أخبار وتقارير..طهران تعرض على واشنطن التخلّي عن روسيا والأسد مقابل إسقاط تحالفها مع الرياض....هل من خلاف بين طهران وموسكو؟....إستراتيجية أسوأ الحلول للأزمة السورية...«الانسحاب» الأميركي من المنطقة وراء «تسلّل» المبادرة الروسية

عائلاتهم تتحدث عن حالات استغلال وترغيب والمال يدفع الجنود الروس للذهاب إلى سوريا.... الأردن: «جبهة العمل الإسلامي» ينهي عضوية 7 قيادات فيه..أردوغان يدعو إلى تغيير الدستور ويؤكِّد حزمه حيال المتمرّدين الأكراد

تاريخ الإضافة الجمعة 6 تشرين الثاني 2015 - 7:11 ص    عدد الزيارات 2231    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

طهران تعرض على واشنطن التخلّي عن روسيا والأسد مقابل إسقاط تحالفها مع الرياض
أوباما يعتقد أن إيران تهتم بهزيمة السعودية أكثر بكثير من بقاء الرئيس السوري في الحكم
الرأي...واشنطن - من حسين عبدالحسين
• الإيرانيون رصدوا حالات ماضية افترقت فيها إدارة أوباما عن حلفائها
عرضت طهران على واشنطن، ابتعادها عن الروس في سورية، مقابل تخلّي الولايات المتحدة عن السعودية في الموضوع السوري.
وقال مسؤولون أميركيون ان «الإيرانيين أبدوا استعدادهم الابتعاد عن الروس في سورية، وهو ما نعتقده إشارة لاستعدادهم للتخلّي عن (الرئيس السوري بشّار) الأسد». في المقابل، طلب الإيرانيون ان يكون «التفاوض حول سورية حصرياً بين طهران وواشنطن»، ما يعني اخراج الرياض وانقرة وموسكو من المعادلة، وما يعني ان يفاوض الاميركيون باسم المعارضة السورية من دون الأخذ برأي السعوديين.
ولم يفصح المسؤولون الاميركيون عن «طبيعة القنوات» التي أوردت من خلالها طهران طلبها، ولكنهم ذكروا انها «قنوات متعددة، مباشرة وغير مباشرة».
وتوقّع مراقبون ان يكون وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، ألمح إلى الأمر اثناء لقائه نظيره الأميركي جون كيري في فيينا على هامش اللقاء الذي تم تخصيصه للتباحث في الأزمة السورية، الأسبوع الماضي، بمشاركة ممثلي 14 دولة والاتحاد الأوروبي.
ورصد المعنيّون في الشأن السوري في العاصمة الأميركية قيام مجموعات اللوبي الموالية لإيران بتمريرها رسائل علنية من هذا النوع، فمراسل صحيفة «وال ستريت جورنال» اليمينية المحافظة نقل في طهران عن مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى تهديدات مفادها ان«مشاركة إيران في المحادثات حول سورية ليست مفتوحة الأمد»، وان «طهران ستنسحب إن لم تثمر المفاوضات نتائج سريعة للتوصّل الى تسوية في سورية، خصوصاً إن تحوّلت هذه المفاوضات مبارزة سياسية بين إيران والسعودية».
ويعتقد المسؤولون الاميركيون ممن تحدثوا لـ «الراي»، شرط عدم الإفصاح عن هويتهم، أن إدارة الرئيس باراك أوباما صارت تعتقد أن «إيران تعلّق أهمية على إلحاقها الهزيمة بالسعودية أكبر بكثير من الأهمية التي تعلقها (إيران) على بقاء الأسد في الحكم».
ويتابع المسؤولون انه «لطالما قال الرئيس (أوباما) ان الإيرانيين يعرفون حسابات الربح والخسارة»، وان الايرانيين في سورية، «لا يتعلّقون ببقاء الأسد بل هم عملوا على إبقائه في الحكم حتى يتمكّنوا في وقت لاحق من مقايضته».
الطريقة التفاوضية نفسها اتبعها الإيرانيون في ملفهم النووي، فهم أوغلوا في تركيب الطرود المركزية للتخصيب النووي، ثم تخلّوا عن معظمها ووافقوا على مراقبة دولية لصيقة لبرنامجهم مقابل مقايضات يعتقدون انها أكثر فائدة لهم في مواضيع أخرى، حسب المسؤولين الاميركيين.
وفي هذا السياق، يكرر مراقبون اميركيون أن «هدف إيران لم يكن يوما صناعة أسلحة نووية، بل مقايضة ملفها النووي، وهي على مدى ست سنوات، نجحت في اقتناص سلسلة من التسويات الهائلة من أوباما وادارته، تصدرتها تنازلات أوباما الواسعة في العراق وتخلّيه عن حلفاء أميركا هناك وتسهيله تعاظم النفوذ الإيراني».
اليوم، يبدو ان إيران تعتقد ان ثمن تخلّيها عن بشار الأسد في سورية، وهو تخل ٍ لم تترك واشنطن مجالاً للشك انها مستعدة مقابله لمنح الإيرانيين اليد العليا في سورية، هو ابتعاد أميركي عن الموقف السعودي المصرّ على خروج الأسد من الحكم.
والتنازل الأميركي للإيرانيين عزّزه تدخّل روسيا، الغريم الأكثر ثقلاً وإستراتيجية ضد الولايات المتحدة، في الحرب السورية.
ومنذ دخول روسيا الحرب السورية، صارت إدارة أوباما شبه متأكدة انه في منح إيران نفوذ كامل في سورية، لا مصلحة أميركية في إلحاق الهزيمة بتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) و«جبهة النصرة» وتثبيت الأمن في سورية فحسب، وانما مصلحة أميركية في إلحاق هزيمة بالروس داخل سورية.
اما الثمن الوحيد الذي طلبته أميركا من إيران فهو التخلّي عن الأسد.
ويبدو ان طهران، بدورها، يمكن ان توافق على الحل الأميركي بتسلمها سورية واخراجها الأسد وتثبيت الوضع الأمني، ولكن الهدف الإيراني البعيد المدى هو كسر التحالف التقليدي بين أميركا والسعودية. «حتى نكون أكثر دقة»، يقول المسؤولون الاميركيون، «تعتقد طهران انه يمكن لنا (أميركا) الافتراق عن السعودية، في الموضوع السوري على الأقل».
ويمكن ان الإيرانيين رصدوا حالات ماضية سبق ان افترقت فيها إدارة أوباما عن حلفائها، إن كانت إسرائيل او السعودية. ويمكن لافتراق بعد الآخر ان يتسبّب بقطيعة بين واشنطن والرياض، وهو يبدو الهدف الإيراني الأبعد من قبول طهران للتصوّر الأميركي للحل في سورية.
وتناقلت أوساط في واشنطن ان اللوبي الموالي لإيران في العاصمة الأميركية، والذي سبق ان حمل عروضاً إيرانية عدة للأميركيين، حتى في زمن الرئيس السابق جورج بوش، يكثّف عمله لتسويق تصوّر طهران للحل الأميركي – الإيراني في سورية.
أما إن رفضت واشنطن العرض الإيراني، فالإجابة جاءت من طهران سريعاً في «وال ستريت جورنال»، وهي تقضي بإغلاق النافذة الإيرانية التي تفتحها طهران لمدة قصيرة جداً للحل.
 
4 آلاف إيراني من لواء «سيد الشهداء» على أرض المعركة في سورية
تقرير / هل من خلاف بين طهران وموسكو؟
الرأي.. دمشق - من ايليا ج. مغناير
قال مصدر قيادي كبير في غرفة العمليات المشتركة في دمشق لـ «الراي» ان «سلاح الجو الروسي يتحرّك بطلب من القوى التي تقاتل على الأرض، ليلبي احتياجات سلاح المشاة وكذلك لضرب بنك أهداف متجدد تجمعه غرفة الاستخبارات والمعلومات على كافة الأراضي السورية، من خلال عمليات الرصد الالكتروني والتصوير الجوي والإخباريات البشرية المنتشرة بين صفوف المجموعات المسلحة».
ويكشف المصدر العامل داخل غرفة القيادة التي تضمّ جنرالات من روسيا وسورية وايران وضباطاً من «حزب الله» ان «لواء من الحرس الثوري الايراني يضم نحو الف ضابط وجندي ومعه سرايا من حزب الله هاجموا طريق اثريا - خناصر في جنوب حلب واستردوها وفتحوا الطريق الى المدينة المحاصَرة، لتكون ايران بذلك تواجه تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية (المعروف باسم داعش) للمرة الاولى وتشتبك معه على ارض المعركة في بلاد الشام»، موضحاً انه «في سماء المنطقة أمّنت طائرات سلاح الجو الروسي نوع سوخوي 30 والسوري نوع ميغ 29 الغطاء لمنع اي طائرة (اميركية او اسرائيلية) من ضرب القوى الارضية، وكذلك قدّمت طائرات سوخوي 24 وسوخوي 25 الدعم الناري على ارض المعركة وضربت مواقع داعش لتتقدم القوات الايرانية وقوات حزب الله وتستعيد المواقع التي كان يسيطر عليها هذا التنظيم، وقد تمت استعادة مساحة الـ 25 كيلومتراً وأعيد فتح طريق حلب بعد القضاء على كامل المجموعة التي ضُربت بعدما كانت اصبحت محاصَرة ضمن بقعة جغرافية صغيرة».
ويؤكد المصدر ان «هناك لواء من الحرس الثوري الايراني (لواء سيد الشهداء) في مناطق اخرى في سورية، وقد أصبح تعداد القوى الايرانية نحو 4000 ضابط وعنصر، وهو يتزايد بحسب احتياجات المعركة لان ايران تعتبر ان معركتها مع داعش جزء من امنها القومي والعقائدي، وان ارض الشام كأي أرض أخرى تصلح لمواجهة التكفيريين قبل ان يهاجم هؤلاء عقر دار ايران».
ويشرح المصدر ان «هناك تعاوناً كاملاً على المستوى العسكري بين سورية وروسيا وايران وحزب الله حيث يعمل الجميع كفريق متجانس متكامل يعتمد على الثقة، وكلٌّ يعلم واجبه في ارض المعركة»، مضيفاً: «حتى عندما يحصل فشل معين في هجوم القوى، فلا يلقي طرف الملامة على الطرف الآخر بل تؤخذ العبر لتفادي الأخطاء وتحسين الأداء لان المعركة طويلة الأمد، وتقدم روسيا ما تحتاجه القوى من دون اي تأخير. وسلاح الجو الروسي ينتظر من المشاة التقدم في الجبهات لزيادة عدد الطلعات الجوية لتتجاوز المئات لإشباع الجبهة بحسب طلب غرفة العمليات».
اما على الصعيد السياسي، فيؤكد المصدر نفسه لـ «الراي» ان «روسيا أدخلت ايران الى فيينا وضغطت على الولايات المتحدة لوضعها على طاولة المفاوضات، وسعى الكرملين جاهداً لإبراز أهمية دور طهران في أزمة الشرق الاوسط»، وأضاف: «أما بالنسبة لإيران، فقد دأبت منذ البداية على إقناع روسيا بضرورة الحضور على الخريطة السورية وأبرزت الآثار الإيجابية لعودتها بقوة الى المنطقة. وقد قدّم قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني الشرح الوافي في الزيارتين اللتين قام بهما لموسكو لوضعية الجبهة واحتياج القوى لتدخل دول عظمى وليس ايران لتفادي العنصر الايديولوجي وتأكيد ضرورة محاربة الارهاب بعيداً عن الطائفية. واستجابت روسيا للطلب الايراني بعد توزيع الأدوار».
وتابع المصدر: «في ما خص بقاء او مغادرة الرئيس السوري بشار الاسد، فان روسيا تؤكد انها لا تتعامل مع سورية كشخص بل كنظام لان مهمتها ضرب الارهاب ومنْع وصول هؤلاء الى اي سلطة او قوة عسكرية تمكّنها من نشر خطرها. وموسكو لا تتدخل باختيار الشعب السوري لهذا الرئيس او ذاك، ولكنها تحمي الرئيس الاسد ما دام هو في السلطة ويمثّل الشرعية التي طلبت من روسيا التدخل لمنع حصول ليبيا اخرى كما فعلت اوروبا والولايات المتحدة»، ليختم ان «بقاء او مغادرة الاسد لا تحدده روسيا ولا ايران ولا حزب الله ولا الولايات المتحدة او حلفاؤها في المنطقة، بل على المؤسسات الرسمية ان تعمل مع الشعب السوري لتحديد اختياره ومطالبه ونحن نعمل لمنع اي طرف اقليمي من فرض املاءاته على سورية او التسبّب ببناء شبه دولة مفككة تحكمها المجموعات الارهابية كما يحصل اليوم في ليبيا».
 
عائلاتهم تتحدث عن حالات استغلال وترغيب والمال يدفع الجنود الروس للذهاب إلى سوريا
إيلاف- متابعة
تشتكي بعض العائلات الروسية من عمليات ترغيب واستغلال بهدف إرسال ذويهم للقتال في سوريا، مؤكدين بأن الرواتب المغرية تساهم في دفع الشباب الروسي للإنخراط في هذه الحرب.
إيلاف - متابعة: عندما غادر والد اوكسانا البّحار منزله، في ميناء سيباستوبول الواقع على البحر الاسود في ايلول (سبتمبر)، اكتفى بابلاغ افراد عائلته بانه ذاهب الى "البحر الابيض المتوسط"، لكن العائلة سرعان ما ادركت انه انضم الى العملية العسكرية الروسية في سوريا.
 وقالت اوكسانا، التي تحدثت الى وكالة فرانس برس: "ارسلوا عددًا من السفن من سيباستوبول، وكان يمكن لأي كان ان ينضم الى الطاقم".
 استغلال
 قبل مغادرته، كان والد اوكسانا، وهو ضابط بحري متقاعد، يعمل على متن سفينة تقدم الدعم اللوجستي للاسطول الروسي في البحر الاسود، وقد امتنع خلال المكالمات الهاتفية مع عائلته عن الافصاح عن مهمته او عن مدة غيابه، وتعرب اوكسانا عن اقتناعها بانه موجود الآن على متن سفينة تقدم الدعم للعمليات الجوية الروسية في سوريا، وأضافت: "يعلم والدي متى سيعود، لكنه لا يقول، لا يمكنه الافصاح".
 أوكسانا أشارت إلى إعتقادها بأن "الأمر سيستغرق بضعة اشهر فقط، لكن من الواضح انه سيستمر حتى بداية العام الجديد، وربما لفترة اطول"، وتابعت: "يتصل بنا من هاتف متصل بالاقمار الاصطناعية، لا يقول لنا شيئًا، لأنه يتم تسجيل جميع محادثاتهم".
 وأوضحت انها ليست قلقة على سلامة والدها، لأنه لم يخطط للنزول على الارض، لكنها عبرت عن سخطها، متهمة السلطات باستغلال حسه الوطني، وقالت "انهم يستغلونهم، وهو يعتقد انه يجب ان يكون هناك من اجل روسيا، يدفعه الى ذلك حسه الوطني"، وأضافت: "قالت لي والدتي، مؤخرًا، ان آخر راتب تم تحويله الى حساب والدي كان اقل من عشرة الاف روبل (156 دولارًا)".
 الحقبة السوفياتية
 هناك سبب آخر يعزز قناعة اوكسانا بان والدها أُرسل في مهمة لدعم العملية في سوريا، اذ انها تشتبه في انه كان هناك سابقًا في الثمانينات، كجزء من عملية انتشار سوفياتية، وقالت: "اولئك الذين يتذكرون حملتنا الاولى في سوريا، خلال الحقبة السوفياتية، مطلوبون بشكل خاص"، موضحةً أن والدها شارك بمهمة في سوريا قبل أن تولد، رغم انه لم يؤكد لها هذا الامر بشكل مباشر.
 فبعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان في العام 1982 وطرد القوات السورية من بيروت، ارسل الاتحاد السوفياتي آلاف الجنود لدعم دمشق، وأحيط هذا التدخل، الذي اطلق عليه اسم تدريبات القوقاز-2 العسكرية، بالسرية، وأُطلق بعد زيارة للرئيس السوري حافظ الاسد الى روسيا لاجراء محادثات مع الزعيم السوفياتي ليونيد بريجنيف.
 إلى ذلك، اشارت سيدة اخرى في سيباستوبول الى انها تعرف عددًا من الذين خدموا في سوريا في الثمانينات، مؤكدةً بأنهم يترددون في الحديث عن تلك المهمة في الحقبة السوفياتية، وقالت لوكالة فرانس برس: "كثيرون لم يخبروا حتى عائلاتهم عما فعلوه للحصول على مكافآتهم"، مشيرةً إلى أن الجيل الجديد من الجنود الروس، يتردد أيضًا في الحديث عن دوره في التدخل الحالي، كما وتحدثت عن ارسال اكثر من الف شخص الى سوريا من سيباستوبول، بينهم عناصر في سلاح مشاة البحرية.
 ولفتت هذه السيدة التي خدم ابنها في الجيش، الى ان الجنود تلقوا وعدًا في اب (اغسطس) بانهم سيخدمون بالمداورة، اي ان يمضوا "ثلاثة اشهر هناك، وشهرين في المنزل"، واضافت: "قيل لهم انهم سيتوجهون الى سوريا بصورة منتظمة"، مشيرةً الى ان الذين غادروا المدينة لم يتصلوا بعائلاتهم منذ ذلك الحين، وقالت: "عمليًا، لا يوجد اي اتصال معهم، ويأمل اقاربهم بأن يكون كل شيء على ما يرام".
 من أجل المال
 وقالت السيدة ان عددًا من الرجال أغرتهم فرصة كسب ضعف ما يجنونه عادة، مضيفة أن دخلهم الشهري في البحر يبدأ من حوالى خمسين الف روبل (790 دولارًا)، وأضافت: "البعض يريد ان يذهب الى سوريا، لكنه رُفض بسبب صغر سنه او وضعه الصحي، بينما آخرون يجمعون أوراقًا تثبت سوء وضعهم الصحي لتفادي الذهاب".
 وقالت: "هذا له علاقة بالمال اكثر من حب الوطن، ولأن الحرب بعيدة، فمن الصعب التصور اننا نحمي وطننا. رغم ان هناك من يعتقد بوجوب قتل العدو في مهده"، وأضافت: "أولاد معارفي الذين ذهبوا الى هناك، ذهبوا وراء المال، لقد وعدوهم برواتب جيدة، وبعضهم يأمل في شراء منزل عندما تنتهي الاحداث".
 التدخل الروسي
 وتنفذ موسكو منذ 30 ايلول (سبتمبر) ضربات جوية في سوريا، تقول إنها تستهدف "المجموعات الارهابية"، فيما تتهمها دول الغرب والمعارضة السورية باستهداف فصائل مقاتلة ضد النظام، اكثر من تركيزها على التنظيمات الإرهابية.
 واعلنت السلطات الروسية، الشهر الماضي، أن جنديًا يبلغ من العمر 19 عامًا، يخدم في القاعدة الجوية الروسية في حميميم في سوريا، شنق نفسه، ليكون بذلك اول جندي روسي تُعلن وفاته رسميًا على الاراضي السورية.
 
 الأردن: «جبهة العمل الإسلامي» ينهي عضوية 7 قيادات فيه
عمان - «الحياة» 
في تطور جديد للخلافات داخل البيت «الإخواني» الأردني، قرر حزب «جبهة العمل الإسلامي»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين» في الأردن، إنهاء عضوية سبعة من أعضائه على خلفية تباين المواقف من جمعية «الاخوان المسلمين» الجديدة.
وكان 7 من القيادات الإسلامية التي أسست جمعية «الإخوان المسلمين» المرخصة حديثاً، تقدموا بطلبات إنهاء عضويتهم من حزب «جبهة العمل»، بحسب كتاب خطي نشر في وسائل إعلام محلية في وقت سابق. ويأتي الطلب في سياق الجدال المحتدم بين قيادات «إخوانية» أعلنت مطلع آذار (مارس) الماضي تأسيس جمعية «الإخوان المسلمين» وترخيصها، لتخلف قانونياً «جماعة الإخوان المسلمين» القائمة.
ورد حزب «جبهة العمل» أمس بـ «قرار اعتبار عضويتهم منتهية»، عازياً الأسباب الى «قيام سبعة أعضاء بنشر إعلان يتضمن إنهاء عضويتهم، وبصورة غير أصولية وقانونية». وأكد الحزب في بيان حصلت «الحياة» على نسخة منه، أن القرار «تم اتخاذه في جلسة عقدت مساء الثلثاء الماضي»، مشيراً إلى انتهاء عضوية السبعة اعتباراً من مطلع الشهر، ومعلناً قبول عضوية 69 طلباً جديداً خلال الشهرين الماضيين.
ومن القيادات التي تقدمت بطلب إنهاء العضوية، المراقب العام للجمعية عبدالمجيد الذنيبات (المراقب العام السابق للإخوان)، وخليل عسكر، وقاسم طعامنة، وممدوح المحيسن، وجبر أبو الهيجاء، وعلي الطراونة، ومحمد عبدالوهاب القرامسة.
وقال الذنيبات لـ «الحياة» ان قيادات الجمعية تقدمت باستقالاتها «احتجاجاً على موقف جبهة العمل من الجمعية المرخصة، وعدم وقوفه على الحياد في ما يخص الخلافات القانونية بين الجمعية والجماعة». وأضاف ان القيادات المستقيلة «قامت بهذه البادرة، وسيتبعهم أعضاء من الشعب المختلفة لأن حزب جبهة العمل الإسلامي لم يعد للجميع». وكشف الذنيبات الذي قاد مجموعة من القيادات «الإخوانية» في معركة ترخيص الجمعية الجديدة، والدخول في جدل قانوني على أصول وممتلكات الجماعة القائمة، عن نية مجموعته تأسيس حزب جديد، من دون كشف المزيد من التفاصيل، على أن يكون الحزب «وطنياً جامعاً».
وتعليقاً على قرار «جبهة العمل»، أكد نائب الأمين العام علي ابو السكر الذي سبق له تمثيل الحركة الإسلامية في مجلس النواب الأردني الرابع عشر (2003-2007)، أن قرار المكتب التنفيذي جاء لـ «مخالفة المتقدمين بطلبات إنهاء العضوية للطريقة الأصولية المتبعة»، واصفاً ما قاموا به بأنه «غير مقبول وفيه محاولة للتشويش». وقلل من أهمية إنهاء عضوية قيادات الجمعية الجديدة، وقال لـ «الحياة»: «ليسوا قيادات في الحزب، فالحزب مستقر وقوي، ومنتشر شعبياً»، معلناً افتتاح الحزب لسبعة فروع جديدة خلال العام الحالي.
وعن التخوفات من إنشاء حزب إسلامي جديد، قال: «الساحة تحتمل أحزاباً جديدة، لكن ليس سهلاً تأمين الامتداد الشعبي واستقطاب الكوادر»، مشيراً إلى ما أعلنته الجمعية الجديدة في وقت سابق عن قدرتها على كسب المعركة القانونية، وعدم قدرتها على استقطاب الكوادر.
إنقاذ 26 مهاجراً في البحر المتوسط وغرق 4 في بحر إيجه
الحياة...نيقوسيا، أثينا، برلين - أ ف ب، رويترز
أنقذ خفر السواحل القبارصة 26 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال على متن زورق قبل غرقه في البحر المتوسط، فيما قضى 4 مهاجرين غير شرعيين بينهم طفلان غرقاً بعدما سقطوا من على مركب كان يواجه مصاعب في بحر ايجه قبالة سواحل جزيرة ليسبوس، وفق ما أفادت شرطة المرافئ اليونانية. وذكرت مصادر مأذونة أن المهاجرين الـ 26 الذين أُنقِذوا سوريون، فيما أشارت مواقع لبنانية إلى وجود مهاجرين لبنانيين بينهم 3 من عائلات غمراوي وعبود والمبيّض. وانتُشل بعض المهاجرين خلال الليل من بحر هائج، قبالة الشاطئ الجنوبي الشرقي لجزيرة ليسبوس. وأوقفت السلطات 3 اشخاص هم سوريان ولبناني كانوا على المركب للاشتباه بأنهم من المهربين. وقال بعض المهاجرين إنهم دفعوا ألفَي يورو للبالغ وألف يورو للطفل للعبور من لبنان الى اليونان.
إلى ذلك، أحصت وكالة «فرونتكس» الأوروبية لمراقبة الحدود دخول حوالى 800 ألف مهاجر «غير شرعي» الى الاتحاد الأوروبي منذ مطلع هذه السنة.
 
أردوغان يدعو إلى تغيير الدستور ويؤكِّد حزمه حيال المتمرّدين الأكراد
اللواء..(أ ف ب)
دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس الى اعتماد دستور جديد بعد فوز حزبه الساحق في الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد وذلك لتعزيز سلطاته الرئاسية كما توعد بعدم «المهادنة» في مواجهة المتمردين الاكراد.
واردوغان الذي يهيمن على الساحة السياسية التركية منذ اكثر من عقد، يسعى منذ فترة لتعديل الدستور المعد من قبل الجيش، من اجل توسيع صلاحيات الرئاسة.
وقال اردوغان في خطاب متلفز في انقرة «حل مسالة اعتماد دستور جديد كان احد اهم رسائل انتخابات 1 تشرين الثاني». وفي وقت سابق اعلن الناطق باسمه ابراهيم كالين ان تركيا تنظر في امكانية تنظيم استفتاء للانتقال من النظام البرلماني الى النظام الرئاسي.
وقال لصحافيين في انقرة «هذه مسالة يمكن ان تحسم بعد اخذ رأي الشعب (...) واذا كانت الالية للقيام بذلك هي استفتاء، فسيتم تنظيم استفتاء».
وشدد على ان التغييرات المزمعة ليست فقط لفائدة اردوغان قائلا «انه قائد قوي دستوريا اساسا وقد دخل التاريخ. ليس لديه توقعات على الصعيد الشخصي». لكن المعارضة تتخوف من ان ذلك سيعزز سلطات اردوغان الذي تتهمه اساسا بالنزعة السلطوية.
ودعا اردوغان كل الاطراف السياسية الى العمل على دستور مدني جديد يحل محل دستور العام 1980 الذي اعده الجيش بعد انقلاب.
وقال «آمل في ان يجلسوا الى الطاولة ويقوموا بحل هذه المسالة» مضيفا انه بحث هذا الامر مع رئيس الوزراء احمد داود اوغلو الثلاثاء.
من جانب اخر، توعد الرئيس التركي بعدم «المهادنة» في الحملة ضد متمردي حزب العمال الكردستاني وذلك بعد ثلاثة ايام على فوز حزبه في الانتخابات التشريعية. وقال اردوغان في خطاب القاه امام عدد من المسؤولين «لن يكون هناك مهادنة (...) العمليات ستتواصل بشكل حازم ضد المنظمة الارهابية في داخل وخارج تركيا».
وقامت طائرات حربية تركية بقصف قواعد لحزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا وشمال العراق الاثنين والثلاثاء. وذكرت هيئة اركان الجيش في بيان نشر على موقعها الالكتروني «ان الضربات الجوية دمرت ستة عشر هدفا» في منطقة دغليجا (جنوب شرق) وفي جبال شمال العراق.
واعلن الجيش مقتل جنديين تركيين في اشتباكات مع المتمردين أمس.
وقال اردوغان «سنواصل القتال الى ان تلقي المنظمة الارهابية السلاح ويستسلم عناصرها وتغادر البلاد». وطلب ايضا من مواطنيه ان لا يقلقوا ازاء المستقبل قائلا «غدا يوم افضل». في موازاة ذلك واصلت الشرطة التركية أمس حملتها ضد اوساط الجهاديين واوقفت تسعة اشخاص يشتبه في انتمائهم الى تنظيم الدولة الاسلامية وتحضيرهم لاعتداءات في انقرة واسطنبول ضد حزب سياسي وصحيفة معارضة.
واوقفت الشرطة اثنين من المشتبه بهم بعد حملة مطاردة في غازي عنتاب (جنوب). واوضحت دوغان ان المعلومات التي تم الحصول عليها خلال استجوابهم اتاحت لاحقا توقيف سبعة اخرين من شركائهم المفترضين.
وبحسب مكتب محافظ غازي عنتاب فان هؤلاء الجهاديين كانوا يحضرون لتنفيذ هجوم انتحاري ضد مكاتب حزب سياسي لم يحدد في اسطنبول وهجمات ضد مقر صحيفة جمهورييت المعارضة في انقرة ومكاتبها في اسطنبول.
واوضح بيان صادر عن مكتب المحافظ ان «اعضاء التنظيم الارهابي داعش تلقوا تعليمات من قادتهم في سوريا» لشن هذه الهجمات.    
تركيا: اعتقال 9 «جهاديين» ومقتل 18 خلال اشتباكات
الحياة...أنقرة – أ ب، رويترز، أ ف ب
اعتقلت الشرطة التركية تسعة أفراد يُشتبه في انتمائهم إلى تنظيم «داعش» وتحضيرهم لهجمات انتحارية في أنقرة وإسطنبول ضد حزب سياسي وصحيفة معارضة.
وأشارت الشرطة إلى أنها أوقفت اثنين من المشبوهين بعد مطاردة في مدينة غازي عنتاب جنوب شرقي البلاد، فيما اعتُقل السبعة الآخرون خلال حملات دهم لاحقة نفذتها الشرطة.
وأعلن مكتب محافـــظ غـــازي عنتاب «اعتقال أفراد المجموعة، ومعـــهم سيارات وقنابل يدوية ومتفجرات وأسلـــحة كـــانوا سيســـتــخدموها في هجوم»، مشيراً إلى «إحباط هجمات دامية كانت تستهــدف إحداث ذعر وفوضى قبل الانتخابات النــيابية» المبكرة التي نُظمت الأحد الماضي وأسفرت عن استعادة حزب «العدالة والتنمية» الغالبية في البرلمان، بعدما خسرها في انتخابات حزيران (يونيو) الماضي.
وذكر مكتب المحافظ أن المشبوهين كانوا يخططون لهجوم انتحاري على مكاتب حزب سياسي لم يُحدّد في إسطنبول، وهجمات ضد مقر صحيفة «جمهورييت» المعارضة في أنقرة ومكاتبها في إسطنبول، تنفيذاً لأوامر قيادات من «داعش» في سورية.
وعزّزت الشرطة السبت الماضي حماية مكاتب «جمهورييت» في إسطنبول، بعدما تلقت معلومات تفيد بهجوم محتمل عشية الانتخابات.
وكثفت قوات الأمن توقيفات في أوساط الجهاديين في تركيا، بعد تفجيرين انتحاريين أوقع أكثر من مئة قتيل ومئات الجرحى في أنقرة الشهر الماضي، اتهمت السلطات «داعش» بتدبيره.
على صعيد آخر، قُتل 18 شخصاً خلال اشتباكات في جنوب شرقي تركيا حيث تقطن غالبية من الأكراد. وأعلن الجيش التركي مقتل جنديَّين و15 من مسلحي «حزب العمال الكردستاني»، في اشتباكات قرب قرية دغليجا المحاذية للعراق. وأشار إلى أن سلاح الجو التركي «دمّر» الثلثاء 16 موقعاً للحزب في دغليجا وشمال العراق.
إلى ذلك، ذكر مسؤولون أمنيون أن شاباً عمره 20 سنة قُتل بالرصاص في بلدة سلوان حيث فرضت السلطات منذ يومين حظر تجوّل في ثلاثة أحياء.
في السياق ذاته، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفضه أي «مهادنة» مع «الكردستاني»، مؤكداً أن بلاده ستواصل قتالها المسلحين حتى «تصفيتهم». وقال: «لن تكون هناك مهادنة، العمليات ستتواصل في شكل حازم ضد التنظيم الإرهابي، في داخل تركيا وخارجها». وأضاف: «سنواصل القتال إلى أن يلقي التنظيم الإرهابي السلاح ويستسلم أفراده ويغادرون البلاد».
وأوردت وسائل إعلام أن الشرطة أوقفت 22 شخصاً خلال دهم فرع الشباب التابع لـ»الكردستاني» في إسطنبول وفي محافظة أضنة.
على صعيد آخر، حضرت قاضية إلى إحدى المحاكم التركية لترؤس جلسة وهي محجبة، للمرة الأولى في تاريخ جمهورية تركيا العلمانية. وأوردت صحيفة «صباح» الموالية للحكومة أن القاضية التي لم يُكشف اسمها، رأست جلسة مدنية في محكمة الدرجة الأولى في قصر العدل في إسطنبول وهي تغطي رأسها بحجاب داكن اللون.
وكان المجلس الأعلى للقضاة والمدعين، وهو هيئة مراقبة القضاة في تركيا، رفع حظر ارتداء الحجاب المفروض على القاضيات، عشية انتخابات حزيران.
وأثارت مبادرة القاضية جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، اذ اعتبرها بعضهم بمثابة «تطبيق للقانون الإسلامي».
وسمحت حكومة «العدالة والتنمية» بارتداء الحجاب في الجامعات والبرلمان والوظائف العامة والمدارس. لكن ما زال ارتداء الحجاب محظوراً في الجيش وقوات الأمن التركية.
 
إستراتيجية أسوأ الحلول للأزمة السورية
الحياة...غازي دحمان... * كاتب سوري 
هل هناك شيء إسمه استراتيجية أسوأ الحلول، وهل يمكن لطرف معيّن ان يصمّم أوضاعاً، عسكرية وسياسية، تؤدي إلى تطبيق هذه الإستراتيجية، ولعل الأهم من كل ذلك ما إذا كانت هناك أطراف قد تقبل بالإنخراط بهذه الوضعية والقبول تالياً بإشتراطاتها ومخرجاتها؟
ليس ما سبق أسئلة عصف فكري بل هي مقاربة للإسلوب الذي تستخدمه روسيا في إدارة الصراع السوري ومساوماته وشروط اللعبة فيه، وهي، حتى اللحظة، تفرض هذا الإيقاع بمهارة عبر صناعة سياقاته وتصميم الظروف المناسبة لموضعته كخيار وحيد، وما على الاطراف الأخرى سوى التكيف معه أو إختيار بدائل من الهامش الذي يتيحه هذا الخيار.
تقوم هذه الإستراتيجية على قراءة الوضع وبخاصة من نقاط ضعفه والتركيز على الإشكاليات ومواضع اللبس فيه، وتعيين الخواصر الرخوة التي سيجري الدخول منها إلى قلب الحدث، وصناعة السردية المناسبة لمواكبة الإنخراط وترويجها إعلاميا باعتبارها الصورة الحقيقية للحدث وما يجري هو العلاج الذي تأخر وصار لازماً إستعماله.
وهكذا، فإن بقاء نظام بشار الأسد وإعتراف العالم بالهيمنة الروسية على سورية ومراعاة مصالح إيران ونفوذها، هي أسوأ الحلول، حتى روسيا نفسها لا تطرحها بأكثر من هذه الصفة، لكنها رغم ذلك تروّج لها على أنها الحلول الوحيدة الممكنة للمحافظة على مؤسسات الدولة السورية وبقاء سورية كياناً موحداً، إضافة إلى المحافظة على التوازنات الإقليمية، وضمان إستمرار إشتغال النظام الدولي بآلياته التقليدية.
وبنطوي هذا الحل على بدائل أخرى، بعضها مضمر وأغلبها معلن، تطرحها روسيا، وتتشكّل من إستمرار الفوضى الإقليمية واحتمالات إنتقالها إلى كامل الإقليم بما يعنيه من إعادة صوغ النظام الإقليمي على المستويين الجغرافي والديمغرافي، وتقسيم سورية بشكل نهائي بذريعة حماية مكونات معينة من خطر الإبادة طالما أن الأطراف الأخرى لا تستجيب للشروط الروسية، وكذلك إضطراب النظام الدولي غير المستقر أصلاً، إضافة إلى دعم الهيمنة والنفوذ الإيراني في المنطقة، أو على الأقل عدم التدخل لضبطه.
أما التطبيقات العملية لهذه الإستراتيجية فتتمثل في تدمير جميع البدائل المحتملة للأسد وفرضه كخيار وحيد قابل للدعم في سورية، وتقليص خيارات الدول الداعمة للثوار ودفعها لقبول الحل الذي تفرضه روسيا، والذهاب في هذا المنحى إلى ما هو أبعد من ذلك، عبر إستقطاب الأطراف الإقليمية والدولية للحل الروسي تحت عناوين عديدة مثل التنسيق والحياد والدعم، بحيث تتحول الأطراف الرافضة إلى أقلية معزولة وغير مؤثرة.
وتعمل روسيا على تقنين رؤيتها عبر تسوية سياسية ليصار إلى تثبيت مكاسبها، وتعتقد دوائر صنع القرار الروسي أنها قاب قوسين من فرض خياراتها بعد أن ضمنت موافقة جزء وازن من التكتل الاوروبي وتحييد الإطار الإقليمي بعد إخراج مصر والأردن منه وإرباك تركيا، وبالتالي فإن أسوأ الحلول صار حلاً مقبولاً طالما أن هناك تكتلاً إقليمياً ودولياً يدعمه.
وتبدو أميركا، وهي الطرف الأكثر ثقلاً في هذه اللعبة، خارج الحساب الروسي، طالما أن واشنطن تنهل إستراتيجيتها من صندوف أدوات اوباما المليء بالحذر والتردد، لذا فإنها لا تلمح في تقديراتها غير الخيارات السيئة والمرعبة لها، من نوع خوفها من الغرق في المستنقع السوري واحتمال زيادة الإلتزام المفتوح تجاه أزمة معقدة، فيما تغيب كل الإحتمالات الأخرى المتفائلة بشرق أوسط جديد أو إزدهار قيم الديموقراطية، إذ لم تعد هذه الخيارات في عهد إدارة اوباما عناصر تستحق العمل عليها، بل ثمة قناعة روّجتها إدارة اوباما لتقنع الدوائر السياسية الأميركية بعدم جدوى التدخل في سورية على اعتبار أن استخدام كل القوة العسكرية الممكنة في الشرق الأوسط يترجم غالباً إلى نتائج فقيرة في ما يتعلق بالمخرجات السياسية، وبالتالي فإن من الأفضل الجلوس وإنتظار فشل روسيا الحتمي.
لكن رغم كل ذلك، لا يبدو أن الخطة الروسية تسير صوب إنتاج وضعية مستقرة تتفق مع تخطيطها الإستراتيجي، بل على العكس هناك مؤشرات بدأت تتنامى عن أن تطرف روسيا في خياراتها يدفع العديد من الأطراف الإقليمية والدولية إلى البحث عن خيارات بديلة لمواجهتها ودفعها إلى عقلنة سياساتها في سورية، والمفارقة أن سبب تأخير ظهور إستراتيجية مواجهة للتدخل الروسي حتى اللحظة يتعلق برهانات اكثر الأطراف على ضعف ومحدودية القدرة الروسية من جهة أو رغبة بعض الأطراف في رؤية موسكو غارقة في المستنقع السوري. بإستثناء ذلك فان أغلب الفاعلين غير مستعدين لقبول التغيرات التي ترغب موسكو في إحداثها إن على مستوى إعادة صوغ النظام الإقليمي أو إعادة توصيف تراتبية القوة في النظام الدولي، وتملك الأطراف المواجهة القدرة والإمكانات ليس فقط لإفشال الخطة الروسية بل وعكسها على روسيا نفسها ووضعها أمام أسوأ الخيارات والحلول.
«الانسحاب» الأميركي من المنطقة وراء «تسلّل» المبادرة الروسية
المستقبل...ربى كبّارة
يتواصل غياب الولايات المتحدة على الساحة الشرق اوسطية في ظل ادارة الرئيس باراك اوباما. وهو الانسحاب الذي فتح الباب واسعا امام روسيا لتتدخل، منفردة، تدخلا عسكريا مباشرا في سوريا، ولتحتفظ عبرها بموطئ القدم الوحيد المتبقي لها في هذه الساحة التي كانت تتمتع فيها بمناطق نفوذ متعددة قبل انهيار الاتحاد السوفياتي، وذلك لتأمين مصالحها وخصوصا الاقتصادية.

فالتدخل الروسي هو مبادرة منفردة بكل ما للكلمة من معنى، يقول مسؤول حزبي لبناني سيادي مطلع عن كثب على حيثيات ما يدور في اروقة الادارة الاميركية، نافيا ما يُتداول من تنبؤات بالتنسيق او بكلام تحت الطاولة. اضافة الى ان المصادر الاميركية ابلغت المعارضة السورية ان هدف الروس بالتأكيد إنقاذ نظام بشار الاسد عبر تأمين حماية سيطرته على دمشق والساحل، لكن لا احد يعرف فعليا الى اين يريد ان يصل فلاديمير بوتين، خصوصاً أن هدف القضاء على «داعش» هو مجرد ذريعة.

فالتدخل الروسي لم يأت مفاجئا بل وكان حتميا حفاظا على المصالح، خصوصا بعد خسارة مناطق النفوذ المتعددة في عهد الاتحاد السوفياتي، بدءاً من ليبيا مرورا بمصر وعدن وصولا الى العراق. كما انه بعد النجاح في سحب جورجيا ومن ثم اوكرانيا انكب الروس على استعادة شبه جزيرة القرم خصوصا بسبب ميناء سيفاستوبل المنفذ الوحيد المتبقي نحو البحر المتوسط امتدادا الى قاعدة طرطوس.

فالانسحاب الاميركي الفعلي من المنطقة، تنفيذا لتعهدات اوباما، سمح لروسيا بالتفرد، خلافا لكل ما يتم تداوله زورا عن تنسيق مسبق مع الاميركيين او حتى عن غض نظر، وفق المصدر الذي لحظ «انزعاجا» واضحاً من تسليم سوريا الى روسيا وايران في بعض الاوساط الاميركية ومن ابرزها الكونغرس، بكل مكوناته الجمهورية، لكنه منشغل بهموم محلية خصوصا بعد فشله في عرقلة انجاز الاتفاق النووي مع ايران.

ويصف المصدر ردود الفعل الاميركية على ما تشهده المنطقة، قبل التدخل الروسي وبعده بانها «ظرفية« سواء تعلقت بالدعم العسكري عبر مستشارين او بالدعم المالي او التدريب. اضافة الى ما يحكى مؤخرا عن «قوات سوريا الديموقراطية» التي تضم اساسا اكرادا ومسيحيين ومعارضين علمانيين لا يقولون بدولة الخلافة، ومهمتهم أولاً قتال «داعش» من دون ان يعني ذلك انهم لن ينصرفوا لاحقا لقتال النظام الاسدي.

وتعتمد الولايات المتحدة لمواجهة الروس على همة اللاعبين الاقليميين مثل السعودية وقطر وتركيا. فالولايات المتحدة، ورغم الانسحاب الحالي، قد تلتحق بهم في اللحظة الاخيرة لتؤيد قيام منطقة آمنة مثلا اذا نجحوا بفرضها كأمر واقع.

وفي ما يتعلق بلبنان، يرى المصدر نفسه اننا نقترب من نقطة تخلٍّ دولي بشأن تسيير المؤسسات، باستثناء المؤسسة العسكرية. فثمة اجماع في دوائر الامم المتحدة في نيويورك او الادارة الاميركية في واشنطن على مقولة «تعبنا منكم» لكم ان تحلوا عقدة الفراغ الرئاسي وعقدة تفعيل عمل الحكومة لانه لم يعد لدينا ما نقدمه في هذا المجال. اما في الامور الاخرى فما زال الاستعداد قائما سواء بالنسبة لدعم الجيش ولمواجهة معضلة اللجوء السوري اذ ينال لبنان اكبر حصة من الاموال الاميركية في هذا الاطار.

فالاميركيون يرون أنهم ساعدوا اللبنانيين على تأمين الخروج السوري عام 2005 على اساس انهم قادرون على ادارة شؤونهم الذاتية، وهم يرفضون تحميل كامل مسؤولية الفشل لتعطيل «حزب الله». ويتساءلون هل ان مشاكل مثل النفايات او الكهرباء لا تحل إلا بوجود رئيس للجمهورية ما زال منصبه فارغا منذ عام ونصف العام؟، وهل لا بد من الغرق بين تشريع الضرورة وضرورة التشريع واللاتشريع، او بين من يريدون رئيسا للبلاد من حيث ابتدأ اميل لحود مقابل من يريد رئيسا من حيث انتهى ميشال سليمان؟.
 

المصدر: مصادر مختلفة

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب..مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع الفرقاء اللبنانيين..

 السبت 19 تشرين الأول 2024 - 4:13 ص

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب.. مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع ال… تتمة »

عدد الزيارات: 174,929,680

عدد الزوار: 7,771,744

المتواجدون الآن: 0