لقاء لافروف والجبير في موسكو يتابع ملف «الحل السوري»...حسن الحريري.. طبيب خسر 7 من أطفاله وما زال يحمل حقيبته والبندقية...الطيران السوري يلقي ألفي برميل في الشهر الماضي

الميليشيات الشيعية المقاتلة مع الأسد ومناطق انتشارها ...استمرار التوتر في اللاذقية... ومعارك في حماة

تاريخ الإضافة الإثنين 10 آب 2015 - 6:11 ص    عدد الزيارات 2325    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

لقاء لافروف والجبير في موسكو يتابع ملف «الحل السوري»
موسكو – رائد جبر { لندن - «الحياة» 
أعلنت موسكو أن حزمة واسعة من الملفات الإقليمية والدولية الساخنة بالإضافة إلى مسائل تعزيز العلاقات الثنائية، ستكون على طاولة البحث خلال محادثات وزير الخارجية سيرغي لافروف مع نظيره السعودي عادل الجبير الثلثاء المقبل.
في غضون ذلك، اتسعت دائرة التوتر في الوسط العلوي في اللاذقية معقل عائلة الأسد جراء قيام سليمان هلال الأسد أحد أقرباء الرئيس السوري قبل يومين بقتل ضابط في الجيش النظامي لتجاوزه بسيارته، وسط مساعي مسؤولين في النظام وأسرة سليمان للتخفيف من الاحتقان، بالتزامن مع مقتل 15 عنصراً للنظام في داريا جنوب دمشق ضمن معركة «لهيب داريا» التي بدأتها المعارضة أول من أمس.
وأعلنت الخارجية الروسية في بيان أمس، أن الجبير سيزور موسكو لمواصلة البحث في «الملفات التي بدأ الوزيران مناقشتها في اجتماعهما في الدوحة الأسبوع الماضي». وسيتم التركيز خلال اللقاء على الملف السوري و «سبل حل الأزمة في هذا البلد».
ومهدت موسكو للمحادثات بالتأكيد على أن مواضيع المحادثات ستشمل «التزايد الكبير لقوة مختلف المجموعات المتطرفة خصوصاً ما يسمى بتنظيم داعش». وأوضحت أن «الوزيرين سيناقشان إمكانية تعاون روسي - سعودي في الحرب ضد الإرهاب بما يلبي مصلحة البلدين». وأضافت أنهما سيناقشان مقترح روسيا تشكيل «تحالف دولي واسع لمحاربة الإرهاب». كما ينتظر أن يتطرق البحث إلى الوضع في اليمن بهدف البحث عن «حل سريع» للموقف.
وإضافة إلى مناقشة ملفات «مناطق ساخنة» مثل العراق وليبيا، ينتظر أن يبحث الوزيران «الوضع في منطقة الخليج على ضوء توقيع الاتفاق النووي الإيراني». وذكرت الوزارة أن موسكو تنوي إعادة التذكير بدعوتها لتأسيس فضاء أمني مشترك في المنطقة يراعي مصالح كل الأطراف.
ثنائياً، قالت الخارجية الروسية إن الطرفين ينويان مواصلة البحث في تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال اللقاء الذي جمع الرئيس فلاديمير بوتين مع ولي ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، في حزيران (يونيو) الماضي. وأضافت الوزارة أن لافروف والجبير سيبحثان في «المجالات الواعدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين، وزيادة التعاون في مجال الاستثمار، وزيادة التنسيق في أسواق الطاقة العالمية، بالإضافة إلى خطوات محددة للتعاون في مجال الطاقة النووية السلمية، والزراعة، والهندسة المدنية، ومواضيع أخرى».
يذكر أن الخارجية الروسية كانت أصدرت بياناً شديد اللهجة دانت فيه التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجداً في منطقة أبها، وأشار البيان إلى استعداد موسكو لـ «التعاون مع المملكة وتقديم المساعدات اللازمة في مواجهة الإرهاب».
في سورية، اتسعت دائرة التوتر في الوسط العلوي في اللاذقية جراء قتل قريب للأسد ضابطاً في الجيش النظامي بسبب خلاف على أولوية السير، وسط محاولات من مسؤولين في النظام سحب الاحتقان عبر فتح تحقيق بالقضية. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «لا يزال التوتر يسود مدينة اللاذقية وقرى بريفها غداة تشييع العقيد حسان الشيخ، الضابط في القوى الجوية، والذي قتله (قبل يومين) سليمان الأسد، نجل ابن عم بشار الأسد رئيس النظام السوري بسبب تجاوز العقيد بسيارته، سيارة سليمان الأسد».
وأشار «المرصد» إلى أن «زوجة والد سليمان الأسد وأخواته تبرأوا من أفعاله، فيما يحاول سليمان تبرئة نفسه، بعد قيام سلطات النظام السوري باستجوابه والتحقيق معه، وسط استمرار المطالبات وردود الأفعال الغاضبة، داخل أبناء الطائفة العلوية وفي مدينة اللاذقية، بإعدام سليمان الأسد، بعد قتله للضابط». واستضافت وسائل إعلام رسمية محسوبة على النظام مسؤولين محليين للحديث عن فتح تحقيق في «الخلاف المروري» بين الشخصين وأن النظام سيحاسب «أي شخص يثبت تورطه بصرف النظر عن عائلته ونسبه».
وقال «المرصد» إن خمسة مدنيين قتلوا وجرح 40 جراء سقوط قذائف على منطقة شارع الثورة وجسرها وسط دمشق، لافتاً إلى أن «عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة»، فيما أفاد ناشطون معارضون بمقتل «15 عنصراً لقوات النظام خلال محاولتهم التقدم في مناطق في مدينة داريا جنوب دمشق كان سيطر عليها مقاتلو المعارضة ضمن معركة «‏لهيب داريا».
 
الميليشيات الشيعية المقاتلة مع الأسد ومناطق انتشارها
المستقبل... (السورية نت)
يتعاظم اعتماد نظام بشار الأسد على الميليشيات الأجنبية في معاركه ضد قوات المعارضة المستمرة منذ نحو 4 سنوات، وعزز ذلك النقص البشري الكبير الذي تعاني منه قوات النظام، سواءً بسبب تزايد أعداد القتلى أو جراء فرار آلاف الجنود رفضاً للقتال في صفوفه.

وبرز دور الميليشيات الشيعية بشكل كبير خلال العامين الماضيين، إذ قاتلت في بعض المناطق إلى جانب جيش النظام، فيما تفردت وحدها في القتال في مناطق أخرى، وكانت بمثابة الآمر الناهي، وبات تواجدها يؤثر بشكل أو بأخر على نتائج المعارك الدائرة على الأرض. ويمتد عمل هذه المليشيات الشيعية التي تقول المعارضة إنها تقاتل على أساس طائفي في عدد كبير من المناطق السورية أبرزها العاصمة دمشق، حيث تتولى ميليشيا «حزب الله» السيطرة والانتشار في مناطق دمشق القديمة، بالقرب من المسجد الأموي، لكونه يحوي مقام رأس الإمام الحسين، ويجاوره مقام السيدة رقية، لتكون المنطقة الممتدة من قلعة دمشق حتى باب شرقي، تحت سيطرة الحزب والميليشيات الشيعية بشكل مباشر.

ويشهد ريف العاصمة أيضاً تواجداً كبيراً للميليشيات الشيعية، وكان أول تواجد لها في منطقة السيدة زينب، حيث ظهرت، بحسب شهادات الأهالي، «كتائب أبو الفضل العباس» العراقية مع بداية عام 2012. ويمتد عمل هذه الميلشيا إلى الجنوب الشرقي من منطقة السيدة زينب، حيث يقع مطار دمشق الدولي، الذي يعد المعبر الرئيسي للمقاتلين الشيعة إلى سوريا.

وتتولى الميليشيات إضافة لقوات النظام، حماية المطار والطريق المؤدي إليه والمعروف باسم «طريق المطار»، الذي يحده من الجانبين بلدات البويضة والذيابية والنشابية ودير سلمان، والتي سيطرت عليها الميليشيات الشيعية وهجرت أهلها أواخر 2012 وبداية 2013، بينما تم تحويل مناطق السبينة وحجيرة والديابية إلى مستوطنة للميليشيات الشيعية وأسرهم، بحسب ما ذكرت مجلة الدراسات الفلسطينية.

كما شاركت ميليشيا «حزب الله» و«كتائب أبو الفضل العباس» في معركة المليحة التي استمرت 135 يوماً، وأدت إلى تدمير 85 في المئة من المدينة، فضلاً عن مشاركتها في معارك حي جوبر، وحصار الغوطة أثناء مجزرة الكيماوي الذي ارتكبها النظام في آب 2013، ويضاف إلى هذا مشاركة ميليشيا «حزب الله» في معارك الزبداني المستمرة منذ شهر.

ومن بين أبرز الميليشيات الأخرى المتواجدة قرب دمشق، «عصائب أهل الحق« العراقية، والتي شاركت بتأسيس «كتائب أبو الفضل العباس»، وتعرف أيضاً باسم «لواء كفيل زينب»، وقد ادعت هذه العصابات على لسان قائدها قيس الخزعلي أن سبب قتالها في سوريا هو لحماية المراقد الشيعية، ومنع امتداد المشروع الوهابي التكفيري إلى العراق.

وقد تم الإعلان عن «لواء كفيل زينب» في تموز 2013، وامتد قتاله إلى طريق المطار الدولي والغوطة الشرقية، كما أنه يتواجد في مناطق حلب والقلمون وهو يتسم بالتعددية القومية فيه.

وتتواجد أيضاً ميليشيا «أسد الله الغالب» التي أعلن عن تأسيسها في كانون الأول 2013، وبالإضافة إلى وجودها في منطقة السيدة زينب، فان أغلب أعمالها باتت تتركز في السبينة بقيادة أبو فاطمة الموسوي. ويقدر عدد عناصرها بين 300 و500 عنصر، وهي مسلحة تسليحاً جيداً، ولباسها مشابه لملابس قوات التدخل السريع العراقية.

ويضاف إلى هذه الميليشيات، ميليشيا «الإمام الحسين» التي يتواجد عناصرها في مناطق مختلفة من ريف دمشق وفي حلب، وبدأت بالظهور في منتصف العام 2013، بقيادة أمجد البهادلي، ويزيد عدد عناصرها عن ألف مقاتل من العراقيين، ولها صلة بـ»جيش المهدي« العراقي الذي يقوده مقتدى الصدر.

وقد نعت قائدها العسكري كاظم جواد الملقب بـ»الخال« بعدما تمكن عناصر «الجيش الحر« من قتله في الاشتباكات التي جرت في منطقة زبدين، بداية العام الجاري، وهو عراقي الجنسية، معروف بتطرفه الطائفي، ومسؤول عن جرائم عدة في مخيم الحسينية والذيابية.

وفي المنطقة الشمالية من سوريا، تشكل كل من بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب، مناطق رئيسية للميليشيات الشيعية التي تشترك مع سكان هذه المناطق، حيث ينتمي سكانها إلى ميليشيا «حزب الله» وكتيبة «قمر بني هاشم«.

وفي بلدتي كفريا والفوعة، شمال إدلب، تتواجد ميليشيات شيعية تحظى باهتمام إيراني مركز، ومن دلائل هذا الاهتمام، اشتراط إيران أثناء تفاوضها مع «الجبهة الإسلامية« عند إخلاء قوات المعارضة حمص 2014، إدخال الغذاء إلى بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين من قبل قوات المعارضة، بالإضافة إلى دخول البلدتين في المفاوضات التي جرت مؤخراً بين «أحرار الشام» والإيرانيين حول الزبداني، وكان مصيرها الفشل.

وفي وسط البلاد، لا تخلو مناطق وسط سوريا من تواجد الميليشيات الشيعية أيضاً، وهي تتمركز في قرى ريف حمص، والتي يصل عددها إلى 50، أهمها: أم العمد، وأم جبات، وأم جنيينات، وتشكل هذه القرى مورداً بشرياً مهماً في دعم الميليشيات في القتال، وبرز دورها بشدة خلال معركة القصير عام 2013، وفق مركز الجمهورية للدراسات.

وفي حماه أيضاً، لعبت الميليشيات الشيعية دوراً كبيراً في معركة «مورك«، والتي بدأت في شباط عام 2013، واستمرت تسعة أشهر قبل سيطرة النظام عليها.

وإلى الجنوب من سوريا، يتواجد عدد لا بأس به من الميليشيات الشيعية، كانت تتمركز في بصرى الشام، وتتخذ من مناطق في درعا قواعد لها، قبل أن تسيطر قوات المعارضة قبل أشهر على مساحات واسعة من ريف المحافظة، وتطرد منها الميليشيات وتقتل العشرات من عناصرها.

وكان لميليشيا «حزب الله» دور واضح في معارك درعا، إضافة إلى كتائب شيعية أخرى أبرزها «لواء فاطميون» ويضم في صفوفه مقاتلين أفغاناً. وكانت المعارضة أسرت عنصراً من عناصره، وبثت تسجيلاً مصوراً لاعترافاته، بينما قتل زعيمه الأفغاني علي رضا توسلي في معارك درعا.

أما المنطقة الأشد تواجداً للميليشيات الشيعية، فهي المثلث الرابط بين ريف دمشق وريف درعا وريف القنيطرة بمساحة 7 كيلومترات مربعة، حيث تتواجد ميليشيا «حزب الله» وقوات من «الحرس الثوري» الإيراني، وهي المنطقة التي قتل فيها العقيد الإيراني عباس عبد الإله في شباط 2015.

ويشار إلى أنه على الرغم من حماية هذه الميليشيات لنظام الأسد ومساعدته في تحقيق الانتصارات في بعض المعارك، إلا أنها في الوقت نفسه، تشكل خطراً على جيشه، لا سيما وأن تقارير صحافية أكدت وجود حالة استياء بين جنود النظام السوري، والذين بات بعضهم يتحرك بأمر من الميليشيات الأجنبية، التي تجاوزت صلاحيات بعضها الحدود المتوقعة، وباتت تؤثر في القرار السياسي الصادر عن نظام الأسد.
 
وفاة لواء إيراني أصيب في درعا
 (كلنا شركاء)
 نعت وكالات الانباء في طهران، الخبير والمهندس العسكري اللواء سيد محمد حسيني الذي توفي في أحد مشافي العاصمة الإيرانية أول من أمس الجمعة، متأثرا بجروح إصيب بها جراء انفجار لغم أرضي به عندما كان يحاول تعطيله مع مجموعة من العناصر على إحدى جبهات درعا في السادس من الشهر الجاري، فيما شيعت مدينة قم الإيرانية أول من أمس ثلاثة مقاتلين من لواء «فاطميون« قتلوا على يد الجيش الحر على أطراف مدينة الزبداني بريف دمشق. وفي التفاصيل، فقد أشارت تقارير ايرانية إلى أن القيادي العسكري في لواء فاطميون اللواء سيد محمد حسيني نقل الخميس الماضي، في السادس من شهر آب الحالي، إلى مشافي طهران عقب انفجار لغم أرضي به، كان قد زرعه مقاتلو الجيش الحر في المنطقة، ما أسفر عن بتر قدميه، وتوفي أول من أمس الجمعة، متأثراً بجروحه.

وشهد أول من أمس الجمعة أيضاً، تشييعاً لثلاثة قتلى من ميليشيا «فاطميون« التي تضم لاجئين أفغاناً لدى إيران، وهم مجتبى اميرى واظم حسينى وجوادى از شهداى الذين لقوا مصرعهم على أطراف مدينة الزبداني، ودفنوا في مقبرة «جنة المعصومة« في قم، والمخصصة للقتلى الإيرانيين والمرتزقة التابعين لهم، من يلقون حتفهم على يد الجيش الحر في سوريا.

وجابت جنازات القتلى من المرتزقة الأفغان شوارع مدينة قم بحضور، نائب رئيس مجلس الخبراء محمود هاشمي شاهرودي، وذلك على وقع الصرخات والهتافات الحسينية والزينبية.
 
حسن الحريري.. طبيب خسر 7 من أطفاله وما زال يحمل حقيبته والبندقية
المستقبل..
مدينة بصرى الحرير، عامود حوران، كما يحلو لأبناء المنطقة تسميتها، كما معظم المدن والبلدات السورية تحفل بقصص الثورة المذهلة بانسانيتها رغم الكم الهائل من المعاناة لأصحابها.

الطبيب حسن الحريري اسم لواحدة من هذه القصص. خسر سبعة من أطفاله وما زال يحمل حقيبته الطبية بيد والبندقية في اليد الأخرى مؤمنا «أن الثورة كانت وما تزال طموح وأمل من أجل تغيير واقع مرير، ومن أجل مستقبل أفضل. ومنذ اليوم الأول، كنت أعلم أن الثورة بحاجة لكثير من التضحيات، ويجب أن ندفع فاتورة كبيرة، ومنذ مشاركتي في الحراك السلمي في مدينة بصر الحرير، والبدء بالحراك المسلح، تفرغت للعمل مع الثوار على الأرض ومرافقتهم في كل المعارك».

الحريري تحدث الى موقع «كلنا شركاء» قائلا: «إن منزله ومنازل أشقائه، كانت من أوائل المنازل التي تعرضت للحرق في المدينة، وأن النظام حاول أكثر من مرة اعتقاله، لكن وعورة المنطقة ساعدته في التخفي، لكن الطبيب اصيب خلال معركة «تل الخضر» بتاريخ الثلاثين من شهر تموز عام 2014.

وأكمل الحريري، أنه في الثاني من آب عام 2014، تعرض منزله في مدينة بصر الحرير، لاستهداف مباشر ببرميلين وصاروخ موجه من الطيران الحربي، ما تسبب باستشهاد سبعة من أبنائه الثمانية على الفور، وكان الناجي الوحيد هو منصور، ثلاثة أشهر، أصغر أبناء الطبيب حسن الحريري، وجميع الشهداء السبعة هم دون السادسة عشرة من العمر، وقد دُمر المنزل بشكل كامل.

واكد الطبيب حسن الحريري انه كان يتوقع من النظام كل شيء «لأنه نظام مبنى على الإجرام». ولم يتوقف إجرام النظام، فبعد مضي ثلاثة أيام على الحادثة، ذهب الطبيب إلى منزله، فقامت قوات النظام باستهداف المنزل بصاروخين، ما تسبب بإصابة الطبيب إصابة بالغة نقل على أثرها إلى الأردن.

وبعد انتهاء العلاج عاد الطبيب حسن على الفور إلى الداخل السوري من أجل متابعة الثورة، مؤكداً استعداده لتقديم كل ما تبقى لديه في سبيل الثورة وخلاص أبناء الشعب السوري، وان دماء أطفاله السبعة تعطيه القوة لمتابعة المسيرة من أجل ضمان عدم تكرار هذه القصة مع بقية أطفال سوريا.

واعتبر أن استهداف النظام لمنزله، كان استهدافاً مقصوداً من أجل قتل أكبر عدد من الأطفال، والنظام يعلم جيداً بعدم تواجده في المنزل، ولكن هذه سياسة النظام منذ اليوم الأول في الثورة إلى اليوم، استهدف أماكن تمركز المدنيين وتجاهل الجبهات العسكرية، فبعد كل فشل للنظام، يقوم باستهداف المدنيين كما حصل مؤخراً بعد خسارة قوات النظام «اللواء 52» حيث استهدف طيران النظام حلقة تحفيظ القرآن في بلدة الغارية الشرقية بصواريخ موجهة، ما تسبب باستشهاد 23 طفلة.

الطبيب حسن الحريري يشارك اليوم في عملية عاصفة الجنوب، على جبهة الاستخبارات الجوية «النعمية»، أخطر الجبهات، ويحمل البندقية بيد والحقيبة الطبية باليد الأخرى. (كلنا شركاء)
 
استمرار التوتر في اللاذقية... ومعارك في حماة
لندن - «الحياة» 
اتسعت دائرة التوتر في الوسط العلوي في مدينة اللاذقية معقل النظام السوري غرب البلاد جراء قتل قريب للرئيس بشار الأسد ضابطاً في الجيش النظامي بسبب خلاف على أولوية السير، وسط محاولات من مسؤولين في النظام سحب الاحتقان عبر فتح تحقيق بالقضية، في وقت استمرت المعارك بين قوات النظام والميلشيات الموالية من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة أخرى في ريف حماة وسط البلاد وسط غارات مكثفة على ريف إدلب في شمال غربي البلاد.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «لا يزال التوتر يسود مدينة اللاذقية وقرى بريفها، غداة تشييع العقيد حسان الشيخ، الضابط في القوى الجوية، والذي قتله (قبل يومين) سليمان الأسد، نجل ابن عم بشار الأسد رئيس النظام السوري، وابن هلال الأسد قائد قوات الدفاع الوطني في سورية، الذي قتل في الـ 23 آذار (مارس) عام 2014، حيث قام سليمان الأسد بإطلاق النار على العقيد حسان الشيخ عند دوار الأزهري وسط مدينة اللاذقية، أمام أعين أولاده، ذلك بسبب تجاوز العقيد بسيارته، سيارة سليمان الأسد».
وأشار «المرصد» إلى أن «زوجة والد سليمان الأسد وأخواته تبرأوا من أفعاله، فيما يحاول سليمان تبرئة نفسه، بعد قيام سلطات النظام السوري باستجوابه والتحقيق معه، وسط استمرار المطالبات وردود الأفعال الغاضبة، داخل أبناء الطائفة العلوية وفي مدينة اللاذقية، بإعدام سليمان الأسد، بعد قتله للضابط».
وسقط صاروخ على نقابة المهندسين في شارع بغداد في مدينة اللاذقية، بحسب «المرصد» الذي قال: «نفذ الطيران الحربي خمس غارات منذ صباح اليوم على مناطق في محيط سد برادون وقرية خان الجوز ومناطق أخرى في ريف اللاذقية الشمالي»، لافتاً إلى «اشتباكات عنيفة بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين من جهة أخرى، في محيط منطقة غمام بريف اللاذقية الشمالي، ترافق مع قصف مكثف من قبل قوات النظام على أماكن في المنطقة، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».
في وسط البلاد، استمرت الاشتباكات العنيفة إلى ما بعد منتصف ليل الجمعةالسبت «بين قوات النظام المدعمة بمسلحين قرويين موالين ومسلحين آخرين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية وعناصر حزب الله اللبناني من طرف، ولواء الحق، فيلق الشام، جيش السنة، الفرقة 101 مشاة، الفرقة 111 مشاة، جند الأقصى، جبهة النصرة، أنصار الشام، حركة أحرار الشام الإسلامية، جبهة أنصار الدين، صقور الغاب، لواء صقور الجبل، جنود الشام الشيشان، أجناد الشام، الحزب الإسلامي التركستاني لنصرة أهل الشام، وفصائل مقاتلة وإسلامية من طرف آخر، في محيط قريتي المشيك والبحصة وأطراف بلدة المنصورة بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، ما أدى إلى استشهاد 3 مقاتلين من الفصائل الإسلامية والمقاتلة». وتحدث أيضاً عن «المزيد من الخسائر البشرية في صفوف عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ترافقت مع قصف مكثف من قبل الأخير على مناطق الاشتباكات».
في ريف إدلب، شن الطيران الحربي أربع غارات على مناطق في مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي ليرتفع إلى 14 على الأقل عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي على مناطق في جسر الشغور. كما نفذ الطيران الحربي غارة جديدة على أماكن في بلدة سراقب ما أدى إلى مقتل أربعة مواطنين بينهم طفلان اثنان ذلك بعد ساعات من شن الطيران الحربي غارة استهدفت مستشفى في بلدة سراقب قتل فيها أربعة مواطنين بينهم 3 من الكادر الطبي من ضمنهم ممرضة. وأشار «المرصد» إلى أن الطيران ألقى براميل على بلدة كفرنبل، فيما «تأكد استشهاد 3 رجال وسقوط أكثر من 20 جريحاً بينهم 9 مواطنات على الأقل و6 أطفال دون سن الـ 18 وذلك جراء قصف الطيران الحربي مناطق في مدينة أريحا» في ريف إدلب.
في الشمال، دارت اشتباكات «بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني من جهة، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين من جهة أخرى، في محيط تلة خانطومان جنوب حلب»، بحسب «المرصد» الذي أشار إلى «اشتباكات متقطعة بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، في محيط قريتي حجيرة غربية والرشادية قرب خناصر بريف حلب الجنوبي».
ولا يزال مجهولاً مصير قائد كتيبة مقاتلة كان سابقاً منتمياً لـ «حركة حزم» عقب تسليم نفسه لـ «جبهة النصرة» منذ نحو 15 يوماً بتهمة انتمائه للحركة، علماً أنها اعتقلت قائدي كتيبتين سابقين بتهمة انتمائهما الى «حركة حزم» التي كانت «النصرة» طردتها من ريف حلب. وقال «المرصد» أن «فصيلاً مقاتلاً أعدم 5 رجال وشبان في حي بمدينة حلب، بتهمة «الاتجار بالمخدرات وترويجها» وذلك بقرار من قائد لواء السلام وبتنفيذ فرع «555» التابع له». وأكدت مصادر أن الفرع هو من أشرف على التحقيق معهم وإعدامهم بعدة طلقات نارية.
في الجنوب، قال «المرصد» إن المعارك استمرت أمس «بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في محيط مدينة داريا بالغوطة الغربية، ترافق مع تجدد القصف من قبل قوات النظام على مناطق في المدينة».
وخرجت ليل أمس تظاهرة في بلدة كفربطنا في الغوطة الشرقية لدمشق طالبت «بإسقاط النظام وإسقاط قادات الغوطة وتجارها». حيث جال المتظاهرون في البلدة و»نددوا» أيضاً بالممارسات التي يقوم بها جيش الإسلام في مدن وبلدات بالغوطة الشرقية، بحسب «المرصد» ونشطاء معارضين.
بين دمشق والأردن، نفذ الطيران الحربي 6 غارات على مناطق في أحياء درعا البلد وطريق السد ومخيم درعا في مدينة درعا، كذلك قصف الطيران الحربي صباح أمس مناطق في بلدتي صيدا وعتمان في ريف درعا جنوب العاصمة.
 
الطيران السوري يلقي ألفي برميل في الشهر الماضي
لندن - «الحياة» 
أفادت جمعية حقوقية أمس بأن الطيران السوري القى الشهر الماضي أكثر من الفي «برميل متفجر» في مناطق عدة من البلاد ما ادى الى مقتل حوالى 400 شخص بينهم 83 طفلاً و63 امرأة.
وذكرت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» في تقريرها الشهري الخاص ان أول استخدام بارز من قبل القوات الحكومية للقنابل البرميلية كان يوم الإثنين 1 تشرين الأول (اكتوبر) 2012 ضد أهالي مدينة سلقين في محافظة إدلب، كما أشار إلى أن القنابل البرميلية تعتبر قنابل محلية الصنع كلفتها أقل بكثير من كلفة الصواريخ وأثرها التدميري كبير، لذلك لجأت إليها القوات الحكومية إضافة إلى أنها سلاح عشوائي بامتياز، وإن قتلت مسلحاً فإنما يكون ذلك على سبيل المصادفة، إذ إن 99 في المئة من الضحايا هم من المدنيين، كما تتراوح نسبة النساء والأطفال ما بين 12 في المئة وقد تصل إلى 35 في المئة في بعض الأحيان».
ورصد التقرير حصيلة القنابل البرميلية التي سقطت على المحافظات السورية، حيث «تجاوز عدد القنابل البرميلية في تموز (يوليو) 2041 قنبلة برميلية. العدد الأكبر كان في ريف دمشق، وبلغ 822 قنبلة برميلية، بينما تجاوز العدد في درعا 540، وفي إدلب 230. أما حلب فقد أحصى التقرير سقوط 194 قنبلة برميلية وفي محافظة حماة بلغ عدد القنابل البرميلية 144، وبلغ 35 في اللاذقية، أما في حمص 49 قنبلة، وتوزعت باقي الحوادث على محافظات الحسكة والسويداء والقنيطرة». وبحسب التقرير، تسببت هذه «القنابل البرميلية بمقتل 368 شخصاً، بينهم 83 طفلاً و63 سيدة، كان العدد الأكبر من الضحايا في محافظة حلب وتلتها محافظة درعا وإدلب ثم حماة وحمص وريف دمشق».
وأشار التقرير إلى أن استخدام القوات الحكومية للقنابل البرميلية في تموز «خلف ضرراً ما لا يقل عن 27 مركزاً حيوياً، هي 8 أماكن دينية، و7 أسواق، و5 مدارس، و4 منشآت طبية، وسيارتا إسعاف ومبنى خدمي واحد»، مضيفاً ان الحكومة السورية «خرقت في شكل لا يقبل التشكيك قرار مجلس الأمن 2139، واستخدمت القنابل البرميلية على نحو منهجي وواسع النطاق، وأيضاً انتهكت عبر جريمة القتل العمد المادة السابعة من قانون روما الأساسي وعلى نحو منهجي وواسع النطاق؛ ما يشكل جرائم ضد الإنسانية، إضافة إلى انتهاك العديد من بنود القانون الدولي الإنساني، مرتكبة العشرات من الجرائم التي ترقى إلى جرائم حرب، عبر عمليات القصف العشوائي عديم التمييز وغير المتناسب في حجم القوة المفرطة».
 
خفوت الأضواء في المقر الرئيسي للائتلاف السوري يعكس مصاعب المعارضة
المالح لـ {الشرق الأوسط} : ترتيبات كثيرة في مواقع مختلفة لمرحلة ما بعد الأسد
القاهرة: عبد الستار حتيتة
من بين عشرات الفيلات المنيرة في ضاحية التجمع الخامس جنوب شرقي القاهرة، توجد واحدة يتردد عليها بعض اللاجئين السوريين في مصر، من بينهم أستاذ جامعي في الستين من عمره يتوكأ على عصا، يدعى محمود حسام الدين. تقع الفيلا في مواجهة المجمع التجاري المعروف باسم «داون تاون»، وتحمل رقم 306. لكنها أصبحت، كما يبدو للوهلة الأولى، تفتقر للحياة والأضواء، ولا تظهر عليها إشارة تذكر تنم عن أهميتها.
إنها المقر الرئيسي لـ«الائتلاف السوري» الذي يدير، مع قوى معارضة أخرى، معارك سياسية وعسكرية ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وبدلا من الاجتماع في هذه الفيلا، عقدت الأطراف الفاعلة من قيادات المعارضة، وفي القلب منها الائتلاف، اجتماعا للتوافق في ما بينها في بروكسل، ثم اجتماعا آخر في إسطنبول لانتخاب قادة الائتلاف قبل أيام. إذن لماذا لم تعقد في القاهرة؟ رغم كل شيء توجد حسابات سياسية، ورغم كل شيء توجد خيوط من الضوء في نهاية النفق.
طوال الشهور الأخيرة لم يتمكن كل من رئيس الائتلاف المعارض الدكتور خالد خوجة، ونائبه الدكتور هشام مروَّة، من الحصول على تأشيرة لدخول مصر. وفي رده على أسئلة «الشرق الأوسط» يقول هيثم المالح، الذي يشغل موقع رئيس الدائرة القانونية في الائتلاف نفسه، إنه يوجد اعتقاد بأن الرجلين من جماعة الإخوان، مشيرا إلى أن هذا الزعم غير دقيق.
اليوم اضطر مديرو مقر القاهرة لإطفاء مصابيح الطابق الأخير وتسليمه للمالك، لكن يبدو أن هناك بارقة أمل يمكن أن تنعش المعارضة بعد ظلال من التوافق بدأت تلوح على الأطراف المناوئة لحكم الأسد. يلخص المالح جملة المشاكل التي تسببت في عرقلة عمل المعارضة في الفترة الأخيرة. أولا: هناك بعض الجهات المانحة أخذت في توجيه الدعم بشكل مباشر للمقاتلين على الأرض. ثانيا: ضعف التمويل نفسه. ثالثا: الخطر على معارضي الداخل من بطش النظام.
كان يفترض أن يأتي خوجة ونائبه للقاهرة للالتحاق باجتماعات المعارضين السوريين، طوال الشهور الماضية، لكن هذا كان غير ممكن. ويقول المالح إزاء هذا إن الائتلاف لن ينقل مقره من القاهرة، لكنه، كما أخبر المسؤولين المصريين وقتها، لن يتمكن من عقد اجتماعاته في مصر من دون القيادات الأخرى له.. «أنا أخبرتهم بذلك». ورفض مصدران مصريان في الرئاسة والخارجية التعليق على هذه المسألة.
على أي حال.. رغم عدم وجود حسم لبعض الملاحظات التي أبدتها أطراف في اجتماع بروكسل، فإن أحد ممثلي «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي»، وهي كيان سوري معارض تأسس أواخر عام 2011، يقول إن التوافق الأخير بين «الهيئة» و«الائتلاف» انصبَّ على «تشكيل هيئة حكم انتقالية»، مشيرا إلى أن هذا جرى برعاية أوروبية، ومن شأنه أن يوحد المعارضة ويحسن من قدراتها، لكن توجد مخاوف من ظهور خلافات جديدة، فالنظام ومن يساعده - أي إيران- لن يتوقف عن محاولات دق الأسافين بين مناوئيه.
في كثير من الأحيان يمكن أن تلاحظ أن الخلافات شكلية. مثلا أحد قيادات هيئة التنسيق لم يكن معترضا على ما جاء في الاجتماع، لكنه تحفظ على عقده في بروكسل. يقول المالح عن الاجتماع الأخير بين «هيئة التنسيق» و«الائتلاف» إنه خرج بمشروع اتفاق، بيد أنه يضيف متشككا: «للأسف الشديد المشكلة في المعارضة السياسية السورية، من بعد الثورة، هي أنه دائما هناك انقسامات».
وفي القاهرة، يحرك الدكتور حسام الدين عكازه ثم يرفعه وهو يشير إلى واجهة الفيلا. يشعر بتغير الملامح العامة للمبنى حين زاره قبل يومين. يقول إنه «أصبح مثل البيت الذي يستعد سكانه للرحيل». يأتي هذا بعد نحو خمس سنوات من العمل ضد نظام الأسد. مرت هذه السنوات ما بين اتفاق وخلاف، إلى أن جرى اجتماع بروكسل الذي وصفه المالح، رغم كل شيء، بأنه «خطوة متقدمة في ما يتعلق بالمعارضة السورية».
ويوجد في مصر وفي دول الجوار وعدد من دول العالم ملايين اللاجئين السوريين الذين ينتظرون بفارغ الصبر، وفي ظروف مأساوية، انتهاء الفوضى التي تضرب بلادهم منذ التحقت بما يعرف بـ«الربيع العربي». ويعول هؤلاء على قدرة المعارضة على الحسم والتخلص من نظام الأسد. وبالنسبة للدكتور حسام الدين فقد أنفق مدخراته، ولم تعد له غير أمنية واحدة، أن يجمع شمل أسرته. له ولدان مصابان في الحرب ويعالجان في الأردن. وابنتاه مع زوجته التي تعيش مع شقيقها بمدينة الإسكندرية (200 كيلومتر غرب القاهرة) أما هو، وتخفيضا للنفقات، فيسكن مع أقاربه في ضاحية الرحاب القريبة من مقر الائتلاف.
وبينما يراقب الرجل، مثل باقي السوريين، المتغيرات السياسية الجارية سواء داخل المعارضة أو في مواقف دول العالم، يستعد خوجة وعدد من قادة الائتلاف لتلبية دعوة من موسكو للسفر إليها خلال أيام. ويقول المالح عن هذه الزيارة المرتقبة إن «هناك ترتيبات جديدة في ما يتعلق بمستقبل سوريا بعد بشار الأسد. أتصور أن العالم الآن أدرك أن الأسد والعصابة الحاكمة لا بقاء لهم في سوريا، ولذلك هناك ترتيبات كثيرة في مواقع مختلفة لما بعد الأسد».
هل توجد مؤشرات على الأرض بشأن قرب نهاية نظام دمشق؟ يجيب العميد مثقال النعيمي، من القيادة المشتركة للجيش الحر، عن أسئلة «الشرق الأوسط» في مقابلة معه جرت منذ نحو شهر، قائلا إن قوات الأسد في حالة انهيار يتزايد يوما بعد يوم. ويوضح: «بشكل عام ملخص الوضع على الأرض هو أن قوات النظام في حالة انهيار معنوي واضح.. لديه نقص في الذخيرة والمقاتلين. لم تعد لديه الإمكانية حتى للقتال الدفاعي.. جيش النظام يعاني من سوء الحالة المعنوية ومن الملل».
الضباط الذين يقودون المقاتلين على الأرض، مثل الكثير من السياسيين، يدركون أن المتغيرات الدولية ربما لن تكون في صالحهم على المدى البعيد. ويشير أحد قادة المعارضة في هذا الصدد إلى أن الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى، سيستفيد منه نظام الأسد.. «لذلك يوجد إدراك من الجميع أنه لا بد أن نسارع الخطى لتوحيد الصف وتشكيل كيان موحد للحصول على الدعم من أصدقاء الشعب السوري سواء من العرب أو من دول العالم». ويضيف: «يمكن القول إنه أصبحت لدينا رؤية مشتركة قادرة على التمهيد لاستئناف العملية السياسية سواء برعاية الأمم المتحدة أو غيرها».
كانت أيام العيد قد مضت دون أن يتمكن الدكتور حسام الدين من تهنئة أسرته ولو بالهاتف. الأموال شحيحة. وبالنسبة له لا يمكن الوثوق بوجود حل قريب.. «سمعنا عن هذا مرات ومرات. والنتيجة مزيد من القتلى والمشردين». وبعد لحظات من الصمت يرفع عكازه ناحية مقر الائتلاف، ويقول: «هذا المبنى يتآكل.. عدد موظفيه في تناقص. هل هذا وضع يعكس بارقة أمل؟ لا أعتقد، لكن ليس أمامي إلا الرجاء».
أيا كان الأمر فقد تحولت الفيلا، في عيون زوارها من اللاجئين والمعارضين السوريين، إلى مكان شبه مهجور، بعد أن كانت محاطة بالأضواء المبهرة وتعج بالنشاط قبل عام من الآن. على سبيل المثال اضطر الائتلاف، الذي تأسس في خريف 2012 من مجموعات معارضة، ويحظى باعتراف عربي ودولي كممثل للشعب السوري، إلى تسريح المئات من موظفي مكاتبه حول العالم.
يوضح أحد مسؤولي مقر القاهرة: «منذ أكثر من ثلاثة أشهر أصبحت توجد صعوبات مالية يمكن أن تؤدي إلى غلقه أو استبداله بمكان أصغر. بدأ النشاط في الفيلا قبل عامين بنحو 40 موظفا، وانخفض إلى 15 موظفا. ثم أصبح العدد الآن لا يزيد على 7 موظفين فقط. جرى تسليم الطابق الثالث لمالك الفيلا. وقد يستعين الائتلاف بشقة صغيرة». ويضيف: «يمكن أن تعود الروح للمكان إذا جرت تغييرات ذات شأن بعد اتفاق بروكسل. نأمل في أن يكون لدينا صوت واحد وموحد للمعارضة».
ويقول المالح إن مقر الائتلاف في القاهرة ومقرات الائتلاف حول العالم تعاني بالفعل من ضائقة مالية ومن تقليص لعدد الموظفين، وغير ذلك، مشيرا إلى وجود جهتين تقدمان الدعم للائتلاف.. «الجهة الأولى: الحكومات الصديقة للشعب السوري. والجهة الثانية: ممولون سوريون من رجال الأعمال»، لكنه يضيف أنه «من حيث المبدأ لا أستطيع أن أقارن أصدقاء بشار الأسد بأصدقاء الشعب السوري.. أصدقاء الأسد يضخون المال والسلاح بلا حساب. في حين أن أصدقاء الشعب السوري يفتحون الصنبور بالقطارة».
يبدو هنا أنه توجد مشكلة. فقد كان الدعم يوجه للائتلاف، وهذا يقوم بدوره بتوجيه الدعم إلى المقاتلين في الداخل، باعتبار أنه «جهة سياسية ومظلة للثورة السورية»، كما يقول المالح. والمتغير الذي حدث هو أن عدة جهات مانحة بدأت في توجيه الدعم بشكل مباشر إلى المقاتلين في الداخل. يوضح: «ما حدث أن دولا وجهات متعددة اتصلت مباشرة بالقوى المقاتلة على الأرض، وكل قوة أخذت حصة من هذه الدول أو الجهات. التواصل بين الدول والمقاتلين على الأرض كان خطأ كبيرا».
وعما إذا كانت الخلافات لها سبب مباشر أو غير مباشر في نقص التمويل المقدم للمعارضة، يقول: «ليس سببا مباشرا. بالعكس تماما. لو أصدقاء الشعب السوري وجهوا الدعم لجهة واحدة فسيجتمع الآخرون تحت ظل هذه الجهة».
وتأتي مثل هذه المواقف في سياق يتعلق بحالة من الارتباك والضنك، وهو أمر يلاحظه أيضًا العديد من اللاجئين والمعارضين السوريين الذين يترددون على الفيلا رقم 306 بين وقت وآخر، مثل الدكتور حسام الدين، الذي يقول، تحت أضواء المقر الخافتة وهو ينهض مستندا على عكازه: «حتى مسألة إعداد كوب شاي للضيف تؤشر إلى وجود أمر غير طبيعي. فقر، وخوف، لكن ما زال لدينا أمل في المستقبل».
 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

أوجلان يطلب وقف إراقة الدماء بين الجيش و «الكردستاني»...مصادر دبلوماسية فرنسية: اجتماع الدوحة الثلاثي لم يحقق أي اختراق في ملف الأزمة السورية...عشرات القتلى ومئات الجرحى بهجومين انتحاريين في كابول.... تركيا تجمد أموال علي عبدالله صالح وقادة حوثيين

التالي

اليمن: قوات الشرعية تتقدم شمالاً وانتفاضة ضد الحوثيين على تخوم العاصمة ...احتدام المعارك في تعز.. والمتمردون يقصفون أحياء سكنية

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,375,216

عدد الزوار: 7,630,294

المتواجدون الآن: 0