قوات نخبة أميركية في أربيل للعمليات الخاصة ضد “داعش” والقوى الشيعية تضغط على العبادي لإشراكها في اتخاذ قراراته

استعدادات لانتزاع آخر مواقع «داعش» في صلاح الدين..الجبوري والنجيفي يرحبان بعملية الحويجة

تاريخ الإضافة الإثنين 26 تشرين الأول 2015 - 6:23 ص    عدد الزيارات 2474    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

التنظيم شدد الحراسة على سجونه في الموصل ونقل إليها معتقليه في الحويجة
قوات نخبة أميركية في أربيل للعمليات الخاصة ضد “داعش”
السياسة..بغداد – باسل محمد:
غداة العملية العسكرية الخاصة التي نفذتها قوات أميركية بالتعاون مع قوات البشمركة الكردية في بلدة الحويجة بمحافظة كركوك، شمال العراق يوم الخميس الماضي، وأدت إلى قتل العشرات من عناصر تنظيم “داعش” وتحرير 69 رهينة، كشف قيادي بارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة الزعيم الكردي مسعود بارزاني لـ”السياسة” عن وجود قوات برية أميركية تتمركز في مدينة أربيل، عاصمة اقليم كردستان، في قاعدة عسكرية خاصة بالقرب من مطار حرير التابعة لناحية حرير التي تبعد 60 كيلومتراً عن الحدود مع إيران.
وقال القيادي الكردي ان القوات الأميركية هي قوات للعمليات الخاصة التي يمكن أن يتم الاستعانة بها في شن هجمات لاغتيال قيادات من “داعش” أو تحرير رهائن كما جرى في الحويجة أو تقديم دعم لوجستي استثنائي لقوات كردية وعراقية محاصرة من قبل “داعش”، مشيراً الى أن عديد هذه القوات الاميركية البرية الخاصة التي تسمى بالقوات المجوقلة (جو – بر) يتجاوز 150 عسكرياً بقليل، وتوجد توجهات قوية بزيادة هذا العدد الى 300 في ضوء العمليات العسكرية المخطط لها لتحرير الحويجة وبلدة الشرقاط بمحافظة صلاح الدين المجاورة وصولاً الى مدينة الموصل، أقصى الشمال العراقي، وكل المناطق الحدودية بينها وبين اقليم كردستان لجهة مدينتي أربيل ودهوك.
وبحسب معلومات القيادي، فإن “داعش” نقل كل سجنائه في بلدة الحويجة الى الموصل بعد العملية العسكرية الخاصة الأميركية – الكردية الناجحة، كما عزز من تواجد مقاتليه حول السجون التي يقيمها في الموصل لأن معظمها بعيد ويقع على أطراف المدينة وضمن منطقة مفتوحة.
وأشار إلى أن واشنطن تتجه لتعزيز دورها العسكري في الحرب على “داعش” بعد التدخل العسكري الروسي في سورية، واصفاً مواقف الفصائل الشيعية العراقية من الدور العسكري الأميركي على الأرض بأنه محكوم بضغوط إيرانية قوية.
ورأى أن بعض الفصائل الشيعية تخشى على دورها من بروز دور عسكري جديد للولايات المتحدة يتضمن نشر قوات برية والتدخل بعمليات خاصة لأن من شأن ذلك أن يقوض أهمية قوات “الحشد” المدعومة من ايران، مؤكداً أن عملية تحرير بيجي تمت بدعم جوي كبير من الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن وبوجود معدات قتالية أميركية وبمشاركة قوات عراقية دربها أميركيون بعناية، ولذلك فإن الكلام عن دور بارز لقوات “الحشد” مبالغ فيه جداً.
وحذر القيادي الكردي من أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يواجه ضغوطاً من قبل شركائه داخل التحالف السياسي الشيعي لكي لا يقبل بدور عسكري أميركي بري في المستقبل، حتى وإن كان بمستوى تنفيذ عمليات خاصة، ولذلك طالبه معظم قيادات “الحشد” بموقف صارم ضد عملية الحويجة الأخيرة لأنها لا تريد أن يتنامى الثقل العسكري للولايات المتحدة في العراق.
وفي هذا السياق، أفادت بعض التسريبات التي وصلت القيادات الكردية العراقية أن بعض قيادات “الحشد” طلب من العبادي اتخاذ اجراءات عقابية بحق قوات البشمركة الكردية لأنها لم تعلم وزارة الدفاع في بغداد بعملية الحويجة، غير أن العبادي رفض الفكرة رغم التحريض المستمر والمتصاعد بأن ما جرى في هذه العملية هو تجاهل لصلاحياته كقائد عام للقوات المسلحة العراقية.
وكان وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر توقع تنفيذ مزيد من العمليات البرية في العراق ضد “داعش” على غرار عملية الحويجة التي قتل خلالها جندي اميركي.
وقال كارتر في مؤتمر صحافي في “البنتاغون”، ليل اول من امس، “أتوقع ان نقوم بمزيد من هذه العمليات”، مؤكداً أن هجوم الخميس الماضي أتاح “إنقاذ حياة” سبعين محتجزا وجمع “معلومات استخباراتية ثمينة”.
لكنه شدد في الوقت نفسه على أن العملية الأخيرة “لا تعني” أن الولايات المتحدة تستأنف “مهمة قتالية” في العراق، بل هي ببساطة “مواصلة لمهمتنا في تقديم المشورة والمساعدة” للقوات العراقية.
واضاف “حين تسنح فرص لتنفيذ عمليات من شأنها احراز تقدم في الحملة” على تنظيم “داعش” “فنحن نغتنمها”.
والجندي الاميركي الذي قتل في عملية الحويجة يدعى جوشوا ويلر (39 عاما) وهو سرجنت في القوات الخاصة التابعة لسلاح البر وكان جندياً في قوات النخبة ومعتاداً على العمليات السرية.
 
استعدادات لانتزاع آخر مواقع «داعش» في صلاح الدين
الحياة...صلاح الدين - عثمان الشلش 
شدّد تنظيم «داعش» اجراءاته الاحترازية في الخطوط الأمامية لمدينة الشرقاط، آخر معاقله في محافظة صلاح الدين شمال العراق حيث تحتشد القوات الأمنية. وقال قائممقام الشرقاط، علي دودح لـ «الحياة» إن «تنظيم داعش، بعد أن كان بضع مئات من مقاتليه يتواجدون في الشرقاط، فاق عددهم الآن ألفي مسلح، أكثرهم منتشرون في الخطوط الأمامية للمدينة»، مشيراً إلى أن «طيران الجيش لا يستهدفهم وإنما يستهدف المدنيين على الأغلب خلال الغارات». وأضاف دودح أن «خمسة مدنيين قتلوا مساء الجمعة عندما قصفت الطائرات عدة منازل وسط الشرقاط وفي أطرافها»، مبيناً أن «أغلب عناصر التنظيم يتواجدون في الشارع وأماكن معلومة».
إلى ذلك، قال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين جاسم جبارة لـ «الحياة» إن «الاستعدادات لتحرير الشرقاط مستمرة، خصوصاً بعدما استطاعت القوات العراقية استعادة بيجي القريبة إليها نسبياً»، وأشار إلى أن «الشرقاط لا بد أن تتحرر بإعتبارها آخر مدينة ما زالت بيد التنظيم في محافظة صلاح الدين، لكن ساعة التحرير لم تحدد بعد».
وعن دخول الشرقاط ومدى سهولة أو صعوبة الأمر، خصوصاً وأنها بوابة محافظة نينوى التي تخضع بشكل شبه كامل لسيطرة التنظيم، قال جبارة إن «الأمر لن يكون سهلاً لأن التنظيم سيزج بمقاتليه إليها، لكن بالتأكيد في حال انهار الخط الأول للتنظيم فلن تكون هناك مقاومة داخل المدينة وستُقتحم بسهولة كما حدث في عملية بيجي الأخيرة».
من جانبه أشار رئيس لجنة السياسيات الخارجية في مجلس محافظة صلاح الدين سبهان الملا جياد لـ «الحياة» بضرورة مشاركة دولية بعمليات استعادة الشرقاط لاعتبارات كثيرة»، مضيفاً أن «المحافظة مع التحالفين الدولي والرباعي، وتتمنى أن تكون المعركة الأخيرة مشتركة بين القوات العراقية والتحالفين وأن لا تقع خلافات في وقت متأخر من عمليات التحرير حول من يسمح له بالمشاركة مع من». وقال المتحدث بأسم مجلس شيوخ صلاح الدين مروان ناجي لـ «الحياة» إن «مشاركة العشائر ازدادات أخيراً في العمليات داخل المحافظة ومن المتوقع أن تكون أكبر في عمليات تحرير الشرقاط». وأضاف أن «المقاتلين من عشائر المحافظة يعلمون بمناطقهم جيداً ويمكنهم الحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة أكثر وسيكونون أكثر سهولة في عودة النازحين إليها وبسرعة».
وعلى الصعيد العشائري توجد قوتان تستعدان للمشاركة في عمليات الشرقاط، الأولى بقيادة عشم الجبوري وهمي في بيجي، وقوة أخرى في مخمور وهي بقيادة محمد أحمد صالح وتلقت تدريبات من التحالف الدولي.
وحول الوضع الميداني في الشرقاط أبلغ «الحياة» سكان محليون بظروف وطبيعة معيشتهم داخل المدينة في ظل سيطرة تنظيم «داعش» واستعداده للمعركة القادمة.
وقال أحد سكان الشرقاط، ويدعى علي، في اتصال هاتفي متقطع بسبب رداءة شبكات الهاتف النقال هناك إن «التواجد بالنسبة لعناصر التنظيم كثيف جداً داخل المدينة والسكان خائفون من عمليات التحرير ليس حباً في ”داعش»، وانما خوفاً من الحشد وما قد يترافق معه من عمليات تخريب واعتداء عليهم، كما حصل في بعض المناطق بالعراق».
وأضاف أن «عمليات نزوح كبيرة وصلت في الأيام الماضية إلى الشرقاط بلغت مئات العائلات من بيجي وقرية الزوية والمسحك»، مشيراً إلى أن «الخدمات باتت تساوي صفراً... لا كهرباء ولا ماء ولا اتصالات جيدة ولا انترنت.
ورغم أن هناك عمليات تبادل تجاري مع الموصل لكنها محدودة إلى درجة بسبب انخفاض القدرة الشرائية وانعدام السيولة النقدية نتيجة قطع رواتب الموظفين». وتعد الشرقاط اقصى شمال محافظة صلاح الدين (120 كلم شمال تكريت مركز المحافظة) من المناطق التي تسكنها عشائر سنّية وأول منطقة سقطت بيد «داعش».
القوى الشيعية تضغط على العبادي لإشراكها في اتخاذ قراراته
الحياة...بغداد - محمد التميمي 
يواجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ضغوطاً سياسية من قبل «التحالف الوطني» الشيعي بسبب عدم إشراكه في القرارات، وأيضاً في شأن شائعات بنيّة العبادي إجراء تغييرات وزارية في نطاق حزم الإصلاح. وأكد مصدر سياسي رفيع لـ «الحياة» أن «تعيين عماد الخرسان أميناً عاماً لمجلس الوزراء بديلاً عن مهدي العلاق، المقرّب من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، قبل أيام، مثل تحدياً من قبل العبادي لقوى التحالف الشيعي التي تعتقد أن تعيين الخرسان لم يتم بالتشاور معها، وهي مقدمة لإجراء تغييرات في الحكومة قد تشمل وزراءها».
وتوقع أن «تستغل هذه القوى التظاهرات الرافضة لقانون سلم الرواتب الجديد للضغط على العبادي الذي لا يُطلع التحالف على برامجه وقراراته الإصلاحية، الأمر الذي خلّف غضباً داخل القوى الشيعية الرئيسة».
وعن إمكان لجوء هذه القوى إلى المرجعية الدينية في النجف للتدخل، قال المصدر إن «المرجع السيستاني كان امتنع في السابق من الدخول على خط الأزمة السياسية في الحكومة السابقة، لكنه لن يتأخر في إرسال ملاحظاته بشأن الإصلاحات في حال مست الصالح العام». وفي شأن شائعات عن وجود محادثات سرية يقودها زعيم ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي للإطاحة بالعبادي، أكد المصدر أن «هناك مقترحاً بهذا الشأن، إلا أنه لم يبحث بقوة بين قادة التحالف، خصوصاً أن بعض هذه القوى ترى أن مساعيَ كهذه لا يجب أن تنفذ الآن في ظل التأييد الشعبي الذي يحظى به العبادي، وانشغال الدولة في الحرب على داعش».
وكانت مصادر في «ائتلاف دولة القانون» تحدثت عن وجود اتفاق بين المالكي وائتلاف الوطنية في شأن سحب الثقة برلمانياً من العبادي في وقت تصاعدت الانتقادات السياسية الشيعية لإجراءات العبادي الأخيرة.
ونفت هيئة النزاهة، صلتها بقوائم الأسماء التي نشرتها بعض وسائل الإعلام، وتضمنت أسماء متهمين ادعت أنهم مطلوبون إلى القضاء في قضايا فساد.
وأوضحت الهيئة في بيان أن «بعض هذه القوائم قديمة تعود إلى سنوات بعيدة وتتعلق بقضايا سابقة أصدر القضاء قرارات بغلق وحسم معظمها، وأنها غير مسوؤلة عن نشرها عبر وسائل الإعلام». وأضافت أن «من سربها يتحمل التبعات القانونية كونها تضم أسماء بعض الأبرياء الذين حكم القضاء ببراءتهم منذ سنوات»، وأنها «تنأى بنفسها عن الولوج في صراعات سياسية تخرجها عن مهمتها التي حددها القانون والدستور».
وشددت على أنها «ﻻ تتوانى في الإفصاح عن أسماء المدانين بحكم القضاء، وهذا ما نفعله في مؤتمراتنا الصحفية وإعلاناتها»، لكنها «تجد نفسها ملزمة قانوناً بالتحفظ على أسماء المتهمين الذين لم يحسم القضاء أمرهم، عملاً بمبدأ المتهم بريء حتى تثبت إدانته». وكانت إحدى القنوات الفضائية نشرت نقلاً عن عضو في لجنة النزاهة البرلمانية قوائم أسماء لمتهمين بقضايا فساد ادعت أنها صادرة حديثاً عن هيئة النزاهة.
إلى ذلك، أحالت وزارة الداخلية أكثر من مئة ضابط برتب مختلفة إلى الامرة، وعدم إسناد أي منصب لهم في ثاني خطوة لها خلال شهر.
ودعت الوثيقة الموقعة من وكيل وزارة الداخلية للشؤون الإدارية والمالية عقيل الخزعلي إلى تزويده بأسماء البدلاء لشغل المناصب التي أخليت خلال فترة أسبوع. ويأتي القرار بعد شهر على قرار مماثل حول إحالة 428 ضابطاً على التقاعد بدعوى ترشيد الإنفاق الحكومي وضغط النفقات.
الجبوري والنجيفي يرحبان بعملية الحويجة
الحياة...بغداد – حسين داود 
تفاعلت العملية التي نفذتها قوات أميركية لتحرير رهائن في قضاء الحويجة بين الأوساط السياسية في البلاد، وفيما أعلنت الفصائل الشيعية الرئيسية استنكارها للعملية واعتبرتها «مؤامرة» رحب ائتلاف «متحدون للإصلاح» بالعملية واعتبرها «تطوراً ينبغي فهمه». وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت الخميس الماضي أن وحدة من قوات العمليات الخاصة التابعة لها نفذت عملية إنزال جوي بإسناد من قوات البيشمركة الكردية، لإنقاذ 69 سجيناً لدى تنظيم «داعش» كانوا يواجهون «إعداماً جماعياٍ وشيكاً» في قضاء الحويجة الذي يعتبر معقلاً أساسياً وأمنياً للعمليات البرية لـ «داعش» بعد الموصل.
وثمّن رئيس البرلمان سليم الجبوري في بيان أمس «العملية النوعية التي قامت بها القوات العراقية من البيشمركة والجيش مسنودة بقوات أمريكية، لتحرير الرهائن في قضاء الحويجة بمحافظة كركوك، من سيطرة داعش». واعتبر الجبوري أن «العملية ضربة موجعة للإرهاب»، ودعا إلى «تكثيف هذا النوع من الهجمات لتحرير الرهائن المحتجزين لدى تنظيم داعش».
كما رحب ائتلاف «متحدون للإصلاح» الذي يضم غالبية القوى السياسية السنّية بالعملية الأميركية واعتبرها «تطوراً ينبغي فهمه والوقوف على مدلولاته». وقال في بيان: «بدءاً يوجه ائتلاف متحدون شكره وتقديره للولايات المتحدة الأميركية على ما قدمته من تضحية من أجل انقاذ عراقيين يواجهون الموت والإعدام المرتقب على أيدي الإرهابيين». وأشار البيان إلى أن «الإئتلاف يقدر تضحية أحد الضباط الأميركيين الذي دفع حياته ثمناً لإنقاذ مجموعة من البيشمركة حوصروا أثناء العملية، علماً أن القوة الأميركية لم تكن مكلفة بالتدخل المباشر وكان تدخل الضابط مبادرة شخصية هدفها انقاذ زملاء سلاح من البيشمركة».
لكن حركة «عصائب أهل الحق»، أبرز الفصائل الشيعية في قوات «الحشد الشعبي»، قالت في بيان إن «تنفيذ القوات الأميركية عملية عسكرية برية مفاجئة في قضاء الحويجة التابعة لمحافظة كركوك جاءت بعد فشل ما يسمّى بالتحالف الدولي من تحقيق أي مكتسبات عسكرية تذكر وبهدف الخروج من هذا المأزق الكبير، في ظل الانتصارات الكبيرة التي تحققها قواتنا الأمنية وفصائل الحشد الشعبي المقاوم في مختلف الجبهات».
وجاءت العملية بعد أيام من تمكن «الحشد الشعبي» من تحرير قضائي بيجي والصينية شمال صلاح الدين بالقرب من قضاء الحويجة، وهو ما فسر على أنه رسالة أميركية بقدرة قواتها على تنفيذ مهام صعبة في أي مكان في العراق ومن دون قوات برية.
وأضاف البيان أن «تلك العملية تمت من دون إشعار الحكومة العراقية بذلك». واعتبر «قيام الجيش الأميركي بتنفيذ عمليات برية خرقاً للسيادة الوطنية وسابقة خطيرة ودليلاً على عدم صدق الإدارة الأميركية في ما تقول من أن دعمها للعراق يقتصر فقط على الدعم اللوجستي والإستشاري».
وأشار إلى أن «التصرف الأميركي يكرس مفهوم التقسيم كونه جرى من دون علم الحكومة العراقية في حين جرى التعامل مع حكومة إقليم كردستان بالرغم من أن الحويجة تابعة للحكومة المركزية». وعبّر البيان عن استغرابه من «صمت الحكومة العراقية على العملية»، وطالب «بالكشف عن أسماء المحررين وهوياتهم للرأي العام».
كما لفت إلى أن «ما قامت به القوات الأميركية في الحويجة ما هو إلا مؤامرة جديدة ومحاولة يائسة لمصادرة جهود الحشد الشعبي، والإيحاء للرأي العام أن ما يسمّى بالتحالف الدولي جاد في القضاء على التنظيمات الإرهابية، سيما بعد أن أحرجه التدخل الروسي الأخير في سورية واظهر هزالة هذا التحالف وتواطئه مع الجماعات المسلحة».
من جهته قال زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أن «مثل هذه العملية بحجة تحرير رهائن تعتبر تعدياً على الحكومة العراقية واستقلالها، ولا نقول إن تدخل القوات الأميركية غير مبرر بل هو مرفوض وممنوع».
ودعا الصدر الحكومة العراقية إلى «اتخاذ الاجراءات لمنع أي تدخل من هذا النوع مطلقاً في المستقبل». ولم تعلق الحكومة على العملية، وقال متحدث باسم وزارة الدفاع العراقية إن الوزارة لم تكن تعلم بالعملية مطلقاً. وكانت «كتائب حزب الله» اعتبرت أول من أمس أن «عملية الإنزال الجوي الأميركية في قضاء الحويجة تهدف إلى التغطية على تواطئهم (الأميركيون) مع داعش».
الشيعة يحيون ذكرى عاشوراء في كربلاء
 كربلاء (العراق) – ا ف ب:
أحيا مئات الآلاف من العراقيين والعرب والأجانب ذكرى عاشوراء، مقتل الامام الحسين ثالث الائمة المعصومين لدى الشيعة، التي بلغت ذروتها أمس، وسط اجراءات أمنية مشددة في مدينة كربلاء، جنوب بغداد.
وشهدت كربلاء وأغلب مدن وسط وجنوب العراق مراسم خاصة انطلقت قبل ذلك لاحياء الذكرى السنوية، وبينها نشر خيم على الطرق الرئيسية لتقديم الطعام والشراب للمشاركين في احياء الذكرى، فيما اطلقت اناشيد دينية عبر مكبرات الصوت تروي ذكرى واقعة الطف.
وتوافدت الى جانب العراقيين أعداد كبيرة من الزوار العرب والاجانب خلال الايام الماضية الى مدينة كربلاء للمشاركة في مواكب العزاء، فيما فرضت قوات الأمن اجراءات امنية مشددة حول وداخل المدينة.
كما شددت قوات الأمن من إجراءاتها في مناطق متفرقة بينها النجف وبغداد، شملت حواجز تفتيش على الطرق الرئيسية خصوصاً المؤدية الى مدينة كربلاء، ونجحت في فرض الامن بعد ان تمكنت قبل ذلك من فرض سيطرتها على مناطق متوترة جنوب بغداد.
 

نازحون وسنّة في «عاشوراء» العراق: تجديد الحملة على الفساد والمذهبية

الحياة..السليمانية (شمال العراق) – مشرق عباس 
تضاعفت أعداد المشاركين في المسيرة السنوية لعاشوراء في مدينة السليمانية (شمال العراق)، والتي تنتهي عادة عند حسينية محسن الحكيم وسط المدينة، فهذه المرة انضم إليها آلاف من النازحين معظمهم من السنّة، وهي المرة الأولى أيضاً منذ سنوات يُردّد فيها المشاركون في عاشوراء قصائد تدين الفشل السياسي وفساد الساسة واستخدامهم الدين للوصول إلى السلطة.
ومع أن مشاهد إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين بعد 2003 تميّزت بتدفق ممارسات وشعائر دامية غير متداولة لدى شيعة العراق الذين اعتادوا طوال عقود على إنتاج القصائد الحزينة في وصف مأساة كربلاء، كان الاستثمار السياسي هذه المرة في ذروته، إذ دُعمت المواكب بأموال الدولة، وزجّ سياسيون صورهم، ودسّوا شعارات طائفية في قلب تلك المواكب.
وفي موازاة اتساع الشعائر الغريبة، التي لم تتبنَّها مرجعيات النجف ولم تستطع منعها أيضاً، كان ثمة جدل دائم في الأوساط الدينية الشيعية حول حدود الشعائر ومداها، فهذا العام ومع حجم الغضب الشعبي على الطبقة السياسية «الفاسدة» والانكسار الاجتماعي الذي خلّفته ظاهرة «داعش»، كان ثمة تطور آخر لـ «عاشوراء»، فعلى مدى يومين نقلت مواقع التواصل الاجتماعي من كربلاء والنجف والبصرة وبغداد قصائد تدين الفساد السياسي -في جرأة تعتبر سابقة- وترفض استخدام الدين والمذهب لانتزاع مكاسب سياسية.
في السليمانية لا تفصح المناسبة كثيراً عن نفسها، كما حال مناطق جنوب العراق، لكن زخم اللاجئين من الموصل والأنبار وصلاح الدين وديالى، منحها بعداً يتجاوز الهاجس السياسي. وشهد هذا العام أيضاً للمرة الأولى منذ سنوات، إحياء المناسبة من قبل عشائر سنية معروفة، مثل البونمر في الأنبار، التي مازالت تقاتل تنظيم «داعش»، والجبور في صلاح الدين والعبيد في كركوك، كما ظهرت مواكب باسم هذه العشائر في كربلاء.
ويفسر العزوف بمستوى الغضب الشعبي ضد الطبقة السياسية المتهمة بالفساد وسوء الإدارة ونشر الخطاب الطائفي. كما حملت المواكب التقليدية شعارات لا تختلف كثيراً عن تلك التي رُفعت في تظاهرات طالبت بمحاكمة الفاسدين وإدانة استخدام الدين للحصول على المناصب السياسية.
وبسبب القصائد الغاضبة من الفساد، لم يجرؤ سياسي على الترويج لنفسه أو لحزبه عبر المناسبة، مقارنة بسنوات ماضية دأبت فيها أحزاب على رفع لافتات أو صور بأسماء أشخاص أو أحزاب تشير إلى رعايتها المواكب أو تقديمها خدمات للزائرين.
حسين الحلبوسي النازح من الفلوجة والقادم من منطقة عربت التي تبعد نحو 30 كيلومتراً جنوب السليمانية، قال: «لم نأت رياءً بل حباً. ظُلمنا مرة من الأميركيين ومرة من داعش وثالثة من ظنون أهلنا بنا». وكان الحلبوسي أتى فجراً للمشاركة في إحياء المناسبة، فيما اكتظت الحسينية بمئات من الصبية والنساء، كثيرون منهم من النازحين، للحصول على «هريسة عاشوراء».
 

المصدر: مصادر مختلفة

ملف فلسطين وغزة..في ذكرى 7 أكتوبر..

 الإثنين 7 تشرين الأول 2024 - 5:03 ص

الغزّيون ملّوا الحروب ويحلمون بحياة تشبه الحياة.. لا يهمهم مَن يحكم القطاع بعد وقف القتال..والهجر… تتمة »

عدد الزيارات: 172,981,402

عدد الزوار: 7,720,199

المتواجدون الآن: 0