اخبار وتقارير..وزيرة سلاح الجو الأميركي: روسيا "أكبر تهديد" لواشنطن...وزير الدولة للدفاع البريطاني: قواتنا وجالياتنا المسلمة في انسجام
بوتين يتحالف مع «نصف البشرية» ضد عزل روسيا...الكتائب الشيشانية المتطرفة تساعد أوكرانيا في حربها ضد المتمردين...فيتو روسي يخذل أهالي سريبرينيتشا بعد عشرين عاما من المجزرة
الجمعة 10 تموز 2015 - 7:46 ص 2385 0 دولية |
بوتين يتحالف مع «نصف البشرية» ضد عزل روسيا
الحياة...موسكو - رائد جبر
شهدت مدينة أوفا عاصمة جمهورية بشكيريا الذاتية الحكم في روسيا امس، انطلاق اعمال قمتي «مجموعة بريكس» و»منظمة شنغهاي للتعاون»، في اوسع استعراض سياسي تستضيفه موسكو منذ اندلاع المواجهة مع الغرب بسبب أزمة اوكرانيا. وأكد الرئيس فلاديمير بوتين ان تحالف بلاده مع «دول تضم نصف البشرية» يهدف الى تعزيز الاستقرار والأمن في العالم.
وأكد مسؤول في الكرملين ان استضافة القمتين معاً «رسالة تحدٍ ضد محاولات عزلنا او اضعافنا». وافتتح بوتين أمس الشق غير الرسمي لأعمال القمتين بعقد لقاءات ثنائية مع قادة الصين والهند ورؤساء افغانستان ومنغوليا وباكستان وإيران والبرازيل، اضافة الى عدد من قادة جمهوريات سوفياتية سابقة.
ووصف بوتين الصين بأنها «شريك استراتيجي»، وقال ان «توحيد جهود موسكو وبكين كفيل بمواجهة كل الصعوبات في طريقنا».
وتولي روسيا اهمية خاصة لنشاط «منظمة شنغهاي للتعاون» التي تضمها الى الصين وأربع جمهوريات سوفيتية سابقة، هي كازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وطاجكستان، خصوصاً ان القمة الحالية ستشهد توسيع المنظمة عبر ضم الهند وباكستان، والاستعداد لانضمام ايران اليها فور رفع العقوبات الدولية عنها بعد توقيعها اتفاقاً نووياً مع الغرب. لكن قمة «مجموعة بريكس» سرقت الأضواء باعتبار ان بلدانها «تضم نصف البشرية، وثلث الناتج الإجمالي العالمي»، كما كتب بوتين على موقع القمة بصفته الرئيس الحالي للمجموعة. وتضم المجموعة اضافة الى روسيا كلاً من البرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا.
وكان بوتين اشار في وقت سابق الى ان «التحالفات الإقليمية الكبرى مثل بريكس تلعب دوراً رئيساً في تحديد السياسات، خصوصاً الاقتصادية في العالم»، في اشارة الى تراجع دور مجموعة «السبع الصناعية الكبرى» التي فقدت موسكو عضويتها فيها. وقال ان «بلدان مجموعة بريكس تنسق مواقفها بعمق وتعاون أكبر في شأن القضايا الأساسية في العالم، وباتت تضطلع بدور فاعل في نظام عالمي متعدد الأقطاب، وفي تطوير نموذج حديث لنظام التجارة والاقتصاد العالمي». وأعلن يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، أن قمة «مجموعة بريكس» ستتناول «كل القضايا الملحة على الأجندة الدولية، وبينها النزاع في اوكرانيا وملف اليونان والتهديد الإرهابي من قبل تنظيم داعش».
وينتظر ان تخرج القمتان بوثائق مشتركة لتعزيز التعاون بين بلدان المجموعتين ووضع خطط طويلة الأمد للتنسيق على المستوى الدولي، اذ ستقر قمة «شنغهاي» 14 وثيقة الى جانب تبني استراتيجية لتطوير المنظمة تمتد حتى العام 2025 وتتناول قضايا الأمن الإقليمي والرد السريع على التحديات والتهديدات المحدقة والتعاون الاقتصادي.
وأولت موسكو اهمية خاصة لتوحيد مواقف حلفائها حيال أزمة اوكرانيا في محاولة لتخفيف الضغوط الغربية عليها. وقال اوشاكوف إن «مسودتي بياني قمتي بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون يعكسان ثلاث نقاط مهمة من وجهة نظر روسيا وشركائها تركز على ايجاد تسوية سلمية في اوكرانيا والدعوة إلى إجراء مفاوضات سياسية، ومطالبة الدول المعنية والأطراف المتنازعة بتنفيذ اتفاق «مينسك 2» لوقف النار بالكامل.
الكتائب الشيشانية المتطرفة تساعد أوكرانيا في حربها ضد المتمردين
كييف ترفض الإفصاح عن عدد المقاتلين الشيشان في البلاد
* خدمة «نيويورك تايمز» خاص بـ {الشرق الأوسط} نيويورك: أندرو كرامير
يرتدي ملابس مموهة، وتنسدل لحية يسودها المشيب فوق صدره، ويستقر خنجر عسكري بشكل بارز على حزامه، في حين يستهل منظره المخيف المشهد في أحد المطاعم الخالية تقريبا من الزبائن. دار النوادل بقلق حول المطبخ وهم يحاولون العمل رغم وجود ذلك الرجل الذي يسمي نفسه «مسلم»، وهو زعيم حرب شيشاني سابق، ذلك الذي قد لا يطلب منهم مزيدا من الشاي.
وبالنسبة إلى الأوكرانيين الذين تمرسوا على الحرب خلال العام الماضي وأكثر ضد الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا، فإن ظهور المقاتلين المتشددين، وأغلبهم من الشيشان، في البلدات على مقربة من خطوط المواجهة، يأتي كنوع من المفاجأة، وبالنسبة إلى كثير من أهل أوكرانيا، مفاجأة مرحب بها.
ويقول الرجل الشيشاني الذي رفض الإفصاح عن اسمه الحقيقي: «إننا نحب قتال الروس. ودائما نقاتل الروس».
وإنه يقود واحدة من ثلاث كتائب للمتطوعين المتطرفين من بين 30 وحدة تطوعية منخرطة في إجمالي مجهود القتال في شرق أوكرانيا. وتنتشر الكتائب المتشددة في المناطق المشتعلة والساخنة، وذلك هو السبب وراء وجود الشيشانيين هناك.
وتزداد حدة القتال حول مدينة ماريوبول، وهي ميناء استراتيجي ومركز صناعي سعى الانفصاليون منذ فترة طويلة للسيطرة عليه. ويقول المراقبون التابعون لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية هناك إنهم «شاهدوا شحنات عسكرية روسية تأتي بوتيرة ثابتة عبر خط السكك الحديدية إلى الشمال من المدينة».
وفي الآونة الأخيرة أفرجت السلطات الأوكرانية عن صور يقولون إنها التقطت بواسطة طائرة دون طيار كانت تحوم إلى شمال المدينة، وتظهر حشدا من الأسلحة الثقيلة، ومن بينها دبابات ومدافع هاويتزر، في جانب المتمردين.
ويشعر الأوكرانيون بسعادة من المساعدات التي يحصلون عليها من الكتائب المتطوعة إثر انتظارهم للهجوم المتوقع خلال الشهور المقبلة.
وكما ينظر الأوكرانيون إلى الوضع هناك، فإنهم في وضعية غير متوازنة وغير مواتية حيال الانفصاليين نظرا لرفض الحكومات الغربية توفير أي شيء مثل الدعم العسكري للقوات الحكومية الأوكرانية على غرار ما يتلقاه المتمردون من الحكومة الروسية. والجيش الأوكراني هو جيش فاسد ويعاني نقصا في التمويل، ويرحب سكان أوكرانيا بالدعم حتى من قبل المقاتلين التابعين لتنظيم داعش في الشيشان.
وقال المقاتل الشيشاني: «إنني على هذا الطريق منذ 24 عاما حتى الآن»، منذ سقوط الاتحاد السوفياتي. وأضاف الشيشاني أن «الحرب بالنسبة لنا لا تنتهي. ولا نفر من القتال ضد روسيا، ولن نفر منها أبدا».
ويزداد قلق القادة الأوكرانيين من أن الجماعات الانفصالية تخطط لبسط سيطرتها على الطرق المؤدية إلى ماريوبول، ويفرضون حصارا على المدينة، التي يبلغ تعداد سكانها نحو نصف مليون نسمة. ولمواجهة ذلك، اضطرت المدينة إلى اعتماد على تشكيلة من المقاتلين المتشددين وقطاع الأيمن للدفاع عنها.
ويترأس الشيشانيون جماعة الشيخ منصور، وهي تتخذ اسمها من إحدى شخصيات المقاومة الشيشانية في القرن الـ18 الميلادي. وهي تتبع القطاع الأيمن الوطني، أي الميليشيا الأوكرانية.
ولا تندرج الميليشيا الأوكرانية أو جماعة الشيخ منصور تحت لواء الشرطة أو الجيش الرسمي الأوكراني، وترفض السلطات الأوكرانية الإفصاح عن تعداد الأفراد الشيشان المقاتلين في شرق أوكرانيا. وتقول إن الحكومة لا تدفع لهم أموالا لقاء ذلك.
وبصرف النظر عن العدو، فإن تلك الجماعات ليس لديها الكثير مما يربطها بأوكرانيا، أو، لأجل تلك القضية تحديدا، لا يوجد ما يربطهم بالحلفاء الغربيين لأوكرانيا، ومن بينهم الولايات المتحدة.
ويشكل القطاع الأيمن، على سبيل المثال، خلال الاحتجاجات التي شهدتها الشوارع العام الماضي في العاصمة كييف من الجماعات القومية الأوكرانية مثل «المطرقة البيضاء» و«ترايدنت ستيفن بانديرا». وهناك جماعة أخرى، وهي جماعة «ازوف»، وهي من جماعات النازيين الجدد التي تتخذ من «خطاف الذئب» رمزا لها المرتبط بعلامة «إس إس» النازية القديمة. وبصرف النظر عن مناقشة مسألة الرموز النازية، يقول المقاتل الشيشاني إنه «يتعامل بصورة جيدة مع الحركات القومية بسبب أنهم (مثله) يعشقون وطنهم ويكرهون روسيا».
وفي محاولة لتعزيز قدرات القوات النظامية الأوكرانية وتقليل اعتماد كييف على تلك الجماعات شبه العسكرية يعمل جيش الولايات المتحدة على تدريب قوات الحرس الوطني الأوكراني. ويحظر على القوات الأميركية تحديدا توجيه التعليمات إلى أعضاء جماعة «ازوف» النازية الجديدة. ومنذ الحرب الأفغانية في فترة الثمانينات، وجهت موسكو الاتهامات إلى الولايات المتحدة من تشجيع المقاتلين المتطرفين لمحاربة روسيا على طول حافة الحدود الجنوبية لأراضيها، وهي السياسة التي يمكنها حل مشكلتين بشكل بارع: احتواء روسيا، وتشتيت انتباه المسلحين عن الولايات المتحدة.
ووجه الزعيم الشيشاني رمضان قاديروف الاتهامات إلى الحكومة الجورجية الموالية للغرب بتسهيل تسلل المتطرفين إلى إقليم شمال القوقاز، غير أنه لم يقدم الدليل على مزاعمه.
وزير الدولة للدفاع البريطاني: قواتنا وجالياتنا المسلمة في انسجام
«إفطار» في وزارة الدفاع البريطانية لإحياء ذكرى تفجيرات لندن ومجزرة سربرنيتشا
الشرق الأوسط..لندن: نجلاء حبريري
من غير المعتاد أن يسمع صدى الأذان عاليا في أرجاء المباني الحكومية البريطانية، ناهيك عن أداء صلاة المغرب وتناول وجبة الإفطار برفقة كبار القوات المسلحة في مبنى وزارة الدفاع. لكن لكل قاعدة استثناء، حيث استضافت وزارة الدفاع البريطانية مساء أول من أمس ثاني «إفطار» من نوعه بتنسيق مع «المنتدى المسلم للقوات المسلحة البريطانية» لإحياء الذكرى العاشرة لتفجيرات لندن والعشرين لمجزرة سربرنيتشا.
أكد إيرل هاو وزير الدولة للدفاع ونائب زعيم مجلس اللوردات خلال حفل الإفطار في وزارة الدفاع: «ترياق أعمال العنف والإرهاب المروعة التي شهدناها أخيرا في تونس، وفي لندن قبل عشر سنوات والوحشية التي عصفت بسربرنيتشا في البوسنة والهرسك من عشرين سنة، لا يأتي إلا بالوحدة الاجتماعية والاندماج. فمن السهل فقدان الأمل عند التوقف عند عواقب هذه الأعمال العنيفة، لكن هؤلاء المجرمين هم أقلية لا تمثلنا ولا تمثل مجتمعاتنا». وشدد وزير الدولة البريطاني على ضرورة «تحويل الحقد إلى محبة وألفة من خلال المبادرات الاجتماعية الداعية إلى التلاحم والاندماج»، مشيدًا بشجاعة الموظفين التونسيين في فندق «إمبريال مرحبا» في سوسة الذين غامروا بحياتهم لإنقاذ حياة سياح «غير مسلمين».
وشدد هاو على إنه لا صحة لمن يقول إنه من غير الممكن للمسلم أن ينضم للقوات المسلحة البريطانية، بل أكد على أن القوات المسلحة والجاليات المسلمة في بريطانيا «منسجمة». وأشار إلى وقائع عدة تؤكد على ذلك، على سبيل المثال التحاق بريطانيين مسلمين بصفوف الجيش منذ سنوات وتواصل الجيش مع مختلف مكونات المجتمع من خلال برنامج حكومي خاص. كما أشار إيرل إلى العمل الإنساني الذي تقوم به القوات المسلحة البريطانية لمساعدة بلدان مسلمة (وغير مسلمة)، مثال إرسال قوات وجنود احتياط إلى سيرا ليون ذات الأغلبية المسلمة (نحو 70 في المائة من إجمالي الساكنة) لتقديم المساعدة في مواجهة فيروس إيبولا القاتل.
وفي سياق متصل، أكّد مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» أن القوات المسلحة البريطانية تهدف إلى مضاعفة جهودها للتواصل مع مختلف فئات المجتمع، خاصة الأقليات المسلمة، لتغيير الصورة السلبية النمطية التي ترافقها. وقال النقيب نفيد محمد، رئيس رابطة المسلمين في القوات المسلحة البريطانية، لـ«الشرق الأوسط» إن «المؤسسة العسكرية تستجيب للقرارات السياسية التي توافق عليها الحكومة. فقد ترسل قواتنا تارة في عملية حفظ سلام، وتارة أخرى للقتال في منطقة حرب.. لكني أؤكد أنه لا تضارب بين هويتي المسلمة ومهامي ضمن القوات المسلحة». ويتابع: «انضممت إلى الجيش منذ 28 سنة، وشهدت تغييرا كبيرا خلال هذه الفترة، جله إيجابي». كما أشار النقيب إلى ضرورة تمثيل الجيش للتنوع الكبير في المجتمع البريطاني، وتجنيد أفراد من جميع فصائله الدينية والعرقية.
أما فيما يتعلق بجهود الجيش لتشجيع انضمام المواطنين المسلمين وتعزيز الاتصال بالدول المسلمة، فكان الجيش البريطاني قد نظم رحلة عمرة لوفد من جنوده المسلمين بدعوة من إدارة الشؤون الدينية للقوات المسلحة السعودية في 10 من يونيو (حزيران) الماضي في أول رحلة من نوعها. وكان الهدف من الرحلة تعزيز العلاقات بين الجيش البريطاني والقوات المسلحة السعودية. كما جاءت هذه الرحلة في إطار مشاركة الجيش البريطاني السابقة في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم للعسكريين في السعودية.
وأكّدت متحدثة باسم وزارة الدفاع البريطانية لـ«الشرق الأوسط» على أن هذه الزيارة كانت أول عمرة منظمة من الجنود البريطانيين المشاركين في الوفد وأنها جاءت تلبية لدعوة من طرف إدارة الشؤون الدينية للقوات المسلحة السعودية. كما أتيح للمعتمرين زيارة المسجد النبوي في المدينة المنورة ولقاء الشيخ صالح آل طالب إمام الحرم المكي الشريف.
وقال الإمام آسيم حافظ، وهو أول إمام مسلم في القوات المسلحة البريطانية ورئيس الوفد، إنه «من المهم أن يعرف الناس أن الدين يلعب دورا رئيسيا في حياة العسكريين، والدين لا يقسّم الناس ولا يخلق الفوضى، بل يقرّب بين الناس ويعزّز السلام والعيش في وئام مع الآخرين، وهذه الزيارة مثال ممتاز على ذلك».
وبدورها قالت الرقيب وزيهة لاهير، المرأة الوحيدة التي كانت من ضمن المعتمرين: «هذه العمرة هي واجب روحي، ولكنها أيضا أتاحت الفرصة للتواصل العسكري مع الجيش في السعودية. كان أمرا مهما بالنسبة لي، كامرأة، أن يضمّني الوفد، لكي أسلّط الضوء على أن المرأة المسلمة هي جزء هام من الجيش البريطاني. لقد كانت رحلة ناجحة من جميع النواحي وجدانيا وروحيا ومهنيا».
فيتو روسي يخذل أهالي سريبرينيتشا بعد عشرين عاما من المجزرة
مدن بريطانية تحيي الذكرى في حملة تضامن مع الضحايا وأسرهم
نيويورك: «الشرق الأوسط»
استخدمت روسيا، يوم أمس، حق النقض (الفيتو) على مشروع قرار في مجلس الأمن يعتبر المجزرة التي وقعت في سريبرينيتشا في يوغوسلافيا السابقة، إبادة. وكانت بريطانيا تقدمت بمسودة القرار على أمل أن يعترف مجلس الأمن رسميًا لأول مرة بأن أسوأ مجزرة ارتكبت في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية هي «عملية إبادة» ويدين نفي تسميتها «إبادة».
وامتنعت الصين وأنغولا ونيجيريا وفنزويلا عن التصويت على مشروع القرار قبل أيام من إحياء البوسنة للذكرى العشرين لمقتل ثمانية آلاف من الصبيان والرجال المسلمين البوسنيين على أيدي القوات البوسنية الصربية في مدينة سريبرينيتشا البوسنية في يوليو (تموز) 1995.
ووصف السفير الروسي في المجلس، فيتالي تشوركين، المسودة البريطانية بأنها «ليست بناءة وتصادمية ومسيّسة»، وقال إنه ليس من العدل اتهام البوسنيين الصرب فقط بارتكاب جرائم حرب. وأضاف تشوركين في اجتماع المجلس الذي بدأ بدقيقة صمت في ذكرى الضحايا، أن «المسودة لن تساعد على تحقيق السلام في البلقان، ولكنها ستنشر التوتر في هذه المنطقة».
واتّهم نائب السفير البريطاني، بيتر ويلسون، روسيا بالانحياز إلى جانب «غير المستعدين لقبول الحقائق اليوم». وأضاف: «لقد وقع عمل إبادة في سريبرينيتشا، وهذه حقيقة قانونية وليست حكمًا سياسيًا، وهي حقيقة غير قابلة للمساومة».
وجرت مناقشات مكثفة بين روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا خلال 24 ساعة الماضية بهدف الاتفاق على النص وتجنب التصويت بالفيتو، إلا أن موسكو رفضت أن تتخلى عن إصرارها ورفضت وصف عمليات القتل في سريبرينيتشا على أنها إبادة.
وعقب التصويت، قال الرئيس الصربي توميسلاف نيكوليتش إن هذا «يوم عظيم» لصربيا. وأضاف: «تم اليوم منع وصم الشعب الصربي بأكمله بأنه مرتكب لعمليات إبادة، وليس ذلك فحسب، بل إن روسيا أظهرت وأثبتت أنها صديق حقيقي ونزيه».
من جهة أخرى، أحيت مدن بريطانية كثيرة الذكرى العشرين للمجزرة التي أودت بحياة 8 آلاف ولد ورجل بسبب دينهم الإسلامي، مع أبرز المراسم تلك التي انعقدت في ساحة ويستمنستر يوم الاثنين الماضي، وحفل إفطار نظمته وزارة الدفاع في لندن، أول من أمس، وآخران نظمهما نيكولا ستورجن رئيسة وزراء اسكوتلندا وكارويان جونز رئيس وزراء ويلز يوم أمس. وقال وقار عزمي، رئيس مؤسسة «ذكرى سريبرينيتشا»، خلال حفل الإفطار في وزارة الدفاع، إن ما حدث في سريبرينيتشا إبادة عرقية قام بها الجيش الصربي ضد البوسنيين المسلمين، «ونحن نسعى من خلال هذه المؤسسة إلى تذكر الضحايا وعائلاتهم أولاً، ثم التوعية بهذا الحادث الأليم والتعلم منه في محاربة العنف والتعصب ثانيًا، والالتزام باتخاذ إجراءات ملموسة لبناء مجتمع آمن للجميع ثالثًا». ويضيف: «إن الأحداث الشنيعة التي حصلت منذ 20 سنة اتخذت أوروبا موقعًا لها، وهي على بعد 3 ساعات فقط (بالطائرة) من عقر دارنا». وتحظى المؤسسة التي تنظم رحلات إلى سريبرينيتشا كل سنة بدعم عدد من الشخصيات المرموقة على غرار الأميرة آن، وديفيد كاميرون، وأنجلينا جولي بيت، وبوريس جونسون، وغيرهم.
وأدلت مريم، إحدى الأمهات اللاتي فقدن أزواجهن وأبنائهن في المذبحة، بشهادة مؤثرة مشددة على أن «الكثير من الأمهات والزوجات والأخوات لا تزلن تبحثن عن رفات من فقدوهن.. ولو كان عظمًا واحدًا»، وداعية المجتمع الدولي بالاعتراف بالإبادة «حتى نبدأ في عملية المصالحة». وتضيف: «إن ما يؤلمنا أكثر من اعتراض البعض عن الاعتراف بما حدث هو أن المجرمين لا يزالون أحرارًا، بل ويعيشون على بعد كيلومترات قليلة منا».
أما في البوسنة، انضم آلاف لمسيرة نظمها ناجون من مذبحة سريبرينيتشا عام 1995، يوم أمس، وسلك المشاركون فيها الطريق التي هرب منها الناجون من القوات الصربية عبر تلال في شرق البوسنة.
وقال رشيد درفيشفيتش (35 عامًا)، وهو أحد الناجين، إنه اضطر للهرب مع شقيقه حين اقتحمت القوات الصربية المدينة في 11 يوليو 1995 وساروا لأيام وسط التلال التي تغطيها الغابات، ولكنهما انفصلا عن بعضهما، وتمكن رشيد من الوصول لأراض يسيطر عليها جيش البوسنة في حين عثر على رفات شقيقه في مقبرة جماعية ضمن الكثير من المقابر التي خلفتها القوات الصربية.
وقال إن: «ما حدث هنا كان ضمن مخطط.. لم يحدث أي شيء بلا سبب. كان هناك مخطط لإنشاء صربيا الكبرى ولكنهم فشلوا في تحقيقه. أود أن أبعث برسالة لجميع الدول لإدانة الإبادة الجماعية في أي مكان وبحق أي أمة كي لا تتكرر»، مشيرًا إلى أنه فقد 30 من ذويه في المذبحة.
واجتاحت قوات صرب البوسنة منطقة سريبرينيتشا التي أعلنتها الأمم المتحدة «ملاذًا آمنًا»؛ مما دفع نحو 15 ألف رجل وصبي مسلم للهرب من المدينة عبر الغابات، ولكنهم كانوا فريسة سهلة للجيش الصربي الذي قصفهم ونصب أكمنة للبعض وخدع البعض الآخر للاستسلام بعد أن تنكر جنوده في زي قوات الأمم المتحدة.
كابول و«طالبان» تتفقان على اللقاء مجدداً بعد أول محادثات بينهما في إسلام آباد
الحياة...إسلام آباد، كابول - أ ف ب، رويترز -
بعد محادثات استمرت طوال ليل الثلثاء في منتجع موري الجبلي شمال العاصمة الباكستانية إسلام آباد، اتفق وفد من الحكومة الأفغانية مع ممثلين عن حركة «طالبان» على عقد لقاء جديد مرجح وفق مصادر قريبة من المفاوضين بـ 15 و16 آب (أغسطس) المقبل في العاصمة القطرية الدوحة.
وفيما يشكل ذلك خطوة ايجابية نحو اجراء مفاوضات سلام لإنهاء نزاع مستمر منذ 13 سنة، لم تكشف وزارة الخارجية الباكستانية إلا تفاصيل قليلة عن فحواها وأسماء ممثلي الحركة، ولكنها اشارت الى ان مراقبين من الصين والولايات المتحدة شاركوا في اللقاء الذي «شهد تبادل المشاركين وجهات النظر حول الطرق والوسائل المناسبة للسلام والمصالحة في افغانستان، والاتفاق على الصدق والتزام المحادثات بالكامل من اجل ايجاد بيئة مناسبة لعملية السلام والمصالحة».
ووصف رئيس الحكومة الباكستانية نواز شريف اللقاء بأنه «انفراج واختراق» في النزاع الذي يرهق افغانستان منذ اطاحة نظام «طالبان» نهاية العام 2001، وقال: «يجب ان تنجح العملية، لكننا نتوقع محادثات صعبة، وعلى جيراننا والمجتمع الدولي ضمان الا يحاول أحد اخراج العملية عن مسارها».
وفعلياً يشكك كثيرون في قدرة المحادثات على انهاء القتال بسبب انقسام قادة «طالبان» حول المحادثات، إذ يؤيد السياسي البارز اختر محمد منصور المفاوضات مع كابول، في حين يعارضها القائد الميداني عبد القيوم ذاكر السجين السابق في قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا والذي يتبعه آلاف المقاتلين في شرق افغانستان، ما قد يعرقل اي وقف للنار يعتبر المطلب الأول لكابول. كما يزيد الشكوك انشقاق قادة آخرين عن الحركة والتحاقهم بتنظيم «داعش».
وفي واشنطن، رحب الناطق باسم البيت الأبيض جوش ارنست بالمحادثات، ووصفها بأنها «خطوة مهمة لتعزيز فرص التوصل الى سلام ذي صدقية». اما الناطقة باسم الخارجية الصينية هوا تشون ينغ فقالت: «نؤيد العملية، وإننا على اتصال مع كل الأطراف».
وكانت اجتماعات غير رسمية عُقِدت خلال الأشهر الماضية بين ممثلين عن «طالبان» ومسؤولين افغان وممثلين عن المجتمع المدني في قطر والصين والنروج. لكن المحادثات في باكستان بإشراف المجلس الأعلى للسلام الأفغاني برئاسة نائب وزير الخارجية حكمت خليل كارزاي، تعتبر خطوة مهمة.
وهذه المرة الأولى التي تعترف فيها كابول علناً بعقد مسؤول بارز مثل نائب وزير الخارجية محادثات مباشرة مع «طالبان»، فيما اتسمت اجتماعات سابقة بالسرية. ورأى الصحافي الباكستاني رحيم الله يوسف زاي، الخبير في شؤون «طالبان»، انه إذا بقيت الاتصالات والمحادثات «في مرحلة أولية» فلن يكون لقاء موري خطوة مهمة في الطريق الى مفاوضات سلام مرتقبة». وأضاف: «تبقى مسألتان او ثلاث يجب توضيحها، بينها برنامج عملية السلام، وإذا كانت كل فصائل طالبان موافقة على المحادثات».
ولم تصدر القيادة المركزية في «طالبان» المعروفة باسم «مجلس شورى كويتا»، اسم المدينة حيث مقرها في جنوب غربي باكستان، اي تصريح للترحيب او التنديد بالمفاوضات، علماً انها تحفظت دائماً عن التعليق على القضية.
وصرح يوسف زاي بأن وفد «طالبان» تألف من عناصر بارزة مقرها في كويتا وجوارها، فيما لم تتأكد مشاركة ممثلين عن فرع الحركة في الدوحة، وهو بين الأكثر دعماً لمحادثات السلام.
وبين العوامل التي تظهر حذر الحركة في التعامل مع المسألة، غياب تصريحات زعيمها الملا محمد عمر الذي تحدثت شائعات عن وفاته، في مقابل ترجيح تقارير اخرى وجوده في إسلام آباد.
وتتهم باكستان التي ساهمت في انشاء «طالبان» في تسعينات القرن العشرين باستخدام الحركة لحماية مصالحها في افغانستان في مواجهة تنامي نفوذ الهند، المنافس الأول لها وحليفة كابول.
في المقابل، يتهم فصيل في «طالبان» بطريقة غير مباشرة، باكستان بمحاولة وضع عملية سلام تناسب مصالحها، وليس مصالح الحركة او الشعب الأفغاني. من هنا نفهم سبب قول مسؤول في الحركة ان ممثليها في محادثات موري ليسوا على مهمين بل يخضعون لنفوذ الحكومة الباكستانية».
وتشير عوامل عدة الى ان الاتصالات الجارية بين كابول و»طالبان» لم تؤثر حتى الآن في النزاع الدائر في افغانستان، حيث صعّدت طالبان عمليات «هجمات الربيع» السنوية، واستطاعت اخيراً السيطرة على مناطق في ولايات عدة.
وقبل ساعات من لقاء موري اول من امس، اسفر هجومان جديدان استهدفا قوات الحلف الأطلسي (ناتو) وجهاز الاستخبارات الأفغاني عن مقتل شخص واحد على الأقل وجرح خمسة آخرين في كابول. كما قتلت طائرة اميركية بلا طيار قائداً سابقاً من «طالبان» بايع «داعش»، وسيطر على أراض في ولاية ننغرهار الشرقية. في افغانستان، اعادت منظمة «أطباء بلا حدود» فتح مستشفى تابع لها في ولاية قندوز (شمال) المضطرب، بعد خمسة أيام على اغلاقه اثر غارة شنتها قوات أفغانية خاصة الأسبوع الماضي للبحث عن عناصر يشتبه في انتمائها الى تنظيم «القاعدة».
على صعيد آخر، رفض النواب الأفغان الموافقة على تعيين أنيسة رسولي، اول امرأة قاضية في المحكمة العليا، في انتكاسة للرئيس اشرف غني المدافع عن حقوق النساء.
وأيد 88 نائباً ترشيح رسولي، في حين كانت تحتاج الى 97 صوتاً للانضمام الى 8 قضاة رجال في المحكمة العليا التي تتولى صيانة الدستور. وعلقت النائبة شكرية برقزاي على فشل تعيين رسولي قائلة: «ما حصل اليوم مأسوي. نأمل بأن يختار الرئيس امرأة اخرى لتعويض هذا الفشل».
وقد شهدت حقوق المرأة الأفغانية تحسناً منذ نهاية 2001، لكن المجتمع الأفغاني ما زال محافظاً الى حد كبير، وأعمال العنف ضد النساء كثيرة.
وزيرة سلاح الجو الأميركي: روسيا "أكبر تهديد" لواشنطن
الرأي.... (أ ف ب)
أشارت وزيرة سلاح الجو الأميركي ديبورا جيمس إلى أن روسيا هي أكبر تهديد للأمن القومي للولايات المتحدة وأنه يجب على بلادها أن تعزز وجودها العسكري في أرجاء أوروبا حتى بينما يواجه حلف شمال الاطلسي تحديات في الميزانية تدفعه لتقليص الانفاق.
وقالت جيمس لرويترز بعد سلسلة زيارات إلى حلفاء للولايات المتحدة في أرجاء أوروبا بما في ذلك بولندا "أنا فعلا اعتبر روسيا أكبر تهديد".
وأضافت ان واشنطن ترد على تصرفات "مثيرة للقلق" لروسيا مؤخرا بتعزيز وجودها في ارجاء اوروبا وأنها ستواصل نشر أسراب من مقاتلات إف-16 في مهام بالتناوب.
وعبرت جيمس عن خيبة أملها لأن 4 فقط من أعضاء حلف الاطلسي الثمانية والعشرين أوفوا حتى الان بهدف الحلف لانفاق 2 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي على الدفاع.
واعترفت بأن أوروبا تواجه تحديات صعبة بشأن الاقتصاد والهجرة في الوقت الحالي لكنها قالت ان التحالف العسكري والتعهدات المرتبطة به يجب أن يكون لهما أولوية واضحة.
وقالت انه بالنظر الي التوترات فان سلاح الجو الامريكي يواصل مسعاه لتقليل اعتماد الولايات المتحدة على المحركات الصاروخية الروسية آر دي-180 لعمليات اطلاق الاقمار الصناعية للأغراض العسكرية والتجسس.
المصدر: مصادر مختلفة