أخبار وتقارير..حرب الشيشان الثالثة.. في سوريا...إتفاق أوروبي - تركي لتقاسم عبء اللاجئين...خبراء روس: موسكو تنظر الى الأسد كحليف مؤقت وتبحث عن عسكري خليفة له.. العالم الإسلامي في روسيا وحولها

علماء سعوديون يندِّدون بالتحالف الغربي-الروسي ويطالبون الدول الإسلامية بدعم المعارضة السورية

تاريخ الإضافة الخميس 8 تشرين الأول 2015 - 7:14 ص    عدد الزيارات 2315    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

حرب الشيشان الثالثة.. في سوريا
 (ا.ف.ب)
 تشمل الغارات التي ينفذها الطيران الروسي في سوريا وخصوصا تلك التي تستهدف مواقع جبهة النصرة، آلاف الشيشان الروس القادمين من القوقاز الذين يقاتلون نظام الرئيس بشار الاسد منذ 2012، ولو ان ذلك لا يشكل الهدف الاول للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ولا تدع دراسة عمليات القصف التي تقوم بها المقاتلات الروسية منذ 30 ايلول مجالا للشك. فبضرب مواقع في محافظات اللاذقية وحلب وادلب ، يسعى الروس الى صد المجموعات المسلحة التي تواصل الضغط على الجيش السوري.
 الا ان هذه المناطق هي التي تضم العدد الاكبر من المقاتلين القادمين من القوقاز الروسي من شيشان وداغستانيين خصوصا ومن الجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى وخصوصا اوزبكستان وطاجيكستان. وبالتالي، فان استهدافهم يشكل نتيجة مباشرة للاستراتيجية الروسية.
 ويرى المحاضر في جامعة ادنبرة توماس بييريه المتخصص في الشؤون السورية ان وجود هؤلاء المقاتلين الشيشان الروس بمعظمهم «لا يشكل على ما يبدو عاملا حاسما في اتخاذ القرار الروسي»، لكن «معركة روسية شيشانية» تجري على الارض السورية. ووقعت حرب اولى مع الشيشان في روسيا بين 1994 و1996، تلتها حرب ثانية في العقد الاول من الالفية الثالثة ضد التمرد الاسلامي امتدت الى كل القوقاز الروسي وخصوصا انغوشيا وداغستان.
وفي سوريا، ظهر اوائل المقاتلين القادمين من القوقاز في صيف 2012 وخصوصا خلال معركة حلب.
 وكان معظم هؤلاء قاتلوا في وقت سابق في العراق وافغانستان، وهم معروفون بقدرتهم القتالية العالية ويسميهم العرب والافغان «الشيشان» وإن كانوا قادمين من مناطق اخرى في القوقاز الروسي.
 وذكر غريغوري شفيدوف، رئيس تحرير موقع متخصص بالقوقاز، بالعلاقات التاريخية بين هذه المنطقة من الشرق الاوسط والقوقاز.
فعلى غرار الاردن، يضم شمال سوريا اقليات عديدة متحدرة من القوقاز الروسي استوطنت في سبعينات وثمانينات القرن التاسع عشر خلال الحرب الروسية التركية.
 وقال شفيدوف «هناك تجمعات كبيرة من الكوميك واللاك والاوار والدارغين وبالتأكيد من الشركس» في اشارة الى شعوب من داغستان وكاباردينو بلكاريا.
 ويقدر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن الذي يملك شبكة واسعة من المصادر في سوريا «عدد المقاتلين الذين قدموا من الشيشان وداغستان ومناطق اخرى الى سوريا بالفين على الاقل».
 وكان مدير مركز مكافحة الارهاب لرابطة الدول المستقلة اندري نوفيكوف تحدث عن وجود الفي روسي فقط في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق.
وقال انهم «يتمركزون خصوصا في محافظات ادلب وحلب واللاذقية» لا سيما في صفوف جماعة جند الشام الشيشان التي تقاتل الى جانب جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.
وتوجد جماعة اخرى تحمل اسم اجناد القوقاز في محافظتي ادلب اللاذقية. وقد انقسمت مجموعة موجودة في محافظة حلب وتضم شيشانيين واوزبك وطاجيك وتحمل اسم «جيش المهاجرين والانصار» تدريجيا لتلتحق غالبية اعضائها بتنظيم الدولة الاسلامية بينما اعلن آخرون ولاءهم لجبهة النصرة.
وقال الخبير في التيارات الاسلامية رومان كاييه «يقول الروس انه من الافضل التركيز على جبهة النصرة التي تضم شيشان وقوقازيين لانهم يرون ان التحالف (الذي تقوده الولايات المتحدة) يهتم اصلا بتنظيم الدولة الاسلامية» حيث يقاتل اغلبية الشيشان الموجودين في سوريا.  ولم يأت الروس على ذكر هذا الوجود القوقازي حتى الآن.
 الا ان بوتين صرح في اليوم الاول من الضربات قائلا «يجب التحرك بسرعة لمكافحة وتدمير المقاتلين والارهابيين على الاراضي التي لا يسيطرون عليها والا ننتظر حتى يصلوا الينا».
 ومن غير القوقازيين يمكن ان «يصل» الى روسيا التي استهدفتها مرات عدة اعتداءات نفذتها مجموعات من القوقاز خلال العقد الماضي وفي 2013.
 ويرى رامي عبد الرحمن ان «الروس يستهدفون المقاتلين الشيشان في سوريا لانهاء الخطر الذي يشكلونه قبل ان يرتكبوا اعمالا ارهابية في روسيا».
 اما بشأن احتمال وقوع اعتداءات جديدة في روسيا، فيرى الكسي مالاشينكو من مركز كارنيغي للابحاث «انها ممكنة وفي كل الاحوال يجب الاستعداد لها».
 
علماء سعوديون يندِّدون بالتحالف الغربي-الروسي ويطالبون الدول الإسلامية بدعم المعارضة السورية
(ا.ف.ب)
دعا اكثر من 50 عالم دين سعودياً امس الدول الاسلامية الى تقديم دعم عسكري لمقاتلي المعارضة السورية ضد «التحالف الغربي-الروسي» الذي يشن «حرباً حقيقية ضد اهل السنة» في سوريا، وذلك بعد اسبوع على بدء موسكو غارات جوية في سوريا.
وقال 55 عالم دين وداعية في بيان مشترك ان «المجاهدين في الشام اليوم يدافعون عن الأمة جميعها، فثقوا بهم ومدوا لهم يد العون المعنوي والمادي، العسكري والسياسي، فإنهم إن هُزموا -لا قدر الله ذلك- فالدور على باقي بلاد السنة واحدة إثر أخرى».
واضاف البيان ان «الدور الأكبر في نصرة الشعب السوري يقع على كاهل الدول السنية المجاورة لسوريا، وعلى الدول التي أعلنت بقوة وصراحة وقوفها إلى جانب الشعب السوري وأنه لا مكان للقاتل في أي حل مقبل، وعلى رأس هذه الدول بلادنا المملكة العربية السعودية، وتركيا وقطر».
وناشد الدعاة هذه الدول «اتخاذ مواقف عملية قوية نصرة لإخوانهم السوريين» مواقف تتحقق بها حماية الشام أرضا وشعبا من نفوذ الفرس والروس (...) ونطالب الدول الإسلامية -والعربية على وجه الخصوص- بسحب سفرائها من روسيا وإيران وقطع جميع العلاقات والتعاملات معهم».
 وهاجم الدعاة في بيانهم الولايات المتحدة متهمين اياها بانها تغض الطرف عن كل ما يجري في سوريا بما في ذلك التدخل العسكري الروسي الاخير.
 وقالوا ان «زعم أميركا والغرب صداقة سوريا وشعبها ونزع شرعية بشار لم يعد ينطلي على أحد، فهم من منع الشعب السوري من امتلاك مضادات الطيران ليحمي نفسه، وهم من عطل حظر الطيران، وهم من عرقل المنطقة الآمنة في الشمال، ولولا رضاهم ما دخلت روسيا ولا بقي الأسد، وقد أرادوا خداع الشعوب بزعم التحالف لحرب داعش، وإنما هي خدعة، فلم يطل داعشا منهم إلا القليل».
واذ ذكر الدعاة بغزو افغانستان من قبل الاتحاد السوفياتي السابق اعتبروا ان «وريثته روسيا الصليبية الأرثوذكسية تغزو سوريا المسلمة لنصرة النظام النصيري وحمايته من السقوط (...) لقد أعلنها رؤساء كنيستكم الأرثوذكسية حرباً مقدسة صليبية».
 
إتفاق أوروبي - تركي لتقاسم عبء اللاجئين
(أ ف ب)
اتفق الاتحاد الاوروبي مع تركيا على «خطة عمل مشتركة» تقضي بتعبئة اموال اوروبية واستقبال لاجئين يتدفقون الى تركيا في اوروبا مقابل فتح مراكز استقبال لطالبي اللجوء على الاراضي التركية.
وينتظر الاوروبيون من تركيا ان تفتح ستة «مراكز استقبال» للاجئين بتمويل من الاتحاد الاوروبي، الامر الذي رفضته الحكومة التركية حتى الان. كما يطالبون بأن تسيِّر تركيا مزيداً من الدوريات وعمليات الاغاثة في عرض البحر قبالة سواحلها، وأن تسترد المهاجرين الاقتصاديين المبعدين من الاتحاد الاوروبي.
واعتبرت المفوضية الاوروبية التي نشرت نسخة غير نهائية من النص الذي تم التفاوض بشأنه مع انقرة ان تطبيق خطة العمل هذه «سيسهم في تسريع عملية منح التأشيرات» للاتراك الراغبين في السفر الى اوروبا. لكن لم يصدر رد فعل من السلطات التركية على الفور.
ويأتي الاعلان بعد اتفاق مبدئي تم التوصل اليه بين قادة المؤسسات الاوروبية والرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاثنين اثناء زيارة الاخير لبروكسل كما اكدت المفوضية الاوروبية.
وتؤدي تركيا دورا محوريا اذ ينطلق كل يوم من سواحلها الاف الاشخاص الى الجزر اليونانية في بحر ايجه. و«خطة العمل» تشمل «سلسلة خطوات تعاون يتوجب القيام بها على عجل لضبط تدفق اللاجئين من تركيا الى الاتحاد الاوروبي».
وكل من المقترحات الواردة في الاتفاق ما زال يتطلب ان يوافق عليه الطرفان كما قالت المفوضية الاوروبية، السلطة التنفيذية للاتحاد الاوروبي، في بروكسل.
ويخشى الأوروبيون الذين يواجهون أسوأ ازمة مهاجرين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وصول دفعات جديدة من اللاجئين بسبب تفاقم الازمة السورية حيث يشن الطيران الروسي ضربات على مواقع المقاتلين المعارضين والجماعات الجهادية دعما للرئيس بشار الاسد.
وحذر رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك أمس من «ان نصرا محتملا لنظام الاسد هو اكثر ترجيحا اليوم بسبب تدخل ايران وروسيا في سوريا وذلك سينجم عنه موجة هجرة مقبلة».
وشدد على انه «بحسب تقديرات الاتراك فان ثلاثة ملايين لاجىء اضافي قد يأتون من حلب وجوارها».
 
خبراء روس: موسكو تنظر الى الأسد كحليف مؤقت وتبحث عن عسكري خليفة له
 (الأناضول)
تدرك موسكو أن بقاء بشار الأسد في الحكم «مؤقت»، وأنه سينتهي بالنسبة لها بمجرد ضمان مصالحها، وانه سيكون هناك في نهاية المطاف حل سياسي للأزمة..

هذه الرؤية اتفق على ملامحها العامة ثلاثة خبراء روس، مقربين من الحكومة الروسية، وخبيرة أمريكية استطلعت الاناضول آراءهم عبر الهاتف، غير أن احد الخبراء الروس توقع أن يكون بديل موسكو للأسد «جنرال من داخل الجيش السوري» يجري البحث عنه من جانب موسكو لكي يتم تصعيده الفترة المقبلة بما يضمن مصالحها مستقبلا فيما شككت خبيرة أميركية بوضوح الرؤية الروسية لمرحلة ما بعد بشار، مشيرة إلى امكانية سقوط روسيا في «المستنقع» السوري على غرار ما حدث لها من قبل في أفغانستان.

رحيل الأسد متوقع

وقال نيكولاي سوركوف، أستاذ مشارك بمعهد موسكو للعلاقات الدولية (حكومي روسي) لوكالة «الأناضول» إن «خطوة رحيل الأسد متوقعة من جانب الكرملين، والسيناريو المتوقع هُنا إما أن يكون هناك حكومة انتقالية أو انتخابات رئاسية جديدة فورية، لكن تخميني هو أن بديل الأسد سيتم اختياره من بين الجيش«.

وولم يحدد سوركوف دائرة الأسماء السورية المرشحة من موسكو لقيادة مرحلة ما بعد الأسد، لكنه تابع: «سيكون أحد هؤلاء الرتب العسكرية الذي سيذاع صيته خلال الفترة المقبلة عبر العمليات العسكرية على الأرض. وفي هذه الحال سيتم حماية مصالح روسيا مستقبلا» في سوريا، مستطردا: «لكن هذا التصور لا يعني تنحي الأسد فوراً، فهذا يستغرق على الأقل سنة«.

وأشار سوركوف إلى ضرورة قبول القطبين الأميركي والروسي لخليفة الأسد، وقال: «خليفة الأسد في مستقبل سوريا سيكون منتخبا، والأميركيون والروس حريصون على حد سواء على إيجاد حل للأزمة يقبلان به، لأنه حينها سيحفظ ماء وجه الطرفين، ومصالحهما أيضاً«.

واعتبر أن «موسكو لديها تأثير على العلويين (الطائفة التي ينتمي إليها بشار الأسد)، بما يسمح لها بالمساهمة في التوصل إلى سلام من خلال تفاهمات بين جميع الأطراف، لكن الأهم التوافق حول مرحلة ما بعد رحيل الأسد، قبل رحيله، بما يضمن المصالح الاستراتيجة لموسكو في سوريا والمنطقة«.

تفكك سوريا محتمل

وقال دميتري أوفيتسيروف، المحلل السياسي والمحاضر في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو (من أكبر مراكز الأبحاث الروسية المستقلة): «موسكو تدرك أنه لا مكان لسوريا بشكلها القديم في المستقبل، ونحن لا نستبعد احتمال تفكيك سوريا إلى ثلاث دول، فهذا يحدث بالفعل»، مضيفا: «رحيل الأسد فوراً ليس أمراً حتميا، ولست متشائما بشان مستقبل سوريا لكن لا يوجد من هو على استعداد لتمثيل العلويين حالياً، وهذا يبرر وجود الأسد على طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق»، بحسب تقديره.

وأشار أوفيتسيروف في حديثه إلى تمسك روسيا بالأسد لحين إيجاد ما تعتبره من وجهة نظرها «البديل الشرعي» له غير أنه شدد في الوقت على تمسك روسيا بالأسد في المرحلة الراهنة لحماية مصالحها، قائلا: «أي خليفة للأسد سيكون أقل شرعية منه، حيث ترى موسكو أن وجود الأسد على طاولة المفاوضات مهم لأنه يمثل رسميا سوريا لذا إذا تنحى الأسد أو حدث معه أي أمر، فسيكون ذلك مشكلة، وفي هذه المرحلة ستمنع روسيا من أداء دورها بشكل أكبر«.

وتابع مدافعا عن الرؤية الروسية الرسمية: «من المهم أن يمثل الأسد العلويين لفترة لكننا في روسيا أيضاً لا نستبعد السيناريوات الأخرى حيث يجب أن نكون على استعداد لها جميعا«.

وقال أوفيتسيروف: «ليس لدى الأسد بديل واضح يحكم سوريا في الوقت الراهن، لكن حل الأزمة يعتمد على متى وكيف يتنحى الأسد، وهي مسألة وقت، ونحن ندرك ذلك، لكن هذا لن يكون قبل المفاوضات«.

ضمانات المصالح الروسية؟

ورأى فلاديمير أفانكوف الخبير السياسي الروسي في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الشؤون الخارجية في الاتحاد الروسي والمحاضر في معهد موسكو للعلاقات الدولية (حكومي)، أنه «بالنسبة لروسيا، الأزمة الراهنة ليست في بقاء الأسد أو رحيله، بقدر ما تتلخص فيما يمثله تنظيم داعش من تهديدات لروسيا»، كما تدعي موسكو، وان أي تغيير مستقبلي لصالح كفة التنظيم قد يهدد تواجد موسكو في البحر المتوسط (من خلال قاعدتها في ميناء طرطوس السوري)، وهي المسألة الأهم من وجهة نظر روسيا للحفاظ على مصالحها«.

وأضاف أفانكوف: «من الصعب ضمان هذه المصالح (الروسية) في حال سقوط نظام بشار الأسد، لكن إذا حدث، فسيكون لكل حادث حديث«.

رؤية غير واضحة

أما مارينا أوتاواي، الباحثة الأمريكية في مركز ودرو ويلسون الدولي، فتحدثت من جانبها عن «غموض» الرؤية الرؤسية بشأن مرحلة ما بعد الأسد وقالت: «لا أستطيع فعليا معرفة رؤية روسيا في مرحلة ما بعد الأسد. فهي عير واضحة وموسكو لم تعط أي إشارة متكاملة حول رؤيتها للحل النهائي«.

وبشأن ما ستؤول إليه الغارات الجوية الروسية الحالية في سوريا بدعوى «محاربة تنظيم داعش»، رأت أوتاواي أن «روسيا تقوم حالياً باستراتيجية عالية المخاطر والتي يمكن أن تتحول بسهولة إلى مستنقع، مضيفة: «قد يستغرق الأمر أكثر من عمليات قصف لمساعدة الأسد على استعادة السيطرة على الأراضي السورية بأكملها، فقد يتطلب الامر قوات برية أيضاً وهذا يعني أن روسيا قد تتورط على غرار تدخل الاتحاد السوفياتي في أفغانستان في الثمانينيات» من القرن الماضي.

وتابعت أوتاوي: «نية روسيا قد تتضح أكثر عندما نرى بمزيد من الوضوح الأماكن التي اختارت قصفها، فمن الممكن أن الإستراتيجية الروسية لا تزال تتطور، وأنها لم تقرر بعد إلى أي مدى ستبقى على دعم الأسد، الذي هو في الوقت الحالي مؤقت لضمان مصالحها«.

وتجمع تصريحات لقادة المعارضة السورية ومسؤولين غربيين وحقوقيين دوليين، فضلا عن إفادات شهود عيان على الأرض، على أن الغارات التي بدأت روسيا في شنها على سوريا بدعوى محاربة «داعش«، اسفرت بشكل رئيسي عن مقتل بضع عشرات من المدنيين، ولم تستهدف بشكل رئيسي معاقل «داعش«.
 
العالم الإسلامي في روسيا وحولها
الرأي...بقلم أليكسي سولوماتين* * سفير روسيا الاتحادية في الكويت
رغم كل المحاولات للاساءة الى سمعة روسيا في المنطقة ودق إسفين بينها والعالم الاسلامي برمته والتي تقوم بها حاليا بنشاط عال قوى التطرف والشر المتربصة بالامن والسلام الدوليين، فان بلادنا كانت وما زالت جزءا لا يتجزأ من العالم الاسلامي الذي لا يحيط بروسيا فحسب، بل ويوجد في داخلها بكل ازدهار ورفاهية وسعادة، حيث يتجاوز عدد المسلمين الروس 20 مليون نسمة وتسكن اغلبيتهم (نحو 90 في المئة) في الجزء الاوروبي لروسيا.
فهولاء الناس ليسوا نازحين او مهاجرين او لاجئين من الدول المنكوبة مثل الذين يفرون الان الى بلدان الاتحاد الاوروبي، ويلقون حتفهم في الطريق نتيجة الظروف الصعبة للغاية، ولكن المسلمين المتعددي القوميات يعيشون في روسيا منذ زمن، وسط شعوبها الاصلية، جنبا الى جنب مع المسحيين واليهود والبوذيين، ولا يوجد اي فرق او خلاف بينهم وبين اي من المواطنين الروس المعتنقي الديانات الاخرى، كما ان مسلمي روسيا كانوا دائما في طليعة المتصدين للعدوان الخارجي، وهذا التقليد تمتد جذوره في القرون الوسطى، حيث كان المقاتلون من تاتار مدينة قاسموف يحاربون اعداء روسيا في الصف الواحد مع حرس القياصرة والامراء الروس حتى اخر قطرة من الدماء. ولن تكون مبالغة القول ان الاسلام كان من اركان واعمدة الدولة الروسية. اما روسيا نفسها، فكانت حسب قول رئيسها فلاديمير بوتين، من المدافعين عن مصالح الديانة الاسلامية الاكثر ثقة ومصداقية ومتانة.
وتطويرا لذلك اود، ان اقتبس كلمات المفتي العام لروسيا الشيخ عين الدين الذي وصف روسيا الاتحادية بأنها خلف شرعي ليس فقط للاتحاد السوفياتي، والامبراطورية الروسية، وروسيا موسكو وكييف، بل وايضا لبولغارية فولغا وامبراطورية قوم الرحل الذهبي، وجميع كيانات ودول شمال القوقاز التي اسسها انصار النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وادلى الشيخ عين الدين بهذا التصريح اثناء تدشين جامع موسكو المركزي الذي تم في اواخر سبتمبر الماضي في ايام عيد الاضحى المبارك، حيث اصبح هذا الجامع ذو التصميم الجميل والديكور المتميز والمتسع لاكثر من 10 الاف من المصلين والذي تمت اعادة اعماره بكل الدعم من السلطات الروسية وتبرعات مختلف فئات سكان روسيا، رمزا لكرامة الشعب الروسي ووحدته التاريخية، مما يوجه رسالة خير لسائر العالم الاسلامي، الذي شارك في حفل التدشين كبار الممثلين عن بلدانها الصديقة، ومن بينهم معالي الدكتور علي العمير، وزير النفط ووزير الدولة لشؤون مجلس الامة لدولة الكويت.
وخلال السنوات الـ 20 الاخيرة ازداد عدد الجوامع والمساجد والمراكز الثقافية الاسلامية في روسيا أضعافا، وبرزت أجمل المساجد في جمهوريات تاتارستان وباشقورتوستان والشيشان وغيرها من مناطق واقاليم روسيا الاتحادية. ومنذ 2003 تتمتع بلادنا بوضعية المراقب في منظمة التعاون الاسلامي ويؤدي مناسك الحج الاف الحجاج الروس كل سنة وأزداد عدد المدارس التابعة للمساجد في المدن الروسية.
والجدير بالذكر انه من ابرز ملامح المسلمين الروس عدم قبول التطرف بجميع مظاهره، والرفض القاطع لاية محاولات لتشويه قيم الاسلام الانسانية السامية، واستخدام الدين كتغطية معنوية للنشاطات الارهابية النكراء، التي كانت روسيا تعاني منها بشكل لا يقل معاناة بلدان الشرق الاوسط.
واذ نشير الى عدم امكان اعتبار الارهابيين المتوحشين مسلمين من دون اهانة مشاعر المسلمين الحقيقيين، ننتهز هذه الفرصة للتأكيد على ان المساهمة في استئصال ورم الارهاب والتطرف الخبيث، واجب مقدس لكل المؤمنين، ومن غير المقبول تسييس هذا النضال النبيل من اجل مستقبل بلداننا وشعوبنا الصديقة وتضليل الرأي العام تجاهه بغية زرع حبوب الكراهية وعدم التسامح بين الاديان.

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,267,129

عدد الزوار: 7,626,492

المتواجدون الآن: 0