«التسوية» بين هولاند والحريري اليوم.. و«عشاء رئاسي» عند جنبلاط....عدوان: نرفض أي تسوية تتعلق بأشخاص

«لجنة الترحيل» تُسلّم سلام اليوم تقاريرها تمهيداً لفضّ العروض وفرنجية يعزّي عون ويقدّر جنبلاط: لاغتنام الفرصة

تاريخ الإضافة الخميس 3 كانون الأول 2015 - 8:03 ص    عدد الزيارات 2227    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

«التسوية» بين هولاند والحريري اليوم.. و«عشاء رئاسي» عند جنبلاط
الجمهورية...
مع الإعلان عن موعد جلسة انتخابات رئاسية جديدة في 16 من الجاري قبَيل دخول البلاد في مدار الأعياد، ظلّت «التسوية الرئاسية» تتنقّل بين باريس التي تشهد العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم لقاءً بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس سعد الحريري الذي يلتقي أيضاً شخصيات من قوى 14 آذار، وبين الرياض التي يُرتقب أن يزورها رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، وبين بيروت التي تَنقّلَ فيها السفير السعودي علي عواض عسيري بين عين التينة والسراي الحكومي. علماً أنّ هذه التسوية حلّت طبَقاً دسماً في «العشاء الرئاسي» الذي أقامه النائب وليد جنبلاط في كليمنصو للمرشح الرئاسي غير الرسمي رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، فيما غاب الحديث عنها خلال زيارة فرنجية لرئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون في الرابية أمس، للتعزية بشقيقه. وفيما لاحظ الحاضرون في العزاء حصول «وشوَشة» لبعض الوقت بين الرَجلين، أشار فرنجية إلى»أنّهما لم يتحدّثا بالسياسة، لأنّ هذا واجب عزاء»، موضحاً أنّ ما من مشكلة في الأمر، وأنّهما سيتحدّثان لاحقاً بهذا الموضوع. أكّد مرجع كبير في اجتماع خاص أنّ التسوية المطروحة جدّية، وأنّ الاتصالات مستمرة في شأنها، ولا يجب ان نتسرّع في الكلام والاستنتاجات المسبَقة في هذا الصدد».
وأضاف: «هناك اتصالات على محورَين اساسيين: تيار «المستقبل» ـ «القوات اللبنانية» ورئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية».

وأشار المرجع الى انّ اجواء اللقاء الاخير بين فرنجية ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل «كانت جيّدة ولكن لم تؤدِّ الى نتائج فورية ملموسة، في اعتبار أنّ الاتصالات لم تُستكمل بعد وجاءت وفاة شقيق عون لتؤخّر هذه الاتصالات أياماً».

ورأى المرجع انّ «الموضوع يحتاج الى اتصالات اعمق على محور عون ـ فرنجية مباشرةً أو بالواسطة. ولفت الى انّ الجلسة الاخيرة من الحوار بين «حزب الله» وتيار «المستقبل» ركّزت على التسوية التي طرحها الحريري مع فرنجية، وكان هناك تشديد على ضرورة تعزيز التفاوض ومتابعة الجهود على محوري «المستقبل»ـ «القوات»، وعون ـ فرنجية.

لقاءات باريس

وإلى ذلك، تشهد باريس أولى حلقات الاتصالات التي باشرَها الحريري مع مختلف مكوّنات قوى 14 آذار ويلتقي لهذه الغاية اليوم وزير الاتصالات بطرس حرب الذي سينقل اليه حصيلة المشاورات التي شاركَ فيها على مستوى قوى 14 آذار ولا سيّما منها ما دارَ في اللقاء الذي جمعَ الشخصيات المستقلة في هذه القوى والوفد الكتائبي الذي زاره أمس الأوّل في منزله.

وعلمت «الجمهورية» انّ حرب تمنّى على المسؤولين الكتائبيين تأخيرَ اللقاء الذي كان مقرراً ظهر امس الاوّل مع موفد رئيس الحزب مستشاره ميشال الخوري، الى المساء ريثما يوجّه الدعوة الى المستقلين للمشاركة فيه ومناقشة الطرح الكتائبي الذي جالَ به ممثّلو الحزب على الرابية ومعراب، ولكي يتسنّى لحرب تكوين فكرة واسعة عن مواقف المستقلين قبل لقائه الحريري اليوم.

وعُلِم انّ الحريري كلّف مستشاريه توسيعَ مروحة الاتصالات والتي ستشمل بكركي فور عودة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي من الخارج وقبل اجتماع مجلس المطارنة الموارنة المقرّر غداً الجمعة لتقويم المرحلة الراهنة. وذلك لتوفير الأجواء التي تسمح بإعطاء دفع جدّي لمبادرته بترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية قبل إعلان أيّ موقف يمكن ان يشكّل مرحلة حاسمة من المراحل المتوقعة في إطار مبادرته وللتعبير عن جدّيته المضيّ فيها الى النهاية.

عسيري

في غضون ذلك، جددت المملكة العربية السعودية تشجيعها أيّ توافق لبناني لانتخاب الرئيس العتيد. وكرر سفيرها علي عواض العسيري الذي جال أمس على رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام للتهنئة بإطلاق العسكريين، التأكيدَ انّ الموضوع الرئاسي «شأن داخلي لبناني»، مشجّعاً ايّ توافق لبناني - لبناني ومشجّعاً على اللحمة بين اللبنانيين، وتمنّى «ان يكون هناك إنجاز لأنّ التطورات في المنطقة تتطلب ان يكون لبنان محصّناً».

المشنوق

من جهته، أكّد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق «وجود تقدّم جدّي في البحث حول إمكانية الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية»، لكنّه لفت إلى أنّ «الأمور لا تزال بحاجة إلى مزيد من التشاور». وقال المشنوق في حديث تلفزيوني: «يجب أن لا ننسى أنّ هناك قوى تمثيلية رئيسية في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية لم تقُل رأيها النهائي بعد، مثل «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» وربّما قوى أخرى لها شروط ومتطلبات».

وأضاف: «إنّ أزمةً عمرُها سنة ونصف سنة لن تنتهي خلال أيام أو أسابيع، والجزم والحسم يجب أن ينتظر معطيات لم تتحقّق بعد ويجب أن نعطي الأمور مزيداً من الوقت». وإذ لاحظ أنّ «جميع الأطراف مستعجلة»، رأى أنّ الامور «لن تتمّ خلال أيام أو أسبوعين، ربّما تحتاج إلى أسابيع، وهذا أمر عادي».

جنبلاط وفرنجية

وكان الحدث السياسي البارز أمس «العشاء الرئاسي» الذي أقامه جنبلاط لفرنجية في كليمنصو، يرافقه وزير الثقافة ريمون عريجي والوزير السابق يوسف سعادة وطوني سليمان فرنجية، في حضور وزيرَي الصحة وائل أبو فاعور والزراعة أكرم شهيّب، والنائبين غازي العريضي وعلاء الدين ترّو، وتيمور وليد جنبلاط.

وقال فرنجية بعد العشاء إنّ ترشيحه للرئاسة «حتى اليوم غير رسمي»، وأكد أنّ «كلّ ما قاله رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري هو جدّي لكنْ غير رسمي»، وأضاف: «8 آذار لن تذهب إلى الانتخابات إلا موحّدة، ورئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون أخ وصديق، ونحن في فريق واحد ومشوارُنا واحد».

وأوضَح انّ زيارته لجنبلاط هي للقول «إنّه أوّل من طرح إسمي في لبنان، ومهما كانت النتيجة من التسوية فأنا وجنبلاط في طريق واحدة»، مضيفاً «إنّني لا أريد أن أحرق المراحل، وكلّ شيء سيأتي في وقته، والوفاق الوطني أهمّ من كل شيء».

ورأى فرنجية أنّ «الجو الدولي والسعودي هو مناخ يدعو الى إتمام الاستحقاق الرئاسي»، موضحاً «إنني مع أيّ طرح آخر، لكنّ العرقلة فقط للعرقلة نرفضها، فإذا ضاعت هذه الفرصة فسنصبح في مكان خطِر جداً»، مضيفاً: «المسيحيون إنْ كان لهم عذرٌ مسيحي لرفضي فأنا سأمشي معهم لكنْ لن أقبل رفضي لمجرّد الرفض».

وقال: «إنّني لا أقوم بتسوية على حساب شيء لا أملك القدرة عليه، وبالتالي أنا لم أساوم على القانون الانتخابي»، وأضاف: «إنّني لست مع قانون انتخابي يلغي طائفة معينة»، مؤكّداً «أنّ في ثوابتنا علينا الوصول إلى منتصف الطريق ووضع لبنان أمامنا وحلّ المشكلة الحقيقية».

جنبلاط

بدوره، قال جنبلاط: «لأننا لم نستطع على مدى سنة ونصف ان نتوصّل الى رئيس توافقي، أتَت فرصة رئيس تسوية المتمثّل بفرنجية». وأضاف: «سأساعد على طريقتي في تذليل العقبات ضمن الإمكانات، وأيّاً كانت النتائج فالعلاقة بيننا مستمرّة للتاريخ».

وكان جنبلاط أكد في مقابلة مع «أورو نيوز» أنّه كان من السبّاقين الذين سمّوا فرنجية مرشّحاً للرئاسة. وقال: «ولِمَ لا؟ على مدى سَنة ونصف السنة ونحن ندور على أنفسنا ونَعقد جلسات فارغة في المجلس النيابي، جلسات لا معنى لها. فلِمَ لا؟ في النهاية، لبنان مقسّم سياسياً بين مناصرين للنظام السوري وإيران إلى حدّ ما، هناك ما يطلَق عليهم اسم السياديين، هؤلاء السياديون لا يعتمدون على أنفسهم فوراءهم دوَل مثل أميركا والسعودية، إلخ».

ورفضَ جنبلاط المشاركة في نظرية أنّ النظام السوري اختارَ فرنجية، لافتاً الى أنّه يتحمّل مسؤولية ما يقول. وقال: «أعتقد أنّ بشّار الأسد لديه هَمّ أكبر منّا، ثمّ ماذا سيكسب بشّار في لبنان؟ لديه حزب الله وورّطَه في القتال في سوريا، فماذا يستطيع أن يكسب؟ لا شيء.

وكما قلت لك، الصراع ما يزال في بدايته. لنعمل صفقة. في النهاية السياسة تسوية». وقبَيل العشاء جال موفدون جنبلاطيون على بعض المرجعيات السياسية تحضيراً له. فزار ابو فاعور برّي للتشاور في سُبل مقاربة مبادرة الحريري. وقالت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية» إنّ جنبلاط والحريري تشاورا هاتفياً في جديد المواقف قبَيل عشاء كليمنصو.

بدوره، أكد ابو فاعور «أنّ التسوية المطروحة اليوم هي تسوية افضل الممكن وأفضل المتاح، وإذا كانت لا ترضي كلّ الاطراف فهي بالحد الادنى ربّما تخلق ميزاناً جديداً في البلاد من التمثيل السياسي العادل لكلّ القوى السياسية، وربما تكرّس التوازن السياسي المطلوب لتسير عجَلة الدولة». وشدّد على «أنّ ايّ تسوية يجب ان تستقطب تنازلات معيّنة من الجميع، ونحن من هذه الاطراف.

أمّا التصرّف بمنطق «أنا ومن بعدي الطوفان» فأعتقد أنّه بات يقود البلاد الى منزلقات خطيرة جداً». ولفتَ الى انّ جنبلاط «يخشى من الدخول في المجهول إذا لم تسِر هذه التسوية». وحضّ الجميع إلى الإقبال على التسوية المقترحة.

موقف «القوات»

وشرحَ نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان موقف «القوات» من التسوية المطروحة فأكّد انّها «ترفض أيّ تسوية تتعلق بأشخاص»، وقال: «إنّ البحث في رئاسة الجمهورية ينطلق من المشروع الذي على أساسه ترَشّح رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، ونحن لا نقَيّم الأشخاص بل مشروعهم وموقفَهم من القضايا».
وأضاف: «عندما نريد ان نحارب في سوريا فهذا يعني انّنا خارج القانون، ولا تنتظروا من «القوات» ان تدخل في أيّ تسوية تكون بعيدة عن الدستور والقانون».

وأكّد أنّ «14 آذار مشروع متكامل وليس ملك أحد، وليس ملك «القوات» اللبنانية، بل هو ملك الناس الذين استشهدوا لكي يبقى هذا المشروع، وإذا انهار ستسقط الدولة اللبنانية بين أيدي الذين لا يريدون الدولة اللبنانية. لذلك نحن نتمسّك بهذا المشروع».

قهوجي

على صعيد آخر، أكّد قائد الجيش العماد جان قهوجي «العمل بكلّ السبل المتاحة لتحرير بقيّة العسكريين المخطوفين وعودتهم إلى كنف عائلاتهم ومؤسستهم»، مشدّداً على أنّ «الجيش لم ولن يساوم على أيّ إرهابي ثبتَ ضلوعه في قتل العسكريين».

وشدّد قهوجي، خلال تفقّده قاعدتَي بيروت والقليعات الجوّيتين على أنّ «الظروف التي رافقت ما جرى بالأمس، لن تؤثر إطلاقاً على قرار الجيش الحازم في مواصلة التصدّي للتنظيمات الإرهابية على الحدود الشرقية، وصولاً الى التحرير الكامل لهذه المنطقة وعودتها الى السيادة اللبنانية»، وأكّد «جهوزية المؤسسة العسكرية للحفاظ على مسيرة السِلم الأهلي وحماية المؤسسات، ومواكبة مختلف الاستحقاقات الدستورية والوطنية».
«لجنة الترحيل» تُسلّم سلام اليوم تقاريرها تمهيداً لفضّ العروض وفرنجية يعزّي عون ويقدّر جنبلاط: لاغتنام الفرصة
المستقبل
إلى أمد غير بعيد جاء هذه المرة إرجاء جلسة الانتخابات الرئاسية الى 16 الجاري وفق التوقيت الذي حدّده رئيس المجلس النيابي نبيه بري وشرّع من خلاله أبواب المجلس واسعاً أمام تحليل وتأويل ما إذا كان توقيتاً موقوتاً على ساعة التسوية الرئاسية المطروحة قيد البحث والتداول. وبينما تتجه آلة الرصد الإعلامي والسياسي صباح اليوم إلى باريس حيث يلتقي الرئيس سعد الحريري عند العاشرة والنصف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حسبما أعلن المكتب الصحافي في الإليزيه، على أن يستأنف الحريري بعدها حركة مشاوراته الوطنية حيال المستجدات والتطورات الرئاسية باستقبال وزير الاتصالات بطرس حرب في العاصمة الفرنسية، استقطبت على المستوى المحلي أمس صورة تعزية رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون واجهة التغطيات الإعلامية من زاوية التقاطها بعدسة «رئاسية» سرعان ما انتقلت مساءً إلى كليمنصو لمواكبة زيارة «التقدير» التي قام بها فرنجية «لأحد ركائز الوطن وليد بك جنبلاط» باعتباره أول من طرح اسمه لرئاسة الجمهورية، مجدداً الثقة في الوقت عينه بـ«صدق وجدية» الحريري في مبادرته الوطنية، مع دعوته في المقابل الأفرقاء الآخرين إلى اغتنام «الفرصة» أو تقديم فرصة بديلة لإنهاء الفراغ لأنّ إضاعتها قد تذهب بالبلد إلى «الأسوأ».

وعشية عودة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي إلى بيروت مساء اليوم، علمت «المستقبل» أنّ فرنجية يعتزم زيارة بكركي خلال الساعات المقبلة للتشاور معه في المستجدات الحاصلة على الساحة الرئاسية، في وقت يترقب المتابعون ما سيخرج به الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة الموارنة في اليوم نفسه من مضامين ذات أبعاد رئاسية سيّما في ضوء انعقاده وسط أجواء التداول بارتفاع حظوظ ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية بموجب تسوية وطنية تُنهي عهد الفراغ المقيم في قصر بعبدا منذ أكثر من عام ونصف العام.

فرنجية ـ جنبلاط: طريق واحد

إذاً، أولم رئيس «اللقاء الديمقراطي» مساءً على شرف رئيس تيار «المردة» في منزله في كليمنصو حيث صرّح فرنجية للصحافيين مؤكداً أنه وجنبلاط سيكونان «في طريق واحد في المستقبل»، وأشار في ما يتعلق بمبادرة ترشيحه للرئاسة إلى أنه ينتظر أن تصبح «مبادرة رسمية يعود للرئيس الحريري أن يقرر توقيت إعلانها».

وفي حين أعرب عن ثقته بأنّ «قوى 8 آذار لن تذهب إلى الانتخابات (الرئاسية) إلا موحّدة»، حرص فرنجية في هذا السياق على التذكير بأنه وعون «في فريق واحد» مؤكداً أنه سيزوره «في الأيام المقبلة»، إلا أنه عاد فأوضح أنه ليس مستعجلاً ولا يريد «حرق المراحل» في ما خصّ ترشيحه الرئاسي وقال: «لا نريد إلغاء أحد أو إقصاء أحد، الأمور تأتي بهدوء وفي جو وفاقي».

فرنجية الذي أكد بناء ترشيحه على قاعدة «إقناع فريقنا وطمأنة الفريق الآخر»، أردف مستطرداً: «الجوّ الدولي ملائم لإتمام الاستحقاق الرئاسي، ومن لديه (في الداخل) طرح آخر فنحن معه، أما إذا كان الطرح الآخر للعرقلة فقط، فبالطبع هذا لا نقبله». وعما إذا كان مستعداً لتولي سدة الرئاسة في ظل معارضة مسيحية لذلك أجاب: «أنا مسيحي مثلهم وقد أكون أكثر، فإذا كان لديهم عذر مسيحي لرفضي فإنني سأمضي وأؤدي التحية لهم، أما إذا كان عذرهم شخصانياً فليسمحوا لنا بذلك».

ورداً على سؤال، أكد فرنجية أنه لا يقوم بتسوية على حساب قانون الانتخابات، مجدداً رفضه أي قانون جديد «يلغي طوائف أو مكونات سياسية»، مع التشديد على أنّ مشروعه الرئاسي هو «مشروع وفاقي» يرتكز على ضرورة الترفع عن «التفاصيل الصغيرة» والتركيز على «بناء لبنان وتنميته وازدهاره وحل مشكلات المواطنين»، مضيفاً: «ثوابتنا أن نلاقي بعضنا البعض في منتصف الطريق، تحت شعار كيف نخلّص لبنان ونحل مشاكله المتفاقمة سواء أكانت اقتصادية أم معيشية».

بدوره اكتفى جنبلاط بكلمة مقتضبة رحّب فيها بالضيف الرئاسي، وقال: «عندما لم نستطع على مدى سنة ونصف السنة التوصل إلى رئيس توافقي، أتت فرصة رئيس تسوية الممثل بسليمان بك فرنجية وسأساعد على طريقتي في تذليل العقبات ضمن الإمكانات».

تقارير «الترحيل»

على صعيد حيوي منفصل، علمت «المستقبل» أنّ اللجنة المختصة بدرس ملف ترحيل النفايات إلى خارج البلاد ستقوم اليوم بتسليم رئيس الحكومة تمام سلام التقارير الفنية والإدارية والقانونية التي أعدتها حول الملف، تمهيداً للانتقال إلى مرحلة فضّ العروض المقدمة من الشركات المهتمة بترحيل النفايات اللبنانية وتحديد مدى تطابقها مع الشروط التقنية والبيئية والقانونية الموضوعة لهذا الغرض وانتقاء العرض الأمثل من بينها لتولي هذه المهمة على أن يُحال الملف بعدئذٍ إلى مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب بشأنه.
عدوان: نرفض أي تسوية تتعلق بأشخاص والجلسة 33 ولا رئيس.. والموعد يتجدد بعد أسبوعين
المستقبل
كما في كل مرة منذ عام ونصف العام، أرجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة الـ32 لانتخاب رئيس الجمهورية الى ظهر الأربعاء 16 كانون الأول الجاري انطلاقاً من السبب نفسه: عدم اكتمال النصاب القانوني.

ولم يبد أن الأجواء التي واكبت هذا الاستحقاق وعلى علاقة بالتسوية الرئاسية، رفعت عدد النواب الحاضرين أو غيرت من توجهاتهم السياسية. فبقي القديم على قدمه، بمعنى أن عدد النواب لم يتعد الـ39 وقد توزعوا بين 14 آذار و»اللقاء الديموقراطي» وكتلة «التنمية والتحرير»، في حين غابت بقية مكونات 8 آذار أي تكتل «التغيير والإصلاح« وكتلة «الوفاء للمقاومة«.

وبعد الإعلان عن رفع الجلسة، عقد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان مؤتمراً صحافياً أكد فيه رفض «القوات« أي «تسوية تتعلق بأشخاص»، مذكراً باًن «التسوية التي يتمسك بها الحزب هي العودة الى الدولة، والقانون والدستور». ورفض أيضاً «ما يُحكى عن تسويات دولية»، معتبراً أن «اللبنانيين هم أخبر بمصلحة بلادهم». وأكد التزام «القوات» مشروع 14 آذار «لا الأشخاص«.

وكرر أن «القوات» تنطلق في مواقفها من «مبادئ ثابتة وتصور ومشروع سياسيين». وأوضح أن البحث في الرئاسة الأولى يجب «أن يتناول كيفية التعاطي دستورياً بالقضايا في لبنان، ويشرح موقفنا من القرارات الدولية بدءاً من المحكمة الدولية الى القرار 1701، الى عدم التدخل في الشأن الداخلي، الى ما يجري في سوريا، وتالياً، عندما يُطرح علينا أي موضوع، فنحن لا نقوّم الأشخاص إنما نقوّم مشروع الأشخاص وموقفهم من هذه القضايا«.

وقال: «التسوية في لبنان تفرض أن يكون الحديث عن تسوية بين المشروعين المطروحين، أي مشروع الدولة ومشروع خارج الدولة، أي أن نتحدث عن الدستور والقسم عليه وسقف القانون وذلك الخارج عنه. فعندما نحارب في سوريا نكون خارج القانون، وعندما يتخذ القرار في الحكومة نكون ضمن القانون، وعند التفرد بقرار الحرب والسلم خارج الحكومة نكون نحن خارج القانون. فلا تنتظروا منا كقوات لبنانية أن ندخل في تسويات تتعلق بالأشخاص». وأكد أن «يدنا ممدودة لأي تسوية شرط أن تكون لإنقاذ بلدنا من خلال العودة الى الدولة، والدستور والقانون«.

أضاف: «لم نتعلم بعد كل ما حصل لنا كلبنانيين بأن لا نسمع من الخارج. ألم نعرف جميعنا كلبنانيين أن أميركا تهمها مصلحة أميركا وليس مصلحة لبنان؟. برأيكم، هل هناك سفير أجنبي أو دولة أجنبية تعرف مصلحة لبنان أكثر منا نحن كلبنانيين؟، وهل هذه الدول تعيش مشكلاتنا أو تشعر بهموم الناس ومشكلاتهم؟، وهل هذه الدول تعيش الهاجس الأمني الذي نعيشه نحن؟، وهل تشعر هذه الدول بالوضع الاقتصادي المتدني الذي نعانيه بسبب اللااستقرار واستجلاب حروب الآخرين الى بلدنا؟«.

وتابع: «ليسمح لنا هؤلاء. نحن أخبر ببلدنا ونعيش معاناة، وعندما يكون هناك قرار يتعلق بلبنان علينا نحن أن نتخذه لا أن يتخذه الآخرون، وأن تكون لدينا الجرأة في اتخاذ القرار«.

ثم تحدث عن موقف «القوات» من 14 آذار، قائلاً: «إنها مشروع وليست أشخاصاً. فلا تتوقفوا أمام أشخاص، أو أفراد أو أحفاد». وكرر تأكيد التزام مشروع 14 آذار: «نفاوض الآخرين، ونتفق ونختلف معهم انطلاقاً منه. فهو ليس ملكاً للقوات اللبنانية. إنه ملك الناس والذين استشهدوا ودفعوا الدم حتى يبقى. ففي اليوم الذي يسقط هذا المشروع ستسقط فيه الدولة اللبنانية نهائياً بين أيدي الذين لا يريدونها أن تنهض وتنجح. لذا، نحن أيضاً، ومجدداً، نؤكد أننا متشبثون بمشروع 14 آذار«.

ورداً على سؤال عما إذا سيواصل حضور جلسات الانتخاب في حال رشح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية رسمياً أم سيقاطعها، أجاب: «إن حضور الجلسات مبدئي. في الرئاسة، هناك طرح لأسماء وليس هناك ترشح رسمي، وفي أي جلسة تعقد الباب مفتوح لكل نائب في أن يصوت لمن يريد، وتالياً أي جلسة تعقد تكون مفتوحة للتصويت لأي اسم مطروح من الأسماء التي باتت معروفة«.

وعما إذا كانت «القوات« أبلغت رسمياً، كفريق 14 آذار، أن هناك اتجاهاً الى التصويت لصالح فرنجية، أجاب: «عقدنا اجتماعات عدة كفريق 14 آذار حيث آراء عدة نناقشها سوية. وما يهمني اليوم هو أن يكون الرأي واضحاً، ونحن كقوات عندنا رأي واضح وعبّرت عنه«.

وعما إذا كانت «القوات» ضد فرنجية لأنه يحمل مشروعاً يدعم سوريا والمقاومة و»حزب الله»، أجاب: «لا نتخذ موقفاً من أشخاص. نحن نسأل المرشح ما طرحه ومشروعه العلني. وإذا وصل الى سدة الرئاسة فهل يلتزمه ولماذا؟». سئل: الى أي مدى يمكن أن يؤثر الفيتو المسيحي في ترشيح فرنجية؟، فأجاب: «الموضوع لا يزال في بدايته. أكيد أن هناك خيارات ومواضيع أخرى مطروحة، وعندما تطرح كلها سنرى كل فريق الى جانب من سيكون موقفه«.
جنبلاط يسأل سماحة: هل كنت تعلم بمحاولة اغتيالي عام 1983؟
نشر رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر» أمس، صورة لمحاولة إغتياله في العام 1983، وكتب معلقاً: «الله يرحمك يا جمال صعب». وقال: «بالمناسبة، كان العميد محمد بكار آنذاك مقدماً، أوصلني مع أم تيمور إلى المستشفى، تحية للرفيق المناضل أبو حسن«.

أضاف: «في هذا النهار كان رجا فخر الدين الى جانب جمال صعب في السيارة، التحية له، والقدر اصطفى جمال، كنت أتناول الغداء مع ميشال سماحة في منزل صديقي توما عريضة رحمه الله، والسؤال الذي يطرح نفسه هل كان ميشال سماحة على علم بمحاولة الاغتيال هذه التي حصلت بعد الغداء وعند مغادرتي منزل توما عريضة؟».
 
أبو فاعور أكد أن التسوية المطروحة أفضل الممكن وبري: بين الدموع والشموع فضيحة سيادية
المستقبل
وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري ما جرى لحظة تنفيذ صفقة التبادل أول من امس مع «جبهة النصرة« لاطلاق العسكريين بـ «الفضيحة السيادية«.

ونقل النواب عنه بعد لقاء الاربعاء في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة امس، تأكيده «أهمية اللقاءات والاتصالات الجارية في اطار تعزيز المناخ التوافقي في البلاد«، مشدداً على أن «الحوار يبقى المسار الصحيح لمعالجة مشكلاتنا، وأن التوافق هو الخيار الطبيعي في مقاربة كل القضايا والاستحقاقات المطروحة«.

وعما حصل أول من أمس، اكتفى بالقول: «بين الدموع والشموع حصلت فضيحة سيادية، ومبروك لأهالي العسكريين«. وجدد التأكيد على «ضرورة الاسراع في معالجة أزمة النفايات«، معتبراً أنه «لا يجوز أن نبقى في دائرة الانتظار«.

واستقبل بري في اطار «لقاء الاربعاء« النواب: علي عمار، بلال فرحات، ايلي عون، حسن فضل الله، علي فياض، كامل الرفاعي، علي بزي، علي خريس، عبد المجيد صالح، ياسين جابر، ميشال موسى، نوار الساحلي، ايلي عون، وليد خوري، هنري حلو وقاسم هاشم.

وعرض للمستجدات مع وزير الصحة وائل أبو فاعور، موفداً من رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط في حضور وزير المال علي حسن خليل..

وأوضح أبو فاعور أن اللقاء «في اطار السعي الدائم بين دولته والنائب جنبلاط لايجاد حلول للأزمة السياسية العالقة. والواضح أن التسوية المطروحة اليوم هي تسوية أفضل الممكن وتسوية أفضل المتاح، واذا كانت لا ترضي كل الاطراف السياسية وكل المصالح السياسية أو كل الامزجة السياسية فهي في الحد الادنى ربما تخلق وتكرّس ميزاناً جديداً في البلاد من التمثيل السياسي العادل لكل القوى السياسية، وربما تكرّس التوازن السياسي المطلوب لكي تسير عجلة الدولة بالاضافة الى ملء الشغور في رئاسة الجمهورية واطلاق عمل الحكومة ومجلس النواب، وبالتالي الدخول الى مرحلة سياسية جديدة«.

أضاف: «ربما تكون هناك ملاحظات أو اعتبارات سياسية أو شخصية لدى عدد من الاطراف السياسية بالنظر الى هذه التسوية، ولكن أي تسوية يجب أن تستقطب تنازلات معينة من كل الاطراف، ونحن من هذه الاطراف. اما التصرف بمنطق «أنا ومن بعدي الطوفان» فأعتقد أنه بات يقود البلاد الى منزلقات خطيرة وخطيرة جداً. وليس من باب التهويل وليد جنبلاط يخشى اذا لم تسر هذه التسوية نكون لا سمح الله ندخل في المجهول، المجهول الدستوري، المجهول السياسي، ونخشى أن يكون أي مجهول من أي نوع آخر أمني أو غير ذلك. لذلك نحثّ كل القوى السياسية على الاقبال على هذه التسوية المقترحة مع كل الآراء المختلفة، واذا كان هناك من طروح وتحسينات وآراء يمكن أن تطرح ولكن تحت ظلال هذه التسوية التي نعمل لأجلها بكل اقتناع واصرار«.

ورداً على سؤال عما اذا كنا اليوم أمام فرضية اما فرنجية أو الفوضى، أجاب: «هذا ليس صحيحاً. أولاً سليمان فرنجية لا يحتاج الى التوقيع او الاعتراف بمسيحيته ومارونيته، فهو واحد من المرشحين الاربعة الاقوياء الذين قيل عنهم أقوياء وتم الاتفاق عليهم في بكركي، وبالتالي هذا أمر يجب أن يخلق مناخاً مسيحياً ايجابياً. عندما كنا نطرح مرشحين آخرين كان يقال لماذا تهربون من الاقطاب الذين التقوا في بكركي؟. اليوم هناك طرح لأحد الاقطاب وهو يمثل تحالفاً سياسياً مقابل تسوية في الحكومة وفي اجراء الاستحقاقات الاخرى تعيد انتاج التوازن في البلاد. لا أحد يطرح فرنجية أو الفوضى ولكن هذه الفرصة هي الفرصة المتاحة والموجودة اليوم وهي أفضل الممكن، فلماذا لا نقبل عليها وتحصل كل القوى السياسية على كل الضمانات السياسية التي تريدها؟«.

وعن وجود اعتراض مسيحي في موضوع قانون الانتخاب حيث جرى الكلام عن أن فرنجية مقابل قانون الستين، قال: «هذا ليس صحيحاً على الاطلاق. ليس في التسوية المقترحة أن سليمان فرنجية مقابل قانون الستين. سليمان فرنجية مقابل حكومة وحدة وطنية واجراء الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها، ولجنة قانون الانتخاب بدأت نقاشها في مجلس النواب وعندما نصل الى صيغة جديدة نجري الانتخابات على أساسها، وهذا لا يعني أن هناك من يريد مقايضة قانون الستين برئيس جمهورية، وبالتالي سليمان فرنجية من 8 آذار وعندما يتكلم البعض يتكلم وكأن فرنجية من 14 آذار ولكن الحقيقة أنه من 8 آذار«.

وعن قول رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون ان على 8 آذار أن تختار اذا كان الرئيس من 8 آذار، أجاب: « الامر متاح لـ 8 آذار من أجل أن تتوافق، فهي توافقت على مرشح هو العماد عون سابقاً ولم يتم التوافق عليه وطنياً، اليوم هناك مرشح آخر من 8 آذار ربما نستطيع أن نستنبط توافقاً وطنياً حوله، فما هي المشكلة؟«.

وعن موعد حصول فرنجية على الترشيح الرسمي بعد الترشيح الجدي، قال: «هناك مداولات تجري ولكن توقيت الاعلان لا أعرفه، وأعتقد أنه أصبح هناك مناخ عام غالب في البلاد أن هذه التسوية يجب أن تسير والا كما قلت نحن ندخل في مجهول لا نعرف الى أين يمكن أن يؤدي«.
جندي عائد من الأسر يروي قصته: تعلمت أن أعطي الحياة ما تريد
الحياة..بيروت - أمندا برادعي 
لم يتمكن العسكريون اللبنانيون المحررون من أسر «جبهة النصرة»، من العودة إلى حياتهم الطبيعية في اليوم الأول من الحرية بين عائلاتهم وأحبائهم، إذ غصّت منازلهم بالأقارب والزوار المهنّئين بعودتهم.
487  يوماً من الأسر في جرود عرسال عرف العسكريون الـ 16 المحررون خلالها لوعة التأرجح على حافة الحياة والموت. كانت أوائل أيام الأسر، الأشد قسوة وتأثيراً عليهم. نقلوا بين ثلاثة مغاور خلال ثلاثة أشهر، خلال تلك الفترة ظلّوا معصوبي العيون، مكبّلي اليدين وينامون على بطانيات، تعرّضوا مرة إلى الموت حين سقطت براميل متفجرة على بعد أمتار من مكان تواجدهم. كانت فكرة الموت عندهم واردة في كل لحظة. إلاّ أنهم سرعان ما «تأقلموا» مع أوضاعهم وحالتهم ونسجت «علاقات اجتماعية» بينهم وبين المسلّحين.
صحيح أن يوم إطلاق سراح العسكريين بدأ ماطراً، لكن سرعان ما أشرقت الشمس كي يروها للمرة الثالثة خلال سنة وأربعة أشهر، فهم لم يروا النور إلا مرتين حين سمح لهم بالخروج ليلعبوا بالثّلج والتقاط الصّور لهم.
لامع مزاحم الذي التقته «الحياة» بعد يوم من الحريّة لن يحلم بعد اليوم ولن يطمح لأن يصبح ما يريد، علّمته تلك التجربة التي اختبره فيها الله، كما يقول، أن يعطي للحياة ما تريد. ويقول: «مثلما تريد الحياة أنا سأتعامل معها، ولكن ليس مثل ما أريد أنا ستمشي الحياة، صرت اكثر واقعية وعقلانية، ما مررنا به علمني حتى كيف أموت».
هو ثاني أصغر عسكري محرر، من بلدة يحمر في البقاع الغربي (24 سنة)، تخيّل أنه رحل من الدنيا في لحظات...»عشت بدنيا غير دنيا، لم أتصوّر في حالات اليأس التي مررنا بها أن أخرج إلى الحرية وزملائي وأرى الناس والسماء والسيارات وأسمع زماميرها، كانت ظروفاً صعبة».
يروي مزاحم بعض اللحظات الأولى من الأسر، ويقول: «كنا ثلاثة في فصيلة عرسال عندما أتى مسلّحون واقتادونا إلى مكان تواجد الشيخ مصطفى الحجيري، وهناك كان مسلّحون من تنظيم داعش اقتادوا 4 جنود لبنانيين (بينهم الجندي الشهيد محمد حمية) مصابين إلى المكان نفسه حيث مستوصف الحجيري، ثم أتى مسلحون من جبهة النصرة وأخذونا كلنا، وبعدها انقسمت العلاقة بين الطرفين».
استقر العسكريون الـ16 بعد ثلاثة أشهر من التنقّل في مغارة بلغ عمقها 7 أمتار، يقول مزاحم. ويضيف: «نأكل كما يأكلون، كل يوم جمعة يجلبون لنا المونة لنحضّر أكلنا، عدا عن تزويدنا بطبخهم».
أكثر الأيام قسوة، يقول مزاحم إنها «كانت عندما نسمع القصف يقترب منا وكان المسلحون يتهمون الجيش اللبناني وحزب الله والجيش السوري بأنهم يريدون التخلّص منّا، عندما رمى الجيش السوري، كما قالوا البراميل المتفجرة، على بعد 7 أمتار من مكاننا كنا رحنا فيها لولا لطف الله».
ويؤكّد أنهم لم يجبروا على شيء إلا عندما يتحدثون أمام الكاميرا، لافتاً إلى أن المسلحين كانوا «يطلعوننا على مقاطع فيديو لأهلنا عندما قطعوا الطرق».
يخلط مزاحم الأفكار وكل ما يتذكّره عن يوميات الأسر، فيعود إلى الطعام، ويقول: «كنا نأكل الرز والعدس والمعكرونة ومرة أو مرتين في الشهر اللحوم، نحرنا خروفاً في عيد الأضحى. كنا نطلب مرة شوكولا ومرة طاووق ومعلّبات لكن من مصروفنا الخاص الذي نتسلّمه من أهلنا خلال زياراتهم أو بطريقة ما».
ويضيف: «ربّينا ذقوننا، لأننا كنا مجبرين على ذلك».
وعن علاقاتهم الشخصية مع المسلحين، يقول: «بعضهم تأثروا بفراقنا، كانوا يأكلون معنا في بعض الأوقات ونشرب الشاي... كانوا يحزنون على ظروفنا، لأننا عشنا معهم مثلنا مثلهم، المكان الذي يجلس فيه الشخص لوقت سيفتقده».
وعن إبلاغهم بقتل الجندي محمد حمية، يلفت إلى أن «مسلحين دخلا الغرفة وطلبا حمية بحجة أن هناك اتصالاً ينتظره، وبعد 40 يوماً عرفنا أنه قتل من مسلحين شاهدوا عملية الإعدام، وبعد شهر قتل علي البزال. ولكن لا نعرف ظروف قتلهما وبعد قتلهما، قلنا سيأتي دورنا».
مزاحم الذي بدأ حياته من جديد لا يعرف إذا كان سيستمر في السلك العسكري، ويقول: «لا يمكنني أن أحدد بعد».
أما العريف في قوى الأمن الداخلي سليمان الديراني من بلدة قصرنبا فيقول لـ«الحياة» إنه لا يشعر بتردد في العودة إلى السلك العسكري «ولكن أي عمل سأختاره سأدرسه، المؤسسة العسكرية ستقوم بكل واجباتها تجاهنا، ما زلت أتبع مؤسسة لا يمكنني أن أتصرّف من رأسي». ويضيف: «بعد سنة و 4 أشهر على الأسر زاد صبري، كنت عصبياً قليلاً ولكن الآن لا». ويؤكد الديراني أن المسلحين لم يجبرونهم على شيء وأن حمية وعلي البزال كان لديهما شعور أنهما سيقتلان منذ بداية الخطف.
باريس تنبّه إلى عدم استبعاد عون وجعجع من التسوية على انتخاب فرنجية رئيساً
الحياة...باريس - رندة تقي الدين 
ينتظر أن يستفسر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري حين يستقبله صباح اليوم في باريس عن التطورات في الملف الرئاسي اللبناني في ضوء المعلومات عن احتمال التوصل الى تسوية على انتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية.
وإذ ترحب الأوساط الفرنسية المسؤولة «بأي اتفاق لبناني لانتخاب رئيس»، فإنها تؤكد أنها لا يمكن ان تكون كررت على مدى ١٨شهراً ان فرنسا لا تضع أي فيتو على أي مرشح للرئاسة في لبنان وان ليس لها مرشح رئاسي، لتقول في اللحظة الاخيرة أن هذا مرشح غير مناسب، هذا فضلاً عن ان ليس لديها شيء ضد سليمان فرنجية.
وفي تقدير باريس ان انتخاب رئيس «بسرعة في لبنان ضروري، لأن تزايد خطورة ما يحدث في المنطقة عامل ضاغط كبير جداً، والناس في لبنان اعتادوا على الفراغ وعلى القول ان مشكلة انتخاب الرئيس لن تحل إلا بعد انتهاء الصراع السوري، وهذا كارثي للبنان، لأنه يجعل منه ضحية أكثر من جانبية للصراع في سورية. وبما ان الصراع السوري لن يحل بعصا سحرية فإن ذلك سيعني أن الوضع في لبنان سيستمر في التدهور على كل الصعد من مشكلة اللاجئين إلى الوضعين الامني والاقتصادي، مع غياب القرار».
وتضيف الأوساط المسؤولة:» إذا كان انتخاب الرئيس في لبنان لا يبعد البلد كلياً عما يحدث في سورية، لكنه يتيح في المقابل أخذ القرارات العملية على رغم الأزمة السورية. وإذا تمت هذه التسوية بين الحريري وفرنجية ستظهر كتسوية من صنع لبناني وليس من الخارج وان بإمكان اللبنانيين أن يتوصلوا الى اتفاق. وتواجد الحريري على رأس الحكومة مع فرنجية رئيساً يعيد التوازن إذا اعتبر بعضهم أن مجيء فرنجية هو انتصار لبشار الأسد».
وأوضحت المصادر الفرنسية المسؤولة أن «التسوية المطروحة جدية، خصوصاً إذا وافق عليها «حزب الله» بحيث يكون لفرنجية الاصوات المطلوبة لانتخابه»، لكن باريس تلفت نظر جميع الفرقاء في لبنان إلى أنه «إذا وافقت قوى 14 آذار على تجيير أصواتها لمرشح من 8 آذار، ينبغي ألا يكون ذلك انتصاراً لطرف على آخر، بل يجب ان يكون ذلك في اطار اتفاق صلب على بعض النقاط الاساسية، خصوصا مسألة سياسة النأي بالنفس عن سورية، وهذا هو الأساس».
وأضافت الأوساط نفسها ان هذه التسوية «هي مسألة ثقة، فـ «حزب الله» لن يتغير، ما يعني ان الانقسام الموجود على الساحة اللبنانية سيبقى، وكذلك تضارب المصالح». ودعت باريس فرنجية والحريري إلى «ضرورة التنبه الى عدم ترك زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خارج الاتفاق حتى لا تصبح التسوية إسلامية، ضد معارضة مسيحية»، مشيرة إلى صعوبة إيجاد قانون انتخابي مناسب للجميع. ورأت الأوساط الفرنسية أن «انتخاب فرنجية ممكن شرط ان يتمكن الحريري من التأكد من إمكان ممارسة الحكم في ظروف سياسية مضمونة ومقبولة». وسألت:» كيف يكون ذلك اذا كان القانون الانتخابي غير مناسب له»؟ ومسألة الثقة مهمة جداً في نظر باريس، «فهل سيتمكن فرنجية فعلاً، من أن يكون رئيساً للبنان وأن يبقي بلده على مسافة من النظام السوري؟».
وترى الاوساط في الوقت نفسه أنه «إذا وصل فرنجية الى سدة الرئاسة، قد يهدف الى أن يصبح رئيس بلده قبل كل شيء، خصوصاً ان الأسد الآن عبء وهو لا يمثل خياراً استراتيجياً لأنه يحرج الجميع بمن فيهم الروس والايرانيون»، ولذا لا تعتقد باريس أن لفرنجية مصلحة في أن يكون رجل بشار في لبنان، «ويعرف فرنجية أنه ليس من مصلحة لبنان أن يغير سياسته ليكون مع بشار الاسد لأنه يفقد دعم وصداقات الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الاوروبي ودول الخليج. ولبنان بحاجة الى ان يكون بلداً متوازناً في علاقاته. والمسألة ليست في شخص فرنجية، ولكن يجب الإعتماد على الصيغة التي سيرسو عليها توازن القوى في لبنان».
وأكدت الأوساط أن باريس وواشنطن «تشاورتا حول الموضوع وأن العاصمتين ترحبان بضرورة انتخاب رئيس في لبنان في أسرع وقت وبأي تسوية يتفق عليها اللبنانيون وبالطبع بتسوية قائمة على انتخاب فرنجية رئيساً مع الحريري رئيساً للحكومة على ألا يترك الاطراف المسيحيون خارج الاتفاق».
وتجدر الاشارة الى ان مسؤولين خليجيين اعتبروا في أحاديث مع «الحياة» أن فرنجية «شخصية محترمة» تقدر وضعه على رغم انه حليف لبشار. إلا أن هؤلاء المسؤولين الخليجيين نقلوا عن جعجع تخوفه من ان حليفه الحريري يندفع نحو قبول أي صفقة يقدمها له «حزب الله»، وهم يرون أنه إذا حصل اتفاق على رئيس فهذا امر جيد و الدول سترحب بانتخاب الرئيس في لبنان. وتابع المسؤولون الخليجيون، ان بمجرد انتخاب رئيس في لبنان وهدوء الأمور فيه، وحتى لو بقي الضغط السوري على المنطقة، فإن الخليجيين سيعودون إلى زيارة لبنان بمئات الآلاف إذ يتطلع عدد من مواطنيهم الى رفع حظر حكوماتهم عن التوجه الى لبنان في حال هدأت أوضاعه.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,514,565

عدد الزوار: 7,636,495

المتواجدون الآن: 0