تصعيد على خط الرياض- طهران و«المستقبل»- «الحزب»...سلام لـ «الحياة» محذراً من انهيار اقتصادي اجتماعي: ليس الوقت للمبارزة في موضوع الصلاحيات

بري يدعو إلى الاتعاظ من «حوار الكبار»و«عين درافيل» تبايع خطة شهيب.. البحرين تحتج على تصريح نصرالله.. ولبنان يتبرأ منه

تاريخ الإضافة الثلاثاء 29 أيلول 2015 - 7:28 ص    عدد الزيارات 2314    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

تصعيد على خط الرياض- طهران و«المستقبل»- «الحزب»
الجمهورية..
عادت سوريا إلى واجهة الأحداث السياسية مع الدخول العسكري الروسي إلى أراضيها الذي جَدد النقاش بقوة حول طبيعة الحل السياسي المرتقَب والمتصِل باستمرار الرئيس السوري بشار الأسد في سياق حكومة انتقالية أو عدمه. فهناك محاولة جديدة وجدية، ولكن يمكن ألّا يختلف مصيرها عن مصير سابقاتها بدءاً من «جنيف و»جنيف 2»، إلّا انها تشغل اليوم مختلف عواصم القرار المعنية بالشأن السوري الحريصة على إعطاء هذه الفرصة حقها، خصوصاً مع بروز أزمة النازحين التي طرقت أبواب أوروبا. ولكن في هذا الوقت بَدت الأنظار مشدودة في اتجاهين: الاتجاه الميداني من اليمن إلى سوريا، والاتجاه الديبلوماسي في نيويورك. وأمّا في لبنان فالأنظار هذا الأسبوع تتوزّع في خمسة اتجاهات: الجلسة الحكومية المتوقّع عقدها نهاية الأسبوع مع عودة رئيسها تمام سلام من نيويورك، التسوية السياسية المتصلة بالترقيات العسكرية وآلية العمل الحكومي ومدى تأثيرها على الجلسة الحكومية المزمع عقدها في حال عدم نضوج هذه التسوية، أزمة النفايات التي يفترض أن تكون دخلت أسبوع الحسم في ظلّ معلومات أن الساعة الصفر ستنطلق غداً، الحراك في الشارع الذي دخل مع عطلة عيد الأضحى في إجازة ولم يعرف بعد الاتجاه الذي يمكن أن يسلكه، والحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» بعد كلام السيّد حسن نصرالله ورد الرئيس سعد الحريري عليه، خصوصاً في ظل ارتفاع منسوب التوتر السعودي-الإيراني إثر حادثة الحجاج في منى وتأكيد الحريري أنّ نصرالله «يتخذ من أرواح المسلمين الأبرياء وكارثة منى، وسيلة للنيل من السعودية وتصفية الحسابات السياسية».
خارجياً يبقى الحدث في نيويورك مع اللقاءات الدولية التي تشهدها، وأبرزها اللقاء بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والذي سيتناول الملف السوري والدور الروسي العسكري في سوريا، والحرب على «داعش»، فيما واصَل رئيس الحكومة تمام سلام لقاءاته في نيويورك وهو التقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند منتصف الليل بعدما كان ألقى السبت كلمة لبنان، في قمة التنمية العالمية المستدامة في الأمم المتحدة.

هولاند وروحاني

وفي موقف يؤشّر الى الدور الفرنسي في التبريد السياسي بين الرياض وطهران وفي البحث عن تسوية سياسية للملفات العالقة في المنطقة، نقلت وكالة رويترز للأنباء، عن مصدر دبلوماسي، أنّ الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند قال لنظيره الإيراني حسن روحاني إنّ مأساة الحج لا ينبغي أن تزيد التوتر بين إيران والسعودية.

عودة الحركة داخلياً

أمّا في الداخل فتعود الحركة السياسية مع انتهاء عطلتي الأضحى ونهاية الأسبوع في محاولة لمعالجة الملفات المطروحة مع استمرار الشغور الرئاسي، وفي مقدمها تفعيل العمل الحكومي والتشريعي من خلال بَتّ موضوع الترقيات العسكرية العالِق عند البحث في مسألة عدم اللجوء إلى التعطيل مجدداً والضمانات التي تؤكد ذلك. وفي معلومات «الجمهورية» انّ البحث يجري حالياً في صيغة جديدة بعدما لاقت الصيغة المطروحة عقبات عدة.

وفي الانتظار يبقى التعويل قائماً على ان تُحدث الجلسات المتتالية للحوار، في 6 و7 و8 تشرين الاول، خرقاً في الجمود الرئاسي.

برّي

وقد دعا رئيس مجلس النواب نبيه برّي المتحاورين الى الاتّعاظ «ممّا يجري من حوار على مستوى الكبار في نيويورك»، مؤكداً انه «لا يجوز أن يذهب العالم بأسره على اختلافه وانقساماته الى الحوار من أجل إنجاز التسويات وأن يعود اللبنانيون من حوارهم خاليي الوفاض».

وقال بري: «يخطئ الظن من يعتقد في الداخل أنّ طاولة الحوار هي لتضييع الوقت أو ضد الحراك الشعبي المدني، أقول إنّ طاولة الحوار هي لاستثمار الوقت الذي لن يكون لمصلحة لبنان إذا لم نحسن قراءة المتغيرات المتسارعة على مستوى المنطقة والعالم، وطاولة الحوار قادرة على إنجاز الكثير شرط أن تتوافر النوايا الصادقة لدى الأطراف المتحاورة، وإنني مؤمن بأنّ النوايا الصادقة لدى الجميع لإنقاذ لبنان».

جلسة حكومية

وكان رئيس الحكومة قال من نيويورك: «من واجبي ان أدعو الى جلسة لمجلس الوزراء فور عودتي الى بيروت خصوصاً في ظل الحوار القائم الذي يجب ألّا نربط تفعيل السلطة الإجرائية به، بل يجب ان نواكبه، مشدداً على انه لا يمكن ان نعطّل البلد على وتيرة الحوار الذي يمكن ان يمتد كثيراً، لأنّ مصالح الناس يجب أن تواكب».

نصر الله

وكان الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله رأى وجود فرصة لطاولة الحوار للنجاح ببعض الملفات إن توافرت النوايا. وقال انّ العقدة رئاسياً معروف مكانها، ولبنان بحاجة الى رئيس قوي شخصيته قوية لا يباع ولا يشرى ولا يخاف من التهديدات في المنطقة ويقدم المصالح الوطنية على غيرها، وأضاف: «انّ المواصفات التي نراها مناسبة لموقع رئاسة الجمهورية تفرض علينا دعم العماد ميشال عون وليس العكس»، لافتاً الى انّ فرصة العماد عون ستزيد في الوصول إلى الرئاسة وهو مستقلّ لا يرتبط بدولة ولا بسفارة ولا بأيّ جهة. وقال انه اذا لم نتّفق بشأن ملف الرئاسة سنتناقش بشأن الملفات الاخرى على طاولة الحوار.

واعتبر انّ المشكلة في لبنان هي انّ الدستور لم يتحدث عن استفتاء وهذا عكس ما تنصّ عليه غالبية الدول التي لديها دساتير وانتخابات، موضحاً انّ المدخل للحل هو قانون انتخابات جديد يقوم على النسبية. واعتبر انّ «مَن يرفض النسبية هو ديكتاتوري لأنه يرفض في منطقته وفي طائفته شريكاً له، بينما النسبية تُتيح ان يكون له شريك».

مكاري

وفي المواقف، قال نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري لـ»الجمهورية»: «لقد شاء السيّد نصر الله توجيه رسالة الى المتحاورين مفادها انّ ما سينتج رئيس جمهورية ليس الحوار، بل انتخاب العماد ميشال عون او من يريده عون».

ولاحظ مكاري أنّ «نصرالله يستخدم انتخاب العماد عون شمّاعة، مع انّ موضوع انتخاب الرئيس لم ينضج بعد بالنسبة اليه، وقد ربطه بالتطورات الاقليمية ولا سيما في سوريا. وبالتالي، وبما انّ الحوار قائم اليوم، هو يحاول أن يضغط ليحقق منه نتائج ملموسة تصبّ في مصلحته، وأبرزها قانون انتخاب يناسبه، وهذا بيت القصيد».

أضاف مكاري: «يدرك الجميع انّ القانون الذي أجريت الانتخابات الاخيرة على أساسه ليس مقبولاً من اكثر من طرف، وخصوصاً من المسيحيين». وذكّر بأنّ «هناك اقتراحات قوانين عدة تعطي التمثيل الأصحّ، والرئيس بري يقول انّ في المجلس 17 اقتراح قانون».

ورأى أنّ «ثمة قوانين قد لا تكون موجودة لدى المجلس حتى الآن على رغم انها تؤمّن تمثيلاً صحيحاً وربما تحقق تمثيلاً مسيحياً أصحّ، وأعني تحديداً قانوني الانتخاب وفق الدائرة الفردية أو على أساس مبدأ one man one vote».

وإذ أشار إلى أنّ «حزب الله يريد النسبية على أساس لبنان دائرة واحدة»، قال: «لا نستطيع القول انّ النسبية غير جيدة أو لا تحقّق تمثيلاً صحيحاً، لكنّ الظروف الراهنة لا تسمح بها، إذ إنّ عدم وجود أحزاب غير طائفية وعلى امتداد الوطن يحول دون أن تحقّق النسبية الهدف المنشود منها».

ولفتَ مكاري الى «وجود وجهتي نظر في الحوار: الأولى لفريق 14 آذار تدعو الى التقيّد بجدول الاعمال وعدم الانتقال الى بند آخر قبل الانتهاء من البند الاول، ووجهة نظر أخرى يقول بها الرئيس بري، ومفادها انّ البحث في البنود الاخرى ربما يكون عاملاً مساعداً للوصول الى الاتفاق على البند الأول».

وأضاف: «لا نستطيع ان نعتبر انّ وجهتي النظر خطأ، لكن هناك خوف بسبب ما علّمتنا إيّاه السوابق، والخشية هي من أن يتمسّك الفريق الآخر بالنقاط التي تفيده ولا يعود الى البند الاول».

واقترح مكاري «الإتفاق على مبدأ عام مفاده ألّا يتمّ بتّ أيّ بند قبل الانتهاء من بند الرئاسة وأخذ القرار فيه وانتخاب رئيس». وأشاد مكاري بقرار الرئيس بري الدعوة الى جلسات حوارية متتالية، معتبراً أنّ ذلك «سيُتيح تبيان ما إذا كان هذا الحوار سينتج أم انه مجرّد تجربة غير مُنتجة».

حمادة

بدوره، قال النائب مروان حمادة لـ«الجمهورية»: «إذا كان لا بد من الحوار، وهذا هو منطقي بين أبناء البلد الواحد، فإنّ رفض الإذعان لـ»حزب الله» لا بد منه ايضاً.

فلا النسبية المطلقة التي تأتي حتماً بالأكثرية الطائفية العددية وتقضي ولَو بعد حين على المناصفة، بل على الوجود المسيحي، ولا التمسّك بمرشح وحيد أوحد يفرض على اللبنانيين، ولا استمرار المغامرة في سوريا والعداء للأشقاء العرب في كل شاردة وواردة، مقبول من غالبية اللبنانيين. من هنا كلام السيد حسن الأخير لا يقدّم في حل الازمة بل يؤخّر في ذلك.

وكان سماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين، رحمه الله، أوّل من أسقط تلك النسبية والأغلبية العددية الناتجة عنها، رفضاً بالتحديد للديكتاتورية التي يتحدث عنها السيد نصر الله».

وشدد حمادة على «انّ مقايضة الآلية الحكومية بتعيينات عسكرية لن يُفعّل الحكومة وسيعطّل الجيش، وبكل صراحة، أنا لا أرى انه في ظل وجود جيش جرّار غير شرعي تابع لـ«حزب الله» يمكن أن نخاطر بوَضع جيشنا الوطني اللبناني المكوّن من كل اللبنانيين ومن كل أطيافهم، والتابع لقيادة متوازنة وحكيمة، تحت رحمة أي قيادة حليفة او تابعة لـ«حزب الله». سيعني ذلك حتماً بعض التراجع عن أساسيات كثيرة تمثّلت بالسلاح في لبنان واستعماله خارج لبنان وتجاوز السلطة في كل الميادين وتسليم حاضرنا ومستقبلنا الى أصولية معينة ستجلب علينا حتماً ويلات الأصولية الأخرى».

«
الحزب»

وكان عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض قال: «إنّ طاولة الحوار الوطني ستشهد بعد أيام اجتماعات مفتوحة ومتتالية وعلى مدى ثلاثة أيام، وإنّ ذلك سيفرض على المتحاورين الدخول في التفاصيل والخروج من المقاربات العامة، ممّا سيفرض تداخلاً في معالجة البنود الواردة في جدول الأعمال».

واكد أنّ «لاحتمال التفاهم والوصول إلى حل مداخل عدة فلنناقشها كلها، وعلى ما يبدو فإنّ التفاهم على قانون انتخابي هو أحد هذه المداخل التي قد تكون متيسّرة وأقل تعقيداً، ولكنّ العقدة في موضوع النظام الانتخابي تكمن في موقف فريق 14 آذار الرافض للنسبية الكاملة».

ودعا الفريق الآخر إلى «مراجعة مسؤولة وبنّاءة لأهمية النسبية الكاملة في النظام الانتخابي التي هي ليست لمصلحة فريق بل لمصلحة التمثيل العادل والصحيح، ولمصلحة الإصلاح السياسي والاستقرار الذي تحتاجه البلاد». ودعا الى «اغتنام الفرصة التي هي أمامنا على طاولة الحوار للتفاهم على قانون الانتخاب، ولا نعيد تكرار تجربة إهدار الفرَص التي شهدناها في خلوة الأقطاب الأسبوع الماضي».

«
اللقاء التشاوري»

وفي هذه الأجواء، وبعد عودة الرئيس ميشال سليمان من باريس ليل أمس، يتحضّر «اللقاء التشاوري» للاجتماع، بحضور رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل والوزراء الثمانية للبحث في المستجدات وملف النفايات وما تحقّق الى اليوم من طروحات على مختلف المستويات.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ وزراء سليمان والكتائب والمستقلين سيبحثون في توحيد المواقف ورؤية ما استجدّ في ملف الترقيات العسكرية وما هو مطروح على قاعدة عدم المَسّ بهيكلية الجيش والوقوف على رأي قيادته في كل شاردة وواردة قبل بتّ أي طرح، واعتبار اي تفاهم خارج إطار مجموع مكوّنات الحكومة لا يعني الوزراء الثمانية ومن يمثّلون.

شهيّب في الرابية

وفي ملف النفايات، لم تدخل خطة الوزير اكرم شهيّب بعد حيّز التنفيذ في انتظار الاتصالات التي يجريها في أكثر من اتجاه.

وعلى وَقع الوعد شبه النهائي الذي قطعه النائب وليد جنبلاط ومعه اتحاد بلديات الغرب والشحار بفتح مطمر الناعمة لسبعة أيام، على رغم الانقسام حول الخطوة، بهدف استيعاب 90 الف طن من النفايات المكدسة موقتاً في بيروت والضواحي وفك رموز المعارضة الشعبية والبلدية لمطمري المصنع وسرار، يواصِل شهيّب لقاءاته اليوم لتزخيم الخطة وتحديد ساعة الصفر لانطلاقتها بزيارة الرابية للقاء رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون وسط أجواء توحي بتحميله مسؤولية بعض المعارضة التي تواجهها الخطة خصوصاً في عكار حيث بعض الرموز التي ترفض توسيع استخدام المطمر لجمع النفايات من بيروت وجبل لبنان فيه بسبب عدم الحسم الذي يريده في ملف الترقيات العسكرية.

تضامن مع العسكريين

وفي إطار الحراك المدني يقف أطراف الحراك المدني بدعوة من «صرخة ضمير» وبالتنسيق مع أهالي العسكريين وقفة تضامنية عند السادسة من مساء اليوم في ساحة رياض الصلح مع العسكريين ورجال قوى الأمن المخطوفين في جرود عرسال قبل عام وشهرين و«لرَفع الذلّ والحَيف عنهم»، وستشارك مجموعات من مكوّنات أخرى في الحراك بعدما توسّعت رقعة المشاورات.
بري يدعو إلى الاتعاظ من «حوار الكبار»و«عين درافيل» تبايع خطة شهيب.. البحرين تحتج على تصريح نصرالله.. ولبنان يتبرأ منه
المستقبل...
بعد استباحته اللفظية لسيادة الدول العربية وتدخله الفظ فعلاً وقولاً في شؤونها الداخلية، معرّضاً على جاري إطلالاته المسيئة لهذه الدول مئات آلاف اللبنانيين العاملين فيها إلى خطر قطع أرزاقهم كرمى لطموحات إيران التوسعية في بلاد الشام والخليج العربي، لاقى تصريح أمين عام «حزب الله» الأخير استهجاناً بحرينياً رسمياً لما تضمنه من «تدخل سافر مرفوض في الشأن الداخلي» للمملكة يرقى إلى درجة «التعدي الواضح على سيادتها واستقلالها» كما سمع القائم بأعمال السفارة اللبنانية ابراهيم الياس عساف في الخارجية البحرينية لدى استدعائه وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية على تصريح السيد حسن نصرالله، مع مطالبة الدولة اللبنانية بتحرك «رادع وحاسم وضمان الوقف الفوري والقاطع لكافة أشكال التدخل في الشأن البحريني» باعتبار أنّ نصرالله يتحدث باسم حزب شريك في الحكومة. الأمر الذي دفع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام إلى المسارعة للتبرؤ باسم لبنان الرسمي من تداعيات هذا التصريح، مؤكداً أنّ «الحكومة حصراً» هي التي تعبر عن الموقف اللبناني الرسمي وليس «أي طرف سياسي حتى ولو كان مشاركاً في الحكومة».

إذاً، وغداة إعراب الخارجية البحرينية عن احتجاج شديد اللهجة رداً على تصريحات نصرالله التي «تحمل توصيفاً مغلوطاً للوضع في مملكة البحرين وترمي إلى الإساءة للعلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين» وفق ما نبّه وكيل الخارجية السفير عبدالله عبد اللطيف عبدالله أمام عساف، مشدداً في الوقت عينه على أنّ «البحرين ستتخذ كل ما من شأنه حماية مصالحها والمحافظة على أمنها واستقرارها وضمان سلامة شعبها»، اضطر سلام من نيويورك، حيث يواصل لقاءاته العربية والأممية والدولية وآخرها بعد منتصف الليلة الماضية بتوقيت بيروت مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يليه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى إعادة تظهير حقيقة موقف لبنان الرسمي الحريص على «قيام أفضل العلاقات مع مملكة البحرين الشقيقة وجميع دول مجلس التعاون الخليجي».

وأوضح سلام أمس قائلاً: «إن اخواننا في البحرين يعرفون طبيعة النظام اللبناني وتعقيدات الواقع السياسي في لبنان التي تسمح بظهور اجتهادات كثيرة حول مختلف القضايا، سواء الداخلية منها أو تلك المتعلقة بالمنطقة والعالم، لكننا نؤكد أنّ ما صدر في بيروت في حق البحرين لا يلزم الحكومة اللبنانية ولا يعبر في أي حال من الأحوال عن موقف لبنان الذي يعرف مكانته ومكانة أبنائه في قلوب البحرينيين وعقولهم»، مجدداً باسم «لبنان الذي عانى طويلاً من تدخل الآخرين في شؤونه الداخلية، حرصه على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى خصوصاً الدول العربية الشقيقة التي تحتل مملكة البحرين مكانة مميزة بينها».

بري.. والحوار

في غضون ذلك، أعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن أمله في أن «تثمر الجهود والمساعي التي تشهدها أروقة مقر الهيئة العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إنجاز تسويات توقف حمام الدم الذي يضرب المنطقة ولا سيما في سوريا والعراق واليمن«، مطالباً في الوقت ذاته اللبنانيين بالاتعاظ «مما يجري من حوار على مستوى الكبار» وتأكيد أنهم قادرون «على إدارة ملفاتهم وشؤونهم وإنجاز استحقاقاتهم بأنفسهم مقدّمين مصلحة وطنهم وسلمهم الأهلي على أي مصلحة أخرى».

وإذ رفض وضع طاولة الحوار الوطني في إطار «تضييع الوقت أو ضد الحراك المدني»، شدد بري على كونها تأتي في سياق «استثمار الوقت الذي لن يكون لمصلحة لبنان إذا لم نحسن قراءة المتغيرات المتسارعة على مستوى المنطقة والعالم»، مبدياً من هذا المنطلق ثقته بقدرة «طاولة الحوار على إنجاز الكثير شرط أن تتوفر النوايا الصادقة لدى الأطراف المتحاورين».

«عين درافيل»

حياتياً، وفي مقابل التحرك الاحتجاجي المصطنع باسم أهالي الناعمة التي أكدت فعالياتها لـ«المستقبل» أنه لم يشارك فيه «سوى 13 من أبنائها»، وسط العشرات الذين حشروا وحشدوا أنفسهم أمس في وقفة رافضة لمساهمة مطمر الناعمة في تنفيذ الخطة الوطنية الشاملة لمعالجة أزمة النفايات، برز على مستوى الموقف الحقيقي لأبناء المنطقة لقاء حاشد في ساحة كنيسة عين درافيل عبيه عبّر فيه المجتمعون، من اتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار والبلديات المحيطة لمطمر الناعمة وبلديات الساحل بالتنسيق مع الأحزاب وهيئات المجتمع المدني في المنطقة، عن موقف موحد داعم للخطة الوطنية التي وضعها الوزير أكرم شهيب تأكيداً على إحساس أهالي هذه المنطقة «بالمسؤولية الوطنية» الملقاة على كاهلهم في إطار الدور التشاركي بين المناطق في تحمّل هذه المسؤولية.

وفي ختام لقاء «عين درافيل» أكد بيان باسم البلديات المحيطة بمطمر الناعمة موافقة المجتمعين وأهالي المنطقة وفعاليات المجتمع المدني على إعادة فتح المطمر لمدة سبعة أيام كما تنصّ خطة شهيب، مطالبين الجميع بأن يبادروا إلى «التعاطي بإيجابية وبحس المسؤولية لإنجاح هذه الخطة» ورفع المعاناة الواحدة «من بيروت إلى الجبل إلى كل لبنان».
 
بري:لنحسن قراءة متغيرات المنطقة المتسارعة
بيروت - «الحياة» 
أمل رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري بأن «تثمر الجهود والمساعي التي تشهدها أروقة مقر الهيئة العامة للأمم المتحدة والتي تقودها روسيا والدول الكبرى مع الدول المؤثرة في المنطقة عن إنجاز تسويات توقف حمام الدم الذي يضرب المنطقة لا سيما في سورية والعراق واليمن».
وقال: «نأمل بأن يكون الجميع أدرك بعد هذا الكم الهائل من الدمار والقتل والتهجير والهجرة والتكفير، أن أقصر الطرق وأقلها كلفة لحل الأزمات والخلافات يكون بالحوار وبالتسويات السياسية التي تحفظ للدول وحدتها ودورها وسيادتها وهويتها وتنوعها». وقال: «حريٌ بنا كلبنانيين قبلنا بالجلوس إلى طاولة الحوار أن نتعظ مما يجري من حوار على مستوى الكبار، فلا يجوز أن يذهب العالم بأسره على اختلافه وانقساماته الى الحوار لإنجاز التسويات وأن يعود اللبنانيون من حوارهم خاليي الوفاض، المطلوب أن نقدم للعالم صورة وحقيقة مفادها بأن اللبنانيين قادرون على إدارة ملفاتهم وشؤونهم وإنجاز استحقاقاتهم بأنفسهم مقدمين مصلحة وطنهم وسلمهم الأهلي على أي مصلحة أخرى».
ونبه الى انه «يخطئ الظن من يعتقد في الداخل أن طاولة الحوار هي لتضييع الوقت أو ضد الحراك الشعبي المدني، أقول إن طاولة الحوار هي لاستثمار الوقت الذي لن يكون لمصلحة لبنان إذا لم نحسن قراءة المتغيرات المتسارعة على مستوى المنطقة والعالم وطاولة الحوار قادرة على إنجاز الكثير شرط أن تتوافر النيات الصادقة لدى الأطراف المتحاورة وإنني مؤمن بأن النيات الصادقة لدى الجميع لإنقاذ لبنان».
 
 
سلام لـ «الحياة» محذراً من انهيار اقتصادي اجتماعي: ليس الوقت للمبارزة في موضوع الصلاحيات
نيويورك – راغدة درغام 
حذر رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام من الانهيار الكامل للبنان «وأبرز مؤشرات ذلك الانهيار قد لا يكون سياسياً أو أمنياً بقدر ما قد يكون اقتصادياً - اجتماعياً، ونشهده غضباً اجتماعياً». وشدد على أن أحد «المفاتيح الرئيسية لاستمرار نظامنا الديموقراطي في هذه المرحلة هو انتخاب رئيس الجمهورية، المرجعية التي ثبت على رغم الكثير من الكلام من بعض الفئات والمزايدات الداخلية السياسية، أن البلد من دونه لا يمكن أن ينجح».
ودعا سلام قادة الحراك المدني في لبنان إلى الانفتاح على التحاور مع الحكومة للتوصل إلى حلول وآليات متوافق عليها.
وأكد سلام في لقاء مع «الحياة» عشية انطلاق مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أنه سيطلب ممن سيلتقيهم ومنهم الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «الوعي والإدراك التامين لما يتحمله لبنان جراء الأزمة السورية».
وأشاد بدعم المملكة العربية السعودية للبنان، وقال انه لمس من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن نايف خلال زيارته الأخيرة للمملكة «الحرص على مواكبة وضعنا في لبنان وعلى مساعدتنا ودعمنا».
وكان سلام التقى أمس، الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مقر إقامة الأخير، بعدما كان التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر إقامته، وزاره وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لتنفيذ القرار 1959 تيري رود لارسن.
وأكد سلام في موقف آخر حرصه على قيام «أفضل العلاقات مع مملكة البحرين الشقيقة وكل دول مجلس التعاون الخليجي»، مؤكداً أن «ما صدر في بيروت في حق البحرين لا يلزم الحكومة اللبنانية ولا يعبر في أي حال من الأحوال عن موقف لبنان الذي يؤكد حرصه على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى خصوصا الدول العربية الشقيقة». وأبرق سلام الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان معزياً باسم الحكومة والشعب اللبناني، «بضحايا الحادث المفجع الذي تعرض له الحجاج في مشعر منى». وهنا نص الحوار:
> الحديث الطاغي الآن في الأمم المتحدة وعلى هامشها، التصعيد العسكري الروسي في سورية وتداعياته، ومواصلة تدفق المهاجرين واللاجئين وتبعاته على الدول المجاورة. هل تخشى تداعيات التصعيد العسكري الروسي على لبنان؟
- هذا إذا افترضنا أنه تصعيد، قد يكون إجراء أكثر مما هو تصعيد. وهذا الإجراء ربما كان ضرورة لدور ما يكون في موضوع سورية في ظل ما تراه فيه روسيا.
> الإمدادات العسكرية الروسية المتطورة للحكومة السورية هي تصعيد عسكري من وجهة نظر الغرب، هل توافق على هذا الرأي؟
- لا، الأمر ربما يأتي على خلفية العلاقات بين روسيا والنظام السوري، أي شعور روسيا بالحاجة إلى تدعيم هذه العلاقة جراء الحرب الدائرة هناك والتي يبدو أن آثارها التدميرية والسلبية على الجميع كبيرة.
> هل تدعيم النظام في دمشق على أيدي روسيا في مصلحة لبنان؟
- الموضوع السوري ككل وأحداث سورية والتوترات في سورية شيء ومصلحة لبنان شيء آخر. مصلحة لبنان منذ بداية الأحداث ليست بالتطور الأخير الذي تتحدثين عنه اليوم، وإنما منذ بداية الأحداث في سورية كان واضحاً أن لبنان سيتأثر، ومن هنا انتهجت الحكومة السابقة وحكومتنا اليوم الموقف الذي تم التوافق عليه من الجميع وهو أن نعتمد سياسة النأي بالنفس عما يحدث في سورية. لكن، بين اعتماد هذا الموقف وبين تنفيذه وتطبيقه مسافة وبالتالي هذا لا يمنع من أن نقول إن لبنان، كبلد صغير في المنطقة، يتأثر بكل ما يحدث فيها، فكيف بما يحدث في سورية، طبعاً هناك آثار على لبنان ومن أبرز التداعيات إلى جانب البعدين السياسي والعسكري - الأمني هناك البعد الاجتماعي - الحياتي المتمثل بالعدد الكبير من إخواننا النازحين السوريين الذي يقارب المليون ونصف مليون نازح يشاركوننا في كل أمورنا في لبنان، في مياهنا وكهربائنا ومدارسنا ومستشفياتنا واقتصادنا، وهذا عبء كبير جداً بالنسبة إلى دولة من أربعة ملايين مواطن.
> ستلتقي الثلثاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. ماذا ستطلب منه؟
- ما أطلبه من الجميع، وهو الوعي التام والإدراك التام لما يتحمله لبنان في هذا الشأن، ولما نحن بحاجة إليه من عناية ورعاية من كل الدول التي تهتم وتتعاطى الشأن السوري، خصوصاً ممن له نفوذ مميز في المنطقة، وروسيا من الدول الكبرى التي لديها هذا النفوذ، وإطلاع روسيا على وضعنا الحرج في لبنان وعلى تداعيات هذه الأحداث علينا أمر مستمرون به ونتمنى دائماً من روسيا ومن غير روسيا الاستماع والأخذ في الاعتبار ما نشكو منه.
> روسيا شبه حليف، إن لم تكن حليفاً لإيران، مع الحكومة السورية وبالتالي أيضاً مع «حزب الله» إذا شئت، لأن الحزب يحارب مع الحكومة السورية. هل ستطلب من الوزير لافروف أن يكون هناك تدخل روسي مع الأطراف المعنية والتي لها دور في لبنان، وأعني بالذات إيران، ومع «حزب الله» من أجل تسهيل انتخاب رئيس جمهورية؟
- سنبحث كل المواضيع إذا أتيحت الفرصة ولكن أبرزها على ماذا ستستقر الأمور في ما نحتاجه جميعاً من مخرج وحل سياسي للحال القائمة في سورية، وهذا أمر بقدر ما نتمكن من استكشافه من الوزير لافروف أو من غيره من القيادات لن نقصر، لأننا نعرف أن الحل السياسي أو عدمه له تأثير مباشر علينا.
> صدر كلام عن السيد حسن نصر الله فُسر بأنه عبارة عن ربط ملف رئاسة الجمهورية في لبنان بملف الرئاسة السورية. هل تقرأ كلامه بهذا المعنى؟
- لا، أنا أكرر وأقول في كل مناسبة أن ملف الرئاسة في لبنان، تقليدياً وتاريخياً، مرتبط إلى حد بعيد بالأحداث في المنطقة وبتأثيرها وتأثر لبنان فيها، وهذه ليست المرة الأولى منذ الاستقلال. حتى اليوم تم انتخاب 12 رئيساً للجمهورية منهم ربما 11 رئيساً انتخبوا إما بإيحاء أو بمساعدة أو بتدخل أو بإخراج حتى من خارج لبنان، وخارج لبنان في حالات معينة.
> روسيا أوضحت أنها متمسكة بالرئيس السوري بشار الأسد. الغرب يعارض هذا الموقف ويقول إنه قد يقبل به في المرحلة الأولى من العملية الانتقالية ولكن ليس في المرحلة الأخيرة. إيران طبعاً متمسكة بالرئيس الأسد، إذاً، عندما يصدر كلام يشابه الربط بين مستقبل انتخاب رئيس لبنان مع ملف الرئاسة في سورية، هل يقلقك هذا الأمر؟
- كل الأمور تقلقنا وهذا أحد الأمور، كل الأمور مقلقة في ظل عدم الاستقرار وفي ظل استفحال الصراع في سورية وفي المنطقة.
> ولكن هل أنت ضد الربط ما بين انتخاب الرئيس ومصير الرئاسة في سورية؟
- مع عدم ربط لبنان بأي شيء إذا أمكن، ولكن واقع الحال أنه تقليدياً وتاريخياً لبنان يتأثر بكل ما يدور من حوله.
> فماذا سيحدث في لبنان إذا انتظر إلى ما بعد حل عقدة الأسد؟
- من الواضح أن الانتظار في لبنان والعجز بالتالي من قبل القوى السياسية اللبنانية عن التوصل إلى انتخاب الرئيس بعد مرور 16 شهراً من الشغور سيصب مزيداً من الضرر والأذى للبنان واللبنانيين وحذرنا ونحذر بشكل مستمر من أننا إذا ما استمررنا بهذا العجز لن نحصد منه إلا مزيداً من الضرر، أو لا سمح الله إمكان الانهيار.
> تتحدث عن الانهيار أكثر من مرة، ما هي عوامل الانهيار الذي تخشى منه؟
- قاعدة عامة غير معقدة، في أي بلد، في أي وطن إذا ما حصلت انقسامات وعدم توافق بين من هم مسؤولون عن الوطن لا بد من أن تتعرض هذه الأوطان إلى أخطار، والأمر ليس بجديد علينا، عندما أشير إلى انهيار لا أخترع، في عام 1989 إنهار لبنان.
> تقصد انهيار الجيش، انهيار الاقتصاد؟
- انهيار كل المكونات ومقومات الأوطان، من جيش ومؤسسات وغيره، كلها معرَّضة في حال الانقسام والتجاذب والتناحر الداخلي للانهيار، عام 89 إنهار البلد وكان المحيط الإقليمي مستقراً فتم إنقاذنا في الطائف، في 2008 إنهار البلد أيضاً وتم إنقاذنا في الدوحة في قطر، ليس بالضرورة أن ينهار الجيش أو مؤسسة معينة، ولكن كل التركيبة اللبنانية. والعجز عن تفعيل نظامنا الديموقراطي بإنتاج رئيس أو بإنتاج قانون انتخابات أو انتخابات نيابية انعكس انهياراً وسلباً على الوطن، وأبرز مؤشرات الانهيار قد لا يكون سياسياً - أمنياً بقدر ما يكون ربما اقتصادياً - اجتماعياً. وهذا ما نشهده أخيراً من حال غضب اجتماعي يزيد من الطين بلة.
> إلى من تتوجه كي تكون هناك شبه ضمانات في ألا يحدث هذا الانهيار، أو لا سمح الله إذا حدث أن ينقذ لبنان، عرفنا مؤتمر الطائف واتفاق الدوحة، إلى من تتوجه؟
- أتوجه إلى القوى السياسية اللبنانية لتدرك أن صراعها في ما بينها لن يؤتي إلا مزيداً من الضرر. وثانيا أتوجه إلى كل أصدقاء لبنان إقليمياً ودولياً، كل من يريد أن يساعد لبنان ألا يقصر في ذلك.
حافظوا على النموذج اللبناني
> هل ستطلب بصورة مباشرة من الرئيس الإيراني حسن روحاني أن يلعب دوراً رئيسياً في لبنان في هذه المرحلة بالذات؟
- لم أتوقف عن الطلب من أحد، قبل قليل كنت تسألين عن اللقاء المقبل مع الوزير لافروف وماذا ستطالبه، وستلتقي بالرئيس روحاني وغيره من القيادات. أطالبهم جميعاً أن يسعوا إلى حماية النموذج اللبناني والحفاظ عليه.
> بتسهيل انتخاب الرئيس؟
- طبعاً، بدءاً باستكمال مستلزمات النظام. هذا النظام الفريد والغني في لبنان لا يمكن أن يستمر إذا لم تُتح الفرصة عملياً للممارسة الديموقراطية لتأخذ مداها، والكل يعلم أن أحد المفاتيح الرئيسية لاستمرار نظامنا الديموقراطي في هذه المرحلة هو انتخاب رئيس الجمهورية، المرجعية التي ثبت على رغم الكثير من الكلام من بعض الفئات والمزايدات الداخلية السياسية خصوصاً في وسطنا السياسي في لبنان بأن رئيس الجمهورية ليس لديه نفوذ وأنه تراجعت مكانته، ثبت خلال 16 شهراً من الشغور أن البلد من دون رئيس لا يمكن أن ينجح ولا أن يتقدم وبالتالي مرجعية رئيس الجمهورية تبقى فوق كل المؤسسات. والمرجعيات ضرورة ملحة لنتابع تنفيذ مستلزمات نظامنا الديموقراطي من تشكيل حكومات إلى إجراء انتخابات نيابية إلى إقرار قوانين إلى ما إلى ذلك.
> سبق وسعيت لدى طهران لتستخدم نفوذها من أجل تسهيل الانتخاب.
- لم أضطر إلى أن أسعى إلى طهران في ذلك، القيادات الإيرانية أقدمت تجاهنا، قدمت إلى لبنان مرة واثنتين وثلاثاً وأربعاً وكل مرة كنا نطرح أمامهم أهمية وضرورة الحفاظ على لبنان والسعي إلى تدعيم نظامه وتوحيد صفوف أبنائه وإلى مساعدتنا في ذلك مع من لهم علاقة تواصل معهم، وهذا الكلام نقوله لهم ولغيرهم.
> لماذا لا تتجاوب طهران في هذا المسعى؟
- لا شك أن هناك حسابات إقليمية ودولية تأخذ مداها في ذلك وفي غيره، وبالتالي لسنا دائماً على اطلاع على تلك الحسابات أو على مقدرة من أن نضبط إيقاعها لما فيه مصلحة لبنان.
الحيـــــــــاة: وماذا عن المملكة العربية السعودية. هل بإمكانها أن تفعل شيئاً غير تقليدي من أجل الدفع نحو مقاربة جديدة؟
- المملكة العربية السعودية قامت بخطوة جبارة وكبيرة عندما أقدمت منذ سنتين على ربط لبنان بدعم غير مسبوق بقيمة أربعة بلايين دولار للجيش اللبناني، في تأكيد على أن المؤسسات الوطنية الجامعة مثل الجيش هي عماد بقاء هذا الوطن وهي أيضاً في هذه المرحلة الصعبة من أبرز المؤسسات التي يمكن أن تواجه التحدي الكبير المتمثل بالإرهاب وبزعزعة الأمن والاستقرار حتى داخلياً في لبنان.
> ولكن هناك من يقول إن المملكة باتت غير مهتمة، ما بعد انخراطها في اليمن، بالشأن اللبناني ولا تلبيه كما يجب؟
- لم ألمس ذلك عندما قمت بزيارة تلبية لدعوة من إخواننا في المملكة وتسنى لي فيها لقاء الملك سلمان وولي العهد والتباحث معهما بالتفصيل في أوضاع لبنان والاستماع إلى حرصهما على مواكبة وضعنا في لبنان وعلى مساعدتنا ودعمنا، لمست ما كنت ألمسه دائماً.
> إنما العلاقة السعودية - الإيرانية ليست على ما يرام؟
- هذا ليس خافياً على أحد.
> كانت هناك مؤشرات قبل شهرين على حلحلة في تلك العلاقات توقفت بعد ذلك؟
- ما كان طاغياً منذ شهرين هو الاتفاق النووي بين إيران والغرب، وبعدما تم هذا الاتفاق انتقل الموضوع ربما إلى توقع أن يحصل بعض الحراك على المستوى الإقليمي في ملفات إقليمية وفيها دور للمملكة العربية السعودية ودور لإيران، هذا ما قيل وهذا ما كان الكل يتطلع إليه ولا يزال.
> صدر كلام بعد لقاء وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف السبت، كيري قال أن هناك فرصة لتحقيق تقدم الأسبوع الجاري في شأن الأزمة السورية ووصفها بأنها فرصة كبيرة لعدد من الدول لأداء دور مهم في المحاولة لحل شتى القضايا وذكر اليمن وسورية بالذات. ظريف قال إن على رغم أهمية القضايا الإقليمية الأولوية هي للتحرك قدماً في الملف النووي. ما هي قراءتك؟
- لا شك أن الملف النووي قطع شوطاً كبيراً عندما تم توقيعه، ولكن إلى اليوم المجلس النيابي في إيران لم يقره، على عكس ما حصل في أميركا، وهذا يدل على أنه ما زالت هناك حاجة إلى متابعة هذا الملف، ولكنني سمعت من وزير الخارجية الإيراني منذ ثلاثة أشهر عندما زارنا في بيروت أنه اعتبر أنه فور توقيع الاتفاق أصبح عندهم إمكان التفرغ لمعالجة الأمور الإقليمية، وبالتالي هذا يعني بأنه كان مرتاحاً إلى توقيع الاتفاق.
> في الكلام عن التحرك في الملفات الإقليمية وعلى رأسها اليمن وسورية. هل قراءتك لكلام طهران أنها غير مستعدة للخوض في هذه الأمور حالياً؟
- لا. قراءتي بسيطة وتكاد تكون كلاسيكية، حتى في ظل التواصل بين الدول حول ملفات معينة، واليوم من أبرزها ملف سورية، هناك تقدم وتراجع وتجاذب وكلام يقرب وكلام يؤخر. هناك تفاوض، وهذا هو التفاوض.
> على موضوع سورية؟
- على موضوع سورية لن ينتج كلاماً حاسماً هكذا بين ليلة وضحاها، سيترتب عليه المزيد من الغوص في هذا الأمر، وفي هذه الأثناء سنسمع الكثير من الكلام. في الأسبوعين الماضيين سمعنا حول التحرك الروسي في سورية كلاماً تبدل بين يوم وآخر على لسان المسؤولين إن كان في روسيا أو في أميركا أو في دول أخرى. نعم، الأحداث تفرض الكثير من الكلام والمواقف ولا يمكن التمسك بموقف أو التوقف عند موقف كأنه نهائي، الأمور تتطور وتتحرك.
> صدر كلام عن مسؤولين أميركيين مفاده أن جون كيري يسعى لطرح مبادرة جديدة للتوصل إلى حل سياسي في سورية، طبعاً الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تكلم قبل أيام عن مقاربة جديدة في الموضوع السوري، ماذا لديك من معلومات؟
- موضوع سورية احتل العناوين الإعلامية منذ فترة قريبة على أثر ما حصل من هجرة باتجاه أوروبا فحركت مشاعر وأحاسيس وقرارات ودولاً ومؤتمرات وطغى الموضوع إلى الواجهة. جاء من بعدها موضوع التحرك الروسي في سورية ما زاد أيضاً من هذا الأمر، إن كان على المستوى الاجتماعي والمستوى الإنساني إلى المستوى السياسي وهذا طبعا شكَّل وتيرة من التعاطي بدأنا نلمس الكثير من جوانبها بما تشير إليه من أسئلة حول تصاريح من هنا وهناك.
ملف اللاجئين السوريين
> سأتوقف عند موضوع المهاجرين الذي حرك الملف السوري كما تفضلت. أنت اجتمعت مع فيديريكا موغيريني ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي والرئيس هولاند ذاهب إلى لبنان قريباً، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون ذهب أيضاً للتحدث عن موضوع اللاجئين. ماذا يُطلب منك وماذا تطلب منهم في هذا الموضوع؟
- النازحون السوريون الذين يتحولون إلى لاجئين في دول أوروبا أنشأوا وضعاً يعتبر مؤججاً وحجمه خطير، وبدأت الاجتماعات والمؤتمرات لملاقاة هذا التحدي وإيجاد الحلول له. بالنسبة إلينا عندما يتحدثون عن عشرة آلاف أو عشرين أو خمسين أو مئة ألف في قارة فيها 500 مليون إنسان وفي اتحاد أوروبي، ونحن في لبنان هناك أربعة ملايين مواطن ولدينا مليون ونصف مهاجر فمن البديهي أن نطرح تساؤلات ونوضح موقفنا أكثر ونستفيد من ذلك لنلفت الأنظار إلى واقعنا بشكل محدد.
> هل طلبت منك موغوريني الحد من أي هجرة من لبنان للاجئين السوريين؟
- لم يطلب أحد منا ذلك لأنهم يعلمون أنه إذا كان هناك من طلب في هذا المجال عليهم أن يشاركونا في تحمل الأعباء التي نتحملها من النازحين.
> أوروبا تقيد حركة الهجرة إليها حرصاً على أمنها. حدود لبنان مفتوحة أمام اللاجئين السوريين بلا تدقيق. هل حان وقت إقفال الحدود؟
- ليس دقيقاً الكلام أن هناك تنقلاً بين سورية ولبنان من دون تدقيق. لا أبداً، التدقيق قائم وأخذت الحكومة قراراً منذ سنة تقريباً بأن تضبط هذا التحرك وتم هذا الضبط. أصبح على كل سوري يأتي إلى لبنان أن يعلن بوضوح لماذا هو قادم.
> فلا ضرورة لإقفال الحدود؟
- لا أبداً، لأن سوريين كثراً يمرون عبر لبنان للانتقال إلى بلدان أخرى، وخصوصاً في ظل محدودية إمكان التواصل جواً بين سورية وخصوصاً دمشق ودول العالم، كثر يأتون ويسافرون ويعودون إلى سورية من بيروت وهؤلاء ليسوا من النازحين طبعاً.
وضعنا حداً للإرهاب
> هل هناك لتنظيم «داعش» موقع قدم في لبنان؟
- أبداً، كاد يحصل ذلك منذ سنتين في ظل الاضطراب الأمني داخل لبنان ولكن بقدرة مميزة لأجهزة الأمن في لبنان والتنسيق بينها تم تقريباً بشكل كامل وضع حد نهائي لكل الإرهاب ولكل العناصر الإرهابية ولكل من يتعاطف معها في لبنان. ولا بد من تسجيل موقف كبير للقيادات وأبرزها الرئيس سعد الحريري الذي كانت له مواقف متقدمة جداً في نزع هذا الفتيل، وتحقيق واقع وهو أن ليس في لبنان بيئة حاضنة لا للإرهاب ولا للإرهابيين مهما كانت الخلافات الداخلية.
> هناك كلام يصدر عن وجود متطرفين إرهابيين في المخيمات الفلسطينية، ماذا عن ذلك؟
- موضوع المخيمات الفلسطينية أمر آخر. داخل المخيم هناك فئات وتشكيلات عدة ربما يكون لبعض المتطرفين وخصوصاً الإسلاميين منهم حصة منها ولكن ليس إلى درجة أنهم يشكلون خطورة.
كيف أسجل موقفاً والبلد ينهار
> سأتحدث عنك شخصياً، تمام سلام، واسمح لي أن أتحدث بصراحة نظراً إلى ما سمعته من الذين يحبونك وهم في لبنان وخارجه. قوتك أن الكل معك والجميع في حاجة إليك في وســعك أن تكون أكثر إقداماً وأكثر حزماً ولكنك دائماً تلبي خوفاً من الانهيار ولربما خوفاً من العرقلة، وبذلك تُلام على أنك تضعف منصب رئاسة الحكومة وقد تقوض صلاحيات المنصب نتيجة لطفك وليس نتيجة قرار منك بأن تفعل ذلك.
- من الواضح أننا في لبنان في ما نمر به من أخطار أحذر أن تذهب بنا إلى انهيار كامل، من الواضح أن التحريض أو أي كلام تحريضي في أي اتجاه، إن كان في اتجاهي وقيامي بدوري ومسؤوليتي أو باتجاه الآخرين، لن يفيدنا اليوم وليس هو الوقت للمبارزة ولعرض العضلات وإثبات الوجود، قد يؤخذ عليّ أنني ربما لا أسجل مواقف في ما يتعلق بصلاحيات رئيس الوزراء ورئاسة الوزراء، وكيف تريدينني أن أسجل مواقف والبلد ينهار، تجاه من أريد أن أسجل نقطة؟ أنا أتهم بأنني آخذ وأستولي على صلاحيات رئيس الجمهورية وأحاسب إذا كنت أخليت بصلاحيات رئاسة الوزراء؟ الأمر ليس كذلك أبداً، لم أطمع يوماً ولم أسع إلى أخذ صلاحيات رئاسة الجمهورية ولم أطمع ولم أسع إلى أن أقلص أو أضعف صلاحيات رئيس الوزراء ولكن هناك بلداً في خطر، والتضحية من أجله إذا لم تكن عند من عنده من الوعي والإدراك والتحسس الشفاف في مواجهة هذه الحقائق، فليس صعباً أن يتطرف الإنسان في موقفه أو يأخذ مواقف حادة، لكن ماذا ستكون النتيجة؟ سنزيد من الأوضاع المأسوية والتشنج. ومن سيستفيد؟ إذا أردتني اليوم أن أمارس كما يجب أن أمارس فأرفض كل الذي يحصل وأهدد وأترك وأمشي، هل هذا سيساعد على حل الأمور في البلد؟ حصل في الماضي أن رؤساء وزراء اضطروا إلى اللجوء لهذا الموقف للتعبير عن عدم رضاهم على ما هم فيه ولكن هل هذا متاح لي اليوم؟ أبداً، عليّ أن أهتم بالكثير من الدراية والحكمة والروية ولو اتهمني البعض بأن في ذلك ربما تخلياً أو عدم حرص إضافي على صلاحيات رئيس الوزراء. أين صلاحيات رئيس الوزراء اليوم من صلاحيات مجلس الوزراء، أين صلاحيات مجلس الوزراء من صلاحيات رئيس الجمهورية، أين صلاحيات رئيس الجمهورية من صلاحيات المجلس النيابي، أين صلاحيات البرلمان من كل واقع البلد؟ البلد مقبل على انهيار مستمر ونريد اليوم أن نحاسب من صلاحياته هنا ومن صلاحياته هناك؟
> موضوع تفعيل الحكومة بعد التعطيل يبدو أنه ينتظر ترقيات لبعض الضباط. ما هي آلية اتخاذ القرارات، توافق الأكثرية والأقلية موضوع قد يطول الحديث عنه، لذلك أسألك ببساطة أين أصبحت مسألة ترقية الضباط؟
- من يجب أن يُسأل هذا السؤال هو القوى السياسية ولست أنا، القوى السياسية هي التي تتفق وتتوافق ونحن نتابع المسيرة، أما ألا تتفق أو لا تتوافق فالحلول لا يمكن فرضها في هذه الظروف لا من قبلي ولا من قِبل غيري. ونأمل بأن تصل هذه القوى إلى التفاهم حول هذا الأمر الذي يمكننا من المضي به وتنفيذه لكسب مزيد من الوقت هروباً من الانهيار الذي يهددنا جميعاً.
> لماذا وافقت على حضور الخلوة بعد جلسة الحوار؟
- اسأليني بداية لماذا وافقت على حضور الحوار أصلاً قبل أن نصل إلى موضوع الخلوة؟ وافقت على الحوار لأنني وجدت أن أي موقف سلبي سأتخذه اليوم سيصب في إطار المساهمة بالعرقلة وضعف أي محاولة وهذا ليس دوري وليس مطلبي، مطلبي أن أتيح الفرص أمام الجميع ومن هنا تمسكي وما زلت بهذه المسؤوليات كمحاولة مساهمة بتأمين أفضل الفرص لنجاح توافق سياسي بين القوى السياسية، وإذا كان ذلك ممكناً في ظل الحوار أو في ظل الاجتماع الذي حصل فعلي أن أساعد فيه لا أن أعرقله.
> لماذا لا تتحاور بجدية وبطريقة متماسكة مع قيادات الحراك المدني؟
- أنا أول من دعا إلى هذا الحوار وأول من طالب به. قادة الحراك لا يريدون التعاطي معنا، يعتبرون أن التعاطي مع الدولة تراجع أو خسارة، أنا أول من اعترف بهذا الحراك ومن أوائل الذين دعوا قيادات هذا الحراك إلى التواصل لنرى ما يمكن أن نتفاهم عليه، هم لا يريدون.
> أخطأوا في عدم التواصل معكم إذاً؟
- وما زالوا يخطئون في عدم الرغبة في التعامل معنا.
> هذا حراك شبابي لماذا لا تنصحونهم أكثر فأكثر بدلاً من الغضب منهم؟
- لم يصدر مني في أي لحظة أي غضب تجاههم ولا أي مواقف سلبية، وكنت أتحمل كل الوقت وما زلت أتحمل الكثير إيماناً مني بأنه غضب مشروع، وأنا ربما في مكان ما معهم ولست مع القوى السياسية في هذا الأمر.
> فإذاً لا توافق على تهمة أنهم مأجورون من الخارج؟
- هذه تهم يذهب إليها ضعفاء، ولكن الواقع أن هناك ربما جهات أو قوى أو أحد يريد أن يستغل هذا الحراك، هذا أمر يحدث في كل مكان وكل مجال.
> قلت إنك فور عودتك إلى لبنان لربما تنوي دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد، أعطيتهم فرصة لإيجاد مخرج، فعلى أي أساس ستفعل ذلك؟ هل لديك أي جديد؟
- موقفي هو حض كل القوى السياسية على أن تعي وتدرك أهمية السلطة التنفيذية الإجرائية في تسيير شؤون البلاد والعباد، آملاً بأن تتمكن تلك القوى في أقرب فرصة من التوصل أو التوافق حول مواضيع معينة تساعد في تفعيل وتعزيز مكانة الحكومة ودورها لتعالج كل الأمور الحياتية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية بشكل فاعل يريح البلد.
> قرأت تصريحات لك أنك في غاية الاستياء من الطبقة السياسية والزعماء في لبنان بدءاً من مواقفهم السياسية وانتهاء بالفساد وبالتعطيل، لكن هؤلاء الذين تحدثت عنهم هم جزء من الحكومة التي ترأسها.
- من أين نأتي بطبقة أخرى؟ أنأتي بغيرهم من النيبال أو من كولومبيا أو من المريخ مثلاً؟ هؤلاء هم اللبنانيون وهؤلاء هم قياداتهم، وغالبية اللبنانيين ما زالوا اليوم على المستوى الشعبي ينتمون إلى طوائفهم وقيادات طوائفهم شئنا أم أبينا، وبالتالي يعطون هذه المرجعيات وهذه القيادات حصة كبيرة في قيادتهم وعلينا التعامل مع الواقع لا أن نعيش في خيال وأحلام. من حق الناس أن تتمنى أن يصبح لبنان مثل السويد أو النرويج ولكن بين الواقع والتمنيات فرقاً شاسعاً كبيراً.
> هل ما زالت فكرة الاستقالة تراودك أحياناً؟ أم إنك اتخذت القرار وعقدت العزم على أن استقالتك ستدمر ما تبقى من مؤسسات؟
- في اللحظة التي سأجد فيها أن استقالتي ستكون مساهمة فاعلة في حض القوى السياسية للذهاب إلى انتخاب رئيس للجمهورية لن أتأخر ثانية، ولكن طالما أن استقالتي ستنتج ضرراً أبلغ مما نحن فيه سأضغط على نفسي وأصبر وأتحمل كما حصل عندما تم تكليفي حين صبرت مدة 11 شهراً لتأليف الحكومة، اليوم البدائل أصعب وأكثر تعقيداً.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,142,307

عدد الزوار: 7,622,229

المتواجدون الآن: 0