اتهام النظام بقصف مقاتلين دربتهم أميركا وينشطون في حلب...وفد من «معارضة الداخل» يجري محادثات في موسكو...كيري والجبير يستعرضان التطورات في المنطقة وهولاند: إشارات لانتقال سياسي في سوريا... هندسة التغيير الديموغرافي في سوريا بين الأسد وإيران و«حزب الله»

«أحرار الشام» تبدأ تشكيل «جيش نظامي»...1300 قتيل وجريح في غوطة دمشق خلال 10 أيام

تاريخ الإضافة الخميس 27 آب 2015 - 6:27 ص    عدد الزيارات 2030    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

اتهام النظام بقصف مقاتلين دربتهم أميركا وينشطون في حلب
لندن، باريس، تونس، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
اتهم فصيل سوري تدرب مقاتلوه على أيدي الجيش الأميركي لمحاربة «داعش» بتعرض احد مقراته لغارة من الطيران السوري، الأمر الذي يعتبر في حال تأكدت صحته أول اختبار لقرار الرئيس باراك اوباما توفير حماية جوية للمقاتلين السوريين الذين دربتهم الولايات المتحدة، ضد أي هجوم يتعرضون اليه.
وقالت «الفرقة 30» التي دربها الأميركيون، في بيان ان الطيران السوري شن غارة على أحد مقراتها في ريف حلب صباح امس ما اسفر عن جرح احد مقاتليها، مشيرة الى وجود «تعاون» بين القوات النظامية و «داعش» الذي يشن هجمات على مقاتلي المعارضة لـ «تخفيف الضغط» عن النظام في شمال البلاد.
وكانت مصادر اميركية أفادت بأن أوباما وافق على اقتراح توفير حماية جوية لـ «الفرقة 30» ومقاتلين يدربهم خبراء وزارة الدفاع (بنتاغون) ضمن برنامج أقره الكونغرس لتدريب خمسة آلاف مقاتل سنوياً لثلاث سنوات، ضد اي هجوم يتعرضون له سواء من «داعش» او النظام. وشنت مقاتلات التحالف الدولي - العربي غارات على «جبهة النصرة» في ريف حلب لأن عناصرها خطفوا مقاتلين من «الفرقة 30» بعد ايام من دخولهم عبر الحدود التركية - السورية في تموز (يوليو) الماضي.
وقال: «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان «اشتباكات عنيفة» دارت امس محيط قرى حندرات وباشكوي وسيفات ودوير الزيتون في ريف حلب الشمالي «بين الفصائل المقاتلة والإسلامية من طرف، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين إثر هجوم لمقاتلي الفصائل على المنطقة». كما استمرت المعارك العنيفة بين القوات النظامية وميليشيات موالية ومقاتلي المعارضة في محيط بلدة القرقور عند أطراف محافظة إدلب قرب الحدود الإدارية مع حماة وسط البلاد بعد محاولة قوات النظام للمرة الثانية اقتحام البلدة.
سياسياً، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في خطاب ألقاه خلال اجتماع السفراء الفرنسيين في باريس: «يجب ان نحد من نفوذ الارهابيين من دون ان يعني ذلك بقاء الأسد. في الوقت نفسه يجب ان نسعى الى انتقال سياسي».
ونقلت «وكالة الانباء السورية الرسمية» (سانا) عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية قوله ان تصريحات هولاند «تمثل تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية».
وفي تونس قال وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش لصحيفة تونسية أمس إن سلطات بلاده «تجري اتصالات مع تونسيين في سورية (السجون) تمهيداً لعودتهم».
وتشير الإحصاءات الرسمية الى ان ثلاثة آلاف تونسي يقاتلون حالياً مع فصائل متطرفة في سورية. كما منعت السلطات التونسية اكثر من 15 الف شاب كانوا ينوون السفر الى سورية والعراق وليبيا. وأوضح البكوش أن القنصل العام التونسي سينتقل إلى سورية قبل نهاية هذا الشهر.
«أحرار الشام» تبدأ تشكيل «جيش نظامي»
لندن - «الحياة» 
أعلنت «حركة أحرار الشام الإسلامية»، أكبر الفصائل المسلّحة في سورية، بدء تشكيل «جيش نظامي»، في وقت أبدى تنظيم «الإخوان المسلمين» استعداداً للتعاون مع الحركة، بالتزامن مع انطلاق بثّ إذاعة «العهد» التابعة لـ «الإخوان» في شمال سورية.
وقال قائد «أحرار الشام» هاشم السيخ، في بيان، أنه مستعدّ لإعادة هيكلة الجناح العسكري في الحركة، بهدف تكوين «جيش نظامي»، وبدء تشكيل القوة المركزية الجديدة تحت مسمى «كتائب صقور الشام»، مضيفاً أن الحركة فتحت باب الانتساب الى القوة المركزية أمام الأفراد الذين يلتزمون نظام تشكيل القوة، وذلك بعد اجتياز المقابلة التي ستجريها لجنة القبول، بعد تجاوز العديد من الشروط بينها «ألا يتجاوز عمر المنتسب 30 سنة بالنسبة الى المقاتلين، و35 سنة بالنسبة الى قادة المجموعات، وأن يكون ملتزماً دينياً وذا سيرة حسنة»، إضافة الى «التفرغ كلياً للعمل في القوة المركزية». وأضاف البيان أن كل عنصر في القوة الجديدة المشكّلة سيتقاضى منحة شهرية قدرها 150 دولاراً أميركياً.
وكانت «أحرار الشام» رفضت أي علاقة بتنظيم «القاعدة»، قائلة أنها تسعى «من خلال عملياتها العسكرية والسياسية، إلى تمكين الشعب السوري من تقرير مصيره بما ينسجم مع تاريخه وهويته الإسلامية ونسيجه الاجتماعي، من خلال عملية سياسية شفافة تحقّق أهداف الثورة»، إضافة الى تمسّكها بـ «أهداف الثورة وهي: إسقاط النظام برموزه وأركانه كافة، واعتبار مؤسسات الدولة ملكاً للشعب السوري».
ونقلت مجلة «العهد» التابعة لـ «الإخوان المسلمين»، عن المراقب العام محمد حكمت وليد، إشارته الى وجود «قواسم مشتركة» و «أرض خصبة» للتعاون بين الجماعة وحركة «أحرار الشام الإسلامية».
لكن المكتب الإعلامي لـ «الإخوان» نفى رغبة التنظيم في «التكامل مع أحرار الشام». وأضاف أن وليد قال: «أحرار الشام فصيل سوري كبير، وهو من أوائل الفصائل تشكلاً على الساحة السورية العسكرية، ولهذا الفصيل دور في النضال والتضحيات لا ينكر، وقد قدم كوكبة من الشهداء، كان على رأسهم قادته الأربعون الذين قضوا في تفجير غامض العام الماضي. ونحن نرى أن ما بيننا وبينهم من القواسم المشتركة ما يجعلها أرضاً خصبة لتعاون كبير، وفرصة لخلق التكامل بين السياسي والعسكري».
وتابع المكتب الإعلامي: «كان جلياً حديث المراقب العام عن رؤية للتكامل ما بين السياسي والعسكري، وما بين الجماعة وبقية الفصائل على اختلافها وتنوعها، ولم يقتصر الحديث على فصيل محدد».
الى ذلك، بدأت إذاعة «العهد» التابعة لـ «الإخوان»، البثّ في مناطق محافظة إدلب، إضافة إلى مناطق في محافظة حلب. وأشار المكتب الى أن ذلك جاء «تنفيذاً للاستراتيجية التي يعمل عليها المكتب الإعلامي، والهادفة إلى التوجّه الى الداخل ومخاطبة المجتمع من خلال إطار وطني وخطاب إسلامي وسطي وروح إخوانية».
و واشنطن تشترط ابتعادها عن «جبهة النصرة»
الحياة...واشنطن - جويس كرم 
نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن مسؤولين أميركيين أمس قولهم أن العمل مع «أحرار الشام الإسلامية» يتطلب قطع علاقتها الوثيقة بـ «جبهة النصرة» المدرجة على لائحة الإرهاب لارتباطاتها بتنظيم «القاعدة».
وأشارت الصحيفة الى أن هناك «إعادة نظر» أميركية للتعاطي مباشرة مع «أحرار الشام» بسبب القوة الضخمة التي تشكلها المجموعة على الأرض والدعم الاقليمي لها والحاجة لأكبر عدد ممكن من الأطراف في الحرب ضد «داعش».
ويعكس هذا الواقع تحولاً كبيراً في الموقف الأميركي عما كان عليه منذ عامين ووسط اقتراحات يومها داخل الادارة لإدراج «أحرار الشام» يومها على لائحة الارهاب. وقال السفير الأميركي السابق لدى سورية روبرت فورد: «ان «أحرار الشام» في منطقة رمادية وفي أي حرب أهلية فإن عدم الحديث مع الأطراف في المنطقة الرمادية يعني الاعتماد على قلة قليلة فقط». ودعا الى فتح قنوات اتصال مع الحركة من دون تقديم دعم لوجيستي لها.
وأشار التقرير الى أن الديبلوماسيين الأوروبيين يجتمعون مع قيادات سياسية في «أحرار الشام»، فيما تحاشت واشنطن حتى اللحظة القيام بذلك، وقال مسؤول أميركي: «طالما هم قريبون من جبهة «النصرة» لا يمكنني أن أتصور قدرتنا على التعاطي معهم».
وتتخوف الادارة من إرتباطات ولو غير مباشرة لـ «أحرار الشام» مع «القاعدة» وخطورة وصول أي دعم لوجيستي لها للتنظيم. في الوقت نفسه هناك حملة إعلامية تقوم بها «أحرار الشام» في واشنطن وعبر منظمات سورية معارضة بينها «المجلس السوري - الاميركي» المقرب من تركيا، وفي الإعلام الأميركي وعبر مقال في صحيفة «واشنطن بوست» كتبه مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة لبيب النحاس في حزيران (يونيو) الماضي.
1300 قتيل وجريح في غوطة دمشق خلال 10 أيام
لندن - «الحياة» 
أُفيد أمس بمقتل وجرح 1300 مدني في غارات القوات النظامية السورية على الغوطة الشرقية خلال الأيام العشرة الماضية، بالتزامن مع استمرار المعارك في أطراف دمشق، في وقت تصاعدت المواجهات في سهل الغاب بريف حماة وسط البلاد.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس انه وثّق مقتل «247 مواطناً و 50 طفلاً جراء مجازر متتالية نفذتها طائرات النظام الحربية باستهدافها عدة مدن وبلدات بالغوطة الشرقية في محافظة ريف دمشق، إضافة الى جرح ألف شخص». واضاف انه يحمّل «المجتمع الدولي وبالأخص مجلس الأمن الدولي، المسؤولية الأخلاقية، عن استمرار نظام بشار الأسد، بارتكاب مجازره في حق أبناء الشعب السوري، وبخاصة في غوطة دمشق الشرقية بريف دمشق، لأن المجرمين لن يتوقفوا عن ارتكاب جرائمهم، طالما أنهم يعلمون أن لا عقاب أو محاكمات في انتظارهم، لذا ندعو مجلس الأمن الدولي لإحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سورية إلى محكمة الجنايات الدولية، لمحاكمة قتلة الشعب السوري ومحرضيهم وآمريهم».
وأشار «المرصد» الى ان الطيران الحربي شنّ أمس غارات على مناطق في مدينتي عربين وحرستا، بالتزامن مع «اشتباكات عنيفة بين الفرقة الرابعة (في الحرس الجمهوري السوري) و»حزب الله» اللبناني وقوات الدفاع الوطني وجيش التحرير الفلسطيني من جهة، والفصائل الاسلامية ومسلحين محليين من جهة أخرى، في مدينة الزبداني، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وقصفت قوات النظام بقذائف الهاون مناطق في بلدة مضايا قرب الزبداني.
وكان «المرصد» قال ان الطيران المروحي ألقى عشرة «براميل متفجرة» على مناطق في مدينة الزبداني، في وقت ارتفع الى 14 عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي على مناطق في مدينتي عربين وحرستا بالغوطة الشرقية.
ودارت أمس «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام و»حزب الله» اللبناني وقوات الدفاع الوطني من جهة، والفصائل الاسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى، في حي جوبر شرق دمشق، كما سقطت عدة قذائف على مناطق في حي القابون»، بحسب «المرصد» الذي تحدث ايضاً عن معارك عنيفة «بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من جهة اخرى، في محيط ادارة المركبات قرب مدينة حرستا، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».
في غضون ذلك، قال “جيش الإسلام” في بيان انه «رداً على ادعاء وسائل إعلام النظام بأن الحملة الجوية التي يشنها النظام على الغوطة الشرقية التي تسببت بمقتل مئات المدنيين فيها خلال الأيام القليلة الماضية، كانت بسبب قصف جيش الإسلام بالمدفعية والصواريخ لأحياء العاصمة، نؤكد ان الصواريخ والقذائف تخرج من مناطق سيطرة النظام على جبل قاسيون والصبورة غرب مدينة دمشق».
في الشمال، قصف الطيران الحربي مناطق في قرية شوارغة بريف حلب الشمالي في وقت دارت «اشتباكات بين فصائل غرفة عمليات فتح حلب من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف آخر، في محيط حي الخالدية وعلى محاور دوار شيحان و ثكنة المهلب شمال حلب، ترافق مع قصف من قبل الكتائب المقاتلة على تمركزات قوات النظام وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها»، بحسب «المرصد».
في الوسط، تعرض قائد عسكري في حركة اسلامية لمحاولة اغتيال من قبل مسلحين مجهولين، حيث ألقوا قنبلة يدوية على منزله في ريف حمص الشمالي، بحسب «المرصد» الذي اشار الى «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة اخرى، في محيط حقلي جزل وشاعر بريف حمص الشرقي، وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». كما دارت «اشتباكات عنيفة بين الطرفين بين مدينة القريتين ومنطقتي صدد ومهين بريف حمص الجنوبي الشرقي، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 4 عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ومعلومات عن قتلى من عناصر التنظيم». وتعرضت مناطق في مدينتي تدمر والقريتين اللتين يسيطر عليهما تنظيم «داعش»، لقصف من قبل قوات النظام.
وفيما نفذ الطيران الحربي غارات على مناطق في محيط مطار ابو الضهور العسكري المحاصر من الفصائل الاسلامية منذ اكثر من عامين، قال «المرصد» ان «الاشتباكات العنيفة تصاعدت أمس بين قوات النظام مدعمة بـ «حزب الله» اللبناني والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية وجنود الشام الشيشان والحزب الإسلامي التركستاني من طرف آخر، في محيط بلدة القرقور عند أطراف محافظة إدلب قرب الحدود الإدارية مع حماة، بعد قصف من قوات النظام تمهيداً للهجوم الذي نفذته قوات النظام والمسلحون الموالون لاستعادة السيطرة على بلدة القرقور». واستعادت الفصائل الاسلامية على المناطق التي تقدمت اليها قوات النظام، إضافة إلى معلومات مؤكدة عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين.
وفد من «معارضة الداخل» يجري محادثات في موسكو
الحياة...موسكو - أ ف ب
أعلن وفد من المعارضة السورية في الداخل يزور موسكو أنه أجرى محادثات «مثمرة جداً» مع مسؤولين ديبلوماسيين روس.
وقال طارق الأحمد عضو المكتب السياسي لـ «الحزب السوري القومي الاجتماعي» بعد لقائه وزملاءه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف: «نحن راضون جداً» عن المحادثات في العاصمة الروسية.
وأضاف: «اللقاء كان مثمراً جداً، ممتازاً».
وأوضح أن المحادثات تناولت خصوصاً سبل إيجاد «الطريقة الأفضل» لبدء حوار مع كل الأطراف في النزاع السوري. وتابع: «توافقنا على ضرورة مشاركة معارضي الداخل والخارج وبناء عليه دعوة (ممثلي) المجتمع المدني والمستقلين».
وتحدثت وزارة الخارجية الروسية عن «تبادل مفصل لوجهات النظر حول الوضع في سورية» بين بوغدانوف والوفد السوري الذي سيبقى في موسكو حتى الأحد ليلتقي خصوصاً مسؤولين في البرلمان الروسي.
وقالت الخارجية في بيان أن «الأولوية أعطيت لإيجاد حل سياسي للنزاع السوري في أسرع وقت ممكن».
وتندرج زيارة الوفد السوري في إطار تكثيف موسكو جهودها الديبلوماسية في محاولة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
والتقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الآونة الأخيرة نظراءه في دول عدة، إضافة إلى رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد خوجة.
وفي نهاية 2014 وبداية 2015، استضافت موسكو جولتي مفاوضات بين النظام ومعارضة الداخل لم تؤدياً إلى حلول ملموسة، خصوصاً أن «الائتلاف» المعارض الذي يدعمه الغرب لم يشارك فيهما.
 
لاجئون سوريون يفرون من دول الجوار
الحياة...جنيف، واشنطن - أ ف ب - 
توقعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عبور ثلاثة آلاف شخص يومياً إلى مقدونيا خلال الأشهر المقبلة وفي مقدمهم سوريون فارون من الحرب في بلادهم ومن الدول المجاورة لها، مشيرة إلى أن «تفاقم الأوضاع» في جوار سورية يدفع اللاجئين إلى الفرار.
وقالت الناطقة باسم المفوضية ميليسا فليمنغ: «لا نرى نهاية لتدفق البشر خلال الأشهر المقبلة»، مشيرة إلى استمرار العنف في العراق وسورية و «تفاقم أوضاع» اللاجئين السوريين في تركيا والأردن ولبنان.
وأضافت في إفادة صحافية في جنيف أن دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 28 دولة يجب أن تضمن «توزيعاً عادلاً» لطالبي اللجوء. وتابعت: «نؤمن بقوة بأن بمقدور أوروبا القيام بهذا الأمر إذا اتخذت الإجراءات الصحيحة».
في واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الإثنين أن الولايات المتحدة ستستضيف عام 2016 ما بين خمسة آلاف وثمانية آلاف لاجئ سوري وأنها تدرس 15 ألف طلب لجوء قدمت إليها عبر الأمم المتحدة.
وقال الناطق باسم الديبلوماسية الأميركية جون كيربي أن الولايات المتحدة ستستضيف «ما بين ألف وألفي لاجئ سوري هذا العام وما بين خمسة آلاف وثمانية آلاف في السنة المقبلة في 2016». وأضاف أن «هناك قيد الدرس 15 ألف لاجئ سوري أحالت (ملفاتهم) المفوضية العليا للاجئين» التابعة للأمم المتحدة، علماً أن هذا العدد كان تسعة آلاف في كانون الأول (ديسمبر).
وأوضح الناطق أنه «على رغم أننا لا نعتبر أن هذا هو المقياس للنجاح، فإن قبول لاجئين هو أحد المعايير».
وقدمت الولايات المتحدة أربعة بلايين دولار من المساعدات الإنسانية للاجئين والنازحين السوريين مذ بدأ النزاع في سورية في آذار (مارس) 2011.
وكان رئيس المفوضية العليا للاجئين أنطونيو غوتيريس قال في تموز (يوليو) أن عدد اللاجئين السوريين تخطى أربعة ملايين تعيش غالبيتهم في الفقر ويحلم بعضهم بالاستقرار في أوروبا بعد فقدان الأمل بعودة سريعة إلى الوطن.
ويقيم القسم الأكبر من هؤلاء اللاجئين في تركيا ولبنان، وتوقعت المفوضية في حال استمرار حركة الفرار من سورية أن يصل عددهم بحلول نهاية السنة إلى 4,27 مليون يضاف إليهم حوالى 7,6 مليون نازح داخل سورية.
 
كيري والجبير يستعرضان التطورات في المنطقة وهولاند: إشارات لانتقال سياسي في سوريا
المستقبل.. (أ ف ب، رويترز، واس، العربية)
رأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس، أن هناك إشارات تدلّ على إمكانية التوصل إلى انتقال سياسي في دمشق، مؤكداً أن لا مستقبل لبشار الأسد في هذه العملية الانتقالية في سوريا، التي كانت أزمتها مدار بحث في الولايات المتحدة أمس كذلك، بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والسعودي عادل الجبير.

فقد اعتبر الرئيس الفرنسي أمس، ان إحلال السلام في سوريا يمر عبر «تحييد» الاسد عن العملية السياسية، وقال في خطاب ألقاه خلال اجتماع السفراء الفرنسيين في باريس، انه في سوريا «يجب ان نحد من نفوذ الارهابيين من دون ان يعني ذلك بقاء الاسد».

وأضاف «في الوقت نفسه يجب ان نسعى الى انتقال سياسي في سوريا. انها ضرورة. ويمكن اطلاق حوار ويجب تحديد شروطه. الاول هو تحييد بشار الاسد، والثاني تقديم ضمانات قوية لكل قوى المعارضة المعتدلة ولا سيما السنية والكردية، والحفاظ على هيكليات الدولة ووحدة سوريا».

ورأى هولاند ان العملية تمر أخيراً بإشراك «كل الاطراف المعنية بالحل» بينها روسيا ودول الخليج وايران وتركيا. وأضاف ان «تسوية الازمة السورية تتطلب مشاركة الجميع، وفرنسا مستعدة للمشاركة فيها»، مشيرا الى ان باريس ستواصل حتى ذلك الحين «مساعدة المعارضة السورية التي تعتبرها معتدلة».

وتابع «يجب أن نطلب من إيران المشاركة في حل الأزمات التي تدمر المنطقة. يجب أن تكون إيران طرفا بناء«.

وتشارك فرنسا في شن غارات جوية على تنظيم «داعش» في العراق وليس سوريا، وقالت إنها لا تعتزم تغيير هذه السياسة.

وأثارت تصريحات الرئيس الفرنسي تنديدا شديدا في دمشق. وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية كما نقلت عنه وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا»، ان تصريحات الرئيس الفرنسي «تمثل تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية، وتؤكد على استمرار تورط فرنسا ومشاركتها في سفك الدم السوري».

وفي سياق البحث عن حلول لأزمات المنطقة، استعرض وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري الأوضاع الأمنية في المنطقة ومستجداتها والملفين السوري والإيراني والأوضاع الأقليمية الأمنية، حسبما نقلت «العربية» عن مصدر أميركي، كما استعرض الجانبان العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في العديد من المجالات.

وجاء ذلك خلال لقاء جمع الجبير بكيري لساعتين في منزل الأخير الصيفي في جزيرة نانتكت في ولاية ماساتشوستس أمس.

وفي الكرملين التقى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني مساء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتباحثا خصوصا بالملف السوري على هامش معرض للصناعة العسكرية الروسية في العاصمة موسكو.

وقال العاهل الاردني الذي يقوم بزيارته الـ14 الى روسيا منذ اعتلائه العرش، «علينا ان نجد حلا في سوريا ودوركم ودور بلادكم مهم جدا في هذا الاطار».

وقال الرئيس الروسي انه «سعيد بالالتقاء بالعاهل الاردني على هامش معرض ماكس-2015»، داعيا اياه لزيارة المعرض.

ووحده من بين الزوار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابو ظبي شارك صباحاً في افتتاح المعرض الى جانب الرئيس الروسي.

وتأتي زيارة الملك عبد الله وولي عهد ابو ظبي قبل يوم واحد من وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى العاصمة الروسية حيث من المتوقع أن يناقش أوضاع المنطقة مع الرئيس الروسي. وقال الكرملين في بيان إن بوتين والسيسي سيبحثان التعاون الثنائي الذي يشمل خططاً لبناء روسيا محطة للطاقة النووية في مصر.

وخلال الايام والاسابيع الاخيرة، استضافت موسكو العديد من وفود الحكومات الشرق اوسطية، كما حضر الاحد وفد من معارضة الداخل في سوريا واجرى محادثات حول الازمة التي تعصف بالبلاد.

الى ذلك، من المتوقع ان يصل مسؤولون ايرانيون الاسبوع الحالي الى موسكو لاختتام مفاوضات حول شراء طهران انظمة الدفاع الروسية «اس 300» بالرغم من معارضة الولايات المتحدة واسرائيل.

ويأتي ذلك في ظل تكثيف روسيا لجهودها الديبلوماسية للتوصل الى حل للازمة السورية بعد اكثر من اربع سنوات من الحرب الدموية التي راح ضحيتها اكثر من 240 الف شخص.

وسيبحث بوتين مع الملك الأردني ايضا امكانية بناء اول منشأة نووية في الاردن، وفق ما اعلن الكرملين.

واضاف الكرملين قبل اللقاء بين الاثنين ان الرجلين سيبحثان في «الحرب ضد تنظيم «داعش» الارهابي وحل النزاع السوري وعملية السلام في الشرق الاوسط». اما محادثات بوتين مع ولي عهد ابو ظبي فتتركز على قطاع الطاقة فضلا عن «الاستقرار والامن» في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، بحسب الكرملين.

وأعرب بشار الاسد أمس، عن ثقته بدعم حليفه الروسي بعد تصريحات اميركية المحت الى استعداد موسكو وطهران للتخلي عن نظام دمشق.

وقال في مقابلة مع قناة «المنار» «نحن نثق بالروس ثقة كبيرة وأثبتوا خلال هذه الأزمة منذ أربع سنوات أنهم صادقون وشفافون معنا بالعلاقة ومبدئيون». واعتبر ان «السياسة الروسية هي سياسة ثابتة، مع التأكيد على أن روسيا لا تدعم شخصا أو تدعم رئيسا(..)، روسيا لم تقل اساسا في يوم من الأيام بأنها تدعم الرئيس فلان والان تخلّت عنه».

وشدد الأسد ردا على سؤال حول اعتبار الرئيس الاميركي باراك اوباما في السابع من الشهر الحالي ان «روسيا وايران باتتا تدركان ان الرياح لا تميل لصالح الاسد»، على ان «من سمات السياسة الأميركية التخلي عن الحلفاء والتخلي عن الأصدقاء والغدر».

واضاف «اما السياسة الروسية فلم تكن في يوم من الايام بهذا الشكل لا ايام الاتحاد السوفياتي ولا ايام روسيا».

وفي ما يتعلق بحليفه الايراني، اعرب الاسد عن اعتقاده بان الاتفاق النووي الذي توصلت اليه طهران مع القوى الكبرى يعزز دور ايران على الساحة الدولية. وقال «قوة إيران ستنعكس قوة لسوريا وانتصار سوريا سينعكس انتصارا لإيران» مضيفا «نحن محور واحد هو محور المقاومة».

واكد الاسد ان قتال حزب الله الى جانب قوات النظام في سوريا «شرعي». وقال «الفارق (بين حزب الله والمقاتلين من جنسيات غير سورية) هو الشرعية»، مضيفا «من دعا حزب الله إلى سوريا؟ أتى بالاتفاق مع الدولة السورية والدولة السورية هي دولة شرعية». ورأى ان «القوى الأخرى ارهابية واتت من أجل قتل الشعب السوري».

وانتقد الاسد خلال المقابلة «التصريحات غير الحيادية» للمبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا، على خلفية قول الاخير «من غير المقبول ان تقتل حكومة مواطنيها بغض النظر عن الظروف» في اشارة الى الغارات الجوية التي شنها الطيران الحربي التابع للنظام على مدينة دوما في ريف دمشق في 16 آب وتسببت بمقتل 117 شخصا.

وفي سياق مقارب، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) أمس، ان تركيا باتت جاهزة من الناحية التقنية للمشاركة في الغارات الجوية التي يشنها ضد تنظيم «داعش» المتطرف في سوريا والعراق تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة.

واوضح البنتاغون ان المفاوضات بين واشنطن وانقرة بشأن ضبط الحدود التركية - السورية لا تزال مستمرة، مشددا على انها لا تشمل اقامة منطقة حظر جوي في سوريا، وهو مطلب تركي قديم.

وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك خلال مؤتمر صحافي ان «الولايات المتحدة وتركيا وضعتا اللمسات الاخيرة على التفاصيل التقنية للانضمام الكامل لتركيا» الى العمليات العسكرية التي ينفذها التحالف الدولي ضد «داعش».

واضاف ان «الامر قد يستغرق بضعة ايام لوضع الآليات التقنية» التي ستسمح للمقاتلات التركية بشن غارات، ولكن «نحن نعتقد ان تركيا ملتزمة الانضمام بشكل كلي في اسرع وقت ممكن».
توثيق «هجوم كيميائي» لـ«داعش» في شمال سوريا
 (أ ف ب)
وثق ناشطون سوريون ومنظمات طبية دولية أمس هجوماً بالسلاح الكيميائي استهدف معقلاً للمعارضة السورية شمال البلاد الاسبوع الماضي، ما تسبب بإصابة العشرات من المدنيين تزامناً مع اتهام مصدر محلي لتنظيم «داعش» بالوقوف خلف الهجوم.

وقالت منظمة «أطباء بلا حدود« في بيان ان طواقم مستشفى تابع لها في محافظة حلب قدمت «العلاج لأربعة مرضى ظهرت عليهم أعراض التعرض لمواد كيميائية مساء الجمعة في 21 آب» بعد قدومهم من مدينة مارع.

واوضحت ان المصابين وهم عائلة تضم الأب والأم وطفلة (ثلاثة أعوام) وطفلة مولودة حديثاً (خمسة أيام)، وصلوا الى المستشفى بعد ساعة من تعرضهم للسلاح الكيميائي، وكانوا يعانون اعراضاً عدة بينها احمرار في العينين وصعوبة في التنفس وحكة جلدية.

ولم تحدد المنظمة طبيعة المادة المستخدمة في الهجوم، لكن مدير برامج المنظمة في سوريا بابلو ماركو قال ان «المشاهدات السريرية وتقييم المرضى الذين عالجتهم فرقنا إلى جانب شهادة المرضى حول ظروف التسمم، تشير إلى التعرض لعامل كيميائي».

وبحسب ما نقلت المنظمة عن المصابين، فإن قذيفة هاون استهدفت منزلهم «حيث انفجرت وملأ غاز أصفر اللون غرفتهم».

وأكدت الجمعية الطبية السورية ـ الاميركية في بيان ان مستشفى ميداني تابع لها في مدينة مارع عالج «اكثر من خمسين مدنيا ظهرت عليهم اعراض التعرض لمواد كيميائية».

وأوضحت الجمعية التي تدعم سلسلة عيادات طبية في سوريا، ان نحو ثلاثين منهم اصيبوا بتقرحات جلدية، مضيفة ان «الاطباء حددوا المادة المستخدمة بغاز الخردل».

وبحسب الناشط والصحافي مأمون الخطيب الموجود في بلدة مارع، استهدف تنظيم «داعش» مدينة مارع بأكثر من خمسين قذيفة الجمعة الماضي. ويحاول التنظيم المتطرف منذ اشهر السيطرة على مدينة مارع الواقعة على مسافة 35 كلم شمال مدينة حلب وتعد من ابرز معاقل فصائل المعارضة التي تخوض معارك ضد النظام وتنظيم «داعش» في آن معا.

وقال الخطيب وهو مدير وكالة «شهبا« المحلية في حلب لوكالة «فرانس برس« عبر الانترنت، ان «روائح كريهة جدا» انبعثت بعد سقوط القذائف.

واضاف «زرنا اطباء في المشفى الميداني في المدينة وأبلغونا انه كانت هناك اكثر من خمس حالات اختناق بين المدنيين بالاضافة الى وجود سعال حاد واحمرار في العينين والوجه وحكة جلدية».

ووفق الخطيب، «اصيب اكثر من 25 مدنيا، اصابة اربعة منهم خطرة، تم نقلهم الى مستشفيات حدودية» مع تركيا.

وفي 14 اب، اعلنت الادارة الاميركية انها لا تستبعد ان يكون تنظيم «داعش» استخدم غاز الخردل في هجوم ضد مقاتلين اكراد عراقيين، واصفة المعلومات التي ذكرت في هذا الصدد بأنها «معقولة». وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال«، فإن الادارة الاميركية تعتقد ان التنظيم المتطرف ربما يكون حصل على هذا الغاز السام عندما تخلص نظام بشار الاسد تحت ضغط المجتمع الدولي من مخزوناته من الاسلحة الكيميائية، او من مكان ما في العراق.
هندسة التغيير الديموغرافي في سوريا بين الأسد وإيران و«حزب الله»
 (السورية نت)
تعكس الهجمات الأخيرة الواسعة التي يشنها نظام بشار الأسد و»حزب الله» بدعم إيراني مطلق لا سيما في ريف دمشق، إلى انتقال الحلفاء الثلاثة إلى تطبيق فعلي لخطة إفراغ بعض المناطق السورية من سكانها الأصليين واستبدالها بآخرين يعلنون الولاء التام للأطراف الثلاثة، ولهذه الخطة ما بعدها من تأثيرات خطيرة على مستقبل سوريا، وتعتبرها المعارضة السورية بداية فعلية للإعلان جهراً عن تقسيم البلاد.

ويقول موقع «ميدل ايست بريفينغ« الأميركي المختص بالأبحاث وتقييم المخاطر إن التحالف الثلاثي الذي يجمع الأسد وإيران وميليشيا «حزب الله»، قيد نفسه بإطار زمني معين لتأمين المناطق الحيوية تحقيقاً لأهدافهم الاستراتيجية المستقبلية، حيث تركز هذه الأطراف على مناطق معينة مثل غوطة دمشق بشكل عام ومدينة دوما بشكل خاص، والتي تضم أحد أهم معاقل المعارضة في سوريا، بالإضافة إلى منطقة القلمون، وسهل الغاب بريف حماه.

ويهدف الأسد وحلفاؤه إلى تفريغ مناطق ريف دمشق بشكل أساسي من تواجد قوات المعارضة (السنية) وخلق حزام يلف العاصمة من مؤيديه (العلويين والشيعة).

وذكرت مصادر على صلة بمسؤولين في نظام الأسد لـ»السورية نت» أن المخطط الإيراني يسعى لخلق منطقة نفوذ آمنة وخالية من التواجد السني لا سيما فئة الشباب، تمتد من الحدود اللبنانية غرب سوريا وصولاً إلى دمشق شرقاً باتجاه منطقة السيدة زينب.

وأشارت المصادر إلى أن إيران تعزز تواجد العائلات الشيعية في المناطق الواقعة جنوب شرق دمشق لتشكيل خط آمن من ناحية السيدة زينب إلى مركز العاصمة، أما بالنسبة للمناطق السنية في جنوب دمشق فيجري العمل على اختراقها عن طريق «المصالحات والهدن» وشراء الذمم بحيث يصبح سكان المنطقة الواحدة متسلطين على أبناء منطقتهم لصالح إيران ونظام الأسد.

ويلفت «ميدل ايست بريفينغ» إلى أن العمليات الأخيرة العنيفة التي شنها النظام وحليفاه (خصوصاً في الزبداني بريف دمشق) تشير إلى أن الأطراف الثلاثة قسموا أهدافهم إلى ثلاث مناطق: المنطقة الأولى ويرى فيها الحلف الثلاثي أنها غير قابلة للتفاوض، والمنطقة الثانية تضم المناطق التي يتعين على الحلف إبقاؤها تحت سيطرته، إما لحماية المنطقة الأولى أو لاستخدامها في وقت لاحق كورقة ضغط، فيما تندرج المنطقة الثالثة ضمن المناطق المستحيل السيطرة عليها.

ويبيّن هذا التصور أسباب شن نظام الأسد هجمات هيستيرية على الغوطة الشرقية خصوصاً دوما التي يراها من المناطق غير القابلة للتفاوض، حيث ارتكب فيها النظام مجازر خلال الشهر الجاري راح ضحيتها المئات بين قتلى وجرحى، واللافت أن النظام استخدم بالهجمات ذخائر أكثر من تلك المستخدمة في مناطق أخرى.

ولا تنفصل تحركات الحلف الثلاثي (الأسد وإيران وميليشيا حزب الله) عن إطار تطبيق ما بات يعرف بالخطة «ب» لتقسيم سوريا، وتقتضي هذه الخطة إجراء بعض التعديلات على التركيبة السكانية، وهو ما سعت إليه إيران بشكل واضح خلال المفاوضات الأخيرة حول مدينة الزبداني، حيث أصرت على شرط نقل سكان بلدتي «كفريا والفوعة» الشيعيتين بريف إدلب إلى الزبداني بعد تفريغها من سكانها الأصليين.

ويشير موقع «بريفينغ» إلى أنه وفقاً لهذا المنظور فإن الأسد ومؤيديه يرون أن «السني السوري هو المواطن الصالح الذي يدعم النظام. ويتم قياس مدى ملاءمة هذا السُني من خلال معايير ازدواجية: أين يعيش، وما هو موقفه السياسي. هذا المعيار في التصنيف مفيد وعملي، لاسيما وأنّ هناك مناطق لا يمكن تطهيرها من السُنة بسهولة. على سبيل المثال، عدد السنة في مدينة اللاذقية الآن مساوٍ لعدد العلويين إن لم يكن أكثر منهم. وفي حماة هناك مزيج متشابك من السُنة والعلويين«.

وفي التركيز على المناطق التي يرى الأسد وحليفاه أنه لا يمكن التخلي عنهما، فإن منطقة جبال القلمون بريف دمشق تندرج تحت هذا الإطار لأسباب استراتيجية تتعلق بتأمين ميليشيا «حزب الله» في جنوب لبنان. وتمثل مدينة الزبداني بوابة رئيسية لهذه الجبال، والمعارضة هناك تقاتل النظام بشكل طولي ولذلك؛ فهم أهداف لعملية التطهير.

وقال متحدث باسم حركة «أحرار الشام» في تعليقه على المفاوضات مع الإيرانيين بخصوص الزبداني: «لقد جنّ جنون الإيرانيين؛ إنهم يريدون منا أن نتخلى عن الزبداني، وإخراج أهلها، وفي المقابل سينقلون جميع سكان كفريا والفوعة ويضعونهم في موقع قريب من الحدود اللبنانية أو في ريف حماة. لقد حذرونا أنه إذا سيطرنا على القريتين، سيُخرجون السكان الشيعة على أي حال ولكن بعد ذلك سيحولون القريتين إلى أنقاض«.

وبذلك فإن تقاطع الخطوط الطائفية، والسياسية والاستراتيجية في بقعة واحدة مثل الزبداني، يجعل من الاستيلاء عليها، وإجبار سكانها على الرحيل، ضرورة ملحة للتحالف.

ويرى موقع «بريفينغ» أن الإيرانيين لم يفقدوا صوابهم بل ينفذون ما ذكرناه حول الخطة «ب»، ويضيف أنه «من الطبيعي أنّ القيادة المشتركة التي تتألف من الأسد وحزب الله والحرس الثوري لديها قطاع عمّال واضح يخدم خطة واحدة، لكنه ليس من الواضح أنّ المعارضة السورية لديها خطة موحدة موازية، إما لإحباط نوايا هذا التقسيم الثلاثي أو شنّ هجوم مضاد فعّال«.

ويتابع الموقع: «لعبة التحالف الثلاثي أصبحت سهلة القراءة الآن أكثر من أي وقت مضى. ما يحدث هو أنهم يحاولون تنفيذ هذه اللعبة في أسرع وقت ممكن من أجل تمكين أنفسهم للانتقال إلى طاولة المفاوضات. إنّ اللحظة التي سنجد فيها الأطراف الثلاثة حول طاولة المفاوضات في انتظار المتحاورين ستكون لحظة انتهائهم من نحت وتحديد مناطقهم. ومن ثم؛ يجب أن نكون على استعداد للاستماع، بمجرد الانتهاء من العمل، إلى دعوات تصالحية من طهران وسيل من المكالمات والتأكيدات بأنّ الأزمة السورية لن تنتهي إلا من خلال حل سياسي«.

والجدير بالذكر أنه من أجل إجبار أهل السنة على الفرار من المناطق التي يضعها تحالف الأسد ـ إيران ـ ميليشيا «حزب الله» ضمن المناطق الهامة، فمن المتوقع أن يتصاعد العنف كما حصل في دوما، ويرغب النظام وحلفاؤه في إيصال سكان المناطق المستهدفة إلى الشعور بضرورة المغادرة وترك منازلهم وبالتالي تحقيق خطة تغيير التركيبة السكانية.

ويتحدث موقع «بريفينغ» عن احتمالين قد نشهدهما خلال الفترة المقبلة:

الأول: شن هجمات عسكرية عديمة الرحمة من «الحرس الثوري الإيراني» وقوات النظام وميليشا «حزب الله» لتطهير المناطق المختارة ـ ذات الأهمية الاستراتيجية وغير القابلة للتفاوض ـ للمعارضة أو السُنة أو كليهما. وسيحدث ذلك تحت وابل من المحادثات الناعمة بشأن الديبلوماسية والحلول السياسية، ولكن لن توجد تحركات جادة. وفي غضون ذلك، ستبقي روسيا على الطريق الديبلوماسي مفتوحا بيدها اليمنى، وتستمر في إرسال المعدات العسكرية إلى الأسد باليد اليسرى.

الثاني: وفي مرحلة ما، بعد السيطرة على كل المناطق الاستراتيجية المطلوبة، ستقول إيران إنّها على استعداد لإقناع الأسد بمغادرة دمشق. وستصبح الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار أعلى من صوت النار، وسيزداد الضغط على الأطراف المعنية وسيلعب التحالف الثلاثي فجأة دور حمامة السلام. وسيعرض التحالف كل هذا إلى العالم باعتباره حبًا حقيقيًا للسلام ومشاعر صادقة تجاه معاناة المدنيين في سوريا. ولكن، في المقابل، فإنّ هذا التحالف الثلاثي يريد إضفاء الطابع المؤسسي على الوضع الراهن، وجعل مناطقهم معترفًا بها دستوريا من قِبل النظام الجديد بالطريقة نفسها وإضفاء الطابع المؤسسي على الوضع في جنوب لبنان كأرض لميليشيا «حزب الله».
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,534,582

عدد الزوار: 7,636,893

المتواجدون الآن: 0