «هذا التوريط سيكون فيتنام الأردن وتهيئة الساحة الداخلية كي تتحرّك جميع القوى المتأسلمة لتفجير الوضع الأردني من الداخل».
وقالت «وكالة خطوة الإخبارية» إن تنسيقاً بين «الجيش الحر» والسلطات الأردنية بدأ لتشكيل «قوات حرس الحدود» لمنع عبور الإرهابيين من سورية إلى الأردن، في وقت بدأت القوات النظامية مدعومة بـ «حزب الله» وميليشيات شيعية معركة لـ «عزل» العاصمة عن ريفي القنيطرة ودرعا في جنوب البلاد بعدما سيطرت المعارضة على 80 في المئة منهما، في وقت نقلت قناة «العالم» الإيرانية الناطقة بالعربية عن المعلم قوله إن مشاركة «حزب الله في الحرب ضد الإرهاب قرار حكيم». وأفاد موقع «كلنا شركاء» المعارض بأن 4500 مقاتل تمركزوا في مقر قيادة «اللواء 121»، وقال ناشطون إنه وصلت إلى المنطقة أرتال عسكرية ضمت خمسين دبابة وناقلات جند وعشرات سيارات الدفع الرباعي، ونقل الموقع عن قيادي في «الجيش الحر» قوله إن غرفة عمليات بقيادة إيرانيين و «حزب الله» تشكلت للإشراف على المعارك.
وقال «المرصد» إن «15 شخصاً قتلوا نتيجة قصف للطيران الحربي على مناطق في مدينة دوما» شرق دمشق في اليوم الخامس من حملة القصف، فيما أفادت شبكة «سمارت» المعارضة باستهداف قوات النظام «مركزين طبيين والسوق الشعبي في المدينة بقذائف الهاون»، مشيرة إلى أن المكتب الطبي أغلق «عدداً من النقاط الطبية بعد استهداف بعضها».
 
حملة عسكرية لعزل دمشق عن درعا... واشتباكات في إدلب
لندن - «الحياة»
بدأت القوات النظامية السورية مدعومة بـ «حزب الله» والميليشيا معركة بين غرب دمشق وريف درعا لـ «عزل» العاصمة عن جنوب البلاد، بالتزامن مع استمرار الغارات على الغوطة الشرقية لليوم الخامس، في وقت انفجرت مواجهات بين مقاتلي المعارضة والميليشيا الموالية للنظام في شمال غربي البلاد.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الاشتباكات استمرت أمس في منطقة تل العلاقيات قرب بلدة دير العدس بين دمشق ودرعا جنوب البلاد «بين قوات النظام مدعمة بحزب الله اللبناني ومقاتلين إيرانيين من جهة، والفصائل الإسلامية والفصائل المقاتلة من جهة أخرى، وسط أنباء عن تقدم لقوات النظام في المنطقة»، في وقت «قصفت قوات النظام مناطق في بلدات إبطع والمزيريب ودير العدس، حيث ارتفع إلى 6 عدد الشهداء الذين قضوا في محافظة درعا بينهم 5 مقاتلين من الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة استشهدوا خلال قصف واشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في ريف درعا».
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في حوار مع قناة «العالم» الإيرانية الناطقة باللغة العربية أمس، أن مشاركة «حزب الله في الحرب ضد الإرهاب، قرار حكيم».
وأفاد موقع «كلنا شركاء» المعارض بأن القوات النظامية مدعومة بمقاتلي «حزب الله» و «الحرس الثوري الإيراني» بدأت أمس عملية عسكرية واسعة جنوب دمشق أطلق عليها «معركة الحسم» بهدف استعادة السيطرة على نقطة تلاقي المحافظات الجنوبية الثلاث في جنوب البلاد، وهي القنيطرة وريف دمشق الغربي قرب الجولان ودرعا قرب الأردن بعد خسارته عدداً من المواقع الجغرافية والعسكرية المهمة في ريف درعا.
وأشار الموقع إلى وجود حوالى 4500 مقاتل تمركزوا في مقر قيادة «اللواء 121». ونقل عن ناشط معارض أن هدف العملية «تعزيز وتدعيم المنطقة الفاصلة بين الغوطة الغربية لريف دمشق وريفي القنيطرة ودرعا لمنع تلك المناطق من الاتصال ببعضها، إضافة إلى استعادة تل الحارة الاستراتيجي الذي فرضت كتائب المعارضة سيطرتها عليه منذ أشهر».
ووفق الناشطين وصلت إلى المنطقة أرتال عسكرية ضمت خمسين دبابة وناقلات جند وعشرات سيارات الدفع الرباعي. ونقل الموقع عن قيادي في «الجيش الحر» قوله أن غرفة عمليات بقيادة إيرانيين و «حزب الله» تشكلت للإشراف على المعارك.
وجاءت هذه العملية بعد إعلان قياديين في «الجيش الحر» السيطرة على 80 في المئة من ريفي درعا والقنيطرة والسيطرة على مقر «اللواء 82» في شمال مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا.
وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، بأن «اشتباكات عنيفة دارت بين الثوار وقوات الأسد صباح الاثنين في جبهة دير ماكر في ريف دمشق الغربي، أسفرت عن تدمير دشم عدة لقوات الأسد ومقتل عدد منهم». وأشارت إلى أن «الجيش الأول» التابع لـ «الجيش الحر» قتل 15 عنصراً من قوات النظام ودمر خمس دبابات على ثلاثة محاور ممتدة على أطراف بلدة دير ماكر في تل الشحم، ودشمة الفواخرة وأبوطربوش، خلال محاولة قوات الأسد اقتحام البلدة، كما استولت «فرقة فجر الشام» على دبابة و40 قذيفة لها.
وفي ريف درعا أيضاً، قال «المرصد» أن «قوات النظام قصفت مناطق في بلدة الكرك الشرقي بالتزامن مع الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام وحزب الله اللبناني ومقاتلين إيرانيين من طرف وفصائل إسلامية وفصائل مقاتلة من طرف آخر في محيط بلدتي دير العدس وكفرشمس وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها».
ووفق مصادر المعارضة، تصدت «الكتائب المقاتلة في درعا لمحاولة قوات الأسد التقدم لاستعادة المناطق المحررة في ريف المدينة والتسلل إلى تل عنتر» في المنطقة.
في الطرف الشرقي لدمشق، قال «المرصد السوري» أن «15 شخصاً قتلوا نتيجة قصف للطيران الحربي على مناطق في مدينة دوما» في اليوم الخامس من حملة القصف. وأردف أن «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب إصابة العشرات بجروح بعضهم في حالة خطرة». وأشار إلى أن «قوات النظام قصفت بقذائف الهاون مناطق في المدينة من دون ورود أنباء عن إصابات حتى اللحظة».
وجدد الطيران المروحي إلقاء «البراميل المتفجرة» على مناطق في مدينة داريا في الغوطة الغربية، في وقت «استشهد مقاتلان من الكتائب الإسلامية في اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الغوطة الشرقية»، وفق «المرصد» الذي قال: «تم توثيق استشهاد رجل من مدينة حرستا نتيجة إصابته في قصف للطيران الحربي على مناطق في مدينة دوما قبل أيام».
وقال المرصد» أن «جيش الوفاء»، وهو ميليشيا مولية للنظام تشكلت قبل ثلاثة أشهر، دخل في قتال ضار مع المعارضين الإسلاميين قرب مدينة دوما شرق العاصمة السورية.
وتقع دوما في الغوطة الشرقية معقل مسلحي المعارضة المحاصرين منذ أكثر من عام تحت القصف الدموي للنظام. و «جيش الوفاء» يضم في صفوفه مسلحين معارضين استسلموا للنظام بعد أكثر من سنة من الحصار، كما أكد مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس».
ودور هذه الميليشيا هو مواجهة «جيش الإسلام» أبرز فصيل معارض في محافظة دمشق، وفق «المرصد» الذي قال أن نظام الرئيس بشار الأسد يمول ويسلح «جيش الوفاء» ذلك أن «البعض فضل، بسبب الحصار، إجلاء أطفاله والاستفادة من فرصة للبقاء على قيد الحياة بدلاً من الموت إما جوعاً أو تحت القصف».
وأجلى الجيش النظامي قرابة أربعة آلاف شخص في منتصف الشهر الماضي من منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق. ولا يزال عشرات آلاف المدنيين محاصرين في هذه المنطقة ويعانون من شح المواد الغذائية والأدوية وكذلك من الغارات.
في شمال غربي البلاد، نفذ الطيران الحربي غارات عدة على مناطق في بلدة بنش في ريف إدلب والطريق الواصل بين بلدتي بنش وطعوم، وفق «المرصد» الذي أشار إلى «اشتباكات عنيفة بين قوات الدفاع الوطني ومسلحين محليين من بلدتي كفريا والفوعة اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية من طرف وجيش الإسلام وحركة أحرار الشام وفصائل إسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى في محيط البلدتين وقد وردت أنباء عن سيطرة الفصائل الإسلامية على مبانٍ عدة في المنطقة».
شمالاً، سقطت قذائف هاون على مناطق في محيط القصر البلدي الخاضع لسيطرة قوات النظام، وفق «المرصد» الذي قال أن «الكتائب الإسلامية قصفت مراكز لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في محيط قرية الشيخ نجار شمال شرقي حلب، في حين قصف جيش المهاجرين والأنصار بعدد من القذائف تمركزات لقوات النظام بمبنى المخابرات الجوية بحي جمعية الزهراء غرب حلب». وأضاف أنه «ارتفع إلى ثلاثة هم فتاة وسيدة وطفلها من عائلة واحدة عدد الشهداء الذين قضوا بقصف جوي على منطقة في مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في ريف حلب الشرقي، فيما أصيب 4 آخرون على الأقل بجروح».
 
هولاند يبحث مع زعماء أكراد الحرب ضد «داعش» وسورية
باريس - رندة تقي الدين { لندن - «الحياة»
يستقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعد ظهر اليوم كلاً من الزعيم الكردي رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني وولي العهد الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، بعد لقائه اول أمس مسؤولة في «الاتحاد الديموقراطي الكردي» السوري.
ويتوقع أن تتطرق محادثات اليوم إلى الأوضاع في المنطقة والحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) والوضع في سورية. وتأتي مناقشة التطورات السورية في ظل اعتبار بعض الأوساط في فرنسا أن تفكير المجموعة المحيطة بالرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض يؤدي إلى منطق يقول إن أفضل الخيارات المتاحة أمامهم أن يعيدوا التحدث مع الرئيس السوري بشار الأسد، لكنهم لا يمكنهم القيام بذلك لأسباب عديدة، أميركية داخلية وخارجية وإقليمية.
وكان هولاند استقبل الأحد وفداً كردياً سورياً ضم كلاً من آسيا عبدالله الرئيسة المشتركة لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي» التي ارتدت الزي الكردي القومي، ونسرين عبدالله ممثلة عن وحدات حماية المرأة التي ارتدت بدورها اللباس العسكري المخصص لوحدات حماية المرأة مع شارة والدكتور خالد عيسى ممثل الحزب في فرنسا.
وقالت مصادر كردية إن الوفد الكردي «وصف للرئيس الفرنسي الوضع الحالي في مدينة عين العرب (كوباني) بعد تحريرها وتحرير قرى في ريفها من سيطرة تنظيم «داعش» واحتياجات الأكراد والتنسيق بينهم وبين المعارضة السورية»، وإن هولاند «سألهم عن موقفهم من حكم بشار الأسد»، وكان موقفهم -وفق ما أوضحت مصادر مطلعة- «واضحاً جداً»، كما سألهم عما يمكن أن يساعدهم، فردوا بأن مشكلتهم في المنطقة بين عين العرب وحلب تكمن في استمرار وجود قوات تابعة لـ «داعش» وأيضاً بعض قوات الأسد قرب حلب.
كما لفتوا إلى أن «الأكراد في حلب يقاتلون إلى جانب الجيش الحر»، مشيرين إلى أن هذا «الجيش يحتاج الى مزيد من التنظيم وتوحيد الصفوف». وشكا الوفد الكردي من الموقف التركي، قائلاً إن تركيا «تتعامل مع مجموعات خطيرة» وهي لا تساعدهم. وأشار الوفد الكردي أيضاً إلى أن من بين عناصر «داعش» هناك الكثير من الأجانب الذين يتكلمون الروسية والفرنسية ولغات أجنبية متعددة، كما أن بينهم من يتكلم العربية بلهجة أجنبية.
وفي تصريح وزعه «المركز الإعلامي لحزب الاتحاد الديموقراطي- أوروبا»، قالت آسيا عبدالله إنهم جاؤوا بناء على دعوة رسمية من الرئاسة الفرنسية للقاء الرئيس هولاند وبعض مستشاريه في قصر الإليزيه. وتابعت أن المحادثات مع المسؤولين الفرنسيين تناولت «مستقبل العملية السياسية في سورية، وبشكل خاص الوضع في روج آفا (غرب كردستان) ومقاومة كوباني» في مواجهة هجمات تنظيم «الدولة». ونقلت عن هولاند تعبيره عن سعادته بـ «الانتصار» الذي حققه الأكراد في عين العرب.
في غضون ذلك، انتهت المهلة التي منحها برلمان إقليم كردستان العراق لقوة «البيشمركة» الموجودة في عين العرب التي تشارك «وحدات حماية الشعب» وفصائل من «الجيش الحر» في الدفاع عن المدينة. وتتألف قوة «البيشمركة» الموجودة في المدينة من قرابة 200 مقاتل يؤازرون القوات الكردية بضرب مواقع وتمركزات «داعش» بالمدفعية والصواريخ. وقد أفيد في هذا المجال أن وحدات الحماية طلبت من رئيس إقليم كردستان تمديد مهمة «البيشمركة» في عين العرب.
وتمكنت القوات الكردية في الأيام الماضية في توسيع نطاق سيطرتها على العديد من قرى ريف عين العرب حيث تم طرد عناصر «الدولة» من كل الريف الجنوبي للمدينة، بحيث وصل الأكراد إلى طريق حلب- قامشلو رودكو التي تبعد 40 كيلومتراً جنوب عين العرب. كما تردد أن المقاتلين الأكراد باتوا أيضاً على مشارف بلدة صرين ذات الغالبية العربية التي تبعد 45 كيلومتراً جنوب عين العرب.
 
دي ميستورا في دمشق بعد لقائه لافروف وظريف والنظام يربط التهدئة بخروج مقاتلي المعارضة
لندن، دمشق - «الحياة»، أ ف ب -
يجري المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في دمشق محادثات مع المسؤولين السوريين استكمالاً لمساعيه «تجميد» القتال في حلب شمال البلاد، في وقت تمسكت الحكومة السورية بنقل الحوار السوري من موسكو إلى دمشق وخروج مقاتلي المعارضة لتوقيع اتفاق تهدئة دائم في حي الوعر في حمص وسط البلاد.
وكان دي ميستورا وصل إلى العاصمة السورية صباح أمس بعد جولات عدة من المفاوضات أجراها نائبه السفير رمزي عزالدين رمزي مع نائب وزير الخارجية فيصل المقداد إزاء اتفاق لـ «تجميد» القتال في حلب.
وجاءت زيارة المبعوث الدولي بعد محادثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ميونيخ قبل أيام ووزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في دافوس نهاية الشهر الماضي.
وأعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحافي أمس، أن «مبادرة دي ميستورا في الأساس انصبت على مدينة حلب وليس على الريف الحلبي»، مؤكداً ترحيب حكومته بالمبعوث، «لأننا نريد أن ننجز اتفاقاً يحقق وحدة حلب واستقرار مدينة حلب ويعيدها إلى الحياة الطبيعية». وأضاف المعلم: «هناك أفكار جديدة يريد دي ميستورا طرحها بشان خطته ونحن جاهزون للاستماع إليه».
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن المعلم قوله إن «الأولوية هي مكافحة الإرهاب وإجراء المصالحات المحلية كوسيلة للوصول إلى الحل السياسي، وأن سورية تستجيب لكل مبادرة تقوم على أولوية تجفيف منابع الإرهاب وتؤكد على الحوار السوري- السوري».
وأفادت وكالة «مسار برس» أمس، بأن وفداً من أهالي حي الوعر في حمص وسط البلاد التقى ممثلين من النظام السوري للتوصل الى تهدئة دائمة في الحي.
وسمح مقاتلو المعارضة لقناة تلفزيونية موالية للنظام بإجراء تحقيق صحافي مصور داخل الحي.
وأشارت الوكالة إلى أن قوات النظام «قصفت السبت الحي بعد رفض الوفد الموافقة على الشروط وقضت أن يسلم الثوار سلاحهم الثقيل والخفيف وخروجهم» الى ريف حمص الشمالي.
ووفق نشطاء معارضين، فإن مقاتلي المعارضة لا يريدون تكرار اتفاق تجربة حمص القديمة في منتصف العام الماضي والخروج بأسلحتهم إلى ريف حمص الشمالي، وإنهم يفضلون تجربة الهدنة في برزة البلد شمال دمشق، عبر البقاء داخل الحي بسلاحهم.
إلى ذلك، قال المعلم في المؤتمر الصحافي: «نشكر الأصدقاء الروس لعرض لقاء موسكو، وما فعلته روسيا فشل الغرب في فعله، ونحن مصممون». وسئل إذا كان مقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة سيكون سبباً لتدخل بري في الأراضي السورية، فأجاب: «أقول بكل وضوح، نحن حريصون وندافع عن السيادة الوطنية ولا نسمح لأحد بأن يخرق سيادتنا الوطنية كي تدخل لتحارب داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)». ولفت المعلم إلى «أن الجيش يقوم بكل بسالة بهذه المهمة».
وأضاف المعلم في مؤتمره الذي عقده مع نظيره البيلاروسي فلاديمير ماكي: «أؤكد، حتى الآن لا يوجد تنسيق بين سورية والأردن في مجال مكافحة الإرهاب. وجهنا دعوة للحكومة الأردنية للتنسيق مع سورية في مكافحة الإرهاب رغم معرفتنا المسبقة بأن الأردن لا يملك قراراً مستقلاً لإقامة هذا التعاون».
من جهته، جدد ماكيه «دعمنا لسورية، وندعو المجتمع الدولي إلى العمل على مكافحة الإرهاب وحل الأزمة في سورية بشكل سلمي». وزاد أن بلاده «تعارض التدخل الخارجي بكل أشكاله في الشؤون الداخلية لأي دولة. ومن العبث أن نفرق بين إرهابي جيد وآخر سيئ».
إلى ذلك، أفادت «سانا» بأن الرئيس بشار الأسد تقبل أمس «أوراق اعتماد السفير الروسي الجديد ألكسندر كينشاك والسفير الأندونيسي الجديد جوكو هارجانتو».
 
ذعر وفوضى في الرقة بعد منشورات تطالب بإخلائها
لندن - «الحياة»
أعلن التحالف الدولي- العربي أمس، أن مقاتلاته شنت ثلاث ضربات جوية استهدفت مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية، وسط أنباء عن «حالة من الذعر والفوضى» تسود الرقة بسبب الغارات التي تتعرض لها هذه المدينة التي تُعتبر معقلاً لتنظيم «الدولة» في شمال سورية.
وأفاد بيان أصدرته القيادة العسكرية الأميركية التي تقود التحالف ضد تنظيم «داعش»، بأن طائرات التحالف شنت ثلاث غارات في الساعات الـ24 الماضية في سورية شملت الرقة حيث تم تدمير عربة عسكرية للتنظيم، وقرب عين العرب (كوباني) في ريف محافظة حلب، حيث تم استهداف وحدة عسكرية للتنظيم، وقرب مدينة دير الزور في شرق البلاد حيث تم تدمير أربع آليات عسكرية للتنظيم وإعطاب أربع آليات أخرى، وفق البيان الأميركي.
وعلى رغم أن الإعلان الرسمي الذي أصدره التحالف تحدث عن غارة واحدة على الرقة، فإن ناشطين تحدثوا أمس عن العديد من الغارات من دون أن يتضح هل شنتها طائرات النظام السوري أم أنها تعود لسلاح الجو الأردني الذي أعلن في الأيام الماضية سلسلة من الضربات الضخمة ضد تنظيم «الدولة» في الرقة وغيرها من المدن السورية والعراقية انتقاماً لإعدام التنظيم حرقاً الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي سقطت طائرته خلال قيامها بمهمة فوق الرقة نهاية العام الماضي.
وأشارت صفحة «الرقة تُذبح بصمت» أمس، إلى «سماع أصوات الانفجارات في مدينة الرقة بالتزامن مع تحليق الطيران الحربي في سماء المدينة»، وسط أنباء عن مناشير ألقتها طائرات فوق المدينة تطالب سكانها بإخلائها. وكانت مثل هذه الأنباء قد سرت أيضاً قبل أيام مع بدء الغارات الأردنية رداً على إعدام الكساسبة، لكن صفحة «الرقة تُذبح بصمت» نفت وقتها صحة ذلك وقالت إن طائرات التحالف لم تُلق منشورات تُطالب السكان بالرحيل من المدينة.
غير أن موقع «الدرر الشامية» أعاد الأحد نشر أنباء عن منشورات ألقتها طائرات التحالف فوق الرقة تُطالب سكان المدينة «بإخلائها فوراً». ونقلت «الدرر» عن نشطاء في الرقة قولهم لموقع «آرا نيوز»، إن «طائرات التحالف الدولي قامت خلال الفترة الأخيرة بإلقاء قصاصات ورقية تطالب فيها أهالي المدينة بإخلائها، في إطار حربها ضد تنظيم الدولة». وتابع التقرير أن هناك «حالة من الذعر والفوضى تسود الرقة، بعد هذه القصاصات، وارتفاع أعداد وشدة الغارات التي باتت تستهدف المدينة بشكل يومي، وخاصة بعد حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وسط انشقاقات وحالات فرار بين صفوف عناصر تنظيم الدولة».
وأشارت «الدرر الشامية» إلى أن تطورات الرقة تأتي «فيما تشهد مدينة تل أبيض وريفها حالات نزوح جماعية من أبناء العشائر العربية باتجاه تركيا بعد إعلانها منطقة عسكرية من قبل كتائب ثوار الرقة التي تقاتل تنظيم «الدولة» ضمن التحالف الكردي في مدينة عين العرب (كوباني)». وفي هذا الإطار، أكد «أبو عيسى»، قائد «لواء ‏ثوار الرقة»، في تصريحات صحافية «إعلان منطقة صرين وريفها وتل أبيض وريفها منطقة عسكرية»، موضحاً: «بالاتفاق مع الأطراف كافة، لن تدخل قوة عسكرية إلى مدينة تل أبيض إلا لواء ثوار الرقة»، مشيراً إلى أنه «سيتم تأمين أي شخص يريد الانشقاق عن تنظيم (الدولة) من خلالنا».
وفي السياق ذاته، نقلت «الدرر» معلومات أفادت بأن «مدينة تل أبيض تشهد حالة من الرعب والتخبط من تدفق عناصر التنظيم إلى المدينة من خارجها من جهة، وحالة النزوح من أبناء العشائر المقيمة فيها من جهة أخرى». وأوضحت هذه المصادر أن هناك «حركة نزوح كبيرة تشهدها مناطق غربي تل أبيض (الخان- الجرادي- حروب) وما حولها بعد إعلان تنظيم «الدولة» المنطقة عسكرية، والطلب من الأهالي إخلاءها بالكامل، في ظل تقدم الفصائل الكردية والفصائل المقاتلة الأخرى» نحو المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش». ولفتت المصادر ذاتها إلى أن تنظيم «الدولة» يقوم بحفر خنادق على أطراف مدينة تل أبيض من الجهة الغربية، بدءاً من قرية منبطح إلى الطريق العام غربي بلدة عين العروس. كما أشارت إلى أن التنظيم يقوم أيضاً بإخلاء مقراته في مدينة عين عيسى وتقليل عدد عناصره بالمدينة ليصل العدد إلى أقل من 10 عناصر، كما قام بنقل المحكمة الإسلامية من عين عيسى إلى بلدة سلوك.
وذكر موقع «الدرر الشامية» أيضاً، أن «طيران التحالف الدولي كثّف قصفه على مواقع تنظيم «الدولة» في المحافظة (الرقة) حيث شنّ (أول من) أمس غارات جوية استهدف خلالها معسكر الصاعقة- الكرين غرب مدينة الطبقة في الريف الغربي للرقة، كما أغار على المنطقة المحيطة بالفرقة ١٧ شمال المدينة»، علماً أن التحالف في بيانه أمس أشار إلى غارة واحدة على الرقة.
وفي محافظة حلب المجاورة، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا) بأن تنظيم «الدولة» أعدم رجلاً مسناً بفصل رأسه عن جسده في منطقة سوق المازوت بمدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، بتهمة «سب الرسول» (صلى الله عليه وسلم). وتابع «المرصد» أن عملية الإعدام تمت «وسط تجمهر عدد من المواطنين بينهم أطفال»، وأنه «بعد قيام التنظيم بعملية الإعدام قدمت سيدة مسنة إلى منطقة الإعدام، وبدأت تناشد أهالي مدينة مبنج الانتفاض في وجه تنظيم «الدولة الإسلامية» وطرده لإيقاف عمليات القتل بحق أبناء المدينة، حيث قام عناصر من التنظيم باعتقالها واقتيادها الى جهة مجهولة».
وأشار «المرصد» من جهة ثانية، إلى أن «بلدات بريف حلب الشمالي الشرقي شهدت حركة نزوح لعائلات نحو مدينة منبج، تخوفاً من الاشتباكات التي من المتوقع أن تندلع في المنطقة بين تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف ووحدات حماية الشعب الكردي والكتائب المقاتلة من طرف آخر، عقب تقدم الأخير في المنطقة».
 
 
التحالف يستهدف مواقع «داعش» في الرقة والبوكمال.. والنظام يعد لعملية واسعة في الجبهة الجنوبية
الائتلاف يؤكد: الأهداف المشروعة للجيش الحر هي المواقع العسكرية
بيروت: «الشرق الأوسط»
قال ناشطون إن «العشرات سقطوا ما بين قتلى وجرحى، يوم أمس (الاثنين)، نتيجة غارات طيران النظام السوري على أحياء سكنية وسط مدينة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق»، بينما احتدمت الاشتباكات في درعا وسط معلومات عن استعداد النظام لعملية عسكرية «واسعة النطاق» في درعا والقنيطرة. بينما أدان الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري، سالم المسلط، «كل العمليات التي ينفذها نظام الأسد مستهدفا المناطق السكنية والمدارس والمشافي وأي أماكن أخرى يمكن أن يوجد فيها مدنيون».
وأكد المسلط أن «استهداف المواقع المدنية من أي طرف هو أمر مدان»، مشددا على «التزامنا بالاتفاقيات الدولية ذات الصلة»، ومشيرا إلى أن «الأهداف المشروعة للجيش السوري الحر كانت ولا تزال المواقع العسكرية ومراكز القيادة التي تعتبر مصدر الإرهاب والدمار فقط، وأن أولويته كانت ولا تزال حماية المدنيين في كل مكان».
من ناحية أخرى، أكد ناشطون أن «قوات المعارضة وسّعت دائرة هجماتها إلى مناطق واسعة قرب درعا البلد، في حين تواصلت المعارك في محيط الشيخ مسكين بالريف الغربي للمحافظة، حيث تفرض قوات المعارضة حصارا على القوات النظامية فيها».
وتأتي العمليات ضمن معركة «كسر المخالب» التي أعلنت عنها المعارضة، أول من أمس، وتتضمن قصفا مركزا لمواقع قوات النظام في أحياء واسعة في محيط مدينة درعا الخاضعة بمعظمها لسيطرة القوات النظامية. كما اتسعت دائرة القصف، أمس، لتشمل مناطق في الصنمين وبلدات جباب وكفر شمس وجدية وقيطة والقنية.
ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن مصدر عسكري في الجيش الأول التابع للجيش السوري الحر، بأن «مقاتلي المعارضة تمكّنوا من تدمير دبابتين تابعتين للقوات النظامية شرق البلدة بصواريخ مضادة للدروع، أثناء محاولتهنّ التوغّل باتجاه البلدة».
وأكد المصدر أنَّ فصائل المعارضة دفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى قرى وبلدات الريف الشمالي من درعا، لمواجهة ما وصفه بـ«الحملة العسكرية» التي تشنّها القوات النظامية للسيطرة على مناطق عدة في المحافظة.
وفي المقابل، استقدمت القوات النظامية مزيدا من التعزيزات العسكرية من مدينة الكسوة جنوب دمشق، باتجاه مواقعها العسكرية في مدينة الصنمين شمال درعا، مؤلفة من عشرات الدبابات المجنزرة والسيارات المحملة بالرشاشات المتوسطة والثقيلة، إضافة إلى مئات الجنود النظاميين. وشهدت مشارف بلدة دير العدس الخاضعة لسيطرة المعارضة شمال محافظة درعا، يوم أمس، اشتباكين بين فصائل تابعة للمعارضة والقوات السورية النظامية، جراء محاولة اقتحام نفذها الجيش النظامي مدعوما بقوات من الدفاع الوطني و«حزب الله».
كما نقل «مكتب أخبار سوريا»، عن مصدر في قوات الدفاع الوطني العاملة جنوب غربي دمشق، بأنَّ الجيش النظامي مدعوم بعشرات المقاتلين من الدفاع الوطني و«حزب الله»، يستعد لشنّ عملية عسكرية «واسعة النطاق» في شمال محافظتي درعا والقنيطرة جنوب سوريا، لاستعادة مواقع عسكرية وقرى وبلدات كانت قد سيطرت عليها المعارضة خلال الشهور القليلة الماضية.
بدوره، قال المرصد السوري إن «قوات النظام قصفت مناطق في بلدة الكرك الشرقي مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام و(حزب الله) ومقاتلين إيرانيين من طرف، وفصائل المعارضة من طرف آخر في محيط بلدتي دير العدس وكفر شمس»، متحدثا عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 15 شخصا على الأقل في غارات شنها الطيران السوري على مدينة دوما قرب العاصمة السورية.
وقالت «تنسيقية دوما» إن «5 قتلى على الأقل وأكثر من 50 جريحا سقطوا جراء غارات مكثفة لطيران النظام على المدينة»، مشيرة إلى أن «الحصيلة أولية وأن عدد القتلى قابل للارتفاع، باعتبار أن أغلب الجرحى لا يزالون تحت الأنقاض نتيجة القصف المكثف الذي يستهدف الأبنية السكنية وسط المدينة بالصواريخ الفراغية وقذائف الهاون».
وأشار ناشطون إلى أن «القصف أوقع دمارا هائلا في الأبنية والممتلكات واشتعلت حرائق كثيرة». وقالوا إلى إن «قوات النظام أسقطت على المدينة صواريخ عبر مظلات ذات مفعول تفجيري هائل تسببت في دمار حي بأكمله».
في هذا الوقت، واصل الطيران الحربي التابع للتحالف الإقليمي والدولي، أمس، استهدافه مقرات وحواجز تنظيم داعش في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرته لليوم الثالث على التوالي. وأفاد ناشطون بأنَّ «طيران التحالف استهدف معاقل التنظيم في الرقة بـ8 غارات تركّزت على مساكن الضباط في الفرقة 17 ومحيطها، التي يتخذ منها عناصر التنظيم مقرات شمال الرقة».
وأوضح المرصد أنّ «المقاتلات الجوية استهدفت حاجز الفروسية غرب المدينة بغارتين، مما أدّى إلى تدميره بالكامل، كما استهدفت بغارتين أيضا معمل السكر»، أحد مقرات التنظيم شمال المدينة.
وشنّت طائرات التحالف 4 غارات على مدينة البوكمال، ليل أول من أمس (الأحد)، في ريف دير الزور الشرقي الخاضع لسيطرة «داعش» مستهدفة عدّة مواقع تابعة للتنظيم، بينها 6 صواريخ على بناء الهجانة الذي يتخذه التنظيم معسكرا تدريبيا لعناصره جنوب البوكمال، أدّت إلى تدميره بشكل كامل. كما استهدفت المقاتلات الحربية بغارتين جويتين، حي الصناعة جنوب المدينة، الذي يضم عدّة حواجز تابعة للتنظيم، ويقطن فيه عدد من عائلات مقاتلي التنظيم المهاجرين. وأشار ناشطون في البوكمال إلى أن «طيران التحالف ختم غاراته باستهداف مدرسة النسوي بـ4 صواريخ، مما أدى إلى انفجار عنيف فيها جراء سقوط الصواريخ على مستودع للذخيرة تابع للتنظيم في المدرسة».
 
طوابير انتظار تستثني الأثرياء والأنيقين والجميلات.. وتعاقب الفقراء
السوريون على الحدود اللبنانية: نتعرض لإذلال بلا حدود
معبر المصنع الحدودي (لبنان): «الشرق الأوسط»
لم يعد السفر من دمشق إلى بيروت فرصة للتنفس خارج فضاء النار والبارود والرعب، بل هو في أحسن حالاته هواجس من الإذلال على الحدود اللبنانية، وبصعوبة بالغة يتقبل السوريون التشديدات والتصرفات النزقة لبعض موظفي الأمن العام اللبناني، والتي لا يمكنهم تبريرها فقط بالحد من تدفق اللاجئين، لأن التشديدات لا تنحصر باللاجئين فقط، بل هناك تمييز طبقي بين المسافرين السوريين، فثمة معاملة خاصة للأثرياء، مثل رجال الأعمال، وكذلك للسيدات الجميلات الأنيقات.
سامر الذي كان حصل على موعد لمقابلة في السفارة الأميركية طالما انتظره، على أمل الحصول على فيزا للحاق بزوجته وابنه الذي ولد في الولايات المتحدة، ولم يره بعد، يقول: إن من سوء حظه تزامن موعد السفارة مع اليوم الذي فرضت فيه شروط جديدة لدخول السوريين إلى لبنان بداية العام الجاري.
كان عليه الوقوف في طابور يُرى أوله ولا يُرى آخره. وقد بذل جهودا استثنائية للوصول إلى رجل الأمن العام المكلف بتنظيم الدور الذي كان يفرز الواقفين في الساحة أمام المبنى، إلى سوريين وغير سوريين. فأخبره أن لديه موعدا في السفارة الأميركية، إضافة إلى أنه يحمل جواز سفر أميركيا يعود لطفله الصغير، وعلى الفور استثناه موظف الأمن من الدور مشيدا بتبعية ابنه لأميركا لا لهؤلاء «الرعاع» السوريين، والتي عبر عنها بكلمة عامية نابية قال سامر بأنه لا يسمح لنفسه بتكرارها.
القصة التي رواها سامر واحدة من مئات القصص التي يتداولها السوريون اليوم عن الإذلال الذي يتعرضون له على الحدود اللبنانية، بدءا من إلزامهم بالوقوف طويلا خارج المبنى، وصولا إلى عدم السماح لهم بالدخول، والمعاملة السيئة للفقراء منهم والبائسين لا سيما النازحين. وقد يرفض دخول آخرين بناء على الشكل والملابس، بحسب ما يؤكد سائق تاكسي على خط دمشق بيروت يقول: «المسألة ليست إجراءات، بل هو قرار بالتضييق على السوريين ليكرهوا السفر إلى لبنان»، لافتا إلى أن تطبيق الإجراءات «يتسم بالمزاجية، فأحيانا هناك أشخاص ورغم استيفائهم كافة الشروط يتركهم الأمن العام ينتظرون لعدة ساعات قبل أن يسمح لهم بالدخول». وأحيانا أشخاص يبدو عليهم أنهم أثرياء لا يُسألون عن الوثائق والأوراق ويكتفون بإبراز بطاقة نقابية. ويذكر السائق حادثة جرت معه الأسبوع الماضي عن سيدة مسنة جاءت معه إلى بيروت للعلاج، وكانت تحمل كافة الأوراق التي تثبت ذلك مع اسم المشفى والطبيب والإضبارة الطبية ومبلغا ماليا يعادل ألف دولار، ومع ذلك انتظرت نحو تسع ساعات ريثما سمحوا لها بالدخول لمدة يومين فقط. وفي ذات الوقت كان معه مسافر يحمل بطاقة من غرفة التجارة سمح له بالدخول فورا، مع ترحيب مبالغ فيه.
وبحسب تقدير مصادر لبنانية، فإن الإجراءات الجديدة أفلحت في تخفيض عدد السوريين الداخلين إلى لبنان يوميا من خمسة عشر ألفا في اليوم إلى سبعمائة شخص يوميا، بعد نحو شهر من فرض تلك الإجراءات، علما بأن مصدرا بارزا في وزارة الداخلية اللبنانية سبق وقال لـ«الشرق الأوسط» بعد أسبوع على اتخاذ الحكومة قرارا بمنع دخول اللاجئين السوريين إلى لبنان، بأن الإجراءات «أثمرت تخفيضا في عدد السوريين الداخلين إلى لبنان من 8000 إلى 3000 شخص يوميا»، مشددا على أن السوريين الذين يدخلون لبنان «لا يتضمن بينهم أي مواطن سوري يدخل بقصد النزوح».
ويبرر الجانب اللبناني قرار منع دخول اللاجئين السوريين بازدياد الضغوط والأعباء الاقتصادية والاجتماعية التي فاقت قدرة لبنان على تحملها، بعد أن تجاوز عدد اللاجئين السوريين المليون و130 ألف لاجئ سوري، في حين لا يتجاوز عدد سكان لبنان 4 ملايين نسمة.
على الجانب السوري هناك استياء كبير من الإجراءات اللبنانية لأنها تطبق بطريقة «استفزازية» بحسب ما قالته ن.ع، موظفة العلاقات العامة في شركة سورية خاصة ولا تحمل بطاقة نقابية تثبت عملها، التي قالت: إنها مضطرة للذهاب إلى بيروت كل شهرين لمتابعة عمل شركتها في بيروت، وفي المرة الأخيرة انتظرت تسع ساعات على الحدود قبل أن يسمح لها بالدخول لمدة أربع وعشرين ساعة فقط، لم تكن كافية لإتمام عملها. وكذلك طبيب الأسنان سامي. غ الذي يقصد بيروت مع زميل له لإجراء عمليات جراحية في مركز لزراعة الأسنان تعاقد معه للعمل عشرة أيام من كل شهر. عن آخر زيارة لبيروت قال: تعرضنا لما هو أشد من الذل، مع أننا قلنا لهم بأننا أطباء ولسنا نازحين، ومع ذلك، تركونا ننتظر ست ساعات، وقبلها أمضينا ساعتين حتى وصلنا إلى باب المبنى.
أما نهال. م، وهي أم لشابين يقيمان في لبنان هربا من الخدمة العسكرية واعتادت زيارتهما كل شهر مرة، لكنها الآن لم يعد ذلك ممكنا لها، إذ ليس لولديها سند إقامة في لبنان ولا تملك ألف دولار، لتحقيق شرط التسوق، وليس لديها مال فائض لتحجز فندقا ليومين، وتقول: ما أحمله من مال بالكاد يكفي أجرة تاكسي للذهاب والإياب والإقامة عند أولادي يومين.
وتقول نهال. م: «إلى قبل شهرين كان لبنان نافذتنا الوحيدة للتنفس ولكن هذه النافذة أغلقت الآن، وصرنا على الحدود نتعرض لإذلال بلا حدود، وكأن ما بنا من مصائب لا يكفي». وتستدرك قائلة: «نحن لا نريد الهجرة إلى لبنان أو إلى أي بلد غيره، نريد أن نبقى في بلدنا وأن يعود لنا أبناؤنا. وإذا أرادوا أن يحلوا مشاكل لبنان ومشاكل اللاجئين وهم على حق في ذلك، فليساعدوا سوريا في حل أزمتها، لا أن تحل كل المشاكل على حساب السوريين وزيادة معاناته».

 

عناصر من كوريا الشمالية يساندون الأسد وقتلى وأسرى لـ"حزب الله" بـ"المثلث" جنوب سوريا
المصدر : خاص موقع 14 آذار
يحاول النظام السوري و"حزب الله" حل الأزمة السورية عسكرياً، عبر عمليات عسكرية أثبتت حتى اليوم فشلها، اذ يتفق كثيرون أن الحل العسكري ليس سوى وسيلة لرفع السقف في المفاوضات مع المعرضة السورية.
تدور اليوم في جنوب سوريا معركة يهدف من خلالها النظام إلى السيطرة على بلدات حمريت ودير ماكر وتلة مرعي في ريف دمشق الغربي (بوابة هذا الريف) وبلدات زمرين وكفر شمس ودير العدس في ريف درعا الشمالي وأيضاً ريف القنيطرة الشمالي، ويشير مدير مكتب وكالة "سوريا برس" والناشط السوري ماهر الحمدان إلى أن المعركة تهدف إلى "فصل المحافظات الثلاث وإستعادة المساحات التي خسرتها في الماضية".
نتائج المعركة
يصف الحمدان، في حديث لموقع "14 آذار" الموقع الذي تدور فيه الاشتباكات بـ"المثلث الإستراتيجي بإمتياز، حيث يسهل لقوات الأسد ومليشياته السيطرة على مناطق وقرى عديدة في ريفي درعا والقنيطرة والريف الغربي لدمشق".
الاشتباكات متواصلة لليوم الثاني، بين قوات المعارضة وجيش النظام السوري وميليشياته، وذلك تحت غطاء جوي على محورين (حمريت - دير ماكر- تلة مرعي) و(كفرشمس - زمرين - دير العدس)، ويقول الحمدان: "من بين الميليشيات التي تساند النظام "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني ومجموعات من كوريا الشمالية"، مشدداً على أن "المحاولات فشلت حتى اللحظه، رغم استخدام الأسد كل أنواع الاسلحة والمحاور".
وبحسب الحمدان "استطاع الثوار خلال الإشتباكات الضارية جداً اليوم والمستمرة حتى اللحظه من تدمير 8 آليات بينهما "6 دبابات " وآلية في جبهتي كفر شمس ودير العدس، ودبابة وآلية في جبهتي حمريت ودير ماكر، إضافة الى إستيلاء الثوار على دبابة في الجبهة نفسها وتمكنوا من أسر 5 عناصر لقوات الأسد يجح أن بينهم عناصر لـ"حزب الله"، وتم قتل العشرات بينهم عناصر من الحزب والحرس الثوري الإيراني".
أما العناصر من كوريا الشمالية فاستخدمهم النظام السوري في حربه ضد المدنيين وذلك في محوري ريف درعا الشمالي: زمرين - كفر شمس - دير العدس، وريف دمشق الغربي: حمريت - دير ماكر - تلة مرعي، ولقوا مصرعهم في الإشتباكات التي فشل من خلالها جيش الأسد إقتحام المحاور".
معركة مجهزة مسبقاً
ويقول الناشط الإعلامي في محافظة درعا لوكا الزعبي والمتحدث بإسم الهيئة الإعلامية العسكرية، لموقع "14 آذار" إن "قوات الأسد و مليشياته الطائفية قد جهزت مسبقاً للمعركة عقب الهزائم الكبرى والسيطرة على مساحات واسعة في ريفي درعا والقنيطرة والسيطرة إيضا على بوابة الغوطة الغربية في ريف دمشّق"، لافتاً إلى ان "قوات الأسد إستقدمت إرتالاً ضخمة وحاولت الإقتحام من المحور الثاني ريف درعا الشمالي (بلدات زمرين - كفر شمس - دير العدس) سبقها قصف عنيف وسقطت مئات القذائف وعشرات الغارات الجوية". ويشير "الزعبي" إلى إن "كتائب الثوار قتلت العديد من العناصر "، مؤكداً "تدمير دبابات لقوات الأسد ومازالت الاشتباكات مستمرة".
سلاح التاو و36 آلية عسكرية
وكان النظام السوري أعلن اول من امس عن معركة "الحسم" المتوقعة منذ أشهر، واستعدت لها المعارضة
ويلفت الزعبي إلى أن "النظام والحزب جهزا ارتالا تتألف من 36 آلة عسكرية بين مدرعة ودبابة وسيارات الدوشكا وناقلات الجند، تمهيدا للعملية ولإقتحام النقاط المذكورة حول خطي هجوم ومحوريين هما الأهم على الإطلاق في مثلث المنطقة "جنوب سوريا"، في حين حذر الثوار المدنيين من الإقتراب الى إوتستراد السلام الدولي "دمشّق - القنيطرة"، مشيراً إلى أن "الإوتستراد طريق امداد لقوات الأسد للمحور الأول "حمريت - دير ماكر" في ريف دمشق الغربي، ويستهدف فيه اي آلية مسلحة أو دبابة وإرتال لجيش الأسد بصواريخ التاو الإستراتيجية وقذائف الهاون من العيار الثقيل". ويذكر بأن "سلاح التاو الإستراتيجي المضادة لدروع المصنع في اميركا و التي قدمته للثوار لمقاتلة قوات الأسد".

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,277,006

عدد الزوار: 7,626,651

المتواجدون الآن: 0