سفر سلام يُجمّد «الآلية»... والحريري يُشجّع حوار «التيار» و«القوات»...شقيقة بيار جعجع العائدة من جرد عرسال: هذا ما قاله التلي عن معاملة المخطوفين..."المستقبل" و"حزب الله" يلتقيان على "مكافحة الإرهاب" لا بديل من حوارهما "مهما طال السفر إلى بعبدا"....الحدود الشرقية هادئة ولكن... ماذا تحضّر "النصرة" و"داعش" بعد ذوبان الثلج؟

"ويندي" تتمدَّد ثلوجاً في ربوعنا حتى 300 متر وتقفل المدارس ودور الحضانة اليوم وغداً....الحوارات إلى اتساع وإعادة "تشغيل" للحكومة الحريري: انتخاب الرئيس المدخل لمكافحة الارهاب

تاريخ الإضافة السبت 21 شباط 2015 - 7:35 ص    عدد الزيارات 1970    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

الحوارات إلى اتساع وإعادة "تشغيل" للحكومة الحريري: انتخاب الرئيس المدخل لمكافحة الارهاب
النهار...
على رغم انشغال اللبنانيين بالعاصفة الثلجية "ويندي" التي تضرب لبنان مسجلة درجات قياسية من الصقيع لامست معها الثلوج السواحل، ولا سيما منها الشمالية، فيما غطى البَرَد شوارع بيروت ليل أمس، بدا المشهد السياسي الداخلي تحت تأثير منخفض دافئ أضفته حركة الحوارات الناشطة واللقاءات الكثيفة التي يشهدها "بيت الوسط" منذ وصول الرئيس سعد الحريري الى بيروت السبت الماضي.
وغداة انعقاد الجولة السادسة من الحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله"، والتي تزامنت مع اللقاء الذي جمع الرئيس الحريري ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، برز تقدم ملفي الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب وأزمة الفراغ الرئاسي الى مقدم الاولويات المطروحة، وقت علمت "النهار" ان المشاورات الجارية لوضع اطار توافقي متجدد ينهي الجمود في العمل الحكومي قطعت شوطاً متقدماً ايضاً ينتظر ان يتبلور مطلع الاسبوع المقبل بعد عودة رئيس الوزراء تمّام سلام من زيارة خاصة لروما.
وأبلغت أوساط الرئيس سلام "النهار" ان الأخير سيجدد اتصالاته في شأن عمل مجلس الوزراء مطلع الاسبوع المقبل، ليحدد ما إذا كان في الامكان معاودة الجلسات التي لم تنعقد امس.
وتطرق الرئيس الحريري في لقائه مساء امس والسفراء العرب الى الموضوع الحكومي من جملة الامور التي تحدث عنها، فأعرب عن أمله في ان يعاود العمل الحكومي نشاطه قريبا في ضوء الاتصالات التي أجراها مع الرئيس سلام والقيادات المعنية. غير ان الابرز في كلام الحريري تمثل في ادراجه ملف الازمة الرئاسية ضمن الموجبات الاساسية لاستراتيجية مكافحة الارهاب. واذ شرح للسفراء العرب أهداف الحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" المحددة بتنفيس الاحتقان السني - الشيعي "وتخفيف تداعيات مشاركة حزب الله في الحرب السورية"، أمل ان يكون هذا الحوار "منتجاً لنتمكن من الخوض في مسألة الانتخابات الرئاسية والتوافق على رئيس جديد". وفي اطار عرضه لموضوع الاستراتيجية لمكافحة الارهاب قال: "إن أي استراتيجية لمكافحة الارهاب لا تتم إلا من خلال الجيش اللبناني والقوى الامنية والعسكرية الشرعية. لكن المدخل الصحيح لوضع استراتيجية وطنية موضع التنفيذ الجدي يكون بانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت".
ولفت في هذا السياق ايضا ما أعلنه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لدى عودته من الفاتيكان مساء امس، اذ كشف ان الموفد الفرنسي جان - فرنسوا جيرو أبلغه انه بعد جولته على لبنان وايران "يقولون إن على المسيحيين ان يتفقوا فقلت له هذا كلام ديبلوماسي (معناه) اننا لا نريد ان نجري انتخاباً في لبنان". كما أشار الراعي الى ان الرئيس سلام الذي التقاه امس في مطار روما "متألم مثلنا وهو يقول بصوت عال إن الحكومة لا تستطيع ان تسير من دون رئيس للجمهورية وان على الدول الكبيرة ان تعاوننا مع كل من السعودية وايران ليصار الى انتخاب رئيس للجمهورية".
في غضون ذلك، علمت "النهار" ان لقاء الرئيس الحريري والعماد عون مساء الاربعاء في "بيت الوسط" اتسم بأجواء ودية للغاية يتوقع ان تنعكس اعادة تنشيط للتواصل بين الفريقين. وفي المعلومات ان اللقاء تناول مجريات الحوارين الجاريين بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" من جهة، و"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" من جهة اخرى. واطلع كل منهما من الآWخر على آخر نتائج الحوار الجاري وسط تشجيع كل منهما للآخر على المضي في هذا المسار. وتطرقا الى الوضع الحكومي في ظل مشكلة الآلية المطروحة لاتخاذ القرارات في مجلس الوزراء وضرورة تجاوزها لاعادة اطلاق دورة العمل الحكومي. واستتبع الكلام في هذا الملف الحديث عن أولوية انتخاب رئيس للجمهورية، الذي يبدو انه طرح من زاوية الموقف المبدئي اكثر من خوضه في التفاصيل. وفهم ان الزعيمين اتفقا على اعادة تزخيم حركة التواصل بينهما للتنسيق في مجمل الامور التي تتعلق بالعمل الحكومي والقضايا المطروحة على المستوى اللبناني العام.
"القوات" – "الوطني الحر"
إلى ذلك، علمت "النهار" أن المحادثات تتواصل بين حزب "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، وتصر المصادر على وصفها بأنها "جدية ومعمّقة"، وهي تتناول ست نقاط عالقة تقريباً تعنى بشروط قيام الدولة وسيادتها.
وقالت المصادر إنه خلافاً لما يُشاع، تتقدم المحادثات في اتجاه "إعلان نيات" يطوي صفحة الخلافات الماضية بين الجانبين إلى غير رجعة، وذلك فور الإنتهاء من الإتفاق على النقاط العالقة. لكن مصادر أخرى لاحظت أن أي لقاء بين الجانبين لم يُعقد منذ السبت الماضي، وأن تجاوز الإختلاف في وجهات النظر حيال سلاح "حزب الله" مثلاً ليس مسألة سهلة.
"ويندي"
أما على صعيد العاصفة الثلجية "ويندي" التي تضرب لبنان، فبلغت ليل امس ذروة حدتها مع تساقط الثلوج على ارتفاعات منخفضة وقياسية دون الـ300 متر، فيما تساقط البَرَد بغزارة على السواحل والمدن بما فيها بيروت. وقررت وزارة التربية تعطيل الدراسة اليوم وغداً، فيما شهد معظم المناطق الجبلية اقفال طرق بفعل تراكم الثلوج وانهيارات، كما عانت مناطق في البقاع فقدان مادة المازوت وسجلت مأساة في المنية حيث توفي ثلاثة أطفال من النازحين السوريين باشتعال الخيمة التي تؤويهم نتيجة حادث مرتبط بالتدفئة.
 
"ويندي" تتمدَّد ثلوجاً في ربوعنا حتى 300 متر وتقفل المدارس ودور الحضانة اليوم وغداً
المصدر: "النهار"
مددت العاصفة "ويندي" لنفسها يوماً اضافياً في لبنان. وفي نشرة الطقس الصادرة عن مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني أن الطقس يستمر اليوم الجمعة غائماً مع برد قارس وأمطار وثلوج على مستوى 300 متر صباحاً، ويرتفع تدريجاً خلال النهار الى 500 متر وما فوق. أما السبت فيستمر غائماً مع أمطار متفرقة وثلوج على 600 متر، بخاصّةً في الجنوب صباحاً، ويتحوّل إلى مشمس بعد الظهر مع درجات حرارة باردة وجليد على الطرق التي تعلو عن 600 متر.
واوردت النشرة الصادرة عن مرصد نقولا شاهين أن كمية المطر التي هطلت في رأس بيروت في الـ 24 ساعة المنتهية السادسة مساء أمس بلغت 9 ميلليمترات بحيث أصبح المجموع التصاعدي 597 ميلليمتراً، يقابله في هذا التاريخ من العام الماضي 172 ميلليمتراً، أما المعدل السنوي العام لهذا التاريخ فهو 559 ميلليمتراً. وأصدر وزير التربية الياس بو صعب قراراً اقفل بموجبه المدارس اليوم الجمعة وغداً السبت، كذلك أصدر وزير الصحة وائل بو فاعور قراراً بإقفال دور الحضانة اليوم. أما وزير الاشغال العامة غازي زعيتر فطلب من الادارة ومراكز جرف الثلوج والشركات المولجة أعمال التنظيف الجهوز لمواجهة أي طارئ نتيجة تساقط الثلوج وموجة الامطار.
المناطق تحت العاصفة
ومن زغرتا – أهدن ("النهار") ان الجرافات واجهت صعوبة في اعادة فتح الطرق بسبب تراكم الثلوج مجدداً. فيما اقفلت المدارس في الجرود ابوابها وسط موجة صقيع غير مسبوقة. أما في بعلبك ومنطقتها ("النهار") فاشتدت العاصفة ظهراً وساءت الرؤية على الطرق مع تراكم طبقة خفيفة من الثلوج، في ظل شبه انقطاع في مادة المازوت بسبب عدم تسليم المنطقة حاجتها من المادة التي تبلغ مليون ليتر في عز حاجة المواطنين اليها. وفي مرجعيون ("النهار") ازدادت حدة العاصفة مع تقدم ساعات النهار وتدنت درجات الحرارة وتساقط المطر بغزارة، وسجل ارتفاع في منسوب نهر الليطاني، وتشكّلت برك مياه في سهل مرجعيون. ومن جزين ("النهار") ان الثلج تساقط على قرى المنطقة وبلداتها، فيما حذرت غرفة عمليات اتحاد بلديات منطقة جزين السيارات من سلوك طريق صيدا – جزين بسبب تراكم الثلوج، التي عطلت أيضاً الحركة في المدارس والاسواق التجارية وشلت الحركة في المدينة وناحيتها. ومن عالية ومنطقتها ("النهار") أن الثلج وصل الى الكحالة (500 متر) فيما عمدت القوى الامنية الى قطع الطريق عند مفترق عين الجديدة – عالية خشية الثلوج على طريق ضهر البيدر. واعتبرت جميع الطرق سالكة بصعوبة حتى للسيارات المجهزة. وحاولت الجرافات إبقاء الطريق سالكة أمام السيارات واضطر البعض الى سلوك الطريق الدولية سيراً.
ومن شبعا وحاصبيا ("النهار") أن سماكة الثلوج بلغت بعد ظهر أمس 15 سنتيمتراً واقفلت كل الطرق الداخلية كما الطريق الرئيسية التي تربط شبعا بمحيطها، وتدنت درجة الحرارة. اما في الضنية فتساقطت الثلوج بغزارة وعملت القوى الامنية والعسكرية وفرق الاسعاف والبلديات على فتح الطرق. ومن الشوف ("النهار") ان الثلوج قطعت الطرق اعتبارا من 850 مترا.
وفي صور ("النهار") أدت العاصفة وعلو الامواج الى نفوق سلحفاة بحرية معمرة قذفتها الامواج على الشاطئ، بعد اصطدامها بصخور شاطئ صور نتيجة سرعة الرياح والامواج الكاسرة.
 
الحدود الشرقية هادئة ولكن... ماذا تحضّر "النصرة" و"داعش" بعد ذوبان الثلج؟
النهار..محمد نمر
خلّفت ثلوج العواصف وأمطارها برودة على طول الحدود الشرقية الموازية لجرود القلمون، وآخر عملية تمثلت في سقوط مخطط "داعش" للتسلل إلى مراكز الجيش في رأس بعلبك قبل نحو شهر. ثم شهدت الجرود بعض التحركات بهدف ضرب مواقع "حزب الله"، تم الرد عليها سريعاً بقصف الجرود.
منذ ذلك الوقت الجبهة نائمة، وقد حذر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله من مرحلة ما بعد ذوبان الثلوج. ولا تخفي مصادر سورية مقربة من "جبهة النصرة" أنّ "هناك تطورات يتم التحضير لها"، مشددة على أن "هم النصرة الأول هو ألا تسمح للحزب بالوصول إلى الجرود".
وسط حديث عن نية لدى المسلحين لدخول لبنان وخوض المعارك هناك، تستبعد المصادر "لجوء النصرة إلى اشعال معركة في أي مدينة في لبنان، وتعتبر أن معركة يبرود كانت آخر معارك المدن، وتزيد استعدادها لمعارك العصابات التي تهدف إلى ضرب مناطق "حزب الله"، مثلما حصل في جبل محسن"، في اشارة إلى التفجير الانتحاري الاخير في الجبل. وتذكر بما قاله أمير "النصرة" أبو مالك الشامي قبل أشهر إن "هناك جنودا له في لبنان ينتظرون الأوامر، ومن الطبيعي أن يزيد الضغط على لبنان عندما يزداد الضغط على القلمون وجرودها".
يقتصر الوضع الراهن على العمليات العسكرية الخاطفة ومعركة نصب المكامن، لكن ماذا عن تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي بات عديد افراده خلال أقل من شهر أكثر من 1000 عنصر؟ ألا يسعى إلى دخول لبنان؟ تجيب المصادر: "الدولة لديها نية السيطرة على سوريا ولبنان وفلسطين والاردن، وعناصرها يحسبون أنفسهم انهم المسلمون والمحقون الوحيدون". وتضيف: "الله يبعد الدولة الاسلامية عن المعركة كلها في الجرود، لان دخولها عبء على لبنان والنصرة في الوقت نفسه، فهي تحاول السيطرة على مناطق من أجل دولتها البغدادية، فيما النصرة ستكون بالمرصاد".
تعتبر المصادر أن الحديث عن دخول "داعش" إلى لبنان من أجل الحصول على مرفأ بحري "افراط في تضخيم الامور"، وتقول: "في حال لم يتوافر للدولة الاسلامية اشخاص من لبنان يفتحون لها الطريق، فلن يستطيع دخول لبنان أبداً، فعناصر "داعش" لا تملك المعرفة الحقيقية بمعارك الجبال، وليست قادرة على مثل هذا الحمل".
وعلى رغم تفوق "داعش" بأعداد العناصر على "النصرة" في الجرود، تعتبر المصادر أن "النصرة في شكل عام هي الأقوى في القلمون، لأن لديها أكثر من 4 آلاف مقاتل، موزعين بين الجرود والقلمون الشرقي والزبداني ووادي بردى، فيما "داعش" يسعى إلى زيادة عديده ليحاول الدخول في عملية قتال في اتجاه القلمون". وكانت معلومات سابقة ترددت عن أن "داعش" لا يمكنه أن يخطو خطوة إلى الأمام من دون السيطرة على احدى بلدات القلمون وتحويلها إلى ثكنة عسكرية، تؤمن له الامداد اللازم الذي يضمن له البقاء اذا طالت المعارك.
لا تخفي المصادر أن التشنج بين "النصرة" و"داعش" يزداد يومياً، "وتدور نقاشات محتدمة ومحاولة للعب على جنود النصرة حتى يبايعوا "داعش"، لكنها تعيد سبب عدم القتال إلى "سياسة أبو مالك الشامي في استيعابهم"، وتؤكد أنه "ما إن تطلق داعش الطلقة الأولى فان المعركة ستتحول إلى حرب قاسية"، معربة عن أسفها "لدعم الاعلام لداعش بطريقة غير مباشرة".
ليس لدى المصادر المعطيات الكافية عن العسكريين المخطوفين، وجلّ ما تعرفه أنه "بعد العملية الأمنية في سجن رومية، تشكلت هيئة شرعية وصدر الحكم باعدام العسكريين، لكنه تأجل وعلّق بعد نتائج عملية جبل محسن التي كانت السبب الرئيسي في تأخيره"، مؤكدة أن "جميع المخطوفين بخير".
وبحسب المصادر، فإن "النصرة اوقفت المفاوضات على المخطوفين، ولن تعود إلا بإخراج المعتقلين والمعتقلات الذين طالبت بهم"، فيما يتحدث مسؤولون أمنيون في لبنان عن عمل مستمر، فضلا عن تردّد معطيات عن مفاجآت ايجابية قريبة، نافية أن "يكون قد ألقي القبض على شقيقة ابو مالك الشامي".
وعندما وصفنا أعمال "النصرة" بالارهابية لأنها تقتل المدنيين، علقت المصادر بالقول: "جبهة النصرة احرص ما تكون على الارواح، الا ممن ثبت تلطّخ ايديهم بالدم المسلم ولم يعد خفياً اشتراك الحزب في قتلنا، وبالتالي فإن موقع الحزب الاساسي في لبنان وضربه أمر طبيعي، فالنصرة لم تقدم على ضرب مناطق مسيحية او يهودية في لبنان، بل مناطق علوية وشيعية، وهذا قصاص".
 
"المستقبل" و"حزب الله" يلتقيان على "مكافحة الإرهاب" لا بديل من حوارهما "مهما طال السفر إلى بعبدا"
النهار..رضوان عقيل
حبس اللبنانيون أنفاسهم في الساعات الفاصلة بين خطابي الرئيس سعد الحريري والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تخوفاً من كسر جرة الحوار بينهما والتي يحرص رئيس مجلس النواب نبيه بري على تماسك حجارتها وعدم تصدعها، اذ يوليها العناية المطلوبة ويضعها في رأس سلم اهتماماته نظراً الى تأثير هذا التطور بين "تيار المستقبل" والحزب على الحياة السياسية في البلاد في ظل المراوحة الدائرة في ملف استحقاق رئاسة الجمهورية وتعطل محركات حكومة الرئيس تمام سلام بسبب الخلاف المفتوح على آلية التصويت بين اركانها بعيداً مما يقوله الدستور في هذا الشأن، والذي جرى خرقه أكثر من مرة في جلسات مجلس الوزراء رغم النيات التوافقية التي يعمل سلام على ضخها في عروق أعضاء حكومته. وخيّم على الجلسة السادسة للحوار بين "تيار المستقبل" والحزب مساء امس "منخفض دافئ" على عكس التطورات المناخية والاصوات السياسية التي صدرت عن البعض والتي استهدفت خطاب نصرالله.
ولم تخرج الجلسة عن أجواء سابقاتها من حيث التخاطب الايجابي وطرح الافكار والملاحظات من موقع الطرفين المختلفين على نقاط عدة ليس أقلها مشاركة مقاتلين من "حزب الله" في الحرب الدائرة في سوريا والتي ارتفع لهيبها أكثر في الايام الاخيرة خصوصا في أرياف حلب ومحيطها.
واستكمل الطرفان في حضور وزير المال علي حسن خليل طرح الخطة الأمنية والايجابيات التي تم حصدها في بيروت وأكثر من منطقة وصولاً الى البقاع الذي رحب اهله بحضور القوى الأمنية. ولم يتوانَ بري عن القول امام زواره في معرض إبداء "سروره" بالخطة وتطبيقها على الارض: "أصبح في إمكان بريتال والجوار استقبال رحلات سياحية"، بسبب تواري الرؤوس الكبيرة من المطلوبين وعصابات الخطف والمهربين الى درجة عدم ظهور أي منهم في حفل تأبين أحد أبناء بريتال خلافا لمرات سابقة كانوا يتجولون خلالها بأسلحتهم ويتنقّلون في سياراتهم الداكنة الزجاج. "انها السلطة يا صديقي" بحسب بري.
ولم يتم في الجلسة "تشريح" الخطابين، بل عمل الطرفان على مقاربة أهم نقطة وردت فيهما هي: الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب التي ستُستكمل تفاصيلها في الجلسات المقبلة.
وكذلك لم يتمّ التطرق الى استحقاق رئاسة الجمهورية، في ما عدا تأكيد المجتمعين ان إطلاق هذه "الاستراتيجية" يصبح فاعلاً أكثر عند انتخاب رئيس للبلاد، وأصبح الموقف من الإرهاب وتشعباته قاسماً مشتركاً كبيراً بينهما، رغم اختلاف مقاربتهما له.
ويبقى المهم أن الفريقين تجاوزا في مناقشاتهما المضبوطة حرارة المنابر والمناسبتين اللتين أطل من خلالهما الحريري ونصر الله، وأنهما دخلا هذه المرة في العنوان الأخطر وهو الإرهاب الذي يهدد لبنان وبلدان المنطقة، ولطالما حذّر "حزب الله" من أخطار هذه الجماعات التي لا توفّر في أدبياتها "المستقبل" ولا الشارع السني الذي لا يلتقي مع أفكارها. وتبين أيضاً ان بعض المطبات على طريق الحوار لم تستطع الجولة السادسة تعطيله من دون أن تخفي أوساط في 8 آذار انزعاجها من كلام وزير العدل أشرف ريفي وهجومه على نصرالله، وان هذا الكلام يصدر من وزير أساسي في "المستقبل"، ولم يأت من النائب خالد الضاهر الذي بات يحلق في الأيام الأخيرة خارج سرب "التيار الأزرق"، علما ان ثمة أصواتاً ومواقف لا تزال تصدر من "المستقبل" وتنتقد، على عكس حال الصمت التي خيمت على كوادر الحزب بعد خطاب الحريري، حيث يلتزم جميعهم ما يقوله نصرالله والتحرّك تحت سقفه والعمل على ضرورة عدم الاكتفاء بالخطة الأمنية والمواجهة الكلاسيكية لجبه الارهاب والتصدي لمجموعاته، وهذا الأمر يتمثّل بحسب أوساط في 8 آذار في النقاط الآتية:
- التوقف عند ما أشار إليه نصرالله بعد ذوبان الثلوج على الحدود والتي تعوق عادة الحركة العسكرية، في إشارة منه إلى تطوّرات قد تحصل في الأيام المقبلة، وإقدام الجيش السوري ومن يسانده ويدعمه على مهاجمة أطياف مسلحي المعارضة من القنيطرة وصولاً إلى حلب.
- ضرورة قيام الجهات اللبنانية المعنية بدعم الجيش ومدّه بالسلاح المنتظر ولا سيما من الفرنسيين وترجمة الهبة السعودية. ولا يخفي قيادي في 8 آذار تقديره للولايات المتحدة الأميركية بعد مدها الجيش بأسلحة مناسبة تساعده في حربه على الإرهابيين وحماية الحدود.
- توفير الغطاء السياسي المطلوب للمؤسسة العسكرية وعدم إدخالها في الخلافات السياسية اليومية بين الأفرقاء، ولا سيما بعد الانعكاسات التي خلّفها التجديد للواء محمد خير.
- الخروج من التخبّط الذي يعيشه مجلس الوزراء والعودة إلى استئناف جلساته التي على جدول أعماله ملفات حساسة وعاجلة عدة أبرزها مناقشة الموازنة، وانجاحها لا سيما أن سلام وخليل كانا قد اتفقا قبل أسابيع على عقد جلسة مخصصة لها قبل نهاية شباط الجاري.
وفي خلاصة هذه الأجواء المشجّعة التي ترافق حوار "المستقبل" و"حزب الله" والمفتوحة على جهات أخرى وخصوصاً في الجانب المسيحي، يُجمع "الحواريون" في عين التينة على أن لا بديل من الحوار مهما طال سفر رئيس الجمهورية المقبل إلى قصر بعبدا.
 
بعد توقيف بلال دقماق في مطار بيروت ما هي أسباب حيازته الأموال في تركيا؟
النهار...مصطفى العويك
أوقف جهاز الامن العام أول من امس بلال دقماق في مطار بيروت بعد عودته من تركيا، لوجود مذكرة توقيف بحقه صادرة عن القضاء اللبناني على خلفية حيازته مخزناً من الاسلحة وجد في منزل والده في ابي سمراء، وادعى دقماق وقتها ان ملكية الاسلحة تعود الى الشيخ داعي الاسلام الشهال وان الاخير وضعها لديه على سبيل الامانة حتى لا يستخدمها الشباب المتهور ضد الجيش، فتكون فتنة كبيرة في شوارع طرابلس.
دقماق، الذي سلمه الامن العام الى مخابرات الجيش لإجراء المقتضى، كان اوقف في تركيا لحيازته مبلغا كبيرا من المال، بناء على اتصالات مع اجهزة امنية غربية، وساد اعتقاد ان الهدف من حيازته المبلغ هو تمويل بعض الجماعات الارهابية المتطرفة على الحدود التركية - السورية، وبعدما نفى دقماق ذلك اخلي سبيله، لكنه وضع تحت رقابة الامن التركي.
وفي المعلومات التي حصلت عليها "النهار" من مصادر اسلامية تعرف دقماق عن قرب، ان هناك روايات عديدة لسفره الى تركيا، منها انه سافر "بعدما اجرى صفقة تجارية رابحة حصل خلالها على 250 الف دولار اميركي، وذلك ببيعه جزء من الاسلحة التي أودعها عنده الشهال والتي تبلغ قيمتها نحو نصف مليون دولار اميركي". واشارت المصادر الى "ان الشهال لا علم له بهذا الامر بعد، وان ما قيل عن ان وضع السلاح في منزل والد دقماق جاء خشية تهوّر بعض الشباب الاسلامي المتحمس واستخدامه ضد الجيش، هو صحيح، لكن هدف دقماق كان مغايرا تماما لهذا الامر، اذ كان يحضّر لصفقة بيع مهمة مع احد تجار السلاح الناشطين في شمال لبنان".
ويذكر ان دقماق بدأ مسيرته الاسلامية مع الشهال، ثم بدأ ينسج علاقات قوية مع التيارات الاسلامية في طرابلس، ومع بعض الاجهزة الامنية الفاعلة، وحين عاد عمر بكري فستق الى لبنان تقرب منه دقماق وأسسا جمعية "اقرأ" التي اتهم فستق دقماق بأنه استولى عليها وسرق محتوياتها المكتبية بالاضافة الى مبالغ مالية طائلة.
وكان دقماق قد اكتسب شهرة لا بأس بها من خلال ظهوره المتكرر على شاشات القنوات التابعة لقوى 8 آذار، وخاصة الـ"أو تي في" و"الجديد"، وكان دوما يقدم "نموذجا عن الشيخ المسلم المتطرف الذي يتخذ مواقف مستغربة وشاذة وغريبة عن البيئة التي ينتمي اليها"، وفقا للمصادر نفسها، حتى بات يقال عنه "لا تستضيفه الشاشات الا لتشويه صورة الاسلام والاسلاميين، وبخاصة انه ليس شيخا ولا يمتلك خلفية اسلامية تمكنه من التحدث باسم الاسلام والمسلمين، فلا شهادة شرعية معه اطلاقا، وكل ما كان يفعله انه يستند الى بطاقة منحته اياها دار الفتوى لزيارة السجناء في رومية بصفته متابعا لأحوالهم، فكان يقدم نفسه على انه شيخ مكلف من دار الفتوى القيام بهذا الامر.
وتضيف المصادر "ان مسيرة دقماق الشخصية تتناقض كليا والالتزام الديني والآداب الاسلامية، ولا تزال قضاياه غير الاخلاقية عالقة لدى القضاء اللبناني منذ ان كان سائق تاكسي وارتكب جريمة مخالفة للآداب العامة، وعند اعتقاله مرة في "ملهى ليلي" وتمكنه من الخروج من السجن بحكم علاقته مع الامنيين.
من جهة اخرى، ترى مصادر في "هيئة علماء المسلمين" ان اعتقال دقماق اليوم وبهذا التوقيت يشكل استكمالا للظلم الممارس ضد الاسلاميين في طرابلس، وخصوصا انه لم يشارك في اي عمل امني يهدد امن البلد، بل جل ما فعله هو منع استخدام السلاح بطريقة عشوائية ضد الجيش اللبناني". وتضيف: "اعتقاله اكد ان لا غطاء سياسيا ولا امنيا على احد من الاسلاميين في الشمال، فيما لا يتجرأ احد على اعتقال اي عنصر من "حزب الله"، سائلة "اين العدل والانصاف في موضوع التوقيفات ولماذا فقط المسلم السني هو من يجب عليه ان يلتزم القانون ويعتقل، وغيره يمارس الظلم عليه وعلى السوريين ولا يمكن المساس به؟ واذا تمكن دقماق من توظيف علاقته مع مخابرات الجيش فسيطلق بسرعة، وهو يراهن على هذا الامر، ويتساوى بذلك مع مروان النشار الذي اعتقلته مخابرات الجيش في طرابلس لحيازنه مخازن اسلحة لسرايا المقاومة، واطلقته بعد شهر من توقيفه، وان لم يتمكن دقماق من ذلك فإنه سيمكث في السجن كثيرا، وربما تُحرّك ضده كل قضاياه السابقة".
 
شقيقة بيار جعجع العائدة من جرد عرسال: هذا ما قاله التلي عن معاملة المخطوفين
الحياة...بيروت - أمندا برادعي
لا يزال مشهَد الرقيب أوّل بيار جعجع المخطوف من قبل «جبهة النصرة» يشغل بال شقيقته منى التي زارته اول من أمس برفقة زوجته نزهة في جرود عرسال-القلمون.
أوصل ابن عم جعجع، منى ونزهة إلى منزل الشيخ مصطفى الحجيري في عرسال في الواحدة والربع ظهراً وانتظرهما 6 ساعات إلا 25 دقيقة عند أحد أصدقاء جعجع في المؤسسة العسكرية في البلدة. من هناك رافق الحجيري المرأتين إلى الجرود إلا أنهم واجهوا «عرقلة» وصعوبة في تخطّي أحد حواجز مخابرات الجيش اللبناني التي تفصل الجرود عن عرسال بسبب ملاحقة قضائية بحق الحجيري، لكن سرعان ما نجحت الاتصالات مع وزير الصحة وائل أبو فاعور في تأمين دخولهم الى الجرود حيث رافقتهم سيارة أخرى رباعية الدفع في سلوكهم الطريق الوعرة إلى مغارة بعيدة مروراً بمنطقة الملاهي في وادي حميد حيث سلّموا أجهزتهم الخليوية إلى مسلّح كان في مركز لـ «جبهة النصرة».
وصل الحجيري بسيارته إلى إحدى المغاور البعيدة التي كان تبدّى لمنى ان شقيقها ربما يكون في داخلها. المغارة ذات بابين من خشب ومقطعة غرفاً بالباطون. دخلت المرأتان من الباب اليمين برفقة مسلّحين إلى آخر غرفة في المغارة وانتظرتا حوالى دقيقتين إلى أن دخل بيار وعانقهما معاً وبكى كثيراً سائلاً: «لماذا لم تأتوا بضو عيوني معكم (ولداه). ثم دخل أمير «جبهة النصرة» في القلمون أبو مالك التلّي الذي عرف عن نفسه وجلس معهم قرابة ربع ساعة ووقف شخصان على الباب أحدهما حارس كان مقنّعاً ومسلَّحاً يلبس بزّة عسكرية باللون العاجي مرقطة بالأبيض والثاني كان شيخاً.
تصف منى التي عادت مرتاحة من رحلتها، أبو مالك بأنه ممتلئ الجسم، ذو نظرة حادة، صاحب شخصية قويّة، كان يرتدي عباءة سوداء وفوقها سترة سوداء ويضع قبّعة وتكلّم باللهجة السورية. وتنقل وقائع الحوار معه، اذ قال: «الشباب بصحّة جيّدة، سألت بيار إذا كان يريد أن يحلق ذقنه قبل لقائكم فأجابني أنا عايش معكن هيك بدي ضل هيك».
التلي: مطالبنا مع الدولة
وأضاف: «ها هو بيار بصحة سليمة. لا نستقوي على الشباب فهم ضعفاء بل نستقوي على الذين يستقوون علينا والأقوياء في وجهنا. أما عن المفاوضات التي تتكلم دولتكم عنها فهي متوقّفة والدولة لا تفاوض بشيء، مطالبنا عند الدولة وليس هناك من جواب». وتابع حديثه: «ليس لدينا مشكلة طائفية. بل تكمن أساساً بتدخّل عناصر «حزب الله» في سورية الذين قتلوا واغتصبوا وشرّدوا أطفال سورية ومن حقِّنا أن ندافع عنهم. بدنا من الدولة ما تخلّي الجيش اللبناني يساند حزب الله».
وزاد: «رسالتنا هي نشر الدين الإسلامي، من أراد أن يهتدي فليهتدِ نحن لا نجبر من لا يرغب. يمكن بيار يصلي في وجهي على ديني ولكن في قلبه على دينه... لا أدري»، موافقاً على ما قالته له منى «نحن إخوة بالإنسانية لا بالطائفية». وسأل: «أين الأولاد لماذا لم يأتوا معكم (كانت جبهة النصرة سمحت لأي كان بالمجيء)» فكان جواب زوجته نزهة: «نخاف أن يتعلقوا بوالدهم ويرغبوا في البقاء عنده». وأجابها أبو مالك: «يا أهلا وسهلا كنت بت مع أولادك عندنا وعدت أدراجك غداً ما في مشكلة ومستعد تحديد زيارة ثانية للأولاد».
وعند خروج أبو مالك التلي من الغرفة، انتظر الشخصان على الباب لبعض الوقت وغادرا بعدما سألت نزهة زوجها عن مفتاح سيارة الـ «فولفو» فأجابها أنه في غرفة الأمانات. وردّ المسلّح: «سنبحث عنه في مكان غرفة الأمانات الني قصفت...سنترككم 10 دقائق بمفردكم». وعندما طلب بيار صوراً لاولاده سمح له بمشاهدتها على هاتف زوجته بعد اعادته اليها، لكن ليسمح لها بالتقاط صور لزوجها.
ودامت الزيارة 80 دقيقة بعدما كانت مقررة لمدة ربع ساعة. وقال جعجع الذي كان يرتدي زي «النصرة» مبتسماً: «برهان على أننا نأكل جيداً، قمنا بخبز العجين اليوم بمفردنا. سليمان الديراني عامل شيخ علينا»، لافتاً إلى أن «كل العسكريين بخير حتى أنه قبل أن ينتهي دواء عباس مشيك المريض بالكبد، يجلبون له الدواء من سورية».
 
سفر سلام يُجمّد «الآلية»... والحريري يُشجّع حوار «التيار» و«القوات»
الجمهورية..
فيما ينشغل المجتمع الدولي عموماً، والاميركي خصوصاً، بوَضع استراتيجية عسكرية وإعلامية جديدة ضد تنظيم «داعش»، يترقّب لبنان النقاش الذي اتُّفق على فتحه أمس في جلسة الحوار السادسة بين تيار «المستقبل» و»حزب الله»، حول آلية الوصول الى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب، فيما تبقى آلية العمل الحكومي غائبة خصوصاً بعد سفر رئيس الحكومة تمام سلام الى روما أمس في زيارة خاصة، في وقت أمل الرئيس سعد الحريري في معاودة الحكومة نشاطها قريباً».
وقال الحريري أمس لدى استقباله السفراء العرب المعتمدين في لبنان: «لقد بدأنا حواراً مع «حزب الله» لتنفيس الاحتقان السني ـ الشيعي وللتخفيف من تداعيات مشاركة الحزب في الحرب في سوريا، ونأمل في أن يكون هذا الحوار مُنتجاً لنتمكن من الخوض في مسألة الانتخابات الرئاسية، والتوافق على رئيس جديد بما يمكن لبنان من مواجهة التحديات ودعم عوامل الاستقرار والنهوض الاقتصادي والاجتماعي».

وأكد الحريري أنّ «أي استراتيجية لمكافحة الإرهاب لا تتمّ إلّا من خلال الجيش اللبناني والقوى الأمنية والعسكرية الشرعية، التي تتولى مسؤولياتها بجدارة على كل الأراضي اللبنانية.

ولكن المدخل الصحيح لوَضع استراتيجية وطنية موضع التنفيذ الجدي يكون بانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت». ودعا إلى قيام استراتيجية عربية شاملة لمكافحة ظاهرة الإرهاب الذي ينتشر في عدد من الدول ويهدد العالم.

وعرض للخطر الإسرائيلي والتهديدات الإسرائيلية المتواصلة للبنان وسيادته، داعياً إلى «التضامن العربي في مواجهة هذه التهديدات»، كما عرض «لمخاطر التدخّل الإيراني في الأوضاع الداخلية للبلدان العربية، لا سيما ما نشهده في اليمن والعراق وسوريا ولبنان».

سعيد

وقال منسّق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد لـ«الجمهورية»: «هناك نقطة اتفاق عند الجميع بأنّ الارهاب هو خطر على الجميع، لكن هناك وجهتي نظر. فقوى 14 آذار ترى وجوب مواجهته من خلال الجيوش النظامية والتعاون مع التحالف الدولي، فيما الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله يدعو الى الجهاد وحمل السلاح على المستوى الشعبي والاهلي في هذه المواجهة، والطريق الذي يطرحه هو أقصر الطرق لإشعال الحرب الاهلية وتحديداً الحرب السنية ـ الشيعية من اليمن حتى لبنان.

وها انّ الرئيس الاميركي باراك اوباما يعلن في قمّة مكافحة التطرّف والعنف في واشنطن بوضوح انّ ممارسات الرئيس بشار الاسد وحربه ضد شعبه كانا مصدر الارهاب وأديا الى تفشّي حالاته في المنطقة، خلافاً لِما يقوله السيد نصرالله الذي يطالب بالتعاون بين الجيش اللبناني والنظام السوري».

وعن تفاؤله في إمكان التوصّل الى نقاط التقاء في آلية الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب بعد الاتفاق بين «الحزب» وتيار «المستقبل» على النقاش فيها، قال سعيد: «أنا متفائل بمجرد حصول الحوار وليس بنتائجه. فأن تكون هناك آلية اتصال بين «المستقبل» والحزب بما يمثّل كل طرف من حساسية مذهبية وطائفية داخل أجنحة المسلمين، فهذا ما يطمئنني، لكن لا يمكن الوصول الى نتائج بدليل وجهات النظر المتباعدة جداً حول آلية سبل مكافحة الارهاب».

وعن مدى مساهمة عودة الحريري في دفع حركة 14 آذار قُدماً، كشف سعيد انه سيزور الحريري في الساعات المقبلة، مؤكداً انّ «جميع قيادات 14 آذار اكدت الاستمرار في هذه الحركة بعد عشر سنوات، وضرورة تفعيلها على قاعدة المراحل الثلاثة التي كنّا قد أطلقناها: مرحلة ترتيب الذاكرة، مرحلة ترتيب القراءة ومرحلة ترتيب الخطوات السياسية».

إجتماع استثنائي للمطارنة

في غضون ذلك، أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، لدى عودته الى لبنان مُختتماً زيارة لروما، انّ «الفاتيكان لا يدع فرصة أو جهداً إلّا ويبذله مع كل الدول لانتخاب رئيس جمهورية في لبنان».

وعن التغريدات «التويترية» بين رئيس تكتل «لتغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع وهل من لقاء قريب في بكركي؟ قال الراعي: «هما كانا دائماً في بكركي «ويُتَرغلان» تحت سقف بكركي، وذلك منذ ان توَلّيتُ مهماتي منذ ثلاث سنوات. واريد أن أستفيد من هذا الظرف لأهنّئ الرئيس العماد ميشال عون بالعمر المديد وبلوغه الثمانين، ونتمنى له سنين طويلة وجميلة».

ويرأس الراعي قبل ظهر اليوم في بكركي اجتماعاً استثنائياً للمطارنة الموارنة. واكدت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية» انه تقصّد الدعوة الى هذا الإجتماع لإصدار بيان شديد اللهجة وعالي النبرة لتسجيل موقف من مختلف التطورات اللبنانية والإقليمية، خصوصاً تلك المتصلة بمطالبته الدائمة بانتخاب رئيس جمهورية والتوافق على هذه الخطوة على انها الباب الرئيس المؤدي الى الحلول المرجوّة لمختلف الأزمات التي تعصف بالبلد، وسيشدد على انه الإستحقاق الضامن لبقاء لبنان وحماية كيانه من مختلف ما يهدده في محيطه ومصير أبنائه.

كذلك سيرحّب البيان بالحوار الجاري على أكثر من مستوى، وسينبّه الى انّ كل هذه الحوارات لن تكون ذات جدوى ما لم تنتج تفاهماً على الخطوات الوطنية المطلوبة بتوافق اللبنانيين، وأبرزها انتخاب الرئيس العتيد. وسيدين بشدة الهجمة التي يتعرّض لها المسيحيون في العالم العربي والإسلامي وجريمة ذبح الأقباط المصريين في ليبيا، وسيتقدّم بالعزاء باسم المجلس والكنيسة المارونية ويشدّ أزر السلطات الرسمية في العالم العربي لحماية شعوبها.

وسيطالب العالم بإجراءات تتجاوز مواقف الإدانة لمِثل هذه العمليات الإجرامية وعدم الاكتفاء بالإدانة عبر البيانات الإعلامية. تجدر الاشارة الى انّ الراعي كان التقى سلام في مطار روما لدى وصول الأخير الى العاصمة الايطالية.

لقاء «بيت الوسط»

في هذا الوقت، قالت مصادر «بيت الوسط» لـ»الجمهورية» انّ لقاء الحريري مع عون كان شاملاً وواسع الآفاق ولم يوفّر موضوعاً إلّا وتناوله بإيجابية. وأوضحت انّ الحريري شجّع عون على استكمال التحضيرات لحوار الرابية ـ معراب، معتبراً انّ الحوار متى بدأ يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين الجميع، على أمل أن يكون حواراً أوسع وأشمل على مستوى القواعد المسيحية بمختلف مكوّناتها الحزبية وفتح صفحة جديدة لملاقاة
الحوار المفتوح بين السنّة والشيعة.

وقالت المصادر انّ البحث في الملف الرئاسي توسّع في اتجاه مواقف بعض الكتل والأجواء الإقليمية من دون الوصول الى قراءة مشتركة للمرحلة وسُبل مقاربة الإنتخابات الرئاسية لعدم التوافق على عناوينها قبل ان يتحقق توافق مسيحي ـ مسيحي لا بد منه للخروج من النفق الإقليمي ولإخراج الإستحقاق من الكادر الإقليمي والدولي.

عون

وقال عضو «التكتل» النائب آلان عون لـ«الجمهورية»: «انّ العلاقة مع «المستقبل» لم تنقطع اساساً، ومن الطبيعي بعد عودة الرئيس الحريري ان يستأنف التواصل للبحث في مدى إمكان حصول خرق في ملف ما.

وهناك مواضيع اساسية عدة مطروحة، ومنها الملف الرئاسي وآلية العمل الحكومي والتعيينات الجارية وغيره من ملفات هي عناوين الساعة وكانت حُكماً جزءاً من النقاش، واللقاء في حد ذاته كان ايجابياً، خصوصاً انّ العلاقات اليوم في حال تفاعل إيجابي حتى ولو لم يكن هناك اتفاق على كل الأمور». وتحدثَ عن «نقاش وأفكار طرحت وتتطلب المتابعة».

وعن إمكان زيارة الحريري للرابية قريباً؟ قال عون: «عندما يخرج طرفان من مرحلة القطيعة، نستطيع توقّع اللقاء بينهما في أي وقت كان». ورفض مقولة «انّ غياب الرئيس هو من فعّل الحراك السياسي»، وقال: «على العكس عندما يكون الرئيس موجوداً تكون وتيرة اللقاءات مرتفعة أكثر لأنه يكون دينامو حركة اللبنانيين.

فالأزمة والقلق والمخاوف والمخاطر هي التي تخلق اليوم نوعاً من الحركة، إضافة الى أنّ أزمة الشغور وانسداد الأفق يدفعان الناس الى التحدث بعضهم مع بعض في محاولة لإيجاد حل، واعتقد انّ الجميع وصلوا الى استنتاج بأنّ معركة كسر العظم التي كانت قائمة بين الافرقاء تعطّل البلد ولكنها لن توصِل الى الحسم، فلا أحد يستطيع ان يحسم، والجميع بحاجة للتحاور لإيجاد حلول».

وعمّا اذا كانت الحوارات الجارية ستصبّ في نهاية المطاف لمصلحة انتخاب الرئيس العتيد، قال عون: «حتى الساعة لم يحصل خرق رئاسي في أيّ من الحوارات الجارية لانتخاب الرئيس، ولكنّ مسار الحوارات، في مرحلة وتوقيت معين، لا بد ان يصِل حتماً الى انتخابه، لكن حتى الساعة لا يبدو انّ هذا الأمر حدث».

وسئل عون عن انزعاج الحلفاء من لقاءات كهذه، فأجاب: «لا مشكلة مع الحلفاء، فعندما يجتمعون هم مع الآخرين لا «نَنقز» نحن منهم ولا هم «يَنقزون»، فليس هناك من أزمة ثقة في العلاقة بيننا وبين حلفائنا، والامور واضحة».

أبو فاعور

وفي غياب آلية العمل الحكومي وسَفر سلام الى روما، تنقّل وزير الصحة وائل ابو فاعور، أمس، بين عين التينة و»بيت الوسط» رافضاً خلق أعراف دستوريّة جديدة. وأكد أنّ رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط متفقان على أنّه «يجب أن يكون هناك تسهيل لأعمال مجلس الوزراء»، وقال: «لسنا مع الدخول في أيّ سوابق دستوريّة جديدة، ولا مع الدخول في خلق أعراف دستورية جديدة».

وشدد على أنّ «المَسّ بالدستور أمر غير مقبول وغير متوافق عليه، ويجب احترامه في آلية عمل الحكومة كما في غيرها من القضايا». ورأى أنّه «يجب العودة الى إطار تفاهم سياسي، ولكن ليس الى أعراف دستورية».

أزمة مازوت

على الصعيد الحياتي، برزت أمس أزمة فقدان المازوت في بعض المناطق، خصوصاً في منطقة البقاع، في ظل مناخ عاصف ومُثلج يرتفع خلاله الطلب على هذه المادة. وقد تدخّل وزيرا الاقتصاد آلان حكيم والطاقة والمياه آرتور نظريان واتخذا إجراءات للحدّ من تفاقم هذه الأزمة.

وعلمت «الجمهورية» انّ أسباب المشكلة ترتبط بثلاثة عوامل، الاول إعادة تصدير المازوت الى سوريا بطرق شرعية، علماً أنّ التجّار يستفيدون من التصدير في اعتبار انّ طن المازوت يُباع للسوريين بنحو 1000 دولار، في حين انه يباع في لبنان بـ500 دولار.

والعامل الثاني يرتبط بتهريب كميات كبيرة من المازوت برّاً. والعامل الثالث يتعلق باحتكار المادة وتخزينها والإحجام عن توزيعها وبيعها في السوق المحلي، في انتظار ارتفاع الاسعار في الاسبوعين المقبلين.
 

المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,261,251

عدد الزوار: 7,626,372

المتواجدون الآن: 0