«لعب بالنار» فوق الحدود السورية - التركية..أنقرة تسقط قاذفة ومقتل طيار وجندي روسيين.. وموسكو تتحدث عن «طعنة في الظهر» لها عواقب وخيمة واردوغان يرسّم حدود «السوخوي»... غارات إسرائيلية في القلمون على مواقع النظام و«حزب الله»

أوباما وهولاند يحضّان روسيا على دعم حل يُقصي الأسد ...معارك طاحنة في ريف اللاذقية ... والمعارضة تتقدم جنوب حلب

تاريخ الإضافة الخميس 26 تشرين الثاني 2015 - 6:31 ص    عدد الزيارات 2037    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

«لعب بالنار» فوق الحدود السورية - التركية
الحياة...موسكو – رائد جبر { أنقرة - يوسف الشريف 
لندن، واشنطن، برلين، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - بُذلت أمس جهود لضبط التوتر الروسي- التركي وتجاوز «اللعب بالنار» فوق الحدود السورية- التركية بعد إعلان أنقرة إسقاط قاذفة روسية من نوع «سوخوي 24» وتأكيد واشنطن توجيه تركيا عشرة إنذارات للطائرة الروسية قرب حدود تركيا وإعطاء الرئيس باراك أوباما الحق لتركيا في حماية أراضيها وأجوائها. واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إسقاط القاذفة «طعنة في الظهر»، محذراً من «عواقب وخيمة». وعقد «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) اجتماعاً على خلفية أول إسقاط دولة عضو فيه طائرة روسية أو سوفياتية منذ نصف قرن. وأفيد بأن عناصر المعارضة دمروا بصاروخ «تاو» أميركي مروحية روسية أو سورية حاولت سحب أحد الطيارين الروسيين اللذين أُسقطت طائرتهما، وسط تضارب الأنباء حول مصير الطيارين على رغم اعتقاد تركيا بأنهما على قيد الحياة.
وحض أوباما خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند على ضرب «داعش» بدلاً من استهداف المعارضة المعتدلة ودعم نظام بشار الأسد، مشدداً على أن أفضل طريق لتحقيق السلام في سورية يتم عبر وقف النار ومرحلة انتقالية بعيداً من الأسد. وأكد أوباما وهولاند أن بلديهما «موحدان ضد الإرهاب»، فيما حض الرئيس الفرنسي تركيا على «إغلاق الحدود مع سورية لمنع الإرهابيين من الوصول إلى أوروبا» ودعاها وموسكو إلى تجنب التصعيد.
ولم يتأخر رد الكرملين بعد إعلان تركيا صباح أمس أن مقاتلاتها أطلقت صاروخاً أصاب القاذفة التي انتهكت المجال الجوي التركي، كما قالت أنقرة بعد تحذير الطائرة 10 مرات. وعلى رغم أن وزارة الدفاع الروسية تجاهلت في البداية الإعلان التركي وأكدت أن المقاتلة أسقطت بنيران دفاعات أرضية داخل سورية، بدا بوتين غاضباً خلال اجتماعه مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في سوتشي أمس، وأطلق عبارات غير مسبوقة لجهة حدتها ضد أنقرة، مشيراً إلى أن بلاده «تخوض الحرب على الإرهاب، لكننا لم نتوقع أن نتلقى ضربة في الظهر من جانب متواطئين مع الإرهاب». وزاد أن الطائرة «تعرضت لنيران صاروخ «جو- جو» أطلقته مقاتلات تركية وهي تحلق على ارتفاع ستة آلاف متر على بعد كيلومتر واحد من الحدود، ولم تنتهك الحدود التركية كما لم تشكل تهديداً لأحد هناك». مضيفاً أنها سقطت على بعد أربعة كيلومترات من المنطقة الحدودية.
ولفت إلى أن القاذفة الروسية أسقطت «على رغم الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة لمنع حدوث مثل هذه الحوادث الجوية، وتركيا في صفوف هؤلاء الذين ادعوا أنهم يقاتلون ضد الإرهاب ضمن التحالف الأميركي». وزاد أن روسيا «تتفهم أن لدى كل دولة مصالحها الإقليمية وكنا نحترمها دائماً، لكننا لن نتسامح أبداً مع جريمة مثل تلك التي ارتكبت اليوم» (أمس).
وهبطت أسعار الأسهم الروسية والتركية بسبب مخاوف من التصعيد بين خصمي الحرب الباردة السابقين. واستدعى كل من البلدين ممثله الديبلوماسي في البلد الآخر، وألغى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زيارة لتركيا كان مقرراً أن يقوم بها اليوم.
وأيد الجيش الأميركي ما أعلنه العسكريون الأتراك عن تحذير الطائرة الروسية قبل إسقاطها. وقال الناطق العسكري الأميركي الكولونيل ستيف وارن: «تمكنا من سماع كل ما حدث. هذه (الاتصالات) كانت على قنوات مفتوحة». وأضاف رداً على سؤال بشأن التحذيرات العشرة التي قالت تركيا إنها وجهتها إلى القاذفة الروسية التي اتهمتها باختراق أجوائها: «أؤكد هذا الأمر».
وكان لافتاً أن الجيش التركي أبلغ الرئيس رجب طيب أردوغان أولاً قبل رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في شأن الحادثة. كما أن أول رد فعل رسمي صدر من القصر الرئاسي، على رغم أن قيادة الأركان تتبع مباشرة لرئيس الوزراء، وهي إشارة إلى أن أردوغان يتابع بنفسه ملف سورية والتدخل الروسي. كما اعتبر عدد كبير من الأوساط السياسية والعسكرية التركية أن إسقاط القاذفة كان «أمراً لا بد منه من أجل الرد على رسائل روسيا التي تقصف مواقع التركمان في ريف اللاذقية الشمالي حيث لا يوجد داعش ولا جبهة النصرة». واعتبر بعض الأوساط السياسية أن ما يحدث حالياً من «لعب بالنار مع موسكو» يأتي ضمن خطة سياسية جديدة وضعها أردوغان الذي كان أعلن أن انتصار حزبه في الانتخابات الأخيرة يعطيه دعماً وثقة قوية من أجل الانطلاق بشكل أقوى في سياسته الخارجية».
وتضاربت الأنباء حول مصير الطيارين الروسيين. وفيما بث معارضون فيديو قالوا إنه لجثة أحدهما وفيديو آخر أظهر تدمير عناصرهم بصاروخ «تاو» أميركي مروحية روسية هبطت بعد إصابتها بينما كانت تبحث عن الطيارين في ريف اللاذقية، قال مسؤول في الحكومة التركية لـ «رويترز»، إن تركيا تعتقد أن الطيارين «على قيد الحياة» وإن بلاده تعمل للإفراج عنهما من قبضة المعارضة السورية. وأضاف المسؤول: «وحداتنا التي تلقت معلومات بأن الطيارين على قيد الحياة تعمل على تسلمهما من المعارضة بسلام».
وفي دمشق، نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إنه «في اعتداء سافر على السيادة الوطنية، أقدم الجانب التركي على إسقاط طائرة روسية صديقة فوق الأراضي السورية أثناء عودتها من تنفيذ مهمة قتالية ضد تنظيم داعش الإرهابي».
وقالت ناطقة باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، إنه حض رئيس الوزراء التركي خلال اتصال هاتفي بينهما أمس «على العمل من أجل حوار مباشر بين الأتراك والروس في هذا الأمر». وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في برلين: «نأمل ألا تتسبب هذه الحادثة في انتكاسة للمحادثات المشجعة التي تعطي أملاً بسيطاً لتخفيف حدة الصراع السوري». ودعا الأمين العام للام المتحدة بان كي مون جميع الأطراف إلى «التهدئة بصورة عاجلة».
أنقرة تسقط قاذفة ومقتل طيار وجندي روسيين.. وموسكو تتحدث عن «طعنة في الظهر» لها عواقب وخيمة واردوغان يرسّم حدود «السوخوي»
المستقبل.. (أ ف ب، رويترز، أورينت نت، الإنترنت)
حبس العالم أنفاسه أمس عندما ترجمت القوات التركية ما قاله رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الأحد الماضي، بأنه أصدر تعليمات بالرد الفوري على أي تطور في الجانب السوري من شأنه أن يُشكّل تهديداً لأمن الحدود، فقامت مقاتلتان تركيتان من طراز «اف 16» بإسقاط قاذفة روسية من طراز «سوخوي 24» ليعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لاحقاً أن على الجميع «احترام حقنا في حماية حدودنا»، وذلك في رسالة واضحة بأن أنقرة عازمة على إعادة ترسيم الحدود بعد الهزة التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتدخله في سوريا.

إسقاط الطائرة الروسية لن يكون حدثاً بلا توابع ارتدادية، كما أنه لم يكن حدثاً منقطعاً عن سلسلة أحداث سابقة، فالطائرات الحربية الروسية اخترقت غير مرة الأجواء التركية، ووجهت لها تحذيرات ميدانية فضلاً عن تحذيرات ديبلوماسية من أنقرة لموسكو بوجوب عدم التمادي في خرق السيادة التركية، كما أن تركيا تعمل بالتآزر مع الولايات المتحدة على منطقة خالية من تنظيم «داعش» على الحدود السورية ـ التركية، ما يعني أن صداماً كان لا بد أن يقع مع الطائرات الروسية التي تعمل في المنطقة ذاتها.

وبالنسبة لموسكو، فإن القضية أكبر من مجرد إسقاط طائرة حربية روسية، فهو يطال مجمل العملية الروسية في سوريا التي تغولّت إلى حد توجيه رسائل لكل أعضاء التحالف الدولي الذي ينادي برحيل بشار الأسد بهدف حل الأزمة الدموية في سوريا، فهي تكسر شوكة هذا التغوّل وتبلغه أن ثمّة قوى أخرى في الطرف الآخر.

وتركيا ليست وحيدة، فهي العضو البارز في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقد طلبت اجتماعاً استثنائياً عقد ليل أمس، وهذا طلب يؤكد أن الأتراك قرروا أن يمشوا على الحبل المشدود بأعصاب قوية استعداداً لأي تطور، أو ردة فعل روسية، إذ إن موسكو ما زالت تسوّق لطائرتها السوخوي 24 على أنها كانت تنفذ عملياتها في الأجواء السورية المستباحة أصلاً من الجميع، فيما أكدت أنقرة وواشنطن أن الطائرة الروسية اخترقت الأجواء التركية، وتلقت 10 تحذيرات خلال خمس دقائق، قبل أن تقوم طائرات اف 16 تركية بإسقاطها، لتحولها كتلة لهب تسقط في الأراضي السورية.

وفيما أكدت موسكو أن أحد الطيارين قُتل بعدما هبط بمظلته، وأن مصير الطيار الثاني مجهول، أظهر تسجيل فيديو أرسلته جماعة معارضة سورية لوكالة «رويترز» أمس ما يبدو أنه أحد الطيارين على الأرض من دون حراك ومصاب بجروح بالغة، وقال مسؤول من الجماعة المعارضة إنه مات.

كما أعلنت هيئة الأركان الروسية أن جندياً روسياً ثانياً قُتل خلال عملية إنقاذ فاشلة لطياري المقاتلة الروسية، وذلك حين تعرضت إحدى مروحيات المجموعة الروسية لإطلاق نار.

وقالت هيئة الأركان الروسية إن طياري المقاتلة تمكنا من الهبوط بمظلتيهما قبل التحطم وقتل إحدهما قبل أن يصل الى الأرض، مؤكدة معلومات أوردتها مصادر قريبة من المعارضة السورية. وكان مسؤول حكومي تركي أعلن قبلها أن الطيارين على قيد الحياة وأن بلاده تحاول استعادتهما.

ولم تدلِ القيادة العسكرية الروسية بأي معلومات عن مصير الطيار الثاني، لكنها أوضحت أن أحد جنودها قُتل في سوريا خلال عملية شاركت فيها مروحيات في محاولة لإنقاذ طاقم السوخوي.

وأطلع رئيس أركان الجيش التركي الرئيس رجب طيب اردوغان على تطورات الوضع. وقالت الرئاسة التركية إن «طائرة روسية من طراز «سوخوي 24« أسقطت طبقاً لقواعد الاشتباك بعدما حلقت في المجال الجوي التركي على الرغم من التحذيرات». وقال اردوغان في كلمة ألقاها في أنقرة: «على الرغم من أنه تم تحذيرها عشر مرات في خمس دقائق، فإنها كانت متجهة صوب حدودنا وأصرت على مواصلة انتهاكها». وأضاف أن هذه التصرفات تتفق تماماً وقواعد الاشتباك التركية. وتابع «ينبغي ألا يشك أحد في أننا بذلنا أقصى ما في وسعنا لتفادي هذا الحادث الأخير، ولكن يجب على الجميع احترام حق تركيا في الدفاع عن حدودها». وأوضح أيضاً أن تركيا وبالتعاون مع حلفائها ستنشئ قريباً «منطقة إنسانية آمنة» بين جرابلس السورية وشاطئ المتوسط.

وقال اردوغان إن تركيا ستظل داعمة لإخوانها المظلومين في سوريا. وأضاف أن روسيا تدعي ضرب «داعش» ولكنها ترتكب مجازر ضد التركمان، مضيفاً: «أقول لنظام الأسد وكل من يقوم بحمايته إن منطقة جبل التركمان لا يوجد بها «داعش» أو إرهابيون». وأكد رئيس الوزراء التركي، تعقيباً على إسقاط الطائرة السورية، أن من «واجب» تركيا القيام بكل ما بوسعها لحماية حدودها. وقال: «يجب أن يعلم الجميع أن من حقنا المعترف به دولياً ومن واجبنا الوطني اتخاذ جميع التدابير اللازمة ضد كل من ينتهك مجالنا الجوي أو حدودنا».

وذكرت مصادر ديبلوماسية تركية أن أنقرة أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن كتابة بإسقاط طائرة حربية روسية. واجتمع نائب وكيل وزارة الخارجية التركية بالفعل مع القائم بالأعمال الروسي والأميركي والبريطاني وكذلك السفير الفرنسي لهذه الغاية.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن «طائرة سوخوي 24 تابعة لسلاح الجو الروسي في سوريا تحطمت في الأراضي السورية بسبب إطلاق نار من الأرض». وأضافت أن الطائرة «كانت موجودة في المجال الجوي السوري حصراً«.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مستهل لقائه في سوتشي (جنوب روسيا) مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني «بالتأكيد سنحلل كل ما جرى. والأحداث المأسوية التي وقعت اليوم ستخلّف عواقب خطيرة على العلاقات الروسية ـ التركية». واعتبر أن «الخسارة اليوم هي بمثابة طعنة في الظهر وجهت الينا من قبل المتآمرين مع الإرهابيين». وأكد أن المقاتلة الروسية «سوخوي 24» لم تكن تهدد تركيا، مشيراً الى أنها أصيبت في الأراضي السورية على بعد كيلومتر من الحدود التركية.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلغاء زيارته الرسمية لتركيا التي كانت مقررة اليوم، وقال في تصريحات نقلها التلفزيون «قررنا إلغاء اللقاء الذي كان مقرراً غداً (اليوم) في اسطنبول مع وزير الخارجية التركي»، لافتاً الى «التهديد الإرهابي المتنامي» لتركيا. وأضاف أن روسيا تنصح مواطنيها بعدم السفر الى تركيا.

كما أعلنت سفارة تركيا لدى روسيا لوكالة «فرانس برس« استدعاء الملحق العسكري التركي الى وزارة الدفاع الروسية.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إن «حلفاءنا الأتراك أبلغونا أن مقاتلاتهم أسقطت طائرة مقاتلة قرب الحدود السورية بعدما انتهكت الأجواء التركية الثلاثاء». وأضاف: «يمكننا أن نؤكد أن الولايات المتحدة غير معنية بهذا الحادث».

وعقد «الناتو» اجتماعاً استثنائياً ليل أمس بطلب من أنقرة لمناقشة التطورات، ودعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الى «الهدوء ونزع فتيل التوتر» إثر إسقاط الجيش التركي لمقاتلة روسية على الحدود السورية.

وصرح ستولتنبرغ إثر اجتماع طارئ للحلف في بروكسل ضم ممثلي الدول الـ28 الأعضاء فيه، «أدعو الى الهدوء ونزع فتيل التوتر».

وأضاف «كما كررنا بوضوح، نحن متضامنون مع تركيا وندعم وحدة أراضي حليفنا التركي داخل الحلف الأطلسي».

وتابع في رد مقتضب على الصحافيين «إنه حادث خطير. يجب أن نتفادى خروج الوضع عن أي سيطرة».

وكانت مقاتلات روسية دخلت المجال الجوي التركي في حادثين منفصلين في تشرين الأول ما دفع بأنقرة الى استدعاء السفير الروسي مرتين للاحتجاج على انتهاك مجالها الجوي مرتين.

وفيما كانت المروحيات الروسية تحلق فوق المنطقة التي سقطت فيها الـ»سوخوي 24» تمكن ثوار الفرقة الساحلية الأولى التابعة لـ»الجيش الحر» من إسقاط إحداها بواسطة صاروخ حراري من طراز «تاو». وبحسب ناشطين، فإن الثوار استهدفوا المروحية الروسية عندما كانت تحلق على علو منخفض بحثاً عن طاقم الـ»سوخوي»، ما أدى إلى سقوطها في المنطقة الواقعة بين بلدتي كفرية والنوبة.

ونقل إعلام النظام عن مصدر عسكري ميداني قوله إن «وحدة من قوات الجيش العربي السوري أنقذت 12 مقاتلاً من القوات الروسية حوصروا إثر هبوط مروحية روسية بشكل اضطراري قرب جبل النوبة في ريف اللاذقية الشمالي».

وقال المصدر إن «المقاتلين الروس كانوا على متن المروحية التي كانت تتولى البحث عن الطيارين اللذين كانا في المقاتلة التي أسقطتها تركيا، قبل أن تضطر المروحية للهبوط بشكل اضطراري في منطقة سد برادون حيث حاصرها المسلحون وحاولوا أسر المقاتلين الروس». وأوضح المصدر أن «القوات السورية تحركت من قرية كفرية القريبة، وتمكنت من تأمين وصول المقاتلين الروس إلى مناطق آمنة قبل أن تقوم طائرة حربية روسية بقصف مكان هبوط المروحية وتدمرها».

في المواقف وتعليقاً على حادثة إسقاط الأتراك لمقاتلة جوية روسية قال الرئيس الأميركي باراك أوباما «لا نزال نتلقى تفاصيل عما جرى. لم تكتمل لدينا كافة المعلومات حتى اللحظة. سنتحدث طبعاً الى الرئيس التركي خلال الأيام المقبلة. وأود أن أشدد على أن تركيا لها كامل الحق في الدفاع عن أراضيها ومجالها الجوي. لكن بالطبع نحن نحرص على أن يتحدث الطرفان التركي والروسي بشأن ما جرى وأن يتفاديا أي تصعيد».  واتفق الرئيسان الاميركي والتركي على خفض التوتر.
أوباما وهولاند يحضّان روسيا على دعم حل يُقصي الأسد
المستقبل...باريس ـ مراد مراد
أكدت القمة الاميركية - الفرنسية في البيت الابيض امس، استمرار التباعد في المواقف حيال الازمة السورية بين الدول الغربية من جهة وروسيا من جهة اخرى، برغم تبني مجلس الامن الدولي بالاجماع الاسبوع الفائت قرارا يتيح للجميع التدخل عسكريا ضد «داعش«.

فزبدة اللقاء الذي جمع الرئيسين الاميركي باراك اوباما والفرنسي فرنسوا هولاند تجمعت في نقطتين: الاولى ان واشنطن اوكلت الى باريس مهمة اقناع دول الاتحاد الاوروبي بضرورة تعزيز التعاون الاستخباراتي والامني بين الاوروبيين والاميركيين ولا سيما تبادل لوائح بأسماء المسافرين على الرحلات الجوية بما في ذلك كافة المعلومات المتوافرة عن هؤلاء. والثانية هو انه لن يتم تشكيل اي تحالف دولي جديد لأن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش« في العراق وسوريا موجود، على ان يعرض هولاند على نظيره الروسي فلاديمير بوتين غدا الانضمام الى هذا التحالف شريطة تركيز العمليات العسكرية الروسية في سوريا «فقط على «داعش» وأن تلعب روسيا دورا بناء في حل سياسي يبعد بشار الأسد عن السلطة.

أهمية خروج الأسد من السلطة والقضاء على «داعش« واعادة اللحمة الى صفوف الشعب السوري الذي مزقته الحرب، هي النقاط الرئيسية التي كررها وركز عليها اوباما وهولاند في مؤتمرهما الصحافي ظهر امس في البيت الابيض، وهي ايضا الاهداف التي ابديا رغبتهما في رؤية الروس ينضمون الى الاسرة الدولية من اجل تحقيقها.

وبشأن الهجمات الارهابية الاخيرة التي هزت باريس، اكد اوباما ان «الولايات المتحدة بشعبها وإدارتها تقف مع فرنسا اليوم كما وقفت معها في السابق في الافراح والاتراح. وانا اتوجه باسم الشعب الاميركي بأصدق التعازي للشعب الفرنسي وعائلات الضحايا الابرياء الذي سقطوا جراء غدر الارهاب في باريس. سنبقى متحدين ومتضامنين لصون العدالة وتحقيقها والدفاع عن بلدينا. ان «داعش« خطر محدق بالجميع، ولهذا يجب علينا الوقوف صفا واحدا لتدميره. فهذا التنظيم يهاجم العالم بأسره وارهابه يضرب عدة اماكن سواء في تونس او لبنان او مصر او فرنسا».

اضاف الرئيس الأميركي «لقد حققت غاراتنا ضد «داعش« بعض النجاح وأنا اوافق على وجوب فعل المزيد. ولهذا السبب سنواصل تعزيز تحركاتنا العسكرية. والارهاب لا يقتصر فقط على «داعش«، فالهجمات الاخيرة في مالي ارهاب قام به تنظيم آخر. وواشنطن ستواصل تصديها للارهاب بجميع اشكاله وسنقف الى جانب القوات الفرنسية التي تحارب الارهاب في افريقيا». وتوجه الرئيس الاميركي الى شعبه مطمئنا بأن الارهابيين لن ينجحوا في اخافة الاميركيين «لقد عززنا امننا منذ 11 ايلول. ما يجري الآن هو ان «داعش« الذي لا يقدر على هزيمتنا في ميدان المعركة يحاول ارهابنا بمهاجمة المدنيين. انه يسعى الى تقسيم مجتمعاتنا وتفتيتها. لكن ردنا هو ان اميركا قوية بجميع ابنائها من جميع الاديان والمذاهب».

وطلب اوباما من الاتحاد الاوروبي تعاونا استخباراتيا اوثق لمنع حصول هجمات ارهابية جديدة، وقال في هذا الصدد «ادعو الاتحاد الاوروبي الى مشاركتنا بجميع المعلومات الخاصة بركاب الطيران المدني فنحن نواجه خلايا ارهابية تتمتع بأسلوب تنظيمي متقدم يستغل بشكل غير مسبوق التكنولوجيا الرقمية ووسائل التواصل الحديثة والذكية سواء عبر شبكة الانترنت او عبر الاتصالات الدولية«.

وعن امكانية تشكيل تحالف دولي جديد يجمع الاميركيين والروس تحت ادارة واحدة ضد الارهاب، قال «هناك تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش« يضم عشرات البلدان، ولكن روسيا فضلت حتى الآن الانضمام الى تحالف آخر يضم فقط بلدين اثنين: هي وايران. وهما لا تزالان تحاولان دعم بقاء بشار الأسد في الحكم بأي شكل. نحن والفرنسيون متفقون على ان روسيا تسعى من خلال عملياتها العسكرية في سوريا الى دعم الاسد ومهاجمة قوات المعارضة المعتدلة».

اضاف «ان بإمكان موسكو انتهاج استراتيجية بناءة لو انها تضغط على الاسد كي يغادر الحكم وتركز فقط في هجماتها العسكرية على استهداف «داعش«. ان دعم اي عملية سياسية في سوريا تقصي الأسد من شأنها توحيد السوريين جميعا ضد الارهاب».

وتعليقا على حادثة اسقاط الاتراك لمقاتلة جوية روسية قال اوباما «لا نزال نتلقى تفاصيل عما جرى. لم تكتمل لدينا كافة المعلومات حتى اللحظة. سنتحدث طبعا الى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خلال الايام المقبلة. واود ان اشدد على ان تركيا لها كامل الحق في الدفاع عن اراضيها ومجالها الجوي. لكن بالطبع نحن نحرص على ان يتحدث الطرفان التركي والروسي بشأن ما جرى وان يتفاديا اي تصعيد».

واشار الرئيس الاميركي الى ان « هذا النوع من الحوادث كان متوقعا ان يحصل عاجلا ام آجلا، فالعمليات الروسية قرب الحدود التركية ومهاجمة القوات الروسية الثوار المعتدلين المدعومين من تركيا ودول اخرى، كان لا بد وان تؤدي في وقت ما الى حادث ما. فلو ان روسيا تركز فقط على «داعش« ما كانت مثل هذه الامور لتحدث».

وختم اوباما ملخصا الموقف الاميركي من تطورات الارهاب والازمة السورية قائلا «منذ البداية نحن نرحب بروسيا ضمن الائتلاف ضد «داعش«. لكن التحدي هو ان روسيا في الحقيقة تدعم الاسد بدل القضاء على «داعش«، ولذا الاجدى بالروس تغيير استراتيجيتهم من اجل دعم حل سياسي في سوريا يقصي الأسد بشكل صريح والتركيز عسكريا في كيفية القضاء على «داعش«. لقد قمنا بآلاف الغارات ضد «داعش«. لقد قمنا بتجفيف امداداته العسكرية والمالية وحققنا انتصارات ضده اخيرا في سنجار والرمادي. وتركيزنا الآن يجب ان ينصب على كيفية تسريع عملية التخلص من هؤلاء الارهابيين. ان مؤتمر فيينا هو افضل فرصة لنا للخروج بحل سياسي في سوريا. ولا يمكنني اعطاء موعد نهائي مسبق لخروج الاسد من السلطة، ولكن حتما ينبغي تحديد ابعاد العملية السياسة مع تأكيد عدم ترشح الاسد في اي انتخابات في سوريا مستقبلا. مسار ايصال سوريا الى الاستقرار مجددا امر صعب لأنها بلد مدمر. وهو سيكون مسارا طويل الامد لكنه ممكن التحقيق ويرتكز على اعادة اللحمة بين اطياف الشعب السوري. وانا آمل ان تنخرط روسيا الى جانبنا في صنع هذا الحل. وانا اعتقد ان موسكو بدأت تقتنع من خلال الهجمات التي تقوم بها منذ مدة ان الحل العسكري ليس الجواب الفعال للمعضلة السورية«.

وشكر هولاند اوباما والاميركيين على تضامنهم مع الفرنسيين في محنتهم وقال «مثلما شعر الفرنسيون في 11 ايلول 2001 انهم اميركيون لمسنا في 13 تشرين الثاني الجاري ان الاميركيين ايضا شعروا انهم فرنسيون». وشدد على ضرورة «مواجهة داعش في كل الامكان والمواقع الى حين القضاء عليه» واوضح ان «الارهابيين يعتمدون في تمويلهم على عمليات بيع النفط وتهريب الآثار والمخدرات واحيانا البشر. انهم يهاجمون السلام العالمي وقد رأيناهم ينفذون اجرامهم مستهدفين عدة دول بينها فرنسا وتونس والكويت ولبنان ومصر وحتى روسيا. علينا ان نرد بشكل جماعي وموحد. علينا القضاء على «داعش« اينما وجد التنظيم، علينا تفكيك شبكاته واستعادة الاراضي التي يحتلها وتجفيف موارده الحربية والمالية. ينبغي تعزيز تنسيق اجهزة الاستخبارات وتحديد الاهداف بكل دقة لضربها في سوريا والعراق. فرنسا ستسعى الى اقناع تركيا بإغلاق حدودها مع سوريا لمنع الارهابيين من العبور الى اوروبا. ان قرار مجلس الامن الاخير يمنحنا حرية الحركة وحاملة الطائرات «شارل ديغول» تقوم بعملها الآن في شرق المتوسط. بعد هجمات باريس هاجمنا الرقة، ودعمنا الحكومة العراقية في حربها ضد التنظيم في الرمادي والموصل». وحذر هولاند من ان «الارهابيين يريدون نشر الخوف بيننا لدفعنا نحو التشكيك بالقيم والمبادئ التي نؤمن بها وحملنا على اتخاذ قرارات تتعارض مع الحريات واحترام الانسان وحب الحياة».

وعن كيفية انهاء الازمة السورية قال الرئيس الفرنسي «اود التوصل الى حل سياسي بحسب فيينا، ووقف اطلاق النار وبدء عملية تؤدي الى رحيل الاسد لأنه لا يمكن ان يتحد السوريون مجددا خلف قائد مسؤول عن اكثرية الضحايا الـ300 الف الذين سقطوا في الحرب السورية حتى الآن. ان اي حل سياسي في سوريا يجب ان يؤدي الى رحيل الاسد». وطالب هولاند الرأي العام العالمي بالتمييز بين الارهابيين واللاجئين الفارين من الحروب والارهاب فقال «اللاجئون يختلف وضعهم عن الارهاب، انهم يخاطرون بحياتهم للعبور بين تركيا واليونان. علينا ايجاد حلول مع تركيا للسماح لأكبر عدد من اللاجئين بالبقاء قرب بلدهم الام الى حين حل الازمة».

وعن قبول باريس للعرض الروسي بالتعاون ضد الارهاب اوضح الرئيس الفرنسي «سألتقي بوتين وسأقول له ان فرنسا مستعدة للتعاون مع روسيا في حال ركزت القوات الروسية هجماتها فقط على «داعش« ووافقت موسكو على تسهيل التوصل الى الحل السياسي المنشود في سوريا».

وردا على سؤال عما اذا كان باستطاعته اعطاء موعد محدد نهائي لخروج الاسد من الحكم قال هولاند «لن اعطيك موعدا لرحيل الاسد، لكن ذلك يجب ان يحصل في اقرب وقت ممكن. فالازمة اصبح لها ابعاد جديدة اكثر خطورة. هناك اكثر من 300 الف قتيل وملايين اللاجئين. اوروبا تواجه مشكلة لاجئين وخطر «داعش« يزداد في كل مكان، ومخطئ من يظن ان بإمكان المجتمع الدولي التحمل والانتظار مدة اطول لإنهاء هذه الازمة والقضاء على داعش. نعم لقد حصل القرار الفرنسي ضد «داعش« على اجماع في مجلس الامن. الكل يريدون محاربة «داعش«. وما سأتأكد منه خلال زيارتي لروسيا هو ان تستهدف القوات الروسية «داعش« حصرا. وسأناقش مع الرئيس بوتين وجوب التوصل الى حل سياسي في سوريا، واكرر مجددا ان الاسد لا يمكن ان يكون طرفا في مستقبل سوريا. عملية الانتقال السياسي لا دور للاسد فيها لأنه جزء من المشكلة وبالتالي لا يمكن ان يكون جزءا من الحل«.

وعن حادثة اسقاط الطائرة الروسية قال هولاند «انها حادثة خطيرة. نأسف لحصولها. تركيا الآن بصدد اعطاء كافة المعلومات التي لديها بشأن ما جرى الى الناتو، ومنها سنعرف ماذا حصل بالضبط. يجب علينا تفادي التصعيد. علينا التركيز جميعا على محاربة «داعش«. كلنا بما في ذلك تركيا وروسيا«.
معارك طاحنة في ريف اللاذقية ... والمعارضة تتقدم جنوب حلب
لندن - «الحياة» 
تمكنت فصائل سورية معارضة في الساعات الماضية من استعادة العديد من المواقع المهمة التي كان النظام وحلفاؤه قد سيطروا عليها في الأيام الماضية في ريفي اللاذقية وحلب، ما وضع حداً لسلسلة انتكاسات مُني بها المعارضون في شمال وشمال غربي البلاد. وكان التقدّم الأبرز للفصائل في ريف اللاذقية الشمالي حيث استعادت قمماً جبلية استراتيجية بعد معارك طاحنة، وفي ريف حلب الجنوبي حيث انتزعت بلدات وقرى عدة من أيدي النظام وحلفائه.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن اشتباكات عنيفة دارت أمس «بين حزب الله اللبناني وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والفصائل الإسلامية والمقاتلة ومقاتلين آخرين من جهة أخرى، في جبل زاهي وجب الأحمر ومحاور عدة بريف اللاذقية الشمالي، ما أسفر عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وأضاف: «أسفرت الاشتباكات عن استعادة جبهة النصرة والفصائل الإسلامية والمقاتلة والحزب الإسلامي التركستاني جبل زاهي الذي سيطر عليه حزب الله اللبناني وقوات النظام قبل أيام»، مشيراً إلى «إصابة أعضاء عدة ومراسلين في فرق إعلامية تابعة لوسائل إعلام روسية نتيجة قصف من الفصائل الإسلامية والمقاتلة استهدف منطقة تواجدهم بريف اللاذقية الشمالي».
وأكدت «الدرر الشامية»، أن «ثوار اللاذقية تمكنوا من استعادة السيطرة على «برج زاهية» الإستراتيجي في منطقة جبل التركمان، بعد معارك عنيفة مع قوات (الرئيس بشار) الأسد»، موضحة «أن الثوار بدأوا هجومهم بتمهيد ناري كثيف من نيران المدفعية الثقيلة، ليتم بعدها تمشيط المنطقة وإحكام السيطرة عليها». ولفتت إلى «أن برج زاهية يتمتع بأهمية استراتيجية بسبب ارتفاعه وإطلاله على قرى جبل التركمان، وقُربه من المرصد 45».
وعلى جبهة أخرى في ريف اللاذقية الشمالي، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة تدور بين «حزب الله» وقوات النظام من جهة و «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية ومقاتلة من جهة أخرى، في محور جب الأحمر وكفردلبة «ما أدى إلى استشهاد مقاتل من الفصائل الإسلامية، وسط تقدم لـ «حزب الله» اللبناني وقوات النظام في المنطقة ومعلومات أولية عن سيطرتهم على تلة كتف الغدر ومنطقة المركشلية».
وتمكنت المعارضة، في غضون ذلك، من استعادة المبادرة في ريف حلب الجنوبي بعد أيام من تقدم قوات النظام وميليشيات شيعية من جنسيات مختلفة. إذ أوردت «الدرر الشامية» أن «جيش الفتح» أعلن صباح أمس «استمراره بالتقدم في ريف حلب الجنوبي على حساب الميليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية، وسيطرته على مناطق جديدة»، موضحة أن «جيش الفتح سيطر على قرية المحكلة المحاذية لقرية عزيزية، وسط اشتباكات في بقية المحاور». وأشارت إلى أن المعارضين كانوا قد سيطروا أول من أمس «على أكثر من 8 نقاط، أهمها قرية برنة وتلتها، وتلة البكارة والبنجيرة، وعدد من المزارع المهمة المحاذية لبلدتي الحاضر والعيس».
أما المرصد فتحدث، عن «استمرار الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وجبهة النصرة وتنظيم جند الأقصى والفصائل الإسلامية والمقاتلة وتجمعات ثانية في الفصائل الإسلامية من جهة أخرى، في محيط قرية ذاذين ومحيط بلدة العيس بريف حلب الجنوبي، وسط قصف جوي على المنطقة»، مشيراً إلى إصابة «ناشط اعلامي» خلال اشتباكات الريف الجنوبي. أما في ريف حلب الشمالي، فقال المرصد إن قوات النظام فتحت «نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في محيط قرية باشكوي ... من دون أنباء عن اصابات»، علماً أن معارضين شنوا هجوماً كبيراً من محاور عدة على باشكوي أول من أمس حيث قُتل قيادي كبير في فصيل إسلامي.
وفي محافظة حمص (وسط)، قال المرصد إن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة قرى سنيسل والمحطة وجوالك بالريف الشمالي، في حين نفذت طائرات حربية يعتقد بأنها روسية غارات على مدينة معرة النعمان بريف إدلب (شمال غربي البلاد).
وفي ريف دمشق، لفت المرصد إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط الأوتستراد الدولي دمشق - حمص ومحيط مستشفى البيروني على أطراف مدينة حرستا، في وقت جددت قوات النظام قصفها منطقة المرج بالغوطة الشرقية. وأضاف المرصد أن الطيران الحربي نفّذ 4 غارات على محيط أوتستراد السلام قرب مخيم خان الشيح بالغوطة الغربية، من دون أنباء عن خسائر بشرية. كما أفاد بأن قوات النظام جدّدت قصفها لحي جوبر عند الأطراف الشرقية للعاصمة.
وفي محافظة الحسكة (شمال شرقي سورية)، تحدّث المرصد عن استمرار الاشتباكات بين تنظيم «داعش» وبين «قوات سورية الديموقراطية» (المؤلفة من جيش الثوار وفصائل غرفة عمليات بركان الفرات وقوات الصناديد وتجمع ألوية الجزيرة والمجلس العسكري السرياني ووحدات حماية الشعب الكردي ووحدات حماية المرأة) في محيط منطقة فوج الميلبية بريف الحسكة الجنوبي ومحاور أخرى بالريف الجنوبي الشرقي لمدينة الحسكة، بالتزامن مع «استهدافات متبادلة» بين الطرفين و «تحليق مكثف لطائرات التحالف في المنطقة واستهدافها مواقع للتنظيم». أما في شرق البلاد فقد دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وبين عناصر تنظيم «داعش» في محيط مطار دير الزور العسكري، ترافق مع قصف قوات النظام لقرية الجفرة المحاذية للمطار، وفق ما أورد المرصد.
وفي جنوب سورية، قال المرصد إن رجلاً من مدينة الصنمين مات «تحت التعذيب» داخل سجون قوات النظام عقب اعتقاله منذ نحو عام، كما قُتل طالب جامعي وأصيب ثلاثة مواطنين بجروح إثر اصابة سيارة كانوا يستقلونها على طريق الكرك الشرقي - رخم «بقذيفة أطلقتها قوات النظام». وأشار المرصد أيضاً إلى أن قوات النظام قصفت بلدة اليادودة ما أدى إلى سقوط جرحى، بينهم أطفال، فيما دارت صباحاً اشتباكات بين قوات النظام وبين الفصائل الإسلامية والمقاتلة في مزارع بلدة إبطع «في محاولة من قوات النظام التقدم في المنطقة».
وزير الخارجية السوري في موسكو اليوم
الحياة...دمشق - أ ف ب
يصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم الأربعاء إلى موسكو في زيارة سيلتقي خلالها نظيره الروسي سيرغي لافروف، وفق ما أكدت بثينة شعبان، مستشارة الرئيس بشار الأسد والمشاركة في الوفد المرافق، لوكالة «فرانس برس» الثلثاء.
وقالت شعبان إن الزيارة «ستتناول تبادل وجهات النظر حول اجتماع فيينا والوضع الراهن»، مشيرة إلى أن لافروف والمعلم سيلتقيان الجمعة. وأوضحت أن «روسيا وإيران تبذلان كل ما في وسعهما لدفع الغرب إلى إدراك ما يحدث في سورية»، مضيفة أن «الشعب السوري لا يشكل أولوية بالنسبة إلى الغرب».
ووفق شعبان، فإن «الروس يفهمون تماماً ما يحدث في سورية وهم جادون وصادقون». وتعد روسيا حليفة رئيسية للنظام السوري وقدمت له الدعم السياسي والديبلوماسي في مجلس الأمن منذ بدء النزاع منتصف آذار (مارس) 2011، كما تسانده عسكرياً منذ 30 أيلول (سبتمبر) بشن ضربات جوية تقول إنها تستهدف تنظيم «داعش» و «مجموعات إرهابية» أخرى.
 
ديبلوماسيّة فرنسا «الأخلاقيّة» ... ترضخ للواقع
الحياة..باريس - أ ف ب
في 2012، كان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، يؤكد أن الرئيس بشار الأسد لم يعد له مكان. واليوم، يؤكد الرئيس فرنسوا هولاند، أن تدمير تنظيم «داعش» هو الأولوية المطلقة. وبين الموقفين ثلاث سنوات طغى خلالها الواقع السوري الدامي على ديبلوماسية فرنسية أرادت اتخاذ موقف «أخلاقي».
وقال مصدر حكومي بمرارة: «الواقع أنها قصة سلسلة من الخيبات. صحيح أننا توقّعنا منذ البداية ما سيجري في سورية، توقعنا اللاجئين، والاعتداءات، وتبنّينا موقفاً كان سليماً، لكننا خسرنا».
وبعدما كانت الديبلوماسية الفرنسية تعتبر الأسد «سفاحاً» لشعبه فتضعه في الخانة ذاتها مع تنظيم «داعش الهجمي»، عادت وبدّلت موقفها. وإن كانت فرنسا لا تزال تصرّ على ضرورة إيجاد حل سياسي في سورية وتردّد أن الأسد لا يجسّد مستقبل بلاده، إلا أنها أعادت ترتيب أولوياتها. وتساءل المصدر الحكومي: «ما العمل؟ في ظل ظروف حيث قتل 130 شخصاً في باريس، وحيث دبرت هذه الاعتداءات في سورية، كيف نشرح للناس أننا نريد ديبلوماسية متوازنة؟».
وأقرت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية إليزابيت غيغو، هذا الأسبوع، بأن «ديبلوماسية فرنسا تطورت مع الواقع».
وفي العام 2011 الذي شهد ثورات الربيع العربي، كانت فرنسا تعيش، وفق تعبير ديبلوماسي سابق، في ظل «الوهم التونسي والمصري». وقال مصدر ديبلوماسي، أن «سورية جاءت بعد كل (ثورات) الربيع العربي في سياق حيث ما زلنا نعتقد أن مصر ستتحوّل بين ليلة وضحايا الى سويسرا». وقال مسؤول حكومي كبير في أيلول (سبتمبر) 2012: «لا أحد يعتقد أن بشار سيصمد».
وفي هذا الإطار، كان هولاند في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، أول قيادي غربي يعترف بـ «الائتلاف الوطني السوري»، ما فتح الطريق لإمكان تسليم أسلحة الى المعارضة التي توصف بـ «المعتدلة».
وكانت باريس «في موقع متقدّم» في الملف السوري، وفق التعبير المعتمد آنذاك، وكانت تنشط من أجل رفع الحظر الأوروبي المفروض على تسليم الأسلحة في سورية. وقام السفير إريك شوفالييه، برحلات مكوكية كثيرة الى تركيا من حيث كانت تنطلق المساعدة الإنسانية الفرنسية، سعياً منه لتوحيد صفوف معارضة تعاني من انقسامات داخلية كثيرة ومن الخصومات بين الجهات الإقليمية الراعية لها.
وبعد ذلك، حدث ما اتفق جميع الديبلوماسيين والخبراء على وصفه بـ «المنعطف» أو «نقطة اللاعودة» في النزاع السوري. ففي 31 آب (أغسطس) 2013، عدل الرئيس الأميركي باراك أوباما، في اللحظة الأخيرة عن ضرب نظام دمشق المتّهم بارتكاب مجزرة بالأسلحة الكيماوية (أوقعت أكثر من 1500 قتيل وفق المعارضة) في ريف دمشق. وبعدما التزمت فرنسا في شكل ثابت المشاركة الى جانب حليفها الأميركي في الضربات، وجدت نفسها وحيدة على الساحة الدولية وقد تخلّت عنها واشنطن إثر تغيير موقفها.
وروى أحد مستشاري قصر الإليزيه للصحافي دافيد روفو دالون، من صحيفة «لوموند» في كتابه «حروب الرئيس»: «تركونا نتقدم وهم يقولون لنا: إننا نغطّيكم. ووجدنا أنفسنا عزلاً في العراء».
وقال المصدر الحكومي الفرنسي: «عسكرياً، لم نكن نملك القدرة على التحرك بمفردنا. وديبلوماسياً، لم نحسن الإقناع بصوابية مواقفنا. وانطلاقاً من ذلك كانت العزلة البطيئة». وتجرعت باريس مرارة كبرى نتيجة تخلّي واشنطن عنها، وهي لا تزال تعبّر عن ذلك حتى اليوم.
وأقرت فرنسا بعجزها، وقال ديبلوماسي في منتصف 2014: «لم نعد نسيطر على شيء، تركنا الأمور بأيدي دول في المنطقة». واليوم، يسعى هولاند الى إقناع حلفائه الغربيين وموسكو بتوحيد الجهود في مكافحة تنظيم «داعش»، والعمل على حلّ سياسي لنزاع مستمر منذ حوالى خمس سنوات، أوقع أكثر من 250 ألف قتيل حتى الآن.
غارات إسرائيلية في القلمون على مواقع النظام و«حزب الله»
 («السورية نت«)
أفاد مراسل «السورية نت» في القلمون أن مقاتلات إسرائيلية قصفت ليل الإثنين ـ الثلاثاء مواقع لقوات الأسد و«حزب الله» في منطقة القلمون بريف دمشق على الحدود بين سوريا ولبنان.

وأضاف أنه وبعد تحليق طيران الاستطلاع لساعات عدة فوق سماء المنطقة سرعان ما استهدف الطيران الإسرائيلي بغارتين نقطة مشتركة بين قوات الأسد وميليشيا «حزب الله» في جرود رأس المعرة في القلمون، ثم تبعتها مباشرة غارة ثالثة استهدفت موقعاً بجرد قارة، ليعاود الطيران الإسرائيلي بعد دقائق عدة هجومه بغارته الجوية الرابعة التي استهدفت نقطة تابعة لميليشيا «حزب الله» في جرود فليطة بالقلمون الغربي.

ولفت مراسل «السورية نت» إلى أن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن سقوط 8 قتلى من «حزب الله» و5 قتلى من قوات الأسد بالإضافة إلى عشرات الجرحى الذين تم إسعافهم إلى مشفى يبرود الوطني، بينما تم تحويل 4 حالات خطيرة إلى مشفى النبك.

يُشار إلى أن منطقة القلمون السورية المتاخمة للحدود اللبنانية تضم العديد من الممرات التي يستخدمها «حزب الله» من أجل نقل إمداداته البشرية واللوجستية من وإلى داخل الأراضي السورية.
 
إسقاط الطائرة الروسية: كيف ولماذا وما هي العواقب؟
(ا.ف.ب)
 أسقطت تركيا امس طائرة عسكرية روسية ما اثار غضب موسكو ومخاوف الاسرة الدولية من العواقب الجيوسياسية لهذا الحادث.
وبحسب موسكو وسوريا كانت الطائرة تحلق فوق الاراضي السورية لكن تركيا اكدت انها خرقت مجالها الجوي.
 لماذا كانت طائرة روسية في هذا الموقع ؟
 روسيا واحدة من الدول العديدة المتورطة في النزاع السوري وموسكو حليفة الرئيس السوري بشار الاسد اطلقت في 30 ايلول حملة غارات جوية.
ويؤكد الروس انهم يستهدفون تنظيم الدولة الاسلامية وتنظيمات اخرى «ارهابية» لكن مجموعات متمردة سورية تتهم موسكو باستهداف مقاتلين من المعارضة.
والمقاتلة الروسية التي اصيبت سقطت في اقصى شمال غرب الاراضي السورية حيث تدور معارك عنيفة بين الجيش السوري المدعوم من الطيران الروسي ومجموعات متمردة.
 في اي ظروف وقع هذا الحادث؟
منذ بدء التدخل الروسي تضاعفت الحوادث الحدودية بين انقرة وموسكو. ومطلع تشرين الاول دعا حلف شمال الاطلسي روسيا الى «الاحترام التام للمجال الجوي للحلف وتفادي تصعيد التوتر مع الحلف الاطلسي».
 ويقول الخبراء ان روسيا معروفة عموما باختبار حدود الدول الاخرى خصوصا في اوروبا الشرقية والشمالية.
وقال كير غيلز الخبير في معهد شاتهام هاوس اللندني ان هذه القضية «مختلفة تماما عن القضايا الاخرى في اوروبا من حيث كان يصعب تحديد ما اذا كانت روسيا تتصرف بكل بساطة باهمال او تتعمد الاستفزاز». واوضح: «هنا كانت روسيا تعلم جيدا المخاطر».
 كيف جاء رد فعل روسيا ؟
وصف الرئيس فلاديمير بوتين اسقاط الطائرة بانه «طعنة في الظهر وجهها الينا شركاء الارهابيين» محذرا انقرة من ان الحادث سيكون له «عواقب خطيرة» على العلاقات بين البلدين. وعلى الفور الغى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زيارة رسمية لتركيا واوصت موسكو رعاياها بعدم السفر الى تركيا.
 لكن دراغ ماكداول المحلل لدى فريسك مايبلكروفت كونسالتنسي يرى ان الكرملين «سيسعى الى التقليل» من وقع هذه القضية على الرأي العام الروسي. وقال: «ليست الازمة الوحيدة التي تشهدها روسيا حاليا» مشيرا الى ازمة اوكرانيا.
 ومن جانب تركيا ؟
 يرى ماكداول ان الاتراك الذين يشعرون باستياء لموقف روسيا حول سوريا و«للانتهاكات المنتظمة» لمجالهم الجوي من قبل الطائرات الروسية، قد يستغلون هذه القضية «لزيادة مستوى المواجهة مع موسكو».
 وقال جان كلون الار الجنرال السابق ومدير الابحاث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس: «هناك لعبة مريبة جدا من الجانب التركي في هذه القضية». واضاف: «هذه البادرة من قبل الاتراك تؤكد لي بوضوح انهم لا يريدون الانضمام الى تحالف (مناهض لتنظيم الدولة الاسلامية)».
 ما هي العواقب ؟
يرى غيلز ان «التصعيد ليس من مصلحة الاطراف المعنيين». ويضيف «هناك الكثير من الامور التي تستطيع روسيا القيام بها للرد».
 لكن بسبب التحذيرات المتكررة التركية حول خرق مجالها الجوي سيكون من الصعب على موسكو التأكيد بأن اسقاط طائرتها يشكل «ردا مفرطا».
 لكن آلان مندوزا من معهد ذي هنري جاكسون سوسايتي يقول ان هذا الحادث قد يعطي بعدا دوليا اكبر للنزاع السوري. واضاف ان «الاعمال الروسية الاحادية ومواقفها العدائية تعني ان مواجهات عرضية او متعمدة مع الغربيين وقوات حلف شمال الاطلسي» باتت جزءا من المعادلة.
 ويقول الار ان هذا الحادث قد يعقد تحرك الرئيس فرنسوا هولاند الذي يسعى الى اقناع الدول العظمى بالمشاركة في معركة فرنسا «للقضاء» على تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال الخبير: «سيكون الامر صعبا جدا الآن (على هولاند) بما ان روسيا ستقول «كنا على استعداد للتعاون معكم واسقطت طائرتنا من قبل بلد عضو في حلف شمال الاطلسي هو حليفكم منذ زمن ولا تنجحون في اقناعه بالانضمام الى التحالف»».
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,187,842

عدد الزوار: 7,622,979

المتواجدون الآن: 0