اللاذقية في عهدة موسكو بحثاً عن تسوية....ميليشيات شيعية تهاجم سوقاً في حمص....إيران تموِّل الأسد مقابل شراء البلد

التوتر يتواصل في السويداء و«الجيش الحر» يحمّل الأسد المسؤولية وجنبلاط عن «أبو عدس» الدرزي: حبل الكذب قصير

تاريخ الإضافة الثلاثاء 8 أيلول 2015 - 7:04 ص    عدد الزيارات 2275    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

اللاذقية في عهدة موسكو بحثاً عن تسوية
لندن - إبراهيم حميدي 
بيروت - «الحياة»، أ ف ب - تسلم خبراء روس مطار اللاذقية الساحلية غرب سورية ورفعت موسكو «مستوى ونوعية» الانخراط العسكري في سورية على أن يرتبط إرسال قوات روسية بتشكيل تحالف دولي ضد الإرهاب بقرار من مجلس الأمن. وأوضح مصدر قريب من موسكو لـ»الحياة» أن الرئيس فلاديمير بوتين يريد «الحفاظ على التوازن العسكري في سورية ومنع انهيار الجيش النظامي، لفرض تسوية سياسة وتشكيل هيئة حكم انتقالية على أساس بيان جنيف». وجرت أمس اتصالات لفك عزلة السويداء بعد احتجاجات عقب اغتيال الشيخ وحيد البلعوس وسط حديث الإعلام الرسمي عن تبني عنصر من «جبهة النصرة» العملية.
وقال مصدر آخر إن الانخراط الروسي تضمن إرسال ضباط رفيعي المستوى وعن احتمال إرسال طيارين روس لشن غارات وتسليم مقاتلات «ميغ - 31» الاعتراضية وطائرات استطلاع، إضافة إلى ذخيرة وقوة تدميرية أكبر ووصول ناقلات جند ومشاركة روسية في بعض المعارك من بينها المواجهات مع مقاتلي المعارضة في ريف اللاذقية. وأكد المصدر تسلم خبراء روس مطار اللاذقية في شكل كامل و»أن مزيداً منهم سيصلون قريباً».
واتخذ بوتين القرار بناء على «دعوة رسمية» وجهها الرئيس بشار الأسد الذي أبلغ وسائل إعلام روسية أن «الوجود الروسي في أماكن مختلفة من العالم بما فيها شرق المتوسط ومرفأ طرطوس السوري ضروري جداً لإيجاد نوع من التوازن الذي فقده العالم بعد تفكك الاتحاد السوفياتي». وعُلم أن مدير مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك زار موسكو سراً قبل زيارة وزير الخارجية وليد المعلم ولقائه بوتين ونظيره سيرغي لافروف في 29 حزيران (يونيو) الماضي. وتردد أن مسؤولاً أمنياً آخر زار روسيا أيضاً. وجاء قرار موسكو تفعيل «معاهدة الصداقة» للعام 1980 وتوسيع البنية العسكرية بعد مشاورات، خصوصاً أن سورية ترتبط باتفاق دفاع مشترك مع إيران منذ 2006. وقال المعلم أخيراً إن بوتين «وعد بدعم سورية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً».
وأوضحت المصادر أن موسكو لم ترسل قوات برية، مشيرة إلى أن هذا القرار مرتبط بتشكيل «تحالف ضد الإرهاب» بقرار دولي، الأمر الذي سيكون أحد بنود المؤتمر الذي تعمل موسكو التي تترأس على عقده على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك نهاية الشهر الجاري بالتزامن مع دعوة الرئيس باراك أوباما إلى قمة للتحالف الدولي - العربي لمحاربة «داعش» في نيويورك في 27 الشهر الجاري، في وقت تتجه فرنسا وبريطانيا وهولندا والدنمارك وأستراليا للانضمام إلى شن غارات في سورية.
إلى ذلك، أوردت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «الجهات المختصة» قبضت «على الإرهابي الوافد أبو طرابه الذي اعترف بالمسؤولية عن التفجيرين الإرهابيين» في السويداء الجمعة وقتل في أحدهما البلعوس، لافتاً إلى أن «أبو طرابه ينتمي إلى جبهة النصرة». وقال رئيس «اللقاء الديموقراطي» اللبناني وليد جنبلاط: «إن حبل الكذب قصير، أبو طرابه هو أبو عدس الدرزي»، في إشارة إلى أحمد أبو عدس الذي ظهر في فيديو وتبنى اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري في شباط (فبراير) 2005.
وقالت لـ «الحياة» مصادر من السويداء إن «عناصر معظم الفروع الأمنية انسحبوا من مراكزهم وأخذوا وثائق رسمية وإن مواجهات حصلت فقط في فرع الأمن العسكري حيث قتل ستة عناصر على الأقل مع إطلاق سراح معتقليين منه»، مشيرة إلى أن «قوات الدفاع الوطني» و «درع الوطن» التي تضم عناصر من أهالي السويداء لم تستجب لطلب النظام «حماية مرافق الدولة» ضد مقاتلي عناصر «مشايخ الكرامة» التابعين للشيخ البلعوس المعروف بمعارضته للنظام. وجرت أمس محاولات لاعادة فتح الطريق بين السويداء وريف دمشق حيث يعيش دروز، مع استمرار انقطاع الإنترنت والاتصالات.
روسيا تتسلم مطار اللاذقية لإقامة قاعدة تمركز مئات الجنود
الحياة..لندن - إبراهيم حميدي 
عكف مسؤولون غربيون على البحث في مغزى قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «رفع مستوى ونوعية» الانخراط العسكري المباشر في الأزمة السورية، في وقت تأكد وصول مئات الخبراء الروس إلى مطار اللاذقية الساحلية وتسلمهم إدارة المطار من القوات النظامية السورية تمهيداً لتمكز مئات الجنود الروس فيها قبل نهاية العام.
ووفق المعلومات المتوافرة لـ «الحياة»، فإن الانخراط العسكري الجديد، تضمن إرسال ضباط رفيعي المستوى وقيام طيارين روس بشن غارات جوية وتسليم مقاتلات «ميغ - 31» الاعتراضية وطائرات استطلاع، إضافة إلى ذخيرة وقوة تدميرية أكبر ووصول ناقلات جند (بي إم بي) من الطراز الجديد.
واتخذ الرئيس الروسي قرار تكثيف الوجود العسكري بناء على «دعوة رسمية» وجهها الرئيس بشار الأسد بالتزامن مع قوله (الأسد) في تصريحات لوسائل إعلام روسية قبل أسابيع أن «الوجود الروسي في أماكن مختلفة من العالم بما فيها شرق المتوسط ومرفأ طرطوس السوري ضروري جداً لايجاد نوع من التوازن الذي فقده العالم بعد تفكك الاتحاد السوفياتي». وزاد أن الانخراط «يعتمد على خطة القيادة الروسية السياسية والعسكرية لنشر القوات في المناطق المختلفة وفي البحار المختلفة وخطة التوسع بالنسبة لهذه القوات».
وقبل زيارة وزير الخارجية وليد المعلم موسكو ولقائه بوتين ونظيره سيرغي لافروف في 29 حزيران (يونيو) الماضي، زار مدير مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك سراً العاصمة الروسية وتردد أيضاً زيارة مسؤول أمني آخر، للبحث في ملفات التعاون العسكري وفكرة بوتين تشكيل تحالف لمحاربة «داعش».
وكان الجانب السوري، طرح صيغاً عدة للتعاون العسكري بموجب «معاهدة الصداقة والتعاون» الموقعة عام 1980، بينها توسيع ميناء طرطوس الذي لا يتضمن قوات عسكرية ومعدات لوجيستية، بل يقتصر على عمليات الصيانة الفنية لسفن الأسطول الروسي خلال عبوره المتوسط كل أشهر.
ووفق معلومات سورية وروسية، فإن ميناء طرطوس يعود تأسيسه إلى بداية السبعينات من القرن الماضي حيث جرى تبديل بعض القطع العسكرية فيها عام 2009، أي بعد سنوات من زيارة الأسد الأولى إلى موسكو في 2005 وعودته إلى التركيز على العلاقة مع روسيا بعد تعثر في الانفتاح على الغرب وأميركا.
وتطلب توسيع البنية العسكرية في الساحل السوري قراراً سياسياً على المستوى القيادي و «مراعاة» التوازن الاستراتيجي في المنطقة والعالم، خصوصاً أن سورية ترتبط باتفاق دفاع مشترك مع إيران وقعه الطرفان العام 2006، إضافة إلى بحث ثلاثي لتسلم إيران القاعدة العسكرية الروسية في سورية. وقال المعلم بعد لقائه بوتين نهاية حزيران أن الرئيس الروسي «وعد بدعم سورية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً».
وتضمنت الإجراءات الروسية ايضاً، نشر «الورشة العائمة 138» التابعة للأسطول الروسي في طرطوس بدل «الورشة 56» لصيانة الأسطول الروسي. وتضمنت المجموعة الجديدة «وحدة لمكافحة الإرهاب من الكتيبة الخاصة التابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود». وكانت تضم مركزاً لتأمين المستلزمات المادية والفنية للسفن و50 بحاراً روسياً، إضافة إلى ثلاث منصات عائمة وحوض إصلاح سفن ومستودعات.
وكانت «نيويورك تايمز» كشفت أول من أمس أن روسيا أرسلت فريقاً عسكرياً ضمن خطوات شملت «نقل وحدات من المساكن المسبقة الصنع تتسع لمئات الأشخاص إلى موقع عسكري سوري وتسليم محطة لمراقبة الملاحة الجوية»، في حين أفادت «دي تلغراف» أمس بأن روسيا أقامت برج مراقبة للملاحة الجوية في ريف اللاذقية وجهزت وحدات سكنية لألف مقاتل قرب مطار اللاذقية.
وفيما قال بوتين الجمعة أنه ما زال من المبكر جداً الحديث عن مشاركة عسكرية روسية في سورية لمكافحة «داعش» مع إشارته إلى استمرار تقديم «معدات عسكرية وتأهيل قواتها (سورية) التي نسلحها»، اتصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري بنظيره الروسي مساء أول من أمس، للقول أنه في حال تأكدت تقارير الدعم العسكري «يمكن أن تؤدي إلى تصعيد النزاع ومزيد من الضحايا الأبرياء وزيادة تدفق اللاجئين وخطر مواجهة مع التحالف الذي يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الناشط في سورية»، إضافة إلى إعرابه عن «القلق» من ذلك.
ومن المقرر أن يدعو الرئيس باراك أوباما إلى قمة للتحالف الدولي - العربي لمحاربة «داعش» على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 الشهر الجاري في وقت تتجه فرنسا وبريطانيا وهولندا والدنمارك وأستراليا للانضمام إلى شن الغارات في سورية، بالتزامن مع سعي روسي لعقد قمة مشابهة لتشكيل تحالف بقيادة روسية ضد «داعش» في سورية.
وعلمت «الحياة» أن مسؤولين أمنيين وعسكريين غربيين عقدوا اجتماعات عاجلة لتقويم انعكاسات الموقف الروسي ومعناه. وقال ديبلوماسي غربي أن «هناك رأيين: أولهما، أن روسيا تريد منع انهيار مؤسستي الجيش والأمن بعد الانتكاسات الأخيرة أمام فصائل إسلامية وهي تريد تعزيز قوة الجيش ضد تنامي دور الميليشيات بما فيها الشيعية التابعة لإيران، بحيث تكون موسكو قادرة أكثر على فرض تسوية سياسية على أساس بيان جنيف، بما يتضمن تشكيل هيئة حكم انتقالية أو حكومة وحدة موسعة ضمن إصلاحات سياسية جوهرية ما يعني عملياً سحب البساط من إيران لاتخاذ المبادرة السياسية قبل بدء التفاوض الغربي مع طهران بعد إقرار الاتفاق النووي الشهر المقبل. ثانيهما، أن روسيا تريد الدفاع عن النظام السوري وتشكيل تحالف ضد «داعش»، ولن تسمح تحت أي ظرف من الظروف بتنحي الأسد الذي تعتبره شرعياً، وأقصى ما يمكن أن تقبله هو إدخال بعض الشخصيات المعارضة وإحداث تغييرات شكلية مع تعزيز موقف النظام في الإقليم الممتد من دمشق إلى طرطوس» في الساحل.
وأشار الديبلوماسي إلى «تشدد روسي» في الأيام الأخيرة ظهر في حديث بوتين الأخير عن موافقة الأسد على إجراء «انتخابابات برلمانية مبكرة» وتقاسم السلطة مع «معارضة بناءة»، وتأكيد لافروف قبل أيام أن الأسد «شرعي»، وضرورة تحالف الغرب مع الجيش السوري «ضد الإرهاب». وشبه الديبلوماسي تصعيد الدعم العسكري الروسي بتوقيع «معاهدة الصداقة» قبل 35 سنة في خضم الصراع ضد «الإخوان المسلمين» وبعد توقيع اتفاق كامب ديفيد للسلام.
ميليشيات شيعية تهاجم سوقاً في حمص
لندن - «الحياة» 
اتهمت وسائل إعلام رسمية سورية «جبهة النصرة» باغتيال الشيخ الدرزي وحيد البلعوس المعارض للنظام السوري وقائد «مشايخ الكرامة» في السويداء جنوب البلاد، في وقت أُفيد بقيام ميلشيات شيعية باقتحام سوق للسنّة في حمص وسط البلاد وسط استمرار المعارك بين القوات النظامية والميلشيات من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة أخرى في الزبداني شمال شرقي دمشق.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس انه «تأكد مقتل 31 مواطناً بينهم الشيخ وحيد البلعوس وطفل و5 مواطنات، جراء تفجير استهدف الشيخ البلعوس في منطقة ضهرة الجبل بضواحي السويداء وانفجار آلية مفخخة في منطقة المشفى الوطني، اضافة الى مقتل ستة من عناصر قوات النظام، في هجوم على فرع الأمن العسكري».
من جهتها، أوردت وكالة الانباء الرسمية (سانا) خبراً جاء فيه: «ألقت الجهات المختصة في السويداء اليوم (أمس) القبض على الارهابي الوافد أبو طرابه الذي اعترف بالمسؤولية عن التفجيرين الارهابيين اللذين وقعا يوم الجمعة الماضي». وقال التلفزيون الرسمي السوري ان أبو طرابه ينتمي الى «جبهة النصرة».
ونقلت الوكالة عن رئيس اللجنة الامنية في محافظة السويداء «ان الارهابي اعترف بالمشاركة في الاعتداء على فرع الشرطة العسكرية والامن الجنائي ومحاولة الاعتداء على مبنى المحافظة اضافة الى اعمال التخريب والسرقة للممتلكات الخاصة في مدينة السويداء».
وذكر الاعلام الرسمي الذي لم يشر الى مقتل البلعوس، من جهته ان الاعتداء اسفر عن مقتل 38 شخصاً وجرح العشرات.
وفور انتشار خبر مقتل البلعوس الذي يتمتع بشعبية كبيرة بين الدروز، خرج عشرات المواطنين في تظاهرات احتجاجية أمام مقار حكومية وأحرقوا سيارات وحطموا زجاجا. كما هاجم مسلحون فرع الامن العسكري في المدينة، ما تسبب بمقتل ستة عناصر أمنية، بحسب المرصد.
وأشار «المرصد» الى ان المتظاهرين الذين اتهموا النظام بالوقوف وراء مقتل البلعوس «حطموا تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد في وسط السويداء».
وكان البلعوس يتزعم مجموعة «مشايخ الكرامة» التي تضم رجال دين آخرين وأعياناً ومقاتلين وتهدف الى حماية المناطق الدرزية من تداعيات النزاع السوري. وعرف بمواقفه الرافضة لقيام الدروز بالخدمة العسكرية الإلزامية خارج مناطقهم.
وكانت السويداء شهدت خلال الايام التي سبقت التفجيرين تظاهرات شعبية حاشدة، قال سكان انها كانت حظيت بدعم البلعوس، طالب خلالها المتظاهرون السلطات بالكهرباء والطحين وتأمين أمور حياتية أخرى. كما طالبوا باستقالة محافظ السويداء. ويشكل الدروز نحو ثلاثة في المئة من الشعب السوري.
في وسط البلاد، قال «المرصد السوري» أن «مجموعة من المسلحين من الطائفة الشيعية من قرية المزرعة دهمت سوق الهال في حي القصور في مدينة حمص، وقاموا بإهانة مواطنين وتجار من أبناء الطائفة السنّية في الحي وبطحوهم أرضاً»، مشيرة الى ان « المسلحين قاموا بأخذ أوراق ثبوتية وسرقة أموال كانت بحوزة بعضهم، حيث اعتبر بعض المواطنين الذين تصادف وجودهم في المنطقة مع الحادثة التي جرت في سوق الهال، أن هذا الفعل يهدف لتأجيج الاحتقان الطائفي». وتابع: «علق مواطنون على الحادثة مؤكدين أن مصادرة الأوراق الثبوتية وسرقة الأموال كانت تقوم بها حواجز لقوات الدفاع الوطني في حمص وحماة من أجل الحصول على الأموال».
ودارت «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من جهة أخرى، في الاطراف الشمالية لمدينة الرستن، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، بحسب «المرصد» الذي أشار الى «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من جهة أخرى، في محيط قرية السعن الاسود بريف حمص الشمالي، فيما فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في حي الوعر بمدينة حمص، وسط قصف قوات النظام على مناطق في الحي».
وفي ريف حماة المجاور، دارت «اشتباكات وصفت بالعنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط منطقة الكافات بريف مدينة سلمية، إثر هجوم للأخير على المنطقة، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، ترافق مع قصف قوات النظام لمناطق في قرية جرنية العاصي بريف حماه الجنوبي وقصف على منطقة السطحيات»، بحسب «المرصد». وأضاف ان «الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في قرى المنصورة والقاهرة وتل جزم والحواش في سهل الغاب في ريف حماه الشمالي الغربي. وألقى الطيران المروحي عدة براميل متفجرة بعد منتصف ليل أمس على مناطق في قرية قسطون بسهل الغاب في ريف حماه الشمالي الغربي، ومناطق أخرى في بلدة كفرزيتا بريف حماه الشمالي».
في شمال غربي البلاد، قال «المرصد» ان الطيران الحربي قصف أمس مناطق في تل الطوقان بمحيط مطار أبو الضهور العسكري المحاصر منذ اكثر من عامين، اضافة الى «قصف الطيران الحربي أماكن في الطريق الواصل، بين بلدتي مرعيان والرامي بأطراف جبل الزاوية، ما أدى لسقوط جرحى بينهم نساء وأطفال».
وقتل مقاتلون معارضون «خلال اشتباكات مع قوات الدفاع الوطني واللجان الشعبية المدربة على يد قادة مجموعات في «حزب الله» اللبناني بمحيط بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية»، بحسب «المرصد» الذي قال ان رجلاً قتل تحت التعذيب داخل سجون قوات النظام عقب اعتقاله منذ نحو عامين، في وقت «قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في مدينة اريحا جنوب مدينة ادلب ما ادى الى مقتل وجرح 30 مدنياً».
في الشمال، دارت اشتباكات متقطعة في محيط منطقة مبنى البحوث العلمية وفي محيط منطقة بنيامين قرب حي حلب الجديدة غرب حلب «بين لواء صقور الجبل وحركة نور الدين الزنكي ولواء الحرية الإسلامي من جهة، وقوات المغاوير من «حزب الله» اللبناني وقوات النظام واللجان الشعبية الموالية لها من جهة أخرى، ترافق مع قصف قوات النظام بعدد من القذائف على مناطق في حي الراشدين، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، بحسب «المرصد» الذي اشار الى معارك «بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى في محيط قرية حور كلس قرب الحدود السورية التركية بريف حلب الشمالي». ونفذت طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي ضربات على أماكن في منطقة المليحة بريف بلدة صرين.
في الشرق، أعلن «ديوان التعليم» التابع لـ «داعش» في مدينة الرقة عن بدء تسجيل الطلاب الذين يرغبون بالدراسة في المدارس بمناطق سيطرة التنظيم، ضمن منهاج دراسي يتم تجهيزه من قبل التنظيم، حيث تم التحضير لافتتاح 50 مدرسة على الأقل في مناطق سيطرة التنظيم بالرقة، في حين قام عناصر «الحسبة» التابعة لتنظيم «الدولة الاسلامية» يوم أمس باعتقال شابين بسبب مخالفة «حلق اللحية»، وتم وضعهما في «القفص الحديدي» عند دوار الدلة في المدينة.
في الجنوب، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية بالتزامن مع تعرض مناطق في مدينة الزبداني لقصف من قبل قوات النظام ترافق مع قصف الطيران المروحي بما لا يقل عن 12 برميلاً متفجراً على مناطق في المدينة، بحسب «المرصد» الذي قال ان «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة، والفصائل الاسلامية من جهة أخرى، في أطراف مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. كما قتل طفل وسقط عدد من الجرحى، بينهم أطفال جراء قصف قوات النظام بعد منتصف ليل السبت - الاحد بقذيفة هاون على منطقة في بلدة سقبا».
وفيما قصفت قوات النظام مناطق في بلدة مضايا القريبة من مدينة الزبداني التي تضم آلاف النازحين، قال «المرصد»: «تتعرض مناطق في حي جوبر لقصف جوي وسط استمرار المعارك «بين قوات النظام و»حزب الله» اللبناني وقوات الدفاع الوطني من جهة، والفصائل الاسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى».
التوتر يتواصل في السويداء و«الجيش الحر» يحمّل الأسد المسؤولية وجنبلاط عن «أبو عدس» الدرزي: حبل الكذب قصير
 (السورية نت، كلنا شركاء، أ ف ب، «المستقبل»)
شهدت محافظة السويداء خلال الساعات الماضية توترا شديدا بعد اغتيال «شيخ الكرامة» أبو الفهد وحيد البلعوس يوم الجمعة الماضي، والمعروف عنه معارضته لنظام بشار الأسد، وأدى الاغتيال إلى اضطراب أجواء المحافظة وانسحاب قوات النظام من أجزاء واسعة منها.

وفيما سعى النظام إلى اتهام «المتطرفين الإسلاميين» بالمسؤولية عن اغتيال الشيخ البلعوس، تماما كما فعل إثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، متهماً شخصاً أسماه أبو ترابة، غرّد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط عبر «تويتر» قائلاً: «إن حبل الكذب قصير، أبو ترابة هو أبو عدس الدرزي».

وكان موقع «العهد» الإلكتروني التابع لـ«حزب الله»، شن أول من أمس حملة عنيفة على جنبلاط متهماً إياه بالمشاركة بما أسماه الموقع «حملة تحريض واسعة، وحرب نفسية حقيقية من قبل دوائر المخابرات بين دول ما تسمّى «مجموعة أصدقاء سوريا»».

وقال الموقع نفسه: « وللعلم فإن وافد ابو ترابة كان قد وصل الى منطقة اللجاة السورية قادماً من الاردن ومعه اكثر من 200 مسلح، بالتنسيق مع غرفة «الموك» التي سهّلت وصوله من خلال الضابط السوري الفار المدعو حافظ فرج، احد قياديي ما يسمى بـ«الجيش الحر»، وبالتنسيق التام مع النائب اللبناني وليد جنبلاط وبعض الشخصيات داخل فلسطين المحتلة بحسب ما أفادت به مصادر سورية، ليبدأ مسلسل الفوضى داخل المدينة، حيث هاجم اتباع ابو ترابة مقرّ الشرطة العسكرية في المدينة وحطموا مقتنياته، وحطّم آخرون تمثالاً للرئيس الراحل حافظ الأسد في ساحة السير وسط المدينة، وسيّارات تابعة لمديرية مالية السويداء، وحاولوا الدخول إلى مبنى مجلس المدينة، إضافة إلى إطلاق النيران على فرع الأمن الجنائي وفرع الأمن العسكري من دون وقوع أي اصابات».

وتابع موقع «العهد» أن «اتصالات جرت في الفترة الاخيرة، بين النائب جنبلاط وعدد من الشخصيات الدرزية في مناطق السويداء وجبل الشيخ، من بينهم الشيخ موفق ـ احد مشايخ الدروز في الجليل والجولان ـ وابو احمد طاهر، ورأفت بلعوص، بهدف التحريض على الفلتان الأمني والشغب في السويداء».

كما نقل الموقع التابع لـ«حزب الله» عن «مصادر خاصة» به أن «بعض المراحل التآمرية التي مرت بها مدينة السويداء، وبالسعي الجنبلاطي الدائم لزرع الفتنة، لاسيما إبان معارك مطار الثعلة العسكري الذي أفشل الكثير من الرهانات الخارجية في مرحلة كانت تعتبر من أدق المراحل، لأن سقوط المطار بقبضة المسلحين كان سيعني عزل المنطقة الجنوبية بكل مساحتها وواقعها الجغرافي».

ولفتت المصادر، وفق الموقع، «إلى أن متابعي ردة فعل جنبلاط المحضّرة سلفاً بعد دقائق من إعلان مقتل وحيد البلعوس، يعرفون مدى العلاقة بين ما يجري في السويداء وبين تدخل جنبلاط الذي زار الاردن اكثر من مرة والتقى فيها ضباط داخل غرفة عمليات «الموك»، وحرض الاردن على تزويد بعض الشخصيات بالسلاح، لنشر الفوضى في السويداء، حيث نقلت عنه جريدة «الأنباء» التابعة للحزب التقدمي الاشتراكي، قوله: «دقت ساعة الفرز، والتحية، كل التحية لجميع الشهداء والمعتقلين من الشعب السوري الأبي. فلتكن هذه المناسبة مناسبة انتفاضة الجبل، جبل العرب، الجبل السوري الأشم في مواجهة النظام (...) ليس هناك ضربة قاضية. إنها ضربة موجعة، لكن آن الأوان للشرفاء، وهم كثر، وهم الأكثرية في جبل العرب بأن ينتفضوا في مواجهة النظام الذي يريد القهر وخلق الفتنة مع إخوانهم من الشعب السوري».

وخلص موقع «العهد» إلى أنه «بعد فشلها في تحقيق مبتغاها عسكرياً بالنيل من السويداء، تسعى «الموك» اليوم من خلال التفجير الذي استهدف شخصية البلعوس الجدلية لزرع الفتنة وتأجيج الشارع وتحريك كل الخلايا النائمة للنيل من المدينة وأهلها، وهنا يجب التنبّه للتدخلات الخارجية التي يمارس جنبلاط الجزء الأكبر منها والتي تلعب دورا سلبيا في هذا المجال».

ومن جهته أجرى رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان إتصالاً هاتفياً بالرئيس السوري بشّار الأسد، «مقدماً التعازي بشهداء التفجير الإرهابي في محافظة السويداء».

وشدد «على تماسك الدروز ووحدتهم في جبل العرب بوجه المؤامرة التكفيريّة التي تتعرّض لها المنطقة والعالم»، مؤكداً له أن «الدروز لن يحيدوا عن التمسك بمسيرته بحفظ الهويّة العربية السورية ووحدة الشعب السوري في وجه الظلم والطغيان الذي يمارسه الإرهاب التكفيري في سوريا، وبأنهم لن يتوانوا عن القيام بأي واجب وطني في سبيل حفظ وحدة الدولة ومؤسساتها للحفاظ على سوريا».

وقالت وسائل الإعلام التابعة للنظام، أمس إن متشددا إسلاميا من «جبهة النصرة» اعترف بعد اعتقاله بأنه المسؤول عن تفجير السيارتين الملغومتين اللتين ادتا لمقتل البلعوس و27 شخصا.

وزعمت وكالة الانباء «سانا» ان الجهات المختصة في السويداء امس، القت القبض على الارهابي الوافد ابو ترابي الذي اعترف بالمسؤولية عن التفجيرين الارهابيين اللذين وقعا يوم الجمعة الماضي».

وقال التلفزيون الرسمي السوري ان ابو ترابي ينتمي الى جبهة «النصرة»، فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا.

ونقلت الوكالة عن رئيس اللجنة الامنية في محافظة السويداء «ان الارهابي اعترف بالمشاركة في الاعتداء على فرع الشرطة العسكرية والامن الجنائي ومحاولة الاعتداء على مبنى المحافظة اضافة الى اعمال التخريب والسرقة للممتلكات الخاصة في مدينة السويداء».

وكان قائد عمليات الجبهة الجنوبية في «الجيش السوري الحر» العقيد خالد النابلسي دان في تصريح لموقع «كلنا شركاء» هذه الجريمة «الجبانة» التي قام بها النظام، وأهاب بأبناء جبل العرب أن يكونوا صفاً واحداً مع ثوار سوريا ضد النظام، والوقوف مع باقي مكونات الشعب السوري في وجه نظام بشار الأسد وأعوانه.

وقال إن «أبناء السويداء سيجدون لهم أخوة وسنداً في حوران، ونحن مستعدون لاستقبال أي شريف من أبناء الشعب السوري بغض النظر عن انتمائه الطائفي والعرقي».

وأكد على أن مدينة السويداء وجبل العرب جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي للشعب السوري، وأن «مكان الجبل الصحيح هو في الثورة السورية كما كان عبر التاريخ».

وتدل كل المؤشرات على تورط النظام في اغتيال البلعوس والتخلص من الأشخاص القريبين منه لأسباب عدة، ولعل أبرزها طريقة الاغتيال التي تمت، حيث استهدف في البداية موكب البلعوس على طريق الجبل، وتبع ذلك تفجير آخر عند المستشفى الذي نقل إليه البلعوس وذلك للتأكد من مقتله، وهو ما اعتبره الكثيرون أنه عمل مخابراتي بحت لا يمكن لغير نظام الأسد أن يرتكبه.

وتأتي مخاوف نظام الأسد من البلعوس والحاجة إلى التخلص منه من أسباب عدة، أبرزها أن البلعوس مثل ظاهرة فريدة في السويداء خلال السنوات الأربع الماضية من عمر الثورة السورية، إذ قطع الطريق على نظام الأسد في تجيير أبناء الطائفة الدرزية بالكامل لصالحه واستخدامهم كورقة في حربة ضد المعارضة.

ووجد نظام الأسد نفسه في مأزق أمام الشيخ البلعوس، إذ ظهر الأخير كقائد ورمز له تأثيره الكبير على أبناء محافظة السويداء، واستطاع مراراً عدم الانصياع لأوامر النظام وهو ما شكل خطراً على الأسد إذ استشعر بأن السويداء في طريقها إلى الخروج من سلطته.

وقد بث ناشطون مرات عدة تسجيلات مصورة للشيخ البلعوس في اجتماعاته مع الشباب يحثهم على عدم المضي بما يريده نظام الأسد. ويبدو أن الضربة الموجعة التي تلقاها الأسد من البلعوس هي دعوة الأخير لشباب السويداء بعدم الانضمام إلى جيش النظام. وقال البلعوس في أحد مقاطع الفيديو إن «السويداء لم تعد ترضخ للتجنيد الإجباري (في جيش النظام) وممنوع ضمن أراضي الجبل أن يساق أي شاب إلى الخدمة الإلزامية».

وأدت دعوات البلعوس إلى تخلف آلاف الشبان في السويداء عن الانضمام لجيش النظام، وبحسب مصادر محلية فإن نحو 15 ألف شاب في السويداء متخلفون عن الخدمة الإلزامية، وهو ما شكل عبئاً كبيراً على النظام الذي يجد نفسه في حاجة ماسة إلى المقاتلين في صفوفه بعد الاستنزاف الكبير الحاصل في جيشه.

واستطاع البلعوس أن يتحدى سلطات نظام الأسد في السويداء مستنداً في ذلك إلى قاعدة شعبية كبيرة ألغت أهمية بقية شيوخ الطائفة الدرزية الموالين للنظام. ولعل الحادثة الأبرز تعود إلى 10 حزيران الماضي حيث اعترض عدد من «مشايخ الكرامة» أنصار البلعوس قافلة أسلحة تابعة للنظام وصادروها خلال الخروج من السويداء باتجاه دمشق.

كما دافع البلعوس مراراً عن أبناء السويداء الذين تعرضوا للانتهاكات على يد قوات النظام، لا سيما عندما اعتدى عناصر أمن على حافلة ركاب استدعت أتباع «مشايخ الكرامة» إلى اقتحام حاجز المخابرات الجوية، وعبّر البلعوس حينها عن رفضه الشديد لأي اعتداء من قوات النظام على أبناء السويداء. ومن بين المواقف البارزة للشيخ البلعوس اتهام بشار الأسد بالغدر والخيانة والتخلي عن الناس والعمل على النيل من كراماتهم، واصفاً الأسد بالعميل لإيران.

وظهر البلعوس في كانون الثاني 2015 في تسجيل مصور استعرض فيه بحضور عدد من رجال الدين ما أسماه خيانات السلطة تجاه «الدروز» في كثير من المواقف والمعارك، منها معارك جبل الشيخ، حيث يقوم النظام بدفع المقاتلين الدروز إلى الصفوف الأماميةً من دون حماية، وفي كثير من الأحيان تطلق قواته النار عليهم من الخلف مثل ما حدث في معركة داما.

وعمل البلعوس على تكذيب روايات النظام في أنه حامي الأقليات، وقال في التسجيل نفسه إن سطة نظام الأسد تعاملت مع الدروز بشكل أكثر ظلماً وعدواناً من إسرائيل نفسها، كما استهزأ بمقولة ان النظام حامي الأقليات، وأشار في حديثه إلى الذين قتلوا في سجون النظام تحت التعذيب، وختم الشيخ حديثه: «كرامتنا أغلى من بشار الأسد. النظام يتعاون مع تنظيم الدولة الإسلامية ضد مصالح المواطنين«.

ويشار إلى أنه بعيد ساعات من اغتيال البلعوس اتهم «مشايخ الكرامة» نظام الأسد في قتل البلعوس، وأشاروا في بيان لهم، أمس، أسموه «البيان رقم 1» وضحوا فيه معالم المرحلة المقبلة في السويداء.

وقالوا إن «الجبل منطقة محررة من عصابات الأمن وزمرهم»، مشيرين إلى «إبطال دور اللجان الأمنية الأسدية، وتسليم الشؤون الامنية لرجال الكرامة في كل مدينة وبلدة من المحافظة، واستمرار عمل المؤسسات العامة والخدمية بإشراف الإدارة الذاتية المنبثقة عن الهيئة المؤقتة لحماية الجبل، بالإضافة إلى تكليف غرفة عمليات رجال الكرامة وتنسيق العلاقة مع كل المسلحين الشرفاء بالجبل (...) والاشراف على حفظ الأمن واستمرار الحياة الطبيعية بالمحافظة، (...) وفتح معبر حدودي مع الاردن بالتنسيق مع حكومته، ودعوة كل أبناء الجبل من عسكريين ومدنيين في كل المواقع القدوم للجبل والمشاركة بحمايته».
إيران تموِّل الأسد مقابل شراء البلد
 (الهيئة السورية للإعلام)
مع قيام الثورة السورية باشرت إيران الدعم المادي والعسكري والاقتصادي السخي لنظام بشار الأسد، لكن هذا الدعم كان كبيرا جدا مقابل بقاء شخص واحد في الحكم، ليتبين لاحقا أنه أن نظام الحكم الذي كان المعبر الوحيد لها إلى المنطقة انما تعدى ليشمل سوريا والحكم ذاته .

سبيل للسيطرة

عمل الايرانيون على تقديم الدعم وراء الدعم إلى أن امسى نظام الحكم في سوريا ومع ازدياد قوة فصائل المعارضة غير قادر على المتابعة دون هذا الدعم وهنا كانت اللحظة الفاصلة لدى النظام الايراني .

ويفيد مصدر ديبلوماسي بأن نظام الأسد كلّف المسؤول الاقتصادي السابق في حكومته والحالي في منظمة «الإسكوا« عبدالله الدردري أن يسعى في طهران قبل عدة اشهر للحصول على مبلغ 6 مليارات دولار فكان جواب طهران أن إيران قدّمت حتى الآن للنظام في دمشق نحو 20 مليار دولار ومن الآن فصاعداً لن تقدّم أموالاً من دون مقابل وهذا ما سربه دبلوماسي لدى نظام الاسد.

وأضاف الديبلوماسي أن المقابل التي تطلبه إيران هو التملّك في سوريا، فهي الآن وبعد التسهيلات التي قدمها لهم مسؤولي بشار الاسد تملك بموجب سندات، فنادق في العاصمة السورية كما تملك مقام السيدة زينب وآلاف الهكتارات من الأراضي المحيطة بالمقام، وعلى رغم هذه التنازلات لم يعد الدردري من زيارته إلى طهران إلا بمليار دولار من أصل الـ6 مليارات التي طلبتها دمشق.

حواجز ايرانية داخل دمشق

مع سيطرة النظام الايراني على الحكم في سوريا واستملاكه للمواقع الهامة داخل العاصمة دمشق وفي خطوة فعلية جديدة لتثبيت وجودها العلني عملت مليشيا «الحرس الثوري« الايراني على اقامة الحواجز داخل العاصمة دون أي وجود لقوات الاسد عليها.

ولم يكن عمل هذه الحواجز لاجل تفتيش المدنين واذلالهم فقط بل تعداه إلى اعتقال العديد من الضباط العسكريين لدى النظام ومن ثم قتلهم والالقاء بجثثهم أي اقرب نقطة تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة .

ويقول أحد ضباط النظام الملازم اول علي .س: «على الرغم من انني ضابط لدى الجيش إلا اني اخاف لحظة المرور عند حواجز الشام الداخلية والتي يديرها عناصر من ايران بالاشتراك مع عناصر من حزب الله، اخاف ان يكون اسمي موجوداً لديهم بتهمة التعاون مع الجيش الحر«. ويضيف: «في بداية الاحداث كنا نعتقد ان ايران تساعدنا لاننا ندعم المقاومة ونقف ضد اسرائيل لكن الان وبعد تحكم الايرانيين بالبلاد لا اعتقد أنهم هنا لمساعدتنا فالعديد من زملائي تمت تصفيتهم لاعتراضهم على خطط وضعها ضباط الحرس الثوري الايراني والتي هدفها ابادة اكبر كم من السوريين«.

واوضح الضابط العسكري بأنهم يخشون الحديث فيما بينهم كضباط سوريين عن وجود العناصر الايرانية وعن إدارتهم للقطع العسكرية والحواجز لان ذلك قد يجعل منهم معتقلين بالايام القادمة مشيرا إلى وجود جواسيس يعملون لمصلحة «الحرس الثوري».

تغيير التركيبة الديموغرافية

يتحدث المواطن السوري عصام خ. والمقيم في وسط العاصمة دمشق مستهزئاً بالحواجز التي تقيمها المليشيا الايرانية ليقول بلهجته العامية «صار لزاما نتعلم ايراني مشان نعرف نتفاهم مع الضابط الكبير تبعهم على الحاجز، وإلا رح نقعد أكتر من ساعة نشرحلو انو نحنا مادخلنا بالحرب«.

ويسترجع عصام ذكرياته ليقول «كان الايرانيون وحزب الله يعملو لخدمتنا في ما مضى الآن نحن السوريين نعمل في خدمتهم وباتوا هم الرؤساء«.

ويبدو أن الحرب، على الأقل في بعض المناطق في دمشق، تُستخدم كذريعة أو كغطاء لتنفيذ خطط مسبقة وقديمة للتطهير الطائفي وتغيير التركيبة الديموغرافية لهذه المناطق يقول شيار يوسف الاستشاري والباحث السوري .

ويضيف يوسف أن العديد من تجّار الحرب من الحلقة الضيقة والمقربة لنظام الأسد ومسؤولين وقادة عسكريين ورجال أعمال إيرانيين يلعبون دوراً محورياً في سياسة التطهير الطائفي والتهجير المتعمد في سوريا .

وتقوم إيران بإفراغ 700 ألف ليتر من الوقود في ميناء طرطوس كل 15 يوماً، وبموازاة الوقود، توفّر اعتماداً بقيمة مليار دولار لخزينة نظام الأسد لكن مازال هدف ايران المباشر ليس الابقاء على بشار وانما السيطرة على العاصمة الاموية دمشق.
 
طيران النظام يكثّف ضرباته على محافظة إدلب وشهداء في حرستا وغارات على الزبداني
 (الهيئة السورية للإعلام، أورينت نت)
ارتكب طيران النظام أمس مجزرة بحق المدنيين في مدينة حرستا بريف دمشق راح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى.

وأفاد مراسل «الهيئة السورية للإعلام« بأن طيران النظام استهدف منازل المدنيين في حرستا بالصواريخ الفراغية، الامر الذي اسفر عن استشهاد خمسة مدنيين، اضافة لسقوط عدد من الجرحى بينهم حالات خطرة.

واضاف المراسل أن غارات جوية طالت أيضا مدينتي زملكا وكفر بطنا في الغوطة الشرقية، كما شن طيران النظام غارات على حي جوبر شرق العاصمة دمشق، دون انباء عن ضحايا.

وفي مخيم اليرموك بجنوب دمشق، خرج المئات في تظاهرة عبروا خلالها عن استيائهم وغضبهم جراء استمرار اغلاق الممر الانساني من قبل نظام الاسد.

ويتعرض مخيم اليرموك لحصار خانق من قبل النظام منذ ثلاث سنوات، فيما احتلت عناصر من تنظيم «داعش« اجزاء من المخيم مؤخراً، وتمارس الارهاب ضد المدنيين.

كما أفاد مراسل الهيئة أن طيران النظام القى ستة براميل متفجرة على مدينة داريا غرب العاصمة دمشق، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى ودمار واسع بالممتلكات.

أما في منطقة القلمون، فواصل طيران النظام شن غاراته الجوية ملقياً 10 براميل متفجرة على مدينة الزبداني وموقعا جرحى في صفوف المدنيين، فيما طال قصف مدفعي عنيف بلدة مضايا المجاورة.

وكثف طيران نظام الاسد امس غاراته الجوية على محافظة ادلب، ما أدى لوقوع العديد من القتلى في صفوف المدنيين.

وأفاد ناشطون باستشهاد 5 مدنيين وإصابة عدد آخر، جراء إلقاء طيران النظام الحربي حاوية متفجرة على الأبنية السكنية في مدينة أريحا بريف إدلب.

كما افاد ناشطون ميدانيون بأن طيران الأسد الحربي شن عدة غارات جوية مستهدفاً بالصواريخ الفراغية بلدة الموزرة في جبل الزاوية، الأمر الذي تسبب بمقتل ثلاثة افراد من عائلة واحدة، رجل وزوجته وابنهم، وإصابة اخرين بجروح خطيرة.

وأضاف الناشطون ان الطيران المروحي القى البراميل المتفجرة على بلدات كنصفرة وكفرعويد وابلين وأطراف مدينة جسر الشغور، متسببا بدمار هائل بالأبنية السكنية دون ورود انباء عن وقوع اصابات.

ويسود جبهتي كفريا والفوعة هدوء نسبي بين الثوار والميليشيات المتواجدة داخل القريتين فيما بدأت التعزيزات العسكرية التابعة للثوار تصل أمس إلى أطراف البلدتين.

ويذكر أن البلدتين قد شهدتا خلال اليومين الماضيين تقدم لفصائل الثوار الذين تمكنوا من السيطرة على أربع نقاط بالقرب من تلة الخربة الاستراتيجية في منطقة الصواغية المتاخمة تماماً لبلدة الفوعة والتي تعد من خطوط الدفاع الرئيسية للبلدة .

وفي هذا السياق، انضم مقاتلون من «جبهة النصرة» و»جيش المهاجرين» إلى فصائل غرفة عمليات معركة قريتي كفريا والفوعة المواليتين.

وأفاد ناشطون بأن «جبهة النصرة» بصدد تحضير السيارات المفخخة لإقتحام تمركزات الميلشيات الطائفية في القريتين، وذلك رداً على تصعيد ميليشيا «حزب الله» اللبناني من عملياتها العسكرية في مدينة الزبداني بريف دمشق.

وسيطرت كتائب الثوار قبل نحو أسبوع على نقاط بالقرب من تلة الخربة الاستراتيجية وكامل منطقة الصواغية المتاخمة لقرية الفوعة.

وتعتبر قريتا الفوعة وكفريا من أهم الخزانات البشرية للميلشيات الطائفية التي تساند النظام ولا سيما حزب الله السوري الذي تأسس في الفوعة بداية العام 2013 حيث يتلقى أوامره من الضاحية الجنوبية معقل «حزب الله« ومن قيادة «الحرس الثوري« الإيراني.

كما يشار إلى أن قريتي الفوعة وكفريا الشعيتين تقبعان تحت حصار جيش الفتح منذ حوالى أربعة شهور وتحديداً بعد تحرير مدينة إدلب، ويحاول النظام إمداد قواته ومن يساندها داخل القريتين بالذخيرة والمؤن عبر المروحيات.
 

المصدر: مصادر مختلفة

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,594,649

عدد الزوار: 7,699,460

المتواجدون الآن: 0