الإمارات تستأنف الضربات الجوية ضد “داعش”....وزير الخارجية الإماراتي: استقرار مصر أساس لاستقرار العالم العربي

دستور الحوثي: «خلطة هجينة» من الفوضى والغرور ....المتمردون يسيطرون على البيضاء من دون مقاومة....قتلى وجرحى في هجوم مباغت للقبائل وسط مدينة البيضاء.. وخبير يقول إن الحوثي دخل عش الدبابير....اغلاق السفارة الأميركية في صنعاء

تاريخ الإضافة الخميس 12 شباط 2015 - 6:50 ص    عدد الزيارات 2021    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

المتمردون يسيطرون على البيضاء من دون مقاومة
صنعاء ـ “السياسة”:
سيطرت قوات الجيش ومسلحو جماعة الحوثي على مدينة البيضاء عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه جنوب شرق اليمن.
وقال مصدر أمني لـ”السياسة” إن السيطرة على المدينة تمت من دون مقاومة من عناصر تنظيم “القاعدة” الذين يزيد عددهم عن الـ500 بينهم عدد كبير من محافظة البيضاء, حيث فر أغلبهم باتجاه منطقة يافع بمحافظة لحج جنوب اليمن ومنطقة بيحان بمحافظة شبوة ومأرب ومناطق أخرى.
وأشار إلى أن معظم مناطق محافظة البيضاء باتت تحت سيطرة الجيش وجماعة الحوثي, فيما لاتزال مناطق في ثلاث مديريات تحت سيطرة تنظيم “القاعدة” وهي الزاهر ومسورة والصومعة.
وتعتبر محافظة البيضاء, وفق وكالة “الأناضول” إحدى البوابات الرئيسية للمتمردين لدخول المحافظات الجنوبية, وخصوصاً لحج وأبين وشبوة ذات الطابع القبلي, حيث أن المحافظة لديها بوابات ومنافذ بتلك المحافظات.
ميدانياً أيضاً, قتل أربعة عناصر مفترضين من تنظيم “القاعدة” في غارة جوية نفذتها طائرة من دون طيار يعتقد أنها أميركية في محافظة حضرموت بجنوب شرق اليمن.
 
دستور الحوثي: «خلطة هجينة» من الفوضى والغرور
المستقبل...صنعاء ـ صادق عبدو
أثار «الإعلان الدستوري» الذي أعلنته جماعة الحوثي، الموالية لإيران، سخرية الكثير من المختصين بشؤون الفقه الدستوري، الذين اعتبروا أن هذه الخطوة تفتقد المعايير القانونية اللازمة لتوصيفه كإعلان دستوري، كما أنه جاء ليعكس الصورة التي أراد الحوثيون تقديم أنفسهم بها إلى الناس وهي عبارة عن خلطة هجينة من الفوضى والغرور، وخاصة أن إعلانهم دستورهم الخاص جاء تحت نشوة الشعور بما يمتلكونه من قوة، مدعومة بالفوضى الشاملة.

تضمن دستور الحوثي الهزيل 16 مادة تقضي أبرزها بحل البرلمان وتشكيل مجلس وطني مكون من 551 عضوا يضطلع بمهمة انتخاب مجلس رئاسة مكون من خمسة أعضاء، على أن تشرف على هذا المجلس ما أسموها لجنة الثورة العليا بقيادة محمد علي الحوثي، أحد أبرز المقربين لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، والإعلان في حقيقة الأمر لا يزيد على كونه مجرد قرار صادر عن سلطة انقلابية تمكنت من السيطرة على الحكم بالقوة.

جاء الإعلان الدستوري بهدف ترتيب أوضاع السلطة في بلد سيطر عليها الحوثيون بقوة السلاح، فهو ليس فقط «غير قانوني ويفتقد الشرعية»، بل أنه أيضاً صادر عن سلطة انقلاب استحوذت على الحكم بطرق غير مشروعة وباستخدام السلاح وترهيب الناس.

يقول عدد من القانونيين إن الاعلان الدستوري للحوثيين تمت صياغته بشكل مواد ليصطبغ بالطابع القانوني والدستوري، إلا أنه في الحقيقة لا يزيد على كونه مجرد «قرار سياسي صادر عن غير ذي صفة ولا يمت بصلة الى الدستور»، كما أنه بمثابة «البيان رقم واحد لسلطة انقلابية غير شرعية وكل ما تضمنه من إجراءات قسرية من قبيل حل البرلمان وتشكيل مجلس وطني ورئاسي تعد باطلة ولا تكتسب اي مشروعية«.

أراد الحوثيون أن يفرضوا رؤيتهم على القوى السياسية كافة، وهي القوى التي ترفض الاعتراف بالتوصيفات التي يصبغ الحوثيين على انقلابهم من أنه «ثورة شعبية»، لأن ما حدث في الحادي والعشرين من أيلول العام الفائت وفي وقت سابق من شهر كانون الثاني الفائت بعد إجبارهم الرئيس عبدربه منصور هادي على الاستقالة وفرض إقامة جبرية عليه، لا يمكن أن يوصف إلا بكونه انقلاباً كامل الأركان.

ويرى محامون ورجال قانون أن الحوثيين انقلبوا على التوافق الوطني من خلال اصدار اعلان دستوري بشكل أحادي، ويشيرون إلى أن من المفارقات أن الاعلان الدستوري اعتبر في مادته الاولى أن الدستور القائم في البلاد يظل نافذاً، في حين ان اصدار اعلان دستوري في الاساس يتم في حال سقوط الدستور النافذ كونه يشتمل على حزمة من المواد القانونية لتسيير وتنظيم شؤون الدولة حتى إعداد دستور جديد.

وكانت الخطوة التي أقدم عليها الرئيس هادي بتقديم استقالته الى مجلس النواب الذي يعد الهيئة الدستورية والشرعية المعنية باتخاذ الاجراءات القانونية والدستورية لسد الفراغ الدستوري، أسقطت فعلياً إعلان الحوثي الدستوري وجعله بلا معنى، لأنه في حال كان المجلس النيابي فاقداً الشرعية، وهو ما ينطبق على الحالة الراهنة، فإنه يتم اللجوء الى التوافق الوطني بين كافة المكونات السياسية الرئيسية لسد الفراغ الدستوري الناجم عن استقالة الرئيس من خلال اقرار تشكيل مجلس رئاسي موقت أو الاتفاق على اجراء انتخابات رئاسية مبكرة مع استمرار الرئيس المستقيل في منصبه لفترة زمنية محددة بثلاثة أشهر حتى يتم انتخاب رئيس جديد للبلاد مع تشكيل حكومة تسيير للأعمال لذات الفترة.

لقد أراد الحوثيون بإعلانهم ما أسموه «الإعلان الدستوري« من جانب واحد أن يؤكدوا أنهم باتوا القوة الرئيسية الوحيدة في البلاد القادرة على فرض رؤيتها ومشروعها من دون التشاور مع أي طرف سياسية، وحاولوا إكساب مشروعهم الانقلابي صبغة ثورية بالقول إن الإعلان جاء «استجابة لإرادة شعب»، مع أنهم لم يستشيروا الشعب في أي شيء يخصه، بل أنهم تحولوا إلى أداة من أدوات القهر ضد إرادته.

الخلطة السحرية من الفوضى وغرور القوة التي يتباهى بها الحوثيون اليوم، والتي انتجت «الإعلان الدستوري«، الذي لا صلة له بالدستور، تجسدت في السلوك الذي أقدموا عليها لاحقاً من خلال الاستيلاء على مقر مجلس النواب وبدء تسجيل الأعضاء الراغبين في الانضمام إلى المجلس الوطني، الذي أعلنوا عن تشكيله ليضم 551 عضواً متجاوزاً بذلك عدد أعضاء البرلمان بـ 250 شخصاً من أعضاء البرلمان السابقين .

وفي حين سلم الحوثيين اللجنة الثورية لمحمد علي الحوثي، سلموا أيضاً رئاسة المجلس الوطني البديل للبرلمان إلى يحيى الحوثي، شقيق زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، وهو العضو في البرلمان عن حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ولم تقم كتلة صالح بفصله رغم بقائه في الخارج طوال الحروب الست بين صالح والحوثيين في الفترة الممتدة من 2004 وحتى العام 2010.

ومن اللافت أن معظم من سجل لعضوية المجلس الوطني كانوا ينتمون إلى حزب المؤتمر الشعبي العام، أي حزب صالح نفسه، الذي اعترف أول من أمس باتصالاته بالحوثيين، إلا أنه قال إن هذه الاتصالات كانت بهدف تجنيب البلاد مخاطر الخراب والدمار، لكنه أخفى حقيقة ليست غائبة عن الناس، وهي أنه منح الحوثيين فرصة الانقضاض على دولة، ظل لفترة طويلة يتباهى أنه كان صانعها.
  
جباري لـ"السياسة": اتفاق على تشكيل مجلس رئاسي والتراجع عن حل البرلمان
البخيتي لـ”السياسة”: شاغلو الوظائف العليا في الدولة سيكونون دمى بيد المتمردين
صنعاء ـ من يحيى السدمي:
توشك الأطراف اليمنية المشاركة في الحوار السياسي الذي يجرى برعاية الامم المتحدة, إلى التوصل إلى اتفاق يبقي على البرلمان الذي حله المتمردون الحوثيون بشكل احادي مع تشكيل مجلس رئاسي.
وكشف أمين عام حزب “العدالة والبناء” النائب عبدالعزيز جباري عن توصل القوى السياسية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة في مشاوراتها التي استؤنفت أول من أمس, بصنعاء برعاية مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر إلى اتفاق مبدئي لإنهاء الأزمة الراهنة في البلاد.
وقال جباري وهو أحد المشاركين في المشاورات في تصريح لـ”السياسة”, إن الاتفاق يقوم على تشكيل مجلس رئاسي من سبعة أعضاء يكون رئيسه واثنان من أعضائه من الجنوب وأربعة من الشمال والإبقاء على مجلس النواب الحالي وإعادة تشكيل مجلس الشورى بواقع 300 عضو نصفهم من الجنوب ونصفهم من الشمال بحيث يمثل الشباب بنسبة 20 في المئة والمرأة 30 في المئة, وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وكان بن عمر قال إن الأحزاب والمكونات السياسية استأنفت المشاورات انطلاقاً من حيث توقفت الخميس الماضي.
وأضاف في تصريح صحافي نشره على صفحته في موقع “فيسبوك”, “ناقشت الأطراف الخيارات المطروحة وسبل حل الأزمة السياسية الراهنة, منها عدد من القضايا المتعلقة بترتيبات السلطة الانتقالية ودار الحوار في أجواء بنَاءة طبعتها روح وطنية عالية واحترام متبادل, على الرغم من احتدام النقاش في بداية الجلسة, وهذا أمر طبيعي في مشاورات من هذا النوع”.
من جانبه, قال وزير الدولة في الحكومة المستقيلة أمين عام “حزب الحق” حسن زيد في تصريح لـ”السياسة”, “قطعنا في المشاورات شوطا كبيرا بشأن تفاصيل الهيئات التشريعية في المرحلة الانتقالية وجرى حديث عن المجلس الرئاسي من حيث عدد أعضائه ومهامه مع استمرار تحفظ حزب “الإصلاح” (إخوان اليمن) وممثل “الحراك الجنوبي” ياسين مكاوي وتأكيدهم مع “الحزب الاشتراكي” على احترام الحريات وعدم منع التظاهرات وإزالة كل المظاهر والإجراءات الاستثنائية التي قام بها أنصارالله (الحوثيون) وبالذات استمرار فرض الإقامة الجبرية على الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي ورئيس وزرائه المستقيل خالد بحاح”.
وأضاف “ومع ذلك لا أستطيع أن أعطي تفاؤلا زائفا للتوصل إلى اتفاق قريب, فالحوار بحاجة إلى وقت وحرص ورعاية من الجميع واستشعارهم لمخاطر التخندق والتمترس خلف مواقف ثابتة”.
وقال “الحوثيون لم يعترضوا على ما تمسك به الجميع من أن مرجعية الحوار هي اتفاق السلم والشراكة ومخرجات الحوار الوطني”, مشيرا إلى أن “نقاشا دار حول تشكيل جمعية وطنية أو مجلس وطني تتطابق مع ما جاء في “الإعلان الدستوري” الذي أقر تشكيل مجلس وطني, لكسر احتكار حزبي “المؤتمر الشعبي” و”الإصلاح” لمجلس النواب بهدف هدم الفجوة القائمة بين الواقع الحالي الذي صنعه الإعلان الدستوري والأسس والمرجعيات التي كنا قد توافقنا عليها في بداية الحوار”.
من جهته, استبعد السياسي البارز القيادي السابق في جماعة الحوثي علي البخيتي نجاح المفاوضات, موضحا في تصريح خاص لـ”السياسة” أن “ميزان القوة مائل بشكل واضح لصالح الحوثيين, ولا يمكن تعديله إلا بميزان قوة جديد, بعيدا عن السلاح, وهو ميدان السياسة واستخدام الشارع”.
وأضاف “إن هذه القوة بحاجة إلى تحالف واسع من مختلف القوى السياسية يكون قاسمه المشترك مواجهة الانقلاب الذي نفذه الحوثيون أخيرا, واستحوذوا من خلاله على مقاليد السلطة في شمال اليمن منتهكين بذلك كل التوافقات السياسية وعلى رأسها مخرجات مؤتمر الحوار واتفاق السلم والشراكة”.
واعتبر أن أي حوار من دون هذا التحالف سيكون غير مجد وسيفضي في الأخير إلى شراكة صورية تحت الغلبة والقوة وبالتالي شرعنة ما قام به الحوثيون.
ورأى أنه إذا ما أصر الحوثيون على خيارهم الأحادي فسيكون الوضع في اليمن كارثياً, مبينا “أن الجنوب لا يعترف بسلطتهم في صنعاء, وكذلك بعض المناطق في الشمال وتيارات سياسية كبيرة تعتبرهم نقيضا مناطقيا وطائفيا لا يمكن أن تقبل به كطرف يدير السلطة لوحده, إضافة إلى أن هناك حساسية من دول إقليمية تجاههم وينظرون إليهم كذراع طويلة لإيران في المنطقة ولا يمكن أن تقبل تلك الدول أن يتحكم الحوثيون بالسلطة بمفردهم في صنعاء, وهذا سيجعل اليمن مسرحاً لصراع إقليمي جديد بجانب المسارح التي لا تزال مفتوحة في سورية والعراق”.
ورأى “أن التظاهرات الأخيرة لا ترقى إلى أن نطلق عليها انتفاضة, لأن نتائج الانقلاب الحوثي على الشراكة الوطنية ومخرجات الحوار لم تظهر على السطح بعد بشكل واضح ولم يلمسها المواطن العادي, وبالتالي لا تزال التحركات الشعبية في حدها الأدنى وغير مؤثرة على مسار الأحداث, لكن إذا مضى أنصار الله في خيارهم الأحادي إلى النهاية فأنا أتوقع أن تكون هناك انتفاضة ضدهم خلال عام من الآن إن لم يكن خلال أشهر”.
ووصف البخيتي الإعلان الدستوري الصادر عن جماعة الحوثي الذي حل البرلمان وأقر تشكيل مجلسين رئاسي ووطني بـ”الهزيل والمتناقض وركيك الصياغة”.
وأضاف “على مستوى الظاهر فالإعلان الدستوري الحوثي يدعو إلى شراكة وطنية لكن على أرض الواقع أشك في أن يتم تبني ذلك بعد انهيار القوى الأخرى وهزيمتها العسكرية”, موضحا أن ذلك الإعلان خول اللجان الثورية بالاستمرار في العمل حتى بعد تشكيل المجلس الوطني ومجلس الرئاسة “وبالتالي ستكون تلك المجالس صورية, وسيكون شاغلو الوظائف العليا في الدولة من غير الحوثيين مجرد دمى بيد مندوبي اللجان الشعبية في أماكن عملهم”.
في غضون ذلك, أقر لقاء وطني موسع, عقد في محافظة تعز وسط اليمن رفض الإعلان الدستوري, وعدم التعامل مع أي توجيهات صادرة من صنعاء.
وبحسب بيان صادر عن اللقاء الذي ضم ممثلين عن معظم الأحزاب السياسية وشيوخ القبائل وقيادات اجتماعية, فإن “الإعلان الدستوري الصادر من قبل جماعة الحوثي لا يخص أبناء تعز وأحزابها, لذا نعلن عن رفضنا لذلك”.
 
الحوثيون يسيطرون على «بوابة» المحافظات الجنوبية.. بغطاء من الجيش والأمن
قتلى وجرحى في هجوم مباغت للقبائل وسط مدينة البيضاء.. وخبير يقول إن الحوثي دخل عش الدبابير
الشرق الأوسط...صنعاء: حمدان الرحبي
في الوقت الذي تجري فيه الأطراف السياسية جولة جديدة من الحوارات برعاية من الأمم المتحدة، بصنعاء، تمكنت جماعة الحوثيين (أنصار الله) من السيطرة على المحافظة البيضاء وسط اليمن، أمس، تحت غطاء قوات الجيش والأمن، لتنضم إلى عشر محافظات في شمال البلاد التي باتت تحت سيطرة مسلحيها، وسط توقعات باعتزام الحوثيين التقدم باتجاه الجنوب الذي تفصله عن المحافظات الشمالية مدينة البيضاء.
وذكرت مصادر محلية وشهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين سيطروا على البيضاء من دون مقاومة، وبمساندة من قوات الجيش من اللواء 139 مشاة، واللواء 117 الذي انتقل من صعدة إلى البيضاء قبل شهور، إضافة إلى قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي). وأوضحت المصادر، أن مدينة البيضاء عاصمة المحافظة التي تحمل نفس الاسم، باتت تحت سيطرة الحوثيين، الذين نشروا مسلحيهم في شوارع المدينة والمقرات الحكومية والأمنية والمواقع المطلة على المدينة.
وقالت المصادر، إن «سكان المدينة فوجئوا صباح أمس بحملة عسكرية مصحوبة بالدبابات والمدافع الثقيلة والعربات العسكرية تنتشر في شوارع المدينة، والمواقع التابعة للجيش وأجهزة الأمن، في المواقع المطلة على المدخل الشمالي لمدينة البيضاء، وتمركزت الحملة العسكرية في معسكر قوات الأمن الخاصة».
ولم ينتظر مسلحو القبائل طويلا، إذ شنوا هجوما مباغتا على عربات وأطقم عسكرية تابعة للحوثيين داخل المدينة، وأسفر الهجوم عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم. وأوضح شهود عيان، أن المسلحين فجروا عربتين من نوع «هامر»، وأحرقوا طاقمين، مستخدمين عبوات ناسفة وقذائف صاروخية من نوع (آر بي جي)، واندلعت بعدها مواجهات متقطعة وسط المدينة وبالقرب من إدارة الأمن. وتعتبر البيضاء بوابة المحافظات الجنوبية، والتي كانت منطقة مكيراس التابعة لها منطقة حدودية تفصل ما كان يسمى اليمن الشمالي باليمن الجنوبي، وهذه هي المحافظة الـ11 التي يسيطر عليها الحوثيون منذ اقتحامهم العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر (أيلول) 2014، لتنضم إلى محافظات شمالية هي: صعدة، عمران، حجة، صنعاء، ذمار، الحديدة، إب، ريمة، وأجزاء من الجوف، وقد بدأت فيها المعارك قبل خمسة شهور بعد مهاجمة الحوثيين لمناطق في المحافظة، في مدينة رداع، وقيفة رداع، ويكلا، وذي ناعم، وبلدة ولد ربيع، وهو ما أجبر قبائل المنطقة على التحالف مع مسلحين من جماعة أنصار الشرعية التابعة لتنظيم القاعدة، وخاضوا معهم معارك استنزاف أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى في صفوف الطرفين، وبحسب مصادر محلية فقد ساندت قوات من الجيش الحوثيين، إضافة إلى الطائرات من دون طيار الأميركية التي مثلت غطاء جويا للحوثيين، وتمكنت من قتل زعماء قبليين موالين لـ«القاعدة»، وقد غادر محافظ البيضاء، الطاهر الشدادي، المحافظة منذ منتصف العام الماضي، والذي يعتبر من أهم قيادات الجيش التي ساندت الثورة الشبابية عام 2011.
وقد حذر باحثون ومراقبون من خطورة استمرار معارك الحوثيين، وقال الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، سعيد عبيد الجمحي، إن «المخطط الحوثي، سيدخل اليمن في سلسلة من الحروب والاقتتال الداخلي، وستعيش خلاله البلاد أوضاعا بالغة الخطورة، لا تقل خطورتها عما يجري في سوريا»، مشيرا إلى أن ذلك «سيستدعى معه مئات المقاتلين من أصقاع العالم وستصبح اليمن بؤرة مفتوحة للصراع الذي يهدد الأمن الخليجي، ويحقق في نفس الوقت مصالح استراتيجية للولايات المتحدة الأميركية، ولحلفائهم الإيرانيين».، وقال الجمحي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن سيطرة الحوثيين على محافظة البيضاء، يأتي ضمن تنفيذ خارطة طريق خاصة بهم، لابتلاع ما تبقى من البلاد، في ظل ازدواجيتهم في الطرح، بممارسة العمل العسكري بالتوازي بالجلوس على طاولة الحوار والمفاوضات السياسية»، مشيرا إلى أن قبولهم العودة إلى المفاوضات، هو تكتيك رحلي يمنحهم مزيدًا من التوسع على الأرض، مضيفا أن «الهدف الذي يسعى إليه الحوثي هو البحث عن منافذ للوصول إلى المحافظات الجنوبية، والتي تعد البيضاء المدخل الأنسب، حيث يمكنه من خلالها التوغل إلى شبوة المحافظة النفطية، ومحاصرة محافظة مأرب جهة الجنوب والشرق». وقال: «مأرب هي المحافظة التي استعصت على التوسع الحوثي، لذا توجه الحوثي نحو البيضاء، التي يتوافر لديهم مبرر يجيدون استخدامه، وهو محاربة تنظيم القاعدة، ومن خلاله يغازلون الولايات المتحدة، والتي باتت تغض النظر عن التمدد الحوثي وجميع الانتهاكات التي ترتكبها الجماعة». وعد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية «دخول الحوثي محافظة البيضاء، هو بمثابة دخول عش الدبابير الذي سيفتح عليهم ما لم يتوقعونه بحرب طويلة المدى لن تكون لصالحهم». وأكد الجمحي، أن الحوثيين «يعتقدون أن استيلاءهم على محافظتي شبوة وحضرموت، النفطيتين، سيسهل لهم بسط سيطرتهم وإخضاع بقية المحافظات الجنوبية المتبقية، حيث تمثل هاتان المحافظتان الرافد الاقتصادي الأساس والذي بواسطته سيتم خنق الجنوب واستسلامه».
 
اغلاق السفارة الأميركية في صنعاء
صنعاء - «الحياة»
اجتاح أمس مسلحو جماعة الحوثيين في اليمن مدينة البيضاء (مركز المحافظة) «مفتاح الجنوب»، بمساندة وحدات عسكرية في وقت واصلت الأطراف السياسية مفاوضاتها مع الجماعة في صنعاء برعاية الأمم المتحدة وسط أنباء عن اتفاق مبدئي على تشكيل مجلس رئاسي من خمسة أشخاص والإبقاء على البرلمان وقبول استقالة الرئيس هادي وتوسيع قوام مجلس الشورى ودمج ميليشيا الجماعة في الجيش والأمن. وقال موظفون يمنيون في السفارة الأميركية لوكالة «رويترز» إن السفير أبلغ العاملين أن السفارة ستُغلق، وأنه سيُغادر صنعاء اليوم وأن واشنطن قد تطلب من تركيا أو الجزائر رعاية مصالحها في اليمن.
وفيما أكدت مصادر في الجماعة لـ «الحياة» أنها لن تتراجع عما سمته «الإعلان الدستوري»، وأن الحوار الدائر مع القوى السياسية يأتي تحت سقفه، أفادت مصادر أمنية بمقتل أربعة أشخاص على الأقل يعتقد أنهم من تنظيم «القاعدة»، في غارة لطائرة من دون طيار استهدفت سيارة تقلهم في حضرموت.
وتواصل الرفض الشعبي لانقلاب الحوثيين على المسار الانتقالي التوافقي، وخرجت تظاهرة رافضة في صنعاء، في حين تجري استعدادات كثيفة لمسيرات حاشدة اليوم في العاصمة ومدن عدة تزامناً مع الذكرى الرابعة للانتفاضة الشبابية الشعبية ضد نظام الرئيس السابق علي صالح.
واجتاح مئات المسلحين الحوثيين مدينة البيضاء بمعية قوات من الجيش محسوبة على ما كان يعرف بـ «الحرس الجمهوري» الموالي للرئيس السابق علي صالح في ظل مناوشات محدودة، بعد خمسة أشهر من المواجهات العنيفة بين الجماعة ومسلحي القبائل المسنودين بعناصر تنظيم «القاعدة» في محيط مدينة رداع التابعة للمحافظة نفسها، حيث سيطرت الجماعة على أهم معقل للتنظيم في المنطقة.
وقال شهود لـ «الحياة» إن المسلحين الحوثيين انتشروا في المدينة وفرضوا الحماية على المنشآت الحكومية والأمنية في حين استقرت قوات الجيش في معسكر لقوات الأمن الخاصة في المدينة». وأضاف الشهود أنهم سمعوا» إطلاق نار محدوداً وسط المدينة ودوي انفجارات عدة بعد دخول الحوثيين إليها».
وتكمن أهمية سيطرة الجماعة على البيضاء أنها متاخمة لمحافظات الجنوب ويمكن أن تكون منطلقاً للسيطرة عليها، كما أنها تحيط بمحافظة مأرب النفطية من الجنوب حيث يحتشد مسلحو القبائل هناك لمنع الحوثيين من دخولها، وهي إلى ذلك واحدة من أهم المناطق التي كان يتمركز فيها مسلحو «القاعدة» باعتبارهم الخطر المباشر الذي يستهدف وجود الحوثيين.
جاء ذلك في وقت أكدت مصادر حزبية أن الأطراف السياسية توصلت إلى اتفاق مبدئي في نهاية اليوم الأول من المفاوضات التي يرعاها مع جماعة الحوثيين مبعوث الأمم المتحدة جمال بنعمر، ويشمل الاتفاق تشكيل مجلس رئاسي من خمسة أشخاص برئاسة شخصية جنوبية، ويمثل فيه الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي وأحزاب «اللقاء المشترك» و «الحراك الجنوبي»، إلى جانب الإبقاء على البرلمان وتوسيع قوام مجلس الشورى إلى 300 عضو لاستيعاب ممثلي الحوثيين والأطراف غير الممثلة في البرلمان.
وكشفت المصادر عن أن الاتفاق يقضي بالتئام البرلمان لقبول استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي، وأن يشكل مجلس الشورى بعد توسيعه مع البرلمان»المجلس الوطني» الذي يؤدي أمامه المجلس الرئاسي اليمين الدستورية.
لكن مصادر مطلعة في جماعة الحوثيين نفت لـ «الحياة» وجود أي اتفاق من قبيل ما تم تسريبه عبر وسائل الإعلام، وأكدت أن «أي توافق مع الأطراف السياسية سيكون تحت مظلة «الإعلان الدستوري» المعلن من قبل»اللجنة الثورية» التي يرأسها القيادي في الجماعة محمد علي الحوثي.
وكانت الجماعة أعلنت الجمعة الماضي إعلاناً وصفته بالدستوري، حلت بموجبه البرلمان وقررت تشكيل مجلس وطني من 551 عضواً وآخر رئاسي من خمسة أعضاء يتولى الحكم لعامين انتقاليين، مع منح صلاحيات مطلقة للجانها الثورية والإبقاء على الدستور الحالي في ما لا يتعارض مع مواد «الإعلان».
ولقي «الإعلان الحوثي» رفضاً شعبياً وحزبياً واسعاً وإدانات إقليمية ودولية، وقررت السلطات المحلية في محافظات حضرموت وأبين وعدن ولحج ومأرب وشبوة عدم الاعتراف بالإعلان ورفض أي تعليمات تأتي من صنعاء، فيما اعتبرته الأحزاب السياسية بما فيها حزب الرئيس السابق «انقلاباً على الدستور وعلى التوافق السياسي».
 
واشنطن تعلن إغلاق سفارتها لدى اليمن وإجلاء السفير والدبلوماسيين و«المارينز»
مصادر يمنية توقعت اتخاذ دول أخرى خطوات مماثلة أو تقليص دبلوماسييها
واشنطن: هبة القدسي صنعاء: «الشرق الأوسط»
أعلنت الولايات المتحدة أمس إغلاق سفارتها لدى اليمن بشكل كامل وإجلاء السفير الأميركي ماثيو تولر والموظفين والدبلوماسيين، وأيضا إجلاء جنود المارينز المكلفين بحراسة السفارة. وقالت الخارجية الأميركية في بيان «نظرا لاستمرار المخاوف الأمنية في اليمن فإن السفارة الأميركية مغلقة، وتوقف جميع الخدمات القنصلية حتى إشعار آخر»، فيما توقعت مصادر مطلعة اتخاذ سفارات غربية وإقليمية الخطوة نفسها.
يأتي ذلك بعد تدهور الوضع الأمني في البلاد. ولم تحدد واشنطن موعدا لإجلاء الدبلوماسيين، لكن مصادر يمنية أشارت إلى أن عمليات ترحيل الدبلوماسيين بدأت منذ يوم أمس، وأنه تقرر إجلاء السفير الأميركي صباح اليوم.
وقال جوش إرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض «أشرنا مرارا إلى أننا نراقب الوضع في صنعاء، وأننا نتخذ الخطوات اللازمة لحماية الموظفين في السفارة، وخلال الأسابيع الماضية تزايدت المخاوف الأمنية». وفي سؤال حول إشادة الرئيس أوباما باليمن كمثال على نجاح استراتيجية إدارته في مكافحة الإرهاب قال إرنست «الرئيس أشار إلى أن الاستراتيجية التي نجحت في اليمن هي نفس الاستراتيجية التي ننفذها ضد تنظيم داعش من خلال العمل مع السلطات المحلية، وشن ضربات جوية ضد تنظيم القاعدة في اليمن، وقد نجحت تلك الضربات في الضغط على المتشددين وإضعاف قدراتهم على شن ضربات ضد الولايات المتحدة».
وأوضح مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط» أن «إجراء إغلاق السفارة الأميركية في صنعاء وإجلاء الدبلوماسيين ووقف العمليات القنصلية هو إجراء حتى تتحسن الظروف داخل اليمن. ومن غير المرجح إجراء أي تعديلات في القوات الأميركية التي تضطلع بمهام مكافحة الإرهاب في مناطق متفرقة من البلاد».
وقال براد افتوز، المتحدث باسم البنتاغون، إن وزارة الدفاع الأميركية تقوم بتقييم الأوضاع الأمنية على الأرض، ولدى الجيش الأميركي قواعد للإجلاء في حال طلب الخارجية الأميركية ذلك. وتأتي أنباء إغلاق السفارة الأميركية في وقت استولى فيه الحوثيون على محافظة البيضاء التي تعد بوابة لجنوب وشرق البلاد، وحل البرلمان، وفرض سيطرتهم على الحكومة. وأشارت تقارير إلى أن الولايات المتحدة ستطلب من سفارات تركيا أو الجزائر الإشراف على مصالح الولايات المتحدة في اليمن خلال فترة إغلاق السفارة الأميركية.
يذكر أن مسلحين قد حاصروا مبنى السفارة الأميركية صباح أمس الثلاثاء لعدة ساعات، ومنعوا أي شخص من دخول السفارة أو الخروج منها، وانسحب المسلحون بعد ساعات من الحصار دون حدوث أي اضطرابات. وأشارت تقارير إلى أن المسلحين حاصروا مبنى السفارة الأميركية بسبب رفض السفير الأميركي حضور اجتماع دعا إليه وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية حميد العواضي بوزارة الخارجية اليمنية. وطلب العواضي من السفراء الأجانب عدم معارضة الإعلان الدستوري الصادر عن الحوثيين تجنبا لإثارة مزيد من المشاكل في البلاد. وقالت التقارير إن سفراء دول مجلس التعاون الخليجي قاطعوا الاجتماع وسط أنباء عن استعدادهم لمغادرة صنعاء.
وفي تقرير لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أشارت إلى أن وكيل وزارة الخارجية حميد العواضي أكد للسفراء أن «الأوضاع في صنعاء مستقرة، والأمن مستتب، باستثناء بعض التحديات التي يفرضها تنظيم القاعدة».
يذكر أن السفارة الأميركية في صنعاء هي ثالث سفارة أميركية يتم إغلاقها منذ ثورات الربيع العربي، بعد إغلاق السفارة الأميركية في دمشق بسوريا، وفي طرابلس بليبيا. وقد أعلنت الخارجية الأميركية تخفيض أعداد الموظفين في سفارتها، وأمرت جميع الموظفين غير الأساسيين بمغادرة اليمن في سبتمبر (أيلول) 2014 مع بداية الاشتباكات والإضرابات بين الحوثيين والقوات الحكومية. وفي أواخر يناير (كانون الثاني) أعلنت الخارجية الأميركية تعليق جانب من الخدمات القنصلية وإغلاق الخدمات القنصلية المقدمة للجمهور.
من جهة أخرى، قالت مصادر مطلعة إن عددا من الدول الأجنبية تعتزم إغلاق سفارتها وتقليص ممثليها بعد أيام من أنباء تحدثت عن تهديدات حوثية لسفراء الدول الأجنبية، بمنعهم من مغادرة البلاد. وكانت قيادات في جماعة الحوثيين زارت مؤخرا سفارات أجنبية شملت كلا من روسيا وألمانيا، ومصر، وروسيا، هدفت إلى طمأنة الدول بشأن الأوضاع الأمنية في البلاد، ومحاولة إقامة علاقة مصالح معها. وكانت مصادر إعلامية محلية ذكرت أن سفراء دول غربية وخليجية رفضت حضور اجتماع دعت له وزارة الخارجية اليمنية الأحد الماضي.
وتوقعت المصادر أن تحذو فرنسا وعدد من الدول الغربية حذو واشنطن وتعلن إغلاق سفارتها خلال الأيام المقبلة، بعد أن شهدت العاصمة صنعاء مؤخرا مغادرة سفراء دول خليجية وعربية ودولية، بسبب الانقلاب الحوثي. وكانت البعثات الدبلوماسية قلصت في وقت سابق طاقمها، وطلبت من رعاياها أخذ الحيطة والحذر، ونصحتهم بمغادرة اليمن، حيث أغلقت قبل أسابيع السفارة الفرنسية القسم القنصلي، وقبلها أعلنت سفارة واشنطن تقليص طاقم سفارتها في صنعاء، قبل أن تعلن أمس إغلاقها إلى أجل غير مسمى.
وتشرف مجموعة سفراء الدول العشر وألمانيا واليابان وهولندا وتركيا على المرحلة الانتقالية في اليمن، والتي بدأت قبل ثلاث سنوات، وتضم المجموعة كلا من الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة، روسيا الاتحادية، الصين، المملكة المتحدة، فرنسا)، وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي (الإمارات، البحرين، السعودية، سلطنة عمان، الكويت)، وقد طالبت المجموعة في آخر بيان لها جميع الأطراف السياسية في اليمن بدعم وتنفيذ التزامات اليمن ضمن إطار مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، واتفاق السلم والشراكة الوطنية، ومبادرة دول مجلس التعاون الخليجي، فهذه الاتفاقيات تمثل الأساس الوحيد المتوافق عليه لعملية انتقالية تعود بالنفع على كل الشعب اليمني.
 
أجواء حرب في صنعاء.. وزعيم الحوثيين يرفض التراجع ويهدد مصالح الدول «المنزعجة»
غموض حول «الحوار» اليمني.. و6 كتل برلمانية ترفض الانقلاب الحوثي.. وتوقعات بتوسع العنف
الشرق الأوسط..صنعاء: حمدان الرحبي
تضاربت الأنباء حول توصل الأطراف السياسية في اليمن إلى اتفاق بخصوص الأزمة التي تعيشها البلاد، وسط توقعات بتوسع دائرة الأزمة نحو العنف الذي تعتمده جماعة الحوثيين في فرض واقع جديد بالبلاد، فيما أعلنت 6 كتل برلمانية رفضها للإعلان الحوثي وأكدت أنه استكمال للانقلاب على الشرعية الدستورية والتوافقية.
وذكرت مصادر مطلعة أن جولة الحوارات التي أجراها المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر، لم تصل إلى نتيجة، فيما تعيش العاصمة صنعاء أجواء حرب بعد نشر الحوثيين مزيدا من مسلحيهم في الشوارع الرئيسية بصنعاء، التي يعتزم شباب ثورة 2011 الخروج فيها بمسيرات احتجاجية بمناسبة الذكرى الرابعة لثورتهم التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبد الله صالح المتحالف مع الحوثيين، وتوقعت المصادر اعتزام عدد من السفارات الأجنبية إغلاق أبوابها بسبب الأوضاع الأمنية التي تعيشها البلاد.
ورفض الحوثيون التراجع عن الإجراءات التي اتخذوها خلال الأيام الماضية، حيث استمرت ما يسمى «اللجان الثورية» في تسجيل الراغبين في المشاركة في مجلسهم الانتقالي الذي أعلنوا عنه قبل بضعة أيام، في حين قال الأمين العام لحزب العدالة والبناء عبد العزيز جباري المشارك في حوارات بنعمر، إن هناك اتفاقا مبدئيا بين الأطراف السياسية، وأوضح في تصريح نقله «مرصد البرلمان» أن الاتفاق يتضمن تشكيل مجلس رئاسي بسبعة أعضاء مع الإبقاء على البرلمان وتوسيع مجلس الشورى إلى 301 عضو، يمثل فيه الجنوب بنسبة 50 في المائة، والشباب بنسبة 20 في المائة، والمرأة بنسبة 30 في المائة، موضحا استمرار المباحثات لإجراء الترتيبات الضرورية لإتمام الاتفاق والانتقال إلى التنفيذ، مشيرا إلى حرصه وبقية الأطراف على «بقاء المؤسسات الدستورية وعدم الانجرار إلى مربع العواطف المنفعلة».
وأكدت مصادر في المفاوضات أن هناك خلافات عميقة بين الأطراف المتحاورة؛ إذ يتمسك الحوثيون وحزب المؤتمر بأن يتضمن الاتفاق مجلسا رئاسيا مكونا من 5 أشخاص، فيما يطالب تكتل «المشترك» بأن يكون من 7 أشخاص، برئاسة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، مع الإبقاء على مجلس النواب وتوسيع مجلس الشورى.
وكانت 6 كتل برلمانية رفضت الإعلان الحوثي واعتبرته استكمالا للانقلاب على الشرعية الدستورية، والمبادرة الخليجية. وعقد ممثلو الكتل البرلمانية اجتماعا أمس، ضم كلا من التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، والحزب الاشتراكي اليمني، والتجمع اليمني للإصلاح، والمستقلين، والعدالة والبناء، وكتلة التضامن. وطالبت الكتل في بيان صادر عنها رئيس مجلس النواب وهيئة رئاسته ورؤساء جميع الكتل البرلمانية بعقد اجتماع للمجلس لمناقشة ما يجب عمله تجاه الأحداث الحالية وبأسرع وقت ممكن، وأعلنت الكتل توافقها على 4 نقاط، واعتبرت ما سمي «الإعلان الدستوري» استكمالا للمشروع الانقلابي لجماعة الحوثي على الشرعية الدستورية والتوافقية (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ووثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، واتفاق السلم والشراكة)، واتهمت الحوثيين بإجهاض مسار العملية السياسية وتعميق الأزمة، والتشريع لتشظي الوطن وتمزيق نسيجه الاجتماعي ووحدته الوطنية وعزل اليمن إقليميا ودوليا، طالبة من جماعة الحوثي إلغاء إعلانهم وكل ما ترتب عليه لتجنيب الوطن ويلات الكوارث التي بدت مؤشراتها واضحة على الواقع، وأكدت رفضها الدعوة الموجهة لأعضاء مجلس النواب للالتحاق والانضمام إلى ما سمي «المجلس الوطني».
إلى ذلك، هدد زعيم جماعة «أنصار الله» عبد الملك الحوثي، باستهداف مصالح الدول الرافضة لما سماه «الإعلان الدستوري»، وقال الحوثي في خطاب تلفزيوني عبر قناة جماعته (المسيرة) التي تبث من بيروت، أمس: «أنصح الدول المنزعجة من الإعلان بأن مصالحها ستكون عرضة للخطر إذا تعرض الشعب واقتصاده وأمنه للخطر»، مضيفا أن «الدول التي تحاول التلاعب بمصالح الشعب، وإثارة الفوضى سيكون انعكاساتها على مصالح تلك القوى في اليمن»، مشيرا إلى أن «الإعلان لا يستدعي كل هذا الانزعاج». وهاجم الحوثي في جزء كبير من خطابه حزب الإصلاح الذي يعتبر العدو اللدود لجماعته، وقال: «الإصلاح يعمل على تعقيد الأزمة ودفع الأمور نحو فوضى أكبر»، واتهمه بالسعي لإقصاء واستبعاد الآخرين، واللعب على اقتصاد البلاد مع أطراف أخرى، وطالب «الإصلاح بمراجعة أدبياتهم الثقافية ومراجعة حساباتهم، فليس هناك ضرورة لإثارة المشكلات»، كما يقول، ودافع زعيم الحوثيين عن الإجراءات التي اتخذتها جماعته أخيرا، ولفت إلى أن «الإعلان الدستوري هو خطوة ضرورية ومهمة، ولم يكن هناك خيار آخر، وأن القوى السياسية لم تتعامل بمسؤولية حيال حالة الفراغ في اليمن»، مجددا اتهامه للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي وحكومته، بتعطيل مؤسسات الدولة عبر استقالتيهما.
في سياق آخر، تمكنت وساطة قبلية ورسمية بمحافظة مأرب من الإفراج عن الطبيبة الطاجيكستانية المختطفة جوليا روف إيفا، بعد 3 أشهر من اختطافها من قبل مسلحين مجهولين من مدينة مأرب، وأكد مدير المستشفى العسكري بمأرب العقيد أحمد دهمس، حيث تعمل الطبيبة، أنها عادت أمس إلى المستشفى بعد الإفراج عنها من خاطفيها وكانت بحالة صحية سيئة، موضحا في تصريح لوكالة أنباء «سبأ»، أن الأطباء والعاملين في المستشفى فوجئوا بعودة الطبيبة الطاجيكية إلى المستشفى، بعد أن قامت سيارة تاكسي بإيصالها إلى بوابة المستشفى ونزلت منها وانطلقت مسرعة إلى داخل المستشفى وهي ترتدي ملابس النساء اليمنيات (بالطو ونقاب) وارتمت بين أيدي الأطباء مغشيا عليها.
 
الإمارات تستأنف الضربات الجوية ضد “داعش”
السياسة...أبوظبي – وكالات: أعلنت دولة الامارات العربية المتحدة, أمس, أنها استأنفت ضرباتها الجوية ضد اهداف لتنظيم “داعش”, بعد أن علقت الغارات نهاية العام الماضي بحسب مصادر أميركية.
وذكرت وكالة أنباء الامارات الرسمية أن مقاتلات اماراتية “من سرب اف 16 المقاتلة المتمركزة في احدى القواعد الجوية بالأردن الشقيق قامت صباح اليوم (أمس الثلاثاء) بضربات جوية استهدفت مواقع تنظيم داعش الارهابي محققة أهدافها وعادت سالمة الى قواعدها”.
وكان سرب المقاتلات الإماراتية وصل إلى إحدى قواعد الأردن, لدعم هذا البلد في ضرباته ضد تنظيم “داعش”.
ونقلت الوكالة الرسمية عن قائد قوة الامارات في الاردن العقيد الركن طيار سعيد حسن قوله ان “القوة ستكون جاهزة لتنفيذ اي مهام تطلب منها وبالتنسيق مع القوات المسلحة الاردنية”.
واوضحت الوكالة ان وصول السرب يأتي “تنفيذا لتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات , وأوامر الفريق اول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابو ظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة”.
واضافت ان ذلك يأتي “تعبيرا عن وقوف دولة الامارات- قيادة وحكومة وشعبا- الى جانب المملكة الأردنية الهاشمية على مختلف الاصعدة والميادين وتأكيدا لتضامنها الثابت والمتواصل مع المملكة”.
 
وزير الخارجية الإماراتي: استقرار مصر أساس لاستقرار العالم العربي
عبد الله بن زايد أكد أن الاستثمارات الخارجية لبلاده تشكل جزءا أساسيا من تنويع مصادر الدخل
الشرق الأوسط...دبي: مساعد الزياني
أكد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي أن استقرار مصر هو أساس استقرار العالم العربي، مشيرا إلى أن بلاده تسعى بشكل فاعل لاستقرار وتنمية مصر التي وصف أن لها الفضل على جميع الدول العربية، ولافتا إلى أن بلاده تؤمن بأنه لا بد من توفير الأمن والاستقرار لتحقيق التنمية المستدامة والرفاهية للشعوب.
وقال الشيخ عبد الله بن زايد إن الإمارات تسعى لتحقيق السلام في كل من الصومال واليمن وأفغانستان وكوسوفو أيضا، موضحا أن سياسة الانفتاح على العالم جاءت كنتيجة طبيعية للانفتاح والانسجام الداخلي، الذي انعكس بدوره على السياسة الخارجية لدولة الإمارات، مشددا على أن المودة والاحترام والإرادة المشتركة للنجاح وتحقيق الازدهار عززت من اتحاد الإمارات ومكانتها العالمية واستطاعت أن تصبح مركز جذب للجميع.
وجاء حديث وزير الخارجية الإماراتي خلال مشاركته في فعاليات اليوم الثاني من القمة الحكومية بدبي عبر جلسة بعنوان «نحن الإمارات»، وذلك بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وحشر واسع من رؤساء حكومات ومسؤولين وقادة الرأي.
وأضاف الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان: «نحن اليوم نبني لنا ولجميع من يعيش على أرضنا حاضرا ومستقبلا يسوده الأمن والسلام»، مؤكدا أن قصة نجاح الإمارات هي قصة نجاح للجميع، وما كان بمقدور الدولة الوصول إلى هذا الإنجاز دون جهود أبنائها وبناتها المخلصين وضيوفها من كل أنحاء العالم. وبيّن أن الهوية الإسلامية والعربية لدولة الإمارات هي مصدر تقدمها وانفتاحها على العالم، وشدد على أن بلاده صغيرة بمساحتها كبيرة بتأثيرها على مسار التطور العالمي، وأنها أرض كانت صحراوية في زمن مضى لتنبت اليوم كثيرا من الخيرات وتشمخ بالعمران ومعالم النهضة والحداثة.
وأشار إلى أن كثيرا من دول العالم تتساءل عن سر نجاح دولة الإمارات وتفوقها وكيف تحدت الانطباعات السلبية والأفكار النمطية السائدة حول دول المنطقة، وأن كثيرا من الناس من مختلف أرجاء العالم يبحثون عن سر الدولة الفتية التي أنجزت خلال 43 عاما ما يحتاج إلى أزمنة طويلة ليتحقق، وأنه كيف لـ7 إمارات أن تتحد على قلب واحد وإرادة واحدة وتتحول في زمن قياسي إلى دولة جاذبة للعقول والمواهب من مختلف دول العالم.
وحول الوضع التعليمي في البلاد قال وزير الخارجية الإماراتي: «بالعلم والمعرفة تتقدم الأمم وتنهض، ونحن في الإمارات بدأنا مسيرة التعليم منذ سنين طويلة، وخصوصا بعد تأسيس الدولة في عام 1971، وحينها كان نحو نصف الذكور وثلث الإناث فقط يعرفون القراءة والكتابة، أما اليوم فـ90 في المائة من الذكور والإناث على حد سواء متعلمون، واقترن تقدم التعليم مع نمو عدد المؤسسات التعليمية والجامعات في الدولة التي تجاوز عددها 1200 مؤسسة تعليمية تخدم كل المراحل السنية ومستويات التعليم العالي.
وعن تطور الاقتصاد الوطني منذ قيام الاتحاد أكد أن تضاعف الناتج الوطني الإجمالي 236 مرة لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج عمل دؤوب تم خلاله تمكين الإنسان وصقل المهارات وتجهيز بنية تحتية متطورة بمنظور عالمي عززت من الموقع الجغرافي الاستراتيجي لدولة الإمارات بين الشرق والغرب وأسهمت في تقوية الروابط والشراكات الاقتصادية مع كل دول العالم.
وقال: «البيئة الجاذبة التي أسسنا لها من خلال البنية التحتية المتطورة دعمناها بقوانين وتشريعات وسياسات اقتصادية محفزة ومنفتحة على العالم ترتقي بمكانة الدولة كمركز اقتصادي عالمي، فمثلا جاءت سياسة الفضاء المفتوح امتدادا لانفتاحنا على العالم، إذ غدت سماء الإمارات شبكة جوية من أكثر الشبكات ازدحاما بالطائرات على مستوى العالم وتحولت البلاد إلى مركز لوجيستي عالمي للنقل البري والبحري والجوي وحلقة وصل بين مختلف دول العالم وبوابة للتجارة الإقليمية والدولية».
واقتبس الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان مقولة للفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حين سئل ماذا ستفعل القيادة عند تصدير آخر برميل نفط، وكانت إجابته حينها: «سنحتفل باستثمارنا بشبابنا». وبدوره أكد وزير الخارجية الإماراتي أن بلاده ستحتفل أيضا باستثماراتها في الاقتصاد الوطني المتنوع ونجاحها في بناء اقتصاد معرفي مستدام، منوها بأن النفط اليوم يشكل أقل من ثلث الناتج الوطني الإجمالي بعدما كان الغالب على مدخول الدولة في السنوات الأولى من عمر الاتحاد.
وعلى صعيد الاستثمارات الخارجية شدد على أن الحكومة لم تغفل التفكير والتخطيط للأجيال القادمة، وتأمين مستقبل زاهر لهم، منوها بأن الإمارات كرست سياسة الاستثمار في الحاضر والعمل على الاستثمار في المستقبل، وأنها كانت من أُولَيَات الدول التي أنشأت الصناديق السيادية لتقوم باستثمار فوائض الإيرادات النفطية وغير النفطية.
وأشار إلى أن الاستثمارات الخارجية للدولة تشكل جزءا أساسيا من تنويع مصادر الدخل وتسهم في الوقت ذاته في تطوير الموارد البشرية الإماراتية وصقل المهارات الوطنية، وذلك من خلال عمل كثير من الإماراتيين في شركات ومصانع كثيرة حول العالم، مؤكدا أن الإمارات لا تستورد المهارات فقط، بل بدأت بتصديرها أيضا.

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,276,846

عدد الزوار: 7,626,649

المتواجدون الآن: 0