«تنظيم الدولة» يتوعّد: ستخافون من مجرّد الخروج إلى الأسواق وباريس «تحت الحصار»... وتتوعد «داعش» بحرب «دون رحمة»

«داعش» يعلن مسؤوليته.. والحصيلة 129 قتيلاً و352 جريحاً بينهم 99 في حالة حرجة وفرنسا في حداد.. والأصبع على الزناد

تاريخ الإضافة الإثنين 16 تشرين الثاني 2015 - 6:24 ص    عدد الزيارات 2218    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

باريس «تحت الحصار»... وتتوعد «داعش» بحرب «دون رحمة»
الحياة..باريس- رندة تقي الدين وأرليت خوري 
تضامن العالم الحر مع فرنسا ضد الارهاب وتوعّد الرئيس فرنسوا هولاند بـ «حرب بلا رحمة» على «الحرب في قلب باريس» التي شنّها تنظيم «داعش» ليل الجمعة، حاصداً 129 قتيلاً على الأقل بينهم بريطانيون وتونسيان وبلجيكيان وبرتغالي وحوالى 352 جريح، تواجدوا في ستة مواقع هي مسرح «باتاكلان» و«ستاد دو فرانس» الرياضي ومطاعم ومقاهٍ مكتظة شرق العاصمة وشدد خادم الحرمين في برقية مواساة الى الرئيس الفرنسي على ضرورة «تكاتف الجهود الدولية لمحاربة هذه الآفة الخطيرة التي لا تقرها جميع الأديان السماوية والأعراف والمواثيق الدولية، وتخليص المجتمع الدولي من شرورها «. وبدت باريس «تحت الحصار» بعدما تم نشر 1500 جندي إضافي في باريس ينضمون إلى ٣٠ ألف رجل أمن يتولون حماية 5 آلاف موقع حساس في إطار خطة «فيجيبيرات»
وهدد «داعش» الذي تبنّى الاعتداءات، في بيان أن الفرنسيين على «رأس لائحة أهدافه»، وقال «ما دمتم تقصفون لن تعرفوا الأمان، وستخافون من مجرّد الخروج إلى الأسواق».
ورأى محللون أن اعتداءات باريس هي الأسوأ في أوروبا منذ تفجيرات قطار مدريد عام 2004 التي خلّفت 191 قتيلاً، و»تظهر امتلاك التنظيم شبكة متطورة في القارة الأوروبية، وليس مجرّد متعاطفين ينفّذون عمليات فردية»، باعتبار أن المهاجمين الثمانية على الأقل الذين حمل 7 منهم أحزمة ناسفة نجحوا في تفجيرها، اخترقوا إجراءات حال التأهّب القصوى المطبّقة في فرنسا منذ الهجوم على صحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة ومتجر «كوشير» اليهودي في كانون الثاني (يناير) الماضي. وعززت السلطات هذه الإجراءات أخيراً تحضيراً لاستضافة باريس المؤتمر العالمي للمناخ هذا الشهر.
وأكد هولاند أن «داعش» نفّذ الاعتداءات بـ «مساعدة داخلية»، قبل أن يتعرّف المحققون إلى جثة فرنسي «له صلات بمتشددين إسلاميين» وفق أجهزة الاستخبارات، مرجّحة أن يكون أحد مهاجمي مسرح «باتاكلان»، حيث سقط العدد الأكبر من القتلى (87 على الأقل).
تزامن ذلك مع اعتقال الشرطة البريطانية فرنسياً في الـ41 من العمر من منطقة فاندوم وسط باريس، وفي حوزته مسدساً في مطار غاتويك الذي كان أخلي لفترة إثر الاشتباه برزمة.
وعثرت الشرطة في موقع المسرح على جوازي سفر مصري وسوري قرب جثتي مهاجمين، قبل أن يعلن وزير حماية المواطنين اليوناني نيكوس توسكاس، أن حامل الجواز السوري عبر جزيرة ليروس اليونانية في 3 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بعد تسجيله طبقاً للقوانين الأوروبية».
ووصف المحققون الفرنسيون انتحاريي اعتداءات باريس بأنهم «متمرّسون ومدرّبون جيداً». كما وصفهم شهود بأنهم «شبان واثقون من أنفسهم».
وغداة الليلة الدامية استفاقت باريس على هول وذعر، إثر إعلان الرئيس هولاند حال الطوارئ للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية. وأوضح وزير الداخلية برنار كازنوف أن القرار يفرض حماية خاصة على المنشآت العامة ومنع التظاهرات والتجمعات لمدة أسبوع، ويسمح للمحافظين بإعلان حظر تجول في مناطقهم إذا بدا ذلك ضرورياً لضبط الأمن.
وستقفل صالات العرض والمقاهي والمتاحف موقتاً، مع نشر 1500 جندي إضافي في باريس ينضمون إلى ٣٠ ألف رجل أمن يتولون حماية 5 آلاف موقع حساس في إطار خطة «فيجيبيرات».
وعلّق النشاط الرياضي في العاصمة الفرنسية خلال نهاية الأسبوع. وعززت أيضاً إجراءات الأمن في محطات القطار والمطارات والشوارع والأماكن العامة. كما أعلن كازنوف أن أجهزة مكافحة الهجمات الجرثومية أو تلك التي تُستخدم فيها مواد مشعّة معبأة بالكامل.
وكان هولاند تفقد ليلاً برفقة رئيس الوزراء مانويل فالس وكازنوف ووزير الدفاع جان إيف لو دريان مواقع الاعتداءات في الدائرتين العاشرة والحادية عشرة بباريس، بالتزامن مع نقل جثث ضحايا مسرح «باتاكلان». وحضر الرئيس مباراة ودية لكرة قدم بين المنتخبين الفرنسي والألماني في ستاد دو فرانس برفقة وزير الخارجية الألماني فالتر شتاينماير لدى سماع دوي انفجارين خارج الاستاد، فأخرجه جهاز أمنه الخاص من المكان.
وأعقب الانفجارين، اللذين نجما عن عملية انتحارية هي الأولى من نوعها في فرنسا، إطلاق نار في مسرح «باتاكلان» وفي ستة مواقع مختلفة شمال العاصمة وشرقها. وتبيّن أن مهاجمي المسرح احتجزوا رهائن، ما اضطر القوات الخاصة إلى اقتحام المكان حيث بدا المشهد مروعاً لجثث وجرحى تعرّضوا لإطلاق نار عشوائي من المهاجمين وتفجير قنابل.
ولا يزال هناك تضارب حول عدد منفّذي الاعتداءات. وأكد زعيم المعارضة نيكولا ساركوزي ضرورة تعديل السياستين الأمنية والخارجية للبلاد، في حين شدد رئيس الوزراء السابق ألان جوبيه على أن فرنسا يجب أن تبقى موحّدة في وجه «هذا التحدّي القاتل».
وتلقت فرنسا أمس سيلاً من إعلانات التضامن معها في مصابها. وفيما استنكرت دول عربية وغربية «مذبحة باريس» بأشد العبارات، ودعت إلى تعزيز التنسيق الدولي لمكافحة الإرهابيين، سارعت الولايات المتحدة ودول أوروبية عدة إلى تشديد إجراءات الأمن خشية وقوع هجمات مماثلة على أراضيها، وتم اللجوء إلى نشر وحدات من الجيش في بعض المدن الأوروبية الكبرى. ولوحظ حديث قادة أوروبيين عن أن الغرب بات في «حال حرب ضد داعش»، مع التشديد على أن هذا التنظيم لا يمثّل الإسلام.
«داعش» يعلن مسؤوليته.. والحصيلة 129 قتيلاً و352 جريحاً بينهم 99 في حالة حرجة وفرنسا في حداد.. والأصبع على الزناد
 («المستقبل»، ا ف ب، رويترز)
بدأت فرنسا امس الحداد ثلاثة أيام، لتتشح بالسواد حزنا على ارواح 129 شخصا قتلوا في باريس على ايدي ارهابيي «داعش« في سلسلة الهجمات التي اظلمت مساء اول من امس مدينة النور، مروعة الرأي العام الفرنسي والاوروبي والعالمي وصفت عن حق بـ«11 ايلول فرنسي» سيترك آثاره على الديموقراطية الفرنسية لأمد بعيد، مع مشاهد انغلاق غير مسبوقة في هذا البلد المعروف بانفتاحه على العالم، وسط صور الشوارع الفرنسية الشهيرة وهي شبه مقفرة الا من اعداد كبيرة من رجال الشرطة والجنود وهم يضعون الاصبع على الزناد.

ورأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان الهجمات تمثل «عملا من أعمال الحرب التي يشنها «داعش« ضد فرنسا، ويجب ان نرد على الارهابيين من دون رحمة».

وتكثفت التحقيقات الرسمية الفرنسية في هذه الاحداث الدموية، وأكدت الشرطة ان 8 ارهابيين من الذين نفذوا العمليات قتلوا.

واعلن تنظيم «داعش» في بيان تبنيه الهجمات، محذرا السلطات الفرنسية من ان «فرنسا ستبقى هدفا لمجاهدينا في حال استمر سلاحها الجوي باستهداف الدولة الاسلامية».

ويبدو ان المجموعة الارهابية احتوت ارهابيين متعددي الجنسيات، اذ وردت تقارير رسمية عن العثور على جوازي سفر سوري ومصري قرب اشلاء ارهابيين اثنين نفذا تفجيرين انتحاريين قرب «استاد دو فرانس»، فيما تعرفت الشرطة في حادثة مسرح «باتاكلان» على جثة فرنسي ذي صلة بمتشددين اسلاميين وعثرت قرب جثة ارهابي آخر على جواز سفر سوري.

وبحسب السلطات الفرنسية، فإن ستة مواقع مختلفة في باريس استهدفها «داعش« هي استاد دو فرانس الدولي في الضاحية الشمالية لباريس (عدد القتلى 4)، مسرح باتاكلان (89 قتيلا)، شارع شارون (18 قتيلا)، مطعم «لو بوتي كامبودج» في شارع اليبير (12 قتيلا)، شارع لا فونتان اوروا (5 قتلى)، جادة فولتير (قتيل واحد). ففي آخر حصيلة رسمية لاعتداءات باريس، قتل 129 شخصا وجرح 352 آخرين، بينهم 99 في حالة حرجة.

وكانت المستشفيات العامة في باريس أعلنت أنها تلقت 300 جريح منذ اعتداءات مساء الجمعة بينهم 80 جريحا في «حالة حرجة» و177 في حالة «أقل خطورة». وأوضحت دائرة المساعدة العامة لمستشفيات باريس التي تشرف على كل المؤسسات الاستشفائية، أن هذا العدد يضم ايضا 43 «شاهدا أو قريبا» تطلب وضعهم نقلهم الى هذه المستشفيات. وبعد ظهر امس، خرج 53 شخصا من المستشفيات بعد تلقيهم العلاج الكافي. وكون باريس عاصمة عالمية متعددة الجنسيات فليس جميع الضحايا من الفرنسيين فقد عرف منهم حتى الآن تونسيتان وجزائريان وبريطاني واميركية.

وفي اطار التطورات الميدانية والتحقيقات، تحدثت بعض وسائل الاعلام المحلية والدولية عن ان قوى الامن الفرنسية لا تزال تتقصى اثر سيارة كان على متنها ارهابيون مسلحون نجحت في الفرار من مسرح الاحداث. هذا فيما أكدت مصادر بالشرطة الفرنسية مقتل 8 إرهابيين شاركوا في الاعتداءات التي استهدفت مناطق عدة في باريس، منهم 3 كانوا يرتدون أحزمة ناسفة. ووردت أنباء، لم يتم تأكيدها رسميا، بأن 7 من المنفذين كانوا يرتدون الأحزمة الناسفة، فيما أردت الشرطة الثامن برصاصها.

وأعلن مدعي عام الجمهورية في باريس فرنسوا مولان أن التحقيق الذي فتح في اعتداءات باريس يجب أن يحدد ما إذا كان هناك «متواطئون أو مشاركون لا يزالون فارين». وفتحت السلطات الفرنسية تحقيقاً في ما اسمته «جرائم قتل على علاقة بمنظمة إرهابية». واوضح مولان ان «الارهابيين استخدموا في احزمتهم الناسفة مادة (تي آي تي بي) الترايسيتون تيبروكسايد وهي مادة لا تستطيع الكلاب البوليسية شمها». واكد انه بحسب نتائج التحقيق حتى الآن يمكن تقسيم الارهابيين الى ثلاث مجموعات «فريق اتجه الى استاد دو فرانس. وفريق كان يستخدم سيارة سوداء من طراز (سيات) وهو الفريق الذي قام بإطلاق النار على الناس في عدة شوارع. اما الفريق الثالث فكان يستخدم سيارة سوداء من طراز (فولكسفاغن بولو)». واكد شهود عيان ان ارهابيي مسرح باتاكلان صرخوا «الله اكبر» وحملوا «هولاند المسؤولية لتدخله في سوريا والعراق».

وقال مولان ان «أحد المسلحين الذين قتلوا بعد مهاجمة قاعة مسرح «باتاكلان» فرنسي الجنسية وعرف بصلاته مع متشددين إسلاميين وارتكاب جنح سابقة». واشار الى انه «تم التعرف على هوية المسلح من بصمات أصابعه وهو من كوركورون (ضاحية جنوب باريس) ويبلغ من العمر 30 عاما»، كما اكد مولان «العثور على جواز سفر سوري قرب جثة الارهابي الثاني في عملية المسرح». وأفادت مصادر اخرى مقربة من التحقيق انه تم «العثور على جواز سفر سوري قرب جثة أحد الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم قرب ملعب استاد دو فرانس». وترجح السلطات الفرنسية بعدما تلقت اشعارا من اثينا بخصوص هوية الارهابي السوري ان «الانتحاري السوري البالغ من العمر 45 عاما كان بين اللاجئين الذين استضافتهم فرنسا قادمين من اليونان الشهر الفائت».

واعلنت الشرطة اليونانية ان شخصين تلاحقهما الشرطة الفرنسية في اطار اعتداءات باريس سبق ان تسجلا في اليونان هذا العام كطالبي لجوء. وطلبت السلطات الفرنسية من نظيراتها اليونانية التأكد من جواز سفر احد هذين الشخصين وبصماته الرقمية ومن بصمات الاخر انطلاقا من اعتقادها انهما سجلا اسميهما في اليونان التي تشكل بوابة الاتحاد الاوروبي للاجئين وخصوصا السوريين.

وقالت وسائل إعلام فرنسية «ان جواز سفر مصريا قد وجد قرب جثة الانتحاري الثاني في الموقع».

وقال شاهد إن الشرطة أخلت المنطقة المحيطة ببرج ايفل بباريس ومحيط متنزه شان دي ميرس. وقال شاهد آخر يقيم قرب شان دي ميرس إن انتشارا مكثفا للشرطة شوهد عند فندق بولمان قرب برج ايفل. ثم قال متحدث باسم وزارة الداخلية الفرنسية إن تطويق الشرطة فندق بولمان في الضاحية الخامسة عشر بباريس لفترة وجيزة كان إنذارا كاذبا.

وكثفت الدول الجارة لفرنسا امن حدودها من اجل القاء القبض على اي ارهابي فار محتمل او اي ارهابي آخر قد يكون في طريقه لشن هجمات جديدة. وألقت الشرطة البلجيكية القبض على 3 مشتبه بهم عند الحدود و4 مشتبه بهم اثر مداهمات لبعض العناوين في بروكسل. ويعتقد ان الذين ألقي القبض عليهم لهم علاقة بسيارة استأجرها ارهابيو باريس من بلجيكا وعثرت عليها الشرطة الفرنسية مركونة امام مسرح «باتاكلان»، واكدت وسائل الاعلام البلجيكية ان «التنسيق الامني بين باريس وبروكسل يشير حتى الآن الى ان ثلاثة من ارهابيي «داعش« الذين نفذوا اعتداءات باريس كانوا مقيمين في بلجيكا». وفي بريطانيا قامت السلطات في مطار «غاتويك» بإخلاء مبنى المطار بعدما اعتقلت الشرطة البريطانية امس رجلا فرنسيا عمره 41 عاما بحوزته سلاح في المطار، وبحسب ما اعلنته الشرطة البريطانية في بيان «تم العثور على امتعة شخصية وما يبدو انه مسدس بحوزة المتهم، وقد تم ارسال هذه المحتويات الى الفحص الجنائي. وحتى الآن لم نحدد بعد فاعلية السلاح».

وفي العاصمة الهولندية اعلنت الشرطة «اخلاء طائرة ايرباص 321 كانت متجهة الى فرنسا بهدف تفتيشها قبل اقلاعها من مطار امستردام، وذلك بعد رصد القوى الامنية تهديدات وجهت الى هذه الرحلة عبر موقع تويتر». وقال الناطق باسم شرطة امستردام دنيس مولر «نتعامل دائما بجدية مع التهديدات، وقررنا اجلاء الركاب وتفتيش الطائرة»، لكنه لم يؤكد وجود صلة بين هذا الامر واعتداءات باريس.

واعلنت السلطات في برلين ان «ارهابيا ضبطت في سيارته في بافاريا شحنة من الاسلحة مطلع الشهر الجاري قد يكون له علاقة بالمخطط الارهابي الذي استهدف باريس اول من امس».

وذكر بيان لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن «وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر تحدث هاتفيا صباح امس مع نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان، وأكد له التزام واشنطن بمساعدة فرنسا بأي طريقة وأن الجانبين سيظلان على اتصال وثيق.

ورأى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ان الهجمات تمثل «عملا من أعمال الحرب التي يشنها داعش ضد فرنسا، ويجب ان نرد على الارهابيين من دون رحمة».

وأكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس مساء ان فرنسا «في حالة حرب» و»ستضرب عدوها» المتمثل بتنظيم «داعش» بهدف «تدميره».

وصرح فالس لقناة «تي اف 1» غداة اعتداءات باريس التي خلفت 129 قتيلا على الاقل «نحن في حرب، سنتحرك ونضرب هذا العدو» الجهادي «من اجل تدميره» في فرنسا واوروبا وسوريا والعراق. واكد ان الرد الفرنسي سيكون «بالمستوى نفسه لهذا الهجوم».

وتوالت ردود الفعل الدولية المنددة بالجرائم الارهابية البشعة التي خطفت الحياة من الباريسيين. ولم يكتف زعماء الدول العالم بإبداء الغضب والتعهد بالتضامن، فقد تعهد عدد منهم بتشديد الأمن. ونصحت بعض الدول مواطنيها بعدم السفر إلى فرنسا.

وبين الدول التي اعلنت تدابير لتعزيز الأمن بلجيكا وهولندا المجاورتان لفرنسا. أما إسبانيا جارة فرنسا من الجنوب الغربي فقالت إنها أبقت على حالة التأهب عند المستوى الرابع على مقياس من خمس درجات. وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إن «بلاده ستشدد الأمن في حدودها ومطاراتها. ان الهولنديين في حالة حرب مع «داعش« وليس مع الاسلام». وأضاف «إن قيمنا وحكم القانون لدينا أقوى من تطرفهم». وفرضت بلجيكا قيودا إضافية على الحدود وعلى رحلات القطارات والطائرات القادمة من فرنسا. وطلب رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل امس من مواطنيه عدم السفر إلى باريس إلا في حالات الضرورة. وأصدرت هونغ كونغ بدورها تحذيرا لمواطنيها من السفر الى فرنسا. وفرضت بلغاريا قيودا إضافية على حدودها تتعلق بالسفر بالسيارات.

وفي لندن قال مارك راولي نائب مدير شرطة العاصمة البريطانية في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) انه «سيتم تعزيز عمليات الشرطة في بريطانيا لكن لن يتم تغيير حالة التأهب وهي حاليا عند ثاني أعلى درجات الخطورة».

وقالت الولايات المتحدة إنه ليس لديها معلومات تخالف تقييم فرنسا بمسؤولية «داعش» عن هجمات باريس

وقال البيت الأبيض في بيان بعد اجتماع الرئيس الأميركي باراك أوباما بمجلس الأمن القومي «راجع الفريق المشهد من وجهة نظر مخابراتية ولا توجد لدينا أي معلومات تتناقض مع التقييم الفرنسي المبدئي بمسؤولية الدولة الإسلامية.»

وأضاف البيان أنه بينما لا يوجد تهديد محدد أو يعتد به للولايات المتحدة، فإن المسؤولين راجعوا «وضع الأمن الداخلي«.

وشددت نيويورك وبوسطن ومدن أميركية أخرى إجراءات الأمن، لكن مسؤولين امنيين قالوا إن الوجود المكثف لقوات الشرطة إجراء احترازي وليس ردا على أي تهديدات محددة.

وأعلنت السلطات الفرنسية إغلاق برج إيفل المتشح حداداً بالسواد لأجل غير مسمى، فقد أطفئت أنوار البرج الشهير حزناً على من قضوا في الفاجعة. وفيما فضل برج «إيفل» اللون الأسود حدادا على ضحاياه، اختارت معالم أخرى حول العالم ارتداء ألوان العلم الفرنسي كتعبير عن تضامن شعوب دول كثيرة مع فرنسا في مصابها، منها برج التجارة العالمي في نيويورك، وبعض فنادق سان فرانسيسكو ودالاس في الولايات المتحدة وبرج «سي ان» في تورونتو بكندا.

سياسيا بدأت الاحزاب اليمينية القومية المتطرفة في فرنسا واوروبا باستغلال هجمات باريس لتحقيق مكاسب ضد الاحزاب الحاكمة والمعتدلة. ويتوقع ان تزداد شعبية القوميين المتشددين في فرنسا خلال الاسابيع والاشهر المقبلة، كما ستصبح مسألة اللاجئين كتلة نار حارقة بالنسبة للحكومات والقادة الاوروبيين وفي مقدمهم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل وبديهياً هولاند.
«تنظيم الدولة» يتوعّد: ستخافون من مجرّد الخروج إلى الأسواق
الحياة..باريس - أ ف ب، رويترز
تبنّى تنظيم «داعش» في بيان تداولته حسابات جهادية على موقع «تويتر» اعتداءات باريس ليل الجمعة، مؤكداً أن فرنسا على «رأس لائحة أهدافه». وكان التنظيم أعلن مسؤوليته عن هجوم نفذه انتحاريون وحصد 45 قتيلاً في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت الخميس الماضي، كما أعلن مسؤوليته عن تحطّم طائرة روسية في مصر أواخر الشهر الماضي.
وأورد البيان: «استهدف ثمانية إخوة ملتحفين أحزمة ناسفة وبنادق رشاشة مواقع منتخبة بدقة في قلب عاصمة فرنسا (...) فتزلزلت باريس تحت أقدامهم وضاقت عليهم شوارعها».
وأوضح البيان أن الاعتداءات استهدفت «ملعب دي فرانس أثناء مباراة منتخبي ألمانيا وفرنسا الصليبيتين (...) ومركز باتاكلون للمؤتمرات حيث تجمّع المئات من المُشركين (...) وأهدافاً أخرى في المناطق العاشرة والحادية عشرة والثامنة عشرة».
وهدد تنظيم الدولة الإسلامية فرنسا، مؤكّداً أنها «على رأس لائحة أهداف الدولة الإسلامية (...) ما داموا قد تصدّروا ركب الحملة الصليبية وتجرأوا على سب نبينا (...) وتفاخروا بحرب الإسلام في فرنسا، وضرب المسلمين في أرض الخلافة بطائراتهم».
واتهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس، تنظيم الدولة الإسلامية بالوقوف خلف سلسلة الهجمات التي ضربت باريس.
وبثّ «مركز الحياة»، ذراع الإعلام الخارجي في التنظيم أمس، تسجيلاً مصوّراً لا يحمل تاريخاً يدعو فيه المسلمين غير القادرين على السفر إلى سورية إلى تنفيذ هجمات في فرنسا.
وقال متشدد ملتحٍ من التنظيم عرّف عن نفسه باسم «أبو سلمان» يحيط به مقاتلون آخرون: «أرهبوهم ولا تسمحوا لهم بالنوم من الخوف والرعب، هناك أسلحة وسيارات وأهداف جاهزة. اقتلوهم واتفلوا على وجوههم واصدموهم بسياراتكم. اعملوا كل ما تقدرون لإذلالهم فهم لا يستحقون إلا ذلك. هذه رسالة للمسلمين الذين لا يزالون يعيشون في دار الكفر من إخوانكم الفرنسيين الذين هاجروا. ماذا تنتظرون؟ لماذا لم تهاجروا؟». وأضاف متسائلاً: «كيف يطيب لكم أن تعملوا في دار الكفر وقد فتح الله لكم باباً إلى أحسن الأعمال، الجهاد في سبيل الله؟»، داعياً إلى تسميم الماء والغذاء، وتوّعد معلناً: «ما دمتم تقصفون لن تعرفوا الأمان، وستخافون من مجرّد الخروج إلى الأسواق».
 

باريس عاصمة... النار!

هولاند: «داعش» أعلن الحرب علينا... وفرنسا لن ترحم
الرأي... باريس - من ايليا ج. مغناير
• عمليات إرهابية نوعية استهدفت مسرحاً وملعباً وأماكن سياحية وخلفت أكثر من 128 قتيلاً و300 جريح
«إنها الحرب»... هذا هو العنوان الذي استفاق عليه الفرنسيون في صحفهم، أمس، بعد سلسلة الهجمات الدامية التي نفذها انتحاريون في باريس التي أوقعت ليل الجمعة السبت اكثر من 128 قتيلاً و300 جريح منهم مئة بحال حرجة، واعتبرها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إعلاناً للحرب على بلاده من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي تبنى الهجوم، في حين سارعت دول أوروبية والولايات المتحدة إلى تشديد إجراءاتها الأمنية تحسباً لهجمات يقوم بها التنظيم، وسط تهيّب عالمي مشابه لذلك الذي ساد بعد هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة.
وبدأت العملية التي دامت 40 دقيقة في الساعة 9:20 من ليل الجمعة عندما انفجرت القنبلة الأولى في ملعب «ستاد دي فرانس» تزامناً مع إطلاق النار في شارع بيشا في العاصمة ثم إطلاق نار الساعة 9.25 في شارع ربوبليك، لتنطلق القنبلة الأخرى الساعة 9.30 في الملعب، مع اشتباكات في شارع شارونفي الساعة 9.38، وانفجار في شارع فولتير 9:43، واشتباك في مسرح باتاكلان9:53 لتنتهي باشتباك في شارع بومارشي الساعة 10:00 ليلاً.
وذكر مصدر في الشرطة الفرنسية أن الانتحاريين كانوا على ما يبدو رجالاً «متمرسين كما يتبين للوهلة الاولى ومدربين بشكل جيد». وقد وصفهم شهود بأنهم «شبان واثقون من أنفسهم».
وأوضح المصدر أن مسألة تدريبهم واحتمال ذهابهم الى منطقة جهاد وخصوصاً الى سورية، «سرعان ما فرضت» نفسها في التحقيقات، موضحاً أنها «معلومات أولية للتحقيق» ما زالت تحتاج الى «تأكيد». وأشارت وسائل إعلام فرنسية إلى العثور على جواز سفر سوري بجانب جثة أحد الانتحاريين عند الملعب، حيث كان الرئيس فرانسوا هولاند يحضر مباراة ودية بين منتخبي ألمانيا وفرنسا، إثر إبلاغه بأن أصوات الانفجارات التي سمعها ناجمة عن هجمات خطيرة وليست عرضية.
ولاحقاً تم التعرف على جثة فرنسي معروف لدى أجهزة الاستخبارات ويرجح كثيراً أن يكون احد منفذي الهجوم على مسرح باتاكلان حيث قتل أكثر من 80 شخصاً، بعد أن قامت مجموعة من الانتحاريين باحتجاز أكثر من مئة رهينة، وفق ما أفادت مصادر أمنية وقريبة من ملف التحقيق، وقتل ثمانية من المهاجمين سبعة منهم فجروا أنفسهم في الهجمات.
ويعيش في فرنسا نحو 8 ملايين مسلم وهناك أكثر من 1600 فرنسي مجاهد يحاربون في صفوف التكفيريين في سورية ما يسمح لهؤلاء بالتمتع ببيئة حاضنة لهم أعطت الفرصة لثمانية إرهابيين للهجوم على مناطق متعدّدة في باريس بوقت واحد تقريباً، الأمر الذي يدلّ - بحسب خبراء أمن فرنسيين - على تدريب عسكري عالٍ لهؤلاء الذين كان يحمل كل واحد منهم حزاماً ناسفاً، وهذا يحتاج لمعرفة بتركيب المتفجرات وشراء المواد الضرورية لصناعة الحزام وعقيدة راسخة لتفجيره قبل الاعتقال.
ويقول الخبراء إن المنفّذين اعتقدوا ان الفرنسيين، مثل الشرق أوسطيين، يتجمّعون بعد الانفجار بسبب الحشرية والمساعدة، وهو ما يفسّر المدة (10 دقائق) بين الانفجار الأول والثاني داخل «ستاد دي فرانس» بنية إيقاع العدد الأكبر من الضحايا، الأمر الذي يدلّ على وحشية وأسلوب المنفذين الذي يُعتمد عادة في اليمن والعراق وسورية.
وستوجه الهجمات ضربة لفرنسا وخصوصا لباريس التي يقصدها الملايين من السياح بشكل متواصل، فيما اوروبا على أبواب أعياد الميلاد وتحضيراتها. كما انه يكلف الخزينة الفرنسية أموالاً طائلة بنزول الجيش الى الشارع واعلان اقفال 61 معبراً حدودياً مع تدابير خاصة على مرافئ العاصمة لمنع دخول أي مسافر غير اوروبي وتشديد التدابير الأمنية في السفارات والمصالح ليس فقط الفرنسية، بل الأوروبية لان اوروبا كلها استشعرت بخطر «داعش» وبدأت تأخذ التدابير التي تطمئنها أكثر وتمنع حدوث أعمال ارهابية خارجة عن السيطرة.
ومن الواضح ايضاً ان «داعش» لا يهاب ردة الفعل الفرنسية ولا الروسية قبلها (عملية التفجير داخل الطائرة المدنية الروسية فوق سيناء) ولا يعمل لهؤلاء حساب ردة الفعل لانه يعمل من خلال ايديولوجية، ويهيئ الفوضى وردات الفعل وبحراً من الدماء في دابق (مدينة سورية تبعد كيلومترات عن الحدود التركية وتقع داخل نطاق سيطرة داعش شمال الرقة) حيث قُطعت رؤوس الرهائن البريطانيين والاميركيين ويابانيين وآخرين.
ومع ان الهجمات تحتاج لفترة طويلة من التخطيط وتنسيق عالي الاحتراف لتَزامُن الهجمات والأحداث التي تخوّل «داعش» إحداث صدمة في الشارع الفرنسي، الا انها لا تدل على قوة التنظيم وقدرته على الاحتفاظ بالارض بعد ان خسر مطار كويرس العسكري في شمال سورية ومنطقة الحول الاستراتيجية للاكراد في الحسكة ومدينة سنجار في العراق التي تربط طريقها الـ47 مدينتي الرقة السورية والموصل العراقية.
واعتبر هولاند في كلمة من قصر الإليزيه اثر خروجه من اجتماع لمجلس الدفاع بمشاركة الوزراء الرئيسيين في حكومته ان «ما حصل هو عمل حربي... ارتكبه (داعش) ودبر من الخارج بتواطؤ داخلي سيسمح التحقيق باثباته».
وقال ان «فرنسا لن ترحم» مؤكداً «اتخاذ كل التدابير لضمان أمن المواطنين في اطار حال الطوارئ» التي اعلنت خلال الليل، مشدداً على ان «قوات الامن الداخلي والجيش متأهبة بأقصى مستويات قدراتها» و«تم تعزيز كل اجهزة الامن». واعلن الحداد الوطني لثلاثة ايام من دون ان يحدد متى يبدأ.
وفي تبنيه الهجمات، أعلن تنظيم «داعش» في بيان رسمي: «قام ثمانية إخوة ملتحفين أحزمة ناسفة وبنادق رشاشة باستهداف مواقع منتخبة بدقة في قلب عاصمة فرنسا فتزلزلت باريس تحت اقدامهم وضاقت عليهم شوارعها».
وأضاف البيان أن من بين الأهداف «ملعب ستاد دي فرانس أثناء مباراة فريقي ألمانيا وفرنسا الصليبيتين... ومركز باتاكلان للمؤتمرات حيث تجمع المئات من المشركين (...) واهداف اخرى في المنطقة العاشرة والحادية عشرة والثامنة عشرة».
وقال: «لتعلم فرنسا ومن يسير على دربها أنهم سيبقون على رأس قائمة أهداف الدولة الإسلامية وأن رائحة الموت لن تفارق أنوفهم ماداموا قد تصدروا ركب الحملة الصليبية وتجرأوا على سب نبينا صلى الله عليه وسلم وتفاخروا بحرب الإسلام في فرنسا وضرب المسلمين في أرض الخلافة بطائراتهم».

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,146,004

عدد الزوار: 7,622,357

المتواجدون الآن: 0