«القاعدة» أعدم سعوديين في اليمن...تخرج دفعة جديدة من المقاتلين لرفد جبهات القتال بهم واتحاد شباب الجنوب ينفي مشاركة أي من مكوناته في مشاورات جنيف
مجزرة مساجد في صنعاء وسقوط العشرات...الأمم المتحدة تمهل الحوثيين يومين آخرين للبقاء في جنيف و«مجموعة الـ16» تتدخل وراء الكواليس للتمديد
الجمعة 19 حزيران 2015 - 6:04 ص 1966 0 عربية |
الأمم المتحدة تمهل الحوثيين يومين آخرين للبقاء في جنيف و«مجموعة الـ16» تتدخل وراء الكواليس للتمديد
الشرق الأوسط...جنيف: يونس سليماني الرياض: ناصر الحقباني
الاجتماعات الدائرة في جنيف بهدف حل الأزمة اليمنية عرفت على مدى الأيام الماضية أمورًا كثيرة إلا الأمر الأساسي الذي عقدت من أجله وهو تنظيم «مشاورات» بين طرفي الأزمة. هذه المشاورات كان من المفترض أن تتم بحضور فريق الحكومة الشرعية من جهة وفريق الحركة الحوثية وحزب المؤتمر الشعبي العام ومكونات سياسية أخرى من جهة أخرى، في غرفتين منفصلتين بأحد مباني مقر الأمم المتحدة، وينتقل الموفد الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد بين الفريقين، يطرح عليهما أسئلة ويستمع منهما إلى إجابات وملاحظات، لكن كل ذلك لم يحدث.
هذه الجلسات التي افتتحها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين الماضي، حتى قبل وصول وفد «الحوثي - صالح»، كان مفترضًا أن تدوم ثلاثة أيام، لكن هذه المدة الزمنية انتهت أمس دون أن يتمكن الوسيط الأممي من عقد أي جلسة «مشاورات» بالطريقة التي أعلن عنها رسميًا.
وأمام انحسار المدة الزمنية المتاحة، واقتراب الموعد الأقصى الذي حدده الوسيط الأممي (غدًا الجمعة)، اضطرت الأمم المتحدة لإمهال الحوثيين أمس مدة يومين قبل المغادرة، في وقت تدخل السفراء الأوروبيون وسفراء مجموعة الدول الراعية للمبادرة الخليجية (مجموعة الـ16)، للضغط من أجل إنقاذ المشاورات خلال اليومين المقبلين.
منذ البداية، ظلت الأمور تراوح مكانها بسبب قدوم الفريقين بوجهات نظر متباينة وبسبب حمل كل واحد منهما رؤية تختلف عن رؤية الجانب المقابل، في كل شيء، بدءًا بأسباب وتوصيف الأزمة وانتهاء بطريقة إجراء المشاورات المقترحة من الأمم المتحدة. عقد المبعوث الأممي خلال الأيام الماضية جلسات مع الفريقين، بعضها في مبنى الأمم المتحدة والبعض الآخر في مقر إقامة وفد «الحوثي – صالح»، ويبدو أن كل ما دار في تلك اللقاءات هو تمسك كل طرف بمواقفه المتعلقة بالجلسات بطريقة تشبه فرض شروط.
وأمس، كانت الأنظار في جنيف تنتظر أنباء من وفد الحكومة بشأن بقائه أو انسحابه، لأن هذا الفريق كان قدم مبكرًا، قبل الموعد المحدد أول مرة، واشتكى من عدم حصوله على أي برنامج عمل يخص الجلسات الرسمية وأوقات الراحة وغيرها. لكن الوفد الحكومي بدا أمس أميل إلى المرونة ولم يرغب في الظهور كطرف معرقل. ويقول الوفد الحكومي إنه جاء في الوقت المحدد وبعدد من الممثلين مثلما جرى الاتفاق سابقا، وأن العراقيل برزت من الطرف الآخر.
انتظر الصحافيون في مبنى الأمم المتحدة مطولاً مؤتمرًا صحافيًا لوفد الحكومة كان أعلن عنه منذ الصباح. وعند الثالثة عصرًا، دخل أعضاء هذا الوفد برئاسة وزير الخارجية رياض ياسين، برفقة عز الدين الأصبحي وعبد العزيز جباري وآخرين، من دون أي ممثل للأمم المتحدة، إلى القاعة الثالثة في مبنى الأمم المتحدة، وتلا ياسين تصريحًا مقتضبًا جاء فيه: «نشكر الصحافيين على حضورهم. كنا بصدد عقد مؤتمر صحافي، لكن بسبب حرصنا على إنجاح المشاورات، قررنا تأجيله إلى وقت لاحق». ثم غادر الوفد أمام محاولات كثيرة من الصحافيين للاستيضاح، لكن دون جدوى. وقدم هذا التصريح غموضًا حول ما يدور في الكواليس أكثر مما ساعد الإعلاميين في فهم ما يجري.
لكن ياسين قدم لاحقًا تصريحات لـ«الشرق الأوسط» كشفت عن رؤية الحكومة للمشاورات. وقال وزير الخارجية اليمني إنه لم يتم التشاور أو الاتفاق على أي مقترحات حول وقف إطلاق النار، أو الهدنة الإنسانية أو الانسحاب من المدن، بسبب عرقلة وفد الحوثيين وأتباع صالح، وحزب اللقاء المشترك، والحراك الجنوبي، للمؤتمر التشاوري في جنيف، مشيرًا إلى أن هذه المقترحات كان فكرة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ. وأوضح ياسين في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أن وفد الحكومة اليمنية اجتمع أمس مع سفراء للدول الأوروبية (المملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وهولندا، وكذلك سفيرة الاتحاد الأوروبي)، من أجل وضعهم في الصورة حول موقف الحكومة اليمنية الشرعية، ورؤيتهم، وقد «أبدى السفراء استحسانهم بالاستجابة السريعة وأن وفد الحكومة اليمنية والقوى السياسية تعامل مع الأمم المتحدة بما يريده العالم أجمع، في المسارعة بإرسال وفد للتشاور، الأمر الذي كشف للسفراء أن هناك خللا لدى وفد المتمردين». وقال ياسين إنه أبلغ سفراء الدول الأوروبية، بممارسة الضغط على وفد المتمردين، إذ طلب السفراء من وفد الحكومة اليمنية مزيدا من الوقت لمواصلة التشاور، إلا أن وفد الحكومة أمهلهم نحو 48 ساعة فقط. وأضاف: «إذا صبر اليمنيون على الحوثيين وتابع الرئيس المخلوع صالح، فالأمم المتحدة والدول الكبرى لا تتحمل ذلك، ولن تسمح للميليشيات الحوثية بأن تلعب على هاجس الوقت». وأشار وزير الخارجية اليمني إلى أنه يجب أن يدرك المتمردون بأن الوقت حاليًا ليس ملكهم، بحيث إذا كان الحوثيون وصالح يملكون الأرض والسلاح والوقت في اليمن، فوجودهم حاليا في جنيف ليس ملكهم، وعليهم المسارعة في البدء في خطوات تنفيذ آليات القرار الأممي 2216.
من جهة أخرى، علمت لـ«الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن وفد الحوثيين وصالح، سيعقدون اليوم مؤتمرا صحافيا في نادي الصحافة السويسرية، من أجل الحديث للرأي العام عن ضربات قوات التحالف لمعاقل المتمردين.
يذكر أن التطور اللافت الذي حصل أمس هو دخول القوى الدولية على الخط وحثها الأمم المتحدة على مواصلة المساعي لإجراء المشاورات. وفي هذا الإطار، اجتمع الوفد الحكومي مع السفراء الأوروبيين. كما اجتمع المبعوث الأممي مع سفراء «مجموعة الـ16» من أجل الدفع بإفساح فرصة أكبر لإنجاح المشاورات.
وأفادت مصادر بأنه تقرر تمديد المشاورات يومين آخرين، وأن مسؤولا أمميا أبلغ الوفد «الحوثي - صالح» أن مغادرتهم ستكون السبت. كما جرى تداول «أفكار دبلوماسية» لحل الأزمة ترتكز على بندي فرض هدنة وانسحاب الحوثيين من عدن مع ضمانات تقدمها الأمم المتحدة.
وعدا اجتماع مع سفراء مجموعة الدول الـ16، عقد المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أمس لقاء آخر مع وفد «الحوثي – صالح» في مقر إقامته بنزل «كراون بلازا». وقالت مصادر من حزب صالح لصحافيين: «جلسنا مع ولد الشيخ وطرحنا رؤانا والأسماء التي ستشارك، وإننا بانتظار الرد والبدء الفعلي في المشاورات». وأضافت المصادر: «نحن لا نريد أن تذهب جهود الوفد سدى. نحن خرجنا من اليمن في ظروف أمنية قاسية وتعرضنا لكثير من المتاعب في الطريق».
وكانت خلال الأيام الماضية قد برزت قضايا خلافية بين طرفي الأزمة، حاولت الأمم المتحدة أن تضعها في خانة الأمور التقنية. وانشغل الجميع باختلاف الطرفين على عدد الأعضاء المشاركين ضمن كل وفد في المشاورات وحول المدة الزمنية للجلسات. لكن الجميع يدرك أن الخلافات سياسية وليست تقنية وأنها ترتبط بالنظرة لجذور الأزمة. فوفد الحكومة يصر على أنه يمثل الدولة بدءا برئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان، وأنه يمثل الشرعية التي جرى الانقلاب عليها من قبل الحوثيين والموالين لصالح، عندما تم احتجاز الرئيس عبد ربه منصور هادي وغيره من الوزراء لفترة قبل أن يتمكنوا من الفرار إلى عدن ومنها إلى المملكة العربية السعودية. ثم جاء التطور المهم المتمثل في طلب حكومة الرئيس هادي من السعودية وعدة دول عربية للمساعدة في وقف زحف الحوثيين نحو الجنوب اليمني وحتى نحو الحدود السعودية، فكانت عملية «عاصفة الحزم». والمرتكز الأساسي الآخر للحكومة هو تصويت مجلس الأمن في أبريل (نيسان) الماضي على القرار 2216 الذي يقر بشرعية الحكومة ويطالب الحوثيين بالانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة.
في المقابل، يرفض فريق «الحوثي – صالح» عرض الأزمة بهذا الشكل، وهو يسعى لوصف وفد الشرعية بكونه «وفد الرياض». وقال عضو في وفد «الحوثي – صالح» لصحافيين أمس: «ليس لدينا مشكلة في أن يذهب منا 3 أو 4 أو 5 ليمثلونا في المشاورات. المشكلة في الطرف الآخر، الذي يجب أن يبين كل واحد فيه ماذا يمثل. لا نريدهم أن يقولوا إننا نمثل حكومة ما». واتهم المصدر الوفد الحكومي بأنه «يفتقد الصلاحيات ويفتقد المبادرة وأنه جاء إلى جنيف فقط لرفع العتب».
الأمر المطروح بقوة في الساعات الأخيرة من «جنيف اليمني» هو الحديث عن الهدنة الإنسانية مع دخول شهر رمضان. وقال محمد الزبيري عضو وفد الحوثيين في جنيف: «نحن نطمح لأن تكون هنالك هدنة في رمضان، لكن الهدنة ليست كافية». كما قال المبعوث الأممي إنه يجب التوصل إلى هدنة مع بدء رمضان، مشيرًا إلى مشاورات جنيف هي «الخطوة الأولى لإنهاء معاناة الشعب اليمني». وبدوره قال ياسين إنه كان من المفترض أن يجري التوصل إلى «شيء إيجابي» بشأن الهدنة يوم أمس، لكن «أعضاء الوفد الآخر يكتفون بالجلوس في فندقهم ويطلقون كل أنواع الشائعات». وأضاف: «لم يحضروا قط» إلى مبنى الأمم المتحدة المخصص للمشاورات. وكان الوفد الحكومي قال إن تخفيف معاناة اليمنيين من أولوياته، لكنه يشترط التزام الحوثيين ببنود القرار 2216 لوقف إطلاق النار. وعبر الوفد الحكومي عن خشيته من أن يستغل الحوثيون الهدنة المقترحة «من أجل إعادة تموضوعهم لمواصلة» عملياتهم العسكرية.
تخرج دفعة جديدة من المقاتلين لرفد جبهات القتال بهم واتحاد شباب الجنوب ينفي مشاركة أي من مكوناته في مشاورات جنيف
الشرق الأوسط...عدن: محمد علي محسن
شهدت منطقة زبيد جنوب مدينة الضالع شمال عدن تخرج دفعة جديدة من شباب المقاومة، ممن أطلق عليهم دفعة الشهيد محمد العقلة، ويعول على شباب المقاومة تعزيز جبهات القتال في الضالع وعدن ولحج وأبين وشبوة بدماء جديدة قادرة على استخدام مختلف صنوف السلاح، والتعامل مع مقتضيات المعركة، بما اكتسبته من معارف ومهارات قتالية، خلال الدورة التدريبية المنظمة، من قبل المقاومة الجنوبية للشباب المتطوع من معظم المحافظات الجنوبية.
وفي بيحان بمحافظة شبوة شرق عدن، كانت قوات الاحتياط المرابطة في بيحان قد انسحبت خلسة ودون مقدمات أو معركة مخوضة بين المقاومة وهذه القوات المعروفة بموالاتها للرئيس المخلوع ونجله أحمد.
وقال قائد المقاومة الجنوبية، العميد عيدروس قاسم الزبيدي، إن شباب المقاومة الجنوبية معنيون بتحرير عدن، وإنهم سيكونون عند مستوى المهمة الوطنية الموكلة لهم، وأضاف الزبيدي في كلمة له أمام الدفعة الثامنة من شباب المقاومة الذين أنهوا دورة التدريب على مختلف مهارات القتال واستخدام السلاح يوم أول من أمس الثلاثاء في منطقة زبيد جنوب مدينة الضالع.
وفي الحفل الذي حضرته قيادة المقاومة الجنوبية وجمع غفير من أبناء الضالع والجنوب، أدى الجنود الخريجون عدد من التمارين والمهارات القتالية التي أظهرت قدراتهم وكفاءتهم العالية في خوض القتال.
ودعا قائد المقاومة الجنوبية، الخريجين إلى الثبات والالتحاق بجبهات القتال لأداء واجبهم الديني والأخلاقي والوطني أمام شعبهم ووطنهم ودينهم.
وخاطب القائد الزبيدي أبطال المقاومة الجنوبية قائلا إن أمامكم مهام جسيمة في كل أراضي الجنوب المحتل، فأنتم مطالبون بنقل المعارف والمهارات القتالية التي استفدتم منها، إلى جبهات القتال، لطرد الميليشيات الحوثية وقوات الاحتلال من كل أراضي الجنوب وأهمها العاصمة عدن. وحث أبطال المقاومة الجنوبية على الثبات والتلاحم والتراص في كل ميادين القتال في الأرض، وانتزاع حقهم بقوة السلاح، ممن وصفهم بالمحتلين والإرهابيين.
وشكر الزبيدي نيابة عن المقاومة الجنوبية دول التحالف العربي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وقائدها الملك سلمان بن عبد العزيز.
وكانت المقاومة الجنوبية قد أشرفت على دورات تدريبية لشباب المقاومة الجنوبية؛ الأولى دورة الشهيد أكرم الحريري في منطقة حرير، والثانية دورة الشهيد أحمد محمد الصنبحي في منطقة راغب الرحبة وآل انعم في الشعيب شمال مدينة الضالع.
إلى ذلك أعلن اتحاد شباب الجنوب عدم مشاركة أي من مكوناته في مشاورات جنيف، وطالب في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه الأمم المتحدة، بالتدخل الفوري لإنقاذ الشعب الجنوبي، مما وصفها بحرب الإبادة التي يتعرض لها يوميا، على أيدي الجيش الموالي للرئيس المخلوع وميليشيات الحوثي، وإرغامهم على الانسحاب من الجنوب، وفق المواثيق الأممية والمعاهدات الدولية، وتمكين المقاومة الجنوبية من حفظ الأمن والاستقرار في الجنوب بدلا من مؤتمرات تشرعن للجاني، وتمد أمد المعاناة والقتل والحصار.
وأكد اتحاد شباب الجنوب عدم مشاركة الحراك في مؤتمر جنيف، واعتبر من حضره بأنه لا يمثل إلا نفسه، والجهات غير جنوبية التي تقف خلفه. ولفت إلى أن من يمثل الجنوب وقضيته هو المقاومة الجنوبية الوريث الشرعي للثورة السلمية الجنوبية، وأعرب البيان عن إجلاله لدول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، على موقفها الشجاع، وناشد هذه الدول المزيد من التعاون والتنسيق مع المقاومة الجنوبية حتى طرد الميليشيات الباغية من أرض الجنوب. ودعا رجال الخير والمقتدرين في الداخل والخارج لدعم اسر الشهداء والجرحى وتخفيف المعاناة عنهم.
وأضاف: «يأتي شهر رمضان هذا العام، في ظل أوضاع مأساوية وكارثية يعيشها شعبنا في مختلف جوانب الحياة، جرها العدوان الهمجي لميليشيات الحوثي وصالح على مجتمعنا وأرضنا، مرتكبة كل الجرائم، ومبتدعة أساليب جديدة للقتل والدمار، جاعلة من الغزاة والطواغيت في مختلف الحقب التاريخية رسل سلام ومبادئ وقيم».
وفي محافظة شبوة شرق اليمن انسحبت أول من أمس قوات تابعة لقوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقا) من منطقة وادي هو غرب مدينة بيمان بمحافظة شبوة، وقال مصدر في محافظة شبوة لـ«الشرق الأوسط» إن انسحاب الجنود وآلياتهم العسكرية كان مفاجئا ومن دون حدوث مواجهات مسلحة أو اتفاق مسبق، وعزا المصدر هذا الانسحاب، بأنه يندرج ضمن الحسابات العسكرية، وتفاديا لمواجهات محتملة مع المقاومة في شبوة، والسببان معا خلف سحب هذه القوة بعيدا عن بيحان.
وفي محافظة الضالع وسط اليمن قتل مواطن يدعى محمد الأصهب وأصيب نجله إثر قذيفة دبابة على منزل الأسرة في قرية شعب الأسود غرب منطقة سناح مساء أول من أمس. وأفاد سكان محليين في سناح جنوب مدينة قعطبة لـ«الشرق الأوسط» أن المواجهات مستمرة وبمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وأن سكان القرى المحاذية لمنطقة سناح شمال مدينة الضالع واصلوا نزوحهم من قراهم باتجاه المناطق المحررة.
إلى ذلك نعت قيادة حزب الرابطة في اليمن وفاة القيادي في حزب رابطة الجنوب العربي الحر بمحافظة عدن محمد محمد عمر بازوعة الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى في مدينة المكلا فجر يوم الثلاثاء وتم تشييع جثمانه بعد الصلاة عليه عصر ذات اليوم في مسجد عمر، ومواراته الثرى في مقبرة يعقوب بمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت شرق اليمن.
مجزرة مساجد في صنعاء وسقوط العشرات
صنعاء، عدن، جنيف - «الحياة»، أ ف ب - رويترز-
هزّت انفجارات ضخمة صنعاء عشية شهر رمضان. وقال مسؤول أمني إن أربع سيارات ملغومة انفجرت مستهدفة ثلاثة مساجد ومقراً سياسياً لجماعة الحوثيين مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات وفي ما سُمي «مجزرة المساجد.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لوكالة «رويترز»، «استهدفت أربع سيارات ملغومة المكتب السياسي لجماعة أنصار الله ومسجد الحشوش في حي الجراف ومسجد الكبسي في حي الزراعة ومسجد القبة الخضراء ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات.»
في غضون ذلك، راوحت مشاورات جنيف مكانها، واتهم وزير الخارجية اليمني المكلّف رياض ياسين، وفدَ جماعة الحوثيين بالاكتفاء بالجلوس في الفندق، مؤكداً لوكالة «رويترز» عدم تحقيق تقدُّم في شأن وقف النار في اليمن. وأعرب عن أمله في أن يشارك الحوثيون في المشاورات، ملوِّحاً ضمناً بمهلة 48 ساعة لتحقيق تقدُّم أو انسحاب وفده. وكان ديبلوماسي غربي اعتبر أن «النقطة الإيجابية الوحيدة» التي سُجِّلت في اليوم الثاني من المحادثات غير المباشرة بين طرفَيْ النزاع اليمني، هي «عدم انسحاب أي وفد».
وفي حين واصل طيران التحالف غاراته على مواقع للجماعة، وامتد القصف غرباً إلى محافظة المحويت اليمنية للمرة الأولى، كرر الوزير ياسين الذي يرأس وفد الحكومة، مطالبته بـ «انسحاب (المتمردين) من كل المحافظات لإبرام وقف للنار أو هدنة، عملاً بقرار مجلس الأمن الرقم 2216».
واجتمع الوفد الحكومي صباح أمس مع 16 ديبلوماسياً من الدول الكبرى والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، يتابعون المفاوضات.
ونسبت وكالة «رويترز» إلى ياسين قوله: «كان مفترضاً أن نتوصل اليوم إلى شيء إيجابي... يكتفون (الحوثيون) بالجلوس في فندقهم ويطلقون الإشاعات». ولفت إلى أنهم لم يشاركوا في المشاورات، وسُئِل هل ينوي الوفد الحكومي المغادرة، فأجاب: «أمامنا 48 ساعة»، في تلميح إلى إمكان الانسحاب من المشاورات.
وفي كلمة أُذيعت في صنعاء ليل الأربعاء، اتهم زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي الطرف الآخر في اليمن بالسعي إلى «تنفيذ أجندة سعودية».
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الحوثي قوله: «اليوم عملوا ليكون الاجتماع في جنيف مجرد اجتماع تشاوري، وحاولوا أن يفرضوا عليه أجندتهم. تعاملوا مع الأمم المتحدة ومبعوثها الجديد كأداة في أيديهم يقدّمون له أجندة، يصدرون له أوامر ويقدمون له التوجيهات». وأضاف: «وافقوا مجدداً على الحوار بعدما قلّلوا من مستواه ومن أهميته فحوّلوه إلى اجتماع تشاوري وليس حواراً جدّياً يوصل إلى الحل، لأن المطلوب بالنسبة إليهم ليس الحل».
واتهم حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي بأنها تستخدم «أسلوب الترغيب والترهيب» مع مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد «من أجل تطويعه كي يعمل لهم ما يريدون. هم يريدون فوضى في البلد (...) اتركوا للأمم المتحدة حيادها لإنجاح مهمتها».
وجاءت كلمة الحوثي بينما كان وفد الجماعة إلى جنيف يلتقي في أحد فنادقها مبعوث الأمم المتحدة الذي اجتمع بممثلي الحكومة الإثنين، وإثر اللقاء قال الموفد الدولي إن مجرد جمع الوفدين في جنيف هو «إنجاز».
وسُئِل رئيس وفد جماعة الحوثيين إلى جنيف حمزة الحوثي عن إمكان انسحاب الجماعة من المناطق التي سيطرت عليها في اليمن، لتنفيذ القرار الدولي الرقم 2216، فأجاب أن الهدنة «مطروحة على الطاولة» في المشاورات، والانسحاب «رهن بالمفاوضات».
ويطالب الحوثيون بأن يشمل الحوار كل الأطراف السياسية اليمنية، ويعتبرون أن وفدهم يمثّل شريحة واسعة من هذه الأطراف وليس جماعة الحوثي وعلي صالح فحسب، وذكر حمزة الحوثي أنهم يعتبرون الحكومة غير شرعية لأنها «مستقيلة»، ويطالبون بحوار جديد بين الأحزاب.
ميدانياً، واصل طيران التحالف العربي أمس غاراته على مواقع للحوثيين والقوات الموالية لهم ومخازن للسلاح في محافظات يمنية، واشتدت معارك الكرّ والفرّ التي يخوضها المؤيدون للرئيس عبدربه منصور هادي ضد ميليشيا الحوثيين في مناطق تعز ولحج ومأرب، وسط أنباء عن مقتل عشرات من عناصر جماعتهم وتدمير آليات لهم.
وسيطر المسلحون الحوثيون على معسكر تدريبي لقوات المقاومة في منطقة «لبنات» في صحراء محافظة الجوف (شمال صنعاء)، بعد ثلاثة أيام على سقوط عاصمة المحافظة «مدينة الحزم» في قبضة الجماعة.
وأكدت مصادر المقاومة الموالية لهادي في مدينة تعز (جنوب غرب)، أن عناصرها هاجموا مواقع وسط المدينة، وتمكّنوا من صد هجوم حوثي على مواقعهم في منطقة جبل جرة، في حين تحدثت مصادر عن اشتباكات عنيفة بين الجانبين في مناطق الزنقل وشارع الأربعين وحي الضباب، ما يرجِّح سقوط عشرات القتلى والجرحى، وبينهم مدنيون.
واستهدف طيران التحالف مخازن الأسلحة في جبل نقم المطل على صنعاء من جهة الشرق، وسُمِعت انفجارات يُعتقد بأنها ناجمة عن احتراق قذائف، كما استهدف معسكر الصواريخ في منطقة فج عطان غرب العاصمة، وأغار الطيران على مواقع وآليات للحوثيين في محافظة المحويت (غرب صنعاء) للمرة الأولى.
وأكدت مصادر أن غارات أخرى استهدفت مناطق الحدود الشمالية الغربية في مديريات الظاهر وشدا في محافظة صعدة، كما أفادت بأن الغارات طاولت مدينة ضحيان في صعدة وضربت مواقع في مدينة حزم الجوف وفي أطراف مدينة مأرب، ومواقع للدفاع الجوي في منطقة نقيل الإبل في محافظة تعز، ومعسكر الحرس الجمهوري في منطقة سامة شرق مدينة ذمار.
وأفادت مصادر قبلية في محافظة لحج بأن أنصار هادي هاجموا مواقع للحوثيين في جبل «الزيتونة» قرب قاعدة العند الجوية، ما أوقع قتلى وجرحى من الفريقين. وأضافت أن غارات للتحالف استهدفت مواقع حوثية في منطقة «مفرق بني عياض جنوب مدينة الحوطة (شمال عدن) وأدت إلى مقتل قائد ميداني للجماعة مع ستة آخرين، بينهم زعماء قبليون موالون لها من أبناء المنطقة.
وقصفت جماعة الحوثيين حي صلاح الدين غرب مدينة عدن بالمدفعية وصواريخ «كاتيوشا»، وتحدّث شهود عن نزوح واسع من مناطق عدن الشمالية والغربية. وفي نبأ وزّعته وكالة «أسوشييتد برس» من صنعاء، أُفيد بمقتل 31 مدنياً بالقصف خلال نزوحهم من عدن.
«القاعدة» أعدم سعوديين في اليمن
الحياة..صنعاء، عدن - رويترز، أ ف ب -
قال سكان إن عناصر تنظيم «القاعدة» في اليمن أعدموا أمس سعوديين اتهما بالتجسس لصالح الولايات المتحدة في جنوب شرقي اليمن، بعد يوم من إعلان التنظيم مقتل زعيمه في هجوم يشتبه أن طائرة أميركية من دون طيار نفذته.
وأظهرت لقطات، وضعها على مواقع التواصل الاجتماعي مؤيدو التنظيم، متشددين مسلحين على شاطيء وهم يحملون رايات ويحيطون برجلين معصوبي العينين على الرمال.
وأكد مسؤول محلي في عدن لوكالة «فرانس برس» ان التنظيم أعدم السعوديين في المكلا. وذكر «ان العنصرين زرعا شرائح في مركبات وملابس قياديين في القاعدة».
وأكد شهود عيان ان السعوديين أُحضرا الى ساحة في المكلا وأُعدما أمام عشرات السكان ثم عُلقت جثتاهما على عامود خشبي، وأن عناصر التنظيم يمارسون مهام الشرطة في المدينة ويمنعون الأغاني ويمزقون صور الفنانات وينزلون لافتات صالونات الحلاقة والتجميل النسائية التي عليها صور نساء.
المصدر: مصادر مختلفة