وصول التعزيزات لريف حلب.. والمعارضة تخوض حرب بقاء ضد «داعش»..وإسرائيل تتمنى بقاء الأسد و«داعش» يؤازره ضد الثوار ...إيران تعترف بالهزيمة... "الأسد يتهاوى"
أعلى حصيلة شهرية للقتلى في سوريا على وقع خسائر النظام الميدانية
الأربعاء 3 حزيران 2015 - 6:37 ص 2496 0 عربية |
أعلى حصيلة شهرية للقتلى في سوريا على وقع خسائر النظام الميدانية
230 مشاركًا في مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية الأسبوع المقبل
لندن: «الشرق الأوسط»
قتل 6657 شخصا في سوريا خلال شهر مايو (أيار)، معظمهم من قوات النظام والمعارضة الذين خاضوا معارك عنيفة على أكثر من جبهة، في حصيلة هي الأعلى منذ بداية العام، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين.
ويأتي الإعلان عن حصيلة القتلى هذه بعد خسائر ميدانية منيت بها قوات النظام في الأسابيع الأخيرة في مناطق عدة، ما يعيد رسم خريطة النزاع المستمر منذ أكثر من أربع سنوات ويزيد من تعقيداته.
وقال المرصد إن 6657 شخصا قتلوا خلال مايو الماضي، بينهم 1285 مدنيا، 272 منهم من الأطفال. وأحصى مقتل 793 من مقاتلي المعارضة والأكراد السوريين، و2109 مقاتلين من جبهة النصرة وتنظيم داعش، و2450 قتيلا في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها وحزب الله اللبناني.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «حصيلة القتلى هذه هي الأعلى منذ بدء العام الحالي في سوريا».
من جهه اخرى، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها الدوري عن الضحايا لشهر مايو (أيار)، الذي وثقت فيه مقتل 2223 شخصًا على يد الجهات الرئيسية الفاعلة في سوريا. وتميز هذا الشهر بارتفاع كبير في حصيلة الضحايا المدنيين الذين قتلوا من قبل تنظيم داعش، بلغ 197 شخصًا. كذلك الشهر الأعلى في نسبة سقوط ضحايا مدنيين سوريين بقصف لقوات التحالف الدولي، غير أن القوات النظامية لا تزال تتفوق على جميع الأطراف بـ100 ضعف على الأقل بحسب التقرير.
ولم يشمل التقرير الضحايا من القوات الحكومية والضحايا من تنظيم داعش، لعدم وجود معايير يمكن اتباعها في ظل حظر وملاحقة السلطات السورية وقوات تنظيم داعش لفريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان. وتحدث عن قيام القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها بقتل 1713 شخصًا، يتوزعون إلى: 1381 مدنيًا، بينهم 236 طفلاً، و186 سيدة، و82 شخصًا بسبب التعذيب، و332 مسلحًا. وأشار إلى أن نسبة الضحايا من الأطفال والنساء بلغت 31 في المائة من أعداد الضحايا المدنيين، ما يدل على استهداف متعمد للمدنيين من قبل القوات الحكومية. من جهة أخرى وثق التقرير مقتل 14 مدنيًا على يد قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، بينهم 4 أطفال، و4 سيدات.
وتوزع عدد الضحايا الـ305 أشخاص الذين قتلوا على يد الجماعات المتشددة كالتالي:
201 شخص على يد تنظيم داعش، 104 من مسلحي فصائل المعارضة، 197 ضحية منهم من المدنيين، إضافة لـ9 أطفال، و8 نساء. أما تنظيم جبهة النصرة فقد وثق التقرير تسببه بمقتل 4 مدنيين، بينهم طفل وشخص واحد بسبب التعذيب.
وقدم التقرير إحصائية الضحايا الذين قتلوا على يد عناصر فصائل المعارضة المسلحة، وبلغت 102 مدني، بينهم 31 طفلاً، و15 سيدة، وشخص واحد بسبب التعذيب.
ووثق التقرير قيام قوات التحالف بقتل 68 مدنيًا، بينهم 32 طفلاً، و19 امرأة خلال شهر مايو.
كذلك وثق مقتل 21 شخصًا، بينهم 5 أطفال، و4 نساء، قتلوا إما غرقًا في مراكب الهجرة، أو في حوادث التفجيرات التي لم تستطع الشبكة السورية لحقوق الإنسان التأكد من هوية منفذيها، أو على يد مجموعات مسلحة مجهولة بالنسبة للشبكة السورية لحقوق الإنسان.
في سياق آخر، كشف مصدر من اللجنة التحضيرية لمؤتمر القاهرة للمعارضة السورية الذي سيُعقد في الثامن من الشهر الجاري عدد السوريين المدعوين لحضور هذا المؤتمر، وقال: إن «نحو نصفهم من الشخصيات والقوى الديمقراطية المشهود لها».
وقال المصدر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء «سيكون هناك 230 مدعوًا لمؤتمر القاهرة الذي سيُعقد تحت اسم (المؤتمر الوطني للمعارضة من أجل حل سياسي في سوريا)، والقائمة الأهم من بينهم هي قائمة المستقلين والشخصيات والقوى الديمقراطية المشهود لها والتي ستشمل نحو مائة مدعو»، وفق قوله.
وأضاف أنه «من أصل 230 شخصًا، سيكون هناك 34 مشاركا من هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي، وقرابة الأربعين من الائتلاف والمقربين منه، أما الأكراد فقد حرصوا على قائمة مستقلة من 22 اسما، لكنها تشمل المجلس الوطني الكردي وأحزابا وشخصيات معارضة للإدارة الذاتية أيضا»، بحسب تأكيده. ونفى المصدر أن يكون لهيئة التنسيق أو للائتلاف، أي أفضلية على أي من الشخصيات والقوى المدنية والأهلية أو التيارات السياسية الأخرى التي ستحضر المؤتمر.
ومن المرتقب أن تصل شخصيات المعارضة السورية وممثلو التيارات والقوى المعارضة إلى القاهرة في السابع من الشهر الجاري، على أن تستمر أعمال المؤتمر يومين، ويغادر المجتمعون القاهرة في العاشر منه. ويأمل القائمون على المؤتمر أن يتمكن حضور مؤتمر القاهرة من التوافق على برنامج الحل السياسي للأزمة السورية، وينفون في الوقت نفسه، نيّة خلق إطار سياسي جديد للمعارضة، ولا إيجاد بديل عن أي تيار معارض، ولا قيادة جديدة، إنما خلق قوة مساعدة لكل هؤلاء، ويؤكدون على أن جدول الأعمال المرسوم ومحتويات وثائق المؤتمر تؤكد ذلك.
في طهران، رحب رئيس مجلس الشعب السوري جهاد اللحام الاثنين «بالدور الفعال» الذي لعبه حلفاء دمشق، خصوصا إيران، في مواجهة المعارضة المسلحة والعقوبات الدولية التي تستهدف نظام الرئيس بشار الأسد.
وتعد إيران الحليف الإقليمي الرئيسي للنظام السوري الذي تقدم له طهران دعما ماليا وعسكريا مهما. وعلى غرار دمشق تعتبر إيران المعارضة المسلحة و«الجهاديين» «إرهابيين».
وصول التعزيزات لريف حلب.. والمعارضة تخوض حرب بقاء ضد «داعش»
الائتلاف يدعو دول الجوار للتدخل لأن سوريا اليوم «تقع بين إرهابين متوحشين»
الشرق الأوسط...بيروت: نذير رضا
دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أمس، دول الجوار «للتنسيق فيما بينها بعد تخاذل المجتمع الدولي، والعمل بيد واحدة والتدخل على الفور لمنع تحول جارتهم سوريا إلى بؤرة لأبشع أنواع الإرهاب»، مجددًا مطالبته «بتأمين منطقة آمنة لهم، كي لا يتحول طيران النظام إلى سلاح جو لتنظيم داعش الإرهابي». في وقت أفادت فيه مصادر أن المعارضة تمكنت من قتل «أبي عبد الله التونسي»، قائد الهجوم الذي يشنه تنظيم «الدولة» على ريف حلب الشمالي.
وجاءت دعوة الائتلاف غداة إحراز تنظيم داعش تقدمًا في المنطقة القريبة من الحدود التركية شمال البلاد؛ حيت حاول التنظيم التقدم نحو بلدة مارع، مما يهدد خطوط الإمداد والمساعدات الإنسانية من الحدود التركية باتجاه ريف حلب الشمالي؛ إذ بات مقاتلو التنظيم على بعد عشرة كيلومترات تقريبًا من معبر باب السلامة على الحدود التركية، في حين استقدمت «جبهة النصرة» والفصائل المقاتلة تعزيزات إلى المنطقة.
ورأى رئيس الائتلاف خالد خوجة في مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول، أمس، أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد «يرد على هزائمه بالإرهاب والقتل المضاعف، وبالتحالف غير المعلن مع قوى الإرهاب الأسود»، معتبرًا أن سوريا اليوم «تقع بين إرهابين متوحشين، حيث تتقدم (داعش) على طول المنطقة الشرقية للبلاد نحو السويداء ودمشق وحمص وحلب، لتضع شعبنا وثوارنا ومقاتلينا بين فكي كماشة، والعالم يتفرج ولا يتحرك كما فعل طوال 4 سنوات». وقال إن الصمت اليوم «له معنى آخر، يعني تسليم كل سوريا نهائيًا لتصبح مرتعًا لقوتين من أبشع قوى الإرهاب». وأضاف: «لم يعد من المعقول ولا المقبول أن يترك شعب سوريا في مواجهة الإرهاب المتعدد الأوجه، بدءًا من إرهاب النظام وميليشيات إيران وانتهاء بـ(داعش)».
وعزز تنظيم داعش من جهته مواقعه في منطقة واسعة ممتدة من تدمر في محافظة حمص، وصولا إلى محافظة الأنبار العراقية في الجانب الآخر من الحدود. وبات بذلك يسيطر على مساحة تقارب 300 ألف كيلومتر مربع من الأراضي بين البلدين.
وفي الوقت نفسه، أعلن خوجة أن الائتلاف يواصل لقاءاته مع الفصائل المقاتلة لإعادة هيكلة القيادة العسكرية، داعيًا «جميع الفصائل لمزيد من التوحد، ورص الصفوف وتقديم كل ما يستطيعون من دعم لجبهة حلب وجبهة القلمون».
وجاءت تلك الدعوة في ظل الحديث عن «تحييد» بعض الفصائل نفسها عن الصراع بين «داعش» وكتائب المعارضة في ريف حلب الشمالي. لكن القيادي المعارض في ريف حلب أبو جاد الحلبي، نفى أن تكون فصائل المعارضة حيدت نفسها عن الصراع، «لإدراكهم، جميعًا أن المعركة معركة وجود». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «(داعش) يعتمد على عنصر المباغتة، ودخل مناطق لا تتضمن وجودًا كثيفًا لقوات المعارضة؛ مما اضطرها للانسحاب قبل وصول الإمدادات».
وكان «اتحاد ثوار حلب» طالب الفصائل العسكرية في محافظة حلب بـ«إرسال مؤازرات فورية إلى جبهات القتال ضد تنظيم الدولة بالريف الشمالي»، إضافة إلى دعوة «الفصائل التي لا تزال تقف على الحياد ضد تنظيم الدولة بالتبرؤ منه وقتاله فورًا».
وقال الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: «ما يدور في الريف الشمالي هو معركة بقاء؛ حيث سيثأر (داعش) ممن أخرجوه قبل أكثر من عام في مارع وتل رفعت، علمًا بأن التنظيم اتهم آنذاك فصائل تل رفعت بسبي النساء بعد اعتقال زوجة حجي بكر، أحد قيادييه في المنطقة»، مشيرًا إلى أن الفصائل «تدرك أن التنظيم إذا دخل مارع وتل رفعت، سيقوم بتصفية الأهالي». إضافة إلى ذلك، «سيحاول التنظيم إثبات وجوده في المنطقة، في مقابل تقدم الثوار في ريف إدلب، وهو البعد الثاني للهجوم»، لافتًا إلى أن التنظيم «يطمع بالسيطرة على معبر باب السلامة، لأنه مورد هام ماديًا، ويقطع طريق إمداد جيش الفتح مع تركيا». وقال، إنه بات بعيدًا عنه مسافة تقارب العشرة كيلومترات.
وإذ أشار الحلبي إلى أن قوات المعارضة أعلنت تشكيل غرفة عمليات جديدة لتحرير المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش»، أكد أن قوات المعارضة و«جبهة النصرة» ولواء «أحرار الشام»، «دفعت بتعزيزات إلى المنطقة، بعد سحبها من قواعد الإسناد الخلفية من ريف حلب الشمالي التي كانت موكلة مهمة إسناد الثوار في معركة حلب»، نافيًا في الوقت نفسه أن يخلق الانسحاب ثغرة في معركة المدينة.
وكان التنظيم المتشدد سيطر الأحد على بلدة صوران ومحيطها بعد معارك عنيفة مع مقاتلي المعارضة، وبينهم «جبهة النصرة». وتواصلت المعارك، أمس، فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باستمرار الاشتباكات بين مقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف، و«داعش» الذي سيطر على قرية غزل شمال بلدة صوران إعزاز بريف حلب الشمالي من طرف آخر. وأشار إلى أن التنظيم قصف مناطق في مدينة مارع، ومناطق أخرى من بلدة تل رفعت وقرية تلالين، بينما ردت المعارضة باستهداف مناطق في قرية أسنبل، التي يسيطر عليها «داعش» قرب مارع.
وتزامنت تلك المعارك مع معارك أخرى اندلعت في القلمون بريف دمشق الشمالي بين «داعش» و«جبهة النصرة»؛ إذ أفاد «مكتب أخبار سوريا» بتركز المعارك في منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق الشمالي، في حين توقفت الاشتباكات في جرود القلمون الغربي، وأسفرت عن مقتل وإصابة 10 من مقاتلي «النصرة» خلال اليومين الماضيين.
وبالموازاة، أفاد «المرصد» بوقوع اشتباكات في ريف درعا الغربي بين «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية من طرف، ولواء «شهداء اليرموك» الموالي لـ«داعش» من طرف آخر، قرب القنيطرة، وأفيد بسيطرة «النصرة» على حاجز العلاّن العسكري التابع للتنظيم في ريف درعا الغربي.
وتعزز التطورات الميدانية الخشية من حصول «تقسيم بحكم الأمر الواقع» في سوريا؛ حيث يتقلص وجود النظام إلى المنطقة الممتدة من دمشق في اتجاه الشمال نحو الوسط السوري (الجزء الأكبر من محافظتي حمص وحماة)، وصولاً إلى الساحل غربًا (طرطوس واللاذقية)، بينما يتفرد تنظيم داعش بالسيطرة على المنطقة الشرقية صعودًا نحو الشمال (جزء من محافظة الحسكة وكل محافظة الرقة وبعض حلب). في حين يسيطر مقاتلو المعارضة مع «جبهة النصرة»، على الجزء الآخر من الشمال (حلب وإدلب). ويتنازع النظام والمعارضة المنطقة الجنوبية، مع أرجحية للمعارضة.
«الائتلاف» يدين «التخاذل الدولي» ويدعو دول الجوار إلى تدخل عاجل وإسرائيل تتمنى بقاء الأسد و«داعش» يؤازره ضد الثوار
(«المستقبل»، سراج برس، العربية نت، الائتلاف السوري)
في هجمة تصريحات إسرائيلية ذات دلالة بدعمها لبشار الأسد وتحذيرها من الويل والثبور وعظائم الأمور إذا سقط رئيس النظام الدموي، جاءت دعوة رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق دان حالوتس، إلى عدم السماح بإسقاط نظام الأسد محذراً من أن العالم بأسره سيدفع ثمن هذا التطور.
ويأتي كلام حالوتس بعد أيام من تصريح الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) إفرايم هليفي، رأى فيه أن مشاركة «حزب الله« في القتال الدائر في سوريا تخدم المصالح الاستراتيجية والأمنية لدولة إسرائيل، فإن من الملاحظ حضور تنظيم «داعش» الذي يهاجم منذ يوم السبت الماضي الخطوط الخلفية للثوار في ريف حلب الشمالي بعد إعلان قرب بدء معركة تحرير حلب من قوات الأسد، وبغطاء من طيران وصواريخ النظام، لكن بغياب الغطاء الجوي الأميركي الذي يؤمّن غطاء كثيفاً للمقاتلين الأكراد الذين يحاربون «داعش» على بعد بضعة كيلومترات فقط.
وقال حالوتس في سياق مقابلة بثتها الإذاعة الإسرائيلية مساء الأحد، إن «حالة من الفوضى وانعدام الاستقرار في المنطقة ستلي سقوط الأسد، وسيكون لها تداعيات واضحة وجلية على دولة إسرائيل والدول الغربية«.
وتوقع حالوتس الذي شغل منصب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إبان حرب تموز 2006 على لبنان، أن تشرع التنظيمات الناشطة في سوريا ضد نظام الأسد باستهداف إسرائيل بعد الانتهاء من مهمة إسقاط نظام البعث في سوريا، وأن مواجهة هذه التنظيمات ستكون مكلفة ومضنية وطويلة.
وشدد حالوتس على أن أبرز ما يعيق العمل ضد الجماعات الجهادية حقيقة أنها «عصية على الردع»، مشيراً إلى أن ممارسة القوة ضدها لا تفضي بالضرورة إلى إقناعها بتبني مواقف مرنة، وأن الجيش الإسرائيلي شرع منذ وقت في مواءمة ذاته مع التهديدات الجديدة، مشدداً على ضرورة مواصلة هذا الخط إلى النهاية.
وأشار حالوتس إلى أن عمليات التنظيمات السنية الناشطة في سوريا بإمكانها شل الحياة اليومية في دولة إسرائيل، لكونها تتمركز قرب الحدود مع سوريا، والتي تشمل الكثير من المرافق الحيوية الرئيسية التي تشكل ذخراً استراتيجياً
للإسرائيليين، وستكون معرضة للاستهداف.
وكان الرئيس السابق للموساد إفرايم هليفي أشاد بقدرة «حزب الله« على استهداف التنظيمات السنية العاملة في سوريا معتبراً أن قدرته أكبر من قدرة دولة إسرائيل، ولافتاً إلى أن «تورط الحزب في القتال يسهم من ناحية، في تقليص قدرته على فتح مواجهة ضدنا في المستقبل، ومن جهة ثانية فهو لا يساعد في تمكين التنظيمات السنية من استهداف إسرائيل بعد سقوط نظام الأسد«.
ودعا هليفي المسؤولين الإسرائيليين إلى مراعاة التقاء المصالح بين إسرائيل وأعدائها، وأن تأخذ ذلك في الاعتبار عند تخطيط السياسات والاستراتيجيات في ظل التحولات التي تعصف بالمنطقة.
وفي طهران، ذكر الموقع الرسمي لميليشيات «أنصار حزب الله» الإيرانية المقربة من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في دراسة حول إدارة طهران للحرب في سوريا، أنه «على إيران أن ترسل 50 ألف جندي من قوة المشاة إلى سوريا لإدارة الحرب هناك وللحيلولة دون سقوط نظام الأسد الذي بدأ يتهاوى أخيراً«.
وبحسب موقع «يا لثارات الحسين«، فإن «إيران يجب أن تحافظ على الممر الحيوي الممتد من دمشق إلى اللاذقية وطرطوس وحتى الحدود اللبنانية، وإرسال قوة برية مكونة من 50 ألف جندي وبصورة عاجلة نظراً لتسارع الأحداث وسوء حالة جبهات النظام السوري«.
ويرى موقع «أنصار حزب الله« أن «تأخر إيران في هذا العمل الاستباقي سيكون سبباً في سقوط مطار دمشق، وبالتالي قطع خط الإمداد والتواصل الأساسي لإيران لمساعدة النظام السوري«.
وكان قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، قال في 8 أيار الجاري إن «إيران نظمت 100 ألف من القوات الشعبية (الدفاع الوطني) المسلحة المؤيدة للنظام السوري وللثورة الإسلامية الإيرانية ضد المعارضة السورية في إطار جبهة المقاومة«.
وفي محاولة أخرى لإنقاذ الأسد سياسياً، أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الخميس الماضي، أن إيران ترفض إنشاء منطقة حظر جوي فوق سوريا، قائلاً «إن ذلك لا يساعد على الأمن والاستقرار الإقليميين»، مقترحاً حلاً سياسياً بمساعدة الأمم المتحدة وإطلاق حوار وطني بين السوريين.
أما القناة الأخرى غير المباشرة وربما الأكثر خطورة في تأمين الحماية للأسد، فهو القتال الذي يخوضه تنظيم «داعش» ضد الفصائل الثورية في ريف حلب، حيث تواصل أمس لليوم الثالث على التوالي الهجوم الكبير الذي باشره التنظيم الإرهابي منذ يوم السبت محاولاً التوغل في ريف حلب الشمالي المحرر منذ سنة 2012 بالتزامن مع استهدافه مدينة مارع والقرى المحيطة بها بقذائف المدفعية الثقيلة وصواريخ غراد موقعاً شهداء وجرحى بين المدنيين، تزامناً مع قصف جوي من طيران النظام على مدينة مارع أهم معاقل الثوار، ما أدى ليل الأحد ـ الاثنين إلى استشهاد وإصابة مدنيين.
وعلى الرغم من ذلك، استعاد الثوار زمام المبادرة أمس بعد وصول مؤازرة عسكرية كبيرة من فصائل ثورية مختلفة إلى الريف الشمالي، فأوقفوا تقدم التنظيم باتجاه مدينة أعزاز ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، وكبدوه خسائر كبيرة في العتاد والأرواح في المعارك الممتدة على طول أكثر من 30 كلم ابتداء من مدرسة المشاة وصولاً إلى قرية حور كلس الحدودية مع تركياً شمالاً.
وأعلن الثوار مقتل القائد العسكري للتنظيم الإرهابي أبو عبدالله التونسي، وعناصر عدة آخرين خلال المعارك الدائرة في ريف حلب الشمالي، واستعادة نقاط عدة تسلل إليها التنظيم وما زالت المعارك تدور على محاور عدة، مع تسجيل عودة المعارك الى محيط بلدة صوران أعزاز.
وأصدرت هيئة قوى الثورة في حلب بياناً ناشدت فيه كافة القوى الإقليمية والدولية «من أشقاء وأصدقاء للشعب السوري بأن يقوموا بواجبهم الأخلاقي والإنساني، باتخاذ إجراءات سريعة وجادة لمنع وقوع كارثة يمكن أن تتعرض لها حلب نتيجة الحملة المستعرة التي يقودها الإرهاب المتمثل بقوات الأسد وداعش«.
وأضافت الهيئة «قد استنفرت القوى الثورية العسكرية كل طاقاتها لصد هذه الهجمة الشرسة والقيام بواجبها الثوري والإنساني، وإننا نهيب بكل الأشقاء والأصدقاء للشعب السوري الوقوف وقفة جادة ومسؤولة لمؤازرتنا لصد هذا العدوان».
ووسط هذه التطورات، وجه رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة نداء عاجلاً لدول الجوار «للتنسيق في ما بينها بعد تخاذل المجتمع الدولي، والعمل بيد واحدة والتدخل على الفور لمنع تحول جارتهم سوريا إلى بؤرة لأبشع أنواع الإرهاب والمتمثل بداعش والأسد والميليشيات الطائفية«.
كما دعا خوجة في مؤتمر صحافي أمس بالاشتراك مع رئيس الحكومة السورية الموقتة أحمد طعمة ووزير الدفاع سليم إدريس، دول التحالف والجوار «لنجدة أحرار سوريا بتأمين منطقة آمنة لهم كي لا يتحول طيران نظام الأسد إلى سلاح جو لتنظيم داعش الإرهابي»، واستدرك خوجة أنه «إن هذا يحصل الآن في حلب حيث يقصف طيران النظام المقاتلين في المناطق التي تستعد داعش لدخولها، طيران النظام يعمل لصالح داعش علناً، هو يقصف وهي تقتحم«.
وقال رئيس الائتلاف: «لم يعد من المعقول ولا المقبول أن يترك شعب سوريا في مواجهة الإرهاب المتعدد الأوجه بدءاً من إرهاب نظام الأسد وميليشيات إيران وانتهاءً بداعش«.
وأضاف: «من غير المقبول أن يرى السوريون طائرات التحالف الدولي تمر فوق رؤوسهم من دون أن تكترث بذبحهم على يد تنظيم داعش، وتواصل طيرانها إلى مناطق أخرى لتضرب داعش في مناطق أقل تعرضاً للخطر«.
وقال خوجة: «لقد بات ما سقط على حلب يعادل قنلبة نووية من دون أن يهتز ضمير العالم ومن دون أن تراها طائرات التحالف وهي تمر فوقها كل يوم«.
وحذر خوجة من أن «ترك الوضع في سوريا هكذا يترتب عليه نتائج خطيرة وقابلة للتوسع والانتشار في المنطقة«. ودعا «جميع الدول الشقيقة والصديقة لتعجيل تقديم الدعم المدني والعسكري للمناطق الحرجة التي يتآمر فيها النظام مع داعش والميليشيات الإرهابية التابعة لإيران في دمشق وحلب وحمص والقلمون ودرعا والسويداء، والعمل على جعل المناطق المحررة مناطق آمنة ودعم مقاتلي وسكان مدينة حلب الصامدة وثوار القلمون الذين يواجهون احتلالاً من وكلاء إيران بتنسيق مفضوح مع داعش«.
كما دعا رئيس الائتلاف «جميع الفصائل لمزيد من التوحد ورص الصفوف وتقديم كل ما يستطيعون من دعم لجبهة حلب وجبهة القلمون، وتفويت الفرصة على النظام للخروج من مسلسل الهزائم التي لحقت به».
ويأتي كلام حالوتس بعد أيام من تصريح الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) إفرايم هليفي، رأى فيه أن مشاركة «حزب الله« في القتال الدائر في سوريا تخدم المصالح الاستراتيجية والأمنية لدولة إسرائيل، فإن من الملاحظ حضور تنظيم «داعش» الذي يهاجم منذ يوم السبت الماضي الخطوط الخلفية للثوار في ريف حلب الشمالي بعد إعلان قرب بدء معركة تحرير حلب من قوات الأسد، وبغطاء من طيران وصواريخ النظام، لكن بغياب الغطاء الجوي الأميركي الذي يؤمّن غطاء كثيفاً للمقاتلين الأكراد الذين يحاربون «داعش» على بعد بضعة كيلومترات فقط.
وقال حالوتس في سياق مقابلة بثتها الإذاعة الإسرائيلية مساء الأحد، إن «حالة من الفوضى وانعدام الاستقرار في المنطقة ستلي سقوط الأسد، وسيكون لها تداعيات واضحة وجلية على دولة إسرائيل والدول الغربية«.
وتوقع حالوتس الذي شغل منصب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إبان حرب تموز 2006 على لبنان، أن تشرع التنظيمات الناشطة في سوريا ضد نظام الأسد باستهداف إسرائيل بعد الانتهاء من مهمة إسقاط نظام البعث في سوريا، وأن مواجهة هذه التنظيمات ستكون مكلفة ومضنية وطويلة.
وشدد حالوتس على أن أبرز ما يعيق العمل ضد الجماعات الجهادية حقيقة أنها «عصية على الردع»، مشيراً إلى أن ممارسة القوة ضدها لا تفضي بالضرورة إلى إقناعها بتبني مواقف مرنة، وأن الجيش الإسرائيلي شرع منذ وقت في مواءمة ذاته مع التهديدات الجديدة، مشدداً على ضرورة مواصلة هذا الخط إلى النهاية.
وأشار حالوتس إلى أن عمليات التنظيمات السنية الناشطة في سوريا بإمكانها شل الحياة اليومية في دولة إسرائيل، لكونها تتمركز قرب الحدود مع سوريا، والتي تشمل الكثير من المرافق الحيوية الرئيسية التي تشكل ذخراً استراتيجياً
للإسرائيليين، وستكون معرضة للاستهداف.
وكان الرئيس السابق للموساد إفرايم هليفي أشاد بقدرة «حزب الله« على استهداف التنظيمات السنية العاملة في سوريا معتبراً أن قدرته أكبر من قدرة دولة إسرائيل، ولافتاً إلى أن «تورط الحزب في القتال يسهم من ناحية، في تقليص قدرته على فتح مواجهة ضدنا في المستقبل، ومن جهة ثانية فهو لا يساعد في تمكين التنظيمات السنية من استهداف إسرائيل بعد سقوط نظام الأسد«.
ودعا هليفي المسؤولين الإسرائيليين إلى مراعاة التقاء المصالح بين إسرائيل وأعدائها، وأن تأخذ ذلك في الاعتبار عند تخطيط السياسات والاستراتيجيات في ظل التحولات التي تعصف بالمنطقة.
وفي طهران، ذكر الموقع الرسمي لميليشيات «أنصار حزب الله» الإيرانية المقربة من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في دراسة حول إدارة طهران للحرب في سوريا، أنه «على إيران أن ترسل 50 ألف جندي من قوة المشاة إلى سوريا لإدارة الحرب هناك وللحيلولة دون سقوط نظام الأسد الذي بدأ يتهاوى أخيراً«.
وبحسب موقع «يا لثارات الحسين«، فإن «إيران يجب أن تحافظ على الممر الحيوي الممتد من دمشق إلى اللاذقية وطرطوس وحتى الحدود اللبنانية، وإرسال قوة برية مكونة من 50 ألف جندي وبصورة عاجلة نظراً لتسارع الأحداث وسوء حالة جبهات النظام السوري«.
ويرى موقع «أنصار حزب الله« أن «تأخر إيران في هذا العمل الاستباقي سيكون سبباً في سقوط مطار دمشق، وبالتالي قطع خط الإمداد والتواصل الأساسي لإيران لمساعدة النظام السوري«.
وكان قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، قال في 8 أيار الجاري إن «إيران نظمت 100 ألف من القوات الشعبية (الدفاع الوطني) المسلحة المؤيدة للنظام السوري وللثورة الإسلامية الإيرانية ضد المعارضة السورية في إطار جبهة المقاومة«.
وفي محاولة أخرى لإنقاذ الأسد سياسياً، أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الخميس الماضي، أن إيران ترفض إنشاء منطقة حظر جوي فوق سوريا، قائلاً «إن ذلك لا يساعد على الأمن والاستقرار الإقليميين»، مقترحاً حلاً سياسياً بمساعدة الأمم المتحدة وإطلاق حوار وطني بين السوريين.
أما القناة الأخرى غير المباشرة وربما الأكثر خطورة في تأمين الحماية للأسد، فهو القتال الذي يخوضه تنظيم «داعش» ضد الفصائل الثورية في ريف حلب، حيث تواصل أمس لليوم الثالث على التوالي الهجوم الكبير الذي باشره التنظيم الإرهابي منذ يوم السبت محاولاً التوغل في ريف حلب الشمالي المحرر منذ سنة 2012 بالتزامن مع استهدافه مدينة مارع والقرى المحيطة بها بقذائف المدفعية الثقيلة وصواريخ غراد موقعاً شهداء وجرحى بين المدنيين، تزامناً مع قصف جوي من طيران النظام على مدينة مارع أهم معاقل الثوار، ما أدى ليل الأحد ـ الاثنين إلى استشهاد وإصابة مدنيين.
وعلى الرغم من ذلك، استعاد الثوار زمام المبادرة أمس بعد وصول مؤازرة عسكرية كبيرة من فصائل ثورية مختلفة إلى الريف الشمالي، فأوقفوا تقدم التنظيم باتجاه مدينة أعزاز ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، وكبدوه خسائر كبيرة في العتاد والأرواح في المعارك الممتدة على طول أكثر من 30 كلم ابتداء من مدرسة المشاة وصولاً إلى قرية حور كلس الحدودية مع تركياً شمالاً.
وأعلن الثوار مقتل القائد العسكري للتنظيم الإرهابي أبو عبدالله التونسي، وعناصر عدة آخرين خلال المعارك الدائرة في ريف حلب الشمالي، واستعادة نقاط عدة تسلل إليها التنظيم وما زالت المعارك تدور على محاور عدة، مع تسجيل عودة المعارك الى محيط بلدة صوران أعزاز.
وأصدرت هيئة قوى الثورة في حلب بياناً ناشدت فيه كافة القوى الإقليمية والدولية «من أشقاء وأصدقاء للشعب السوري بأن يقوموا بواجبهم الأخلاقي والإنساني، باتخاذ إجراءات سريعة وجادة لمنع وقوع كارثة يمكن أن تتعرض لها حلب نتيجة الحملة المستعرة التي يقودها الإرهاب المتمثل بقوات الأسد وداعش«.
وأضافت الهيئة «قد استنفرت القوى الثورية العسكرية كل طاقاتها لصد هذه الهجمة الشرسة والقيام بواجبها الثوري والإنساني، وإننا نهيب بكل الأشقاء والأصدقاء للشعب السوري الوقوف وقفة جادة ومسؤولة لمؤازرتنا لصد هذا العدوان».
ووسط هذه التطورات، وجه رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة نداء عاجلاً لدول الجوار «للتنسيق في ما بينها بعد تخاذل المجتمع الدولي، والعمل بيد واحدة والتدخل على الفور لمنع تحول جارتهم سوريا إلى بؤرة لأبشع أنواع الإرهاب والمتمثل بداعش والأسد والميليشيات الطائفية«.
كما دعا خوجة في مؤتمر صحافي أمس بالاشتراك مع رئيس الحكومة السورية الموقتة أحمد طعمة ووزير الدفاع سليم إدريس، دول التحالف والجوار «لنجدة أحرار سوريا بتأمين منطقة آمنة لهم كي لا يتحول طيران نظام الأسد إلى سلاح جو لتنظيم داعش الإرهابي»، واستدرك خوجة أنه «إن هذا يحصل الآن في حلب حيث يقصف طيران النظام المقاتلين في المناطق التي تستعد داعش لدخولها، طيران النظام يعمل لصالح داعش علناً، هو يقصف وهي تقتحم«.
وقال رئيس الائتلاف: «لم يعد من المعقول ولا المقبول أن يترك شعب سوريا في مواجهة الإرهاب المتعدد الأوجه بدءاً من إرهاب نظام الأسد وميليشيات إيران وانتهاءً بداعش«.
وأضاف: «من غير المقبول أن يرى السوريون طائرات التحالف الدولي تمر فوق رؤوسهم من دون أن تكترث بذبحهم على يد تنظيم داعش، وتواصل طيرانها إلى مناطق أخرى لتضرب داعش في مناطق أقل تعرضاً للخطر«.
وقال خوجة: «لقد بات ما سقط على حلب يعادل قنلبة نووية من دون أن يهتز ضمير العالم ومن دون أن تراها طائرات التحالف وهي تمر فوقها كل يوم«.
وحذر خوجة من أن «ترك الوضع في سوريا هكذا يترتب عليه نتائج خطيرة وقابلة للتوسع والانتشار في المنطقة«. ودعا «جميع الدول الشقيقة والصديقة لتعجيل تقديم الدعم المدني والعسكري للمناطق الحرجة التي يتآمر فيها النظام مع داعش والميليشيات الإرهابية التابعة لإيران في دمشق وحلب وحمص والقلمون ودرعا والسويداء، والعمل على جعل المناطق المحررة مناطق آمنة ودعم مقاتلي وسكان مدينة حلب الصامدة وثوار القلمون الذين يواجهون احتلالاً من وكلاء إيران بتنسيق مفضوح مع داعش«.
كما دعا رئيس الائتلاف «جميع الفصائل لمزيد من التوحد ورص الصفوف وتقديم كل ما يستطيعون من دعم لجبهة حلب وجبهة القلمون، وتفويت الفرصة على النظام للخروج من مسلسل الهزائم التي لحقت به».
اتهام النظام بتأمين غطاء جوي لـ «داعش» في حلب
باريس - رندة تقي الدين { لندن - «الحياة»
اتهم معارضون سوريون النظام بتأمين غطاء جوي لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) للتقدم في ريف حلب الشمالي والضغط على فصائل المعارضة، التي أرسلت تعزيزات لمنع التنظيم من دخول ثانية كبريات مدن سورية، بالتزامن مع دعوة «الائتلاف الوطني» المعارض دول الجوار لـ «التدخل ومنع تحول سورية إلى بؤرة لأبشع أنواع الإرهاب المتمثل بداعش و(الرئيس بشار) الأسد». وأكد مصدر فرنسي رفيع المستوى عشية انعقاد الاجتماع الوزاري ضد «داعش» في باريس اليوم، ضرورة استعجال إنجاز الحل السياسي في سورية وتشكيل هيئة حكم انتقالية بعد نكسات القوات النظامية أمام المعارضة و «داعش».
وقال نشطاء معارضون إن مقاتلات النظام شنت غارات جوية على مدينة مارع شمال حلب، بالتزامن مع حشد «داعش» عناصره للتقدم إلى المدينة، مشيرين الى معارك عنيفة في قرية أم الحوش المتاخمة لمارع بعدما أرسلت فصائل «الجيش الحر» تعزيزات عسكرية الى المنطقة. وأفاد موقع «سراج برس» المعارض أن المعارك تواصلت أمس لليوم الثالث على التوالي بين فصائل الثوار والتنظيم الذي يشن هجوماً كبيراً محاولاً التوغل في ريف حلب الشمالي الذي خرج عن نطاق سيطرة النظام منذ 2012. وأضاف أن «الثوار استعادوا زمام المبادرة بعد وصول مؤازرة عسكرية كبيرة من فصائل مختلفة فأوقفوا تقدم التنظيم باتجاه مدينة أعزاز ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، وكبدوه خسائر كبيرة في العتاد والأرواح في المعارك الممتدة على طول أكثر من 30 كلم ابتداء من مدرسة المشاة وصولاً إلى قرية حور كلس الحدودية مع تركياً شمالاً». كما أعلنت المعارضة قتل 17 عنصراً من تنظيم «الدولة»، وتصديهم لمحاولته التقدم باتجاه قرية الشيخ ريح شمال صوران.
وأفاد موقع «كلنا شركاء» المعارض، بأن تنظيم «داعش» عزز وجوده في موقع الكُبر غرب دير الزور الذي قصفته مقاتلات إسرائيلية في 2007 وخضع لتفتيش دولي، لاعتقاد أطراف غربية بوجود برنامج نووي فيه.
وحض رئيس «الائتلاف» خالد خوجة في إسطنبول، الدول المجاورة بـ «التدخل لنجدة أحرار سورية وتأمين منطقة آمنة لهم، كي لا يتحول طيران نظام الأسد إلى سلاح جو لتنظيم داعش الإرهابي»، مستدركاً: «هذا يحصل الآن في حلب، حيث يقصف طيران النظام المقاتلين في المناطق التي يستعد داعش لدخولها. طيران النظام يعمل لصالح داعش علناً، هو يقصف والتنظيم يقتحم».
ويعقد وزراء خارجية وممثلون لـ22 دولة اجتماعاً في باريس اليوم للبحث في الوضع على الأرض في العراق وسورية والتحالف الدولي- العربي ضد «داعش». وقال مصدر فرنسي إن الوضع في سورية «تطور في شكل كبير منذ ٩ شهور مع سيطرة «داعش» على تدمر وضعف واضح للنظام مع خسارة إدلب ومواجهته صعوبات في جبهات أخرى»، قائلاً إن المؤتمر «فرصة للتطرق إلى الوضع في سورية لما له من تأثير في العراق مع انتقال الجهاديين عبر حدود البلدين، إذ إن الهجوم الداعشي في الرمادي كان عبر الحدود السورية- العراقية وإنه ينبغي البحث في معالجة المسألة السورية والنظر في الإسراع في الانتقال السياسي وإلا سيكون من الصعب التوصل إلى استقرار في العراق، خصوصاً أن تراجع وضع النظام غيّر المعطيات العسكرية على الأرض».
وكان «المرصد» قال إن الشهر الماضي سجل أعلى حصيلة قتلى منذ بداية العام، حيث قتل 6657 شخصا بينهم «2450 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وحزب الله اللبناني»، بسبب خسائر النظام في مناطق عدة.
تأكيد فرنسي على إسراع «الانتقال السياسي» في سورية
الحياة...باريس - رندة تقي الدين
قال مصدر فرنسي رفيع المستوى إن تراجع القوات النظامية السورية في شمال البلاد وجنوبها ومعالجة موضوع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق يتطلبان الإسراع في «الانتقال السياسي» في سورية، لافتاً إلى تطور في الموقف الفرنسي يتعلق بالاستعداد لبحث الحل السياسي.
ويعقد وزراء خارجية وممثلون لـ 22 دولة اجتماعاً اليوم في الخارجية الفرنسية برئاسة الوزير لوران فابيوس والممثل الأميركي طوني بلينكن ممثلاً وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي يغيب بعد تعرضه لكسر في ساقه للبحث في الوضع على الأرض في العراق وسورية والتحالف الدولي - العربي ضد «داعش».
وكان عقد لقاء بين وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ونظيره الفرنسي، إضافة إلى عشاء عمل مع وزراء مجلس التعاون الخليجي على أن يلتقي وزير الخارجية البريطاني فيليب هموند مع الوزراء الخليجيين في سفارة بريطانيا اليوم. وقالت مصادر فرنسية إن الجبير بحث مع فابيوس «متابعة الملفات التي تمت مناقشتها بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال زيارة الأول إلى الرياض»، مشيرة إلى «رغبة فرنسية في الاستفسار من الجانب السعودي عن مدى صحة ما تردد أخيراً في بعض الأوساط عن تجميد السعودية الاتفاق السعودي - الفرنسي - اللبناني لدعم الجيش اللبناني بثلاثة بلايين دولار أميركي».
وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي رفيع المستوى انه سيتم في الاجتماع الوزاري الموسع عرض ما يجري على الأرض في العراق بحضور ممثل الرئيس الأميركي باراك أوباما لدى التحالف الدولي - العربي الجنرال المتقاعد جون ألن والجنرال المعاون للقوات مارك فوكس ويان كوبيس المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى العراق»، حيث سيجري «تذكير لعمل المجموعات الخمس في التحالف». وتتعلق المجموعة الأولى بالمقاتلين الأجانب برئاسة تركية - هولندية، فيما تترأس السعودية وإيطاليا وأميركا مجموعة مكافحة تمويل «داعش». وتترأس ألمانيا والإمارات العربية مجموعة تعمل على الاستقرار ثم مجموعة أخرى حول الاتصال الاستراتيجي والتصدي لتأثير «داعش» برئاسة الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات.
ويتوقع أن تتناول جلسة الغداء التركيز على عودة النازحين حيث ستكون هناك مداخلة للمفوض الأعلى للاجئين أنطونيو غوتيريس، إضافة إلى موضوع حماية التراث بمشاركة مديرة «يونيسكو» ايرينا بوكوفا بعد سيطرة «داعش» على مدينة تدمر وسط سورية.
وتابع المصدر أن هذا المؤتمر يعقد بعد اجتماع لندن «في أجواء تصعيد من «داعش» مع ما حدث في الرمادي وفي تدمر والتساؤلات التي وردت في الإعلام حول فعالية عمل التحالف بعد ثمانية أشهر من حملته ضد «داعش».
وأشار المصدر إلى أن الوضع في سورية «تطور في شكل كبير منذ ٩ أشهر مع سيطرة «داعش» عل تدمر وضعف واضح للنظام السوري مع خسارة ادلب ومواجهته صعوبات في جبهات أخرى في الشمال حتى في الغوطة الشرقية لدمشق»، قائلاً إن هذه التطورات «ستؤثر في المحادثات خلال المؤتمر حيث أن الدول ستراجع عملها ضد «داعش» وترى كيف تُحسن فعاليتها من دون تغيير أسسها مع التركيز على محافظة الأنبار ومساعدة الحكومة في بغداد لاستعادتها».
ويؤكد المصدر، على ضرورة الإسراع في مسار المصالحة العراقية وتطبيق كل الأمور المعطلة في البرلمان العراقي من أجل هذه المصالحة الضرورية. وقال إن هذا المؤتمر»سيكون فرصة للتطرق إلى الوضع في سورية لما له من تأثير في العراق مع انتقال الجهاديين عبر حدود البلدين، إذ إن الهجوم الداعشي في الرمادي كان عبر الحدود السورية - العراقية وانه ينبغي البحث في معالجة المسألة السورية والنظر في الإسراع في الانتقال السياسي في سورية وإلا سيكون من الصعب التوصل إلى استقرار في العراق خصوصاً أن تراجع وضع النظام السوري غيّر المعطيات العسكرية على الأرض».
وتابع المصدر أن فرنسا تريد أن «يتحقق الانتقال السياسي في سورية خصوصاً أن لدى روسيا إدراكاً بتراجع وضع النظام السوري على رغم أن ليس هناك تغيير في الموقف العلني، بل هناك تطور أشار إليه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عندما التقى (نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل) بوغدانوف، اذ هناك إمكانية للتحدث مع الروس للنظر في إمكان التقدم على مسألة الإسراع في المسار الانتقالي السياسي في سورية، خصوصاً أن النظام غير قادر على مواجهة تقدم داعش».
نداء لإنقاذ 3.5 مليون طفل من الجهل والإرهاب ... قبل فوات الأوان
لندن - «الحياة»
وجّه عماد برق، وزير التربية والتعليم في الحكومة الموقتة التابعة لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، من داخل مدينة حلب شمال البلاد، نداء الى الدول الصديقة والمجتمع الدولي، لحماية الأطفال ومدارسهم من الاستهداف، والمساهمة في توفير ما قدّرته وثيقة سابقة صادرة عن الوزارة 800 مليون دولار أميركي سنوياً، لدعم 3.5 مليون طفل سوري في حاجة الى التعليم لـ «إنقاذهم من الجهل والإرهاب... قبل فوات الأوان».
وقال برق في النداء، إن أربع سنوات «مرت ويتعرّض أطفال سورية ومدارسها لقصف ممنهج أمام سمع المجتمع الدولي وبصره، من دون أن يتحرك لوقف هذه الفظائع»، مشيراً الى وجود 2.5 مليون طفل «معرّضين للجهل والتجهيل في الأراضي المحررة»، إضافة الى حوالى 800 ألف طفل هم «هدف يومي للضياع في بلدان اللجوء والتهجير القسري».
وأشار أيضاً الى وجود 50 ألف مدرسة «باتت عرضة للنهب»، إضافة الى تعرّض أربعة آلاف مدرسة للتدمير الجزئي أو الكلي، من بينها أكثر من 500 مدرسة أصبحت «مراكز إيواء للنازحين» في داخل البلاد، الذين يتجاوز عددهم ستة ملايين. وأضاف برق في النداء: «على رغم ذلك كله، أصرّ أطفال سورية ومعلّموها، على المضي قدماً في استئناف العملية التعليمية على رغم الموت الذي يهددهم في كل لحظة، بدعم من وزارة التربية والتعليم والمنظمات الوطنية المخلصة».
واستندت الوزارة الى دراسة أعدتها «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسيف)، لتقديم مقترحات لكلفة تمويل التعليم، ذلك أن عدداً كبيراً من الـ3.5 مليون طفل، لم يذهب الى المدرسة منذ ثلاث سنوات، إضافة الى وجود 300 ألف طالب «في حاجة الى تعليم جامعي، نصفهم كانوا في الجامعات السورية قبل الثورة».
وكانت وزارة التربية والتعليم في الحكومة المؤقتة، أصدرت وثيقة تفصيلية عن «الاحتياجات العاجلة للتعليم» في الأراضي السورية المحررة، تقول إن التعليم في هذه المناطق يحتاج الى موازنة قدرها 676 مليون دولار أميركي لدعم مشاريع التعليم الأساسي، و20 مليون لدعم التعليم العالي، بينها 420 مليوناً لدعم 175 ألف مدرسة، ومئة مليون لإعادة إعمار المدارس، و52 مليوناً لمناهج التعليم، و43 مليوناً لدعم الأطفال ذوي الحاجات الخاصة.
وقال وزير التعليم في النداء، إن «استمرار التعليم في سورية يتطلب تمويلاً ضخماً، وما قُدّم من تمويل لمشاريع التربية والتعليم نذر يسير لا يشكل شيئاً أمام الاحتياجات الكثيرة، لقد كانت لدول عدة مساهمات تستحق الشكر، وفي شكل خاص السعودية وتركيا وقطر، لكننا وصلنا إلى مرحلة شحّ، وتوقف العديد من المشاريع، وأوشكت أن تتوقف مديرياتنا عن العمل»، مضيفاً أنه يوجّه «النداء علّه يلامس ضمير أصدقاء شعب سورية، ويطرق وجدان الإنسان في صدر صانعي القرار».
وطالب برق بـ «حماية الأطفال في المناطق المحررة من هجمات النظام المجرم»، وتقديم الدعم لـ «إبقاء الأطفال على مقاعد الدراسة، وذلك من خلال المساهمة في المشاريع التعليمية التي تديرها الوزارة في الأراضي السورية المحررة، بما يشمل كتب الأطفال ومدارسهم وحقائبهم، ومدرسوهم من مسؤوليّتكم».
إيران تعترف بالهزيمة... "الأسد يتهاوى"
موقع 14 آذار..
"الأسد بدأ يتهاوى أخيراً" اعتراف إيراني واضح بأن النظام السوري يعيش أيامه الأخيرة، وبحسب الموقع الرسمي لميليشيات "أنصار حزب الله" الإيرانية المقربة من المرشد الأعلى، علي خامنئي، وفي دراسة حول إدارة طهران للحرب في سوريا، فإن "على إيران أن ترسل 50 ألف جندي من قوة المشاة إلى سوريا لإدارة الحرب هناك وللحيلولة دون سقوط نظام الأسد الذي بدأ يتهاوى أخيرا".
ليس المؤشر الأول لحال الأسد، فسبق هذا الكلام تقدم لتنظيم "الدولة الاسلامية" بعد سيطرته على تدمر واليوم يخطف الريف الشمالي لحلب من النظام والمعارضة، فضلاً عن خسارته محافظة إدلب بأكملها. ورغم الاعتراف الايراني ومؤشرات السقوط، لا يزال الأسد متمترساً في القصر الجمهوري، إلا أن أوساط متابعة لملف الأزمة السورية على صعيد محلي ودولي تعتبر أن تغييرات جديدة ستطرأ على الأزمة خلال شهر حزيران، خصوصا تزامناً مع اقتراب المفاوضات على المفل النووي بين إيران ودول الـ "5 + 1".
واعتبرت أن "ما تبقى من نظام الأسد سيكون مصيره مرتبط بحال المعارضة التي لم تتفق على بديل حقيقي وخطة لحكم سوريا، وإلى حين الوصول إلى هذا الأمر فإن النظام سيبقى محافظاً على جزء صغير من سوريا"، معتبرة أن "على المعارضة المسارعة إلى تشكيل نواة للسلطة الحديثة في سوريا، ترضي جميع الاطياف وتواجه الفكر الداعشي لطرده من الاراضي السورية، وذلك قبل انتقال المرحلة من جديد إلى صالح النظام في حال رفعت ايران من دعمها له".
ولا شك أن هذه التطورات تحدث نوعاً من الارباك لدى أنصار النظام السوري، خصوصا في لبنان، حيث يحاول "حزب الله" صرف الأنظار نحو معركة القلمون، لكن انجازات المعارضة وارهاب "داعش" أقوى.
وتقول المصادر إن "إيران لاحظت الارتخاء الميداني الروسي، بعدما ظهر العجز في وقف تمدد "داعش"، وراحت تدفع النظام نحو اغتنام الفرصة وتوصيف ما يجري سياسياً، للاشارة إلى أن البديل عن النظام سيكون "داعش"، وهو خطأ تتحمله المعارضة السورية التي لم تستطع أن تتوافق داخلياً للخروج بخطة واحدة متكاملة".
واعتبرت أن "ما يشاع عن امكانية اللجوء إلى التقسيم، فهو خيار ترفضه المعارضة، ويبدو أن النظام يبحث عنه ليحكم أي بقعة جغرافية حتى لو كانت صغيرة"، مشيرة إلى "صعوبة انشاء دويلة علوية رسمية في ظل وجود 60% من سكان الساحل من الطائفة السنية، لكن ذلك لا يمنع النظام من ترسيم مثل هذه الحدود بطريقة غير رسمية للدفاع عنها". إلا أن المصادر تتوقف عند التقدم الذي يرسمه "جيش الفتح"، وتقول: "إذا قام هذا الجيش بقصف قلب اللاذقية بالصواريخ فيكون حلم الدويلة قد انتهى، لأن أي معركة جدية لهذه المنطقة ستدفع السكان إلى النزوح، وعلى الأرجح ستكون الوجهة الأقرب لبنان، وهنا سترتفع الصرخة".
وعما نشرته الدراسة الايرانية، قالت: "من المستحيل إدخال 50 ألف مقاتل، وايران لديها ميليشياتها في سوريا، من ايرانيني وعراقيين ولبنانيين، ورغم ذلك تراجع النظام خلال 4 سنوات إلى احتلال اقل من 25% من الاراضي السورية، فضلاً عن غياب الطريق الامن لدخول هؤلاء، وسكيون أشبه بوقاحة تدفع دول أخرى للدخول كتركيا مثلاً التي اقترحت أكثر من مرة التدخل لكن الكبح الاميركي يكون لها بالمرصاد".
بتوسيع دور قوات الحشد العراقية إلى سورية بدلاً من تعزيز مقاتلي "حزب الله"
قيادي صدري لـ”السياسة”: طهران تدرس تغيير ستراتيجيتها في دمشق
بغداد – باسل محمد:
في ضوء الهزائم العسكرية التي منيت بها قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد والتراجعات الميدانية التي حصلت في مدن تدمر واللاذقية وحمص وادلب, أعلن قيادي في تيار رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر ل¯”السياسة”, أن هاجس سقوط الأسد الذي تبدد إلى حد كبير طوال العام الماضي, عاد مجدداً ليخيم على النقاشات السرية داخل القوى السياسية العراقية الشيعية وفي دوائر القرار بإيران.
وقال القيادي إن المعلومات التي تأتي من سورية مقلقة للغاية لسببين رئيسيين الأول, يتعلق بوجود خلافات داخل بعض أقطاب النظام السوري بشأن طريقة ادارة المعركة ضد الفصائل السورية المسلحة والتي أدت الى هذا التراجع العسكري في الأسابيع القليلة الماضية وبالتالي هناك من يرى داخل النظام أن استمرار الإستعانة بالدعم العسكري الإيراني وبمقاتلي “حزب الله” اللبناني سيفاقم الوضع سوءاً لأنه مرت نحو أربعة أعوام على تبني هذا الخيار من دون أن تنتهي الأزمة السورية ومن دون أن تخف حدتها, لذلك تطالب بعض أقطاب النظام السوري بتغيير ستراتيجية الرهان على الإيرانيين ومقاتلي “حزب الله” إلى ستراتيجية أخرى تسمح بالتوجه إلى تسوية سياسية, أما السبب الرئيسي الثاني, فيتمثل بعزوف وحدات كبيرة من الجيش السوري النظامي عن القتال وهذا ما يفسر الإنسحابات في الأيام السابقة, كما أن عمليات التطوع والإلتحاق بصفوف الجيش انخفضت بنحون 70 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي, وهذا أمر كارثي لأن الحقائق على الأرض برهنت أن استمرار القتال واطالة أمد الأزمة ونتائج وتكاليف الحرب الأهلية السورية بدأ يضر بنظام الأسد وقوته وقدراته على الهجوم.
واعتبر أن من أهم أسباب التدهور العسكري في سورية لصالح فصائل المعارضة وعلى حساب مكاسب النظام, هو القتال الشرس الذي تخوضه القوات العراقية وتصاعد تهديد تنظيم “داعش” بالعراق, الذي أثر في عمق التفكير الستراتيجي الإيراني وحساباته إلى حد بات بعض القادة الإيرانيين يظنون أن طهران تتجاهل ما يحدث في سورية ثم تطورت الظروف إلى سقوط الرمادي, عاصمة محافظة الأنبار والمعابر الحدودية مع سورية بيد التنظيم وبالتالي انقطع كل تواصل عسكري بري بين ايران وسورية عبر العراق اضافة الى انشغال ايران بوضع اليمن ومصير حلفاءها هناك.
وكشف القيادي أن ايران تفكر بستراتيجية جديدة لدعم النظام السوري تعتمد على توسيع دور قوات الحشد الشيعية العراقية إلى الأراضي السورية, وبالتالي هناك من بات يعتقد في طهران أن قدرات قوات الحشد العراقية على تحقيق مكاسب على حساب “داعش” وبقية الفصائل أفضل بكثير من أداء مقاتلي “حزب الله” اللبناني رغم أن هؤلاء ربما يكونوا مدربين بشكل أفضل سيما على الأسلحة الإيرانية غير أن ميزة قوات الحشد العراقية تكمن في أنها تحظى بتأييد واسع في الداخلي الشيعي العراقي عكس “حزب الله”, الذي بدأ يواجه مشكلات مع الدولة اللبنانية والسكان اللبنانيين والشيعة اللبنانيين لأن هناك من لا يريد خوض القتال في سورية دفاعاً عن الأسد.
وأكد أن العديد من قادة الحرس الثوري الإيراني متحمسين لفكرة توسيع دور قوات الحشد العراقية الشيعية الى سورية أكثر من خيار ارسال المزيد من مقاتلي “حزب الله” اللبناني لدعم قوات الأسد وحتى أفضل من خيار ارسال المزيد من العسكريين الإيرانيين الى دمشق.
وأشار إلى أن التدريبات التي تجريها الولايات المتحدة لصالح بعض فصائل المعارضة السورية في الأردن وتركيا ستزيد من سوء الوضع العسكري لقوات الرئيس الأسد ولذلك الفترة القادمة ربما تحمل المزيد من الأنتكاسات وقد تصل المعارك إلى قلب دمشق, وبالتالي لا تريد القيادة الإيرانية أن تنتظر حدوث هذا السيناريو وتريد أن تسارع في البحث عن حلول عملية لإنقاذ نظام الأسد وبسرعة.
ولفت إلى أن التحالف السياسي الشيعي الذي يدير حكومة حيدر العبادي في بغداد منقسم بين أطراف ترى أنه من الضروري لقوات الحشد في مرحلة لاحقة أن تتدخل في سورية لدعم نظام الأسد, لذلك توجد كل هذه التعزيزات في الأنبار من قبل قوات الحشد المؤلفة من فصائل شيعية مسلحة, وبالتالي من وجهة نظر هذه الأطراف سقوط الأسد كارثة على الوضع الأمني العراقي ونتائج الحرب على “داعش” ولهذا السبب تؤيد التدخل وتوسيع دور قوات الحشد العراقية الى الأراضي السورية, أما الأطراف الأخرى, فتتبنى وجهة نظر تفصل بين الوضع العراقي والوضع السوري وبأن لكل بلد شأنه, وهي بذلك تدعو الى بقاء دور قوات الحشد العراقية داخل العراق والتركيز على طرد “داعش” من المدن العراقية التي يحتلها والذهاب الى لملمة الوضعين السياسي والإقتصادي وتعزيز جو المصالحة والشراكة وتحسين الأمن برمته والعبادي نفسه من مؤيدي هذا الخط.
المصدر: مصادر مختلفة