عاصفة رملية مصحوبة بالغبار حجبت قرص الشمس وإصابات بضيق التنفّس والمزيد من ارتفاع الحرارة اليوم...أمير قطر وجعجع توافقا على ضرورة انتخاب رئيس للبنان بأقرب وقت...موقع قريب من «حزب الله» اتّهم جنبلاط «برعاية مسلسل الفوضى» في السويداء...سلام يحدّد اليوم مصير جلسة النفايات.. ويغادر إلى نيويورك في 24 أيلول.. و«المستقبل»: الرئاسة أولويتنا ونقطة على السطر

شبه إجماع على رفض صفقة الترقيات المجتزأة ومــحاولة تمريرها قبل الحوار..حوار صعب على وقع هدير الشارع في لبنان غداً

تاريخ الإضافة الأربعاء 9 أيلول 2015 - 7:11 ص    عدد الزيارات 2187    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

شبه إجماع على رفض صفقة الترقيات المجتزأة ومــحاولة تمريرها قبل الحوار
الجمهورية...
في خطوة سَلبية وخطيرة على الجيش اللبناني، عاوَد بعض السياسيين محاولة تمرير ترقية عدد محدود جداً من عمداء الجيش إلى رتبة لواء، قبل انطلاق الحوار، في بازار يهدف إلى إرضاء العماد ميشال عون بترقية العميد شامل روكز، في مقابل تنَحّيه عن الترشّح لرئاسة الجمهورية والقبول بمرشّح آخر.
استغربَت مصادر مطّلعة إصرارَ البعض على هذه المحاولة، على رغم التحذيرات من انّ هذه الخطوة تضرّ بالجيش وتهدّد بنيتَه وهرَميته، وتحرم أكثرَ مِن 440 عميداً من الترقية أسوةً بالمطروحين، لأهداف سياسية، وتوَلّد استياءً عارماً لديهم، وتَخلَق حالة من البَلبلة والتململ في صفوف المؤسسة العسكرية، في وقت يحتاج اللبنانيون الى أقصى درجات التماسك في الجيش وتركيزه على التصَدّي للإرهابيين على الحدود والحفاظ على وحدة البلد والاستقرار.

وكشفَت المصادر أنّ «مَن يحاولون المساومة على ظهر الجيش، لمصالحهم الخاصة، كما حصَل في النفايات والكهرباء وغيرهما، يلحِقون أذىً فادحاً بالمؤسسة العسكرية، وهم مِن أجل تسهيل تمرير هذه الصفقة يَدّعون وجودَ غطاء خارجي أميركي وأوروبّي للترقيات المزعومة، على رغم أنّ المعلومات المؤكّدة نفَت وجود مثلِ هذه التغطية الخارجية، لا بل إنّها كشفَت أنّ الولايات المتحدة وأوروبا تدعمان بقوّة الجيش اللبناني كمؤسسة وليس كأشخاص، وإنّها قلِقة من أيّ صفقات سياسية على حساب بنية الجيش وهيكليتِه وسمعتِه ومعنويات كلّ ضبّاطه، خاصةً في هذه المرحلة التي يَنهمك فيها الجيش في حماية الشعب اللبناني، وتأمين حدود لبنان، وصَدّ تطرّفِ ووحشية «داعش» و»جبهة النصرة» وغيرهما من الجماعات المتطرفة الرامية إلى زعزعة استقرار لبنان».

ونَقلت المصادر عن دبلوماسيين أوروبيين تحذيرات بضرورة عدم التدخّل السياسي في شؤون الجيش، ملوّحين بوقف المساعدات العسكرية إذا تمّ التلاعب ببنيته.

وأشارَت المصادر الى انّ الرئيس سعد الحريري لا يشَجّع هذا البازار الذي يمسّ بالجيش، وليس مضطرّاً لتحَمّل حرمان كلّ العمَداء السُنّة من الترقية. وكذلك القوات اللبنانية وغالبية قوى 14 و8 آذار، فهي غير متحمّسة لأيّ بازار على حساب الجيش. وفي حين أنّ مواقف 14 آذار واضحة في هذا الأمر، فإنّ بعض قوى 8 آذار لا يكشف عن موقفه تجَنّباً لإغضاب عون، على رغم معرفتِهم بتداعيات الصفقة على الجيش.

وأكّدت المصادر أنّ الجيش مِن جهته، لا يَستسيغ إطلاقاً التلاعب بهرَميته، ولا سيّما أنّ سلسلة القيادة ستُكسَر في نتيجته. وأضافت انّ تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي ومدير المخابرات إدمون فاضل «كان لتجنّب التلاعب بهرَمية الجيش والمخابرات في هذا الوقت لقضايا تتعلق بمكافحة الإرهاب، وما يحاولون تمريرَه اليوم هو معاكس تماماً للقرارات التي اتّخِذت بهدف حفظ الإستقرار داخل الجيش».

أمّا النائب وليد جنبلاط فله، حسب المصادر، حساباتٌ أخرى. فهو يحاول تهدئة عون قبل الحوار وخلاله، من دون قياس المخاطر على مؤسسة الجيش. وتخَوّفت المصادر من نقلِ عدوى إقفال مطمر الناعمة الذي أودى بالبلاد نحو الفوضى والأمراض والشارع، إلى مؤسسةِ الجيش الملاذِ الأخير للّبنانيين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

ويبقى انّ العميد روكز الذي عُرِف بحِرصه على مؤسسة الجيش لا يقبَل أن يُتّخَذ وسيلةً للبازار والصفقات الرئاسية على حساب المؤسسة التي وهبَها عمرَه، وهو يدرك تماماً أنّ ترقية 8 من رفاقه ليست إلّا تغطية لترقيته شخصياً.

السباق بين مسارين

وفي سياق آخر فإن السِباق المحموم قائم بين مسارَين: المسار الأوّل في الشارع من خلال الدعوات إلى التظاهر غداً، حيث من المتوقع، بفعل التعبئة القائمة، أن تكون هذه التظاهرة الأكثر حشداً، مقارنةً مع ما سبَقها من تظاهرات، وذلك بفعل عاملَي التراكم والتحدّي.

والمسار الآخر في الحوار من خلال استعدادات القوى المشاركة، والتعويل على أن يختلف في حلّتِه الجديدة عمّا سبَقه من حوارات، خصوصاً أنّه يجري على وقع التظاهرات في الشارع والحملة التي يقودها بعض مَن في هذا الشارع ضدّ الطبقة السياسية، الأمر الذي يمثّل أكبر تحَدّ أمام المجتمعِين من أجل إظهار قدرتِهم على تفكيك الأزمة السياسية ولبنَنة الحلول.

وفي موازاة مسارَي الشارع والحوار قفَزت إلى الواجهة زيارتان: الزيارة الأولى للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى لبنان في مطلع الشهر المقبل مبدئياً والتي تندرج في إطار الدعم الدولي-الفرنسي للاستقرار في لبنان من خلال ثلاثة عناوين: إنتخاب رئيس جديد يُعيد الحيوية إلى المؤسسات الدستورية، دعم الجيشِ اللبناني وتعزيز قدراته، وتمكين لبنان من مواجهة التحدّي الكبير المتّصل باللاجئين السوريين.

والزيارة الثانية تتّصل باللقاءات التي عَقدها رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع مع المسؤولين القطريين وفي طليعتهم أمير الدولة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بحضور وزير الخارجية القطري خالد العطية، خصوصاً أنّ زيارته لقطر بعد السعودية أشّرَت إلى الدور السياسي الإقليمي لجعجع.

ولا يبدو أنّ العاصفة الرملية التي تضرب لبنان وسط الدعوات الى عدم خروج المواطنين من منازلهم ستؤثر على حراك الشارع غداً وسط التعبئة العامة الحاصلة، ولكنّ هذه التعبئة لن تتحوّل إلى عاصفة شعبية في ظلّ تأكيد المنَظمين على سِلمية التحرّك، واتّخاذ القوى الأمنية كلّ التدابير لإبقاء الأمور تحت السيطرة.

هولاند يزور لبنان

وفي هذه الأجواء، أعلنَ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنّه سيزور لبنان وسيَلتقي المسؤولين السياسيين، من دون أن يحدّد موعدَ الزيارة.
وقال هولاند في مؤتمر صحافي أمس: «سأذهب الى لبنان لزيارة مخيّم للّاجئين، لنتمكّن تحديداً من مساعدتهم حتى يستطيعوا البقاءَ هناك بالقرب من المكان الذي كانوا يعيشون فيه قبل بضعة أشهر».

وأشار إلى أنّ النزاع في سوريا نتجَت عنه «عواقب كبرى» على لبنان الذي يَشهد «أزمة سياسية». وأضاف: «لم يتمّ انتخاب الرئيس في لبنان، والبرلمانُ يواجه صعوبات في عَقد جلساته، وعلينا أن نقف الى جانب اللبنانيين».

وفي معلومات لـ«الجمهورية» أنّ زيارة هولاند الى لبنان تتمّ بالتنسيق مع الفاتيكان، وسيَسبقها اتصالات وزيارات فرنسية الى كلّ مِن ايران والسعودية كما قد يسبقها ايضاً زيارة بعض المسؤولين اللبنانيين الى باريس.

وتأتي زيارة هولاند الى لبنان للتأكيد على العلاقة التاريخية بين البلدين أوّلاً، ورسالة فرنسا الإنسانية تجاه النازحين السوريين ثانياً.
وفي الفترة الفاصلة عن موعد الزيارة يُفترَض ان تكون توضَّحت بعض المعالم الامنية في لبنان لجهة الحراك المدني والتظاهرات المطلبية ومستقبلها، وبعض المعالم السياسية لجهة الحوار وانتخابات رئيس الجمهورية.

وفي المعلومات ايضاً أنّ باريس شعرَت في الآونة الاخيرة بأنّ هناك من يحاول خطفَ العلاقة الخاصة بين لبنان وفرنسا الى دوَل أخرى، فيأتي هولاند ليؤكّد حرصَه على منع انتقال لبنان الى أحضان أمّ حنون اخرى. كذلك إذا لم يحصل أيّ خَرق في الملف الرئاسي، فإنّ زيارة هولاند بنفسها ستُحدِث الخرق بعدما أعلنَ مسبقاً أنّه سيلتقي الأطراف السياسية في لبنان.

مصادر مراقبة

وفي السياق نفسِه أكّدت مصادر مراقبة لـ»الجمهورية» أنّ إعلان الرئيس الفرنسي عن زيارته للبنان يشكّل ترجمة عملية لموقف الدولة الفرنسية والمجتمع الدولي الداعم لهذا البَلد سياسياً وعلى كافة المستويات الأخرى.

وكشفَت المصادر أنّ باريس دفعَت باتجاه أن تلتئمَ مجموعة الدعم الدولية للبنان على هامشِ الجمعية العامّة في 30 الحالي على المستوى الوزاري، في خطوةٍ ترمي إلى تأكيد العناية الدولية الساهرة على لبنان، وتوجيه رسائل في كلّ الاتجاهات بأنّ الاستقرار في لبنان خطّ أحمر.

وذكّرَت المصادر بأنّ الرئيس هولاند كان قد أصَرّ بَعد انتخابه على أن يكون لبنان المحطة الأولى في إطار جولاته الخارجية في الشرق الأوسط، فزارَه في 4 تشرين الثاني 2012، كما ذكّرَت بلقاءاته الدورية مع بعض المسؤولين اللبنانيين للاطّلاع منهم تفصيلياً على الوضع في لبنان، الأمرُ الذي جعَله مُلِمّاً بكلّ جوانب الأزمة اللبنانية.

ورأت المصادر أنّه استناداً إلى الأولويات التي كان أعلنَها السفير الفرنسي إمانيول بون فَورَ تسَلّمِه مهامَّه في لبنان، فإنّ الدعم الفرنسي للبنان يتمحوَر حول ثلاثة عناوين أساسية:

العنوان الأوّل، إبقاء الملف اللبناني في طليعة الاهتمام الدولي بغية خلقِ المناخات المواتية لحلّ أزمته السياسية التي تشلّ المؤسسات الدستورية، خصوصاً أنّ باريس تتمسّك بعَقد جلسة فورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية تعيد الحيوية إلى السلطَتين التشريعية والتنفيذية.

العنوان الثاني، الحِرص الفرنسي على استقرار لبنان الذي يترجَم من خلال الدعم المطلق للجيش، والمساهمة الفاعلة في اليونيفل.

العنوان الثالث، الدعم للشعب اللبناني من أجل تمكينه من مواجهة التحدّيات المتصلة باللاجئين السوريين. وعشية جلسة الحوار، برزَت زيارة للسفير الأميركي ديفيد هيل إلى عين التينة، حيث عرض مع رئيس مجلس النواب نبيه بري للأوضاع الراهنة.

«
الكتائب»

وأرجَأ المكتب السياسي لحزب الكتائب اجتماعَه الدوري الأسبوعي من عصر أمس الى ما بعد ظهر اليوم. وقالت مصادر كتائبية لـ»الجمهورية» إنّ النائب سامي الجميّل سيتحدّث في ثلاثة عناوين أساسية وهي: جدول أعمال الحوار، آليّة العمل الحكومي، والحراك الشعبي.

جعجع

إلى ذلك، يَستكمل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع جولته الخارجية، وأكّدت مصادر قواتية لـ«الجمهورية» أنّ «جعجع سيقوم بزيارة خاصة الى اوروبا بعد قطر، ستستمرّ أياماً». ولفتَت المصادر الى أنّ «لقاءات جعجع في قطر والبلدان العربية وأوروبا ترَكّز على ضرورة دعم هذه البلدان لسيادة لبنان وإستقلاله، وتأمين المظلة الإقليمية والدولية الضرورية لحمايته وسط عواصف المنطقة، حيث إنّ الجهد الإستثنائي الذي يقوم به الجيش اللبناني والقوى الأمنية لحماية الحدود وتثبيت الأمن في الداخل يجب أن يترافق مع نشاط ديلبوماسي خارجي يكفَل وقوفَ الدوَل الكبرى الى جانب لبنان في هذه المرحلة المصيرية».

وكان جعجع والنائب ستريدا جعجع والوفد المرافق التقوا أمير الدولة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بحضور وزير الخارجية القطري خالد العطية. وأوضَح بيان صادر عن المكتب الاعلامي لجعجع، انّ البحث تناولَ الأوضاع في لبنان والمنطقة، حيث تَوافقَ الطرفان على ضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بأقرب وقت ممكن بعد التأخير المتمادي الحاصل. وطرحَ جعجع مسألة العسكريين المخطوفين، فوَعده بن حمد بـ»أن تَستكمل قطر وضعَ جهودها وإمكاناتها في سبيل إيجاد حلّ لهذه القضية الوطنية».
أمير قطر وجعجع توافقا على ضرورة انتخاب رئيس للبنان بأقرب وقت
بيروت - «الراي»
أثارت الزيارة التي يقوم بها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لدولة قطر اهتماماً واسعاً في بيروت التي ترصد منذ فترة توسيع «الحكيم» رقعة علاقاته العربية.
فبعد أقلّ من شهرين على زيارته للسعودية، زار جعجع، ترافقه عقيلته النائب ستريدا جعجع ووفد حزبي، الدوحة حيث استقبلهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بحضور وزير الخارجية القطري خالد العطية.
واشار المكتب الاعلامي لرئيس حزب «القوات اللبنانية» الى ان امير قطر وجعجع «توافقا على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بأقرب وقت بعد التأخير المتمادي الحاصل».
وحسب البيان، توقف المجتمعون «عند الأزمة السورية وأكدوا وجوب إنهائها سريعاً حقناً للدماء ووقفاً للمعاناة الإنسانية الرهيبة. وطرح رئيس حزب القوات اللبنانية مسألة العسكريين المخطوفين، فوعده سمو الأمير بأن تستكمل قطر وضع جهودها وإمكاناتها في سبيل إيجاد حلٍّ لهذه القضية الوطنية. وتناول جعجع قضية المخطوف المصور الصحافي سمير كساب والذي مضى على اختطافه ثلاث سنوات، فأبدى سمو الأمير كل الاستعداد للمساعدة في تحديد الجهة الخاطفة ومكان تواجده بهدف التوصل للإفراج عنه في أقرب وقت، وختاماً شكر رئيس القوات دولة قطر لوقوفها الى جانب لبنان وشعبه ولاستضافتها للجالية اللبنانية، فأكد سمو الأمير التزام دولة قطر بكل ما يعزز أمن لبنان وسيادته واستقلاله».
حوار صعب على وقع هدير الشارع في لبنان غداً
«8 آذار» تتّهم فيلتمان بإدارة التظاهرات الاحتجاجية
بيروت - «الراي»
صراع أولويات على «الطاولة» المحروسة بالبنادق والبوابات الحديد، وقرْع طبول وطناجر في الساحات... هكذا سيكون غداً في لبنان الذي تلبي القوى السياسية فيه دعوة رئيس البرلمان نبيه بري لعقد طاولة حوار بمشاركة 17 ممثلاً من طرفيْش الصراع «8 و 14 آذار» وما بينهما من وسطيين، لمناقشة جدول أعمال يختزل القضايا الخلافية التي تسببت بمأزق دستوري - سياسي يشكل أبرز تجلياته الشغور في رئاسة الجمهورية منذ 15 شهراً وشلل الحكومة والبرلمان، في الوقت الذي دهمت البلاد حركة احتجاجية صاخبة طلائعها جمعيات من المجتمع المدني، تداعت لتحركات متدحرجة على وقع ملفٍ فضائحي - كارثي يرتبط بالعجز عن معالجة ملف النفايات، وها هي تستعد غداً لتظاهرات واعتصامات في محيط طاولة الحوار التي ستلتئم على وقع هدير الشارع.
ورغم ان الطاولة والشارع يوحيان بانتقال لبنان من ستاتيكو الانتظار الذي كانت اولويته الاستقرار، الى محاولات كسْر الجمود الناجم عن حدة الاستقطاب، فان الواقع الاقليمي الذاهب نحو المزيد من التطاحن، من اليمن الى سورية مروراً بحِراك عراقي لم تتضح مساراته، لا يشي بأي انفراج من النوع الذي يسهل إحداث اختراق في الأفق اللبناني المسدود، كانتخاب رئيس جديد للجمهورية لضمان عودة الروح الى آلة الحكم ومؤسساته التي تعاني موتاً سريرياً منذ اشهر.
غير انه بين طاولة الحوار التي تريدها «14 آذار» ممراً الى انتخاب رئيس للجمهورية كأولوية مطلقة، وتضغط «8 آذار» لجعلها مدخلاً لانتخابات نيابية تعيد رسم التوازنات داخل الحكم، أطلّ المجتمع المدني الذي «استوجب» عقد جلسة لمجلس الامن، استكملها تحرك للمجموعة الاوروبية، ويتوّجها اجتماع للمجموعات الدولية لدعم لبنان في نهاية الشهر الجاري.
ولعل الاكثر تعبيراً عن الصحوة الدولية تجاه لبنان كان الاعلان عن الزيارة التي يعتزم القيام بها لبيروت الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعد انتهاء اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة التي سيتحدّث امامها رئيس الحكومة تمام سلام، طالباً المساعدة في تمكين لبنان من انتخاب رئيس للجمهورية ومواجهة اعباء استضافته نحو مليون و300 ألف نازح سوري.
وفي انتظار اتضاح الخيط الابيض من الاسود في المساعي الدولية المستجدة حول الوضع في لبنان، تتجه الأنظار الى الجلسة الاولى من الحوار غداً، والذي حُدد جدول أعماله بخمسة بنود هي: الملف الرئاسي، عمل الحكومة، عمل البرلمان، قانون الانتخاب، وقانون استعادة الجنسية.
ولم تبد اوساط سياسية واسعة الاطلاع، عبر «الراي»، تفاؤلاً بقدرة طاولة الحوار على إحداث كوة في المأزق المتعاظم في البلاد، خصوصاً ان القوى السياسية حددت شروطاً يصعب معها بلوغ تسويات من شأنها تحقيق انفراج فعلي في البلاد، ومن ابرز هذه الشروط:
• الاتجاه الاكثر ميلاً لـ «14 آذار» لحصْر الحوار بالبند رقم واحد المتمثل في الاتفاق على تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، وتالياً ربْط مواصلة الحوار حول المسائل «التفصيلية» الاخرى بالتفاهم حول الرئاسة.
• وقوف «8 آذار»، لا سيما «حزب الله» خلف اولوية زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، بإجراء تعديل دستوري يتيح انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب، او اجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية، او ابرام تفاهم سياسي يأتي به رئيساً للجمهورية.
واللافت ان الرئيس بري الذي يحمل العصا من الوسط لوّح رداً على المواقف التي اوحت بأن «14 آذار» ستربط استمرار مشاركتها في الحوار ببتّ بند الرئاسة، بالانتقال الى «الخطة ب» اي تجاهل اولوية الانتخابات الرئاسية والذهاب الى الانتخابات النيابية بعد الاتفاق على قانون انتخاب جديد. علماً ان ثمة مناخاً لا يستبعد امكان الا يصمد الحوار أكثر من جلستين ولا سيما بحال قرر احد الأطراف الانسحاب منه ليلاقي موقف «القوات اللبنانية» التي كانت أعلنت مقاطعة طاولة بري، الذي حذّر من انه «إذا أعلن أي طرف آخر من المدعوين مقاطعة الحوار، غير جعجع، فأنا شخصياً سأبادر الى تعليق المبادرة».
ومن المستبعد، في تقدير الاوساط السياسية في بيروت، تعديل أطراف الحوار من اجندتهم تحت وطأة المأزق السياسي - الدستوري وهدير الشارع، أقلّه في المدى المنظور، الامر الذي من شأنه ترك البلاد في اضطراب سياسي - اجتماعي من الصعب التكهن بما قد يؤول اليه، وخصوصاً مع تزايد شكوك قوى سياسية رئيسية حول هوية الحركة الاحتجاجية في الشارع ومراميها.
وعكست اوساط بارزة في «8 آذار» ريبة فعلية من تحركات جماعات المجتمع المدني، وقالت لـ «الراي» ان بصمات «جيف»، نسبة الى السفير الاميركي السابق في لبنان ومساعد الامين العام للامم المتحدة جيفري فيلتمان، واضحة في هذا الحراك الذي تداعى مجلس الامن الدولي وعلى نحو مثير لاحتضانه، راسمة شكوكاً حول اهدافه.
واذ بدت هذه الاوساط غير قلقة من حراك لمجموعات غير متجانسة ومرشّح تحركها للتلاشي تحت وطأة خلافاتها، قالت ان تحركاً من هذا النوع غير قادر على تغيير قواعد اللعبة.
وهّاب توجّه إليه بالقول: حبل الكذب قصير
موقع قريب من «حزب الله» اتّهم جنبلاط «برعاية مسلسل الفوضى» في السويداء
لم تنتهِ في بيروت تفاعلات التطورات المتسارعة في محافظة السويداء جنوب سورية التي تعيش توتراً كبيراً منذ وقوع التفجيرين اللذين أسفرا عن مقتل 38 شخصاً بينهم الشيخ وحيد البلعوس، أحد مشايخ طائفة الموحدين الدروز المعروف بمعارضته للنظام السوري وللإسلاميين.
وبعد إعلان السلطات السورية لقبض على عنصر من «جبهة النصرة» يدعى «الوافد ابو ترابة»، قالت انه اعترف بأنه يقف وراء التفجيرين اللذين وقعا يوم الجمعة الماضي.
وبعد مسارعة الزعيم الدرزي اللبناني النائب وليد جنبلاط، الذي كان اتّهم النظام السوري باغتيال البلعوس، الى الردّ عبر «تويتر» مؤكداً «ان حبل الكذب قصير، أبو ترابة هو أبو عدس الدرزي» - لم يتأخر ردّ الوزير اللبناني السابق وئام وهاب (الدرزي القريب من سورية) على جنبلاط، فتوجّه اليه بالقول: «حبل الكذب قصير»، متسائلاً «لماذا يتدخل في قصص لا دخل له فيها، فأهالي السويداء واهالي الشيخ وحيد البلعوس قبلوا بنتائج التحقيق».
وأوضح وهاب ان «المجرم وافد ابو ترابة اعترف امام الشيوخ وعائلة البلعوس بفعلته وكان هناك تعميم على الاجهزة لعدم القيام بأي شيء يؤدي الى الاشتباك».
يُذكر ان موقع «العهد» الإلكتروني القريب من «حزب الله» كان هاجم جنبلاط بعنف على خلفية موقفه من اغتيال البلعوس وإعلانه «لتكن هذه المناسبة مناسبة انتفاضة الجبل، جبل العرب، الجبل السوري الأشم في مواجهة النظام (...)».
واتّهم الموقع جنبلاط بالمشاركة بما أسماه الموقع «حملة تحريض واسعة، وحرب نفسية حقيقية من دوائر المخابرات بين دول ما تسمّى مجموعة أصدقاء سورية»، لافتاً الى ان «وافد ابو ترابة كان وصل الى منطقة اللجاة السورية قادماً من الاردن ومعه اكثر من 200 مسلح، بالتنسيق مع غرفة (الموك) التي سهّلت وصوله من خلال الضابط السوري الفار المدعو حافظ فرج، احد قياديي ما يسمى بالجيش الحر، وبالتنسيق التام مع جنبلاط وبعض الشخصيات داخل فلسطين المحتلة حسب ما أفادت به مصادر سورية، ليبدأ مسلسل الفوضى داخل المدينة».
سلام يحدّد اليوم مصير جلسة النفايات.. ويغادر إلى نيويورك في 24 أيلول.. و«المستقبل»: الرئاسة أولويتنا ونقطة على السطر
المستقبل...
لم يكن ينقص اللبنانيين سوى «أسوأ عاصفة رملية في تاريخ البلد» خنقت بغبارها أنفاسهم بعد أن أطبقت عليها رياح النفايات الملوّثة بأوبئة بيئية صحية متعاظمة مع قرب موسم الأمطار، وأخرى تعطيلية سياسية متفاقمة منذ انطلاق موسم القحط الرئاسي المستحكم بمختلف فصول العمل المؤسساتي في الدولة. وعشية انعقاد «حوار الإنقاذ» في المجلس النيابي غداً وفق جدول أعمال تتربع على قمّة أولوياته رئاسة الجمهورية الشاغرة، حرص مصدر رفيع في كتلة «المستقبل» على التذكير بهذه الأولوية الوطنية المطلقة، قائلاً لـ«المستقبل»: «أولوية التيار في الحوار انتخاب رئيس للجمهورية ونقطة على السطر».

وإذ شدد على كون «فترة الشغور أثبتت أنّ رئيس الجمهورية هو مفتاح كل شيء في الدولة وأنّ شغور موقعه عطّل كل شيء في الدولة»، أردف المصدر الرفيع في «المستقبل» مؤكداً أنّ «قوة الرئيس الناعمة أهم من أي أمر آخر في سبيل انتظام النظام، بدليل أنّ البلاد دخلت في مسار انحداري منذ الشغور الرئاسي»، وأضاف: «يجب أن يدرك الجميع ألا أولوية تسبق انتخاب الرئيس بما في ذلك عملية «التطريز» بما يلائم أشخاصاً معيّنين».

أما عن سائر بنود الحوار، فغنيّ عن البيان التأكيد على أنّ تلك التي تنص على استعادة عمل مجلسي النواب والوزراء وتعزيز الجيش والقوى الأمنية إنما هي تقع في صلب أولويات وجهود تيار «المستقبل» سواءً داخل الحوار أو خارجه، بينما كشف المصدر في ما يتعلق ببند ماهية قانون الانتخابات النيابية أنّ «التيار قطع شوطاً كبيراً في الموافقة على النسبية واتفق في هذا المجال مع حزبي «القوات اللبنانية» و«التقدمي الاشتراكي» على 68 مقعداً (أكثري) مقابل 60 (نسبي) وهي نسبة أعلى من تلك التي لحظتها لجنة فؤاد بطرس وكانت تنص على 40% نسبي فقط» من مجمل مقاعد مجلس النواب.

وفي ما خصّ قانون استعادة الجنسية، أكد المصدر أنّ «تيار المستقبل لا يمانع مطلقاً إقرار القانون بعد أن يُصار إلى درس جوانب معينة فيه بعناية، لأن ثمة مخاوف من أن يزيد هذا القانون الهوّة الديموغرافية في البلد على حساب المسيحيين»، مشدداً من هذا المنطلق على ضرورة درس الأمور بمنتهى الدقة «وإلا بدل ما نكحّلها منكون عميناها».

وعن قانون اللامركزية الإدارية، أجاب المصدر: «اللامركزية نصّ عليها الدستور وتيار «المستقبل» يؤيدها بكل تأكيد»، لافتاً الانتباه في هذا المجال إلى كون «التيار كان وراء فكرة إعادة ملف النفايات إلى البلديات انطلاقاً من إيمانه باللامركزية الإدارية».

النفايات

في مستجدات ملف أزمة النفايات، كشفت مصادر حكومية لـ«المستقبل» أنّ رئيس الحكومة تمام سلام يترقب اليوم «تسلّم الحصيلة النهائية للمشاورات السياسية التي أجراها رئيس اللجنة المعنيّة الوزير أكرم شهيب حول مضامين التقرير الذي أعدّته اللجنة وتصوّرات الحلول التي يتضمنها»، مؤكدةً أنّ سلام «سيقرر في ضوء الأجوبة التي سيحملها شهيّب إليه حول نتائج المشاورات ما إذا كان سيدعو مجلس الوزراء للانعقاد لبت ملف النفايات أم لا».

على صعيد آخر، أشارت المصادر الحكومية إلى أنّ سلام سيغادر إلى نيويورك في 24 أيلول الجاري في زيارة رسمية تستمر حتى الثلاثين منه، يلقي خلالها كلمة لبنان في الدورة العادية للجمعية العمومية للأمم المتحدة، ويرافقه في الزيارة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.

هولاند إلى لبنان: معاينة إنسانية ورئاسية

وأمس أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه سيزور لبنان بعد اجتماعات الجمعية العمومية في نيويورك والمؤتمر السنوي لمجموعة الدول الداعمة للبنان، وقال في مؤتمر صحافي: «سأذهب إلى لبنان لزيارة مخيم للاجئين لنتمكن تحديداً من مساعدتهم حتى يستطيعوا البقاء هناك بالقرب من المكان الذي كانوا يعيشون فيه قبل بضعة أشهر»، مشيراً إلى أنّ النزاع في سوريا تأتّت عنه «عواقب كبرى» على لبنان الذي يشهد «أزمة سياسية»، بحيث ذكّر الرئيس الفرنسي أنه حتى اليوم «لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية والبرلمان يواجه صعوبات في عقد جلساته»، مضيفاً: «علينا أن نقف إلى جانب اللبنانيين» مع إشارته في هذا المجال إلى أنه سيعقد لقاءات سياسية مع المسؤولين اللبنانيين خلال الزيارة.
هل تكون «كوباني» الجنوب السوري؟.. جنبلاط لـ «المستقبل»: لا أمانع إدارة ذاتية في السويداء
صلاح تقي الدين
وحده الوقت كفيل بالإجابة عن أسئلة كثيرة ترتبت على اغتيال نظام الإجرام والحقد في دمشق، شيخ «الكرامة» أبو فهد وحيد البلعوس في السويداء، مركز تجمّع أبناء طائفة الموحدين الدروز في سوريا، لكن من المؤكد أن ما قبل الاغتيال لن يكون كما بعده سواء للموحدين أم للنظام على حد سواء، وهو ما عبّر عنه رئيس «اللقاء الديموقراطي« النائب وليد جنبلاط الذي قال لـ«المستقبل»: «لا مانع لدي في إقامة إدارة ذاتية في السويداء لوقف استخدامها من قبل النظام».

ومن أولى ارتدادات الجريمة الحاقدة البيان رقم 1 الذي صدر عن «رجال الكرامة» في السويداء الذي وجّه الاتهام مباشرة إلى زمرة مسؤول الأمن العسكري في المحافظة «المدعو وفيق ناصر وعصابة الأسد»، وشددوا فيه على اعتبار «جبل العرب منطقة محررة من عصابات الأمن ورموزهم، واستمرار عمل المؤسسات العامة بإشراف الإدارة الذاتية المنبثقة عن الهيئة الموقتة لحماية الجبل، واعتماد وضع الجبل تحت بند منطقة آمنة أو منطقة حظر جوي».

فهل يكون إعلان «انسلاخ السويداء عن سوريا النظام» الخطوة الأولى على طريق رسم حدود التقسيم الذي تسير باتجاهه سوريا التي أمعن طاغية دمشق في تفتيتها لحماية كرسي السلطة التي تربع عليها من خلال دماء أبناء الشعب السوري وآخر ضحاياه الشيخ البلعوس ورفاقه؟ أم أن المطالبة بوضع جبل العرب تحت بند منطقة آمنة أو منطقة حظر جوي، سيكون مقدمة لإقامة «كوباني» في جنوب سوريا شبيهة بـ»كوباني» الأكراد في شمال البلاد؟.

واستناداً لمصادر متابعة عن كثب لتطورات الوضع في سوريا عموماً، وفي محافظة السويداء على وجه التحديد، «فلا شك في أن الحماية التي تتمتع بها المناطق الكردية وتحديداً مدينة «كوباني» في شمال سوريا، ليست متوفرة لغاية الآن بالنسبة للسويداء، وما توفره تركيا والولايات المتحدة سياسياً وعسكرياً للأكراد ليس متوافراً للموحدين الدروز في السويداء لغاية اليوم«.

وتضيف المصادر لـ»المستقبل» أنه «إذا كان الأكراد قد نأوا بأنفسهم عن ثورة الشعب السوري ضد نظام الأسد، فإن الشهيد الشيخ «أبو فهد» دفع ثمن محاولة نأي السويداء عن استمرار استخدام الأسد للموحدين وقوداً في حربه ضد أبناء شعبه، ورفضه التورط في فتنة داخلية بين أبناء طائفة الموحدين أولاً، ومع مكونات الشعب السوري المحيطة بالسويداء، أكان في درعا أم في حوران ثانياً«.

وتشدد المصادر على أن المسؤولية الواضحة وضوح الشمس في ارتكاب نظام الأسد الهمجي للمجزرة التي أودت في الرابع من أيلول الجاري بحياة الشيخ أبو فهد وأكثر من أربعين موحداً مسلماً عربياً «لا تحتاج إلى تأويل أكان في الشكل أم في المضمون، فمن حيث الشكل انفجرت سيارة مفخخة استهدفت موكب شيخ الكرامة فأصيب مع مرافقه وبعض المارة، قبل أن تنفجر سيارة ثانية أمام باب المشفى الذي نقل إليه الشيخ الشهيد لضمان مقتله وإيقاع عدد أكبر من الضحايا في صفوف أبناء الطائفة الإسلامية العربية العريقة، وهذا تكرار لعمليات الاغتيال التي ينفّذها نظام الإجرام في دمشق بحق أبناء الشعب السوري حيث يلقي البراميل المتفجرة أو يستهدف الأسواق الشعبية بصواريخه بعيدة المدى، قبل أن يصب جام غضبه على المواقع نفسها بعد تجمهر المسعفين في محاولة لإنقاذ وإسعاف ضحايا البرميل أو الصاروخ الأول«.

وتضيف: «أما في المضمون، فلم يعتد طاغية دمشق على سماع أصوات تناهضه أو تعارض سطوته وقمعه، فعمد منذ وصوله إلى السلطة، ومنذ انتفاضة الشعب السوري المباركة، على إسكات كل صوت تجرأ على المطالبة بأبسط حقوق الإنسان في العيش بحرية وكرامة، والأمثلة على ذلك كثيرة، فكيف بالحري التخلّص من شيخ درزي واحد تمكّن في فترة قصيرة نسبية من إلحاق الأذى بمشروعه القائم على إخضاع محافظة السويداء لجبروته واستخدام أبنائها كدروع بشرية في حربه ضد باقي مكونات الشعب السوري، وفضح نظريته الكاذبة بحماية الأقليات بتحويلهم إلى وقود في حربه المستعرة لضمان بقائه على رأس نظام آيل إلى السقوط حتماً وفي يوم لم يعد بعيداً«.

وفضيحة الفضائح كانت تمثيلية «أبو عدس الدرزي» على ما وصف وليد جنبلاط، المدعو «وافد أبو ترابي» الذي زعمت أجهزة النظام اعتقاله واعترافه بتفجير السيارتين المفخختين في السويداء، وأنه ينتمي إلى «جبهة النصرة»، في محاولة بائسة لدفع الاتهام عنه، وإشعال نار فتنة درزية سنية، كان أبو فهد واعياً لها وبذل حياته في سبيل إبعاد شبحها عن أبناء سوريا الواحدة.

ولمن لا يعرف «ابو ترابي«، فهو من المعارضين السوريين لنظام الأسد، وشارك في جلسات الائتلاف السوري المعارض في تركيا، وكان من أشد المتحمسين لإسقاط نظام الطاغية الدمشقي، واعتقاله على ما زعمت أجهزة النظام، و»تلبيسه» الاعتراف بالجريمة، يعني الحكم عليه بالإعدام ليس لضلوعه في ما لم يكن ليخطر على باله ارتكابه، بل لأنه من المعارضين للأسد وشبيحته.

وكان جنبلاط غرّد فور انتشار خبر اغتيال الشيخ البلعوس «الشيخ وحيد قاد انتفاضة ترفض الخدمة العسكرية في جيش النظام، ورفض أن يكون أهل جبل العرب شركاء في قمع وقتل إخوانهم من الشعب السوري«، مضيفاً: «دقت ساعة الفرز، والتحية، كل التحية لجميع الشهداء والمعتقلين من الشعب السوري الأبي. فلتكن هذه المناسبة مناسبة انتفاضة الجبل، جبل العرب، الجبل السوري الأشم في مواجهة النظام«.

وتابع جنبلاط «اتهمنا النظام السوري باغتيال البلعوس لأنه رفض وجند الآلاف من العرب الدروز الذين كانوا مع النظام ورفض أن يلتحقوا بالنظام في المناطق الأخرى حيث كانوا جنوداً يُستخدمون في مواجهة إخوانهم من الشعب السوري. الشهيد البلعوس بطل من أبطالنا ومن أبطال الثورة السورية. فليكن الفرز بين من هو مع النظام وبين المواطن السوري الحر الذي يريد الحرية والكرامة في مواجهة النظام«، جازماً أنه «ليس هناك من موضوع فتنة درزية- درزية أو غير درزية«.

وأردف: «النظام أساساً هو الذي خلق «داعش« وهو الذي أفرج من سجونه عن رموز «داعش«. هذا النظام يستطيع أن يفعل كل شيء من أجل تدمير وحدة سوريا وقتل الشعب السوري. لن يبقى هذا النظام أياً كانت المساعدات العسكرية والمادية والمعنوية من قبل دول كبرى مثل روسيا التي اليوم يدعي رئيسها أو قيصرها أنه مع التسوية مع معارضة مقبولة. لن يبقى هذا النظام، الشعب السوري سينتصر«.

وشيّع آلاف الموحدين الدروز في السويداء الشهيد البطل ورفيقه الشيخ فادي نعيم وسط مظاهر الحزن والغضب فيما سارت تظاهرة حاشدة تهتف بسقوط «النظام المجرم الحاقد« ورفضها الانجرار إلى فتنة داخلية وسط إطلاق أعيرة من الرصاص، فيما نعى جنبلاط الشيخ البطل وأعلن فتح دار طائفة الموحدين الدروز في فردان لتقبل التعازي يوم الخميس المقبل.

فهل حانت فعلاً ساعة الفرز، وهل سيقود «شيوخ الكرامة» انتفاضتهم باتجاه الانضمام إلى ثورة الشعب السوري ضد نظام الطاغية، أم أنهم بالحد الأدنى سينأون بأنفسهم فعلاً من خلال إعلان الإدارة الذاتية والانسلاخ عن النظام المركزي في دمشق؟
 
عاصفة رملية مصحوبة بالغبار حجبت قرص الشمس وإصابات بضيق التنفّس والمزيد من ارتفاع الحرارة اليوم
اللواء...
أدّت العاصفة الرملية التي ضربت بيروت والمناطق اللبنانية يوم أمس إلى انعدام الرؤية، مترافقة مع اشتداد حرارة الطقس وارتفاع في الرطوبة، تأثّر بها عدد كبير من المواطنين الذين أُصيبوا بضيق في التنفس، ولا سيما منهم مرضى الربو والقلب والحساسية، بحيث حجب الغبار نور الشمس، كما اندلعت الحرائق في عدد من الأحراج عملت فرق الدفاع المدني على اخمادها.
{ ففي بيروت، لم تُشرِق الشمس، التي غابت خلف العاصفة الرملية والغبار الذي نثرته في الشوارع والطرق وسط ارتفاع حرارة الطقس، بشكل كثّف حاجة المواطنين إلى الطاقة لتشغيل أجهزة التبريد، في ظل انقطاع شبه دائم للكهرباء، كما ساهمت مولدات السيارات الكثيفة في الشوارع وعجقة السير في مزيد من ارتفاع الحرارة، بما يعرف بـ «الاحتباس الحراري»، تأثّر بها مرضى الربو والقلب والحساسية، فلازم عدد كبير من المواطنين منازلهم.
 { وتوقعت مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني ان يستمر الطقس اليوم (الثلاثاء) غائما جزئيا مع ضباب على المرتفعات وارتفاع اضافي بدرجات الحرارة على الجبال واحتمال تساقط أمطار خاصة في مناطق البقاع الشمالي.
 وجاء في النشرة الآتي: طقس رطب وحار نسبيا يسيطر على الحوض الشرقي للمتوسط.
 الطقس يوم غد (الاربعاء) غائما جزئيا مع ضباب على المرتفعات وانخفاض بدرجات الحرارة.
 الحرارة على الساحل: من 27 الى 32 درجة، فوق الجبال: من 22 الى 30 درجة، في الارز: من 17 الى 27 درجة، في البقاع: من 24 الى 38 درجة.
 الرياح السطحية شمالية غربية، سرعتها بين 10 و30 كلم/س، الإنقشاع متوسط، الرطوبة النسبية على الساحل بين 60 و 85 %، حال البحر معتدل، حرارة سطح الماء 30، والضغط الجوي 107 ملم زئبق. ساعة شروق الشمس: 06:16 ساعة غروب الشمس: 18:54
{ ومن البقاع، أفاد مراسلنا ابراهيم الشوباصي بأنّه يسيطر على المنطقة منذ صباح الأمس موجة من الغبار الشديد متفرّعة من منخفض صحراوي تسبّبت بحجب نور الشمس بشكل كلي ومترافقة مع موجة حر شديد، حيث لامست درجات الحرارة حوالى 38 درجة مئوية، ونظرا لشدّتها استعمل سائقو السيارات والشاحنات المصابيح، كما تأثّر بها الأشخاص الذين يعانون من امراض صدرية فلجؤا الى استعمال الكمامات الحاجبة للغبار تخفيفا من تسربها.
{ وفي بعلبك، ضربت العاصفة الرملية المنطقة والجوار، وحوّلت الأجواء الى ضبابية بسبب كثافة الرمال الصحراوية والغبار التي اصطحبتها، ما أدّى الى شبه انعدام في الرؤية وارتفاع في درجات الحرارة، وقد اضطر بعض المواطنين وخصوصا مَنْ يعانون من امراض الربو والحساسية في الجهاز التنفسي الى وضع الكمامات تجنبا لاستنشاق الغبار.
{ أما في الهرمل، فتأثرت منطقة البقاع الشمالي، وخصوصا مدينة الهرمل والمنطقة الجردية المحاذية لعكار والضنية، ما تسبّب بانعدام في الرؤية مع تراكم للنفايات في الشوارع والأقنية للمدينة، حيث علت مناشدات الأهالي للبلديات والجهات المعنية للعمل على ازالتها خوفا من هطول الأمطار وما ينتج عنه من كوارث في هذا الوضع.
{ وفي جبيل اندلع حريق ظهر أمس في مساحة من الأعشاب اليابسة والقندول في بلدة حصرايل نتيجة ارتفاع الحرارة، وهرعت الى المكان فرق الاطفاء في مركز الدفاع المدني في جبيل وتمكنت من إخماده.
{ وفي عكار، اشتدت العاصفة الرملية في المنطقة، وحاصرت عاصفة الغبار المنازل في القرى، خصوصا في منطقة الدريب وتحديدا في بلدات البيرة والقبيات ومنطقة جبل أكروم ووادي خالد وخربة داوود، وصولا حتى ساحل عكار، وأدّت هذه العاصفة الى تعرض بعض الاشخاص لضيق في التنفس حيث تم نقلهم الى المراكز الصحية المجاورة، وأُجريت لهم الاسعافات الاولية وعلّق لهم الاوكسيجين، ووضع مواطنون آخرون الكمامات، كما لم تتمكن السيارت من عبور هذه المناطق بسبب سوء الرؤية.
{ كما شب حريق كبير عند مفرق بلدة منجز في عكار بين بلدتي فرديس والدبابية، والتهمت النيران مساحات شاسعة من الحقول والبساتين، ووصلت الى الطريق العام، ويعمل الدفاع المدني بصعوبة على إطفاء النيران نظرا للعاصفة الرملية التي تصيب المنطقة وتساهم بإتساع رقعة الحريق، كما إنّ سوء الرؤية أعاق عمل سيارات الدفاع المدني ومنع خراطيم المياه من الوصول الى المنطقة. وأدّت العاصفة الرملية والرياح الناشطة، الى تراكم النفايات في الشوارع والاقنية، وطالب الاهالي المعنيين بالعمل على ازالة النفايات خوفا من هطول الامطار وما قد ينتج من عواقب وخيمة.

المصدر: مصادر مختلفة

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,521,534

عدد الزوار: 7,693,113

المتواجدون الآن: 1