3 ثوابت سعودية... والحوار اليوم للرئاسة وتفعيل الحكومة..«حزب الله» يغرق في الميدان ويتعلّق بحبال.. الطيران

«نيران صديقة» تحاصر تسوية الحريري - فرنجية المفترضة....جنبلاط: حاكم سورية يذكرني بهتلر في أواخر أسابيعه..علي ينقل عن بري حرصه على استكمال جهود إيران وروسيا

تاريخ الإضافة الأربعاء 25 تشرين الثاني 2015 - 7:08 ص    عدد الزيارات 2123    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

3 ثوابت سعودية... والحوار اليوم للرئاسة وتفعيل الحكومة
الجمهورية..
إنشغلَ العالم أمس بالتوتّر الروسي ـ التركي الناجم من إسقاط تركيا طائرة «سوخوي ـ 24» روسيّة قرب حدودها فوق الأراضي السورية وتحذير موسكو أنقرة من التداعيات الوخيمة لهذا الحادث. وفي انتظار تبلوُر طبيعة الرد الروسي على هذا التطوّر العسكري، والتي قد تُدخل المنطقة ولبنان معه في مرحلة جديدة، كشفت مصادر ديبلوماسية لـ «الجمهورية» أنّ موسكو نشرَت بحراً وبرّاً منظومات صواريخ «إس ـ 300 « للتصدّي لأيّ طيران حربي يمكن أن يخترق الأجواء السوريّة، في الوقت الذي يُنتظر أن تتصاعد الغارات الجوّية الروسية على حدود سوريا الشمالية مستهدفةً مواقع مختلف فصائل المعارضة المسلّحة في محاولةٍ لإقفال هذه الحدود والسيطرة عليها نهائياً.
ظلّ «اللقاء الباريسي» غير المعلن بين الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية في مقدّمة الاهتمامات السياسية، وشغلَ الحلفاء والخصوم معاً لمعرفة ما انتهى إليه في ظلّ فيض من التحليلات والتكهّنات حول أبعاده وأهدافه والخلفيات. كشف ديبلوماسي رفيع لـ«الجمهورية» أنّ المملكة العربية السعودية «لم تكن على عِلم باللقاء الذي حصَل بين الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية».

وأكّد «أنّ الرياض حريصة على الوضع المسيحي في لبنان، ولن توافق على أيّ تسمية تخالف رأيَ القوى الأساسية داخل البيئة المسيحية، وخصوصاً الدكتور سمير جعجع، وذلك في استعادة لممارسات النظام السوري الذي كان يعمل على قهر المسيحيّين».

وقال هذا الديبلوماسي: «إنّ الرياض لا تحَبّذ التدخّل في الشؤون الداخلية اللبنانية، ولكنّها تحرص على ثلاث ثوابت أساسية تنقلها إلى كلّ مَن يتشاور معها:

ـ الثابتة الأولى: الحفاظ على الاستقرار في لبنان، شرط أن لا يكون ثمن هذا الاستقرار التخلّي عن السيادة، إنّما التفاهم على تنظيم الخلاف ضمن المؤسسات الدستورية.

ـ الثابتة الثانية: الحفاظ على الستاتيكو في لبنان في انتظار معرفة ما ستؤول إليه تطوّرات الأزمة السورية، وبالتالي عدم الإقدام على أيّ خطوة من شأنها تعويم محور الممانعة على حساب القوى السيادية.

الثابتة الثالثة: الحفاظ على الوضع المسيحي وتقويته، ليس فقط كعامل توازن بين السنّة والشيعة، أو عنصر تلاقي مسيحي - إسلامي، بل لأنّ المكوّن المسيحي هو الأحرَص على البعد السيادي».

وانطلاقاً ممّا تقدّم، قال الديبلوماسي «إنّ الرياض تنصَح بانتخاب شخصية توافقية لرئاسة الجمهورية تستطيع مواكبة المرحلة الانتقالية في سوريا، فيما انتخاب أيّ شخصية من 8 و14 آذار قد يهدّد بانهيار الثوابت الثلاث المشار إليها أعلاه».

الحريري إلى الرياض

في غضون ذلك، انتقلَ الحريري من باريس إلى الرياض بعدما كان اجتمعَ فيها برئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، وتمّ التوافق خلال اللقاء «على أهمّية تعزيز مناخات الحوار الوطني، وتركيز كلّ جهد ممكن لإنهاء الشغور في موقع الرئاسة الأولى وانتظام العمل في المؤسسات الدستورية»، على حدّ بيان أصدرَه المكتب الإعلامي للحريري.

الحوار الوطني

وفي انتظار جلاء المشهد، تنعقد هيئة الحوار الوطني بين قادة الكتل النيابية في جلسة جديدة لها في عين التينة ظهر اليوم برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري وبإدارته.

وسيشارك في الجلسة، إلى جانب بقيّة المتحاورين، رئيس الحزب التقدّمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط العائد من لقائه مع الحريري. فيما سيغيب الجميّل للمرّة الثالثة على التوالي «لأنّ لا شيء تغيّر على مستوى العمل الحكومي أو على أيّ مستوى آخر»، على حدّ قول مصادر كتائبية لـ«الجمهورية»، موضحةً أنّ الجميّل الذي ترَأس أمس اجتماعاً استثنائياً للمكتب السياسي الكتائبي فضّلَ عدمَ البحث خلاله في نتائج لقائه والحريري «مفضّلاً التكتّم حالياً في انتظار الوقت المناسب للكشف عمّا يدور في اللقاءات الباريسية». وأكّدت أن «لا كلام اليوم وكِل شي بوَقتو حلو».

برّي

وفي غضون ذلك قال بري أمام زوّاره أمس إنّ لقاء باريس بين الحريري وفرنجية «لم أكن على عِلم مسبَق به، وقد علمت به من الإعلام».
وتلقّى بري اتّصالاً من ابو فاعور الذي حضَر اللقاء في باريس بين الحريري وجنبلاط، وأبلغَ إليه أنّ الأخير سيزوره لإطلاعه على أجواء اللقاءات التي تشهدها العاصمة الفرنسية.

وعن علاقته باللقاء بين فرنجية والحريري، خصوصاً أنّ صديقه جيلبير شاغوري هو من هندسَه، قال بري: «جيلبير شاغوري صديقي وهو صديق فرنجية وعون، وهو مهتمّ بالاستحقاق الرئاسي، ولكنّني لم أعلم مسبَقاً بما حصَل».

وردّاً على سؤال حول طاولة الحوار التي ستنعقد في جلسة جديدة اليوم، قال برّي: «البند الأوّل من جدول أعمال الحوار لا يزال نفسه وهو رئاسة الجمهورية، لكنّني سأحاول التشديد على تفعيل الحكومة. وإنّ طاولة الحوار مستمرّة في عملها كالمعتاد».

الحوار الثنائي

ومع عودة وزير الداخلية نهاد المشنوق من دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي انتظار عودة السيّد نادر الحريري من الخارج، يُنتظر أن يتحدّد في الساعات المقبلة موعد جولة الحوار الـ 21 بين تيار «المستقبل» و»حزب الله» في عين التينة.

الجسر

وسألت «الجمهورية» عضو «المستقبل» النائب سمير الجسر هل إنّ تيار«المستقبل» تبنّى رسمياً ترشيحَ فرنجية للرئاسة؟ فأجاب: «لم يعرض هذا الأمر علينا، فما جرى حتى الساعة ليس إلّا عبارة عن اتصالات جرت مع تيار «المردة» وهي ليست بجديدة أو خافية على أحد، وإنْ لم تكن هذه الاتصالات معمّقة، ولكنّها كانت قائمة من قبل، شأنها شأن الاتصالات التي يجريها «المستقبل» مع جميع الأطراف ومنهم «التيار الوطني الحر»، إنّما حتى الساعة لا شيء حاسماً بعد في هذا الإطار».

وعن ردّة الفعل الرافضة لفرنجية في بعض أوساط 14 آذار واتّهام هذا البعض «المستقبل» بـ«بَيع دماء» 14 آذار، قال الجسر: «على مهلُن شوَي علينا»، أعتقد أنّ أوراق التفاهم تجاوزَت كلّ الأمور وهي توضَع مع الجميع، ولا أعتبر ما يجري سلبياً، بل إنّه إيجابي، فلماذا مسموح لأحد أفرقاء 14 آذار وضعُ ورقة تفاهُم والقيام باتصالات، ويَمنع على غيره من إقامة تفاهم؟». وأضاف: «الموضوع يتطلّب بعض الهدوء، في الإجمال لم نقدِم على أيّ خطوة من دون أن نضع حلفاءَنا في الأجواء.

وهنا لا أتحدّث في موضوع محدّد، ثمّ أليست «القوات اللبنانية» مَن أقامَ ورقة تفاهم مع «التيار الوطني الحر» وتُحضّر لتفاهم مع الكتائب و«المردة»؟ لسنا حزينين لذلك، ولم يأخذ على خاطرنا، على العكس، نحن نشجّع حصول انفتاح بين كلّ الأطراف. وبدورنا نحن نضع حلفاءَنا في جو كلّ خطواتنا».

وهل سينتهي الشغور الرئاسي قريباً أم أنّ التسوية المَحكي عنها دونها عقبات؟ أجاب الجسر: «من الضرورة أن ينتهي الشغور ويصبح لنا رئيس. الجميع يدرك أنّ هذا الشغور مقتَل للبلد إذا ظلّ الوضع مستمرّاً على ما هو عليه، وفي نظرةٍ هادئة نرى أنّ الوضع متآكل سياسياً واجتماعياً واقتصادياً ومهدّد مالياً. فهل ننتظر أن تهبط الخيمة على رؤوسنا؟». وقال: «جميعنا كنّا متحاربين ودخَلنا في السِلم الأهلي لنطوي الصفحة، يمكن أن أخسر قليلاً في مكان، لكن إذا ربحنا البلد هذا أفضل».

كتلة «المستقبل»

وكانت كتلة «المستقبل» النيابية عرضَت في اجتماعها الأسبوعي أمس «ما يقوم به الرئيس سعد الحريري من اتصالات مع أكثر من جهة سياسية لبنانية، وذلك في ضوء ما يجري في المنطقة من تطورات وتحوّلات ومواجهات خطيرة بعيدة الأثر، وكذلك بسبب الظروف العصيبة التي يمرّ بها لبنان على أكثر من صعيد سياسي وأمني ومعيشي، إضافةً إلى ما أدّى إليه تعطيل واحد وثلاثين جلسة من جلسات انتخاب رئيس الجمهورية لجهة عدم اكتمال النصاب وبالتالي عدم تمكُّن المجلس النيابي من انتخاب رئيس جديد للجمهورية».

ورأت الكتلة «أنّ مجمل هذه التطوّرات تستدعي المبادرة لاتّخاذ خطوات إنقاذية، من أجل التوصّل إلى تسوية وطنية جامعة تحفَظ الميثاق الوطني وتحترم الدستور وتكرّس مرجعية اتّفاق الطائف وتعالج بدايةً أزمة الشغور الرئاسي بانتخاب رئيسٍ جديدٍ، يَحمي الدستور ويكون رمزَ وحدة الوطن، كما وتطلق هذه التسوية الوطنية الجامعة عملَ المؤسسات الدستورية، وتفعِّلُ عمل مجلس الوزراء والمجلس النيابي والمؤسسات الدستورية، وتضع حدّاً لتداعي الإدارات والمؤسسات العامّة، وتستعيد حصرية سلطة الدولة وهيبتها والسلاح الشرعي على كلّ الأراضي اللبنانية، وتؤمّن المظلّة السياسية والأمنية لحماية لبنان والنهوض باقتصاده الوطني وتوجِدُ حلولاً للأزمات المتعدّدة والمتراكمة».
الحريري والجميّل لإنهاء الشغور وانتظام المؤسسات
المستقبل..
عقد الرئيس سعد الحريري في منزله في باريس، اجتماعاً مع رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميّل، عرض لمستجدات الأوضاع في لبنان، والسبل الآيلة الى مواجهة التحديات المحيطة.

وأعلن المكتب الإعلامي للحريري أنه تم التوافق خلال الاجتماع على «أهمية تعزيز مناخات الحوار الوطني، وتركيز كل جهد ممكن لإنهاء الشغور في موقع الرئاسة الأولى وانتظام العمل في المؤسسات الدستورية»، مشيراً الى أن الحريري غادر بعد اللقاء باريس متوجهاً الى الرياض.
«حزب الله» يغرق في الميدان ويتعلّق بحبال.. الطيران
المستقبل..علي الحسيني
يوم أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عزم بلاده على التدخل في الحرب في سوريا بشكل مباشر، إنفرجت أسارير النظامين السوري والإيراني ومعهما الشريك الميداني «حزب الله»، واستبشروا يومها «نصراً» قريباً من شأنه أن يضع حداً لمأساتهم اليومية بعدما تحوّل جنودهم وآلياتهم الى صيد سهل يسقط منهم العشرات مع كل إطلالة شمس، ولتنتقل بعدها عمليات «الصيد« هذه من ملاحقة الجنود إلى استهداف الضباط والقادة في صفوف «الممانعين»، فكان ان سقط لهم ما لا يقل عن ثلاثمائة قتيل أصغرهم رتبة يحمل صفة «قائد ميداني».

مع دخول روسيا كطرف رئيسي في الحرب السوريّة، تحوّلت المعارك من الأرض إلى حرب الطائرات يقودها الجيش الروسي ضد فصائل المعارضة السورية بأكملها، لكن تحت مُسمّى محاربة «الإرهاب»، علماً أن أولى غاراته الجوية كانت قد استهدفت مقرّاً تابعاً لـ»الجيش السوري الحر»، لكن في المقابل غابت هذه الطائرات عن سماء الحدود اللبنانية - السورية التي يسيطر «حزب الله» على أرضها ولترسم لنفسها خطاًّ جوياً يقتصر على أجواء اللاذقية وحلب وريف إدلب، وهو الأمر الذي جعل النظام يدّعي منذ يومين أنه حقّق «إنتصاراً« نوعياً بعد إستعادته إحدى التلال في ريف اللاذقية والتي كان قد خسرها مع مجموعة مناطق منذ ستة أشهر.

هذا في ما خص الأجواء السورية، أما ميدانياً فقد سقطت كل الخطط والفرضيات التي كان يتحدث عنها «حزب الله» منذ عامين ولغاية اليوم حول إقتراب موعد «النصر» والقضاء على المسلحين عند الحدود بالإضافة إلى طردهم من سوريا، مع العلم أن النسبة الأكبر من عناصر هذه الفصائل المسلحة، إن لم يكن جميعهم، هم من أبناء الشعب السوري، وهذا ما يؤكده سير المعارك التي يخوضها الحزب من دون جدوى في مواجهة أبناء قرى «القلمون» و»الزبداني» و»مضايا» وفي «الغوطتين» الشرقية والغربية، فيما الإنجاز الاخير الذي حقّقه ميدانيّاً، كان منذ عامين تقريباً في «القصير» التي احتلّها بعد أن دمرها على سكانها الأمر الذي لم يتمكن من تحقيقه في أكثر من مكان آخر حيث لا زالت هناك جيوب مُقاومة تعانده وترفض الخضوع والإذلال وتُنغّص عليه إدعاءاته بالنصر.

تعويل «حزب الله» على سلاح الجو الروسي إنخفضت مستوياته أمس بعد سقوط طائرتين حربيتين روسيتين في سوريا، وهو الذي كان ينتظر مرور إحداهما فوق سماء «القلمون» أو «الزبداني» علّه يستريح من عناء رحلات التنقل من جبهة إلى أخرى وسط خسائر مستمرة لاحقته بالأمس إلى خلف الكواليس وسط همس في أوساط جمهوره تحدث عن فرضية إنسحابه من العمق السوري باتجاه القرى الحدودية التي يُسيطر عليها بعدما أيقن عدم جدوى تدخله، وبعد مرور الفترة الزمنية التي كان وضعها للإنتهاء من «التكفيريين» عند الحدود. ومن ضمن الهمس الذي دار أن سبب وقوع التفجيرين الأخيرين في «برج البراجنة»، مرده سحب «حزب الله» معظم عناصره من محيط القرى الحدودية و»القلمون» باتجاه «الغوطتين» وريف «إدلب». وللتذكير أن السيد حسن نصرالله كان قد أكد يوم دخل حزبه خلسة في الحرب السورية، أن «نقل عناصر من الحزب باتجاه البقاع هو لحماية هذه الحدود فقط وأن ما يجري في سوريا هو شأن خاص وبأن بشار الأسد كفيل بالدفاع عن بلاده».

يزداد مأزق «حزب الله» في سوريا وتتوسع رقعته يوماً بعد يوم، والوعود «الصادقة» لم تجد طريقها الى التنفيذ بعد. «القلمون» لم تُحرّر و»الزبداني» ما زالت تُقاوم وصامدة، حتّى إنه سرت معلومات خلال اليومين المنصرمين تحدثت عن صفقة جديدة يسعى الحزب هذه المرّة إلى تفعيلها وصولاً إلى تحقيقها ترتكز على إنسحابه من «الزبداني» ومحيطها بشكل كامل والانكفاء الى القرى الحدودية اللبنانية على ان تتسلم الفرقة العاشرة بجيش النظام الأمن بالتعاون مع فصيل معارض يتم الاتفاق عليه لاحقاً بين قوى المعارضة السورية المسلحة، ومن المرجح ان يكون مُطعّماً من الفصائل كافة.

تزداد أزمات «حزب الله» في سوريا، فبالإضافة إلى خسائره الميدانية والبشرية المتلاحقة، تحدثت معلومات عن أسر ثلاثة عناصر الاسبوع الماضي بالإضافة إلى اعلان احدى الجهات المسلحة في سوريا عن أسر جثة الكادر مصطفى المُقدّم قاتل الطيّار سامر حنّا. وتزداد أزمات الحليف «الممانع» مع تسريب أخبار تشير إلى تعرّض قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الايراني» قاسم سليماني لإصابة بالغة خلال قيادته معارك في ريف ادلب، لكن من دون تأكيد من القيادة الإيرانية وحلفائها.. ولا حتى نفي لها.
 
«نيران صديقة» تحاصر تسوية الحريري - فرنجية المفترضة
«14 آذار» مأزومة و«8 آذار» مرتابة
بيروت - «الراي»
تنتاب المشهد السياسي الداخلي في لبنان حمّى شديدة السخونة، تَتوزّع معها معالم الاضطراب على فريقَي «14 آذار» و«8 آذار»، على نحو أشدّ حدّة من أيّ مرحلة من مراحل الانقسامات الجذرية، التي لا تقتصر انعكاساتها على الصراع الطويل بين هذيْن الفريقين، بل تتجاوزه الى أطراف الصف الواحد نفسه لدى التحالفين.
ذلك انه، في حين مضى الرئيس سعد الحريري في عقْد لقاءاته بين الرياض وباريس، وكان آخرها الاجتماعيْن، اول من امس، مع كل من رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل في العاصمة الفرنسية، تصاعدتْ بقوّة في بيروت أصداء اللقاء الذي جمعه الأسبوع الماضي، برئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، والذي أشعل عاصفة من ردود الفعل العلنية او المكتومة، اتّسم معظمها بالسلبية حيال ما أوحى به اللقاء، من إمكان تزكية اسم فرنجية مرشحاً متقدماً لرئاسة الجمهورية، على حساب انحسار فرص حليفه وغريمه في آن معاً، ضمن فريق «8 آذار» العماد ميشيل عون.
واذ تميّزت خريطة المواقف العلنية في الساعات الأخيرة ببداية إطلاق مواقف من شخصيات سياسية ونيابية في قوى «14 آذار»، رافِضة بحدّة لوصول فرنجية الى الرئاسة الاولى، على خلفية ارتباطه المباشر والقوي والثابت بالنظام السوري، بدا واضحاً ان تفاعلات هذا التطور تهدّد بخلط أوراق واسع، بدليل انها المرة الاولى التي تتقاطع فيها معطيات لدى أوساط من فريقَي «آذار» و«8 آذار» حول التحذير من مغبة التداعيات التي أثارها لقاء الحريري - فرنجية خصوصاً.
وتُجمِع هذه المصادر في المقام الاول، على الاعتراف بان تحالف «8 آذار» وخصوصاً «حزب الله» يبدو في موقع حذر جداً حيال ما جرى، ولو ان اي مسؤول فيه لم يعلّق لا سلباً ولا ايجاباً على اللقاء. كما ان تحالف «14 آذار» بدا كأنه أصيب بصدمة جراء تَفرُّد الحريري بهذه الخطوة، من دون إطلاع أيّ من حلفائه عليها مسبقاً. واذا كان عون يُعتبر المستهدَف الاول والأساسي بهذا التطور، كما تقول مصادر «8 آذار» المؤيدة دائماً لترشيحه للرئاسة، فإن هذه المصادر باتت تتساءل الآن عما يمكن لـ «حزب الله» ان يفعله لرأب الفجوة الضخمة التي قامت بين حليفيْه عون وفرنجية، بعدما تعاملت الاوساط العونية، بما فيها الإعلامية، مع لقاء باريس، على انه استهداف متعمّد لعون، مذكّرة بتجربة الحريري الفاشلة معه.
وفي المقابل، لا يبدو الوضع أقلّ تَأزماً داخل فريق «14 آذار» الذي تفيد مصادره بأن توقيت لقاء الحريري - فرنجية جاء سيئاً في الشكل والمضمون معاً. ذلك ان هذا الفريق كان منصرفاً في الاسبوع الماضي الى لملمة خلافات وتمايزات برزت بين أطرافه بعد محطتي انعقاد الجلسة التشريعية لمجلس النواب وانتخابات نقابة المحامين، واللتين شهدتا صعود الخلافات بين مكوّنات «14 آذار» الى السطح.
و عُقدت لهذه الغاية اجتماعات بعيدة عن الأضواء، كان آخرها ليل الخميس من الأسبوع الماضي، في دارة الرئيس سعد الحريري، في بيت الوسط، واتُفق خلاله على تنقية الأجواء والشروع في إعادة تمتين التحالف على قاعدة الأولويات السياسية الملحّة. ولكن انعقاد لقاء الحريري - فرنجية تَزامَن مع ذاك الاجتماع، وسرعان ما أخذ بالوضع الى نقطة توترات أوسع وأعمق، ولا سيما بين الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، الذي - وإن التزم الصمت حتى الآن - فإنه يُخشى ان تكون ردّة فعله على لقاء الحريري - فرنجية شديدة الوطأة على التحالف، نظراً الى تَراكُم حساسيات باتت معروفة بين الحريري وجعجع رغم كل ما يقال للتخفيف من هذا الواقع.
وأما في ما يتصل بترابُط هذا المشهد مع الأزمة الرئاسية، فإن المصادر نفسها لدى فريقي «8 آذار» و «14 آذار» لا ترى ان ثمة أفقاً واضحاً بعد للتفاؤل بإمكان اقتراب نهاية أزمة الفراغ الرئاسي، ولو انه يصعب تجاهل أهمية لقاء يجمع الحريري وفرنجية في هذا التوقيت الاقليمي والداخلي.
وتخشى المصادر ان تطغى التوترات السياسية والحسابات الشديدة التناقض التي أثارها اللقاء على اي معطيات ايجابية قد تلوح في أفق الأزمة السياسية بما يعني نشوء مزيد من التعقيدات الداخلية في مرحلة انتظار لمعطيات اقليمية غير مضمونة لتَوقُّع انفراج داخلي قريب.
واستبعدت دوائر مراقبة في بيروت ان تكون خطوة الحريري في اتجاه فرنجية بمعزل عن ضوء أخضر سعودي، وقالت لـ «الراي» ان «هذا التطور المفصلي اذا انتهى الى وصول فرنجية الى القصر الرئاسي سيعني حتماً انه جزء من ترتيبات تتصل بالوضعيْن اللبناني والسوري معاً».
ولفتت الدوائر عيْنها الى انه «لا يمكن تَصوُّر وجود فرنجية (صديق الاسد) في قصر بعبدا اذا استمر الرئيس السوري الحالي في قصر المهاجرين، وهو الأمر الذي أعطى خطوة الحريري بُعداً اقليمياً ودولياً يتّصل بالموقفيْن السعودي والروسي على حد سواء».
وأوحت مصادر في «14 آذار» مؤيّدة لتحرك الحريري بأن سليمان فرنجية من دون الأسد هو غيره مع الأسد، وذلك في معرض محاولة تبديد هواجس بعض مكوّنات تحالف «14 اذار» من ان «وجود فرنجية في قصر بعبدا يعني وجود بشار الاسد على رأس الجمهورية في لبنان».
وفسّرت أوساط واسعة الاطلاع امتعاض «حزب الله» من عدم أخذ فرنجية بنصيحته عدم الاستعجال، بان الحزب لا يريد رئيساً للجمهورية إلا بتوقيته الذي لم يحن بعد، ناهيك عن دلالات إمكان تبنّي الحريري لترشيح فرنجية قبل ان يعلن «حزب الله» بأن الأخير مرشّحه الرسمي.
 
جنبلاط: حاكم سورية يذكرني بهتلر في أواخر أسابيعه
بيروت - «الحياة» 
قال رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط إنه «يبدو أن الحرب الباردة على سورية تتصاعد بعد إسقاط الطائرة الروسية»، لافتاً إلى أنها «ليست المرة الأولى التي يحصل هذا الأمر، تذكروا باتريك سيل وكتابه الشهير «الصراع على سورية» (1965)».
ورأى جنبلاط في سلسلة تغريدات عبر «تويتر» أن «سورية كانت القوّة المركزية في الشرق الأوسط ولكن اليوم أكثر من أي وقت مضى الصراع هو عليها»، معتبراً أن «الأسباب الرئيسية لذلك أن حاكم سورية منفصل عن الواقع ويظن أنه من غير الممكن الاستغناء عنه، على رغم أن سورية بأكملها هي على المحك». وقال: «إنها حرب دموية ومرعبة جداً ما يجعلني أشك بأن ما يسمى الحل السياسي هو خيار ممكن».
وأضاف: «الروس والإيرانيون ربما يملكون جداول أعمال مختلفة حيال بقاء بشار (الأسد) ووحدة سورية، فالروس بعلاقتهم التقليدية القديمة مع الجيش السوري يفضلون حتماً وحدة سورية في حين أن الإيرانيين ممكن أن يعتادوا على فكرة سورية مشرذمة كما هي الحال في العراق». وأكد جنبلاط أن «ما أقوله هو مجرد توقّعات». وقال: «أما الأتراك، فيهدفون للسيطرة على شمال سورية لمواجهة الوجود الإيراني والنوايا الأميركية غير الواضحة. وأتساءل لو أن السيد (جون) كيري يستطيع أن يقول لنا الأمور بطريقة أوضح».
وأكد أن «امتناع أوباما عن دعم المعارضة السورية منذ البداية أدى إلى هذا الوضع الفوضوي في سورية وهناك الأطماع الإسرائيلية والمخططات المبنية تاريخياً على تقسيم الشرق الأوسط».
وقال: «هذه هي المقاربة العامة التي أراها اليوم بعد إسقاط الطائرة الروسية وهو ما سيؤدي إلى تصعيد الحرب الباردة على سورية. لذا أنصح الروس بأن يكونوا أكثر حذراً كي لا ينجروا إلى أفغانستان أخرى».
وأضاف: «أما بالنسبة إلى حاكم سورية، فهو يشبه أمثاله من الديكتاتوريين المنفصلين عن الواقع، هذا ما يسمى عقلية «القبو» وهي تذكرني بأدولف هتلر في أسابيعه الأخيرة عندما كان يصدر التعليمات لجيوش وهميّة». وتابع: «مسكينة سورية فيا لها من مأساة يعيشها الشعب السوري التي لم تنته فصولها بعد، لذلك فلنحم لبنان بعيداً عن الاعتبارات المحلية».
ورأى «خلافات مشابهة في ما يتعلق بالأميركيين وحلفائهم»، مجدداً التأكيد أنه «مجرد تحليل شخصي. قد يكون مبنياً على فرضيات خاطئة لكنه جدير بالأخذ في الاعتبار».
علي ينقل عن بري حرصه على استكمال جهود إيران وروسيا
بيروت - «الحياة» 
نقل السفير السوري لدى لبنان علي عبدالكريم علي عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعد زيارته أمس «حرصه على استكمال الجهود التي تبذل الآن والدور الذي تقوم به روسيا وايران، والمراجعة التي اضطر إليها كل الذين دعموا الإرهاب ومولوه وسلحوه». وقال: «كان تفاؤله كبيراً بالنتائج التي يحققها الجيش السوري».
والتقى بري المنسق العام للأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد الذي أوضح أن زيارته هي «لأشكره بعد أن كان له تدخل مشكور من أجل وضع حد لمشكلة كادت تنزلق باتجاهات لم نكن نريدها في جبيل وهذا يؤكد الدور الوطني الذي يلعبه وحرصه على العيش المشترك».
ونقل عن بري تأكيده «ضرورة الحفاظ على الثوابت في هذه المرحلة، فبقدر ما تتعقد المواضيع بقدر ما تأخذ الأمور اتجاهات فيها شيء من الجنوح خارج المألوف». وقال سعيد: «علينا جميعاً التمسك بالبديهيات، وأول ركيزة علينا أن نتمسك بها في هذه المرحلة هي اتفاق الطائف».
باسيل للسلك الديبلوماسي: عودة اللاجئين ممكنة
بيروت - «الحياة» 
قال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أمام أعضاء السلك الديبلوماسي ورؤساء المنظمات الدولية والسلك القنصلي الفخري، الذين جمعهم في الوزارة لمناسبة ذكرى الاستقلال إن «الضربات العسكرية، وحدها، لن تتمكن من استئصال الجرثومة الإرهابية التي تتغذى من بطون بعضهم وتفتك في عقول بعضهم الآخر. بل تتوجب مكافحة شبكات التمويل الإرهابية التي تغطيها مصالح مجموعات ودول، ومقارعة الخطاب الرجعي التكفيري بلغة المنطق والتنور، ومتابعة الجهد القضائي لمحاكمة «داعش» وأخواته لما يقترفه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».
ورأى باسيل أن ما «نواجهه اليوم في ذكرى الاستقلال الـ72 من تحديات غير مسبوقة يجعلنا طرفاً في معادلة تهدد الأمن والسلم الدوليين». وقال: «نتذكر اليوم الاستقلال في دولة ارتضت لنفسها بحكم الإنسانية أن تؤوي مليوني نازح ولاجئ، ولكن لا نحتفل بالاستقلال إلا عندما نترك شعبنا متجذراً في أرضه ولا نسمح بذوبان الهوية الأصيلة وغرقها في بحر نزوح كثيف». وأكد «إننا نحتفل باستقلالنا عندما نختار الاحتكام إلى الشعب ركيزة للجمهورية ولا نقبل بالتدخلات الخارجية وبتسوياتها الموقتة الجزئية التي تفاقم المشاكل بدل حلها، وعندما يتحرر قرارنا السياسي والاقتصادي والمالي، فنسمح لأنفسنا، من دون إذن من غيرنا، باستخراج مواردنا النفطية والغازية في بحر لبنان وبره من دون قيد لفساد، ونسمح لأنفسنا بحسن استغلال ثروتنا المائية فنفيد منها شعبنا ونستفيد منها لإفادة من يجاورنا، ونسمح لأنفسنا بالتمتع المتبادل بثروتنا البشرية المنتشرة في كل العالم، فنعيد إلى لبنانيينا جنسيتهم ونستعيد معهم هوية كياننا».
وشدد على مطلب «قانون انتخابي عصري وتناصفي يحسن تمثيل كل لبناني ليكون مكتملاً في مواطنيته». وقال: «على رغم النأي بلبنان عن أزمات المنطقة، وخصوصاً في سورية، لا يمكننا أن نكون بمنأى عن تداعياتها وأن نتجاهل ارتداداتها السلبية، لاسيما تمدد شبكات الإرهاب وتفاقم مأساة النزوح. ومن هذا المنطلق، يشارك لبنان في المساعي الدولية الهادفة إلى التوصل إلى حل سلمي في سورية، يحفظ وحدتها وتعدديتها».
وحيا الجيش اللبناني «الذي يواجه يومياً تنظيمات إرهابية تحتجز مجموعة من خيرة عناصر جيشنا وقوانا الأمنية في قبضتها في جرود عرسال». ولفت إلى أننا « كنا أول من نبه إلى خطورة النزوح الكثيف من سورية»، قال: «على رغم أننا لم نخل يوماً بالتزاماتنا الإنسانية، مورست الضغوط الدولية علينا، تحت شعار استمرار سياسة الحدود المفتوحة، عندما أردنا استرجاع زمام المبادرة. يرفض لنا ضبط حدودنا فيما تقوم وفود وسفارات أجنبية بالتدقيق أشهراً في كل ملف قبل إعادة التوطين».
وشكا باسيل من أنه «يحصر الدعم المقدم للنازحين بالهيئات الدولية فيما خمس إنفاقنا على النازحين من دون عائدات أو مساعدات مباشرة. وتفرض علينا مفاهيم للنزوح لا يقبل بها دستورنا فيما ثلث المقيمين عندنا نازحون، ونصف الولادات عندنا أجانب». وعبر عن قناعة «بأن عودة النازحين تساهم إيجاباً في مسار الحل السياسي في سورية، وهي ممكنة قبل بلوغ صيغة الحل النهائي الذي يقرره السوريون وحدهم».
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,165,937

عدد الزوار: 7,622,677

المتواجدون الآن: 0