فابيوس يحمل الى طهران ثلاثة اسماء "توافقية" للرئاسة...التوتّر يلف «عين الحلوة»... قتلى وجرحى من «فتح» و «جند الشام»

سلام يصطدم بـ «التصلّب»... وهولاند لزيارة لبنان... وفابيوس في طهران اليوم

تاريخ الإضافة الخميس 30 تموز 2015 - 7:14 ص    عدد الزيارات 2316    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

سلام يصطدم بـ «التصلّب»... وهولاند لزيارة لبنان... وفابيوس في طهران اليوم
الجمهورية..
على رغم التناقضات التي شابَت تصريحات الوزراء الذين توالوا على زيارة السراي الحكومي بعد تأجيل جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقرّرة أمس، إلى غدٍ الخميس، بدا واضحاً أنّ رئيس الحكومة تمّام سلام ارتأى هذا التأجيل طامعاً في أن توفّر عودة رئيس مجلس النواب نبيه برّي من الخارج مساء أمس مناخاً يفضي إلى جلسةٍ ناجحة على مستوى معالجة الملفّات الضاغطة والتي يتصدّرها ملفّ النفايات الذي بدأ يَدفع المتحرّكين والمحتجّين في الشارع إلى المطالبة بسقوط النظام.
علمَت «الجمهورية» أنّ الاتصالات تكثّفَت ليل أمس الأوّل مع سلام، وكان محورها برّي ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط اللذين تمنّيَا عليه تأجيل جلسة مجلس الوزراء 48 ساعة علَّ الاتصالات والمشاورات تعطي نتيجةً في ضوء الحلحلة التي شهدَها ملف النفايات. إلّا أنّ الاتصالات التي جرَت أمس لم تظهِر تغييراً في المواقف من موضوع التعيينات وآليّة العمل الحكومي.

وقالت مصادر سلام لـ«الجمهورية» إنّ كلّ ما بُذل من جهود حتى أمس قد اصطدَم بجدارٍ من المواقف المتصلّبة التي لم تنتِج حلّاً أو مخرجاً لأيّ ملف من الملفات المطروحة أمام الحكومة، لا على مستوى النهاية المطلوبة لملفّ النفايات، ولا على مستوى آليّة العمل الحكومي.

وأبدَت هذه المصادر قلقَها مِن استمرار إقفال الطرُق المؤدّية إلى المخارج والحلول السياسية لقضية النفايات، خصوصاً أنّ مواقف البعض دلّت إلى مزاريب الهدرِ المالي المفتوحة في قنوات شتّى طوال السنوات الماضية وحتى الآن. وعزَت أسبابَ القلق إلى أنّ استمرار الاهتمام بملفّ النفايات من دون معالجته سيقفِل الطريقَ مرّة أخرى أمام جلسة غدٍ التي تهدّدها الطروحات المتناقضة.

وفي المعلومات أنّ سلام تلقّى، إلى الدعم السعودي، دعماً أميركياً عبر السفير ديفيد هيل، وكذلك من الأمين العام لجامعة الدوَل العربية نبيل العربي ومسؤولين دوليّين آخرين. وكانت المنسّقة الخاصة للأمم المتّحدة في لبنان سيغريد كاغ التي زارت السراي الحكومي أمس الاوّل نَقلت الى سلام تمنّي الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون عليه أن يستمرّ في تحَمّل المسؤولية. وقالت مصادر سياسية إنّ كلّ هذه الاتصالات والأجواء الأخيرة دفعَت سلام إلى أن يضعَ جانباً فكرة استقالته.

وعلى الرغم من أنّ الوزراء الذين توافدوا إلى السراي الحكومي راوَحوا بين قائل باحتمال إقدام سلام على الاستقالة أو الاعتكاف، وآخر قائل باعتمادِه خيارَ الصمود، فإنّ المعطيات تشير الى أنّ أحداً من الأفرقاء السياسيين ومِن الجهات الإقليمية لا يحَبّذ استقالة الحكومة، وربّما تكون زيارة السفير السعودي علي عواض العسيري لسلام أمس مؤشّراً إلى نَقلِه رسالةً ما مِن القيادة السعودية التي عبّرت مراراً ولا تزال عن حِرصها على الاستقراراللبناني، وهو حرصٌ يُضاف الى القرار الإقليمي والدولي الداعم لهذا الاستقرار والمشَدّد على وجوب الحفاظ عليه.

عسيري لـ«الجمهورية»

وأوضَح السفير عسيري لـ«الجمهورية» قبَيل مغادرته لبنان عصر أمس إلى الرياض أنّه نَقل إلى سلام رسالةً تضمّنَت معايدةً بعِيد الفطر «وأكّدنا حِرص المملكة على استمرار المؤسسات الحكومية في عملها، وفي مقدّمها رئاسة مجلس الوزراء». وقال: «نأمل في أن تتعاون جميع القوى السياسية اللبنانية على معالجة الأمور بحكمة وهدوء، وأن نرى نتائج إيجابية تخدم مصلحة لبنان واستقراره».

وأكّد ثباتَ سلام في تحَمّلِ مسؤولياته لِما فيه مصلحة لبنان واستقراره، وأضاف: «إنّ القيادة السعودية حريصة على أن يبقى لبنان آمناً ومستقرّاً، وإنّنا نتمنّى تكاتفَ القوى السياسية للاستمرار في جهودها لتحصين لبنان ضدّ أيّ إفرازات قد تؤذيه».

وكان عسيري قال في بيان وزّعَته السفارة في بيروت «إنّ المملكة العربية السعودية حريصة كلّ الحِرص على أمن لبنان واستقراره ومؤسّساته الدستورية، وفي مقدّمها الحكومة التي تثِق بحكمة رئيسِها ووطنيته وحِرصه على المصلحة الوطنية العليا، وتَعتبر أنّ الحكومة هي صمّام الأمان، وتعريضُها للضغطِ في هذه المرحلة الدقيقة قد يَنطوي على عواقبَ ليست في مصلحة لبنان، كما أنّها تشجّع كافّة القوى السياسية اللبنانية في كلّ مناسبة على إبعاد لبنان عن التشنّجات،

وتهدئة الساحة الداخلية وتفعيل عمل الحكومة لتتمكّن بتضافر جهود وزرائها من إيجاد حلول للأزمة الحالية وتسيير شؤون المواطنين وتسليم الأمانة الى رئيس جديد للجمهورية وفقَ الأصول الدستورية». وأشار إلى أنّ زيارته لسلام «هي لتقديم التهنئة بعِيد الفطر المبارك وللتشاور مع دولته في الأوضاع الراهنة وللتعبير له عن دعم المملكة لحكومته ولأجهزة الدولة كافّة».

هولاند

وتحت جِنح هذه التطوّرات برَز أمس موقف لافت للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي أعلنَ أنّه سيزور لبنان « خلال الأشهر المقبلة ليبثّ الأملَ في أنّ «انتخابات رئاسية يمكن أن تحصل أخيراً» فيه.

واعتبَر هولاند أنّ زيارة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لإيران اليوم ستكون اختباراً لطهران بَعد توقيع الاتّفاق التاريخي حول البرنامج النووي الإيراني.

وشَدّد هولاند على الدور الذي يجب أن تلعبَه إيران في إقامة السلام في الشرق الأوسط والشرق الأدنى. وقال: «نتوقّع مِن الرئيس (الإيراني حسن) روحاني أن يثبتَ أنّ إيران حاليّاً في إمكانها تسهيل إيجاد تسويات لأزمات خطيرة تدمي المنطقة، وخصوصاً سوريا». وأكّد أنّه «يتوجّب على إيران أن تكون بلداً يقدّم حلولاً، ومِن بين الحلول التي يجب إيجادها هناك المسألة اللبنانية، إضافةً إلى سوريا واليمن والبحرين».

وفي معلومات لـ«الجمهورية» أنّ فابيوس يحمل معه إلى طهران ملفّ لبنان، وفي مقدّمِه الانتخابات الرئاسية، وسيؤكّد للمسؤولين الإيرانيين أنّ معيار التجاوب الإيراني مع فرنسا هو المساعدة على تسهيل انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية.

الراعي

وفي هذا السياق، أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ «أزمة لبنان السياسية كبيرة، ومرتبطة بأزمات الشرق الأوسط، لأنّ هناك نزاعاً دموياً بين البلدان السنّية والشيعية، وبين المعتدلين والمتشَدّدين، وهذا يؤثّر علينا لأنّ لبنان فيه سنّة وشيعة».

وشدّد الراعي على أنّ «الأزمة السياسية أوصلتنا إلى عدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ عام وأربعة أشهر، وعلينا أن نصبرَ ونعمل مع سفراء دوَل المنطقة، وخصوصاً مع سفيرَي السعودية وإيران وسفَراء الدول العظمى مثل أميركا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، ونَعمل مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لنصِل الى انتخاب رئيس للجمهورية»، معتبراً أنّ «الأزمة السياسية وَلَّدت أزمة إقتصادية، فالفَقر يزيد في لبنان وهناك هجرة كبيرة، إذ يتخرّج سنَوياً مئات الطلّاب من دون فرَص للعمل. بينما يمكن للّبنانيين في الانتشار مساعدة لبنان لكي لا يهاجرَ أبناؤه، ويجب أن يقولوا للّبنانيين أن يبقوا في أرضهم».

التعيينات

وفي هذه الأجواء المأزومة واصَل وزير الدفاع سمير مقبل أمس جولاته على القيادات السياسية والحزبية، والتقى سلام وأطلعَه على حصيلة جولتِه على الرابية وبكفيا وكليمنصو قبل أن يزور الصيفي ومعراب أمس، على أن يستكمل جولتَه في الساعات المقبلة بلقاء مع الرئيس فؤاد السنيورة وقيادات سياسية وحزبية أخرى.

واستغربَ قريبون من مقبل بعضَ السيناريوهات التي سيقَت عن شكل ومضمون جولته وتوقيتِها. وقالوا لـ«الجمهورية» إنّه قرّر هذه الجولة منذ فترةٍ طويلة، وهي شبيهة بالجولة التي أعقبَت تأجيلَ تسريح الضبّاط العامَ الماضي عندما رغبَ وضع الجميع في الأجواء التي تتحكّم بقراراته وتَعني مؤسّسةً بهذا الحجم والدور المناطَين بها، وخصوصاً سَعيه إلى الإجماع على التعيين عند التوافق على أسماء جديدة أو تأجيل التسريح لمنعِ وقوعِ الفراغ في هذه المرحلة، لأنّه أمر مستهجَن ومرفوض أيّاً كانت الكِلفة، فالرهان على المؤسسات العسكرية هو رهان اللبنانيّين جميعاً، وأيّ مسّ بهذه المؤسسات يمسّهم جميعاً».

وأوضَح هؤلاء أنّ مقبل لم يتناول في لقاءاته أيّ اسمٍ على مستوى الضبّاط في المواقع الأربعة التي سيستحقّ أوان التعيين فيها تباعاً مِن 7 آب إلى الأسبوع الأخير من أيلول المقبلين. وأكّدوا أن ليس هناك أيّ ربطٍ بين أيّ موقع في المؤسسة العسكرية وآخر، فلِكلّ منها خصوصيتُه، والبحث فيها سيكون بالمفَرّق، و»كلّ أوانٍ لا يَستحي من أوانه».

عون لـ«الجمهورية»

وقال عضو تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب آلان عون لـ»الجمهورية»: «إنّ موقفَنا من التعيينات لا يزال منسجماً مع نفسه، فنحن مع أن تحصل هذه التعيينات في كلّ المواقع، وكلُّ مبادرة أو مسعى يؤدّي إلى إجرائها نحن نؤيّده، مِن قيادة الجيش إلى المجلس العسكري مروراً برئيس الأركان». وأضاف: «نحن مع منطق التعيينات وليس مع منطق التمديد في المراكز الشاغرة».

ولفتَ عون إلى «أنّنا لا نستطيع الحديثَ حتى الساعة عن حصول حَلحلة سياسية، مشيراً إلى «أنّ استقالة الرئيس سلام قرار عائد له، لكنّنا لسنا دعاةَ تعطيل الحكومة أو تفجيرها أو استقالتها أو إقالتها، بل نحن من دعاة تفعيل عملِها، ونقطةُ الخلاف الجوهرية اليوم هي حول التعيينات الأمنية، ونأمل في ان تقوم الحكومة بواجباتها، وأعتقد أنّه إذا تحقّقَ ذلك نعود إلى الحالة التي كنّا فيها قبل هذه الأزمة، أي إلى المنطق الذي ساد قبل الآلية المعتمَدة سابقاً، لا يحصل شيء إلّا بالتفاهم والتوافق».

أزمة النفايات

إلى ذلك بدت أزمة النفايات أمس، وكأنّها تسير على خطّين: خط رسمي يَعمل على استنباط الحلول، وخط شعبي يَرفض التسويات المطروحة، ويُعبّر عن غضبِه في الشارع. ورغم المناخ الإيجابي الذي خرجَ به اجتماع اللجنة الوزارية مساء أمس الأوّل، وأوحى بحَلحلةٍ في ملف النفايات، بدا الشارع أمس في حال غَليان ورفضٍ لكلّ البنود المطروحة، خصوصاً أنّها لم تحدّد أماكن المطامر المُستحدَثة.

وعلى خطّ المعالجات، ترَأّسَ سلام أمس اجتماعاً للجنة غرفة العمليات المتفرّغة في مجلس الإنماء والإعمار لمتابعة الخطوات التنفيذية لمعالجة موضوع النفايات، بحضور وزير البيئة محمد المشنوق. ثمّ ترَأّسَ سلام اجتماعاً في السراي للّجنة الوزارية المختصة، ولم يصدر عن المجتمعين أيّ موقف جديد، على أن يجتمعوا مجدّداً بعد ظهر اليوم.

التحرّك الميداني

في موازاة المساعي للمعالجة، نفَّذ ناشطون في حملة «طِلعت ريحتكم» صباحاً اعتصاماً تخَلّله إقفالُ طرُق في وسط بيروت، وبدأ بتجمّعِ عددٍ مِن الناشطين أمام ساحة رياض الصلح قبالةَ السراي الحكومي وقربَ مجلس النواب. ودعا الناشطون الى الثورة واستقالةِ رئيس الحكومة ووزير البيئة، ورفَعوا لافتات، منها: «ريحة صفقاتكم أبشَع مِن ريحة الزبالة» و»قَرَّفتونا طِلعت ريحتكم».

ثمّ توجَّه المعتصمون بمسيرةٍ مِن رياض الصلح في اتّجاه أسواق بيروت، مروراً بشارع المصارف، حيث افترشوا الأرض قاطعين الطرق أمام السيارات.

ورشقَ بعضُهم البَيض في اتّجاه السراي الحكومي. فيما اعتدى آخرون على سيارة وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الذي تقدّمَ بدعوى قضائية ضد أحد المعتصمين، وتمّ توقيفه لاحقاً للتحقيق معه. وإلى ذلك، أقفلَ أهالي منطقة عين دارة طريقَ ضهر البيدر عند مفترَق حمّانا، إحتجاجاً على نقلِ النفايات إلى المنطقة.

بدء إزالة النفايات

وكانت شركة «سوكلين» بَكّرَت صباح أمس في إزالة النفايات من شوارع بيروت، تطبيقاً للاتفاق الوزاري. وشوهِدَت شاحناتها تَجمع النفايات، خصوصاً من مناطق كركول الدروز، الحمرا، الطريق الجديدة، سليم سلام، الأوزاعي وغيرها.

وفي ملفّ سوكلين قضائياً، تابَع النائب العام المالي القاضي الدكتور علي ابراهيم، درسَ ما توصّلت إليه التحقيقات الأوّلية في ملف شركتَي «سوكلين» و»سوكومي» والأموال المستوفاة من الصندوق البلدي المستقلّ.

وأصدرَ قراراً تمهيدياً قضى بتعيين لجنة فنّية يبَلّغها القيام بمهمّات حُدّدت في نص القرار، على أن ينظر في ضوء ما تتوصّل إليه بالمقتضى القانوني. وتعليقاً على قرار ابراهيم، قال وزير الداخلية نهاد المشنوق: «إنّ سوكلين جعَلت من بيروت أنظفَ مِن سويسرا الشرق، وإذا تحرّكَ القضاء بناءً على موقف سياسي يكون مسيَّساً».

في المواقف

وفي سياقٍ متّصل، وبعدما كثرَ الحديث عن إعطاء حوافز ماليّة للبلديات التي تقبَل استقبالَ النفايات في أراضيها، أعلنَ وزير المال علي حسن خليل أنّه لن يدفعَ أيّ مبلغ ماليّ إلّا بقرار يتّخذه مجلس الوزراء «وإذا كنتُ سأدفع، فوِفقَ الأصول».

من جهتِه، قال الوزير جبران باسيل بعد اجتماع تكتّل «التغيير والإصلاح»: «أُقصِينا في موضوع النفايات عن القرار منذ العام 2010 ولم يتمّ الأخذُ برأيِنا عندما تحَدّثنا عن هدر المال العام، والشراكة لا تكون انتقائية». واعتبَر أنّه «لا يمكن الحكومةَ أن تفرضَ على الناس طمرَ النفايات في نطاق بلديّاتهم».

إلى ذلك، حصلَ نقاشٌ حادّ خلال اجتماع تكتّل «التغيير والإصلاح» بين نوّاب التكتّل ووزرائه على خلفية استحداث مطمر في منطقة المتن الشمالي، فقال أحدُهم: «إذا أقيمَ المطمر، سيقال غداً إنّ «التيار الوطني الحرّ» أتى بالنفايات إلى المتن»، لذلك، فضَّل التكتّل عدمَ الدخول في هذا الملف.
 
دعم سعودي للحكومة وديبلوماسي يكشف لـ «المستقبل» عن تحرك مصري لتثبيت الاستقرار والنفايات: حلول تسابق العرقلة
المستقبل..
لا تنفك أزمة النفايات المستفحلة في العاصمة تتلمّس بصيص حل يتيح رفع هذا الكابوس الموبوء عن صدور المواطنين حتى تعود لتصطدم بعراقيل مفتعلة تسعى إلى إعادة عقارب الساعة نحو مؤشر التأزيم والنكء بالعواطف الأهلية والمناطقية لغاية في نفوس ممتهني النفخ بالأزمات والارتزاق سياسياً وشعبوياً منها. وبينما لا تزال الحلول الموقّتة التي أقرتها اللجنة الوزارية المعنية بمعالجة الملف تسابق الزمن في مواجهة مطبات التعطيل والعرقلة، أوضحت مصادر اللجنة إثر اجتماعها أمس لـ«المستقبل» أنّ ما تقرّر من حلول خلال الساعات الماضية «لم يُنفذ منه سوى اليسير عملياً على الأرض تحت وطأة الاعتراضات والتعقيدات الميدانية وغير الميدانية»، مشيرةً إلى أنّ كمية النفايات التي رفعت من العاصمة حتى الساعة لم تتجاوز الألف طن من أصل ثلاثة آلاف وخمسمئة طن كانت قد تراكمت في الشوارع على مدى أيام الأزمة.

وفي معرض تحذيرها من أنّ عدم المسارعة إلى تذليل العقبات التي تعترض الخطوات التنفيذية للحل الموضوع من قبل اللجنة الوزارية، سيؤدي إلى العودة بالأزمة إلى مربّعها الأول، لفتت المصادر الانتباه إلى كون آليات «سوكلين» المكلّفة رفع أكوام النفايات من بيروت كانت قد باشرت عملها منذ ليل الاثنين فتولّت تحميل كميات من النفايات والاتجاه بها نحو موقف مخصّص في منطقة الكرنتينا حيث تقرر أنّ تتجمع الآليات هناك بانتظار إعطائها إشارة الانطلاق باتجاه المكبّات الموقتة التي تحدّدها لجنة معالجة الأزمة، غير أنّ ما حصل في الواقع هو أنّ الآليات والشاحنات المكلّفة تحميل ونقل النفايات ركنت بحمولتها خلال الساعات الأخيرة في موقف الكرنتينا لكن من دون أن يأتيها أي توجيه بعد بالانطلاق نحو الوجهة المحددة لتفريغ النفايات في المكبات الموقتة، الأمر الذي أعاق استكمال عملية رفع النفايات المتبقية في شوارع بيروت نظراً لاستنفاد الطاقة الاستيعابية لمجمل أعداد الآليات وباتت الحاجة ملحّة إلى إيجاد حلول فورية تتيح الإيذان لها بالتوجّه نحو المكبّات المحددة لتفريغ حمولتها تمهيداً لعودتها واستكمال عمليات رفع ونقل كميات أخرى من النفايات المتراكمة. وختمت مصادر اللجنة الوزارية بتأكيد العمل على تكثيف الجهود في سبيل تذليل العقبات والتعقيدات التي ما زالت تعترض طريق إنجاز الخطوات التنفيذية للحل.

وكانت اللجنة التي تعود للاجتماع بعد ظهر اليوم، قد أكدت إثر اجتماعها أمس في السرايا الحكومية برئاسة الرئيس تمام سلام «على القرارات التي اتخذت ليل الاثنين ومراحل التنفيذ»، مبديةً على لسان وزير البيئة محمد المشنوق «ارتياحها إلى سير العمل الذي سيُستكمل بإجراءات إضافية أعطيت التعليمات بشأنها لغرفة العمليات في مجلس الإنماء والإعمار».

الحكومة

أما في مستجدات ملف الأزمة الحكومية، فقد برز كما توقعت «المستقبل» إعلان إرجاء جلسة مجلس الوزراء التي كان مقرراً انعقادها أمس لاستكمال النقاش بآلية عمل المجلس إفساحاً في المجال أمام إجراء المزيد من المشاورات حول الموضوع، مع الإبقاء على الجلسة الدورية الأسبوعية في موعدها المحدد صباح الخميس. ونقل زوار الرئيس سلام أمس لـ«المستقبل» أنه «يفتح الباب واسعاً أمام الاتصالات والمشاورات بشأن الأزمة الحكومية مع العلم أنّ مؤشرات الحل لم تتضح معالمها حتى الساعة»، لافتةً إلى أنّ رئيس الحكومة يترقب نجاح هذه الاتصالات قبل جلسة الخميس وإلا فإنّ الأمور تتجه إذا استمرّ التأزم على حاله نحو تأكيد عدم قدرته على الاستمرار في دوامة المراوحة الحاصلة على صعيد تعطيل وتكبيل العمل الحكومي، ملمّحةً في هذا الإطار إلى أنّ سلام يعتزم، في حال عدم التوصل إلى حل للأزمة الحكومية خلال الجلسة، حسم توجهاته بين خياريّ «الاستقالة أو الاعتكاف بانتظار تبلور الحل».

دعم سعودي وتحرك مصري

بالتزامن، لفتت أمس الزيارة التي قام بها السفير السعودي علي عواض عسيري لرئيس الحكومة ناقلاً إليه «دعم المملكة لحكومته وأجهزة الدولة كافة» وفق ما أوضح عسيري في بيان عقب الزيارة عبّر فيه كذلك عن حرص السعودية «على أمن لبنان واستقراره ومؤسساته الدستورية وفي مقدمها الحكومة التي تثق بحكمة رئيسها ووطنيته وحرصه على المصلحة الوطنية العليا»، منبّهاً في سياق اعتبار حكومة سلام «صمام الأمان» إلى أنّ «تعريضها للضغط في هذه المرحلة الدقيقة قد ينطوي على عواقب ليست في مصلحة لبنان»، مع الإعراب في السياق عينه عن تجديد السعودية تشجيعها «كافة القوى السياسية اللبنانية على إبعاد لبنان عن التشنجات وتهدئة الساحة الداخلية وتفعيل عمل الحكومة لتتمكن بتضافر جهود وزرائها من إيجاد حلول للأزمة الحالية وتسيير شؤون المواطنين وتسليم الأمانة الى رئيس جديد للجمهورية وفق الأصول الدستورية».

توزاياً، كشفت مصادر حكومية لـ«المستقبل» عن «تحرك مصري حثيث» حصل منذ 3 أيام بعد بيان الخارجية المصرية الذي أبدى دعم القاهرة لاستقرار الحكومة اللبنانية، موضحةً أنّ السفير المصري في بيروت محمد بدر الدين زايد تحرّك باتجاه كافة الأطراف المكوّنة للحكومة من أجل تبريد الأجواء والحثّ على الحفاظ على الحكومة.

وفي هذا الإطار، أكد مصدر ديبلوماسي مصري رفيع لـ«المستقبل» أنّ «الديبلوماسية المصرية قامت وتقوم باتصالات مع كل الأطراف اللبنانية من دون استثناء نظراً لكون مصر لديها علاقات متوازنة مع جميع الأفرقاء ويهمّها استقرار لبنان وحكومته». ورداً على سؤال، أجاب: «نحن نقوم بتحرّك هادف إلى الحفاظ على تماسك الحكومة وعلى مصالح اللبنانيين لأنّ هدفنا الأساس هو استقرار لبنان وعدم انزلاقه إلى أي مشكلة»، خاتماً بالقول: «من جهتنا نسعى ونحاول، والأمور إن شاء الله تسلك مساراً تبريدياً شيئاً فشيئاً».

[ تجهد بيروت للخروج من أسوأ أزمة بيئية عرفتها منذ سنوات، وما إن بدأت تتخلّص من أكوام النفايات المتراكمة، حتى عادت بعض التحرّكات الاحتجاجية لتبرز في الشارع مُعوّقة استكمال تنفيذ الحلول الموقتة الموضوعة للأزمة، فيما تعود اللجنة الوزارية المكلفة ملفّ النفايات، برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، للاجتماع اليوم بعد أن أكدت أمس الحاجة إلى «إجراءات إضافية» أعطيت التعليمات بشأنها لغرفة العمليات في مجلس الإنماء والإعمار.
 
التوتّر يلف «عين الحلوة»... قتلى وجرحى من «فتح» و «جند الشام»
الجمهورية..
لا يزال مخيم عين الحلوة يعيش وضعاً متفجّراً ومتوتراً تتداخل فيه كلّ التعقيدات الامنية التي تشهدها المنطقة المحيطة بلبنان، وكأنّه بات حلبة صراع مسلّح بين التكفيريّين من جهة وحركة «فتح» وبقية القوى التي لا تعترف بالمشروع التكفيري من القوى الاسلامية المعتدلة مثل «حماس» و«الجهاد» وغيرهما من جهة أخرى.
أهالي المخيم يحبسون انفاسهم من الآتي ويتمنّون أن يعيشوا بهدوء واستقرار بعيداً من التوتر اليومي الذي يعيشه المخيم، إذ سُمع بعيد منتصف الليل الماضي إطلاق نار متقطع في الشارع الفوقاني من عناصر حركة «فتح» وسط استنفار مسلّح لكن لم يفد عن وقوع اصابات، بينما بدت الحركة صباح أمس خجولة جداً على امتداد منطقة الصفصاف شمالاً وصولاً إلى الكنايات جنوباً مع إقفال القسم الأكبر من المحال التجارية، فيما يحاول سوق الخضار استعادة حركته.

وليلاً سجّل إطلاق نار على عنصرين من «جند الشام» في الشارع التحتاني، هما (محمود ع.) الذي نقل الى مستشفى النداء الانساني وإصابته خطرة جداً، وابن عمه (محمد ع.).

وساد التوتر في المنطقة، في وقت بدأت اتصالات بين القيادات الفلسطينية لمنع تفاقم الاوضاع، خصوصاً بعد ظهور مسلّح لـ«جند الشام» و«فتح الإسلام» في حي الطوارئ قابله ظهور مسلح لحركة «فتح» تساندها قوات «اللينو». وسقط العنصر في حركة فتح طلال المقدح والمدني دياب المحمد بالاضافة الى اربعة جرحى وسجّل نزوح للاهالي تخوفا من انفجار الوضع.

وأجرت النائب بهية الحريري اتصالا هاتفيا بكل من قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب والمسؤول في عصبة الانصار الشيخ ابو الشريف عقل وتمنت عليهما ومن خلالهما على قيادتي فتح والقوى الاسلامية العمل على وقف اطلاق النار ولجم التوتر في المخيم.

وتبلغت الحريري من ابو عرب وعقل ان هناك جهودا تبذل لهذه الغاية . فيما سألت مصادر فلسطينية: هل بدأت عملية الثأر ﻻغتيال اﻻردني وهل أنّ انفجار الوضع بات قريباً بين طرفي الصراع؟

من جهته، قال نائب المسؤول السياسي لحركة «حماس» في لبنان أحمد عبد الهادي لـ«الجمهورية» إنّ «الوضع في مخيم عين الحلوة مثله مثل أيّ مكان في أيّ منطقة لبنانية، ليس متفجِّراً على رغم وجود مخطّط مرسوم لتطيير المخيم على غرار ما تشهده المنطقة الاقليمية المحيطة من استهداف للمخيمات الفلسطينية لشطب حقّ العودة خدمة للمشروع الصهيوني، ولكن هذا الامر منعناه كقوى فلسطينية وطنية واسلامية».

ولفت إلى «تعقيدات داخل المخيم حيث يشهد بين الحين والآخر أحداثاً أمنية، كما يحدث في أيّ مكان من لبنان، لكننا لا نقبل بهذا الأمر وندينه ونستنكره، كما ندين ونستنكر ما حصل من عمليات اغتيال أخيراً لأنها لا تخدم إلّا مشاريع العدوّ الصهيوني بتهجير المخيّمات وإفراغها من سكانها»، مؤكداً «أننا نسعى على الدوام في «حماس» وكقوى اسلامية ووطنية فلسطينية ومن خلال القوة الامنية الفلسطينية واللجنة الامنية الفلسطينية والفصائل الفلسطينية، ونبذل جهوداً كبيرة وجبارة لوقف هذه الاعمال المُدانة، ونسعى لعدم تأثيرها في الجوار اللبناني».

ونفى عبد الهادي أن يكون التكفيريّون في «جند الشام» و«فتح الاسلام»، محميّين شرعياً من الشيخ جمال الخطاب زعيم الحركة الاسلامية المجاهدة في المخيم، «وهذا كلام تجنٍّ وغير صحيح، إذ بعد كلّ حدث امني يُقال الكثير عن اسماء تقف وراء هذا الحدث أو غيره، ونحن ننتظر التحقيق ولتأخذ العدالة مجراها».
 
فابيوس يحمل الى طهران ثلاثة اسماء "توافقية" للرئاسة
 المصدر : المركزية
أكدت مصادر دبلوماسية غربية لـ"المركزية" ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وفي اشارة الى مدى اهتمام بلاده بملف الانتخابات الرئاسية في لبنان تعمَد في لقائه امس مع الاعلاميين الاشارة الى انه سيزور لبنان خلال الاشهر المقبلة، وذلك عشية توجه وزير الخارجية لوران فابيوس الى طهران واضعا "رئاسة لبنان" بندا اساسيا في جدول اعمال محادثاته الثلاثية الابعاد: اعادة بناء جدار الثقة مع ايران، جس نبضها في ما يتصل برغبتها بدخول المجتمع الدولي وتلمس مدى استعدادها لبدء مرحلة التسويات السياسية لأزمات منطقة الشرق الاوسط من بوابة تسهيل الاستحقاق الرئاسي في لبنان.
وتكشف ان فابيوس يحمل معه لائحة تضم ثلاثة اسماء لمرشحين توافقيين مقبولين من جميع الفرقاء السياسيين في لبنان لعرضها على المسؤولين الايرانيين كاطار لحل الازمة الرئاسية وهو في ضوء الجواب الذي يسمعه يتأكد ما اذا كانت طهران جاهزة للدخول في المرحلة الثانية السياسية بعد توقيع الاتفاق النووي تقنيا، فاذا سمع الرد نفسه الذي سمعه مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية سابقا جان فرنسوا جيرو باحالته الى حزب الله في لبنان تتظهر انذاك طبيعة النيات الايرانية غير المندفعة نحو الاستعداد للتعاون اما اذا سمع كلاما آخر وتغييرا في اللهجة ازاء مقاربة الملف الرئاسي اللبناني فستكون الامال الفرنسية انذاك أكبر بامكان ولوج مرحلة التسويات في الشرق الاوسط.
وتشير في هذا السياق الى ان فرنسا تبذل جهدا كبيرا من اجل تمرير " الاستحقاق " في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي مستفيدة من الاجواء "الرطبة" والمرونة السياسية التي تبدت في جولة وزير الخارجية محمد جواد ظريف على بعض دول الخليج على رغم انها لم تشمل المملكة العربية السعودية، ومتجاوزة المواقف المتشنجة بين طهران وجدة من بوابة الوضع في البحرين.
وتوضح ان الضغط الغربي على ايران لم يرق بعد الى مستوى الطلب اليها تسهيل الحلول في المنطقة حتى انه يصح القول ان هذا التعاطي يتسم بشيء من التساهل او التراخي خلافا للتوجه العربي والخليجي تحديدا، بضرورة الانتقال سريعا من مرحلة الاتفاق التقني الى السياسي وقطع الطريق على مزيد من التوظيف الايراني لاوراق المنطقة الملتهبة امنيا وسياسيا ومن بينها لبنان بعدما لامس عدّاد الشغور الرئاسي عاما وثلاثة أشهر بفعل ما وصفته بـ"أمر عمليات" ايراني ينفذه الحلفاء في الداخل تحت عناوين مختلفة .
وتشير المصادر الى ان الدبلوماسية الايرانية المعروفة بالالتفاف على مواقفها، ليست في وارد بيع اوراقها مجانا وتقديم تنازلات من دون ان تقبض الثمن السياسي وتحصّل مكاسب ما يدفع الى توقع عدم تسهيل الحلول في بلدان الشرق الاوسط التي تشهد ازمات، اقله على المدى القريب، الا اذا مارست الدول الغربية ضغطا معينا في اتجاه التنازلات الايرانية مقابل تسويات معينة.
وفي هذا المجال، اوضحت مصادر في قوى 14 اذار ان مواقف حزب الله الاخيرة تضمنت ازدواجية في المعايير والمواقف برزت بوضوح في خطاب الامين العام السيد حسن نصرالله بين تأكيد دعم حكومة الرئيس تمام سلام من جهة ومساندة حليفه النائب ميشال عون في مطالبه وشروطه من جهة ثانية، واكدت بما لا يرقى اليه شك ان مكونات 8 اذار تلعب ورقة ايرانية تؤمّن لطهران دخول المرحلة الثانية بعد النووي عبر مقايضة الاوراق وتدعيم موقفها في المفاوضات السياسية حول ازمات المنطقة من دون تقديم تنازلات.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,375,611

عدد الزوار: 7,630,300

المتواجدون الآن: 0