موقف صادم لمسؤول أمني روسي في اجتماع أوروبي: همنا مصالحنا والأقليات ومحاربة الإرهاب...تغييرات في الموقف الميداني ـ السياسي لموسكو تمهد لـ«سوريا من دون الأسد»

طيران الأسد يرتكب 3 مجازر مروّعة ...تشكيل «درع الساحل» لحماية العلويين ...الموالون للأسد في الساحل السوري.. تذمّر وخوف

تاريخ الإضافة الإثنين 1 حزيران 2015 - 6:47 ص    عدد الزيارات 2346    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

طيران الأسد يرتكب 3 مجازر مروّعة
المستقبل.. (الهيئة العامة للثورة السورية، كلنا شركاء)
ارتكب نظام بشار الأسد أمس مجازر بالجملة مودياً بأكثر من 150 شهيداً، منها مجزرة شرق مدينة حلب من خلال إلقائه البراميل المتفجرة على سوق مزدحم بالمواطنين السوريين في مدينة الباب، ومجزرة أخرى في حي الشعار داخل مدينة حلب ببرميلي متفجرات ألقاهما على المباني السكنية، وثالثة راح ضحيتها عشرات المدنيين في مدينة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي من خلال إلقاء الطيران الأسدي 4 صواريخ فراغية.

فقد أكد مراسل المكتب الإعلامي للهيئة العامة للثورة السورية في حلب استشهاد 72 مدنياً وفق حصيلة أولية، وأصيب أكثر من 90 آخرين بعضهم في حال الخطر ما قد يرفع حصيلة الشهداء، من جراء إلقاء مروحية النظام برميلي متفجرات على سوق الهال المزدحم وسط مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، وأحدث القصف دماراً كبيراً في السوق الشعبي والممتلكات الخاصة والعامة المحيطة به، وأكد مراسلنا أن عشرات المحال التجارية دمرت واحترقت سيارات لنقل المحاصيل الزراعية من جراء سقوط برميلي متفجرات متلاحقين على السوق صباحاً، ويوجد في المشفى الميداني 15 جثة مجهولة الهوية أشلاء لم يعرف بعد لمن تعود، وهناك أيضاً 6 شهداء تم استلامهم مباشرة من قبل ذويهم لم يتم توثيق أسماؤهم.

كذلك استشهد 12 مدنياً بينهم أطفال ونساء، وأصيب العشرات من جراء إلقاء مروحية النظام برميلي متفجرات على المباني السكنية في حي الشعار في مدينة حلب، وأحدث القصف انهيارا في عدة مبان سكنية، واحراق عدة سيارات مدنية كانت في الحي أثناء سقوط البراميل، وما زالت فرق الدفاع المدني تعمل على انتشال الشهداء.

كما ارتكب طيران الأسد بعد الظهر مجزرة مروعة بحق المدنيين في بلدة الشدادي جنوب مدينة الحسكة، حيث استشهد أكثر من 50 مدنياً، بعد استهدافه شارع السوق في البلدة وبعض الأحياء السكنية بـ4 صواريخ فراغية.

وشنت مروحيات قوات النظام حملة واسعة بالبراميل المتفجرة على المدن والبلدات المحررة في محافظة درعا، حيث استهدفت ببراميل المتفجرة مدن وبلدات صيدا، النعيمة، درعا البلد، الحراك، الغارية الشرقية، الكرك الشرقي، المسيفرة، بصر الحرير، اللجاة، كفر شمس، المسيكة، والشيخ مسكين، مما أدى لسقوط ضحايا في صفوف المدنيين ودمار كبير في المنازل.

وعقب أيام من الهدوء النسبي الذي عاشته مدن وبلدات حوران، عاد النظام السوري بسلاح الجو بعشرات الغارات العنيفة والبراميل المتفجرة، حيث وثق الناشطون أكثر من مئة غارة وبرميل في أقل من 24 ساعة.

وفي سياق آخر، أمطر جيش الفتح مواقع قوات النظام في حاجز القياسات الواقع على طريق إدلب - اللاذقية بعشرات القذائف من المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، ومدفع جهنم، وحققوا إصابات مباشرة.

وقصفت مدفعية وراجمات الصواريخ المتمركزة في بلدة جورين معظم القرى الشمالية المحررة في سهل الغاب في ريف حماة الغربي، ما تسبب بوقوع جرحى من المدنيين، وأضرار مادية كبيرة وحرائق في حقول القمح والشعير في سهل الغاب، وردّ الثوار بقصف معسكر جورين الموالية بعدة صواريخ غراد محققين إصابات مباشرة، تزامنت مع اشتباكات متقطعة وعمليات قنص متبادلة على جبهات زيزون، والمشيك، وخربة الناقوس، وفورو، كما ألقى الطيران المروحي براميله المتفجرة على قرية عطشان في الريف الشمالي، ما تسبب بتهدم عدة منازل، وفي الريف الشرقي نفذ الطيران الحربي فجرا عدة غارات على ناحية العقيربات، والقرى المحيطة بها موقعاً عدد من المدنيين جرحى.

واندلعت اشتباكات متقطعة بين الثوار وقوات النظام في بلدة زبدين بريف دمشق, في حين استهدفت قوات النظام البلدة بصواريخ من نوع أرض - أرض، وفي الريف الغربي قصفت قوات النظام المتمركزة في الفوج 137 الطريق الواصل بين مدينة زاكية وخان الشيح بالرشاشات الثقيلة والمدفعية, في وقت ألقى فيه الطيران المروحي أربعة براميل متفجرة على مدينة داريا ترافق ذلك قصف مدفعي استهدف جبهة الجمعيات في المدينة, وقصفت قوات النظام بقذائف الهاون وعربات الشيلكا الجبهة الشرقية للمدينة معضمية الشام «جبهة الأثرية«، وفي العاصمة دمشق اندلعت اشتباكات متقطعة بين الثوار وقوات النظام في حي جوبر, ترافق ذلك مع قصف مدفعي وصاروخي استهدف الحي.
 
«داعش» يدمر سجن تدمر
 (اف ب، سراج برس)
دمر تنظيم «داعش» المتطرف أمس، سجن تدمر الذي كان أحد أبشع المعتقلات في العالم، مزيلاً بذلك أحد رموز قمع النظام السوري منذ ثمانينات القرن الماضي.

وذكرت «تنسيقية تدمر« على صفحتها على «فايسبوك« أن تنظيم «داعش» دمر سجن تدمر العسكري وهدمه بالكامل، بعد أن أبلغ عناصر التنظيم الأهالي حوله بالابتعاد عن المنطقة أثناء عملية التفجير.

كذلك افاد المرصد السوري ان «داعش» فجر سجن تدمر، وقال ان التنظيم المتطرف «فجر سجن تدمر بريف حمص الشرقي عقب قيامه بزرع عبوات ناسفة داخل السجن وفي محيطه، ما أدى الى دمار في أجزاء واسعة من السجن».

وكتب المعارض محمد سرميني ان «داعش« «يزيل دليل الاجرام التاريخي لعصابة الاسد من خلال تفجير سجن تدمر الشهير».

وعلق ناشط آخر عبر «تويتر« ان «سجن تدمر يشهد على جرائم القرن»، واعتبر آخرون انه كان ينبغي الحفاظ على السجن لأنه «رمز للرعب الذي مارسته عائلة الاسد». ونشر ناشطون سوريون معارضون صورا على موقع تويتر تظهر تفجير السجن ومباني مدمرة.
 
الموالون للأسد في الساحل السوري.. تذمّر وخوف
المستقبل.... (سراج برس)
تؤكد الأنباء الواردة من مناطق الساحل وريف حماة الموالي للنظام، ارتفاع حالة التذمر والخوف في صفوف مؤيدي الأسد، خصوصاً بعد ضربات وانتصارات الثوار المتتالية، وسلسلة الانهيارات في صفوف جيش الأسد وشبيحته ومرتزقته في محافظة ادلب.

ويؤكد ناشطون من الساحل أن «موجة غير مسبوقة من التذمر والتململ والخوف والترقب، وسط حالة من عدم الثقة بجيش الأسد وشبيحته، والتساؤل إذا لم يكن لدى هذا الجيش القدرة على حماية نفسه، فكيف به أن يحمي قرى وبلدات الساحل وريف حماة، في حال اتجه الثوار إليها؟».

جيش الأسد ينهار أمام أعين مؤيدي النظام، وإعلام كان يروج للنصر في كل نشرة إخبارية، وبات النصر بحسب مفهومه بعد الهزائم الأخيرة هو «الانسحاب التكتيكي وإعادة التجميع الناجح«.

قناة «حلب اليوم» نقلت عن مصدر مطلع، قوله إنه وبعد تقدم «جيش الفتح« واقترابه من مناطق العلويين في الساحل، لوحظ في الفترة الماضية القريبة إقبال عدد كبير من أفراد الطائفة العلوية على استصدار جوازات سفر في المناطق الساحلية، مشيراً إلى اجتياح تلك المناطق ذات الغالبية العلوية حالة من التذمر والتململ بعد انتصارات «جيش الفتح« في ادلب.

وبمتابعة بسيطة لصفحات المؤيدين عامة، وصفحات الساحل على مواقع التواصل الاجتماعي، يدرك المتابع مدى انهيار معنوياتهم من خلال منشوراتهم وتعليقاتهم، فبعدما كانوا يمجدون انتصارات جيش الأسد، ويدعون لإبادة المدن السورية، باتوا اليوم في حيرة من أمرهم، فتارة يتساءلون عن أسباب تساقط المدن والمعسكرات كأحجار الدومينو، وتارة يتحدثون عن الخيانات، وأخرى يتحدثون فيها علانية عن الانتقام من أبناء الساحل من غير طائفتهم، وضرورة اجتثاثهم وطردهم «لأنهم بيئة حاضنة للمسلحين»، وأكثر المتفائلين بينهم يتحدث عن الانسحاب الناجح، ويتباهى بهذا الإنجاز العظيم للجيش الأسدي.

وبعدما فقد العلويون الثقة بقوات الاسد، نشر نشطاء أن الحرس الجمهوري بدأ بتشكيل «لواء درع الساحل» بعقود سنوية أو دائمة، ووفقاً للإعلان، فإن الرواتب تصل حتى 40 ألف ليرة سورية للعنصر الملتحق في صفوف اللواء.

وبهذا الإعلان بات واضحاً أن النظام يفتقد للعنصر البشري سواء في صفوف جيشه، أو شبيحته، الذين يتساقطون بالعشرات يومياً خلال المواجهات مع الثوار.

ويدرك أهالي الساحل من العلويين (البسطاء) أن عائلة الأسد، وكبار الضباط الذين أيدوهم خلال الحرب على أشقائهم السوريين، وبمجرد إطلاق الثوار لمعركة الساحل، سيتركونهم لمصيرهم، وسيفرون كما فروا من محافظة ادلب.

وضرب بعض مؤيدي الأسد في تعليقاتهم مثالاً عما حدث في قرية اشتبرق، في سهل الغاب، وكيف ترك كبار ضباط الأسد القرية وتركوا الشبيحة في مواجهة مصيرهم بعد تحريرها من قبل الثوار.

وسادت حملة تهكمات على صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» تدعو عشاق البوط العسكري إلى استبداله بالحذاء الرياضي بعدما ساعد الأخير جيش الأسد في عمليات الهرولة والجري خلال عمليات «إعادة التجميع الناجحة».
 
تشكيل «درع الساحل» لحماية العلويين ... ومجزرة في حلب
بيروت، لندن - «الحياة»، أ ف ب 
ظهرت أمس دعوات في معقل النظام السوري لتشكيل «درع الساحل»، بهدف حماية مناطق العلويين من هجمات محتملة لمقاتلي المعارضة، بعد تعزيز تقدُّمهم في ريف إدلب المتاخم للاذقية في الأيام الأخيرة، في حين ارتكبت قوات النظام مجزرة في حلب شمالاً قُتِل فيها أكثر من سبعين مدنياً، وسط أنباء عن دعوات إلى حماية ثانية كبريات مدن سورية من هجوم تنظيم «داعش»، الذي شن أمس هجوماً على مدينة الحسكة شرق البلاد.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن «داعش» فجّر سجن تدمر، وبأن النظام «يعمل لتعويض الخسائر البشرية الفادحة منذ مطلع السنة، إذ وزّع (أمس) في الساحل السوري منشوراً في المدن والبلدات والقرى يدعو أهالي المنطقة الى الالتحاق بلواء درع الساحل لحماية مناطقهم». ولفت إلى أن هذه الحملة جاءت في ظل «وجود حالات كثيرة للتخلف عن الخدمة العسكرية الإلزامية وصلت إلى 70 ألف حالة». وركّز المنشور الذي وزّعته قوات النظام على «تسوية أوضاع المتخلفين عن الخدمة الإلزامية أو المطلوبين إلى صفوف الاحتياط»، إضافة الى تقديم رواتب مغرية.
وقتل 71 مدنياً في قصف جوّي بـ «البراميل المتفجرة» على حي الشّعار في مدينة حلب ومدينة الباب في ريفها، في أضخم حصيلة خلال الأشهر الماضية في المنطقة، وفق «المرصد»، فيما اعتبرت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن استهداف المنطقتين يعدّ «من أكبر المجازر التي ارتكبها طيران النظام منذ بداية العام 2015». وجدّد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض تأكيده أن «كل جريمة تنفّذها طائرات النظام هي نتيجة مباشرة لفشل المجتمع الدولي في فرض منطقة آمنة تلجم نظام (الرئيس بشار) الأسد».
مصادر ديبلوماسية غربية قالت لـ «الحياة» أمس، إن دولاً غربية ستضغط في مؤتمر التحالف الدولي- العربي في باريس الثلثاء، لتوسيع مقاتلات التحالف غاراتها من أجل منع تنظيم «داعش» من السيطرة على حلب، وإقناع إدارة الرئيس باراك أوباما بأن تكون خطوط المواجهة بين «داعش» وفصائل «الجيش الحر» في ريف حلب، الجبهة الأولى التي ستنتشر فيها مجموعات المعارضة بعد تخرجها في معسكر التدريب في جنوب تركيا، بموجب برنامج التدريب والتسليح الأميركي.
في شمال شرقي سورية، أفاد «المرصد» بأن مقاتلات التحالف «نفّذت ضربة استهدفت حافلة تقل عناصر من داعش قرب حقل نفطي في بادية الدوير الواقعة جنوب شرقي الميادين وغرب البوكمال في الريف الشرقي لدير الزور، ما أسفر عن مقتل 24 عنصراً من التنظيم، غالبيتهم من جنسيات شرق آسيوية». وأشار إلى أن التنظيم شن هجوماً جديداً على مدينة الحسكة «ترافق مع تفجيره عربتين مفخّختين، ما أسفر عن مقتل وجرح «ما لا يقل عن 50 عنصراً من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث والمسلحين الموالين».
 
«البراميل» تقتل عشرات في حلب... والمعارضة تواصل معارك إدلب
لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب
قتل 71 مدنيا في قصف جوي بـ «البراميل المتفجرة» على مدينة حلب وريفها في شمال سورية، وهي حصيلة بين الأضخم خلال الأشهر الماضية في المنطقة التي تشهد معارك متواصلة على جبهات عدة، في وقت استمر مقاتلو المعارضة بهجومهم للسيطرة على ما تبقى من النقاط العسكرية للنظام في ريف إدلب في شمال غربي البلاد.
وسقط العدد الأكبر من الضحايا في مدينة الباب في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة حلب الواقعة تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، إذ بلغ عدد القتلى 59، وهو مرشح للارتفاع، بينما قتل 12 شخصاً في حي الشعار في شرق حلب الواقع تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن «ارتفاع حصيلة الضحايا الذين سقطوا في قصف جوي بالبراميل المتفجرة من طيران مروحي تابع للنظام على مناطق في مدينة حلب وريفها إلى 71»، بعد أن كانت حصيلة أولية أشارت إلى مقتل 45 شخصاً.
وقتل 12 شخصاً في حي الشعار في شرق مدينة حلب الواقع تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. وبين القتلى ثلاثة أطفال وأربع نساء، ثمانية قتلى من عائلة واحدة، بحسب «المرصد» الذي أشار إلى إصابة العشرات بجروح.
وبدت في شريط فيديو التقطه مصور لوكالة «فرانس برس» في حي الشعار، جثث ملقاة على رصيف ومغطاة بأغطية سوداء وملونة ظهرت من تحتها أطراف مدماة. بينما عملت جرافة صغيرة على إزاحة سيارة مدمرة بسبب القصف من الشارع لتتمكن من جرف كوم من الأتربة والركام تقفل الطريق.
وقال شحود حسين من الدفاع المدني لـ «فرانس برس»، إن الطائرات ألقت برميلين متفجرين «تسببا بدمار كبير في المباني واحتراق سيارات بينها سيارة أجرة». وأشار إلى أن المباني في المنطقة التي تعرضت مراراً لقصف جوي «باتت مهددة بالانهيار».
وبلغ عدد القتلى في مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة «داعش» 59 رجلاً. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، إن القصف في مدينة الباب «استهدف سوق الهال الشعبي في ساعة يتجمع فيها الناس لشراء حاجياتهم».
وتندر تنقلات النساء في الأماكن العامة في المناطق الخاضعة لتنظيم «الدولة الإسلامية».
ووصفت «الهيئة العامة للثورة السورية» الناشطة على الأرض استهداف المنطقتين بأنه «من أكبر المجازر التي ارتكبها طيران النظام منذ بداية العام 2015». وأشارت إلى أن عدداً من الجثث التي لم يتم التعرف على أصحابها في مدينة الباب نقلت «أشلاء» إلى أحد المستشفيات الميدانية.
وغالباً ما تتعرض المناطق الخارجية عن سيطرة النظام في حلب لقصف بـ «البراميل المتفجرة» ندد به العديد من المنظمات الدولية وغير الحكومية. و «البراميل المتفجرة» عبارة عن براميل بلاستيكية محشوة بالمتفجرات والمواد المعدنية ولا يمكن التحكم بدقة بأهدافها كونها غير مزودة بصواعق تفجير، وبالتالي تصيب العديد من المدنيين.
وأحصت «منظمة العفو الدولية» في العام 2014 مقتل ثلاثة آلاف مدني نتيجة القصف الجوي من طائرات النظام. وقتل المئات غيرهم منذ مطلع العام الجاري.
ويتقاسم مقاتلو المعارضة وقوات النظام السيطرة على أحياء مدينة حلب.
في المحافظة، تقتصر سيطرة النظام على بعض المناطق الواقعة جنوب وجنوب شرقي المدينة وقرب المدخل الشمالي لحلب، مع تواجد في بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في الريف الشمالي ويسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» في شكل شبه كامل على الريف الشرقي والشمالي الشرقي وصولاً الى الحدود التركية، باستثناء مدينة عين العرب الكردية ومحيطها، بينما تسيطر فصائل المعارضة على المناطق الممتدة شمال المدينة وغربها وجنوبها.
من جهة أخرى، قال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، إن «هذه الهجمات الإجرامية في ظل الانهيارات المستمرة والمتلاحقة لجبهات النظام تأتي إيذاناً بسقوطه القريب بإذن الله، وفي محاولة انتقامية يائسة رغم فشل كل وسائل القتل والتدمير الوحشي التي استخدمها النظام بحق السوريين مستخدماً الصواريخ والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية ومؤخراً لجأ لاستخدام الألغام البحرية واعتماد سياسة الأرض المحروقة».
وأشار إلى حديث مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لتنسيق المساعدة الإنسانية فاليري آموس في تقريرها أول أمس، عن «جانب من الكارثة التي جرها نظام الأسد على سورية خلال السنوات الماضية» منتقدة مجلس الأمن الدولي «بسبب فشله في وضع حد للنزاع في سورية»، ومطالبتها بالعمل على «إصدار قرار أممي يهدد بمعاقبة المسؤولين عن الانتهاكات وتقديمهم للمحكمة الجنائية الدولية»، الأمر الذي طالما نبهنا إلى المخاطر المترتبة على التأخير فيه.
وجدد «الائتلاف» تأكيد أن «كل جريمة تنفذها طائرات النظام هي نتيجة مباشرة لفشل المجتمع الدولي في فرض منطقة آمنة تلجم نظام الأسد»، مذكراً بـ «الضرورة القصوى لإعادة النظر في استراتيجية التحالف الدولي، وإصلاح الخلل الجوهري فيها بإدراج نظام الأسد على رأس أولوياتها باعتباره الراعي والمدير والمَصدر الرئيسي للإرهاب».
ويأتي هذا التصعيد الجوي من جانب النظام بعد يومين على خسارته مدينة أريحا في محافظة إدلب (شمال غرب)، ما يجعل كامل محافظة إدلب تقريبا خارج سيطرته. وهي المحافظة الثانية بعد الرقة (شمال).
وقال «المرصد السوري» أمس، إن الطيران المروحي قصف بـ «البراميل المتفجرة مناطق في جبل الأربعين بريف إدلب، كما دارت اشتباكات بين الفصائل الإسلامية من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر في محيط حاجز القياسات، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».
في دمشق، قتل ستة عناصر من «قوات الدفاع الشعبي» الموالية للنظام مساء الجمعة وأصيب عشرة آخرون بجروح في انفجار استهدف أحد تجمعاتهم في حي التضامن (في جنوب دمشق) القريب من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
وقال «المرصد»: «استشهد رجلان اثنان من عائلة واحدة، جراء إصابتهما برصاص مجهولين في منطقة الضمير صباح اليوم، بينما قصفت قوات النظام بقذائف الهاون أماكن في مدينة معضمية الشام، بالتزامن مع فتحها نيران رشاشاتها الثقيلة على أماكن في شرق المدينة، كذلك سقط صاروخان اثنان يُعتقد أنهما من نوع أرض- أرض أطلقتهما قوات النظام على مناطق في بلدة زبدين بالغوطة الشرقية، أعقبه اشتباكات في المنطقة بين مقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جهة أخرى».
 
إتهامات للأكراد بـ «تطهير عرقي» شرق سورية
لندن - «الحياة» 
اتهم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ومرصد حقوقي ونشطاء معارضون أمس المقاتلين الاكراد باتباع منهج تهجير العرب من المناطق التي يسيطرون عليها بعد معارك ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في شمال شرقي سورية.
وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» امس ان « 20 مواطناً على الأقل بينهم طفلان اثنان و5 مواطنات وصيدلي استشهدوا في الريف الجنوبي الغربي لمدينة رأس العين (سري كانيه)، واتهم الأهالي وحدات حماية الشعب الكردي بإعدام المواطنين رمياً بالرصاص في قرية أبوشاخات التي سيطرت عليها الوحدات الكردية خلال هجومها الأخير على القرية». ونقل عن «مصادر أهلية» تأكيدها «قيام الوحدات الكردية بهدم منازل وإحراقها في عدة قرى بريفي تل تمر ورأس العين بحجة موالاة أصحاب المنازل لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي هاجم المنطقة في الـ 23 من شهر شباط (فبراير) الماضي من العام الحالي وسيطر خلالها على عشرات القرى قبل طرده من قبل الوحدات الكردية مدعمة بجيش الصناديد التابع لحاكم مقاطعة الجزيرة حميدي دهام الهادي وقوات حرس الخابور والمجلس العسكري السرياني».
وكان موقع «كلنا شركاء» المعارض افاد إن أهالي القرى العربية في ريف الحسكة الغربي «يواجهون حملات تهجير جماعي من قراهم التي سيطرت عليها القوات الكردية بعد طرد تنظيم “داعش” من المنطقة، منذ بداية شهر أيار (مايو) الجاري، وازدادت وتيرتها بشكلٍ كبير خلال الأيام الماضية». وقال «اتحاد شباب الحسكة» إن القوات الكردية «تمكنت بمساندةٍ جوية من طيران التحالف الدولي من فرض سيطرتها على عشرات القرى في ناحيتي رأس العين وتل تمر في ريف الحسكة، فسيطرت على معظم مساحة جبل عبدالعزيز ومساحاتٍ واسعة من ريفي رأس العين الجنوبي والغربي، كما تم طرد التنظيم من بلدة الأغبيش المحاذية لبلدة تل تمر، أهم معاقل التنظيم في المنطقة». إلا أن سيطرة القوات الكردية، وفق الصفحة، أتبعت بـ «إنذارات لسكان القرى العربية التي تقدمت إليها بمغادرة المنطقة، كما تمت مصادرة محاصيلهم الزراعية وحرق أخرى».
وأشار الاتحاد إلى أن القوات الكردية «طلبت من سكان جبل عبدالعزيز الذي يتجاوز عدد سكانه المئة ألف نسمة بالرحيل، وأمهلتهم مدة 24 ساعة فقط لإخلاء قراهم، بداعي تحويل الجبل إلى منطقةٍ عسكرية، لصدّ محاولات تنظيم “داعش” تكرار الهجمات على المنطقة».
من جهته، قال «المرصد» ان « 30 مدنياً قتلوا أثناء محاولتهم النزوح نحو الأراضي التركية من قرية نص تل القريبة من الحدود الإدارية مع الرقة». واتهمت مصادر كردية تنظيم «الدولة الإسلامية» بإطلاق النار على المواطنين العرب من أبناء القرية أثناء محاولتهم الفرار من القرية.
وقال «الائتلاف» المعارض انه يحذر «حزبَ الاتحاد الديموقراطي» برئاسة صالح مسلم من «الاستمرار في اعتداءاته المتكررة بحق المدنيين في محافظة الحسكة وريفها»، مؤكداً أن «سلوكه الإرهابي هذا ينسجم مع مخططات نظام الأسد الرامية لإثارة الفوضى ولا يختلف عملياً عن النهج الإرهابي الذي يتبعه نظام الأسد وتنظيم الدولة الإرهابيان في خلق حالة من الاقتتال الداخلي بين مكونات المجتمع السوري، وتشجيع نمو التطرف الطائفي والعرقي في المنطقة».
وتابع انه خلال الشهور الأخيرة «تكررت سلسلة من الجرائم والانتهاكات المدانة التي مارسها حزب الاتحاد الديموقراطي عبر جناحه العسكري المعروف باسم قوات الحماية الشعبية، فتم الاعتداء على حريات المواطنين العرب والكرد، ونفذت قواته حملات اعتقال وتهجير ممنهجة، وأجبرت الشباب على الهجرة تجنباً للخدمة الإلزامية في صفوفها، اضافة إلى ارتكابها جرائم الخطف، بخاصة ضد القاصرات، بهدف نشر الرعب ودفع العائلات للنزوح والهجرة، من دون أن نغفل احتكامها إلى القوة في التعامل مع المدنيين، وشروعها بمحاربة كتائب وألوية الجيش الحر وتشتيت جهوده وطعنه في الظهر في مناسبات عدة».
ودعا «كتائب الجيش الحر وفصائل الثوار إلى الانتباه لمخططات النظام والميليشيات التابعة له، أو الموالية له، أو التي تعمل لمصلحته، ونشدد على ضرورة رص الصفوف على مختلف الجبهات». وكانت «جبهة النصرة» اعلنت قبل يومين وقوفها مع فصائل «الجيش الحر» ضد «تجاوزات» المقاتلين الاكراد في حلب شمالاً.
وكان الاكراد أعلنوا تأسيس ادارات محلية في ثلاثة اقاليم في الجزيرة شرقاً وعين العرب وعفرين شمالاً. ويتهم معارضون «الاتحاد الديموقراطي» بالسعي الى «تطهير عرقي» لتهجير العرب وربط الأقاليم الثلاثة.
 
التحالف يناقش في باريس حماية حلب من «داعش»
الحياة...لندن - إبراهيم حميدي 
قالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» أمس، أن دولاً غربية تضغط باتجاه توسيع مقاتلات التحالف الدولي - العربي غاراتها لمنع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من السيطرة على مدينة حلب شمال سورية، وإقناع إدارة الرئيس باراك أوباما بأن تكون خطوط المواجهة بين «داعش» وفصائل «الجيش الحر» في ريف حلب الجبهة الأولى التي ستنتشر فيها مجموعات المعارضة بعد تخرجها في معسكر التدريب في جنوب تركيا بموجب برنامج التدريب والتسليح الأميركي.
ويتوقع أن يكون هذان الموضوعان على جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية التحالف في غداء عمل مخصص لبحث الملف السوري، ضمن مؤتمر التحالف في باريس يوم الثلثاء المقبل، المخصص لبحث استراتيجية الحرب ضد «داعش» في العراق.
ووفق المصادر، فإن موضوع «حماية حلب» أعيد إلى طاولة البحث نتيجة ثلاثة أسباب: الأول، إعلان أكثر من 21 فصيلاً مسلحاً معارضاً أمس تشكيل «فتح حلب» بمشاركة 22 ألف مقاتل تدعمُهم نحو 300 آلية ثقيلة، استعداداً لمعركة السيطرة على ثاني أكبر مدينة في سورية، ونسخ تجربة «جيش الفتح» الذي سيطر على معظم محافظة إدلب المجاورة نهاية الشهر الماضي. وقالت مصادر معارضة لـ «الحياة» أن تحديات تواجه «جيش فتح حلب» تتعلق بالاختلاف على قيادته وبروز الفجوة بين فصائل ريف حلب وفصائل المدينة، إضافة إلى عدم الاتفاق على «اليوم التالي» بعد إخراج النظام من كل أحيائها وتقديم ضمانات كافية بعدم حصول فوضى بعد الدخول إلى العاصمة الاقتصادية للبلاد وعدم تكرار ما حصل لدى دخول فصائل الريف إلى شرق حلب لأنها لم توفر حاضنة شعبية واسعة، كما هي الحال في مدن إدلب وقراها حيث إن معظم مقاتلي المعارضة الذين دخلوا إليها هم من أبناء المنطقة. وأشارت إلى أن الاجتماعات متواصلة بين قادة الفصائل المسلحة في الريف والمدينة، للوصول إلى إجابات عن هذه الأسئلة لوضع خطة متكاملة وسط وجود «قرار بالسيطرة على المدينة قبل دخول داعش إليها».
الثاني، بدء القوات النظامية بتجميع وثائق من مؤسسات حكومية في حلب ضمن خطة أوسع بدت واضحة في الأسابيع الأخيرة بعد الانسحاب تحت ضغط «جيش الفتح» من معظم محافظة إدلب وقطع المعارضة طريق إمداد اللاذقية - حلب وبقاء خط إمداد وحيد لحلب من خناصر باتجاه حماة في الوسط، في مقابل تركيز النظام بشرياً على الجبهات القتالية والمناطق الجغرافية ذات الأولوية التي تمتد من دمشق إلى القلمون وحمص (وسط) وانتهاء بالساحل غرباً.
الثالث، وجود أنباء عن احتمال تقدم «داعش» إلى المدينة وتكرار سيناريو تدمر في وسط البلاد عندما دخل التنظيم إلى المدينة التاريخية من دون اعتراض غارات التحالف الدولي أو القوات النظامية طريقه إليها. وأوضحت مصادر في حلب أمس، أن تنظيم «داعش» الذي ينتشر في قوس وراء القوات النظامية شمال شرقي حلب، بدأ أمس يتقدم ويتمدد في المنطقة الصناعية والشيخ نجار وفي القرى المجاورة لمعسكر مدرسة المشاة وبلدة مارع، معقل «لواء التوحيد» الذي كان يقوده عبدالقادر صالح قبل اغتياله. وتابعت المصادر أن الانسحاب المفاجئ من القوات النظامية من نقاطها التي تحكم طوقاً بنسبة 90 في المئة، يفتح الطريق أمام تقدم «داعش» إلى حلب ودخوله في مواجهات مع فصائل المعارضة، الأمر الذي يضع «الجيش الحر» وحلفاءه أمام تحدٍّ بالغ بربط التنظيم «خلافته» من الرقة ودير الزور شرق سورية إلى حلب ما يهدد بمواجهة مع فصائل المعارضة في ريف حلب و «جيش الفتح» في ريف إدلب، ويفتح ثأراً قديماً بعد طرد المعارضةِ «داعش» من ريفي حلب وإدلب قبل أشهر.
وعلى هذه الخلفية، وفق المصادر الديبلوماسية الغربية، دفعت دول إقليمية وغربية إلى إقناع واشنطن بضرورة وضع مستقبل حلب على طاولة اجتماع وزراء خارجية التحالف الثلثاء الماضي، عبر تكرار سيناريو عين العرب (كوباني) عبر تقديم الغطاء الجوي لفصائل «الجيش الحر» في معارك ضد «داعش» لمنع دخول إلى حلب. كما اقترح مسؤولون غربيون نشر طلائع «الفصائل المعتدلة» في خطوط القتال بين «داعش» وفصائل «الجيش الحر» شمال حلب وقرب حدود تركيا.
وبدأ قبل أيام تدريب حوالى مئة مقاتل معارض في معسكر جنوب تركيا ومئة أخرى في معسكر آخر في الأردن، ضمن برنامج تدريب المعارضة المعتدلة وتسليحها الذي أقره الكونغرس الأميركي بموازنة مقدارها نصف بليون دولار أميركي، ويتضمن تدريب 15 ألف مقاتل خلال ثلاث سنوات. وأوضحت المصادر الديبلوماسية الغربية أن اقتراحاً قدم إلى واشنطن سيبحث في اجتماع باريس بنشر مجموعة أولى خلال بضعة أسابيع في ريف حلب وأن تقوم مقاتلات التحالف الدولي - العربي بتوفير الحماية الجوية لها، علماً أن البرنامج يتضمن تزويد هذه المجموعة بالسلاح ووسائل الاتصال والأدوات الطبية والسيارات الأميركية، إضافة إلى صلاحية طلب من غرفة العمليات ومقاتلات التحالف توجيه غارات جوية ضد المهاجمين من «داعش» في خطوط الانتشار القتالي.
 
«داعش» يجدد هجومه على الحسكة وغارات التحالف تقتل 24 من عناصره
لندن - «الحياة» 
أفيد أمس، بمقتل 24 عنصراً من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، بغارات مقاتلات التحالف الدولي- العربي في شمال شرقي سورية، في وقت قتل وجرح 50 من قوات النظام والميلشيا الموالية بهجوم جديد شنه «داعش» على مدينة الحسكة.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن طائرات التحالف «نفذت ضربة على الأقل استهدفت حافلة تقل عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية»، قرب حقل نفطي في بادية الدوير الواقعة جنوب شرقي الميادين وغرب البوكمال في الريف الشرقي لدير الزور، ما أسفر عن مقتل 24 عنصراً من التنظيم، غالبيتهم من جنسيات شرق آسيوية، لقوا مصرعهم في الضربة التي استهدفت الحافلة، وتفّحمت جثث معظمهم».
وشن تنظيم «داعش» هجوماً باتجاه مدينة الحسكة المجاورة وتمكن من السيطرة على قرية جنوب المدينة، وسط معارك عنيفة بينه وبين القوات النظامية. وقال «المرصد» إن التنظيم بدأ «هجوماً عنيفاً» في اتجاه مدينة الحسكة.
وتلت ذلك اشتباكات عنيفة بينه وبين قوات النظام لا تزال مستمرة، بينما تمكن التنظيم من السيطرة على قرية الداودية، وفق «المرصد». وتخلل الاشتباكات قصف متبادل بين الطرفين طاول محيط فروع أمنية ومقار عسكرية لقوات النظام داخل المدينة.
وقال «المرصد» لاحقاً إن «الاشتباكات العنيفة استمرت في الريفين الجنوبي والجنوبي الشرقي لمدينة الحسكة، إثر هجوم نفذه التنظيم فجر اليوم (أمس) وتمكن فيه التنظيم من التقدم في محيط مدينة الحسكة، ترافق مع تفجير التنظيم عربتين مفخختين استهدفتا تمركزات لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في المنطقة». وأسفرت الاشتباكات والانفجارات التي رافقتها عن مقتل وجرح «ما لا يقل عن 50 عنصراً من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث والمسلحين الموالين، بينهم قيادي في كتائب البعث»، إضافة إلى مقتل «عشرة عناصر على الأقل من التنظيم في الاشتباكات». كذلك استشهد مواطن وأصيب آخرون بجراح جراء سقوط قذائف أطلقها التنظيم على مناطق في وسط مدينة الحسكة. وتحدثت «الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان» عن «هجوم عسكري لتنظيم داعش في محاولة متجددة للسيطرة على مدينة الحسكة».
وليست المرة الأولى التي يحاول تنظيم «داعش» دخول الحسكة التي تتقاسم السيطرة عليها القوات النظامية والميليشيات الموالية لها و «وحدات حماية الشعب» الكردية. وأشارت الشبكة الى «سقوط عدد من القذائف بالقرب من كنيسة السريان الكاثوليك في مركز المدينة، ما أدى إلى إحداث أضرار مادية فيها، كما شوهدت سحب الدخان الأبيض تتصاعد بالقرب من الكنيسة».
في حلب، دارت اشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية والمقاتلة من طرف، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر، في ريف حلب الشمالي، وسط أنباء «عن استعادة الكتائب الإسلامية والمقاتلة السيطرة على نقاط ومناطق بالريف الشمالي، كان تقدّم إليها التنظيم وسيطر عليها»، وفق «المرصد» الذي لفت الى «قصف عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية « بقذائف الهاون تمركزات لوحدات حماية الشعب الكردي في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة عين العرب (كوباني)»، شمال حلب وقرب حدود تركيا. وتابع أن 15 عنصراً من تنظيم «الدولة الإسلامية»، بينهم اثنان عربيان، «قتلوا خلال هجوم واشتباكات مع مقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية، التي استُشهد منها ما لا يقل عن 11 مقاتلاً وأصيب عشرات آخرون من الطرفين بجراح، في قرية الطوقلي ومحيط صوران أعزاز بالريف الشمالي لمدينة حلب، فيما لا يزال مصير عدد من مقاتلين «الدولة الإسلامية» مجهولاً».
 
تغييرات في الموقف الميداني ـ السياسي لموسكو تمهد لـ«سوريا من دون الأسد»
موقف صادم لمسؤول أمني روسي في اجتماع أوروبي: همنا مصالحنا والأقليات ومحاربة الإرهاب
بيروت: «الشرق الأوسط»
في اجتماع لرؤساء أجهزة أمن غربية عقد الشهر الماضي في عاصمة أوروبية، خُصص لبحث موضوع «مكافحة الإرهاب»، سئل رئيس الوفد الروسي عن نظرة موسكو لمستقبل سوريا في مرحلة ما بعد الأسد، فأتى الجواب الصادم: «إن ما يهمّ روسيا هو الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية وضمان مستقبل الأقليات ووحدة سوريا ومحاربة المتطرفين».
وكشفت مصادر خليجية رفيعة المستوى لـ»الشرق الأوسط» أن المسار العام لتطوّر الموقف الروسي من الأزمة السورية، والتقارب المتنامي بين واشنطن وموسكو، يُؤشّران إلى متغيرات كبيرة مقبلة في الأزمة السورية. وأكدت المصادر على أن الاتصالات الخليجية الروسية، واهتمام موسكو بمعالجة تداعيات العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها نتيجة الحرب في أوكرانيا، كلها عناصر تخدم تليين موقف الكرملين حيال الأزمة الروسية، وتعزيز قوة الدفع الدولية للبدء بمرحلة انتقالية جدية تمهد لخروج بشار الأسد.
وأبلغت مصادر دبلوماسية غربية «الشرق الأوسط» بأن الحضور فوجئوا بهذا الجواب، مما استدعى مغادرة أكثر من عضو من أعضاء الوفد لإجراء اتصالات مع المسؤولين في بلادهم. وأشارت المصادر إلى أن هذا الكلام هو الأول من نوعه الذي يصدر من قيادي روسي بعد زمن طويل كان فيه الخطاب الرسمي الروسي يتحدث عن أنه لا بديل للأسد.
ويعتقد المعارضون السوريون على نطاق واسع أن ثمة تغييرا جوهريا بدأ يظهر في الموقف الروسي الداعم للأسد. وقالت مصادر سورية معارضة، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن الروس أخلو 100 من كبار موظفيهم من سوريا عبر مطار اللاذقية. وأوضحت المصادر أنه كان لافتا أن هؤلاء اصطحبوا معهم عائلاتهم، كما أن طائرة روسية نقلت هؤلاء من مطار اللاذقية إلى موسكو بعدما كانت قد جاءت حاملة مساعدات غذائية وطبية للنازحين السوريين. وأكدت المصادر السورية أنه من بين هؤلاء خبراء كانوا يعملون في غرفة عمليات دمشق التي تضم خبراء روسا وإيرانيين ومن «حزب الله». وأشارت إلى أنه لم يجر إرسال بدلاء لهؤلاء بعد.
أيضا ذكرت مصادر معارضة أن عدد العاملين في سفارة موسكو في دمشق تقلّص خلال الأشهر الثلاثة الماضية إلى حد كبير حتى كاد يقتصر على الموظفين الأساسيين فقط. كما أشارت إلى أن الروس لم يفوا بعقود صيانة لطائرات «السوخوي» السورية، مما استدعى مغادرة وزير الدفاع السوري إلى طهران طلبا لتدخلها لدى الروس، وطلبا لذخائر.
ومن ثم، أشارت المصادر إلى أن المعارضين «لم يرصدوا منذ 90 يوما وصول أي حمولات من ذخائر وأسلحة روسية إلى النظام»، وأن المعارضين الذين يراقبون حركة مطار حماه العسكري، بالذات، لم يلحظوا منذ فترة طويلة وصول طائرات روسية كان وصولها إلى المطار معتادا في أوقات سابقة، مشيرة إلى اقتصار الحركة على طائرات إيرانية وأخرى تابعة للنظام فقط.
وفي السياق نفسه، لاحظ لؤي المقداد، رئيس مركز «مسارات» السوري المعارض، أنه منذ قرابة شهرين لم يصدر عن أي مسؤول روسي أي تصريح يتعلق بسوريا ودعم بشار الأسد، بعدما كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يخرج بتصريحين يوميا. وأكد المعارض السوري أن معلومات المعارضة تقول إن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد زار السفارة الروسية في دمشق، واجتمع بالسفير الروسي لطلب توضيحات حول أسباب «الصعوبة في التواصل مع المسؤولين الروس». وأفاد بأن «شخصيات مقرّبة من النظام حاولت التواصل مع نواب من الدوما (البرلمان) الروسي لفتح قنوات اتصال إضافية ولكن من دون تحقيق نتائج مبشرة». وأوضح المقداد أنه تواصل شخصيا مع نائب روسي وسأله عما إذا كانت روسيا بدأت تشعر بأنها راهنت على حصان خاسر في سوريا، فأتي الرد: «إنه أقل من حصان بكثير.. لكنه خاسر بالتأكيد».
وأشار لؤي المقداد إلى أنه ثمة حالة اعتراض واسعة لدى مؤيدي النظام على التصرفات الروسية التي يرون فيها ملامح صفقة على حساب النظام، مما حدا بهم إلى محاولة فتح قنوات اتصال مباشرة مع قيادات روسية مقربة من الكرملين. ومن ثم أعرب عن اقتناعه بأن الروس باتوا يدركون أن النظام لم يعد قادرا على الصمود طويلا، مشيرا إلى أن الجبهات الوحيدة الصامدة «هي تلك التي يقاتل فيها حلفاء إيران، في حين تنهار خطوط الجيش النظامي سريعا». ورأى أن الروس باتوا يدركون أن الأسد لم يعد لاعبا على الأرض، وبالتالي لا بد من درس الخيارات البديلة.
وأوضح لؤي المقداد أيضا أن ثمة معلومات عن تواصل روسي مع قيادات عربية خليجية، وأن الأميركيين أبلغوا المعارضة بشكل مباشر بأن ثمة أزمة بين النظام والروس، وعليه من الضرورة بمكان استغلال هذا الواقع وفتح قنوات اتصال مع الروس. وتطرّق المقداد إلى الكلام الأخير لوزير الخارجية الروسي، وقوله إن ثمة تقاربا في وجهات النظر مع الأميركيين حيال الأزمة السورية، فقال «وزير الخارجية الأميركي كرر بعد اللقاء أنه لا مكان للأسد في مستقبل سوريا. الأميركيون إذا لم يتغيروا، فمن الذي تغير موقفه؟».
ولكن في المقابل، يؤكد الدكتور قدري جميل، نائب رئيس الوزراء السوري السابق الموجود في روسيا منذ نحو سنتين، أنه «لم يلحظ تغييرا في الوقف الروسي». وقال جميل في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن ما تغير ليس الموقف الروسي، بل مواقف الآخرين. وأردف: «الموقف الروسي استند دائما إلى الإصرار على الحل السياسي ومن دون شروط مسبقة، والذي تغير هو أن الآخرين بدأوا الآن يتحدثون عن الحل السياسي، وبدأنا نرى مؤتمرات تعقد للمعارضين لبحث مرحلة الحل». وأشار جميل إلى أن «عقلية جديدة بدأت تظهر في أوساط القوى التي كانت تراهن على الحل العسكري»، واستطرد «أنا في قيادة تيار معارض قديم قدم سوريا، والآن تحديدا أمين حزب الإرادة الشعبية ومن قيادة جبهة التغيير والتحرير التي تضم 12 تشكيلا أي حزبا وتيارا معترضا، وقدمنا عشرات الشهداء ومئات المعتقلين، وإذا كنا ضد عسكرة المعارضة فلا يعني هذا أننا لسنا معارضة جذرية حقيقية، فقد رأينا إلى أين أوصلنا الاحتكام للسلاح».
وشدد جميل على أن «الروس ليسوا مع النظام وليسوا مع المعارضة، فقد كان هناك تشويه لموقفهم، بل هم مع سوريا كمؤسسات ودولة». وردا على سؤال عن مدى واقعية هذا الكلام في ظل الدعم الروسي العسكري والسياسي للنظام، أجاب «هم يتعاطون مع الدولة السورية، على أساس القانون الدولي». وشدّد على أن الروس لم يتدخلوا، بل منعوا التدخل المخالف للقانون الدولي، وإذا كان (الفيتو) تدخلا فليت كل التدخلات تكون مثله بما يسمح للشعب السوري بأن يقرر مصيره». وتابع جميل كلامه فقال «لقد كلّ لسان الروس وهم يقولون إنهم ليسوا مصرّين على أحد، وإنهم يريدون للسوريين أن يقرّروا مصيرهم.. ولو ترك الروس الأمور تسير دون تدخل لرأينا في سوريا ما رأيناه في ليبيا، وعلى الأقل هناك في سوريا الآن بقايا دولة وبقايا جيش».
تعليقا على هذا الوضع، اعتبر السفير اللبناني السابق لدى الولايات المتحدة الأميركية الدكتور رياض طبارة أنّه «وبعدما أصبحت الأزمة السورية خارجة عن سيطرة المجتمع الدولي، وبالتحديد واشنطن وموسكو، قرر الطرفان تناسي مشاكلهما وخلافاتهما والاجتماع بمسعى لاستعادة السيطرة الفعلية على الأرض السورية، حيث تنشط الحركات المتطرفة التي لا تنضوي تحت جناحي المجتمع الدولي». وأشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «في أي حل مقبل سيأخذ كل طرف منهما حصته باعتبار أن روسيا كانت حصتها 4 دول في المنطقة أيام الاتحاد السوفياتي أما اليوم فلا موطئ قدم لها على البحر المتوسط إلا عبر سوريا»، مضيفا «من هنا موسكو لن تتنازل بسهولة عنها إلا بعد حصولها على تأكيدات لجهة أن النظام الذي سيخلف نظام الأسد سيؤمن مصالحها».
ورأى طبارة أن تقدم قوى المعارضة السوري ميدانيا خلال الأشهر الماضية بعكس ما قد يعتقد البعض يتيح فرصة إيجاد حل سياسي للأزمة على أساس «جنيف 1»، معتبرا «اننا نتجه إلى (جنيف 3) ولكن ليس بخطوات سريعة باعتبار أننا لا نزال في أول الطريق». واستدرك «لكن لا شك أن (جنيف 3) سيكون هذه المرة أكثر فعالية من (جنيف 1)، ولن يتم عقده قبل التوصل لاتفاقات مبدئية حول الرؤية العامة للحلحلة».
كذلك، أشار طبارة إلى أن «التوصل لإقرار هذه الرؤية لن يكون سهلا على الإطلاق خاصة أنّه وحتى الساعة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا يسعى لتمضية الوقت ما دامت ليست هناك حلول عملية وخطة واضحة لكيفية التصدي للمجموعات المتطرفة بعد الاتفاق على تغيير النظام السوري الحالي».
 

المصدر: مصادر مختلفة

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب..مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع الفرقاء اللبنانيين..

 السبت 19 تشرين الأول 2024 - 4:13 ص

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب.. مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع ال… تتمة »

عدد الزيارات: 174,860,648

عدد الزوار: 7,770,395

المتواجدون الآن: 0