ميليشيا الحوثيين تنسحب من لحج.....الحوثيون يجرون اتصالات سرية لإحياء العملية السياسية.. و«خوف من عملية لتحرير صنعاء»

مقاتلو صالح يرفضون دعوات حوثية للقتال في الجنوب وطائرة إغاثة سعودية ثانية لعدن

تاريخ الإضافة السبت 25 تموز 2015 - 6:28 ص    عدد الزيارات 2181    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

ميليشيا الحوثيين تنسحب من لحج
جازان - يحيى الخردلي { الرياض - أحمد الجروان { صنعاء، عدن - «الحياة» 
واصلت القوات الموالية للحكومة الشرعية في اليمن ومعها مسلحو «المقاومة الجنوبية» أمس التقدُّم في الأطراف الشمالية والشرقية لمدينة عدن، في ظل استمرار المعارك مع جماعة الحوثيين في محيط قاعدة العند الاستراتيجية في محافظة لحج، وبالتزامن مع غارات كثيفة لطيران التحالُف على مواقع الجماعة وعلى المعسكرات ومخازن الأسلحة التي تسيطر عليها في محافظات عدة. كما امتدت الغارات إلى معسكر يسيطر عليه الحوثيون في منطقة باب المندب.
وقالت مصادر لـ «الحياة»، إن طيران التحالف قصف أمس جسراً يستخدمه الحوثيون وقوات علي صالح للحصول على الإمدادات وتعزيز قواتهم بين عمران وصعدة. وأفادت مصادر قريبة من «المقاومة الشعبية» والقوات الحكومية، بأن عشرات المسلّحين الحوثيين غادروا مواقع لهم في لحج باتجاه تعز بعد القصف الجوي الذي استهدفهم، في ظل تقدم مسلحي المقاومة إلى هذه المناطق.
وأكد وزير حقوق الإنسان اليمني عز الدين الأصبحي لـ «الحياة»، استتباب الأمن في عدن، وأشار إلى فتح مراكز الشرطة باستثناء ثلاثة. وتحدَّث مسؤولون عسكريون عن تطهير كل أرجاء عدن من ميليشيات الحوثيين والموالين لعلي صالح، بعد معارك أدت إلى مقتل 1690 شخصاً، وفق الأمم المتحدة.
ووصلت إلى مطار عدن أمس طائرة شحن عسكرية سعودية ثانية تحمل أكثر من 10 أطنان من المواد الغذائية، تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وأمر ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، بتأمين طائرات شحن تابعة لقيادة القوات الجوية لإقامة جسر جوي لنقل المساعدات من مستودعات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في محافظة شرورة إلى محافظة عدن.
وأشار مصدر في المقاومة الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، إلى اكتشاف سرداب أرضي في مطار عدن. وأوضح لـ «الحياة» أنه بُنِي في شكل هندسي دقيق.
وأفادت وكالة «فرانس برس» مساء أمس، بأن ثلاثة صواريخ «كاتيوشا» سقطت قرب مدرج المطار أثناء وجود الطائرة السعودية. ونقلت عن المسؤول الأمني في المطار عبدالله قائد، أن 7 صواريخ أخرى سقطت بعد إقلاعها، متهماً الحوثيين بالقصف.
وبعد هدوء نسبي على الحدود السعودية- اليمنية، أطلقت المدفعية السعودية بعد ظهر أمس قذائف على مواقع حدودية تتخذها ميليشيا الحوثيين قاعدة لإطلاق صواريخ «كاتيوشا».
وذكرت مصادر لـ «الحياة» أن مروحيات «أباتشي» سعودية استهدفت مثلث شدا في محافظة صعدة، بعد كشف تجمُّعات مسلحة تستعد للهجوم على الحدود السعودية. ودمّرت منصات لإطلاق قذائف «كاتيوشا» و «هاون». وقصف طيران التحالف تجمُّعات في مديرية حرض ومثلث عاهم الحيوي الذي يصل محافظات حجة والحديدة وعبس وحرض.
وتواصلت المعارك العنيفة أمس في محيط مدينة مأرب، وشن طيران التحالف غارات على مواقع للحوثيين جنوب المدينة، كما استهدف الخطوط الأمامية للجماعة في محافظة لحج ومواقع مسلحيها في أطراف عدن من جهتي أبين ولحج. وجدد غاراته على معسكر القوات الخاصة في منطقة الصباحة غرب صنعاء، وسُمِع دويُّ انفجارات ضخمة وتحليق للطيران، كما قُصِف معسكر اللواء «17 مشاة» الذي يسيطر عليه الحوثيون في منطقة باب المندب، وامتدت الغارات إلى مدينة لودر في محافظة أبين والمناطق الحدودية في محافظتي حجة وصعدة.
 
مقاتلو صالح يرفضون دعوات حوثية للقتال في الجنوب وطائرة إغاثة سعودية ثانية لعدن
المستقبل...صنعاء ـ صادق عبدو والوكالات
واصلت المملكة العربية السعودية بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تسيير جسر جوي لنقل المساعدات الغذائية الى مطار عدن الذي وصلته أمس ثاني طائرة تنقل مساعدات غذائية، بعد تحريره من ميليشيات الحوثيين والنظام المخلوع، في حين أعلن المئات من الضباط والجنود الموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح رفضهم الانضمام إلى حشود قبلية دعت إليها جماعة الحوثي، المدعومة من طهران، للتوجه إلى القتال في عدن والجنوب.

وقالت وكالة الانباء السعودية (واس) «إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لتقديم المساعدات العاجلة للشعب اليمني الشقيق وأمر الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بتأمين طائرات شحن تابعة لقيادة القوات الجوية الملكية السعودية لتسيير جسر جوي لنقل المساعدات من مستودعات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بمحافظة شرورة إلى محافظة عدن في اليمن، وصلت، أمس، ثاني طائرة إلى مطار عدن الدولي بعد تحريره من ميليشيات الحوثيين والنظام المخلوع تحمل على متنها أكثر من 10 أطنان من المواد الغذائية«.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم المركز رأفت الصباغ أن «مدير الإمداد والتموين بالمركز صلاح المزروع سيرأس الفريق الإغاثي«، مضيفا ان «هذه الرحلة تأتي بإشراف مباشر من معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز عبدالله الربيعة«، مؤكدا «استمرار المركز في تنفيذ برنامج خصص لهذا الغرض وفق رحلات متتالية بفريق عمل متكامل متخصص لضمان سير العملية الإغاثية على أكمل وجه لتصل إلى مستحقيها«.

وكشف أن «وصول الطائرة يأتي ضمن برنامج خصصه المركز بتقديم مواد إغاثية وغذائية ودوائية متنوعة عبر البحر والبر والجو«، لافتًا إلى أن «هنالك طائرات ستصل وفق برنامج زمني محدد بإشراف من المركز وتنسيق مع الحكومة الشرعية اليمنية وخلية الإجلاء والعمليات الإنسانية بوزارة الدفاع«.

وفي موازاة ذلك، أعلن المئات من الضباط والجنود الموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح رفضهم الانضمام إلى حشود قبلية دعت إليها جماعة الحوثي، المدعومة من طهران، للتوجه إلى القتال في عدن والجنوب. ودعت الجماعة الى الاحتشاد اليوم في العاصمة صنعاء بهدف الانضمام إلى المقاتلين في تعز وعدن وأبين، حيث تعرض الحوثيون وأنصار صالح إلى هزائم كبيرة، أبرزها مدينة عدن التي طردوا منها مطلع الأسبوع الجاري، في وقت يبحث المراوغ علي عبدالله صالح مع عدد من الدول الغربية خطة تؤمن له خروجاً آمناً من اليمن.

وكان الحوثيون خسروا أمس أحد أبرز قادتهم العسكريين ويدعى أبو يحى الحوثي في نقطة العلم، الواقعة بين عدن وأبين، فيما قتل قيادي آخر في البيضاء، وسط البلاد مع عدد من مرافقيه.

وتواصلت أمس المعارك العنيفة في محيط قاعدة العند، حيث سيطرت المقاومة الشعبية على نحو 90 % من الجبال والمرتفعات المطلة على قاعدة العند. وأشارت مصادر في المعارضة إلى أن عدم مهاجمة القاعدة يعود إلى الخوف على الأسرى الذين يحتجزهم الحوثيون منذ أشهر.

في غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية اللواء عبده الحذيفي أن المقاومة ضبطت أجهزة تنصت وخرائط ووسائل مخابرات مختلفة في عدة مواقع داخل محافظة عدن بعضها في مطار عدن الدولي والأغلبية من أجهزة التنصت المتقدمة وجميعها تعود صناعتها لإيران.

وأعلنت مصادر عسكرية في العاصمة صنعاء أن هناك حالات تمرد في وسط ضباط القوات المسلحة الذين كانوا موالين للحوثيين والمخلوع صالح، حيث يرفضون قرارات بالنزول إلى مناطق المواجهات في كل من عدن وتعز، وذلك بعد الهزائم الكبيرة التي تعرض لها الحوثيون وصالح في عدن، مشيرة إلى أن ميليشيات الحوثي قامت بملاحقة الضباط الرافضين القتال إلى منازلهم، حيث اعتقلوا بعضهم فيما تمكن البعض الآخر من تغيير مكان سكنه، وذلك حفاظاً على حياته. وفرضت ميليشيات الحوثي على سكان صنعاء التجمع في شوارع العاصمة اليوم الجمعة طلباً لتدخل دولي في إطار سعيهم للجم الخسائر المتلاحقة التي منوا بها في عدن وتعز ولحج ومناطق أخرى. وجاءت المطالبة على شكل بيان أصدرته ما تسمى اللجنة الثورية العليا التي شكلها الحوثيون في أعقاب الانقلاب الذي أعلنوه بعد سيطرتهم على العاصمة في شهر أيلول الفائت. سياسيا، توقع الناطق الرسمي باسم الحكومة راجح بادي عودة عدد من وزراء الحكومة إلى محافظة عدن خلال الايام المقبلة لممارسة مهامهم من هناك. واكد بادي أن وزير الأشغال العامة المهندس وحي أمان ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات لطفي باشريف ووزير المياه والبيئة العزي على شريم ووزير الثروة السمكية فهد كفاين سيعودون الى محافظة عدن قريباً.
 
عودة 4 وزراء آخرين إلى عدن.. واستئناف العمل الحكومي الرسمي بعد غد
بادي لـ {الشرق الأوسط}: رصد 4.6 مليون دولار إغاثة للسلطة المحلية.. ونقل 900 مواطن إلى الأردن للعلاج
الرياض: ناصر الحقباني
أعلنت الحكومة اليمنية الشرعية، أمس، استئناف العمل الرسمي في الوزارات السيادية والأمنية والخدمية، اعتبارا من بعد غد (الأحد)، وعودة 4 وزراء آخرين في مجالات الأشغال، والاتصالات وتقنية المعلومات، والمياه والبيئة، والثروة السمكية، إلى محافظة عدن، وذلك بعد الانتصارات التي حققتها المقاومة الشعبية بالتنسيق مع قيادة قوات تحالف الأمل، لتحرير عدن من الميليشيات الحوثية، وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وأوضح راجح بادي، المتحدث باسم الحكومة اليمنية الشرعية لـ«الشرق الأوسط»، أن الحكومة قررت إعادة 4 وزراء آخرين للعمل في محافظة عدن، إلى جانب الوفد الوزاري الذي وصل خلال اليوم الأول من عيد الفطر، وهم المهندس وحي أمان وزير الأشغال العامة، ولطفي باشرين وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، وهبة الله علي شريم وزير المياه، وفهد كفاين وزير الثروة السمكية.
وقال بادي في اتصال هاتفي، إن الوزراء الأربعة في الحكومة، سيعودون خلال يومي الأحد والاثنين، إذ إن بعضهم سينتقلون من الرياض أو القاهرة أو من حضرموت، وذلك لمباشرة العمل وتولي الحقائب الوزارية للقطاعات التي يشغلونها، وذلك بعد الانتصارات التي حققتها المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني الموالي للشرعية، بالتنسيق مع قوات التحالف، لتحرير مدينة عدن بالكامل من الميليشيات الحوثية، وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وأشار المتحدث باسم الحكومة اليمنية إلى أنه جرى رصد مبلغ يصل إلى نحو مليار ريال يمني (4.6 مليون دولار)، من الموازنة العامة في السلطة المحلية، كإغاثة عاجلة للسلطة المحلية في عدن، وذلك بعد وصول الوزراء وبعض القطاعات الأمنية للعمل الرسمي. ولفت بادي إلى أن الحكومة اليمنية الشرعية تعمل على تهيئة النيابات الحكومية، والمحاكم الشرعية، تمهيدًا لمزاولة العمل، لا سيما أن أقسام الشرطة بدأت فعليًا العمل في محافظة عدن، وذلك لتطبيع الحياة المدنية هناك.
وذكر المتحدث باسم الحكومة اليمنية أن مطار عدن الدولي بدأ العمل فيه بعد تحرير المدينة من المتمردين، حيث وصلت أمس طائرة إغاثية سعودية، وهناك 3 طائرات إغاثية أخرى، من السعودية والإمارات، عطفًا على الطائرة الأولى السعودية التي كسرت عزلة مدينة عدن الجوية، التي وصلت إلى المطار الدولي، وعلى متنها 20 طنًا من المواد الإغاثية، أول من أمس.
وأضاف: «الرحلات التجارية ستبدأ في مطار عدن خلال الأسبوع المقبل، إضافة إلى الرحلات الإغاثية التي ستصل من الدول الداعمة للشرعية، وكذلك من الأمم المتحدة، حيث سيجري فتح باب عودة اليمنيين في الدول الخليجية والعربية والغربية، إلى عدن، وذلك بعد تسبب المتمردين على مدنهم بالقصف العشوائي، وتدمير مساكنهم».
وأكد بادي أن الموانئ البحرية الثلاثة، وهي ميناء عدن، والمنطقة الحرة في عدن، وميناء بلحاف، جميعها تعمل منذ تحرير المدينة من الميليشيات المسلحة، وتستقبل السفن بشكل طبيعي، تحت حماية أمنية للموانئ.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليمنية «إن التقارير الطبية التي وصلت إلى الحكومة اليمنية الشرعية في مقرها المؤقت بالرياض، أفادت بتعرض عدد من الجرحى لإصابات خطيرة، الأمر الذي يحتاج إلى علاج العاجل في مستشفيات خارجية، حيث جرى التنسيق مع الحكومة الأردنية أخيرًا، بنقل 900 مواطن يمني إلى عمان خلال الأيام المقبلة، لعلاجهم.
وأعلن بادي أن عدن ستكون المركز الرئيسي للإغاثة بدلا عن جيبوتي التي كانت مركزا للإغاثة اليمني منذ بدء «عاصفة الحزم»، حيث سيجري ترتيب نقل اللاجئين الذين استقبلتهم الأمم المتحدة في جيبوتي، إلى عدن عبر السفن.
وكان عدد من الوزراء اليمنيين، وصلوا إلى محافظة عدن خلال اليوم الأول من عيد الفطر، وذلك بعد تحرير عدن، وهم المهندس بدر باسلمة وزير النقل، اللواء عبده الحذيفي وزير الداخلية، واللواء علي حسن الأحمدي رئيس جهاز الأمن القومي، ومحمد الشدادي نائب رئيس مجلس النواب، حيث وصل الوفد اليمني إلى ميناء عصب الإريتري عبر طائرة وحماية سعودية، ثم انتقلوا بعد ذلك عبر باخرة إماراتية إلى عدن.
 
الحوثيون يجرون اتصالات سرية لإحياء العملية السياسية.. و«خوف من عملية لتحرير صنعاء»
خلافات داخل تحالف «الانقلابيين».. وتمرد داخل ألوية عسكرية موالية لصالح في العاصمة اليمنية
الشرق الأوسط..صنعاء: عرفات مدابش
في وقت تشهد فيه العملية السياسية جمودًا، بعد فشل الهدنة الأخيرة التي سعت إليها الأمم المتحدة، وفي ضوء النتائج التي حققتها العمليات العسكرية في جنوب البلاد، في الآونة الأخيرة، وما نتج عنها تحرير مدينة عدن من قبضة الميليشيات، قالت مصادر سياسية رفيعة لـ«الشرق الأوسط»، إن «جماعة الحوثي وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، تسعى حثيثًا وبطرق سرية مع بعض الأطراف الدولية المشرفة على المشاورات الخاصة بالتسوية السياسية، بهدف استئناف مساعي الأمم المتحدة، والتوصل إلى هدنة جديدة، كمخرج للوضع العسكري الهش الذي تمر به، والتقاط الأنفاس. وفي المقابل، يقوم قادة الحوثيين بالهجوم على الأمم المتحدة في العلن وتحميلها مسؤولية تصاعد القتال».
وقالت المصادر، إن قيادات حوثية التقت أطراف دولية، وحثتها لفعل شيء من أجل وقف النار. وأشارت إلى أن الحوثيين «شعروا بزهو خلال الفترة الماضية، عندما قبلت الحكومة الشرعية بمساعي الأمم المتحدة للتشاور معهم بشأن التوصل إلى تسوية.. وكانوا يعتقدون أن ما قدمته قوات التحالف والقوات العسكرية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والمقاومة الشعبية، انتهى إلى حدود الدفاع عن مواقعهم وصد بعض الهجمات.. ولكنهم فوجئوا بالهجوم الأخير الذي نتج عنه تحرير محافظة عدن وتقدم المقاومة على كل الجبهات الأخرى».
ويصعد الحوثيون، منذ أسابيع، من خطابهم الإعلامي والسياسي ضد الأمم المتحدة علنًا، ويتهمونها بالتقصير في القيام بواجبها الإنساني في اليمن، وذلك بعد أن تراجعت نسبة المساعدات الكبيرة التي كانت ترسل إلى اليمن وتصل إلى يد الميليشيات التي تتحكم فيها. وتزايد هذا الخطاب بعد تحرير عدن وتحويلها إلى مركز لاستقبال المساعدات الإنسانية الأممية والمقدمة من الدول الأخرى.
وفي هذا السياق، قال محمد علي الحوثي، رئيس ما تسمى «اللجنة الثورية العليا» التابعة للحوثيين، إن «الأمم المتحدة فشلت في تثبيت الهدنة، وإن عملها أصبح لا يرتقي إلى ما هو فوق الدعوة»، واستغرب الحوثي: «قيام الأمم المتحدة بإعلان تصنيف اليمن في الدرجة الثالثة التي تمثل درجة عالية من الخطورة ولا تقدم شيئًا للشعب اليمني أو فكًا للحصار أو أي موقف»، على حد تعبيره، وذلك أثناء لقائه بممثل الأمم المتحدة المقيم في صنعاء، أول من أمس.
من جهته، قال عضو في حزب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، إن «ممثلين لصالح يجرون محادثات مع دبلوماسيين من الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات، للمساعدة في إنهاء الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر بالبلاد». وقال عادل الشجاع، القيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام، لـ«رويترز»: «هناك مفاوضات في القاهرة بين قيادات في المؤتمر ودبلوماسيين من الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات، بهدف إيجاد حل سلمي للأزمة في اليمن ورفع الحصار، على اعتبار أن استمرار الحرب والحصار يخدمان الجماعات المتطرفة، وهذه المفاوضات حققت تقدمًا كبيرًا حتى الآن». وهذه المحادثات إذا حصلت، هي الأولى بين صالح والإمارات.
في هذه الأثناء، تعيش صنعاء على وقع تطورات تشير في مجملها إلى حالة إرباك وتخبط في أوساط الحوثيين المسيطرين على العاصمة، فقد كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن خلافات عميقة بين تحالف انقلاب الحوثي - صالح، إزاء جملة من القضايا، من بينها الإجراءات التي يجب اتخاذها في صنعاء في ضوء تحرير العاصمة المؤقتة عدن، من قبل القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والمقاومة الشعبية بدعم قوات التحالف، والخطوات العسكرية التي بدأت في اتجاه تحرير بقية المناطق، وفي مقدمتها محافظة لحج و«قاعدة العند» العسكرية الاستراتيجية.
وقالت المصادر إن لدى القيادات في حزب المؤتمر وحركة «أنصار الله» الحوثية مخاوف متزايدة من أن تشهد صنعاء والمحافظات المجاورة في «إقليم آزال» تحركات وعمليات عسكرية كبيرة، إلى جانب غارات قوات التحالف، بهدف تحريرها من قبضة الميليشيات، وتلك القوات الموالية للمخلوع. وأشارت المعلومات إلى أن دراسة عدد من الخطط للقيام بعمليات مقاومة طويلة الأمد في العاصمة، إضافة إلى دراسة قبضة أمنية حديدية، في ظل تزايد الهجمات التي تنفذها مقاومة آزال ضد الميليشيات الحوثية في العاصمة والمناطق المجاورة، وكذا التفجيرات التي تشهدها صنعاء، في الآونة الأخيرة، وتحدثت المصادر عن أن الخلافات بدأت تظهر إلى السطح، خاصة في ظل المعلومات المتداولة بشأن سعي المخلوع، مرة أخرى، لتأمين خروجه وعائلته ومقربيه من اليمن. وأشارت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحوثيين لديهم مخاوف من أن يعقد صالح صفقة لخروجه مقابل التخلي عن الحوثيين، رغم أن معظم المؤشرات تستبعد قبول الأطراف المحلية والإقليمية بعقد مثل هذه الصفقة المفترضة، في الوقت الحاضر، على الأقل، رغم أن الكاتب الصحافي المؤيد لصالح، عبد الجبار سعد، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «صالح هو المستهدف الرئيسي لعمليات قوات التحالف، وإنه لن يترك حلفاءه الحوثيين»، في إشارة واضحة على أنه لن يغادر البلاد.
وفي تطورات صنعاء، تعيش العاصمة على وقع إجراءات أمنية ومخاوف من مزيد من هجمات مقاومة آزال، التي أثارت هلع الحوثيين، رغم محدوديتها، فإنها تكتسب أهميتها من وقوع هذه الهجمات في العاصمة الخاضعة لسيطرة أمنية وعسكرية غير متناهية للميليشيات، بحسب المراقبين. وأعلنت مصادر أمنية في صنعاء عن العثور على سيارة مفخخة في شارع الستين وإبطال مفعول المتفجرات في داخلها، في الوقت الذي أشارت المعلومات إلى إحباط عدد من عمليات التفجير بعبوات ناسفة في مناطق متعددة من العاصمة.
وفي موضوع آخر، قالت مصادر محلية، إن أفرادًا في «اللواء الرابع» المرابط في العاصمة، رفضوا المشاركة في الحرب التي يشنها الحوثيون وقوات صالح، ضد المحافظات الجنوبية وتعز، وإن ضباطًا وجنودًا أعلنوا رفض الأوامر بالمشاركة في الحرب. وأشارت المعلومات إلى أنه تجري عمليات حصر لحجم القوات الموجودة في صنعاء وفعالياتها، بعد الضربات الجوية الموجعة التي تلقتها من قبل طائرات التحالف، وفي أعقاب حالات الفرار الكبيرة في صفوف القوات العسكرية المرابطة في صنعاء، خاصة في ظل الانقسام في المؤسسة العسكرية التي أفرزته التطورات الحالية منذ بضعة أشهر.
خاصة بعد أن انكشف غطاء شرعية الحرب وانعدمت مبرراتها أمام قطاع واسع من اليمنيين، حيث تتلاشى مزاعم الحوثيين بقتالهم للدواعش والتكفيريين في تلك المحافظات، بحسب ما يعتقد المراقبون.
وفي السياق ذاته، تتحدث مصادر قبلية مطلعة عن إحجام الكثير من القبائل عن الاستجابة لطلبات المخلوع بالدفع بالمزيد من أبنائها في القتال في صفوف قوات الجيش الموالية لها واللجان الشعبية الموالية للحوثيين. وترجع المصادر هذا الإحجام والرفض غير المعلن، إلى الحالات المتزايدة لجلب المقاتلين من أبناء القبائل من جبهات القتال في توابيت وفقدان أثر الكثير منهم الذين يخلفهم الحوثيون خلفهم في الجبهات، وعدم تنفيذ أي من الوعود التي أطلقها المخلوع، في وقت سابق للقبائل الموالية له، بالاستفادة الكبيرة من الحرب، عبر ما يسمى «الفيد»، أي أعمال النهب والسلب للمناطق التي تجري في المعارك، إضافة إلى ضعف ضخ الأموال من قبل المخلوع لزعماء القبائل، بالإضافة إلى الهزائم المتلاحقة التي تتلقاها تلك القوات التي توصف بالغازية للجنوب وتعز ومأرب وغيرها من المحافظات.

المصدر: مصادر مختلفة

..Toward a Plan B for Peace in Ukraine...

 الإثنين 28 تشرين الأول 2024 - 4:12 ص

..Toward a Plan B for Peace in Ukraine... Russia’s war in Ukraine has become a war of exhaustion.… تتمة »

عدد الزيارات: 175,877,707

عدد الزوار: 7,802,248

المتواجدون الآن: 0