سلام «قرفان».. و«حزب الله» تحت المجهر اليوم ...أسبوع لعودة «الزهراني» وأيام لنفاد المازوت ...«حزب الله» و«الدبلوماسية الإلهية»: يحقّ لإيران ما لا يحق.. لأي كان ...ضبط 17 طناً من مواد يصنع منها كبتاغون....إحراق النفايات في الشوارع يهدد بسموم واجتماعات متواصلة بلا اتفاق على حل
التشاؤم سيّد الموقف اليوم ... وسعيٌ فرنسي لفصلِ الرئاسة عن المنطقة
الجمعة 24 تموز 2015 - 7:34 ص 2501 0 محلية |
التشاؤم سيّد الموقف اليوم ... وسعيٌ فرنسي لفصلِ الرئاسة عن المنطقة
الجمهورية...
الكلام في بيروت عن النفايات وآلية العمل ومصير جلسة مجلس الوزراء اليوم في ظلّ مناخات تشاؤمية توقّع ترحيلاً للملفّين، وبالتالي استمرار الأزمة الحكومية على حالها مع غياب أيّ مخارج للمأزق القائم، وتحوّلها أزمة بيئية وشعبية ربطاً بملف النفايات. وفي باريس كلامٌ من نوع آخر، حيث كشفَ وزير الداخلية نهاد المشنوق عن محاولات فرنسية لفصلِ الملفّ الرئاسي اللبناني عن أزمة المنطقة، وأنّ الجواب عن نجاح هذا المسعى أو فشلِه سيكون قريباً على خلفية زيارة وزير الخارجية لوران فابيوس إلى طهران في 29 الجاري، وقد تحدّثَ عن جهود فرنسية من أجل إعطاء الأولوية للبنان، خلافاً للتوجّه الدولي الذي يَضع لبنان بعد ملفّي اليمن، وسوريا والعراق، وبالتالي السؤال الذي يطرَح نفسَه: هل تنجَح باريس بالتقاطع مع الفاتيكان والدوَل الإقليمية في فصل الانتخابات الرئاسية عن مسار المنطقة، ما يُعيد انتظامَ عمل المؤسسات الدستورية؟ لا شكّ في أنّ الجواب، كما قال المشنوق، سيكون قريباً.
كلّ المؤشرات تدل إلى إنّ التشاؤم سيّد الموقف، فاللبنانيون الذين أذكت روائح النفايات أنوفَهم، في مشهد لم يألفوه من قبل، ترافقَ مع تقاذف المسؤوليات، سيحبسون أنفاسَهم اليوم في انتظار ما ستتمخّض عنه جلسة مجلس الوزراء التي يكتنفها الغموض.
سلام قلق
وعبّرت مصادر رئيس الحكومة تمام سلام لـ»الجمهورية» عن قلقها على مصير الجلسة، ولفتت الى أنّه وعلى رغم اللقاءات التي عقدها أمس والتي شملت معظمَ مكوّنات الحكومة لم ينتهِ بعد الى آليّة صيغة تجعل من جلسة الحكومة اليوم انطلاقة حول مستقبل إنتاجيّ لها.
ولفتَت المصادر الى أنّ الأمور تتّجه من سيّيء إلى أسوأ، فكلّ الحركة بقيت بلا بركة ولم يقترح أحد من زوّاره أيّ مخرج للمأزق القائم، لافتاً الى انّ مطالب بعض الوزراء المشاكسين قد وصلته عبر وسائل الإعلام، ولم يتلقّ أيّ عرض جديد ولن يلتقيَ أيّاً منهم لا وزراء «التيار الوطني الحر» ولا «حزب الله».
وعن زيارة وزير الدفاع سمير مقبل ووزير المال علي حسن خليل الى السراي وغيرهم من الوزراء، قالت المصادر إنّهم نَقلوا إليه، بعد عرض التطوّرات، تأييدهم للنهج الذي اتبعَه في إدارة الملفات الحكومية والوطنية الكبرى ورفضَهم المطلق للاتّهامات التي تحمل كثيراً من التجنّي على شخصه وأسلوبه من خلال إصراره على التوافق بديلاً من انفجار الحكومة التي لا يمكن ان تدار بشروط الأقلّية ولا بالشعارات الفارغة من مضمونها، خصوصاً تلك التي تدّعي مصادرة مكوّنات لبنانية كبرى في وقتٍ هي في موقع الشريك في تحَمّل المسؤولية الى النهاية بدليل وقوف معظم الوزراء الى جانبه وتفهّمِهم لإصراره على التوافق بديلاً مِن السعي الى التصويت وقهرِ الأقلّية التي تعارض بهدف المعارضة لا أكثر ولا أقلّ.
درباس
وفي المواقف، عبّرَ الوزير رشيد درباس لـ«الجمهورية»عن تشاؤمه الشديد إزاء جلسة اليوم، ووصفَها بأنها ستكون جلسة فاشلة، وقال «الأجواء ما بتِسوى». وعن سبب تشاؤمه الشديد قال : «لأنّ العقل في إجازة، وحينما يفقد الجسم استشعاره بالخطر وبالحرارة يصبح معرّضاً لكلّ أنواع الأذى التي يمكن أن تصيبه من دون أن يشعر».
وتحدّثَ درباس عن مرارة غير مسبوقة لدى الرئيس سلام، عازياً هذه المرارة عنده الى «قلّة تبصّر البعض وفي الوقت نفسِه حذف كلمة تسوية من قاموسِهم»، متمنّياً «أن يقذفَ الله نوراً في صدورهم». وقال: «مَن لا يرى أكوامَ النفايات على الطرقات فلن تكون له قدرة على رؤية المستقبل».
وأكّد «أنّ رئيس الحكومة لن يقبل أن يعمل أجيراً عند أحد، فلا أحد يقول له ما هو مسموح له وما هو ممنوع عليه، فهذا أمرٌ لا مجال للبحث فيه ومِن بعدها كلّ الاحتمالات أصبحَت مفتوحة».
وإذ سأل درباس: «هل يريدون العميد شامل روكز قائداً للجيش»؟ قال :»حسَناً، سجّلوا عندكم أنا أعلِن من اليوم أنّني غير موافق، مع العِلم أنّه قائد محترم، إذن أين الإجماع عليه»؟ وهل يمكن ان تكون جلسة اليوم هي الجلسة الأخيرة؟ أجاب: «لا أستبعد ذلك. وقال: «لو كنتُ أنا رئيس حكومة لكنتُ استقلتُ فوراً».
بوصعب
وقال الوزير الياس بوصعب لـ«الجمهورية»: «دورُنا أن نسأل في جلسة اليوم ونحاسب، وليس أن نتحاسب على التعطيل، وسنَستمع للوزراء المعنيين لمعرفة ماذا يريدون من ملفّ النفايات، وهذه المرّة انقلب السحر على الساحر وسنَطرح مآخذَنا على عمل الحكومة وقراراتها.
كلّ الألغام التي تحاشَتها الحكومة ستنفجر الآن بالجملة وفي أصعب الظروف من باب معركة سوكلين، وبات السؤال: «مَن يريد مَن؟ هم أم نحن؟ وسنذكّرهم اليوم بأنّهم ضغطوا بملفّ سوكلين الى حدّ تعليق جلسات الحكومة كرمى لعيون سوكلين ونحن مشَينا معهم ومثلما يريدون الى ان انفجرَت سوكلين بوجهِهم».
وأضاف: «إذا كان الهدف القفز فوق مناقشة آليّة العمل فلن نسمحَ بهذا الأمر، وأصلاً أيّ قرار سيتّخَذ بموضوع سوكلين يجب ان نكون قد ناقشنا قبله الآلية لمعرفة على أساس أيّ آليّة ستؤخَذ القرارات.
شهيّب لـ«الجمهورية»
وقال الوزير أكرم شهيّب لـ«الجمهورية»: «ذاهبون بروحيّة النقاش وبهدوء، وسنَبحث بدايةً مقاربة العمل الحكومي وسنَسعى الى التوافق شرط عدم التعطيل. أمّا في ملف النفايات فالقرار ليس في مجلس الوزراء إنّما دوره اليوم تسهيل الحلول، وأنا اليوم سأكرّر طرحي بإنشاء سَنسولين الأوّل في منطقة خلدة لنفايات الضاحية، والثاني في منطقة الكرنتينا لنفايات بيروت الشمالية لمدّة 6 أشهر ريثما يتسنّى فتح العقود والشركات وتجهيز المناطق.
ولمن يريد ان يظهِر أنّ هذا الأمر خطير جداً سنقول له بشكل علمي إنّ الافضل طمر هذه النفايات واستثمار أراضي فوقها مثلما حصلَ في منطقة النورماندي التي تُعتبَر أغلى أرض في منطقة سوليدير. أمّا الكرنتينا فهي منطقة موبوءة بالأساس، فيها مطامر قديمة ودبّاغات وصرف صحّي، فعندما تطمَر فيها النفايات نفسِح في المجال لكسبِ آلاف الأمتار». وختم: «أكرّر أنّنا أمام خيارين: إمّا أن تكون النفايات صناعة منتجة أو أزمة مستمرّة، وعلى الحكومة أن تختار».
كنعان لـ«الجمهورية»
وأوضحَ أمين سرّ الـ«تكتّل» النائب ابراهيم كنعان أنّ تعليق تحرّك «التيار الوطني الحر» على الأرض أمرٌ غير مطروح، مؤكّداً لـ«الجمهورية» جهوزيتَه التامة لأيّ تحرّك عندما يتّخذ قرار بالنزول الى الشارع والذي يبقى رهناً بمجريات جلسة اليوم ومدى الالتزام بما تمّ الاتفاق عليه في الجلسة الاخيرة ببحث آلية اتّخاذ القرارات في الحكومة والتي أدرِجت في جدول الأعمال بنداً وحيداً. فنحن سنتابع الجلسة وأيّ طارئ يحصل سنتداول فيه ويكون القرار ابنَ ساعته.
وأكّد كنعان انّ «حزب الله» هو مَن يتولّى التفاوض مع كلّ مكوّنات الحكومة من أجل الوصول الى اتفاق في مسألة السير قدُماً في العمل الحكومي بشكل يكون فيه الجميع موافقاً، وقد أسفَرَت اتصالاته عن جملة أمور إيجابية ومنها الاتفاق على البحث في الآلية اليوم وعلى انّ مرسوم الدورة الاستثنائية يحتاج توقيع 24 وزيراً والتفاوضُ جارٍ على جدول أعمالها، لكن خوفنا الدائم يكمن في المفاجآت التي تحصل فجأة وتطرَح على طاولة المجلس وتؤدّي الى الانقلاب على التفاهمات، لذلك نأمل احترام الوعود السابقة والاتفاقات التي أقِرّت.
وهل ستتقدّم مشكلة النفايات الطارئة على تنفيذ الوعد ببحث الآلية؟ أجاب: «النفايات أكلت مالَ اللبنانيين ومستحقّات بلدياتهم ولا تزال، ونحن الوحيدون الذين اعترَضنا على تجديد العقد وقمنا بحملةٍ في مجلس النواب لتحصيل أموال البلديات منذ سبع سنوات، لذلك نستغرب الصحوة المستجدّة إزاء هذا الملف ويساوِرنا القلق والخوف من ان تكون ذاهبة في الاتّجاه المعاكس أي باتّجاه استغلال الملف للتجديد لمافيا الشركات، وبالتالي فرضه أمراً واقعاً على مجلس الوزراء واستغلاله سياسياً لضربِ ما اتّفِق عليه. لننتظر ولنرَ ماذا سيطرَح اليوم لأن لا بندَ مدرَج على جدول اعمال الجلسة كي نبديَ رأينا فيه.
وهل يتخوّف «التيار» من إمكان تراجع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عن اتفاق «إعلان النيات» بعد زيارة السعودية؟ أجاب كنعان:» لم نلمس أيَّ تغيير في مواقف «القوات» من الاتفاق، على العكس، فقد أكّد الدكتور جعجع عليه، سواءٌ عبر مواقفه في جدّة أو في تصريحاته الصحافية بعد عودته، وعلى اعتباره استراتيجياً وخطوة أساسية الى الامام، هذا ما سمعناه منه ومن المؤكّد أن تواصلاً بيننا سيَحصل في الساعات المقبلة».
المشنوق
ومن باريس حيث يواصِل زيارته الرسمية، أكّدَ وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنّ المسؤولين الفرنسيّين يُصِرّون على دفع لبنان إلى أولوية المناقشة لوضعه على جدول الأعمال، وسيكون الجواب قريباً إذا كانوا سينجحون أم لا، على خلفية زيارة وزير الخارجية لوران فابيوس إلى طهران، وسيظهَر سريعاً إذا كان ممكناً الفصل بين الفراغ الرئاسي اللبناني، بمعنى الأزمة الدستورية، عن مسار المنطقة».
وقال المشنوق الذي يلتقي فابيوس اليوم: «إنّ لبنان يأتي بعد ملفَّي اليمن، وسوريا والعراق، لكن ما رأيتُه لدى الفرنسيين هو اندفاعهم غير المحدود من أجل لبنان والإصرار والتأكيد أنّه على رغم المصاعب في المنطقة يجب إعطاء الأولوية للبنان. والأجواء الدولية والواقعية السياسية لا تتّجه في هذا الاتجاه، ولكن لدى الفرنسيين الرغبة في القيام بكلّ المحاولات الكفيلة بذلك.
ولهذا، فإنّ فابيوس يُعطي لزيارته إلى إيران الطابع السياسي من دون ربطِها بمسائل اقتصادية». وأضاف: «أفترض أنّ هناك ورقة غير معلنة لدى فرنسا، وإلّا لن يحصل فابيوس على شيء من الإيرانيّين، فالمجال الوحيد المفتوح أمام الوضع اللبناني هو الاتفاق بين السعودية وإيران برعاية أميركية. وبتقديري، هذا الأمر أيضاً غير متوافر راهناً».
أبو فاعور
وأمس، عاد وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور من جدّة التي زارها للقاء الرئيس سعد الحريري موفَداً من النائب وليد جنبلاط الذي عاد إلى بيروت، مساء أمس آتياً مِن باريس، بعد أن التقى الرئيسَ الفرنسي فرنسوا هولاند وعدداً من المسؤولين الفرنسيين، حيث ناقشَ معهم آخرَ التطورات وقضايا لبنانية يبدي المسؤولون الفرنسيون تجاهها أهمّية خاصة، خصوصاً مسألة انتخاب رئيس جمهورية جديد.
وقالت مصادر اشتراكية إنّ أبو فاعور توجَّه الى جدة بصورة مفاجئة ناقلاً رسالةً عاجلة من جنبلاط الى الحريري الذي كان يترقّب نتائجَ زيارة جنبلاط لباريس منذ اللقاء الذي عقِد بينهما الأسبوع الماضي في جدة عقبَ تقديم جنبلاط تعازيَه الى القيادة السعودية بوفاة الأمير سعود الفيصل.
وأوضحَت انّ جنبلاط وعد الحريري بوضعه في حصيلة اللقاء مع هولاند بشقَّيه الأساسيين: الأوّل يتصل برؤيته لنتائج الإتفاق النووي وانعكاساته على العالم العربي، وملف الإنتخابات الرئاسية في لبنان.
وعُلِم أنّ لقاءَ الحريري ابو فاعور ناقشَ سلسلة أفكار فرنسية وأخرى تتّصل بجدول أعمال زيارة فابيوس الى طهران في 29 تمّوز الجاري، وهي تتّصل بسعي اوروبي ـ فاتيكاني للتفاهم على آليّة تؤدي الى انتخاب رئيس جمهورية وتوفير الظروف لتوافق لبناني لا بدّ منه لترجمة الرغبة الدولية باستعادة المؤسسات الدستورية في لبنان أدوارَها الطبيعية.
قهوجي
وعشية جلسة مجلس الوزراء، تبقى وجهة الرصد في الشارع، وقال قائد الجيش العماد جان قهوجي: «نحن كجيش معنيّون بالمحافظة على الدولة ومؤسّساتها، والمحافظة على كيانها»، مؤكّداً «تمسّكَ المؤسسة العسكرية بدورها الوطني في الحفاظ على وحدة لبنان والعيش المشترك بين أبنائه، وأنّ جميع محاولات التشويش على هذا الدور لن تنجحَ على الإطلاق»، مشدّداً على «قرار الجيش الحازم في التصدّي بكلّ قوّة لأيّ محاولة لزعزعة الاستقرار، وسينتصِر حتماً كما انتصرَ سابقاً».
وكان قهوجي يتحدّث خلال تفقّدِه أمس الوحدات العسكرية المنتشرة في منطقة الزهراني، حيث جال في مراكزها واطّلعَ على إجراءاتها الميدانية وأوضاعها المختلفة، والتقى أبناءَ العسكريين الشهداء، كذلك اجتمع بالضباط والعسكريين.
بيروت محاصرة بالنفايات
وكانت أزمة النفايات أمس احتلت يوماً آخر واجهة التطوّرات. وقد بدا واضحاً أنّ المشكلة الرئيسة تتركّز في بيروت والضواحي، في حين تمكَّنَت بلديات المحافظات والأقضية من تدبّر أمورها موَقّتاً.
وجاء لقاء وفد من نوّاب بيروت امس مع رئيس الحكومة بحضور وزير البيئة محمد المشنوق ووزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج، ليؤكّد أنّ الأزمة في العاصمة تراوِح مكانَها، وأن لا حلولَ في الأفق في ظلّ رفضِ كلّ المناطق استقبالَ نفايات بيروت موقّتاً بانتظار الحلّ النهائي.
وعكسَ هذا الواقعَ تصريحُ النائب محمد قباني، بعد اجتماع السراي، إذ دعا المناطق والأقضية والقرى الى تقَبّلِ فكرة أنّ بيروت لا تستطيع أن تعالج مشكلة نفاياتها داخل بيروت الإدارية. وأسِف «لتصاعد لهجة المناطق، حيث نَسمع رفضَ استقبال أيّ نفايات من خارج هذا القضاء. وهذا المنطق خطير، ومع الأسَف الشديد قد يؤدّي بلبنان كما سبقَ أن سمّيناها إلى «فدرالية النفايات» التي إذا ستمرّت هكذا فستذهب بلبنان».
سلام قلق
وعبّرت مصادر رئيس الحكومة تمام سلام لـ»الجمهورية» عن قلقها على مصير الجلسة، ولفتت الى أنّه وعلى رغم اللقاءات التي عقدها أمس والتي شملت معظمَ مكوّنات الحكومة لم ينتهِ بعد الى آليّة صيغة تجعل من جلسة الحكومة اليوم انطلاقة حول مستقبل إنتاجيّ لها.
ولفتَت المصادر الى أنّ الأمور تتّجه من سيّيء إلى أسوأ، فكلّ الحركة بقيت بلا بركة ولم يقترح أحد من زوّاره أيّ مخرج للمأزق القائم، لافتاً الى انّ مطالب بعض الوزراء المشاكسين قد وصلته عبر وسائل الإعلام، ولم يتلقّ أيّ عرض جديد ولن يلتقيَ أيّاً منهم لا وزراء «التيار الوطني الحر» ولا «حزب الله».
وعن زيارة وزير الدفاع سمير مقبل ووزير المال علي حسن خليل الى السراي وغيرهم من الوزراء، قالت المصادر إنّهم نَقلوا إليه، بعد عرض التطوّرات، تأييدهم للنهج الذي اتبعَه في إدارة الملفات الحكومية والوطنية الكبرى ورفضَهم المطلق للاتّهامات التي تحمل كثيراً من التجنّي على شخصه وأسلوبه من خلال إصراره على التوافق بديلاً من انفجار الحكومة التي لا يمكن ان تدار بشروط الأقلّية ولا بالشعارات الفارغة من مضمونها، خصوصاً تلك التي تدّعي مصادرة مكوّنات لبنانية كبرى في وقتٍ هي في موقع الشريك في تحَمّل المسؤولية الى النهاية بدليل وقوف معظم الوزراء الى جانبه وتفهّمِهم لإصراره على التوافق بديلاً مِن السعي الى التصويت وقهرِ الأقلّية التي تعارض بهدف المعارضة لا أكثر ولا أقلّ.
درباس
وفي المواقف، عبّرَ الوزير رشيد درباس لـ«الجمهورية»عن تشاؤمه الشديد إزاء جلسة اليوم، ووصفَها بأنها ستكون جلسة فاشلة، وقال «الأجواء ما بتِسوى». وعن سبب تشاؤمه الشديد قال : «لأنّ العقل في إجازة، وحينما يفقد الجسم استشعاره بالخطر وبالحرارة يصبح معرّضاً لكلّ أنواع الأذى التي يمكن أن تصيبه من دون أن يشعر».
وتحدّثَ درباس عن مرارة غير مسبوقة لدى الرئيس سلام، عازياً هذه المرارة عنده الى «قلّة تبصّر البعض وفي الوقت نفسِه حذف كلمة تسوية من قاموسِهم»، متمنّياً «أن يقذفَ الله نوراً في صدورهم». وقال: «مَن لا يرى أكوامَ النفايات على الطرقات فلن تكون له قدرة على رؤية المستقبل».
وأكّد «أنّ رئيس الحكومة لن يقبل أن يعمل أجيراً عند أحد، فلا أحد يقول له ما هو مسموح له وما هو ممنوع عليه، فهذا أمرٌ لا مجال للبحث فيه ومِن بعدها كلّ الاحتمالات أصبحَت مفتوحة».
وإذ سأل درباس: «هل يريدون العميد شامل روكز قائداً للجيش»؟ قال :»حسَناً، سجّلوا عندكم أنا أعلِن من اليوم أنّني غير موافق، مع العِلم أنّه قائد محترم، إذن أين الإجماع عليه»؟ وهل يمكن ان تكون جلسة اليوم هي الجلسة الأخيرة؟ أجاب: «لا أستبعد ذلك. وقال: «لو كنتُ أنا رئيس حكومة لكنتُ استقلتُ فوراً».
بوصعب
وقال الوزير الياس بوصعب لـ«الجمهورية»: «دورُنا أن نسأل في جلسة اليوم ونحاسب، وليس أن نتحاسب على التعطيل، وسنَستمع للوزراء المعنيين لمعرفة ماذا يريدون من ملفّ النفايات، وهذه المرّة انقلب السحر على الساحر وسنَطرح مآخذَنا على عمل الحكومة وقراراتها.
كلّ الألغام التي تحاشَتها الحكومة ستنفجر الآن بالجملة وفي أصعب الظروف من باب معركة سوكلين، وبات السؤال: «مَن يريد مَن؟ هم أم نحن؟ وسنذكّرهم اليوم بأنّهم ضغطوا بملفّ سوكلين الى حدّ تعليق جلسات الحكومة كرمى لعيون سوكلين ونحن مشَينا معهم ومثلما يريدون الى ان انفجرَت سوكلين بوجهِهم».
وأضاف: «إذا كان الهدف القفز فوق مناقشة آليّة العمل فلن نسمحَ بهذا الأمر، وأصلاً أيّ قرار سيتّخَذ بموضوع سوكلين يجب ان نكون قد ناقشنا قبله الآلية لمعرفة على أساس أيّ آليّة ستؤخَذ القرارات.
شهيّب لـ«الجمهورية»
وقال الوزير أكرم شهيّب لـ«الجمهورية»: «ذاهبون بروحيّة النقاش وبهدوء، وسنَبحث بدايةً مقاربة العمل الحكومي وسنَسعى الى التوافق شرط عدم التعطيل. أمّا في ملف النفايات فالقرار ليس في مجلس الوزراء إنّما دوره اليوم تسهيل الحلول، وأنا اليوم سأكرّر طرحي بإنشاء سَنسولين الأوّل في منطقة خلدة لنفايات الضاحية، والثاني في منطقة الكرنتينا لنفايات بيروت الشمالية لمدّة 6 أشهر ريثما يتسنّى فتح العقود والشركات وتجهيز المناطق.
ولمن يريد ان يظهِر أنّ هذا الأمر خطير جداً سنقول له بشكل علمي إنّ الافضل طمر هذه النفايات واستثمار أراضي فوقها مثلما حصلَ في منطقة النورماندي التي تُعتبَر أغلى أرض في منطقة سوليدير. أمّا الكرنتينا فهي منطقة موبوءة بالأساس، فيها مطامر قديمة ودبّاغات وصرف صحّي، فعندما تطمَر فيها النفايات نفسِح في المجال لكسبِ آلاف الأمتار». وختم: «أكرّر أنّنا أمام خيارين: إمّا أن تكون النفايات صناعة منتجة أو أزمة مستمرّة، وعلى الحكومة أن تختار».
كنعان لـ«الجمهورية»
وأوضحَ أمين سرّ الـ«تكتّل» النائب ابراهيم كنعان أنّ تعليق تحرّك «التيار الوطني الحر» على الأرض أمرٌ غير مطروح، مؤكّداً لـ«الجمهورية» جهوزيتَه التامة لأيّ تحرّك عندما يتّخذ قرار بالنزول الى الشارع والذي يبقى رهناً بمجريات جلسة اليوم ومدى الالتزام بما تمّ الاتفاق عليه في الجلسة الاخيرة ببحث آلية اتّخاذ القرارات في الحكومة والتي أدرِجت في جدول الأعمال بنداً وحيداً. فنحن سنتابع الجلسة وأيّ طارئ يحصل سنتداول فيه ويكون القرار ابنَ ساعته.
وأكّد كنعان انّ «حزب الله» هو مَن يتولّى التفاوض مع كلّ مكوّنات الحكومة من أجل الوصول الى اتفاق في مسألة السير قدُماً في العمل الحكومي بشكل يكون فيه الجميع موافقاً، وقد أسفَرَت اتصالاته عن جملة أمور إيجابية ومنها الاتفاق على البحث في الآلية اليوم وعلى انّ مرسوم الدورة الاستثنائية يحتاج توقيع 24 وزيراً والتفاوضُ جارٍ على جدول أعمالها، لكن خوفنا الدائم يكمن في المفاجآت التي تحصل فجأة وتطرَح على طاولة المجلس وتؤدّي الى الانقلاب على التفاهمات، لذلك نأمل احترام الوعود السابقة والاتفاقات التي أقِرّت.
وهل ستتقدّم مشكلة النفايات الطارئة على تنفيذ الوعد ببحث الآلية؟ أجاب: «النفايات أكلت مالَ اللبنانيين ومستحقّات بلدياتهم ولا تزال، ونحن الوحيدون الذين اعترَضنا على تجديد العقد وقمنا بحملةٍ في مجلس النواب لتحصيل أموال البلديات منذ سبع سنوات، لذلك نستغرب الصحوة المستجدّة إزاء هذا الملف ويساوِرنا القلق والخوف من ان تكون ذاهبة في الاتّجاه المعاكس أي باتّجاه استغلال الملف للتجديد لمافيا الشركات، وبالتالي فرضه أمراً واقعاً على مجلس الوزراء واستغلاله سياسياً لضربِ ما اتّفِق عليه. لننتظر ولنرَ ماذا سيطرَح اليوم لأن لا بندَ مدرَج على جدول اعمال الجلسة كي نبديَ رأينا فيه.
وهل يتخوّف «التيار» من إمكان تراجع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عن اتفاق «إعلان النيات» بعد زيارة السعودية؟ أجاب كنعان:» لم نلمس أيَّ تغيير في مواقف «القوات» من الاتفاق، على العكس، فقد أكّد الدكتور جعجع عليه، سواءٌ عبر مواقفه في جدّة أو في تصريحاته الصحافية بعد عودته، وعلى اعتباره استراتيجياً وخطوة أساسية الى الامام، هذا ما سمعناه منه ومن المؤكّد أن تواصلاً بيننا سيَحصل في الساعات المقبلة».
المشنوق
ومن باريس حيث يواصِل زيارته الرسمية، أكّدَ وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنّ المسؤولين الفرنسيّين يُصِرّون على دفع لبنان إلى أولوية المناقشة لوضعه على جدول الأعمال، وسيكون الجواب قريباً إذا كانوا سينجحون أم لا، على خلفية زيارة وزير الخارجية لوران فابيوس إلى طهران، وسيظهَر سريعاً إذا كان ممكناً الفصل بين الفراغ الرئاسي اللبناني، بمعنى الأزمة الدستورية، عن مسار المنطقة».
وقال المشنوق الذي يلتقي فابيوس اليوم: «إنّ لبنان يأتي بعد ملفَّي اليمن، وسوريا والعراق، لكن ما رأيتُه لدى الفرنسيين هو اندفاعهم غير المحدود من أجل لبنان والإصرار والتأكيد أنّه على رغم المصاعب في المنطقة يجب إعطاء الأولوية للبنان. والأجواء الدولية والواقعية السياسية لا تتّجه في هذا الاتجاه، ولكن لدى الفرنسيين الرغبة في القيام بكلّ المحاولات الكفيلة بذلك.
ولهذا، فإنّ فابيوس يُعطي لزيارته إلى إيران الطابع السياسي من دون ربطِها بمسائل اقتصادية». وأضاف: «أفترض أنّ هناك ورقة غير معلنة لدى فرنسا، وإلّا لن يحصل فابيوس على شيء من الإيرانيّين، فالمجال الوحيد المفتوح أمام الوضع اللبناني هو الاتفاق بين السعودية وإيران برعاية أميركية. وبتقديري، هذا الأمر أيضاً غير متوافر راهناً».
أبو فاعور
وأمس، عاد وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور من جدّة التي زارها للقاء الرئيس سعد الحريري موفَداً من النائب وليد جنبلاط الذي عاد إلى بيروت، مساء أمس آتياً مِن باريس، بعد أن التقى الرئيسَ الفرنسي فرنسوا هولاند وعدداً من المسؤولين الفرنسيين، حيث ناقشَ معهم آخرَ التطورات وقضايا لبنانية يبدي المسؤولون الفرنسيون تجاهها أهمّية خاصة، خصوصاً مسألة انتخاب رئيس جمهورية جديد.
وقالت مصادر اشتراكية إنّ أبو فاعور توجَّه الى جدة بصورة مفاجئة ناقلاً رسالةً عاجلة من جنبلاط الى الحريري الذي كان يترقّب نتائجَ زيارة جنبلاط لباريس منذ اللقاء الذي عقِد بينهما الأسبوع الماضي في جدة عقبَ تقديم جنبلاط تعازيَه الى القيادة السعودية بوفاة الأمير سعود الفيصل.
وأوضحَت انّ جنبلاط وعد الحريري بوضعه في حصيلة اللقاء مع هولاند بشقَّيه الأساسيين: الأوّل يتصل برؤيته لنتائج الإتفاق النووي وانعكاساته على العالم العربي، وملف الإنتخابات الرئاسية في لبنان.
وعُلِم أنّ لقاءَ الحريري ابو فاعور ناقشَ سلسلة أفكار فرنسية وأخرى تتّصل بجدول أعمال زيارة فابيوس الى طهران في 29 تمّوز الجاري، وهي تتّصل بسعي اوروبي ـ فاتيكاني للتفاهم على آليّة تؤدي الى انتخاب رئيس جمهورية وتوفير الظروف لتوافق لبناني لا بدّ منه لترجمة الرغبة الدولية باستعادة المؤسسات الدستورية في لبنان أدوارَها الطبيعية.
قهوجي
وعشية جلسة مجلس الوزراء، تبقى وجهة الرصد في الشارع، وقال قائد الجيش العماد جان قهوجي: «نحن كجيش معنيّون بالمحافظة على الدولة ومؤسّساتها، والمحافظة على كيانها»، مؤكّداً «تمسّكَ المؤسسة العسكرية بدورها الوطني في الحفاظ على وحدة لبنان والعيش المشترك بين أبنائه، وأنّ جميع محاولات التشويش على هذا الدور لن تنجحَ على الإطلاق»، مشدّداً على «قرار الجيش الحازم في التصدّي بكلّ قوّة لأيّ محاولة لزعزعة الاستقرار، وسينتصِر حتماً كما انتصرَ سابقاً».
وكان قهوجي يتحدّث خلال تفقّدِه أمس الوحدات العسكرية المنتشرة في منطقة الزهراني، حيث جال في مراكزها واطّلعَ على إجراءاتها الميدانية وأوضاعها المختلفة، والتقى أبناءَ العسكريين الشهداء، كذلك اجتمع بالضباط والعسكريين.
بيروت محاصرة بالنفايات
وكانت أزمة النفايات أمس احتلت يوماً آخر واجهة التطوّرات. وقد بدا واضحاً أنّ المشكلة الرئيسة تتركّز في بيروت والضواحي، في حين تمكَّنَت بلديات المحافظات والأقضية من تدبّر أمورها موَقّتاً.
وجاء لقاء وفد من نوّاب بيروت امس مع رئيس الحكومة بحضور وزير البيئة محمد المشنوق ووزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج، ليؤكّد أنّ الأزمة في العاصمة تراوِح مكانَها، وأن لا حلولَ في الأفق في ظلّ رفضِ كلّ المناطق استقبالَ نفايات بيروت موقّتاً بانتظار الحلّ النهائي.
وعكسَ هذا الواقعَ تصريحُ النائب محمد قباني، بعد اجتماع السراي، إذ دعا المناطق والأقضية والقرى الى تقَبّلِ فكرة أنّ بيروت لا تستطيع أن تعالج مشكلة نفاياتها داخل بيروت الإدارية. وأسِف «لتصاعد لهجة المناطق، حيث نَسمع رفضَ استقبال أيّ نفايات من خارج هذا القضاء. وهذا المنطق خطير، ومع الأسَف الشديد قد يؤدّي بلبنان كما سبقَ أن سمّيناها إلى «فدرالية النفايات» التي إذا ستمرّت هكذا فستذهب بلبنان».
المشنوق لـ «المستقبل»: الفرنسيون يؤكدون تحقّق الخطوط الحمر النووية وإيران أمام امتحان العودة إلى الشرعية
سلام «قرفان».. و«حزب الله» تحت المجهر اليوم
سلام «قرفان».. و«حزب الله» تحت المجهر اليوم
المستقبل...
بعدما طفح كيل التعطيل وبات مصير الحكومة على المحك، تتجه الأنظار بترقّب وحذر إلى ما ستؤول إليه جلسة مجلس الوزراء اليوم تحت وطأة الضغط العوني الهادف إلى خنق المؤسسة التنفيذية بعد قطع رأس الجمهورية وشلّ عمل المؤسسة التشريعية. وإذا كان سيف التعطيل المستحكم بـ«رقبة» الدولة بطولها وعرضها يطغى بلونه «البرتقالي» الفاقع في دلعه السياسي على المشهد المأسوي العام للبلد، إلا أنّ «الاصفرار» الكامن في جوهر المشهد هو ما يشكل يقيناً بالنسبة لمعظم اللبنانيين نقطة الارتكاز الأساس والرافعة الرئيسية لذلك «الدلع» المتمادي في نهجه التهويلي التعطيلي على حساب انتظام عمل الدولة وتأمين مصالح اللبنانيين بأمنهم واستقرارهم واقتصادهم ومعيشتهم وصولاً إلى صحتهم مع انفجار أزمة النفايات على مستوى الخارطة الوطنية. وعليه، فإنّ أداء «حزب الله» في جلسة مجلس الوزراء اليوم سيكون تحت المجهر الوطني لتبيان ما إذا كان سيترجم الوعود التي لا ينفك يقطعها في حواراته ونقاشاته مع القيادات والمسؤولين تأكيداً لحرصه على استمرار الحكومة وتفعيل انتاجيتها، أم أنه سيستمرّ في سياسة «قبّة الباط» إزاء الممارسات التعطيلية الهدّامة للكيان والهيكلية المؤسساتية للدولة. وبالانتظار، بقي الأفق عشية الجلسة «بلا بصيص حلّ» للأزمة الحكومية وفق ما أكدت أوساط رئيس الحكومة لـ«المستقبل»، في حين خرج زوار السرايا الحكومية أمس بانطباع مفاده أنّ سلام «قرفان» من الوضع برمته في ضوء ما آلت إليه الأمور في البلد.
وإذ لم ترصد الأوساط السياسية أي مؤشرات تشي بإمكانية إقدام «التيار الوطني الحر» على تسيير تحركات ميدانية في الشارع بالتزامن مع انعقاد مجلس الوزراء وسط تعمّد مصادر التيار اعتماد سياسة التمويه والمناورة في هذا الإطار مكتفية بالإشارة لـ «المستقبل» إلى أنّ «كل الاحتمالات واردة»، لم تستبعد في المقابل أوساط رئيس الحكومة رداً على استيضاح «المستقبل» حول حقيقة اعتزام سلام الاستقالة في حال استمرار النهج التعطيلي أن يقدم على اتخاذ مثل هذه الخطوة اليوم قائلةً: «هذا احتمال وارد إذا شعر أنّ المطلوب أن يكون رئيس حكومة تعطيل»، وشددت في هذا السياق على أنّ سلام «لن يقبل أن يكون أسير الغوغائية وعدم تحمّل المسؤولية في وقت يغرق البلد بالأزمات وتشتعل المنطقة بالحرائق».
إلا أنّ أوساط سلام نقلت في الوقت عينه أنه «ينوي فتح المجال واسعاً للنقاش في آلية العمل الحكومي على امتداد ساعات انعقاد مجلس الوزراء الثلاث، لكن إذا بقي النقاش عقيماً فإنه سيعمد إلى تحميل المعطلين المسؤولية أمام الجميع»، وأردفت: «هناك نقطتان لا يمكن لرئيس الحكومة التراجع عنهما، صلاحيات رئيس مجلس الوزراء ورفض التعطيل، فهو مستعد للقبول بأي صيغة للآلية الحكومية شرط ألا تؤدي إلى تعطيل قرارات المجلس»، جازمةً بكونه «لن يرضى بتعطيل الحكومة بعد اليوم حتى لو كلّفه ذلك الاستقالة».
المشنوق
ومن باريس حيث يقوم بزيارة رسمية يلتقي خلالها كبار المسؤولين الفرنسيين، أطلق وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق جملة مواقف خلال استقباله مجموعة من الصحافيين اللبنانيين في مقر إقامته في فندق «جورج الخامس» كشف في أبرزها عن توصل الأجهزة الأمنية الرسمية اللبنانية إلى «بداية طرف خيط» في التحقيقات الجارية حول قضية المخطوفين التشيكيين في البقاع، موضحاً أنّ «الأمر يتعلق بالمافيات وتجارة المخدرات والسلاح».
أما في الشق السياسي من الأزمة اللبنانية، فلفت المشنوق إلى أنّ «المسؤولين الفرنسيين يصرّون على دفع لبنان إلى أولوية المناقشة لوضعه على جدول الأعمال»، لافتاً في هذا السياق إلى ترقب نتائج الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس (الذي يلتقيه اليوم) إلى إيران. غير أنه استدرك بالقول: «أفترض أنّ هناك ورقة غير معلنة لدى فرنسا، وإلا فلن يحصل الوزير فابيوس على شيء من الإيرانيين، والمجال الوحيد المفتوح أمام الوضع اللبناني هو الاتفاق بين السعودية وإيران برعاية أميركية، وبتقديري هذا الأمر غير متوافر حالياً».
وعمّا لمسه من قراءة فرنسية للاتفاق النووي الدولي مع إيران، أوضح وزير الداخلية مساء أمس لـ «المستقبل» أنّ «المسؤولين الفرنسيين يؤكدون أنّ ما تحقق في هذا الاتفاق هو أفضل ما يمكن تحقيقه وأنّ الخطوط الحمر التي وضعتها باريس تحققت كلها»، مع تشديدهم في الوقت عينه على عدم تحقق «أي جانب أو ملحق سياسي في الاتفاق النووي».
ورداً على سؤال، أجاب المشنوق: «برأي الفرنسيين طبيعي أن تعلن إيران تحقيق انتصارات ربطاً بالاتفاق المبرم، بينما في الواقع الشيء الوحيد الذي حققته أنها عادت إلى الانتساب للمجتمع الدولي وهذا بحد ذاته يفرض على طهران وضعها أمام امتحانات دائمة لتثبت أنها انتسبت بالفعل أم لا إلى الشرعية الدولية، باعتبار أنّ الاتفاق النووي وحده لا يُعتبر إثباتاً كافياً لذلك».
وإذ لم ترصد الأوساط السياسية أي مؤشرات تشي بإمكانية إقدام «التيار الوطني الحر» على تسيير تحركات ميدانية في الشارع بالتزامن مع انعقاد مجلس الوزراء وسط تعمّد مصادر التيار اعتماد سياسة التمويه والمناورة في هذا الإطار مكتفية بالإشارة لـ «المستقبل» إلى أنّ «كل الاحتمالات واردة»، لم تستبعد في المقابل أوساط رئيس الحكومة رداً على استيضاح «المستقبل» حول حقيقة اعتزام سلام الاستقالة في حال استمرار النهج التعطيلي أن يقدم على اتخاذ مثل هذه الخطوة اليوم قائلةً: «هذا احتمال وارد إذا شعر أنّ المطلوب أن يكون رئيس حكومة تعطيل»، وشددت في هذا السياق على أنّ سلام «لن يقبل أن يكون أسير الغوغائية وعدم تحمّل المسؤولية في وقت يغرق البلد بالأزمات وتشتعل المنطقة بالحرائق».
إلا أنّ أوساط سلام نقلت في الوقت عينه أنه «ينوي فتح المجال واسعاً للنقاش في آلية العمل الحكومي على امتداد ساعات انعقاد مجلس الوزراء الثلاث، لكن إذا بقي النقاش عقيماً فإنه سيعمد إلى تحميل المعطلين المسؤولية أمام الجميع»، وأردفت: «هناك نقطتان لا يمكن لرئيس الحكومة التراجع عنهما، صلاحيات رئيس مجلس الوزراء ورفض التعطيل، فهو مستعد للقبول بأي صيغة للآلية الحكومية شرط ألا تؤدي إلى تعطيل قرارات المجلس»، جازمةً بكونه «لن يرضى بتعطيل الحكومة بعد اليوم حتى لو كلّفه ذلك الاستقالة».
المشنوق
ومن باريس حيث يقوم بزيارة رسمية يلتقي خلالها كبار المسؤولين الفرنسيين، أطلق وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق جملة مواقف خلال استقباله مجموعة من الصحافيين اللبنانيين في مقر إقامته في فندق «جورج الخامس» كشف في أبرزها عن توصل الأجهزة الأمنية الرسمية اللبنانية إلى «بداية طرف خيط» في التحقيقات الجارية حول قضية المخطوفين التشيكيين في البقاع، موضحاً أنّ «الأمر يتعلق بالمافيات وتجارة المخدرات والسلاح».
أما في الشق السياسي من الأزمة اللبنانية، فلفت المشنوق إلى أنّ «المسؤولين الفرنسيين يصرّون على دفع لبنان إلى أولوية المناقشة لوضعه على جدول الأعمال»، لافتاً في هذا السياق إلى ترقب نتائج الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس (الذي يلتقيه اليوم) إلى إيران. غير أنه استدرك بالقول: «أفترض أنّ هناك ورقة غير معلنة لدى فرنسا، وإلا فلن يحصل الوزير فابيوس على شيء من الإيرانيين، والمجال الوحيد المفتوح أمام الوضع اللبناني هو الاتفاق بين السعودية وإيران برعاية أميركية، وبتقديري هذا الأمر غير متوافر حالياً».
وعمّا لمسه من قراءة فرنسية للاتفاق النووي الدولي مع إيران، أوضح وزير الداخلية مساء أمس لـ «المستقبل» أنّ «المسؤولين الفرنسيين يؤكدون أنّ ما تحقق في هذا الاتفاق هو أفضل ما يمكن تحقيقه وأنّ الخطوط الحمر التي وضعتها باريس تحققت كلها»، مع تشديدهم في الوقت عينه على عدم تحقق «أي جانب أو ملحق سياسي في الاتفاق النووي».
ورداً على سؤال، أجاب المشنوق: «برأي الفرنسيين طبيعي أن تعلن إيران تحقيق انتصارات ربطاً بالاتفاق المبرم، بينما في الواقع الشيء الوحيد الذي حققته أنها عادت إلى الانتساب للمجتمع الدولي وهذا بحد ذاته يفرض على طهران وضعها أمام امتحانات دائمة لتثبت أنها انتسبت بالفعل أم لا إلى الشرعية الدولية، باعتبار أنّ الاتفاق النووي وحده لا يُعتبر إثباتاً كافياً لذلك».
أسبوع لعودة «الزهراني» وأيام لنفاد المازوت
المستقبل...صيدا ـ رأفت نعيم
أبلغت مصادر فنية في معمل كهرباء الزهراني «المستقبل»، أن أعمال الصيانة وإصلاح الأعطال التي تخضع لها إحدى مجموعتيه الغازيتين، قد تستغرق أسبوعاً آخر قبل أن تعود الى الخدمة.
وأوضحت المصادر أن إصلاح عطل «الزهراني« ينتظر وصول قطع الصيانة من الخارج، وهو أمر يحتاج الى أربعة أيام على الأقل، يضاف اليها ثلاثة أيام لتركيبها وإعادة المجموعة المتوقفة الى الخدمة بعد تجربتها.
وبحسب المصادر نفسها، فإن مشكلة جديدة ستعترض إعادة انتظام إنتاج معمل الزهراني من الطاقة الكهربائية وهي النقص في مادة المازوت المشغلة للمجموعتين الغازيتين، حيث كشفت أن المخزون المتوافر في خزانات المعمل لا يكفي لتشغيل مجموعتيه سوى لأيام قليلة. فيما لا تلوح في عرض البحر أي بواخر ناقلة لهذه المادة لمصلحة معامل الإنتاج حتى الآن.
وتقدر نسبة التغذية من معمل الزهراني عبر الشبكة الرئيسية حالياً بأربع ساعات في اليوم الواحد (أي خلال 24 ساعة) مداورة على المناطق التي تتغذى منه.
وقد انعكست أعطال «الزهراني« تقنيناً قاسياً في التيار الكهربائي بلغ ذروته ليل الثلاثاء الأربعاء، حيث لم تتجاوز ساعات التغذية الثلاث كل ست ساعات الى ثماني مداورة.
وتأثرت مختلف القطاعات الإنتاجية العاملة، كما المرافق الحياتية العامة، ولا سيما المياه، بهذا التقنين.
وانعكس انقطاع التيار عن مركز محافظة لبنان الجنوبي في سرايا صيدا الحكومية شللاً جزئياً في بعض الدوائر الحكومية جراء العتمة وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة داخل هذه الدوائر خلال فترة الدوام الرسمي، وذلك بعدما تم وقف العمل بالاستثناءات بالتغذية والتي كانت تؤمن التيار للسرايا الحكومية نهاراً، فيما استعانت دوائر أخرى بمولدات خاصة.
وبالأمس، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان، في بيان «توقيف المجموعة الغازية الأولى في معمل الزهراني منذ منتصف ليل الاثنين 20/7/2015 ولمدة أربعة أيام، لإجراء أعمال صيانة اضطرارية عليها من قبل أحد الخبراء الأجانب من الشركة الصانعة. وبفعل عطل طرأ على المرجل رقم -2- في معمل دير عمار، تم توقيف المجموعة البخارية جزئياً منتصف ليل الثلاثاء 21/5/2015 ولمدة يومين لإجراء التصليحات اللازمة«.
وأوضح البيان أنه بنتيجة ذلك، انخفضت القدرة الإنتاجية لكل من معملي دير عمار والزهراني، ما أدى الى انخفاض إضافي في التغذية بالتيار الكهربائي في معظم المناطق اللبنانية، «على أن يعود الوضع الى طبيعته صباح الجمعة المقبل 24 الشهر الجاري».
وأوضحت المصادر أن إصلاح عطل «الزهراني« ينتظر وصول قطع الصيانة من الخارج، وهو أمر يحتاج الى أربعة أيام على الأقل، يضاف اليها ثلاثة أيام لتركيبها وإعادة المجموعة المتوقفة الى الخدمة بعد تجربتها.
وبحسب المصادر نفسها، فإن مشكلة جديدة ستعترض إعادة انتظام إنتاج معمل الزهراني من الطاقة الكهربائية وهي النقص في مادة المازوت المشغلة للمجموعتين الغازيتين، حيث كشفت أن المخزون المتوافر في خزانات المعمل لا يكفي لتشغيل مجموعتيه سوى لأيام قليلة. فيما لا تلوح في عرض البحر أي بواخر ناقلة لهذه المادة لمصلحة معامل الإنتاج حتى الآن.
وتقدر نسبة التغذية من معمل الزهراني عبر الشبكة الرئيسية حالياً بأربع ساعات في اليوم الواحد (أي خلال 24 ساعة) مداورة على المناطق التي تتغذى منه.
وقد انعكست أعطال «الزهراني« تقنيناً قاسياً في التيار الكهربائي بلغ ذروته ليل الثلاثاء الأربعاء، حيث لم تتجاوز ساعات التغذية الثلاث كل ست ساعات الى ثماني مداورة.
وتأثرت مختلف القطاعات الإنتاجية العاملة، كما المرافق الحياتية العامة، ولا سيما المياه، بهذا التقنين.
وانعكس انقطاع التيار عن مركز محافظة لبنان الجنوبي في سرايا صيدا الحكومية شللاً جزئياً في بعض الدوائر الحكومية جراء العتمة وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة داخل هذه الدوائر خلال فترة الدوام الرسمي، وذلك بعدما تم وقف العمل بالاستثناءات بالتغذية والتي كانت تؤمن التيار للسرايا الحكومية نهاراً، فيما استعانت دوائر أخرى بمولدات خاصة.
وبالأمس، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان، في بيان «توقيف المجموعة الغازية الأولى في معمل الزهراني منذ منتصف ليل الاثنين 20/7/2015 ولمدة أربعة أيام، لإجراء أعمال صيانة اضطرارية عليها من قبل أحد الخبراء الأجانب من الشركة الصانعة. وبفعل عطل طرأ على المرجل رقم -2- في معمل دير عمار، تم توقيف المجموعة البخارية جزئياً منتصف ليل الثلاثاء 21/5/2015 ولمدة يومين لإجراء التصليحات اللازمة«.
وأوضح البيان أنه بنتيجة ذلك، انخفضت القدرة الإنتاجية لكل من معملي دير عمار والزهراني، ما أدى الى انخفاض إضافي في التغذية بالتيار الكهربائي في معظم المناطق اللبنانية، «على أن يعود الوضع الى طبيعته صباح الجمعة المقبل 24 الشهر الجاري».
«حزب الله» و«الدبلوماسية الإلهية»: يحقّ لإيران ما لا يحق.. لأي كان
المستقبل...علي رباح
كان العالم في زمان «حزب الله» فسطاطين: «المقاومون» الذين ينتفضون بوجه القرارات والقوانين الدولية باعتبارها «غطرسة غربية»، و»عملاء» إسرائيل و»الشيطان الأكبر» ممّن يرضخون لقرارات المجتمع الدولي ووصايته على شعوب المنطقة.
لا تسعف الذاكرة جمهور «محور الممانعة» لتذكّر السجالات بين «حزب الله» و»14 آذار» حول «المقاومة الدبلوماسية». ففي زمن تهلّل فيه «المقاومة» لـ»الدبلوماسية الايرانية النشطة»، وتصف انجازها للاتفاق النووي مع «الشيطان الاكبر» بـ»الانتصار النموذجي»، يصبح تاريخ «مقاومة» «حزب الله» لـ»الدبلوماسية اللبنانية» وللقرارات الدولية تفصيلاً من الماضي.
«حزب الله» الذي يحتفل اليوم على أنغام «الدبلوماسية الايرانية»، وقف لسنوات طويلة بوجه «الدبلوماسية اللبنانية»، ولطالما ردّد مقولة إن «الدبلوماسية والسياسة الناعمة لا تنفعان مع المجتمع الدولي». تحت هذا العنوان، أفشل الحزب جهود الرئيس الشهيد رفيق الحريري يوم زار واشنطن عام 2002، في مهمّة غاية في التعقيد، لإقناع إدارة الرئيس جورج دبليو بوش بإزالة تحفّظها على إنجاح مؤتمر «باريس 2»، حيث كان لبنان يعيش ذروة تأزّم الوضع الاقتصادي بعد سنوات من حكم إميل لحود. أطلق «حزب الله» النار على اسرائيل ليصيب «دبلوماسية رفيق الحريري»، وكانت حجّته أن المقاومة لا تقبل النقاش! ارتكب رفيق الحريري «خيانة عظمى«، في نظر «حزب الله» حين تساءل عن الحكمة من إشعال جبهة الجنوب، فيما هو يلف العواصم لإخراج لبنان من أزمته. لكنّ محمد جواد ظريف، وزير خارجية إيران، يستطيع، برحابة صدر، أن يلتقي جون كيري وصقور المجتمع الدولي، حتى ولو وعدهم بأن يبقى «حزب الله» في ساحات الحرب التي ترضي «السيّد الأميركي».
في التاريخ غير البعيد، وقف «حزب الله» بوجه القرار 1559، باعتباره «قراراً صهيونياً»، ووصف يومها تيري رود لارسن، مبعوث الامم المتحدة لمراقبة تطبيق القرار بـ»المندوب السامي» وبـ»مندوب الوصاية». لا يهم إن برّر «حزب الله» فعلته بالقول «إن مقاومته للدبلوماسية اللبنانية وللقرارات الدولية، انما جاءت لحماية المقاومة وسلاحها. ذلك السلاح الذي كان من «المحرّمات» على طاولة الاستراتيجية الدفاعية الوطنية، ومن «الثوابت» في بازار المفاوضات الاميركية- الايرانية. المهم أن «المشهد الصهيوني» الذي اتّسم به لبنان عام 2005 بفعل القرار 1559، سيتكّرر في ايران، لكنّه سيُعطى هذه المرة صفة «المشهد المقاوم». غداً سيعيّن الامين العام للامم المتحدة مبعوثاً خاصاً الى ايران لمراقبة تطبيق الاتفاق النووي؟ نعم. هذا المبعوث سترافقه لجنة تفتيش وستكون ايران مُلزمة بفتح ابوابها امامها؟ نعم. ستدخل هذه اللجنة الى المواقع العسكرية، وستقابل علماء وغيرهم، وستكون ايران، بمرشدها وبحكومتها وبمجلس نوابها، ملزمة بالتعاون معها ؟ نعم. علي أكبر ولايتي، مستشار السيّد خامنئي، يصرخ ويرفض عمليات التفتيش؟ نعم، لكنّه يعلم أن هذا الصراخ لن يأتي بنتيجة، خصوصاً أن «الدبلوماسية الايرانية النشطة» وافقت على الشروط الغربية! والأهم من كل ذلك، لا بل الأجمل، أن يكون تيري رود لارسن هو المبعوث الدولي الى ايران لمراقبة تطبيق الاتفاق!.. قمة «الكوميديا«.
ليست هذه الاسئلة هامشية. قد يدفعها الانقسام السياسي بعيداً من السطح، لكنها ستتسرب الى عمق الوعي الجماهيري. ومع كل اطلالة للمبعوث الدولي من إيران، يتهشّم شيء من «حزب الله» الذي قاوم «الدبلوماسية اللبنانية» وهلّل لـ»الدبلوماسية الايرانية».
يحق للّبنانيين أن يسألوا: إذا كان «الولي الفقيه« بجلالة قدره يتعاون مع المجتمع الدولي في تطبيق القرار 2231، فلماذا يحرّم على اللبنانيين التعاون معه في تطبيق القرار ؟ ولماذا «يُحرّم« على اللبنانيين ما يُحلّله لايران في بازار مفاوضاتها مع «الشياطين«؟ أيضاً ستكون الإجابة، «يحق لـ«الإلهيين« ما لا يحقّ لـ«العملاء«.
لا تسعف الذاكرة جمهور «محور الممانعة» لتذكّر السجالات بين «حزب الله» و»14 آذار» حول «المقاومة الدبلوماسية». ففي زمن تهلّل فيه «المقاومة» لـ»الدبلوماسية الايرانية النشطة»، وتصف انجازها للاتفاق النووي مع «الشيطان الاكبر» بـ»الانتصار النموذجي»، يصبح تاريخ «مقاومة» «حزب الله» لـ»الدبلوماسية اللبنانية» وللقرارات الدولية تفصيلاً من الماضي.
«حزب الله» الذي يحتفل اليوم على أنغام «الدبلوماسية الايرانية»، وقف لسنوات طويلة بوجه «الدبلوماسية اللبنانية»، ولطالما ردّد مقولة إن «الدبلوماسية والسياسة الناعمة لا تنفعان مع المجتمع الدولي». تحت هذا العنوان، أفشل الحزب جهود الرئيس الشهيد رفيق الحريري يوم زار واشنطن عام 2002، في مهمّة غاية في التعقيد، لإقناع إدارة الرئيس جورج دبليو بوش بإزالة تحفّظها على إنجاح مؤتمر «باريس 2»، حيث كان لبنان يعيش ذروة تأزّم الوضع الاقتصادي بعد سنوات من حكم إميل لحود. أطلق «حزب الله» النار على اسرائيل ليصيب «دبلوماسية رفيق الحريري»، وكانت حجّته أن المقاومة لا تقبل النقاش! ارتكب رفيق الحريري «خيانة عظمى«، في نظر «حزب الله» حين تساءل عن الحكمة من إشعال جبهة الجنوب، فيما هو يلف العواصم لإخراج لبنان من أزمته. لكنّ محمد جواد ظريف، وزير خارجية إيران، يستطيع، برحابة صدر، أن يلتقي جون كيري وصقور المجتمع الدولي، حتى ولو وعدهم بأن يبقى «حزب الله» في ساحات الحرب التي ترضي «السيّد الأميركي».
في التاريخ غير البعيد، وقف «حزب الله» بوجه القرار 1559، باعتباره «قراراً صهيونياً»، ووصف يومها تيري رود لارسن، مبعوث الامم المتحدة لمراقبة تطبيق القرار بـ»المندوب السامي» وبـ»مندوب الوصاية». لا يهم إن برّر «حزب الله» فعلته بالقول «إن مقاومته للدبلوماسية اللبنانية وللقرارات الدولية، انما جاءت لحماية المقاومة وسلاحها. ذلك السلاح الذي كان من «المحرّمات» على طاولة الاستراتيجية الدفاعية الوطنية، ومن «الثوابت» في بازار المفاوضات الاميركية- الايرانية. المهم أن «المشهد الصهيوني» الذي اتّسم به لبنان عام 2005 بفعل القرار 1559، سيتكّرر في ايران، لكنّه سيُعطى هذه المرة صفة «المشهد المقاوم». غداً سيعيّن الامين العام للامم المتحدة مبعوثاً خاصاً الى ايران لمراقبة تطبيق الاتفاق النووي؟ نعم. هذا المبعوث سترافقه لجنة تفتيش وستكون ايران مُلزمة بفتح ابوابها امامها؟ نعم. ستدخل هذه اللجنة الى المواقع العسكرية، وستقابل علماء وغيرهم، وستكون ايران، بمرشدها وبحكومتها وبمجلس نوابها، ملزمة بالتعاون معها ؟ نعم. علي أكبر ولايتي، مستشار السيّد خامنئي، يصرخ ويرفض عمليات التفتيش؟ نعم، لكنّه يعلم أن هذا الصراخ لن يأتي بنتيجة، خصوصاً أن «الدبلوماسية الايرانية النشطة» وافقت على الشروط الغربية! والأهم من كل ذلك، لا بل الأجمل، أن يكون تيري رود لارسن هو المبعوث الدولي الى ايران لمراقبة تطبيق الاتفاق!.. قمة «الكوميديا«.
ليست هذه الاسئلة هامشية. قد يدفعها الانقسام السياسي بعيداً من السطح، لكنها ستتسرب الى عمق الوعي الجماهيري. ومع كل اطلالة للمبعوث الدولي من إيران، يتهشّم شيء من «حزب الله» الذي قاوم «الدبلوماسية اللبنانية» وهلّل لـ»الدبلوماسية الايرانية».
يحق للّبنانيين أن يسألوا: إذا كان «الولي الفقيه« بجلالة قدره يتعاون مع المجتمع الدولي في تطبيق القرار 2231، فلماذا يحرّم على اللبنانيين التعاون معه في تطبيق القرار ؟ ولماذا «يُحرّم« على اللبنانيين ما يُحلّله لايران في بازار مفاوضاتها مع «الشياطين«؟ أيضاً ستكون الإجابة، «يحق لـ«الإلهيين« ما لا يحقّ لـ«العملاء«.
وينقل منظومة صواريخ «الياخونت» من سوريا إلى لبنان
المستقبل....
نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر أجنبية قولها أمس، إنّ «حزب الله نجح في نقل أجزاء منظومات متطورة من صواريخ «الياخونت» المضادّة للسفن من سوريا إلى لبنان«، مشيرة إلى أنه «استناداً إلى مسؤولين أميركيين كبار، فإنّ عناصر الحزب نجحوا في تهريب منظومات الصواريخ إلى لبنان وهي مجزأة، ما مكنهم من التهرب من عيون سلاح الجو والاستخبارات الإسرائيلية«.
وأوضحت الصحيفة أن «تقديرات المسؤولين الأميركيين أن يكون حزب الله قد نجح في تهريب جزء من مركبات صواريخ الياخونت الروسية المضادة للسفن من صنع روسيا، وأنّه نجح في تهريب الصواريخ نفسها إلى لبنان، إلا أنّهم لم يتمكّنوا بعد من نقل أجزاء أخرى من المنظومة التي لا يمكن تشغيل هذه الصواريخ بدونها«، لافتة الى أن «حزب الله قام خلال تهريب الصواريخ بإطفاء شبكات الاتصال والكهرباء في منطقة الحدود السورية - اللبنانية، لتصعيب مهمة المراقبة على الاستخبارات الإسرائيلية«.
أضافت: «حزب الله يمتلك مخزونات سلاح كبيرة داخل الأراضي السورية، تضم صواريخ مضادة للطائرات، كما يمتلك ضمن هذه المخزونات 12 منظومة صواريخ موجهة متطورة ضد السفن، والضربات التي نفذتها إسرائيل في السنة الأخيرة وما قبلها ضد هذه المستودعات حققت نتائج جزئية فقط».
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنيّة وعسكريّة إسرائيلية أنّ «التقديرات تشير إلى وجود هذه الصواريخ مع حزب الله وهو ما قد يتسبب بشلل عمل موانئ إسرائيل المركزية في حيفا وأسدود (اشدود)، وعلى طول المناطق الساحلية لإسرائيل على البحر المتوسط«.
وأوضحت الصحيفة أن «تقديرات المسؤولين الأميركيين أن يكون حزب الله قد نجح في تهريب جزء من مركبات صواريخ الياخونت الروسية المضادة للسفن من صنع روسيا، وأنّه نجح في تهريب الصواريخ نفسها إلى لبنان، إلا أنّهم لم يتمكّنوا بعد من نقل أجزاء أخرى من المنظومة التي لا يمكن تشغيل هذه الصواريخ بدونها«، لافتة الى أن «حزب الله قام خلال تهريب الصواريخ بإطفاء شبكات الاتصال والكهرباء في منطقة الحدود السورية - اللبنانية، لتصعيب مهمة المراقبة على الاستخبارات الإسرائيلية«.
أضافت: «حزب الله يمتلك مخزونات سلاح كبيرة داخل الأراضي السورية، تضم صواريخ مضادة للطائرات، كما يمتلك ضمن هذه المخزونات 12 منظومة صواريخ موجهة متطورة ضد السفن، والضربات التي نفذتها إسرائيل في السنة الأخيرة وما قبلها ضد هذه المستودعات حققت نتائج جزئية فقط».
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنيّة وعسكريّة إسرائيلية أنّ «التقديرات تشير إلى وجود هذه الصواريخ مع حزب الله وهو ما قد يتسبب بشلل عمل موانئ إسرائيل المركزية في حيفا وأسدود (اشدود)، وعلى طول المناطق الساحلية لإسرائيل على البحر المتوسط«.
ضبط 17 طناً من مواد يصنع منها كبتاغون
بيروت - «الحياة»
أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في لبنان - شعبة العلاقات العامة عن «توقيف شاحنة في مدينة النبطية - دوار كفررمان في 21 الجاري كانت متوجهة الى البقاع وفي داخلها شخصان. وضبطت على متنها كمية كبيرة من المواد الأولية التي تدخل في باب تصنيع مواد مخدرة بينها حبوب كبتاغون، معبأة في 325 برميلاً زنتها نحو 17 طناً تصنع منها ملايين الحبوب المخدرة».
وتأتي العملية نتيجة «متابعة كبار تجار ومصنعي ومهربي المخدرات، وبعد عملية رصد لشهور عدة نفذها مكتب مكافحة المخدرات المركزي والاقليمي في الجنوب في وحدة الشرطة القضائية». وأسفرت العملية عن «توقيف م. ح. ( مواليد 1974- لبناني) والعمل جارٍ لتوقيف بقية المتورطين».
القضاء يوقف مسهلة فرار يتيم بعد جريمته
قرر قاضي التحقيق في بيروت جورج رزق إصدار مذكرة توقيف وجاهية بحق لينا حيدر في قضية مقتل جورج الريف بجرم تسهيل فرار القاتل الموقوف طارق يتيم بسيارتها التي كانت تقودها وبرفقتها الأخير في محلة الصيفي في بيروت.
وكان رزق عاود أمس، استجواب حيدر. كما استمع أمس، إلى إفادة شاهدين واستدعى مزيداً من الشهود للاستماع إلى أقوالهم حول الجريمة.
إحراق النفايات في الشوارع يهدد بسموم واجتماعات متواصلة بلا اتفاق على حل
بيروت - «الحياة»
ارتفعت تلال النفايات أمس، في شوارع وأرصفة بيروت وضواحيها وبعض مناطق جبل لبنان وسدَّت طرقاً أمام السيارات، فيما عمد سكان مناطق إلى إحراق المستوعبات على رغم تحذير وزير البيئة محمد المشنوق من ان الأمر «ينبئ بكارثة بيئيّة وصحيّة بسبب ما ينتج منه من تنشيط لأنواع من البكتيريا وانبعاث الكيماويات السامة». واستعانت بلديات في ضواحي العاصمة بمكبّات قديمة واستحدث بعضها مكبّات موقّتة في ظل مراوحة الأزمة مكانَها وعجز الدولة عن إيجاد مطمر بديل لمطمر الناعمة.
واجتمع نواب بيروت أمس مع رئيس الحكومة تمام سلام الذي أكد لهم ضرورة طرح ملف النفايات في بداية جلسة مجلس الوزراء اليوم إلا إذا أصرَّ وزراء «تكتّل التغيير والإصلاح» على طرح آلية العمل أولاً، من دون حلول تلوح في الأفق. ونوقشت في الاجتماع كيفية توزيع 3000 طن من النفايات التي تنتج يومياً من بيروت وضواحيها وامكان نقل قسم منها إلى محرقة صيدا التي ردّت بلديتها بالرّفض. وعلمت «الحياة» أن أحد اقتراحات الحلول تمّثل بنقل نفايات بيروت وضواحيها إلى أرض يتم استئجارها في جرود عكار (الشمال) تبلغ مساحتها مليوناً و 250 ألف متر مربّع يملكها خلدون المرعبي على أن تقوم شركة «سوكلين» المكلّفة جمع النفايات بالكنس والجمع والكبس ثم تشحَن النفايات بحراً إلى عكار ومنها يتم نقلها بـ 150 شاحنة إلى الجرود، أو براً أثناء الليل. إلا أن نواب عكار رفضوا الاقتراح الذي كان نوقش في اجتماع كتلة «المستقبل» أول من أمس.ونُقل عن النائب معين المرعبي قوله: «لا أحد يفرض علينا أمراً واقعاً. نرفض أن يذكروا عكار بالنفايات وينسوها في التنمية والمشاريع العمرانية».
وكان المجلس البلدي لبيروت الذي اجتمع أول من أمس برئاسة رئيسه بلال حمد بحث حلولاً منها اقتراح نقل النفايات إلى عكار لكن العمليّة تعثّرت بعد رفض النائب المرعبي الاقتراح. وعقد اجتماع استثنائي أمس للمجلس من دون الوصول إلى الحل. وستتواصل فعاليات بيروت مع زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري لبحث الملف.
وأكد النائب محمد قباني بعد لقاء سلام أن «الموضوع يحتاج إلى تعاون وطني ومحلي أي بين الحكومة كسلطة مركزية والبلديات كسلطات مناطقية»، مذكراً بأن «مجلس الوزراء منذ نحو 8 أو 9 أشهر كان اتّخذ قراراً منطقياً بأن تكون لبيروت مكبات للنفايات خارج بيروت الإدارية». ودعا «سائر المناطق والأقضية والقرى إلى أن تتقبّل أن بيروت لا تستطيع معالجة مشكلة نفاياتها». وأسف «لتصاعد لهجة مناطقية عصبية في غير موقعها». وأشار إلى «حلول موضوعة ومقرّرة، ولكن القضية فيتوات نسمعها».
والتقى سلام وزير السياحة ميشال فرعون الذي لفت إلى أن «هناك من يعطل الموسم الصيفي عندنا».
وأسف الرئيس ميشال سليمان في اتصال هاتفي مع سلام لـ «ان تنتشر النفايات على الطرق بدلاً من لافتات الترحيب بالوافدين». واعتبر أن محاولة رمي «القنبلة البيئية» من منطقة إلى أخرى ومن مطمر إلى آخر، ستضاعف المشكلة».
ودعا وزير الزراعة أكرم شهيب إلى «الخروج من غابة تضارب المصالح السياسية وألا نرمي الأثقال على كاهل رئيس حكومة الذي شكّل ويشكّل صمام أمان». واقترح «إنشاء سنسول في منطقتي الكوستا والكرنتينا تطمر فيهما نفايات العاصمة والضاحيتين».
وطالب رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل بـ «محاسبة شركة سوكلين شعبياً لأنها تأخذ لبنان رهينة منذ أكثر من 20 سنة. فمنذ إجراء آخر مناقصة في التسيعينات تم التمديد لسوكلين أكثر من مرة ولم نرَ النفايات في الطرق إلا عند انتهاء العقد مع الشركة ليتبيّن أن الهدف ممارسة الضغط والإبقاء على الوضع الذي كنّا عليه وعلى السرقة الممنهجة لأموال البلديات». وأكد أن «هناك مافيا مستفيدة من ملف النفايات وتحقِّق أرباحاً». ودعا إلى «إجراء مناقصة شفافة وبكلفة أقل»، مقترحاً «إدارة هذا الملف عبر لامركزية «نفايات» تحت إشراف الدولة».
«حزب الله»: بقي القليل في الزبداني وتعطيل البرلمان يرتد على الرئاسة
بيروت - «الحياة»
أصر «حزب الله» بلسان عدد من نوابه على المضي في مشاركته في معارك القلمون السوري «لحماية اللبنانيين من التكفيريين».
وقال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد، أن «لبنان أمامه استحقاقات وتحديات داهمة، ويجب أن نأمن على أمننا وإدارتنا ومجتمعنا وسيادتنا في مواجهة عدو يجهز كل التكنولوجيا من أجل أن يتحين الفرصة للانقضاض مجدداً»، مؤكداً أن «المقاومة ماضية في واجبها الوطني والإنساني للدفاع عن هذا الوطن وحماية اللبنانيين»، وسأل: «ماذا فعلت الحكومات للتصدي للتكفيريين؟ أنجزنا الكثير الكثير مما كان لا يتوهم أحد أننا ننجزه في منطقة القلمون وسلسلتها الجبلية، وبقي القليل القليل في الزبداني سننهيه قريباً».
ودعا «الشركاء في الوطن إلى أن يتنبهوا لمخاطر الخيارات التي هم عليها»، وسأل: «لماذا يعطلون المجلس النيابي وهو أمُّ المؤسسات الدستورية في هذا البلد؟ ألا يرون أن هذا التعطيل يرتد عكساً على تعطيل رئاسة الجمهورية حين يحين أوان انتخاب رئيسها؟ ألا يفكرون في أن هذا التعطيل للمجلس النيابي سيعطل، بل يشل الحكومة حتى لو لم تستقل؟ ألا يعرفون أن تعطيل المجلس النيابي هو تعطيل لمصالح الناس ولالتزامات البلاد تجاه الدول الأخرى، ما يجعل لبنان على حافة الانهيار؟ عليهم أن يعيدوا النظر وأن يصغوا الى النصائح والأقوال السديدة، وأن يفكروا جيدا في أن الرهانات التي يراهنون عليها لا تستطيع أن تبقيهم في سلطة إذا سقطت تلك الرهانات».
وأكد عضو الكتلة نفسها نوار الساحلي، أن «المقاومة تقاتل في سورية لحماية الخط الممانع والمقاوم»، مشيراً إلى أن «بعضهم يقول إن طريق القدس لا تمر بسورية، نقول له إن طريق القدس تمر بكل إرهابي، والواجب أن نقاتل كل إرهابي للوصول إلى القدس، وعندما نقاتل هؤلاء الإرهابيين نقاتلهم في النهار كما في الليل، ونقاتلهم جهاراً ولا نستحي من ذلك».
المصدر: مصادر مختلفة