المبعَدون من الإمارات: تكرار المشكلة يكشف فشل الدولة في التعامل مع الاغتراب...جنبلاط:أميركا لا تهتم إلا بمصالحها جعجع: يجب عدم ضرب حصان ميت...قصف في جرود رأس بعلبك وتوقيف ضابط سوري منشق...الادّعاء العام يسأل عن علي عمار ويغوص في تفاصيل «الإذلال» الأسدي والسبع: الحريري اكتشف فوراً «ولدنة» بشار

الحزب يمضي في التصعيد عشيّة الجولة الثامنة ولا جلسة للّجان اليوم وتمديد لمدير المخابرات

تاريخ الإضافة الأربعاء 18 آذار 2015 - 6:55 ص    عدد الزيارات 2152    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

الحزب يمضي في التصعيد عشيّة الجولة الثامنة ولا جلسة للّجان اليوم وتمديد لمدير المخابرات
النهار..
تجاوزت الحملة الحادة التي أطلقها "حزب الله" على ألسنة مسؤوليه ونوابه على قوى 14 آذار عقب مؤتمرها الاخير الذي عقدته في الذكرى العاشرة لانطلاقتها، حدود ردة فعل انفعالية الى طرح تساؤلات عن أهداف أبعد من الردود الاعلامية والكلامية وخصوصاً بعدما ذهب بعض هذه الردود الى سقوف تعبيرية لا تبررها لا الوثيقة السياسية التي صدرت عن قوى 14 آذار ولا ايضاً إعلانها انطلاق العمل لتشكيل مجلسها التأسيسي. ذلك ان حملة الحزب اكتسبت في يومها الثاني طابعا تصعيديا كان من شأنه أن أثار مزيدا من الاستغراب لجملة عوامل من أبرزها ان هذا التصعيد جاء عقب تلويح رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد بمعادلة تخيير تيار "المستقبل" بين "التزام الحوار او نذهب كل منا في سبيله"، الامر الذي يعني تغيير الاسس التي بدأ عليها الحوار والتي لم تتناول المواقف البديهية التي يتمسك بها الفريقان والتي دأبا على التعبير عن التمسك بها كل من جانبه منذ بدء الحوار. ثم ان رئيس المجلس السياسي في الحزب السيد ابرهيم امين السيد وجّه امس اتهامات الى قوى 14 آذار راوحت بين وصفها بـ"الداعشية السياسية في لبنان" و"الكذب" في موضوع الارهاب. وذهب الى القول: "يجب على هؤلاء ان يشكروا حزب الله لانه يبقيهم على قيد الحياة السياسية".
ودفع هذا الموقف أوساطاً بارزة في قوى 14 آذار الى القول لـ"النهار" إنه يبدو أن "حزب الله" أراد عشية الجولة الثامنة من حواره مع "المستقبل" غداً ان يوظف مؤتمر قوى 14 آذار وما صدر عنه سياسيا وتنظيميا من اجل محاولة تغيير قواعد الحوار من جانب واحد، علماً ان ما صدر من ردود ومواقف كلامية تجاوز بعضها أدنى الاصول وذهب الى حد التجريح والتهديد المبطن مما قد يستدعي من فريق "المستقبل" اثارة هذه الحملة وخلفياتها في الجولة المقبلة من الحوار.
ورد عضو الوفد المحاور في كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر امس على موقف النائب رعد آملا "ألا يكون قد تسرّع في المواقف التي أطلقها تجاه الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله". واشار الى ان الحوار "لم يتناول كل شيء بل تناول موضوعين أساسيين هما موضوع الاحتقان السني – الشيعي وموضوع انتخاب رئيس للجمهورية. وهناك ثوابت سبق لنا ان قلناها قبل الحوار واثناء انعقاده وخارج الجلسة، بأن لنا موقفا من قضية تورط حزب الله في سوريا وفي المنطقة ومن موضوع محور المقاومة وموقفنا هذا لم يتبدل". وتساءل: "هل ان الكلام الصادر عن مستشار الرئيس الايراني علي يونسي وعن الحرس الثوري الايراني يسهل الحوار؟".
ملف السلسلة
وسط هذا المناخ، أحاطت الشكوك بملف آخر وباحتمالات بته اليوم هو ملف سلسلة الرتب والرواتب الذي دعيت اللجان النيابية المشتركة الى جلسة مخصصة لمناقشته.
وعلمت "النهار" ان نواب "المستقبل" قرروا عدم المشاركة في الجلسة ما لم يرأسها رئيس المجلس نبيه بري نظرا الى غياب نائب الرئيس فريد مكاري عن لبنان بداعي السفر. وفهم ان موقف نواب "المستقبل" يأتي رفضا لتولي رئيس لجنة المال والموازنة ابرهيم كنعان رئاسة الجلسة. ولكن في المشاورات التي أجريت ليل امس في هذا الصدد، تبين ان ثمة تعقيدات اخرى يرجح ان تحول دون التوافق على بت ملف السلسلة، منها ربطها بموضوع الموازنة والحسابات المالية، في حين ان موضوع ترؤس كنعان للجلسة استند فيه بري الى ان الجلسات التي تعقدها اللجان وتكون مكملة لجلسات سابقة في الملف المطروح يجوز اسنادها الى مقرر اللجان في حال غياب رئيس المجلس او نائبه والمقرر هو رئيس لجنة المال والموازنة النائب كنعان.
مجلس الوزراء
وعلمت "النهار" ان "اللقاء التشاوري" الوزاري الذي يضم ثمانية وزراء هم وزراء كتلة الكتائب ووزراء كتلة الرئيس ميشال سليمان والوزيران بطرس حرب وميشال فرعون سيعقد اجتماعا هو الثالث له في منزل الرئيس سليمان اليوم.
وعشية الاجتماع استقبل رئيس الوزراء تمام سلام في السرايا امس وزراء الكتائب سجعان قزي وألان حكيم ورمزي جريج الذين نقلوا اليه تأكيد الرئيس أمين الجميل دعم عمل الحكومة وتصميم الحزب على مكافحة أي تعطيل له. واستفسر الوزراء عن النقاط الملتبسة في طريقة عمل الحكومة في ضوء الجلسة الاخيرة ومفهوم التوافق والاجماع وتوقيع المراسيم. وكانت وجهات النظر متفقة على ان الحكومة تعمل وكالة عن رئيس الجمهورية الغائب وان عملها لا يستقيم الا بالتوافق، علما ان الرئيس سلام كرر موقفه الذي يرفض تعطيل عمل الحكومة إذا أراد وزير او وزيران لاسباب شخصية او كيدية رفض توقيع المراسيم، وعندئذ سيتم تجاوز هذا الاعتراض إلا اذا كان هذا الاعتراض مبنيا على أسباب مقنعة فعندئذ يؤخذ في الاعتبار. وشدد وزراء الكتائب على اعتماد الشفافية من خلال إخضاع العقود لدائرة المناقصات.
مدير المخابرات
وفي سياق آخر، علمت "النهار" ان الرئيس سلام بحث امس مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل في موضوع انتهاء ولاية عدد من القيادات الامنية وأقربها استحقاقا مركز مدير المخابرات في الجيش الذي يتولاه العميد الركن إدمون فاضل. وفيما تصير مدة انتهاء ولاية العميد فاضل منتهية في 20 آذار الجاري، يتجه الرأي الى تمديد ولايته سنة أخرى على غرار تمديد مماثل حصل سابقا له ولعدد من القيادات الامنية.
قهوجي والعاهل الاردني
وفي اطار الزيارة الرسمية التي قام بها قائد الجيش العماد جان قهوجي لعمان، استقبله امس العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وأفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي ان اللقاء الذي عقد في حضور مستشار الملك للشؤون العسكرية رئيس هيئة الاركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن تناول علاقات التعاون بين البلدين وخصوصا في الجوانب العسكرية بالاضافة الى مجمل الاوضاع في المنطقة.
 
المبعَدون من الإمارات: تكرار المشكلة يكشف فشل الدولة في التعامل مع الاغتراب
النهار...ريتا صفير
ليست المرة الاولى التي يتم فيها ابعاد لبنانيين من بلدان الاغتراب، ولن تكون الاخيرة.
إلا ان تكرار المشكلة بوتيرة زمنية قصيرة يكاد يكشف امراً واحداً لبّه العجز الرسمي عن مقاربة مشكلات اللبنانيين في الخارج، اقله في وجهها الانساني.
كثيرة هي الاسباب التي اعطيت لترحيل دفعة من اللبنانيين من الامارات العربية المتحدة في الايام الاخيرة، وكثيرة هي المعلومات عن وجود لائحة اخرى وان "الحبل على الجرار"، غير ان المعالجات وما واكبها من تصاريح كشفت عن مجموعة مفارقات محورها، وفقاً لمصادر سياسية وديبلوماسية، الآتي:
- إن تجدد المشكلة، رغم ما قيل عن معالجات بدأت قبل نحو عشرة اعوام، يدل على وجود "قطبة مخفية" او "ذيول" لم تجد لها حلا بعد. ورغم "اشهار" الإماراتيين وغيرهم "سيف" الامن او غير الامن، الا ان خطوة الابعاد وما يواكبها غالبا ما تبقي امورا غامضة. وتتحدث مصادر متابعة في هذا الصدد عن اعتماد السلطات الرسمية للبلد الذي تحصل فيه عمليات الابعاد "عنصر المفاجأة" مع المقيمين، الامر الذي يجعلهم عرضة للضغوط على انواعها. ضغوط تتزايد لا سيما اذا بقيت "اصول" المبعد في البلد الذي أُخرج منه.
- رغم تسليم بعض المصادر بالعامل الامني الكامن وراء الابعاد، الا ان ذلك لا يجب أن يمنع الدولة التي تتولى الابعاد من اعتماد الاصول الديبلوماسية في هذا الصدد. اصول تبدأ بضرورة توضيح الاسباب الامنية ومكوناتها وتمر بفتح تحقيق مناسب في الأسباب الامنية ولا سيما اذا كانت الاخيرة تمس بالامن القومي للبلد، وقد لا تنتهي بتزويد السلطات الاماراتية "نظيراتها" اللبنانية نتائج هذا التحقيق كي يبنى على الشيء مقتضاه، وكي لا تبقى خطوة الابعاد اجراء احادياً وتتحول خطوة تعسفية. وتذكّر المصادر المعنية في هذا الباب باهمية تبادل المعلومات ذات الطابع الامني ولا سيما بين الدول الشقيقة.
- تستعيد مصادر سياسية المعالجات التي حصلت في الاعوام السابقة ولا سيما في عهد الرئيس ميشال سليمان، اذ ابلغ المسؤولون مرة اخرى بأن العنصر الامني كان وراء عمليات الابعاد التي تحصل وخصوصا بين 2009 و2010 و2012. وبناء عليه، اوفدت بيروت مسؤولا رفيعا الى ابو ظبي لمتابعة القضية، الا ان الخطوة لم تؤتِ ثمارها. وبحسب المعنيين فان الموفد صال وجال في دوائر الخارجية قبل ان يبلَّغ ان العملية ذات طابع امني ومن الافضل متابعة المعالجات مع السلطات المعنية.
- من اللافت ان كرة المعالجات تبدو "ضائعة" بين السلطات الرسمية اللبنانية و"تناقضاتها". فقد اثار الرئيس تمّام سلام مسألة الابعاد مع حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في شرم الشيخ، وقت طلب السفير اللبناني في ابو ظبي حسن سعد في اتصال مع "النهار" مراجعة وزارة الخارجية اللبنانية في هذا الشأن. وعلّق رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم البر متى على خطوة الابعاد بالقول: "كل دولة لها سيادتها وقوانينها، وعلى الوافدين والسياسيين اللبنانيين ان يحترموها، ويجب ألا ننسى احترام الاماراتيين ومحبتهم للشعب اللبناني".
- ثمة اهتمام بالغ بالجالية اللبنانية في الامارات العربية المتحدة، ولا سيما ان عدد اللبنانيين هناك يتجاوز الـ130 الفاً، معظمهم يتمركز بين ابو ظبي ودبي، فيما تتوزع البقية على امارات اخرى ابرزها الشارقة. وقد حدا هذا الواقع بلبنان الى افتتاح قنصلية في دبي، وسفارة في ابو ظبي. وبحسب العارفين، فان اللبنانيين يتوزعون على القطاعات المالية والتجارية والخدماتية والاعلامية، وان معظم "المرحَّلين" اخيراً منخرطون في القطاع الخدماتي.
 
ماذا تعني جلسات "تشريع الضرورة" وكيف "يُخرجها" بري؟ جدول أعمال مقتضب باقتراحات مالية واجتماعية ملحّة
النهار..منال شعيا
اليوم، يبدأ في مجلس النواب العقد العادي للتشريع، بظروف استثنائية، بعدما مضى اكثر من 300 يوم على الفراغ الرئاسي. ودائما في لبنان، هناك مصطلحات جديدة وغريبة تتماشى مع الضرورات اللبنانية والاستثناءات.
في الفترة الاخيرة، دخل مصطلح جديد قاموس التشريع اللبناني، اذ بات النواب يتحدثون عن " تشريع الضرورة". وربما هي المرة الاولى، يكب مجلس النواب على التشريع في غياب رئيس الجمهورية، لانه كما بات مؤكداً، فان رئيس مجلس النواب نبيه بري سيتجه الى عقد جلسات اشتراعية عامة اواخر الشهر الحالي او بداية الشهر المقبل، بعد ان تكون اللجان قد انهت العديد من المشاريع واقتراحات القوانين، الى جانب سلّة من الاقتراحات التي لا تزال عالقة من فترات سابقة.
وكما في كل مرة، ينقسم المسؤولون في آرائهم، وهذه المرة ليس عبر اصطفاف 8 او 14 آذار، انما بين من يؤيد التشريع في غياب الرئيس ومن يرفضه. من هنا، "ابتدع" البعض عبارة" تشريع الضرورة"، فماذا تعني بالتحديد؟ وكيف يمكن ترجمتها في جدول اعمال الجلسات العامة؟
في الدستور لم تذكر هذه العبارة، ولم يتطرق النظام الداخلي لمجلس النواب ايضا الى هذه الناحية، وبالتالي ليس هناك ما يحدّدها دستوريا. ولكن يشرح عضو لجنة تحديث القوانين في المجلس المحامي هادي راشد ان "هذا التفسير يتعلق بتعريف المبادىء العامة، ويعني كل ما هو ضروري لتسيير اعمال الدولة، وبشكل لا يمكن من دونه الا الدخول في مشاكل مالية واجتماعية".
ضمن هذا السياق، يدخل قانون الموازنة وعدد من الاقتراحات التي تتعلق بقروض مالية، الا ان راشد لا يتوقع ان تدرج مشاريع قوانين الموازنة، لانها مجمدة منذ اكثر من عشرة اعوام، فكيف ستصبح فجأة ملحّة؟ علما انه وفق الدستور، فان العقد الثاني لمجلس النواب، والذي يبدأ من الثلثاء الذي يلي 15 تشرين الاول وينتهي آخر السنة، مخصص لدرس الموازنة واقرارها. اذاً، مشكلة الموازنة هي في مكان آخر.
امام هذا المأزق تتعدد الآراء وبالتالي يصعب اتفاق الجميع على مفهوم "تشريع الضرورة"، فكتلة نواب الكتائب ترى ان هذا المصطلح يعني كل ما يتصل بانبثاق السلطة المالية والسياسية، اي قوانين الموازنة والانتخاب. اما كتلة نواب "القوات اللبنانية" فتعتبر انه يمكن اضافة سلسلة الرتب والرواتب الى هذا المفهوم، لكونها تشكل شأنا اجتماعيا ملحا.
وبين المنزلتين، يقف بري مصرا على عقد جلسات التشريع، لانه يريد انهاء حالات التعطيل المستمرة في المجلس، ويلفت الى ان جدول الاعمال سيتفق عليه خلال اجتماع هيئة مكتب المجلس. فكيف "سيدوزنها" بري هذه المرة؟
يعلّق راشد: "اتوقع ان يدرج في جدول الاعمال كل الاقتراحات والمشاريع التي لها علاقة بالشأن المالي، اي بعلاقات الدولة المالية وبالجهات المانحة، وخصوصا ان هناك عددا من مشاريع الاتفاقات مع البنك الدولي والصندوق الكويتي، وقروضاً مالية لمشاريع حدّدت لها مهل زمنية قد يخسرها لبنان، مثل القرض لأوتوستراد الجنوب وآخر لسد بسري، وغيرها من الاتفاقات".
ووفق راشد فان "جدول الاعمال سيكون مقتضبا وقد يضم قانون الايجارات لانه يلامس شأنا اجتماعيا ملحا وقد يفجر قنبلة كبيرة"، مستبعدا "ادراج الموازنة لانها غير جاهزة، وكذلك قانون الانتخاب لان لا اتفاق حتى اللحظة على اي مسوّدة قانون او اقتراح". ويتدارك: "النواب، وفي حضور رئيس الجمهورية، لم ينجحوا في الاتفاق على قانون الانتخاب، فهل سينجحون اليوم؟".
والمعلوم ايضا ان بري، في آخر جلسات لجنة التواصل التي خصصت لدرس قانون الانتخاب، نقل عنه اكثر من مرة انه لن يقدم على انجاز قانون الانتخاب، ما دام لا رئيس للجمهورية، لان للاخير رأيا مهما.
وبالتالي، هل يمكن ان تدرج في الجدول قوانين اخرى، مثل قانون سلامة الغذاء وانصاف المتعاقدين في الادارات العامة، ولا سيما ان بري عبرّ اكثر من مرة، عن اصراره على السير بهذين القانونين، لان لهما حاجة ملحة، ام ان فتح المجال امام هذين القانونين، يمكن ان يترك الباب مفتوحا امام لائحة طويلة، يرى فيها كل نائب ما هو ضروري له ولكتلته، فيتوّسع مفهوم "تشريع الضرورة" ولا يعود سقفه الشأن المالي والاجتماعي، وتضيع البوصلة.
وعليه، فان نواب الكتائب سيتجهون الى مقاطعة الجلسات، ومعهم "القوات اللبنانية"، وستعقد الجلسات العامة، مع نصاب وفي حضور فئة من النواب المسيحيين، وسط غياب الفئة الاخرى، في بلد يتغنّى بأنه "شرّع" للضرورة، فيما كل البلدان الديموقراطية تشرّع او لا تشرّع. وحده لبنان يجيد استخدام مفاهيم جديدة ويتقن لعبة الاستثناءات.
 
جنبلاط: لم أراهن يوماً على أميركا لتغيير النظام في سوريا
النهار...
قال رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء": "يبدو أن البعض يتناسون وقائع أساسية تتصل مباشرة بالسادس عشر من آذار رغم أنهم افتراضاً من الذين عايشوا تلك الحقبة بكل تفاصيلها السياسية والأمنية ولم يخف عليهم من خطط ونفّذ اغتيال كمال جنبلاط سنة 1977".
وأضاف: "للتذكير كان كمال جنبلاط شهيد العروبة والقضية الفلسطينية التي دافع عنها حتى الرمق الأخير، وشرف لنا أن نكون في خانة فلسطين والدفاع عنها. وللتذكير أيضاً أن الدخول العسكري الى لبنان سنة 1976 حصل نتيجة غطاء أميركي واضح حدده هنري كيسينجر لضرب المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية واليسار اللبناني الذي كانت تعتبره الولايات المتحدة بمثابة الإرهاب".
وأشار الى أن "كمال جنبلاط رفض دخول السجن العربي الكبير الذي رفع جدرانه حافظ الأسد، وهو ذاته السجن الذي يدافع عنه اليوم جون كيري. لم أراهن يوماً على الأميركيين لتغيير النظام في سوريا، بل على العكس، نصحت كل الذين راهنوا على ذلك بالتوقف عن هذا الرهان. فأميركا لا تكترث لمصالح الشعوب بل لمصالحها".
وسأل: "هل أصبح معيباً استهجان كلام وزير الخارجية الأميركي الذي يمس بتضحيات الملايين من الشعب السوري الذين إما قتلوا أو هجّروا أو شرّدوا من بيوتهم وأملاكهم وأرزاقهم لمجرد أنه قال بضرورة معاودة التفاوض مع بشار الأسد؟ من هنري كيسينجر الى جون كيري ومن حافظ الأسد الى بشار الأسد، تغيّر اللاعبون ولكن السياسة واحدة".
وتلقى رئيس "اللقاء الديموقراطي" في ذكرى اغتيال كمال جنبلاط سلسلة اتصالات أبرزها من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام، والرئيس ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، والنائبة ستريدا جعجع وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" السفير عباس زكي.
واستقبل جنبلاط في كليمنصو السفير الأوسترالي غلين مايلز وعرض معه التطورات في لبنان والمنطقة.
 
جنبلاط:أميركا لا تهتم إلا بمصالحها جعجع: يجب عدم ضرب حصان ميت
بيروت - «الحياة»
أثار الموقف الذي اطلقه وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن توجه للتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد، سلسلة تعليقات لبنانية كان أبرزها لرئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط الذي سأل: «هل أصبح معيباً استهجان كلام وزير الخارجية الأميركي الذي يمس بتضحيات الملايين من الشعب السوري الذين إما قتلوا أو هجروا أو شردوا من بيوتهم وأملاكهم وأرزاقهم لمجرد أنه قال بضرورة معاودة التفاوض مع بشار الأسد؟ من هنري كيسنجر الى جون كيري ومن حافظ الأسد الى بشار الأسد، تغير اللاعبون ولكن السياسة واحدة». وقال خلال موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء»: «لقد رفض كمال جنبلاط دخول السجن العربي الكبير الذي رفع جدرانه حافظ الأسد، وهو ذاته السجن الذي يدافع عنه اليوم جون كيري. لم أراهن يوماً على الأميركيين لتغيير النظام في سورية، بل على العكس، نصحت كل الذين راهنوا على ذلك بالتوقف عن ذلك الرهان. فأميركا لا تكترث الى مصالح الشعوب بل الى مصالحها».
وكان جنبلاط كتب على «تويتر»: «لا أجدُ الكلمات المناسبة للتعبيرعن الغضب، إنْ لم أقل الإحتقار لموقف كيري الأخير».
وفي مجال آخر اعتبر جنبلاط انه «يبدو أن البعض يتناسون وقائع أساسية تتصل مباشرة بالسادس عشر من آذار على رغم أنهم افتراضاً من الذين عايشوا تلك الحقبة بكل تفاصيلها السياسية والأمنية ولم يخف عليهم من خطط ونفذ اغتيال كمال جنبلاط عام 1977».
وأضاف: «للتذكير، كان كمال جنبلاط شهيد العروبة والقضية الفلسطينية التي دافع عنها حتى الرمق الأخير، وشرف لنا أن نكون في خانة فلسطين والدفاع عنها. وللتذكير ايضاً أن الدخول العسكري الى لبنان عام 1976 حصل نتيجة غطاء أميركي واضح حدده هنري كيسنجر لضرب المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية واليسار اللبناني الذي كانت تعتبره الولايات المتحدة الأميركية بمثابة الإرهاب».
وغرد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على «تويتر» تعليقاً على موقف كيري بأن التفاوض مع رئيس النظام السوري بشار الأسد يبدو أمراً لا مفر منه لإنهاء الحرب الأهلية التي دخلت عامها الخامس، باللغة الانكليزية: «Mr. Kerry, don’t beat a dead horse»، وهو مثل يعني أنه لا يجب ضرب حصان ميت أو جلده لأن ذلك لن يؤدي الى أي نتيجة أو بالأحرى لن يوصل الى أي مكان».
اما عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد كبارة الذي حذر من أن «تكون أميركا في صدد بيع سورية لإيران»، فدعا العرب إلى «إعلان موقف صريح وواضح من هذه المؤامرة كي لا نشهد نكبة جديدة بعد نكبة ضياع فلسطين». وقال: «يبدو أن أميركا قررت أن تبيع سورية لإيران لقاء توقيع اتفاق معها ينقذ ماء وجه باراك أوباما ويخرجه من ورطته مع الكونغرس، لذلك أفلتت وزير خارجيتها ليعلن عما تعتبره واشنطن ضرورة التفاوض مع قاتل الشعب السوري بشار الأسد لإيجاد حل سياسي للثورة السورية التي تدخل عامها الخامس وقد قتل التحالف الإيراني-الأسدي 250 ألف شهيد من أهلها، وهجر أربعة ملايين إلى خارج أرضها ودمر اقتصادها».
وأضاف: «إنها لحظة حقيقة زل خلالها لسان كيري بالصدق وبوقاحة سمحت له أن يذل العرب من أرض العرب، من مصر، من دون أي اعتبار للاحراج الذي يتسبب به هذا الموقف للعرب الذين شاركوا في مؤتمر شرم الشيخ». ورأى أن «ما تقرره أميركا لا يعنينا. ما يعنينا تحديداً هو أن نطالب القادة العرب الذين تقاطروا إلى مؤتمر شرم الشيخ قبل أن يحوله كيري إلى منبر لإذلالهم، بأن يقولوا لشعوبهم بصراحة ما هو موقفهم من صفقة بيع سورية لإيران في سوق النخاسة الأميركية؟». وقال: «لم يفاجئنا ما قاله كيري وكنا نتوقعه ونحذر منه منذ إنطلاق ثورة الشعب السوري ضد الطاغية بشار الأسد. كما لم يفاجئنا رئيسه أوباما عندما رفض ضرب الأسد، وكما لم يفاجئنا المجتمع الدولي عندما تسلم الأسلحة الكيماوية من نظام الأسد من دون محاسبة الأسد، كما يتسلم شرطي مغمور سلاح جريمة من قاتل ولا يوقفه. لم يفاجئنا صدق كيري بعد طول كذب أميركا».
 
قصف في جرود رأس بعلبك وتوقيف ضابط سوري منشق
المصدر: بعلبك – "النهار"
تعرضت أمس مراكز الجيش في جرود رأس بعلبك لقصف من المجموعات المسلحة المتمركزة في شرق المخيرمة حيث سقطت قذيفتان من نوع «هاون» على مركزي تلة الحمرا والجرش، وتعامل معها الجيش بالمدفعية الثقيلة والراجمات الصاروخية والأسلحة المتوسطة.
كذلك تقدمت قوة من الجيش وعملت على تمشيط المنطقة بعدما رصدت تحركات ومحاولات تسلل للمسلحين.
على صعيد آخر، اوقفت مخابرات الجيش في بلدة الفاكهة – البقاع الشمالي ضابطاً سورياً منشقاً وأحد اللبنانيين واحالتهما على القضاء.
 
حل القيادة القطرية للبعث وتشكيل أخرى جديدة موقّتة
النهار...
أعلنت القيادة القومية في حزب البعث العربي الاشتراكي في بيان "حل القيادة القطرية اللبنانية واعتبار كل ما اتخذته من اجراءات تنظيمية، وما نتج منها من ممارسات تتناقض والنظام الداخلي للحزب لاغيا".
وقررت "تشكيل قيادة قطرية موقتة في لبنان لفترة انتقالية مدتها عام، والتواصل مع المنقطعين عن العمل الحزبي وانهاء حال التسيّب التنظيمي واعادة تشكيل القيادات الحزبية المتسلسلة وتفعيلها، وإبعاد الحزب عن الممارسات والسلوكيات التي لا تصب في مصلحته والتواصل مع القوى السياسية على الساحة اللبنانية".
وتشكلت القيادة القطرية الجديدة والموقتة من عبد المعين غازي امينا قطريا ورئيسا للمكتب المالي، اديب الحجيري رئيسا لمكتب التنظيم، واصف رحيل رئيسا لمكتب المنظمات الشعبية والنقابات، عبد الحميد سقر رئيسا لمكتب الشباب والطلاب، صبيح يونس رئيسا لمكتب الاعداد والثقافة والاعلام، احمد عثمان رئيسا لمكتب المهن الحرة، بولس بطرس رئيسا لمكتب العلاقات العامة، ونزيه عبد الخالق وقاسم هاشم وواصف شرارة وغسان صليبا أعضاء.
 
حوار «حزب الله» - «المستقبل» على محك «كباش» السقوف العالية
هل «الهبّة الساخنة» على صلة بالتحولات الوشيكة في المنطقة؟..
الرأي... بيروت - من ليندا عازار
من خلْف غبار الاستقطاب السياسي الذي استعاد حدّته بين «تيار المستقبل» (بقيادة الرئيس سعد الحريري) و«حزب الله» على خلفية المواقف التي أطلقها «تحالف 14 مارس» في الذكرى العاشرة لانتفاضة الاستقلال من الأزمة في سورية والمشروع الفارسي وإعلانها إنشاء المجلس الوطني لهذه القوى، برز اول توظيف مبكّر للحزب للمتغيرات في المنطقة في خطابه الداخلي منتقداً فريق «14 مارس» وواضعاً اياه خارج الزمن الذي سيحمل بعد اسبوعين أو 3 توقيع الاتفاق بين إيران ودول العالم، والذي جعل الأميركيين والأوروبيين يعلنون أنهم لا يستطيعون تحقيق تسوية وحل سياسي في سورية من دون الرئيس بشار الأسد.
وبمعزل عن الاهتزاز الجدي الذي أصاب الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» عشية جولته الثامنة المقررة غداً وانطلاق عملية شدّ حبال على خلفية مرتكزات استمراره، فإنّ إسقاط مسؤولين في «حزب الله» الواقع الاقليمي بمتغيراته على المشهد اللبناني عكس في نظر أوساط سياسية مخاوف فعلية من امكان ان تحمل هذه المتغيرات آثاراً سلبية على لبنان لجهة انتقال فريق «8 مارس» ولا سيما اذا تم إنجاز التفاهم حول الملف النووي الايراني، الى مرحلة من التشدّد الداخلي الذي يعكس دلالات هذا التحول على مستوى التوازنات في المنطقة.
على ان بعض الأوساط ترى ان ما تم إعلانه في الساعات الماضية رداً على خطابيْ الرئيس سعد الحريري عشية ذكرى 14 مارس وفي وثيقة هذه القوى التي تلاها الرئيس فؤاد السنيورة بعد مؤتمرها العام يوم السبت يأتي في سياق دعوة «تحالف 14 مارس» الى الواقعية والكف عن صراخ الخاسرين، وفي الوقت نفسه محاولة دفع تيار «المستقبل» الى تقديم تنازل من بوابة التهدئة السياسية الاعلامية التي تعني عملياً التطبيع مع الواقع الحالي ووقف المسار الاعتراضي المعلن على استمرار انخراط «حزب الله» في الأزمة السورية وسلاحه، وهو الأمر الذي من شأنه ان يضع الرئيس الحريري امام مشكلة داخل تياره اولاً كما مع حلفائه في «14 مارس»، ولا سيما في ظل تقارير تحدثت عن تحضير «حزب الله» لمطالبة «المستقبل» بان يوضح الرئيس فؤاد السنيورة موقفه من مجمل الأمور، وأخرى اشارت الى توجّه لدى «حزب الله» لعدم إمكان قبول الاستمرار في المعادلة الحالية وهي: حوار إيجابي في الغرف المغلقة، وحملات عنيفة خارجها.
ورغم اقتناع أوساط سياسية بان الهزة القوية التي أصابت حوار «المستقبل» - «حزب الله» لن تشكّل الضربة القاضية له، هو الذي يتكئ على قرار خارجي بإبقاء لبنان بمنأى عن الحرائق في المنطقة وإبقاء الأرضية جاهزة لتلقف اي تفاهمات اقليمية يمكن ان تشكل وحدها مفتاح الحلّ لأزمة الفراغ الرئاسي، فإن الكلام العالي النبرة لرئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد خصوصاً عكس ان هذا الحوار دخل مخاضاً على صعيد معاودة التوافق على قواعد فك الاشتباك وسط اعتبار«14 مارس» و«المستقبل» ان عناوين ربْط النزاع مع الحزب واضحة، وصولاً الى ما نُقل عن مصدر بارز في كتلة «المستقبل» سأل رعد «عن رأيه في الكلام الذي سمعناه في طهران عن الإمبراطورية وعاصمتها بغداد؟ وعن الكلام الذي سمعناه في بيروت وهو إما أن تنتخبوا (العماد ميشال) عون او بلّطوا البحر؟»، ليخلص الى ان «ما أطلق في (14آذار) عناوين مواقف ثابتة، وقد يكون بعضها ردا على ما قاله نائب الرئيس الإيراني حسن روحاني».
وكان رعد قال: «لا نفهم معنى أن ندخل في حوار وتبقى ألسنة السوء تتطاول على المقاومة ومشروعها، فإما أن نخوض حوارا وسط أجواء هادئة ومنضبطة، وإما أن نعرف مع مَن نتحاور وما هو حجمهم وتأثيرهم حتى في داخل تنظيمهم وكتلتهم النيابية والسياسية، وهذا الأمر لا يمكن أن يستمر. نحن دخلنا إلى الحوار لنتصارح ونتفاهم على النقاط التي يمكن التفاهم عليها، فلماذا تشتموننا في الخارج، هذا أمر غير مقبول، فإمّا أن تلتزموا بالحوار أو دعونا نذهب كل واحد منّا في سبيله».
على ان رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» إبراهيم أمين السيد، ذهب أبعد بإعلانه ان «بيان (14 مارس) انتهى في 15 مارس، هؤلاء الذين فرحوا حينما سيطرت (داعش) على الموصل وكركوك، يكذبون إذا قالوا أنهم ضد الإرهاب، إنهم يشعرون بالحزن والألم والفشل والسقوط كلما سقطت (داعش) في أي مكان، هؤلاء أسمّيهم الداعشيّة السياسية في لبنان. وهؤلاء يجب أن يشكروا (حزب الله) لأنه يبقيهم على قيد الحياة السياسية (...) هؤلاء أين هم وأين المنطقة، وفي أي زمن يعيشون؟»، مضيفا: «يتحدثون عن إيران، وبعد اسبوعين أو 3 أسابيع سيوقّع الاتفاق بين إيران ودول العالم (...) ألا يعرف الرئيس فؤاد السنيورة ان الأميركيين والأوروبيين يعلنون أنهم لا يستطيعون تحقيق تسوية وحل سياسي في سورية من دون الرئيس بشار الأسد، والذي تحت الطاولة أكثر بكثير مما هو فوق الطاولة بين دول العالم والرئيس بشار الأسد».
 
الجيش يقصف مراكز للمسلحين
بيروت - «الحياة»
رصد الجيش بعد ظهر أمس، تحركات للمجموعات المسلحة ومحاولات تسلل في جرود رأس بعلبك، وقام باستهدافها بالأسلحة المدفعية المناسبة، وفق «الوكالة الوطنية للاعلام» التي تحدثت عن تردد أصوات قذائف المدفعية والراجمات من الداخل السوري، في قرى البقاع.
الى ذلك، قصف الطيران الحربي السوري مواقع المسلحين في الداخل السوري عند الحدود المحاذية لجرود رأس بعلبك.
في السياق سقط صاروخ بين بلدتي حورتعلا وبريتال بعد ظهر أمس، مصدره منطقة الزبداني السورية من دون تسجيل أضرار بشرية أو مادية. من جهة ثانية، ذكرت الوكالة «المركزية» ان الاجهزة الامنية اللبنانية أوقفت ضابطاً سورياً منشقاً برتبة رائد، يدعى (م ك)، لادارته شبكة لتهريب السلاح في بلدة الفاكهة في البقاع تضم لبنانيين وسوريين.
 
الادّعاء العام يسأل عن علي عمار ويغوص في تفاصيل «الإذلال» الأسدي والسبع: الحريري اكتشف فوراً «ولدنة» بشار
المستقبل...لايسندام ـ فارس خشان
لوّن الادّعاء العام في المحاكمة التي تجريها غرفة الدرجة الاولى في المحكمة الخاصة بلبنان، فهمه لأسباب اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ببلاغة ودقة النائب السابق باسم السبع، الذي وبعد طول غياب عن المنابر، أطل، أمس عن منصة شهود مرحلة الدافع السياسي.

ومن دون تقديم أي إيضاحات، ترك الادّعاء العام انطباعا بأنه يهتم لحالة اسمها النائب علي عمار، عندما وجّه غرايم كاميرون سؤالا الى الشاهد عن انتماء عمّار السياسي وعن الدائرة الانتخابية التي يمثلها في المجلس النيابي وعن قوة «حزب الله» الشعبية في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وكانت سرت شائعات في وقت سابق عن ان الادّعاء العام يحقق في مسائل منسوبة إلى علي عمار، لكن أي إشارات في هذا الاتجاه او عكسه، لم تصدر عن مكتب المدعي العام في المحكمة، وإن لفت البعض الى تحاليل هاتفية حول مجموعة شخصيات تنتمي الى «حزب الله» كانت على تواصل عبر هواتف الشبكة الخضراء مع بعض المتهمين بتنفيذ الجريمة ممن تجري محاكمتهم.

وفي انتظار المستور، فإنه إذا كانت الشهادات التي توالت في قاعة أنطونيو كاسيزي، هنا في لايسندام، قد تقاطعت عند رسم مشاهد العداء وسبق التهديد التي قادها رئيس النظام السوري بشار الأسد، فإن السبع في الجزء الاول من إفادته قد نجح في ترسيخها، من خلال تقديم وقائع تفصيلية كان حاضرا فيها ومتفاعلا معها.

وبالاستناد إلى أسئلة ووثائق كاميرون من على مقعد الادّعاء العام، شهد باسم السبع لمصلحة الخلفية الآتية:

رفيق الحريري، ومنذ اليوم الاول، اكتشف صعوبة التعاطي مع بشار الأسد، وهو تعرض لإذلال ولتهديدات، وفرضت عليه شروط، سرعان ما تحرر منها، وقرر أن يخوض معركة سياسية كبيرة الى جانب خصوم النظام السوري، في حينه أي البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير ولقاء قرنة شهوان ووليد جنبلاط، وأن يتحدى كل وسائل مواجهته وأن ينتصر، وكان يهتم بلقاء البريستول الذي بدا أنه لقاء مصالحة وطنية مصغر وقرر ان يضم نواب كتلته اليه تباعا.

ويمكن تقديم نقاط تفصيلية لهذه الخلاصة مما ورد في شهادة السبع، ولعل أبرزها الآتي:

-اكتشف رفيق الحريري، منذ اجتماعه الاول ببشار الأسد في العام ، ولم يكن قد ورث والده بعد، ان سوريا «الله يعينها» ستصبح بعهدة «ولد»، وهي سوف تدفع ثمناً غالياً لذلك، «في حين نستطيع نحن في لبنان أن نقلّع شوكنا بأيدينا».

وكان رفيق الحريري يتفاعل مع مركز نفوذ يضم عبد الحليم خدام وحكمت الشهابي، في حين أن بشار الأسد كان يقود مركز نفوذ آخر يضم المخابرات السورية ويتبنى الرئيس اميل لحود في لبنان، وأراد الحريري ان يتواصل مع هذا المركز، ولكنه استشرف، باكرا، ان «العلاقة لن تكون مريحة».

-على الرغم من ان العلاقة كانت سيئة بين لحود والحريري، وتنعكس سلبا على لبنان ووضعيته، إلا أن الأسد صمم على التمديد للحود، ومن دون ان يفسح المجال أمام الحريري، حين اجتمع به في ايلول ، من إبداء وجهة نظره المعارضة لذلك، قائلاً له: «أنت هنا لتنفذ قراراً وليس لتعرب عن رأيك«.

- في الاجتماع الشهير الذي حصل في كانون الاول في مكتب الأسد بحضور كل من غازي كنعان ورستم غزالي ومحمد خلوف، صمت الأسد وترك لضباطه أن يهينوا ضيفه، وقد كان رستم غزالي الأقذر بينهم يليه محمد خلوف فيما تميز كنعان بحدة أقل، وقد أسرّ الحريري للسبع: «تناوب الثلاثة عليّ، الواحد تلو الآخر، وشعرت للحظات أن العرق يتصبب من قدمي وفكرت أن أقف وأغادر لشدة الكلام الذي سمعته، وهو كلام ضابط لحاجب. شعرت بالإهانة لي ولبلدي«. وشهد السبع انه للمرة الاولى سمع الحريري ينطق بشتائم، وقد وجهها الى هؤلاء الذين كانوا في الاجتماع.

- في هذا الاجتماع قال رستم غزالي للرئيس رفيق الحريري:» مين إنت؟ إنت شو بتسوى بلا سوريا؟ إنت ولا شي، من دون سيادة الرئيس بشار الأسد. نحن عملناك رئيس حكومة ونحن منعملك رئيس حكومة». في هذا الاجتماع اتهم رفيق الحريري بالتآمر على سوريا مع الأميركيين والغرب وقيل له: «لا أنت ولا شيراك ولا الاميركيين بتجيبوا رئيس للبنان«.

- في هذا الاجتماع جرى فرض شروط على رفيق الحريري، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، ودائما وفق ما شهد به السبع نقلا عن لسان الحريري:

أ-يجب ان «يسد بوزو» كل من تلفزيون وصحيفة «المستقبل» واذاعة الشرق وعدم مهاجمة التمديد للحود.

ب - التصرف مع صحيفة «النهار« التي يملك الحريري فيها أسهما.

ج- يجب ان يوقف عمل الدكتور داوود الصايغ مع البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير ومع لقاء «قرن شهوان«.

د - يجب مراقبة خطباء الجمعة.

وبناء على استشارة المقربين منه، تقرر ان ينفذ الحريري هذه الشروط، ولكن ذلك الرضوخ لم يدم إلا لبضعة أشهر فقط، ومن بعدها عادت الامور كما كانت عليه سابقا.

- في غداء تكريمي أقامه نائب الرئيس السوري في حينه عبد الحليم خدام، لترطيب الأجواء التي أحدثها الاجتماع مع الأسد وضباطه، فهم الحريري من كلام وجهه غازي كنعان الى رئيس مجلس الشعب السوري عبد القادر قدورة، بأنه حان الوقت لتغييره بعدما كبر في السن وبعدما «عملنا لك الكثير»، بأنه رسالة له (أي للحريري) بوجوب أن يوافق على الأسلوب الذي يتكلم فيه المسؤولون الامنيون معه، لأنهم هكذا يتكلمون مع المسؤولين السياسيين في سوريا أيضا.

- ان رفيق الحريري وبعد اجتماع «الأمر بالتمديد» مع بشار الأسد، اتخذ قرارين متزامنين، وهما: السير بالتمديد للحود، والذهاب الى المعارضة السياسية.

وقد طلب من باسم السبع، في منزل وليد جنبلاط، بعد هذا الاجتماع ان يبقى الى جانب جنبلاط سياسيا، في إشارة إلى قراره بانتهاج المعارضة السياسية.

- رفيق الحريري كان يعرف تفاصيل لقاءات البريستول قبل انعقادها، وهو منذ قرار ايفاد باسل فليحان الى اللقاء كان يريد افهام الجميع ان نواب تكتله النيابي سينضمون، واحدا تلو الآخر، الى هذا اللقاء الذي أعلن الحريري ببيان، على طريقته وبأسلوبه، تأييده له ولتوجهاته.

- ان الحريري أراد من خلال اعلان نيته خوض الانتخابات في الدائرة الاصعب في بيروت أي حيث تتمركز قوة انتخابية شيعية اعتبروها معادية للحريري - ولم يكن ذلك صحيحا في حينه- بأنهم مهما فعلوا، لن يثنوه عن قرار المواجهة الذي اتخذه، ولن يمنعوه من الانتصار.

باسم السبع يعود اليوم الى منصة الشهود لتقديم المزيد مما عاشه بالقرب من الحريري ومما عاينه في مركز صناعة الحدث اللبناني.
 

المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,300,956

عدد الزوار: 7,627,234

المتواجدون الآن: 0